رؤيا الصخور – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الصخور – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما الصخور فرجال قساة الْقُلُوب فَمن ملك حجرا مِمَّا فِيهِ نفع كحجارة الطَّاعُون والمعصرة وَحجر المَاء وأمثالهم ففائدة من جليل الْقدر كالوالد وَالسَّيِّد والأستاذ وَالْأَخ وَالزَّوْج والوالدة والقرابة وَالصديق والصنعة، وَرُبمَا كَانَ رجلا كثير الْأَسْفَار، وَأما إِن حمل حجرا أَو وجد مِنْهُ نكداً: قاسى من قاسي الْقلب على قدر مَا وجد من الخفة أَو الثّقل.

رؤيا الحجارة

فصل: وَأما الْحِجَارَة النافعة كحجارة الْحصْر والنافع لوجع الْعين أَو الْأذن وَنَحْوهم فدالون على الْأَطِبَّاء وَالْعُلَمَاء وَأَصْحَاب الجاه والراحات والفوائد والمعايش والصنائع المفيدة، وَكَذَلِكَ سَائِر الْجَوَاهِر والرخام ويدلوا على الْأَمْوَال. قَالَ المُصَنّف: إِذا ملك حجرا مَعْرُوفا بِمَنْفَعَة لمَرض فَإِن كَانَ الْمَالِك لَهُ مَرِيضا بذلك الْمَرَض تعافى من ذَلِك الْمَرَض، وَإِن كَانَ يضرّهُ كَانَ دَلِيلا على غير ذلك، وَإِن كَانَ الْمَالِك لَهُ صَحِيحا فَهُوَ إنذار لَهُ بِمَرَض يحْتَاج فِي مداواته إِلَى مثل ذَلِك الْحجر الْمَذْكُور. ودلوا على الْعلمَاء لأَنهم أطباء الْأَحْكَام، ودلوا على أَرْبَاب الجاه لعلوهم فِي جنسهم، ودلوا على المعايش والفوائد لِكَثْرَة أثمانهم ورغبة النَّاس فِي منافعهم وفوائدهم فَافْهَم ذَلِك. وَإِنَّمَا يدلوا على الْأَمْوَال وَالنعَم إِذا ملكهَا من مَوَاضِع تلِيق بهَا، وَأما إِذا رأى ذَلِك فِي مَوضِع لَا يصلح لَهُ مثل عَملهَا فِي العصائب أَو العمائم أَو الكوافي أَو فِي الْحلِيّ أَو فِي السقوف دون الْحِيطَان أعْطى النكد وَوضع الشَّيْء فِي غير مَحَله. وَكَذَلِكَ لَو رأى الْجَوَاهِر فِي الأرجل أَو الْأَرَاضِي أَو فِي أسافل القماش دون مَوْضِعه وَنَحْو ذَلِك دلّ على مَا ذكرنَا، وعَلى زَوَال منصب من دلوا عَلَيْهِ، فَافْهَم ذَلِك إِن شَاءَ الله.

رؤيا التراب

و

رؤيا الرمل

فصل: وَأما من أكل الْحِجَارَة أَو الرمل أَو التُّرَاب أَو الْخشب وَنَحْوهم فَإِن صَار فِي فَمه طيبا أَو عسلاً أَو خبْزًا وَنَحْو ذَلِك وَلم تؤذه فَذَلِك أرزاق وفوائد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ، أَو من زراعات أَو أَمْلَاك أَو تِجَارَات أَو معيشة، وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك لَو لم يَكُونُوا فِي فَمه كَمَا ذكرنَا، أَو كسروا أَسْنَانه، أَو جرحوا فَمه، دلّ على الأنكاد والفقر والتعب وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ أكل الرمل على أَنه يُفِيد من عمل الزّجاج، وَأكل التُّرَاب من عمل الْحَدِيد، والخشب من الثِّمَار والحطب، وَأكل الْحِجَارَة لِذَوي الأقدار فَائِدَة من الْبلدَانِ والقرى والقلاع، وَنَحْو ذَلِك.

فَإِن لم يكن جنس ذَلِك الْمَأْكُول فِي بَلَده دلّ على الْفَائِدَة من أهل ذَلِك الْبَلَد الْمَوْجُود فِيهِ ذَلِك، أَو مِمَّا يحلب مِنْهُ إِلَى غَيره، أَو يُسَافر إِلَى ذَلِك الْمَذْكُور. وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك إِذا لم يكن فِي فَمه طيبا. فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الحصى

فصل: وَأما الْحَصَى فدال على عوام النَّاس وعَلى الْأَمْوَال والخدم وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا رأى كَأَن سيلاً أَخذ حَصى ذَلِك الْبَلَد أَو التقطه طير أَو أحرقته نَار: نزل بعوام ذَلِك الْبَلَد آفَة من مرض أَو عَدو، أَو وقعت فِي أَمْوَالهم خسارات أَو ظلم أَو نهب. وَكَذَلِكَ رجم الْمَكَان بِالْحِجَارَةِ: هموم أو أخبار ردية أَو كَلَام ردي فِي أهل ذَلِك الْمَكَان المرجوم، وَرُبمَا كَانُوا على بِدعَة أَو فسوق والله أعلم. قَالَ المُصَنّف: دلّ الْكِبَار من الْحِجَارَة على الأكابر وَدلّ الْحَصَى على الْعَوام لكثرتهم ولكونهم لم يزَالُوا مرميين فِي الطرقات تَحت الأرجل ولكونهم لَا ينْتَفع بهم غَالِبا، وَإِنَّمَا دلّ الْحَصَى على الْأَمْوَال إِذا انْتفع بهم فِي الْمَنَام، وَكَذَلِكَ على الخدم، فَإِن انْقَلب حَصى الْمَكَان فِي صفة أحسن مِمَّا هُوَ فِيهِ مثل إِن صَارُوا جَوَاهِر أَو كبروا كبرا ينْتَفع بهم دلّ على صَلَاح أهل ذَلِك الْمَكَان، إِلَّا أَن يكبروا كبرا يعوق الْمَشْي فِي الطرقات دلّ على أَنهم قطاع طَرِيق وَنَحْو ذَلِك، وَإِنَّمَا يدل الرَّجْم على النكد إِذا أضرّ بِأَهْل الْمَكَان، فَأَما إِذا رجموا بالجواهر أَو بالأحجار النافعة أَو المآكل الطّيبَة وَلم تؤذي أحدا دلّ على قدوم الأكابر إِلَى ذَلِك الْمَكَان أَو تجارات، فَإِن انْتفع النَّاس بهم نالوا رَاحَة مِمَّا دلوا عَلَيْهِ، وَإِن تضرروا حصل لَهُم النكد. وَاعْتبر الرَّجْم أَيْن وَقع لَهُم فَإِن كَانَ فِي آذانهم فقد نهوا عَن سَماع مَا لَا يَلِيق، وَإِن كَانَ فِي أَعينهم فَعَن نظرهم، وَفِي أَفْوَاههم فَعَن كَلَامهم أَو طعامهم، وَفِي أَيْديهم فَعَن أَخذهم وعائهم وضربهم، وَفِي أَرجُلهم فَعَن سَعْيهمْ وَنَحْو ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

اترك تعليقاً