معنى حرف الثاء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى حرف الثاء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى حرف الثاء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


حرف الثاء (ث): حَرْفُ الثَّاءِ، الثَّاءُ مِنَ الْحُرُوفِ اللِّثَوِيَّةِ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَهْمُوسَةِ، وَهِيَ وَالظَّاءُ وَالذَّالُ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ.

معنى حرف الثاء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثيل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثيل: الثَّيْلُ وَالثِّيلُ: وِعَاءُ قَضِيبِ الْبَعِيرِ وَالتَّيْسِ وَالثَّوْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَضِيبُ نَفْسُهُ، وَقَدْ يُقَالُ فِي الْإِنْسَانِ، وَأَصْلُهُ فِي الْبَعِيرِ. وَالثُّولُ: لُغَةٌ فِي الثَّيْلِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي ثَوَلَ. اللَّيْثُ: الثَّيْلُ جِرَابُ قُنْبِ الْبَعِيرِ، وَيُقَالُ بَلْ هُوَ قَضِيبُهُ، وَلَا يُقَالُ قُنْبٌ إِلَّا لِلْفَرَسِ وَالْأَثْيَلُ: الْجَمَلُ الْعَظِيمُ الثَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ وِعَاءُ قَضِيبِهِ. وَبَعِيرٌ أَثْيَلٌ: عَظِيمُ الثَّيْلِ وَاسِعُهُ; وَأَنْشَدَ ابْنَ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ:
يَا أَيُّهَا الْعَوْدُ الثَّفَالُ الْأَثْيَلُ مَا لَكَ إِنْ حُثَّ الْمَطِيُّ تَزْحَلُ وَالثِّيلُ: نَبَاتٌ يَشْتَبِكُ فِي الْأَرْضِ، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ لَهُ أُرُومَةٌ وَأَصْلٌ، فَإِذَا ڪَانَ قَصِيرًا سُمِّيَ نَجْمًا. وَالثَّيِّلُ: حَشِيشٌ، وَقِيلَ: نَبْتٌ يَكُونُ عَلَى شُطُوطِ الْأَنْهَارِ فِي الرِّيَاضِ، وَجَمْعُهُ نَجْمٌ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْجَنْبَةِ يَنْبُتُ بِبِلَادِ تَمِيمٍ وَيَعْظُمُ حَتَّى تَرْبِضَ الْغَنَمُ فِي أَدْفَائِهِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الثَّيِّلُ وَرَقُهُ ڪَوَرَقِ الْبُرِّ إِلَّا أَنَّهُ أَقْصَرُ، وَنَبَاتُهُ فَرْشٌ عَلَى الْأَرْضِ يَذْهَبُ ذَهَابًا بَعِيدًا وَيَشْتَبِكُ حَتَّى يَصِيرَ عَلَى الْأَرْضِ ڪَاللُّبْدَةِ، وَلَهُ عُقَدٌ ڪَبِيرَةٌ وَأَنَابِيبُ قِصَارٌ وَلَا يَكَادُ يَنْبُتُ إِلَّا عَلَى مَاءٍ أَوْ فِي مَوْضِعٍ تَحْتَهُ مَاءٌ، وَهُوَ مِنَ النَّبَاتِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ ثَيِّلَةٌ. شِمْرٌ: الثِّيلَةُ شُجَيْرَةٌ خَضْرَاءُ ڪَأَنَّهَا أَوَّلُ بَذْرِ الْحَبِّ حِينَ تَخْرُجُ صِغَارًا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الثِّيلُ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُقَالُ إِنَّهُ لِحْيَةُ التَّيْسِ.

معنى كلمة ثيل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثيع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثيع: قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: ثَاعَ الْمَاءُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ثَاعَ الشَّيْءُ يَثِيعُ وَيُثَاعُ ثَيْعًا وَثَيْعَانًا سَالَ.

معنى كلمة ثيع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثيخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثيخ: ثَاخَتْ رِجْلَهُ تَثِيخُ مِثْلَ سَاخَتْ، وَالْوَاوُ فِيهِ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ; وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ثَاءَ ثَاخَتَ; بَدَلٌ مِنْ سِينِ سَاخَتْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة ثيخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثيب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثيب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثيب: الثَّيِّبُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَزَوَّجَتْ وَفَارَقَتْ زَوْجَهَا بِأَيِ وَجْهٍ ڪَانَ بَعْدَ أَنْ مَسَّهَا. قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: امْرَأَةٌ ثَيِّبٌ ڪَانَتْ ذَاتَ زَوْجٍ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، أَوْ طُلِّقَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى النِّكَاحِ. قَاْلَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ، إِلَّا أَنْ يُقَالَ وَلَدُ الثَّيِّبَيْنِ، وَوَلَدُ الْبِكْرَيْنِ. وَجَاءَ فِي الْخَبَرِ: الثَّيِّبَانِ يُرْجَمَانِ وَالْبِكْرَانِ يُجْلَدَانِ وَيُغَرَّبَانِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: امْرَأَةٌ ثَيِّبٌ وَرَجُلٌ ثَيِّبٌ إِذَا ڪَانَ قَدْ دُخِلَ بِهِ أَوْ دُخِلَ بِهَا، الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَقَدْ ثُيِّبَتِ الْمَرْأَةُ، وَهِيَ مُثَيَّبٌ. التَّهْذِيبِ يُقَالُ: ثُيِّبَتِ الْمَرْأَةُ تَثْيِيبًا إِذَا صَارَتْ ثَيِّبًا، وَجَمْعُ الثَّيِّبِ مِنَ النِّسَاءِ ثَيِّبَاتٌ. قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَرَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ. ابْنُ الْأَثِيرِ: الثَّيِّبُ مَنْ لَيْسَ بِبِكْرٍ. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ الثَّيِّبُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْبَالِغَةِ، وَإِنْ ڪَانَتْ بِكْرًا، مَجَازًا وَاتِّسَاعًا. قَالَ: وَالْجَمْعُ بَيْنَ الْجَلْدِ وَالرَّجْمِ مَنْسُوخٌ. قَالَ: وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ الْوَاوُ; لِأَنَّهُ مَنْ ثَابَ يَثُوبُ إِذَا رَجَعَ ڪَأَنَّ الثَّيِّبَ بِصَدَدِ الْعَوْدِ وَالرُّجُوعِ. وَثِيبَانُ: اسْمُ ڪُورَةٍ.

معنى كلمة ثيب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوا: الثَّوَاءُ: طُولُ الْمُقَامِ، ثَوَى يَثْوِي ثَوَاءً، وَثَوَيْتُ بِالْمَكَانِ وَثَوَيْتُهُ ثَوَاءً وَثُوِيًّا، مِثْلُ مَضَى يَمْضِي مَضَاءً وَمُضِيًّا; الْأَخِيرَةُ عَنْ سِيبَوَيْهِ; وَأَثْوَيْتُ بِهِ: أَطَلْتُ الْإِقَامَةَ بِهِ. وَأَثْوَيْتُهُ أَنَا وَثَوَّيْتُهُ; الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ: أَلْزَمْتُهُ الثَّوَاءَ فِيهِ. وَثَوَى بِالْمَكَانِ: نَزَلَ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّي الْمَنْزِلُ مَثْوًى. وَالْمَثْوَى: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقَامُ بِهِ، وَجَمْعُهُ الْمَثَاوِي. وَمَثْوَى الرَّجُلِ: مَنْزِلُهُ. وَالْمَثْوَى: مَصْدَرُ ثَوَيْتُ أَثْوِي ثَوَاءً وَمَثْوًى. وَفِي ڪِتَابِ أَهْلِ نَجْرَانَ: وَعَلَى نَجْرَانَ مَثْوَى رُسُلِي، أَيْ: مَسْكَنُهُمْ مُدَّةَ مُقَامِهِمْ وَنُزُلِهِمْ. وَالْمَثْوَى: الْمَنْزِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رُمْحَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪَانَ اسْمُهُ الْمُثْوِيَ، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُثْبِتُ الْمَطْعُونَ بِهِ مِنَ الثَّوَاءِ الْإِقَامَةُ. وَأَثْوَيْتُ بِالْمَكَانِ: لُغَةٌ فِي ثَوَيْتُ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

أَثْوَى وَقَصَّرَ لَيْلَهُ لِيُزَوَّدَا وَمَضَى وَأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا

وَأَثْوَيْتُ غَيْرِي: يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَثَوَّيْتُ غَيْرِي تَثْوِيَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قَاْلَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ; قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: الْمَثْوَى عِنْدِي فِي الْآيَةِ اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ دُونَ الْمَكَانِ; لِحُصُولِ الْحَالِ فِي الْكَلَامِ مُعْمَلًا فِيهَا، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعًا أَوْ مَصْدَرًا؟ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعًا; لِأَنَّ اسْمَ الْمَوْضِعِ لَا يَعْمَلُ عَمَلَ الْفِعْلِ لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لِلْفِعْلِ فِيهِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَوْضِعًا ثَبَتَ أَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَالْمَعْنَى النَّارُ ذَاتُ إِقَامَتِكُمْ، أَيْ: النَّارُ ذَاتُ إِقَامَتِكُمْ فِيهَا خَالِدِينَ أَيْ: هُمْ أَهْلٌ أَنْ يُقِيمُوا فِيهَا، وَيَثْوُوا خَالِدِينَ. قَاْلَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ، وَلَا تُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ; قَالَ: الْمَثَاوِي هُنَا الْمَنَازِلُ جَمْعُ مَثْوًى، وَالْهَوَامُّ الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ، وَلَا تُلِثُّوا أَيْ: لَا تُقِيمُوا، وَالْمَعْجَزَةُ وَالْمَعْجِزَةُ الْعَجْزُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ أَيْ: إِنَّهُ تَوَلَّانِي فِي طُولِ مُقَامِي. وَيُقَالُ لِلْغَرِيبِ إِذَا لَزِمَ بَلْدَةً: هُوَ ثَاوِيهَا. وَأَثْوَانِي الرَّجُلُ: أَضَافَنِي. يُقَالُ: أَنْزَلَنِي الرَّجُلُ فَأَثْوَانِي ثَوَاءً حَسَنًا. وَرَبُّ الْبَيْتِ: أَبُو مَثْوَاهُ; أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ قَوْلَ الْأَعْشَى:

أَثْوَى وَقَصَّرَ لَيْلَهُ لِيُزَوَّدَا

قَالَ شِمْرٌ: أَثْوَى عَنْ غَيْرِ اسْتِفْهَامٍ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْخَبَرَ; قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَثَوَى عَلَى الِاسْتِفْهَامِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالرِّوَايَتَانِ تَدُلَّانِ عَلَى أَنْ ثَوَى وَأَثْوَى مَعْنَاهُمَا أَقَامَ. وَأَبُو مَثْوَى الرَّجُلِ: صَاحِبُ مَنْزِلِهِ. وَأُمُّ مَثْوَاهُ: صَاحِبَةُ مَنْزِلِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: أَبُو الْمَثْوَى رَبُّ الْبَيْتِ، وَأُمُّ الْمَثْوَى رَبَّتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَنَّهُ ڪُتِبَ إِلَيْهِ فِي رَجُلٍ قِيلَ لَهُ: مَتَى عَهْدُكَ بِالنِّسَاءِ؟ قَالَ: الْبَارِحَةَ. قِيلَ: بِمَنْ؟ قَالَ: بِأُمِّ مَثْوَايَ. أَيْ: رَبَّةِ الْمَنْزِلِ الَّذِي بَاتَ فِيهِ، وَلَمْ يُرِدْ زَوْجَتَهُ; لِأَنَّ تَمَامَ الْحَدِيثِ: فَقِيلَ لَهُ: أَمَا عَرَفْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الزِّنَا، فَقَالَ: لَا. وَأَبُو مَثْوَاكَ: ضَيْفُكَ الَّذِي تُضِيفُهُ. وَالثَّوِيُّ: بَيْتٌ فِي جَوْفِ بَيْتٍ. وَالثَّوِيُّ: الْبَيْتُ الْمُهَيَّأُ لِلضَّيْفِ. وَالثَّوِيُّ عَلَى فَعِيلٍ: الضَّيْفُ نَفْسُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: تَثَوَّيْتُهُ أَيْ: تَضَيَّفْتُهُ. وَالثَّوِيُّ: الْمُجَاوِرُ فِي الْحَرَمَيْنِ. وَالثَّوِيُّ: الصَّبُورُ فِي الْمُغَازِي الْمُجَمَّرُ وَهُوَ الْمَحْبُوسُ. وَالثَّوِيُّ أَيْضًا: الْأَسِيرُ; عَنْ ثَعْلَبٍ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ الثَّوَاءِ. وَثُوِيَ الرَّجُلُ: قُبِرَ; لِأَنَّ ذَلِكَ ثَوَاءٌ، لَا أَطْوَلَ مِنْهُ، وَقَوْلُ أَبِي ڪَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ:

نَغْدُو فَنَتْرُكُ فِي الْمَزَاحِفِ مَنْ ثَوَى     وَنُمِرُّ فِي الْعَرَقَاتِ مَنْ لَمْ نَقْتُلِ

أَرَادَ بِقَوْلِهِ مَنْ ثَوَى أَيْ: مَنْ قُتِلَ فَأَقَامَ هُنَالِكَ. وَيُقَالُ لِلْمَقْتُولِ: قَدْ ثَوَى. ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَوَى أَقَامَ فِي قَبْرِهِ; وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

حَتَّى ظَنَّنِي الْقَوْمُ ثَاوِيًا

وَثَوَى: هَلَكَ; قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:

فَمَنْ لِلْقَوَافِي شَانَهَا مَنْ يَحُوكُهَا     إِذَا مَا ثَوَى ڪَعْبٌ وَفَوَّزَ جَرْوَلُ

وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

وَمَا ضَرَّهَا أَنَّ ڪَعْبًا ثَوَى     وَفَوَّزَ مِنْ بَعْدِهِ جَرْوَلُ

وَقَالَ دُكَيْنٌ:

فَإِنْ ثَوَى ثَوَى النَّدَى فِي لَحْدِهِ

وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

فَقُدْنَ لَمَّا ثَوَى نَهْبًا وَأَسْلَابَا

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الثُّوَى قُمَاشُ الْبَيْتِ، وَاحِدَتُهَا ثُوَّةٌ، مِثْلَ صُوَّةٍ وَصُوًى، وَهُوَّةٍ وَهُوًى. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْخِرْقَةِ الَّتِي تُبَلُّ وَتُجْعَلُ عَلَى السِّقَاءِ إِذَا مُخِضَ لِئَلَّا يَنْقَطِعَ الثُّوَّةُ وَالثَّايَةُ. وَالثَّوِيَّةُ: حِجَارَةٌ تُرْفَعُ بِاللَّيْلِ فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّاعِي إِذَا رَجَعَ إِلَى الْغَنَمِ لَيْلًا يَهْتَدِي بِهَا، وَهِيَ أَيْضًا أَخْفَضُ عَلَمٍ يَكُونُ بِقَدْرِ قِعْدَةِ الْإِنْسَانِ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَلِفَ ثَايَةَ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَإِنْ ڪَانَ صَاحِبُ الْكِتَابِ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّهَا عَنْ يَاءٍ; قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هَذِهِ ثَايَةُ الْغَنَمِ، وَثَايَةُ الْإِبِلِ مَأْوَاهَا، وَهِيَ عَازِبَةٌ أَوْ مَأْوَاهَا حَوْلَ الْبُيُوتِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالثَّوِيَّةُ مَأْوَى الْغَنَمِ، وَكَذَلِكَ الثَّايَةُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالثِّيَّةُ لُغَةٌ فِي الثَّايَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الثُّوَّةُ ڪَالصُّوَّةِ ارْتِفَاعٌ وَغِلَظٌ، وَرُبَّمَا نُصِبَتْ فَوْقَهَا الْحِجَارَةُ لِيُهْتَدَى بِهَا. وَالثُّوَّةُ: خِرْقَةٌ تُوضَعُ تَحْتَ الْوَطْبِ إِذَا مُخِضَ لِتَقِيَهُ الْأَرْضَ. وَالثُّوَّةُ وَالثُّوِيُّ ڪِلْتَاهُمَا: خِرَقٌ ڪَهَيْئَةِ الْكُبَّةِ عَلَى الْوَتَدِ يُمْخَضُ عَلَيْهَا السِّقَاءُ لِئَلَّا يَنْخَرِقَ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا جَعَلْنَا الثَّوِيَّةَ مِنْ (ث و و) لِقَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهَا ثُوَّةٌ ڪَقُوَّةٍ، وَنَظِيرُهُ فِي ضَمِّ أَوَّلِهِ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمُ السُّدُوسَ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالثُّوَّةُ خِرْقَةٌ أَوْ صُوفَةٌ تُلَفُّ عَلَى رَأْسِ الْوَتَدِ يُوضَعُ عَلَيْهَا السِّقَاءُ وَيُمْخَضُ وِقَايَةً لَهُ. وَجَمْعُهَا ثُوًى; قَاْلَ الْطِرِمَّاحُ:

رِفَاقًا تُنَادِي بِالنُّزُولِ ڪَأَنَّهَا بَقَايَا الثُّوَى وَسَطَ الدِّيَارِ الْمُطَرَّحِ وَالثَّايَةُ وَالثَّاوَةُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَالثَّوِيَّةُ: مَأْوَى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَرَى الثَّاوَةَ مَقْلُوبَةً عَنِ الثَّايَةِ، وَالثَّايَةُ مَأْوَى الْإِبِلِ، وَهِيَ عَازِبَةٌ أَوْ حَوْلَ الْبُيُوتِ. وَالثَّايَةُ أَيْضًا: أَنْ تُجْمَعَ شَجَرَتَانِ أَوْ ثَلَاثٍ فَيُلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبٌ فَيُسْتَظَلُّ بِهِ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَجَمْعُ الثَّايَةِ ثَايٌ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالثُّوَيَّةُ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْكُوفَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الثُّوَيَّةِ; هِيَ بِضَمِّ الثَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَيُقَالُ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ: مَوْضِعٌ بِالْكُوفَةِ بِهِ قَبْرُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. وَالثَّاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَى أَلِفِهِ بِأَنَّهَا وَاوٌ; لِأَنَّهَا عَيْنٌ. وَقَافِيَةٌ ثَاوِيَّةٌ: عَلَى حَرْفِ الثَّاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة ثوا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوه: ابْنُ سِيدَهْ: الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ، وَقِيلَ: اللِّثَةُ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَى أَنَّ أَلِفَهَا وَاوٌ; لِأَنَّ الْعَيْنَ وَاوٌ أَكْثَرُ مِنْهَا يَاءً.

معنى كلمة ثوه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوم: قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: الثُّومُ هَذِهِ الْبَقْلَةُ – مَعْرُوفٌ -، وَهِيَ بِبَلَدِ الْعَرَبِ ڪَثِيرَةٌ مِنْهَا بَرِّيٌّ، وَمِنْهَا رِيفِيٌّ، وَاحِدَتُهُ ثُومَةٌ. وَالثُّومَةُ: قَبِيعَةُ السَّيْفِ عَلَى التَّشْبِيهِ; لِأَنَّهَا عَلَى شَكْلِهَا. وَالثُّومُ: لُغَةٌ فِي الْفُومِ، وَهِيَ الْحِنْطَةُ. وَأُمُّ ثُومَةَ: امْرَأَةٌ أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِأَبِي الْجَرَّاحِ نَفْسِهِ:
فَلَوْ أَنَّ عِنْدِي أُمَّ ثُومَةَ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ لِمُسْتَنِّ الرِّيَاحِ طَرِيقُ
وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أُمُّ ثُومَةَ هُنَا السَّيْفَ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ الثُّومَةَ قَبِيعَةُ السَّيْفِ، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ: لَوْ ڪَانَ سَيْفِي حَاضِرًا لَمْ أُذَلَّ وَلَمْ أُهَنْ. وَالثِّوَمُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ عِظَامٌ وَاسِعُ الْوَرَقِ أَخْضَرُ، أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْآسِ، يُبْسَطُ فِي الْمَجَالِسِ ڪَمَا يُبْسَطُ الرَّيْحَانُ، وَاحِدَتُهُ ثِوَمَةٌ; حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هِيَ الْخُنْعُبَةُ، وَالنُّونَةُ، وَالثُّومَةُ، وَالْهَزْمَةُ، وَالْوَهْدَةُ، وَالْقَلْدَةُ، وَالْهَرْتَمَةُ، وَالْعَرْتَمَةُ، وَالْحِثْرِمَةُ; قَاْلَ اللَّيْثُ: الْخُنْعُبَةُ مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشَّارِبِينَ بِحِيَالِ الْوَتَرَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

معنى كلمة ثوم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثول – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثول – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثول – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثول: الثَّوْلُ: جَمَاعَةُ النَّحْلِ، يُقَالُ لَهَا: الثَّوْلُ وَالدَّبْرُ، وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا مِنْ لَفْظِهِ، وَكَذَلِكَ الْخَشْرَمُ. وَتَثَوَّلَتِ النَّحْلُ: اجْتَمَعَتْ وَالْتَفَّتْ. وَالثَّوَّالَةُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْجَرَادِ، اسْمٌ ڪَالْجَمَّالَةِ وَالْجَبَّانَةِ. وَقَوْلُهُمْ: ثَوِيلَةٌ مِنَ النَّاسِ أَيْ: جَمَاعَةٌ جَاءَتْ مِنْ جُمْلَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَصِبْيَانٌ وَمَالٌ. اللَّيْثُ: الثَّوْلُ الذَّكَرُ مِنَ النَّحْلِ، وَالثَّوَّالَةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَالْجَرَادِ. وَتَثَوَّلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ وَانْثَالُوا: عَلَوْهُ بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ وَالْقَهْرِ. وَانْثَالَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ: تَتَابَعَ وَكَثُرَ فَلَمْ يَدْرِ بِأَيِّهِ يَبْدَأُ. وَانْثَالَ عَلَيْهِ التُّرَابُ أَيْ: انْصَبَّ، يُقَالُ: انْثَالَ عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ ڪُلِّ وَجْهٍ أَيْ: انْصَبُّوا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: انْثَالَ عَلَيْهِ النَّاسُ أَيْ: اجْتَمَعُوا وَانْصَبُّوا مِنْ ڪُلِّ وَجْهٍ، وَهُوَ مُطَاوِعُ ثَالَ يَثُولُ ثَوْلًا إِذَا صَبَّ مَا فِي الْإِنَاءِ. وَالثَّوْلُ: الْجَمَاعَةُ وَالثَّوْلُ: شَجَرُ الْحَمْضِ. وَالثَّوِيلَةُ: مُجْتَمَعُ الْعُشْبِ; عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الثَّوْلُ النَّحْلُ، وَالثَّوْلُ الْجُنُونُ، وَالْأَثْوَلُ الْمَجْنُونُ، وَالْأَثْوَلُ الْأَحْمَقُ. يُقَالُ: ثَالَ فُلَانٌ يَثُولُ ثَوْلًا إِذَا بَدَا فِيهِ الْجُنُونُ وَلَمْ يَسْتَحْكِمْ، فَإِذَا اسْتَحْكَمَ قِيلَ ثَوِلَ يَثْوَلُ ثَوَلًا، قَالَ: وَهَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ الْحَيَوَانِ، اللَّيْثُ: الثَّوَلُ – بِالتَّحْرِيكِ – شِبْهُ جُنُونٍ فِي الشَّاءِ، يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَثْوَلُ، وَلِلْأُنْثَى ثَوْلَاءُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ جُنُونٌ يُصِيبُ الشَّاةَ فَلَا تَتْبَعُ الْغَنَمَ وَتَسْتَدِيرُ فِي مَرْتَعِهَا; وَشَاةٌ ثَوْلَاءُ وَتَيْسٌ أَثْوَلُ; قَاْلَ الْكُمَيْتُ:

تَلْقَى الْأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّدٍ ثَوْلَاءُ مُخْرِفَةٌ وَذِئْبٌ أَطْلَسُ

وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الثَّوَلُ اسْتِرْخَاءٌ فِي أَعْضَاءِ الشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ ڪَالْجُنُونِ يُصِيبُ الشَّاةَ، وَقَدْ ثَوِلَ ثَوَلًا وَاثْوَلَّ; حَكَى الْأَخِيرَةَ سِيبَوَيْهِ. وَكَبْشٌ أَثْوَلُ، وَنَعَمٌ ثَوْلَاءُ، وَقَدْ نُهِيَ عَنِ التَّضْحِيَةِ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَا بَأْسَ أَنْ يُضَحَّى بِالثَّوْلَاءِ، قَالَ: الثَّوَلُ دَاءٌ يَأْخُذُ الْغَنَمَ ڪَالْجُنُونِ يَلْتَوِي مِنْهُ عُنُقُهَا، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يَأْخُذُهَا فِي ظُهُورِهَا وَرُءُوسِهَا فَتَخِرُّ مِنْهُ. وَالْأَثْوَلُ: الْبَطِيءُ النُّصْرَةِ وَالْخَيْرِ وَالْعَمَلِ وَالْجَدِّ. وَثَوَلُ الضِّبَاعِ: فَحْلُهَا، قَاْلَ الْفَرَزْدَقُ:

فَيَسْتَمِرُّ ثَوَلُ الضِّبَاعِ

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: سَأَلَ عَطَاءً عَنْ مَسِّ ثُولِ الْإِبِلِ، قَالَ: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ; الثُّولُ لُغَةٌ فِي الثِّيلِ، وَهُوَ وِعَاءُ قَضِيبِ الْجَمَلِ، وَقِيلَ: هُوَ قَضِيبُهُ.

معنى كلمة ثول – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوع: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ثُعْ ثُعْ إِذَا أَمَرْتَهُ بِالِانْبِسَاطِ فِي الْبِلَادِ فِي طَاعَةٍ. وَالثُّوَعُ: شَجَرٌ مِنْ أَشْجَارِ الْبِلَادِ عِظَامٌ تَسْمُو لَهُ سَاقٌ غَلِيظَةٌ وَعَنَاقِيدُ ڪَعَنَاقِيدِ الْبُطْمِ، وَهُوَ مِمَّا تَدُومُ خُضْرَتُهُ، وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الْجَوْزِ، وَهُوَ سَبْطُ الْأَغْصَانِ وَلَيْسَ لَهُ حَمْلٌ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ فِي شَيْءٍ، وَاحِدَتُهُ ثُوَعَةٌ; قَاْلَ الدِّينَوَرِيُّ: الثُّعْبَةُ شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الثُّوَعَةَ. وَحَكَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو: الثَّاعِي الْقَاذِفُ، وَعَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: الثَّاعَةُ الْقَذَفَةُ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَنَّ ابْنَ خَالَوَيْهِ حَكَى عَنِ الْعَامِرِيِّ: أَنَّ الثَّوَاعَةُ الرَّجُلُ النَّحْسُ الْأَحْمَقُ.

معنى كلمة ثوع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثور – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثور – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثور – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثور: ثَارَ الشَّيْءُ ثَوْرًا وَثُئُورًا وَثَوَرَانًا وَتَثَوَّرَ: هَاجَ; قَاْلَ أَبُو ڪَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:
يَأْوِي إِلَى عُظُمِ الْغَرِيفِ وَنَبْلُهُ ڪَسَوَامِ دَبْرِ الْخَشْرَمِ الْمُتَثَوِّرِ
وَأَثَرْتُهُ وَهَثَرْتُهُ عَلَى الْبَدَلِ وَثَوَّرْتُهُ، وَثَوْرُ الْغَضَبِ: حِدَّتُهُ. وَالثَّائِرُ: الْغَضْبَانُ، وَيُقَالُ لِلْغَضْبَانِ أَهْيَجَ مَا يَكُونُ: قَدْ ثَارَ ثَائِرُهُ، وَفَارَ فَائِرُهُ، إِذَا غَضِبَ وَهَاجَ غَضَبُهُ. وَثَارَ إِلَيْهِ ثَوْرًا وَثُئُورًا وَثَوَرَانًا: وَثَبَ. وَالْمُثَاوَرَةُ: الْمُوَاثَبَةُ. وَثَاوَرَهُ مُثَاوَرَةً وَثِوَارًا; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وَاثَبَهُ وَسَاوَرَهُ. وَيُقَالُ: انْتَظِرْ حَتَّى تَسْكُنَ هَذِهِ الثَّوْرَةُ، وَهِيَ الْهَيْجُ. وَثَارَ الدُّخَانُ وَالْغُبَارُ وَغَيْرُهُمَا يَثُورُ ثَوْرًا وَثُئُورًا وَثَوَرَانًا: ظَهَرَ وَسَطَعَ وَأَثَارَهُ هُوَ; قَالَ:

يُثِرْنَ مِنْ أَكْدَرِهَا بِالدَّقْعَاءْ     مُنْتَصِبًا مِثْلَ حَرِيقِ الْقَصْبَاءْ

الْأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ فُلَانًا ثَائِرَ الرَّأْسِ إِذَا رَأَيْتَهُ قَدِ اشْعَانَّ شَعْرُهُ أَيْ: انْتَشَرَ وَتَفَرَّقَ وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ; أَيْ: مُنْتَشِرَ شَعْرِ الرَّأْسِ قَائِمَهُ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: يَقُومُ إِلَى أَخِيهِ ثَائِرًا فَرِيصَتُهُ; أَيْ: مُنْتَفِخَ الْفَرِيصَةِ قَائِمَهَا غَضَبًا، وَالْفَرِيصَةُ: اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الْجَنْبِ وَالْكَتِفِ لَا تَزَالُ تُرْعِدُ مِنَ الدَّابَّةِ وَأَرَادَ بِهَا هَاهُنَا عَصَبَ الرَّقَبَةِ وَعُرُوقَهَا; لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَثُورُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَقِيلَ: أَرَادَ شَعْرَ الْفَرِيصَةِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ. وَيُقَالُ: ثَارَتْ نَفْسُهُ إِذَا جَشَأَتْ وَإِنْ شِئْتَ جَاشَتْ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: جَشَأَتْ أَيْ: ارْتَفَعَتْ وَجَاشَتْ أَيْ: فَارَتْ. وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِأَرَانِبَ فَأَثَرْتُهَا. وَيُقَالُ: ڪَيْفَ الدَّبَى؟ فَيُقَالُ: ثَائِرٌ وَنَاقِرٌ، فَالثَّائِرُ سَاعَةَ مَا يَخْرُجُ مِنَ التُّرَابِ وَالنَّاقِرُ حِينَ يَنْقُرُ أَيْ يَثِبُ مِنَ الْأَرْضِ. وَثَارَ بِهِ  الدَّمُ وَثَارَ بِهِ النَّاسُ أَيْ: وَثَبُوا عَلَيْهِ. وَثَوَّرَ الْبَرْكَ وَاسْتَثَارَهَا أَيْ: أَزْعَجَهَا وَأَنْهَضَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَثُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ أَيْ: يَنْبُعُ بِقُوَّةٍ وَشِدَّةٍ; وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: بَلْ هِيَ حُمَّى تَثُورُ أَوْ تَفُورُ. وَثَارَ الْقَطَا مِنْ مَجْثَمِهِ وَثَارَ الْجَرَادُ ثَوْرًا وَانْثَارَ: ظَهَرَ. وَالثَّوْرُ: حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فِيهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِذَا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ، وَهُوَ انْتِشَارُ الشَّفَقِ، وَثَوَرَانُهُ حُمْرَتُهُ وَمُعْظَمُهُ. وَيُقَالُ: قَدْ ثَارَ يَثُورُ ثَوْرًا وَثَوَرَانًا إِذَا انْتَشَرَ فِي الْأُفُقِ وَارْتَفَعَ، فَإِذَا غَابَ حَلَّتْ صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَقَالَ فِي الْمُغْرِبِ: مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ. وَالثَّوْرُ: ثَوَرَانُ الْحَصْبَةِ. وَثَارَتِ الْحَصْبَةُ بِفُلَانٍ ثَوْرًا وَثُئُورًا وَثُؤَارًا وَثَوَرَانًا: انْتَشَرَتْ; وَكَذَلِكَ ڪَلُّ مَا ظَهَرَ، فَقَدْ ثَارَ يَثُورُ ثَوْرًا وَثَوَرَانًا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ثَارَ الرَّجُلُ ثَوَرَانًا ظَهَرَتْ فِيهِ الْحَصْبَةُ. وَيُقَالُ: ثَوَّرَ فُلَانٌ عَلَيْهِمْ شَرًّا إِذَا هَيَّجَهُ وَأَظْهَرَهُ. وَالثَّوْرُ الطُّحْلُبُ وَمَا أَشْبَهَهُ عَلَى رَأْسِ الْمَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالثَّوْرُ مَا عَلَا الْمَاءَ مِنَ الطُّحْلُبِ وَالْعِرْمِضِ وَالْغَلْفَقِ وَنَحْوِهِ، وَقَدْ ثَارَ الطُّحْلُبُ ثَوْرًا وَثَوَرَانًا وَثَوَّرْتُهُ وَأَثَرْتُهُ. وَكُلُّ مَا اسْتَخْرَجْتَهُ أَوْ هِجْتَهُ، فَقَدْ أَثَرْتَهُ إِثَارَةً وَإِثَارًا; ڪِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَثَوَّرْتُهُ وَاسْتَثَرْتُهُ ڪَمَا تَسْتَثِيرُ الْأَسَدَ وَالصَّيْدَ; وَقَوْلُ الْأَعْشَى:

لَكَالثَّوْرِ وَالْجِنِّيُّ يَضْرِبُ ظَهْرَهُ     وَمَا ذَنْبُهُ أَنْ عَافَتِ الْمَاءَ مَشْرَبًا

أَرَادَ بِالْجِنِّيِّ اسْمَ رَاعٍ، وَأَرَادَ بِالثَّوْرِ هَاهُنَا مَا عَلَا الْمَاءَ مِنَ الْقِمَاسِ يَضْرِبُهُ الرَّاعِي لِيَصْفُوَ الْمَاءُ لِلْبَقَرِ; وَقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: يَقُولُ ثَوْرُ الْبَقَرِ أَجْرَأُ فَيُقَدَّمُ لِلشُّرْبِ لِتَتْبَعَهُ إِنَاثُ الْبَقَرِ; وَأَنْشَدَ:

أَبَصَّرْتَنِي بِأَطِيرِ الرِّجَالْ     وَكَلَّفْتَنِي مَا يَقُولُ الْبَشَرْ
كَمَا الثَّوْرِ يَضْرِبُهُ الرَّاعِيَانْ     وَمَا ذَنْبُهُ أَنْ تَعَافَ الْبَقَرْ

وَالثَّوْرُ: السَّيِّدُ وَبِهِ ڪُنِّيَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ أَبَا ثَوْرٍ. وَقَوْلُ عَلِيٍّ – ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ -: إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الْأَبْيَضُ; عَنَى بِهِ عُثْمَانَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، لِأَنَّهُ ڪَانَ سَيِّدًا وَجَعَلَهُ أَبْيَضَ; لِأَنَّهُ ڪَانَ أَشْيَبَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ بِهِ الشُّهْرَةَ; وَأَنْشَدَ لِأَنَسِ بْنِ مُدْرِكٍ الْخَثْعَمِيِّ:

إِنِّي وَقَتْلِي سُلَيْكًا ثُمَّ أَعْقِلَهُ     ڪَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ الْبَقَرُ
غَضِبْتُ لِلْمَرْءِ إِذْ نِيكَتْ حَلِيلَتُهُ     وَإِذْ يُشَدُّ عَلَى وَجْعَائِهَا الثَّفَرُ

قِيلَ: عَنَى الثَّوْرَ الَّذِي هُوَ الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَرِ; لِأَنَّ الْبَقَرَ تَتْبَعُهُ فَإِذَا عَافَ الْمَاءَ عَافَتْهُ، فَيُضْرَبُ لِيَرِدَ فَتَرِدَ مَعَهُ، وَقِيلَ: عَنَى بِالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ; لِأَنَّ الْبَقَّارَ إِذَا أَوْرَدَ الْقِطْعَةَ مِنَ الْبَقَرِ فَعَافَتِ الْمَاءَ وَصَدَّهَا عَنْهُ الطُّحْلُبُ ضَرَبَهُ لِيَفْحَصَ عَنِ الْمَاءِ فَتَشْرَبَهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ الشِّعْرِ: إِنَّ الْبَقَرَ إِذَا امْتَنَعَتْ مِنْ شُرُوعِهَا فِي الْمَاءِ لَا تُضْرَبُ; لِأَنَّهَا ذَاتُ لَبَنٍ، وَإِنَّمَا يُضْرَبُ الثَّوْرُ لِتَفْزَعَ هِيَ فَتَشْرَبَ، وَيُقَالُ لِلطُّحْلُبِ: ثَوْرُ الْمَاءِ; حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ فِي ڪِتَابِ الْمَطَرِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ:

إِنِّي وَعَقْلِي سُلَيْكًا بَعْدَ مَقْتَلِهِ

قَالَ: وَسَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَنَّ السُّلَيْكَ خَرَجَ فِي تَيْمِ الرِّبَابِ يَتْبَعُ الْأَرْيَافَ فَلَقِيَ فِي طَرِيقِهِ رَجُلًا مَنْ خَثْعَمَ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ فَأَخَذَهُ وَمَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَفَاجَةَ يُقَالُ لَهَا نَوَارُ، فَقَالَ الْخَثْعَمِيُّ: أَنَا أَفْدِي نَفْسِي مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ السُّلَيْكُ: ذَلِكَ لَكَ عَلَى أَنْ لَا تَخِيسَ بِعَهْدِي وَلَا تُطْلِعُ عَلَيَّ أَحَدًا مِنْ خَثْعَمَ، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ وَخَرَجَ إِلَى قَوْمِهِ وَخَلَفَ السُّلَيْكُ عَلَى امْرَأَتِهِ فَنَكَحَهَا، وَجَعَلَتْ تَقُولُ لَهُ: احْذَرْ خَثْعَمَ! فَقَالَ:

وَمَا خَثْعَمٌ إِلَّا لِئَامٌ أَذِلَّةٌ     إِلَى الذُّلِّ وَالْإِسْخَافِ تُنْمَى وَتَنْتَمِي

فَبَلَغَ الْخَبَرُ أَنَسَ بْنَ مُدْرِكَةَ الْخَثْعَمِيَّ وَشِبْلَ بْنَ قِلَادَةَ فَحَالَفَا الْخَثْعَمِيَّ زَوْجَ الْمَرْأَةِ وَلَمْ يَعْلَمِ السُّلَيْكُ حَتَّى طَرَقَاهُ، فَقَالَ أَنَسٌ لِشِبْلٍ: إِنْ شِئْتَ ڪَفَيْتُكَ الْقَوْمَ وَتَكْفِينِي الرَّجُلَ، فَقَالَ: لَا بَلِ اكْفِنِي الرَّجُلَ وَأَكْفِيكَ الْقَوْمَ، فَشَدَّ أَنَسٌ عَلَى السُّلَيْكِ فَقَتَلَهُ، وَشَدَّ شِبْلٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى مَنْ ڪَانَ مَعَهُ، فَقَالَ عَوْفُ بْنُ يَرْبُوعٍ الْخَثْعَمِيُّ وَهُوَ عَمُّ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ أَنَسًا لِإِخْفَارِهِ ذِمَّةَ ابْنِ عَمِّي! وَجَرَى بَيْنَهُمَا أَمْرٌ وَأَلْزَمُوهُ دِيَتَهُ فَأَبَى فَقَالَ هَذَا الشِّعْرَ; وَقَوْلُهُ:

كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ الْبَقَرُ

هُوَ مَثَلٌ يُقَالُ عِنْدَ عُقُوبَةِ الْإِنْسَانِ بِذَنْبِ غَيْرِهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا أَوْرَدُوا الْبَقَرَ فَلَمْ تَشْرَبْ لِكَدَرِ الْمَاءِ أَوْ لِقِلَّةِ الْعَطَشِ ضَرَبُوا الثَّوْرَ لِيَقْتَحِمَ الْمَاءَ فَتَتْبَعُهُ الْبَقَرُ; وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْأَعْشَى:

وَمَا ذَنْبُهُ إِنْ عَافَتِ الْمَاءَ بَاقِرٌ     وَمَا أَنْ يَعَافَ الْمَاءَ إِلَّا لِيُضْرَبَا

وَقَوْلُهُ:

وَإِذْ يُشَدُّ عَلَى وَجْعَائِهَا الثُّفَرُ

الْوَجْعَاءُ: السَّافِلَةُ وَهِيَ الدُّبُرُ. وَالثُّفَرُ: هُوَ الَّذِي يُشَدُّ عَلَى مَوْضِعِ الثُّفَرِ، وَهُوَ الْفَرَجُ، وَأَصْلُهُ لِلسِّبَاعِ ثُمَّ يُسْتَعَارُ لِلْإِنْسَانِ. وَيُقَالُ: ثَوَّرْتُ ڪُدُورَةَ الْمَاءِ فَثَارَ. وَأَثَرْتُ السَّبُعَ وَالصَّيْدَ إِذَا هِجْتَهُ. وَأَثَرْتُ فُلَانًا إِذَا هَيَّجْتَهُ لِأَمْرٍ. وَاسْتَثَرْتُ الصَّيْدَ إِذَا أَثَرْتَهُ أَيْضًا. وَثَوَّرْتُ الْأَمْرَ: بَحَثْتَهُ. وَثَوَّرَ الْقُرْآنَ: بَحَثَ عَنْ مَعَانِيهِ وَعَنْ عِلْمِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: أَثِيرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّ فِيهِ خَبَرَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَفِي رِوَايَةٍ: عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ; وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيُثَوِّرِ الْقُرْآنَ; قَاْلَ شِمْرٌ: تَثْوِيرُ الْقُرْآنِ قِرَاءَتُهُ وَمُفَاتَشَةُ الْعُلَمَاءِ بِهِ فِي تَفْسِيرِهِ وَمَعَانِيهِ، وَقِيلَ: لِيُنَقِّرْ عَنْهُ، وَيُفَكِّرْ فِي مَعَانِيهِ وَتَفْسِيرِهِ وَقِرَاءَتِهِ، وَقَالَ أَبُو عَدْنَانَ: قَاْلَ مُحَارِبٌ صَاحِبُ الْخَلِيلِ لَا تَقْطَعْنَا فَإِنَّكَ إِذَا جِئْتَ أَثَرْتَ الْعَرَبِيَّةَ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

يُثَوِّرُهَا الْعِضَّانِ زَيْدٌ وَدَغْفَلٌ

وَأَثَرْتُ الْبَعِيرَ أُثِيرُهُ إِثَارَةً فَثَارَ يَثُورُ وَتَثَوَّرَ تَثَوُّرًا إِذَا ڪَانَ بَارِكًا، وَبَعَثَهُ فَانْبَعَثَ. وَأَثَارَ التُّرَابَ بِقَوَائِمِهِ إِثَارَةً: بَحَثَهُ; قَالَ:

يُثِيرُ وَيُذْرِي تُرْبَهَا وَيَهِيلُهُ     إِثَارَةَ نَبَّاثِ الْهَوَاجِرِ مُخْمِسِ

قَوْلُهُ: نَبَاثُّ الْهَوَاجِرِ يَعْنِي الرَّجُلَ الَّذِي إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ هَالَ التُّرَابَ لِيَصِلَ إِلَى ثَرَاهُ، وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ. وَقَالُوا: ثَوْرَةُ رِجَالٍ ڪَثَرْوَةِ رِجَالٍ؛ قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وَثَوْرَةٍ مِنْ رِجَالٍ لَوْ رَأَيْتَهُمُ     لَقُلْتَ إِحْدَى حِرَاجِ الْجَرِّ مِنْ أُقُرِ

وَيُرْوَى وَثَرْوَةٍ. وَلَا يُقَالُ ثَوْرَةُ مَالٍ إِنَّمَا هُوَ ثَرْوَةُ مَالٍ فَقَطْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَوْرَةٌ مِنْ رِجَالٍ وَثَوْرَةٌ مِنْ مَالٍ لِلْكَثِيرِ. وَيُقَالُ: ثَرْوَةٌ مِنْ رِجَالٍ، وَثَرْوَةٌ مِنْ مَالٍ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ثَوْرَةٌ مِنْ رِجَالٍ وَثَرْوَةٌ، يَعْنِي عَدَدًا ڪَثِيرًا، وَثَرْوَةٌ مِنْ مَالٍ لَا غَيْرُ. وَالثَّوْرُ: الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الْأَقِطِ، وَالْجَمْعُ أَثْوَارٌ وَثِوَرَةٌ، عَلَى الْقِيَاسِ. وَيُقَالُ: أَعْطَاهُ ثِوَرَةً عِظَامًا مِنَ الْأَقِطِ جَمْعُ ثَوْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَلَوْ مِنْ ثَوْرِ أَقِطٍ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ نُسِخَ بِتَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، وَقِيلَ: يُرِيدُ غَسْلَ الْيَدِ وَالْفَمِ مِنْهُ، وَمَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ أَوْجَبَ عَلَيْهِ وُجُوبَ الْوُضُوءِ لِلصَّلَاةِ. وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ بَنِي فُلَانٍ فَأَتَوْنِي بِثَوْرٍ وَقَوْسٍ وَكَعْبٍ; فَالثَّوْرُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْأَقِطِ، وَالْقَوْسُ الْبَقِيَّةُ مِنَ التَّمْرِ تَبْقَى فِي أَسْفَلِ الْجُلَّةِ، وَالْكَعْبُ الْكُتْلَةُ مِنَ السَّمْنِ الْحَامِسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ; الْأَثْوَارُ جَمْعُ ثَوْرٍ، وَهِيَ قِطْعَةٌ مِنَ الْأَقِطِ، وَهُوَ لَبَنٌ جَامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ. وَالثَّوْرُ: الْأَحْمَقُ; وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْبَلِيدِ الْفَهْمِ: مَا هُوَ إِلَّا ثَوْرٌ. وَالثَّوْرُ: الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَرِ; وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ:

أَثَوْرَ مَا أَصِيدُكُمْ أَوْ ثَوْرَيْنْ     أَمْ تِيكُمُ الْجَمَّاءَ ذَاتَ الْقَرْنَيْنْ

فَإِنَّ فَتْحَةَ الرَّاءِ مِنْهُ فَتْحَةُ تَرْكِيبِ ثَوْرٍ مَعَ مَا بَعْدَهُ ڪَفَتْحَةِ رَاءِ حَضْرَمَوْتَ، وَلَوْ ڪَانَتْ فَتْحَةَ إِعْرَابٍ لَوَجَبَ التَّنْوِينُ لَا مَحَالَةَ; لِأَنَّهُ مَصْرُوفٌ، وَبُنِيَتْ ” مَا ” مَعَ الِاسْمِ، وَهِيَ مُبْقَاةٌ عَلَى حَرْفِيَّتِهَا ڪَمَا بُنِيَتْ ” لَا ” مَعَ النَّكِرَةِ فِي نَحْوِ لَا رَجُلَ، وَلَوْ جَعَلْتَ ” مَا ” مَعَ ثَوْرٍ اسْمًا ضَمَمْتَ إِلَيْهِ ثَوْرًا لَوَجَبَ مَدُّهَا; لِأَنَّهَا قَدْ صَارَتِ اسْمًا، فَقُلْتَ: أَثَوْرَ مَاءَ أَصِيدُكُمْ; ڪَمَا أَنَّكَ لَوْ جَعَلْتَ حَامِيمَ مِنْ قَوْلِهِ:

يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ

اسْمَيْنِ مَضْمُومًا أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ لَمَدَدْتَ حَا فَقُلْتَ: حَاءَ مِيمَ لِيَصِيرَ ڪَحَضْرَمَوْتَ، ڪَذَا أَنْشَدَهُ الْجَمَّاءَ جَعَلَهَا جَمَّاءَ ذَاتَ قَرْنَيْنِ عَلَى الْهُزْءِ; وَأَنْشَدَهَا بَعْضُهُمُ الْحَمَّاءَ; وَالْقَوْلُ فِيهِ ڪَالْقَوْلِ فِي وَيْحَمَا مِنْ قَوْلِهِ:

أَلَا هَيَّمَا مِمَّا لَقِيتُ وَهَيَّمَا     وَوَيْحًا لِمَنْ لَمْ يَلْقَ مِنْهُنَّ وَيْحَمَا

وَالْجَمْعُ أَثْوَارٌ وَثِيَارٌ وَثِيَارَةٌ وَثِوَرَةٌ وَثِيَرَةٌ وَثِيرَانٌ وَثِيْرَةٌ، عَلَى أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ قَاْلَ فِي ثِيرَةٍ إِنَّهُ مَحْذُوفٌ مِنْ ثِيَارَةٍ، فَتَرَكُوا الْإِعْلَالَ فِي الْعَيْنِ أَمَارَةً لِمَا نَوَوْهُ مِنَ الْأَلِفِ، ڪَمَا جَعَلُوا الصَّحِيحَ نَحْوَ اجْتَوَرُوا وَاعْتَوَنُوا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ تَجَاوَرُوا وَتَعَاوَنُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ شَاذٌّ، وَكَأَنَّهُمْ فَرَّقُوا بِالْقَلْبِ بَيْنَ جَمْعِ ثَوْرٍ مِنَ الْحَيَوَانِ وَبَيْنَ جَمْعِ ثَوْرٍ مِنَ الْأَقِطِ; لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي ثَوْرِ الْأَقِطِ ثِوَرَةٌ فَقَطْ وَلِلْأُنْثَى ثَوْرَةٌ; قَاْلَ الْأَخْطَلُ:

وَفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ الْمُتَضَاجِمِ

وَأَرْضٌ مَثْوَرَةٌ: ڪَثِيرَةُ الثِّيرَانِ; عَنْ ثَعْلَبٍ. الْجَوْهَرِيُّ عِنْدَ قَوْلِهِ فِي جَمْعِ ثِيَرَةٍ: قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً حَيْثُ ڪَانَتْ بَعْدَ ڪَسْرَةٍ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِمُطَّرَدٍ. وَقَالَ الْمُبَرَّدُ: إِنَّمَا قَالُوا ثِيَرَةٌ لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ثِوَرَةِ الْأَقِطِ، وَبَنَوْهُ عَلَى فِعْلَةٍ ثُمَّ حَرَّكُوهُ، وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِثِيَرَةٍ لِجَمَاعَةِ الثَّوْرِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ ثِيَرَةٌ مُثِيرَةٌ أَيْ: تُثِيرُ الْأَرْضَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ بَقَرَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ; أَرْضٌ مُثَارَةٌ إِذَا أُثِيرَتْ بِالسِّنِّ، وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الْأَرْضُ. وَأَثَارَ الْأَرْضَ: قَلَبَهَا عَلَى الْحَبِّ بَعْدَمَا فُتِحَتْ مَرَّةً، وَحُكِيَ أَثْوَرَهَا عَلَى التَّصْحِيحِ. وَقَالَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَأَثَارُوا الْأَرْضَ; أَيْ: حَرَثُوهَا وَزَرَعُوهَا وَاسْتَخْرَجُوا مِنْهَا بَرَكَاتِهَا وَأَنْزَالَ زَرْعِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ ڪُتِبَ لِأَهْلِ جُرَشَ بِالْحِمَى الَّذِي حَمَاهُ لَهُمْ لِلْفَرَسِ وَالرَّاحِلَةِ وَالْمُثِيرَةِ; أَرَادَ بِالْمُثِيرَةِ بَقَرَ الْحَرْثِ; لِأَنَّهَا تُثِيرُ الْأَرْضَ. وَالثَّوْرُ: بُرْجٌ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ، عَلَى التَّشْبِيهِ. وَالثَّوْرُ: الْبَيَاضُ الَّذِي فِي أَسْفَلِ ظُفْرِ الْإِنْسَانِ. وَثَوْرٌ: حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ. وَبَنُو ثَوْرٍ: بَطْنٌ مِنَ الرَّبَابِ، وَإِلَيْهِمْ نُسِبَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. الْجَوْهَرِيُّ: ثَوْرٌ أَبُو قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَرَ وَهُوَ ثَوْرُ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَهُمْ رَهْطُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَثَوْرٌ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ: جَبَلٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ يُسَمَّى ثَوْرَ أَطْحَلَ. غَيْرُهُ: ثَوْرٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَفِيهِ الْغَارُ نُسِبَ إِلَيْهِ ثَوْرُ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ لِأَنَّهُ نَزَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ حَرَّمَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ. ابْنُ الْأَثِيرِ قَالَ: هُمَا جَبَلَانِ، أَمَّا عَيْرٌ فَجَبَلٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ، وَأَمَّا ثَوْرٌ فَالْمَعْرُوفُ أَنَّهُ بِمَكَّةَ، وَفِيهِ الْغَارُ الَّذِي بَاتَ فِيهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَمَّا هَاجَرَ، وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي الْقُرْآنِ; وَفِي رِوَايَةٍ قَلِيلَةٍ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَأُحُدٍ، وَأُحُدٌ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَيَكُونُ ثَوْرٌ غَلَطًا مِنَ الرَّاوِي، وَإِنْ ڪَانَ هُوَ الْأَشْهَرَ فِي الرِّوَايَةِ وَالْأَكْثَرَ، وَقِيلَ: إِنَّ عَيْرًا جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَيَكُونُ الْمُرَادُ أَنَّهُ حَرَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَدْرَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ مِنْ مَكَّةَ أَوْ حَرَّمَ الْمَدِينَةَ تَحْرِيمًا مِثْلَ تَحْرِيمِ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ بِمَكَّةَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَوَصْفِ الْمَصْدَرِ الْمَحْذُوفِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَا يَعْرِفُونَ بِالْمَدِينَةِ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ ثَوْرٌ، وَإِنَّمَا ثَوْرٌ بِمَكَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى بِمَعْنَى مَعَ ڪَأَنَّهُ جَعَلَ الْمَدِينَةَ مُضَافَةً إِلَى مَكَّةَ فِي التَّحْرِيمِ.

معنى كلمة ثور – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوخ: ثَاخَ الشَّيْءُ ثَوْخًا: سَاخَ. وَثَاخَتْ قَدَمُهُ فِي الْوَحْلِ تَثُوخُ وَتَثِيخُ: خَاضَتْ وَغَابَتْ فِيهِ; قَاْلَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَيْفًا:
أَبْيَضُ ڪَالرَّجْعِ رَسُوبٌ إِذَا مَا ثَاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي
أَرَادَ بِالْأَبْيَضِ السَّيْفَ، وَالرَّجْعُ: الْغَدِيرُ، شَبَّهَ السَّيْفَ بِهِ فِي بَيَاضِهِ. وَالرَّسُوبُ: الَّذِي يَرْسُبُ فِي اللَّحْمِ. وَالْمُحْتَفَلُ: أَعْظَمُ مَوْضِعٍ فِي الْجَسَدِ. وَيَخْتَلِي: يَقْطَعُ. وَثَاخَ وَسَاخَ: ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ سُفْلًا. وَثَاخَتِ الْإِصْبَعُ فِي الشَّيْءِ الْوَارِمِ: سَاخَتْ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
قَصَرَ الصَّبُوحَ لَهَا فَشُرِّجَ لَحْمُهَا     بِالنِّيِّ فَهِيَ تَثُوخُ فِيهَا الْإِصْبَعُ

وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ بِالتَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ.

معنى كلمة ثوخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوج: الثَّوْجُ: شَيْءٌ يُعْمَلُ مِنْ خُوصٍ، نَحْوَ الْجُوَالِقِ، يُحْمَلُ فِيهِ التُّرَابُ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَثَاجَتِ الْبَقَرَةُ تَثَاجُ وَتَثُوجُ ثَوْجًا وَثُواجًا: صَوَّتَتْ، وَقَدْ يُهْمَزُ وَهُوَ أَعْرَفُ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ دُرَيْدٍ قَالَ: تَرْكُ الْهَمْزِ أَعْلَى. وَثَاجٌ: مَوْضِعٌ; قَاْلَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ:
يَا جَارَتَيَّ عَلَى ثَاجٍ سَبِيلُكُمَا سَيْرًا حَثِيثًا فَلَمَّا تَعْلَمَا خَبَرِي
وَثَاجٌ: قَرْيَةٌ فِي أَعْرَاضِ الْبَحْرَيْنِ فِيهَا نَخْلٌ زَيْنٌ. أَبُو تُرَابٍ: الثَّوْجُ لُغَةٌ فِي الْفَوْجِ; وَأَنْشَدَ لِجَنْدَلٍ:
مِنَ الدُّنَى ذَا طَبَقٍ أَثَايِجُ
وَيُرْوَى أَفَاوِجُ أَيْ: فَوْجًا فَوْجًا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ثَاجَ يَثُوجُ ثَوْجًا، وَثَجَا يَثْجُو ثَجْوًا، مِثْلَ جَاثَ يَجُوثُ جَوْثًا، إِذَا بَلْبَلَ مَتَاعَهُ وَفَرَّقَهُ.

معنى كلمة ثوج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوث: بُرْدٌ ثُوثِيٌّ: ڪَفُوفِيٍّ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَنْ ثَاءَهُ بَدَلٌ.

معنى كلمة ثوث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثوب: ثَابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْبًا وَثَوَبَانًا: رَجَعَ بَعْدَ ذَهَابِهِ. وَيُقَالُ: ثَابَ فُلَانٌ إِلَى اللَّهِ وَتَابَ، بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ أَيْ: عَادَ وَرَجَعَ إِلَى طَاعَتِهِ، وَكَذَلِكَ: أَثَابَ بِمَعْنَاهُ. وَرَجُلٌ تَوَّابٌ أَوَّابٌ ثَوَّابٌ مُنِيبٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ ثَوَّابٌ: لِلَّذِي يَبِيعُ الثِّيَابَ. وَثَابَ النَّاسُ: اجْتَمَعُوا وَجَاءُوا. وَكَذَلِكَ الْمَاءُ إِذَا اجْتَمَعَ فِي الْحَوْضِ. وَثَابَ الشَّيْءُ ثَوْبًا وَثُئُوبًا أَيْ: رَجَعَ. قَالَ:
وَزَعْتُ بِكَالْهِرَاوَةِ أَعْوَجِيٍّ إِذَا وَنَتِ الرِّكَابُ جَرَى وَثَابَا
وَيُرْوَى: وِثَابًا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَثَوَّبَ ڪَثَابَ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِرَجُلٍ يَصِفُ سَاقِيَيْنِ:
إِذَا اسْتَرَاحَا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبَا

وَالثَّوَابُ: النَّحْلُ; لِأَنَّهَا تَثُوبُ. قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

مِنْ ڪُلِّ مُعْنِقَةٍ وَكُلِّ عِطَافَةٍ     مِنْهَا يُصَدِّقُهَا ثَوَابٌ يَرْعَبُ

وَثَابَ جِسْمُهُ ثَوَبَانًا، وَأَثَابَ: أَقْبَلَ، الْأَخِيرَةُ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ. وَأَثَابَ الرَّجُلُ: ثَابَ إِلَيْهِ جِسْمُهُ، وَصَلَحَ بَدَنُهُ. التَّهْذِيبِ: ثَابَ إِلَى الْعَلِيلِ جِسْمُهُ إِذَا حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدَ تَحَوُّلِهِ، وَرَجَعَتْ إِلَيْهِ صِحَّتُهُ. وَثَابَ الْحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْبًا وَثُئُوبًا: امْتَلَأَ أَوْ قَارَبَ، وَثُبَةُ الْحَوْضِ وَمَثَابُهُ: وَسَطُهُ الَّذِي يَثُوبُ إِلَيْهِ الْمَاءُ إِذَا اسْتُفْرِغَ حُذِفَتْ عَيْنُهُ. وَالثُّبَةُ: مَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْمَاءُ فِي الْوَادِي أَوْ فِي الْغَائِطِ. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ ثُبَةً; لِأَنَّ الْمَاءَ يَثُوبُ إِلَيْهَا، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ عَيْنِ الْفِعْلِ ڪَمَا عَوَّضُوا مِنْ قَوْلِهِمْ: أَقَامَ إِقَامَةً، وَأَصْلُهُ إِقْوَامًا. وَمَثَابُ الْبِئْرِ: وَسَطُهَا. وَمَثَابُهَا: مَقَامُ السَّاقِي مِنْ عُرُوشِهَا عَلَى فَمِ الْبِئْرِ. قَاْلَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ الْبِئْرَ وَتَهَوُّرَهَا:

وَمَا لِمَثَابَاتِ الْعُرُوشِ بَقِيَّةٌ     إِذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ الْعُرُوشِ الدَّعَائِمُ

وَمَثَابَتُهَا: مَبْلَغُ جُمُومِ مَائِهَا. وَمَثَابَتُهَا: مَا أَشْرَفَ مِنَ الْحِجَارَةِ حَوْلَهَا يَقُومُ عَلَيْهَا الرَّجُلُ أَحْيَانًا ڪَيْ لَا تُجَاحِفَ الدَّلْوَ الْغَرْبَ، وَمَثَابَةُ الْبِئْرِ أَيْضًا: طَيُّهَا، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدْرِي أَعَنَى بِطَيِّهَا مَوْضِعَ طَيِّهَا أَمْ عَنَى الطَّيَّ الَّذِي هُوَ بِنَاؤُهَا بِالْحِجَارَةِ. قَالَ: وَقَلَّمَا تَكُونُ الْمَفْعَلَةُ مَصْدَرًا. وَثَابَ الْمَاءُ: بَلَغَ إِلَى حَالِهِ الْأَوَّلِ بَعْدَمَا يُسْتَقَى. التَّهْذِيبِ: وَبِئْرٌ ذَاتُ ثَيِّبٍ وَغَيِّثٍ إِذَا اسْتُقِيَ مِنْهَا عَادَ مَكَانَهُ مَاءٌ آخَرُ. وَثَيِّبٌ ڪَانَ فِي الْأَصْلِ ثَيْوِبٌ. قَالَ: وَلَا يَكُونُ الثُّئُوبُ أَوَّلَ الشَّيْءِ حَتَّى يَعُودَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَيُقَالُ: بِئْرٌ لَهَا ثَيْبٌ أَيْ: يَثُوبُ الْمَاءُ فِيهَا. وَالْمَثَابُ: صَخْرَةٌ يَقُومُ السَّاقِي عَلَيْهَا يَثُوبُ إِلَيْهَا الْمَاءُ، قَاْلَ الرَّاعِي: مُشْرِفَةُ الْمَثَابِ دَحُولًا; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: الْكَلَأُ بِمَوَاضِعِ ڪَذَا وَكَذَا مِثْلُ ثَائِبِ الْبَحْرِ: يَعْنُونَ أَنَّهُ غَضٌّ رَطْبٌ ڪَأَنَّهُ مَاءُ الْبَحْرِ إِذَا فَاضَ بَعْدَ جَزْرٍ. وَثَابَ أَيْ: عَادَ وَرَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي ڪَانَ أَفْضَى إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: ثَابَ مَاءُ الْبِئْرِ إِذَا عَادَتْ جُمَّتُهَا. وَمَا أَسْرَعَ ثَابَتَهَا. وَالْمَثَابَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إِلَيْهِ أَيْ: يُرْجَعُ إِلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا. وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمَنْزِلِ مَثَابَةٌ; لِأَنَّ أَهْلَهُ يَتَصَرَّفُونَ فِي أُمُورِهِمْ ثُمَّ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ، وَالْجَمْعُ الْمَثَابُ. قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: الْأَصْلُ فِي مَثَابَةٍ مَثْوَبَةٌ، وَلَكِنَّ حَرَكَةَ الْوَاوِ نُقِلَتْ إِلَى الثَّاءِ وَتَبِعَتِ الْوَاوُ الْحَرَكَةَ، فَانْقَلَبَتْ أَلِفًا. قَالَ: وَهَذَا إِعْلَالٌ بِإِتْبَاعِ بَابِ ثَابَ، وَأَصْلُ ثَابَ ثَوَبَ، وَلَكِنَّ الْوَاوَ قُلِبَتْ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. قَالَ: لَا اخْتِلَافَ بَيْنَ النَّحْوِيِّينَ فِي ذَلِكَ. وَالْمَثَابَةُ وَالْمَثَابُ: وَاحِدٌ، وَكَذَلِكَ قَاْلَ الْفَرَّاءُ. وَأَنْشَدَ الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبِي طَالِبٍ:

مَثَابًا لِأَفْنَاءِ الْقَبَائِلِ ڪُلِّهَا     تَخُبُّ إِلَيْهِ الْيَعْمَلَاتُ الذَّوَامِلُ

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْبَيْتُ مَثَابَةٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَثُوبَةٌ، وَلَمْ يُقْرَأْ بِهَا. وَمَثَابَةُ النَّاسِ وَمَثَابُهُمْ: مُجْتَمَعُهُمْ بَعْدَ التَّفَرُّقِ. وَرُبَّمَا قَالُوا لِمَوْضِعِ حِبَالَةِ الصَّائِدِ مَثَابَةٌ. قَاْلَ الرَّاجِزُ:

مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ الْمَثَابَا     لَعَلَّ شَيْخًا مُهْتَرًا مُصَابَا

يَعْنِي بِالشَّيْخِ الْوَعِلَ. وَالثُّبَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، مِنْ هَذَا. وَتُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبًى، وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي أَصْلِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ مَنْ ثَابَ أَيْ: عَادَ وَرَجَعَ، وَكَانَ أَصْلُهَا ثَوُبَةً، فَلَمَّا ضُمَّتِ الثَّاءُ حُذِفَتِ الْوَاوُ، وَتَصْغِيرُهَا ثُويْبَةٌ. وَمِنْ هَذَا أُخِذَ ثُبَةُ الْحَوْضِ. وَهُوَ وَسَطُهُ الَّذِي يَثُوبُ إِلَيْهِ بَقِيَّةُ الْمَاءِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ فَانْفِرُوا عُصَبًا إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى السَّرَايَا، أَوْ دُعِيتُمْ لِتَنْفِرُوا جَمِيعًا. وَرُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَامٍ سَأَلَ يُونُسَ عَنْ قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا. قَالَ: ثُبَةٌ وَثُبَاتٌ أَيْ: فِرْقَةٌ وَفِرَقٌ. وَقَالَ زُهَيْرٌ:

وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثُبَةٍ ڪِرَامٍ     نَشَاوَى وَاجِدِينَ لِمَا نَشَاءُ

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: الثُّبَاتُ جَمَاعَاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ وَكُلُّ فِرْقَةٍ ثُبَةٌ، وَهَذَا مِنْ ثَابَ. وَقَالَ آخَرُونَ: الثُّبَةُ مِنَ الْأَسْمَاءِ النَّاقِصَةُ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ ثُبَيْةٌ، فَالسَّاقِطُ لَامُ الْفِعْلِ فِي هَذَا الْقَوْلِ، وَأَمَّا فِي الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَالسَّاقِطُ عَيْنُ الْفِعْلِ. وَمَنْ جَعَلَ الْأَصْلَ ثُبَيْةً، فَهُوَ مِنْ ثَبَّيْتَ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، وَتَأْوِيلُهُ جَمْعُ مَحَاسِنِهِ، وَإِنَّمَا الثُّبَةُ الْجَمَاعَةُ. وَثَابَ الْقَوْمُ: أَتَوْا مُتَوَاتِرِينَ، وَلَا يُقَالُ لِلْوَاحِدِ. وَالثَّوَابُ: جَزَاءُ الطَّاعَةِ، وَكَذَلِكَ الْمَثُوبَةُ. قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ. وَأَعْطَاهُ ثَوَابَهُ وَمَثُوبَتَهُ وَمَثْوَبَتَهُ أَيْ: جَزَاءَ مَا عَمِلَهُ. وَأَثَابَهُ اللَّهُ ثَوَابَهُ وَأَثْوَبَهُ وَثَوَّبَهُ مَثُوبَتَهُ: أَعْطَاهُ إِيَّاهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا ڪَانُوا يَفْعَلُونَ. أَيْ: جُوزُوا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَثَابَهُ اللَّهُ مَثُوبَةً حَسَنَةً. وَمَثْوَبَةً بِفَتْحِ الْوَاوِ – شَاذٌّ – مِنْهُ. وَمِنْهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ. وَقَدْ أَثْوَبَهُ اللَّهُ مَثْوَبَةً حَسَنَةً، فَأَظْهَرَ الْوَاوَ عَلَى الْأَصْلِ. وَقَالَ الْكِلَابِيُّونَ: لَا نَعْرِفُ الْمَثْوَبَةَ، وَلَكِنِ الْمَثَابَةَ. وَثَوَّبَهُ اللَّهُ مِنْ ڪَذَا: عَوَّضَهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَاسْتَثَابَهُ: سَأَلَهُ أَنْ يُثِيبَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ التَّيِّهَانِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَثِيبُوا أَخَاكُمْ أَيْ: جَازُوهُ عَلَى صَنِيعِهِ. يُقَالُ:  أَثَابَهُ يُثِيبُهُ إِثَابَةً، وَالِاسْمُ الثَّوَابُ، وَيَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، إِلَّا أَنَّهُ بِالْخَيْرِ أَخَصُّ وَأَكْثَرُ اسْتِعْمَالًا. وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا انْتَقَصَ مِنْ سُبُلِ النَّاسِ إِلَى مَثَابَاتِهِمْ شَيْئًا. قَاْلَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِلَى مَثَابَاتِهِمْ أَيْ: إِلَى مَنَازِلِهِمْ، الْوَاحِدُ مَثَابَةٌ، قَالَ: وَالْمَثَابَةُ الْمَرْجِعُ. وَالْمَثَابَةُ: الْمُجْتَمَعُ وَالْمَنْزِلُ; لِأَنَّ أَهْلَهُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ أَيْ: يَرْجِعُونَ. وَأَرَادَ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا اقْتَطَعَ شَيْئًا مِنْ طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ وَأَدْخَلَهُ دَارَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – وَقَوْلُهَا فِي الْأَحْنَفِ: أَبِي ڪَانَ يَسْتَجِمُّ مَثَابَةَ سَفَهِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قِيلَ لَهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: ڪَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي أَذُوبُ وَلَا أَثُوبُ أَيْ: أَضْعُفُ وَلَا أَرْجِعُ إِلَى الصِّحَّةِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لِأَسَاسِ الْبَيْتِ مَثَابَاتٌ. قَالَ: وَيُقَالُ لِتُرَابِ الْأَسَاسِ النَّثِيلُ. قَالَ: وَثَابَ إِذَا انْتَبَهَ، وَآبَ إِذَا رَجَعَ، وَتَابَ إِذَا أَقْلَعَ. وَالْمَثَابُ: طَيُّ الْحِجَارَةِ يَثُوبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ مِنْ أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَلِهِ. وَالْمَثَابُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَثُوبُ مِنْهُ الْمَاءُ، وَمِنْهُ بِئْرٌ مَا لَهَا ثَائِبٌ. وَالثَّوْبُ: اللِّبَاسُ، وَاحِدُ الْأَثْوَابِ وَالثِّيَابِ، وَالْجَمْعُ أَثْوُبٌ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَهْمِزُهُ فَيَقُولُ أَثْؤُبٌ، لِاسْتِثْقَالِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ، وَالْهَمْزَةُ أَقْوَى عَلَى احْتِمَالِهَا مِنْهَا، وَكَذَلِكَ دَارٌ وَأَدْؤُرٌ، وَسَاقٌ وَأَسْؤُقٌ، وَجَمِيعُ مَا جَاءَ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ. قَاْلَ مَعْرُوفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبَا     حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعًا أَشْيَبَا
أَمْلَحَ لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبَا

وَأَثْوَابٌ وَثِيَابٌ. التَّهْذِيبِ: وَثَلَاثَةُ أَثْوُبٍ – بِغَيْرِ هَمْزٍ – وَأَمَّا الْأَسْؤُقُ وَالْأَدْؤُرُ فَمَهْمُوزَانِ; لِأَنَّ صَرْفَ أَدْؤُرٍ عَلَى دَارٍ، وَكَذَلِكَ أَسْؤُقٌ عَلَى سَاقٍ، وَالْأَثْوُبُ حُمِلَ الصَّرْفُ فِيهَا عَلَى الْوَاوِ الَّتِي فِي الثَّوْبِ نَفْسِهَا، وَالْوَاوُ تَحْتَمِلُ الصَّرْفَ مِنْ غَيْرِ انْهِمَازٍ. قَالَ: وَلَوْ طُرِحَ الْهَمْزُ مِنْ أَدْؤُرٍ وَأَسْؤُقٍ لَجَازَ عَلَى أَنْ تُرَدَّ تِلْكَ الْأَلِفُ إِلَى أَصْلِهَا، وَكَانَ أَصْلُهَا الْوَاوَ، ڪَمَا قَالُوا فِي جَمَاعَةِ النَّابِ مِنَ الْإِنْسَانِ أَنْيُبٌ، هَمَزُوا لِأَنَّ أَصْلَ الْأَلِفِ فِي النَّابِ يَاءٌ، وَتَصْغِيرٌ نَابٍ نُيَيْبٌ، وَيُجْمَعُ أَنْيَابًا. وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الثِّيَابِ: ثَوَّابٌ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. قَاْلَ ابْنُ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – يَقُولُ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ، وَلَا عَلَى فُجُورِ ڪُفْرٍ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

إِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ غَادِرٍ     لَبِسْتُ وَلَا مِنْ خَزْيَةٍ أَتَقَنَّعُ

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: الثِّيَابُ اللِّبَاسُ، وَيُقَالُ لِلْقَلْبِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ أَيْ: لَا تَكُنْ غَادِرًا فَتُدَنِّسَ ثِيَابَكَ، فَإِنَّ الْغَادِرَ دَنِسُ الثِّيَابِ، وَيُقَالُ: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. يَقُولُ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْ. وَيُقَالُ: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ أَيْ: قَصِّرْ، فَإِنَّ تَقْصِيرَهَا طُهْرٌ. وَقِيلَ: نَفْسُكَ فَطَهِّرْ، وَالْعَرَبُ تَكْنِي بِالثِّيَابِ عَنِ النَّفْسِ، وَقَالَ:

فَسُلِّيَ ثِيَابِي عَنْ ثِيَابِكِ تَنْسَلِي

وَفُلَانٌ دَنِسُ الثِّيَابِ إِذَا ڪَانَ خَبِيثَ الْفِعْلِ وَالْمَذْهَبِ، خَبِيثَ الْعِرْضِ. قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ     وَأَوْجُهُهُمْ بِيضُ الْمَسَافِرِ غُرَّانُ

وَقَالَ:

رَمَوْهَا بِأَثْوَابٍ خِفَافٍ وَلَا تَرَى     لَهَا شَبَهًا إِلَّا النَّعَامَ الْمُنَفَّرَا

رَمَوْهَا يَعْنِي الرِّكَابَ بِأَبْدَانِهِمْ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّاعِي:

فَقَامَ إِلَيْهَا حَبْتَرٌ بِسِلَاحِهِ     وَلِلَّهِ ثَوْبًا حَبْتَرٍ أَيَّمَا فَتَى

يُرِيدُ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ ثَوْبًا حَبْتَرٍ مِنْ بَدَنِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِّ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا. قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ: أَمَّا أَبُو سَعِيدٍ فَقَدِ اسْتَعْمَلَ الْحَدِيثَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَقَدْ رُوِيَ فِي تَحْسِينِ الْكَفَنِ أَحَادِيثُ. قَالَ: وَقَدْ تَأَوَّلَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى الْمَعْنَى وَأَرَادَ بِهِ الْحَالَةَ الَّتِي يَمُوتُ عَلَيْهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَعَمَلَهُ الَّذِي يُخْتَمُ لَهُ بِهِ. يُقَالُ فُلَانٌ طَاهِرُ الثِّيَابِ إِذَا وَصَفُوهُ بِطَهَارَةِ النَّفْسِ. وَالْبَرَاءَةِ مِنَ الْعَيْبِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَفُلَانٌ دَنِسُ الثِّيَابِ إِذَا ڪَانَ خَبِيثَ الْفِعْلِ وَالْمَذْهَبِ. قَالَ: وَهَذَا ڪَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: يُبْعَثُ الْعَبْدُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ. قَاْلَ الْهَرَوِيُّ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْأَكْفَانِ بِشَيْءٍ; لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِنَّمَا يُكَفَّنُ بَعْدَ الْمَوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ; أَيْ: يَشْمَلُهُ بِالذُّلِّ ڪَمَا يَشْمَلُ الثَّوْبُ الْبَدَنَ بِأَنْ يُصَغِّرَهُ فِي الْعُيُونِ وَيُحَقِّرَهُ فِي الْقُلُوبِ. وَالشُّهْرَةُ: ظُهُورُ الشَّيْءِ فِي شُنْعَةٍ حَتَّى يُشْهِرَهُ النَّاسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ ڪَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْمُشْكِلُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَثْنِيَةُ الثَّوْبِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّ الرَّجُلَ يَجْعَلُ لِقَمِيصِهِ ڪُمَّيْنِ، أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ لِيُرَى أَنَّ عَلَيْهِ قَمِيصَيْنِ، وَهُمَا وَاحِدٌ، وَهَذَا إِنَّمَا يَكُونُ فِيهِ أَحَدُ الثَّوْبَيْنِ زُورًا لَا الثَّوْبَانِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَرَبَ أَكْثَرُ مَا ڪَانَتْ تَلْبَسُ عِنْدَ الْجِدَّةِ وَالْمَقْدُرَةِ إِزَارًا وَرِدَاءً، وَلِهَذَا حِينَ سُئِلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَالَ: أَوَ ڪُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ وَفَسَّرَهُ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – بِإِزَارٍ وَرِدَاءٍ، وَإِزَارٍ وَقَمِيصٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُويَهْ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْغَمْرِ الْأَعْرَابِيَّ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ ذِي الرُّمَّةِ، عَنْ تَفْسِيرِ ذَلِكَ، فَقَالَ: ڪَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا اجْتَمَعُوا فِي الْمَحَافِلِ ڪَانَتْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ يَلْبَسُ أَحَدُهُمْ ثَوْبَيْنِ حَسَنَيْنِ، فَإِنِ احْتَاجُوا إِلَى شَهَادَةٍ شَهِدَ لَهُمْ بِزُورٍ فَيُمْضُونَ شَهَادَتَهُ بِثَوْبَيْهِ فَيَقُولُونَ: مَا أَحْسَنَ ثِيَابَهُ، وَمَا أَحْسَنَ هَيْئَتَهُ، فَيُجِيزُونَ شَهَادَتَهُ لِذَلِكَ. قَالَ: وَالْأَحْسَنُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ إِنَّ الْمُتَشَبِّعَ بِمَا لَمْ يُعْطَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ أُعْطِيتُ ڪَذَا لِشَيْءٍ لَمْ يُعْطَهُ، فَإِمَّا أَنَّهُ يَتَّصِفُ بِصِفَاتٍ لَيْسَتْ فِيهِ، يُرِيدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَنَحَهُ إِيَّاهَا، أَوْ يُرِيدُ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ وَصَلَهُ بِشَيْءٍ خَصَّهُ بِهِ، فَيَكُونُ بِهَذَا الْقَوْلِ قَدْ جَمَعَ بَيْنَ ڪَذِبَيْنِ أَحَدُهُمَا اتِّصَافُهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، أَوْ أَخْذُهُ مَا لَمْ يَأْخُذْهُ، وَالْآخَرُ الْكَذِبُ عَلَى الْمُعْطِي، وَهُوَ اللَّهُ، أَوِ النَّاسُ. وَأَرَادَ بِثَوْبَيْ زُورٍ هَذَيْنِ الْحَالَيْنِ اللَّذَيْنِ ارْتَكَبَهُمَا، وَاتَّصَفَ بِهِمَا، وَقَدْ سَبَقَ أَنِ الثَّوْبَ يُطْلَقُ عَلَى الصِّفَةِ الْمَحْمُودَةِ وَالْمَذْمُومَةِ، وَحِينَئِذٍ يَصِحُّ التَّشْبِيهُ فِي التَّثْنِيَةِ لِأَنَّهُ شَبَّهَ اثْنَيْنِ بِاثْنَيْنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَيُقَالُ: ثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيبًا إِذَا عَادَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَمِنْهُ تَثْوِيبُ الْمُؤَذِّنِ إِذَا نَادَى بِالْأَذَانِ لِلنَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ نَادَى بَعْدَ التَّأْذِينِ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ – رَحِمَكُمُ اللَّهُ – الصَّلَاةَ يَدْعُو إِلَيْهَا عَوْدًا بَعْدَ بَدْءٍ. وَالتَّثْوِيبُ: هُوَ الدُّعَاءُ لِلصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا، وَأَصْلُهُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ مُسْتَصْرِخًا لَوَّحَ بِثَوْبِهِ لِيُرَى وَيَشْتَهِرَ، فَكَانَ ذَلِكَ ڪَالدُّعَاءِ فَسُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيبًا لِذَلِكَ، وَكُلُّ دَاعٍ مُثَوِّبٌ. وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيبًا مِنْ ثَابَ يَثُوبُ إِذَا رَجَعَ، فَهُوَ رُجُوعٌ إِلَى الْأَمْرِ بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الْمُؤَذِّنَ إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَقَدْ دَعَاهُمْ إِلَيْهَا، فَإِذَا قَاْلَ بَعْدَ ذَلِكَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، فَقَدْ رَجَعَ إِلَى ڪَلَامٍ مَعْنَاهُ الْمُبَادَرَةُ إِلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ أَنْ لَا أُثَوِّبَ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ، إِلَّا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ. وَقِيلَ: التَّثْوِيبُ تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ. وَقِيلَ: التَّثْوِيبُ فِي أَذَانِ الْفَجْرِ أَنْ يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ بَعْدَ قَوْلِهِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ، ڪَمَا يُثَوِّبُ بَيْنَ الْأَذَانَيْنِ: الصَّلَاةَ – رَحِمَكُمُ اللَّهُ – الصَّلَاةَ. وَأَصْلُ هَذَا ڪُلِّهِ مِنْ تَثْوِيبِ الدُّعَاءِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَقِيلَ: التَّثْوِيبُ الصَّلَاةُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ. يُقَالُ: تَثَوَّبْتُ أَيْ: تَطَوَّعْتُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَا يَكُونُ التَّثْوِيبُ إِلَّا بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ، وَهُوَ الْعَوْدُ لِلصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: التَّثْوِيبُ هَاهُنَا إِقَامَةُ الصَّلَاةِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – حِينَ أَرَادَتِ الْخُرُوجَ إِلَى الْبَصْرَةِ: إِنَّ عَمُودَ الدِّينِ لَا يُثَابُ بِالنِّسَاءِ إِنْ مَالَ. تُرِيدُ: لَا يُعَادُ إِلَى اسْتِوَائِهِ، مِنْ ثَابَ يَثُوبُ إِذَا رَجَعَ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ مَالُ فُلَانٍ فَاسْتَثَابَ مَالًا أَيْ: اسْتَرْجَعَ مَالًا. وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

إِنَّ الْعَشِيرَةَ تَسْتَثِيبُ بِمَالِهِ     فَتُغِيرُ وَهُوَ مُوَفِّرٌ أَمْوَالَهَا

وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: هُوَ أَطْوَعُ مِنْ ثَوَابٍ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ ڪَانَ يُوصَفُ بِالطَّوَاعِيَةِ. قَاْلَ الْأَخْنَسُ بْنُ شِهَابٍ:

وَكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى     فَصِرْتُ الْيَوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ

التَّهْذِيبِ: فِي النَّوَادِرِ أَثَبْتُ الثَّوْبَ إِثَابَةً إِذَا ڪَفَفْتَ مَخَايِطَهُ، وَمَلَلْتُهُ: خِطْتُهُ الْخِيَاطَةَ الْأُولَى بِغَيْرِ ڪَفٍّ. وَالثَّائِبُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تَكُونُ فِي أَوَّلِ الْمَطَرِ. وَثَوْبَانُ: اسْمُ رَجُلٍ.

معنى كلمة ثوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثها – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثها – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثها – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثها: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ثَهَا إِذَا حَمُقَ، وَهَثَا إِذَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَثَاهَاهُ إِذَا قَاوَلَهُ وَهَاثَاهُ، إِذَا مَازَحَهُ وَمَايَلَهُ.

معنى كلمة ثها – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثهمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثهمد: ثَهْمَدُ: مَوْضِعٌ. وَبَرْقَةُ ثَهْمَدٍ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الشُّعَرَاءُ; قَاْلَ طَرَفَةُ:
لِخَوْلَةَ أَطْلَالٌ بِبَرْقَةَ ثَهْمَدِ

معنى كلمة ثهمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثهل: الثَّهَلُ: الِانْبِسَاطُ عَلَى الْأَرْضِ. وَثَهْلَانُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
عُقَابٌ تَدَلَّتْ مِنْ شَمَارِيخِ ثَهْلَانِ
وَثَهْلَانُ أَيْضًا: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ; وَهُوَ الضَّلَالُ بْنُ ثُهْلُلَ وَفُهْلُلَ، لَا يَنْصَرِفُ; قَاْلَ يَعْقُوبُ: وَهُوَ الَّذِي لَا يُعْرَفُ، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الضَّلَالُ بْنُ ثُهْلُلَ وَثُهْلَلَ، حَكَاهُ فِي بَابِ قُعْدُدَ وَقُعْدَدَ.

معنى كلمة ثهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثهد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثهد: الثَّوْهَدُ وَالْفَوْهَدُ: الْغُلَامُ السَّمِينُ التَّامُّ الْخَلْقِ الَّذِي قَدْ رَاهَقَ الْحُلُمَ. غُلَامٌ ثَوْهَدٌ: تَامُّ الْخَلْقِ جَسِيمٌ، وَقِيلَ: ضَخْمٌ سَمِينٌ نَاعِمٌ. وَجَارِيَةٌ ثَوْهَدَةٌ وَفَوْهَدَةٌ إِذَا ڪَانَتْ نَاعِمَةً; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: جَارِيَةٌ ثَوْهَدَةٌ وَثَوْهَدَّةٌ عَنْ يَعْقُوبَ; وَأَنْشَدَ:
نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ شِفَاؤُهَا مِنْ دَائِهَا الْكُمْهَدَّهْ

معنى كلمة ثهد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثهت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثهت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثهت: الثُّهَاتُ: الصَّوْتُ وَالدُّعَاءُ. وَقَدْ ثَهِتَ ثَهَتًا: دَعَا. وَالثَّاهِتُ: جُلَيْدَةُ الْقَلْبِ، وَهِيَ جِرَابُهُ; قَالَ:
مُلِّئَ فِي الصَّدْرِ عَلَيْنَا ضَبَّا حَتَّى وَرَى ثَاهِتَهُ وَالْخِلْبَا
الْأَزْهَرِيُّ قَاْلَ ابْنُ بُزُرْجَ: مَا أَنْتَ فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ بِالثَّاهِتِ وَلَا الْمَثْهُوتِ أَيْ: بِالدَّاعِي وَلَا الْمَدْعُوِّ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ; وَأَنْشَدَ:
وَانْحَطَّ دَاعِيكَ بِلَا إِسْكَاتِ     مِنَ الْبُكَاءِ الْحَقِّ وَالثُّهَاتِ

معنى كلمة ثهت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ثني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ثني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ثني: ثَنَى الشَّيْءَ ثَنْيًا: رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَقَدْ تَثَنَّى وَانْثَنَى. وَأَثْنَاؤُهُ وَمَثَانِيهِ: قُوَاهُ وَطَاقَاتُهُ، وَاحِدُهَا ثِنْيٌ وَمَثْنَاةٌ وَمِثْنَاةٌ; عَنْ ثَعْلَبٍ. وَأَثْنَاءُ الْحَيَّةِ: مَطَاوِيهَا إِذَا تَحَوَّتْ. وَثِنْيُ الْحَيَّةِ: انْثِنَاؤُهَا، وَهُوَ أَيْضًا مَا تَعَوَّجَ مِنْهَا إِذَا تَثَنَّتْ، وَالْجَمْعُ أَثْنَاءٌ; وَاسْتَعَارَهُ غَيْلَانُ الرَّبَعِيُّ لِلَّيْلِ فَقَالَ:
حَتَّى إِذَا شَقَّ بَهِيمَ الظَّلْمَاءْ وَسَاقَ لَيْلًا مُرْجَحِنَّ الْأَثْنَاءْ
وَهُوَ عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ اسْمٌ. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْمُتَثَنِّي; هُوَ الذَّاهِبُ طُولًا، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي طَوِيلٍ لَا عَرْضَ لَهُ. وَأَثْنَاءُ الْوَادِي: مَعَاطِفُهُ وَأَجْرَاعُهُ. وَالثِّنْيُ مِنَ الْوَادِي وَالْجَبَلِ: مُنْقَطَعُهُ. وَمَثَانِي الْوَادِي وَمَحَانِيهِ: مَعَاطِفُهُ. وَتَثَنَّى فِي مِشْيَتِهِ. وَالثِّنْيُ: وَاحِدُ أَثْنَاءِ الشَّيْءِ أَيْ: تَضَاعِيفُهُ; تَقُولُ: أَنْفَذْتُ ڪَذَا ثِنْيَ ڪِتَابِي أَيْ: فِي طَيِّهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: فَأَخَذَ بِطَرَفَيْهِ وَرَبَّقَ لَكُمْ أَثْنَاءَهُ، أَيْ: مَا انْثَنَى مِنْهُ، وَاحِدُهَا ثِنْيٌ، وَهِيَ مَعَاطِفُ الثَّوْبِ وَتَضَاعِيفُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: ڪَانَ يَثْنِيهِ عَلَيْهِ أَثْنَاءً مِنْ سَعَتِهِ، يَعْنِي ثَوْبَهُ. وَثَنَيْتُ الشَّيْءَ ثَنْيًا: عَطَفْتُهُ. وَثَنَاهُ أَيْ: ڪَفَّهُ. وَيُقَالُ: جَاءَ ثَانِيًا مِنْ عِنَانِهِ. وَثَنَيْتُهُ أَيْضًا: صَرَفْتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ، وَكَذَلِكَ إِذَا صِرْتَ لَهُ ثَانِيًا. وَثَنَّيْتُهُ تَثْنِيَةً أَيْ: جَعَلْتُهُ اثْنَيْنِ. وَأَثْنَاءُ الْوِشَاحِ: مَا انْثَنَى مِنْهُ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

تَعَرُّضُ أَثْنَاءِ الْوِشَاحِ الْمُفَصَّلِ

وَقَوْلُهُ:

فَإِنْ عُدَّ مِنْ مَجْدٍ قَدِيمٍ لِمَعْشَرٍ     فَقَوْمِي بِهِمْ تُثْنَى هُنَاكَ الْأَصَابِعُ

يَعْنِي أَنَّهُمُ الْخِيَارُ الْمَعْدُودُونَ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ; لِأَنَّ الْخِيَارَ لَا يَكْثُرُونَ. وَشَاةٌ ثَانِيَةٌ بَيِّنَةُ الثِّنْيِ: تَثْنِي عُنُقَهَا لِغَيْرِ عِلَّةٍ. وَثَنَى رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ: ضَمَّهَا إِلَى فَخْذِهِ فَنَزَلَ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ. اللَّيْثُ: إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ وَجْهًا فَصَرَفْتَهُ عَنْ وَجْهِهِ قُلْتَ: ثَنَيْتُهُ ثَنْيًا. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُثْنَى عَنْ قِرْنِهِ، وَلَا عَنْ وَجْهِهِ، قَالَ: وَإِذَا فَعَلَ الرَّجُلُ أَمْرًا ثُمَّ ضَمَّ إِلَيْهِ أَمْرًا آخَرَ قِيلَ: ثَنَّى بِالْأَمْرِ الثَّانِي يُثَنِّي تَثْنِيَةً. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: مَنْ قَاْلَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ أَيْ: عَاطِفٌ رِجْلَهُ فِي التَّشَهُّدِ قَبْلَ أَنْ يَنْهَضَ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ قَاْلَ قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ رِجْلَهُ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَهَذَا ضِدُّ الْأَوَّلِ فِي اللَّفْظِ وَمِثْلُهُ فِي الْمَعْنَى; لِأَنَّهُ أَرَادَ قَبْلَ أَنْ يَصْرِفَ رَجْلَهُ عَنْ حَالَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا فِي التَّشَهُّدِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ; قَاْلَ الْفَرَّاءُ: نَزَلَتْ فِي بَعْضِ مَنْ ڪَانَ يَلْقَى النَّبِيَّ بِمَا يُحِبُّ وَيَنْطَوِي لَهُ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبُغْضِ، فَذَلِكَ الثَّنْيُ الْإِخْفَاءُ; وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ أَيْ: يُسِرُّونَ عَدَاوَةَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -; وَقَالَ غَيْرُهُ: يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يُجِنُّونَ وَيَطْوُونَ مَا فِيهَا وَيَسْتُرُونَهُ اسْتِخْفَاءً مِنَ اللَّهِ بِذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْعَرَبِيَّةِ تَنْثَنِي، وَهُوَ مِنَ الْفِعْلِ افْعَوْعَلْتُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَصْلُهُ مِنْ ثَنَيْتُ الشَّيْءَ إِذَا حَنَيْتَهُ وَعَطَفْتَهُ وَطَوَيْتَهُ. وَانْثَنَى أَيْ: انْعَطَفَ، وَكَذَلِكَ اثْنَوْنَى عَلَى افْعَوْعَلَ. وَاثْنَوْنَى صَدْرُهُ عَلَى الْبَغْضَاءِ أَيْ: انْحَنَى وَانْطَوَى. وَكُلُّ شَيْءٍ عَطَفْتَهُ فَقَدْ ثَنَيْتَهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ لِرَاعِي إِبِلٍ أَوْرَدَهَا الْمَاءَ جُمْلَةً فَنَادَاهُ: أَلَا وَاثْنِ وُجُوهَهَا عَنِ الْمَاءِ، ثُمَّ أَرْسِلْ مِنْهَا رِسْلًا رِسْلًا أَيْ قَطِيعًا، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ: اثْنِ وُجُوهَهَا أَيِ اصْرِفْ وُجُوهَهَا عَنِ الْمَاءِ ڪَيْلَا تَزْدَحِمَ عَلَى الْحَوْضِ فَتَهْدِمَهُ. وَيُقَالُ لِلْفَارِسِ إِذَا ثَنَى عُنُقَ دَابَّتِهِ عِنْدَ شِدَّةِ حُضْرِهِ: جَاءَ ثَانِيَ الْعِنَانِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ نَفْسُهُ: جَاءَ سَابِقًا ثَانِيًا إِذَا جَاءَ وَقَدْ ثَنَى عُنُقَهُ نَشَاطًا; لِأَنَّهُ إِذَا أَعْيَا مَدَّ عُنُقَهُ، وَإِذَا لَمْ يَعْيَ وَلَمْ يَجْهَدْ وَجَاءَ سَيْرُهُ عَفْوًا غَيْرَ مَجْهُودٍ ثَنَى عُنُقَهُ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

وَمَنْ يَفْخَرْ بِمِثْلِ أَبِي وَجَدِّي     يَجِيءُ قَبْلَ السَّوَابِقِ وَهْوَ ثَانِي

أَيْ: يَجِيءُ ڪَالْفَرَسِ السَّابِقِ الَّذِي قَدْ ثَنَى عُنُقَهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَجْعَلَهُ ڪَالْفَارِسِ الَّذِي سَبَقَ فَرَسُهُ الْخَيْلَ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ قَدْ ثَنَى مِنْ عُنُقِهِ. وَالِاثْنَانِ: ضِعْفُ الْوَاحِدِ. فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ، فَمِنَ التَّطَوُّعِ الْمُشَامِ لِلتَّوْكِيدِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ غَنِيَ بِقَوْلِهِ: إِلَهَيْنِ عَنِ اثْنَيْنِ، وَإِنَّمَا فَائِدَتُهُ التَّوْكِيدُ وَالتَّشْدِيدُ; وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَكَّدَ بِقَوْلِهِ: الْأُخْرَى، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَدْ عُلِمَ بِقَوْلِهِ: نَفْخَةٌ، أَنَّهَا وَاحِدَةٌ، فَأَكَّدَ بِقَوْلِهِ: وَاحِدَةٌ. وَالْمُؤَنَّثُ الثِّنْتَانِ، تَاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ يَاءٍ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الْيَاءِ أَنَّهُ مِنْ ثَنَيْتُ; لِأَنَّ الِاثْنَيْنِ قَدْ ثُنِّيَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، وَأَصْلُهُ ثَنَيٌ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ جَمْعُهُمْ إِيَّاهُ عَلَى أَثْنَاءٍ بِمَنْزِلَةِ أَبْنَاءٍ وَآخَاءٍ، فَنَقَلُوهُ مِنْ فِعْلٍ إِلَى فِعْلٍ ڪَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي بِنْتٍ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ تَاءٌ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ  فِي غَيْرِ افْتَعَلَ إِلَّا مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَسْنَتُوا، وَمَا حَكَاهُ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِهِمْ: ثِنْتَانِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ ڪَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ; إِنَّمَا الْفَائِدَةُ فِي قَوْلِهِ: اثْنَتَيْنِ، بَعْدَ قَوْلِهِ: ڪَانَتَا، تَجَرُّدُهُمَا مِنْ مَعْنَى الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ، وَإِلَّا فَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الْأَلِفَ فِي ڪَانَتَا وَغَيْرِهَا مِنَ الْأَفْعَالِ عَلَامَةُ التَّثْنِيَةِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ثَانِيَ اثْنَيْنِ أَيْ: هُوَ أَحَدُهُمَا، مُضَافٌ، وَلَا يُقَالُ هُوَ ثَانٍ اثْنَيْنِ بِالتَّنْوِينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مُشْبَعًا فِي تَرْجَمَةِ ثَلَثَ. وَقَوْلُهُمْ: هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ أَيْ: هُوَ أَحَدُ اثْنَيْنِ، وَكَذَلِكَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ مُضَافٌ إِلَى الْعَشَرَةِ وَلَا يُنَوَّنُ، فَإِنِ اخْتَلَفَا فَأَنْتَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شِئْتَ أَضَفْتَ وَإِنْ شِئْتَ نَوَّنْتَ، وَقُلْتَ: هَذَا ثَانِي وَاحِدٍ، وَثَانٍ وَاحِدًا، الْمَعْنَى هَذَا ثَنَّى وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ ثَالِثُ اثْنَيْنِ، وَثَالِثٌ اثْنَيْنِ، وَالْعَدَدُ مَنْصُوبٌ مَا بَيْنَ أَحَدَ عَشَرَ إِلَى تِسْعَةَ عَشَرَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ; فَإِنَّكَ تُعْرِبُهُ عَلَى هِجَاءَيْنِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: وَالْعَدَدُ مَنْصُوبٌ مَا بَيْنَ أَحَدَ عَشَرَ إِلَى تِسْعَةَ عَشَرَ، قَالَ: صَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ: وَالْعَدَدُ مَفْتُوحٌ، قَالَ: وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ اثْنَتَانِ، وَإِنْ شِئْتَ ثِنْتَانِ; لِأَنَّ الْأَلِفَ إِنَّمَا اجْتُلِبَتْ لِسُكُونِ الثَّاءِ فَلَمَّا تَحَرَّكَتْ سَقَطَتْ. وَلَوْ سُمِّيَ رَجُلٌ بِاثْنَيْنِ أَوْ بِاثْنَيْ عَشَرَ لَقُلْتَ فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهِ ثَنَوِيٌّ فِي قَوْلِ مَنْ قَاْلَ فِي ابْنٍ بَنَوِيٌّ، وَاثْنِيٌّ فِي قَوْلِ مَنْ قَاْلَ ابْنِيٌّ; وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:

كَأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّدَلْدُلِ     ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيهِ ثِنْتَا حَنْظَلٍ

أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: فِيهِ حَنْظَلَتَانِ، فَأَخْرَجَ الِاثْنَيْنِ مَخْرَجَ سَائِرِ الْأَعْدَادِ لِلضَّرُورَةِ وَأَضَافَهُ إِلَى مَا بَعْدَهُ، وَأَرَادَ ثِنْتَانِ مِنْ حَنْظَلٍ ڪَمَا يُقَالُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ وَأَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، وَكَانَ حَقُّهُ فِي الْأَصْلِ أَنْ يَقُولَ اثْنَا دَرَاهِمَ، وَاثْنَتَا نِسْوَةٍ، إِلَّا أَنَّهُمُ اقْتَصَرُوا بِقَوْلِهِمْ دِرْهَمَانِ وَامْرَأَتَانِ عَنْ إِضَافَتِهِمَا إِلَى مَا بَعْدَهُمَا. وَرَوَى شِمْرٌ بِإِسْنَادٍ لَهُ يَبْلُغُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنِ الْإِمَارَةِ، فَقَالَ: أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وَثِنَاؤُهَا نَدَامَةٌ، وَثِلَاثُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ عَدَلَ; قَاْلَ شِمْرٌ: ثِنَاؤُهَا أَيْ: ثَانِيهَا وَثِلَاثُهَا أَيْ: ثَالِثُهَا. قَالَ: وَأَمَا ثُنَاءُ وَثُلَاثُ فَمَصْرُوفَانِ عَنْ ثَلَاثَةٍ ثَلَاثَةٍ وَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَكَذَلِكَ رُبَاعُ وَمَثْنَى; وَأَنْشَدَ صَخْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ :

وَلَقَدْ قَتَلْتُكُمُ ثُنَاءَ وَمَوْحَدًا     وَتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ

وَقَالَ آخَرُ:

أُحَادَ وَمَثْنَى أَصْعَقَتْهَا صَوَاهِلُهُ

اللَّيْثُ: اثْنَانِ اسْمَانِ لَا يُفْرَدَانِ قَرِينَانِ، لَا يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: اثْنٌ ڪَمَا أَنَّ الثَّلَاثَةَ أَسْمَاءٌ مُقْتَرِنَةٌ لَا تُفَرَّقُ، وَيُقَالُ فِي التَّأْنِيثِ اثْنَتَانِ وَلَا يُفْرَدَانِ، وَالْأَلِفُ فِي اثْنَيْنِ أَلِفُ وَصْلٍ، وَرُبَّمَا قَالُوا اثْنَتَانِ ڪَمَا قَالُوا هِيَ ابْنَةُ فُلَانٍ، وَهِيَ بِنْتُهُ، وَالْأَلِفُ فِي الِابْنَةِ أَلِفُ وَصْلٍ لَا تَظْهَرُ فِي اللَّفْظِ، وَالْأَصْلُ فِيهِمَا ثَنَيٌ، وَالْأَلِفُ فِي اثْنَتَيْنِ أَلِفُ وَصْلٍ أَيْضًا، فَإِذَا ڪَانَتْ هَذِهِ الْأَلِفُ مَقْطُوعَةً فِي الشِّعْرِ فَهُوَ شَاذٌّ، ڪَمَا قَاْلَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ:

إِذَا جَاوَزَ الِاثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ     بِنَثٍّ وَتَكْثِيرِ الْوُشَاةِ قَمِينُ

غَيْرُهُ: وَاثْنَانِ مِنْ عَدَدِ الْمُذَكَّرِ، وَاثْنَتَانِ لِلْمُؤَنَّثِ، وَفِي الْمُؤَنَّثِ لُغَةٌ أُخْرَى ثِنْتَانِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ، وَلَوْ جَازَ أَنْ يُفْرَدَ لَكَانَ وَاحِدُهُ اثْنٍ مِثْلَ ابْنٍ وَابْنَةٍ، وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ، وَقَدْ قَطَعَهَا الشَّاعِرُ عَلَى التَّوَهُّمِ فَقَالَ:

أَلَا لَا أَرَى إِثْنَيْنِ أَحْسَنَ شِيمَةً     عَلَى حَدَثَانِ الدَّهْرِ مِنِّي وَمِنْ جُمْلِ

وَالثَّنْيُ: ضَمُّ وَاحِدٍ إِلَى وَاحِدٍ، وَالثِّنْيُ الِاسْمُ، وَيُقَالُ: ثِنْيُ الثَّوْبِ لِمَا ڪُفَّ مِنْ أَطْرَافِهِ، وَأَصْلُ الثَّنْيِ الْكَفُّ. وَثَنَّى الشَّيْءَ: جَعَلَهُ اثْنَيْنِ، وَاثَّنَى افْتَعَلَ مِنْهُ، أَصْلُهُ اثْتَنَى فَقُلِبَتِ الثَّاءُ تَاءً; لِأَنَّ التَّاءَ آخَتِ الثَّاءَ فِي الْهَمْسِ، ثُمَّ أُدْغِمَتْ فِيهَا; قَالَ:

بَدَا بِأَبِي ثُمَّ اتَّنَى بِأَبِي أَبِي     وَثَلَّثَ بِالْأَدْنَيْنَ ثَقْفُ الْمَحَالِبِ

هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي الِاسْتِعْمَالِ، وَالْقَوِيُّ فِي الْقِيَاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ تَاءَ افْتَعَلَ ثَاءً فَيَجْعَلُهَا مَنْ لَفْظِ الْفَاءِ قَبْلَهَا، فَيَقُولُ اثَّنَى وَاثَّرَدَ وَاثَّأَرَ ڪَمَا قَاْلَ بَعْضُهُمْ فِي ادَّكَرَ اذَّكَرَ وَفِي اصْطَلَحُوا اصَّلَحُوا. وَهَذَا ثَانِي هَذَا أَيْ: الَّذِي شَفَعَهُ. وَلَا يُقَالُ: ثَنَيْتُهُ إِلَّا أَنَّ أَبَا زَيْدٍ قَالَ: هُوَ وَاحِدٌ فَاثْنِهِ أَيْ: ڪُنْ لَهُ ثَانِيًا. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَيْضًا: فُلَانٌ لَا يَثْنِي وَلَا يَثْلِثُ أَيْ: هُوَ رَجُلٌ ڪَبِيرٌ فَإِذَا أَرَادَ النُّهُوضَ لَمْ يَقْدِرْ فِي مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا فِي الثَّالِثَةِ. وَشَرِبْتُ اثْنَا الْقَدَحِ، وَشَرِبْتُ اثْنَيْ هَذَا الْقَدَحِ أَيْ: اثْنَيْنِ مِثْلَهُ، وَكَذَلِكَ شَرِبْتُ اثْنَيْ مُدِّ الْبَصْرَةِ، وَاثْنَيْنِ بِمُدِّهِ الْبَصْرَةِ. وَثَنَّيْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ اثْنَيْنِ. وَجَاءَ الْقَوْمُ مَثْنَى مَثْنَى أَيْ: اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ. وَجَاءَ الْقَوْمُ مَثْنَى وَثُلَاثَ غَيْرَ مَصْرُوفَاتٍ لِمَا تَقَدَّمَ فِي (ث – ل – ث)، وَكَذَلِكَ النِّسْوَةُ، وَسَائِرُ الْأَنْوَاعِ أَيْ: اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَثِنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى أَيْ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ بِتَشَهُّدٍ وَتَسْلِيمٍ، فَهِيَ ثُنَائِيَّةٌ لَا رُبَاعِيَّةٌ. وَمَثْنَى: مَعْدُولٌ مِنِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ; وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

فَمَا حَلَبَتْ إِلَّا الثَّلَاثَةَ وَالثُّنَى     وَلَا قَيَّلَتْ إِلَّا قَرِيبًا مَقَالُهَا

قَالَ: أَرَادَ بِالثَّلَاثَةِ الثَّلَاثَةُ مِنَ الْآنِيَةِ، وَبِالثُّنَى الِاثْنَيْنِ; وَقَوْلُ ڪُثَيِّرِ عِزَّةَ:

ذَكَرْتَ عَطَايَاهُ وَلَيْسَتْ بِحُجَّةٍ     عَلَيْكَ وَلَكِنْ حُجَّةٌ لَكَ فَاثْنِنِي

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَعْطِنِي مَرَّةً ثَانِيَةً وَلَمْ أَرَهُ فِي غَيْرِ هَذَا الشِّعْرِ. وَالِاثْنَانِ: مِنْ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ; لِأَنَّ الْأَوَّلَ عِنْدَهُمُ الْأَحَدُ وَالْجَمْعُ أَثْنَاءٌ، وَحَكَى مُطَرِّزٌ عَنْ ثَعْلَبٍ أَثَانِينَ، وَيَوْمُ الِاثْنَيْنِ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ; لِأَنَّهُ مُثَنَّى، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَجْمَعَهُ ڪَأَنَّهُ صِفَةُ الْوَاحِدِ، وَفِي نُسْخَةٍ ڪَأَنَّ لَفْظَهُ مَبْنِيٌ لِلْوَاحِدِ، قُلْتَ أَثَانِينَ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَثَانِينَ لَيْسَ بِمَسْمُوعٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ الْفَرَّاءِ وَقِيَاسِهِ، قَالَ: وَهُوَ بَعِيدٌ فِي الْقِيَاسِ; قَالَ: وَالْمَسْمُوعُ فِي جَمْعِ الِاثْنَيْنِ أَثْنَاءٌ عَلَى مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَحَكَى السِّيرَافِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الْعَرَبِ أَنَّ فُلَانًا لَيَصُومَ الْأَثْنَاءَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَيَصُومَ الثُّنِيَّ عَلَى فُعُولٍ مِثْلَ ثُدِيٍّ; وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: الْيَوْمَ الثِّنَى، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهُمُ الْيَوْمُ الِاثْنَانِ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْمُ الْيَوْمِ، وَإِنَّمَا أَوْقَعَتْهُ الْعَرَبُ عَلَى قَوْلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَانِ، وَالْيَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، وَلَا يُثَنَّى، وَالَّذِينَ قَالُوا: اثْنَيْ جَعَلُوا بِهِ عَلَى الْاِثْنِ، وَإِنْ لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ يَعْنِي أَنَّهُ صَارَ اسْمًا غَالِبًا; قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ قَالُوا فِي الشِّعْرِ يَوْمَ اثْنَيْنِ بِغَيْرِ لَامٍ; وَأَنْشَدَ لِأَبِي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ:

أَرَائِحٌ أَنْتَ يَوْمَ اثْنَيْنِ أَمْ غَادِي     وَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَى رَيْحَانَةِ الْوَادِي

يُقَالُ: وَكَانَ أَبُو زِيَادٍ يَقُولُ: مَضَى الِاثْنَانِ بِمَا فِيهِ، فَيُوَحِّدُ وَيُذَكِّرُ، وَكَذَا يَفْعَلُ فِي سَائِرِ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ ڪُلِّهَا، وَكَانَ يُؤَنِّثُ الْجُمُعَةَ، وَكَانَ أَبُو الْجَرَّاحِ يَقُولُ: مَضَى السَّبْتُ بِمَا فِيهِ، وَمَضَى الْأَحَدُ بِمَا فِيهِ، وَمَضَى الِاثْنَانِ بِمَا فِيهِمَا، وَمَضَى الثُّلَاثَاءُ بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَى الْأَرْبِعَاءُ بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَى الْخَمِيسُ بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَتِ الْجُمُعَةُ بِمَا فِيهَا، ڪَانَ يُخْرِجُهَا مُخْرَجَ الْعَدَدِ; قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: اللَّامُ فِي الِاثْنَيْنِ غَيْرُ زَائِدَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الِاثْنَانِ صِفَةً; قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: إِنَّمَا أَجَازُوا دُخُولَ اللَّامِ عَلَيْهِ; لِأَنَّ فِيهِ تَقْدِيرَ الْوَصْفِ، أَلَا تَرَى أَنَّ مَعْنَاهُ الْيَوْمُ الثَّانِي؟ وَكَذَلِكَ أَيْضًا اللَّامُ فِي الْأَحَدِ وَالثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ وَنَحْوِهَا; لِأَنَّ تَقْدِيرَهَا الْوَاحِدُ وَالثَّانِي وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ وَالْخَامِسُ وَالْجَامِعُ وَالسَّابِتُ، وَالسَّبْتُ الْقَطْعُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ; لِأَنَّ اللَّهَ – عَزَّ وَجَلَّ – خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، أَوَّلُهَا الْأَحَدُ وَآخِرُهَا الْجُمُعَةُ، فَأَصْبَحَتْ يَوْمَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَيْ: قَدْ تَمَّتْ وَانْقَطَعَ الْعَمَلُ فِيهَا، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ; لِأَنَّ الْيَهُودَ ڪَانُوا يَنْقَطِعُونَ فِيهِ عَنْ تَصَرُّفِهِمْ، فَفِي ڪِلَا الْقَوْلَيْنِ مَعْنَى الصِّفَةِ مَوْجُودٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: لَا تَكُنِ اثْنَوِيًّا أَيْ: مِمَّنْ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَحْدَهُ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ; الْمَثَانِي مِنَ الْقُرْآنِ: مَا ثُنِّيَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقِيلَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ، قِيلَ لَهَا مَثَانٍ; لِأَنَّهَا يُثْنَى بِهَا فِي ڪُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ الصَّلَاةِ، وَتُعَادُ فِي ڪُلِّ رَكْعَةٍ; قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: سُمِّيَتْ آيَاتُ الْحَمْدِ مَثَانِيَ، وَاحِدَتُهَا مَثْنَاةٌ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ; وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لِأَنَّهَا تُثَنَّى مَعَ ڪُلِّ سُورَةٍ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي     وَكُلَّ خَيْرٍ صَالِحٍ أَعْطَانِي
رَبِّ مَثَانِي الْآيِ وَالْقُرْآنِ

وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْفَاتِحَةِ: هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَقِيلَ: الْمَثَانِي سُوَرٌ أَوَّلُهَا الْبَقَرَةُ وَآخِرُهَا بَرَاءَةُ، وَقِيلَ: مَا ڪَانَ دُونَ الْمِئِينَ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ڪَأَنَّ الْمِئِينَ جُعِلَتْ مَبَادِيَ وَالَّتِي تَلِيهَا مَثَانِيَ، وَقِيلَ: هِيَ الْقُرْآنُ ڪُلُّهُ; وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:

مَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِهِ     وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ

قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – مِنَ الْمَثَانِي مِمَّا أُثْنِيَ بِهِ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَقَدَّسَ; لِأَنَّ فِيهَا حَمْدَ اللَّهِ وَتَوْحِيدَهُ وَذِكْرَ مُلْكِهِ يَوْمَ الدِّينِ، الْمَعْنَى: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعَ آيَاتٍ مِنْ جُمْلَةِ الْآيَاتِ الَّتِي يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَآتَيْنَاكَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ; وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ڪِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ; أَيْ مُكَرَّرًا، أَيْ: ڪُرِّرَ فِيهِ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ; وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْمَثَانِي مِنْ ڪِتَابِ اللَّهِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ، سَمَّى اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – الْقُرْآنَ ڪُلَّهُ مَثَانِيَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ڪِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ; وَسَمَّى فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَثَانِيَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، قَالَ: وَسُمِّيَ الْقُرْآنُ مَثَانِيَ; لِأَنَّ الْأَنَبَاءَ وَالْقِصَصَ ثُنِّيَتْ فِيهِ، وَيُسَمَّى جَمِيعُ الْقُرْآنِ مَثَانِيَ أَيْضًا لِاقْتِرَانِ آيَةِ الرَّحْمَةِ بِآيَةِ الْعَذَابِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: قَرَأْتُ بِخَطِ شِمْرٍ قَالَ: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ الْمَثَانِيَ سِتٌّ وَعِشْرُونَ سُورَةً، وَهِيَ: سُورَةُ الْحَجِّ، وَالْقَصَصِ، وَالنَّمْلِ، وَالنُّورِ، وَالْأَنْفَالِ، وَمَرْيَمَ، وَالْعَنْكَبُوتِ، وَالرُّومِ، وَيس، وَالْفُرْقَانِ، وَالْحِجْرِ، وَالرَّعْدِ، وَسَبَأٍ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَص، وَمُحَمَّدٍ، وَلُقْمَانَ، وَالْغُرَفِ، وَالْمُؤْمِنِ، وَالزُّخْرُفِ، وَالسَّجْدَةِ، وَالْأَحْقَافِ، وَالْجَاثِيَةِ، وَالدُّخَانِ، فَهَذِهِ هِيَ الْمَثَانِي عِنْدَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهَكَذَا وَجَدْتُهَا فِي النُّسَخِ الَّتِي نُقِلَتْ مِنْهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ السَّادِسَةَ وَالْعِشْرِينَ هِيَ سُورَةُ الْفَاتِحَةِ، فَإِمَّا أَنْ أَسْقَطَهَا النُّسَّاخُ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَنِيَ عَنْ ذِكْرِهَا بِمَا قَدَّمَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَيْرَ ذَلِكَ; وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: الْمَثَانِي مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ ڪُلُّ سُورَةٍ دُونَ الطُّوَلِ وَدُونَ الْمِئِينَ، وَفَوْقَ الْمُفَصَّلِ; رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ثُمَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُثْمَانَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَالْمُفَصَّلُ يَلِي الْمَثَانِيَ، وَالْمَثَانِي مَا دُونَ الْمِئِينَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لِمَا وَلِيَ الْمِئِينَ مِنَ السُّوَرِ مَثَانٍ; لِأَنَّ الْمِئِينَ ڪَأَنَّهَا مَبَادٍ وَهَذِهِ مَثَانٍ، وَأَمَّا قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُوضَعَ الْأَخْيَارُ وَتُرْفَعَ الْأَشْرَارُ، وَأَنْ يُقْرَأَ فِيهِمْ بِالْمَثْنَاةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ لَيْسَ أَحَدٌ يُغَيِّرُهَا، قِيلَ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ ڪِتَابِ اللَّهِ، ڪَأَنَّهُ جَعَلَ مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ ڪِتَابِ اللَّهِ مَبْدَأً، وَهَذَا مَثْنًى، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْكُتُبِ الْأُوَلِ قَدْ عَرَفَهَا وَقَرَأَهَا عَنِ الْمَثْنَاةِ، فَقَالَ: إِنَّ الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى وَضَعُوا ڪِتَابًا فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا مِنْ غَيْرِ ڪِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ الْمَثْنَاةُ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا ڪَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَخْذَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَدْ ڪَانَتْ عِنْدَهُ ڪُتُبٌ وَقَعَتْ إِلَيْهِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ مِنْهُمْ، فَأَظُنُّهُ قَاْلَ هَذَا لِمَعْرِفَتِهِ بِمَا فِيهَا، وَلَمْ يُرِدِ النَّهْيَ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَسُنَّتِهِ، وَكَيْفَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ أَكْثَرِ الصَّحَابَةِ حَدِيثًا عَنْهُ؟ وَفِي الصِّحَاحِ فِي تَفْسِيرِ الْمَثْنَاةِ قَالَ: هِيَ الَّتِي تُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ دُوبَيْنِي، وَهُوَ الْغِنَاءُ، قَالَ: وَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَذْهَبُ فِي تَأْوِيلِهِ إِلَى غَيْرِ هَذَا. وَالْمَثَانِي مِنْ أَوْتَارِ الْعُودِ: الَّذِي بَعْدَ الْأَوَّلِ، وَاحِدُهَا مَثْنًى. اللِّحْيَانِيُّ: التَّثْنِيَةُ أَنْ يَفُوزَ قِدْحُ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَيَنْجُوَ وَيَغْنَمَ، فَيَطْلُبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يُعِيدُوهُ عَلَى خِطَارٍ، وَالْأَوَّلُ أَقْيَسُ وَأَقْرَبُ إِلَى الِاشْتِقَاقِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ ڪِتَابِ اللَّهِ. وَمَثْنَى الْأَيَادِي: أَنْ يُعِيدَ مَعْرُوفَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَأْخُذَ الْقِسْمَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْأَنْصِبَاءُ الَّتِي ڪَانَتْ تَفْضُلُ مِنَ الْجَزُورِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ جَزُورِ الْمَيْسِرِ، فَكَانَ الرَّجُلُ الْجَوَادُ يَشْرِيهَا فَيُطْعِمُهَا الْأَبْرَامَ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَيْسِرُونَ; هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مَثْنَى الْأَيَادِي أَنْ يَأْخُذَ الْقِسْمَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ; قَاْلَ النَّابِغَةُ:

يُنْبِيكَ ذُو عِرْضِهِمْ عَنِّي وَعَالِمُهُمْ     وَلَيْسَ جَاهِلٌ أَمْرًا مِثْلَ مَنْ عَلِمَا
إِنِّي أُتَمِّمُ أَيْسَارِي وَأَمْنَحُهُمْ      مَثْنَى الْأَيَادِي وَأَكْسُو الْجَفْنَةَ الْأُدُمَا

وَالْمَثْنَى: زِمَامُ النَّاقَةِ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

تُلَاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ ڪَأَنَّهُ     تَعَمُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ

وَالثِّنْيُ مِنَ النُّوقِ: الَّتِي وَضَعَتْ بَطْنَيْنِ، وَثِنْيُهَا وَلَدُهَا، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ، وَلَا يُقَالُ ثِلْثٌ وَلَا فَوْقَ ذَلِكَ. وَنَاقَةٌ ثِنْيٌ إِذَا وَلَدَتِ اثْنَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذَا وَلَدَتْ بَطْنَيْنِ، وَقِيلَ: إِذَا وَلَدَتْ بَطْنًا وَاحِدًا، وَالْأَوَّلُ أَقْيَسُ، وَجَمْعُهَا ثُنَاءٌ، عَنْ سِيبَوَيْهِ، جَعَلَهُ ڪَظِئْرٍ وَظُؤَارٍ; وَاسْتَعَارَهُ لَبِيدٌ لِلْمَرْأَةِ فَقَالَ:

لَيَالِيَ تَحْتَ الْخِدْرِ ثِنْيَ مُصِيفَةٍ     مِنَ الْأُدْمِ تَرْتَادُ الشُّرُوجَ الْقَوَابِلَا

وَالْجَمْعُ أَثْنَاءٌ; قَالَ:

قَامَ إِلَى حَمْرَاءَ مِنْ أَثْنَائِهَا

قَالَ أَبُو رِيَاشٍ: وَلَا يُقَالُ بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ مُشْتَقًّا; التَّهْذِيبِ: وَوَلَدُهَا الثَّانِي ثِنْيُهَا; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ لِلنَّاقَةِ إِذَا وَلَدَتْ أَوَّلَ وَلَدٍ تَلِدُهُ فَهِيَ بِكْرٌ، وَوَلَدُهَا أَيْضًا بِكْرُهَا، فَإِذَا وَلَدَتِ الْوَلَدَ الثَّانِيَ فَهِيَ ثِنْيٌ، وَوَلَدُهَا الثَّانِي ثِنْيُهَا، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَقَالَ فِي شَرْحِ بَيْتِ لَبِيدٍ: قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: الْمُصِيفَةُ الَّتِي تَلِدُ وَلَدًا وَقَدْ أَسَنَّتْ، وَالرَّجُلُ ڪَذَلِكَ مُصِيفٌ وَوَلَدُهُ صَيْفِيٌّ، وَأَرْبَعَ الرَّجُلُ وَوَلَدُهُ رِبْعِيُّونَ. وَالثَّوَانِي: الْقُرُونُ الَّتِي بَعْدَ الْأَوَائِلِ. وَالثِّنَى – بِالْكَسْرِ – وَالْقَصْرِ: الْأَمْرُ يُعَادُ مَرَّتَيْنِ وَأَنْ يُفْعَلَ الشَّيْءُ مَرَّتَيْنِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ: ثِنًى وَثُنًى، وَطِوًى وَطُوًى، وَقَوْمٌ عِدًا وَعُدًا، وَمَكَانٌ سِوًى وَسُوًى. وَالثِّنَى فِي الصَّدَقَةِ: أَنْ تُؤْخَذَ فِي الْعَامِ مَرَّتَيْنِ. وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَةِ، مَقْصُورٌ، يَعْنِي لَا تُؤْخَذُ الصَّدَقَةُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ; وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَ الْكِسَائِيُّ; وَأَنْشَدَ أَحَدُهُمَا لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ لَامَتْهُ فِي بَكْرٍ نَحَرَهُ:

أَفِي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْنِي مَلَامَةً     لَعَمْرِي لَقَدْ ڪَانَتْ مَلَامَتُهَا ثِنَى

أَيْ لَيْسَ بِأَوَّلِ لَوْمِهَا فَقَدْ فَعَلَتْهُ قَبْلَ هَذَا، وَهَذَا ثِنًى بَعْدَهُ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

أَعَاذِلُ إِنَّ اللَّوْمَ فِي غَيْرِ ڪُنْهِهِ     عَلَيَّ ثِنًى مِنْ غَيِّكِ الْمُتَرَدِّدِ

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَسْنَا نُنْكِرُ أَنَّ الثِّنَى إِعَادَةُ الشَّيْءِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ وَجْهَ الْكَلَامِ، وَلَا مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ عَلَى آخَرَ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فَيُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِدَّهَا، فَيُقَالُ لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَةِ أَيْ: لَا رُجُوعَ فِيهَا، فَيَقُولُ الْمُتَصَدِّقُ بِهَا عَلَيْهِ لَيْسَ لَكَ عَلَيَّ عُصْرَةُ الْوَالِدِ أَيْ: لَيْسَ لَكَ رُجُوعٌ ڪَرُجُوعِ الْوَالِدِ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقَوْلُهُ فِي الصَّدَقَةِ أَيْ: فِي أَخْذِ الصَّدَقَةِ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الصَّدَقَةُ بِمَعْنَى التَّصْدِيقِ، وَهُوَ أَخْذُ الصَّدَقَةِ ڪَالزَّكَاةِ وَالذَّكَاةُ بِمَعْنَى التَّزْكِيَةِ وَالتَّذْكِيَةِ، فَلَا يُحْتَاجُ إِلَى حَذْفِ مُضَافٍ. وَالثِّنَى: هُوَ أَنْ تُؤْخَذَ نَاقَتَانِ فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ وَاحِدَةٍ. وَالْمَثْنَاةُ وَالْمِثْنَاةُ: حَبْلٌ مِنْ صُوفٍ أَوْ شَعْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ڪَانَ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْمَثْنَاةُ – بِالْفَتْحِ – الْحَبْلُ. الْجَوْهَرِيُّ: الثِّنَايَةُ حَبْلٌ مِنْ شَعْرٍ أَوْ صُوفٍ; قَاْلَ الرَّاجِزُ:

أَنَا سُحَيْمٌ وَمَعِي مِدْرَايَهْ     أَعْدَدْتُهَا لِفَتْكِ ذِي الدَّوَايَهْ
وَالْحَجَرَ الْأَخْشَنَ وَالثِّنَايَهْ

قَالَ: وَأَمَّا الثِّنَاءُ – مَمْدُودٌ – فَعِقَالُ الْبَعِيرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ حَبْلٍ مَثْنِيٍّ. وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ثِنْيَيْهِ فَهُوَ ثِنَاءٌ لَوْ أُفْرِدُ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَّمَا لَمْ يُفْرَدْ لَهُ وَاحِدٌ; لِأَنَّهُ حَبْلٌ وَاحِدٌ تُشَدُّ بِأَحَدِ طَرَفَيْهِ الْيَدُ وَبِالطَّرَفِ الْآخَرِ الْأُخْرَى، فَهُمَا ڪَالْوَاحِدِ. وَعَقَلْتُ الْبَعِيرَ بِثِنَايَيْنِ – غَيْرُ مَهْمُوزٍ – لِأَنَّهُ لَا وَاحِدَ لَهُ إِذَا عَقَلْتَ يَدَيْهِ جَمِيعًا بِحَبْلٍ أَوْ بِطَرَفَيْ حَبْلٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يُهْمَزْ; لِأَنَّهُ لَفْظٌ جَاءَ مُثَنًّى لَا يُفْرَدُ وَاحِدُهُ فَيُقَالُ ثِنَاءٌ، فَتُرِكَتِ الْيَاءُ عَلَى الْأَصْلِ ڪَمَا قَالُوا فِي مِذْرَوَيْنِ; لِأَنَّ أَصْلَ الْهَمْزَةِ فِي ثِنَاءٍ لَوْ أُفْرِدَ يَاءٌ; لِأَنَّهُ مِنْ ثَنَيْتُ، وَلَوْ أُفْرِدَ وَاحِدُهُ لَقِيلَ ثِنَاءَانِ، ڪَمَا تَقُولُ ڪِسَاءَانِ وَرِدَاءَانِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَنْحَرُ بَدَنَتَهُ، وَهِيَ بَارِكَةٌ مَثْنِيَّةٌ بِثِنَايَيْنِ، يَعْنِي مَعْقُولَةٌ بِعِقَالَيْنِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْحَبْلُ الثِّنَايَةَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَإِنَّمَا لَمْ يَقُولُوا ثِنَاءَيْنِ – بِالْهَمْزِ – حَمْلًا عَلَى نَظَائِرِهِ; لِأَنَّهُ حَبْلٌ وَاحِدٌ يُشَدُّ بِأَحَدِ طَرَفَيْهِ يَدٌ، وَبِطَرَفِهِ الثَّانِي أُخْرَى، فَهُمَا ڪَالْوَاحِدِ، وَإِنْ جَاءَ بِلَفْظِ اثْنَيْنِ فَلَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ; قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: سَأَلْتُ الْخَلِيلَ عَنِ الثِّنَايَيْنِ فَقَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ النِّهَايَةِ; لِأَنَّ الزِّيَادَةَ فِي آخِرِهِ لَا تُفَارِقُهُ، فَأَشْبَهَتِ الْهَاءَ، وَمِنْ ثَمَّ قَالُوا مِذْرَوَانِ، فَجَاءُوا بِهِ عَلَى الْأَصْلِ; لِأَنَّ الزِّيَادَةَ فِيهِ لَا تُفَارِقُهُ. قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَسَأَلْتُ الْخَلِيلَ – رَحِمَهُ اللَّهُ – عَنْ قَوْلِهِمْ: عَقَلْتُهُ بِثِنَايَيْنِ وَهِنَايَيْنِ لِمَ لَمْ يَهْمِزُوا؟ فَقَالَ: تَرَكُوا ذَلِكَ حَيْثُ لَمْ يُفْرَدِ الْوَاحِدُ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: لَوْ ڪَانَتْ يَاءُ التَّثْنِيَةُ إِعْرَابًا أَوْ دَلِيلَ إِعْرَابٍ لَوَجَبَ أَنْ تُقْلَبَ الْيَاءُ الَّتِي بَعْدَ الْأَلِفِ هَمْزَةً فَيُقَالُ: عَقَلْتُهُ بِثِنَاءَيْنِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا يَاءٌ وَقَعَتْ طَرَفًا بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، فَجَرَى مَجْرَى يَاءِ رِدَاءٍ وَرِمَاءٍ وَظِبَاءٍ. وَعَقَلْتُهُ بِثِنْتَيْنِ إِذَا عَقَلْتَ يَدًا وَاحِدَةً بِعُقْدَتَيْنِ. الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ عَقَلْتُ الْبَعِيرَ بِثِنَايَيْنِ، يُظْهِرُونَ الْيَاءَ بَعْدَ الْأَلِفِ وَهِيَ الْمَدَّةُ الَّتِي ڪَانَتْ فِيهَا، وَلَوْ مَدَّ مَادٌّ لَكَانَ صَوَابًا ڪَقَوْلِكَ ڪِسَاءٌ وَكِسَاوَانِ وَكِسَاءَانِ. قَالَ: وَوَاحِدُ الثِّنَايَيْنِ ثِنَاءٌ مِثْلُ ڪِسَاءٍ – مَمْدُودٌ -. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَغْفَلَ اللَّيْثُ الْعِلَّةَ فِي الثِّنَايَيْنِ وَأَجَازَ مَا لَمْ يُجِزْهُ النَّحْوِيُّونَ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ عِنْدَ قَوْلِ الْخَلِيلِ تَرَكُوا الْهَمْزَةَ فِي الثِّنَايَيْنِ حَيْثُ لَمْ يُفْرِدُوا الْوَاحِدَ، قَالَ: هَذَا خِلَافُ مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي ڪِتَابِهِ; لِأَنَّهُ أَجَازَ أَنْ يُقَالَ لِوَاحِدِ الثِّنَايَيْنِ ثِنَاءٌ، وَالْخَلِيلُ يَقُولُ لَمْ يَهْمِزُوا الثِّنَايَيْنِ; لِأَنَّهُمْ لَا يُفْرِدُونَ الْوَاحِدَ مِنْهُمَا، وَرَوَى هَذَا شِمْرٌ لِسِيبَوَيْهِ. وَقَالَ شِمْرٌ: قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ: عَقَلْتُ الْبَعِيرَ بِثِنَايَيْنِ إِذَا عَقَلْتَ يَدَيْهِ بِطَرَفَيْ حَبْلٍ، قَالَ: وَعَقَلْتُهُ بِثِنْيَيْنِ إِذَا عَقَلَهُ يَدًا وَاحِدَةً بِعُقْدَتَيْنِ. قَاْلَ شِمْرٌ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ لَمْ يَهْمِزُوا ثِنَايَيْنِ; لِأَنَّ وَاحِدَهُ لَا يُفْرَدُ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْبَصْرِيُّونَ وَالْكُوفِيُّونَ اتَّفَقُوا عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ فِي الثِّنَايَيْنِ وَعَلَى أَلَّا يُفْرِدُوا الْوَاحِدَ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْحَبْلُ يُقَالُ لَهُ الثِّنَايَةُ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَالُوا ثِنَايَيْنِ وَلَمْ يَقُولُوا ثِنَايَتَيْنِ; لِأَنَّهُ حَبْلٌ وَاحِدٌ يُشَدُّ بِأَحَدِ طَرَفَيْهِ يَدُ الْبَعِيرِ  وَبِالطَّرَفِ الْآخَرِ الْيَدُ الْأُخْرَى، فَيُقَالُ: ثَنَيْتُ الْبَعِيرَ بِثِنَايَيْنِ ڪَأَنَّ الثِّنَايَيْنِ ڪَالْوَاحِدِ وَإِنْ جَاءَ بِلَفْظِ اثْنَيْنِ وَلَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ، وَمِثْلُهُ الْمِذْرَوَانِ طَرَفَا الْأَلْيَتَيْنِ، جُعِلَ وَاحِدًا، وَلَوْ ڪَانَا اثْنَيْنِ لَقِيلَ: مِذْرَيَانِ، وَأَمَّا الْعِقَالُ الْوَاحِدُ فَإِنَّهُ لَا يُقَالُ لَهُ: ثِنَايَةٌ، وَإِنَّمَا الثِّنَايَةُ الْحَبْلُ الطَّوِيلُ، وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ السَّانِيَةَ وَشَدَّ قِتْبِهَا عَلَيْهَا:

تَمْطُو الرِّشَاءَ فَتُجْرِي فِي ثِنَايَتِهَا     مِنَ الْمَحَالَةِ ثُقْبًا رَائِدًا قَلِقَا

وَالثِّنَايَةَ هَاهُنَا: حَبْلٌ يُشَدُّ طَرَفَاهُ فِي قِتْبِ السَّانِيَةِ، وَيُشَدُّ طَرَفُ الرِّشَاءِ فِي مَثْنَاتِهِ، وَكَذَلِكَ الْحَبَلُ إِذَا عُقِلَ بِطَرَفَيْهِ يَدُ الْبَعِيرِ ثِنَايَةٌ أَيْضًا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فِي ثِنَايَتِهَا أَيْ: فِي حَبْلِهَا، مَعْنَاهُ وَعَلَيْهَا ثِنَايَتُهَا. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: الثِّنَايَةُ عُودٌ يُجْمَعُ بِهِ طَرَفَا الْمِيلَيْنِ مِنْ فَوْقِ الْمَحَالَةِ وَمِنْ تَحْتِهَا أُخْرَى مِثْلُهَا، قَالَ: وَالْمَحَالَةُ وَالْبَكَرَةُ تَدُورُ بَيْنَ الثِّنَايَتَيْنِ. وَثِنْيَا الْحَبْلِ: طَرَفَاهُ، وَاحِدُهَمَا ثِنْيٌ. وَثِنْيُ الْحَبْلِ مَا ثَنَيْتَ، وَقَالَ طَرَفَةُ:

لَعَمْرُكَ إِنَّ الْمَوْتَ مَا أَخْطَأَ الْفَتَى     لَكَالطِّوَلِ الْمُرْخَى وَثِنْيَاهُ فِي الْيَدِ

يَعْنِي الْفَتَى لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الْمَوْتِ وَإِنْ أُنْسِأَ فِي أَجَلِهِ، ڪَمَا أَنَّ الدَّابَّةَ وَإِنْ طُوِّلَ لَهُ طِوَلُهُ وَأُرْخِيَ لَهُ فِيهِ حَتَّى يَرُودَ فِي مَرْتَعِهِ وَيَجِيءَ وَيَذْهَبَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُنْفَلِتٍ لِإِحْرَازِ طَرَفِ الطِّوَلِ إِيَّاهُ، وَأَرَادَ بِثِنْيَيْهِ الطَّرَفَ الْمَثْنِيَّ فِي رُسْغِهِ، فَلَمَّا انْثَنَى جَعَلَهُ ثِنْيَيْنِ; لِأَنَّهُ عُقِدَ بِعُقْدَتَيْنِ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ طَرَفَةَ: يَقُولُ إِنَّ الْمَوْتَ، وَإِنْ أَخْطَأَ الْفَتَى، فَإِنَّ مَصِيرَهُ إِلَيْهِ ڪَمَا أَنَّ الْفَرَسَ، وَإِنْ أُرْخِيَ لَهُ طِوَلُهُ، فَإِنَّ مَصِيرَهُ إِلَى أَنْ يَثْنِيَهُ صَاحِبُهُ إِذْ طَرَفُهُ بِيَدِهِ. وَيُقَالُ: رَبَّقَ فُلَانٌ أَثْنَاءَ الْحَبْلِ إِذَا جَعَلَ وَسَطَهُ أَرْبَاقًا أَيْ: نُشَقًا لِلشَّاءِ يُنْشَقُ فِي أَعْنَاقِ الْبَهْمِ. وَالثِّنَى مِنَ الرِّجَالِ: بَعْدَ السَّيِّدِ، وَهُوَ الثُّنْيَانُ; قَاْلَ أَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ:

تَرَى ثِنَانَا إِذَا مَا جَاءَ بَدْأَهُمُ     وَبَدْؤُهُمْ إِنْ أَتَانَا ڪَانَ ثُنْيَانَا

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ: ثُنْيَانُنَا إِنْ أَتَاهُمْ; يَقُولُ: الثَّانِي مِنَّا فِي الرِّيَاسَةِ يَكُونُ فِي غَيْرِنَا سَابِقًا فِي السُّودُدِ، وَالْكَامِلُ فِي السُّودُدِ مِنْ غَيْرِنَا ثِنًّى فِي السُّودُدِ عِنْدَنَا لِفَضْلِنَا عَلَى غَيْرِنَا. وَالثُّنْيَانُ – بِالضَّمِّ -: الَّذِي يَكُونُ دُونَ السَّيِّدِ فِي الْمَرْتَبَةِ، وَالْجَمْعُ ثِنْيَةٌ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

طَوِيلُ الْيَدَيْنِ رَهْطُهُ غَيْرُ ثِنْيَةٍ     أَشَمُّ ڪَرِيمٌ جَارُهُ لَا يُرَهَّقُ

وَفُلَانٌ ثِنْيَةُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَيْ: أَرْذَلُهُمْ. أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلَّذِي يَجِيءُ ثَانِيًا فِي السُّودُدِ وَلَا يَجِيءُ أَوَّلًا ثُنًى – مَقْصُورٌ – وَثُنْيَانٌ وَثِنْيٌ، ڪُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: يَكُونُ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ أَيْ: أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ. وَالثَّنِيَّةُ: وَاحِدَةُ الثَّنَايَا مِنَ السِّنِّ. الْمُحْكَمِ: الثَّنِيَّةُ مِنَ الْأَضْرَاسِ أَوَّلُ مَا فِي الْفَمِ. غَيْرُهُ: وَثَنَايَا الْإِنْسَانِ فِي فَمِهِ الْأَرْبَعُ الَّتِي فِي مُقَدَّمِ فِيهِ. ثِنْتَانِ مِنْ فَوْقُ، وَثِنْتَانِ مِنْ أَسْفَلَ. ابْنُ سِيدَهْ: وَلِلْإِنْسَانِ وَالْخُفِّ وَالسَّبُعِ ثَنِيَّتَانِ مِنْ فَوْقُ وَثَنِيَّتَانِ مِنْ أَسْفَلَ. وَالثَّنِيُّ مِنَ الْإِبِلِ: الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّتَهُ، وَذَلِكَ فِي السَّادِسَةِ، وَمِنَ الْغَنَمِ الدَّاخِلِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، تَيْسًا ڪَانَ أَوْ ڪَبْشًا. التَّهْذِيبِ: الْبَعِيرُ إِذَا اسْتَكْمَلَ الْخَامِسَةَ، وَطَعَنَ السَّادِسَةَ، فَهُوَ ثَنِيٌّ، وَهُوَ أَدْنَى مَا يَجُوزُ مِنْ سِنِّ الْإِبِلِ فِي الْأَضَاحِيِّ، وَكَذَلِكَ مِنَ الْبَقَرِ وَالْمِعْزَى، فَأَمَّا الضَّأْنُ فَيَجُوزُ مِنْهَا الْجِذْعُ فِي الْأَضَاحِيِّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْبَعِيرُ ثَنِيًّا; لِأَنَّهُ أَلْقَى ثَنِيَّتَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الثَّنِيُّ الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّتَهُ، وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الظِّلْفِ وَالْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وَفِي الْخُفِّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ. وَقِيلَ لِابْنَةِ الْخُسِّ: هَلْ يُلْقِحُ الثَّنِيُّ؟ فَقَالَتْ: وَإِلْقَاحُهُ أَنِيٌّ أَيْ: بَطِيءٌ، وَالْأُنْثَى ثَنِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ ثَنِيَّاتٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ ڪُلِّهِ ثِنَاءٌ، وَثُنَاءٌ وَثُنْيَانٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ ثُنٌ. قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: لَيْسَ قَبْلَ الثَّنِيِّ اسْمٌ يُسَمَّى وَلَا بَعْدَ الْبَازِلِ اسْمٌ يُسَمَّى. وَأَثْنَى الْبَعِيرُ: صَارَ ثَنِيًّا، وَقِيلَ: ڪُلُّ مَا سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ مِنْ غَيْرِ الْإِنْسَانِ ثَنِيٌّ، وَالظَّبْيُ ثَنِيٌّ بَعْدَ الْإِجْذَاعِ، وَلَا يَزَالُ ڪَذَلِكَ حَتَّى يَمُوتَ. وَأَثْنَى أَيْ: أَلْقَى ثَنِيَّتَهُ. وَفِي حَدِيثِ الْأُضْحِيَةِ: أَنَّهُ أَمَرَ بِالثَّنِيَّةِ مِنَ الْمَعَزِ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الثَّنِيَّةُ مِنَ الْغَنَمِ مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وَمِنَ الْبَقَرِ ڪَذَلِكَ، وَمِنَ الْإِبِلِ فِي السَّادِسَةِ، وَالذَّكَرُ ثَنِيٌّ، وَعَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مَا دَخَلَ مِنَ الْمَعَزِ فِي الثَّانِيَةِ، وَمِنَ الْبَقَرِ فِي الثَّالِثَةِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: فِي الْفَرَسِ إِذَا اسْتَتَمَّ الثَّالِثَةَ وَدَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ ثَنِيٌّ، فَإِذَا أْثَنَى أَلْقَى رَوَاضِعَهُ، فَيُقَالُ أَثْنَى وَأَدْرَمَ لِلْإِثْنَاءِ، قَالَ: وَإِذَا أَثْنَى سَقَطَتْ رَوَاضِعُهُ، وَنَبَتَ مَكَانَهَا سِنٌّ، فَنَبَاتُ تِلْكَ السِّنِّ هُوَ الْإِثْنَاءُ، ثُمَّ يَسْقُطُ الَّذِي يَلِيهِ عِنْدَ إِرْبَاعِهِ. وَالثَّنِيُّ مِنَ الْغَنَمِ: الَّذِي اسْتَكْمَلَ الثَّانِيَةَ وَدَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ، ثُمَّ ثَنِيٌّ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِثْلَ الشَّاةِ سَوَاءً. وَالثَّنِيَّةُ: طَرِيقُ الْعَقَبَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ طَلَّاعُ الثَّنَايَا إِذَا ڪَانَ سَامِيًا لِمَعَالِي الْأُمُورِ ڪَمَا يُقَالُ طَلَّاعُ أَنْجُدٍ، وَالثَّنِيَّةُ: الطَّرِيقَةُ فِي الْجَبَلِ ڪَالنَّقْبِ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَقَبَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الْجَبَلُ نَفْسَهُ. وَمَثَانِي الدَّابَّةِ: رُكْبَتَاهُ وَمَرْفِقَاهُ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَيَخْدِي عَلَى صُمٍّ صِلَابٍ مَلَاطِسٍ     شَدِيدَاتِ عَقْدٍ لَيِّنَاتِ مَثَانِي

أَيْ لَيْسَتْ بِجَاسِيَةٍ. أَبُو عَمْرٍو: الثَّنَايَا الْعِقَابُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْعِقَابُ جِبَالٌ طِوَالٌ بِعَرْضِ الطَّرِيقِ، فَالطَّرِيقُ تَأْخُذُ فِيهَا، وَكُلُّ عَقَبَةٍ مَسْلُوكَةٍ ثَنِيَّةٌ، وَجَمْعُهَا ثَنَايَا، وَهِيَ الْمَدَارِجُ أَيْضًا، وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ ذِي الْبِجَادَيْنِ الْمُزَنِيِّ:

تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وَسُومِي     تَعَرُّضَ الْجَوْزَاءِ لِلنُّجُومِ

يُخَاطِبُ نَاقَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَكَانَ دَلِيلَهُ بِرُكُوبِهِ، وَالتَّعَرُّضُ فِيهَا: أَنْ يَتَيَامَنَ السَّانِدُ فِيهَا مَرَّةً وَيَتَيَاسَرَ أُخْرَى; لِيَكُونَ أَيْسَرَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يَصْعَدْ ثَنِيَّةَ الْمُرَارِ حُطَّ عَنْهُ مَا حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ; الثَّنِيَّةُ فِي الْجَبَلِ: ڪَالْعَقَبَةِ فِيهِ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّرِيقُ الْعَالِي فِيهِ، وَقِيلَ: أَعْلَى الْمَسِيلِ فِي رَأْسِهِ، وَالْمُرَارِ – بِالضَّمِّ -: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنْ طَرِيقِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ – بِالْفَتْحِ -، وَإِنَّمَا حَثَّهُمْ عَلَى صُعُودِهَا; لِأَنَّهَا عَقَبَةٌ شَاقَّةٌ، وَصَلُوا إِلَيْهَا لَيْلًا حِينَ أَرَادُوا مَكَّةَ سَنَةَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَرَغَّبَهُمْ فِي صُعُودِهَا، وَالَّذِي حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ ذُنُوبُهُمْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ; وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ:

أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا

هِيَ جَمْعُ ثَنِيَّةٍ، أَرَادَ أَنَّهُ جَلْدٌ يَرْتَكِبُ الْأُمُورَ الْعِظَامَ.  وَالثَّنَاءُ: مَا تَصِفُ بِهِ الْإِنْسَانَ مِنْ مَدْحٍ أَوْ ذَمٍّ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْمَدْحَ، وَقَدْ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ; وَقَوْلُ أَبِي الْمُثَلَّمِ الْهُذَلِيِّ:

يَا صَخْرُ أَوَ ڪُنْتَ تُثْنِي أَنَّ سَيْفَكَ مَشْ     قُوقُ الْخُشَيْبَةِ لَا نَابٍ وَلَا عَصِلُ

مَعْنَاهُ تَمْتَدِحُ وَتَفْتَخِرُ فَحَذَفَ وَأَوْصَلَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُبْدَأُ بِذِكْرِهِ فِي مَسْعَاةٍ أَوْ مَحْمَدَةٍ أَوْ عِلْمٍ: فُلَانٌ بِهِ تُثْنَى الْخَنَاصِرُ، أَيْ: تُحْنَى فِي أَوَّلِ مَنْ يُعَدُّ، وَيُذْكَرُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، وَالِاسْمُ الثَّنَاءُ. الْمُظَفَّرُ: الثَّنَاءُ – مَمْدُودٌ – تَعَمُّدُكَ لِتُثْنِيَ عَلَى إِنْسَانٍ بِحَسَنٍ أَوْ قَبِيحٍ. وَقَدْ طَارَ ثَنَاءُ فُلَانٍ أَيْ: ذَهَبَ فِي النَّاسِ، وَالْفِعْلُ أَثْنَى فُلَانٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ عَلَى الْمَخْلُوقِ يُثْنِي إِثْنَاءً أَوْ ثَنَاءً يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَبِيحِ مِنَ الْذِّكْرِ فِي الْمَخْلُوقِينَ وَضِدِّهِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: أَثْنَى إِذَا قَاْلَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا، وَأَنْثَنَى إِذَا اغْتَابَ. وَثِنَاءُ الدَّارِ: فِنَاؤُهَا. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: ثِنَاءُ الدَّارِ وَفِنَاؤُهَا أَصْلَانِ; لِأَنَّ الثِّنَاءَ مِنْ ثَنَى يَثْنِي; لِأَنَّ هُنَاكَ تَنْثَنِي عَنِ الِانْبِسَاطِ لِمَجِيءِ آخِرِهَا، وَاسْتِقْصَاءِ حُدُودِهَا، وَفِنَاؤُهَا، مِنْ فَنِيَ يَفْنَى; لِأَنَّكَ إِذَا تَنَاهَيْتَ إِلَى أَقْصَى حُدُودِهَا فَنِيَتْ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنْ قُلْتَ: هَلَّا جَعَلْتَ إِجْمَاعَهُمْ عَلَى أَفْنِيَةٍ – بِالْفَاءِ – دَلَالَةً عَلَى أَنَّ الثَّاءَ فِي ثِنَاءٍ بَدَلٌ مِنْ فَاءِ فِنَاءٍ، ڪَمَا زَعَمْتَ أَنَّ فَاءَ جَدَفَ بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ جَدَثَ; لِإِجْمَاعِهِمْ عَلَى أَجْدَاثٍ بِالثَّاءِ، فَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا وُجُودُنَا لِثِنَاءٍ مِنَ الِاشْتِقَاقِ مَا وَجَدْنَاهُ لِفِنَاءٍ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْفِعْلَ يَتَصَرَّفُ مِنْهُمَا جَمِيعًا؟ وَلَسْنَا نَعْلَمُ لِجَدَفَ بِالْفَاءِ تَصَرُّفَ جَدَثَ; فَلِذَلِكَ قَضَيْنَا بِأَنَّ الْفَاءَ بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ، وَجَعَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الْمُبْدَلِ. وَاسْتَثْنَيْتُ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ: حَاشَيْتُهُ. وَالثَّنِيَّةُ: مَا اسْتُثْنِيَ. وَرُوِيَ عَنْ ڪَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّةُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، يَعْنِي مَنِ اسْتَثْنَاهُ مِنَ الصَّعْقَةِ الْأُولَى، تَأَوَّلَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ; فَالَّذِينَ اسْتَثْنَاهُمُ اللَّهُ عِنْدَ ڪَعْبٍ مِنَ الصَّعْقِ الشُّهَدَاءَ; لِأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ وَصَعِقَ الْخَلْقُ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى لَمْ يُصْعَقُوا، فَكَأَنَّهُمْ مُسْتَثْنَوْنَ مِنَ الصَّعِقِينَ، وَهَذَا مَعْنَى ڪَلَامِ ڪَعْبٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ أَيْضًا. وَالثَّنِيَّةُ: النَّخْلَةُ الْمُسْتَثْنَاةُ مِنَ الْمُسَاوَمَةِ. وَحَلْفَةٌ غَيْرُ ذَاتِ مَثْنَوِيَّةٍ أَيْ: غَيْرُ مُحَلَّلَةٍ. يُقَالُ: حَلَفَ فُلَانٌ يَمِينًا لَيْسَ فِيهَا ثُنْيَا وَلَا ثَنْوَى وَلَا ثَنِيَّةٌ وَلَا مَثْنَوِيَّةٌ وَلَا اسْتِثْنَاءٌ، ڪُلُّهُ وَاحِدٌ، وَأَصْلُ هَذَا ڪُلُّهُ مِنَ الثَّنْيِ وَالْكَفِّ وَالرَّدِّ; لِأَنَّ الْحَالِفَ إِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ ڪَذَا وَكَذَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ غَيْرَهُ، فَقَدْ رَدَّ مَا قَالَهُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ غَيْرَهُ. وَالثِّنْوَةُ: الِاسْتِثْنَاءُ. وَالثُّنْيَانُ – بِالضَّمِّ -: الِاسْمُ مِنَ الِاسْتِثْنَاءِ، وَكَذَلِكَ الثَّنْوَى – بِالْفَتْحِ -. وَالثُّنْيَا وَالثُّنْوَى: مَا اسْتَثْنَيْتَهُ، قُلِبَتْ يَاؤُهُ وَاوًا لِلتَّصْرِيفِ وَتَعْوِيضِ الْوَاوِ مِنْ ڪَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا، وَالْفَرْقُ أَيْضًا بَيْنَ الِاسْمِ وَالصِّفَةِ. وَالثُّنْيَا الْمَنْهِيُّ عَنْهَا فِي الْبَيْعِ: أَنْ يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ مَجْهُولٌ فَيَفْسُدُ الْبَيْعُ، وَذَلِكَ إِذَا بَاعَ جَزُورًا بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ وَاسْتَثْنَى رَأْسَهُ وَأَطْرَافَهُ، فَإِنَّ الْبَيْعَ فَاسِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنِ الثُّنْيَا إِلَّا أَنْ تُعْلَمَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هِيَ أَنْ يُسْتَثْنَى فِي عَقْدِ الْبَيْعِ شَيْءٌ مَجْهُولٌ فَيُفْسِدُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يُبَاعَ شَيْءٌ جُزَافًا فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ قَلَّ أَوْ ڪَثُرَ، قَالَ: وَتَكُونُ الثُّنْيَا فِي الْمُزَارَعَةِ أَنْ يُسْتَثْنَى بَعْدَ النِّصْفِ أَوِ الثُّلُثِ ڪَيْلٌ مَعْلُومٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَعْتَقَ أَوْ طَلَّقَ ثُمَّ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاءُ أَيْ: مَنْ شَرَطَ فِي ذَلِكَ شَرْطًا أَوْ عَلَّقَهُ عَلَى شَيْءٍ فَلَهُ مَا شَرَطَ أَوِ اسْتَثْنَى، مِنْهُ مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا إِلَّا وَاحِدَةً أَوْ أَعْتَقْتُهُمْ إِلَّا فُلَانًا، وَالثُّنْيَا مِنَ الْجَزُورِ: الرَّأْسُ وَالْقَوَائِمُ، سُمِّيَتْ ثُنْيَا; لِأَنَّ الْبَائِعَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ڪَانَ يَسْتَثْنِيهَا إِذَا بَاعَ الْجَزُورَ فَسُمِّيَتْ لِلِاسْتِثْنَاءِ الثُّنْيَا. وَفِي الْحَدِيثِ: ڪَانَ لِرَجُلٍ نَاقَةٌ نَجِيبَةٌ فَمَرِضَتْ فَبَاعَهَا مِنْ رَجُلٍ وَاشْتَرَطَ ثُنْيَاهَا; أَرَادَ قَوَائِمَهَا وَرَأْسَهَا; وَنَاقَةٌ مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا; وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:

مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانَدَةُ الْقَرَى     جُمَالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَصِفُ النَّاقَةَ أَنَّهَا غَلِيظَةُ الْقَوَائِمِ ڪَأَنَّهَا قَوَائِمُ الْجَمَلِ لِغِلَظِهَا. مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا: يَعْنِي أَنَّ رَأْسَهَا وَقَوَائِمَهَا تُشْبِهُ خَلْقَ الذِّكَارَةِ، لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا شَيْئًا. وَالثَّنِيَّةُ: ڪَالثُّنْيَا. وَمَضَى ثِنْيٌ مِنَ اللَّيْلِ أَيْ: سَاعَةٌ; حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ وَالثَّنُونُ: الْجَمْعُ الْعَظِيمُ.

معنى كلمة ثني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي