رؤيا الأرض – تفسير الاحلام لابن شاهين

فصل فِي رُؤْيا الأَرْض و الصحراء و الطريق في المنام.

رؤيا الأرض

قَالَ دانيال: رؤياها تعبر بِامْرَأَة.

وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فِي أَرض بادية متسعة وَلم تكن تِلْكَ الأَرْض بعيدَة فَإِنَّهُ يُسَافر عَاجلا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر الأَرْض وَيَأْكُل ترابها فَإِنَّهُ يجد مَالا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر الأَرْض كالجب أَو السرداب فَإِنَّهُ يقبض مَالا بالمكر وَالْحِيلَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد ابتلعته الأَرْض فَإِنَّهُ يَقع فِي وعناء وهم أَو يتْلف مَاله من قبل امْرَأَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد توجه من أَرض متسعة إِلَى أَرض ضيقة فإن ذلك غير محمود في أمور دينه.

وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن الأَرْض قد طويت تَحت قدمه فَإِنَّ ذلك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الأَرْض ترتج فَإِنَّهُ حُصُول خوف.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَلك أَرضًا مَعْرُوفَة مد بَصَره فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة خطرها فِي النَّاس بِقدر سَعَة الأَرْض.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملك أَرضًا مَجْهُولَة كَبِيرَة فَإِنَّهَا دنيا بِقدر سَعَة تِلْكَ الأَرْض وَرُبمَا كَانَت أَمَانًا لِأَن النَّاس خلقُوا مِنْهَا وَرُبمَا كَانَت زَوْجَة الْإِنْسَان لأنها تحرث.

ومن رأى في المنام أنه في أرض واسعة مستوية لا يعرفهغ، فإنه حصول غنيمة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يجلس على الأَرْض فَإِنَّهُ يتَمَكَّن مِنْهَا ويعلو عَلَيْهَا لقَوْله تَعَالَى: {وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر}.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يضْرب فِي الأَرْض بِشَيْء فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا يَبْتَغِي الرزق لقَوْله تَعَالَى: {وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله}.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ بَاعَ أَرضًا أَو أخرج إِلَى غَيرهَا فَإِنَّ ذلك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْكُل من الأَرْض بقسمة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر مَا أكل من غير مشقة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الأَرْض طويت سَرِيعا ثمَّ سير بهَا فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود فِي حَقه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أنها طويت لَهُ وَصَارَت بَين يَدَيْهِ فَإِن حَيَاته تطول.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من أَرض جدبة إِلَى أَرض مخضرة فَإِنَّهُ ينْتَقل من بِدعَة إِلَى سنة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من أَرض خضرَة إِلَى أَرض جدبة فضده.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من أَرض إِلَى أَرض وهما سَوَاء فَإِنَّهُ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان مثله. وَإِن كَانَت إِحْدَاهمَا متميزة عَن الْأُخْرَى فَيكون الْأَحْسَن مَا وصل إِلَيْهِ أَو تَركه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من أَرض أَو أمل الْخُرُوج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَبِيع دَابَّته أَو دَاره أَو يُطلق زَوجته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي من أَرض إِلَى أَرض متواليا فَإِنَّهُ يداوم سَفَره من أَرض إِلَى أَرض بِسَبَب امْرَأَة أَو غير ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يتمرغ على الأَرْض فَلَا خير فِيه ذلك. وَقِيلَ: إِن تلوث مِنْهَا فحصول مَال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الأَرْض انشقت وَخرج مِنْهَا دَابَّة تكلم النَّاس فَإِنَّهُ يرى مِنْهَا عجبا يتعجب النَّاس مِنْهُ وَرُبمَا دلّت على قرب الأجل لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم} وَرُبمَا كَانَ الرَّائِي عِنْده شكّ فِي الْبَعْث لتَمام الْآيَة أَن النَّاس كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يوقنون.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر أَرضًا فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو عِنْده مَرِيض كان ذلك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر مَكَانا فِي الأَرْض ليدْخل فِيهِ إنسانا فَإِنَّهُ رجل ذُو مكر يقْصد اصطناع الْمَكْر ليرمي فِيهِ غَيره.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر قناة فَإِنَّهُ يسْلك أمرا بِسَبَب معيشة.

وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فَإِنَّهُ يُطلق زَوجته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على حُفْرَة وَلم ينزلها يكون بَينهمَا خُصُومَة ثمَّ يتصالحان.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من حُفْرَة أَو نهر فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى. وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا تخلص.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي شَيْء من ذَلِك وَهُوَ يستغيث بِمن يرفعهُ مِنْهُ فَلم يجد فَإِن ذَلِك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الأَرْض كَلمته بِكَلَام فهمه فَإِنَّهُ طول حَيَاة. وَإِن لم يفهمهُ فضد ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر خليجا فَإِنَّهُ يصطنع مَعْرُوفا وَرُبمَا يشْتَغل بِأَمْر يتَعَلَّق بِمن هُوَ دون الْملك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جسر -بنى- جِسْرًا فَإِنَّهُ يكون مُتَمَكنًا فِي دينه. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرب جِسْرًا فضد ذَلِك.

وَقِيلَ: رُؤْيا الجسر تؤول على أَرْبَعَة أوجه رجل كَبِير الْقدر وَمَنْفَعَة وَصَلَاح وَحفظ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حوى أَرضًا بِمَاء فَإِنَّهُ يحتوي على شَيْء ويملكه. وَإِن كَانَ أعزب يتَزَوَّج امْرَأَة.

فَإِن رأى أن لَهُ أَرضًا وَقد قطعهَا بَحر فَإِنه هم من جهة الْملك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ أَرضًا متسعة وَبهَا حفر كَثِيرَة حَتَّى لَا يَسْتَطِيع السالك أَن يمر بهَا فَإِنَّهُ يؤول على امْرَأَة كَثِيرَة الْفساد وَالْمَكْر والخديعة أو بهَا عُيُوب كَثِيرَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع من الأَرْض لَبَنًا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر يحصل لَهُ مِنْهُ فَائِدَة من وَجه حل.

فصل فِي رُؤْيا الصَّحرَاء

رؤيا الصحراء

قَالَ ابْن سِيرِين: الصَّحرَاء تدل على الأفراح ووفور السرُور واستقامة الْأَحْوَال من جِهَة السُّلْطَان على قدر سعتها ونزهتها وفضائها.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) صحراء وَاسِعَة قد اخضرت فِي أوانها وَهُوَ يسْعَى ويتنزه فِيهَا فَإِنَّهُ يدل على التَّقَرُّب بالسلطان الْعَادِل ويرزق مِنْهُ خيرا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) صحراء ممتدة إِلَى غير النِّهَايَة فِي مد الْبَصَر وَيكون فِيهَا شوك وهوام ووحوش فَإِنَّهُ إن كَانَ مِمَّن يَلِيق للخدم الْوَظَائِف فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك ظَالِم غشوم سيرته ذميمة ويقتدي الْملك بأموره. وَإِن كَانَ مِمَّن لَا يَلِيق بذلك وَهُوَ من الاطراف فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى امْرَأَة فَاحِشَة ذميمة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي صحراء ممتدة وَقد نبت فِيهَا جملَة من الأزهار والرياحين والورد وَهُوَ بهَا فَإِنَّهُ يصاحب رجلا جليل الْقدر ويكتسب من علمه وعقله ومعرفته وَرُبمَا كَانَ تقربا إِلَى ملك عَادل وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة إِذا كَانَ لائقا لذَلِك.

وَقيل: رُؤْيا الصَّحرَاء سفر جَدِيد بغنيمة من وَجه حل.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَرضًا أَو بادية أَو صحراء ممتدة وَاسِعَة لَا يرى لَهَا حد وَلم يكن رَآهَا قطّ وَلم يعرفهَا فَهُوَ على وَجْهَيْن انبساط الدُّنْيَا والمعاش أَو سفر فِيهِ خير وَمَنْفَعَة. وَإِنْ رَأَى حُدُودهَا فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة فَيعْتَبر الرَّائِي ذَلِك. وَإِن كَانَ رؤياها حَسَنَة تكون الْمَرْأَة جميلَة وَإِلَّا فضده.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الأَرْض الَّتِي هُوَ بهَا انبسطت واتسعت دلّت رُؤْيَاهُ على عَيْش أَهلهَا وَطول أَعمار.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) صحراء وَبهَا أشجار فإنهم أَقوام يقصدون الْملك.

فصل فِي رُؤْيا الطّرق

رؤيا الطريق

وَهُوَ على أوجه، منهاج الْحق، وطرق الرشاد، وحاكم عَادل، وَدَلِيل للخير، وَأمر مَحْمُود، وَقد تقدم الْكَلَام فِيمَا يرَاهُ الْإِنْسَان فِي ذَلِك جَمِيعه من أُمُور شَتَّى فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين فَإِنَّهَا مَحل ذكر ذَلِك لكَون الصَّادِر فِيهَا من فعل الْإِنْسَان فِي يقظته وَقد نبهت عَلَيْهَا وَذكرت الْمَعْنى لِئَلَّا تصير الأَرْض خَالِيَة من ذكر الطَّرِيق.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف

اترك تعليقاً