معنى كلمة ذأر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ذأر – معجم لسان العرب- قاموس عربي عربي


ذأر: ذَئِرَ الرَّجُلُ: فَزِعَ. وَذَئِرَ ذَأَرًا، فَهُوَ ذَئِرٌ: غَضِبَ؛ قَاْلَ عُبَيْدُ بْنُ الْأَبْرَصِ:
لَمَّا أَتَانِي عَنْ تَمِيمٍ أَنَّهُمْ ذَئِرُوا لِقَتْلَى عَامِرٍ وَتَغَضَّبُوا
يَعْنِي نَفَرُوا مِنْ ذَلِكَ وَأَنْكَرُوهُ، وَيُقَالُ: أَنِفُوا مِنْ ذَلِكَ وَيُقَالُ: إِنَّ شُئُونَكَ لِذَئِرَةٌ. وَقَدْ ذَئِرَهُ أَيْ ڪَرِهَهُ وَانْصَرَفَ عَنْهُ.
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الذَّائِرُ الْغَضْبَانُ. وَالذَّائِرُ: النَّفُورُ. وَالذَّائِرُ: الْأَنِفُ. اللَّيْثُ: ذَئِرَ إِذَا اغْتَاظَ عَلَى عَدُوِّهِ وَاسْتَعَدَّ لِمُوَاثَبَتِهِ. وَأَذْأَرَهُ عَلَيْهِ: أَغْضَبَهُ وَقَلَبَهُ؛ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يَكْفِهِ ذَلِكَ حَتَّى أَبْدَلَهُ فَقَالَ: أَذْرَأَنِي، وَهُوَ خَطَأٌ. أَبُو زَيْدٍ: أَذْأَرْتُ الرَّجُلَ بِصَاحِبِهِ إِذْآرًا، أَيْ: حَرَّشْتُهُ وَأَوْلَعْتُهُ بِهِ.
وَقَدْ ذَئِرَ عَلَيْهِ حِينَ أَذْأَرْتُهُ، أَيِ: اجْتَرَأَ عَلَيْهِ. وَأَذْأَرَهُ الشَّيْءَ: أَلْجَأَهُ. وَأَذْأَرَهُ بِصَاحِبِهِ: أَغْرَاهُ.
 وَذَئِرَ بِذَلِكَ الْأَمْرِ ذَأَرًا: ضَرِيَ بِهِ وَاعْتَادَهُ. وَذَئِرَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى بَعْلِهَا وَهِيَ ذَائِرٌ: نَشَزَتْ وَتَغَيَّرَ خُلُقُهَا.
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَمَّا نَهَى عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ ذَئِرْنَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ؛ قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: أَيْ: نَفَرْنَ وَنَشَزْنَ وَاجْتَرَأْنَ، يُقَالُ مِنْهُ: امْرَأَةٌ ذَئِرٌ عَلَى مِثَالِ فَعِلٍ.
وَفِي الصِّحَاحِ: امْرَأَةٌ ذَائِرٌ عَلَى فَاعِلٍ، مِثْلُ الرَّجُلِ. يُقَالُ: ذَئِرَتِ الْمَرْأَةُ تَذْأَرُ فَهِيَ ذَئِرٌ وَذَائِرٌ أَيْ: نَاشِزٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وَأَذْأَرَهُ: جَرَّأَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ: سُوءُ حَمْلِ الْفَاقَةِ يُحْرِضُ الْحَسَبَ وَيُذْئِرُ الْعَدُوَّ، يُحْرِضُهُ: يُسْقِطُهُ. وَذَاءَرَتِ النَّاقَةُ وَهِيَ مُذَائِرٌ: سَاءَ خُلُقُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بِأَنْفِهَا وَلَا يَصْدُقُ حُبُّهَا. أَبُو عُبَيْدٍ: ذَاءَرَتِ النَّاقَةُ عَلَى فَاعَلَتْ، فَهِيَ مُذَائِرٌ إِذَا سَاءَ خُلُقُهَا وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ إِذَا نَشَزَتْ، قَاْلَ الْحُطَيْئَةُ: ذَارَتْ بِأَنْفِهَا، مِنْ هَذَا، فَخَفَّفَهُ، وَقِيلَ: الَّتِي تَنْفِرُ عَنِ الْوَلَدِ سَاعَةَ تَضَعُهُ. وَالذِّئَارُ: سِرْقِينٌ مُخْتَلِطٌ بِتُرَابٍ يُطْلَى عَلَى أَطْبَاءِ النَّاقَةِ لِئَلَّا يَرْضَعَهَا الْفَصِيلُ وَقَدْ ذَأَرَهَا.

معنى كلمة ذأر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأذأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأذأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ذأذأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذأذأ: الذَّأْذَاءُ وَالذَّأْذَاءَةُ: الِاضْطِرَابُ. وَقَدْ تَذَأْذَأَ: مَشَى ڪَذَلِكَ. أَبُو عَمْرٍو: الذَّأْذَاءُ: زَجْرُ الْحَلِيمِ السَّفِيهَ. وَيُقَالُ: ذَأْذَأْتُهُ ذَأْذَأَةً: زَجَرْتُهُ.

معنى كلمة ذأذأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ذأح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذأح: ذَأَحَ السِّقَاءَ ذَأْحًا: نَفَخَهُ؛ عَنْ ڪُرَاعٍ.

معنى كلمة ذأح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ذأج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذأج: ذَئِجَ مِنَ الشَّرَابِ، وَذَأَجَ يَذْأَجُ ذَأْجًا وَذَأَجًا: أَكْثَرَ. وَالذَّأْجُ: الْجَرْعُ الشَّدِيدُ. وَالذَّأْجُ: الشُّرْبُ؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَذَأَجَ إِذَا أَكْثَرَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. وَذَأَجَ الْمَاءَ يَذْأَجُهُ ذَأْجًا إِذَا جَرَعَهُ جَرْعًا شَدِيدًا؛ قَالَ:
خَوَامِصًا يَشْرَبْنَ شُرْبًا ذَأْجَا لَا يَتَعَيَّفْنَ الْأُجَاجَ الْمَأْجَا
وَذَئِجَ مِنَ الشَّرَابِ وَمِنَ اللَّبَنِ أَوْ مَا ڪَانَ إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ. الْفَرَّاءُ: ذَئِجَ وَضَئِمَ وَصَئِبَ وَقَئِبَ إِذَا أَكْثَرَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. التَّهْذِيبُ: وَذَأَجَ إِذَا شَرِبَ قَلِيلًا. وَذَأَجَ السِّقَاءَ ذَأْجًا: خَرَقَهُ. وَذَأَجَهُ ذَأْجًا: نَفَخَهُ؛ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِذَا نَفَخْتَ فِيهِ تَخَرَّقَ أَوْ لَمْ يَتَخَرَّقْ. وَذَأَجَ النَّارَ ذَأْجًا وَذَأَجًا: نَفَخَهَا وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ بِالْحَاءِ.
وَذَأَجَهُ ذَأْجًا وَذَأَجًا: قَتَلَهُ؛ عَنْ ڪُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وَذَأَجَهُ إِذَا ذَبَحَهُ.

معنى كلمة ذأج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ذأت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذأت: ذَأَتَهُ يَذْأَتَهُ ذَأْتًا: خَنَقَهُ، مِثْلَ: دَغَتَهُ دَغْتًا. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ذَأَتَهُ إِذَا خَنَقَهُ أَشَدَّ الْخَنْقِ حَتَّى أَدْلَعَ لِسَانَهُ.

معنى كلمة ذأت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ذأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ذأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذأب: الذِّئْبُ: ڪَلْبُ الْبَرِّ، وَالْجَمْعُ أَذْؤُبٌ فِي الْقَلِيلِ، وَذِئَابٌ وَذُؤْبَانٌ؛ وَالْأُنْثَى ذِئْبَةٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَأَصْلُهُ الْهَمْزُ. وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ: فَيُصْبِحُ فِي ذُوبَانِ النَّاسِ.
يُقَالُ لِصَعَالِيكِ الْعَرَبِ وَلُصُوصِهَا: ذُوبَانٌ؛ لِأَنَّهُمْ ڪَالذِّئَابِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي ذَوَبَ، قَالَ: وَالْأَصْلُ فِي ذُوبَانٍ الْهَمْزُ، وَلَكِنَّهُ خُفِّفَ، فَانْقَلَبَتْ وَاوًا. وَأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ: ڪَثِيرَةُ الذِّئَابِ، ڪَقَوْلِكَ أَرْضٌ مَأْسَدَةٌ مِنَ الْأَسَدِ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: وَنَاسٌ مِنْ قَيْسٍ يَقُولُونَ مَذْيَبَةٌ، فَلَا يَهْمِزُونَ، وَتَعْلِيلُ ذَلِكَ أَنَّهُ خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا صَحِيحًا، فَجَاءَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً، فَلَزِمَ ذَلِكَ عِنْدَهُ فِي تَصْرِيفِ الْكَلِمَةِ.
وَذُئِبَ الرَّجُلُ: إِذَا أَصَابَهُ الذِّئْبُ. وَرَجُلٌ مَذْءُوبٌ: وَقَعَ الذِّئْبُ فِي غَنَمِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: ذُئِبَ الرَّجُلُ، عَلَى فُعِلَ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
هَاعٍ يُمَظِّعُنِي وَيُصْبِحُ سَادِرًا سَدِكًا بِلَحْمِي ذِئْبُهُ لَا يُشْبِعُ
عَنَى بِذِئْبِهِ لِسَانَهُ، أَيْ أَنَّهُ يَأْكُلُ عَرْضَهُ، ڪَمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْغَنَمَ.
وَذُؤْبَانُ الْعَرَبِ: لُصُوصُهُمْ وَصَعَالِيكُهُمُ الَّذِينَ يَتَلَصَّصُونَ وَيَتَصَعْلَكُونَ. وَذِئَابُ الْغَضَا: بَنُو ڪَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ، سُمُّوا بِذَلِكَ؛ لِخُبْثِهِمْ لِأَنَّ ذِئْبَ الْغَضَا أَخْبَثُ الذِّئَابِ.
وَذَؤُبَ الرَّجُلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً، وَذَئِبَ وَتَذَأَّبَ: خَبُثَ وَصَارَ ڪَالذِّئْبِ خُبْثًا وَدَهَاءً.
وَاسْتَذْأَبَ النَّقْدُ: صَارَ ڪَالذِّئْبِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلذُّلَّانِ إِذَا عَلَوُا الْأَعِزَّةَ. وَتَذَأَّبَ النَّاقَةَ وَتَذَأَّبَ لَهَا: وَهُوَ أَنْ يَسْتَخْفِيَ لَهَا إِذَا عَطَفَهَا عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا مُتَشَبِّهًا لَهَا بِالسَّبُعِ؛ لِتَكُونَ أَرْأَمَ عَلَيْهِ هَذَا تَعْبِيرُ أَبِي عُبَيْدٍ. قَالَ: وَأَحْسَنُ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ: مُتَشَبِّهًا لَهَا بِالذِّئْبِ؛ لِيَتَبَيَّنَ الِاشْتِقَاقَ.
وَتَذَأَّبَتِ الرِّيحُ وَتَذَاءَبَتْ: اخْتَلَفَتْ، وَجَاءَتْ مِنْ هُنَا وَهُنَا. وَتَذَأَّبَتْهُ وَتَذَاءَبَتْهُ: تَدَاوَلَتْهُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الذِّئْبِ إِذَا حَذِرَ مِنْ وَجْهٍ جَاءَ مِنْ آخَرَ.
أَبُو عُبَيْدٍ: الْمُتَذَئِّبَةُ وَالْمُتَذَائِبَةُ، بِوَزْنِ مُتَفَعِّلَةٍ وَمُتَفَاعِلَةٍ: مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا مَرَّةً وَمِنْ هَاهُنَا مَرَّةً أُخِذَ مِنْ فِعْلِ الذِّئْبِ؛ لِأَنَّهُ يَأْتِي ڪَذَلِكَ. قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا:
فَبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ وَيُسْهِزُهُ     تَذَؤُّبُ الرِّيحِ وَالْوَسْوَاسُ وَالْهِضَبُ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: خَرَجَ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ؛ الْمُتَذَائِبُ: الْمُضْطَرِبُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ، اضْطَرَبَ هُبُوبُهَا.
وَغَرْبٌ ذَأْبٌ: مُخْتَلَفٌ بِهِ؛ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: وَلَا أُرَاهُ أُخِذَ إِلَّا مِنْ تَذَؤُّبِ الرِّيحِ، وَهُوَ اخْتِلَافُهَا، فَشُبِّهَ اخْتِلَافُ الْبَعِيرِ فِي الْمَنْحَاةِ بِهَا.
وَقِيلَ: غَرْبٌ ذَأْبٌ، عَلَى مِثَالِ فَعْلٍ: ڪَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ بِالصُّعُودِ وَالنُّزُولِ. وَالْمَذْءُوبُ: الْفَزَعُ.
وَذُئِبَ الرَّجُلُ: فَزِعَ مِنَ الذِّئْبِ. وَذَأَّبْتُهُ: فَزَّعْتُهُ. وَذَئِبٌ وَأَذْأَبَ: فَزِعَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ڪَانَ. قَاْلَ الدُّبَيْرِيُّ:
إِنِّي إِذَا مَا لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبَا     فَسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ وَأَذْأَبَا
قَالَ: وَحَقِيقَتُهُ مِنَ الذِّئْبِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي أَفْزَعَتْهُ الْجِنُّ: تَذَأَّبَتْهُ وَتَذَعَّبَتْهُ
وَقَالُوا: رَمَاهُ اللَّهُ بِدَاءِ الذِّئْبِ، يَعْنُونَ الْجُوعَ؛ لِأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا دَاءَ لَهُ غَيْرُ ذَلِكَ. وَبَنُو الذِّئْبِ: بَطْنٌ مِنَ الْأَزْدِ، مِنْهُمْ سَطِيحٌ الْكَاهِنُ؛ قَاْلَ الْأَعْشَى:
مَا نَظَرَتْ ذَاتَ أَشْفَارٍ ڪَنَظْرَتِهَا     حَقًّا ڪَمَا صَدَقَ الذِّئْبِيُّ إِذْ سَجَعَا
وَابْنُ الذِّئْبَةِ: الثَّقَفِيُّ مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وَدَارَةُ الذِّئْبِ: مَوْضِعٌ. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي تُسَوِّي مَرْكَبَهَا: مَا أَحْسَنَ مَا ذَأَبَتْهُ! قَاْلَ الطِّرِمَّاحُ:
كُلُّ مَشْكُوكٍ عَصَافِيرُهُ     ذَأَبَتْهُ نِسْوَةٌ مِنْ جُذَامْ
وَذَأَبْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُهُ. وَالذُّؤَابَةُ: النَّاصِيَةُ لِنَوَسَانِهَا؛ وَقِيلَ: الذُّؤَابَةُ مَنْبَتُ النَّاصِيَةِ مِنَ الرَّأْسِ، وَالْجَمْعُ الذَّوَائِبُ. وَكَانَ الْأَصْلُ ذَآئِبَ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، مِثْلُ دُعَابَةٍ وَدَعَائِبَ، لَكِنَّهُ لَمَّا الْتَقَتْ هَمْزَتَانِ بَيْنَهُمَا أَلِفٌ لَيِّنَةٌ، لَيَّنُوا الْهَمْزَةَ الْأُولَى فَقَلَبُوهَا وَاوًا؛ اسْتِثْقَالًا لِالْتِقَاءِ هَمْزَتَيْنِ فِي ڪَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ؛ وَقِيلَ: ڪَانَ الْأَصْلُ ذَآئِبَ؛ لِأَنَّ أَلِفَ ذُؤَابَةٍ ڪَأَلِفِ رِسَالَةٍ، فَحَقُّهَا أَنْ تُبْدَلَ مِنْهَا هَمْزَةٌ فِي الْجَمْعِ، لَكِنَّهُمُ اسْتَثْقَلُوا أَنْ تَقَعَ أَلِفُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ، فَأَبْدَلُوا مِنَ الْأُولَى وَاوًا. أَبُو زَيْدٍ: ذُؤَابَةُ الرَّأْسِ: هِيَ الَّتِي أَحَاطَتْ بِالدَّوَّارَةِ مِنَ الشَّعِرِ.
وَفِي حَدِيثِ دَغْفَلٍ وَأَبِي بَكْرٍ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ ذَوَائِبِ قُرَيْشٍ، هِيَ جَمْعُ ذُؤَابَةٍ، وَهِيَ الشَّعَرُ الْمَضْفُورُ مِنْ شَعَرِ الرَّأْسِ. وَذُؤَابَةُ الْجَبَلِ: أَعْلَاهُ ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلْعِزِّ وَالشَّرَفِ وَالْمَرْتَبَةِ أَيْ: لَسْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَذَوِي أَقْدَارِهِمْ.
وَغُلَامٌ مُذَأَّبٌ: لَهُ ذُؤَابَةٌ. وَذُؤَابَةُ الْفَرَسِ: شَعَرٌ فِي الرَّأْسِ، فِي أَعْلَى  النَّاصِيَةِ. أَبُو عَمْرٍو: الذِّئْبَانُ الشَّعَرُ عَلَى عُنُقِ الْبَعِيرِ وَمِشْفَرِهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الذِّئْبَانُ بَقِيَّةُ الْوَبَرِ؛ قَالَ: وَهُوَ وَاحِدٌ. قَاْلَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى هَذَا.
قَالَ: وَرَأَيْتُ فِي الْحَاشِيَةِ بَيْتًا شَاهِدًا عَلَيْهِ لِكُثَيْرٍ يَصِفُ نَاقَةً:
عَسُوفٌ بِأَجْوَازِ الْفَلَا حِمْيَرِيَّةٌ     مَرِيشٌ بِذِئْبَانِ السَّبِيبِ تَلِيلُهَا
وَالْعَسُوفُ: الَّتِي تَمُرُّ عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ، فَتَرْكَبُ رَأْسَهَا فِي السَّيْرِ، وَلَا يُثْنِيهَا شَيْءٌ. وَالْأَجْوَازُ: الْأَوْسَاطُ. وَحِمْيَرِيَّةٌ: أَرَادَ مَهْرِيَّةً؛ لِأَنَّ مَهْرَةٌ مِنْ حِمْيَرَ. وَالتَّلِيلُ: الْعُنُقُ. وَالسَّبِيبُ: الشَّعَرُ الَّذِي يَكُونُ مُتَدَلِّيًا عَلَى وَجْهِ الْفَرَسِ مِنْ نَاصِيَتِهِ؛ جُعِلَ الشَّعَرُ الَّذِي عَلَى عَيْنَيِ النَّاقَةِ بِمَنْزِلَةِ السَّبِيبِ. وَذُؤَابَةُ النَّعْلِ: الْمُتَعَلِّقُ مِنَ الْقِبَالِ، وَذُؤَابَةُ النَّعْلِ: مَا أَصَابَ الْأَرْضَ مِنَ الْمُرْسَلِ عَلَى الْقَدَمِ لِتَحَرُّكِهِ. وَذُؤَابَةُ ڪُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ، وَجَمْعُهَا ذُؤَابٌ، قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
بِأَرْيِ الَّتِي تَأْرِي الْيَعَاسِيبُ أَصْبَحَتْ     إِلَى شَاهِقٍ دُونَ السَّمَاءِ ذُؤَابُهَا
قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذُؤَابُهَا مِنْ بَابِ سَلٍّ وَسَلَّةٍ. وَالذُّؤَابَةُ: الْجِلْدَةُ الْمُعَلَّقَةُ عَلَى آخِرِ الرَّحْلِ، وَهِيَ الْعَذَبَةُ؛ وَأَنْشَدَالْأَزْهَرِيُّ، فِي تَرْجَمَةِ عَذَبَ فِي هَذَا الْمَكَانِ:
قَالُوا صَدَقْتَ وَرَفَّعُوا لِمِطِيِّهِمْ     سَيْرًا يُطَيِّرُ ذَوَائِبَ الْأَكْوَارِ
وَذُؤَابَةُ السَّيْفِ: عِلَاقَةُ قَائِمِهِ وَالذُّؤَابَةُ: شَعَرٌ مَضْفُورٌ، وَمَوْضِعُهَا مِنَ الرَّأْسِ ذُؤَابَةٌ، وَكَذَلِكَ ذُؤَابَةُ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ. وَذُؤَابَةُ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ: أَرْفَعُهُ عَلَى الْمَثَلِ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ ڪُلِّهِ ذَوَائِبُ. وَيُقَالُ: هُمْ ذُؤَابَةُ قَوْمِهِمْ أَيْ: أَشْرَافُهُمْ وَهُوَ فِي ذُؤَابَةِ قَوْمِهِ أَيْ: أَعْلَاهُمْ؛ أُخِذُوا مِنْ ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ. وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الذَّوَائِبَ لِلنَّخْلِ؛ فَقَالَ:
جَمُّ الذَّوَائِبِ تَنْمِي وَهِيَ آوِيَةٌ     وَلَا يُخَافُ عَلَى حَافَاتِهَا السَّرَقُ
وَالذِّئْبَةُ مِنَ الرَّحْلِ وَالْقَتَبِ وَالْإِكَافِ وَنَحْوِهَا: مَا تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الْحِنْوَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَعَضُّ عَلَى مِنْسَجِ الدَّابَّةِ؛ قَالَ:
وَقَتَبٍ ذِئْبَتُهُ ڪَالْمِنْجَلِ
وَقِيلَ: الذِّئْبَةُ: فُرْجَةُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الرَّحْلِ وَالسَّرْجِ وَالْغَبِيطِ، أَيَّ ذَلِكَ ڪَانَ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ذِئْبُ الرَّحْلِ أَحْنَاؤُهُ مِنْ مُقَدَّمِهِ. وَذَأَبَ الرَّحْلَ: عَمِلَ لَهُ ذِئْبَةً. وَقَتَبٌ مُذَأَّبٌ وَغَبِيطٌ مُذَأَّبٌ: إِذَا جُعِلَ لَهُ فُرْجَةٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذَا جُعِلَ لَهُ ذُؤَابَةٌ؛ قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَكَفْتُهَا هَمِّي فَآبَتْ رَذِيَّةً     طَلِيحًا ڪَأَلْوَاحِ الْغَبِيطِ الْمُذَأَّبِ
وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
لَهُ ڪَفَلٌ ڪَالدِّعْصِ لَبَّدَهُ النَّدَى     إِلَى حَارِكٍ مِثْلِ الْغَبِيطِ الْمُذَأَّبِ
وَالذَّئِبَةُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فِي حُلُوقِهَا؛ يُقَالُ: بِرْذَوْنٌ مَذْءُوبٌ: أَخَذَتْهُ الذِّئْبَةُ. التَّهْذِيبُ: مِنْ أَدْوَاءِ الْخَيْلِ الذِّئْبَةُ، وَقَدْ ذُئِبَ الْفَرَسُ، فَهُوَ مَذْءُوبٌ إِذَا أَصَابَهُ هَذَا الدَّاءُ؛ وَيُنْقَبُ عَنْهُ بِحَدِيدَةٍ فِي أَصْلِ أُذُنِهِ، فَيُسْتَخْرَجُ مِنْهُ غُدَدٌ صِغَارٌ بِيضٌ، أَصْغَرُ مِنْ لُبِّ الْجَاوَرْسِ. وَذَأَبَ الرَّجُلَ: طَرَدَهُ وَضَرَبَهُ ڪَذَأَمَهُ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. وَذَأَبَ الْإِبِلَ يَذْأَبُهَا ذَأْبًا: سَاقَهَا. وَذَأَبَهُ ذَأْبًا: حَقَّرَهُ وَطَرَدَهُ، وَذَأَمَهُ ذَأْمًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَذْءُومًا مَدْحُورًا. وَالذَّأْبُ: الذَّمُّ، هَذِهِ عَنْ ڪُرَاعٍ. وَالذَّأْبُ: صَوْتٌ شَدِيدٌ عَنْهُ أَيْضًا. وَذُؤَابٌ وَذُؤَيْبٌ: اسْمَانِ. وَذُؤَيْبَةٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ هُذَيْلٍ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
عَدَوْنَا عَدْوَةً لَا شَكَّ فِيهَا     فَخِلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَا
وَحَبِيبٌ: قَبِيلَةٌ أَيْضًا.

معنى كلمة ذأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذوا و ذوي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذوا و ذوي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمتا ذوا و ذوي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذوا وذوي: بَابُ ذَوَا وَذَوِي مُضَافَيْنِ إِلَى الْأَفْعَالِ: قَاْلَ شَمِرٌ: قَاْلَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: بِالْفَضْلِ ذُو فَضَّلَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَالْكَرَامَةُ ذَاتُ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَا، فَيَجْعَلُونَ مَكَانَ الَّذِي ذُو، وَمَكَانَ الَّتِي ذَاتُ وَيَرْفَعُونَ التَّاءَ عَلَى ڪُلِّ حَالٍ، قَالَ: وَيَخْلِطُونَ فِي الِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: هَذَا ذُو يَعْرِفُ، وَفِي التَّثْنِيَةِ: هَاتَانِ ذَوَا يَعْرِفُ، وَهَذَانِ ذَوَا تَعْرِفُ.
وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
وَإِنَّ الْمَاءَ مَاءُ أَبِي وَجَدِّي وَبِئْرِي ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ
قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنْهُمْ مَنْ يُثَنِّي وَيَجْمَعُ وَيُؤَنِّثُ فَيَقُولُ: هَذَانِ ذَوَا قَالَا، وَهَؤُلَاءِ ذَوُو قَالُوا ذَلِكَ، وَهَذِهِ ذَاتُ قَالَتْ.
وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ سَوَابِقِ     ذَوَاتُ يَنْهَضْنَ بِغَيْرِ سَائِقِ
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعَرَبُ تَقُولُ: لَا بِذِي تَسْلَمُ مَا ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا، وَلِلِاثْنَيْنِ: لَا بِذِي تَسْلَمَانِ، وَلِلْجَمَاعَةِ: لَا بِذِي تَسْلَمُونَ، وَلِلْمُؤَنَّثِ: لَا بِذِي تَسْلَمِينَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: لَا بِذِي تَسْلَمْنَ، وَالتَّأْوِيلُ: لَا وَاللَّهِ يُسَلِّمُكَ مَا ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا، لَا وَسَلَامَتِكَ مَا ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: وَمِمَّا يُضَافُ إِلَى الْفِعْلِ ذُو فِي قَوْلِكَ: افْعَلْ ڪَذَا بِذِي تَسْلَمُ، وَافْعَلَاهُ بِذِي تَسْلَمَانِ؛ مَعْنَاهُ: بِالَّذِي يُسَلِّمُكَ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: تَقُولُ الْعَرَبُ: وَاللَّهِ مَا أَحْسَنْتَ بِذِي تَسْلَمُ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ: وَاللَّهِ الَّذِي يُسَلِّمُكَ مِنَ الْمَرْهُوبِ، قَالَ: وَلَا يَقُولُ أَحَدٌ بِالَّذِي تَسْلَمُ.
قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَإِنَّ بَيْتَ تَمِيمٍ ذُو سَمِعْتُ بِهِ
فَإِنَّ ذُو هَاهُنَا بِمَعْنَى الَّذِي وَلَا تَكُونُ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ إِلَّا عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، وَلَيْسَتْ بِالصِّفَةِ الَّتِي تُعْرَبُ نَحْوِ قَوْلِكَ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذِي مَالٍ، وَهُوَ ذُو مَالٍ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا ذَا مَالٍ، قَالَ: وَتَقُولُ: رَأَيْتُ ذُو جَاءَكَ، وَذُو جَاءَاكَ، وَذُو جَاءُوكَ، وَذُو جَاءَتْكَ، وَذُو جِئْنَكَ، لَفْظٌ وَاحِدٌ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، قَالَ: وَمَثَلٌ لِلْعَرَبِ: أَتَى عَلَيْهِ ذُو أَتَى عَلَى النَّاسِ، أَيِ: الَّذِي أَتَى.
قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهِيَ لُغَةُ طَيِّئٍ، وَذُو بِمَعْنَى الَّذِي.
وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ مَاذَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُولُ: خَيْرٌ وَخَيْرًا، الرَّفْعُ عَلَى مَعْنَى الَّذِي صَنَعْتَ خَيْرٌ، وَكَذَلِكَ رُفِعَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ أَيِ: الَّذِي تُنْفِقُونَ هُوَ الْعَفْوُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ فَا.. فَأَنْفَقُوا، وَالنَّصْبُ لِلْفِعْلِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَعْنَى قَوْلِهِ: مَاذَا يُنْفِقُونَ فِي اللُّغَتَيْنِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ ذَا فِي مَعْنَى الَّذِي، وَيَكُونُ يُنْفِقُونَ مِنْ صِلَتِهِ، الْمَعْنَى: يَسْأَلُونَكَ أَيُّ شَيْءٍ يُنْفِقُونَ، ڪَأَنَّهُ بَيَّنَ وَجْهَ الَّذِي يُنْفِقُونَ لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ مَا الْمُنْفَقُ، وَلَكِنَّهُمْ أَرَادُوا عِلْمَ وَجْهِهِ؛ وَمِثْلُ جَعْلِهِمْ ذَا فِي مَعْنَى الَّذِي قَوْلُ الشَّاعِرِ:
عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْكَ إِمَارَةٌ     نَجَوْتِ وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ
 الْمَعْنَى: وَالَّذِي تَحْمِلِينَ طَلِيقٌ، فَيَكُونُ مَا رَفْعًا بِالِابْتِدَاءِ، وَيَكُونُ ذَا خَبَرَهَا، قَالَ: وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَا مَعَ ذَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ، وَيَكُونُ الْمَوْضِعُ نَصْبًا بِ ” يُنْفِقُونَ “، الْمَعْنَى: يَسْأَلُونَكَ أَيَّ شَيْءٍ يُنْفِقُونَ، قَالَ: وَهَذَا إِجْمَاعُ النَّحْوِيِّينَ، وَكَذَلِكَ الْأَوَّلُ إِجْمَاعٌ أَيْضًا؛ وَمِثْلُ قَوْلِهِمْ: مَا وَذَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ – قَوْلُ الشَّاعِرِ:
دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سَأَتَّقِيهِ     وَلَكِنْ بِالْمُغَيَّبِ نَبِّئِينِي
كَأَنَّهُ بِمَعْنَى: دَعِي الَّذِي عَلِمْتُ.
أَبُو زَيْدٍ: جَاءَ الْقَوْمُ مِنْ ذِي أَنْفُسِهِمْ وَمِنْ ذَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ ذِي نَفْسِهَا وَمِنْ ذَاتِ نَفْسِهَا إِذَا جَاءَا طَائِعَيْنِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: جَاءَ فُلَانٌ مِنْ أَيَّةِ نَفْسِهِ بِهَذَا الْمَعْنَى، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَاهَا اللَّهِ ذَا بِغَيْرِ أَلِفٍ فِي الْقَسَمِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: لَاهَا اللَّهِ إِذًا، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى لَا وَاللَّهِ هَذَا مَا أُقْسِمُ بِهِ، فَأَدْخَلَ اسْمَ اللَّهِ بَيْنَ هَا وَذَا.
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: وَضَعَتِ الْمَرْأَةُ ذَاتَ بَطْنِهَا إِذَا وَلَدَتْ، وَالذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِي بَطْنِهِ أَيْ: بِجَعْوِهِ، وَأَلْقَى الرَّجُلُ ذَا بَطْنِهِ إِذَا أَحْدَثَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: ” فَلَمَّا خَلَا سِنِّي وَنَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي “.
أَرَادَتْ أَنَّهَا ڪَانَتْ شَابَّةً تَلِدُ الْأَوْلَادَ عِنْدَهُ.
وَيُقَالُ: أَتَيْنَا ذَا يَمَنٍ، أَيْ: أَتَيْنَا الْيَمَنَ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: ڪُنَّا بِمَوْضِعِ ڪَذَا وَكَذَا مَعَ ذِي عَمْرٍو، وَكَانَ ذُو عَمْرٍو بِالصَّمَّانِ، أَيْ: ڪُنَّا مَعَ عَمْرٍو وَمَعَنَا عَمْرٌو، وَذُو ڪَالصِّلَةِ عِنْدَهُمْ، وَكَذَلِكَ ذَوِي، قَالَ: وَهُوَ ڪَثِيرٌ فِي ڪَلَامِ قَيْسٍ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ‏

معنى كلمتا ذوا و ذوي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذو و ذوات – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذو و ذوات – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمتا ذو و ذوات – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذو وذوات: ذُو وَذَوَاتٌ: قَاْلَ اللَّيْثُ: ذُو اسْمٌ نَاقِصٌ وَتَفْسِيرُهُ صَاحِبُ ذَلِكَ، ڪَقَوْلِكَ: فُلَانٌ ذُو مَالٍ أَيْ: صَاحِبُ مَالٍ، وَالتَّثْنِيَةُ ذَوَانِ، وَالْجَمْعُ ذُوُونَ.
قَالَ: وَلَيْسَ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ شَيْءٌ يَكُونُ إِعْرَابُهُ عَلَى حَرْفَيْنِ غَيْرَ سَبْعِ ڪَلِمَاتٍ، وَهُنَّ: ذُو وَفُو وَأَخُو وَأَبُو وَحَمُو وَامْرُؤٌ وَابْنُمٌ، فَأَمَّا فُو فَإِنَّكَ تَقُولُ: رَأَيْتُ فَا زَيْدٍ، وَوَضَعْتُ فِي فِي زَيْدٍ، وَهَذَا فُو زَيْدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْصِبُ أَلِفًا فِي ڪُلِّ وَجْهٍ.
قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْخَمْرَ:
خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَيَاشِيمَ وَفَا
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قَاْلَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قُلْتُ لِذِي الرُّمَّةِ أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ:
خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَيَاشِيمَ وَفَا
قَالَ: إِنَّا لَنَقُولُهَا فِي ڪَلَامِنَا قَبَّحَ اللَّهُ ذَا فَا.
قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ هُوَ الْأَوَّلُ، وَذَا نَادِرٌ.
قَالَ ابْنُ ڪَيْسَانَ: الْأَسْمَاءُ الَّتِي رَفْعُهَا بِالْوَاوِ وَنَصْبُهَا بِالْأَلِفِ وَخَفْضُهَا بِالْيَاءِ هِيَ هَذِهِ الْأَحْرُفُ: يُقَالُ: جَاءَ أَبُوكَ وَأَخُوكَ وَفُوُكَ وَهَنُوكَ وَحَمُوكِ وَذُو مَالٍ، وَالْأَلِفُ نَحْوُ قَوْلِكَ: رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ وَفَاكَ وَحَمَاكِ وَهَنَاكَ وَذَا مَالٍ، وَالْيَاءُ نَحْوُ قَوْلِكَ: مَرَرْتُ بِأَبِيكَ وَأَخِيكَ وَحَمِيكِ وَهَنِيكَ وَذِي مَالٍ.
وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَأْنِيثِ ذُو ذَاتُ، تَقُولُ: هِيَ ذَاتُ مَالٍ، فَإِذَا وَقَفْتَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَدَعُ التَّاءَ عَلَى حَالِهَا ظَاهِرَةً فِي الْوُقُوفِ لِكَثْرَةِ مَا جَرَتْ عَلَى اللِّسَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرُدُّ التَّاءَ إِلَى هَاءِ التَّأْنِيثِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَتَقُولُ: هِيَ ذَاتُ مَالٍ وَهُمَا ذَوَاتَا مَالٍ، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ ذَاتَا مَالٍ، وَالتَّمَامُ أَحْسَنُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذَوَاتَا أَفْنَانٍ، وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: الذَّوُونَ.
قَالَ اللَّيْثُ:  هُمُ الْأَدْنَوْنَ وَالْأَوْلَوْنَ؛ وَأَنْشَدَ لِلْكُمَيْتِ:
وَقَدْ عَرَفَتْ مَوَالِيَهَا الذَّوِينَا
أَيِ: الْأَخَصِّينَ، وَإِنَّمَا جَاءَتِ النُّونُ لِذَهَابِ الْإِضَافَةِ.
وَتَقُولُ فِي جَمْعِ ذُو: هُمْ ذَوُو مَالٍ، وَهُنَّ ذَوَاتُ مَالٍ، وَمِثْلُهُ: هُمْ أُولُو مَالٍ، وَهُنَّ أُلَاتُ مَالٍ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: لَقِيتُهُ ذَا صَبَاحٍ، وَلَوْ قِيلَ: ذَاتَ صَبَاحٍ مِثْلَ ذَاتِ يَوْمٍ لَحَسُنَ لِأَنَّ ذَا وَذَاتَ يُرَادُ بِهِمَا وَقْتٌ مُضَافٌ إِلَى الْيَوْمِ وَالصَّبَاحِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: أَرَادَ الْحَالَةَ الَّتِي لِلْبَيْنِ، وَكَذَلِكَ أَتَيْتُكَ ذَاتَ الْعِشَاءِ، أَرَادَ السَّاعَةَ الَّتِي فِيهَا الْعِشَاءُ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَعْنَى ذَاتَ بَيْنِكُمْ حَقِيقَةَ وَصْلِكُمْ، أَيِ: اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ الْبَيْنِ، أَيْ: أَصْلِحِ الْحَالَ الَّتِي بِهَا يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ.
أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ: لَقِيتُهُ ذَاتَ يَوْمِ وَذَاتَ لَيْلَةٍ، وَذَاتَ الْعُوَيْمِ، وَذَاتَ الزُّمَيْنِ، وَلَقِيتُهُ ذَا غَبُوقٍ، بِغَيْرِ تَاءٍ، وَذَا صَبُوحٍ.
ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: تَقُولُ: أَتَيْتُهُ ذَاتَ الصَّبُوحِ وَذَاتَ الْغَبُوقِ؛ إِذَا أَتَيْتَهُ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، وَأَتَيْتُهُ ذَا صَبَاحٍ وَذَا مَسَاءٍ، قَالَ: وَأَتَيْتُهُمْ ذَاتَ الزُّمَيْنِ وَذَاتَ الْعُوَيْمِ، أَيْ: مُذْ ثَلَاثَةِ أَزْمَانٍ وَأَعْوَامٍ.
ابْنُ سِيدَهْ: ذُو ڪَلِمَةٌ صِيغَتْ لِيُتَوَصَّلَ بِهَا إِلَى الْوَصْفِ بِالْأَجْنَاسِ، وَمَعْنَاهَا صَاحِبٌ، أَصْلُهَا ذَوًا، وَلِذَلِكَ إِذَا سَمَّى بِهِ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ قَالَا: هَذَا ذَوًا قَدْ جَاءَ، وَالتَّثْنِيَةُ ذَوَانِ، وَالْجَمْعُ ذَوُونَ.
وَالذَّوُونَ: الْأَمْلَاكُ الْمُلَقَّبُونَ بَذُو ڪَذَا، ڪَقَوْلِكَ ذُو يَزَنَ وَذُو رُعَيْنٍ وَذُو فَائِشٍ وَذُو جَدَنٍ وَذُو نُوَاسٍ وَذُو أَصْبَحَ وَذُو الْكُلَاعِ، وَهُمْ مُلُوكُ الْيَمَنِ مِنْ قُضَاعَةَ، وَهُمُ التَّبَابِعَةُ؛ وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ قَوْلَ الْكُمَيْتِ:
فَلَا أَعْنِي بِذَلِكَ أَسْفَلِيكُمْ     وَلَكِنِّي أُرِيدُ بِهِ الذَّوِينَا
يَعْنِي: الْأَذْوَاءَ، وَالْأُنْثَى ذَاتُ، وَالتَّثْنِيَةُ ذَوَاتَا، وَالْجُمَعُ ذَوُونَ، وَالْإِضَافَةُ إِلَيْهَا ذَوِّيٌّ.
وَلَا يَجُوزُ فِي ذَاتٍ ذَاتِيٌّ لِأَنَّ يَاءَ النَّسَبِ مُعَاقِبَةٌ لِهَاءِ التَّأْنِيثِ.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أُسْتَاذُ ثَعْلَبٍ عَنِ الْعَرَبِ: هَذَا ذُو زَيْدٍ، وَمَعْنَاهُ هَذَا زَيْدٌ، أَيْ: هَذَا صَاحِبُ هَذَا الِاسْمِ الَّذِي هُوَ زَيْدٌ؛ قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ     نَوَازِعُ مِنْ قَلْبِي ظِمَاءٌ وَأَلْبُبُ
أَيْ: إِلَيْكُمْ أَصْحَابَ هَذَا الِاسْمِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ: ذَوُو آلِ النَّبِيِّ. وَلَقِيتُهُ أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وَذَاتِ يَدَيْنِ، أَيْ: أَوَّلَ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ افْعَلْهُ أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وَذَاتِ يَدَيْنِ.
وَقَالُوا: أَمَّا أَوَّلُ ذَاتِ يَدَيْنِ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ، وَقَوْلُهُمْ: رَأَيْتُ ذَا مَالٍ، ضَارَعَتْ فِيهِ الْإِضَافَةُ التَّأْنِيثَ، فَجَاءَ الِاسْمُ الْمُتَمَكِّنُ عَلَى حَرْفَيْنِ ثَانِيهِمَا حَرْفُ لِينٍ؛ لَمَّا أُمِنَ عَلَيْهِ التَّنْوِينُ بِالْإِضَافَةِ، ڪَمَا قَالُوا: لَيْتَ شِعْرِي، وَإِنَّمَا الْأَصْلُ شِعْرَتِي.
قَالُوا: شَعَرْتُ بِهِ شِعْرَةً، فَحَذَفَ التَّاءَ لِأَجْلِ الْإِضَافَةِ لَمَّا أُمِنَ التَّنْوِينُ، وَتَكُونُ ذُو بِمَعْنَى الَّذِي، تُصَاغُ لِيُتَوَصَّلَ بِهَا إِلَى وَصْفِ الْمَعَارِفِ بِالْجُمَلِ، فَتَكُونُ نَاقِصَةً لَا يَظْهَرُ فِيهَا إِعْرَابٌ ڪَمَا لَا يَظْهَرُ فِي الَّذِي، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ.
فَتَقُولُ: أَتَانِي ذُو قَاْلَ ذَاكَ وَذُو قَالَا ذَاكَ وَذُو قَالُوا ذَاكَ، وَقَالُوا: لَا أَفْعَلُ ذَاكَ بِذِي تَسْلَمُ وَبِذِي تَسْلَمَانِ وَبِذِي تَسْلَمُونَ وَبِذِي تَسْلَمِينَ، وَهُوَ ڪَالْمَثَلِ أُضِيفَتْ فِيهِ ذُو إِلَى الْجُمْلَةِ ڪَمَا أُضِيفَتْ إِلَيْهَا أَسْمَاءُ الزَّمَانِ، وَالْمَعْنَى لَا وَسَلَامَتِكَ وَلَا وَاللَّهِ يُسَلِّمُكَ.
وَيُقَالُ: جَاءَ مِنْ ذِي نَفْسِهِ وَمِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ أَيْ: طَيِّعًا.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَأَمَّا ذُو الَّذِي بِمَعْنَى صَاحِبٍ فَلَا يَكُونُ إِلَّا مُضَافًا، وَإِنْ وَصَفْتَ بِهِ نَكِرَةً أَضَفْتَهُ إِلَى نَكِرَةٍ، وَإِنْ وَصَفْتَ بِهِ مَعْرِفَةً أَضَفْتَهُ إِلَى الْأَلِفِ وَاللَّامِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُضِيفَهُ إِلَى مُضْمَرٍ وَلَا إِلَى زَيْدٍ وَمَا أَشْبَهَهُ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذَا خَرَجَتْ ذُو عَنْ أَنْ تَكُونَ وُصْلَةً إِلَى الْوَصْفِ بِأَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ لَمْ يَمْتَنِعْ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى الْأَعْلَامِ وَالْمُضْمَرَاتِ ڪَقَوْلِهِمْ ذُو الْخَلَصَةِ، وَالْخَلَصَةُ: اسْمُ عَلَمٍ لِصَنَمٍ، وَذُو ڪِنَايَةٌ عَنْ بَيْتِهِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ ذُو رُعَيْنٍ، وَذُو جَدَنٍ، وَذُو يَزَنَ، وَهَذِهِ ڪُلُّهَا أَعْلَامٌ، وَكَذَلِكَ دَخَلَتْ عَلَى الْمُضْمَرِ أَيْضًا.
قَالَ ڪَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
صَبَحْنَا الْخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفَاتٍ     أَبَارَ ذَوِي أَرُومَتِهَا ذَوُوهَا
وَقَالَ الْأَحْوَصُ:
وَلَكِنْ رَجَوْنَا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ     صُرِفْنَا قَدِيمًا مِنْ ذَوِيكَ الْأَوَائِلِ
وَقَالَ آخَرُ:
إِنَّمَا يَصْطَنِعُ الْمَعْ     رُوفَ فِي النَّاسِ ذَوُوهُ
وَتَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذِي مَالٍ، وَبِامْرَأَةٍ ذَاتِ مَالٍ، وَبِرَجُلَيْنِ ذَوَيْ مَالٍ، بِفَتْحِ الْوَاوِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ؛ وَبِرِجَالٍ ذَوِي مَالٍ، بِالْكَسْرِ، وَبِنِسْوَةٍ ذَوَاتِ مَالٍ، وَيَا ذَوَاتِ الْجِمَامِ، فَتُكْسَرُ التَّاءُ فِي الْجَمْعِ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ ڪَمَا تُكْسَرُ تَاءُ الْمُسْلِمَاتِ.
وَتَقُولُ: رَأَيْتُ ذَوَاتِ مَالٍ لِأَنَّ أَصْلَهَا هَاءٌ؛ لِأَنَّكَ إِذَا وَقَفْتَ عَلَيْهَا فِي الْوَاحِدِ قُلْتَ ذَاهْ، بِالْهَاءِ، وَلَكِنَّهَا لَمَّا وُصِلَتْ بِمَا بَعْدَهَا صَارَتْ تَاءً، وَأَصْلُ ذُو ذَوًى مِثْلُ عَصًا، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ هَاتَانِ ذَوَاتَا مَالٍ.
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ذَوَاتَا أَفْنَانٍ فِي التَّثْنِيَةِ.
قَالَ: وَنَرَى أَنَّ الْأَلِفَ مُنْقَلِبَةٌ مِنْ وَاوٍ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مُنْقَلِبَةٌ مِنْ يَاءٍ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ حُذِفَتْ مِنْ ذَوًى عَيْنُ الْفِعْلِ لِكَرَاهَتِهِمُ اجْتِمَاعَ الْوَاوَيْنِ لِأَنَّهُ ڪَانَ يَلْزَمُ فِي التَّثْنِيَةِ ذَوَوَانِ مِثْلَ عَصَوَانِ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ ڪَانَ يَلْزَمُ فِي التَّثْنِيَةِ ذَوَيَانِ، قَالَ: لِأَنَّ عَيْنَهُ وَاوٌ، وَمَا ڪَانَ عَيْنُهُ وَاوًا فَلَامُهُ يَاءٌ حَمْلًا عَلَى الْأَكْثَرِ، قَالَ: وَالْمَحْذُوفُ مِنْ ذَوًى هُوَ لَامُ الْكَلِمَةِ لَا عَيْنُهَا ڪَمَا ذَكَرَ؛ لِأَنَّ الْحَذْفَ فِي اللَّامِ أَكْثَرُ مِنَ الْحَذْفِ فِي الْعَيْنِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مِثْلُ عَصَوَانِ فَبَقِيَ ذًا مُنَوَّنٌ، ثُمَّ ذَهَبَ التَّنْوِينُ لِلْإِضَافَةِ فِي قَوْلِكَ ذُو مَالٍ، وَالْإِضَافَةُ لَازِمَةٌ لَهُ ڪَمَا تَقُولُ: فُو زَيْدٍ، وَفَا زَيْدٍ، فَإِذَا أَفْرَدْتَ قُلْتَ: هَذَا فَمٌ، فَلَوْ سَمَّيْتَ رَجُلًا ذُو لَقُلْتَ: هَذَا ذَوًى قَدْ أَقْبَلَ، فَتَرُدُّ مَا ڪَانَ ذَهَبَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ اسْمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ، أَحَدُهُمَا حَرْفُ لِينٍ؛ لِأَنَّ التَّنْوِينَ يُذْهِبُهُ، فَيَبْقَى عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَلَوْ نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: ذَوَوِيٌّ، مِثَالَ عَصَوِيٍّ.
وَكَذَلِكَ إِذَا نَسَبْتَ إِلَى ذَاتٍ لِأَنَّ التَّاءَ تُحْذَفُ فِي النِّسْبَةِ، فَكَأَنَّكَ أَضَفْتَ إِلَى ذِي فَرَدَدْتَ الْوَاوَ، وَلَوْ جَمَعْتَ ذُو مَالٍ، قُلْتَ: هَؤُلَاءِ ذَوُونَ؛ لِأَنَّ الْإِضَافَةَ قَدْ زَالَتْ؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْكُمَيْتِ:  وَلَكِنِّي أُرِيدُ بِهِ الذَّوِينَا
وَأَمَّا ذُو، الَّتِي فِي لُغَةِ طَيِّئٍ بِمَعْنَى: الَّذِي، فَحَقُّهَا أَنْ تُوصَفَ بِهَا الْمَعَارِفُ، تَقُولُ: أَنَا ذُو عَرَفْتُ وَذُو سَمِعْتُ، وَهَذِهِ امْرَأَةٌ ذُو قَالَتْ، ڪَذَا يَسْتَوِي فِيهِ التَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ وَالتَّأْنِيثُ؛ قَاْلَ بُجَيْرُ بْنُ عَثْمَةَ الطَّائِيُّ أَحَدُ بَنِي بَوْلَانَ:
وَإِنَّ مَوْلَايَ ذُو يُعَاتِبُنِي     لَا إِحْنَةٌ عِنْدَهُ وَلَا جَرِمَهْ
ذَاكَ خَلِيلِي وَذُو يُعَاتِبُنِي     يَرْمِي وَرَائِي بِامْسَهْمِ وَامْسَلِمَهْ
يُرِيدُ: الَّذِي يُعَاتِبُنِي، وَالْوَاوُ الَّتِي قَبْلَهُ زَائِدَةٌ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّ ذَا وَحْدَهَا بِمَنْزِلَةِ الَّذِي ڪَقَوْلِهِمْ مَاذَا رَأَيْتَ؟ فَتَقُولُ: مَتَاعٌ حَسَنٌ.
قَالَ لَبِيدٌ:
أَلَا تَسْأَلَانِ الْمَرْءَ مَاذَا يُحَاوِلُ     أَنَحْبٌ فَيُقْضَى أَمْ ضَلَالٌ وَبَاطِلُ
قَالَ: وَيَجْرِي مَعَ مَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ ڪَقَوْلِهِمْ مَاذَا رَأَيْتَ؟ فَتَقُولُ: خَيْرًا، بِالنَّصْبِ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ، فَلَوْ ڪَانَ ذَا هَاهُنَا بِمَنْزِلَةِ الَّذِي لَكَانَ الْجَوَابُ: خَيْرٌ بِالرَّفْعِ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: ذَاتَ مَرَّةٍ وَذَا صَبَاحٍ فَهُوَ مِنْ ظُرُوفِ الزَّمَانِ الَّتِي لَا تَتَمَكَّنُ، تَقُولُ: لَقِيتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَذَاتَ لَيْلَةٍ وَذَاتَ الْعِشَاءِ وَذَاتَ مَرَّةٍ وَذَاتَ الزُّمَيْنِ، وَذَاتَ الْعُوَيْمِ، وَذَا صَبَاحٍ، وَذَا مَسَاءٍ، وَذَا صَبُوحٍ، وَذَا غَبُوقٍ، فَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ بِغَيْرِ هَاءٍ، وَإِنَّمَا سُمِعَ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ، وَلَمْ يَقُولُوا: ذَاتَ شَهْرٍ وَلَا ذَاتَ سَنَةٍ.
قَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ إِنَّمَا أَنَّثُوا لِأَنَّ بَعْضَ الْأَشْيَاءِ قَدْ يُوضَعُ لَهُ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ وَلِبَعْضِهَا اسْمٌ مُذَكَّرٌ، ڪَمَا قَالُوا: دَارٌ وَحَائِطٌ، أَنَّثُوا الدَّارَ وَذَكَّرُوا الْحَائِطَ.
وَقَوْلُهُمْ: ڪَانَ ذَيْتَ وَذَيْتَ مِثْلَ: ڪَيْتَ وَكَيْتَ، أَصْلُهُ: ذَيْوٌ عَلَى فَعْلٍ سَاكِنَةُ الْعَيْنِ، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ فَبَقِيَ عَلَى حَرْفَيْنِ فَشُدِّدَ ڪَمَا شُدِّدَ ڪَيٌّ إِذَا جَعَلْتَهُ اسْمًا، ثُمَّ عُوِّضَ مِنَ التَّشْدِيدِ التَّاءُ، فَإِنْ حَذَفْتَ التَّاءَ وَجِئْتَ بِالْهَاءِ فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَرُدَّ التَّشْدِيدَ، تَقُولُ: ڪَانَ ذَيَّهْ وَذَيَّهْ، وَإِنْ نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: ذَيَوِيٌّ ڪَمَا تَقُولُ: بَنَوِيٌّ فِي النَّسَبِ إِلَى الْبِنْتِ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فِي أَصْلِ ذَيْتَ: ذَيْوٌ، قَالَ: صَوَابُهُ ذَيٌّ لِأَنَّ مَا عَيْنُهُ يَاءٌ فَلَامُهُ يَاءٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: وَذَاتُ الشَّيْءِ حَقِيقَتُهُ وَخَاصَّتُهُ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ: قَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ؛ قَالَ: وَذَاتُ هَاهُنَا اسْمٌ لِمَا مَلَكَتْ يَدَاهُ ڪَأَنَّهَا تَقَعُ عَلَى الْأَمْوَالِ، وَكَذَلِكَ عَرَفَهُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ ڪَأَنَّهُ يَعْنِي سَرِيرَتَهُ الْمُضْمَرَةَ، قَالَ: وَذَاتٌ نَاقِصَةٌ، تَمَامُهَا ذَوَاتٌ، مِثْلُ: نَوَاةٍ، فَحَذَفُوا مِنْهَا الْوَاوَ، فَإِذَا ثَنَّوْا أَتَمُّوا فَقَالُوا: ذَوَاتَانِ ڪَقَوْلِكِ: نَوَاتَانِ، وَإِذَا ثَلَّثُوا رَجَعُوا إِلَى ذَاتٍ فَقَالُوا: ذَوَاتٌ، وَلَوْ جَمَعُوا عَلَى التَّمَامِ لَقَالُوا: ذَوَيَاتٌ ڪَقَوْلِكَ: نَوَيَاتٌ، وَتَصْغِيرُهَا: ذُوَيَّةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ مَعْنَاهُ: بِحَقِيقَةِ الْقُلُوبِ مِنَ الْمُضْمَرَاتِ، فَتَأْنِيثُ ذَاتٍ لِهَذَا الْمَعْنَى ڪَمَا قَالَ: وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ فَأَنَّثَ عَلَى مَعْنَى الطَّائِفَةِ ڪَمَا يُقَالُ: لَقِيتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَيُؤَنِّثُونَ لِأَنَّ مَقْصِدَهُمْ لَقِيتُهُ مَرَّةً فِي يَوْمٍ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ ڪَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ أُرِيدَ بِ ” ذَاتَ ” الْجِهَةُ فَلِذَلِكَ أَنَّثَهَا، أَرَادَ جِهَةَ ذَاتَ يَمِينِ الْكَهْفِ وَذَاتَ شِمَالِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ‏

معنى كلمتا ذو و ذوات – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة هذا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة هذا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة هذا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


هذا: تَفْسِيرُ هَذَا: قَاْلَ الْمُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: هَا، وَأَلَا حَرْفَانِ يُفْتَتَحُ بِهِمَا الْكَلَامُ لَا مَعْنَى لَهُمَا إِلَّا افْتِتَاحُ الْكَلَامِ بِهِمَا، تَقُولُ: هَذَا أَخُوكَ، فَهَا تَنْبِيهٌ وَذَا اسْمُ الْمُشَارِ إِلَيْهِ وَأَخُوكُ هُوَ الْخَبَرُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَا تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ الْعَرَبُ الْكَلَامَ بِهِ بِلَا مَعْنًى سِوَى الِافْتِتَاحِ: هَا إِنَّ ذَا أَخُوكَ، وَأَلَا إِنَّ ذَا أَخُوكَ.
قَالَ: وَإِذَا ثَنَّوُا الِاسْمَ الْمُبْهَمَ قَالُوا تَانِ أُخْتَاكَ وَهَاتَانِ أُخْتَاكَ فَرَجَعُوا إِلَى تَا، فَلَمَّا جَمَعُوا قَالُوا أُولَاءِ إِخْوَتُكَ وَأُولَاءِ أَخَوَاتُكَ، وَلَمْ يَفْرُقُوا بَيْنَ الْأُنْثَى وَالذَّكَرِ بِعَلَامَةٍ، قَالَ: وَأُولَاءِ – مَمْدُودَةٌ مَقْصُورَةٌ – اسْمٌ لِجَمَاعَةِ ذَا وَذِهِ، ثُمَّ زَادُوا هَا مَعَ أُولَاءِ فَقَالُوا هَؤُلَاءِ إِخْوَتُكَ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ.
الْعَرَبُ إِذَا جَاءَتْ إِلَى اسْمٍ مَكْنِيٍّ قَدْ وُصِفَ بِهَذَا وَهَذَانِ وَهَؤُلَاءِ فَرَّقُوا بَيْنَ هَا وَبَيْنَ ذَا وَجَعَلُوا الْمَكْنِيَّ بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ فِي جِهَةِ التَّقْرِيبِ لَا فِي غَيْرِهَا، وَيَقُولُونَ: أَيْنَ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ الْقَائِلُ: هَا أَنَاذَا، فَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ: هَا أَنَا، وَكَذَلِكَ التَّنْبِيهُ فِي الْجَمْعِ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَرُبَّمَا أَعَادُوهَا فَوَصَلُوهَا بِذَا وَهَذَا وَهَؤُلَاءِ فَيَقُولُونَ هَا أَنْتَ ذَا قَائِمًا وَهَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
قَالَ: فَإِذَا ڪَانَ الْكَلَامُ عَلَى غَيْرِ تَقْرِيبٍ أَوْ ڪَانَ مَعَ اسْمٍ ظَاهِرٍ جَعَلُوهَا مَوْصُولَةً بِذَا فَيَقُولُونَ: هَا هُوَ، وَهَذَانِ هُمَا، إِذَا ڪَانَ عَلَى خَبَرٍ يَكْتَفِي ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ بِلَا فِعْلٍ، وَالتَّقْرِيبُ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ لِنُقْصَانِهِ، وَأَحَبُّوا أَنْ يُفَرِّقُوا بِذَلِكَ بَيْنَ التَّقْرِيبِ وَبَيْنَ مَعْنَى الِاسْمِ الصَّحِيحِ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَنُو عُقَيْلٍ يَقُولُونَ: هَؤُلَاءٍ – مَمْدُودٌ مُنَوَّنٌ مَهْمُوزٌ – قَوْمُكَ، وَذَهَبَ أَمْسٌ بِمَا فِيهِ؛ بِتَنْوِينٍ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: هَؤُلَا قَوْمُكَ، سَاكِنٌ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ قَوْمُكَ، مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ مَخْفُوضٌ، قَالَ: وَقَالُوا: ڪِلْتَا تَيْنِ وَهَاتَيْنِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَأَمَّا تَأْنِيثُ هَذَا فَإِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ قَالَ: يُقَالُ فِي تَأْنِيثِ هَذَا هَذِهِ مُنْطَلِقَةٌ فَيَصِلُونَ يَاءً بِالْهَاءِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذِي مُنْطَلِقَةٌ، وَتِي مُنْطَلِقَةٌ، وَتَا مُنْطَلِقَةٌ؛ وَقَالَ ڪَعْبٌ الْغَنَوِيُّ:
وَأَنْبَأْتُمَانِي أَنَّمَا الْمَوْتُ بِالْقُرَى فَكَيْفَ وَهَاتَا رَوْضَةٌ وَكَثِيبٌ
يُرِيدُ: فَكَيْفَ وَهَذِهِ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي هَذَا وَهَذِهِ:
فَهَذِي طَوَاهَا بُعْدُ هَذِي وَهَذِهِ     طَوَاهَا لِهَذِي وَخْدُهَا وَانْسِلَالُهَا
قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَاتُ مُنْطَلِقَةٌ، وَهِيَ شَاذَّةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا، قَالَ: وَقَالَ تِيكَ وَتِلْكَ وَتَالِكَ مُنْطَلِقَةٌ.
وَقَالَ الْقَطَامِيُّ:
تَعَلَّمْ أَنَّ بَعْدَ الْغَيِّ رُشْدًا     وَأَنَّ لِتَالِكَ الْغُمَرِ انْقِشَاعَا
فَصَيَّرَهَا تَالِكَ وَهِيَ مَقُولَةٌ، وَإِذَا ثَنَّيْتَ تَا قُلْتَ تَانِكَ فَعَلَتَا ذَلِكَ، وَتَانِّكَ فَعَلَتَا ذَاكَ، بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالُوا فِي تَثْنِيَةِ الَّذِي اللَّذَانِ وَاللَّذَانِّ وَاللَّتَانِ وَاللَّتَانِّ، وَأَمَّا الْجَمْعُ فَيُقَالُ: أُولَئِكَ فَعَلُوا ذَلِكَ، بِالْمَدِّ، وَأُولَاكَ، بِالْقَصْرِ، وَالْوَاوُ سَاكِنَةٌ فِيهِمَا.
وَأَمَّا هَذَا وَهَذَانِ فَالْهَاءُ فِي هَذَا تَنْبِيهٌ وَذَا اسْمُ إِشَارَةٍ إِلَى شَيْءٍ حَاضِرٍ، وَالْأَصْلُ ذَا ضُمَّ إِلَيْهَا هَا.
أَبُو الدُّقَيْشِ: قَاْلَ لِرَجُلٍ أَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَ: هُوَذَا.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَنَحْوُ ذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ.
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: قَاْلَ بَعْضُ أَهْلِ الْحِجَازِ هُوَذَا، بِفَتْحِ الْوَاوِ، قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: وَهُوَ خَطَأٌ مِنْهُ لِأَنَّ الْعُلَمَاءَ الْمَوْثُوقَ بِعِلْمِهِمُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ هَذَا مِنْ تَحْرِيفِ الْعَامَّةِ، وَالْعَرَبُ إِذَا أَرَادَتْ مَعْنَى هُوَذَا قَالَتْ: هَا أَنَا ذَا أَلْقَى فُلَانًا، وَيَقُولُ الِاثْنَانِ: هَا نَحْنُ ذَانِ نَلْقَاهُ، وَتَقُولُ الرِّجَالُ: هَا نَحْنُ أُولَاءِ نَلْقَاهُ.
وَيَقُولُ الْمُخَاطِبُ: هَا أَنْتَ ذَا تَلْقَى فُلَانًا، وَلِلِاثْنَيْنِ: هَا أَنْتُمَا ذَانِ، وَلِلْجَمَاعَةِ: هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ، وَتَقُولُ لِلْغَائِبِ: هَا هُوَ ذَا يَلْقَاهُ وَهَا هُمَا ذَانِ وَهَا هُمْ أُولَاءِ، وَيُبْنَى التَّأْنِيثُ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَتَأْوِيلُ قَوْلِهِ: هَا أَنَا ذَا أَلْقَاهُ قَدْ قَرُبَ لِقَائِي إِيَّاهُ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: ڪَذَا وَكَذَا، ڪَافُهُمَا ڪَافُ التَّنْبِيهِ، وَذَا اسْمٌ يُشَارُ بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ‏

معنى كلمة هذا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذاك و ذلك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذاك و ذلك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمتا ذاك و ذلك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذاك وذلك: تَفْسِيرُ ذَاكَ وَذَلِكَ: التَّهْذِيبُ: قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: إِذَا بَعُدَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُخَاطَبِ وَكَانَ الْمُخَاطِبُ بَعِيدًا مِمَّنْ يُشِيرُ إِلَيْهِ زَادُوا ڪَافًا فَقَالُوا ذَاكَ أَخُوكَ، وَهَذِهِ الْكَافُ لَيْسَتْ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ وَلَا نَصْبٍ، إِنَّمَا أَشْبَهَتْ ڪَافَ قَوْلِكَ أَخَاكَ وَعَصَاكَ، فَتَوَهَّمَ السَّامِعُونَ أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ ذَاكَ أَخُوكَ ڪَأَنَّهَا فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ لِإِشْبَاهِهَا ڪَافَ أَخَاكَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ ڪَذَلِكَ، إِنَّمَا تِلْكَ ڪَافٌ ضُمَّتْ إِلَى ذَا لِبُعْدِ ذَا مِنَ الْمُخَاطَبِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِيهَا هَذَا اللَّبْسُ زَادُوا فِيهَا لَامًا فَقَالُوا: ذَلِكَ أَخُوكَ، وَفِي الْجَمَاعَةِ أُولَئِكَ إِخْوَتُكَ، فَإِنَّ اللَّامَ إِذَا دَخَلَتْ ذَهَبَتْ بِمَعْنَى الْإِضَافَةِ، وَيُقَالُ: هَذَا أَخُوكَ وَهَذَا أَخٌ لَكَ وَهَذَا لَكَ أَخٌ، فَإِذَا أَدْخَلْتَ اللَّامَ فَلَا إِضَافَةَ.
قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: وَقَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ الرَّفْعَ وَالنَّصْبَ وَالْخَفْضَ فِي قَوْلِهِ ذَا سَوَاءٌ، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِذَا، وَرَأَيْتُ ذَا، وَقَامَ ذَا، فَلَا يَكُونُ فِيهَا عَلَامَةُ رَفْعِ الْإِعْرَابِ وَلَا خَفْضِهِ وَلَا نَصْبِهِ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، فَلَمَّا ثَنَّوْا زَادُوا فِي التَّثْنِيَةِ نُونًا وَأَبْقَوُا الْأَلِفَ فَقَالُوا: ذَانِ أَخَوَاكَ وَذَانِكَ أَخَوَاكَ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُشَدِّدُ هَذِهِ النُّونَ فَيَقُولُ ذَانِّكَ أَخَوَاكَ، قَالَ: وَهُمُ الَّذِينَ يَزِيدُونَ اللَّامَ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُونَ ذَلِكَ، فَجَعَلُوا هَذِهِ التَّشْدِيدَةَ بَدَلَ اللَّامِ؛ وَأَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ فِي بَابِ ذَا الَّذِي قَدْ مَرَّ آنِفًا:
أَمِنْ زَيْنَبَ ذِي النَّارُ قُبَيْلَ الصُّبْحِ مَا تَخْبُو     إِذَا مَا خَمَدَتْ يُلْقَى
عَلَيْهَا الْمَنْدَلُ الرَّطْبُ
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: ذِي مَعْنَاهُ ذِهْ.
يُقَالُ: ذَا عَبْدُ اللَّهِ، وَذِي أَمَةُ اللَّهِ، وَذِهْ أَمَةُ اللَّهِ، وَتِهْ أَمَةُ اللَّهِ، وَتَّا أَمَةُ اللَّهِ، قَالَ: وَيُقَالُ: هَذِي هِنْدُ، وَهَاتِهِ هِنْدُ، وَهَاتَا هِنْدُ، عَلَى زِيَادَةِ هَا التَّنْبِيهِ، قَالَ: وَإِذَا صُغِّرَتْ ذِهِ قُلْتَ تَيَّا تَصْغِيرُ تِهِ أَوْ تَا، وَلَا تُصَغَّرُ ذِهِ عَلَى لَفْظِهَا لِأَنَّكَ إِذَا صَغَّرْتَ ذَا قَلَّتْ ذَيَّا، وَلَوْ صَغَّرَتْ ذِهِ لَقُلْتَ ذَيَّا فَالْتَبَسَ بِالْمُذَكَّرِ، فَصَغَرُوا مَا يُخَالِفُ فِيهِ الْمُؤَنَّثُ الْمُذَكَّرَ.
قَالَ: وَالْمُبْهَمَاتُ يُخَالِفُ تَصْغِيرُهَا تَصْغِيرَ سَائِرِ الْأَسْمَاءِ.
وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ قَالَ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ (فَذَانِّكَ بُرْهَانَانِ)، قَالَ: وَهُمُ الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ أَدْخَلُوا التَّثْقِيلَ لِلتَّأْكِيدِ ڪَمَا أَدْخَلُوا اللَّامَ فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شَدَّدُوا هَذِهِ النُّونَ لِيُفْرَقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النُّونِ الَّتِي تَسْقُطُ لِلْإِضَافَةِ لِأَنَّ هَذَانِ وَهَاتَانِ لَا تُضَافَانَ.
وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ مِنْ لُغَةِ مَنْ قَاْلَ هَذَا آ قَاْلَ ذَلِكَ، فَزَادُوا عَلَى الْأَلِفِ أَلِفًا ڪَمَا زَادُوا عَلَى النُّونِ نُونًا لِيُفْصَلَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْأَسْمَاءِ الْمُتَمَكِّنَةِ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ الْقُرَّاءُ عَلَى تَخْفِيفِ النُّونِ مَنْ ذَانِكَ وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ فَيَقُولُ فَذَانِكَ قَائِمَانِ وَهَذَانِ قَائِمَانِ وَاللَّذَانِ قَالَا  ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَذَانِكَ تَثْنِيَةُ ذَاكَ وَذَانِّكَ تَثْنِيَةُ ذَلِكَ، يَكُونُ بَدَلَ اللَّامِ فِي ذَلِكَ تَشْدِيدُ النُّونِ فِي ذَانِّكَ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ ذَا وَالْكَافُ زِيدَتْ لِلْمُخَاطَبَةِ فَلَا حَظَ لَهَا فِي الْإِعْرَابِ.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَوْ ڪَانَ لَهَا حَظٌّ فِي الْإِعْرَابِ لَقُلْتَ ذَلِكَ نَفْسُكَ زَيْدُ، وَهَذَا خَطَأٌ.
وَلَا يَجُوزُ إِلَّا ذَلِكَ نَفْسُهُ زَيْدٌ، وَكَذَلِكَ ذَانِكَ يَشْهَدُ أَنَّ الْكَافَ لَا مَوْضِعَ لَهَا وَلَوْ ڪَانَ لَهَا مَوْضِعٌ لَكَانَ جَرًّا بِالْإِضَافَةِ، وَالنُّونُ لَا تَدْخُلُ مَعَ الْإِضَافَةِ وَاللَّامُ زِيدَتْ مَعَ ذَلِكَ لِلتَّوْكِيدِ.
تَقُولُ: ذَلِكَ الْحَقُّ وَهَذَاكَ الْحَقُّ، وَيَقْبُحُ هَذَالِكَ الْحَقُّ لِأَنَّ اللَّامَ قَدْ أَكَّدَتْ مَعَ الْإِشَارَةِ وَكُسِرَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، أَعْنِي الْأَلِفَ مِنْ ذَا، وَاللَّامُ الَّتِي بَعْدَهَا ڪَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ اللَّامُ سَاكِنَةً وَلَكِنَّهَا ڪُسِرَتْ لِمَا قُلْنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ‏

معنى كلمتا ذاك و ذلك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذا و تا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمتا ذا و تا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمتا ذا و تا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذا وتا: تَصْغِيرُ ذَا وَتَا وَجَمْعُهُمَا: أَهْلُ الْكُوفَةِ يُسَمُّونَ ذَا وَتَا وَتِلْكَ وَذَلِكَ وَهَذَا وَهَذِهِ وَهَؤُلَاءِ وَالَّذِي وَالَّذِينَ وَالَّتِي وَاللَّاتِي – حُرُوفَ الْمُثُلِ، وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَهَا حُرُوفَ الْإِشَارَةِ وَالْأَسْمَاءَ الْمُبْهَمَةَ، فَقَالُوا فِي تَصْغِيرِ هَذَا: ذَيَّا، مِثْلَ تَصْغِيرِ ذَا؛ لِأَنَّ هَا تَنْبِيهٌ وَذَا إِشَارَةٌ وَصِفَةٌ وَمِثَالٌ لِاسْمِ مَنْ تُشِيرُ إِلَيْهِ.
فَقَالُوا: وَتَصْغِيرُ ذَلِكَ ذَيَّا، وَإِنْ شِئْتَ ذَيَّالِكَ، فَمَنْ قَالَ: ذَيَّا زَعَمَ أَنَّ اللَّامَ لَيْسَتْ بِأَصْلِيَّةٍ لِأَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ ذَاكَ، وَالْكَافُ ڪَافُ الْمُخَاطَبِ، وَمَنْ قَالَ: ذَيَّالِكَ صَغَّرَ عَلَى اللَّفْظِ، وَتَصْغِيرُ تِلْكَ تَيَّا وَتَيَّالِكَ، وَتَصْغِيرُ هَذِهِ تَيَّا، وَتَصْغِيرُ أُولَئِكَ أُولَيَّا، وَتَصْغِيرُ هَؤُلَاءِ هَؤُلَيَّا.
قَالَ: وَتَصْغِيرُ اللَّاتِي مِثْلُ تَصْغِيرِ الَّتِي وَهِيَ اللَّتِيَّا، وَتَصْغِيرُ اللَّاتِي اللَّوَيَّا، وَتَصْغِيرُ الَّذِي اللَّذَيَّا، وَالَّذِينَ اللَّذَيُّونَ.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: يُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ الَّتِي وَاحِدَتُهَا مُؤَنَّثَةٌ: اللَّاتِي وَاللَّائِي، وَالْجَمَاعَةُ الَّتِي وَاحِدُهَا مُذَكَّرٌ: اللَّائِي، وَلَا يُقَالُ: اللَّاتِي إِلَّا لِلَّتِي وَاحِدَتُهَا مُؤَنَّثَةٌ، يُقَالُ: هُنَّ اللَّاتِي فَعَلْنَ ڪَذَا وَكَذَا وَاللَّائِي فَعَلْنَ ڪَذَا، وَهُمُ الرِّجَالُ اللَّائِي وَاللَّاءُونَ فَعَلُوا ڪَذَا وَكَذَا؛ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
هُمُ اللَّاءُونَ فَكُّوا الْغُلَّ عَنِّي بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ وَهُمْ جَنَاحِي
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
مَنِ اللَّاءِ لَمْ يَحْجُجْنَ يَبْغِينَ حِسْبَةً     وَلَكِنْ لِيَقْتُلْنَ الْبَرِيءَ الْمُغَفَّلَا
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
بَعْدَ اللَّتَيَّا وَاللَّتَيَّا وَالَّتِي     إِذَا عَلَتْهَا أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ
يُقَالُ مِنْهُ: لَقِيَ مِنْهُ اللَّتَيَّا وَالَّتِي إِذَا لَقِيَ مِنْهُ الْجَهْدَ وَالشِّدَّةَ؛ أَرَادَ بَعْدَ عَقَبَةٍ مِنْ عِقَابِ الْمَوْتِ مُنْكَرَةٍ، إِذَا أَشْرَفَتْ عَلَيْهَا النَّفْسُ تَرَدَّتْ، أَيْ: هَلَكَتْ؛ وَقَبْلُهُ:
إِلَى أَمَارٍ وَأَمَارِ مُدَّتِي     دَافَعَ عَنَّيْ بِنَقِيرٍ مَوْتَتِي
بَعْدَ اللَّتَيَا وَاللَّتَيَا وَالَّتِي     إِذَا عَلَتْهَا أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ
فَارْتَاحَ رَبِّي وَأَرَادَ رَحْمَتِي     وَنِعْمَةً أَتَمَّهَا فَتَمَّتِ
وَقَالَ اللَّيْثُ: الَّذِي تَعْرِيفُ لَذْ وَلَذِي، فَلَمَّا قَصُرَتْ قَوَّوُا اللَّامَ بِلَامٍ أُخْرَى، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْيَاءَ فَيَقُولُ هَذَا اللَّذْ فَعَلَ، ڪَذَا بِتَسْكِينِ الذَّالِ؛ وَأَنْشَدَ:
كَاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيَةً فَاصْطِيدَا
وَلِلِاثْنَيْنِ هَذَانِ اللَّذَانِ، وَلِلْجَمْعِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هَذَانِ اللَّذَا، فَأَمَّا الَّذِينَ أَسْكَنُوا الذَّالَ، وَحَذَفُوا الْيَاءَ الَّتِي بَعْدَهَا فَإِنَّهُمْ لَمَّا أَدْخَلُوا فِي الِاسْمِ لَامَ الْمَعْرِفَةِ طَرَحُوا الزِّيَادَةَ الَّتِي بَعْدَ الذَّالِ وَأُسْكِنَتِ الذَّالُ، فَلَمَّا ثَنَّوْا حَذَفُوا النُّونَ، فَأَدْخَلُوا عَلَى الِاثْنَيْنِ لِحَذْفِ النُّونِ مَا أَدْخَلُوا عَلَى الْوَاحِدِ بِإِسْكَانِ الذَّالِ.
وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ، فَإِنْ قَاْلَ قَائِلٌ: أَلَا قَالُوا اللَّذُو فِي الْجَمْعِ بِالْوَاوِ؟ فَقُلْ: الصَّوَابُ فِي الْقِيَاسِ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْعَرَبَ اجْتَمَعَتْ عَلَى الَّذِي بِالْيَاءِ، وَالْجَرُّ وَالنَّصْبُ وَالرَّفْعُ سَوَاءٌ؛ وَأَنْشَدَ:
وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ     هُمُ الْقَوْلُ ڪُلُّ الْقَوْمِ يَا أُمَّ خَالِدِ
وَقَالَ الْأَخْطَلُ:
أَبَنِي ڪُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا     قَتَلَا الْمُلُوكَ وَفَكَّكَا الْأَغْلَالَا
وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: اللَّتَا وَالَّتِي؛ وَأَنْشَدَ:
هُمَا اللَّتَا أَقْصَدَنِي سَهْمَاهُمَا
وَقَالَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ لَهُمَا، إِنَّهُمَا قَالَا: الَّذِينَ لَا يَظْهَرُ فِيهَا الْإِعْرَابُ، تَقُولُ فِي النَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَالْجَرِّ: أَتَانِي الَّذِينَ فِي  الدَّارِ، وَرَأَيْتُ الَّذِينَ، وَمَرَرْتُ بِالَّذِينِ فِي الدَّارِ، وَكَذَلِكَ الَّذِي فِي الدَّارِ.
قَالَا: وَإِنَّمَا مُنِعَا الْإِعْرَابَ لِأَنَّ الْإِعْرَابَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي أَوَاخِرِ الْأَسْمَاءِ، وَالَّذِي وَالَّذيِنَ مُبْهَمَانِ لَا يَتِمَّانِ إِلَّا بِصِلَاتِهِمَا فَلِذَلِكَ مُنِعَا الْإِعْرَابَ، وَأَصْلُ الَّذِي لَذْ، فَاعْلَمْ، عَلَى وَزْنِ عَمْ.
فَإِنْ قَاْلَ قَائِلٌ: فَمَا بَالُكَ تَقُولُ: أَتَانِي اللَّذَانِ فِي الدَّارِ، وَرَأَيْتُ اللَّذَيْنِ فِي الدَّارِ فَتُعْرِبُ مَا لَا يُعْرَبُ فِي الْوَاحِدِ فِي تَثْنِيَتِهِ، نَحْوُ هَذَانِ وَهَذَيْنِ وَأَنْتَ لَا تُعْرِبُ هَذَا وَلَا هَؤُلَاءِ؟
فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ: أَنَّ جَمِيعَ مَا لَا يُعْرَبُ فِي الْوَاحِدِ مُشَبَّهٌ بِالْحَرْفِ الَّذِي جَاءَ لِمَعْنًى، فَإِنْ ثَنَّيْتَهُ فَقَدْ بَطَلَ شَبَهُ الْحَرْفِ الَّذِي جَاءَ لِمَعْنًى لِأَنَّ حُرُوفَ الْمَعَانِي لَا تُثَنَّى.
فَإِنْ قَاْلَ قَائِلٌ: فَلِمَ مَنَعْتَهُ الْإِعْرَابَ فِي الْجَمْعِ؟
قُلْتُ: لِأَنَّ الْجَمْعَ لَيْسَ عَلَى حَدِّ التَّثْنِيَةِ ڪَالْوَاحِدِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ فِي جَمْعِ هَذَا هَؤُلَاءِ يَا فَتَى؟
فَجَعَلْتَهُ اسْمًا لِلْجَمْعِ فَتَبْنِيهِ ڪَمَا بَنَيْتَ الْوَاحِدَ، وَمَنْ جَمَعَ الَّذيِنِ عَلَى حَدِّ التَّثْنِيَةِ قَالَ: جَاءَنِي اللَّذُونَ فِي الدَّارِ، وَرَأَيْتُ الَّذِينَ فِي الدَّارِ، وَهَذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَقَعَ لِأَنَّ الْجَمْعَ يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنْ حَدِّ التَّثْنِيَةِ، وَالتَّثْنِيَةُ لَيْسَ لَهَا إِلَّا ضَرْبٌ وَاحِدٌ.
ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: الْأُلَى فِي مَعْنَى الَّذِينَ؛ وَأَنْشَدَ:
فَإِنَّ الْأُلَى بِالطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: قَاْلَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَثَلُهُمْ ڪَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا مَعْنَاهُ: ڪَمَثَلِ الَّذيِنِ اسْتَوْقَدُوا نَارًا، فَالَّذِي قَدْ يَأْتِي مُؤَدِّيًا عَنِ الْجَمْعِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ:
إِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: احْتِجَاجُهُ عَلَى الْآيَةِ بِهَذَا الْبَيْتِ غَلَطٌ لِأَنَّ الَّذِي فِي الْقُرْآنِ اسْمٌ وَاحِدٌ رُبَّمَا أَدَّى عَنِ الْجَمْعِ فَلَا وَاحِدَ لَهُ، وَالَّذِي فِي الْبَيْتِ جَمْعٌ وَاحِدُهُ اللَّذْ، وَتَثْنِيَتُهُ اللَّذَا، وَجَمْعُهُ الَّذِي، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جَاءَنِي الَّذِي تَكَلَّمُوا، وَوَاحِدُ الَّذِي اللَّذْ؛ وَأَنْشَدَ:.
يَا رَبَّ عَبْسٍ لَا تُبَارِكْ فِي أَحِدْ     فِي قَائِمٍ مِنْهُمْ وَلَا فِيمَنْ قَعَدْ
إِلَّا الَّذِي قَامُوا بِأَطْرَافِ الْمِسَدْ
أَرَادَ الَّذِينَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالَّذِي فِي الْقُرْآنِ وَاحِدٌ لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ، وَالَّذِي فِي الْبَيْتِ جَمْعٌ لَهُ وَاحِدٌ؛ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
فَكُنْتُ وَالْأَمْرَ الَّذِي قَدْ ڪَيْدَا     ڪَاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيَةً فَاصْطِيدَا
وَقَالَ الْأَخْطَلُ:
أَبَنِي ڪُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا     قَتَلَا الْمُلُوكَ وَفَكَّكَا الْأَغْلَالَا
قَالَ: وَالَّذِي يَكُونُ مُؤَدِّيًا عَنِ الْجَمْعِ وَهُوَ وَاحِدٌ لَا وَاحِدَ لَهُ فِي مِثْلِ قَوْلِ النَّاسِ: أُوصِي بِمَالِي لِلَّذِي غَزَا وَحَجَّ؛ مَعْنَاهُ: لِلْغَازِينَ وَالْحُجَّاجِ.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ.
قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ: تَمَامًا لِلْمُحْسِنِينَ أَيْ: تَمَامًا لِلَّذِينِ أَحْسَنُوا، يَعْنِي: أَنَّهُ تَمَّمَ ڪُتُبَهُمْ بِكِتَابِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى تَمَامًا عَلَى مَا أَحْسَنَ أَيْ: تَمَامًا لِلَّذِي أَحْسَنَهُ مِنَ الْعِلْمِ وَكُتُبِ اللَّهِ الْقَدِيمَةِ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ڪَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا.
أَيْ: مَثَلُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ ڪَمَثَلِ رَجُلٍ ڪَانَ فِي ظُلْمَةٍ يُبْصِرُ مِنْ أَجْلِهَا مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَوَرَائِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَوْقَدَ نَارًا فَأَبْصَرَ بِهَا مَا حَوْلَهُ مِنْ قَذًى وَأَذًى، فَبَيْنَا هُوَ ڪَذَلِكَ طَفِئَتْ نَارُهُ فَرَجَعَ إِلَى ظُلْمَتِهِ الْأُولَى، فَكَذَلِكَ الْمُنَافِقُونَ ڪَانُوا فِي ظُلْمَةِ الشِّرْكِ ثُمَّ أَسْلَمُوا فَعَرَفُوا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِالْإِسْلَامِ، ڪَمَا عَرَفَ الْمُسْتَوْقِدُ لَمَّا طَفِئَتْ نَارُهُ وَرَجَعَ إِلَى أَمْرِهِ الْأَوَّلِ. ‏

معنى كلمتا ذا و تا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى حرف الذال – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى حرف الذال – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى حرف الذال – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ذا: حرف الذال (ذ): الذال: الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ: حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَالْحُرُوفِ اللِّثَوِيَّةِ؛ وَالثَّاءُ الْمُثَلَّثَةُ وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ وَالظَّاءُ الْمُعْجَمَةُ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ: ذَا يَكُونُ بِمَعْنَى هَذَا، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ؛ أَيْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ؛ قَالَا: وَيَكُونُ ذَا بِمَعْنَى الَّذِي، قَالَا: وَيُقَالُ هَذَا ذُو صَلَاحٍ، وَرَأَيْتُ هَذَا ذَا صَلَاحٍ، وَمَرَرْتُ بِهَذَا ذِي صَلَاحٍ، وَمَعْنَاهُ ڪُلُّهُ صَاحِبُ صَلَاحٍ.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: ذَا اسْمُ ڪُلِّ مُشَارٍ إِلَيْهِ مُعَايَنٍ يَرَاهُ الْمُتَكَلِّمُ وَالْمُخَاطَبُ، قَالَ: وَالِاسْمُ فِيهَا الذَّالُ وَحْدَهَا مَفْتُوحَةً، وَقَالُوا: الذَّالُ وَحْدَهَا هِيَ الِاسْمُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ لَا يُعْرَفُ مَا هُوَ حَتَّى يُفَسِّرَ مَا بَعْدَهُ، ڪَقَوْلِكَ ذَا الرَّجُلُ، ذَا الْفَرَسُ، فَهَذَا تَفْسِيرُ ذَا وَنَصْبُهُ وَرَفْعُهُ وَخَفْضُهُ سَوَاءٌ.
قَالَ: وَجَعَلُوا فَتْحَةَ الذَّالِ فَرْقًا بَيْنَ التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ ڪَمَا قَالُوا ذَا أَخُوكَ، وَقَالُوا ذِي أُخْتُكَ، فَكَسَرُوا الذَّالَ فِي الْأُنْثَى، وَزَادُوا مَعَ فَتْحَةِ الذَّالِ فِي الْمُذَكِّرِ أَلِفًا، وَمَعَ ڪَسْرَتِهَا لِلْأُنْثَى يَاءً، ڪَمَا قَالُوا أَنْتَ وَأَنْتِ.
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لَا أُكَلِّمُكَ فِي ذِي السَّنَةِ، وَفِي هَذِي السَّنَةِ، وَلَا يُقَالُ فِي ذَا السَّنَةِ، وَهُوَ خَطَأٌ، إِنَّمَا يُقَالُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ؛ وَفِي هَذِي السَّنَةِ، وَفِي ذِي السَّنَةِ، وَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ: ادْخُلْ ذَا الدَّارَ، وَلَا الْبَسْ ذَا الْجُبَّةَ، وَإِنَّمَا الصَّوَابُ ادْخُلْ ذِي الدَّارَ وَالْبَسْ ذِي الْجُبَّةَ، وَلَا يَكُونُ ذَا إِلَّا لِلْمُذَكَّرِ.
يُقَالُ: هَذِهِ الدَّارُ، وَذِي الْمَرْأَةُ. وَيُقَالُ: دَخَلْتُ تِلْكَ الدَّارَ وَتِيكَ الدَّارَ، وَلَا يُقَالُ ذِيكَ الدَّارَ، وَلَيْسَ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ ذِيكَ الْبَتَّةَ، وَالْعَامَّةُ تُخْطِئُ فِيهِ فَتَقُولُ ڪَيْفَ ذِيكَ الْمَرْأَةُ؟ وَالصَّوَابُ ڪَيْفَ تِيكَ الْمَرْأَةُ؟
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَا اسْمٌ يُشَارُ بِهِ إِلَى الْمُذَكَّرِ، وَذِي بِكَسْرِ الذَّالِ لِلْمُؤَنَّثِ، تَقُولُ: ذِي أَمَةُ اللَّهِ، فَإِنْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ قُلْتَ ذِهْ، بِهَاءٍ مَوْقُوفَةٍ، وَهِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، وَلَيْسَتْ لِلتَّأْنِيثِ، وَإِنَّمَا هِيَ صِلَةٌ ڪَمَا أَبْدَلُوا فِي هُنَيَّةٍ، فَقَالُوا هُنَيْهَةَ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وَلَيْسَتْ لِلتَّأْنِيثِ وَإِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ.
قَالَ: فَإِنْ أَدْخَلْتَ عَلَيْهَا الْهَاءَ لِلتَّنْبِيهِ قُلْتَ هَذَا زَيْدٌ وَهَذِي أَمَةُ اللَّهِ وَهَذِهِ أَيْضًا، بِتَحْرِيكِ الْهَاءِ، وَقَدِ اكْتَفَوْا بِهِ عَنْهُ، فَإِنْ صَغَّرْتَ ذَا قُلْتَ ذَيَّا، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ؛ لِأَنَّكَ تَقْلِبُ أَلِفَ ذَا يَاءٍ لِمَكَانِ الْيَاءِ قَبْلَهَا، فَتُدْغِمُهَا فِي الثَّانِيَةِ، وَتَزِيدُ فِي آخِرِهِ أَلِفًا لِتَفْرُقَ بَيْنَ الْمُبْهَمِ وَالْمُعْرَبِ، وَذَيَّانِ فِي التَّثْنِيَةِ، وَتَصْغِيرُ هَذَا هَذَيَّا، وَلَا تُصَغَّرُ ذِي لِلْمُؤَنَّثِ وَإِنَّمَا تُصَغَّرُ تَا، وَقَدِ اكْتَفَوْا بِهِ عَنْهُ، وَإِنْ ثَنَّيْتَ ذَا قُلْتَ ذَانِ لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ اجْتِمَاعُهُمَا لِسُكُونِهِمَا فَتَسْقُطُ إِحْدَى الْأَلِفَيْنِ، فَمَنْ أَسْقَطَ أَلِفَ ذَا قَرَأَ ((إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ)) فَأَعْرَبَ، وَمَنْ أَسْقَطَ أَلِفَ التَّثْنِيَةِ قَرَأَ ((إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)) لِأَنَّ أَلِفَ ذَا لَا يَقَعُ فِيهَا إِعْرَابٌ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهَا عَلَى لُغَةِ بَلْحَرِثِ بْنِ ڪَعْبٍ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: مَنْ أَسْقَطَ أَلِفَ التَّثْنِيَةِ قَرَأَ ((إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ))، قَالَ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ لِأَنَّ أَلِفَ التَّثْنِيَةِ حَرْفٌ زِيدَ لِمَعْنًى، فَلَا يَسْقُطُ، وَتَبْقَى الْأَلِفُ الْأَصْلِيَّةُ ڪَمَا لَمْ يَسْقُطِ التَّنْوِينُ فِي ” هَذَا قَاضٍ ” وَتَبْقَى الْيَاءُ الْأَصْلِيَّةُ؛ لِأَنَّ التَّنْوِينَ زِيدَ لِمَعْنًى فَلَا يَصِحُّ حَذْفُهُ.
قَالَ: وَالْجَمْعُ أُولَاءِ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ، فَإِنْ خَاطَبْتَ جِئْتَ بِالْكَافِ فَقُلْتَ ذَاكَ وَذَلِكَ، فَاللَّامُ زَائِدَةٌ وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ، وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا يُومَأُ إِلَيْهِ بَعِيدٌ وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ، وَتُدْخِلُ الْهَاءَ عَلَى ذَاكَ فَتَقُولُ هَذَاكَ زَيْدٌ، وَلَا تُدْخِلُهَا عَلَى ذَلِكَ، وَلَا عَلَى أُولَئِكَ ڪَمَا لَمْ تَدْخُلْ عَلَى تِلْكَ، وَلَا تَدْخُلِ الْكَافُ عَلَى ذِي لِلْمُؤَنَّثِ، وَإِنَّمَا تَدْخُلُ عَلَى تَا، تَقُولُ تِيكَ وَتِلْكَ، وَلَا تَقُلْ ذِيكَ فَإِنَّهُ خَطَأٌ.
وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ: رَأَيْتُ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ، وَجَاءَنِي ذَانِكَ الرَّجُلَانِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا ذَانِّكَ، بِالتَّشْدِيدِ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مِنَ النَّحْوِيِّينَ مَنْ يَقُولُ ذَانِّكَ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، تَثْنِيَةُ ذَلِكَ قُلِبَتِ اللَّامُ نُونًا وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي النُّونِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ تَشْدِيدُ النُّونِ عِوَضٌ مِنَ الْأَلِفِ الْمَحْذُوفَةِ مِنْ ذَا، وَكَذَلِكَ يَقُولُ فِي اللَّذَانِّ إِنَّ تَشْدِيدَ النُّونِ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ مِنَ الَّذِي.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا شَدَّدُوا النُّونَ فِي ذَلِكَ تَأْكِيدًا وَتَكْثِيرًا لِلِاسْمِ لِأَنَّهُ بَقِيَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ ڪَمَا أَدْخَلُوا اللَّامَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا فِي الْأَسْمَاءِ الْمُبْهَمَةِ لِنُقْصَانِهَا، وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ تَانِكَ وَتَانِّكَ أَيْضًا، بِالتَّشْدِيدِ، وَالْجَمْعُ أُولَئِكَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ حُكْمِ الْكَافِ فِي تَا، وَتَصْغِيرُ ذَاكَ ذَيَّاكَ وَتَصْغِيرُ ذَلِكَ ذَيَّالِكَ.
وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ وَقَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا فَأَنْكَرَهُ فَقَالَ لَهَا:
لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ الْقَصِيِّ  مِنِّي ذِي الْقَاذُورَةِ الْمَقْلِيِّ     أَوْ تَحْلِفِي بِرَبِّكِ الْعَلِيِّ
أَنِّي أَبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيِّ     قَدْ رَابَنِي بِالنَّظَرِ التُّرْكِيِّ
وَمُقْلَةٍ ڪَمُقْلَةِ الْكُرْكِيِّ.
فَقَالَتْ:
لَا وَالَّذِي رَدَّكَ يَا صَفِيِّي     مَا مَسَّنِي بَعْدَكَ مِنْ إِنْسِيِّ
غَيْرِ غُلَامٍ وَاحِدٍ قَيْسِيِّ     بَعْدَ امْرَأَيْنِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ
وَآخَرَيْنِ مِنْ بَنِي بَلِيِّ     وَخَمْسَةٍ ڪَانُوا عَلَى الطَّوِيِّ
وَسِتَّةٍ جَاءُوا مَعَ الْعَشِيِّ     وَغَيْرِ تُرْكِيٍّ وَبَصْرَوِيِّ
وَتَصْغِيرُ تِلْكَ تَيَّاكَ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ تَيَّالِكَ، فَأَمَّا تَيَّاكَ فَتَصْغِيرُ تِيكَ.
وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ذَا إِشَارَةٌ إِلَى الْمُذَكَّرِ، يُقَالُ ذَا وَذَاكَ، وَقَدْ تُزَادُ اللَّامُ فَيُقَالُ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذَلِكَ الْكِتَابُ؛ قَاْلَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ هَذَا الْكِتَابُ، وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَى ذَا هَا الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ فَيُقَالُ هَذَا، قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: وَأَصْلُهُ ذَيْ فَأَبْدَلُوا يَاءَهُ أَلِفًا، وَإِنْ ڪَانَتْ سَاكِنَةً، وَلَمْ يَقُولُوا ذَيْ لِئَلَّا يُشْبِهَ ڪَيْ وَأَيْ، فَأَبْدَلُوا يَاءَهُ أَلِفًا لِيَلْحَقَ بِبَابِ مَتَى وَإِذْ أَوْ يَخْرُجَ مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ بَعْضَ الْخُرُوجِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ((إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ))؛ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: أَرَادَ يَاءَ النَّصْبِ ثُمَّ حَذَفَهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْأَلِفِ قَبْلَهَا، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْقَوِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّ الْيَاءَ هِيَ الطَّارِئَةُ عَلَى الْأَلِفِ فَيَجِبُ أَنْ تُحْذَفَ الْأَلِفُ لِمَكَانِهَا، فَأَمَّا مَا أَنْشَدَهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ لِجَمِيلٍ مِنْ قَوْلِهِ: وَأَتَى صَوَاحِبُهَا فَقُلْنَ هَذَا الَّذِي مَنَحَ الْمَوَدَّةَ غَيْرَنَا وَجَفَانَا
فَإِنَّهُ أَرَادَ أَذَا الَّذِي، فَأَبْدَلَ الْهَاءَ مِنَ الْهَمْزَةِ.
وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ ذَا مَكَانَ الَّذِي ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ؛ أَيْ: مَا الَّذِي يُنْفِقُونَ، فِيمَنْ رَفَعَ الْجَوَابَ، فَرَفْعُ الْعَفْوِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا مَرْفُوعَةٌ بِالِابْتِدَاءِ وَذَا خَبَرُهَا وَيُنْفِقُونَ صِلَةُ ذَا، وَأَنَّهُ لَيْسَ مَا وَذَا جَمِيعًا ڪَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، هَذَا هُوَ الْوَجْهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَإِنْ ڪَانَ قَدْ أَجَازَ الْوَجْهَ الْآخَرَ مَعَ الرَّفْعِ.
وَذِي، بِكَسْرِ الذَّالِ، لِلْمُؤَنَّثِ وَفِيهِ لُغَاتٌ: ذِي وَذِهْ، الْهَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي تَحْقِيرِ ذَا ذَيَّا، وَذِي إِنَّمَا هِيَ تَأْنِيثُ ذَا وَمِنْ لَفْظِهِ، فَكَمَا لَا تَجِبُ الْهَاءُ فِي الْمُذَكَّرِ أَصْلًا فَكَذَلِكَ هِيَ أَيْضًا فِي الْمُؤَنَّثِ بَدَلٌ غَيْرُ أَصْلٍ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِي هَذِهِ وَإِنِ اسْتُفِيدَ مِنْهَا التَّأْنِيثُ بِمَنْزِلَةِ هَاءِ طَلْحَةَ وَحَمْزَةَ لِأَنَّ الْهَاءَ فِي طَلْحَةَ وَحَمْزَةَ زَائِدَةٌ، وَالْهَاءُ فِي هَذَا لَيْسَتْ بِزَائِدَةٍ إِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ فِي هَذِي، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْهَاءَ فِي حَمْزَةَ نَجِدُهَا فِي الْوَصْلِ تَاءً وَالْهَاءُ فِي هَذِهِ ثَابِتَةٌ فِي الْوَصْلِ ثَبَاتَهَا فِي الْوَقْفِ.
وَيُقَالُ: ذِهِي، الْيَاءُ لِبَيَانِ الْهَاءِ شَبَّهَهَا بِهَاءِ الْإِضْمَارِ فِي بِهِي وَهَذِي وَهَذِهِي وَهَذِهْ، الْهَاءُ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ سَاكِنَةٌ إِذَا لَمْ يَلْقَهَا سَاكِنٌ، وَهَذِهِ ڪُلُّهَا فِي مَعْنَى ذِي؛ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ؛ وَأَنْشَدَ:
قُلْتُ لَهَا يَا هَذِهِي هَذَا إِثِمْ     هَلْ لَكِ فِي قَاضٍ إِلَيْهِ نَحْتَكِمْ
وَيُوصَلُ ذَلِكَ ڪُلُّهُ بِكَافِ الْمُخَاطَبَةِ.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَسْمَاءُ الْإِشَارَةِ هَذَا وَهَذِهِ لَا يَصِحُّ تَثْنِيَةُ شَيْءٍ مِنْهَا مِنْ قِبَلِ أَنَّ التَّثْنِيَةَ لَا تَلْحَقُ إِلَّا النَّكِرَةَ، فَمَا لَا يَجُوزُ تَنْكِيرُهُ فَهُوَ بِأَنْ لَا تَصِحَّ تَثْنِيَتُهُ أَجْدَرُ، فَأَسْمَاءُ الْإِشَارَةِ لَا يَجُوزُ أَنْ تُنَكَّرَ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُثَنَّى شَيْءٌ مِنْهَا، أَلَا تَرَاهَا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ عَلَى حَدِّ مَا ڪَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ التَّثْنِيَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِكَ هَذَانِ الزَّيْدَانِ قَائِمَيْنِ، فَنَصْبُ قَائِمَيْنِ بِمَعْنَى الْفِعْلِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ الْإِشَارَةُ وَالتَّنْبِيهُ، ڪَمَا ڪُنْتَ تَقُولُ فِي الْوَاحِدِ هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا، فَتَجِدُ الْحَالَ وَاحِدَةً قَبْلَ التَّثْنِيَةِ وَبَعْدَهَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُكَ ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قَامَا، تَعَرَّفَا بِالصِّلَةِ ڪَمَا يَتَعَرَّفُ بِهَا الْوَاحِدُ ڪَقَوْلِكَ ضَرَبْتُ الَّذِي قَامَ، وَالْأَمْرُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ بَعْدَ التَّثْنِيَةِ هُوَ الْأَمْرُ فِيهَا قَبْلَ التَّثْنِيَةِ، وَلَيْسَ ڪَذَلِكَ سَائِرُ الْأَسْمَاءِ الْمُثَنَّاةِ نَحْوَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، أَلَا تَرَى أَنَّ تَعْرِيفَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو إِنَّمَا هُوَ بِالْوَضْعِ وَالْعَلَمِيَّةِ؟ فَإِذَا ثَنَّيْتَهُمَا تَنَكَّرَا فَقُلْتَ عِنْدِي عَمْرَانَ عَاقِلَانِ، فَإِنْ آثَرْتَ التَّعْرِيفَ بِالْإِضَافَةِ أَوْ بِاللَّامِ فَقُلْتَ الزَّيْدَانِ وَالْعَمْرَانِ وَزَيْدَاكَ وَعَمْرَاكَ، فَقَدْ تَعَرَّفَا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ تَعَرُّفَهُمَا قَبْلَهَا وَلَحِقَا بِالْأَجْنَاسِ، وَفَارَقَا مَا ڪَانَا عَلَيْهِ مِنْ تَعْرِيفِ الْعَلَمِيَّةِ وَالْوَضْعِ، فَإِذَا صَحَّ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ هَذَانِ وَهَاتَانِ إِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءٌ مَوْضُوعَةٌ لِلتَّثْنِيَةِ مُخْتَرَعَةٌ لَهَا، وَلَيْسَتْ تَثْنِيَةً لِلْوَاحِدِ عَلَى حَدِّ زَيْدٍ وَزَيْدَانِ، إِلَّا أَنَّهَا صِيغَتْ عَلَى صُورَةِ مَا هُوَ مُثَنًّى عَلَى الْحَقِيقَةِ فَقِيلَ هَذَانِ وَهَاتَانِ لِئَلَّا تَخْتَلِفَ التَّثْنِيَةُ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَيْهَا مَا لَا يُحَافِظُونَ عَلَى الْجَمْعِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَجِدُ فِي الْأَسْمَاءِ الْمُتَمَكِّنَةِ أَلْفَاظَ الْجُمُوعِ مِنْ غَيْرِ أَلْفَاظِ الْآحَادِ، وَذَلِكَ نَحْوَ رَجُلٍ وَنَفَرٍ وَامْرَأَةٍ وَنِسْوَةٍ وَبَعِيرٍ وَإِبِلٍ وَوَاحِدٍ وَجَمَاعَةٍ، وَلَا تَجِدُ فِي التَّثْنِيَةِ شَيْئًا مِنْ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ مِنْ لَفْظِ الْوَاحِدِ نَحْوَ زَيْدٍ وَزَيْدَيْنِ وَرَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ لَا يَخْتَلِفُ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا ڪَثِيرٌ مِنَ الْمَبْنِيَّاتِ عَلَى أَنَّهَا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنَ الْمُتَمَكِّنَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ ذَا وَأُولَى وَأُلَاتُ وَذُو وَأُلُو، وَلَا تَجِدُ ذَلِكَ فِي تَثْنِيَتِهَا نَحْوَ ذَا وَذَانِ وَذُو وَذَوَانِ، فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى مُحَافَظَتِهِمْ عَلَى التَّثْنِيَةِ وَعِنَايَتِهِمْ بِهَا، أَعْنِي أَنْ تَخْرُجَ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ لِئَلَّا تَخْتَلِفَ، وَأَنَّهُمْ بِهَا أَشَدُّ عِنَايَةً مِنْهُمْ بِالْجَمْعِ، وَذَلِكَ لَمَّا صِيغَتْ لِلتَّثْنِيَةِ أَسْمَاءٌ مُخْتَرَعَةٌ غَيْرُ مُثَنَّاةٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ ڪَانَتْ عَلَى أَلْفَاظِ الْمُثَنَّاةِ تَثْنِيَةً حَقِيقَةً، وَذَلِكَ ذَانِ وِتَانِ، وَالْقَوْلُ فِي اللَّذَانِ وَاللَّتَانِ ڪَالْقَوْلِ فِي ذَانِ وَتَانِ.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَأَمَّا قَوْلُهُمْ هَذَانِ وَهَاتَانِ وَفَذَانِكَ فَإِنَّمَا تُقْلَبُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ لِأَنَّهُمْ عَوَّضُوا مِنْ حَرْفٍ مَحْذُوفٍ، وَأَمَّا فِي هَذَانِ فَهِيَ عِوَضٌ مِنْ أَلِفِ ذَا، وَهِيَ فِي ذَانِكَ عِوَضٌ مِنْ لَامِ ذَلِكَ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ عِوَضًا مِنْ أَلِفِ ذَلِكَ، وَلِذَلِكَ ڪُتِبَتْ فِي التَّخْفِيفِ بِالتَّاءِ لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ مُلْحَقَةٌ بِدَعْدٍ، وَإِبْدَالُ التَّاءِ مِنَ الْيَاءِ قَلِيلٌ، إِنَّمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِمْ ڪَيْتَ وَكَيْتَ، وَفِي قَوْلِهِمْ ثِنْتَانِ، وَالْقَوْلُ فِيهِمَا ڪَالْقَوْلِ فِي ڪَيْتَ وَكَيْتَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَذَكَرَ الْأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَبَّذَا قَالَ: الْأَصْلُ حَبُبَ ذَا فَأُدْغِمَتْ إِحْدَى الْبَاءَيْنِ فِي الْأُخْرَى وَشُدِّدَتْ، وَذَا إِشَارَةٌ إِلَى مَا يَقْرُبُ مِنْكَ؛ وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:
حَبَّذَا رَجْعُهَا إِلَيْكَ يَدَيْهَا     فِي يَدَيْ دِرْعِهَا تَحُلُّ الْإِزَارَا
كَأَنَّهُ قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنْ ذَا فَقَالَ: هُوَ رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَى حَلَّ تِكَّتِهَا أَيْ مَا أَحَبَّهُ، وَيَدَا دِرْعِهَا: ڪُمَّاهَا. وَفِي صِفَةِ الْمَهْدِيِّ: قُرَشِيٌّ يَمَانٍ لَيْسَ مِنْ ذِي وَلَا ذُو، أَيْ: لَيْسَ نَسَبُهُ نَسَبَ أَذْوَاءِ الْيَمَنِ، وَهُمْ مُلُوكُ حِمْيَرَ، مِنْهُمْ ذُو يَزَنَ وَذُو رُعَيْنٍ؛ وَقَوْلُهُ: قُرَشِيٌّ يَمَانٍ أَيْ قُرَشِيُّ النَّسَبِ يَمَانِيُّ الْمَنْشَأِ.
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ عَيْنُهَا وَاوٌ، وَقِيَاسُ لَامِهَا أَنْ تَكُونَ يَاءً لِأَنَّ بَابَ طَوَى أَكْثَرُ مِنْ بَابِ قَوِيَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرِيرٍ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ ذِي يَمَنٍ عَلَى وَجْهِهِ مِسْحَةٌ مِنْ ذِي مَلَكٍ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: ڪَذَا أَوْرَدَهُ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ وَقَالَ: ذِي هَاهُنَا صِلَةٌ، أَيْ: زَائِدَةٌ.
ذَا: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ذَا يُوصَلُ بِهِ الْكَلَامُ؛ وَقَالَ:
تَمَنَّى شَبِيبٌ مَيْتَةً سَفَلَتْ بِهِ     وَذَا قَطَرِيٍّ لَفَّهْ مِنْهُ وَائِلُ
يُرِيدُ قَطَرِيًّا وَذَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ     نَوَازِعُ مِنْ قَلْبِي ظِمَاءٌ وَأَلْبُبُ
وَقَالَ آخَرُ:
إِذَا مَا ڪُنْتُ مِثْلَ ذَوَيْ عُوَيْفٍ     وَدِينَارٍ فَقَامَ عَلَيَّ نَاعِي
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا ڪَلَّمْتُ فُلَانًا ذَاتَ شَفَةٍ وَلَا ذَاتَ فَمٍ أَيْ لَمْ أُكَلِّمْهُ ڪَلِمَةً. وَيُقَالُ: لَا ذَا جَرَمَ وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ، أَيْ لَا أَعْلَمُ ذَاكَ هَاهُنَا ڪَقَوْلِهِمْ لَاهَا اللَّهِ ذَا أَيْ لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ، وَتَقُولُ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَإِنَّهَا تَمْلَأُ الْفَمَ وَتَقْطَعُ الدَّمَ لَأَفْعَلَنَّ ذَلِكَ، وَتَقُولُ: لَا وَعَهْدِ اللَّهِ وَعَقْدِهِ لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ.

معنى حرف الذال – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي