رؤيا السروال – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا السروال – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَرُبمَا كَانَ السروال: امْرَأَة، أَو مضطلعاً على الْأَسْرَار، أَو دَابَّة. فَإِن كَانَ فِيهِ تكة: كَانَ ملك ذَلِك صَحِيحا، طَوِيل الْإِقَامَة. وَإِن كَانَ بِلَا تكة: كَانَ فِي ما ملكه نقص. لِأَن التكة عصمَة. قَالَ المُصَنّف: دلّ السروال على الدَّابَّة لكَونه مركوباً، وَكَذَلِكَ على الْمَرْأَة، وَدلّ على المضطلع على الْأَسْرَار لكَونه مُخْتَصًّا بستر الْعَوْرَة، فَاعْتبر مَا يحدث فِيهِ.

رؤيا الحرير

فصل: وَأما من لبس الْحَرِير، أَو الملون، أَو الْمَذْهَ – تفسير الاحلام لابن نعمةب من اللبَاس، فَهُوَ لمن يَلِيق بِهِ: عز وغنى. وَهُوَ لمن لَا يَلِيق بِهِ: شهرة ردية، أَو بغي، أَو مُخَالفَة الشَّرَائِع، وَأما لبس الْأَحْمَر، أَو الْأَصْفَر، وَغَيره للنِّسَاء وَالصبيان: فَرح وسرور. قَالَ المُصَنّف: دلّ على الْعِزّ والغنى لِأَنَّهُ لَا يلْبسهُ إِلَّا الْأَغْنِيَاء، أَو أَصْحَاب الدُّنْيَا. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن عَليّ ثوبا حَرِيرًا وَكَانَ يتعاطى الْعِبَادَة، قلت لَهُ: تتْرك الْعِبَادَة، وَترجع إِلَى طلب الدُّنْيَا، فَجرى ذَلِك. وكما قَالَت امْرَأَة تعاطت الْعِفَّة: رَأَيْت عَليّ ملبوساً مذهبا، قلت لَهَا: كَانَ لَك عَادَة بلبسه، قَالَت: أَوْقَات كنت أتعانى اللّعب وَالْجهل، قلت: احترزي لَا تعودين إِلَى مَا كنت عَلَيْهِ، فمضت مُدَّة وَقَالَت: رَأَيْت عَليّ ثِيَاب صوف مليحة، وَقَالَت: يَا سَيِّدي صَحَّ الَّذِي قلت من اللّعب، قلت لَهَا: النّوبَة ترزقين تَوْبَة مليحة وَيكون قوتك من النَّبَات، فمضت وتابت تَوْبَة حَسَنَة. وَرَأَتْ امْرَأَة أُخْرَى أَن جلدهَا صَار ذَهَبا، قلت: يسْرق لَك ملبوس، وَيَقَع بجلدك حكة، فَجرى ذَلِك. فافهمه موفقاً إِن شَاءَ الله.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الكوفية – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الكوفية – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا المخدة

و

رؤيا الطراحة

فصل: وَإِن ملك مَا يدل على الْمُؤَنَّث، مثل كوفية، أَو فرجية، أَو مخدة، أَو طراحة، أَو دراعة، أَو ملوطة، وَنَحْو ذَلِك: دلّ على الْفَوَائِد، من النِّسَاء، والأراضي، والزراعات، والأقارب، والمعارف.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الثوب – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الثوب – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الإزار

و

رؤيا الكساء

و

رؤيا اللحاف

فصل: الْمُذكر من الملبوس: رجال. والمؤنث: نسَاء. فَمن ملك ثوبا، أَو قبَاء، أَو إزاراً، أَو لحافاً، أَو كسَاء، أَو مُسْندًا، وَمَا أشبه ذَلِك: فَإِن كَانَ أعزب تزوج، أَو تعرف بِمن يَنْفَعهُ، وَإِن كَانَ عِنْده حَامِل رزق ولدا ذكرا، أَو حصلت لَهُ فَائِدَة من أَبَوَيْهِ، أَو أَوْلَاده، أَو أَقَاربه، أَو معارفه، أَو ملك بَيْتا، أَو دَارا، أَو بستاناً، أَو حصل لَهُ درهم، أَو دِينَار. كل من هُوَ على قدره وَمَا يَلِيق بِهِ. قَالَ المُصَنّف: اعْمَلْ كَمَا ذكرت لَك فِي أول شرح الْبَاب. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عَليّ ثوبا؛ وراؤه إِلَى وَجْهي وَوَجهه إِلَى ورائي، قلت: عنْدك زَوْجَة أَو امْرَأَة حولاء أَو عينهَا عيب، قَالَ: صدقت. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تَأتي زَوجتك من وَرَائِهَا، قَالَ: مَا بقيت أفعل ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت عِنْدِي كسَاء مليحاً جَدِيدا وَفِيه رقوم عدَّة، قلت لَهُ: عزمت على شراءة دَار تتستر فِيهَا، قَالَ: نعم، قلت: تشتري دَارا مليحة فِيهَا تزويق بدهان وصبغ وَغير ذَلِك، فَاشْترى ذَلِك، قلت لَهُ: بِعْت غنما أَو خيلاً أَو دواباً وَنَحْو ذَلِك واشتريت بِهِ ذَلِك، قَالَ: نعم. وَمثله رأى رجل آخر غير أَنه قَالَ تغطيت بِهِ وكربت مِنْهُ، قلت لَهُ: أَنْت تَحت حكم رجل كثير الْحَيَوَان حُلْو المنظر حسن الظَّاهِر دري الْبَاطِن، فِي حَقك تَارَة يكون مَعَك وَتارَة يكون عَلَيْك، لِأَن الكساء نَافِع فِي وَقت دون وَقت. وَقَالَ لي جليل الْقدر: رَأَيْت أَن فلَانا سير إِلَيّ كساءه وَهُوَ مُنْقَطع لَونه حَائِل، قلت لَهُ: لَفظه كسى شكى، هَذَا شكى إِلَيْك تحول حَاله فِي ورقة، قَالَ: هَذِه الورقة عِنْدِي.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا العمامة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا العمامة – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: العالي من الثِّيَاب، والعمائم، وَمَا يكون على الرَّأْس: دَال على أشرف قومه، وأعز مَاله الظَّاهِر، وعَلى جاهه. فَإِن احْتَرَقَ، أَو سرق، أَو توسخ، أَو تقطع، وَنَحْو ذَلِك: نقص عزه، أَو مَاله، أَو وَقع كَلَام فِيه، أَو تغير بعض أَوْلَاد أَقَاربه، أَو وَقع لَهُ نكد فِي دوره، أَو بساتينه، أَو نحو ذلك. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر الملابس من الثِّيَاب بأوصافها، وأعمل كَمَا أعمل، يَقع على صِفَات من دلّت عَلَيْهِ. فَإِذا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن عَليّ ملبوساً، فاسأل عَن جنسه وَصِفَاته، فَإِذا قَالَ: كَانَ علي ثوب صوف، قل لَهُ عمل أَي جِهَة، فَإِذا قَالَ: مثلا عمل الشَّام، فَإِن قَالَ فِي طوق الثوب قطع أَو تلوث أَو وسخ وَنَحْو ذَلِك، وَلَا يَلِيق بالرائي لبس ذَلِك، قل لَهُ يحصل لَك نكد على يَد رجل من الشَّام، وَيكون فِي وَجهه عَلامَة، أَو فَمه عيب كنقص الْكَلَام أَو كَثْرَة الْكَذِب، أَو رثَّة فِي لِسَانه، أَو عيب فِي أَسْنَانه، وَنَحْو ذَلِك، فَإِن قَالَ: الْعَيْب فِي صَدره، قلت: يكون اعْتِقَاده ردياً، وَفِي أحد ثدييه أَو فِي صَدره عَلامَة شامة أَو حرق، وَنَحْو ذَلِك، فَإِن ذكر الْعَيْب فِي أكمامه جعلت العلائم فِي يَدَيْهِ، فَإِن كَانَ فِي ذيله فاجعلها فِي وَسطه أو سَاقيه أو فخذيه وَنَحْو ذَلِك، فَإِن ذكر ذَلِك فِي أكتافه جعلته فِي كَتفيهِ، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت فِي جَنْبَيْهِ فاطلب العلائم فِي جانبيه على مَا ذكرت لَك، واطلب العلائم أَيْضا فِي جسم لابسه، أَو فِي جسم زَوجته وَأَوْلَاده وَأَصْحَابه، تَجِد ذَلِك، وَكَذَلِكَ تعْتَبر الملابس من سَائِر الْبلدَانِ كَمَا ذكرت لَك أَولا، فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا اللباس الأسود

فصل: لبس الْأسود من القماش للخطباء، أَو للخلفاء، أَو من يعتاده: رَاحَة، وسؤدد. وَلبس الْأَبْيَض وَقت الخطابة: ردي، وَزَوَال منصب. كَمَا أَن لبس السوَاد، لمن لَا عَادَة لَهُ بِهِ: هموم، وأنكاد، وَنَحْو ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الملابس – تفسير الاحلام لابن نعمة

( باب: الْبَاب التَّاسِع)

(فِي الملابس)

رؤيا الملابس – تفسير الاحلام لابن نعمة

كل من لبس مَا لَا يَلِيق بِهِ: فَهُوَ شهرة ردية فِي حَقه. والملابس: للعزاب من الرِّجَال نسَاء، وَلِلنّساء رجال. وملابس الشتَاء فِي الصَّيف، أَو لمن مَرضه بالحرارة: دَالَّة على الهموم، والديون. كَمَا أَنهم فِي الشتَاء، أَو لمن مَرضه بالبرودة: جيد.

قَالَ المُصَنّف: دلّت الملابس على تزوج العزاب لكَونهَا ستْرَة، ودلت على الأنكاد فِي غير وَقتهَا لنفرة النُّفُوس مِنْهَا وَعجز الْأَبدَان عَن مثل ذَلِك غَالِبا، فَأعْطى مَا ذَكرْنَاهُ. فَإِذا رأى أحد فِي الشتَاء كَأَنَّهُ فِي الْمَنَام فِي حر شَدِيد وَقد لبس فَرْوَة أَو جُبَّة أَو تدفأ بِنَار أَو بشمس وَنَحْو ذَلِك؛ فَقل لَهُ: نخشى عَلَيْك نكداً مَا مثل مرض أو نَحْوه؛ لَكِن فِيهِ تَأْخِير إِلَى أَوَان الصَّيف، وَكَذَلِكَ لَو رأى أَنه فِي شتاء ومطر وَبرد وتعرى أَو اغْتسل بِمَاء بَارِد أَو لبس ثوبا سفاقاً لَا يرد ذَلِك؛ قلت لَهُ نكدك يكون فِي زمن الشتَاء أَو بالبرودة، وَعَكسه لَو رأى كَأَنَّهُ فِي حر وكرب وَنزع مَا عَلَيْهِ وَلبس مَا يَلِيق بِهِ أَو اغْتسل بِمَا يصلح لمثل ذَلِك؛ قُلْنَا راحتك مُتَأَخِّرَة إِلَى زمن الصَّيف، وَكَذَلِكَ لَو كَانَ فِي زمن الصَّيف وَرَأى كَأَن مَطَرا أَو بردا شَدِيدا وَنَحْو ذَلِك وَلبس مَا يصلح لَهُ كالجلباب والفري والأكسية وَنَحْو ذَلِك؛ قُلْنَا لَهُ تجدّد لَك رَاحَة يكون فِي ذَلِك تَأْخِير على قدر مَا بَقِي للشتاء، وَكَذَلِكَ بَاقِي الْفُصُول، فاعتبره. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني وَقعت فِي طين، قلت: الطين من مطر، قَالَ: نعم، قلت: تقع فِي مرض أَو شدَّة فِي زمن الشتَاء، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني لبست ثوبا من قشور الْبِطِّيخ الْأَصْفَر، قلت: تمرض فِي ذَلِك الزَّمَان وَرُبمَا يكون الْغَالِب عَلَيْك فِي مرضك الصَّفْرَاء، فَجرى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الهدم – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الهدم – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما رؤية هدم السجون، ودور الْفسق، ومواضع الْكفْر: فدليل على ظُهُور الْعدْل، وَالْخَيْر، والأمن، فِي ذَلِك الْمَكَان. كَمَا أَن تجديدهم، وبناءهم: يدل على الضِّدّ من ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ هدم السجون على ظُهُور المفسدين لزوَال مَا كَانَ يردعهم. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن فِي بَيْتِي سجناً وَقد انْهَدم وَخرج مِنْهُ دُخان، قلت: فِي بَيْتك حَيَوَان مؤذي وتخشى خُرُوجه عَلَيْكُم، وَرُبمَا يكون حَيَّة سَوْدَاء، فَعَن قَلِيل خرج عَلَيْهِ من مَكَانَهُ حَيَّة كَانَت سَاكِنة فِيهِ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن دَاري صَارَت كَنِيسَة، قلت لَهُ: يَشْتَرِيهَا مِنْك نَصْرَانِيّ إِن كَانَ بهَا تماثيل وصور وَإِلَّا اشْتَرَاهَا يَهُودِيّ، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت مجوسياً فِي بَيْتِي مقطعاً، قلت: ينهدم بَيت أَو مَكَان توقد فِيهِ النَّار، فافهمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الكنيسة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الكنيسة – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الصومعة

فصل: وَحكم الصوامع وَالْكَنَائِس والمعابد، لأَهْلهَا وَمن يقرب بهَا: حكم الْمَسْجِد. فَمَا نزل بهَا من خير، أَو شَرّ، نسبناه إِلَيْهِم. قَالَ المُصَنّف: وَأعْطِ كل مِلَّة على مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي يهودياً: رَأَيْت أَن مُوسَى بن عمرَان وَرَاء ظَهْري، قلت لَهُ: كنت تحفظ بعض التَّوْرَاة تركتهَا والساعة يتَغَيَّر دينك، فَصَارَ مُسلما. وَقَالَ حبيس نَصْرَانِيّ: رَأَيْت أَن قلالتي تهدمت، قلت: تتْرك الْعِبَادَة وَترجع إِلَى الدُّنْيَا. وَقَالَ لي سامري: رَأَيْت أنني أكلت من التَّوْرَاة عشر وَرَقَات، قلت: حَلَفت بالعشر كَلِمَات وَأَنت كَاذِب خفت على نَفسك مِنْهَا، قال: صَحِيح. وَمثل ذَلِك فاعمل موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الدار – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الدار – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا البيت

و

رؤيا المرحاض

و

رؤيا السور

فصل: وَأما من بنى بَيْتا، أَو دَارا، بِنَاء مليحاً: حصل لَهُ من الْخَيْر على مَا ذكرنَا، على مَا يَلِيق بِهِ. وَرُبمَا كَانَ ذَلِك للْفَقِير ثوب، أَو كسْوَة. وَأما من رأى بَيته، أَو مَجْلِسه، أَو إيوانه، هدم: لم يكن محمودا فيما يخص مَرِيض ذَلِك الْموضع، أَو كبيره، أو وَلَده، أَو زَوجته، أَو قرَابَته، أَو دَابَّته، أَو تعطلت معيشته، وَنَحْو ذَلِك. وَأما هدم المرحاض أَو سَده: دَلِيل على نكد أهل ذَلِك الْموضع، أو يدل على فِرَاق الزَّوْجَة. قَالَ المُصَنّف: انْظُر هَل بنى بِنَفسِهِ أَو بِغَيْرِهِ، وأعطه مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَت لي امْرَأَة: رَأَيْت إنْسَانا بنى على يَدي سوراً وَهُوَ سور مليح، قلت: يتزوجكي وَيَشْتَرِي لَك سوراً. وَمثله رَأَتْ أُخْرَى أَن إنْسَانا عمل على أذنها قنطرة، قلت لَهَا: يعْمل عَلَيْك حِيلَة وأوعدك بِأَن يَشْتَرِي لَك حلقا فِي الْأذن، قَالَ: نعم، قلت: لَا تسمعي مِنْهُ. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن لي مَكَانا مليحاً ونقلت خزانَة مِنْهُ إِلَى الْمَقَابِر، قلت لَهُ: يروح لَك مَال يَأْخُذهُ حفارون الْقُبُور أَو مقربون الْجَنَائِز وَنَحْو ذَلِك، فَمَا مضى قَلِيل إِلَّا وَرَاح لَهُ ذَلِك من حفارين الْقُبُور. وَقَالَ جليل الْقدر: أَبْصرت أَن السُّلْطَان بنى لي مَكَانا عَالِيا مشرفاً لأجل الفرجة وَمَا فِيهِ طَاقَة، قلت: يوليك منصباً لَا طَاقَة لَك بِهِ، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن طَاقَة بَيْتِي سدت، قلت لَهُ: تنطرش أُذُنك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت شباك باذهنجي انسد، قلت: يَقع بك زكام وينسد أَنْفك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت الباذهنج زَالَ، قلت: لَك مركب، قَالَ: نعم، قلت: يعْدم الْقلع الَّذِي لَهُ. وَمثله رأى آخر، قلت: يَقع بأذنيك عيب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن بَيت الرَّاحَة الَّذِي لي إنسد ببطيخة، قلت: يطلع بدبرك طُلُوع، ويعسر عَلَيْك الْبَوْل، فجرى ذلك.

فصل: وَأما من انهد بَابه، أَو انْكَسَرت سكرته، أَو انقلع قفله، أَو مسامير بَابه: فَإِن كَانَ مُتَوَلِّيًا عزل، أَو يَمُوت لَهُ خدم كالبوابين والحراس، أَو يفارق أحدا من أقربائه، وَرُبمَا دخل ذَلِك الْبَلَد أَو الْمَكَان لص، أَو نهب، أَو يعْدم مِنْهَا شَيْء، لزوَال مَا كَانَ يحفظه. قَالَ المُصَنّف: انْظُر مَا جرى من هدم أَو كسر أَو قلع، وَتكلم عَلَيْهِ بِمَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن بَابي تلف، قلت: يَقع فِي فمك عيب، فانكسر سنه. وَقَالَ آخر: رَأَيْت شفتي زَالَت، قلت لَهُ: تسرق فردة من بابك أَو طَاقَة من خزانَة وَنَحْو ذَلِك، فَسرق ذَلِك. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أَن بَاب بَيْتِي إنهدم على وَلَدي قَتله، قلت لَهَا: أَنْت حَامِل، وَحين تَضَعِي الْوَلَد يمتسك مَعَك، فَعَن قَلِيل جرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت على بَابي شبكة، قلت: يحصل ترسيم عليم فِي مَنْزِلك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أنظر من طَاقَة الْبَيْت إِذْ رَأَيْت سَحَابَة بَيْضَاء غطت الطَّاقَة، قلت لَهُ: ترمد إِحْدَى عَيْنَيْك، فَعَن قَلِيل جرى لَهُ ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَبْوَاب الطاقات الَّتِي لنا سَقَطت، قلت: تمرض فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عين مَاء نبعت عِنْد عَيْني وَهِي تقلب فِي دَاخل يَدي فَامْتَلَأَ فُؤَادِي من ذَلِك وأثقلني، قلت: تنقب دَارك من عِنْد بَابهَا أَو من عِنْد طَاقَة، ويعبر من ذَلِك اللص إِلَى مَنْزِلك أَو ذويك، فَجرى لَهُ ذَلِك.

فصل: وَأما من رأى مَسْجِدا تهدم أَو محرابه، أَو منبره، أَو وَقعت قُبَّته: مَاتَ إِمَامه، أَو خَطِيبه، أَو كَبِير ذَلِك الْمَكَان. وَكَذَلِكَ إِذا انْهَدَمت مئذنته. وَرُبمَا مَاتَ مؤذنه. وَإِن انْكَسَرت قناديله، أَو تلفت حصره: ذهب عُلَمَاء ذَلِك الْمَكَان والمتصدرون بِهِ لنفع النَّاس فِي ذَلِك الْمَسْجِد. وَكَذَلِكَ إِذا انْهَدَمت قَوَاعِده أَو أعمدته. وَإِن كَانَ الْمَسْجِد الْكَبِير الَّذِي للصَّلَاة: رُبمَا وَقع فِي المسلمين نكد. وَأما مَا رُؤِيَ فِيهِ من بناية، أَو سَعَة، أَو فِي بعضه: عَاد ذَلِك على من ذكرنَا. وَرُبمَا قدمت على الْمُسلمين بِشَارَة. قَالَ المُصَنّف: مَا حدث فِي أَمَاكِن الْعِبَادَة من خير أَو شَرّ رَجَعَ إِلَى من فِيهِ، وَإِلَى من علمه، وَإِلَى جنس ذَلِك الدّين، كَمَا ذكرنَا، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت مَسْجِدا إنهدم، قلت: كنت تلازمه، قَالَ: نعم، قلت: تركت الصَّلَاة، فَارْجِع إِلَيْهَا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت محرابه انْهَدم، قلت: كنت تتعلم الْقُرْآن الْعَزِيز، قَالَ: نعم، قلت: قد تركت ذَلِك، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ لي إِمَام مَسْجِد: رَأَيْت قبَّة مَسْجِدي وَقد اختطفها غراب، قلت لَهُ: تخطف طاقيتك أَو عمامتك، فَمَا مضى قَلِيل إِلَّا وَجرى ذَلِك. وَرَأى إِنْسَان أَن الْقنْدِيل الَّذِي بالمحراب زَالَ وَجعل مَوْضِعه قنديل نُحَاس مَا يصلح للوقيد، قلت: يَمُوت إِمَام المسجد أَو يعْزل، وَيَأْخُذ مَكَانَهُ رجل أعمى لَا ضوء بِعَيْنِه، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بِعْت قوما جَامعا، قلت: سرقت مِنْهُ حَصِيرا أَو قِنْدِيلًا، وبعت ذَلِك، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن مئذنة الْجَامِع إنهدمت وَأَنا أَقُول بَطل الْأَذَان؛ قَالَ لي آخر مَا بَطل، قلت لَهُ: يَقع بسمعك طرش فيمنعك سَماع الْأَذَان. وَقَالَ مُؤذن: رَأَيْت أنني بنيت مئذنة دَاخل مئذنة، قلت لَهُ: حملت زَوجتك ولدا ذكرا وَهُوَ يطلع مُؤذنًا مثلك، وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني وَقعت دَاخل قنديل وأكلت فتيلته، قلت لَهُ: نزلت إِلَى جَامع وسرقت ثِيَاب إمَامه، قَالَ: نعم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الطاحون – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الطاحون – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما من أَتَى إِلَى الطاحون بحب فطحنه، أَو إِلَى فرن بعجين فخبزه، أَو إِلَى مدبغة بجلد فدبغه، أَو إِلَى مسلخ بحيوان فذبحه، أَو بِلَحْم إِلَى طباخ فطبخه أَو شواة، أَو بِدَابَّة إِلَى بيطار فأصلحها، أَو بِثَوْب إِلَى خياط فخاطه، وَمَا أشبه ذَلِك، فَإِن كَانَ يطْلب حَاجَة من كَبِير حصلت لَهُ، أَو يحْتَاج إِلَى عَالم فِي أَمر، أَو إِلَى عَابِد، أَو يتَزَوَّج، أَو يَسْتَغْنِي بعد فقره، أَو يَأْمَن من خَوفه، أَو يتعافى من مَرضه، أَو يخلص من شدته، أَو يربح بُد خسرته، كل إِنْسَان على قدره وَمَا يَلِيق بِهِ. وَأما إِذا لم يكن تمّ لَهُ فِي الْمَنَام شَيْء مِمَّا ذكرنَا لم يبلغ مُرَاده. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر لقاصد هَذِه الْأَمَاكِن فِي طلب حَاجَة وَتكلم عَلَيْهِ بِمَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن طاحونة تطحن شَعِيرًا كَانَ معي والدقيق ينزل دَقِيق حِنْطَة، قلت لَهُ: فالشعير من عادتك تَأْكُله، قَالَ: لَا، قلت لَهُ: تحْتَاج بعد غناك حَاجَة تَأْكُل فِيهَا خبز الشّعير، ثمَّ بعد ذَلِك تَسْتَغْنِي من عِنْد إِنْسَان كثير الرقص والطرب، فَكَانَ كَذَلِك، لِأَن دوران الْحجر كالراقص الَّذِي لَا يزل فِي مَكَانَهُ بعد دورانه. وَرَأى آخر أَنه أَتَى إِلَى فرن بدقيق فخبزه من غير عجن، قلت لَهُ: عنْدك مَرِيض وَأَنت تطلب طَبِيبا ليداويه، قَالَ: نعم، قلت: يبرأ قبل أَن تمارس أُمُوره. وَمثله رأى آخر، غير أَنه قَالَ تلف الْخبز، قلت: عنْدك حَامِل، قَالَ: نعم، قلت: تمرض بالحمى، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني جِئْت بجلد ميتَة أصلحه الدّباغ بدبغه، قلت: لَك مَال فِيهِ حرَام أَو لم تخرج زَكَاته عزمت على أَنَّك تزكي وتعمل حِيلَة ليصير لَك حَلَالا وَلَا تبرئ ذِمَّتك بِالْكُلِّيَّةِ، لِأَن النَّاس اخْتلفُوا فِي طَهَارَة دباغ جلد الْميتَة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أخذت جلد جاموس من مدبغة، قلت: أخذت ثوبا من تَرِكَة جليل الْقدر، فَإِن كَانَ بِلَا دباغ فقد أَخَذته بِغَيْر حَقه. وَقَالَ آخر: أتيت بجلد يَابِس فَوَضَعته فِي بركَة مدبغة، فجَاء كلب فَأَكله، قلت: عزمت على تطرية ثوب أَو غسله، قَالَ: نعم، قلت: يسرق مِنْك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني جِئْت دباغاً ليدبغ جلدي، قلت: تمرض وتطلب طَبِيبا، فَجرى ذَلِك.

فصل: وَأما من عبر إِلَى هَذِه الْأَمَاكِن، أَو تلوث بِدَم أَو طين، أَو رَائِحَة ردية، أَو اخترق بِنَار، وَنَحْو ذَلِك: حصل لَهُ نكد من كَبِير، أَو من ولد، أَو أقَارِب، أَو من زوج، أَو تنكد من مُسَافر، أَو من زَانِيَة، أَو تعطلت مكاسبه، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: أعْطه من الْأَحْكَام على قدر مَا تنكد من هَذِه الْأَمَاكِن. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: أدخلت يَدي تَحت رحاة تَدور فأتلفتها، قلت: تدخل روحك بَين اثْنَيْنِ بِمَا لَا يَلِيق تتنكد مِنْهُم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن ذكري تلوث بِدَم من مَكَان جزار وَأَنا ألعق ذَلِك الدَّم، قلت: أَنْت تفْسد من دَار جرائحي أَو فاصد ويعطوك أُجْرَة، وَهِي حرَام، قَالَ: صَحِيح، وَأَنا تائب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت خياطاً عمل على رَأْسِي كوفية مليحة وخيطها فِي حلدة رَأْسِي وتألمت من ذَلِك، قلت: عمل عَلَيْك إِنْسَان كَاتب فِي الِاجْتِمَاع بِامْرَأَة، إِمَّا بتزويج أَو غَيره، وتألم خاطرك، وتطلب الْخَلَاص مَا تقدر عَلَيْهِ، قَالَ: نعم.

فصل: وَأما رؤية الطاحون فِي الْبَلَد تطحن الْحِجَارَة، أَو النَّار، أَو الْجِيَف. أَو الفرن يحرق النَّاس، أَو يؤذيهم بدخانه. أَو المسلخ يؤذي الناس، أَو أوساخ تؤذي الْخلق. أَو المرحاض يتدفق فِي الطرقات. أَو الْحداد الْمَجْهُول يعبر النَّاس فِي النَّار أَو يؤذيهم بشرره. أَو المَاء يهدم الدّور، أَو يغرق الزرعات، أَو النَّاس أَو أمتعتهم. أَو كَانَ فِي الْبَلَد مَكَان تخرج مِنْهُ الْحَيَّات، أَو السبَاع، أَو العقارب، أَو أشباه ذَلِك: فَذَلِك كُله دَلِيل على الأعداء والفتن، والأمراض، كالجدري والبرسام وَنَحْو ذَلِك. وَالله أعلم.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر الضَّرَر من أَي جِهَة دلّت على مَا يَلِيق بِهِ. فَإِن كَانَ من طاحون أَو فرن فَمن أجل الْمَأْكُول يكون الوباء وغلو الأسعار وَنَحْو ذَلِك، وَإِن جعلته من عَدو فَرُبمَا منعُوا مَجِيء الْقُوت من مَكَانَهُ أَو يتلفوا الغلات والنبات، وَإِن جعلته من المسلخ فَمن أجل حرب تقع ثمَّ وَرُبمَا كَانَ النكد لأجل حَيَوَان وَرُبمَا كَانَ الوباء وَالْمَرَض فِي اللحوم، وَإِن جعلته من المرحاض فَرُبمَا كَانَ الوباء وَالْمَرَض فِي هبوب ريَاح ردية وَرُبمَا كَانَ من أكل شَيْء مفسود، وَإِن جعلته من الْحداد فَرُبمَا كَانَ الوباء وَالْمَرَض بحمايات حادة خُصُوصا إِن كَانَ ذَلِك فِي الصَّيف، وَإِن جعلته من الْبحار وَنَحْوهَا فَيكون الوخام وَالْمَرَض من الْمِيَاه أَو مَا يخرج مِنْهَا كالسمك وَمَا يُؤْكَل من الْمِيَاه. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن رغيفاً أتلف لي طاحونة وَكسرهَا، قلت لَهُ: يتْلف ضرسك بحصاة تكون فِي الْخبز، فَعَن قَلِيل جرى ذَلِك، لِأَن الضرس طاحون. وَقَالَ آخر: رَأَيْت جزاراً ضَرَبَنِي فِي فمي بِيَدِهِ؛ أدماه، قلت: يتألم فمك بسكين، فَعَن قَلِيل شال لحْمَة على رَأس سكين وأدخلها فِي فَمه فجرحته فِي لِسَانه جرحا درياً. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن فِي فمي فرناً توقد النَّار فِيهِ، قلت لَهُ: تَأْكُل أَو تشرب شَيْئا حاراً ويؤلمك ألماً شَدِيدا، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ صَغِير: رَأَيْت أَن فِي فمي فرناً وبلعته، قلت لَهُ: أَنْت فِي صغرك تلعق المداد وَفِي كبرك ترزق من عمل الْخبز، فَكبر وَصَارَ خبازاً. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الاغتسال – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الاغتسال – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: من دخل حَماما واغتسل أَو تنظف بِمَا لَا يضرّهُ كالبارد فِي الصَّيف أَو الْحَار فِي الشتَاء فَهُوَ دَال على الْغنى وَالْخَيْر وَقَضَاء الدُّيُون وَالتَّوْبَة، وعَلى الْخَلَاص من الْمَرَض والشدائد، وعَلى قَضَاء الْحَوَائِج. وَإِن كَانَ أعزب تزوج. وَأما من اغْتسل بِالْمَاءِ الْحَار فِي الصَّيف أَو بالبارد فِي الشتَاء انعكس مَا ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: دلّ على الْغنى وَالْخَيْر لكَونه قضيت حَاجته، وعَلى قَضَاء الدُّيُون لإِزَالَة الْوَسخ الْمَانِع الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ يضيق صَدره أشبه الدّين، وعَلى التَّوْبَة لكَونه تنظف من الأوساخ وتطهر فَصَارَ كالتائب الَّذِي لَا ذَنْب عَلَيْهِ بوسخ آخرته. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني ملوث ببول وطواط، فاغتسلت مِنْهُ بِمَاء حَار، أسخنته بحطب زيتون، قلت لَهُ: أَنْت محب لامْرَأَة ضَعِيفَة الْعَينَيْنِ، وَأَنت ملوث الْعرض بسبب ذلك، قَالَ: نعم، قلت: السَّاعَة ترزق تَوْبَة على يَد رجل من أهل الشَّام، فَجرى ذَلِك وَتَابَ. ودلوا على الْخَلَاص من الْأَمْرَاض والشدائد لِأَن الْإِنْسَان لَا يزَال فِي تَعب حَتَّى يغْتَسل لِأَنَّهُ مُتَعَلق بالجسد، كَالْمَرِيضِ الَّذِي لَا يزَال فِي شدَّة حَتَّى يَزُول مَا بجسمه، وَدلّ على تزوج العزب لكَونه زَالَ مَا هُوَ فِيهِ من القشب، وَلِأَن الِاغْتِسَال – الَّذين يَتَزَوَّجُونَ – غَالِبا المَاء الْحَار فِي الصَّيف والبارد فِي الشتَاء مضيق للصدر مؤذي لبعض الأجساد لَا يتعاناها أحد إِلَّا لضَرُورَة أَو عَادَة؛ وَالْعَادَة لَا حكم لَهَا وَلَا كَلَام فِيهَا والضروري يُعْطي عكس مَا ذكرنَا من الخراب.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الدكان – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الدكان – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الفندق

و

رؤيا الحمام

و

رؤيا الاغتسال

و

رؤيا الفرن

و

رؤيا المسلخ

و

رؤيا الحانوت

فصل: وَأما من بنى فندقاً أَو دكاناً أَو حَماما أَو فرناً أَو مسلخاً أَو طاحوناً أَو ملكه أَو تحكم فِيهِ فَإِن كَانَ أعزب تزوج وَإِن كَانَ آهلاً للْملك تملك، أَو للولاية تولى، أَو يرْزق ولدا وَإِلَّا اشْترى دَابَّة، أو جلب خادما، أَو تَجَدَّدَتْ لَهُ معيشة دَاره، وَأما إِن كَانَ عابدا ترك الْعِبَادَة وَرجع إِلَى الدُّنْيَا، وَرُبمَا حصل للرائي نفع من أحد أَبَوَيْهِ، أَو من إخْوَته أَو أَقَاربه أَو من أملاكه، وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى، أَو تعرف بِإِنْسَان يَنْفَعهُ.

فصل: ويدلوا على الأكابر والملوك لما فيهم من الصندوق وَجمع المَال، والحرس والأمناء، ومجيء النَّاس إِلَيْهِم ورجوعهم وَقد قضيت حوائجهم. فَإِن جعلنَا ذَلِك زوجا كَانَ لما فِي الْحمام من اللَّذَّة والاغتسال، وَخُرُوج الْعرق الَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَة المنى وَكَثْرَة الْمِيَاه. وَلما فِي الطاحون من زَوجي الْحِجَارَة، وركوب الْوَاحِد فَوق الآخر. وَلما فِي الفندق من النّوم والراحة للْمُسَافِر وَمَا أشبه ذَلِك. وَإِن جعلنَا كل وَاحِد ملكا أَو عَالما أَو عابداً لمجيء النَّاس إِلَيْهِ وانتفاعهم بِهِ.

قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا بنى شَيْئا من ذَلِك وأعطه من الْخَيْر وَالشَّر مل يَلِيق بِهِ فِي وقته. كَمَا قَالَ الْإِنْسَان: رَأَيْت أنني بنيت فندقاً، قلت لَهُ: يحدث لَك سفر جيد وَإِلَّا فَلَا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني هدمت فندقاً، قلت لَهُ: تجهزت للسَّفر والساعة يبطل سفرك، فَكَانَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني جددت حَماما فِي دَاخل حمام، قلت لَهُ: اغْتَسَلت ثمَّ شَككت فِي غسلك فاعدته ثَانِيًا، قَالَ: نعم، وَمثله رأى آخر، قلت لَهُ: كَانَ مَاؤُهُ حاراً، قَالَ: نعم، وَكَانَ فِي زمن الصَّيف، قلت لَهُ: كَانَ يعتريك حمى وَاحِدَة صَارَت تعتريك حماتان، قَالَ: نعم. وَمثله رأى آخر، قلت لَهُ: أَيّمَا أحسن الْحمام الدَّاخِلَة أَو الْخَارِجَة، قَالَ: بل الدَّاخِلَة، قلت لَهُ: ستحمل زَوجتك بِغُلَام، فَكَانَ كَذَلِك. وَمثله رأى آخر، قلت: عنْدك امْرَأَتَانِ، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن فلَانا بنى لَهُ حَماما بِمَاء حَار وَكَانَ فِي الصَّيف، قلت: أهوَ مَرِيض أم لَا، قَالَ: مَرِيض، قلت: بالحمى الحارة، قَالَ: نعم، قلت: ذلك يغر محمود له. وَمثله رأى آخر إِلَّا أَنه قَالَ بِمَاء حَار فِي زمن الشتَاء، قلت لَهُ: يعافى من مَرضه، فَعُوفِيَ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن حَماما على يَدي فَوَقَعت من يَدي تهدمت، قلت لَهُ: كَانَ فِي يدك مجمرة أَو كَانُوا وَقع من يدك وتكسر، ضحك وَقَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت على يَدي حَماما وَقد أَكلته، قلت: كَانَ عِنْدِي غلاية بعتها، وأكلت ثمنهَا، قَالَ: نعم. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن نجماً من السَّمَاء وَقع على رَأْسِي وَأَنا أَغْتَسِل فَشَجَّهُ، قلت لَهُ: يَقع على رَأسك جامة من حمام فتؤذي رَأسك. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أنني صرت ناطورة فِي حمام للرِّجَال وَالنِّسَاء والوحوش، قلت: السَّاعَة تصيرين قَابِلَة، فَذكرت أَنَّهَا صَارَت كَمَا قلت لَهَا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت حَماما، قلت: يطلع على جسمك طلوعات، فَكَانَ كَذَلِك. وَمثله رأى آخر: قلت لَهُ بقع وإسهال. وَمثله رَأَتْ امْرَأَة، قلت: أَنْت كَثِيرَة النِّكَاح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أفتح ميازيب الْحمام وَالْمَاء يجْرِي مِنْهَا بعد أَن كَانَت مسدودة، قلت: ستصير تحقن النَّاس وَيكون خلاصهم من عسر الْبَوْل فِي يدك، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت جرناً فِي حمام وَالنَّاس يَغْتَرِفُونَ مني مَاء، قلت لَهُ: ارْجع إِلَى الله أَنْت بك الْبغاء. وَقَالَ آخر مثل ذَلِك غير أَنه قَالَ: كَانَ فِي أَسْفَل الجرن بخش لَا يمسك المَاء، قلت لَهُ: سيقع بك إسهال شَدِيد. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ضَامِن حمام، قلت لَهُ: أَنْت ضَامِن بَحر تَأْخُذ من كل من يَجِيء، وَيخرج، فَإِن كَانَت الْحمام مليحة ربحت وَإِلَّا فَلَا. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أنني رميت كَبِدِي فِي قدر مَاء يغلي، قلت: أصحيحة أم مَقْطُوعَة؟ قَالَت: بل كَانَت صَحِيحَة، قلت: أَنْت حَامِل وستضعين فِي حمام، فَجرى ذَلِك. وَقَالَت أُخْرَى: رَأَيْت زَوجي ينظر إِلَيّ من جمامات الْحمام وَيَقُول مَا هَذَا إِلَّا كرب عَظِيم، قلت لَهَا: لَك غَائِب، قَالَت: نعم، قلت: هُوَ مَرِيض.

فصل: وَأما إِن كَانَت رائحتهم ردية، أَو نارهم مؤذية، أَو دخانهم مضراً أَو فيهم الْجِيَف أَو الْحَيَوَانَات المؤذية كالعقارب والحيات وَالسِّبَاع وأمثالهم: دلّ على أَمَاكِن الظلمَة وأرباب الْفساد ومواضع عُلَمَاء الْبِدْعَة، وعَلى المتاجر بالأموال الردية، والمعايش الدنية، أَو يَبْنِي مَكَان بِدعَة كالكنائس والسجون والخانات وَنَحْوهم. قَالَ المُصَنّف: دلّت على أَمَاكِن الظلمَة لِأَن الْغَالِب أَنَّهَا بِضَمَان، وَهُوَ خلاف الشَّرَائِع فِي أَكثر مَا يتعانى فِيهَا، وَلكَون الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة فِيهَا مؤذية بِغَيْر حق. ودلت على أَرْبَاب الفساد، وعَلى عُلَمَاء الْبِدْعَة من الَّذين بواطنهم ردية، وعَلى المتاجر والمعايش الردية لِأَن ذَلِك إِذا بيع كَانَ أَكْثَره حَرَامًا والنفوس تنفر مِنْهُ، ودلوا على أَمَاكِن الْبدع وَنَحْوهَا لأن هَذِه الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة فِي الْمَوَاضِع الْمشَار إِلَيْهَا مبتدعة، خلاف الْعَادة. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن سبعا جرحني فِي حمام، قلت لَهُ: أَيْن جرحك، قَالَ: فِي رَأْسِي، قلت لَهُ: سرح إِنْسَان رَأسك بِمشْط حاد الْأَسْنَان فأسال دمك، قَالَ: صَحِيح، لِأَن أَسْنَان السَّبع تشبه أَسْنَان الْمشْط. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني فِي فرن فَدخل فِي رجْلي عود فِي رَأسه نَار فأحرقها، قلت لَهُ: لسعتك حَيَّة فِي رجلك، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر رَأَيْت أَن حَيَّة لدغتني فِي فرن، قلت لَهَ: تحرق يدك بِعُود فِيهِ نَار فَجرى ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا المدرسة – تفسير الاحلام لابن نعمة

( باب: الْبَاب الثَّامِن)

(فِي الْأَبْنِيَة)

رؤيا المدرسة – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا المسجد

و

رؤيا البناء

من بنى مثل المساجد والمدارس والزوايا والخوانك أو سور الْبَلَد أو القناطر والبيمارستان والخانات للسبيل، أَو حفر خَنْدَقًا أَو بِئْرا لنفع النَّاس، أَو بركَة وَمَا أشبه ذَلِك، فَإِن كَانَ أَهلا للولاية تولى، وَإِن كَانَ مُتَوَلِّيًا نصب للنَّاس رجلا يَنْتَفِعُونَ بِهِ، أَو يَشْمَل خَيره أهل ذَلِك الْمَكَان، وَإِن كَانَ عَالما رُبمَا صنف كتابا فِيهِ نفع أَو نفع النَّاس بفتاويه، وَإِن كَانَ عابداً انْتفع النَّاس بدعائه أَو نصب للنَّاس من يردهم إِلَى طَاعَة الله.

فصل: وَأما إِن كَانَ صَاحب مَال انْتفع النَّاس بمعروفه، وَإِن كَانَ صَاحب صَنْعَة أَو معيشة اسْتَفَادَ مِنْهَا، وَإِن كَانَ فَاعل ذَلِك فَاسِقًا أَو كَافِرًا تَابَ وَرجع إِلَى الله تَعَالَى، وَإِن كَانَ أعزب تزوج، وَإِن كَانَ متزوجاً رزق ذُرِّيَّة صالحين، وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى، وَإِن كَانَ مَرِيضا بَرِئ وشفي من مرضه وَقدم النَّاس يُبَشِّرُونَهُ بالعافية، هَذَا كُله إِن بناه بِآلَة تلِيق بِمثلِهِ فِي ذَلِك الْمَكَان. وَإِن بناه بِآلَة لَا تلِيق بِهِ: تقرب إِلَى الله تَعَالَى أَو إِلَى الأكابر أَو إِلَى النَّاس، أَو ربما تزوج بالأموال الردية. وَأما من هدم شَيْئا من ذَلِك: سعى فِي زَوَال رجل للنَّاس فِيهِ نفع، وَرُبمَا مَاتَ كَبِير ذَلِك الْمَكَان. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ الْبناء على الْولَايَة كالملوك ونوابهم لِأَن الْغَالِب أَن مَا يبْنى أَو يحكم على ذَلِك المذكورون، وَانْظُر إِذا بنى أَو تحكم على شَيْء من ذَلِك فأعطه على مَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني فَوق خانقاه وَأَنا آمُرهُم وأنهاهم، وَعلي ثِيَاب ردية، قلت: يحصل لأهل ذَلِك الْمَكَان نكد مِنْك، وَيكون الذَّنب لَك، وَدَلِيله لكونك تحكمت على من لَا يَلِيق بك الحكم عَلَيْهِم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بنيت خَانا للسبيل، قلت: من أعبرت إِلَيْهِ، قَالَ: عبر إِلَيْهِ غنم وذئاب، قلت: أَنْت تجمع المفسدين وقطاع الطَّرِيق وأرباب الْأَمْوَال وتحسن إِلَيْهِم، وتعتقد أَنَّك على صَوَاب، وَأَنت على الْخَطَأ، ونخشى عَلَيْك نكد من غَرَامَة، فَعَن قَلِيل أضَاف أَقْوَامًا مفسدين سرقوا ودائعاً كَانَت عِنْده، وغرمها، لِأَن الْغنم كَالْوَدِيعَةِ فِي الخان والذئاب مفسدون لَا يصبرون إِذا رَأَوْا الْغنم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أبني لسيدي سوراً مليحاً وعَلى دور النَّاس آخر، قلت: ظاهرك الْخَيْر، وَأَنت تدعوا لأولئك، وَقد أفلحوا بك. وَمثله قَالَ آخر غير أَنه قَالَ ابنيه حول امْرَأَة، قلت: بِأَيّ شَيْء كنت تبنبه، قَالَ: بزجاج، قلت: أَنْت تحب هَذِه الْمَرْأَة، وتعمل لَهَا كتاب سحر وَمَا ينفع. ويدلون على الْعلمَاء وأرباب الدّين لحراسة النَّاس بهم إِمَّا بدعائهم أَو بفتاويهم الَّتِي تحرس من الْوُقُوع فِي الْمُحرمَات، ودلوا على الصَّنَائِع وَالْأَمْوَال لِأَن الْبَانِي لذَلِك إِنَّمَا يكون غَالِبا لمن لَهُ قدرَة فَتَارَة بِالْمَالِ وَتارَة بالصنعة المحصلة لِلْمَالِ، ويدلوا أَيْضا على دفع البلايا فِي الدُّنْيَا، ويدلوا على تَزْوِيج العزاب لِأَنَّهُ يُقَال للمتزوج: بنى فلَان على أَهله أَي عبر عَلَيْهَا، ودلوا على الذَّرَارِي لكَونه ثمَّ مَا عمله من المَاء والطين، وركوب الْوَاحِد فَوق الآخر فَأعْطى الذُّرِّيَّة فَوق مَا ذكرنَا، ودلوا على عَافِيَة الْمَرِيض لِأَن الْمَكَان كجسم الرَّائِي وَقد تجدّد لَهُ ذَلِك فَأعْطَاهُ الْعَافِيَة. وَأما إِذا بناه بِآلَة لَا تلِيق بِهِ فَتكلم عَلَيْهِ بِمَا يصلح لَهُ. كَمَا قَالَ لي رجل تَاجر: رَأَيْت أنني أبني بركَة بحجارة ملح وَهِي حِجَارَة جِيَاد، قلت: عزمت على شري سكر وتحمله فِي مركب فِي الْبَحْر، قَالَ: نعم، قلت: يلْحقهُ الموج فيتلف أَو يغرق، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بنيت بُيُوتًا من عسل، قلت: كَانَت فِي الشَّمْس أم فِي الظل، قَالَ: بل فِي الشَّمْس، قلت: أَنْت تعرف تعْمل الْحَلَاوَة الَّتِي تنفخ وتعمل مِنْهَا كاللعاب وكيزان الفقاع وَنَحْو ذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: تمرض وَتبطل فائدتك من ذَلِك، فَجرى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الخمر – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الخمر – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: شرب المسكرات وأكلها: مَال حرَام وَفَسَاد، والاجتماع عَلَيْهَا فتْنَة وخصام. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ أكل المسكرات وشربها على الْحَرَام لِأَن الْعُقَلَاء – مِمَّن يعْتَقد تَحْرِيم ذَلِك ويحلله – أَجمعُوا على أَن السكر ردي ومنهي عَنهُ، وَدلّ على الْفساد لاختلال تَصَرُّفَات الْعقل الصَّحِيح وَقت السكر، والاجتماع عَلَيْهَا دَال على الْفِتَن لِأَن الْغَالِب من المجتمعين على ذَلِك إِذا سَكِرُوا يضارب بَعضهم بَعْضًا وَيَقَع من الْكَلَام مَا لَا يَلِيق. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أتيت إِلَى إِنَاء أعتقد أَن فِيهِ عسلاً فَشَرِبت مِنْهُ فَظهر لي فِي الْأَخير أَنه خمر، قلت: اجْتمعت بِمن تظن فِيهِ خيرا فَرَأَيْت عِنْد اجتماعك بِهِ بواطن ردية حَتَّى تنكد خاطرك لذَلِك، قَالَ: صَحِيح، قلت، وأكلت شَيْئا تظنه حَلَالا فَظهر أَنه حرَام، قَالَ: صَحِيح.

فصل: كل شَيْء ردي إِذا صَار جيدا، أَو المر أَو الحامض إِذا صَارا حلوين، دلّ على الْأَمْن من الْخَوْف، وعَلى الأرزاق والراحات من حَيْثُ لَا يحْتَسب الْإِنْسَان، وَيدل على صَلَاح المفسود، وَوُجُود الضائع وَزَوَال الشدائد. وَكَذَلِكَ أكل الْمُحرمَات فِي النّوم لأجل الضرورات يدل على الرزق الْحَلَال والفرج بعد الشدَّة. قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِلَى مَا صَار إِلَيْهِ وَأعْطِ الْمرَائِي مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي شَجَرَة وَعَلَيْهَا شوك تمنعني من الطُّلُوع عَلَيْهَا، قلت: امْرَأَتك عَلَيْهَا جرب أَو طُلُوع أَو دماميل تمنعك من الِاسْتِمْتَاع بهَا، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي ليمونة انقلبت صَارَت تفاحة، قلت: عنْدك امْرَأَة كَثِيرَة اللوم لَك، السَّاعَة تنصلح، قلت لَهُ أَيْضا: عنْدك فِي أَرْضك نَبَات قَلِيل النَّفْع، تقلعه وتزرع خيرا مِنْهُ، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أتيت إِلَى حنظل أكلت مِنْهُ فَوَجَدته بطيخاً حلواً، قلت: حَاجَة من جِهَة صعبة يهون الْأَمر وينقضي. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آكل بطيخة حلوةً تحولت حَنْظَلَة، قلت: يحصل لَك نكد من معرفَة، وَإِن طلبت حَاجَة مَا تَنْقَضِي وَيجْرِي فُؤَادك جرياناً كثيرا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني عبرت حَنْظَلَة، قلت: تصل فِي محبَّة امْرَأَة صعبة المراس، فَجرى ذَلِك. فافهمه.

فصل: وَأما الْجيد إِذا صَار ردياً، أَو الحلو إِذا صَار حامضاً، أَو انفسد بعد اصلاحه، انعكس جَمِيع مَا ذكرنَا.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الدواء – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الدواء – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما شرب الْأَدْوِيَة أَو الْأَشْرِبَة للمرضى الَّذين يُوَافق مرضهم ذَلِك دَال على الْعَافِيَة، وَإِن لم يُوَافق دلّ على طول الْمَرَض. وَأما شربه للأصحاء فإنذار بِمَرَض يَحْتَاجُونَ فِيهِ إِلَى مثل ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: إِذا جعلت الدَّوَاء جيدا كَانَ الْخَيْر والعافية على يَد رجل من إقليم الدَّوَاء، وَكَذَلِكَ يكون حكم الرداءة. كَمَا قَالَ إِنْسَان مَرِيض بالحرارة: رَأَيْت أنني شربت خِيَار سنبر، قلت: لَك الْعَافِيَة فِي ذَلِك، وَرُبمَا يقدم عَلَيْك الطّبيب من مصر أَو أَصله من ديار مصر تنَال الْعَافِيَة على يَدَيْهِ، فَجرى ذَلِك. وَأما إِن رأى أَنه يشرب دَوَاء لداء يعْتَقد نَفعه فظهرت بِخِلَاف ذَلِك قُلْنَا ارْجع عَمَّا تتعاناه من المعالجة، وَإِذا كَانَ معوداً لدواء فِي الْيَقَظَة فَرَأى أَنه يشرب دون ذَلِك، قُلْنَا: رُبمَا تمرض فِي بلد تطلب الدَّوَاء الْمُعْتَاد فَمَا تقدر عَلَيْهِ، فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا اللحم – تفسير الاحلام لابن نعمة

( باب: الْبَاب السَّابِع)

(فِي الْأكل والذبائح)

رؤيا اللحم – تفسير الاحلام لابن نعمة

من أكل لحم حَيَوَان يعْتَقد حلّه فَمَال حَلَال إن كَانَ مطبوخاً أَو مشوياً أَو قديداً وأخضره نكد أَو مَال بِشُبْهَة. قَالَ المُصَنّف: قد سبق الْكَلَام على الحلو والحامض فِي فَصله، وانتظر الْمَأْكُول من الْحَيَوَان وَغَيره وَأعْطِ الْمرَائِي مَا يَلِيق بِهِ فِي وقته. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني آكل أذن فرس، وَهِي صفراء، وَكَانَت نِيَّة غير مطبوخة، قلت: سرقت حَلقَة من أذن أُنْثَى وتصرفت فِيهَا، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آكل أَذْنَاب الْخَيل وَهِي طيبَة فِي فمي، قلت: تعلم المناخل، قَالَ: نعم، قلت تفِيد من ذَلِك. وَمثله رأى آخر، قلت: أَنْت تعلم السعادي وتبيعها، قَالَ: صَحِيح، فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الطعام

فصل: والمأكول على قسمَيْنِ: فالحلو خير ورزق، إِلَّا الْمَرِيض قد تضره الْحَلَاوَة. الْقسم الثَّانِي: الحامض ردي إِلَّا لمريض تَنْفَعهُ الحموضة، فَإِنَّهُ جيد لَهُ، وَهِي على قسمَيْنِ: فَمِنْهَا مَا يُؤْكَل بِنَار أَو بِلَا نَار، كاللبن وَالْعَسَل وَالتَّمْر والحصرم والتفاح وقصب السكر والمشمش وَأكْثر الْحُبُوب فَهَذِهِ وَمَا أشبههَا أرزاق وفوائد كَيفَ مَا أكلت. الْقسم الثَّانِي: لَا يُؤْكَل إلا بالنَّار كاللحوم والأخباز والأرز والسلق وَمَا أشبه ذَلِك، إِذا أكل قبل استوائه دلّ على النكد والتعب، وَيدل على الدُّيُون وَبيع المتاجر قبل وَقتهَا، والخسارات، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: إعتبر أصل الْمَأْكُول مَا يصير إِلَيْهِ ذَلِك. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أتيت شَجَرَة نخل فَأكلت مِنْهَا عسلا بشهده، قلت لَهُ: أخذت من امْرَأَة، أَو من جليل الْقدر كوارة نحل، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أشْرب لَبَنًا من كرمه وَهُوَ طيب، قلت: أخذت من كريم بقرة أَو شَاة أَو نَحْو ذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: تربح من ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آخذ تَمرا آكله يصير حصرماً وتفاحاً، قلت: قاضيت ببستان بستاناً آخر، قَالَ: نعم، كيف تكون الْعَاقِبَة، قلت: إِن كَانَ الْبُسْتَان الَّذِي لَك فِي أَرض فِيهَا التَّمْر كَانَ الَّذِي استبدلت بِهِ قَلِيل الثَّبَات والفائدة، وَإِلَّا فَلَا بَأْس عَلَيْك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الضفدع – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الضفدع – تفسير الاحلام لابن نعمة

قَالَ المُصَنّف: دلّت ضفادع النَّاس على مَا ذكرنَا لِكَثْرَة عياطهم، بِخِلَاف ضفادع التُّرَاب. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت ضفدعاً، قلت: تتعلم السباحة. وَمثله رأى آخر، قلت: تُسَافِر فِي الْبَحْر. وَمثله رأى آخر غير أَنه قَالَ كأنني كنت فِي حر الشَّمْس، قلت: يقطع عَلَيْك الطَّرِيق وتعرى قماشك، فَجرى ذَلِك. وَمثله رأى آخر، قلت: كنت تمشي، قَالَ: لَا، قلت: يَقع بِرِجْلَيْك ألم، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت تمساحاً، قلت: تصير قَاطع طَرِيق، وَرُبمَا تكون بِأَرْض مصر. وَمثله رأى آخر، قَالَ: كنت طيب الرَّائِحَة، قلت: تتولى على الْبَحْر. وَقَالَ إِنْسَان مُتَوَلِّي: رَأَيْت أنني صرت تمساحاً، قلت: أَنْت كثير البرطيل. وَقَالَ آخر رَأَيْت أَن رَأْسِي صَار رَأس تمساح، قلت: يحدث برأسك عيب، وَرُبمَا يكون فِي الفم من طُلُوع أَو جرح. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تسيء إِلَى من يحسن إِلَيْك، وَدَلِيله أَن التمساح يَقع فِي فَمه دود ويصعد إِلَى الْبر وَيفتح فَاه، فَيُرْسل الله إِلَيْهِ طائراً فيلقط ذَلِك الدُّود، فَإِذا فرغ طبق فَاه على الطَّائِر فَيهْلك، فَلذَلِك يُقَال: مُكَافَأَة التمساح. وَقَالَ إِنْسَان – وَكَانَ بِالشَّام -: رَأَيْت عبر منزلي تمساح، قلت: يعبر مَنْزِلك لص من مصر وَيكون ذليلاً، وَذَلِكَ لِأَن التمساح لَا يكثر إِلَّا فِي الماء دون الْبر، فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا التمساح – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا التمساح – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَأما التماسيح وكواسر الْبَحْر: فقطاع طَرِيق ولصوص. وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا النحل – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا النحل – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الجراد

فصل: وَأما النَّحْل: فدال على الزهاد وأرباب النَّفْع الَّذين بذلوا خَيرهمْ وَمنعُوا شرهم، ويدلوا على العساكر لِكَثْرَة جمعهم. وَكَذَلِكَ الْجَرَاد والزنابير وأمثالهم. فَأَما إِن اتلفوا زرعا أَو أشجاراً أَو قرصوا النَّاس فعساكر مؤذية، أَو أمراض أَو جوائح أَو حوادث.

رؤيا العسل

وَأما إِن قطع عسلاً من النَّحْل، أَو أكل من الْجَرَاد، فأرزاق وفوائد وعلوم. وَأما الكوارة من النَّحْل فامرأة حَسَنَة، وَهِي بلد أَو مركب أَو دَابَّة أَو معيشة أَو دَار أَو بُسْتَان لمن ملكهَا.

قَالَ المُصَنّف: دلّ النَّحْل على الزهاد لكَوْنهم فِي البراري غَالِبا وَأَخذهم من النَّبَات والمباحات، ودلوا على الَّذين فيهم الْخَيْر والنفع وَالْكَثْرَة مَا ينْتَفع النَّاس بعسلهم وشمعهم، وَمنعُوا شرهم لكَوْنهم لم يؤذوا أحدا فِي مَأْكُول وَلَا مشروب وَلَا غَيره، واشتركوا مَعَ الْجَرَاد والزنابير فِي دلَالَة العساكر لكَونه عَلَيْهِم مقدم يرجعُونَ إِلَى أمره، فَإِذا رأى أحد شَيْئا من ذَلِك فأعطه مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت نحلة، قلت: أَنْت تعرف تعْمل الشبك، قَالَ: صَحِيح. مثله رأى آخر، قلت: تعرف تعْمل الْآبَار والمدافن والملاح، قَالَ: صَحِيح. وَمثله رأى آخر، قلت: أَنْت تتزهد وتنقطع لأخذ الْمُبَاحَات. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني صرت جَرَادَة، قلت: أَنْت تَأْخُذ الزراعات وَالثِّمَار ظلما. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت زنبوراً، قلت: أَنْت تعرف ترمي بالنشاب أَو بِالنَّبلِ وَالنَّاس يخَافُونَ شرك، قَالَ: صَحِيح، وَمثله آخر، قلت: فِي دبرك طُلُوع، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر: قلت: أَنْت تُؤدِّي أَرْبَاب الْخَيْر، وَكَانَ دَلِيله أَن الزنبور يَأْكُل النَّحْل. وَمثله قَالَ آخر غير أَنه قَالَ كنت آكل العنكبوت، قلت: أَنْت تَأْخُذ أَمْوَال الحاكة والتجار الَّذين مَعَهم القماش، قَالَ: أَنا ضَامِن ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت صرصوراً، قلت: أَنْت معاشك من القنى والمواضع الدونة والمياه الردية، قَالَ: صَحِيح.

فصل: وَأما حَيَوَان الْبَحْر فقد سبق الْكَلَام فِيهِ. وَرُبمَا دلّت الضفادع: على الْعباد وَأهل التَّسْبِيح وَالْقِرَاءَة وَالذكر، وَرُبمَا دلوا على الْعَوام وَأَصْحَاب العياط.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الخشاف – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الخشاف – تفسير الاحلام لابن نعمة

أو

رؤيا الوطواط

وَأما الخشاف: فامرأة قَليلَة الْكسْوَة كَثِيرَة الْأَمْرَاض والعائلة، وَرُبمَا كَانَ فِي عينهَا عيب.

قَالَ المُصَنّف: دلّت الحدآة والرخم على دناءة النَّفس والمكسب الردي لملازمتهم أكل الْجِيَف والخطف مِمَّا فِي الدّور وأيدي النَّاس، وَدلّ الخطاف على الْعَفِيف لكَونه يسكن عندنَا فِي الْبيُوت وَلَا يتَعَرَّض لما فِيهَا، وَدلّ الوطواط على الْقَلِيل الْكسْوَة لكَونه لَا ريش عَلَيْهِ، وَكَثْرَة العائلة لحمله أَوْلَاده على جِسْمه وهم كَثِيرُونَ، وَدلّ على الضَّرَر فِي الْعين لكَونه لَا يبصر فِي النَّهَار شَيْئا، فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الغراب – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الغراب – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَأما الْغُرَاب: يدل على افْتِرَاق الْمُجْتَمع. وَكَذَلِكَ البوم ويدلوا على خراب العامر وعَلى الْمُتَكَلّم بالردى. والحدآة والرخم: فأقوام دنيؤو الْأَنْفس أَصْحَاب مكاسب حرَام. والخطاف: رجل عفيف عَن أَمْوَال النَّاس كثير الْأنس.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الهدهد – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الهدهد – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَأما الهداهد فيدلوا على العابد الْكثير السُّجُود وعَلى الرُّسُل الأكابر وعَلى أَصْحَاب العمائم والتيجان. قَالَ المُصَنّف: إِذا عرف الطَّائِر فأعط رائيه حكم ذَلِك، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت هدهداً، قلت: أَنْت مسحور لِأَن النَّاس يتعانوا بعض أَجْزَائِهِ للسحر. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تمشي بَين رجل وَامْرَأَة فِي تَزْوِيج، قَالَ لي: هَل يتم ذَلِك، قلت: يتم بعد صعوبة، لأن الهدهد كَانَ رَسُولا بَين سُلَيْمَان وَبَين بلقيس حَتَّى تزَوجهَا. وَمثله رأى آخر – وَكَانَ ظَاهره ردياً – قلت: أَنْت تمشي بَين امْرَأَة وَرجل فِي أَمر ردي. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت غراباً، قلت: تتغرب فِي الْبِلَاد. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تفرق بَين النَّاس بِكَثْرَة كلامك. فَافْهَم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا العصفور – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا العصفور – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَرُبمَا كَانَ العصفور إنْسَانا عامياً كثير الْفِرَار والحذر، ويدلوا على الدَّرَاهِم أَيْضا.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الحجلة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الحجلة – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الحمامة

و

رؤيا العصفور

و

رؤيا طائر الكركي

فصل: وَأما الَّتِي يُؤْكَل لَحمهَا كالحجل وَالْحمام والعصافير والكراكي والقطاء وأمثالهم: فَذَلِك لمن ملكهَا دَال على الْأَوْلَاد والأقارب وَالْأَمْوَال والأملاك والغلمان والمعايش، وَيكون ذَلِك على قدر كثرتها وقلتها، وَرُبمَا كَانَت الْحَمَامَة: امْرَأَة صَالِحَة، وَرُبمَا دلّت على رَسُول الأكابر لكَونهَا تحمل الْكتب من مَكَان إِلَى مَكَان. قَالَ المُصَنّف: إِذا جعلناهم أقَارِب أَو معارف رُبمَا كَانُوا كثيرين السّفر، وَإِن جعلناهم أَمْوَالًا فَرُبمَا كَانَ المَال والفائدة من الْجِهَة الَّتِي طَار مِنْهَا الطَّائِر، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت كركياً، قلت لَهُ: تُسَافِر إِلَى بِلَاد التّرْك، فَجرى ذَلِك. وَمثله رأى إِنْسَان بِمصْر ذَلِك، قلت: أَكنت ذكر كرك أم أُنْثَى؟ قَالَ: كأنني كنت أُنْثَى، قلت: تنْفق مَالك على أهل الشرق وَدَلِيله أنه يرْعَى قرط مصر ويبيض بالعراق. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت بلشوناً وَأَنا قد ثقل جسمي، قلت: ألزمك جمَاعَة إِلَى مَا لَا طَاقَة لَك بِهِ وَتقول للنَّاس بلشوني بِمَا لَا اقدر عَلَيْهِ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت بجعاً، قلت: أَنْت تصطاد بالشبكة، قَالَ: نعم، قلت: تربح. وَمثله قَالَ آخر، وَكَانَ فِي بلد لَا بَحر فِيهِ، قلت: يطلع فِي حلقك أَو فمك طُلُوع، فَجرى ذَلِك، وَدَلِيله أَن البجع إِذا قبض صَيْده يبْقى فكه السفلي مدلاً كالمخلاة. وَمثله قَالَ آخر، قلت: احْتَرز لَا يَقع فِي فمك أَو حلقك عظم سمك، فَجرى ذَلِك. وَإِذا جعلتهم فَائِدَة تَقول للملوك: تملك بَلَدا أَو تمسك جليل الْقدر، وَتقول للأمير البطال: خدمَة وَخير على قدر الطَّائِر الممسوك، وَتقول للتاجر: ألف دِينَار أَو مائَة دِينَار، وَتقول للمتوسط مائَة دِرْهَم، وَتقول لمن هُوَ دونه وللصغير دِينَار أَو دِرْهَم، وَمَا أشبه ذَلِك من المتعامل فِي ذَلِك الْبَلَد فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الفيل – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الفيل – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا النمر

فصل: وَأما الَّذين لَا ينْتَفع بهم غَالِبا كالفيل لمن رَكبه أَو ملكه فَرجل جليل الْقدر، أَو خادم من تِلْكَ الْجِهَة، وَلمن هُوَ خَائِف غير محمود لقَوْله تَعَالَى: {ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيل} . وَيدل على الْمركب وَالدَّار. وَكَذَلِكَ الْأسد وَهُوَ يشبه الْمُلُوك، وقطاع الطَّرِيق، وَأَصْحَاب الْأَمر وَالنَّهْي. وَكَذَلِكَ النمر إِلَّا أَنه يكون رجلا كثير الْحِيَل وَالْمَكْر ردي المعاشرة.

رؤيا الفهد

وَأما الفهد فإنسان شرير شرس الْأَخْلَاق كثير العياط. قَالَ المُصَنّف: إِذا تحول الرَّائِي أَو حَيَوَان لَهُ فِي صفة حَيَوَان فأعطه مَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت فيلاً أسود وَأَنا أنط من مَكَان إِلَى آخر فِي ظلام، قلت: أَنْت الْآن فِي غير بِلَاد الْفِيل نخشى عَلَيْك السجْن، أَو تخفي نَفسك، أو تهرب من مَكَان أَنْت مخفي فِيهِ، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي غزالاً مليحاً تحول فِي صفة النمر، قلت: عنْدك ولد أَو غُلَام يتعانى الشطارة، قَالَ: صَحِيح، فَافْهَم ذَلِك. وَإِنَّمَا دلوا على الَّذين لَا نفع مِنْهُم غَالِبا لِأَن النَّاس يقصدون النّظر إِلَيْهِم. وَمثله رأى آخر، قلت: ولدك يسافر مع إنسان، فَجرى ذَلِك.

رؤيا الطير الكاسر

وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت طائراً كاسراً نزل أَرضًا فَشرب جَمِيع مَا فِي بركتنا من المَاء، قلت: إصابة في عينك. وَرَأى آخر أَن عينا نبعت فِي دَاره مَاء أسود وَهُوَ ضيق الصَّدْر من ذَلِك فجَاء طَائِر كَبِير نزل على تِلْكَ الْعين فَشرب جَمِيع مَا فِيهَا، قلت: عنْدك وَاحِد قد نزل بِعَيْنِه المَاء الْأسود أَو الْأَصْفَر، قَالَ: نعم، قلت: سَيَأْتِي إِلَيْكُم رجل خَبِير يزيل مَا فِيهَا من المَاء المؤذي وَيَزُول النكد، فَجرى ذَلِك، وبرأت الْعين. فَافْهَم ذَلِك.

فصل: وَأما من ملكهم ليصطاد بهم فَإِن اصطاد بهم مَا يُؤْكَل لَحْمه: قضيت حَاجته، أَو ربحت تِجَارَته، أَو درت معيشته بِمَال حَلَال وَإِلَّا فَلَا، وَإِن ربط الطير أَو جعله فِي قفص كَانَ مِمَّن دلّ الطير عَلَيْهِ كثير الْإِقَامَة عِنْده، وَإِن طَار فَوق ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الطاووس – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الطاووس – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَأما الطاووس إِذا كَانَ ريشها عَلَيْهَا فَهِيَ امْرَأَة بجهاز، أَو امرأة أو بنت مليحة، أَو معيشة مفيدة، أَو مركب أَو بُسْتَان مليح، فَإِن جعلناها امْرَأَة كَانَت كَثِيرَة التيه والدلال، وَإِن كَانَت بِلَا ريش انعكس ذَلِك كُله، وَالذكر مِنْهُ رجل. قَالَ المُصَنّف: كل طير يقص ريشه للنفع أَو لحسن منظره دلّ على الْأَمْوَال لبيعه ورغبة النَّاس فِيهِ، وَدلّ على النَّبَات لكَونه نابتا، وَالْأَوْلَاد لكَوْنهم من ظَهره، وعَلى القماش لكَونه مسترا بِهِ، وعَلى الدّور لكَونه سَاكِنا فِي دَاخله، وعَلى الْعدَد لكَونه يدْفع الْأَلَم، خُصُوصا الْقُنْفُذ لكَونه يُقَاتل بِهِ. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الطيور – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الطيور – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما الطُّيُور الَّتِي فِي الأقفاص فهم خدم، وقد يدلوا على نساء وقد يدلوا على الْأَوْلَاد وَالْأَمْوَال المخزونة لمن ملكهَا، فَإِن كَانَ لَهُم صَوت كالهزار والشحرور والبلبل والفواخت والقماري وأمثالهم فهم خطباء أَو وعاظ أَو مناديه أَو أَرْبَاب قُرْآن، ويدلوا على أَرْبَاب الْغنى أَيْضا، فَمن كَانَ عِنْده حَامِل: أَتَاهُ ولد كَذَلِك أَو ربما دلت على امرأة تكون ذَات صَوت وَحسن، فَإِن صَوت لمن عِنْده مَرِيض فَبكى على صَوته بِلَا صُرَاخ: تعافى مريضه، وَإِن كَانَ بصراخ أَو بضحك أَو برقص أَو لطم عِنْد سَماع صَوته: لم يكن ذلك محمودا فرُبمَا تعطلت معيشة أَو فَارق زَوجة وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: لما أَن كَانَت الْحَيَوَانَات الهوائية أَو الْبَريَّة معدة للإقامة عندنَا على مَا ذكرنَا كَانَ حكمهَا حكم الَّذين فِي الْبَلَد لكَونهَا لَا تَأمل الْخَلَاص بِخِلَاف من هُوَ سائب فِي مَكَانَهُ، ودلوا على الخدم، ودلوا على الْأَوْلَاد لفرح النُّفُوس بهم، ويدلون على الْأَمْوَال لكَوْنهم يباعوا ويشتروا ويخزنوا لنفع النَّاس بهم، وَدلّ من فِي القفص على الزَّوْجَة وَالْمَرِيض والمسجون والأسير لكَونه مَمْنُوعًا من التَّصَرُّف وَعَن مَا يختاره من الدُّخُول وَالْخُرُوج وكلفته على غَيره. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت طيرا، قلت لَهُ: إِن كنت من الطُّيُور الَّتِي تطير كَمَا تخْتَار فَإِن كنت فِي شدَّة من أسر أَو غَيره خلصت، وعَلى الْعَافِيَة إِن كنت مَرِيضا. وَرُبمَا دلّ الطيران على غير ذلك، وَإِن كَانَ فِي مركب بِوَقْت عَلَيْهِم الرّيح دلّ الطيران على السّفر فِي الْبَحْر أَو الْبر. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت كأنني صرت عُصْفُور الدوري وَأَنا آكل العنكبوت، قلت: أَنْت كثير الْكَلَام وتأكل أَمْوَال الحاكة أَو التُّجَّار وسرقت أَيْضا مَتَاع صيادين وَأَيْضًا تعرضت إِلَى إِنْسَان مُنْقَطع، قَالَ: أَنا أَتُوب، وَدَلِيله أَن العنكبوت ينسج كالحائك وبيتها شبكة للصَّيْد وَهِي مُنْقَطِعَة، فَافْهَم ذَلِك. وَاعْتبر أَصْحَاب الْأَصْوَات واعط الرَّائِي على مَا يَلِيق بِهِ كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن إِلَى جَانِبي هزار مَقْطُوع اللِّسَان وَأَنا أعدل لِسَانه فَاسْتَوَى، قلت لَهُ: لَك معرفَة إِمَّا خطيب أَو واعظ أَو مُغنِي وَنَحْو ذَلِك وَقد منع من الْكَلَام وَقد عزمت على أَنَّك تشد مِنْهُ حَتَّى يعود إِلَى صَنعته، قَالَ: صَحِيح، قلت لَهُ: هَل عرفت مَا قطع لِسَانه فِي الْمَنَام؟ قَالَ: طارت قِطْعَة زجاج من قنينة فَقطعت لِسَانه، قلت: هَذَا كَانَ يشرب أَو يعاشر من يعاني ذَلِك وَرُبمَا كَانَ ينكد من امْرَأَة. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن عِنْدِي آلَة طرب وَبَعضهَا قد تكسر وَبَعضهَا يَأْكُلهُ خادمي، قلت لَهُ: ترزق تَوْبَة، وعندك طيور مسموعة؟ قَالَ: نعم، قلت: يَمُوت بَعْضهَا أَو تبيعه وَبَعضهَا يَأْكُلهُ قطّ أَو كلب وَنَحْو ذَلِك، وَكَانَ دَلِيله أَن ذهَاب آلَة الطَّرب تَوْبَة وَترك مَا هُوَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ أَيْضا يدل على بيعهَا أَو تلفهَا كَمَا ذكرنَا، وَالْخادم قطّ كَمَا دلّ القط على الخادم فِي بَابه فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا القفص

فصل: وَرُبمَا دلّ من فِي القفص على المسجون. فَمن رأى أَنه يطعم طيرا فِي قفص أَو يكلمهُ أَو يتعامل على خلاصه: سعى فِي خلاص مسجون، أَو خدم مَرِيضا، وَرُبمَا إِن طَار من القفص بِغَيْر أمره: فَارق أحدا وَرُبمَا خسر مالا أَو فَارق خادمه أَو دَابَّته.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا القط – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا القط – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الهر

فصل: القط: خادم أو ولد أَو أَخ أَو أَب أَو زوج أَو سيد نَافِع لمن ملكه. والقطة: امْرَأَة كَذَلِك. وَرُبمَا دلوا على الْمُتَوَلِي الشاطر لقمعه الْأَعْدَاء فِي الْبَيْت كالفأر والحيات والعقارب وأشباههم فهم بِمَنْزِلَة اللُّصُوص والمفسدين. فَمن مَاتَ لَهُ سنور فِي الْمَنَام مرض له خادم، أَو تعطلت فَوَائده، أَو صَاحب فِيهِ نفع وَاسْتولى المفسدون على ذَلِك الْمَكَان، فَأَما إِن تلف شَيْئا من الْبَيْت صَار عدوا أَو حراميا وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ القط على الخادم وَالْولد لخدمته وتألفه، وَكَذَلِكَ دلّ على الزَّوْج لجلوسه فِي الجحور، وَدلّ على الْوَالِد لدورانه على أهل الْبَيْت فِي الْمصَالح، وَكَذَلِكَ الْأَخ وَالسَّيِّد، فَإِذا جعلته مُتَوَلِّيًا فَرَأى كَأَنَّهُ يصطاد من البراري فَهُوَ رجل كثير الغارات على الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة، وَإِن اصطاد من دَاخل الْبَلَد كالأغنام والأبقار والدجاج وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ يُؤْذِي أهل ذَلِك الْبَلَد، وَإِن لم تَجْعَلهُ مُتَوَلِّيًا فَهُوَ رجل حرامي أَو مُفسد، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن لي قطا وَقد أَرْسلتهُ فِي أَرض فِيهَا جوز مغروس يكسر الْجَوْز وَيَأْتِي بِقَلْبِه ورائحته ردية، قلت لَهُ: عنْدك عندك ينبش الْقُبُور، قَالَ: صَحِيح.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الدجاجة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الدجاجة – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: الدَّجَاجَة امْرَأَة فِيهَا نفع كَثِيرَة النَّسْل لمن ملكهَا، أَو معيشة دارة فِي وَقت دون وَقت. وَكَذَلِكَ الإوز. وصراخهن: هموم. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَارَت الدَّجَاجَة ديكا انْقَطع نسل من هِيَ عِنْده مِمَّن دلّت عَلَيْهِ، وتدل على الْوَلَد الذّكر، وَإِن دلّت على الْفَائِدَة بطلت الْفَائِدَة لكَون الديك لَا يبيض، وَإِن دلّت على الْمَرْأَة الْعَاقِلَة دلّ على أَنَّهَا تصير كَثِيرَة الْكَلَام والنقاد، بِخِلَاف مَا إِذا صَارَت وزة طَال عمرها لكبرها وَقلت فائدتها لِأَن الدَّجَاج أَكثر بيض وفراخ فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الديك

وَأما الديك فَرجل حسن الصَّوْت فَمن ملكه رزق ولدا ذكر أَو اشْترى دَارا أَو درت معيشته أَو قدم عَلَيْهِ غَائِب أَو خبر مِنْهُ، وَرُبمَا كَانَ من دلّ الديك عَلَيْهِ خَطِيبًا أَو سمسارا أَو مُؤذنًا أَو مناديا أَو حارسا وَأَشْبَاه ذَلِك فَإِن نقر إِنْسَان أَو أزعجه بِصَوْتِهِ حصل لَهُ نكد مِمَّن ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: إِذا تحول ابْن آدم أَو غَيره فِي صفة شَيْء من الطُّيُور البلدية فأعطه من الْأَحْكَام على مَا يَلِيق برائيه، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت ديكا كَبِيرا، قلت لَهُ: فَكَانَ على رَأسك عرف مثل الديك، قَالَ: نعم، قَالَ وكأنني أعطي ريشي للنَّاس يَنْتَفِعُونَ بِهِ، قلت: أَنْت الْآن تبيع القماش، قَالَ: نعم، قلت: إِن رَاح الريش كُله خسرت وَتبقى قِطْعَة لحم فَقِيرا مَا لَك حَرَكَة وَلَا حُرْمَة، وَإِن لم يكن رَاح فَأَنت تربح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ديكا بِلَا ريش وعَلى رَأْسِي عرف كَبِير، قلت: يطلع فِي رَأسك طُلُوع وَكَذَلِكَ فِي بدنك، وَذَلِكَ لِأَن مَوَاضِع الريش تبقى مثل الجدري وَالْحب، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ديكا وَأَنا أنقر رمانة آكل بَعْضهَا، قلت: أَنْت رجل مُؤذن وَقد نقبت مَكَانا فِيهِ جمع كالفندق أَو الرّبع أَو دَارا جَامِعَة وَأخذت سَرقَة من بعض بيوتها، وَإِيَّاك أَن يظْهر عَلَيْك، قَالَ: كَانَ ذَلِك من مُدَّة. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا البغل – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا البغل – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الحمار

فصل فِي الْبَغْل وَالْحمار: من ملكهَا أَو ركبهَا مِمَّن يَلِيق بِهِ ركوبهما دلّ على الْفَائِدَة وَالْخَيْر كَمَا دلّت الْخَيل، إِلَّا أَنَّهَا دونهَا فِي الرُّتْبَة، وَرُبمَا كَانَت البغلة امْرَأَة عاقراً ويدلوا على أَرْبَاب الْجَهْل وَيدل الْحمار على الْغُلَام الْكثير العياط وَأما من ركبهَا مِمَّن لَا يصلح لَهُ ذَلِك دلّ على النكد أو الفقر أو زَوَال المنصب.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الخيل – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الخيل – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الفرس

و

رؤيا الحصان

فصل فِي الخيل: الْفرس دَال على الْعِزّ والجاه والفائدة والمعيشة وَالْمَرْأَة وَالْولد والمنصب والنصر على الْأَعْدَاء لمن ملكهَا أَو ركبهَا، فَإِن كَانَت مسرجة ملجمة فجاه تَامّ ومعيشة دارة أَو امْرَأَة بجهاز أَو ولد فِيهِ نفع وَنصر قاهر. وَكَذَلِكَ الحصان لِأَنَّهُ تحصن من الْأَعْدَاء، وَالْأسود من ذَلِك سؤدد وَخير، والأصفر والأحمر والأشهب فَرح. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر عادات النَّاس فِي ركُوب الْخَيل وَغَيرهَا وَصفَة ذَلِك فتجعل ركُوبهَا عرياً لمن يعتاده فَائِدَة وراحة وَلمن لَا عَادَة لَهُ بذلك ردياً، كَمَا جعلت ركُوبهَا على جَانب وَاحِد أَو مقلوباً لذِي الْبَوَادِي والمكارية وَأَصْحَاب الصَّنَائِع المهينة فَائِدَة وإدرار معايش، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي عدتهَا رداءة لأَنهم لَا يُنكر عَلَيْهِم ذَلِك، وَذَلِكَ للأكابر وَلمن لَا يعتاده شهرة ردية وَذُو مرتبَة وَفعل مَا لَا يَلِيق فعله، وَكَذَلِكَ الْمَرِيض الَّذِي لَا تصلح الْحَرَكَة لَهُ فَإِن الرّكُوب الردي يدل على طول الْمَرَض وتجديد ألم فَإِن قوي الردي فِي الْمَنَام لم يكن ذلك محمودا للمريض، فَافْهَم وقس. وَاعْتبر الصِّفَات المقلوبة فِي الْمَنَام، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني اشْتريت حصاناً فَلَمَّا ركبته صَار حمارا، قلت لَهُ: استخدمت خادنا على أَنه ذكي طلع لَا ينفع وَقت الْحَاجة، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني حملت على حمَار وَرقا أَبيض رَأَيْته صَار جملا لَا يروح وَلَا يَجِيء، قلت سيرت كتابا صُحْبَة إِنْسَان وَزَعَمت أَنه يعرف الْمَكَان كَانَ أبله مَا درى أَيْن سيرته، قَالَ: صَحِيح، وَدَلِيله أَن الْحمار يعرف مَكَان صَاحبه بِخِلَاف الْجمل فَافْهَم ذَلِك.

ودلت الْخَيل على الْعز والجاه لكَونهَا مُخْتَصَّة غَالِبا بذوي الأقدار وأرباب الْأَمْوَال، ودلت البغلة على الْمَرْأَة العاقر والمعيشة التي لَا تربح لكَونهَا عَاقِر لَا تَلد أصلا، وَدلّ الْحمار والبغل على أَرْبَاب الْجَهْل لكَوْنهم لَا يقبلُونَ التَّعْلِيم غَالِبا إِلَّا بعد السّفر وَالْمَشَقَّة بِخِلَاف الْخَيل، وَدلّ الْحمار على الْغُلَام الْكثير العياط وَالْكَلَام لكثر ذَلِك مِنْهُ بِخِلَاف غَيره. فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف