رؤيا البقر – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا البقر – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: الْبَقر لمن ملكهَا: معيشة أَو امْرَأَة أَو دَار أَو سنة أَو فَائِدَة أَو خدمَة، فَإِن كَانَت مليحة فَذَلِك خير، وَإِلَّا فَلَا. وَكَذَلِكَ الثور: وَهُوَ دَال على الرجل الْكثير النَّفْع، فَأَما إِن نطحه أَو رفسه أَو آذاه تنكد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ. وَأما من ذبح وَاحِدًا من ذَلِك أَو مَاتَ عِنْده ذهب من ذَلِك الْمَكَان إِنْسَان أَو بطلت معيشة. وَيدل ذَبحهَا فِي الْمَكَان الَّذِي لم تجر بِهِ الْعَادة على التُّهْمَة وَالْخُصُومَة. والجواميس: حكمهَا حكم الْبَقر إِلَّا أَنَّهَا أرفع رُتْبَة لِكَثْرَة درها ولبنها.

رؤيا الجاموس

قَالَ المُصَنّف: إِذا رأى أَنه يَأْخُذ صُوفًا من الْبَقر أَو الجواميس أَو حَيَوَان لَا يُؤْخَذ ذَلِك من عَلَيْهِ فَإِن جعلت ذَلِك زَوْجَة فَهُوَ حمل وَأَوْلَاد من غير جنسه، وَإِن جعلته فَوَائِد فَهِيَ من حَيْثُ لَا يحْتَسب، وَإِن جعلته من تجائر فَمن أَقوام يجلبون ذَلِك من غير عَادَة مِنْهُم. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني آخذ صُوفًا من بقر ورائحته ردية، قلت: أَقوام يسرقون شَاءَ وتأخذه مِنْهُم وَرُبمَا يكون غنما، قَالَ: جرى ذَلِك. وَرَأى آخر أَنه يَأْخُذ من بقر صُوفًا أسود وَهُوَ يتَحَوَّل فِي يَده مَاء، قلت: أَنْت معلم مكتب، قَالَ: نعم، قلت: الصغار كالبقر لَا يعْرفُونَ شَيْئا وَأَنت تَأْخُذ مدادهم -الحبر- سَرقَة، قَالَ: مَا بقيت أَعُود.

وَرَأى آخر كأَنه يَأْخُذ ريشاً من جاموس، قلت: سرقت طيورا من عِنْد جليل الْقدر وَمَا انتفعت بِهن، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آخذ حَرِيرًا من ظهر حَيَوَان وأعمله أوتاراً فِي رِقَاب الْحَيَوَان وَفِي أَرجُلهم، قلت لَهُ: أَنْت رجل تعلم الْغنى وَالزمر والطرب لأرباب الْجَهْل وسيصير لَك شَأْن فِي ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر غير أَنه قَالَ أجعَل ذَلِك على أَبْوَاب المعابد، قلت: أَنْت صَوْتك طيب فِي الْقُرْآن وَالْأَذَان ينْتَفع النَّاس بصوتك على قدر حسن ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الغنم – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: الحيوانات وهم فِي أَربع جِهَات: فِي الْبلدَانِ والبراري والهواء وَالْمَاء. فنتكلم أَولا على مَا فِي الْبَلَد.

رؤيا الغنم – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الكبش

الْغنم – لمن ملكهم أَو رعاهم أَو تحكم فيهم -: غَنَائِم وفوائد وأرزاق، والأبيض خير من الماعز. فَمن ملك غنمة وَكَانَ أعزب تزوج، فَإِن كَانَت ضأناً فَهِيَ امْرَأَة لَهَا جمال وجاه لحسن منظرها وَكَثْرَة صوفها وَتَكون مستورة بالإلية. والكبش: فَرجل جليل الْقدر صَاحب أَمر وَنهي، وَإِن كَانَ بِلَا قُرُون فَهُوَ رجل مسلوب النِّعْمَة ذليل. وَكَذَلِكَ التيس.

رؤيا الماعز

و

رؤيا التيس

وَأما الماعز: فامرأة فقيرة لقلَّة شعرهَا، وَرُبمَا تكون ذَات عيب لكَونهَا مكشوفة الْعَوْرَة، فَمن ملك قطيعاً من الْغنم وَغَيره من الْحَيَوَانَات تولى على جمَاعَة ولَايَة تلِيق بِهِ. قَالَ المُصَنّف: إِذا ملك الرَّائِي شَيْئا من هَذِه الْحَيَوَانَات الْمَذْكُورَة قَلِيلا مِمَّن لَا يَصح لَهُ إِلَّا الْكَبِير دلّ على النكد، كَمَا أَنه إِذا ملك الْكَبِير مِمَّن لَا يصلح لَهُ أعْطى النكد. فَإِن جعلت الغنمة زَوْجَة وَرَأى أَنَّهَا تحولت فِي يَده كَبْشًا فَانْظُر إن آذاه أَو أتلف عَلَيْهِ شَيْئا تنكد من زَوجته، وَكَذَلِكَ إِن جَعلتهَا معيشة تحولت إِلَى صفة دونه، وَإِن لم يؤذه ذَلِك حملت زَوجته بِغُلَام، أَو تحولت معيشته إِلَى خير مِنْهَا عَن كَانَت الرَّغْبَة فِيهِ كَثِيرَة، وَاعْتبر أَحْوَال الرَّائِي إِن تَسَاوَت الرُّؤْيَا كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أتيت إِلَى رَأس غنم من الماعز عَلَيْهِ إلية فِي الْمَنَام قطعت تِلْكَ الإلية، قلت: تلوثت بِدَم أم لَا؟ قَالَ: تلوثت، قلت أتيت إِلَى جمل سرقت مِنْهُ خرجا أَو مخلاة أَو نفجة قماش وَكَانَ ذَلِك فِي الطّرق، قلت: إِن أبْصر النَّاس الدَّم ظَهرت عَلَيْك السّرقَة، وَإِلَّا فَلَا. وَمثله رأى آخر غير أَنه قَالَ كَانَت الإلية على تَيْس وَهِي تَمنعهُ من الْمَشْي، قلت لَهُ: أَنْت رجل جرائحي تقطع سلْعَة وتبط دملاً أَو خراجاً وتريح صَاحبه من ألم ذَلِك، قَالَ: صَحِيح. وَلما كَانَ أَجنَاس الْحَيَوَان تخْتَلف بساكنها ذكرنَا ذَلِك ليسهل على طَالب هَذَا الْعلم الْكَلَام فِيهِ لِأَن لكل جنس فِي مَكَانَهُ أوصافاً تخْتَص بِهِ دون غير مَكَانَهُ فَافْهَم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الحيوانات – تفسير الاحلام لابن نعمة

باب: الْبَاب السَّادِس

فِي الْحَيَوَانَات

رؤيا الحيوانات – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَهُوَ أَرْبَعَة أَقسَام: الْقسم الأول: خير مُطلقًا وَهُوَ مَا انْتفع بِهِ بَنو آدم غَالِبا كالخيل وَالْبِغَال وَالْحمير وَالْغنم وأمثالهم. الْقسم الثَّانِي: الشَّرّ وَهُوَ مَا يضر غَالِبا كالسباع والحيات والعقارب وأمثالهم. الْقسم الثَّالِث: مَا فِيهِ خير وَشر كأدوات الصَّيْد مثل الفهود والصقور والبزاة وَنَحْوهمَا. الْقسم الرَّابِع: لَا خير فِيهِ وَلَا شَرّ كالذبابة والنملة والخنفسة. فَمن رأى عِنْده أَو ملك وَاحِدًا من ذَلِك نسبته إِلَى مَا ذكرنَا.

قَالَ المُصَنّف: لما اخْتلف أغراض النَّاس فِي الْحَيَوَان فَمنهمْ من يركب عَلَيْهِ وَيحمل كالحمير وَالْجمال، وَمِنْهُم من يَأْكُلهُ وَلَا يركب عَلَيْهِ ويبيعه كالغزلان وَالْغنم وَنَحْو ذَلِك، وَمِنْهُم من يَأْكُل لَحْمه فِي وَقت صِحَّته وَيمْتَنع مِنْهُ وَقت مَرضه لكَونه يضرّهُ، وَمِنْهُم من يَأْكُل لَحْمه وَلَا يَأْكُل الناتج مِنْهُ كمن لَا يَأْكُل الألبان والجبن وَالسمن، وَمِنْهُم من يَأْكُل الناتج مِنْهُ وَلَا يَأْكُل الْحَيَوَان كالنحل يَأْكُل الْعَسَل مِنْهُ وَينْتَفع بشمعه وَيبِيع النَّحْل زلا يَأْكُلهُ، وَلذَلِك قُلْنَا مَا انْتفع بِهِ بَنو آدم حَتَّى يَشْمَل جَمِيع مَا ذكرنَا فَافْهَم. وَلما كَانَ النَّفْع فِي الْقسم الأول الَّذِي ذَكرْنَاهُ غَالِبا كَانَ الضَّرَر فِيهِ وجوده كَعَدَمِهِ، وَلما كَانَ الضَّرَر فِي الْقسم الثَّانِي صَار النَّفْع فِيهِ وجوده كَعَدَمِهِ فَلَا حكم لَهُ. وَفِي الْقسم الثَّالِث لما كَانَت أدوات الصَّيْد تحْتَاج إِلَى علوفة وكلفة وفيهن ممانعة وَقُوَّة نفس أعْطى الشَّرّ كَمَا أعْطى مَا يصطادونه الْخَيْر. وَلما كَانَ الْقسم الرَّابِع إِذا كَانَ الْفَرد مِنْهُ فِي الْبَيْت لَا يخَاف وَلَا يهرب مِنْهُ أحد وَلَا يقْصد لأجل تَرْبِيَته وَلَا فَائِدَة فِيهِ فَانْتفى مِنْهُ الْخَيْر وَالشَّر بِخِلَاف أَقسَام الْخَيْر فَإِنَّهُ يقْصد ملكه وبقاؤه لأجل مَا يطْلب من نَفعه. وَكَذَلِكَ أَقسَام الشَّرّ فَإِن الْحَيَّة أَو الْعَقْرَب أَو الْأسد إِذا كَانَ فِي الْمَكَان تحذر مِنْهُ النُّفُوس وتهرب مِنْهُ النَّاس فَعلمنَا أَنه دَال على النكد فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الحيوانات

فصل: وَأما الْحَيَوَانَات الَّتِي فِي الْبر فهم رجال الْبَوَادِي والطرقات، وَالْمَذْكُور ذُكُور والمؤنث إناث والمأكول لَحْمه فَائِدَة حَلَال لمن ملكهَا أَو انْتفع بهَا كالغزلان والوعول وبقر الْوَحْش والأرنب وأمثالهم فَمن ملك وَاحِدًا من ذَلِك: تزوج إِن كَانَ أعزب، أَو قدمت عَلَيْهِ فَائِدَة من سفر أَو يقدم عَلَيْهِ رجل مُسَافر، أَو يرْزق ولدا ذكرا إِن كَانَ ذكرا، وَإِن كَانَ أُنْثَى فأنثى، وَرُبمَا درت معيشته وَكَثُرت خدمه ومشت أَحْوَاله، وَتَكون كَثْرَة الْفَائِدَة وقلتها على قدر كبر الْحَيَوَان وصغره. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَار الرَّائِي من حَيَوَان الْبر أعْطه من أَحْكَامه على مَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني صرت كَبْش جبل، قلت: أَنْت تطلب الْعُزْلَة وَالْعِبَادَة سترزق ذَلِك. وَمثله رأى نَصْرَانِيّ، قلت لَهُ: ستصير رَاهِبًا فِي قلالة، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت بقرة وَحش، قلت: عزمت على الْخُرُوج إِلَى الْبَريَّة أَو إِلَى مَكَان خراب لتصطاد الْحَيَّات، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت يربوعاً، قلت لَهُ: أَنْت كثير الحذر والحيل وَعَلَيْك مطالبات ولدارك أَبْوَاب كَثِيرَة وَتدْخل من بَاب وَتخرج من آخر كاليربوع، قَالَ: صَحِيح. فَافْهَم ذَلِك.

وَإِذا دلّ الْحَيَوَان على الْفَائِدَة السهلة فَرَأى أَنه تحول فِي صفة حَيَوَان صَعب المراس دلّ على تَعب فِيمَا دلّ عَلَيْهِ. كمن أبْصر عِنْده غنمة يحلب مِنْهَا أَو يَأْخُذ عَنْهَا صُوفًا فرأها قد صَارَت فِي صفة فَهد أَو حَيَّة أَو أَسد دلّ على التَّعَب فِيمَا دلّ عَلَيْهِ بعد الرَّاحَة، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي دجاجاً وَأَنا آخذ من بيضهن فتحولن فِي صفة حجل، قلت: تَحت يدك غلْمَان كَانَت لَك مِنْهُم فَائِدَة صَارُوا يخبؤوا الْفَائِدَة وَيُنْكِرُونَ، قَالَ: صَحِيح، لِأَن الْأُنْثَى من الحجل تخبيء الْبيض لِئَلَّا يبصره الذّكر فيشربه.

رؤيا الحيوان

فصل: كل حَيَوَان دلّ على خير، أما إِذا اتلف أَو جرح إنْسَانا، أَو هدم حَائِطا، وَنَحْو ذَلِك، صَار حكمه حكم الْعَدو. وكل حَيَوَان دلّ على الردي إِذا أعْطى إنْسَانا مَا يدل على الْخَيْر، كالخبز أَو كاللبن أَو الْعَسَل، أَو انقذه من شدَّة فِي الْمَنَام أَو زرع لَهُ، أَو عاونه فِي فعل خير، أَو ركب عَلَيْهِ، أَو نجاه من نهر أَو طين، أَو قَاتل عَنهُ، أَو أعطَاهُ صُوفًا، وَنَحْو ذَلِك  وحصلت لَهُ فَائِدَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب، وَأمن من حَيْثُ يخَاف، وَصَارَ حكمه حكم الصّديق النافع. قَالَ المُصَنّف: انْظُر تحول الْحَيَوَان الْجيد. كَمَا قَالَ: لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي ديكاً لَهُ قرنان نطحني وَمَا الْتفت عَلَيْهِ، قلت: أَنْت تحب امْرَأَة سمسار أَو مُؤذن أَو مُنَادِي وَعِنْده تغفل عَن زَوجته، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ديكاً وَأَنا وَاقِف على قُرُون ثَوْر وتحتي سلة فِيهَا دجَاجَة وَأَنا أنقرها وَهِي تعيط، قلت: أَن تؤذن على منارتين، وَتنظر إِلَى امْرَأَة فِي دَار، وَأَنت تنقر لَهَا بِكَلَام ردي، فاحترز، فافهمه. وَانْظُر مَا تحول إِلَيْهِ حَيَوَان الردي. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن خنزيراً يعلمني أحرث فِي الأَرْض، قلت لَهُ: تتعلم الْخط على يَد نَصْرَانِيّ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت قردة تراودني عَن نَفسهَا، فَلَمَّا دَنَوْت مِنْهَا أعطتني لؤلؤاً كبارًا، قلت: تزوجت امرأة عِنْدهَا فَسَاد، وَقد رزقت مِنْهَا أَوْلَادًا، لكِنهمْ يطلعون أَرْبَاب قُرْآن وَعلم وَخير، قَالَ: صَحِيح، وهم يَتلون كتاب الله تَعَالَى، قلت: وهم طوال الْأَعْمَار، وَذَلِكَ لكبر اللُّؤْلُؤ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني غارق فِي طين وأطلب الْخَلَاص فَلم أقدر عَلَيْهِ فَرَأَيْت مسكت بأذنيه وخلصني من طين، قلت: كنت فِي سجن وأيست من الْخَلَاص، فجَاء إِلَى عنْدك رجل كثير الْحِيَل، وَقَالَ لَك احكي لي خبرك فحكيت لَهُ، وَسمع مِنْك، وَكَانَ الْخَلَاص على يَده. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني غارق فِي الْبَحْر وَإِلَى جَانِبي مركب وَكلما طلبت أمْسكهَا لأركب فِيهَا هربت مني فَبَقيت فِي شدَّة، فجَاء تمساح كَبِير فاتح فَاه فَقَالَ اركب على قفاي، فركبت فنجاني، قلت: تخلص من شدَّة على يَد عَدو، وتنجو من ذَلِك. فافهمه.

رؤيا ذبح الحيوان

فصل: وَأما من ذبح حَيَوَانا وعقره ليأكله، أَو لينْتَفع بِهِ النَّاس: كَانَ ذَلِك خيرا وَفَائِدَة، فَإِن كَانَ الذَّابِح ملكا أَو متوالياً نَالَتْ رَعيته بِهِ رَاحَة. قَالَ المُصَنّف: انْظُر هَذَا الذَّابِح إِن كَانَ لَهُ عَادَة بِمَا ذبح أَو لَا، وأعطه على مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أذبح براغيثاً وآكلها، قلت: أَنْت تَأْكُل الفأر، قَالَ: نعم، وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أذبح العصافير، قلت: أَنْت لحام، قَالَ: نعم، قلت: تخسر فِي معاشك لِأَنَّهَا دون صنعتك. فافهمه.

فصل: وَأما من ذبح حَيَوَان من غير مَحل الذّبْح، أَو ذبح حَيَوَان محرما، وأطعمه للنَّاس، فَهِيَ أَمْوَال حرَام. فَإِن كَانَ الذَّابِح قَاضِيا حكم بِالْبَاطِلِ، وَإِن كَانَ تَاجِرًا أَو رب معيشة فَمَا كسب فَحَرَام، وَأما إِن ذبح الْحَيَوَانَات المؤذية ليدفع أذاها عَن النَّاس كَانَ الذَّابِح للنَّاس فِيهِ رَاحَة. قَالَ المُصَنّف: إِذا ذبح الْحَيَوَان فِي مَوَاضِع لَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي حَيَوَانا مَجْهُولا وَقد ضيق عليّ، ورائحته ردية، وَقد ذبحته فِي دبره، وَقد امْتَلَأَ الْمَكَان مِنْهُ، قلت لَهُ: عنْدك قناة قد انفسدت، وضيقت الْمَكَان وفتحتها مَلَأت الْمَكَان، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت كَبْشًا من أُذُنه وَوَقع إِلَى الأَرْض، قلت لَهُ: أتيت إِلَى جليل الْقدر نقلت إِلَيْهِ كلَاما ردياً، قلت لَهُ فِي أُذُنه فخاف من ذَلِك وَمرض، قَالَ: جرى ذَلِك. وَقَالَ لي بعض الْمُلُوك: رَأَيْت أنني أذبح إنْسَانا بقلم، قلت: هَذَا تَجْعَلهُ قَاضِيا، قَالَ: نعم، وَدَلِيله قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (من ولي الْقَضَاء فقد ذبح بِغَيْر سكين). وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني ذبحت حَيَوَانا فِي طهُور، قلت لَهُ: أَنْت عَازِب، قَالَ: نعم، قلت تتَزَوَّج، وترزق ولدا ذكرا وَيكبر حَتَّى تطهره، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت كَبْشًا أضْحِية، قلت: سيفتح الله لَك بِمَال، وتضحي، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت عجلاً وتصدقت بِلَحْمِهِ، قلت: عنْدك مَرِيض عَزِيز عَلَيْك، قَالَ: نعم، قلت: يعافى وَقد نذرت عَلَيْهِ نذرا، فَإِذا عوفي أوف بِنَذْرِك. فافهمه.

رؤيا الأضحية

فصل: وَأما ذبح الضَّحَايَا وَالنُّذُور وكل مَا كَانَ قربَة: فسرور وخلاص من شدَّة أَو مرض، وَيدل على الرفعة وَالْخَيْر. وَأما من ذبح حَيَوَانا لَا يَلِيق بِهِ الذّبْح، أَو تلوث ذَلِك الْمَكَان بِالدَّمِ، قَالَ المُصَنّف: انْظُر الْمَكَان الْمَذْبُوح فِيهِ وَأعْطِ الرَّائِي مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني ذبحت بقرة فِي وسط دَاري وَهِي صَغِيرَة عَن الْبَقَرَة، قلت لَهُ: ضربت امْرَأَة فِي ذَلِك الْمَكَان، وَغشيَ عَلَيْهَا، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أنني ذبحت خنزيراً فِي فِرَاشِي وتلوثت بدمه، قلت: نَام مَعَك فِي الْفراش رجل نَصْرَانِيّ.

رؤيا كلام الحيوان

فصل: كَلَام الْحَيَوَان للْإنْسَان أَو تحوله فِي صفة الْآدَمِيّ دَال على الصُّلْح مَعَ الْأَعْدَاء، والأمن من الْخَوْف، وَقَضَاء الْحَوَائِج، والاطلاع على الْأَخْبَار. قَالَ المُصَنّف: انْظُر الْكَلَام من الْحَيَوَان والتحول فِي أَي صفة كَانَ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي عجلاً صَار جملا، قلت لَهُ: لَك صديق يَهُودِيّ، قَالَ: نعم، قلت: يسلم، وَدَلِيله أَن الْيَهُود مَا يستحلوا ذبحه وَلَا أكله وَالْإِسْلَام يُبِيح ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت جملا يَصِيح لي، فَقلت لَهُ لبيْك وَوضعت يَدي فِي فَمه فمسكها قلت لَهُ أَنْت رجل مطالبي، ومسكت مرّة فِي ذَلِك، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَن الْجمل يُسمى مَطِيَّة، وَقَالَ لَهُ لبيْك فَصَارَ مطالبي. وَقَالَ آخر: رَأَيْت حرذوناً مَقْطُوع الْوسط، وَهُوَ يناديني، قلت لَهُ: هَل أَجَبْته؟ قَالَ: لَا، قلت: امْرَأَة على قُبُور طلبت الْفساد وَلم تجب، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَنَّك إِذا قسمت لفظ الحرذون يصير أَوله حر: وَهُوَ الْفرج، وذون: ذون.

فصل: وَأما من دخل بطن حَيَوَان أَو فَمه أَو فِي فرجه وَكَانَ مَرِيضا وَلم يخرج: لم يكن ذلك محمودا، وَإِن كَانَ سليما: مرض أَو سجن أَو جرت عَلَيْهِ آفَة أَو شدَّة، وَرُبمَا يكون ذَلِك فِي بلد الْحَيَوَان، أَو على يَد إِنْسَان من ذَلِك الْبَلَد، كمن عبر بطن فيل قُلْنَا لَهُ رُبمَا يحبس أَو يَنَالهُ شدَّة فِي الْهِنْد أَو على يَد هندي.

قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا عبر فِي حَيَوَان من أَي جِهَة، ولاي شَيْء، وَتكلم عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني عبرت بطن بقرة من فرجهَا، وَكَانَ فِي بَطنهَا أَوْلَادًا أخذت جُلُودهمْ، قلت لَهُ: عبرت على أَقوام نيام أَو مرضى أخذت قماشهم، قَالَ: صدقت. وَمثله رأى آخر لكنه قَالَ من فمها، قلت لَهُ: عبرت قبراً وجدت فِيهِ موتى أخذت أكفانهم، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: دخلت على جمَاعَة فِي حمام عرايا أخذت قماشهم، قَالَ: صَحِيح.

رؤيا جلود الحيوانات

وجلود الْحَيَوَان وأصوافها وَأَشْعَارهَا وأوبارها كلهَا أرزاق وأموال وفوائد.

فصل: السُّجُود للحيوانات دَال على خدمَة من دلّ الْحَيَوَان عَلَيْهِ، وعَلى فَسَاد دين الساجد أَو بدعته، وَأما سُجُود الْحَيَوَان للْإنْسَان فَهُوَ رفْعَة وَخير ولَايَة وتذلل لَهُ الْأُمُور الصعاب. قَالَ المُصَنّف: انْظُر لمن سجد الْحَيَوَان، وَمن سجد لَهُ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان رَأَيْت قطة تجيب لي رغيفاً بعد رغيف من دَار مَعْرُوفَة، وَأَنا أَسجد لَهَا، قلت لَهُ: ثمَّ امْرَأَة تسرق من أهل الْمنزل وتعطيك، وَأَنت تشكرها، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت فأراً صَغِيرا خلف جرذان كَبِير وَأَنا أَسجد للصَّغِير دون الْكَبِير، قلت: أَنْت تحب ابْن حفار الْقُبُور أَو ابْن حجار أَو ابْن نقاب وتخدمه، قَالَ: نعم، وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت كركياً وَأَنا وَاقِف على فَرد رجل، قلت لَهُ: تصير حارساً أَو ناطوراً، فَصَارَ كَذَلِك، لِأَن هَذِه الطُّيُور لَهَا ناطور كَذَلِك، فافهمه. وَأما من طلب حَاجَة من الْحَيَوَان فَيدل على طلب حَاجَة من اللئام. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ طلب الْحَاجة من الْحَيَوَان على طلب من اللئام لأَنهم لَا يعرجون على قَوْله وَلَا يفهموه.

فصل: وَأما من بلع حَيَوَانا حَيا: تزوج إِن كَانَ أعزب أَو تحمل زَوجته أَو سريته، وَلمن عِنْده حَامِل دَلِيل على ولد، فَإِن كَانَ بلع ذكرا فالحمل ذكر وَإِلَّا فَلَا، وَرُبمَا أحب أَو اعتقل من دلّ الْحَيَوَان عَلَيْهِ، فَإِن كَانَ أضرّ بالبالع أَو أثقله: مرض البالع أَو تنكد، فَإِن أخرجه: زَالَ ذَلِك جَمِيعه وَالله أعلم. قَالَ المُصَنّف: انْظُر مَا بلع من الْحَيَوَان وَتكلم عَلَيْهِ. قال إنسان: رَأَيْت أنني بلعت مُصحفا، قلت: تحفظ الْقُرْآن، لكَونه صَار فِي صَدره. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بلعت ديكاً، قلت: هَل آذَاك، قَالَ: لَا لكنني فرحت بِهِ، قلت لَهُ: أخليت بعض منازلك لعابد كثير السَّهْو بِاللَّيْلِ وَكثير الذّكر، قَالَ: نعم، هُوَ عِنْدِي. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أبلع سَمَكَة وَهِي تقف فِي حلقي، قلت: يَقع فِي عظمك عظم سَمَكَة أَو قشرها وتجد ضَرَر ذَلِك ووجعه، فَكَانَ كَذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا البحر – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا البحر – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا حيوان البحر

و

رؤيا السمك

فصل: فَأَما مَا يُؤْكَل مِنْهُ من الدَّوَابّ فأرزاق حَلَال، فَالَّذِي هُوَ قَلِيل الْعِظَام فَهُوَ رزق هنيء، وَالَّذِي هُوَ كثير الْعِظَام أَو الشوك فرزق تَعب أَو فِيهِ شُبْهَة. قَالَ المُصَنّف: إِذا رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل من حَيَوَان الْبَحْر وَكَأَنَّهُ مقلي أَو مشوي أَو مطبوخ فِي الْبَحْر حصلت لَهُ رَاحَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب لكَونه أَخذه معدلاً من مَوضِع لَا يَسْتَوِي مثله فِيهِ، وَإِن جعلته نكداً فَهُوَ أَيْضا كَذَلِك. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني آخذ سمكًا من بَحر وَهُوَ مقلي فِي الْبَحْر، قلت: تَأْخُذ حمى عقيب غسلك بِالْمَاءِ، فَمَرض بذلك، وَدَلِيله أَن السّمك مَا كَانَ يُوَافقهُ فَافْهَم ذَلِك.

وَأما من رأى كَأَنَّهُ صَار من حيوانات الْبَحْر أَو يسبح مَعَهم أَو يعاشرهم دلّ على مُخَالطَة الأكابر أَو غلمانهم أَو أَرْبَاب الْعِبَادَات أَو من فِي الْأَسْوَاق فَمَا حصل لَهُ مِنْهُم من خير أَو شَرّ عَاد إِلَى ذَلِك، وَرُبمَا سجن رائي الْمَنَام. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر جنس الَّذِي صَار مِنْهُم، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت سلحفاء فِي الْبَحْر، قلت: تصير حمالاً على أكتافك، فَصَارَ كَذَلِك، لكَون على قفى السلحفاء ذَلِك القشر وَهِي تمشي على أَربع كالحمال إِذا نَهَضَ بِحمْلِهِ. وَمثله رأى آخر، قلت: اشْتريت جوشناً وَهُوَ ثقيل عَلَيْك، قَالَ: نعم.

رؤيا النهر

فصل: وَأما الْأَنْهَار والعيون والآبار فَكل ذَلِك حكمه حكم الْبحار على مَا ذكرنَا إِلَّا أَنَّهَا أنزل مرتبَة مِنْهُ. قَالَ المُصَنّف: إِذا كَانَت الْأَنْهَار والآبار والعيون فِي الْمَنَام فِي أَمَاكِن عدم المَاء – كالبراري والرمال والمفاوز الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْء من ذَلِك – فهم دالون على ذَوي الأقدار لعدم من يساويهم، وهم فِي الْمَوَاضِع الْمُعْتَادَة لمثل ذَلِك فهم أنزل مرتبَة مِمَّا ذكرنَا لقلَّة هيبتهم وَقلة سمكهم ودوابهم وَقلة مشي الرَّاكِب فيهم فافترقوا لذَلِك. وَأما نشاف أحد ذَلِك فدليل على أمر يكون بمن دلوا عَلَيْهِ أَو على تَعْطِيل مكسبه. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ نشاف أحدهم على قلَّة الأمطار فِي تِلْكَ السّنة، وَكَثْرَة الْأَمْرَاض الحارة المعطشة، وعَلى قلَّة مَجِيء المراكب فِي مَوضِع يصلح ذَلِك، وعَلى قلَّة مَجِيء الْحَيَوَان من تِلْكَ الْجِهَة كالسمك وَنَحْوه، وَيدل على قطع الطرقات لكَونه بَطل مشي المراكب أشبه بطلَان مشي الأرجل من ذَلِك الْمَكَان، وَيدل على آفَة تقع فِي الملابس لعدم مَا يقصر بِهِ أَو يغسل فِيهِ أو عَلى موت الْحَيَوَان لزوَال مَا كَانَ يشرب مِنْهُ أو عَلى تلاف الزَّرْع وَالثِّمَار الَّتِي كَانَت تسقى مِنْهُ وَكَذَلِكَ يدل تحولهم دَمًا أَو فِي صفة لَا تَنْفَع كنفعه على مَا دلّ عَلَيْهِ نشافهم فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

وَأما هيجانه أَو زِيَادَته الْمضرَّة: فنكد أَو تَغْيِير من دلوا عَلَيْهِ وميله إِلَى الْجور والعداوة، وَأما مصيرهم دَمًا أَو جيفاً أَو نَارا وَهُوَ يُؤْذِي أهل ذَلِك الْمَكَان فنكد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ أَو عَدو أَو أَخْبَار مؤذية، وَرُبمَا مرض من دلوا عَلَيْهِ، أَو نزلت بِهِ آفَة، أَو تعطلت معايش ذَلِك الْمَكَان.

رؤيا السيل

وَأما السَّيْل: فَرجل غَرِيب أَو قفل أَو عَسْكَر فِيهِ من النَّفْع وَالضَّرَر على قدر انْتِفَاع أهل ذَلِك الْموضع بِهِ وضررهم. وَقَالَ المُصَنّف: لما أَن كَانَ السَّيْل لَا أصل لَهُ يَنْبع مِنْهُ بل هُوَ مجمع من هَا هُنَا وَهَا هُنَا أشبه القفول والعساكر وَالرجل الْغَرِيب الَّذِي لَا يعرف من أَيْن أَصله، فَإِن أتلف شَيْئا خيف على ذَلِك الْمَكَان من لص أَو هجام أَو عَدو يَأْتِي بَغْتَة، فَإِن انْتفع بِهِ النَّاس رُبمَا كَانَت تجائر أَو عَسَاكِر أَو رجلا عَالما أَو أمطاراً مفيدة فَافْهَم ذَلِك.

فصل: جَرَيَان الْأَنْهَار والعيون فِي الْأَمَاكِن الَّتِي لَا تلِيق بهَا – كوسط الْبيُوت، أَو تنزل من السقوف، أَو تَجْتَمِع فِيهِ اجتماعاً يضيق أَو يخلخل الْحِيطَان، أَو يتْلف شَيْئا من المتع -: فدليل على نكد فِي ذَلِك الْمَكَان أَو لصوص أَو حوادث وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: لما أَن كَانَت الْبيُوت لَا يَلِيق بهَا ذَلِك لِأَن السقوف جعلت لدفع الأمطار وَالْحر وَمَا جعلت لجمع الْمِيَاه أعْطى مَا ذكرنَا من النكد لِأَن ذَلِك يتْلف الْأَمْتِعَة وَيمْنَع السكن ويضيق صدر أهل الْمَكَان، بِخِلَاف الْمَوَاضِع المصنوعة للْمَاء، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن مَاء نزل من الْحَائِط فَأذْهب الْمَتَاع الَّذِي فِي الْبَيْت، قلت: يروح بعض القماش الَّذِي فِي الْمَكَان، وَرُبمَا يَأْخُذهُ رجل سقاء، فَعَن قَلِيل سكر عِنْدهم إِنْسَان سقاء فَنقبَ حائطهم وَأخذ مَا قدر عَلَيْهِ من مَتَاع الْبَيْت.

رؤيا البئر

فصل: وَرُبمَا دلّ الْبِئْر على كَبِير الْمَكَان، فَإِن كَانَ بِئْرا حلواً سهل التَّنَاوُل فَرجل كريم حسن، وَإِلَّا فَلَا، وَرُبمَا دلّت الْبِئْر المبذولة فِي الحارة على الْمَرْأَة الردية، وَيكون أوانيها: الرِّجَال المربوطين على محبتها، فَمَا حدث فيهم من خير أَو شَرّ رَجَعَ إِلَى مَا ذكرنَا.

قَالَ المُصَنّف: إِذا رأى الْأَنْهَار أَو الْعُيُون أَو الْآبَار فِي جسده دلّت على خراجات أو طلوعات أو علامات تظهر فِي جسده. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن فِي ظَهْري بِئْرا حلواً وثيابي تتلوث مِنْهَا، قلت: يطلع عَلَيْك دمامل أَو حمرَة، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت شربت مِنْهَا، قَالَ: نعم، قلت: يعِيش لَك ولد من ظهرك حَتَّى تَأْكُل من كَسبه، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي جسمي أَنهَارًا، قلت: نخشى عَلَيْك مكاوي نَار.

رؤيا السفينة

فصل: من ملك سفينة أَو ركب فِيهَا أَو تحكم عَلَيْهَا: فَإِن كَانَ أعزب تزوج، وَإِلَّا نَالَ رَاحَة من كَبِير، أَو من وَالِديهِ أَو زَوْجَة، أَو درت معيشته، أَو ربحت تِجَارَته، أَو اشْترى دَابَّة، فَإِن جعلناها بِمَنْزِلَة الْملك كَانَ قلعهَا: صَاحب أمره وَنَهْيه، ومقاذيفها: جُنُوده ودوابه، ورجلها: مقدم عسكره الَّذِي يقومُونَ بأَمْره. وَإِن جعلناها امْرَأَة كَانَ ذَلِك جهازها، ورجلها: وَليهَا وإمامها أَو زَوجهَا الَّذِي لَا تتحرك إِلَّا بأَمْره، وصاريها: وَلَدهَا الَّذِي فِي بَطنهَا وَإِن جعلناها معيشة كَانَ جمي ذَلِك أَسبَاب معيشته. فَمَا حدث فِي شَيْء من ذَلِك من خير أَو شَرّ رَجَعَ إِلَى من ذكرنَا. وَيدل ركُوبهَا على نجاز وعده. قَالَ المُصَنّف: إِذا ملك سفينة فِي بلد لَا سفر فِيهِ فمعيشة بطالة، أَو زَوْجَة قَليلَة الْحَرَكَة أَو دَابَّة زمنة، أَو بعض ملكه معطل، وَرُبمَا سَافر إِلَى مَكَان فِيهِ سفن، وَتَكون الرَّاحَة من الْمَكَان على قدر حسنها. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني سرقت سفينة، قلت: سرقت من رجل مركب وأكلت ثمنه أو سرقت دجاجة وأكلتها، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني أكلت جنَاح طَائِر بريشه فِي الْمَنَام، قلت لَهُ: أبعت قلع مركب وأكلت ثمنه، قَالَ: صَحِيح. وأشبهت السفن الْمُلُوك لِسَلَامَةِ الراكبين فِيهَا من الشدائد وَالْغَرق، وأشبهت الزَّوْجَة لحملها فِي بَطنهَا وَخُرُوج النَّاس مِنْهَا كولادة الْأَوْلَاد، وأشبهت المعايش لحملها الْمَأْكُول والمشروب والملبوس وَنَحْو ذَلِك فِيهَا وَبيع النَّاس لذَلِك وربحهم وانتفاعهم بِهِ، وتشبه أَيْضا الدكاكين والمخازن الَّتِي فِيهَا من كل نوع، وأشبهت الطُّيُور والحيوانات، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن عِنْدِي ديكاً وَقع فِي مَاء فغرق، قلت لَهُ: لَك مركب مليح، قَالَ: نعم، قلت: يغرق، فَجرى ذَلِك.

فصل: فَمن رأى أَنه ركب سفينة وانكسرت بِهِ أَو أَنَّهَا نَاقِصَة الْعدة: نقص من دوابه أو أمر من أموره على قدر النَّاقِص أَو تبطل بعض فَائِدَته. وَأما إِن كَانَت مليحة أَو جَدِيدَة: انصلح ذَلِك كُله. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر نقص الْفَائِدَة على مَا يَلِيق بالرائي فِي ذَلِك الْوَقْت كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي مركبا وَقد انْكَسَرت، قلت: عنْدك امرأة حَامِل، قَالَ: نعم، قلت: إِن كَانَ وَقع مَا فِي الْمركب أسقطت وَإِلَّا فَلَا. وَمثله رأى آخر قلت: عنْدك إِنَاء ملآن، قَالَ: نعم، قلت: ينكسر، فَجرى ذَلِك.

وَرُبمَا عَاد النَّقْص إِلَى بعض أَطْرَاف الدَّوَابّ كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن لي مركبا يمشي بِلَا رجل، قلت: عنْدك امْرَأَة عرجاء، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر، قلت: لَك امْرَأَة قَليلَة الدُّخُول وَالْخُرُوج، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر وَلَكِن قَالَ ضَاعَت الرجل، قلت: لَك دكان، قَالَ: نعم، قلت: تروح لَك ميزَان، فَعَن قَلِيل ضَاعَ مِيزَانه.

فصل: فَإِن مشت بِهِ فِي الْبر وَلم تنكسر دلّ على تمشيه أُمُوره من حَيْثُ لَا يحْتَسب لكَونهَا سلمت فِي مَوضِع يعطب مثلهَا فِيهِ، ومسيرها فِي الْهَوَاء دَلِيل السّفر. وَأما إِذا كَانَت واقفة لم تمش بِهِ فدليل على توقف معايشة، وإِن انْكَسَرت بِهِ أَو انكبت على وَجههَا كان غير محمود.

رؤيا المرسى

وَأما المرسى فَهُوَ رجل صَاحب أَخْبَار وَالله أعلم. قَالَ المُصَنّف: انْظُر بِمَاذَا مشت فَإِن مشت بِالرِّيحِ أعْطى مَا ذكرنَا، وَإِن مشت بالحبال أَو بِالْحَيَوَانِ تجرها وَنَحْو ذَلِك أعْطى مَا ذكرنَا، لَكِن فِيهِ تَعب وغرامة بِخِلَاف الرّيح. وَرَأى إِنْسَان كَأَن لَهُ مراكب عدَّة فِي الْبَحْر وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يوسقهن مَتَاعا ويركب فِيهِنَّ ركاباً فَقيل إِن تفعل ذَلِك رفعت القلوع وأقلعن وسرن بِغَيْر أمره، قلت لَهُ: عنْدك جمَاعَة من الطُّيُور فِي مَكَان مسجونات والساعة يطير الْجَمِيع بِغَيْر اختيارك، فَمَا مضى قَلِيل إِلَّا وَفتح القفص وطار الْجَمِيع كَمَا ذكرنَا، فَافْهَم ذَلِك. وَإِذا كَانَ المرسى فِي مركب لَا عَادَة لَهُ بِمثلِهِ كمرسى الْكِبَار فِي المراكب الصغار أعْطى النكد لثقله وَقلة نَفعه، وَإِن كَانَ صَغِيرا فِي مركب كَبِير فَكَذَلِك. وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ المرسى مِمَّا لَا نفع فِيهِ مثل أَن يكون زجاجاً أَو طيناً أَو فخاراً وَنَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ من خشب كَانَ من دلّ المرسى كثير الْخلاف لِأَن الْقَصْد مِنْهُ نُزُوله فِي المَاء ليصل إِلَى الْقَرار ليقف الْمركب وَالَّذِي هُوَ من خشب كلما غرقه لَا يغرق فِي المَاء فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الماء – تفسير الاحلام لابن نعمة

باب: الْبَاب الْخَامِس

فِي مياه الأَرْض

رؤيا الماء – تفسير الاحلام لابن نعمة

من رأى أَنه يشرب أَو يَأْخُذ مَاء حلواً من بَحر، أَو يصطاد مِنْهُ شَيْئا نَافِعًا، أَو يَأْخُذ مِنْهُ جَوَاهِر، أَو يطفيء بِهِ نَارا، أَو يتَوَضَّأ مِنْهُ أَو يغْتَسل، أَو يسبح فِيهِ فِي زمن الصَّيف، أَو يسْقِي بِهِ زرعا، وَنَحْو ذَلِك: دلّ على الْفَوَائِد من الْملُوك والأكابر كالوالد وَالْولد وَالزَّوْج وَالسَّيِّد والأخوة والأقارب أَو المعارف أَو من تِجَارَات أَو من معايش كل من هُوَ على قدره.

رؤيا شرب الماء

قَالَ المُصَنّف: إِذا قَالَ لَك إِنْسَان رَأَيْت أنني أشْرب مَاء فِي الْمَنَام، فَاسْأَلْهُ إِن كَانَ حِين انتبه وجد نَفسه عطشاناً، فَلَا حكم لَهُ، وَإِن لم يكن عطشاناً فِي الْيَقَظَة فَإِن كَانَ التذ بشربه فِي الْمَنَام حصلت لَهُ رَاحَة أَو عُلُوم أَو خلاص من مرض حارا يَنْفَعهُ شرب الْبَارِد، وَكَذَلِكَ إِن كَانَ مَرضه بَارِدًا وَشرب المَاء الْحَار، فَإِن رأى أَنه يشرب على الرِّيق وَكَانَ فِي زمن الخريف أَو الشتَاء يمرض قَلِيلا، وَهُوَ فِي زمن الرّبيع رَاحَة وَلَا ضَرَر فِيهِ، وَذَاكَ فِي زمن الصَّيف يدل على وجع الرَّأْس، وَالْمَاء الْحَار فِي الشتَاء والخريف: جيد، وَفِي الرّبيع والصيف: ردي، وَأما إِذا أبْصر أَنه يشرب عشَاء من غير عَطش دلّ عَلى ضيَاع المَال.

فصل: وَأما إِن وجده مالحاً أَو مراً أَو منتناً أَو كدراً أَو سبح فِيهِ فِي زمن الشتَاء أَو من هُوَ مَرِيض لَا يُوَافق مَرضه المَاء الْبَارِد أَو غرقه أَو أتلف شَيْئا للنَّاس فِيهِ نفع فَذَلِك نكد مِمَّن ذكرنَا أَو من عَدو أَو مرض. قَالَ المُصَنّف: إِذا انْتفع بِالْمَاءِ المالح أَو المر أَو المنتن فِي غسل شَيْء من القماش أَو الْأَجْسَام أَو الْجُلُود أَو الْأَمْتِعَة وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ جيد وراحة، وَمثله لَو هرب من عَدو فَطلب مَكَانا يستره أَو طلب يستر عَوْرَته من النَّاس فَنزل فِي المَاء الْكثير لأجل ذَلِك كَانَ جيدا.

فصل: وَإِذا جَعَلْنَاهُ ملكا كَانَ سمكه رَعيته أَو جُنُوده، وَإِن جَعَلْنَاهُ عَالما فَأُولَئِك علومه وتلاميذه، وَإِن جَعَلْنَاهُ تَاجِرًا كَانَ ذَلِك تِجَارَته ومكاسبه، وَإِن جَعَلْنَاهُ زوجا أُولَئِكَ أَقَاربه أَو جهاز بَيته، وَإِن جَعَلْنَاهُ معيشة كَانَ أُولَئِكَ عوام سوقه الَّذين لَا يرحم صَغِيرهمْ كَبِيرهمْ، فَمَا حدث مِنْهُم من صَلَاح أَو فَسَاد عَاد ذَلِك إِلَى من دلوا عَلَيْهِ. قَالَ المُصَنّف: دلوا على الْمُلُوك لهيبته وهو كالملوك الَّذين لَا يحكم عَلَيْهِم، ودلالته على التَّاجِر لكَون التُّجَّار أَو المراكب يَمْشُونَ فِيهِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ السّمك واللؤلؤ والمرجان وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يُبَاع، ودلالته على الزَّوْج للذة الِاغْتِسَال مِنْهُ وهيبته والتجرد وكشف العورات عِنْد الِاغْتِسَال، ودلالته على المعايش لكَون مَا فِيهِ من الْحَيَوَان ينْتَفع بِهِ غَالِبا وَلما يخرج مِنْهُ من الْجَوَاهِر وَغَيرهَا وَمِمَّا يحملهُ عَلَيْهِ أَو يشرب مِنْهُ أَو يغْتَسل فِيهِ – ويعبر ذَلِك الْأَسْوَاق – وينادي عَلَيْهِ ويؤكل ويدخر ويلبس وَنَحْو ذَلِك فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الصخور – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الصخور – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما الصخور فرجال قساة الْقُلُوب فَمن ملك حجرا مِمَّا فِيهِ نفع كحجارة الطَّاعُون والمعصرة وَحجر المَاء وأمثالهم ففائدة من جليل الْقدر كالوالد وَالسَّيِّد والأستاذ وَالْأَخ وَالزَّوْج والوالدة والقرابة وَالصديق والصنعة، وَرُبمَا كَانَ رجلا كثير الْأَسْفَار، وَأما إِن حمل حجرا أَو وجد مِنْهُ نكداً: قاسى من قاسي الْقلب على قدر مَا وجد من الخفة أَو الثّقل.

رؤيا الحجارة

فصل: وَأما الْحِجَارَة النافعة كحجارة الْحصْر والنافع لوجع الْعين أَو الْأذن وَنَحْوهم فدالون على الْأَطِبَّاء وَالْعُلَمَاء وَأَصْحَاب الجاه والراحات والفوائد والمعايش والصنائع المفيدة، وَكَذَلِكَ سَائِر الْجَوَاهِر والرخام ويدلوا على الْأَمْوَال. قَالَ المُصَنّف: إِذا ملك حجرا مَعْرُوفا بِمَنْفَعَة لمَرض فَإِن كَانَ الْمَالِك لَهُ مَرِيضا بذلك الْمَرَض تعافى من ذَلِك الْمَرَض، وَإِن كَانَ يضرّهُ كَانَ دَلِيلا على غير ذلك، وَإِن كَانَ الْمَالِك لَهُ صَحِيحا فَهُوَ إنذار لَهُ بِمَرَض يحْتَاج فِي مداواته إِلَى مثل ذَلِك الْحجر الْمَذْكُور. ودلوا على الْعلمَاء لأَنهم أطباء الْأَحْكَام، ودلوا على أَرْبَاب الجاه لعلوهم فِي جنسهم، ودلوا على المعايش والفوائد لِكَثْرَة أثمانهم ورغبة النَّاس فِي منافعهم وفوائدهم فَافْهَم ذَلِك. وَإِنَّمَا يدلوا على الْأَمْوَال وَالنعَم إِذا ملكهَا من مَوَاضِع تلِيق بهَا، وَأما إِذا رأى ذَلِك فِي مَوضِع لَا يصلح لَهُ مثل عَملهَا فِي العصائب أَو العمائم أَو الكوافي أَو فِي الْحلِيّ أَو فِي السقوف دون الْحِيطَان أعْطى النكد وَوضع الشَّيْء فِي غير مَحَله. وَكَذَلِكَ لَو رأى الْجَوَاهِر فِي الأرجل أَو الْأَرَاضِي أَو فِي أسافل القماش دون مَوْضِعه وَنَحْو ذَلِك دلّ على مَا ذكرنَا، وعَلى زَوَال منصب من دلوا عَلَيْهِ، فَافْهَم ذَلِك إِن شَاءَ الله.

رؤيا التراب

و

رؤيا الرمل

فصل: وَأما من أكل الْحِجَارَة أَو الرمل أَو التُّرَاب أَو الْخشب وَنَحْوهم فَإِن صَار فِي فَمه طيبا أَو عسلاً أَو خبْزًا وَنَحْو ذَلِك وَلم تؤذه فَذَلِك أرزاق وفوائد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ، أَو من زراعات أَو أَمْلَاك أَو تِجَارَات أَو معيشة، وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك لَو لم يَكُونُوا فِي فَمه كَمَا ذكرنَا، أَو كسروا أَسْنَانه، أَو جرحوا فَمه، دلّ على الأنكاد والفقر والتعب وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ أكل الرمل على أَنه يُفِيد من عمل الزّجاج، وَأكل التُّرَاب من عمل الْحَدِيد، والخشب من الثِّمَار والحطب، وَأكل الْحِجَارَة لِذَوي الأقدار فَائِدَة من الْبلدَانِ والقرى والقلاع، وَنَحْو ذَلِك.

فَإِن لم يكن جنس ذَلِك الْمَأْكُول فِي بَلَده دلّ على الْفَائِدَة من أهل ذَلِك الْبَلَد الْمَوْجُود فِيهِ ذَلِك، أَو مِمَّا يحلب مِنْهُ إِلَى غَيره، أَو يُسَافر إِلَى ذَلِك الْمَذْكُور. وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك إِذا لم يكن فِي فَمه طيبا. فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الحصى

فصل: وَأما الْحَصَى فدال على عوام النَّاس وعَلى الْأَمْوَال والخدم وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا رأى كَأَن سيلاً أَخذ حَصى ذَلِك الْبَلَد أَو التقطه طير أَو أحرقته نَار: نزل بعوام ذَلِك الْبَلَد آفَة من مرض أَو عَدو، أَو وقعت فِي أَمْوَالهم خسارات أَو ظلم أَو نهب. وَكَذَلِكَ رجم الْمَكَان بِالْحِجَارَةِ: هموم أو أخبار ردية أَو كَلَام ردي فِي أهل ذَلِك الْمَكَان المرجوم، وَرُبمَا كَانُوا على بِدعَة أَو فسوق والله أعلم. قَالَ المُصَنّف: دلّ الْكِبَار من الْحِجَارَة على الأكابر وَدلّ الْحَصَى على الْعَوام لكثرتهم ولكونهم لم يزَالُوا مرميين فِي الطرقات تَحت الأرجل ولكونهم لَا ينْتَفع بهم غَالِبا، وَإِنَّمَا دلّ الْحَصَى على الْأَمْوَال إِذا انْتفع بهم فِي الْمَنَام، وَكَذَلِكَ على الخدم، فَإِن انْقَلب حَصى الْمَكَان فِي صفة أحسن مِمَّا هُوَ فِيهِ مثل إِن صَارُوا جَوَاهِر أَو كبروا كبرا ينْتَفع بهم دلّ على صَلَاح أهل ذَلِك الْمَكَان، إِلَّا أَن يكبروا كبرا يعوق الْمَشْي فِي الطرقات دلّ على أَنهم قطاع طَرِيق وَنَحْو ذَلِك، وَإِنَّمَا يدل الرَّجْم على النكد إِذا أضرّ بِأَهْل الْمَكَان، فَأَما إِذا رجموا بالجواهر أَو بالأحجار النافعة أَو المآكل الطّيبَة وَلم تؤذي أحدا دلّ على قدوم الأكابر إِلَى ذَلِك الْمَكَان أَو تجارات، فَإِن انْتفع النَّاس بهم نالوا رَاحَة مِمَّا دلوا عَلَيْهِ، وَإِن تضرروا حصل لَهُم النكد. وَاعْتبر الرَّجْم أَيْن وَقع لَهُم فَإِن كَانَ فِي آذانهم فقد نهوا عَن سَماع مَا لَا يَلِيق، وَإِن كَانَ فِي أَعينهم فَعَن نظرهم، وَفِي أَفْوَاههم فَعَن كَلَامهم أَو طعامهم، وَفِي أَيْديهم فَعَن أَخذهم وعائهم وضربهم، وَفِي أَرجُلهم فَعَن سَعْيهمْ وَنَحْو ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الجبل – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الجبل – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل فِي الْجبَال: من رأى كأنه ملك جبلا أَو طلع على رَأس جبل: تحكم من جليل الْقدر، أَو تولى ولَايَة تلِيق بِهِ، أَو قضيت لَهُ حَاجَة، وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن. فَإِن كَانَ جبلا مليحاً فِيهِ أَشجَار نافعة أَو عُيُون مليحة فالرجل الْمَذْكُور حسن أَو ولَايَة حَسَنَة أَو معيشة أَو فَائِدَة أَو زوج جيد، وَأما إِن كَانَ أَقرع أَو فِيهِ الْحَيَّات أَو الوحوش المؤذية فَرجل ردي أَو ولَايَة نكدة. قَالَ المُصَنّف: دلّ الْجَبَل على الْجَلِيل الْقدر لعلوه وإرتفاعه، وَدلّ على المنصب وَالْولَايَة وَقَضَاء الْحَوَائِج لكَون الطالع قَصده أَعلَى رَأسه أَو الْمَكَان الَّذِي فِي خاطره وَقد نَالَ ذَلِك، وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن لِأَن فِيهِ أَمَاكِن يخفي الهارب فِيهَا أَكثر من الأَرْض المتواطئة ولأن الطَّالِب لمن هُوَ فِي أَعلَى الْجَبَل يشق عَلَيْهِ إِدْرَاكه غَالِبا للراكب والماشي بِخِلَاف الأَرْض، وَيدل لأرباب الرياضات على الْعِبَادَة وَحسن الانفراد، وَلمن يطْلب الْعُلوم على الاطلاع على الْأَشْيَاء الغريبة المليحة لِأَن العالي على الْجَبَل ينظر الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة، وَرُبمَا كَانَ الْوَاقِف على الْجَبَل جاسوساً لكَونه يكْشف الْبعيد وَلَا يعلم بِهِ غَالِبا، وَرُبمَا دلّ الصعُود على الْجَبَل والأماكن الْعَالِيَة على مرض يحدث بِالرَّأْسِ أَو بِالْعينِ خُصُوصا إِن كَانَ وَاقِفًا على مَكَان ضيق لِأَن الصاعد على مثل ذَلِك يدوخ رَأسه ويخيل إِلَيْهِ أَن الأَرْض تَدور بِهِ، وَنَحْو ذَلِك. فافهمه موفقاً إِن شَاءَ الله.

رؤيا صعود الجبل

وَأما من طلع إِلَى رَأس جبل بطرِيق سهلة كَانَ ذَلِك رَاحَة، وَأما إِن لم يبلغ رَأسه أَو طلع طلوعاً مشقاً: دل على مرض، أو تعسرت حَاجَة الْمَذْكُور. قَالَ المُصَنّف: فَإِن طلع إِلَى الْجَبَل أَو الْمَكَان العالي بسلم فَانْظُر من أَي شَيْء السّلم من حَدِيد أَو من حجر أَو خشب أَو من حبال أَو من نُحَاس أَو من فضَّة أَو من ذهب وَنَحْو ذَلِك، وَانْظُر علو الَّذِي رقا إِلَيْهِ بالسلم، فَإِن كَانَ عَالِيا علوا لَا يُمكن أَن يعْمل لَهُ سلم دلّ على قَضَاء الْحَوَائِج لَكِن بغرامة على قدر السّلم، وَيدل على تسهيل الْأُمُور من حَيْثُ لَا يحْتَسب، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت بقرة وَحش على رَأس جبل عالي فطلبت أَخذهَا فَلم أقدر عَلَيْهَا فَنصبت سلما من ذهب وطلعت أَخَذتهَا، قلت لَهُ: كم تَقْدِير عدد درج السّلم، قَالَ: خَمْسَة عشر دَرَجَة، قلت: طلبت تتزوج امرأة من رجل جليل القدر ويتم لك ذلك. وَقَالَ آخر رَأَيْت كأنني نصبت سلما إِلَى السَّمَاء من نُحَاس وَأخذت النُّجُوم الَّتِي تسمى الذِّرَاع، قلت: أَنْت تعاشر المناحيس وَقد طلعتم إِلَى دَار جليل الْقدر أَو تَاجر أَو خياط وأخذتم من دَاره لؤلؤاً أَو مصاغاً، قَالَ: صَحِيح. وعَلى هَذَا فقس.

رؤيا هدم جبل

فصل: وَأما من هدم جبلا: سعى فِي زَوَال من دلّ الْجَبَل عَلَيْهِ، فَإِن كَانَ جبلا نَافِعًا: سعى فِي زَوَال من فِيهِ نفع لناس وَإِلَّا فَلَا، وَأما تقَاتل الْجبَال أَو مسيرها فدليل على قتال الأكابر أَو سفرهم، أما ارْتِفَاع الْجَبَل فَوق الْبَلَد أَو فَوق الْإِنْسَان فدليل على الْخَوْف والشدة.

فصل: وَأما تهدد الْجبَال أَو طيرانها أَو حرقها بالنَّار فدليل على فتن أو أمراض تهْلك فِيهَا الأكابر. قَالَ المُصَنّف: انظر مَا طير الْجَبَل أَو هده فَإِن كَانَ بثلج أَو جليد أَو هَوَاء مزعج وَنَحْو ذَلِك من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة فأمراض بَارِدَة يصاب بهَا من دلّ الْجَبَل عَلَيْهِ، وَإِن كَانَ من النيرَان فأمراض حارة، وَكَذَلِكَ مَا يدل على بَاقِي الأخلاط. مِثَاله إِذا جعلته من رُطُوبَة فَقل نكد مِمَّن يتعانى الْمِيَاه، وَمن الْحَرَارَة فَمِمَّنْ يتعانى النيرَان، وَكَذَلِكَ قس بَاقِي الأخلاط على مَا ذَكرْنَاهُ موفقا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

وَأما الْجبَال المعظمة: – كعرفات وَالطور ولبنان وقاسيون وطر زيتا وجودي وأمثالهم – فهم دالون على الْعلمَاء والزهاد والملوك وأماكن الْعِبَادَة وَالْخَيْر، فَمَا حدث فيهم من خير أَو شَرّ نسبناه إِلَى عَالم أَو زاهد أَو كَبِير أَو ملك ذَلِك الْبَلَد. قَالَ المُصَنّف: من صَار فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ جبل من هَذِه الْجبَال نَالَ من الْعُلُوم أَو عَاشر أَرْبَابهَا أَو طلع لَهُ ولد كَذَلِك، أَو سَافر إِلَى ذَلِك الْمَكَان، أَو اجْتمع بِرَجُل كَذَلِك من ذَلِك الْمَكَان، وَكَذَلِكَ لَو طلع عَلَيْهِ أَو صَار الْجَبَل فِي مَكَانَهُ أَو جَاءَ الْجَبَل إِلَى عِنْده حصل لَهُ مَا ذكرنَا. فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله.

رؤيا التلة

والكدي والتلال حكمهَا حكم الْجبَال لَكِنَّهَا دونهَا فِي الرُّتْبَة. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّت الكدي والتلال والصخور  على قَضَاء الْحَوَائِج أَكثر من الْجبَال، كَرجل طلب حَاجَة من جبل فَرَأى كَأَنَّهُ ضَعِيف أَو لَا يقدر على الصعُود إِلَى ذَلِك فطلع إِلَى كدية أَو تل أَو حجر وَوجد قَصده على ذَلِك دلّ على بُلُوغ المُرَاد من الرجل المتواضع الْقَرِيب من النَّاس السهل الْمُعَامَلَة الَّذِي لَا تتعسر حوائج القاصد إِلَيْهِ بِخِلَاف الْجَبَل فِي هَذِه الْحَال الَّتِي ذَكرنَاهَا، وَإِذا كَانَ عَادَة الْبلدَانِ يَدُور حجره بالدواب فَرَآهُ يَدُور بِالْمَاءِ أَو بالرياح وَنَحْو ذَلِك وَلم يعبر نَفعه ففائدة من حَيْثُ لَا يحْتَسب لكَونه توفرت عَلَيْهِ علوفة الدَّوَابّ وسقيها، وَأما إِن نقصت عَملهَا فنكد مِمَّن دلّ ذَلِك عَلَيْهِ، وَإِن رَآهَا فِي صفة لَا يثبت مثلهَا مثل الزّجاج وَهِي تعْمل جيدا ففائدة مِمَّن لَا يُرْجَى، وَإِن لم تعْمل صَارَت ردية، وَأما إِذا أكلهَا وطعمها طيب فَهِيَ دَالَّة على الرِّبْح والفائدة وَيدل أَيْضا على أَنه رُبمَا بَاعهَا وَأكل أثمانها، وَإِن لم يكن طعمها طيبا دلّ على ضد مَا ذكرنَا. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الثمار و النبات – تفسير الاحلام لابن نعمة

 

رؤيا الثمار و النبات – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل فِي الثِّمَار: الحلو من الثِّمَار وَغَيره جيد إِلَّا للْمَرِيض الَّذِي لَا تصلح لَهُ الْحَلَاوَة، والحامض ردي إِلَّا لمن تَنْفَعهُ الحموضة، وكل ثَمَرَة مجتمعة كالعنب وَالرّطب وَنَحْوه فَائِدَة ورزق هنيء وكل مَا كَانَ مفترقاً فرزق أتعب. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ الحلو على الْخَيْر غَالِبا لِكَثْرَة اسْتِعْمَال النَّاس وَالدَّوَاب لَهُ، لِأَن عُمُوم مَا يُؤْكَل لَيْسَ بحامض، وَلَا يَعْنِي إِلَّا ذَلِك، وَأكْثر مِنْهُ حلاوة. وَإِنَّمَا صَار الحامض ردياً لكَونه لَا يُؤْكَل غَالِبا إِلَّا بِوَاسِطَة، لِأَنَّهُ بِمُجَرَّدِهِ تنفر النُّفُوس مِنْهُ ويضر الْأَبدَان، فَصَارَ ردياً. وَإِنَّمَا لم يذكر المر والمالح لِأَن ذَلِك لَا يُؤْكَل إِلَّا أَوْقَات الضَّرُورَة لأَنا لما علمنَا أَن الحامض ردياً مَعَ اسْتِعْمَال النَّاس لَهُ عرفنَا أَن ذَلِك أولى بالرداة فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا التين

و

رؤيا العنب

و

رؤيا الإجاص

و

رؤيا التفاح

و

فصل: كل مَا بَيْننَا وَبَينه حجاب فَفِيهِ من الصعوبة على قدر حجابه، فعلى هَذَا التِّين وَالْعِنَب والإجاص والتفاح والجميز وأمثالهم: رزق لَا نكد فِي أَوله وَلَا آخِره.

رؤيا المشمش

و

رؤيا الخوخ

والحلو من المشمش والخوخ والقراصيا وشبههم: أَولهَا سهل وَآخِرهَا تَعب.

قَالَ المُصَنّف: المشمش والخوخ وَنَحْوهمَا آخِره نكد لكَونه فِي آخِره النواية الَّتِي لَا تُؤْكَل غَالِبا مَعَه، وَيبقى الْآكِل لذَلِك يتوقاها خوفًا على أَسْنَانه لِئَلَّا تؤذيها، يخَاف أَن يغْفل يبتلعها فتقف فِي حَلقه وَإِلَى عَذَابه لصعوبة إزدراده، فَدلَّ على النكد. وَكَذَلِكَ كل مَا يشبهها من المآكل حكمه حكمه. وَمِمَّا يشبه الَّذِي أَوله نكد ووسطه هنيء وَآخره نكد.

رؤيا الموز

و

رؤيا الرمان

و

رؤيا الفستق

و

رؤيا الجوز

و

رؤيا اللوز

و

رؤيا جوز الهند

والموز وَالرُّمَّان والفستق والجوز واللوز وَجوز الْهِنْد وَنَحْوهم: فأرزاق أَولهَا تَعب وَآخِرهَا هنيء، وَبَعضهَا أتعب من بعض على قدر قُوَّة حجابة، وَأما الأترنج فأوله نكد لمرارة أَوله ووسطه رزق هني لحلاوته، وَآخره نكد لحموضته.

الرُّمَّان، أَوله نكد لمرارة قشره، ووسطه هنيء لحلاوة حبه، وَآخره نكد لمرارة مَا هُوَ نابت فِيهِ. وَقد يكون للشَّيْء حجابان كالجوز قشرة الأول حجاب، والصفاق الَّذِي فِي قلبه حجاب آخر، لِأَنَّهُ لَا يُؤْكَل هَنِيئًا إِلَّا بزواله. وَقد يكون الشَّيْء أَوله هَنِيئًا، ووسطه نكداً وَآخره هَنِيئًا، كالمشمش اللوزي أَوله هنيء ووسطه نكد لنواته، وَآخره هنيء لحلاوة لبه. وَمِمَّا يشبه ذَلِك اللَّحْم والمخ فِي الْعظم أَوله هنيء، ووسطه عظم نكد، وَآخره مخ هنيء. وَقَالَ لي إِنْسَان رَأَيْت عظما وَعليه لحم وَأَنا آكل ذَلِك، قلت: أول عمرك رزق ووسطه فقر وَآخره رزق إِن كَانَ فِيهِ مخ.

فصل: كل مَا كَانَ لَهُ صَوت عِنْد أَخذه أَو كَسره فَهُوَ مَال بخصام أَو من رجل بخيل. قَالَ المُصَنّف: إِذا جنى ثَمَرَة من غير جنس أَصْلهَا كمن يَأْخُذ التَّمْر من الْكَرم، والجوز من المشمش، والباذنجان من اللفت، وَنَحْو ذَلِك فَإِن جعلتهم جيوشاً فَمن غير جنسه، ونفع من بِلَاد من غير جنس نفع ذَلِك الْبَلَد، وتزويج وولادة من غير النّسَب. فَإِن كَانَت الْقَرَائِن فِي الْمَنَام ردية كمن يرى ذَلِك الثَّمر تَالِفا أَو وسخاً أَو منتناً أَو مسوساً وَنَحْو ذَلِك دلّ على الْحمل والولادة غير السوية. وقَالَ لي إنسان: رَأَيْت أنني آكل رماناً من أَصله ورماناً آخر نباتاً على جلد خِنْزِير، قلت: عنْدك امْرَأَة بِنِكَاح صَحِيح وَامْرَأَة أُخْرَى نَصْرَانِيَّة، قَالَ: نعم، قلت قد حملتا مِنْك والنصرانية بِلَا عقد نِكَاح قَالَ صَحِيح ذَلِك.

رؤيا العصفر

و

رؤيا الباذنجان

فصل: من ملك أَو تحكم فِيمَا يجمع شَيْئا بعد شَيْء كالعصفر والمقثاة والباذنجان وَنَحْوهم فَإِن كَانَ ملكا فجيوش أَو بِلَاد مترادفة النَّفْع، وَذَلِكَ للتاجر: تجائر مكسبة، وللأعزب: زَوْجَة كَثِيرَة الجهاز والنسل، ولأرباب المعايش: معيشة دارة، وَهِي للْمَرِيض الَّذِي لَا يصلح لَهُ الْأكل مِنْهَا: أَيَّام مرض، كل ذَلِك إِذا ملكهَا أَوَان إقبالها. وَهِي فِي إدبارها: عَسَاكِر مولية أَو تِجَارَة خاسرة، أَو معيشة بطالة، أَو زَوْجَة فقيرة أَو لَا نسل لَهَا.

رؤيا الفجل

و

رؤيا الخس

و

رؤيا الجزر

و

رؤيا البصل

و

رؤيا الثوم

فصل: وَأما حقل الفجل واللفت والخس والجزر والبصل وَنَحْوهم فأرزاق لمن لَا تَضُرهُمْ لَكِنَّهَا غير مترادفة النَّفْع. وَهِي لمن لَا تصلح لَهُ من المرضى: أمراض غير مُتَوَالِيَة.

رؤيا الزبيب

و

رؤيا التمر

و

رؤيا الأرز

و

رؤيا القمح

و

رؤيا الشعير

و

رؤيا الفول

و

رؤيا العدس

و

رؤيا الحمص

فصل: وَأما الْيَابِسَة من الثِّمَار كالزبيب وَالتَّمْر، والحبوب كالقمح وَالشعِير والأرز والفول والعدس والحمص والجلبان، وَمن السائلات كالشيرج وَالزَّيْت وَنَحْوهم فأرزاق وفوائد، وَأما التِّبْن والحشيش لمن ملكه أَو هُوَ عِنْده: فأرزاق وأموال، لكَون الدَّوَابّ يَأْكُلُونَهُ فَيَعُود سمناً ولبناً وَلَحْمًا وشحماُ وزبلاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ.

فصل: كل مَا دلّ من الثِّمَار أكله أَو ملكه على الرزق أَو النكد فَقرب تَفْسِير ذَلِك على قدر قرب مَجِيء تِلْكَ الثَّمَرَة وَبعدهَا وعَلى هَذَا يُقَاس جَمِيع الثِّمَار أَو النَّبَات وَالله أعلم. قَالَ المُصَنّف: إِذا أَخذ ثَمَرَة من غير جِنْسهَا كَمَا ذكرنَا فَإِن كَانَت أَكثر فَائِدَة من ذَلِك فأرزاق ومعايش دارة، وَرُبمَا دلّ على تحول صَنعته إِلَى مَا هِيَ أرفع مِنْهَا، كمن يرى أَنه يَأْخُذ من أصُول التِّين تَمرا أَو زبيباً أَو رماناً أَو نَحْو ذَلِك، وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك لَو أَخذ أدون من ثَمَرَتهَا أَو شَيْئا لَا ثبات لَهُ، كمن يَأْخُذ من أصُول الزَّعْفَرَان وردا ًطرياً أَو من العصفر ياسميناً وَنَحْو ذَلِك، فَإِنَّهُ دَال على عدم بَقَاء الْمَعيشَة فِي الَّتِي ينْتَقل إِلَيْهَا، وَإِن دلّ على الْوَلَد كان أمرا في الولد، وَإِن دلّ على النكد كَانَ سريع الزَّوَال. وَأما إِذا رأى أَنه أَخذ السائلات من الجماد أَو الْحَيَوَان وَلم يتلوث بِهِ فأرزاق وفوائد وَخير مِمَّن دلّ ذَلِك عَلَيْهِ، وَإِن تلوث أَو كَانَ يضرّهُ فَهُوَ نكد مِمَّن دلّ عَلَيْهِ وَلم يدل ذَلِك على الزِّنَا وَلَا الْحمل مِنْهُ. وَالْفرق بَينه وَبَين أَخذ الثِّمَار من أُولَئِكَ لِأَن السائلات تُؤْخَذ من الْحَيَوَانَات كاللبن، وَالْعَسَل من النَّحْل، وَالْمَاء العذب من الْحِجَارَة فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الأشجار – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الأشجار – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل فِي الْأَشْجَار وثمارها: من ملك شَجَرَة أَو استظل بظلها أَو انْتفع بثمرها أَو بِشَيْء مِنْهَا: حصل لَهُ فَائِدَة من جليل الْقدر أَو من أحد أَبَوَيْهِ أَو من زوجه أَو ولد أَو معلم أَو أستاذ أَو معيشة أَو ملك أَو من دَابَّة وَنَحْو ذَلِك، وَإِن كَانَ الرَّائِي أعزب تزوج، وَيكون ذَلِك على قدر حسن الشَّجَرَة ونفعها وعلوها بَين الْأَشْجَار، فَإِن كَانَت فِي إقبال الزَّمَان كَانَت فَائِدَة من دلّت الشَّجَرَة عَلَيْهِ قريبَة وَإِن كَانَ فِي أَوَان سُقُوط الْوَرق وَبطلَان ثَمَرَتهَا فراحة ذَلِك بعيدَة مُتَأَخِّرَة على قدر مَا بَقِي لظُهُور ثَمَرَتهَا. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّت الْأَشْجَار على مَا ذكرنَا وَشبهه لوجه الِانْتِفَاع مِمَّن ذكرنَا فَإِن الشَّجَرَة ترَاد تَارَة لثمرها وَتارَة لورقها وَتارَة لظلها وَتارَة لخشبها وَتارَة لحطبها وَتارَة للجمال بهَا وَتارَة للمجموع وَكَذَلِكَ الَّذين دلّت عَلَيْهِم مِمَّن ذكرنَا فَإِنَّهُم أهل لوُجُود النَّفْع على مَا يَلِيق أَن ينْتَفع بهم الْإِنْسَان فِي كل وَقت بوقته فَافْهَم ذَلِك. وَأَوَان إقبال كل شَجَرَة بحسبها كَمَا ذكرنَا وَيكون أَيْضا أَوَان إقبالها على قدر حَاجَة الرَّائِي إِلَيْهَا فِي الْمَنَام كمن خَافَ من سبع أَو عَدو أَو سيل أَو نَار وَنَحْو ذَلِك فَصَعدَ عَلَيْهَا ليتحصن من ذَلِك فَوَجَدَهَا عالية قَوِيَّة ثَابِتَة فَذَلِك بُلُوغ مُرَاد وَقَضَاء حَاجَة وَذَهَاب هم على يَد من دلّت الشَّجَرَة عَلَيْهِ. وَمثله لَو رأى كَأَنَّهُ فِي حر شَدِيد فَوَجَدَهَا ذَات ظلّ مليح وَكَذَلِكَ لأجل مطر وَكَذَلِكَ لَو طلبَهَا لأجل ثَمَرهَا فَوَجَدَهَا مثمرة مليحة على غَرَضه وَكَذَلِكَ لَو طلبَهَا لأجل الْوقُود فَوَجَدَهَا يابسة سهلة الْكسر وَنَحْو ذَلِك فَعلمنَا بذلك كُله أَن أَوَان إقبالها ذَلِك. فَافْهَم.

فصل: فَإِن جعلناها ملكا كَانَت أوراقها: سلاحه، وبنوده، وَحسن جيوشه. وَثَمَرهَا: أَمْوَاله. وَإِن جعلناها عَالما كَانَ ذَلِك كتبه وعلومه، وَإِن جعلناها امْرَأَة كَانَ ذَلِك جهازها وَأَوْلَادهَا، وَإِن جعلناها تِجَارَة كَانَ ذَلِك أعدلها، وَثَمَرهَا: البضاعة، وَإِن جَعَلْنَاهُ أَوْلَادًا أَو أقَارِب كَانَ الأوراق ملابسهم لِأَن الله تَعَالَى جعل الأوراق ستْرَة للثمرة من الشَّمْس لِئَلَّا تحرقها أَلا ترى أَن الثَّمَرَة البارزة فِي الشَّمْس يبان أثر الشَّمْس فِيهَا وَلَا يطيب طعمها غَالِبا، وَإِن جعلناها عابداً كَانَ وَرقهَا تلاميذه أَو نوافله. فَمَا أصَاب ذَلِك من خير أَو شَرّ نسبناه إِلَى من ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: وَاعْتبر الْفَائِدَة وَالْأَحْوَال الَّتِي ذَكرنَاهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَمَاكِن نَبَات الْأَشْجَار والإقليم كامرأة رَأَتْ أَنَّهَا أخذت جوزة هندية وَقد أثقلها حملهَا قلت ترزقين ولدا يكون أَصله من الْهِنْد أَو مِمَّن يتَرَدَّد إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد فَجرى ذَلِك. وَمثله رَأَتْ أُخْرَى قلت يحصل لَك نكد من امرأة هندية قَالَت صَحِيح. وَقَالَ آخر رَأَيْت أَن فِي دَاري نَخْلَة وَعَلَيْهَا تمر صيحاني قلت إن كنت عزباً تزوجت امْرَأَة شريفة وَأَصلهَا من الْحجاز وَإِن كنت مزوجاً قدم عَلَيْك إِنْسَان من تِلْكَ الْجِهَة فَذكر الْمَجْمُوع. وَذكر آخر أَنه كَانَ بِالْيمن فرأى بعدن شَجَرَة خِيَار سنبر وَهِي عالية قلت قدم بعد ذَلِك رَسُول من مصر قَالَ نعم، وَدَلِيله أَن الْغَالِب أَنه لَا ينْبت إِلَّا بِمصْر وَكَونه رَسُول لعلو كلمة الرَّسُول. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني عبرت دَاخل شَجَرَة بندق وحولت مِنْهَا وَرقا مُخْتَلف الألوان قلت لَهُ ستروح إِلَى بِلَاد البندق أَو بِلَاد الرّوم وَتقدم مَعَك ملابس مُخْتَلفَة الألوان فَإِن كَانَ الَّذِي أخرجته مليحاً أفدت من ذَلِك وَإِلَّا فَلَا.

فصل: فَإِن كَانَت الشَّجَرَة سهلة التَّنَاوُل كَانَ الَّذِي دلّت عَلَيْهِ سهلاً قريب الرَّاحَة، وَإِن كَانَت صعبة أَو لَهَا شوك أَو مرّة الثَّمَرَة أَو تالفة الثَّمر كَانَ من دلّت عَلَيْهِ بخيلاُ أَو شرس الْخلق أَو خَبِيث المكاسب. قَالَ المُصَنّف: فَإِن قصد أَن يكون لَهَا شوك لينْتَفع بِهِ فِي تحويط حَائِط أَو ليدفع بِهِ ضِرَارًا أَو طلب الحنظل للتداوي أَو لنفع وَطلب حموضة الرُّمَّان فَوجدَ ذَلِك وَشبهه على مَا قَصده كَانَ فِي هَذِه الْأَحْوَال جيدا يبلغ مُرَاده وَيصير ذَلِك كَالرّجلِ الْجيد الَّذِي يُوجد عِنْده مَا يَقْصِدهُ، وَأما إِن وجد ذَلِك حلواً أَو بِلَا شوك كَانَ ذَلِك ردياً كَمَا لَو خَافَ أَن يكون مرا أَو حامضاً فَوَجَدَهُ حلواً أَو لَا شوك لَهُ كَانَ ذَلِك ردياً كَمَا لَو خَافَ أَن يكون مرا أَو حامضاً فَوَجَدَهُ حلواً أَو لَا شوك لَهُ كَانَ من حكم إنصلاح المفسود وَوُجُود الضائع وَالصُّلْح مَعَ الْأَعْدَاء والأمن فِي مَوضِع الْخَوْف وَنَحْو ذَلِك.

رؤيا غرس الشجر

فصل: وَأما من غرس شَجَرَة مليحة لنفع النَّاس فَإِن كَانَ الغارس عَالما: صنف كتابا أَو انْتفع النَّاس بِعُلُومِهِ، وَإِن كَانَ عابداً: انْتفع النَّاس ببركته، وَإِن كَانَ تَاجِرًا: رُبمَا وقف وَقفا. وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك لَو غرس شَجَرَة ردية أَو فِي مَكَان يضيق على النَّاس. قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا رأى كَأَنَّهُ غرس نبتاً فِي غير وَقت الْغِرَاس كَانَ الَّذِي دلّ عَلَيْهِ قَلِيل الثَّبَات من خير وَشر وَإِن غرسها وَمثلهَا لَا يعِيش إِلَّا بالسقي فغرسها فِي أَرض لَا مَاء فِيهَا كَانَ ذَلِك أَيْضا قَلِيل الْبَقَاء ونكداً لمن دلّ عَلَيْهِ المغروس. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني أزرع الريحان فِي تربة لَا مَاء فِيهَا قلت لَهُ: اعتقلت رحلاً قَالَ نعم قلت يخْشَى عَلَيْهِ وَدَلِيله عدم بَقَاء ذَلِك مَعَ عدم المَاء. وَمثله رأى آخر قلت لَهُ أَنْت تطلب الْوَلَد من امْرَأَة لَا يثبت مَعهَا. وَمثله رأى آخر قلت لَهُ أَنْت توري أَنَّك محسن وَأَنت مسيء فِي حق من دلّ الْغِرَاس عَلَيْهِ. وَمثله رأى آخر قَالَ كنت أغرسه لتنفع رَائِحَته أَرْجُو أَثوَاب الله قلت تَتَصَدَّق أَو تعبد الله سُبْحَانَهُ بِمَا تعتقد أَنه ينفع وَلَا فِي ذَلِك وَدَلِيل ذَلِك كُله كَونه وضع الشَّيْء فِي مَوضِع يتْلف مثله فِيهِ فأفهم ذَلِك.

رؤيا قطع الشجرة

فصل: وَأما من قطع شَجَرَة تَنْفَع النَّاس: فعل فعلا يتَضَرَّر النَّاس بِهِ، وَإِن كَانَت الشَّجَرَة تَضُرهُمْ فقطعها: أَزَال شدَّة عَن النَّاس إِمَّا بعزل ظَالِم أَو إِزَالَة مظْلمَة أَو بطلَان بِدعَة وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: انْظُر وصف الشَّجَرَة المقطوعة واطلب ذَلِك الْوَصْف وَإِن كَانَ خَفِيفا، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني قطعت شَجَرَة زيتون مليحة، قلت: كَانَ فِي الْبَلَد غَيرهَا، قَالَ: لَا، قلت: أَنْت متول، قَالَ: نعم، قلت: سعيت فِي قطع زَيْت لمَسْجِد أَو كَنِيسَة، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ مَرِيض رَأَيْت أنني تَحت شَجَرَة تفاح أستظل بظلها فقطعتها، قلت: كَانَت الْعَافِيَة فِي شراب التفاح فَكيف قطعته! فَعَاد إِلَيْهِ، فَعُوفِيَ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني قطعت شَجَرَة عِنَب كنت أَسجد لَهَا فِي الْمَنَام، قلت: كنت تشرب الْخمر وَقد تبت مِنْهُ، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن حلقي مسدود وأطلب النَّفس وَلم أقدر عَلَيْهِ، فَقطعت شَجَرَة توت وأدخلتها فِي حلقي فَزَالَ ذَلِك، قلت: يَقع بك مرض وَلَا تَبرأ إِلَّا بِرَبّ التوت فَكَانَ ذَلِك.

فصل: وَأما من ملك جمَاعَة من الشّجر وَكَانَ الرَّائِي مُتَوَلِّيًا: ملك بلاداً أَو جيوشاً على قدر عَددهَا، وَإِن كَانَ عَالما: فعلوم على قدرهَا، وَهِي أَعمال للعابد، وَرُبمَا كَانَت أولاداّ أَو أقَارِب أَو معارف أَو دوراً أَو تجائر أَو دَوَاب، وهب لرب المعايش فَوَائِد، وَرُبمَا تكون للصعلوك دَرَاهِم على قدرهَا، فَمَا حدث فِيهَا من صَلَاح أَو فَسَاد فِي الْمَنَام عَاد إِلَى من ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: دلّت على الْعُلوم لحلاوة مَا يجده الْآكِل وشفاء قلبه حَتَّى أَن الَّذِي تغلب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء يلتذ بِأَكْل الحامض فَهُوَ عِنْده أحسن من الحلو، ودلت على أَعمال العابد لِأَن الشَّجَرَة منتصبة لذكر الله تَعَالَى لِأَن سجودها دوران ظلها وتسبيحها صَوتهَا حِين تتحرك عِنْد هبوب الرِّيَاح. وَالَّذِي خَفِي علينا من تمجيدها لله تَعَالَى أعظم مِمَّا عَرفْنَاهُ فسبحان الممدوح بِكُل صَوت فِي كل وَقت.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا المعادن – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا المعادن – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الذهب

و

رؤيا الفضة

و

رؤيا الزفت

و

رؤيا الزئبق

و

رؤيا الرصاص

و

رؤيا الحديد

و

رؤيا الكبريت

و

رؤيا القار

فصل: وَأما معادن الأَرْض لمن ملكهَا أَو انْتفع بهَا كالذهب وَالْفِضَّة والقار والزفت وَالْحَدِيد والرصاص والزئبق والكبريت: فأرزاق لأرباب المعايش وبلاد للولاة والملوك وعلوم لمن يطْلبهَا وللعابد أسرار وللأعزب زَوْجَة وَلمن عِنْده حَامِل ولد وتدل على الْأَخْبَار المفرحة والإجتماع بالأكابر وَالْعُلَمَاء وَنَحْو ذَلِك. وَكَذَلِكَ الحكم فِي الدفائن.

قَالَ المُصَنّف: فَإِذا رأى أَنه ملك وَاحِدًا من الْمَعَادِن فأعطه مَا يَلِيق بِهِ. فَتَقول لمن ملك الذَّهَب وَالْفِضَّة رُبمَا تصير أَمِين خزانَة جليل الْقدر، وَتقول لآخر تصير صيرفياً، وَتقول لأخر تصير صائغاً. كَمَا تَقول لمن ملك الزفت والقار ستفيد مِمَّا يعْمل من ذَلِك كأرباب المراكب. وَقَالَ إِنْسَان رَأَيْت أنني أخذت زفتاً من معدنه قلت لَهُ أَنْت جندي وَلَك فرس مَرِيض وَقد وصف لَك البيطار مغرفة زفت قَالَ نعم قلت تعافى. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني جمعت رصاصاً من معدنه قلت عزمت على عمَارَة حمام قَالَ نعم قلت فِيهِ رَاحَة، وَدَلِيله أَن الْحمام يحْتَاج إِلَى الرصاص. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني حكمت على مَعْدن زئبق وَكلما أخذت مِنْهُ شَيْئا مَا يثبت فِي يَدي قلت أَنْت تصاحب إنْسَانا كثير الْمحَال. وَقَالَ صَغِير رَأَيْت قدامي بركَة زئبق قلت يَقع فِي رَأسك أَو ثِيَابك قمل يذهب بالزئبق. وَرَأى إِنْسَان أَنه وَقع فِي كبريت قلت دلت على حريق فَجرى ذَلِك. وَمثله رأى آخر قلت يَقع بك جرب تحْتَاج فِي مداواته إِلَى كبريت، وَدَلِيله أَنه قَالَ كنت ألتذ بذلك فَعلمت أَن ذَلِك لذاذة حك الجرب. وَرُبمَا دلّ على مَا يتداوى بِهِ كَرجل رأى أَن عِنْده كبريتاً وَقد ضَاعَ مِنْهُ، قلت: لَك جمل وَقد جرب وَقد عزمت على مداومته بالكبريت، قَالَ: نعم، قلت: يَمُوت الْجمل. وَقَالَ آخر: رَأَيْت الكبريت الَّذِي يُوقد مِنْهُ قد ضَاعَ، قلت: ينكسر لَك سراج. فَافْهَم وعلى ذلك فقس.

فصل: من طلب معدناً فَوَجَدَهُ حيات أَو عقارب أَو جيفاً أَو روائحاً رديئة أَو دخاناً أَو نَارا فَإِن جَعَلْنَاهُ للْملك بَلْدَة كَانَ بلدا بِلَا نفع وَرُبمَا فتح عَلَيْهِ بَاب حَرْب، وَإِن جَعَلْنَاهُ علوماً كَانَت بدعاً، وَإِن جَعَلْنَاهُ تجارة فأموال حرَام، وَإِن جَعَلْنَاهُ عبَادَة فبواطن ردية، وَإِن جَعَلْنَاهُ حملا كَانَ حملا ردياً، وَإِن جَعَلْنَاهُ زَوْجَة أَو ولدا أَو أَخْبَارًا كَانَ ذَلِك كُله ردياً. قَالَ المُصَنّف: قد ذكرنَا إِذا تضرر بانقلاب الْمَعْدن حيات وَنَحْو ذَلِك فَأَما إِن انْتفع بِمَا صَار إِلَيْهِ مثل إِن طلب معدناً فَوَجَدَهُ حيات وانتفع بذلك فَتَقول تتْرك صُحْبَة جليل الْقدر وتنال رَاحَة من رجل حاوي أَو مِمَّن يعْمل الترياق. وَتقول فِي الْجِيَف من رجل لحام أَو مشاعلي. وَتقول فِي الدُّخان من طباخ أَو فران وَنَحْو ذَلِك. وَفِي النَّار فأعطه مَا دلّت النَّار عَلَيْهِ فِي مَوْضِعه. وَإِن وجده تُرَابا من غير جنس الأَرْض فَقل من ملك جَدِيدَة أَو من سفر أَو من رجل غَرِيب أَو امْرَأَة كَذَلِك. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا النبات – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا النبات – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما نبات الأرض بالزهر أَو الْحَشِيش الْمليح أَو حسنت بالروائح الطّيبَة أَو تَفَجَّرَتْ بالأنهار أَو الْمِيَاه النافعة أَو صَارَت خبْزًا أَو عسلاً أَو سمناً أَو سكرا أَو حلاوة أَو دَقِيقًا والرائي أَو النَّاس يَأْكُلُون أَو يجمعُونَ مِنْهَا. فأرزاق وفوائد من زراعات أَو رخص أَو تجائر أَو من أَب أَو أم أَو دَوَاب أَو أَوْلَاد أَو من كَثْرَة المعايش والراحات أَو من الْأَمْن وَالْعدْل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: أنسب الرَّائِحَة كَمَا تَقول فِي الزهر من رجل فكاه أَو عطار وكل من يتعانى بيع الطّيب وَعَمله، وَكَذَلِكَ فِي الْمِيَاه مِمَّن يتعاناها، وَفِي الْخبز فَائِدَة من خباز أَو من مخبز أَو مِمَّن يَبِيع الْخبز. وَتقول فِي الْعَسَل إِن كَانَ من عسل النَّحْل فَقل من مسافرين وأرباب الْبَوَادِي. وَإِن كلن من قصب السكر فانسب إِلَى من يتعانى ذَلِك. وَرُبمَا دلّ الشَّيْء على مَا يقْصد مِنْهُ كَمَا قَالَ إِنْسَان رَأَيْت أنني أجمع حزماً من زهر قلت لَك نحل قَالَ نعم قلت يزِيد ونمى، وَدَلِيله قوت النَّحْل من الزهر وَمِنْه يَبْنِي بيوته، فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الأرض – تفسير الاحلام لابن نعمة

باب: الْبَاب الرَّابِع

فِي الأَرْض وأشجارها وجبالها وسهلها ووعرها وَمَا يتَعَلَّق بهَا

رؤيا الأرض – تفسير الاحلام لابن نعمة

الأَرْض: تدل على الْأَب وَالأُم وَالزَّوْجَة والمعيشة والقرابة وَالدَّوَاب وكل من فِيهِ نفع. فَمن ملك أَرضًا مليحة أَو زَرعهَا: نَالَ فَائِدَة مِمَّن ذكرنَا. وَأما من زَالَت الأَرْض من تَحْتَهُ فَارق من ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: دلّت الأَرْض على الْأَبَوَيْنِ لكَون الْإِنْسَان خلق مِنْهَا، وعَلى الزَّوْجَيْنِ لأجل الْحَرْث وَالْوَطْء كَالنِّكَاحِ، والنبات مِنْهَا كَالْوَلَدِ، وعَلى المعايش والفوائد لانتفاع النَّاس والمخلوقات عَلَيْهَا وَبهَا، وعَلى الدَّوَابّ كَذَلِك، وتباع كالدواب، وَلمن عبر فِيهَا على السّفر فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ سفر للآخرة، وَإِن كَانَ سليما فَهُوَ سفر فِيهِ من الْخَيْر وَالشَّر على قدر مَا وجد فِيهَا، وَرُبمَا دلّ ذَلِك على الأَرْض وَالشَّجر وضيق النَّفس فَافْهَم ذَلِك. وَأما إِن صَارَت حجرا أَو حديداً أَو خشباً أَو شَيْئا لَا ينْبت: دلّ على تلاف زرعه، وَبطلَان معيشته، أَو يأس من حمل زَوجته، أَو وَقع بدوابه عيب، لكَون الأَرْض صَارَت فِي صفة لَا تَنْفَع كنفعها غَالِبا. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَارَت حجرا وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا نفع فِيهِ أعْطى مَا ذَكرْنَاهُ، وَأما إِن نفع كَرجل حجار رأى أَن الأَرْض صَارَت حديداً ينْتَفع بِهِ قلت: تتحول صنعتك إِلَى عمل الْحَدِيد أَو بَيْعه وتنتفع مِنْهُ وتربح، فَجرى ذَلِك. وَآخر يضْرب اللَّبن قَالَ: رَأَيْت كلما ضربت لَبَنًا يصير خشباً، قلت: تصير نجاراً أَو تتجر فِي الْخشب أَو الشّجر، فكر أَنه انْتقل إِلَى ذَلِك وَأفَاد مِنْهُ.

فصل: وَأما إِن صَارَت دخاناً أَو نَارا أَو حيات أَو عقارب أَو شوكاً أَو طيناً رديئاً أَو جيفاً أَو رَائِحَة رديئة وَنَحْو ذَلِك دلّ على نكد، ربما من مرض، أَو خسارة، أَو مخاصمة، أَو أَمْوَال حرَام. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَارَت دخاناً أَو شَيْئا مِمَّا ذَكرْنَاهُ فانسب إِلَيْهِ مَا يَلِيق بِهِ. مِثَاله إِذا جعلته نكداً من دُخان فَقل من فران أَو وقاد أَو طباخ وَنَحْو ذَلِك، وَإِن جعلته مَرضا فَقل من غَلَبَة السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ من النَّار إِلَّا أَن الْمَرَض يكون من الصَّفْرَاء، وَمن الشوك فَقل مِمَّن يتعانى بالأشجار والنبات، وَإِن كَانَ شوك سياج فَقل من ناطور بُسْتَان، فَإِن جعلت النكد من طين فَقل من بِنَاء أَو فاخراني أَو صَارَت لَبَنًا أَو حراثاً وَنَحْو ذَلِك، وَإِن جعلت النكد من جيف أَو رَائِحَة رديئة فَقل من لحام أَو مِمَّن يكنس المراحيض أَو من دباغ وَنَحْو ذَلِك، وَإِن جعلته من دم فَقل كَذَلِك أَو من حجام أَو فاصد أَو جرائحي وَنَحْو ذَلِك. وَتقول فِي الْمَرَض من غَلَبَة الدَّم فِي مرضك. وَرُبمَا جعلت فِي الدَّم بِأَن تَقول من حَرْب لما فِيهِ من جرح وسيلان الدِّمَاء وَنَحْو ذَلِك. وَهَذَا شرح مليح فافهمه موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الحر – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الحر – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا البرْد

فصل: وَأما الْحر الشَّديد أَو الْبرد الشَّديد فيدلان على مرض أو نكد أو بطلَان معاش. وَأما مَجِيء اللَّيْل أَو الظلمَة فَيدل على ضيق الصَّدْر، وَرُبمَا دلّ على فرَاغ الْأَعْمَال، وَأمن الْخَائِف، وَمن أَرَادَ أَن يعْمل مَسْتُورا تمّ لَهُ مُرَاده. وَأما النَّهَار والنور فيدلان على الْهدى وَالْخَيْر والراحة. قَالَ المُصَنّف: وَيدل مَجِيء اللَّيْل والظلمة على رمد الْعين لمن هُوَ صَحِيح، كَمَا أَن مَجِيء النَّهَار والنور لمن هُوَ مَرِيض بوجع الْعين يدل على قُوَّة المرض. وكما رأى إِنْسَان أَن شخصا مَعَه زناد وَهُوَ يقْدَح قُدَّام الرَّائِي قدحاً مليحاً يظْهر مِنْهُ نَار مليحة، فدلت الرؤيا على أنه يعافى من مرضه. وَأما كَثْرَة الشهب إِذا لم تؤذي النَّاس فدليل على صرف الْآفَات عَن الْملك، وحراسته، وظفره بأعدائه، وعَلى حوادث تحدث وَتَكون الْعَاقِبَة سليمَة. وَالله أعلم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا المطر – تفسير الاحلام لابن نعمة

باب: الْبَاب الثَّالِث

فِي الْحَوَادِث فِي الجو

رؤيا المطر – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الرعد

و

رؤيا الرياح

و

رؤيا الجليد

و

رؤيا الصاعقة

و

رؤيا البرد

و

رؤيا البرق

و

رؤيا الرياح

و

رؤيا السحاب

و

رؤيا الثلج

فأما الرعود المزعجة أَو الأمطار أَو الجليد أَو الْبرد المؤذي أَو الصَّوَاعِق المحرقة أَو الرِّيَاح الْعَظِيمَة أَو البروق الْكَثِيرَة أَو الغيوم السود الوحشة كل مِنْهُم دَال على الْخَوْف والحوادث الْعَظِيمَة وَالْأَخْبَار الردية لمن رأى هَذَا فِي الْمَنَام خُصُوصا للمسافرين، فَإِن هدمت دوراً أَو قلعت أشجاراً، أَو أهلكت شَيْئا من الْحَيَوَانَات النافعة وَنَحْو ذَلِك فعدو أَو أمراض أَو وباء أَو طاعون أَو ظلم من الأكابر أَو جوائح أَو غلو أسعار أَو أَخْبَار ردية وَنَحْو ذَلِك لمن أَصَابَهُ فِي شَيْء مِمَّا ذكرنَا وَإِن كَانَ رائي ذَلِك مُسَافر: رُبمَا قطعت عَلَيْهِ الطَّرِيق وَرُبمَا حصل للرائي نكد من أستاذه أَو أحد أَبَوَيْهِ أَو من معلمه أَو بطلت معيشته. قَالَ المُصَنّف: لما أَن ذكرنَا الْآثَار العلوية الدائمة كل وَقت ذكرنَا مَا بَين العلوية والسفلية، وَإِنَّمَا سميناها حوادث لكَونهَا لَا ثبات لَهَا ولندرة وُقُوعهَا، وَذكرنَا مَا دلّت عَلَيْهِ، وَرُبمَا دلّت على الْحَوَادِث فِي ابْن آدم، كَرجل رأى أَن رعداً عَظِيما أزعجه وَكَانَ فِي غير أَوَانه، قلت: يَقع بسمعك صمم، فَجرى ذَلِك. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ تَحت مطر عَظِيم وَهُوَ مَكْشُوف الرَّأْس، قلت لَهُ: يَقع برأسك نزلة عَظِيمَة، فَجرى ذَلِك. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ بردا وَقع عَلَيْهِ وانغرز بجسمه وَرَأسه، قلت: يطلع فِي يَديك ورأسك دماميل أَو جدري، فَوَقع ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على السّفر مَعَ الْعَسْكَر، قَالَ: نعم، قلت: تقع فِيك سهاك أَو حِجَارَة أَو جراحات، فَوَقع ذَلِك، وَرَأى إِنْسَان كَأَنَّهُ قد صَار صَاعِقَة، فَقلت لَهُ: أحرقت شَيْئا أم لَا، قَالَ: أحرقت شَجَرَة زيتون، قلت لَهُ: جرى مِنْك أُمُور: أَحدهَا أَنَّك تَكَلَّمت فِي عرض امْرَأَة طيبَة الأَصْل، قَالَ: نعم، وَقلت لَهُ: كنت غَائِبا عَن بلد فِيهِ زيتون قدمت عَلَيْهِ واشتريت ملكا، قَالَ: تعن، وَذَلِكَ لِأَن الصاعقة تسكن فِي الْمَكَان الَّذِي تقع فِيهِ. وَرَأى آخر أَن ريحًا دخلت فِي فَمه حَتَّى كَادَت تخرسه عَن النُّطْق، قلت لَهُ: نخشى عَلَيْك من ريح القولنج، فَكَانَ ذَلِك. وَمثله رأى آخر، قلت: نخشى عَلَيْك أَن يطلع فِي عُنُقك ريح، فَجرى ذَلِك. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ يغزل من الغيوم السود غزلاً مليحاً، قلت: تحب امْرَأَة سَوْدَاء وتغازلها بالأشعار، قَالَ: صَحِيح. وَمثله رَأَتْ امْرَأَة، قلت: أَنْت ماشطة، قَالَت: نعم، قلت: تجمعي مَالا على قدر مَا كَانَ على المغزل، فَكَانَ كَذَلِك.

فصل: وعَلى رَأْي اليونانيين من أحرقته الصاعقة إِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى، وَإِن كَانَ غَنِيا افْتقر، وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن، وغن كَانَ آمنا خَافَ، وَإِن كَانَ عبدا عتق، وَإِن كَانَ حرا أسر أَو حبس، وَإِن كَانَ مَرِيضا عوفي، وَإِن كَانَ سليما مرض، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا قَالَ اليونانيون ذَلِك لكَون أَن رائي ذَلِك يعْدم بِخِلَاف الْمَيِّت فَإِن جِسْمه بَاقٍ، وضد الْأَمْن الْخَوْف، وضد الْفقر الْغنى، وضد الْحَيَاة الْمَوْت، فَإِذا عدم فِي الْمَنَام بالصاعقة أَو النَّار ذهب مَا كَانَ فِيهِ فَدلَّ على مَا ذكرنَا، بِخِلَاف الْمَيِّت فَإِن جِسْمه بَاقٍ فِي الْوُجُود وَتصرف الْأَصْحَاب والأعداء فِيهِ نَافِذ من تغسيله وتكفينه وَدَفنه وَنَحْو ذَلِك، والمحرق بِخِلَاف ذَلِك.

فصل: وَأما الغيوم الملاح أَو الرِّيَاح الطّيبَة والنور والأمطار المفيدة والثلوج فِي أَمَاكِن نَفعهَا فدليل على الْفَوَائِد لمن ينْتَفع بهَا فِي الْمَنَام، وعَلى الخصب والراحة، وعَلى عدل الأكابر، وَالْأَخْبَار الطّيبَة، والفائدة مِمَّن دلّت السَّمَاء عَلَيْهِ. قَالَ المُصَنّف: إِذا كَانَت الغيوم وَغَيرهَا على الْعَادة فَلَا كَلَام، وَإِنَّمَا الْكَلَام إِذا أكل الغيوم وطعمها طيب، دلّ على أُمُور مِنْهَا: أَنه يُفِيد من الأكابر وَمن الْمُسَافِرين وَمن الزراعات والمياه وَنَحْو ذَلِك. فَأَما إِذا وَضعه موضعا لَا يَلِيق، كَمَا رأى رجل أَنه أَخذ سَحَابَة وَجعلهَا بَين ثِيَابه، قلت لَهُ: سرقت كيساً أَو شقة من جليل الْقدر وَخفت أَن يظْهر عَلَيْك فَأعْطيت ذَلِك لامْرَأَة، قَالَ: نعم، لِأَن السَّحَاب أشبه شَيْء بِمَا ذكرنَا. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني أبيع الغيوم، قلت: أَنْت تبيع السفنج، قَالَ: نعم. لِأَن السفنجة تسمى غيمة. وَمثله قَالَ آخر، قلتك أَنْت تبيع الْقطن، قَالَ: نعم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا النجوم – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا النجوم – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما النُّجُوم فَكل وَاحِد مِنْهُم دَال على مَا دلّ الشَّمْس وَالْقَمَر عَلَيْهِ ويدلوا على الْعلمَاء لكَوْنهم يتهدى بهم فِي الْبر وَالْبَحْر، وَرُبمَا دلوا على قطاع الطَّرِيق والخوارج، لكَوْنهم لَا يظهرون إِلَّا بِاللَّيْلِ. فَمن رأى أَن النُّجُوم جَاءَت إِلَيْهِ، أَو إِلَى دَاره، أَو اجْتمعت عِنْده، أَو كَأَنَّهُ يرعاها، أَو يتحكم فِيهَا، وَلم تؤذه؛ فَإِن كَانَ يصلح للْملك: ملك، وَإِلَّا تولى ولَايَة تلِيق بِهِ، وَرُبمَا تزوج وَجَاء الكبراء إِلَى عِنْده، أَو يرْزق ذُرِّيَّة، أَو أقَارِب، أَو أَصْحَاب، أَو أَمْوَال، أَو عبَادَة، أَو تلاميذ. وَيكون ذَلِك على قدر كثرتها وقلتها. أَو دَرَاهِم، أَو دَنَانِير. وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَافقه فِي النُّجُوم. قَالَ رجل: رَأَيْت كأنني صرت صائغاً وَأَنا آخذ النُّجُوم وأعبر بِهن فِي بَيت النَّار، قلت: أَنْت رجل خباز وَأَنت تقطع من الأرغفة وتخبأه فتب إِلَى الله، فَقَالَ: مَا بقيت أَعُود. فَافْهَم ذَلِك. وَلما رأى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم لَهُ ساجدين فسره لَهُ وَالِده عَلَيْهِ السَّلَام بِمَا فسره. وقسنا عَليّ الْأَقَارِب والمعارف وَالْأَمْوَال والفوائد والعلوم والتقرب من الأكابر وعلو الْمنَازل، لِأَنَّهُ قَالَ فِي تَمام تَفْسِيره: {وَكَذَلِكَ يجتبيك رَبك ويعلمك من تَأْوِيل الْأَحَادِيث وَيتم نعْمَته عَلَيْك وعلى آل يَعْقُوب} إِلَى آخر الْآيَة. وَمن ذَلِك؛ رأى إِنْسَان كَأَنَّهُ سقط من الثريا نجم، فَقلت لَهُ: أَنْتُم سبع أخوة ذُكُور. وَمثله رأى آخر، قلت: أَنْت خَادِم لَا أخوة وَلَا أَوْلَاد لَك، لَكِن عنْدك سَبْعمِائة دِرْهَم أَو سبع آلَاف يروح سبع ذَلِك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر أخذت من الثريا نجماً وخبأته، قلت لَهُ: سرقت لؤلؤة فَكَانَ ذَلِك. وَرَأى آخر أَنه حمل الثريا على عود فَسقط مِنْهَا نجم أتلف شعره، فَقلت: حملت شمعة لَهَا شعب أحرق عمامتك بعض تِلْكَ الشّعب، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر رأى أَنه يسْجد لبنات نعش، قلت: أَنْت تحب امْرَأَة غسالة للموتى أَو بنت غاسلة، قَالَ: نعم، قلت وَهِي تعبر دور الأكابر، قَالَ: صَحِيح، وَذَلِكَ لِأَن بَنَات نعش قريبات من قطب الْفلك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ملكت القطب وَبَنَات نعش، قلت: يصير لَك طاحون أَو معصرة بِحجر، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني أدور مَعَ بَنَات نعش وَقد عضني نجم مِنْهُنَّ، قلت: أَنْت فِي مَكَان فِيهِ جمَاعَة يرقصون فَحصل لَك نكد من أحدهم، فَقَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت من بَنَات نعش، قلت لَهُ: قد قرب أَجلك، فَمَاتَ بعد أَرْبَعَة أَيَّام. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني آكل بَنَات نعش، قلت: تَرث جَمِيع أولادك وأقاربك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت حمال نعش الْمَوْتَى ورزقك مِنْهُ، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تبيع النعش وتأكل ثمنه. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تبيع دَوَاب طاحونك أَو معصرتك وتأكل ثمن ذَلِك. وعَلى هَذَا فقس موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

رؤيا الكواكب

وقائع ملاح فِي النُّجُوم: رأى إِنْسَان كَأَنَّهُ وضع على عَيْنَيْهِ كوكبين وَهُوَ ينظر، قلت: يطلع على عَيْنَيْك بَيَاض، فَوَقع ذَلِك، وَدَلِيله أَن الْبيَاض فِي الْعين يُسمى كوكباً فِي اللُّغَة. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ يَأْخُذ الْكَوَاكِب فِي يَده يَرْمِي بهم فِي الْعُلُوّ ثمَّ يتلقاهم بِيَدِهِ. وَتارَة بفهمه وَتارَة يَأْكُل بَعضهم، قلت: أَنْت تلعب بقناني الزّجاج الَّتِي هِيَ شبه الأكر، قَالَ: نعم، قلت لَهُ: فَرَأَيْت كَأَنَّك تلعب فِي ليل لَو نهر، قَالَ: كَأَنَّهُ فِي ليل، قلت: تحصل لَك فَائِدَة وَربح من ذَلِك، لِأَن الْكَوَاكِب فعلهَا وضوؤها بِاللَّيْلِ بِخِلَاف النَّهَار. وَرَأى بعض الأكابر كَأَن على ذِرَاعَيْهِ كوكبين تَحت الثِّيَاب وَقد أكلتهما الحرباة، فَقلت لَهُ: على يَديك جَوْهَر مربوط، قَالَ: نعم، قلت: يُؤْخَذ مِنْك فِي حَرْب، فَجرى ذَلِك. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ جَالس فِي وسط الهقعة، قلت لَهُ: تجْلِس تبيع بميزان، وَكَانَ صَنعته تَاجِرًا فَمَا مضى قَلِيل حَتَّى صَار عطاراً، لِأَن الْعَامَّة يسمونها مَوَازِين. وَرَأى آخر كَأَن بَين يَدَيْهِ طبق نُجُوم وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُنَّ فَظهر لَهُ من نجم حَيَّة فضربته، قلت: يعْمل لَك سم فِي بيض مقلي، فَعمل لَهُ ذَلِك، وَدَلِيله أَن الْبيض المقلي يُسمى نجوماً. وَرَأى آخر أَنه قَائِم بَين النُّجُوم فَاحْتَرَقَ ثَوْبه، قلت لَهُ: ضَاعَ لَك ثوب وَأَنت تتفرج فِي نَبَات وزهر، قَالَ: نعم، وَدَلِيله أَن النَّبَات يُسمى نجماً، والزهر يشبه النُّجُوم أَيْضا. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ جَالس على رَأس الْمنَازل فِي السَّمَاء، قلت: تتولى على طَرِيق، فَإِن كنت كَأَنَّك فِي ليل أفدت وَإِلَّا فَلَا. وَرَأى آخر كَأَنَّهُ يَدُور فِي الْقلب على جوهره، قلت: لَك مَحْبُوب وَقد رَاح عَنْك وَأَنت كل وَقت تذكره فِي قَلْبك، قَالَ: صَحِيح.

فصل: فَأَما إِن آذت الرَّائِي أَو أحرقته أَو ضيقت عَلَيْهِ: حصل لَهُ نكد مِمَّن ذكرنَا من الأكابر، وَإِن كَانَ مُسَافِرًا أَو يطْلب سفرا: قطعت عَلَيْهِ الطَّرِيق أَو يتْرك بمكانه أَمر رديء من آفَة وَغَيرهَا. فَأَما إِن صَار جِسْمه نجوماً: كثرت عَلَيْهِ دُيُونه ومطالبات أَو يتَكَلَّم النَّاس فِي عرضه أَو يطلع فِي جِسْمه دماميل أَو جدري أَو طلوعات أَو مرض رديء.

فصل: فَإِن رأى كَأَنَّهُ صَار من النُّجُوم: عَاشر من دلوا عَلَيْهِ. إِمَّا يعاشر الْمُلُوك أَو الْوُلَاة أَو الْعلمَاء أَو الأكابر أَو غلْمَان أُولَئِكَ أَو يعاشر قطاع الطَّرِيق أَو أَرْبَاب الحرس وَنَحْو ذَلِك على قدر مَا يَلِيق بِهِ. وَأما سُقُوطهَا أَو ضرابها بَعْضهَا فِي بعض أَو طُلُوعهَا وَالشَّمْس طالعة: دَال على الحروب والفتن. قَالَ الشَّاعِر: – تبدوا كواكبه وَالشَّمْس طالعة لَا النُّور نور وَلَا الظلام ظلام.

فصل: وَأما من رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل النُّجُوم وطعمها فِي فهمه طيب: حصلت لَهُ فَوَائِد مِمَّن ذكرنَا وَرُبمَا صَار منجماً أَو حارساً. والكبار من النُّجُوم: أشرف النَّاس، وَالصغَار: عوامهم، والمذكر: ذُكُور، والمؤنث: إناث كالزهرة والشعرى وَبَنَات نعش والثريا والهقعة والهنعة ونحوهن.

رؤيا عطارد

فصل: وَرُبمَا دلّ عُطَارِد على الرجل المعطاء وَرُبمَا كَانَ يعرف الْكِتَابَة.

رؤيا المريخ

والمريخ على الْأُمَرَاء والكبراء وسفاكين الدِّمَاء>

رؤيا كوكب المشتري

وَالْمُشْتَرِي على الْأَمْلَاك وَالْبيع والشرى والمخازن.

رؤيا كوكب زحل

وزحل على الْفقر والخسارات والشدائد. وعَلى هَذَا فقس النُّجُوم الَّتِي فِي البروج وَغَيرهَا.

فصل: وَأما من رأى أَنه يسْجد للشمس أَو للقمر أَو لنجم: خدم من دلّ عَلَيْهِ، أَو احْتَاجَ إِلَيْهِ، وَفَسَد مَعَه دينه إِن كَانَ يعْتَقد تَحْرِيم السُّجُود لذَلِك. وَأما إِن رأى كَأَنَّهُ بلع نجماً: اعتقل إنْسَانا، وَرُبمَا أحب من دلّ النَّجْم عَلَيْهِ. فَإِن أحرق شَيْئا فِي فُؤَاده: تنكد مِمَّن ذكرنَا وَإِلَّا فَلَا، فَإِن أخرجه من فُؤَاده أخرج المعتقل، أَو ترك محبَّة من وَقع بفؤاده، أَو زَالَ النكد الَّذِي بفؤاده، وَالله أعلم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الشمس – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الشمس – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا القمر

فصل: الشَّمْس، وَالْقَمَر: كل وَاحِد مِنْهُمَا دَال على الْجَلِيل الْقدر. كالملوك، والولاة، والآباء، والأزواج، وَالْأَبْنَاء، والأقارب، وَالْأَمْوَال، والأملاك، وَالْخَيْر، والمعيشة. فَمن رأى أَن الشَّمْس عِنْده، أَو على رَأسه، أَو كَأَنَّهَا بِحكمِهِ، أَو هِيَ فِي دَاره، أَو كَأَنَّهُ يحملهَا وَلم تؤذه بحرها: حصلت لَهُ فَائِدَة مِمَّن ذكرنَا. فَإِن كَانَ أعزب تزوج، وَإِن كَانَ عِنْده حَامِل: رزق ولدا جميلاً، حسن الصُّورَة. هَذَا إِذا رَآهَا كَأَنَّهَا بِالنَّهَارِ، وَدرت معيشته مِمَّا يحْتَاج إِلَى الشَّمْس، كالقصارين والبنائين وأمثالهم، خُصُوصا إِن كَانَ ذَلِك فِي أَيَّام الشتَاء.

قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ الشَّمْس وَالْقَمَر على الْجَلِيل الْقدر لعُمُوم انْتِفَاع النَّاس بهما ولضرر بَعضهم مِنْهُمَا، وعَلى المعايش والأملاك لِأَن انْتِفَاع النَّاس بهما فِي الزراعات والنبات فِي كل وَقت، وَرُبمَا دلا على الغريمين. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان رَأَيْت كأنني بَين الشَّمْس وَالْقَمَر آخذ من هَذَا وأضعه فِي الآخر، قلت: هَذَا دَال على أُمُور، أَحدهَا: أَن عنْدك كيسين أَحدهمَا ذهب تصرف مِنْهُ دَرَاهِم وَالْآخر دَرَاهِم تصرف مِنْهُ ذَهَبا، فَقَالَ: نعم، الثَّانِي: أَنَّك تسْعَى فِي الصُّلْح بَين جليلي الْقدر تحمل كلَاما من أَحدهمَا إِلَى الآخر، الثَّالِث: أَن رجلا غَنِيا لَهُ على منكسر دين وَأَنت تَأْخُذ من المنكسر الْبَعْض وَتَأْخُذ من الْغَنِيّ الْمُسَامحَة بِالْبَاقِي، وَذَلِكَ لِأَن الْقَمَر منكسر مَا يزَال يَمْتَد من نور الشَّمْس وَهُوَ تَابع لَهَا، وَقلت لَهُ: عنْدك مكحلتان كحل أصفر وَالْآخر أَحْمَر وَأَنت تداوي عَيْنَيْك بذلك، فَقَالَ فِي الْجَمِيع: صَحِيح ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ربطت الشَّمْس وَالْقَمَر فِي خيط وَاحِد وَأَنا أحملهما، قلت لَهُ: تمسك جليلي الْقدر أشبه بالملوك أَو نوابهم، فَمَا مضى قَلِيل حَتَّى وَقع مصَاف ومسك أميران، وَقَالَ لي إِن أَحدهمَا ابْن مَالك. وَرَأى صَغِير أَنه حملهما فِي خيط وَأَن أَحدهمَا آذاه، قلت لَهُ: من أَيْن أخذتهما؟ قَالَ الصَّغِير: كَانَا فِي حمام، قلت لَهُ: أخذت سرطانين، وربطتهما فِي حَبل، قَالَ: نعم، قلت: عضك أَحدهمَا، قَالَ: نعم، وَذَلِكَ لِأَن الشَّمْس تلدغ بحرها وَالْقَمَر فِيهِ من الزرقة مَا يشابه السرطان -سرطان الماء-. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر كل وَاحِد فِي حَبل وَأَنا أبرم حَبل هَذَا مَعَ حَبل هَذَا، قلت: أَنْت تسْعَى فِي إبرام عقد بَين إمرأة حسناء وَبَين رجل كَذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: وَالرجل رُبمَا فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ عيب، قَالَ: صَحِيح. وَمثله رأى آخر – وَكَانَ ظَاهره ردياً -، قلت: أَنْت تقود بَين اثْنَيْنِ، فَقَالَ: اسْتغْفر الله تَعَالَى مَا بقيت أَعُود إِلَى ذَلِك. فَافْهَم.

فصل: وَأما إِن أحرقته الشمس أَو آذته: حصل لَهُ نكد مِمَّن ذكرنَا، خُصُوصا فِي الصَّيف. وَأما إِن أحرقت الزراعات، أَو الْبَسَاتِين، أَو آذَى النَّاس حرهَا: دلّ ذَلِك على أمراض أو وباء للناس عامة، أَو ظلم من الأكابر، أَو حوائج، أَو غلاء أسعار فِي الْمَأْكُول، وَنَحْو ذَلِك.

فصل: فَإِن كَانَ فِي السَّمَاء شموس، وَهِي تؤذي النَّاس: فأقوام ظلمَة، وأرباب شَرّ. وَأما إِن نفع ضوأهم: فأرباب عدل، وَربح وراحات، وَرُبمَا يكون فِي الزراعات وَالثِّمَار وكل مَا يحْتَاج إِلَى الشَّمْس وَكَثْرَة الْفَائِدَة وَالْخَيْر. وَكَذَلِكَ الْقَمَر إِلَّا أَن دولته بِاللَّيْلِ، وَهُوَ أنزل مِنْهَا مرتبَة.

قَالَ المُصَنّف: إِذا رُؤِيَ الشَّمْس وَالْقَمَر مُجْتَمعين فِي مَكَان وَكَانَ صَاحبه خَائفًا أَو مَرِيضا: خشِي عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى {وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر يَقُول الْإِنْسَان يَوْمئِذٍ أَيْن المفر} وَيدل أَيْضا على خصام الزَّوْجَيْنِ أو الأخوين أو الولدين أو عَلى مرض الْعَينَيْنِ وَنَحْو ذَلِك. وَاعْتبر الْقَمَر بأحوال الرَّائِي. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني آكل الْقَمَر، قلت لَهُ: أبْعث طبقًا أَو مرْآة وأكلت ثمن ذَلِك، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تنال ميراثا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت وَجه إِنْسَان صَار قمراً، فَقلت: نخشى عَلَيْهِ برص أَو طُلُوع فِي وَجهه، فَقَالَ: جرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني وَقعت فِي الْقَمَر وَأَنا فِي شدَّة، قلت لَهُ: اترك الْقمَار. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: تغرق. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني أسبح فِي قمر وَأَنا ألتذ بذلك، قلت لَهُ: تغرق. وَرَأى إِنْسَان أَن الْقَمَر قد صَار لَهُ حرارة كحر الشَّمْس، قلت: يتَوَلَّى بعض نواب الكبراء منصب من استنابة، فَإِن نفع النَّاس ذَلِك الْحر نَالَتْ رَعيته بِهِ خيرا وَإِلَّا فَلَا. وَرَأى آخر أَن ضوء الشَّمْس صَار بَارِدًا وَزَالَ ذَلِك الْحر، قلت: إِن كَانَ ذَلِك فِي زمن الصَّيف عدل الْمُتَوَلِي ونالت الرّعية مِنْهُ رَاحَة ثمَّ عَن قَلِيل يَمُوت، فَمَاتَ قاضيهم بعد أَن حسنت سيرته، وقلتك يَقع مطر لَا نفع فِيهِ، فَوَقع الْمَطَر وَكَانَ فِي الصَّيف خلاف الْعَادة.

فصل: قتال الشَّمْس مَعَ الْقَمَر: دَلِيل على حَرْب يَقع، وملوك تتقع. فَإِن كَانَ كَأَنَّهُ فِي نوم النَّهَار: فالغلب للشمس، يظْهر أهل الْحق. وَإِن كَانَ كَأَنَّهُ فِي ليل: فالغلب للقمر، وَيظْهر أهل الظُّلم، لِأَنَّهُ مُتَوَلِّي الظلمَة، والظلمة يشتق مِنْهَا الظُّلم.

رؤيا الهلال

فصل: طُلُوع الْهلَال: دَال على بارة أَو غَائِب يقدم من تِلْكَ الْجِهَة. وَهُوَ لمن عَلَيْهِ دين: مطالبات، وهموم، ونكد. وَرُبمَا دلّ على النكد، وَيدل على خلاص المسجون وَالْمَرِيض. وَأما كَثْرَة الْأَهِلّة والأقمار: فدليل على الْخَوَارِج. فَإِن كَانَ ضوؤهم ينفع النَّاس: فَذَلِك خير، وراحة. وَإِلَّا فَلَا. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ كَثْرَة الْأَهِلّة فِي الْمَكَان على الْفَوَائِد، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت السُّلْطَان يفرق الْأَهِلّة على النَّاس، قلت: تقع حَرَكَة وَيفرق القسي على أَصْحَابه، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني أشْرب من الْأَهِلّة عسلاً وَقد طَار مِنْهُم هِلَال وَقع على رَأْسِي، قلت: أَنْت بيطار يحصل لَك فَائِدَة من صنعتك وتضربك دَابَّة بحافرها فِي رَأسك، فَجرى ذَلِك، وَذَلِكَ لِأَن النِّعَال والحوافر يشبهوا الْأَهِلّة. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا السماء – تفسير الاحلام لابن نعمة

باب: الْبَاب الثَّانِي

فِي السَّمَاء وَمَا فِيهَا، وَمَا ينزل مِنْهَا وَمَا يطلع إِلَيْهَا

رؤيا السماء – تفسير الاحلام لابن نعمة

من طلع إِلَى السَّمَوَات فذَلِكَ للأصحاء: دَال على الرّفْعَة وَدخُول دور الأكابر، وَيدل على الزَّوْجَة والدور، وَالسّفر فِي الْبر وَالْبَحْر، وعَلى كل مَكَان غَرِيب. فَإِن أصَاب فِيهِنَّ النُّور، أَو الْمَلَائِكَة الملاح، أَو وجد رَائِحَة طيبَة، أَو مَأْكُولا مليحاً، وَنَحْو ذَلِك: حصل لَهُ فَائِدَة وراحة، إِمَّا من دور الأكابر، أَو من الْأَمْلَاك، أَو من الْأَسْفَار، أَو من زَوْجَة، أَو من ولَايَة يتولاها، أَو من عَالم أَو من حَاكم يحكم عَلَيْهِ. كَالْأَبِ، وَالْوَصِيّ، وَالسَّيِّد، وَالزَّوْج، وأمثالهم. وَأما إِن كَانَ فِيهِنَّ الظلام، أَو حيات، أَو عقارب، أَو جن، أَو دُخان، أَو نَار، أَو رَائِحَة ردية: حصل لَهُ نكد مِمَّن ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: ربما دلّت السَّمَاء على الْمَرَض أو البلاء وَالنُّزُول ضد ذَلِك. وَدلّ على معاشرة الأكابر والرفعة لعلو الطالع، ولكونها مقرّ الْحَاكِمين على أهل الأَرْض المتصرفين – لَهُم وَفِيهِمْ – بالمسرة والمضرة. ودلت على الْأَسْفَار لِأَن الطائرات فِي السَّمَاء يرجعن فِي غَالب الْأَحْوَال ينزلن إِلَى الأَرْض. ودلت على الْبحار والمياه لِأَنَّهَا مَعْدن الغيوم والأمطار. وَرُبمَا دلّت على معاشرة أَرْبَاب النيرَان، وتدل على الْأَمَاكِن الغريبة. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني طلعت إِلَى السَّمَاء وَبقيت أتفرج فِي كواكبها وَمَا فِيهَا، قلت لَهُ: عبرت إِلَى دَار فِيهَا تصاوير، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعرف النجامة، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت إِلَى مَكَان فِيهِ قناديل وسرج تتفرج، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت تطلب مطلباً فَلم تَجِد شَيْئا، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت مَكَانا تجْرِي مِنْهُ الْمِيَاه، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت بستاناً مزهراً، قَالَ نعم. فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الطيران

فصل: من طَار أَو سَار فِي السحب أَو فِي الرِّيَاح فَإِن كَانَ بجناح أَو هُوَ جَالس على شَيْء يمسِكهُ فَهُوَ سفر فِيهِ رَاحَة وعاقبته سليمَة، وَهُوَ بِلَا جنَاح وَلَا شَيْء يمسِكهُ: قَلِيل نكد أَو تَعب.

قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا كَانَ الطيران ردياً إِذا لم يكن على شَيْء يمسِكهُ، لِأَن الرّيح والسحاب ليسَا بجسم فالراكب على خطر. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني رَاكب على سَحَابَة وَقد تزلزلت فَوَقَعت فِي وَسطهَا، قلت: اسْمك سُلَيْمَان، قَالَ نعم، قلت عزمت على سفر فِي بَحر ويخشى عَلَيْك الْغَرق وتنجوا وَتَقَع من أَعلَى الْمركب إِلَى آخرهَا، فَجرى ذَلِك.

فصل: إِن نزل من السَّمَاء سمن أَو عسل أَو دَقِيق أَو خبز أَو شَيْء مِمَّا فِيهِ نفع: فرزق وَرخّص وفوائد وتجارات قادمة فِيهَا نفع، وَيدل على عدل الأكابر. كَمَا أَنَّهَا إِذا نزل مِنْهَا بق أَو براغيث أَو حيات أَو عقارب أَو حِجَارَة مؤذية أَو نَار أَو دم وَنَحْو ذَلِك كَانَ دَلِيلا على الْفِتَن والأمراض من جدري أَو برسام أَو طاعون أَو وباء أَو ظلم مِمَّن دلّت السَّمَاء عليه أَو عَدو يقدم إِلَى ذَلِك الْمَكَان، فَإِن أتلف شَيْئا أَو أَذَى أحدا: خيف على ذَلِك الْموضع، وَرُبمَا كَانَت جوائح تضر بالغلال، وَنَحْو ذَلِك.

قَالَ المُصَنّف: قولي فِيمَا تقدم إِن نزل من السَّمَاء سمن أَو عسل أَو دَقِيق أَو خبز أَو شَيْء مِمَّا فِيهِ نفع احْتِرَاز مِمَّا لَو أتلف الزراعات أَو الأدر أَو الملابس أَو شَيْئا نَافِعًا صَار رديئاً. وَإِذا انْتفع النَّاس بِهَذِهِ المؤذية دلّ على الْفَائِدَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب، وَأمن من حَيْثُ يخَاف، وَيدل على الْحَاجة أَيْضا، وأوقات الضَّرُورَة.

فصل: فَإِن طلع إِلَى السَّمَاء عصافير أَو نحل أَو ذُبَاب فأمر يَقع فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي طلع مِنْهُ على قدر كثرته وقلته. وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من الْحَيَوَانَات النافعة. قَالَ المُصَنّف: دلّ الطالع إِلَى السَّمَاء على مَا ذكرنَا لِأَنَّهَا أَرْوَاح صعدت إِلَى مَحل صعُود الْأَرْوَاح فَدلَّ على الرحيل لنقلهم من الأَرْض إِلَى مَكَان آخر. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن جَمِيع الذُّبَاب الَّذِي فِي بَيْتِي قد طَار جملَة وَاحِدَة، قلت لَهُ: عنْدك طيور مسجونة ودجاج، قَالَ: نعم، قلت: يهرب الْجَمِيع أَو يموتوا أَو يسرقوا، فَذكر أَن ولدا لَهُ صَغِيرا فتح أماكنهم فطار الْجَمِيع. فَافْهَم ذَلِك.

فصل: وَأما إِن كَانَ ارْتَفع أَقسَام الشَّرّ كالحيات أَو العقارب أَو الْأسود أَو الأوزاغ وَنَحْو ذَلِك دلّ على هَلَاك المفسدين، وراحة أهل ذَلِك الْمَكَان لذهاب الْأَذَى عَنْهُم.

رؤيا الشهب

قَالَ المُصَنّف: إِذا رؤيت الشهب فِي النَّهَار دلّ على الحروب أَيْضا كَالنُّجُومِ. وَإِنَّمَا دلّت على أَن الْملك أَو الْكَبِير بِالْمَكَانِ يظفر بجواسيس لِأَن الله تَعَالَى جعلهَا رجوماً للَّذين يسْتَرقونَ السّمع فهم كالجواسيس الَّذين يسْتَرقونَ الْأَخْبَار. أو تدل على حسن الْعَاقِبَة فِي الْحَوَادِث لِأَن سُقُوط الشهب غير مؤذي بِخِلَاف الصَّوَاعِق. وَقَالَ إِنْسَان رَأَيْت أنني خرج من فمي شهَاب فعلا على مئذنة، قلت: يطلع لَك مُؤذن بَين أَقوام مبتدعين. فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا تفطر السماء

فصل: وَأما تفطر السَّمَاء أَو دورانها فدليل على كَثْرَة الْبدع أو الْخَوْف، وتغيير من دلّت السَّمَاء عَلَيْهِ. وسقوطها دَلِيل على سفر الأكابر وَالْأَوْلَاد والأقارب، وتغيير المعايش، وَيدل على كَثْرَة الأمطار كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (إِذا نزل السَّمَاء بِأَرْض قوم … رعيناه وَإِن كَانُوا غضاباً) فَأَما إِن سَقَطت وأهلكت الأدر أَو الزراعات أَو أتلفت شَيْئا أَو ضيقت على النَّاس كَانَ ذَلِك هما وغماً أو وباءً وجوائح أو عدواً أو مرضا فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي سَقَطت فِيهِ. قَالَ المُصَنّف: وتدل رُؤْيَة السَّمَاء على مَتَاع الرَّائِي، وَمَا فِي بَيته، كَمَا رأى إِنْسَان أَن السَّمَاء انشقت، قلت: ينشق سقف بَيْتك، فَجرى ذَلِك. وَرَأى آخر أَن السَّمَاء سَقَطت من يَده وَذَهَبت، قلت: يَقع من يدك إِنَاء زجاج وينكسر وَيكون لجليل الْقدر. وَرَأى آخر أَن السَّمَاء سَقَطت من دَار جِيرَانه فِي دَاره فملأتها، قلت: وَقع من دَار جِيرَانكُمْ طبق نُحَاس أَو طاسة مَلأ صَوتهَا داركم، قَالَ: نعم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤية الصحابة في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤية الصحابة في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَكَذَلِكَ الحكم لسَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، وللصديقين، وَالصَّحَابَة، وَالتَّابِعِينَ، رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. من صَاحب وَاحِدًا مِنْهُم، أَو صَار فِي صفته، أَو لبس بعض ملبوسه، فأعطه من أَحْكَامه مَا جرى لذَلِك، على قدر مَا يَلِيق بِهِ من الْخَيْر وَالشَّر. وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ.

قَالَ المُصَنّف: رُؤْيَة سيد الْمُرْسلين عَلَيْهِ السَّلَام ورؤية سَائِر الْأَنْبِيَاء تخْتَلف بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَحْوَال الرَّائِي لكَوْنهم لَا يرَوْنَ حَقِيقَة فِي كل وَقت، فَإِن الرَّائِي يَقُول رَأَيْت النَّبِي الْفُلَانِيّ فيفسر على مَا اعْتقد، كَمَا إِذا قَالَ: رَأَيْت أَنه أعمى فَيَقُول: أَنْت على بِدعَة وضلالة أعمى عَن الْحق وَنَحْو ذَلِك. وَرُبمَا دلّ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام على أُمُور. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت كَأَنِّي حَامِل للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَوَقع من يَدي مَاتَ، فَقلت لَهُ: كَانَ لَك مصحف أَو كتاب حَدِيث فَضَاعَ، قَالَ: نعم، قلت: وغفلت عَن صَلَاتك، وَكَانَ لَك ولد فسافر، قَالَ: نعم، قلت: وَكَانَ مَعَك سراج فَوَقع تكسر، فَضَحِك وَقَالَ: صَحِيح، وَذَلِكَ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُسمى السراج الْمُنِير. وَنَحْو ذَلِك فقس إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤية نبي في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤية نبي في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: كل نَبِي اعْتبر مَا جرى لَهُ، وَأعْطِ حكمه للرائي. فَمن صَار آدم، أَو فِي صفته، أَو صَاحبه: انتصر عَلَيْهِ عدوه، وأزاله من منصبه، وَرُبمَا خرج من مَكَان إِلَى آخر، ويرزق أَوْلَادًا، وَيحصل لَهُ نكد من جهتهم. فَإِن أبصره نَاقص الْحَال: رُبمَا نقص حَال كَبِيرَة الْحَاكِم عَلَيْهِ، أَو تَغَيَّرت مكاسبه، أَو صَنعته. وَإِن كَانَ فِي حَال حسن: عَاد خَيره عَلَيْهِ، أَو على من ذكرنَا.

رؤية آدم في المنام

قَالَ المُصَنّف: من صَار آدم تولى منصباً مِمَّا يَلِيق بِهِ، فَرُبمَا يكون هُوَ أول من تولاه. وَأعْطِ كل إِنْسَان مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت آدم، قلت: تُسَافِر إِلَى الْهِنْد. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يَقع فِي حَقك نكد لأجل ثَمَرَة أَو زرع، فَكَانَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تفارق زَوجتك، لكَون آدم فَارق حواء. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تُؤْخَذ ثِيَابك، لِأَن آدم أخرج من الْجنَّة. وَمثله قَالَ لي ملك مصر، قلت: تعمر بلاداً جدداً، وَذَلِكَ لِأَن آدم لما أَرَادَ أَن يحجّ كلما وطأ مَكَانا صَار بَلَدا. وَمثله قَالَ آخر، قلت: فِي فُؤَادك ألم، قَالَ: نعم، لِأَن آدم تألم من الْجُوع والعطش. وَمثله قَالَ آخر، قلت: مَا لَك نسب مَعْرُوف، لِأَن آدم كَانَ من تُرَاب مُخْتَلف. وَالله أعلم.

رؤية إدريس في المنام

فصل: من صَار إِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام، أَو فِي صفته: كثر علمه، أَو تقرب من الأكابر، ونال الْمنَازل الْعَالِيَة. وَمن صَاحبه: صَاحب إنْسَانا كَذَلِك. وَإِن رَآهُ نَاقص الْحَال: عَاد نَقصه إِلَى الرَّائِي.

قَالَ المُصَنّف: إِدْرِيس كَانَ ينْسب إِلَى علم الرمل، ودعى أَن يُخَفف الله تَعَالَى عَن حَامِل الشَّمْس، وَصعد إِلَى السَّمَاء، وَمَات ثمَّ عَاشَ، فأعط لرائي ذَلِك مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت إِدْرِيس، قلت: تمرض، وبالحمام تتعافى، لكَون إِدْرِيس عبر النَّار وَخرج. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تسكن فِي بُسْتَان، قَالَ: نعم، لكَون إِدْرِيس سكن الْجنَّة، وَمثله قَالَ آخر، قلت: تعرف شَيْئا من النجامة. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تعاشر أَرْبَاب النيرَان، لكَونه صَاحب حَامِل الشَّمْس. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تعبر أمكان غَرِيبَة، لكَونه طلع السَّمَوَات. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تشفع لصديق لم وَيسمع مِنْك، لكَون إِدْرِيس دعى لصَاحب الشَّمْس. وَمثله قَالَ آخر: رَأَيْت أنني قتلت إِدْرِيس، قلت: تَتَكَلَّم فِي عرض رجل / صَالح أَو عَالم، أَو تؤذيه. وَمثله قَالَ آخر، غير أَنه قَالَ: كَانَ فِي صفة دونه، قلت: تنتصر على رجل يعرف النجامة أَو الْكِتَابَة، وَيكون الْحق مَعَك. فقس على هَذَا موقفا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

رؤية نوح في المنام

فصل: من صَار من الأصحاء نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام، أَو صَاحبه: طَال عمره، وَربح فِي الْخشب، وَالشَّجر، وَمَا يعْمل مِنْهُ، وَنَجَا هُوَ وَأهل بَيته، أَو رَعيته من الشدائد، وانتصر على أعدائه، أَو صَاحب إنْسَانا كَذَلِك. وَرُبمَا دلّ على موت الْمَرِيض.

قَالَ المُصَنّف: أعْط لرائي نوح مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت كأنني صرت نوحًا، قلت: أَنْت نجار، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تبيع الْحَيَوَان أَو الطُّيُور، قَالَ: نعم، لكَون نوح جمع النَّاس فِي السَّفِينَة وَالْحَيَوَان. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت حَاكم على مركب. وَمثله قَالَ آخر، قلت: مَاتَ لَك ولد، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: حصل لَك نكد من نجار، قَالَ: نعم، قلت: وَرُبمَا كَانَ أحدب، قَالَ: صَحِيح، وَذَلِكَ لِأَن نوحًا مر عَلَيْهِ نجار أحدب أعرج فَضَربهُ بعصاه. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تعرف تخبز فِي التَّنور، قَالَ: نعم، وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعاشر أَرْبَاب النوح واللطم والملاهي، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت نوحًا، قلت: لَك دكان تبيع فِيهَا الْحُبُوب، قَالَ: نعم، لِأَن نوحًا جمع الْحُبُوب فِي السَّفِينَة. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تلعب بالحمام، لِأَن الْحَمَامَة أرسلها نوح. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يطول عمرك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تضحك النَّاس، لِأَن قومه كَانُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يعِيش لَك ثَلَاثَة أَوْلَاد ذُكُور. وَنَحْو ذَلِك فقس عَلَيْهِ، وَالله أعلم.

رؤية إبراهيم في المنام

فصل: من صَار فِي صفة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، أَو صَاحبه: دلّ على الْبلَاء من الْأَعْدَاء، لَكِن ينصر عَلَيْهِم. وَرُبمَا يَلِي ولَايَة، أَو إِمَامَة، وَيكون عادلاً فِي ذَلِك. أَو يصاحب إنْسَانا كَذَلِك. وَرُبمَا ولي على النَّاس من لَهُم فِيهِ نفع، ويرزق أَوْلَادًا بعد الْإِيَاس مِنْهُم، وَرُبمَا قدمت عَلَيْهِ رسل الأكابر بالبشارة.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر رُؤْيَة إِبْرَاهِيم. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني الْخَلِيل قلت: كنت، لكَون الْخَلِيل وَالْقَمَر وَالشَّمْس. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تُسَافِر، لكَون الْخَلِيل انْتقل من إقليم إِلَى إقليم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تكْثر أغنامك ومواشيك، لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ كثير الأغنام. وَمثله قَالَ آخر، قلت: ترزق ذُرِّيَّة لَهُم المناصب. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تخَالف والديك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تَأْخُذ امْرَأَة على زَوجتك، فَجرى ذَلِك كُله. وَللَّه الْحَمد.

رؤية يعقوب في المنام

فصل: من صَار فِي صفة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام، أَو صَاحبه: نَالَ هموماً، وَفَارق أحبته وَيرجع يجْتَمع بهم، ويتنكد من أَوْلَاده أَو أَقَاربه. وَرُبمَا ينزل ببصره آفَة، أَو فِي رَأسه. لَكِن رُبمَا عوفي بعد ذَلِك.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر يَعْقُوب. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت يَعْقُوب، قلت: هربت، قَالَ: نعم، لِأَن يَعْقُوب كَانَ هرب من أَخِيه الْعيص. وَمثله قَالَ آخر، قلت: ترمد وتخشى على بَصرك، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت غَابَ لَك ولد، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تزوجت أَو تسريت بأختين، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: طلبت امْرَأَة وغدروا بك، قَالَ: نعم، لِأَن يَعْقُوب طلب من خَاله الْبِنْت الصُّغْرَى على أحل من الرَّعْي، فَلَمَّا فرغ قَالَ: مَا نزوج الصُّغْرَى والكبرى حَاضِرَة، فزاده أَجَلًا آخر، وَأخذ الْأُخْتَيْنِ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت صياد، قَالَ: نعم، لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يصطاد فَافْهَم ذَلِك.

رؤية يوسف في المنام

وَأما من صَار فِي صفة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: خشِي عَلَيْهِ الْأسر، أَو السجْن ثمَّ يخلص. وَإِن كَانَ يَلِيق بِهِ الْملك: ملك، أَو يتَوَلَّى ولَايَة تلِيق بِهِ. وَيُفَارق أَهله وأقاربه، لنكد يَقع بَينهم، ثمَّ يجْتَمع بهم. ويتهم بِامْرَأَة وَيكون مِنْهَا بريئاً. وَرُبمَا رزق معرفَة علم المنامات، أَو التواريخ. فَإِن حصل لَهُ الْملك، وَقع فِي أَيَّامه غلاء عَظِيم.

قَالَ المُصَنّف: قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت يُوسُف، قلت: اتهمت بِسَرِقَة، قَالَ: نعم، لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام اتهمه إخْوَته بِالسَّرقَةِ فِي حِكَايَة جرت لَهُ مَعَ جدته لما طلب يَعْقُوب أَخذه مِنْهَا يطول ذكرهَا. وَمثله قَالَ آخر، قلت: سيرت دَوَاء أَو كحلاً لمريض، قَالَ: نعم، لِأَنَّهُ بعث قَمِيصه ليتعافى أَبوهُ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تَدعِي معرفَة كَلَام الْجِنّ أَو الشعبثة، لِأَن يُوسُف نقر على الْكَيْل وَقَالَ: أَخْبرنِي أَنكُمْ تعلمُوا كَيْت وَكَيْت. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت ضَامِن الْكَيْل، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يتَكَلَّم فِي عرضك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يعْتَذر إِلَيْك أعداؤك وتصفح عَنْهُم، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تقع فِي خُصُومَة وتقطع ثِيَابك عَلَيْك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يُقَال عَنْك أَنَّك مت أَو قتلت وَلَا يكون ذَلِك صَحِيح. فَافْهَم ذَلِك موفقاً.

رؤية داود في المنام

و

رؤية سليمان في المنام

فصل: من صَار فِي صفة دَاوُد، أَو سُلَيْمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام: ملك، أَو تولى ولَايَة تلِيق بِهِ، وَحصل لَهُ نكد من جِهَة امْرَأَة، ويرزق الْعلم وَالْعِبَادَة، وينتصر على أعدائه بعد ظفرهم بِهِ، وتذلل لَهُ الْأُمُور الصعاب. وَمن صَاحبهمْ: صَاحب من دلوا عَلَيْهِ.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر دَاوُد وَسليمَان بِمَا يَلِيق للرائي. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت كأنني دَاوُد، قلت: أَنْت حداد، قَالَ: نعم. ومثلاه قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعْمل الْعدَد. وَمثله قَالَت امْرَأَة: أنني صرت دَاوُد فتعجبت من ذَلِك، قلت لَهَا: أَنْت امْرَأَة تعملين النقش للنِّسَاء، قَالَت: صَحِيح، وَذَلِكَ لِأَن دَاوُد يعْمل الزرد الَّذِي هُوَ شبه النقش. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يجْرِي لَك نكد لأجل امْرَأَة، وَمثله قَالَ آخر، قلت: تضرب بالمنجنيق أَو بالمقلاع، قَالَ: صَحِيح، وَذَلِكَ لِأَن دَاوُد كَانَ يَرْمِي بالمقلاع. وَأما سُلَيْمَان؛ فَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني سُلَيْمَان، قلت: أَنْت لَك مركب، قَالَ: نعم، لِأَن سُلَيْمَان كَانَ يسير فِي الْهَوَاء. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تحكم على عمالين، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعرف بلغات كَثِيرَة، لِأَن سُلَيْمَان كَانَ يعرف بلغات الْحَيَوَانَات. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تلعب بالطيور، قَالَ: نعم، لِأَن سُلَيْمَان كَانَ يُرْسل الطُّيُور. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تتَزَوَّج بِامْرَأَة جميلَة. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تجمع الجان وتعمل شعبثة، قَالَ: نعم. فَافْهَم ذَلِك.

رؤية موسى في المنام

فصل: مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: من صَاحبه، أَو صَار فِي صفته، أَو ملك عَصَاهُ، أَو لبس بعض ثِيَابه: إرتفع قدره، وانتصر على أعدائه، وَرُبمَا اتهمَ بتهمة، وَأخرج من بَلَده لأجل التُّهْمَة. وَإِن كَانَ الرَّائِي ملكا: طلب بِلَاد عدوه، وَقَاتلهمْ فِيهَا، وافتتحها. وَإِن كَانَ مُتَوَلِّيًا: قهر أَرْبَاب صَنعته، ويعاشر الْعلمَاء والزهاد، وَرُبمَا إجتمع بِمن دلّ الْبَارِي عز وَجل عَلَيْهِ، لكَون مُوسَى كلم الله تَعَالَى، وَرُبمَا كَانَ فِي فَمه أَو رَأسه عيب.

قَالَ المُصَنّف: من صَار فِي صفة مُوسَى؛ كَمَا قَالَ إِنْسَان ذَلِك، قلت: هربت لأجل تُهْمَة، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تلعب بالزجاج على يَديك، قَالَ: نعم، لِأَن مُوسَى كَانَت تضيء يَده كَالشَّمْسِ فِي بعض الْأَوْقَات. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تلعب بالحيات، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت سَاحر ومشعبث. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعْمل السيمياء. وَمثله قَالَ آخر، قلت: كَأَن مَعَك كتب من جليل الْقدر أَو أَلْوَاح تَكَسَّرَتْ، أَو عدم ذَلِك، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت راعي، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: سلمت تغرق مرّة، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: هربت من حَيَّة، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تربيت فِي بَيت جليل الْقدر وَكَانَت امْرَأَة عنْدك تحسن إِلَيْك، قَالَ: صَحِيح. وَرُبمَا مرض رائي مُوسَى بالحرارة، لِأَنَّهُ لما وَضعته أمه طلبه الذَّبَّاحُونَ ليقتلوه فألقته أمه فِي التَّنور وَكَانَ موقوداً نَارا وَلم تشعر بِهِ حِين رمته من الْخَوْف فَلَمَّا لم يره الذَّبَّاحُونَ انصرفوا فَسمِعت أمه بكاءه فِي التَّنور فَقَالَت: وَا ولداه، وَنظرت فِي التَّنور فَإِذا هُوَ سَالم، يشرب من إِحْدَى أصبعيه لَبَنًا وَالْأُخْرَى عسلاً، فسبحان الله الَّذِي يقدر على كل شَيْء.

رؤية أيوب في المنام

فصل: أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام: تدل رُؤْيَته، أَو لبس ثِيَابه على الْبلَاء، وفراق الْأَحِبَّة، وَكَثْرَة الْمَرَض، ثمَّ يَزُول ذَلِك جَمِيعه. وَيكون ممدوحاً عِنْد الأكابر. قَالَ المُصَنّف: وتدل رُؤْيَة أَيُّوب على أَنه يكون كَرِيمًا، وَرُبمَا جرت آفَة على دوابه ثمَّ يعوض عَلَيْهِ ذَلِك، وَيَقَع بَينه وَبَين زَوجته نكد ثمَّ يصطلحان وَالظَّاهِر أَنه يكون ظَالِما عَلَيْهَا، وَإِن كَانَ قد ترك عبَادَة أَو دينا أَو خيرا كَانَ يَفْعَله عَاد إِلَيْهِ لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أواباً، وآب إِذا رَجَعَ وَتَابَ. فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

رؤية عيسى في المنام

فصل: من صَار عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، أَو لبس بعض ثِيَابه، أَو اتّصف بِصفة من صِفَاته: إِن كَانَ مُتَوَلِّيًا أَو مخاصماً: انتصر. وَإِن كَانَ صَاحب صَنْعَة: قهر فِي صَنعته أَرْبَابهَا، خُصُوصا إِن كَانَ طَبِيبا، وَيكون كثير الْأَسْفَار، لكَونه إِنَّمَا سمي الْمَسِيح لمسحه الأَرْض بِكَثْرَة سَفَره. وَمن عِنْده حَامِل: يدل على الْوَلَد الذّكر. وَرُبمَا يكون إسمه أَحْمد، ويتهم تُهْمَة يكون مِنْهَا بَرِيئًا. وَإِن كَانَ الرَّائِي عابداً: كَانَ مجاب الدعْوَة. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا كَانَ رائي عِيسَى رَبّى يَتِيما، وَكَذَلِكَ من صَار فِي صفة أمه مَرْيَم. وَإِن كَانَ رائيها امْرَأَة وَقع فِي عرضهَا كَلَام، وَرُبمَا حملت حملا مشكوكاً فِيهِ. وَإِن كَانَ ظَاهر رائي ذَلِك جيدا كَانَ الْكَلَام بَاطِلا، وعاشر أَرْبَاب الْخَيْر، وَلَا زم أَمَاكِن الْخَيْر وَالْعِبَادَة، لكَونهَا تربت فِي معبد الناصرة.

رؤية النبي محمد

فصل: من صَار فِي صفة أشرف الْمُرْسلين مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو صَاحبه أَو لبس بعض ثِيَابه: إرتفع ذكره، وتشرف بِهِ أَهله ومعارفه، وَيكون صَالحا فِي دينه ودنياه، وَأما إِن أعرض عَنهُ أَو شَتمه أَو تغير عَنهُ، حصل للرائي نكد، وَرُبمَا كَانَ على أَمر مَكْرُوه.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤية الملائكة في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤية الملائكة في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَتعْتَبر الْمَلَائِكَة، والأنبياء عليهم السَّلَام، بِمَا يَلِيق بهم. فَمن صَار جِبْرِيل، أَو جَاءَ إِلَيْهِ، أَو صَار فِي صفته: دلّ على مَجِيء رَسُول من عِنْد من دلّ الْبَارِي عز وَجل عَلَيْهِ. كرسول من سُلْطَان، أَو حَاكم، أَو عَالم، أَو ولد، وَنَحْو ذَلِك. فَإِن كَانَ فِي صفة حَسَنَة: فَرَسُول بِخَير، وَإِلَّا فَلَا. وَإِن صَاحبه: صَاحب إنْسَانا كَذَلِك. وَإِن صَار فِي صفته: رُبمَا ترسل لمن دلّ الْبَارِي عَلَيْهِ.

رؤية جبريل في المنام

قَالَ المُصَنّف: جِبْرِيل “جبر”: عبد، و”إيل” هُوَ الله تَعَالَى، بِلِسَان السندي الأول وَقيل بِلِسَان آدم عَلَيْهِ السَّلَام. وَلما كَانَ مُتَوَلِّي الْوَحْي من الله تَعَالَى وَرَسُوله إِلَى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام دلّ على مَا ذكرنَا من أَحْكَامه. فقس عَلَيْهِ موقفا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

رؤية ميكائيل في المنام

فصل: مِيكَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام: دَال على خَازِن، أَو منفق، أَو متصرف، فِي بَيت مَال من دل الْبَارِي عَلَيْهِ. فَمن أَتَاهُ فِي حَالَة جَيِّدَة: نَالَ خيرا مِمَّن ذكرنَا، وَإِلَّا فَلَا. وَمن صَار فِي صفته، أَو صَاحبه: تولى منصباً يَلِيق بِهِ، أَو صَاحب إنْسَانا كَذَلِك.

قَالَ المُصَنّف: لما أَن كَانَ مِيكَائِيل مُتَوَلِّي الْمِيَاه ومراعاة النَّبَات الَّذِي هُوَ حَيَاة الْحَيَوَان وَيصرف إِلَى أَرض بِمَا يصلح لَهَا أشبه الخازن والمنفق والمتصرف فاعط لكل إِنْسَان مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني مِيكَائِيل، قلت لَهُ: أَنْت رجل مغربل، قَالَ: نعم، لِأَن الْمَطَر ينزل من السحب كَمَا ينزل من الغربال. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت قطان تندف الْقطن، قَالَ: نعم، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يُجهز السحب تجْرِي كالقطن المتطاير من الندف، وَصَوت قَوس الندف كالرعد. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على أَنَّك تجهز الْجمال، قَالَ: صَحِيح، قَالَ الله تَعَالَى: (كَأَنَّهُ جمالات صفر) يَعْنِي عَن السحب. وَمثله قَالَ أخر، قلت: أَنْت سقاء، وَمن تَحت يدك سقاؤون، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تزرع وتغرس وتسقي ذَلِك، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على عمل ساقية، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ لي ملك مصر، قلت: عزمت على أَنَّك تمنع أَن يمشي أحد فِي الطرقات، قَالَ: صَحِيح، لِأَن الْمَطَر الَّذِي من تَحت يَد مِيكَائِيل يمْنَع الطرقات. وعَلى هَذَا فقس موقفا إِن شَاءَ الله.

رؤية إسرافيل في المنام

قَالَ المُصَنّف: لما كَانَ إسْرَافيل عكس عزرائيل، من كَونه يحيى الْمَوْتَى، وَيجمع المفرق، وَيصْلح الأجساد، أعْطى مَا ذكرنَا. وعَلى الْوَاسِطَة الجيدة بَين يَدي من دلّ الْبَارِي عَلَيْهِ وَبَين الْعباد، بِشَرْط أَن يكون فِي صفة حَسَنَة، فَإِذا رَآهُ أحد فأعطه مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت إسْرَافيل، قلت: أَنْت تنفخ فِي الْحَلَاوَة الَّتِي بالقالب، فَتخرج مِنْهَا صور مُخْتَلفَة، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت مشبب، قَالَ: نعم، لكَون إسْرَافيل ينْفخ فِي الصُّور. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت طَبِيب، لِأَن النفخة تصلح الْأَبدَان بعد تلافها. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تنبش الْقُبُور، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ لي ملك مصر، قلت لَهُ: السَّاعَة تجمع الْخلق لحادث عَظِيم، وَتخرج أَيْضا جمَاعَة من السجون، فَجرى ذَلِك، لِأَن إسْرَافيل ينْفخ فَيجمع النَّاس، وَيخرج من الْقُبُور. وعَلى هَذَا فقس موقفا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤية الله في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

قد ذكرنَا الْفُصُول الْمَقْصُودَة قبل الْأَبْوَاب، وَنحن الْآن نذْكر الْأَبْوَاب إِلَى آخر الْكتاب، إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

باب: الْبَاب الأول

رؤية الله في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة

فِي رُؤْيَة الْبَارِي جلّ وَعلا وَالْمَلَائِكَة والأنبياء عَلَيْهِم السَّلَام وَالصديقين وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ

رُؤْيَتهمْ فِي الصِّفَات الْحَسَنَة، أَو إقبالهم على الرَّائِي: دَلِيل على الْبشَارَة وَالْخَيْر وَالرَّحْمَة، ورؤيتهم فِي الصِّفَات النَّاقِصَة: دَال على النَّقْص فِي الرَّائِي.

فَإِذا رأى أحد الْبَارِي عز وَجل – أَو أحد هَؤُلَاءِ – قد قربه، أَو أجلسه مَوْضِعه، أَو كَلمه، أَو وعده بِخَير: فبشارة لَهُ بِرَفْع الْمنزلَة. فَإِن كَانَ يَلِيق بِهِ الْملك: ملك، أَو الْولَايَة: تولى، أَو الْقَضَاء أَو التدريس: حصل لَهُ ذَلِك، أَو حكم على أَرْبَاب صَنعته، أَو تقرب من الْملُوك، أَو الْولاة، أَو الْقُضَاة، أَو الْعلمَاء، أَو الزهاد، أَو أَرْبَاب المناصب. وَرُبمَا نَالَ خيرا من الْحَاكِم عَلَيْهِ كَأحد أَبَوَيْهِ، أَو سَيّده، أَو أستاذه. وَإِن كَانَ كَافِرًا: أسلم. أَو مذنباً: تَابَ، أَو يقْصد أكبر مَوَاضِع عِبَادَته.

وَأما من رَآهُمْ فِي صفة نَاقِصَة، أَو تهددوه، أَو أَعرضُوا عَنهُ: تغير عَلَيْهِ كبيره. كالسلطان، وَالْحَاكِم، والعالم، وَالسَّيِّد، وَالْوَالِد، والعريف، وَنَحْوهم. وَرُبمَا تغير دينه.

مَجِيء الباريء عز وَجل إِلَى الْمَكَان الْمَخْصُوص، أَو تجليه عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الصِّفَات الْحَسَنَة: دَال على نصر المظلومين، وهلاك الظَّالِمين، لِأَنَّهُ تَعَالَى حق. وَرُبمَا دلّ على خراب ذَلِك الْموضع.

رؤية العرش

قَالَ المُصَنّف: – لما أَن اخْتصَّ الله بِأُمُور من جُمْلَتهَا الْعَرْش والكرسي واللوح والقلم وَالْمَلَائِكَة والأنبياء عَلَيْهِم السَّلَام – وَدَلِيل ذَلِك أَنه لم يرد فِي الْأَخْبَار أَنه من عمل صَالحا أعطيناه كَذَا وَكَذَا ملكا من الْمَلَائِكَة بل اختصوا بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاء مختصون بِهِ – فَصَارَ حكمهم حكمه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلم يرد أَن الله تَعَالَى يُعْطي الْعَرْش لأحد وَلَا الْكُرْسِيّ وَلَا اللَّوْح وَلَا الْقَلَم. وَإِذا كَانَ ذَلِك دلّ على أَنهم إِذا أبصروا فِي الْمَنَام جعلناهم أَعمال الرَّائِي مِمَّا هُوَ فِيهِ من الْحَال، وَمَا يصير إِلَيْهِ أمره من خبر الدَّاريْنِ. إِلَّا أَنهم فِي غَالب الْأَحْوَال لَيْسُوا ذَلِك المرئي حَقِيقَة بل ضرب الله تَعَالَى مثلا بذلك من الْخَيْر وَالشَّر، وَلذَلِك إِذا رأى أحد أَنه صَار وَاحِدًا مِنْهُم مَا نقُول لَهُ تصير وَاحِدًا مِنْهُم بل نُعْطِيه من المناصب على قدر مَا يَلِيق بِهِ، فَإِن كَانَ فِي صِفَات حَسَنَة نقُول لَهُ أَنْت متول فِيك خير على قدر ذَلِك الْحسن، وَإِن كَانَ فِي صِفَات رديئة حذره من ذَلِك وَقل لَهُ: ارْجع عَن كَيْت وَكَيْت. إِذا عرفت ذَلِك. مِثَاله أَن يَقُول: رَأَيْت أنني على الْعَرْش أَو الْكُرْسِيّ وَقد أتلفت بعضه برجلي، تَقول لَهُ: تخون كبيرك، وَإِن أتْلفه بِيَدِهِ فَتكون الْخِيَانَة بِالْأَخْذِ أَو بِالضَّرْبِ أَو بِمن دلّت عَلَيْهِ الْيَد، وَإِن تلفه بفمه كَانَ بِكَلَام أَو بِمَا يدل السان عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَعْضَاء. وَإِن كَانَ ذَلِك فِي اللَّوْح أَو الْقَلَم رُبمَا كَانَت فِي كتبه، أَو عُلَمَاء يَهْتَدِي بهم، أَو كِتَابه، أَو الْأُمَنَاء الحافظين لأسرار من دلّ الْبَارِي عز وَجل عَلَيْهِ من الكبراء، وَنَحْو ذَلِك. فَافْهَم وَقس عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

وَقد أنكر قوم رُؤْيَة الْبَارِي عز وَجل فِي الْمَنَام وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ وساوس وأخلاط لَا حكم لذَلِك. وَهَذَا الْإِمْكَان لَيْسَ بِصَحِيح لأَنا جعلنَا ذَلِك أعمالاً للرائي، وَلَا نكابر الرَّائِي فِيمَا يرَاهُ وَغلب على ظَنّه ذَلِك، بل نقُول رَبك عز وَجل الْحَاكِم عَلَيْك فَنَنْظُر فِيمَن يحكم فَنُعْطِيه من الْخَيْر وَالشَّر على قدر مَا يَلِيق بِهِ من شُهُود الرُّؤْيَا، وَكَذَلِكَ نقُول أَنه حق سُبْحَانَهُ، فَإِن كَانَ فِي صِفَات حَسَنَة كنت على حق. وَإِن كَانَ فِي صِفَات رديئة، فَأَنت على بَاطِل. وَنَحْو ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف