رؤيا الحصار – تفسير الاحلام لابن شاهين

فصل فِي رُؤْيا الْحصار والمحاصرة و المنجنيق و المدفع في المنام.

رؤيا الحصار

من رأى أَنه دخل حصارا فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الأعادي. وَإِن رأى أَنه خرج من حِصَار فَإِن الأعادي تظفر بِهِ.

وَقَالَ جَابر المغربي: إِن كَانَ فِي الْحصار ذخيرة زَائِدَة فَإِنَّهُ دَلِيل الْخَيْر وَالصَّلَاح فِي دينه. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فبضده.

وَقيل: من رأى أَنه يحاصر قوما وَرمى عَلَيْهِم بأنواع آلَات الْقِتَال فَإِنَّهُ يُنَازع مَعَ قوم ويرميهم بالْكلَام فَإِن أصَاب مَا رمى بِهِ شَيْئا أثر كَلَامه. وَإِن لم يصب لم يُؤثر وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه يَرْمِي عَلَيْهِم من أَعلَى شَيْء مِمَّا ذكر.

وَقيل: من رأى أَنه فِي حِصَار فَإِنَّهُ انحصار.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من الْحصار وَلم يجد من يشوش عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَحْمُود. وَإِن وجد مَعَ ذَلِك فُرْجَة وراحة فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ افْتقر إِلَى شَيْء من الْآلَات وَلم يجدهَا فَإِنَّهُ نقص فِي قدرته. وَإِن وجدهَا فَإِنَّهُ تَمام أمره سَوَاء كَانَ محاصرا أَو محاصرا.

فصل فِي رُؤْيا المنجنيق والمدفع والمكحلة وَنَحْوهَا مِمَّا يرْمى بِهِ فِي الْحصار والمحاصرة

رؤيا المنجنيق

من رأى منجنيقا يرْمى بِهِ على قلعة أَو مَدِينَة منسوبة إِلَى الْإِسْلَام فَإِن الرَّائِي يحصل مِنْهُ كَلَام يكون فِيهِ نقص للاسلام وَرُبمَا كَانَ فِيهِ ضَرَر لأهل ذَلِك الْمَكَان فليتق الله. وَإِن كَانَ يَرْمِي بِهِ على مَدِينَة الْكفَّار أَو قلعتهم فَإِنَّهُ دَلِيل على أَن الرَّامِي قَائِما فِي دين الله مبغضا لما سواهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن المنجنيق حصل بِهِ خلل فَإِنَّهُ غَلَبَة للرامي وظفر لأهل ذَلِك الْمَكَان.

وَأَمَّا حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يؤول بِالْكَلِمَةِ الْعُظْمَى.

فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أَصَابَهُ حجر من ذَلِك فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ فَإِن أزعج فِيهِ شَيْئا أَو كَسره فَهُوَ حُصُول مضرَّة.

وَقِيلَ: حجر المنجنيق كلمة الْملك.

وَقيل: من رأى حِجَارَة المنجنيق تنزل على مَكَان فَإِن هدمت أَو خربَتْ كَانَ الضَّرَر بِقدر الْهدم والخراب وَإِلَّا فَيكون نَاقِصا من ذَلِك. وَأَمَّا الضَّرَر فَهُوَ مَوْجُود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع منجنيقا فَإِنَّهُ يضمر مكرا ومكيدة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرب منجنيقا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي بطلَان مَا يكون لَهُ وَلغيره أَو يخدع.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينحت حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يحمل ملكا على أَمر حَتَّى يتَكَلَّم بِكَلِمَة يكون فِيهَا ضَرَر وأذى.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يكسر كَلَام الْملك.

وَقِيلَ: رُؤْيا المنجنيق تؤول بقدوم الْعَسْكَر فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فِيهِ.

رؤيا المدفع

وَأما رُؤْيا المدفع فهم وخصم وغالب.

وحجره كلمة ذَلِك الْخصم.

وَقِيلَ: إنه يعبر بِنَوْع من المنجنيق وَرُبمَا كَانَ المدفع أقوى من المنجنيق.

وَقِيلَ: المنجنيق هُوَ مَا يقوم مقَام الْملك.

والمدفع الْكَبِير الْجَدِيد هُوَ الْملك بِعَيْنِه فَيعْتَبر الْمعبر الْمعَانِي فِي ذَلِك ويؤول مَا ظهر لَهُ بِتَوْفِيق الله تَعَالَى.

وَأما المكاحل فهم دون ذَلِك وتعبر بقريب من هَذَا الْمَعْنى على الْقدر والهيئة.

وَأَمَّا النفوط والأسهم الخطائي والطيارات وَنَحْو ذَلِك فَكَلَام محرق مُضر.

فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أصَاب أحدا بِشَيْء من ذَلِك يُصِيبهُ بِكَلَام يحرقه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا من ذَلِك أصَاب مَكَانا وَلم يصبهُ هو فَلَيْسَ يُؤثر فِيهِ وَلَكِن يجْرِي بِسَبَبِهِ.

وكل مَا يَرْمِي بِهِ الْإِنْسَان من جَمِيع الْأَنْوَاع فَهُوَ كَلَام فَمَا كَانَ مِنْهُ صائبا كَانَ للْكَلَام تَأْثِير. وَإِن آلمه كَانَ أبلغ. وَإِن لم يصب فَلَيْسَ لذَلِك الْكَلَام تَأْثِير وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف

اترك تعليقاً