رؤيا الاعتكاف – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الاعتكاف – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الرباط

فصل: وَأما الِاعْتِكَاف والرباط: فيدلان على مَا دلّت عَلَيْهِ الْعِبَادَات. وعَلى خدمَة الأكابر، مِمَّن فيهم الرَّاحَة. وعَلى تَعْطِيل المعايش. وَرُبمَا دلّ الرِّبَاط على حُدُوث حرب.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر الِاعْتِكَاف والرباط. كَمَا قَالَ لي إنسان: رَأَيْت أنني اعتكفت فِي مَسْجِد، قلت لَهُ: فَكنت تخْدم الْمَسْجِد وَأَنت فرحان فِي النّوم، قَالَ: نعم، قلت: تحب مُسلما؛ إِمَّا مقرئ أَو مُؤذن. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني مرابط فِي مركب فِي بَحر، فأعجبك الْمركب، قَالَ: نعم، قلت: تحب رَئِيس مركب.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الصيام – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الصيام – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: الصّيام: يدل على مَا دلّت الْعِبَادَات عَلَيْهِ. وَهُوَ لمن يطْلب سفرا: بطالة من سَفَره، أَو شدَّة يلقاها فِي سَفَره. وَيدل على عَافِيَة الْمَرِيض، الَّذِي لَا يصلح لَهُ الْأكل. وَرُبمَا دلّ الصّيام: على قطع علائق الدُّنْيَا، أَو بطلَان المعايش. قَالَ المُصَنّف: وَاعْتبر حَال الصَّائِم. كمن رأى أَنه كثير الصَّوْم وَهُوَ لَا يَلِيق بِهِ ذَلِك، قلت لَهُ: يَقع فِي فمك عيب يمنعك الْأكل. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كل من عِنْدِي صِيَام، قلت لَهُ: دوابك وكل من عنْدك لم يحصل لَهُم شَيْء من الْأكل، فَقَالَ: نعم، لِأَن الشَّاعِر يَقُول:

خَيلٌ صِيامٌ وَخَيلٌ غَيرُ صائِمَةٍ .. تَحتَ العَجاجِ وَأُخرى تَعلُكُ اللُجُما

وكآخر قَالَ: رَأَيْت أنني صمت يَوْم الْعِيد، قلت: تفعل مَكْرُوها عكس ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني استفرغت جَمِيع أواني الْبَيْت وبطون الْأَوْلَاد والأهل، قلت: ألزمتهم جَمِيعًا بِالصَّوْمِ، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: غضِبت على من عنْدك فمنعتهم الْأكل، قَالَ: نعم. وعَلى هَذَا فقس.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الخوف – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الخوف – تفسير الاحلام لابن نعمة

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر الْخَوْف هَل هُوَ من بني آدم؛ أَو من غَيرهم، أَو خَافَ أَن يُدْرِكهُ غَرِيمه؛ أَو يفوتهُ بهربه، فاحكم عَلَيْهِ بِمَا يَلِيق بِهِ. كَمَا رأى إِنْسَان أَن غزالة تطلبه وَهُوَ هارب مِنْهَا وَصلى صَلَاة الْخَوْف، قلت: تُسَافِر من خوف امْرَأَة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صليت كَذَلِك من خوف أَشجَار تطلبني، قلت: تهرب من ضَمَان بُسْتَان أَو ثمن خشب أَو فواكه، فَكَانَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صليت صَلَاة الْخَوْف فِي طلب نُجُوم تهرب مني حَتَّى أمسك وَاحِدًا مِنْهُنَّ، فَقلت لَهُ: لَك على أحد من أَرْبَاب نجامة حق وَقد هرب مِنْك، قَالَ: نعم، قلت إِن كنت مسكت مِنْهُنَّ شَيْئا حصل لَك قصدك وَإِلَّا فَلَا. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: لَك حق على منجم بأشهر وَقد اسْتحق وَهُوَ يهرب مِنْك، فَكَانَ كَذَلِك. وَأما الصَّلَاة من خوف الله تَعَالَى تدل على الْأَمْن وَالظفر بِالْحَاجةِ فَافْهَم ذَلِك. وَاعْتبر صَلَاة الْكُسُوف. كمن رأى أَن الثريا انكسفت، قلت لَهُ: تسْعَى فِي خلاص امْرَأَة من شدَّة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت الهقعة كسفت وَصليت لذَلِك، قلت: يذهب لَك ميزَان، ثمَّ تَلقاهُ. وَمثله قَالَ آخر، قلت:  يضيع لَك صَغِير ثمَّ تلقيه، فَكَانَ كَذَلِك، لِأَنَّهَا كالميزان عِنْد الْعَامَّة وشكلها كَابْن آدم. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الصنم – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الصنم – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما السُّجُود إِلَى غير جِهَة الْعِبَادَة، أَو مِمَّن هُوَ جَالس، أَو نَائِم، وَهُوَ قَادر على الْقيام: فدليل على فَسَاد في الدين أو بدعة. وَرُبمَا دلّ السُّجُود للأصنام، أَو الشّجر، أَو الْقُبُور: على الْخدمَة لمن لَا يَنْفَعهُ. قَالَ المُصَنّف: إِذا سجد لغير جِهَة الْعِبَادَة من غير عذر: دلّ على التَّقْصِير فِي دين الساجد، وَرُبمَا دلّ ذَلِك على السّفر أَو الْمَرَض الَّذِي يُوجب ذَلِك. كمن رأى أَنه سجد بَين قِبْلَتِي الْمُسلمين وَالنَّصَارَى، قلت لَهُ: تخْدم مَكَانا فِيهِ مُسلم وغير مسلم، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَسجد لصنم قلت له: تخْدم رجلا جَاهِلا لَا ينفع مَعَه الْخَيْر. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: كَانَ الصَّنَم لَك، قَالَ: نعم، قلت: عنْدك ولد أَو قرَابَة أخرس أَو زمن، وَأَنت تعبان فِي خدمته، ضيق الصَّدْر لأَجله، قَالَ: صَحِيح.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الحج – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الحج – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: الْحَج، أَو زِيَارَة الْأَمَاكِن الشَّرِيفَة، كالقدس، وقبور الْأَنْبِيَاء وَالصديقين: فَهُوَ دَال على مَا دلّت عَلَيْهِ الصَّلَوَات. وعَلى رفع فارغة الْمنزلَة، والأمن من الْخَوْف، وعَلى خدمَة الأكابر، والتقرب مِنْهُم. وعَلى التَّزْوِيج، وَكَثْرَة الْفَوَائِد. وَقَضَاء الدُّيُون، والحوائج. فَإِن تم ذَلِك: تمَّ لَهُ مُرَاده، وَإِلَّا فَلَا. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر بِمَا يَلِيق أَن تفعل كل أمة فِي حَجهَا، وأعطه من أَحْكَامه على مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ مُسلم: رَأَيْت أنني سجدت لقبر مُوسَى بن عمرَان، قلت لَهُ: تذل فِي خدمَة ليهودي أَو سامري. وَقَالَ لي يَهُودِيّ: رَأَيْت أنني أكنس حول قبر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت لَهُ: تسلم وتجاور عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكَانَ كَمَا ذكرت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أبني قبر أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام، قلت لَهُ: أصلحته جيدا، قَالَ: نعم، قلت لَهُ: أَنْت تداوي مَرِيضا، وَهُوَ يتعافى، فَكَانَ كَذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الأذان – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الأذان – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَأما الْأَذَان، أَو رفع الصَّوْت بِذكر الله تَعَالَى، وَهُوَ مَكْشُوف الْعَوْرَة: دَال على اشتهار، ونكد ردي.

قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ الْأَذَان وَالذكر على مَا ذكرنَا لِكَثْرَة ميل النُّفُوس الشَّرِيفَة إِلَى استماعه وَالْعَمَل بِهِ، فَإِن فعل ذَلِك من لَا يَلِيق بِهِ دلّ على النكد. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: أرى كثيرا أنني أؤذن فِي غير الْوَقْت، قلت: لَهُ أَنْت تكثر الْكَذِب فِي أقاويلك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَذِنت على دَار عالية بِصَوْت رديء، قلت لَهُ: يَقع لَك نكد بطرِيق امْرَأَة فِي ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن امْرَأَتي تؤذن، فَقلت: هِيَ عَجُوز، قَالَ: نعم، وَهِي ذَات دين وَصَلَاح، قلت: هِيَ تستأذن النَّاس فِي فَرح، قَالَ: نعم. فافهمه.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا قراءة القرآن – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا قراءة القرآن – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: من قَرَأَ الْقُرْآن، أَو شَيْئا من الْكتب الَّتِي يعْتَقد فِيهَا: فَانْظُر فَإِن كَانَت آيَات رَحْمَة فبشره، وَإِن كَانَت تخويفا فحذره، وَإِن لم يعرف مَا كَانَت فَذَلِك خير وَفَائِدَة. خُصُوصا إِن كَانَ بِصَوْت مليح، وَالنَّاس يَسْتَمِعُون، ويتلذذون بِهِ: فَإِنَّهُ يدل على الْمنزلَة، والصيت الْحسن.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الوضوء – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الوضوء – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَدلّ الْوضُوء على شرح الصَّدْر لزوَال الْوَسخ، وَحسن الْبدن بعد رداءة منظره. وَكَذَلِكَ الْغسْل من الْجَنَابَة وَالْحيض. وَدلّ على بَاقِي أَحْكَامه من قَضَاء الدُّيُون والحوائج وَنَحْو ذَلِك كَمَا دلّت الْفُرُوض. فَإِن صلى لما تَوَضَّأ لَهُ بلغ مُرَاده وَإِلَّا فَلَا. وَتكلم على مَا تَوَضَّأ. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أتوضأ لأصلي صَلَاة الْكُسُوف، قلت: عزمت على السَّعْي فِي خلاص مسجون، قلت: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: صليت، قَالَ: نعم، قلت: خلصت غريقا. وَمثله قَالَ آخر، قلت: سعيت فِي رد مَعْزُول إِلَى منصبه، قَالَ: نعم، وَمثله قَالَ آخر، قلت: شفعت فِي عود إِنْسَان إِلَى بَلَده أَو منزله، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني تَوَضَّأت لأصلي على جَنَازَة، قلت: شفعت فِي مُسَافر إِلَى عِنْد مخدومه، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: تَوَضَّأت لأصلي صَلَاة الاسْتِسْقَاء، قلت: أنقذت إنْسَانا من ألم الْعَطش، قَالَ: نعم. وَقلت لآخر: شفعت فِي خلاص حق لإِنْسَان من الْمِيَاه، قَالَ: نعم. وَإِذا فسد وضوءه أَو صلَاته بِمَا سَيَأْتِي لم يتم لَهُ شَيْء مِمَّا قَصده.

فصل: فَإِن تَوَضَّأ بِمَا لَا يَصح الْوضُوء بِهِ، أَو صلى إِلَى غير الْقبْلَة، أَو على غير طَهَارَة، أَو قَرَأَ بالأعجمية لمن يقدر على الْعَرَبيَّة، أَو بالأشعار: لم يتم لَهُ شَيْء من ذَلِك. وَيكون على بِدعَة، أَو ضَلَالَة، وَهُوَ يعْتَقد أَنه على الصَّوَاب.

رؤيا التيمم

وَأما التَّيَمُّم: دَال على مَا دلّ عَلَيْهِ الْوضُوء، إِلَّا أَنه أنقص مِنْهُ. وَيدل على السّفر، وربما دل عَلى مرض السَّلِيم في بعض الرؤى، وعافية السقيم. وَأما الْتيمم، مَعَ وجود المَاء: يدل على الْأَعْمَال الْبَاطِلَة.

قَالَ المُصَنّف: قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أَقرَأ فِي الصَّلَاة بالأشعار، قلت: تتقرب إِلَى الأكابر بالشعر، وَلَا يقبلوك. وَآخر قَالَ: كنت أَقرَأ بالأعجمية، قلت: تصير ترجمانا، وتقف قُدَّام جليل الْقدر، وتتكلم بِخِلَاف الْمَقْصُود مِنْك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أُصَلِّي إِلَى غير قِبْلَتِي، قلت: يَأْمُرك كبيرك بِأَمْر تفعل خِلَافه، وتعتقد أَنَّك ممتثل. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: ينْتَقل دينك إِلَى الْجِهَة الَّتِي صليت إِلَيْهَا. وَدلّ التَّيَمُّم على مَا دلّ الْوضُوء عَلَيْهِ لكَونه تُؤَدّى بِهِ الْفُرُوض والنوافل، وَدلّ على السّفر لِأَن الْغَالِب اسْتِعْمَاله فِي الْأَسْفَار، وَلمن هُوَ فِي عَافِيَة دَال على مَرضه إِذا لم يكن مُسَافِرًا؛ لِأَن الْمَرِيض يُبَاح لَهُ اسْتِعْمَال ذَلِك إِذا عجز عَن الْوضُوء كَمَا قلت لمن صلى جَالِسا إنذار بِمَرَض، وَدلّ التَّيَمُّم على عَافِيَة الْمَرِيض لِأَن التَّعَب فِي حركات الْوضُوء كثير وَالتَّيَمُّم أنزل مِنْهُ، وَإِذا بَطل عَنهُ التَّعَب زَالَ عَنهُ تَعب الْمَرَض فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الطاعات – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الطاعات – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الصلاة

فصل فِي الطَّاعَات: الصَّلَوَات الْمَشْرُوعَة: دَالَّة على التَّقَرُّب إِلَى الله تَعَالَى، وعَلى الْعِزّ، والجاه، والرفعة، والغنى، وَقَضَاء الْحَوَائِج، والديون. فَإِن تمت لَهُ: تمّ لَهُ مَا ذكرنَا.

رؤيا النوافل

وَأما النَّوَافِل، والتطوعات: يدلوا على زِيَادَة الْخيرَات، وَدفع البلايا من حَيْثُ لَا يحْتَسب. ويدلوا على مَا دلّت عَلَيْهِ الْفُرُوض.

رؤيا الوضوء

وَأما الْوضُوء: فدال على شرح الصَّدْر، وَقَضَاء الدّين والحوائج، وخدمة الأكابر. وعَلى التَّوْبَة. فَإِن صلى: حصل لَهُ مَا ذكرنَا، وَإِلَّا: تَأْخُذ أكبر مَطْلُوبه.

قَالَ المُصَنّف: دلّت الطَّاعَات على التَّقَرُّب إِلَى الله تَعَالَى، دليلها ظَاهر. ودلت على الْعِزّ والرفعة لكَون مخدومه رَاض عَلَيْهِ، وَمن واظب ذَلِك أحبه الله وأحبه النَّاس، وَأعْطى الْعِزّ والرفعة. وَدلّ على الْغنى لِأَن الطَّاعَات مدخرة للْإنْسَان إِلَى يَوْم الْحَاجة، فَهُوَ كالغني الَّذِي لَهُ ذخائر يجدهَا. وَدلّ على قَضَاء الْحَوَائِج لتقربه من ربه عز وَجل، أَو لمن دلّ الْبَارِي عَلَيْهِ، وَمن تقرب قبل فِي غَالب الْأَحْوَال. وعَلى قَضَاء الدُّيُون لِأَنَّهَا وَاجِبَة فِي ذمَّته، وَقد برأت ذمَّته بأدائها.

رؤيا صلاة الخوف

وَأما صَلَاة الْخَوْف: فتدل على الحرب أو الخوف.

رؤيا صلاة الكسوف

وَأما صَلَاة الْكُسُوف: فتدل على أَن الْمُصَلِّي يسْعَى فِي خلاص من دلّ الشَّمْس، أَو الْقَمَر، عَلَيْهِ.

رؤيا قضاء الفرائض

وَإِذا رأى كَأَنَّهُ يقْضِي مَا فَاتَهُ من الْفُرُوض دلّ على اسْتِدْرَاك مَا فَاتَهُ من الْفَوَائِد؛ كالخاسر فِي مكاسبه دلّ على الْخلف عَلَيْهِ مِمَّا فَاتَ، وكالغافل عَن زَكَاته وَحفظ مَاله دلّ على بَرَاءَة ذمَّته بعد شغلها وحرز مَاله بعد ضيَاعه، وإيصاله بالخدم والأكابر بعد انْقِطَاعه عَنْهُم وادراك من سبقه فِي الْعَمَل. حَتَّى قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنيي أَقْْضِي فوائت كَثِيرَة، قلت: تهاونت فِي عمَارَة مَكَان حَتَّى سَبَقَك خصمك وَعمر، قَالَ: نعم، قلت: عزمت على الْعِمَارَة، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر، قلت: طلبت سفرا وكسلت فسبقك الْقَوْم ثمَّ تجهزت للسَّفر، قَالَ: نعم، قلت: يحصل لَك. وَمثله قَالَت امرأة، قلت لَهَا: كنتي بعيدَة مهجورة غافلة، قَالَت: صَحِيح، قلت: تقربي بعد بعد، وَتصلي بعد هجر.

رؤيا النوافل

والنوافل دَالَّة على زِيَادَة الْخيرَات لِأَن الْفُرُوض رُؤُوس الْأَمْوَال والنوافل زِيَادَة على ذَلِك فَهُوَ ربح، وَدفع البلايا، فَإِن كَانَ لَهُ أَوْلَاد رزق عَلَيْهِم وَلدين ذكرين، وَرُبمَا يكونَانِ توأما؛ لقَوْله تَعَالَى {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاق وَيَعْقُوب نَافِلَة} ، وَدلّ على بَاقِي الْخيرَات لِكَثْرَة مَا ورد عَن الله تَعَالَى فِي ثَوَاب ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤي النوم – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤي النوم – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الاغماء

فصل: الْإِغْمَاء، وَالنَّوْم: كل مِنْهُم دَال على رَاحَة التعبان، وخلاص من هُوَ فِي شدَّة. وتعطيل الْمُسَافِر عَن سَفَره، وللعابد عَن عِبَادَته. وعَلى النكد يَقع بالحراس. وعَلى أَمن الْخَائِف. فَإِن نَام فِي مَوضِع لَا يَلِيق بِهِ: دلّ على النكد. وَرُبمَا: دلّ ذَلِك على السّفر. قَالَ المُصَنّف: دلّ النّوم وَالْإِغْمَاء على مَا ذَكرْنَاهُ لما علمنَا أَنه يرِيح الْأَبدَان، ونكد بالحراس لِأَن من شَأْنهمْ السهر فَإِذا نَامُوا عوقبوا، وَدلّ على السّفر لكَون روح النَّائِم تسرح فِي أَمَاكِن غير مَكَانَهُ الَّذِي هُوَ فِيهِ.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الجنون – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الجنون – تفسير الاحلام لابن نعمة

وَأما الْجُنُون: فدال على النكد، من جهة قوم فساق. قَالَ المُصَنّف: دلّ الْجُنُون على النكد من جهة قوم فساق.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا السكْر – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا السكْر – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: وَأما السكر من أكل شَيْء، أَو شرب شَيْء، لمن يحرمه: هموم، أو زَوَال عز، أو مطالبات بديون، وَغَيرهَا. لكَونه فَاعل ذَلِك يطْلب بالتعزير، أَو غيره. وَأما السكر، من غير شَيْء: يدل على قَضَاء الدُّيُون، والخلاص من الشدائد. بِكَوْنِهِ لَا يُكَلف من حَال سكره بِشَيْء. هَذَا إِذا لم يتخبط. وَأما إِن تخبط كَانَ رديا. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر السكر من الجامدات والسائلات، وَتكلم عَلَيْهِ. وَمن الْأَصْوَات أَيْضا. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن هدهدا يترنم بِصَوْت مليح وَأَنا أطرب، قلت: تمايلت، قَالَ: نعم، قلت: قُدَّام النَّاس، قَالَ: نعم، قلت: خلاف عادتك، قَالَ: نعم، قلت: يحصل لَك نكد من جليل الْقدر، وَرُبمَا تكون رَسُولا بِكَلَام يهددك بِهِ، قَالَ: جرى ذَلِك، قلت: وَكَانَ عَلَيْهِ ثوب ملون، قَالَ نعم. وَمثله قَالَ آخر -غير أَنه قَالَ مَا كَانَ بَين النَّاس- قلت: قدم عَلَيْك بِشَارَة على يَد إِنْسَان على رَأسه طرطور، وَمَعَهُ كتاب، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أكلت من رطب نَخْلَة فسكرت مِنْهُ، قلت: يحصل لَك نكد من امْرَأَة، وَرُبمَا تكون اسْمهَا مَرْيَم، أَو لَهَا بنت اسْمهَا كَذَلِك، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أكلت زيتا فسكرت مِنْهُ، قلت لَهُ: تتنكد بِمَرَض. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن نَخْلَة ضربتني فسكرت من ضربتها، قلت لَهُ: تتنكد من أمر. وعَلى هَذَا فقس.

وَأما السكر من خوف الله تَعَالَى، أَو قِرَاءَة قُرْآن، أَو سَماع موعظة: فدال على الْعِبَادَة، والرفعة. قَالَ المُصَنّف: دلّ السكر من خوف الله تَعَالَى وَقِرَاءَة كَلَامه الْعَزِيز واستماعه الموعظة على الْعِبَادَة والرفعة لاشتغال الْبَاطِن وحجب الظَّاهِر عَن أُمُور الدُّنْيَا، وَيدل على الرَّاحَة، وَقَضَاء الدُّيُون، وتوبة الْفَاسِق، والإنتقال من دين إِلَى دين الإسلام لغير المسلم، وَيدل فِي ذَلِك أَيْضا على أَنه قَالَ لي بعض المتعبدين: رَأَيْت أنني سَكرَان من خوف الله تَعَالَى وَأَنا أتواجد، قلت: تزداد عبَادَة وَبرا ويتجدد لَك فِي اعتقادك أحسن مِمَّا كنت عَلَيْهِ، قَالَ: صَحِيح. وَمثله رأى آخر، قلت: يَأْتِي إِلَيْك أحد نواب الْمُلُوك ويعطيك رَاحَة من الدُّنْيَا تبقى فرحان بهَا، فَجرى لَهُ ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني اقْرَأ {تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا} وَأَنا سَكرَان من قرائتها، قلت لَهُ: أَنْت رجل مُتَوَلِّي، وَلك أَمْلَاك ودور، وَقد تحدثت أَنْت وشخص مِمَّن يَتْلُو الْكتاب الْعَزِيز فِي أَن تتْرك الْولَايَة، وَتوقف أحسن أملاكك، قَالَ: نعم، قلت: وَصفَة الْفَقِيه مصفر اللَّوْن طَوِيل الْقَامَة، واسْمه سُلَيْمَان، قَالَ: نعم، وَهُوَ يصنع المراوح، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَن الْمُتَّقِينَ غَالِبا عِنْدهم خوف، وَفِي وَجه الْخَائِف أبدا إصفرار، وَكَونه طَوِيل الْقَامَة لِأَن الْقُرْآن كثير الْإِقَامَة بَين أظهر النَّاس إِلَى يَوْم الدّين، وَالْبَاقِي فِي سُورَة النَّمْل وفيهَا سُلَيْمَان وَعَمله. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا اللعب – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا اللعب – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الشطرنج

فصل: اللّعب بالنرد، وَالشطْرَنْج، وَمثله: يدل على الْمُقَاتلَة مَعَ غَيره، وعَلى الشّبَه فِي المكاسب. وعَلى تعطل الْعِبَادَة، والانتقال من مَكَان إِلَى آخر فِي طلب غَرِيم. وَإِن كَانَ سليما: بلغ مُرَاده. ورؤية الملاهي، والنوائح، أَو الصوائح، أَو اللَّطْم، أَو السوَاد، فِي الْمَكَان الَّذِي لَيْسَ لَهُ عَادَة بذلك: فَهُوَ دَال على الهموم. قَالَ المُصَنّف: دلّ اللّعب بالشطرنج والنرد وَشبهه على الْمُقَاتلَة لكَون كل خصم مُجْتَهدا فِي غلب غَرِيمه، وعَلى الشُّبْهَة فِي المكاسب لكَون أَخذ الرَّهْن عَلَيْهِ بِغَيْر حق، وعَلى ترك الْعِبَادَة لكَونه لعبا واللعب ضد الْعِبَادَة، وعَلى كَثْرَة الْأَسْفَار فِي طلب الْغُرَمَاء لِأَن اللاعب ينْقل مَا بَين يَدَيْهِ شبه الْغُرَمَاء الطالبين بَعضهم بَعْضًا، فافهمه. ودلت الملاهي على الأنكاد لما يغرم عَلَيْهَا، وَلما يحصل من تغير الْعقل والحركات عِنْد سماعهَا، وَلما يلهي الْإِنْسَان عَن أشغاله، وَلِأَن الْعُقَلَاء يرَوْنَ تَركهَا إِلَّا من ضَرُورَة، وتذهل سمع السَّامع، وترجف من لَا عَادَة لَهُ بهَا، وَإِذا كَانَت هَذِه مَعَ اسْتِعْمَال النَّاس لَهَا تُعْطِي الأنكاد فَمن طَرِيق الأولى عَلَامَات الْحزن الَّتِي ذَكرنَاهَا على الأفراح. كَمَا قَالَت لي امْرَأَة حَامِل: رَأَيْت عِنْدِي زمرا وطبلا، قلت: ترزقين ولدا ذكرا، وتفرحين بِهِ. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي نقارات وبنودا، قلت: أَنْت جندي تتقدم وترزق الإمرة، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي جنكا وعودا يضربان خفيه، قلت: أَنْت تشرب خُفْيَة، قَالَ: نعم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الملاهي – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الملاهي – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الطبل

و

رؤيا الدف

و

رؤيا المزمار

فصل: وَأما الملاهي، كالطبل، وَالزمر، والدف، وشبههم: فَلَهو وأخبار بَاطِلَة. وَأما الْعود، والجنك، وأمثالهم: فأناس مسموعو القَوْل، لَا دين لَهُم. وَأما النقارات: فأخبار، وتجهيز جنود. وَكَذَلِكَ البنود. وَأما من غنى فِي الْمَنَام: فَكل من سمع صَوته، اطلع على أسراره. وَأما الرقص، لمن لَا عَادَة لَهُ بِهِ: هموم، وأنكاد، وأسفار مشقة. قَالَ المُصَنّف: دلّت أصوات الطَّرب على الْبَاطِل من القَوْل لِأَنَّهُ لَا حَقِيقَة لذَلِك، فالطبل يدل على الرجل الجسيم المنظر العديم الْمخبر؛ بَاطِنه ولاش. وَالزمر: ناقل للْكَلَام، لكَونه مُخْتَصًّا بالفم، وَيكون كلَاما غير مُفِيد، وَرُبمَا كَانَ الزمر ترجمانا. والدف: رجل مَرْفُوع على الرؤوس. وَقَالَ لي ملك: رَأَيْت أنني نصبت جنوكا على الْبَلَد، قلت: تحاصر بَلَدا وتنصب المناجنيق عَلَيْهِ، لِأَن الأوتار فِيهِ شبه حبال المنجنيق. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت فِي حجري عودا أضْرب بِهِ، قلت: ترزقين ولدا وتناغيه وَهُوَ فِي حجرك. وَالْمُغني فِي الْمَنَام هُوَ شاكي مظهر لما فِي قلبه من ألأسرار، فَإِن كَانَ يُغني لغيره بِصَوْت مليح فَهُوَ رجل حُلْو اللِّسَان، خَبِير بِإِخْرَاج مَا فِي الْقُلُوب والبواطن من الْأَسْرَار، وَيدل ايضا على أَنه يَقع بفؤاده ألم أَو بحلقه أَو بِرَأْسِهِ؛ لتألم أُولَئِكَ من كَثْرَة الْغنى. كَمَا دلّ الرقص على كَثْرَة التَّعَب من كَثْرَة الترداد، وعَلى وجع الرَّأْس لغَلَبَة الدوخة فِي الرَّأْس عِنْد كَثْرَة الحركات، والأسفار. فَافْهَم ذَلِك موفقا.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا القبقاب – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا القبقاب – تفسير الاحلام لابن نعمة

والقبقاب: ولد، أَو خادم، أَو دَابَّة، أَو مَال طَوِيل الْإِقَامَة. وَهُوَ لمن لَا يعتاده: نكد، وتعويق من أُمُور. وَيدل على إِظْهَار الْأُمُور الْخفية. وَهُوَ لمن يمشي بِهِ فِي الطين: خلاص من نكد، أَو سفر فِيهِ رَاحَة. فَجمع مَا ذكرنَا فهم أَيْضا: دالون على الدَّوَابّ، والدور، والخدم، والملابس، والمعايش، والأقارب. وهم للعزاب زَوْجَات. وَكَذَلِكَ كل مَا أشبههم. فَمَا حدث فيهم من صَلَاح، أَو فَسَاد: عَاد إِلَى ذكرنَا.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الأواني – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الأواني – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الإبريق

و

رؤيا الطاسة

فصل: كل مَا يغْتَسل بِهِ، من الْأَوَانِي، كالإبريق، والطاسة، والشربة، وأمثالهم: دَال على الْأَصْحَاب، المطلعين على الْأَسْرَار، الكاتمين لَهَا، الدافعين الْأَذَى.

رؤيا الغلاية

والغلاية: امْرَأَة، أَو بنت، أَو خادمة، فِيهَا نفع. وَرُبمَا تكون تعرف صنعتين. وَرُبمَا تكون ممراضة، لجمعها المَاء وَالنَّار فِي بَطنهَا. قَالَ المُصَنّف: قد سبق الْكَلَام فِي الْأَوَانِي، والإبريق دَال على الْكثير السُّجُود والخدمة. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني آكل إبريقا، قلت لَهُ: بِعْت ديكا وأكلت ثمنه، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت وكأنني صرت إبريقا، قلت: تصير صَاحب صَوت كالمؤذن والحارس وَالْمُغني وَنَحْو ذَلِك، فَصَارَ مُؤذنًا، وَكَانَ دَلِيله أَن المَاء إِذا قلب فِيهِ يبْقى لَهُ صَوت. دلّت أواني الإغتسال على المطلعين على الْأَسْرَار لقربهم من العورات، الدافعين الْأَذَى لزوَال الْوَسخ بهم، الكاتمين الْأَسْرَار لكَوْنهم لَا ينطقون بِمَا يجاوروه. وَاعْتبر الْجمع فِي الْأَوَانِي. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت إنْسَانا أهْدى لي شربات، قلت: كَانُوا ملاحا، قَالَ: لَا، قلت: احْتَرز مِنْهُ فَإِنَّهُ بَيت لَك على شَرّ. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني ملكت غلاية، قلت: تملك حَماما، فملكه. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن وَلَدي يشرب من غلاية، قلت: تمرض أمه بالحمى. وَمثله قَالَ آخر، قلت: ابْنك مَرِيض بالحمى الْبَارِدَة، قَالَ: نعم، قلت: فَشرب من الغلاية مَاء حارا، قَالَ، نعم: قلت: يتعافى، فَعُوفِيَ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي نعَامَة آكلها، قلت: عنْدك غلاية، والساعة تبيعها وتأكل ثمنهَا، فَجرى ذَلِك. وقال قَالَ آخر رأيت كأني صرت غلاية، قلت لَهُ: تَأْكُل أَمْوَال الْيَتَامَى، فَكَانَ كَذَلِك، لِأَن الله تَعَالَى يَقُول {إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا وسيصلون سعيرا} . وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت خابية ملآنة مَاء، قلت: نخشى عَلَيْك الاسْتِسْقَاء، فَجرى ذَلِك. وَقد سبق الْكَلَام على الحكم فِي الزرابيل والقباقيب وَنَحْو ذَلِك فافهمه.

رؤيا الجرة

فصل: الجرار، والخوابي، وآنية المَاء: دالون على أهل النَّفْع، وَالْخَيْر.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا المرآة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا المرآة – تفسير الاحلام لابن نعمة

فصل: النّظر فِي الْأَشْيَاء الصقلة، كالزجاج، وَالْمَاء، والمرآة، وأمثالهم: دَال على تَزْوِيج العزاب، والأسفار. وَرُبمَا رزق الرَّائِي ولدا، على شكله. وَأما إِن نظر ليصلح وَجهه، أَو حَاله، فَإِن أصلحه: تعافى الْمَرِيض، وخلص المسجون، وَقدم الْغَائِب، وقضيت حَاجَة الْمُحْتَاج. قَالَ المُصَنّف: دلّ النّظر فِي الْأَشْيَاء الصقلة على: تَزْوِيج العزاب لكَونه يبْقى وَجه مُقَابل وَجه يُحِبهُ، وَمن ذَلِك دلّ على السّفر. فَإِذا كَانَ لَهُ عَادَة بِالنّظرِ فِي شَيْء مليح كمرآة مليحة فَرَأى أدون من ذَلِك؛ فَإِن جعلته تزويجا فَهِيَ امْرَأَة دونه، وَإِن جعلته سفرا فَمَنعه من ذَلِك؛ فَهُوَ غير مرضِي. وَقَوْلنَا يرْزق النَّاظر مثله إِن كَانَت امْرَأَة وَهِي حَامِل فالحمل أُنْثَى، وَإِن كَانَ النَّاظر رجلا وَعِنْده حمل فَالْوَلَد ذكر، وَإِن لم يكن عِنْده حمل فالمرأة تحمل بذلك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الصندوق – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الصندوق – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الميزان

و

رؤيا القبان

و

رؤيا الخزانة

فصل: كل مَا كَانَ معدا للخبايا، أَو للْحِفْظ: فَهُوَ دَال على الْأُمَنَاء، والحراس، والأماكن الحصينة. كالخزائن، والصناديق، وأمثالهم. والقبان، وَالْمِيزَان: يدلان على الْقُضَاة، والولاة، وكل من يقبل قَوْله. فلسانه: هُوَ الْمُتَوَسّط، وَالشَّاهِد بِالْحَقِّ. والصنج: غلمانه، وأعوانه.

قَالَ المُصَنّف: وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أزن ذَهَبا فِي قبان مَا هُوَ معد لَهُ، قلت: تسلم أَقْوَامًا أكَابِر إِلَى من لَا يعرف قدرهم، وَلَا يلْتَفت عَلَيْهِم ليختبرهم، وَمَا يحصل لَك مَقْصُود. وَقَالَ لي إِنْسَان قيم مَسْجِد: رَأَيْت أنني أزن فِي ميزَان الدَّرَاهِم فُلُوسًا وَقد تلف، قلت: تبدل الْقَنَادِيل الْجِيَاد بِدُونِهَا، فَارْجِع إِلَى الله عَن ذَلِك. وَالله أعلم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا المطرقة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا المطرقة – تفسير الاحلام لابن نعمة

كَمَا أَن المطارق، والمنفخ، والكلبتين، وأمثالهم، للبيطار، والحداد، والنجار، والصائغ، وأمثالهم: دَال على مَعَايشهمْ، وخدمهم، وَأَوْلَادهمْ.

رؤيا المنشار

و

رؤيا المثقب

و

رؤيا المنقار

و

رؤيا الإبرة

وَرُبمَا كَانَ الْمِنْشَار، والمثقب، والمنقار، والإبرة، ومكوك الحائك، وَسَهْم المنسج، وأمثالهم: أَصْحَاب سفر، ومدخلات فِي الْأُمُور. وَرُبمَا دلوا على الجواسيس، لدخولهم فِي البواطن، وخروجهم. قَالَ المُصَنّف: إعتبر مَا فِي الْبيُوت، وهم دالون على صَاحب الدَّار وَالزَّوْجَة وَالْأَوْلَاد والخدم وَالدَّوَاب والمعايش، وَنَحْو ذَلِك، لانتفاع أهل الْمنزل بذلك، والأواني المعمولة من النّحاس دَالَّة على طوال الْأَعْمَار وَذَوي الْقدر، وَدون ذَلِك الْحَدِيد لكَونه لَا يسْتَعْمل غَالِبا، وأضعف من ذَلِك وَأَرْفَع منزلَة الرصاص فِي الْأَوَانِي. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي قدرا برأسين، قلت: عنْدك امْرَأَة حَامِل بتوأم، فَعَن قَلِيل وضعت توأما. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن قدامي زبدية كَبِيرَة وَأَنا أعمل فِيهَا الشّعْر فِي الرّقّ، قلت: تصير تبيض الْغَزل. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: تملك مبلة فِيهَا، قلت لَهُ: تنكسر مِنْك زبدية وَيذْهب مَا فِيهَا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن قدامي طبقًا فِيهِ ططماج وَأَنا آكل مِنْهُ دَرَاهِم ودنانير، قلت لَهُ: أَنْت صنعتك تعْمل الْوَرق، قَالَ: صَحِيح، قلت: تفِيد مِنْهُ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني وَقعت فِي طبق ططماج انْكَسَرت رجْلي، قلت لَهُ: تضمن الْوَرق أَو وراقة وتنكسر فِي ضَمَانهَا، فَجرى ذَلِك كُله. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن منفخي إنكسر، قلت: تقع باذهنجك. وَمثله قَالَ آخر: قلت: يَقع فِي أَنْفك زكام. وَقَالَ لي ملك رَأَيْت أَن منشارا لي إنكسر، قلت: تقع بعض شراريف السُّور، فَوَقع ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت مثقبا، قلت: تصير تحفر الْآبَار. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت منشارا وَاثْنَانِ ينشران بِي، قلت: تقع بَين إثنين فِي رِسَالَة وتتعب بَينهمَا، فَجرى ذَلِك. فافهمه موقفا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

رؤيا المبرد

و

رؤيا المصقلة

فصل: الْمبرد، والفأرة، والمصقلة، وَآلَة التبيض، وأمثالهم: يدلوا على المصلحين، والمهدين. والمفتاح: دَال على الْحَاكِم على الْأَمْوَال، وَغَيرهَا. وعَلى الْخَبِير بِفَتْح الْأَمَاكِن، وتسهيل الْأُمُور الصعاب. وَيكون صَاحب أَمر، وَنهي. كَمَا أَن الْميل: صَاحب سفر، لكَونه يغيب، وَيَجِيء بالمطلوب. وَأما المغرفة، والغربال، والمنخل، والمصفاة: فأقوام متوسطون بِالْخَيرِ. قَالَ المُصَنّف: قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت مبردا، قلت: يطلع عَلَيْك جرب، فطلع. وَمثله قَالَ لي جليل الْقدر؛ قَالَ: كنت أبرد الْحَدِيد، قلت تلبي جوشنا فِي حَرْب وتنتصر. وَمثله قَالَ آخر؛ غير أَنه قَالَ كنت أبرد حوافر الْخَيل، قلت لَهُ: تصير بيطارا. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تصير ركاب دَار. وَمثله قَالَ آخر؛ غير أَنه قَالَ كنت أبرد خشب قرب السيوف والسكاكين، قلت: تعْمل الْحُصُون وَالْعدَد للأكابر. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت وكأنني صرت مفتاحا لباب، قلت: تصير بوابا، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ جليل الْقدر، قلت: تتولى منصبا عَالِيا على قدر حسن الْبَاب. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت إِن مفتاحي بِلَا أَسْنَان، قلت: تنجرح أَصَابِع يَديك، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يكون في الأسنان. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يقل شجر بستانك. والمنقار إِنْسَان مَغْصُوب على الدُّخُول فِي الْأَمَاكِن الصعبة. والميل الذَّهَب أَجود من الْفضة، وَالْفِضَّة أَجود من النّحاس، ودونهم الْميل من الزّجاج. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي بعض ميل ذهب وَأَنا أكحل بِهِ أعين الدَّوَابّ، قلت: عنْدك صبي تعلمه بيطارا فاسأل عَنهُ فَهُوَ ابْن ملك، فَسَأَلَ عَنهُ فَوَجَدَهُ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن معي ميلًا من ذهب وَأَنا أَلعَب بِهِ فِي التُّرَاب، قلت: عنْدك جليل الْقدر تستعمله فَاعِلا فِي عمل التُّرَاب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت معي أميلا عديدة، قلت: يكثر الرمد، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عنْدك جمَاعَة عزمت على سفرهم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على أَخذ مطامير. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أَن ميلي ضَاعَ، قلت: يَأْخُذ زَوجك غَيْرك، فيهجرك فِي الْفراش، فَجرى ذَلِك. وَالله أعلم.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الأواني – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الأواني – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا المسرجة

و

رؤيا الطبق

و

رؤيا المكنسة

و

رؤيا الزبدية

فصل: أواني الْبَيْت، كالمسرجة، والزبدية، والطبق، وَالْقُدْرَة، والمكنسة، وأمثالهم: كل وَاحِد مِنْهُم دَال على صَاحب الدَّار، وَزَوجته، وَأَوْلَاده، وخدمه، وداوبه، وفوائده، ومعايشه.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الذهب – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الذهب – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الدراهم

و

رؤيا الفلوس

فصل: الذَّهَب، وَالدَّرَاهِم، والفلوس، وَنَحْوهم، لمن ملكهم، مِمَّن يَلِيق بِهِ: دَلِيل على أَخْبَار، أَو غَائِب، أَو ولد، أَو معرفَة. وَيكون فيهم نفع. وَأما من أَخذهم، مِمَّن لَا يَلِيق بِهِ، أَو كَانُوا فِي الْكَثْرَة خَارِجا عَن الْعَادة: فأنكاد، وهموم، وَنَحْو ذَلِك.

قَالَ المُصَنّف: دلّ الذَّهَب وَالدَّرَاهِم والفلوس وشبههم على الْكتب لكَون الْكِتَابَة عَلَيْهِم، وعَلى الْأَخْبَار لأن بهم يعلم الْإِنْسَان ذَلِك، وعَلى مَجِيء الغياب لِأَن الْحَاجة غَائِبَة حَتَّى يروح أحد من أُولَئِكَ يحضر، وعَلى الْأَوْلَاد والأقارب لنفعهم، وعَلى المعارف النافعين لما ذكرنَا. فَإِن خَرجُوا فِي الْكَثْرَة عَن عَادَة مثل ذَلِك أعْطوا الأنكاد لوجوه: الأول: لثقل حملهمْ، ولتعسر حفظ مثل ذَلِك على من ملكه مِمَّن لَا يصلح لَهُ ذَلِك، الثَّالِث: لكَون الْحُقُوق ترَتّب فِيهَا، الرَّابِع: لطلب اللُّصُوص والحرامية والطماعين لمن مَعَه ذَلِك. وَكَذَلِكَ الحكم إِذا كَانُوا فِي الْقلَّة عِنْد من لَا يَلِيق بِهِ ذَلِك، كالفلوس وَالدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير فِي يَد ملك وَهُوَ يفتخر بَين النَّاس بذلك، وَكَذَلِكَ من دونه من ذَوي الرتب الَّذين لَا يصلح لَهُم، يدل على: الأنكاد ونزول الْمرتبَة وَنَحْو ذَلِك. فَافْهَم ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الربط – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الربط – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا القيد

فصل: ربط الْيَدَيْنِ، أَو الرجلَيْن، أَو الْقَيْد، أَو اللبنة، وَنَحْو ذَلِك: دَال على عزل المتصرفين، وتعويق الْمُسَافِرين، وَطول سجن المسجونين، وتزويج العزاب، وتعطيل عبَادَة العابدين، وتوبة الْفَاسِقين، وكف أكف الظَّالِمين. وَذَلِكَ فِي الْيَدَيْنِ: فقر الْأَغْنِيَاء. وَأما الغل، والربط، فِي الْعُنُق: دَال على الذُّنُوب، والأنكاد. قَالَ المُصَنّف: دلّ الرَّبْط والقيد على مَا ذكرنَا من الْعَزْل وَترك السّفر وَطول السجن للمسجون لكَون ذَلِك يمْنَع الحركات، وَمن ذَلِك أَيْضا ترك عبَادَة العابد، وَدلّ على التَّزْوِيج لكَون الْيَدَيْنِ أَو الرجلَيْن اجْتمعَا وهما ذكر وَأُنْثَى، وَدلّ على تَوْبَة الْفَاسِقين وكف ظلم الظَّالِمين لكَون كل وَاحِد انكف عَمَّا هُوَ فِيهِ من الحركات. وَانْظُر صفة الْقَيْد وَالَّذِي ربط بِهِ وَتكلم عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن فِي رجْلي قيد ذهب، قلت: يمنعك عَن سفرك شَيْء يذهب لَك، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يمنعك جليل الْقدر. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تتَزَوَّج من بَيت جليل الْقدر. والقيد أَهْون من اللبنة كَمَا رَآهَا إِنْسَان فِي رجله، قلت: تتقيد بجليل الْقدر ويمنعك عَن تصرفك كَمَا تُرِيدُ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن يَدي مربوطة بخيط حَرِير، قلت: يذهب من مَالك على يد إِنْسَان جليل الْقدر. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تتوب على يَد رجل هَين لين. فَافْهَم ذَلِك موفقاً.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الحلي – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الحلي – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الجواهر

و

رؤيا الخلخال

و

رؤيا السوار

و

رؤيا حلق الأذن

و

رؤيا القرط

رؤيا الحَلَق

فصل: لبس الْحلِيّ لمن يَلِيق بِهِ: دَلِيل على تَزْوِيج العزاب، وَأَوْلَاد للمزوجين، وغنى للْفُقَرَاء. أَو أَعمال حَسَنَة، وَعز، وجاه، ومعايش، خدم، ودور، وَنَحْو ذَلِك. وَأما الحياصة: فخدمة للبطال، وعساكر، وخدم، لمن يَلِيق بِهِ ذَلِك. وَإِن جعلناها امْرَأَة، فتعاليقها: جهازها. فَمن عدمت حياصته، أَو انْكَسَرت، أَو تلف شَيْء مِنْهَا: دلّ على نكد. وَإِن كَانَت للْملك: ذهبت جيوشه، أَو بَعْضهَا. وللمزوج: زَوجته، أَو معيشته، وَنَحْو ذَلِك. والمذكر من الْحلِيّ، كالسوار والخلخال، والقرط: ذُكُور. والمؤنث، كالحلقة، والجوهر، وَنَحْوهَا: إناث.

قَالَ المُصَنّف اعْتبر مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْحلِيّ وَالْحلَل. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن فِي يَدي سواراً وَالنَّاس يبصرونه، قلت لَهُ: سوء يبصره النَّاس فِي يدك، فَعَن قَلِيل طلع فِي يَده طُلُوع. وَمثله قَالَ آخر لَكِن لم يبصره النَّاس، قلت: تتَزَوَّج امْرَأَة حَسَنَة. وَمثله قَالَ آخر غير أَنه قَالَ كَانَ منفوخاً، قلت: عنْدك امْرَأَة بهَا مرض الاسْتِسْقَاء. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَنِّي أتيت إِلَى شَجَرَة لآكل من ثَمَرَتهَا فَلم أقدر فَلَقِيت على الأَرْض دملجاً مرمياً فَجَعَلته تَحت رجْلي وأكلت من الثَّمَرَة، قلت: أَنْت تطلب حَاجَة من جليل الْقدر وَتخَاف أَن لَا تقضى، قَالَ: نعم، قلت: دم ولج فِي طلبَهَا تقضى، وَتَكون على يَد امْرَأَة وخادم، فَجرى ذَلِك. ودلوا على تَزْوِيج العزاب لكَوْنهم من آلَات التَّزْوِيج، وَأَوْلَاد لتجمل النَّاس بهم وَطول بقائهم عِنْده، وعَلى الْغنى لِأَن ذَلِك لَا يعْمل إِلَّا بعد فَضله وغنى عَنهُ، وَيدل على الْأَعْمَال لِأَنَّهُ غَالِبا من أَعمال الرَّائِي إِمَّا بِنَفسِهِ أَو بِامْرَأَة، وعَلى الْعِزّ والجاه لِأَن ذَلِك غَالِبا مُخْتَصّ بذوي الْقدر، وعَلى المعايش لكَوْنهم يباعوا، وعَلى الخدم لخدمتهم لمالكهم بِاسْتِعْمَالِهِ لذَلِك، وعَلى الدّور لكَون الْأَعْضَاء تعبر فِي ذَلِك. ودلت الحياصة على الْخدمَة لِأَنَّهَا غَالِبا لَا تكون إِلَّا فِي وسط من يخْدم، والبطال لَا يلبس ذَلِك، وعساكر وخدم لمن يصلح لَهُ ذَلِك لكَونه يشد وَسطه بهَا، وَمِنْهَا الأعمدة الواقفة إِلَى جَانب بَعْضهَا بعض كالجيوش والخدم، وعَلى جهاز الْمَرْأَة لِأَنَّهَا مُؤَنّثَة، وعمدها والتعاليق كالسيور والأواني المصفوفة والمعلقة، وتدل أَيْضا للْمَرْأَة على زَوجهَا وللرجال على ملبوسه. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن فِي عنقِي طوقا لَازِما، قلت لَهُ: فِي رقبتك حق لإِنْسَان وسيلازمك فِي طلبه، فَقَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي رجْلي خلخالاً، قلت: تتخلخل رجلك بألم، فَكَانَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَنِّي قد سرق لي خلخال، قلت: يعْدم لَك قبقاب، أَو مداس لَهَا صَوت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي يَدي خلخالاً وَآخر قد مسكه وَأَنا ماسكه وأزعق عَلَيْهِ وَأَقُول أترك خلخالي فَتَركه، قلت: فَكَانَ الخلخال أملس فِي يدك، قَالَ: بل كَانَ تألمت مِنْهُ مرّة بعد مرّة وَفِيه شراريف، قلت: أمك شريفة وَكَذَلِكَ خَالك، ولسان خَالك لِسَان نحس ردي معك وَيَأْخُذ مِمَّا فِي يدك، قَالَ: نعم، قلت: ثمَّ يَقع فِي يَد ظَالِم متعدي فيحتمي بك فتشد أَنْت مِنْهُ وَتقول: خل خَالِي، فَعَن قَلِيل جرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن الشَّمْس عِنْدِي وَكَأن سحاباً أخفاها عني فدورت عَلَيْهَا فلقيتها مخبوءة فِي وسط عقد جَوَاهِر، قلت لَهُ: كَانَ عنْدك قِطْعَة ذهب فِيهَا نقش أشبه شَيْء بالدينار، والنقش: مَنْفَعَة كَبِيرَة، جَعلتهَا فِي شَيْء معجون لتأكل ذَلِك، والمعجون لمَنْفَعَة طلبتها فَلم تجدها، فَبعد قَلِيل عرفت أَن سنوراً إبتلع ذَلِك فَصَارَ الضائع جَوَاهِر، فراح من عِنْدِي، فَوجدَ ذَلِك صَحِيحا. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن فِي أنفي قِطْعَة ذهب وفيهَا حب مليح أَحْمَر، قلت لَهُ: يَقع بك رُعَاف، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كلاب كلابنذ مُعَلّق فِي شفتي، قلت لَهُ: يَقع بك ألم تحْتَاج إِلَى الفصد فِي شفتك لأجل ذَلِك، فَجرى ذَلِك.

وَقد مضى بعض الْكَلَام فِي الْخَاتم خَاصَّة، وَذكر مَا فِيهِ فِي “الْحلِيّ”. وكل مَوضِع دلّ الْحلِيّ وَالْحلَل على الْخَيْر وَالشَّر فطول ذَلِك وقصره على قدر ثبات ذَلِك وذهابه، كَمَا تَقول الْحلِيّ من الزّجاج لَا ثبات لَهُ، وَكَذَلِكَ من الرصاص، وَكَذَلِكَ من الشمع، وَنَحْو ذَلِك. بِخِلَاف الذَّهَب وَالْفِضَّة والنحاس وَالْحَدِيد اسْتَعْملهُ أَكثر النَّاس.

فصل: وَلبس الْحلِيّ، وَالْحلَل، لمن لَا يَلِيق بِهِ: دَال على النكد.

رؤيا الخاتم

وَأما لبس الْخَاتم، فَيدل لمن لبسه، مِمَّن يصلح لَهُ: على تَزْوِيجه، إِن كَانَ أعزب. فَإِن كَانَ بفص: رزق ولدا. وَرُبمَا تكون الْمَرْأَة ذَات جهاز وَمَال. وَيدل على الْولَايَة، لختم الْأَمْوَال، والكتب، وَنَحْوهَا. فَمن كسر خَاتمه أَو ضَاعَ: زَالَت ولَايَته. وَإِلَّا فَارق زَوجته، أَو بعض وأقاربه، أَو معارفه. أَو تعطلت بعض معيشته. وَنَحْو ذَلِك.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا السرير – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا السرير – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا المنبر

و

رؤيا الكرسي

فصل: الأسرة والمنابر والكراسي والمراتب: عز، وجاه، لمن ملكهم، أَو جلس عَلَيْهِم. أَو تَزْوِيج، وَمَال، وَفَائِدَة،. وَكَذَلِكَ من تحكم فيهم. كَمَا أَنهم: هم ونكد، لمن لَا يَلِيق بِهِ الْجُلُوس عَلَيْهِم. الشمعة: امْرَأَة حسناء. فَإِن كَانَت على نور: كَانَت بجهاز، أَو من بَيت كَبِير، وَهِي: غنى للْفَقِير، وهداية للجاهل. وَكَذَلِكَ الْقنْدِيل والسراج. ويدلوا على الْأَوْلَاد، وَالْعُلَمَاء، والأقارب، لمن ملكهم، أَو اهْتَدَى بنورهم، فِي الظلام. وَإِن كَانُوا موقودين بِالنَّهَارِ: دلّ على ضيَاع المَال، بِلَا فَائِدَة. أَو علم، عِنْد من لَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وهم بِالنَّهَارِ، بِلَا وقود: تجائر، أَو عُلُوم، أَو أَوْلَاد، ومعايش، ومتاجر، ترجى منفعتهم فِيمَا بعد. قَالَ المُصَنّف: دلّت الأسرة والمنابر والكراسي وَنَحْو ذَلِك على الْعِزّ والجاه لاخْتِصَاص الأكابر بهم فِي خاصتهم، ويدلوا على غير ذَلِك. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أَمِير على سَرِير مشبك وَهُوَ على وَجه المَاء، قلت: تصير أَمينا على مركب حطب، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني رَاكب على سَرِير صَغِير على جمل فِي بَريَّة، قلت: تُسَافِر فِي تِجَارَة. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أنني أَخطب بِالرِّجَالِ، قلت: تشتهرين بمحبة واعظ أَو خطيب أَو فَقِيه، وتتنكدي من ذَلِك، فَجرى عَلَيْهَا نكد بذلك السَّبَب. وَمثله قَالَت أُخْرَى غير أَنَّهَا قَالَت أَخطب بِالنسَاء، قلت: تتزوجين بِرَجُل كَذَلِك، فَتزوّجت. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت شمعة أَو قِنْدِيلًا، قلت لَهُ: بَين النَّاس، قَالَ: نعم، قلت: بِالنَّهَارِ، قَالَ: نعم، قلت: تعزر أَو تضرب وتسيل دموعك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت سِرَاجًا على مَنَارَة نُحَاس مليحة، قلت: بِاللَّيْلِ، قَالَ: نعم، قلت: تصير مُؤذنًا أَو واعظاً وَينْتَفع بك النَّاس. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَيْن كنت، قَالَ: فِي دكان، قلت: تصير منادياً أَو حارساً على اللَّذي كَانَ فِي الدّكان وتجلب النَّاس إِلَى ذَلِك الْجِنْس. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت سراج معصرة أدور حَيْثُ دَار الْحجر، قلت: تصْحَب جليل الْقدر وتسافر حَيْثُ يُسَافر وَرُبمَا تحمل قدامه نورا وَتَكون لَا تُفَارِقهُ، فَصَارَ يحمل الشمع قُدَّام الْملك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أسبح فِي قناديل ملآنة حَتَّى آتِي إِلَى فتائلها آكلها وطعمها طيب، قلت: ترزق من أَخذ النوفر الَّذِي تحارف فِي برك المَاء رزقا جيدا. فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الدواة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الدواة – تفسير الاحلام لابن نعمة

والدواة: منصب، وَعز، أَو امْرَأَة، أَو مركب، أَو معيشة. وَأما إِن تلوث بهَا: صَارَت نكداً، مِمَّن تدل عَلَيْهِ. من كتب بقلم، أَو ملكه: تحكم من جليل الْقدر، أَو يرْزق ولدا كَاتبا. وَهُوَ ولَايَة، ومنصب. وَيدل على الخادم؛ لِكَثْرَة الرواح والمجيء، والمطلع على الْأَسْرَار.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر الأدوات واحكم فِيهَا على مَا يَلِيق بالرائي فِي وقته. وَقَالَ لي تَاجر: رَأَيْت أَن فِي يَدي سبْحَة من لُؤْلُؤ، قلت: أَنْت تُسَافِر فِي طلب تجارة وتكسب فِيهَا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي يَدي سبْحَة عقيق، قلت: ستعمل ساقية بدولاب وَتَكون بقواديس حمر، وتفيد فِي ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي يَدي سبْحَة من دموع دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَهِي معمولة فِي وسطي، قلت: عنْدك امْرَأَة صَالِحَة كَثِيرَة الْبكاء، قَالَ: صدقت. ودلت الدواة على المناصب لأن أَرْبَاب المناصب لَا يستغنون عَنْهَا، وعَلى الْمَرْأَة لِأَن الْقَلَم كالذكر فِيهَا لكَونهَا تحمل فِي بَطنهَا، وَكَذَلِكَ أَيْضا دلّت على المراكب والأقلام فِيهَا شبه مقاذيف. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أتيت إِلَى دَوَاة عَلَيْهَا غطاء ففتحتها ورميت مَا فِيهَا من الأقلام، قلت لَهُ: نبشت قبوراً مدفونة ورميت مَا بهَا لتعمل لَك قبراً أَو بِئْراً أَو بركَة وَنَحْو ذَلِك، قَالَ: صدقت. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أعطي كل من يَجِيء إِلَى عِنْدِي دَوَاة مليحة، قلت لَهُ: تتعلم الطِّبّ وكل مَرِيض يَجِيء إِلَى عنْدك يلقى دواءة كَمَا يجب، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن فلَانا وَقع فِي دَوَاة بغطاء وانطبقت عَلَيْهِ، قلت: الدواة قَبره. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَنِّي قد سرق من بَيْتِي دَوَاة بغطاء، قلت: يروح من عنْدك صندوق فراح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني قطعت قلمي ورميته، قلت لَهُ: تعرف الْخط، قَالَ: لَا، قلت: قد خصيت نَفسك، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت قَلما مبرياً، قلت: تصير سباحاً وَتَكون كثير الغطس على رَأسك، وَتصير فِي ذَلِك أستاذاً، فَصَارَ كَمَا ذكرنَا. فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا المسبحة – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا المسبحة – تفسير الاحلام لابن نعمة

فالمسبحة: امْرَأَة صَالِحَة، أَو معيشة حَلَال، أَو عَسَاكِر نافعة، لمن ملكهَا أَو سبح بهَا.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الأدوات – تفسير الاحلام لابن نعمة

( باب: الْبَاب الْحَادِي عشر)

(فِي الأدوات)

رؤيا الأدوات – تفسير الاحلام لابن نعمة

الْمُذكر مِنْهَا: رجال. والمؤنث: نسَاء.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الصنعة – تفسير الاحلام لابن نعمة

( باب: الْبَاب الْعَاشِر)

(فِي الصَّنَائِع والصناع)

رؤيا الصنعة – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا العمل

كل من عمل عملا، أرفع من عمله: نَالَ عزا، ورفعة، وغنى. كالفقيه، يرى أَنه يدرس، أَو يخْطب، أَو يؤم بِالنَّاسِ، أَو كَأَنَّهُ يقْضِي. وَكَمن يكْتب على الطرقات، أَو خطاطا، فَيرى أَنه يكْتب أحسن مِمَّا يكْتب، أَو فِي ورق أحسن من روقه. أَو كخياط، يخيط القماش الردي، يرى أَنه يخيط الرفيع. وكبائع الخلقان، يرى أَن لَهُ دكاناً، فِيهَا بز مليح. وكبائع الْحَلَاوَة الدونة، يرى أَنه يَبِيع حلواء السِّرّ، وكناسج المشاق، يرى أَنه ينسج الْكَتَّان، أَو الْحَرِير. وأمثالهم. قَالَ المُصَنّف: قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أَخطب على مِنْبَر حجر وكأنني قد تحولت مِنْهُ إِلَى مِنْبَر خشب مليح، قلت لَهُ: خطبت امْرَأَة فقيرة وَمَا تمّ مرادكم، ثمَّ تحولت إِلَى خطبت امْرَأَة غنية، قلت لَهُ: أَيْن كَانَ الْمِنْبَر، قَالَ: كَانَ فِي غير جَامع، قلت لَهُ: صَنْعَة ابْنهَا نجار أَو يخْدم الْبَسَاتِين وَرُبمَا يتاجر فِي الْخشب، قَالَ: صَحِيح الْمَجْمُوع فِيهِ، وَدَلِيله لَو كَانَ الْمِنْبَر فِي أَمَاكِن الْعِبَادَة قُلْنَا بَيت عَالم أَو جليل الْقدر وَنَحْو ذَلِك فَلَمَّا لم نجده كَذَلِك أعْطى أَنه التزق إِلَى من يعْمل الْخشب، أَو يربح مِنْهُ. وَقَالَ لي خطيب: رَأَيْت أَن منبري صَار جَدِيدا، قلت: لَهُ يَتَجَدَّد لَك توقع بِمنْصب جَدِيد وَرُبمَا تتولى قطراً، فَجَاءَهُ توقيع بِالنّظرِ. وَقَالَ لي نَاسخ: رَأَيْت أنني أكتب فِي ورق فَيصير ألواحاً، قلت لَهُ: تنْتَقل من النّسخ وَتصير معلم مكتب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آخذ نبتاً من الأَرْض وأكتب عَلَيْهِ، قلت: تتولى على دَار الْخضر أَو مَوضِع تبَاع فِيهِ الْفَوَاكِه، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله رَأَتْ امْرَأَة، قلت: تصيرين ماشطة تكتبين للنِّسَاء وَالْبَنَات فِي الأفراح وتنقشينهن، فَصَارَت كَذَلِك. فافهمه.

فصل: من عمل عملا، دون عمله: دلّ على الْفقر، والنكد، ونزول الْمرتبَة، والتنقل من حَال إِلَى حَال أردى مِنْهُ. كمن صَنعته صياغة الْفضة، أَو الذَّهَب، فَيرى أَنه يصوغ الْحَدِيد. أَو كطباخ، يطْبخ لُحُوم الْغنم، فيطبخ لُحُوم الْإِبِل، أَو الْبَقر. وكبائع الْجَوَاهِر، واللؤلؤ، يرى أَنه يَبِيع الخرز، أَو الخزف. وكتاجر القماش الْمليح، يرى أَنه يَبِيع الأكسية، أَو المشاق، وَأَمْثَاله ذَلِك. لِأَن كل من فعل فعلا، لَا يَلِيق بِهِ: فَهُوَ شهرة، ردية، فِي حَقه.

قَالَ المُصَنّف: جائتني امْرَأَة فقالت: رَأَيْت كأنني قَاعِدَة على ورق فجَاء قلم يكْتب على الْوَرق فَدخلت فِي الْقَلَم وَهِي تمشي بِي، قلت لَهَا: تتزوجين بِرَجُل فَقِيه أَو كَاتب ويسافر بك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت قَلما وَأَنا أكتب، قلت: تصير سقاء تحمل المَاء وتسقي. وَمثله قَالَ آخر قلت: كَانَ قصباً مليحاً، قَالَ: نعم، قلت: تصير كَاتب جليل الْقدر على قدر حَسَنَة. وَقَالَ لي صائغ: رَأَيْت أنني كلما عملت ذَهَبا أَو فضَّة يصير نُحَاسا، قلت لَهُ: أَنْت تبدل الْجيد بالردي، قَالَ: صدقت، وَأَنا تائب إِلَى الله تَعَالَى. وَقَالَ آخر – وَكَانَ طباخاً -: رَأَيْت أنني أخذت رَأس غنم بِالْحَيَاةِ فرميته فِي الْقدر، قلت لَهُ: أَنْت طبخت مرّة رَأْسا فطيساً وأخفيت أمره، قَالَ: صدقت، ثمَّ تبت من ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت جملا فِي قدري، قلت لَهُ: عملت حِيلَة على جمال أَو بدوي وقدرت عَلَيْهِ، وَأخذت مَاله خُفْيَة، وَكَانَ فِي غير هَذَا الْبَلَد، قَالَ: صَحِيح، وَقت الْجَهْل. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أتيت إِلَى بطن بقرة من دَاخل فَأخذت كَبِدهَا، قلت لَهُ: عملت حِيلَة على امْرَأَة وأذيت ولدها، قَالَ: صدقت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آخذ القماش الْمليح وأطوي فِي بَاطِنه الْجَوْز واللوز، قلت لَهُ: أَنْت تتجر فِي القطايف والخشكنانك، قَالَ: صَحِيح، قلت: تبطل فائدتك، لِأَن القماش لَا يُؤْكَل فبطلت. فَافْهَم ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

رؤيا القاضي

و

رؤيا الطبيب

و

رؤيا العطار

فصل فِي الصَّنَائِع: من صَار قَاضِيا أَو طَبِيبا، أَو كحالاً، أَو مجبراً، أَو جرائحياً، أَو عطاراً، وَنَحْو ذَلِك: تولى منصباً، على قدر مَا يَلِيق بِهِ. أَو درت معيشته، أَو ربحت تِجَارَته، أَو أفادت أملاكه، وترادفت رَاحَته. فَإِن كَانَ قَاضِيا؛ وَعَلِيهِ لبس حسن، أَو طَبِيبا وَهُوَ يفرق على النَّاس فِي الْمَنَام أدوية نافعة، أَو إِذا رأى كَأَنَّهُ جرائحي؛ وَهُوَ يداوي الْجِرَاحَات بِمَا صلح لَهَا، أَو مجبر وَهُوَ يجْبر كسر النَّاس، أَو كَحال وَهُوَ يداوي أبصار النَّاس: فَإِن جعلنَا ذَلِك مُتَوَلِّيًا، كَانَ مُتَوَلِّيًا حسنا، فِيهِ خير، وراحة، وَعدل. وَإِن جَعَلْنَاهُ مَالا، فَمَال مُفِيد. وَإِن جَعَلْنَاهُ رَاحَة، كَانَت رَاحَة مترادفة، أَو معيشة دارة، من وَجه جيد. قَالَ المُصَنّف: انْظُر مَا صَار إِلَيْهِ من المناصب والصنائع واعتبره بِحكم يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت إِمَامًا أُصَلِّي بِالنَّاسِ، قلت: عزمت على حفظ الْقُرْآن الْعَزِيز، قَالَ: نعم، قلت: تحفظه، فحفظه. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَنا وَاثْنَانِ نمشي فَوَقع رفيقي فِي بُسْتَان وَوَقعت أَنا وَالْآخر فِي أتون نَار، قلت: تَتَوَلَّوْا ثلاثتكم الْقَضَاء لأنكم عُلَمَاء، أما الَّذِي وَقع فِي الْبُسْتَان فَيَقَع فِي منصب حسن؛ وَرُبمَا يكون يحكم بِالْحَقِّ، وَأَنت ورفيقك قاضيان فِي النَّار فتتوليا منصبين رديين؛ وَرُبمَا تحكما بِغَيْر الْحق، لِأَن الْبُسْتَان يُسمى جنَّة وأنتما كنتما فِي النَّار، فَالْتَتقيَا الله فِيمَا تتوليا، فَعَن قَلِيل توَلّوا كَمَا ذكرنَا. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت حائكاً وَأَنا انسج، قلت: فِي أَي شَيْء كنت تنسج، قَالَ: مَا كَانَ قدامي شَيْء؛ إِلَّا أَنا أحرك يَدي ورأسي كالحائك، قلت: يَقع بك ارتعاش فِي الرَّأْس أو الْيَدَيْنِ. وَمثله قَالَ آخر: غير أَنه عقل على المكوك فِي يَده يرميه إِلَى الْيَد الْأُخْرَى، قلت لَهُ: لَك غَرِيم قد سرق لَك شَيْئا من الملبوس، وَأَنت كثير الإلتفات فِي طلبه، أَنْت وَآخر، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي يَدي قَلما وَأَنا ألقط بِهِ قلوباً من صحن فِيهِ طَعَام، وآخذ بِهِ لَحْمًا أَيْضا، قلت: تصير كَاتبا على بَحر. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تصير صياداً من المَاء، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ لي كَاتب: رَأَيْت أنني صرت جراحياً عِنْدِي أَنْوَاع من المراهم وَهِي زفرَة، قلت: عنْدك من الْمَرْأَة الَّتِي عنْدك هم عَظِيم لأجل طلوعات بهَا، قَالَ: نعم، قلت: ستعافى، فعوفيت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أعمل عنبراً وَالنَّاس يشْتَرونَ مني ذَلِك، قلت: تعجن الطين وتعمل مِنْهُ إِمَّا أواني وَإِمَّا طوباً وتفيد فِي ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أستخرج الماورد بأواني زجاج ونار على الْعَادة، وَالنَّاس يزدحمون على الْأَخْذ مني، قلت لَهُ: تضمن حَماما. وَمثله قَالَ آخر -وَكَانَ كَبِير الْقدر-، قلت: تملك أَو تبني حَماما، وَتَكون فَائِدَته كَثِيرَة. وَمثله قَالَ آخر؛ وَزَاد فِيهِ أَنه يكتوي من المَاء الْخَارِج، قلت لَهُ: كي مَاء أَنْت تعاني الكيمياء، قَالَ: نعم، وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت مجبراً، قلت: أَنْت رجل بِنَاء ماهر فِي صنعتك، إِذا وَقع بِالْبِنَاءِ عيب ترده، قَالَ: صَحِيح، قلت: يعول قدرك فِي ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت كحالاً، قلت لَهُ: صنعتك فِي عمل الْآبَار والعيون والسواقي وَنَحْو ذَلِك، وَلَك خبْرَة فِي صرف الْمِيَاه وكنس الْآبَار وإدرار جَرَيَان الْمِيَاه، قَالَ: نعم، قلت: ستحتاج النَّاس إِلَيْك، فَجرى ذَلِك.

فصل: وَأما إِن كَانَت رَائِحَة من صَار قَاضِيا ردية، أَو كَانَ يطعم النَّاس الْميتَة، أَو الْجِيَف، أَو كَانَ لبسه، ردياً، أَو كَانَ الطَّبِيب يفرق السمومات، أَو العقاقير الردية، أَو كَانَ الكحال يقْلع أعين النَّاس، أَو يكحلهم بِالْحِجَارَةِ، أَو التُّرَاب، أَو الْخشب، أَو الْمُجبر يكسر أَعْضَاء النَّاس، أوعظامهم، أَو الجرائحي يمزق لُحُوم النَّاس، أَو يسيل دِمَاءَهُمْ من الْأَعْضَاء الصَّالِحَة، أَو الْعَطَّار يَبِيع الْأَشْيَاء الردية، أَو الشرابات الردية: فَإِن جَعَلْنَاهُ متوالياً، كَانَ ظَالِما. وَإِن جَعَلْنَاهُ مكسباً كَانَ مكسباً حَرَامًا. وَإِن جَعَلْنَاهُ فَائِدَة، كَانَت بنكد. وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَأما من صَار فعله أَو صفته ردية فِيمَا صَار إِلَيْهِ من الصَّنْعَة فِي الْمَنَام فأعطه مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي طَبِيب: رَأَيْت أنني صرت قَاضِيا ولبسي مَا هُوَ جيد، قلت لَهُ: تقضي على المرضى فِي طبك بِمَا لَا يصلح لَهُم، وأخشى عَلَيْك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني طَبِيب وَأَنا أفرق السمومات وَالنَّاس يَأْخُذُونَ مِنْهَا، قلت لَهُ: أَنْت رجل قوي حاوي تجمع الْحَيَّات وَنَحْو ذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: تفِيد من ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر؛ غير أَنه قَالَ أبيع هَذِه السمومات وَمَا أرجع أبيع شَيْئا، قلت لَهُ: كَانَ السم سَائِلًا، قَالَ: نعم كَأَنَّهُ زَيْت، قلت: وَالَّذِي أَعطيتهم تعرفهم، قَالَ: لَا لكِنهمْ أشكال ردية، قلت لَهُ: ستظفر بِبَعْض أعدائك. وَقَالَ لي ملك: رَأَيْت أنني أكحل الْعُيُون الَّتِي تنظر إِلَيّ بِالتُّرَابِ، قلت: تظفر بجواسيس، قَالَ: صدقت. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني جرائحي وَأَنا أفرق لُحُوم النَّاس وَغَيرهم، قلت: أَنْت قَاطع طَرِيق بِالسِّلَاحِ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت رجل شَاعِر تسيء للنَّاس بمبضع لسَانك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أعمل الشَّرَاب فيتلف وَيَجِيء شرابًا ردياً، قلت: إياك أَن تتاجر بالثمار أَو السكر وَالْعَسَل وَنَحْو ذَلِك تخسر فِيهِ، فَمَا قبل مني، فَقَالَ لي أَنه غرم كثيرا. فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا الحداد

فصل: كل من يتعانى عمل الْحَدِيد، كالحدادين، والمسامريين: فهم أَصْحَاب أَمر، وَنهي وَقُوَّة، وبأس.

رؤيا النحاس

والنحاس: صَاحب أَخْبَار.

رؤيا النجار

والنجار: رجل يقمع الْمُنَافِقين.

رؤيا الطباخ

والشواء، والقلاء، والرواس، والطباخ، وبائع الْخبز: أَصْحَاب ولايات على الأرزاق، وَلَهُم ذكر دون. الصَّائِغ: رجل يعاشر الأكابر، ويتصرف فيهم.  وَرُبمَا كَانَ كذابا كالدهان، والمرزوق. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر أَصْحَاب الصَّنَائِع. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت حداداً، قلت: السَّاعَة تصير فِي بَاب جليل الْقدر وَتَكون تضرب النَّاس، لِأَن نزُول المطارق على الحديدة الممسوكة بالكلبتين يشبه الممسوك وَالنَّاس يضربونه. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أنفخ فِي كير حداد بِلَا نَار، قلت لَهُ: لَك زوجتان، فَإِن كنت عملت حداداً أَو عمل على نفخك رزقت مِنْهُنَّ الْأَوْلَاد وَإِلَّا فَلَا، لِأَن الْكِير فِيهِ أنبوبان عابران فِي بَيت النَّار كالذكر فِي فرج الْمَرْأَة واستواء الْحَدِيد كاستواء الْوَلَد. وَانْظُر مَا بِعَمَل عَلَيْهِ فَالَّذِي يعْمل السكَك للزَّرْع يخْدم من دلّت الْأَرَاضِي عَلَيْهِ وسكك الْخَيل للأجناد، وَالَّذِي يعْمل ذَلِك لأجل القباقيب يخْدم من يلبس أُولَئِكَ، وَالَّذِي يعملهم لأجل المراكب فلذوي الْأَمَانَة وَالْحِفْظ، وَنَحْو ذَلِك. وَشبه الْخشب بالمنافق لكَونه يسوس وَيَقَع على غَفلَة فيحسبه الْإِنْسَان ثَابتا وَلَا ثبات لَهُ، وَكَذَلِكَ أَيْضا تهرى أَطْرَافه فِي الْبُنيان فَيَقَع على غَفلَة، وَأَيْضًا يبصر ظَاهر الْخَشَبَة مليحاً فيكشفها النجار فَمَا يجدهَا تَنْفَع. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت قلاء، قلت: تَحت يدك ولَايَة ترمي النَّاس فِي عَذَاب ويكثرون صراخهم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت شوى، قلت: أَنْت سجان وَتدْخل بَعضهم الْجب وتنزع قماشهم، فَارْجِع عَن ذَلِك، فَتَركه. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت رواساً، قلت: أَنْت تصطاد من الْمِيَاه وتتعيش، قَالَ: صدقت. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تصير قيمًا فِي حمام تحلق رُؤُوس النَّاس، فَصَارَ كَذَلِك. لما أَن كَانَ بَاطِن مَا يعمله الدهان والمزوق والصائغ خلاف ظَاهره أشبه الْكَذِب.

رؤيا الخياط

و

رؤيا النقاش

فصل: النقاش، والرفاء، والمشعب، والخياط: أَصْحَاب مداراة، واجتماع متفرق. فَإِن نقش مَا لَا يَلِيق، أَو رفأ ثوبا بخيط دون، أَو خاط قِطْعَة مَعَ أُخْرَى لَا تلِيق بهَا: إنعكس ذَلِك. وَرُبمَا دلوا فِي هَذَا الْحَال على القوادين.

قَالَ المُصَنّف: دلّ النقاش والرفاء والمشعب والخياط وَنَحْوهم على مَا ذكرنَا لإِصْلَاح مَا عملوه، وَجمع مَا افترق، وَحفظ مَا خشِي إِتْلَافه. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أشعب الْأَوَانِي للْمَاء، قلت: تصير بِنَاء، وتحسن تصلح المصانع. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أنقش ألواحاً، قلت: أَنْت معلم مكتب ينصلح على يَديك جمَاعَة من المتعلمين إِن كَانَ نقشك جيدا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت رفاء، قلت: تصير جرائحياً تصلح أجساد النَّاس وَيبقى مَكَان ذَلِك أَثَره فِي الْجَسَد، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: فَمَا رفيت، قَالَ: قماشاً رفيعاً، قلت: أَنْت تصلح مَا تشعث من دور الأكابر، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: فَمَا الَّذِي رفيت، قَالَ: الْأَمْتِعَة للغطاء، قلت: أَنْت تتعلم إسقاف الْبيُوت. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أخيط فَيصير شبكة، قلت لَهُ تتعلم عمل الحزاكي. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تتعلم عمل الغرابيل والمناخل. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تصير صياداً بالشباك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تتعلم عمل التكك، فَصَارَ كَذَلِك.

رؤيا الفراء

وَالْفراء: صَاحب مَال، وفوائد، فِي زمن الشتَاء. وهموم فِي الصَّيف. صانع الزّجاج، والفخار: أَصْحَاب تَدْبِير، ومراراة، وطب. قَالَ المُصَنّف: دلّ الزّجاج والفاخوري على مَا ذَكرْنَاهُ للطف صنعتهم وَحسن مداراتهم فِيمَا يعملوه.

رؤيا الدباغ

الدّباغ: رجل مصلح، أَو طَبِيب، أَو متصرف، فِي بَرَكَات الهالكين. قَالَ المُصَنّف: قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت دباغاً، قلت: تصير قيمًا تغسل الثِّيَاب للمرضى، فَصَارَ بالمارستان. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تصير تنقي الْأَرَاضِي الدونة من الدغل والحشيش الَّذِي صَار بهَا، فَصَارَ كَذَلِك. فافهمه.

رؤيا الجزار

فصل: الجزار: رجل مهاب، يقهر أَرْبَاب الْجَهْل. وَرُبمَا دلّ على الظَّالِم، أَو قَاطع طَرِيق، وَذَلِكَ لما يفنى على يَدَيْهِ من الْأَرْوَاح.

رؤيا المعلم

ومعلم الْمكتب: مصلح لأهل الْجَهْل.

رؤيا المغربل

وحلاج الْقطن، والمغربل، وَالَّذِي ينخل الدَّقِيق: مصلح، مفرق بَين الْجيد والرديء. والمنجم: رجل خَبِير بأحوال الأكابر، وَيدل على الْكذَّاب. والحجار: رجل خَبِير، وبمداراة قساة الْقُلُوب، والأكابر. قَالَ المُصَنّف: قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت جزاراً، قلت: تتعلم الشّعْر وتتكلم فِي الناس أَو تمشي بالنميمة، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تصير فاصداً أَو حجاماً وتريق دِمَاء النَّاس لأجل الْمَنْفَعَة، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تنبش الْقُبُور. وَمثله قَالَ آخر؛ غير أَنه قَالَ كأنني أنفخ فِي كَعْب الْمَذْبُوح وَمَا علمت أنني ذبحته، قلت: أَنْت تفرق بَين المجتمعين والأقارب بكلامك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعْمل الزّجاج وتنفخ فِيهِ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تتعانى عمل الظروف وتربح مِنْهَا، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي قفصاً فِيهِ عصافير وَقد أطلقتهم، قلت: أَنْت معلم مكتب سيبطل مكتبك ويتفرق صغارك، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت سجان وسيروح من فِي سجنك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ لي آخر؛ وَكَانَ لَا يعرف الْخط: رَأَيْت أنني معلم مكتب وَالصبيان يقرؤون بِصَوْت طيب، قلت: أَنْت تعلم النَّاس الْغنى والزمزمة، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أحلج الْقطن، قلت: أَنْت مُتَوَلِّي حسن، طول نهارك تكبس المفسدين، قَالَ: نعم. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أغربل قمحي، قلت: أَنْت عزمت على إِخْرَاج زَكَاته، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على أَنَّك تجهز جمَاعَة إِلَى جليل الْقدر يعزرهم ويؤدبهم، فَضَحِك وَقَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أنخل الدَّقِيق، قلت: عزمت على عمل معجنة طين وتعملها لَبَنًا بالنَّار تعْمل دورك بِهِ، قَالَ: نعم، وتعجب من ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن الأمطار بحكمي، قلت: تصير مغربلا أَو تنخل الدَّقِيق، وتفيد من ذَلِك فَصَارَ كَذَلِك. وَدلّ النَّجْم على الْكذَّاب لكَونه يتَكَلَّم على من لَا عاشره وَلَا خَبره حق خبرته. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت منجماً أتصرف فِي النُّجُوم وأرتبها، قلت: أَنْت تصير خَبِيرا بِعَمَل جامات الْحمام وستفيد من ذَلِك، فَصَارَ كَذَلِك. فافهمه موفقاً إِن شَاءَ الله.

رؤيا الحمال

و

رؤيا الساعي

و

رؤيا الحراث

و

رؤيا الفلاح

فصل: المكاري، والمسدي، والحمال، والساعي، والحراث، وأمثالهم: أَصْحَاب السّفر، وتعب. قَالَ المُصَنّف: دلّ المكاري وَمن بعده على مَا ذكرنَا لِكَثْرَة رَوَاحهمْ ومجيئهم. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت مسدياً، قلت: تصير خطاطاً، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: كَانَ فِي يَديك قصب عَلَيْهِ غزل، قَالَ: نعم، قلت: كَانَ لذَلِك صَوت، قَالَ: نعم، قلت: تتعلم اللّعب بالبنازات، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت مكارياً، قلت: تتعلم علم هندسة الْأَرَاضِي، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت حمالاً، قلت: على رَأسك، قَالَ: نعم، قلت: يَقع برأسك ألم يوجعه. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني حملت على رَأْسِي رؤساً فِي إِنَاء فوقعوا مني، قلت: تحمل فخاراً يَقع مِنْك فينكسر، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صَارَت ساعياً أحمل الْكتب، قلت: أَنْت جاسوس ومعك كتب خُفْيَة، فَأرَانِي ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت حراثاً، قلت: لَك مَال عزمت على دَفنه. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على تسيير مَالك إِلَى بلد فِي بَحر أَو تقطع مَاء، قَالَ: نعم، قلت: تربح. فَافْهَم ذَلِك.

رؤيا موقّد النار

وموقد النَّار لمصْلحَة: خَادِم الأكابر، المتقرب إِلَيْهِم فِي نفع غَيره. فَإِن كَانَ ذَلِك فِي زمن الشتَاء، كَانَ بِلَا تَعب، وينال رَاحَة. وَإِن كَانَ فِي زمن الصَّيف، كَانَ بتعب، وغرامة. لِكَثْرَة عرقه، الَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَة المَال.

فصل: وَأما موقدها للمضرة، كمن يُرِيد حرق مَال النَّاس، أَو دُورهمْ، أَو ثِيَابهمْ: فَهُوَ رجل ردي، مثير الْفِتَن. وَأما موقدها للهداية: فَرجل أشبه شَيْء بالعلماء، وأرباب الْخَيْر. قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا أوقد النَّار وَتكلم عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أوقدت نَارا لأطبخ عَلَيْهَا رؤوساً، قلت: عزمت على أَنَّك تتعانى عمل الفخار أَو الطوب المشوي أَو الجير وَنَحْو ذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: تفِيد. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أوقدها لأضيء على النَّاس، قلت: تصير خَادِم مَسْجِد أَو بيعَة تعدل الْقَنَادِيل لذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أوقدها لأحرق بهَا الدّور، قلت: تَتَكَلَّم فِي أَمْلَاك النَّاس وتؤذيهم، فَارْجِع عَن ذَلِك.

رؤيا البستاني

البستاني: رجل يخْدم من دلّت الْأَشْجَار عَلَيْهِ، من الدُّنْيَا، وَالدّين.

رؤيا الجوهري

وثقاب اللؤلؤ، والجواهر، والخرز: رجل ممهد، ومصلح، ومؤلف بَين الأكابر، وَأَصْحَاب الْخَيْر.

رؤيا بائع القمّاش

فصل: بائع أو دقاق القماش: مصلح لمن دلّ القماش عَلَيْهِ.

رؤيا الرسام

والرسام: رجل صَاحب أَمر، وَنهي، وَرُبمَا كَانَ مهندساً.

رؤيا المطرز

والمطرز: رجل بِنَاء، أَو حراث، أَو خَادِم، لمن دلّت الثِّيَاب عَلَيْهِ.

رؤيا البنّاء

وَالْبناء: رجل لَا يشْبع من الدُّنْيَا، لِكَثْرَة قَوْله “هَات، هَات”. المبيض، والمطري، والصيقل، والجلاء: رجال أَصْحَاب صَلَاح، وسداد. وَرُبمَا دلوا على المدلس. وعَلى هَذَا فقس بَاقِي أَصْحَاب الصنايع. وَالله تَعَالَى أعلم.

قَالَ المُصَنّف: قَالَت لي امْرَأَة: رَأَيْت أنني صرت أدق القماش، وَأُخْرَى قَالَت: أنني صرت رسامة، قلت لكل وَاحِدَة: تصيرين ماشطة، فصارتا كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: قطعت القماش، قَالَ: نعم، قلت: تصير جلاداً قُدَّام جليل، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أرسم على صوف، قلت: تَأمر فَلَا يسمع مِنْك، لِأَن الصُّوف غَالِبا لَا يثبت عَلَيْهِ الرَّسْم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني أرسم على أَرض مليحة، قلت: تصير بستانياً وتسقي الزَّرْع. وَدلّ الْمُطَرز على الْبناء لِأَن التطريز كالبناء شَيْء بعد شَيْء جَانب بعضه إِلَى بعض، وعَلى الحراث لعبور الإبرة فِي الثَّوْب كالسكة العابرة فِي الأَرْض وطلوع الْخَيط والإبرة كالنبات، وعَلى خَادِم من دلّت عَلَيْهِ الثِّيَاب لِأَن الثَّوْب الْمَقْصُود مِنْهُ الطّراز لَا تميل النُّفُوس إِلَيْهِ حَتَّى يتم ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني تعلمت التطريز، قلت: تتعلم الْكِتَابَة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أطرز أشكال الْحَيَوَان، قلت: تصير دهاناً وتصور فِي صنعتك تصويراً على حسن مَا طرزت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت أطرز بالزركش، قلت: تصير بِنَاء للملوك الأكابر. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أعمل بيَدي زركشاً فِي قماش غَيْرِي وَالذَّهَب من عِنْدِي، قلت: تغير متاعك كَذَلِك فِي فَرح وتجمله بِهِ، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ صبي: رَأَيْت أنني صرت بِنَاء، قلت: تتعلم صَنْعَة التطريز، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت أَبيض الْغَزل فِي مرجل وَهُوَ يتْلف، قلت: تتحايل على النسوان وَتَأْخُذ مَا تعبوا عَلَيْهِ وتتلفه عَلَيْهِم، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أصقل السيوف، قلت: تصير مغسلاً، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت مطرياً، قلت: تصير تتعانى عمل الْجُلُود البانية. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت مبيضاً، قلت: تتعلم صَنْعَة الْوَرق، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تتعلم عمل الرقَاق والكفافة، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت جلاء، قلت: تصير كحالاً تجلي أبصار النَّاس، فَصَارَ كَذَلِك. فَافْهَم ذَلِك موفقاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا البساط – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا البساط – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الحصير

و

رؤيا السجادة

فصل: وَأما الْبسط، والحصر، والأخراج، والأعدال، والغرائر، والبراذع، وَنَحْوهم: فيدلوا على النِّسَاء، والخدم، وعَلى الْعِزّ، والغنى، أو الفقر حسب الرؤيا. فَمن لَهُ عَادَة بالبسط، وَرَأى أنه على أدون مِنْهَا، أَو على الْحصْر: دلّ على الْفقر، ونزول الْمرتبَة، والتحول من حَال إِلَى حَال أردى مِنْهُ. كَمَا أَن من لَهُ عَادَة بالفرش الدونه، أَو بالحصر، فَرَأى أَنه على أحسن مِنْهَا: نَالَ عزا، ورفعة، وغنى، وراحة. وَأما تلاف أحد هَؤُلَاءِ، أَو سَرقته، أَو خطفه، أَو ضيَاعه: دلّ على فِرَاق من دلّ عَلَيْهِ، مِمَّن ذكرنَا. وَالله أعلم.

قَالَ المُصَنّف: دلوا على الْخدمَة وَالنِّسَاء والخدم بِكَثْرَة استعمالهم، وكثرتهم وحسنهم على الْعِزّ وَالْمَال على مَا بَينا. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني ملكت بساطاً رومياً مَنْقُوشًا، قلت لَهُ: يَتَجَدَّد لَك بُسْتَان مليح على قدر حسنه، فَاشْترى ذَلِك، لِأَن أَكثر هَذِه الْبسط فِيهَا التصاوير. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أقلع صوراً من بِسَاط، قلت: فَسَهَل ذلَك عَلَيْك، قَالَ: نعم وَمَا تعسر، قلت: تنال خيراً رجل كثير الصَّيْد فِي الْبَسَاتِين وستربح من ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أنسج بساطاً محفوراً، قلت: عملت فِيهِ تصاوير، قَالَ: نعم، قلت: أَنْت عزمت على عمل صَنْعَة الدهان والتزويق، قَالَ: نعم، قلت: إِن كَانَ تمّ ربحت وَإِلَّا فَلَا. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَنِّي قد تجدّد فِي بَيْتِي بساطاً مليحاً فِيهِ صور ملاح، قلت: تتَزَوَّج امْرَأَة وترزق مِنْهَا ذُرِّيَّة، فَجرى ذَلِك، وَيكون أَصْلهَا من الْبَلَد الَّذِي تعْمل فِيهِ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت عِنْدِي برذعة مقطعَة، قلت: لَك دَابَّة، قَالَ: نعم، قلت: يحدث بهَا عقور. وَمثله قَالَ آخر، قلت: تشتري دَابَّة فِيهَا عيب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي خرجا وَأَنا أنزل فِي عينه الْوَاحِدَة تَارَة وَفِي الْأُخْرَى تَارَة، قلت: أَنْت تنْكح أُخْتَيْنِ، قَالَ: صَحِيح مَاتَت امْرَأَتي وَأخذت أُخْتهَا. وَمثله قَالَ آخر غير أَنه قَالَ: كَانَ فيهمَا تُرَاب وَأَنا أرفعه، قلت: أَنْت رجل تحفر الْآبَار وَلَك فِي ذَلِك يَد. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن على كَتِفي خرجا قد أثقلها، قلت: يَقع بهَا جرح يؤذيها. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بلعت خرجا خُفْيَة، قلت لَهُ: أَنْت سرقت ميزاناً وبعته وأكلت ثمنه، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي حصراً مقطعَة وَأَنا أسدها ببساط، قلت لَهُ: جمعت مَالا وَقت الْغنى وَأَنت تنفقه وتستر حالك فِي أَوْقَات الْفقر بِثمنِهِ، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني بلعت حمارا وَقد رَجَعَ أطلعه من فمي بِذَنبِهِ، قلت: سرقت برذعة حمَار فعرفك أَصْحَابهَا فأعادوها مِنْك، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بلعت عدلا ملآن قماش، قلت لَهُ: سرقت دَار أحد الْعُدُول وَمَا عرف بك أحد، قَالَ: صدقت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني رفعت ستراً مصوراً لأصطاد بِهِ الطُّيُور وَقد تعلق بِهِ من جملَة الطُّيُور طير عَظِيم مليح، قلت لَهُ: أَنْت رجل تعرف تلعب بخيال الظل، وَكنت فِي الأول تلعب بِهِ للعامة والخاصة والساعة تلعب بِهِ قُدَّام جليل الْقدر كالملوك وَمن يعاشرهم، وتختص بلعبك ويغنيك عَن النَّاس، فَجرى ذَلِك. فافهمه.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

رؤيا الحذاء – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الحذاء – تفسير الاحلام لابن نعمة

و

رؤيا الخف

و

رؤيا الجوارب

و

رؤيا النعل

فصل: وَأما لبس الحوائص، والكمارنات، والخفاف، والمداسات، والزرابيل، والجربانات، وَنَحْوهم، لمن يصلح لَهُ ذَلِك: عز وجاه، وغنى، وَزوج، أَو أَوْلَاد، أَو معايش، أَو فَوَائِد، أَو أقَارِب، أَو معارف. فَمَا  نزل بِشَيْء من ذَلِك، من خير، أَو شَرّ، عَاد على من دلّ عَلَيْهِ. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ ذَلِك على أَنه يطَأ أَرضًا جَدِيدَة أَو يملك دَارا كَذَلِك، لكَونه وطأ بقدمه فِي مَكَان غَرِيب أَو جَدِيد. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني لبست خفاً جَدِيدا، قلت: كَانَ ضيقا، قَالَ: نعم، قلت: تسجن لأجل حَيَوَان، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر: قلت: أَنْت تطلب سفرا، قَالَ: نعم، قلت: يبطل سفرك، لِأَن الضّيق فِي الرجل يمْنَع الرواح والمجيء. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن فِي رجْلي مداساً ضيقَة وَهِي كلما مشيت بهَا يطلع لَهَا صَوت، قلت: عنْدك امْرَأَة قد ضيقت عَلَيْك، وَهِي كَثِيرَة العياط، وقولك فِيهَا قَاطع من ظَاهرهَا، قَالَ: صَحِيح، وقولك أَنَّهَا بِلَا كَعْب، قلت: هِيَ مَا تحفظك خَلفك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت فِي وسطي حياصة مذهبَة مليحة لَكِنَّهَا تَحت الثِّيَاب وَأَنا أفرح بهَا، قلت لَهُ: فِيهَا علاقين، قَالَ: لَا، قلت: أَنْت تَجْتَمِع بِامْرَأَة جندي خُفْيَة وَلَا يعلم بك أحد، وَهِي طَوِيلَة الْقَامَة دقيقة الْبشرَة، قَالَ: صدقت، قلت: تحدثت أَنْت وَإِيَّاهَا سرا فِي التَّزْوِيج، قَالَ: نعم، قلت: يتم ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أعبرت حياصة فِي سروالي مَكَان التكة، قلت لَهُ: فِي وسط دَارك طبقَة أطلعت إِلَيْهَا امْرَأَة من نسَاء الْجند وَمَا وافقتك على مرادك، قَالَ: صَحِيح، وَكَانَ دَلِيله أَن مجْرى التكة مثل الطَّبَقَة المخفية، وَكَونهَا لم توافقه لِأَن الحياصة لَا تجْرِي مَوضِع التكة بل تتعسر. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن مداساً جَدِيدا عضني فِي رجْلي، قلت لَهُ: يَقع برجلك حرق أَو يطلع بهَا طُلُوع. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَمسَح مداس الْملك، قلت لَهُ: تصير لَهُ خادما. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني قدمت للْملك مداساً مليحة، قلت: يروح مِنْهُ مركبان، فَجرى ذَلِك. فافهمه.

فصل: كل ملبوس إذا دلّ على نكد، فعتيقه أَهْون على الرَّائِي من جديده. وَمن بَاعَ من الملبوس، وَغَيره، مَا يدل على الْفَائِدَة، أَو وهبه، أَو ضَاعَ مِنْهُ: فَاتَتْهُ رَاحَة وَربح وَخير. كَمَا أَنه إِذا بَاعَ شَيْئا مَكْرُوها، أَو وهبه، أَو ضَاعَ مِنْهُ: زَالَ عَنهُ هم، ونكد. وَحصل لَهُ فَائِدَة، وَخير.

فصل: وكل ملبوس يحْتَاج إِلَى أزرار، فرؤيته بِلَا أزرار: تدل على النَّقْص فِيهِ، وكل ملبوس لبس فِي غير مَوْضِعه، كالعمامة فِي الرجل، أَو التعمم بالسراويل، وَنَحْوه: رُبمَا دلّ ذَلِك على الْفقر، أَو وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه. وكل من لبس القماش، الضّيق، مَا لَا عَادَة لَهُ بِهِ: فَهُوَ نكد أَو ضيقَة، وَنَحْو ذَلِك. كَمَا أَن من لبس، من الْوَاسِع، مَا لَا يَلِيق بِهِ: دلّ على النكد، والحيرة. قَالَ المُصَنّف: اعتبر النَّقْص والوضع فِي غير مَحَله وَتكلم عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عَليّ قبَاء بِلَا أزرار، قلت لَهُ: عنْدك امْرَأَة عقيم لَا أَوْلَاد لَهَا، قَالَ: صحيح. وَمثله رأى آخر، قلت: عنْدك شَجَرَة مثمرة والساعة يتْلف ثَمَرهَا، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ لي صَاحب حلب، قلت لَهُ: عسكرك مُقَابل عَسْكَر مصر، وَهَذَا وَقت صنف، مَا الْحَاجة دَاعِيَة إِلَى أَن تزور، السَّاعَة يَقع الصُّلْح، وينصرف العساكر من طلب الْوَاحِد الآخر، وَيروح هَذَا الزر، فَجرى ذَلِك. وَرَأى آخر أَنه تعمم فِي رجلَيْهِ بعمامته ولوثها، قلت لَهُ: أَنْت ارتكبت فاحشة، فَقَالَ: كنت سَكرَان، قلت: لَا ترجع تعود. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني لبست مداسي فَوق رَأْسِي، قلت لَهُ: أبصرك أحد، قَالَ: نعم، قلت: يَقع لَك ألم برأسك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني تعممت بسروالي فَوق رَأْسِي، قلت لَهُ: لَك ابْن وَبنت، قَالَ: نعم، قلت: السَّاعَة تزوجهما وتسكنهما فَوق رَأسك، قَالَ: هَذَا عزمي. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن الْملك سير إِلَى سروالي، قلت لَهُ: تتولى وَتصير وَالِي، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عَليّ جوخة ضيقَة كثير، قلت: كَانَ فِي الصَّيف، قَالَ: نعم، قلت: يخْشَى عَلَيْك سجن عِنْد إفرنج أَو على يَد إفرنجي، فحبسه الإفرنج.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف