معنى كلمة أمع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمع: الْإِمَّعَةُ وَالْإِمَّعُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ: الَّذِي لَا رَأْيَ لَهُ وَلَا عَزْمَ فَهُوَ يُتَابِعُ ڪُلَّ أَحَدٍ عَلَى رَأْيِهِ وَلَا يَثْبُتُ عَلَى شَيْءٍ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا تَكُنْ إِمَّعَةً، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا رَجُلٌ إِمَّرٌ، وَهُوَ الْأَحْمَقُ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الْإِمَّرَةُ، وَهُوَ الَّذِي يُوَافِقُ ڪُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى مَا يُرِيدُهُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
لَقِيتُ شَيْخًا إِمَّعَهْ سَأَلْتُهُ عَمَّا مَعَهْ     فَقَالَ ذَوْدٌ أَرْبَعَهْ
، قَالَ:
فَلَا دَرَّ دَرُّكَ مِنْ صَاحِبٍ     فَأَنْتَ الْوُزَاوِزَةُ الْإِمَّعَهْ

وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: ڪُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعُدُّ الْإِمَّعَةَ الَّذِي يَتْبَعُ النَّاسَ إِلَى الطَّعَامِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى، وَإِنَّ الْإِمَّعَةَ فِيكُمُ الْيَوْمُ الْمُحْقِبُ النَّاسِ دِينَهُ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْمَعْنَى الْأَوَّلُ يَرْجِعُ إِلَى هَذَا. اللَّيْثُ: رَجُلٌ إِمَّعَةٌ يَقُولُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَا مَعَكَ، وَرَجُلٌ إِمَّعٌ وَإِمَّعَةٌ لِلَّذِي يَكُونُ لِضَعْفِ رَأْيِهِ مَعَ ڪُلِّ أَحَدٍ; وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيْضًا: لَا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً، قِيلَ: وَمَا الْإِمَّعَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَقُولُ أَنَا مَعَ النَّاسِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَرَادَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِالْإِمَّعَةِ الَّذِي يَتْبَعُ ڪُلَّ أَحَدٍ عَلَى دِينِهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ أَصْلٌ أَنَّ إِفْعَلًا لَا يَكُونُ فِي الصِّفَاتِ، وَأَمَّا إِيَّلٌ فَاخْتُلِفَ فِي وَزْنِهِ فَقِيلَ فِعَّلٌ، وَقِيلَ فِعْيَلٌ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجْعَلُوهُ إِفْعَلًا لِئَلَّا يَكُونَ الْفَاءُ وَالْعَيْنُ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَجِئْ مِنْهُ إِلَّا ڪَوْكَبٌ وَدَدَّنٌ، وَقَوْلُ مَنْ قَاْلَ امْرَأَةٌ إِمَّعَةٌ غَلَطٌ، لَا يُقَالُ لِلنِّسَاءِ ذَلِكَ. وَقَدْ حُكِيَ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ: قَدْ تَأَمَّعَ وَاسْتَأْمَعَ. وَالْإِمَّعَةُ: الْمُتَرَدِّدُ فِي غَيْرِ مَا صَنْعَةٍ، وَالَّذِي لَا يَثْبُتُ إِخَاؤُهُ. وَرِجَالٌ إِمَّعُونَ، وَلَا يُجْمَعُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ.

معنى كلمة أمع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمط: قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْأُمْطِيُّ شَجَرٌ طَوِيلٌ يَحْمِلُ الْعِلْكَ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
وَبِالْفِرِنْدَادِ لَهُ أُمْطِيُّ

معنى كلمة أمط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمض: أَمِضَ الرَّجُلُ يَأْمَضُ، فَهُوَ أَمِضٌ: عَزَمَ وَلَمْ يُبَالِ الْمُعَاتَبَةَ بَلْ عَزِيمَتُهُ مَاضِيَةٌ فِي قَلْبِهِ. وَأَمِضَ: أَدَّى لِسَانُهُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ. وَالْأَمْضُ: الْبَاطِلُ، وَقِيلَ: الشَّكُّ; عَنْ أَبِي عَمْرٍو. وَمِنْ ڪَلَامِ شِقًّ: أَيْ وَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ رَفْعٍ وَخَفْضٍ، إِنَّمَا أَنْبَأْتُكَ بِهِ لَحَقٌّ مَا فِيهِ أَمْضٌ!

معنى كلمة أمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمص: الْآمِصُ: الْخَامِيزُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ، وَهُوَ الْعَامِصُ أَيْضًا; فَارِسِيٌّ حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ. التَّهْذِيبُ: الْآمِصُ إِعْرَابُ الْخَامِيزِ، وَالْخَامِيزُ: اللَّحْمُ يُشَرَّحُ رَقِيقًا وَيُؤْكَلُ نِيئًا، وَرُبَّمَا يُلْفَحُ لَفْحَةَ النَّارِ.

معنى كلمة أمص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة أمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أَمَسَ: أَمْسِ: مِنْ ظُرُوفِ الزَّمَانِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ إِلَّا أَنْ يُنَكَّرَ أَوْ يُعَرَّفَ، وَرُبَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ إِمْسِيٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: امْتَنَعُوا مِنْ إِظْهَارِ الْحَرْفِ الَّذِي يُعَرَّفُ بِهِ أَمْسِ حَتَّى اضْطُرُّوا بِذَلِكَ إِلَى بِنَائِهِ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَاهُ، وَلَوْ أَظْهَرُوا ذَلِكَ الْحَرْفَ فَقَالُوا مَضَى الْأَمْسُ بِمَا فِيهِ لَمَا ڪَانَ خُلْفًا وَلَا خَطَأً; فَأَمَّا قَوْلُ نُصَيْبٍ:
وَإِنِّي وَقَفْتُ الْيَوْمَ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ بِبَابِكَ حَتَّى ڪَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ
فَإِنَّ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: رُوِيَ الْأَمْسِ وَالْأَمْسَ جَرًّا وَنَصْبًا فَمَنْ جَرَّهُ فَعَلَى الْبَابِ فِيهِ وَجَعَلَ اللَّامَ مَعَ الْجَرِّ زَائِدَةً، وَاللَّامُ الْمُعَرِّفَةُ لَهُ مُرَادَةٌ فِيهِ وَهُوَ نَائِبٌ عَنْهَا وَمُضَمَّنٌ لَهَا، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ وَالْأَمْسِ هَذِهِ اللَّامُ زَائِدَةٌ فِيهِ، وَالْمُعَرِّفَةُ لَهُ مُرَادَةٌ فِيهِ مَحْذُوفَةٌ مِنْهُ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ بِنَاؤُهُ عَلَى الْكَسْرِ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ڪَمَا يَكُونُ مَبْنِيًّا إِذَا لَمْ تَظْهَرِ اللَّامُ فِي لَفْظِهِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ: وَالْأَمْسَ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَمِّنْهُ مَعْنَى اللَّامِ فَيَبْنِيهِ وَلَكِنَّهُ عَرَّفَهُ ڪَمَا عَرَّفَ الْيَوْمَ بِهَا، وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّامُ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ: وَالْأَمْسَ فَنَصَبَ هِيَ تِلْكَ اللَّامُ الَّتِي فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ: وَالْأَمْسِ فَجَرَّ، تِلْكَ لَا تَظْهَرُ أَبَدًا لِأَنَّهَا فِي تِلْكَ اللُّغَةِ لَمْ تُسْتَعْمَلْ مُظْهَرَةً، أَلَا تَرَى أَنَّ مَنْ يَنْصِبُ غَيْرُ مَنْ يَجُرُّ؟ فَكُلٌّ مِنْهُمَا لُغَةٌ وَقِيَاسُهُمَا عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ مِنْهُمَا لَا تُدَاخِلُ أُخْتَهَا وَلَا نِسْبَةَ فِي ذَلِكَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا. الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ: ڪَلَّمْتُكَ أَمْسِ وَأَعْجَبَنِي أَمْسِ يَا هَذَا، وَتَقُولُ فِي النَّكِرَةِ: أَعْجَبَنِي أَمْسٍ وَأَمْسٌ آخَرُ، فَإِذَا أَضَفْتَهُ أَوْ نَكَّرْتَهُ أَوْ أَدْخَلْتَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلتَّعْرِيفِ أَجْرَيْتَهُ بِالْإِعْرَابِ، تَقُولُ: ڪَانَ أَمْسُنَا طَيِّبًا وَرَأَيْتُ أَمْسَنَا الْمُبَارَكَ وَمَرَرْتُ بِأَمْسِنَا الْمُبَارَكِ، وَيُقَالُ: مَضَى الْأَمْسُ بِمَا فِيهِ; قَاْلَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ الْأَمْسِ وَإِنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ، ڪَقَوْلِهِ:

وَإِنِّي قَعَدْتُ الْيَوْمَ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ

، قَاْلَ أَبُو سَعِيدٍ: تَقُولُ جَاءَنِي أَمْسِ فَإِذَا نَسَبْتَ شَيْئًا إِلَيْهِ ڪَسَرْتَ الْهَمْزَةَ، قُلْتَ إِمْسِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

وَجَفَّ عَنْهُ الْعَرَقُ الْإِمْسِيُّ

قَالَ الْعَجَّاجُ:

كَأَنَّ إِمْسِيًّا بِهِ مِنْ أَمْسِ     يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الْوَرْسِ

الْجَوْهَرِيُّ: أَمْسِ اسْمٌ حُرِّكَ آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَاخْتَلَفَ الْعَرَبُ فِيهِ فَأَكْثَرُهُمْ يَبْنِيهِ عَلَى الْكَسْرِ مَعْرِفَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْرِبُهُ مَعْرِفَةً، وَكُلُّهُمْ يَعْرِبُهُ إِذَا أَدْخَلَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ أَوْ صَيَّرَهُ نَكِرَةً أَوْ أَضَافَهُ. غَيْرُهُ: ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَمْسِ، فَإِنْ لَمْ تَرَهُ يَوْمًا قَبْلَ ذَلِكَ قُلْتَ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ، فَإِنْ لَمْ تَرَهُ يَوْمَيْنِ قَبْلَ ذَلِكَ قُلْتَ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَوَّلَ مِنْ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. قَاْلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: أَدْخَلَ اللَّامَ وَالْأَلِفَ عَلَى أَمْسِ وَتَرَكَهُ عَلَى ڪَسْرِهِ لِأَنَّ أَصْلَ أَمْسِ عِنْدَنَا مِنَ الْإِمْسَاءِ فَسُمِّيَ الْوَقْتُ بِالْأَمْرِ وَلَمْ يُغَيِّرْ لَفْظَهُ; مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

مَا أَنْتَ بِالْحَكَمِ الْتُرْضَى حُكُومَتُهُ     وَلَا الْأَصِيلِ وَلَا ذِي الرَّأْيِ وَالْجَدَلِ

فَأَدْخَلَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى تُرْضَى، وَهُوَ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ عَلَى جِهَةِ الِاخْتِصَاصِ بِالْحِكَايَةِ; وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:

أَخَفْنَ أَطْنَانِي إِنْ شُكِينَ وَإِنَّنِي     لَفِي شُغْلٍ عَنْ دَحْلِيَ الْيَتَتَبَّعُ

فَأَدْخَلَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى يَتَتَبَّعُ، وَهُوَ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ لِمَا وَصَفْنَا. قَاْلَ ابْنُ ڪَيْسَانَ فِي أَمْسِ: يَقُولُونَ إِذَا نَكَّرُوهُ: ڪُلُّ يَوْمٍ يُصِيرُ أَمْسًا، وَكُلُّ أَمْسٍ مَضَى فَلَنْ يَعُودَ، وَمَضَى أَمْسٌ مِنَ الْأُمُوسِ. قَاْلَ الْبَصْرِيُّونَ: إِنَّمَا لَمْ يَتَمَكَّنْ أَمْسِ فِي الْإِعْرَابِ لِأَنَّهُ ضَارَعَ الْفِعْلَ الْمَاضِيَ وَلَيْسَ بِمُعْرَبٍ; قَاْلَ الْفَرَّاءُ: إِنَّمَا ڪُسِرَتْ لِأَنَّ السِّينَ طَبْعُهَا الْكَسْرُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَصْلُهَا الْفِعْلُ أُخِذَ مِنْ قَوْلِكَ أَمْسِ بِخَيْرٍ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: السِّينُ لَا يُلْفَظُ بِهَا إِلَّا مِنْ ڪَسْرِ الْفَمِ مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى الضِّرْسِ وَكُسِرَتْ لِأَنَّ مَخْرَجَهَا مَكْسُورٌ فِي قَوْلِ الْفَرَّاءِ; وَأَنْشَدَ:

وَقَافِيَّةٍ بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالضِّرْسِ

، قَاْلَ ابْنُ بُزُرْجٍ: قَاْلَ عُرَامٌ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَمْسِ الْأَحْدَثِ، وَأَتَانِي أَمْسِ الْأَحْدَثَ، قَاْلَ بِجَادٌ: عَهْدِي بِهِ أَمْسَ الْأَحَدَثَ، وَأَتَانِي أَمْسِ الْأَحْدَثَ، قَالَ: وَيُقَالُ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلَ أَمْسِ بِيَوْمٍ; يُرِيدُ مِنْ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ وَمَا رَأَيْتُهُ قَبْلَ الْبَارِحَةِ بِلَيْلَةٍ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: قَاْلَ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ مُذْ أَمْسَ بِالْفَتْحِ; وَأَنْشَدَ:

لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبًا مُذْ أَمْسَا     عَجَائِزًا مِثْلَ السَّعَالِي خَمْسَا
يَأْكُلْنَ مَا فِي رَحْلِهِنَّ هَمْسَا     لَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُنَّ ضِرْسَا!

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اعْلَمْ أَنَّ أَمْسِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَبَنُو تَمِيمٍ يُوَافِقُونَهُمْ فِي بِنَائِهَا عَلَى الْكَسْرِ فِي حَالِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ، فَإِذَا جَاءَتْ أَمْسِ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ أَعْرَبُوهَا فَقَالُوا: ذَهَبَ أَمْسٌ بِمَا فِيهِ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: ذَهَبَ أَمْسِ بِمَا فِيهِ لِأَنَّهَا مَبْنِيَّةٌ لِتَضَمُّنِهَا لَامَ التَّعْرِيفِ، وَالْكَسْرَةُ فِيهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَأَمَّا بَنُو تَمِيمٍ فَيَجْعَلُونَهَا فِي الرَّفْعِ مَعْدُولَةً عَنِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ، فَلَا تُصْرَفُ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعَدْلِ، ڪَمَا لَا يُصْرَفُ سَحَرَ إِذَا أَرَدْتَ بِهِ وَقْتًا بِعَيْنِهِ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعَدْلِ; وَشَاهِدُ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ فِي بِنَائِهَا عَلَى الْكَسْرِ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ قَوْلُ أُسْقُفِّ نَجْرَانَ:

مَنَعَ الْبَقَاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ     وَطُلُوعُهَا مِنْ حَيْثُ لَا تُمْسِي
الْيَوْمَ أَجْهَلُ مَا يَجِيءُ بِهِ     وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أَمْسِ

فَعَلَى هَذَا تَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَمْسِ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ، جَعَلْتَ مُذِ اسْمًا أَوْ حَرْفًا، فَإِنْ جَعَلْتَ مُذِ اسْمًا رَفَعْتَ فِي قَوْلِ بَنِي تَمِيمٍ فَقُلْتَ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَمْسُ، وَإِنْ جَعَلْتَ مُذْ حَرْفًا وَافَقَ بَنُو تَمِيمٍ أَهْلَ الْحِجَازِ فِي بِنَائِهَا عَلَى الْكَسْرِ فَقَالُوا: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَمْسِ; وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ إِبِلًا:

مَا زَالَ ذَا هَزِيزَهَا مُذْ أَمْسِ     صَافِحَةً خُدُودَهَا لِلشَّمْسِ

فَمُذْ هَاهُنَا حَرْفُ خَفْضٍ عَلَى مَذْهَبِ بَنِي تَمِيمٍ، وَأَمَّا عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْحِجَازِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُذْ اسْمًا وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَرْفًا. وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ أَمْسِ مَعْدُولَةً فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ بَعْدَ مُذْ خَاصَّةً، يُشَبِّهُونَهَا بِمُذْ إِذَا رَفَعْتَ فِي قَوْلِكَ مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَمْسُ، وَلَمَّا ڪَانَتْ أَمْسِ مُعْرَبَةً بَعْدَ مُذْ الَّتِي هِيَ اسْمٌ، ڪَانَتْ أَيْضًا مُعْرَبَةً مَعَ مُذْ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ لِأَنَّهَا بِمَعْنَاهَا، قَالَ: فَبَانَ لَكَ بِهَذَا غَلَطُ مَنْ يَقُولُ إِنَّ أَمْسِ فِي قَوْلِهِ:

لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبًا مُذْ أَمْسَا

مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ بَلْ هِيَ مُعْرَبَةٌ، وَالْفَتْحَةُ فِيهَا ڪَالْفَتْحَةِ فِي قَوْلِكَ مَرَرْتُ بِأَحْمَدَ. وَشَاهِدُ بِنَاءِ أَمْسِ – إِذَا ڪَانَتْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ – قَوْلُ زِيَادٍ الْأَعْجَمِ:

رَأَيْتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بَنِي مَعَدٍّ     وَأَنْتَ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكَ أَمْسِ

وَشَاهِدُ بِنَائِهَا، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ:

وَلَقَدْ قَتَلْتُكُمُ ثُنَاءَ وَمَوْحَدًا     وَتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الْمُدْبِرِ

وَكَذَا قَوْلُ الْآخَرِ:

وَأَبِي الَّذِي تَرَكَ الْمُلُوكَ وَجَمْعَهُمْ     بِصُهَابَ، هَامِدَةً ڪَأَمْسِ الدَّابِرِ

قَالَ: وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا نَكَّرْتَ أَمْسِ أَوْ عَرَّفْتَهَا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ أَوْ أَضَفْتَهَا أَعْرَبْتَهَا فَتَقُولُ فِي التَّنْكِيرِ: ڪُلُّ غَدٍ صَائِرٌ أَمْسًا، وَتَقُولُ فِي الْإِضَافَةِ وَمَعَ لَامِ التَّعْرِيفِ: ڪَانَ أَمْسُنَا طَيِّبًا وَكَانَ الْأَمْسُ طَيِّبًا; وَشَاهِدُهُ قَوْلُ نُصَيْبٍ:

وَإِنِّي حُبِسْتُ الْيَوْمَ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ     بِبَابِكَ حَتَّى ڪَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ

قَالَ: وَكَذَلِكَ لَوْ جَمَعْتَهُ لَأَعْرَبْتَهُ ڪَقَوْلِ الْآخَرِ:

مَرَّتْ بِنَا أَوَّلَ مَنْ أُمُوسِ     تَمِيسُ فِينَا مِشْيَةَ الْعَرُوسِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُصَغَّرُ أَمْسِ ڪَمَا لَا يُصَغَّرُ غَدٌ وَالْبَارِحَةَ وَكَيْفَ وَأَيْنَ وَمَتَى وَأَيُّ وَمَا وَعِنْدَ وَأَسْمَاءُ الشُّهُورِ وَالْأُسْبُوعِ غَيْرَ الْجُمُعَةِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا صَحِيحٌ إِلَّا قَوْلَهُ ” غَيْرَ ” الْجُمُعَةِ لِأَنَّ الْجُمُعَةَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِثْلُ سَائِرِ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ لَا يَجُوزُ أَنْ يُصَغَّرَ، وَإِنَّمَا امْتَنَعَ تَصْغِيرُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ لِأَنَّ الْمُصَغَّرَ إِنَّمَا يَكُونُ صَغِيرًا بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَا لَهُ مِثْلُ اسْمِهِ ڪَبِيرًا، وَأَيَّامُ الْأُسْبُوعِ مُتَسَاوِيَةٌ لَا مَعْنَى فِيهَا لِلتَّصْغِيرِ، وَكَذَلِكَ غَدٌ وَالْبَارِحَةَ وَأَسْمَاءُ الشُّهُورِ مِثْلُ الْمُحَرِّمِ وَصَفَرَ.

 


معنى كلمة أمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمر: الْأَمْرُ: مَعْرُوفٌ، نَقِيضُ النَّهْيِ. أَمَرَهُ بِهِ وَأَمَرَهُ; الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ; وَأَمْرُهُ إِيَّاهُ عَلَى حَذْفِ الْحَرْفِ يَأْمُرُهُ أَمْرًا وَإِمَارًا فَأْتَمَرَ أَيْ قَبِلَ أَمْرَهُ; وَقَوْلُهُ:
وَرَبْرَبٍ خِمَاصِ يَأْمُرْنَ بِاقْتِنَاصِ
إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُنَّ يُشَوِّقْنَ مَنْ رَآهُنَّ إِلَى تَصَيُّدِهَا وَاقْتِنَاصِهَا، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَهُنَّ أَمْرٌ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ; الْعَرَبُ تَقُولُ: أَمَرْتُكَ أَنْ تَفْعَلَ وَلِتَفْعَلَ وَبِأَنْ تَفْعَلَ، فَمَنْ قَالَ: أَمَرْتُكَ بِأَنْ تَفْعَلَ فَالْبَاءُ لِلْإِلْصَاقِ وَالْمَعْنَى وَقَعَ الْأَمْرُ بِهَذَا الْفِعْلِ، وَمَنْ قَالَ: أَمَرْتُكَ أَنْ تَفْعَلَ فَعَلَى حَذْفِ الْبَاءِ، وَمَنْ قَالَ: أَمَرْتُكَ لِتَفْعَلَ فَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا وَقَعَ الْأَمْرُ، وَالْمَعْنَى أُمِرْنَا لِلْإِسْلَامِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَمْرُ اللَّهِ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُجَازَاةِ عَلَى ڪُفْرِهِمْ مِنْ أَصْنَافِ الْعَذَابِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ أَيْ جَاءَ مَا وَعَدْنَاهُمْ بِهِ; وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -:  أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا; وَذَلِكَ أَنَّهُمُ اسْتَعْجَلُوا الْعَذَابَ وَاسْتَبْطَئُوا أَمْرَ السَّاعَةِ، فَأَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّ ذَلِكَ فِي قُرْبِهِ بِمَنْزِلَةِ مَا قَدْ أَتَى: ڪَمَا قَاْلَ – عَزَّ وَجَلَّ -: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ; وَكَمَا قَاْلَ تَعَالَى: وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا ڪَلَمْحِ الْبَصَرِ. وَأَمَرْتُهُ بِكَذَا أَمْرًا، وَالْجَمْعُ الْأَوَامِرُ. وَالْأَمِيرُ: ذُو الْأَمْرِ. وَالْأَمِيرُ: الْآمِرُ; قَالَ:

وَالنَّاسُ يَلْحَوْنَ الْأَمِيرَ إِذَا هُمُ     خَطِئُوا الصَّوَابَ وَلَا يُلَامُ الْمُرْشِدُ

وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْ أَمَرَ قُلْتَ: مُرْ، وَأَصْلُهُ أُؤْمُرْ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْكَلِمَةِ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الْأَصْلِيَّةُ فَزَالَ السَّاكِنُ فَاسْتُغْنِيَ عَنِ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ، وَقَدْ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَفِيهِ: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ. وَالْأَمْرُ: وَاحِدُ الْأُمُورِ; يُقَالُ: أَمْرُ فُلَانٍ مُسْتَقِيمٌ وَأُمُورُهُ مُسْتَقِيمَةٌ. وَالْأَمْرُ: الْحَادِثَةُ، وَالْجَمْعُ أُمُورٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَأَوْحَى فِي ڪُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا; قِيلَ: مَا يُصْلِحُهَا، وَقِيلَ: مَلَائِكَتَهَا; ڪُلُّ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ، وَالْآمِرَةُ: الْأَمْرُ، وَهُوَ أَحَدُ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فَاعِلَةٍ ڪَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ وَالْجَازِيَةِ وَالْخَاتِمَةِ. وَقَالُوا فِي الْأَمْرِ: أُومُرْ وَمُرْ وَنَظِيرُهُ ڪُلْ وَخُذْ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِمُطَّرِدٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: قَاْلَ اللَّيْثُ: وَلَا يُقَالُ أُومُرْ، وَلَا أُوخُذْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا أُوكُلْ، إِنَّمَا يُقَالُ مُرْ وَكُلْ وَخُذْ فِي الِابْتِدَاءِ بِالْأَمْرِ اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّتَيْنِ، فَإِذَا تَقَدَّمَ قَبْلَ الْكَلَامِ وَاوٌ أَوْ فَاءٌ قُلْتَ: وَأْمُرْ فَأْمُرْ ڪَمَا قَاْلَ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ; فَأَمَّا ڪُلْ مَنْ أَكَلَ يَأْكُلُ فَلَا يَكَادُ يُدْخِلُونَ فِيهِ الْهَمْزَةَ مَعَ الْفَاءِ وَالْوَاوِ، وَيَقُولُونَ: وَكُلَا وَخُذَا وَارْفَعَاهُ فَكُلَاهُ وَلَا يَقُولُونَ فَأْكُلَاهُ; قَالَ: وَهَذِهِ أَحْرُفٌ جَاءَتْ عَنِ الْعَرَبِ نَوَادِرُ، وَذَلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ ڪَلَامِهَا فِي ڪُلِّ فِعْلٍ أَوَّلُهُ هَمْزَةٌ مِثْلَ أَبَلَ يَأْبِلُ وَأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ أَبَقَ يَأْبِقُ، فَإِذَا ڪَانَ الْفِعْلُ الَّذِي أَوَّلُهُ هَمْزَةٌ وَيَفْعِلُ مِنْهُ مَكْسُورًا مَرْدُودًا إِلَى الْأَمْرِ قِيلَ: إِيسِرْ يَا فُلَانُ، إِيبِقْ يَا غُلَامُ، وَكَأَنَّ أَصْلَهُ إِأْسِرْ بِهَمْزَتَيْنِ فَكَرِهُوا جَمْعًا بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ فَحَوَّلُوا إِحْدَاهُمَا يَاءً إِذَا ڪَانَ مَا قَبْلَهَا مَكْسُورًا، قَالَ: وَكَانَ حَقُّ الْأَمْرِ مِنْ أَمَرَ يَأْمُرُ أَنْ يُقَالَ أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بِهَمْزَتَيْنِ، فَتُرِكَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ وَحُوِّلَتْ وَاوًا لِلضَّمَّةِ فَاجْتَمَعَ فِي الْحَرْفِ ضَمَّتَانِ بَيْنَهُمَا وَاوٌ وَالضَّمَّةُ مِنْ جِنْسِ الْوَاوِ فَاسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ جَمْعًا بَيْنَ ضَمَّتَيْنِ وَوَاوٍ فَطَرَحُوا هَمْزَةَ الْوَاوِ لِأَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ طَرْحِهَا حَرْفَانِ فَقَالُوا: مُرْ فُلَانًا بِكَذَا وَكَذَا، وَخُذْ مِنْ فُلَانٍ وَكُلْ، وَلَمْ يَقُولُوا أُكُلْ وَلَا أُمُرْ وَلَا أُخُذْ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا فِي أَمَرَ يَأْمُرُ إِذَا تَقَدَّمَ قَبْلَ أَلِفِ أَمْرِهِ وَاوٌ أَوْ فَاءٌ أَوْ ڪَلَامٌ يَتَّصِلُ بِهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمَرَ يَأْمُرُ فَقَالُوا: الْقَ فُلَانًا وَأْمُرْهُ، فَرَدُّوهُ إِلَى أَصْلِهِ، وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لِأَنَّ أَلِفَ الْأَمْرِ إِذَا اتَّصَلَتْ بِكَلَامٍ قَبْلَهَا سَقَطَتِ الْأَلِفُ فِي اللَّفْظِ، وَلَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ فِي ڪُلْ وَخُذْ إِذَا اتَّصَلَ الْأَمْرُ بِهِمَا بِكَلَامٍ قَبْلَهُ فَقَالُوا: الْقَ فُلَانًا وَخُذْ مِنْهُ ڪَذَا، وَلَمْ نَسْمَعْ وَأُوخُذْ ڪَمَا سَمِعْنَا وَأْمُرْ. قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا وَلَمْ يَقُلْ: وَأْكُلَا; قَالَ: فَإِنْ قِيلَ لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلَى أَصْلِهَا وَلَمْ يَرُدُّوا وَكُلَا وَلَا أُوخُذْ؟ قِيلَ: لِسَعَةِ ڪَلَامِ الْعَرَبِ رُبَّمَا رَدُّوا الشَّيْءَ إِلَى أَصْلِهِ، وَرُبَّمَا بَنَوْهُ عَلَى مَا سَبَقَ، وَرُبَّمَا ڪَتَبُوا الْحَرْفَ مَهْمُوزًا، وَرُبَّمَا تَرَكُوهُ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزَةِ، وَرُبَّمَا ڪَتَبُوهُ عَلَى الْإِدْغَامِ، وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ وَاسِعٌ، قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا قَرَأَ أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ: أَمَرْنَا، وَرَوَى خَارِجَةُ عَنْ نَافِعٍ ” آمَرْنَا “، بِالْمَدِّ، وَسَائِرُ أَصْحَابِ نَافِعٍ رَوَوْهُ عَنْهُ مَقْصُورًا، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو: ” أَمَّرْنَا “، بِالتَّشْدِيدِ، وَسَائِرُ أَصْحَابِهِ رَوَوْهُ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ وَبِالْقَصْرِ، وَرَوَى هُدْبَةُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ ڪَثِيرٍ: أَمَّرْنَا، وَسَائِرُ النَّاسِ رَوَوْهُ عَنْهُ مُخَفَّفًا وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ مَنْ قَرَأَ: أَمَرْنَا، خَفِيفَةً، فَسَّرَهَا بَعْضُهُمْ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ فَفَسَقُوا فِيهَا، وَإِنَّ الْمُتْرَفَ إِذَا أُمِرَ بِالطَّاعَةِ خَالَفَ إِلَى الْفِسْقِ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: وَقَرَأَ الْحَسَنُ: آمَرْنَا، وَرُوِيَ عَنْهُ أَمَرْنَا، قَالَ: وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا، قَالَ: وَلَا نَرَى أَنَّهَا حُفِظَتْ عَنْهُ لِأَنَّا لَا نَعْرِفُ مَعْنَاهَا هَاهُنَا. وَمَعْنَى آمَرْنَا بِالْمَدِّ أَكْثَرْنَا; قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو الْعَالِيَةِ: ” أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا “، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِتَفْسِيرِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: سَلَّطْنَا رُؤَسَاءَهَا فَفَسَقُوا. قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ نَحْوًا مِمَّا قَاْلَ الْفَرَّاءُ، قَالَ: مَنْ قَرَأَ أَمَرْنَا، بِالتَّخْفِيفِ، فَالْمَعْنَى أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ فَفَسَقُوا. فَإِنْ قَاْلَ قَائِلٌ: أَلَسْتَ تَقُولُ: أَمَرْتُ زَيْدًا فَضَرَبَ عَمْرًا؟ وَالْمَعْنَى أَنَّكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَضْرِبَ عَمْرًا فَضَرَبَهُ، فَهَذَا اللَّفْظُ لَا يَدُلُّ عَلَى غَيْرِ الضَّرْبِ; وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا أَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِي فَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الْمَعْصِيَةَ مُخَالَفَةُ الْأَمْرِ، وَذَلِكَ الْفِسْقُ مُخَالَفَةُ أَمْرِ اللَّهِ. وَقَرَأَ الْحَسَنُ: أَمِرْنَا مُتْرَفِيهَا عَلَى مِثَالِ عَلِمْنَا; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ لُغَةً ثَالِثَةً; قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا; قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ مِنَ الْإِمَارَةِ; قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ مَعْنَى أَمِرْنَا مُتْرَفِيهَا ڪَثَّرْنَا مُتْرَفِيهَا; قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: خَيْرُ الْمَالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَوْ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ; أَيْ مُكَثِّرَةٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ أَيْ ڪَثُرُوا. مُهَاجِرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ: مُهْرَةٌ مَأَمُورَةٌ أَيْ نَتُوجٌ وَلُودٌ; قَاْلَ لَبِيدٌ:

إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا وَإِنْ أَمِرُوا     يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ وَالنَّكَدِ

، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ: إِنَّهَا الْكَثِيرَةُ النِّتَاجِ وَالنَّسْلِ; قَالَ: وَفِيهَا لُغَتَانِ: قَاْلَ أَمَرَهَا اللَّهُ فَهِيَ مَأْمُورَةٌ، وَآمَرَهَا اللَّهُ فَهِيَ مُؤْمَرَةٌ، قَاْلَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا هُوَ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ لِلِازْدِوَاجِ لِأَنَّهُمْ أَتْبَعُوهَا ” مَأْبُورَةٌ “، فَلَمَّا ازْدَوَجَ اللَّفْظَانِ جَاءُوا بِ ” مَأْمُورَةٌ ” عَلَى وَزْنِ ” مَأْبُورَةٌ ” ڪَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ: إِنِّي آتِيهِ بِالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا، وَإِنَّمَا تُجْمَعُ الْغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فَجَاءُوا بِالْغَدَايَا عَلَى لَفْظِ الْعَشَايَا تَزْوِيجًا لِلَّفْظَيْنِ، وَلَهَا نَظَائِرُ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْأَصْلُ فِيهَا مُؤْمَرَةٌ عَلَى مُفْعَلَةٍ، ڪَمَا قَاْلَ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ; وَإِنَّمَا هُوَ مَوْزُورَاتٍ مِنَ الْوِزْرِ فَقِيلَ ” مَأْزُورَاتٍ ” عَلَى لَفْظِ ” مَأْجُورَاتٍ ” لِيَزْدَوِجَا. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ هِيَ الَّتِي ڪَثُرَ نَسْلُهَا; يَقُولُونَ: أَمَرَ اللَّهُ الْمُهْرَةَ أَيْ ڪَثَّرَ وَلَدَهَا. وَأَمِرَ الْقَوْمُ أَيْ ڪَثُرُوا; قَاْلَ الْأَعْشَى:

طَرِفُونَ وَلَّادُونَ ڪُلَّ مُبَارَكٍ     أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ الْقُعْدُدِ

وَيُقَالُ: أَمَرَهُمُ اللَّهُ فَأَمِرُوا أَيْ ڪَثُرُوا، وَفِيهِ لُغَتَانِ: أَمَرَهَا فَهِيَ مَأْمُورَةٌ، وَآمَرَهَا فَهِيَ مُؤْمَرَةٌ; وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي ڪَبْشَةَ وَارْتَفَعَ شَأْنُهُ; يَعْنِي النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّ رَجُلًا قَاْلَ لَهُ: مَا لِي أَرَى أَمْرَكَ يَأْمَرُ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَأْمَرَنَّ أَيْ يَزِيدُ عَلَى مَا تَرَى; وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: ڪُنَّا نَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: قَدْ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ أَيْ ڪَثُرُوا. وَأَمِرَ الرَّجُلُ، فَهُوَ أَمِرٌ: ڪَثُرَتْ مَاشِيَتُهُ. وَآمَرَهُ اللَّهُ: ڪَثَّرَ نَسْلَهُ وَمَاشِيَتَهُ، وَلَا يُقَالُ أَمَرَهُ; فَأَمَّا قَوْلُهُ: وَمُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فَعَلَى مَا قَدْ أُنِسَ بِهِ مِنَ الْإِتْبَاعِ، وَمِثْلُهُ ڪَثِيرٌ، وَقِيلَ: آمَرَهُ وَأَمَرَهُ لُغَتَانِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: آمَرْتُهُ بِالْمَدِّ، وَأَمَرْتُهُ لُغَتَانِ بِمَعْنَى ڪَثَّرْتُهُ. وَأَمِرَ هُوَ أَيْ ڪَثُرَ فَخُرِّجَ عَلَى تَقْدِيرِ قَوْلِهِمْ عَلِمَ فُلَانٌ وَأَعْلَمْتُهُ أَنَا ذَلِكَ; قَاْلَ يَعْقُوبُ: وَلَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ. قَاْلَ أَبُو الْحَسَنِ: أَمِرَ مَالُهُ، بِالْكَسْرِ، أَيْ ڪَثُرَ. وَأَمِرَ بَنُو فُلَانٍ إِيمَارًا: ڪَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ. وَرَجُلٌ أَمُورٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدِ ائْتُمِرَ بِخَيْرٍ: ڪَأَنَّ نَفْسَهُ أَمَرَتْهُ بِهِ فَقَبِلَهُ. وَتَأَمَّرُوا عَلَى الْأَمْرِ وَائْتَمَرُوا: تَمَارَوْا وَأَجْمَعُوا آرَاءَهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ يَتَشَاوَرُونَ عَلَيْكَ لِيَقْتُلُوكَ; وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ:

أَحَارُ بْنَ عَمْرٍو فُؤَادِي خَمِرْ     وَيَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ

قَالَ غَيْرُهُ: وَهَذَا الشِّعْرُ لِامْرِئِ الْقَيْسِ. وَالْخَمِرُ: الَّذِي قَدْ خَالَطَهُ دَاءٌ أَوْ حُبٌّ. وَيَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ أَيْ إِذَا ائْتَمَرَ أَمْرًا غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عَلَيْهِ فَأَهْلَكَهُ. قَاْلَ الْقُتَيْبِيُّ: هَذَا غَلَطٌ ڪَيْفَ يَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا شَاوَرَ فِيهِ وَالْمُشَاوَرَةُ بَرَكَةٌ، وَإِنَّمَا أَرَادَ يَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَهُمُّ بِهِ مِنَ الشَّرِّ. قَاْلَ وَقَوْلُهُ: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ أَيْ يَهُمُّونَ بِكَ; وَأَنْشَدَ:

اعْلَمَنْ أَنْ ڪُلَّ مُؤْتَمِرٍ     مُخْطِئٌ فِي الرَّأْيِ أَحْيَانَا

قَالَ: يَقُولُ مَنْ رَكِبَ أَمْرًا بِغَيْرِ مَشُورَةٍ أَخْطَأَ أَحْيَانًا. قَاْلَ وَقَوْلُهُ: وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ أَيْ هُمُّوا بِهِ وَاعْتَزِمُوا عَلَيْهِ; قَالَ: وَلَوْ ڪَانَ ڪَمَا قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ لَقَالَ: يَتَأَمَّرُونَ بِكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى قَوْلِهِ: يَأْتَمِرُونَ بِكَ; يَأْمُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِقَتْلِكَ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: ائْتَمَرَ الْقَوْمُ وَتَآمَرُوا إِذَا أَمَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ڪَمَا يُقَالُ: اقْتَتَلَ الْقَوْمُ وَتَقَاتَلُوا وَاخْتَصَمُوا وَتَخَاصَمُوا، وَمَعْنَى يَأْتَمِرُونَ بِكَ أَيْ يُؤَامِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِقَتْلِكَ وَفِي قَتْلِكَ; قَالَ: وَجَائِزٌ أَنْ يُقَالَ ائْتَمَرَ فُلَانٌ رَأْيَهُ إِذَا شَاوَرَ عَقْلَهُ فِي الصَّوَابِ الَّذِي يَأْتِيهِ، وَقَدْ يُصِيبُ الَّذِي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مَرَّةً وَيُخْطِئُ أُخْرَى. قَالَ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ ” يَأْتَمِرُونَ بِكَ ” أَيْ يُؤَامِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِيكَ أَيْ فِي قَتْلِكَ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ الْقُتَيْبِيِّ إِنَّهُ بِمَعْنَى يَهُمُّونَ بِكَ. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهُ: وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ; فَمَعْنَاهُ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – لِيَأْمُرْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَعْرُوفٍ، قَاْلَ وَقَوْلُهُ:

اعْلَمَنْ أَنْ ڪُلَّ مُؤْتَمِرٍ

مَعْنَاهُ أَنَّ مَنِ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ فِي ڪُلِّ مَا يَنُوبُهُ يُخْطِئُ أَحْيَانًا، قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

لَمَّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ

تَلْبِيسَ أَمْرٍ أَيْ تَخْلِيطَ أَمْرٍ. مُؤْتَمِرْ أَيِ اتَّخَذَ أَمْرًا. يُقَالُ: بِئْسَمَا ائْتَمَرْتَ لِنَفْسِكَ. قَاْلَ شَمِرٌ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ; قَاْلَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ ارْتَأَى وَشَاوَرَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا يُرِيدُ; قَاْلَ وَقَوْلُهُ:

اعْلَمَنْ أَنْ ڪُلَّ مُؤْتَمِرٍ

أَيْ ڪُلَّ مَنْ عَمِلَ بِرَأْيِهِ فَلَا بُدَ أَنْ يُخْطِئَ الْأَحْيَانَ. قَاْلَ وَقَوْلُهُ: وَلَا يَأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَيْ لَا يُشَاوِرُهُ. وَيُقَالُ ائْتَمَرْتُ فُلَانًا فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ، وَائْتَمَرَ الْقَوْمُ إِذَا تَشَاوَرُوا، وَقَالَ الْأَعْشَى:

فَعَادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ     وَاشْتَرَكَا عَمَلًا وَأْتِمَارًا

قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

لَا يَدَّرِي الْمَكْذُوبُ ڪَيْفَ يَأْتَمِرْ

أَيْ ڪَيْفَ يَرْتَئِي رَأْيًا وَيُشَاوِرُ نَفْسَهُ وَيَعْقِدُ عَلَيْهِ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ:

وَيَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ

مَعْنَاهُ الرَّجُلُ يَعْمَلُ الشَّيْءَ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا تَثَبُّتٍ وَلَا نَظَرٍ فِي الْعَاقِبَةِ فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَائْتَمَرَ الْأَمْرَ أَيِ امْتَثَلَهُ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَيَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ

أَيْ مَا تَأْمُرُهُ بِهِ نَفْسُهُ فَيَرَى أَنَّهُ رَشَدَ فَرُبَّمَا ڪَانَ هَلَاكُهُ فِي ذَلِكَ. وَيُقَالُ: ائْتَمَرُوا بِهِ إِذَا هَمُّوا بِهِ وَتَشَاوَرُوا فِيهِ. وَالِائْتِمَارُ وَالِاسْتِئْمَارُ: الْمُشَاوَرَةُ، وَكَذَلِكَ التَّآمُرُ، عَلَى وَزْنِ التَّفَاعُلِ. وَالْمُؤْتَمِرُ: الْمُسْتَبِدُّ بِرَأْيِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى الْقَوْلِ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي رِوَايَةِ بَعْضِهِمْ:

أَحَارُ بْنَ عَمْرٍو ڪَأَنِّي خَمِرْ     وَيَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ

وَيُقَالُ: بَلْ أَرَادَ أَنَّ الْمَرْءَ يَأْتَمِرُ لِغَيْرِهِ بِسُوءٍ فَيَرْجِعُ وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وَآمَرَهُ فِي أَمْرِهِ وَوَامَرَهُ وَاسْتَأْمَرَهُ: شَاوَرَهُ. قَاْلَ غَيْرُهُ: آمَرْتُهُ فِي أَمْرِي مُؤَامَرَةً إِذَا شَاوَرْتَهُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: وَأَمَرْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمِيرِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ جِبْرِيلُ أَيْ صَاحِبُ أَمْرِي وَوَلِيِّي. وَكُلُّ مَنْ فَزَعْتَ إِلَى مُشَاوَرَتِهِ وَمُؤَامَرَتِهِ، فَهُوَ أَمِيرُكَ; وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ أَيْ شَاوَرَ نَفْسَهُ وَارْتَأَى فِيهِ قَبْلَ مُوَاقَعَةِ الْأَمْرِ، وَقِيلَ: الْمُؤْتَمِرُ الَّذِي يَهُمُّ بِأَمْرٍ يَفْعَلُهُ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَا يَأْتَمِرُ رَشَدًا أَيْ لَا يَأْتِي بِرَشَدٍ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ فَعَلَ فِعْلًا مِنْ غَيْرِ مُشَاوِرَةٍ: ائْتَمَرَ، ڪَأَنَّ نَفْسَهُ أَمَرَتْهُ بِشَيْءٍ فَأْتَمَرَ أَيِ أَطَاعَهَا; وَمِنَ الْمُؤَامَرَةِ الْمُشَاوَرَةُ، فِي الْحَدِيثِ: آمِرُوا النِّسَاءَ فِي أَنْفُسِهِنَّ أَيْ شَاوِرُوهُنَّ فِي تَزْوِيجِهِنَّ. قَالَ: وَيُقَالُ فِيهِ وَأَمَرْتُهُ، وَلَيْسَ بِفَصِيحٍ. قَالَ: وَهَذَا أَمْرُ نَدْبٍ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ مِثْلَ قَوْلِهِ: الْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ الثَّيِّبَ دُونَ الْبِكْرِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إِذْنِهِنَّ فِي النِّكَاحِ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ بَقَاءً لِصُحْبَةِ الزَّوْجِ إِذَا ڪَانَ بِإِذْنِهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: آمِرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ، هُوَ مِنْ جِهَةِ اسْتِطَابَةِ أَنْفُسِهِنَّ وَهُوَ أَدْعَى لِلْأُلْفَةِ، وَخَوْفًا مِنْ وُقُوعِ الْوَحْشَةِ بَيْنَهُمَا، إِذَا لَمْ يَكُنْ بِرِضَا الْأُمِّ إِذِ الْبَنَاتُ إِلَى الْأُمَّهَاتِ أَمْيَلُ وَفِي سَمَاعِ قَوْلِهِنَّ أَرْغَبُ، وَلِأَنَّ الْمَرْأَةَ رُبَّمَا عَلِمَتْ مِنْ حَالِ بِنْتِهَا الْخَافِي عَنْ أَبِيهَا أَمْرًا لَا يَصْلُحُ مَعَهُ النِّكَاحُ، مِنْ عِلَّةٍ تَكُونُ بِهَا، أَوْ سَبَبٍ يَمْنَعُ مِنْ وَفَاءِ حُقُوقِ النِّكَاحِ، وَعَلَى نَحْوٍ مِنْ هَذَا يُتَأَوَّلُ قَوْلُهُ: لَا تُزَوَّجُ الْبِكْرُ إِلَّا بِإِذْنِهَا، وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا لِأَنَّهَا قَدْ تَسْتَحِي أَنْ تُفْصِحَ بِالْإِذْنِ وَتُظْهِرَ الرَّغْبَةَ فِي النِّكَاحِ، فَيُسْتَدَلُّ بِسُكُوتِهَا عَلَى رِضَاهَا وَسَلَامَتِهَا مِنَ الْآفَةِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ وَالثَّيِّبُ تُسْتَأْمَرُ، لِأَنَّ الْإِذْنَ يُعْرَفُ بِالسُّكُوتِ وَالْأَمْرَ لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِالنُّطْقِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُتْعَةِ: فَآمَرَتْ نَفْسَهَا أَيْ شَاوَرَتْهَا وَاسْتَأْمَرَتْهَا. وَرَجُلٌ إِمَّرٌ وَإِمَّرَةٌ وَأَمَّارَةٌ: يَسْتَأْمِرُ ڪُلَّ أَحَدٍ فِي أَمْرِهِ. وَالْأَمِيرُ: الْمَلِكُ لِنَفَاذِ أَمْرِهِ بَيِّنُ الْإِمَارَةِ وَالْأَمَارَةِ، وَالْجَمْعُ أُمَرَاءُ. وَأَمَرَ عَلَيْنَا يَأْمُرُ أَمْرًا وَأَمُرَ وَأَمِرَ: ڪَوَلِيَ; قَالَ: قَدْ أَمِرَ الْمُهَلَّبُ فَكَرْنِبُوا وَدَوْلِبُوا وَحَيْثُ شِئْتُمْ فَاذْهَبُوا. وَأَمَرَ الرَّجُلُ يَأْمُرُ إِمَارَةً إِذَا صَارَ عَلَيْهِمْ أَمِيرًا. وَأَمَّرَ أَمَارَةً إِذَا صَيَّرَ عَلَمًا. وَيُقَالُ: مَا لَكَ فِي الْإِمْرَةِ وَالْإِمَارَةِ خَيْرٌ، بِالْكَسْرِ. وَأُمِّرَ فُلَانٌ إِذَا صُيِّرَ أَمِيرًا. وَقَدْ أَمِرَ فُلَانٌ وَأَمُرَ، بِالضَّمِّ، أَيْ صَارَ أَمِيرًا، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ; قَاْلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيُّ:

وَلَوْ جَاءُوا بِرَمْلَةَ أَوْ بِهِنْدٍ     لَبَايَعْنَا أَمِيرَةَ مُؤْمِنِينَا

وَالْمُصْدَرُ الْإِمْرَةُ وَالْإِمَارَةُ بِالْكَسْرِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ الْفَرَّاءِ: ڪَانَ ذَلِكَ إِذْ أَمَرَ عَلَيْنَا الْحَجَّاجُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهِيَ الْإِمْرَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَمَا إِنَّ لَهُ إِمْرَةً ڪَلَعْقَةِ الْكَلْبِ لَبَنَهُ; الْإِمْرَةُ، بِالْكَسْرِ: الْإِمَارَةُ; وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ: لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ. قَالُوا: عَلَيْكَ أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ فَفَتَحُوا. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ: لَكَ عَلِيَّ أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ، وَمَعْنَاهُ لَكَ عَلِيَّ أَمْرَةٌ أُطِيعُكَ فِيهَا، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْأُمُورِ، وَلَا تَقُلْ: إِمْرَةٌ، بِالْكَسْرِ، إِنَّمَا الْإِمْرَةُ مِنَ الْوِلَايَةِ. وَالتَّأْمِيرُ: تَوْلِيَةُ الْإِمَارَةِ. وَأَمِيرٌ مُؤَمَّرٌ: مُمَلَّكٌ. وَأَمِيرُ الْأَعْمَى: قَائِدُهُ لِأَنَّهُ يَمْلِكُ أَمْرَهُ; وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:

إِذَا ڪَانَ هَادِي الْفَتَى فِي الْبِلَا     دِ صَدْرَ الْقَنَاةِ أَطَاعَ الْأَمِيرَا

وَأُولُو الْأَمْرِ: الرُّؤَسَاءُ وَأَهْلُ الْعِلْمِ. وَأَمِرَ الشَّيْءُ أَمَرًا وَأَمَرَةً، فَهُوَ أَمِرٌ: ڪَثُرَ وَتَمَّ; قَالَ:

أُمُّ عِيَالٍ ضَنْؤُهَا غَيْرُ أَمِرْ

وَالِاسْمُ: الْإِمْرُ. وَزَرْعٌ أَمِرٌ: ڪَثِيرٌ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ أَمِرٌ: مُبَارَكٌ يُقْبِلُ عَلَيْهِ الْمَالُ. وَامْرَأَةٌ أَمِرَةٌ: مُبَارَكَةٌ عَلَى بَعْلِهَا، وَكُلُّهُ مِنَ الْكَثْرَةِ. قَالُوا: فِي وَجْهِ مَالِكَ تَعْرِفُ أَمَرَتَهُ، وَهُوَ الَّذِي تَعْرِفُ فِيهِ الْخَيْرَ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَرَتُهُ: زِيَادَتُهُ وَكَثْرَتُهُ. وَمَا أَحْسَنَ أَمَارَتَهُمْ أَيْ مَا يَكْثُرُونَ وَيَكْثُرُ أَوْلَادُهُمْ وَعَدَدُهُمْ. الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ: فِي وَجْهِ الْمَالِ الْأَمِرِ تَعْرِفُ أَمَرَتَهُ أَيْ زِيَادَتَهُ وَنَمَاءَهُ وَنَفَقَتَهُ. تَقُولُ: فِي إِقْبَالِ الْأَمْرِ تَعْرِفُ صَلَاحَهُ. وَالْأَمَرَةُ: الزِّيَادَةُ وَالنَّمَاءُ وَالْبَرَكَةُ. وَيُقَالُ: لَا جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ أَمَرَةً أَيْ بَرَكَةً; مِنْ قَوْلِكَ: أَمِرَ الْمَالُ إِذَا ڪَثُرَ. قَالَ: وَوَجْهُ الْأَمْرِ أَوَّلُ مَا تَرَاهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: تَعْرِفُ أَمَرَتَهُ مِنْ أَمِرَ الْمَالُ إِذَا ڪَثُرَ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ: فِي وَجْهِ الْمَالِ تَعْرِفُ أَمَرَتَهُ أَيْ نُقْصَانَهُ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ مَا قَاْلَ الْفَرَّاءُ فِي الْأَمَرِ أَنَّهُ الزِّيَادَةُ. قَاْلَ ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا فِي وَجْهِ مَالِكَ تَعْرِفُ أَمَرَتَهُ أَيْ يُمْنَهُ، وَأَمَارَتَهُ مِثْلُهُ وَأَمْرَتَهُ. وَرَجُلٌ أَمِرٌ وَامْرَأَةٌ أَمِرَةٌ إِذَا ڪَانَا مَيْمُونَيْنِ. وَالْإِمَّرُ: الصَّغِيرُ مِنَ الْحُمْلَانِ أَوْلَادِ الضَّأْنِ، وَالْأُنْثَى إِمَّرَةٌ، وَقِيلَ: هُمَا الصَّغِيرَانِ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا وَصَفُوهُ بِالْإِعْدَامِ: مَا لَهُ إِمَّرٌ وَلَا إِمَّرَةٌ أَيْ مَا لَهُ خَرُوفٌ وَلَا رِخْلٌ، وَقِيلَ: مَا لَهُ شَيْءٌ. وَالْإِمَّرُ: الْخَرُوفُ: وَالْإِمَّرَةُ: الرِّخْلُ، وَالْخَرُوفُ ذَكَرٌ، وَالرِّخْلُ أُنْثَى. قَاْلَ السَّاجِعُ: إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا فَلَا تَغْذُوَنَّ إِمَّرَةً وَلَا إِمَّرًا. وَرَجُلٌ إِمَّرٌ وَإِمَّرَةٌ: أَحْمَقُ ضَعِيفٌ لَا رَأْيَ لَهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا عَقْلَ لَهُ إِلَّا مَا أَمَرْتَهُ بِهِ لِحُمْقِهِ، مِثَالُ إِمَّعٍ وَإِمَّعَةٍ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَلَيْسَ بِذِي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ     إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهًا أَصْحَبَا

وَيُقَالُ: رَجُلٌ إِمَّرٌ لَا رَأْيَ لَهُ فَهُوَ يَأْتَمِرُ لِكُلِّ آمِرٍ وَيُطِيعُهُ. وَأَنْشَدَ شَمِرٌ: إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا فَلَا تُرْسِلْ فِيهَا إِمَّرَةً وَلَا إِمَّرًا; قَالَ: مَعْنَاهُ لَا تُرْسِلْ فِي الْإِبِلِ رَجُلًا لَا عَقْلَ لَهُ يُدَبِّرُهَا. وَفِي حَدِيثِ آدَمَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: مَنْ يُطِعْ إِمَّرَةً لَا يَأْكُلْ ثَمَرَةً. الْإِمَّرَةُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ: تَأْنِيثُ الْإِمَّرِ، وَهُوَ الْأَحْمَقُ الضَّعِيفُ الرَّأْيِ الَّذِي يَقُولُ لِغَيْرِهِ: مُرْنِي بِأَمْرِكَ، أَيْ مَنْ يُطِعِ امْرَأَةً حَمْقَاءَ يُحْرَمَ الْخَيْرَ. قَالَ: وَقَدْ تُطْلَقُ الْإِمَّرَةُ عَلَى الرَّجُلِ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. يُقَالُ: رَجُلٌ إِمَّعَةٌ. وَالْإِمَّرَةُ أَيْضًا: النَّعْجَةُ وَكَنَّى بِهَا عَنِ الْمَرْأَةِ ڪَمَا ڪُنِّيَ عَنْهَا بِالشَّاةِ. قَاْلَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ: رَجُلٌ إِمَّرٌّ. قَالَ: يُشَبَّهُ بِالْجَدْيِ. وَالْأَمَرُ: الْحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا أَمَرَةٌ قَاْلَ أَبُو زُبَيْدٍ مِنْ قَصِيدَةٍ يَرْثِي فِيهَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:

يَا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ ڪَانَ الَّذِي زَعَمُوا     حَقًّا وَمَاذَا يَرُدُّ الْيَوْمَ تَلْهِيفِي؟
إِنْ ڪَانَ عُثْمَانُ أَمْسَى فَوْقَهُ أَمَرٌ     ڪَرَاقِبِ الْعُونِ فَوْقَ الْقُبَّةِ الْمُوفِي

وَالْعُونُ: جَمَعَ عَانَةٍ، وَهِيَ حُمُرُ الْوَحْشِ، وَنَظِيرُهَا مِنَ الْجَمْعِ قَارَةٌ وَقُورٌ، وَسَاحَةٌ وَسُوحٌ. وَجَوَابُ إِنِ الشَّرْطِيَّةِ أَغْنَى عَنْهُ مَا تَقَدَّمَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ; وَشَبَّهَ الْأَمَرَ بِالْفَحْلِ يَرْقُبُ عُونَ أُتُنِهِ. وَالْأَمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ أَمَرَةٍ، وَهِيَ الْعَلَمُ الصَّغِيرُ مِنْ أَعْلَامِ الْمَفَاوِزِ مِنْ حِجَارَةٍ، وَهُوَ يَفْتَحُ الْهَمْزَةَ وَالْمِيمَ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَا بِهَا أَمَرٌ أَيْ عَلَمٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأَمَرَاتُ الْأَعْلَامُ، وَاحِدَتُهَا أَمَرَةٌ. قَاْلَ غَيْرُهُ: وَأَمَارَةٌ مِثْلُ أَمَرَةٍ، قَاْلَ حُمَيْدٌ:

بِسَوَاءِ مَجْمَعَةٍ ڪَأَنَّ أَمَارَةً     مِنْهَا إِذَا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ

وَكُلُّ عَلَامَةٍ تُعَدُّ فَهِيَ أَمَارَةٌ. وَتَقُولُ: هِيَ أَمَارَةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيْ عَلَامَةٌ; وَأَنْشَدَ:

إِذَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ فَإِنَّهَا     أَمَارَةُ تَسْلِيمِي عَلَيْكِ فَسَلِّمِي

ابْنُ سِيدَهْ: وَالْأَمَرَةُ الْعَلَامَةُ، وَالْجَمْعُ ڪَالْجَمْعِ وَالْأَمَارُ: الْوَقْتُ وَالْعَلَامَةُ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِهِ فَارْتَدَّتِ     إِلَى أَمَارٍ وَأَمَارٍ مُدَّتِي

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ وَأَمَارِ مُدَّتِي بِالْإِضَافَةِ، وَالضَّمِيرُ الْمُرْتَفِعُ فِي رَدَّهَا يَعُودُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالْهَاءُ فِي رَدَّهَا أَيْضًا ضَمِيرُ نَفْسِ الْعَجَّاجِ; يَقُولُ: إِذْ رَدَّ اللَّهُ نَفْسِي بِكَيْدِهِ وَقُوَّتِهِ إِلَى وَقْتِ انْتِهَاءِ مُدَّتِي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ابْعَثُوا بِالْهَدْيِ وَاجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ يَوْمَ أَمَارٍ; الْأَمَارُ وَالْأَمَارَةُ: الْعَلَامَةُ، وَقِيلَ: الْأَمَارُ جَمْعُ الْأَمَارَةِ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَهَلْ لِلسَّفَرِ أَمَارَةٌ؟ وَالْأَمَرَةُ: الرَّابِيَةُ، وَالْجَمْعُ أَمَرٌ. وَالْأَمَارَةُ وَالْأَمَارُ: الْمَوْعِدُ وَالْوَقْتُ الْمَحْدُودُ; وَهُوَ أَمَارٌ لِكَذَا أَيْ عَلَمٌ. وَعَمَّ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ بِالْأَمَارَةِ الْوَقْتَ فَقَالَ: الْأَمَارَةُ الْوَقْتُ، وَلَمْ يُعَيِّنْ أَمَحْدُودٌ أَمْ غَيْرُ مَحْدُودٍ؟ ابْنُ شُمَيْلٍ: الْأَمَرَةُ مِثْلُ الْمَنَارَةِ، فَوْقَ الْجَبَلِ، عَرِيضٌ مِثْلُ الْبَيْتِ وَأَعْظَمُ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ أَرْبَعُونَ قَامَةً صُنِعَتْ عَلَى عَهْدِ عَادٍ وَإِرَمَ، وَرُبَّمَا ڪَانَ أَصْلُ إِحْدَاهُنَّ مِثْلَ الدَّارِ، وَإِنَّمَا هِيَ حِجَارَةٌ مُكَوَّمَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، قَدْ أُلَزِّقَ مَا بَيْنَهَا بِالطِّينِ وَأَنْتَ تَرَاهَا ڪَأَنَّهَا خِلْقَةٌ. الْأَخْفَشُ: يُقَالُ أَمِرَ أَمْرُهُ يَأْمَرُ أَمْرًا أَيِ اشْتَدَّ، وَالِاسْمُ الْإِمْرُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، قَاْلَ الرَّاجِزُ:

قَدْ لَقِيَ الْأَقْرَانُ مِنِّي نُكْرًا     دَاهِيَةً دَهْيَاءَ إِدًّا إِمْرًا

وَيُقَالُ عَجَبًا. وَأَمْرٌ إِمْرٌ: عَجَبٌ مُنْكَرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا; قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَيْ جِئْتَ شَيْئًا عَظِيمًا مِنَ الْمُنْكَرِ، وَقِيلَ: الْإِمْرُ، بِالْكَسْرِ، الْأَمْرُ الْعَظِيمُ الشَّنِيعُ، وَقِيلَ: الْعَجِيبُ، قَالَ: وَ ” نُكْرًا ” أَقَلُّ مِنْ قَوْلِهِ ” إِمْرًا “، لِأَنَّ تَغْرِيقَ مَنْ فِي السَّفِينَةِ أَنْكَرُ مِنْ قَتْلِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ الْكِسَائِيُّ إِلَى أَنَّ مَعْنَى إِمْرًا شَيْئًا دَاهِيًا مُنْكَرًا عَجَبًا، وَاشْتَقَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَمِرَ الْقَوْمُ إِذَا ڪَثُرُوا. وَأَمَّرَ الْقَنَاةَ: جَعَلَ فِيهَا سِنَانًا. وَالْمُؤَمَّرُ: الْمُحَدَّدُ، وَقِيلَ: الْمَوْسُومُ. وَسِنَانٌ مُؤَمَّرٌ أَيْ مُحَدَّدٌ; قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وَقَدْ ڪَانَ فِينَا مَنْ يَحُوطُ ذِمَارَنَا     وَيَحْذِي الْكَمِيَّ الزَّاعِبِيَّ الْمُؤَمَّرَا

وَالْمُؤَمَّرُ أَيْضًا: الْمُسَلَّطُ. وَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَيْ تَسَلَّطَ. قَاْلَ خَالِدٌ فِي تَفْسِيرِ ” الزَّاعِبِيَّ الْمُؤَمَّرَا “، قَالَ: هُوَ الْمُسَلَّطُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَمِّرْ قَنَاتَكَ أَيِ اجْعَلْ فِيهَا سِنَانًا. وَالزَّاعِبِيُّ: الرُّمْحُ الَّذِي إِذَا هُزَّ تَدَافَعَ ڪُلُّهُ ڪَأَنَّ مُؤَخَّرَهُ يَجْرِي فِي مُقَدَّمِهِ; وَمِنْهُ قِيلَ: مَرَّ يَزْعَبُ بِحِمْلِهِ إِذَا ڪَانَ يَتَدَافَعُ; حَكَاهُ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أُمِّرَ وَأُمِّرَ عَلَيْهِ إِذَا ڪَانَ وَالِيًا، وَقَدْ ڪَانَ سُوقَةً أَيْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ. وَمَا بِهَا أَمَرٌ أَيْ مَا بِهَا أَحَدٌ. وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِتَامُورِكَ; تَامُورُهُ: وِعَاؤُهُ، يُرِيدُ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا عِنْدَكَ وَبِنَفْسِكَ. وَقِيلَ: التَّامُورُ النَّفْسُ وَحَيَاتُهَا، وَقِيلَ الْعَقْلُ. وَالتَّامُورُ أَيْضًا: دَمُ الْقَلْبِ وَحَبَّتُهُ وَحَيَاتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلْبُ نَفْسُهُ، وَرُبَّمَا جُعِلَ خَمْرًا، وَرُبَّمَا جُعِلَ صِبْغًا عَلَى التَّشْبِيهِ. وَالتَّامُورُ: الْوَلَدُ. وَالتَّامُورُ: وَزِيرُ الْمَلِكِ. وَالتَّامُورُ: نَامُوسُ الرَّاهِبِ. وَالتَّامُورَةُ: عِرِّيسَةُ الْأَسَدِ، وَقِيلَ: أَصْلُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ سُرْيَانِيَّةٌ، وَالتَّامُورَةُ: الْإِبْرِيقُ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

وَإِذَا لَهَا تَامُورَةٌ مَرْفُوعَةٌ     لِشَرَابِهَا……

وَالتَّامُورَةُ: الْحُقَّةُ. وَالتَّامُورِيُّ وَالتَّأْمُرِيُّ وَالتُّؤْمُرِيُّ: الْإِنْسَانُ; وَمَا رَأَيْتُ تَامُرِيًّا أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ. وَمَا بِالدَّارِ تَأْمُورٌ أَيْ مَا بِهَا أَحَدٌ. وَمَا بِالرَّكِيَّةِ تَامُورٌ، يَعْنِي الْمَاءَ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ قِيَاسٌ عَلَى الْأَوَّلِ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَيْهِ أَنَّ التَّاءَ زَائِدَةٌ فِي هَذَا ڪُلِّهِ لِعَدَمِ فَعْلُولٍ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ. وَالتَّامُورُ: مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ. وَالتَّامُورُ: جِنْسٌ مِنَ الْأَوْعَالِ أَوْ شَبِيهٌ بِهَا لَهُ قَرْنٌ وَاحِدٌ مُتَشَعِّبٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ. وَآمِرٌ: السَّادِسُ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ، وَمُؤْتَمِرٌ: السَّابِعُ مِنْهَا; قَاْلَ أَبُو شِبْلٍ الْأَعْرَابِيُّ:

كُسِعَ الشِّتَاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ     بِالصِّنِّ وَالصِّنَّبْرِ وَالْوَبْرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخِيهِ مُؤْتَمَرٍ     وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئِ الْجَمْرِ

كَأَنَّ الْأَوَّلَ مِنْهُمَا يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْحَذَرِ، وَالْآخَرُ يُشَاوِرُهُمْ فِي الظَّعَنِ أَوِ الْمُقَامِ، وَأَسْمَاءُ أَيَّامِ الْعَجُوزِ مَجْمُوعَةٌ فِي مَوْضِعِهَا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: قَاْلَ الْبُسْتِيُّ: سُمِّيَ أَحَدُ أَيَّامِ الْعَجُوزِ آمِرًا لِأَنَّهُ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْحَذَرِ مِنْهُ، وَسُمِّيَ الْآخَرُ مُؤْتَمَرًا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا خَطَأٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ آمِرًا لِأَنَّ النَّاسَ يُؤَامِرُ فِيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِلظَّعْنِ أَوِ الْمُقَامِ فَجُعِلَ الْمُؤْتَمَرُ نَعْتًا لِلْيَوْمِ; وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُؤْتَمَرُ فِيهِ ڪَمَا يُقَالُ لَيْلٌ نَائِمٌ يُنَامُ فِيهِ، وَيَوْمٌ عَاصِفٌ تَعْصِفُ فِيهِ الرِّيحُ، وَنَهَارٌ صَائِمٌ إِذَا ڪَانَ يَصُومُ فِيهِ، وَمِثْلُهُ ڪَثِيرٌ فِي ڪَلَامِهِمْ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ وَلَا سُمِعَ مِنْ عَرَبِيٍّ ائْتَمَرْتُهُ أَيْ آذَنْتُهُ فَهُوَ بَاطِلٌ. وَمُؤْتَمِرٌ وَالْمُؤْتَمِرُ: الْمُحَرَّمُ، أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

نَحْنُ أَجَرْنَا ڪُلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ     فِي الْحَجِّ مِنْ قَبْلِ دَآدِي الْمُؤْتَمِرْ

أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ، قَالَ: الْقَتِرُ الْمُتَكَبِّرُ. وَالْجَمْعُ مَآمِرُ وَمَآمِيرُ. قَاْلَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: ڪَانَتْ عَادٌ تُسَمِّي الْمُحَرَّمَ مُؤْتَمِرًا، وَصَفَرَ نَاجِرًا، وَرَبِيعًا الْأَوَّلَ خُوَّانًا، وَرَبِيعًا الْآخَرَ بُصَانًا، وَجُمَادَى الْأُولَى رُبَّى، وَجُمَادَى الْآخَرَ حَنِينًا، وَرَجَبَ الْأَصَمَّ، وَشَعْبَانَ عَاذِلًا، وَرَمَضَانَ نَاتِقًا، وَشَوَّالًا وَعِلًا، وَذَا الْقَعْدَةِ وَرْنَةَ، وَذَا الْحِجَّةِ بُرَكَ. وَإِمَّرَةٌ: بَلَدٌ، قَاْلَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ:

وَأَهْلُكَ بَيْنَ إِمَّرَةٍ وَكِيرِ

وَوَادِي الْأُمَيِّرَ: مَوْضِعٌ; قَاْلَ الرَّاعِي:

وَافْزَعْنَ فِي وَادِي الْأُمَيِّرِ بَعْدَمَا     ڪَسَا الْبَيْدَ سَافِي الْقَيْظَةِ الْمُتَنَاصِرُ

وَيَوْمُ الْمَأْمُورِ: يَوْمٌ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ ڪَعْبٍ عَلَى بَنِي دَارِمٍ; وَإِيَّاهُ عَنَى الْفَرَزْدَقُ بِقَوْلِهِ:

هَلْ تَذْكُرُونَ بَلَاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفَا     أَوْ تَذْكُرُونَ فَوَارِسَ الْمَأْمُورِ؟

وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ أَمَرَ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ، مَوْضِعٌ مِنْ دِيَارِ غَطَفَانَ خَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِجَمْعٍ مُحَارِبٍ.

معنى كلمة أمر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمد: الْأَمَدُ: الْغَايَةُ ڪَالْمَدَى; يُقَالُ: مَا أَمَدُكَ؟ أَيْ مُنْتَهَى عُمُرِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَا يَكُونُوا ڪَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ; قَاْلَ شَمِرٌ: الْأَمَدُ مُنْتَهَى الْأَجَلِ، قَاْلَ وَلِلْإِنْسَانِ أَمَدَانِ أَحَدُهُمَا ابْتِدَاءُ خَلْقِهِ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ مَوْلِدِهِ، وَالْأَمَدُ الثَّانِي الْمَوْتُ; وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ حِينَ سَأَلَ الْحَسَنَ فَقَالَ لَهُ: مَا أَمَدُكَ؟ قَالَ: سَنَتَانِ مِنْ خِلَافِهِ عُمَرَ; أَرَادَ أَنَّهُ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. وَالْأَمَدُ: الْغَضَبُ; أَمِدَ عَلَيْهِ وَأَبِدَ إِذَا غَضِبَ عَلَيْهِ. وَآمِدُ: بَلَدٌ مَعْرُوفٌ فِي الثُّغُورِ قَالَ:

بِآمِدَ مَرَّةً وَبِرَأْسِ عَيْنٍ وَأَحْيَانًا بِمَيَّا فَارِقِينَا

ذَهَبَ إِلَى الْأَرْضِ أَوِ الْبُقْعَةِ فَلَمْ يُصْرَفْ. وَالْإِمِّدَانُ: الْمَاءُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ; عَنْ ڪُرَاعٍ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وَأَمَدُ الْخَيْلِ فِي الرِّهَانِ: مَدَافِعُهَا فِي السِّبَاقِ وَمُنْتَهَى غَايَاتِهَا الَّذِي تَسْبِقُ إِلَيْهِ; وَمِنْهُ قَوْلُالنَّابِغَةِ:

سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْأَمَدِ

أَيْ غَلَبَ عَلَى مُنْتَهَاهُ حِينَ سَبَقَ رَسِيلَهُ إِلَيْهِ. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلسَّفِينَةِ إِذَا ڪَانَتْ مَشْحُونَةً: عَامِدٌ وَآمِدٌ وَعَامِدَةٌ وَآمِدَةٌ، قَالَ: السَّامِدُ الْعَاقِلُ، وَالْآمِدُ: الْمَمْلُوءُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.

معنى كلمة أمد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمح: الْأَزْهَرِيُّ: قَاْلَ فِي النَّوَادِرِ: أَمَحَ الْجُرْحُ يَأْمِحُ أَمَحَانًا وَنَبَذَ وَأَزَّ وَذَرِبَ وَنَتَعَ وَنَبَغَ إِذَا ضَرَبَ بِوَجَعٍ.

معنى كلمة أمح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمج: الْأَمَجُ: حَرٌّ وَعَطَشٌ; يُقَالُ: صَيْفٌ أَمَجٌ أَيْ شَدِيدُ الْحَرِّ، وَقِيلَ: الْأَمَجُ شِدَّةُ الْحَرِّ وَالْعَطَشِ وَالْأَخْذُ بِالنَّفَسِ. الْأَصْمَعِيُّ: الْأَمَجُ تَهَوُّجُ الْحُرِّ; وَأَنْشَدَ لِلْعَجَّاجِ:
حَتَّى إِذَا مَا الصَّيْفُ ڪَانَ أَمَجَا وَفَرَغَا مِنْ رَعْيِ مَا تَلَزَّجَا
وَأَمِجَتِ الْإِبِلُ تَأْمَجُ أَمَجًا إِذَا اشْتَدَّ بِهَا حَرٌّ أَوْ عَطَشٌ. أَبُو عَمْرٍو: وَأَمَجَ إِذَا سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا، بِالتَّخْفِيفِ. وَأَمَجُ: مَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى إِذَا ڪَانَ بِالْكَدِيدِ مَاءٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمَجٍ. أَمَجُ، بِفُتْحَتَيْنِ وَجِيمٍ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَأَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ:

حُمَيْدُ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ     أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الْأَصْلَعُ

معنى كلمة أمج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمت: أَمَتَ الشَّيْءَ يَأْمِتُهُ أَمْتًا، وَأَمَّتَهُ: قَدَّرَهُ وَحَزَرَهُ. وَيُقَالُ: ڪَمْ أَمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْكُوفَةِ؟ أَيْ قَدْرُ. وَأَمَتُّ الْقَوْمَ آمِتُهُمْ أَمْتًا إِذَا حَزَرْتَهُمْ. وَأَمَتُّ الْمَاءَ أَمْتًا إِذَا قَدَّرْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ; قَاْلَ رُؤْبَةُ:
فِي بَلْدَةٍ يَعْيَا بِهَا الْخِرِّيتُ رَأْيُ الْأَدِلَّاءِ بِهَا شَتِيتُ     أَيْهَاتَ مِنْهَا مَاؤُهَا الْمَأْمُوتُ
الْمَأْمُوتُ: الْمَحْزُورُ. وَالْخِرِّيتُ: الدَّلِيلُ الْحَاذِقُ. وَالشَّتِيتُ: الْمُتَفَرِّقُ، وَعَنَى بِهِ هَاهُنَا الْمُخْتَلِفَ. الصِّحَاحُ: وَأَمَتُّ الشَّيْءَ أَمْتًا قَصَدْتُهُ، وَقَدَّرْتُهُ; يُقَالُ: هُوَ إِلَى أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَيْ مَوْقُوتٍ. وَيُقَالُ: امْتِ يَا فُلَانُ هَذَا لِي ڪَمْ هُوَ؟ أَيِ احْزِرْهُ ڪَمْ هُوَ؟ وَقَدْ أَمَتُّهُ آمِتُهُ أَمْتًا. وَالْأَمْتُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَشَيْءٌ مَأْمُوتٌ: مَعْرُوفٌ. وَالْأَمْتُ: الِانْخِفَاضُ، وَالِارْتِفَاعُ، وَالِاخْتِلَافُ فِي الشَّيْءِ. وَأُمِّتَ بِالشَّرِّ: أُبِنَ بِهِ; قَاْلَ ڪُثَيِّرُ عِزَّةَ:

يَئُوبُ أُولُو الْحَاجَاتِ مِنْهُ إِذَا بَدَا     إِلَى طَيِّبِ الْأَثْوَابِ، غَيْرِ مُؤَمَّتٍ

وَالْأَمْتُ: الطَّرِيقَةُ الْحَسَنَةُ. وَالْأَمْتُ: الْعِوَجُ. قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا أَمْتٌ فِي الْحَجَرِ لَا فِيكَ أَيْ لِيَكُنِ الْأَمْتُ فِي الْحِجَارَةِ لَا فِيكَ; وَمَعْنَاهُ:  أَبْقَاكَ اللَّهُ بَعْدَ فَنَاءِ الْحِجَارَةِ، وَهِيَ مِمَّا يُوصَفُ بِالْخُلُودِ وَالْبَقَاءِ، أَلَا تَرَاهُ ڪَيْفَ قَالَ:

مَا أَنْعَمَ الْعَيْشَ! لَوْ أَنَّ الْفَتَى حَجَرٌ     تَنْبُو الْحَوَادِثُ عَنْهُ وَهْوَ مَلْمُومُ

وَرَفَعُوهُ وَإِنْ ڪَانَ فِيهِ مَعْنَى الدُّعَاءِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِجَارٍ عَلَى الْفِعْلِ، وَصَارَ ڪَقَوْلِكَ التُّرَابُ لَهُ، وَحَسُنَ الِابْتِدَاءُ بِالنَّكِرَةِ، لِأَنَّهُ فِي قُوَّةِ الدُّعَاءِ. وَالْأَمْتُ: الرَّوَابِي الصِّغَارُ. وَالْأَمْتُ: النَّبَكُ; وَكَذَلِكَ عَبَّرَ عَنْهُ ثَعْلَبٌ. وَالْأَمْتُ: النِّبَاكُ، وَهِيَ التِّلَالُ الصِّغَارُ. وَالْأَمْتُ: الْوَهْدَةُ بَيْنَ ڪُلِّ نَشْزَيْنِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا أَيْ لَا انْخِفَاضَ فِيهَا وَلَا ارْتِفَاعَ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْأَمْتُ النَّبْكُ مِنَ الْأَرْضِ مَا ارْتَفَعَ، وَيُقَالُ: مَسَايِلُ الْأَوْدِيَةِ مَا تَسَفَّلَ. وَالْأَمْتُ. تَخَلْخُلُ الْقِرْبَةِ إِذَا لَمْ تُحْكَمْ أَفْرَاطُهَا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: قَدْ مَلَأَ الْقِرْبَةَ مَلْأً لَا أَمْتَ فِيهِ أَيْ لَيْسَ فِيهِ اسْتِرْخَاءٌ مِنْ شِدَّةِ امْتِلَائِهَا. وَيُقَالُ: سِرْنَا سَيْرًا لَا أَمْتَ فِيهِ أَيْ لَا ضَعْفَ فِيهِ، وَلَا وَهْنَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَمْتُ وَهْدَةٌ بَيْنَ نُشُوزٍ. وَالْأَمْتُ: الْعَيْبُ فِي الْفَمِ وَالثَّوْبِ وَالْحَجَرِ. وَالْأَمْتُ: أَنْ تَصُبَّ فِي الْقِرْبَةِ حَتَّى تَنْثَنِيَ، وَلَا تَمْلَأَهَا، فَيَكُونُ بَعْضُهَا أَشْرَفَ مِنْ بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ إِمَاتٌ وَأُمُوتٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لَيْسَ فِي الْخَمْرِ أَمْتٌ أَيْ لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ أَنَّهَا حَرَامٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا، وَأَنَا أَنْهَى عَنِ السُّكْرِ وَالْمُسْكِرِ; لَا أَمْتَ فِيهَا أَيْ، لَا عَيْبَ فِيهَا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: لَا شَكَّ فِيهَا وَلَا ارْتِيَابَ أَنَّهُ مِنْ تَنْزِيلِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَقِيلَ لِلشَّكِّ وَمَا يُرْتَابُ فِيهِ: أَمْتٌ؛ لِأَنَّ الْأَمْتَ الْحَزْرُ وَالتَّقْدِيرُ، وَيَدْخُلُهُمَا الظَّنُّ وَالشَّكُّ; وَقَوْلُ ابْنِ جَابِرٍ أَنْشَدَهُ شَمِرٌ:

وَلَا أَمْتَ فِي جُمْلٍ لَيَالِيَ سَاعَفَتْ     بِهَا الدَّارُ، إِلَّا أَنَّ جُمْلًا إِلَى بُخْلٍ

قَالَ: لَا أَمْتَ فِيهَا أَيْ لَا عَيْبَ فِيهَا. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا، مَعْنَاهُ غَيْرُ مَعْنَى مَا فِي الْبَيْتِ; أَرَادَ أَنَّهُ حَرَّمَهَا تَحْرِيمًا لَا هَوَادَةَ فِيهِ وَلَا لِينَ، وَلَكِنَّهُ شَدَّدَ فِي تَحْرِيمِهَا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ سِرْتُ سَيْرًا لَا أَمْتَ فِيهِ أَيْ لَا وَهْنَ فِيهِ وَلَا ضَعْفَ; وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّهُ حَرَّمَهَا تَحْرِيمًا لَا شَكَ فِيهِ; وَأَصْلُهُ مِنَ الْأَمْتِ بِمَعْنَى الْحَزْرِ، وَالتَّقْدِيرُ، لِأَنَّ الشَّكَّ يَدْخُلُهُمَا; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

مَا فِي انْطِلَاقِ رَكْبِهِ مِنْ أَمْتِ

أَيْ مِنْ فُتُورٍ وَاسْتِرْخَاءٍ.

معنى كلمة أمت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أما – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أما – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أما: الْأَمَةُ: الْمَمْلُوكَةُ خِلَافُ الْحُرَّةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْأَمَةُ الْمَرْأَةُ ذَاتُ الْعُبُودَةِ، وَقَدْ أَقَرَّتْ بِالْأُمُوَّةِ. تَقُولُ الْعَرَبُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الْإِنْسَانِ: رَمَاهُ اللَّهُ مِنْ ڪُلِّ أَمَةٍ بِحَجَرٍ; حَكَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأُرَاهُ مِنْ ڪُلِّ أَمْتٍ بِحَجَرٍ، وَجَمْعُ الْأَمَةِ أَمَوَاتٌ وَإِمَاءٌ وَآمٍ وَإِمْوَانٌ وَأُمْوَانٌ; ڪِلَاهُمَا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وَنَظِيرُهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَخٌ وَإِخْوَانٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
أَنَا ابْنُ أَسْمَاءَ أَعْمَامِي لَهَا وَأَبِي إِذَا تَرَامَى بَنُو الْإِمْوَانِ بِالْعَارِ
، وَقَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ:
أَمَّا الْإِمَاءُ فَلَا يَدْعُونَنِي وَلَدًا     إِذَا تَرَامَى بَنُو الْإِمْوَانِ بِالْعَارِ

وَيُرْوَى: بَنُو الْأُمْوَانِ; رَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ; قَاْلَ الشَّاعِرُ فِي آمٍ:

مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَهَا     فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا غَيْرُ آمٍ خَوَالِفِ

، قَاْلَ السُّلَيْكُ:

يَا صَاحِبَيَّ أَلَا لَا حَيَّ بِالْوَادِي     إِلَّا عَبِيدٌ وَآمٍ بَيْنَ أَذْوَادِ

، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي ڪَرِبَ:

وَكُنْتُمْ أَعْبُدًا أَوْلَادَ غَيْلٍ     بَنِي آمٍ مَرَنْ عَلَى السِّفَادِ

، قَاْلَ آخَرُ:

تَرَكْتُ الطَّيْرَ حَاجِلَةً عَلَيْهِ     ڪَمَا تَرْدَى إِلَى الْعُرُسَاتِ آمِ

وَأَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ:

تَمْشِي بِهَا رُبْدُ النَّعَا     مِ تَمَاشِيَ الْآمِ الزَّوَافِرِ

قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: الْآمِ جَمْعُ الْأَمَةِ، ڪَالنَّخْلَةِ وَالنَّخْلِ وَالْبَقْلَةِ وَالْبَقْلِ، وَقَالَ: وَأَصْلُ الْأَمَةِ أَمْوَةٌ، حَذَفُوا لَامَهَا لَمَّا ڪَانَتْ مِنْ حُرُوفِ اللِّينِ، فَلَمَّا جَمَعُوهَا عَلَى مِثَالِ نَخْلَةٍ وَنَخْلٍ، لَزِمَهُمْ أَنْ يَقُولُوا أَمَةٌ وَأَمٌ، فَكَرِهُوا أَنْ يَجْعَلُوهَا عَلَى حَرْفَيْنِ، وَكَرِهُوا أَنْ يَرُدُّوا الْوَاوَ الْمَحْذُوفَةَ لَمَّا ڪَانَتْ آخِرَ الِاسْمِ، يَسْتَثْقِلُونَ السُّكُوتَ عَلَى الْوَاوِ فَقَدَّمُوا الْوَاوَ فَجَعَلُوهَا أَلِفًا فِيمَا بَيْنَ الْأَلِفِ وَالْمِيمِ. قَاْلَ اللَّيْثُ: تَقُولُ ثَلَاثُ آمٍ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ أَفْعُلٍ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: لَمْ يَزِدِ اللَّيْثُ عَلَى هَذَا، قَالَ: وَأُرَاهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ ڪَانَ فِي الْأَصْلِ ثَلَاثٌ أَمْوُيٍ، قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ لِيَ الْمُنْذِرِيُّ أَصَحُّ وَأَقْيَسُ، لِأَنِّي لَمْ أَرَ فِي بَابِ الْقَلْبِ حَرْفَيْنِ حُوِّلَا، وَأُرَاهُ جُمِعَ عَلَى أَفْعُلٍ، عَلَى أَنَّ الْأَلِفَ الْأُولَى مِنْ آمٍ أَلِفُ أَفْعُلٍ، وَالْأَلِفُ الثَّانِيَةُ فَاءُ أَفْعُلٍ، وَحَذَفُوا الْوَاوَ مِنْ آمُوٍ، فَانْكَسَرَتِ الْمِيمُ ڪَمَا يُقَالُ فِي جَمْعِ جِرْوٍ ثَلَاثَةُ أَجْرٍ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ ثَلَاثَةُ أَجْرُوٍ فَلَمَّا حُذِفَتِ الْوَاوُ جُرَّتِ الرَّاءُ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَهُ أَبُو الْهَيْثَمِ قَوْلٌ حَسَنٌ قَالَ، قَاْلَ الْمُبَرِّدُ: أَصْلُ أَمَةٍ فَعَلَةٌ، مُتَحَرِّكَةَ الْعَيْنِ، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْأَسْمَاءِ عَلَى حَرْفَيْنِ إِلَّا وَقَدْ سَقَطَ مِنْهُ حَرْفٌ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِجَمْعِهِ أَوْ بِتَثْنِيَتِهِ أَوْ بِفِعْلٍ إِنْ ڪَانَ مُشْتَقًّا مِنْهُ لِأَنَّ أَقَلَّ الْأُصُولِ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ، فَأَمَةٌ الذَّاهِبُ مِنْهُ وَاوٌ لِقَوْلِهِمْ أُمْوَانٌ. قَالَ: وَأَمَةٌ فَعَلَةٌ مُتَحَرِّكَةٌ يُقَالُ فِي جَمْعِهَا آمٍ، وَوَزْنُ هَذَا أَفْعُلٌ ڪَمَا يُقَالُ أَكَمَةٌ وَآكُمٌ، وَلَا يَكُونُ فَعْلَةً عَلَى أَفْعُلٍ، ثُمَّ قَالُوا إِمْوَانٌ ڪَمَا قَالُوا إِخْوَانٌ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَمَلَ سِيبَوَيْهِ أَمَةً عَلَى أَنَّهَا فَعْلَةٌ لِقَوْلِهِمْ فِي تَكْسِيرِهَا آمٍ ڪَقَوْلِهِمْ أَكَمَةٌ وَآكُمٌ; قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِيهِ عِنْدِي أَنَّ حَرَكَةَ الْعَيْنِ قَدْ عَاقَبَتْ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ تَاءَ التَّأْنِيثِ، وَذَلِكَ فِي الْأَدْوَاءِ نَحْوَ رَمِثَ رَمَثًا وَحَبِطَ حَبَطًا، فَإِذَا أَلْحَقُوا التَّاءَ أَسْكَنُوا الْعَيْنَ فَقَالُوا حَقِلَ حَقْلَةً وَمَغِلَ مَغْلَةً، فَقَدْ تَرَى إِلَى مُعَاقَبَةِ حَرَكَةِ الْعَيْنِ تَاءَ التَّأْنِيثِ، وَمِنْ ثَمَّ قَوْلُهُمْ جَفْنَةٌ وَجَفَنَاتٌ وَقَصْعَةٌ وَقَصَعَاتٌ، لَمَّا حَذَفُوا التَّاءَ حَرَّكُوا الْعَيْنَ، فَلَمَّا تَعَاقَبَتِ التَّاءُ وَحَرَكَةُ الْعَيْنِ جَرَتَا فِي ذَلِكَ مُجْرَى الضِّدَّيْنِ الْمُتَعَاقِبَيْنِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَا فِي فَعَلَةٍ تَرَافَعَا أَحْكَامَهُمَا، فَأَسْقَطَتِ التَّاءُ حُكْمَ الْحَرَكَةِ وَأَسْقَطَتِ الْحَرَكَةُ حُكْمَ التَّاءِ، وَآلَ الْأَمْرُ بِالْمِثَالِ إِلَى أَنْ صَارَ ڪَأَنَّهُ فَعْلٌ، وَفَعْلٌ بَابُ تَكْسِيرِهِ أَفْعُلٌ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصْلُ أَمَةٍ أَمَوَةٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى آمٍ، وَهُوَ أَفْعُلٌ مِثْلُ أَيْنُقٍ. قَالَ: وَلَا يُجْمَعُ فَعْلَةٌ بِالتَّسْكِينِ عَلَى ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: قَاْلَ ابْنُ ڪَيْسَانَ يُقَالُ جَاءَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ، فَإِذَا ثَنَّيْتَ قُلْتَ جَاءَتْنِي أَمَتَا اللَّهِ، وَفِي الْجَمْعِ عَلَى التَّكْسِيرِ جَاءَنِي إِمَاءُ اللَّهِ، وَأُمْوَانُ اللَّهِ وَأَمَوَاتُ اللَّهِ، وَيَجُوزُ أَمَاتُ اللَّهِ، عَلَى النَّقْصِ. وَيُقَالُ: هُنَّ آمٌ لِزَيْدٍ، وَرَأَيْتُ آمِيًا لِزَيْدٍ، وَمَرَرْتُ بِآمٍ لِزَيْدٍ،  فَإِذَا ڪَثُرَتْ فَهِيَ الْإِمَاءُ وَالْإِمْوَانُ وَالْأُمْوَانُ. وَيُقَالُ: اسْتَأْمِ أَمَةً غَيْرَ أَمَتِكَ، بِتَسْكِينِ الْهَمْزَةِ، أَيِ اتَّخِذْ، وَتَأَمَّيْتُ أَمَةً. ابْنُ سِيدَهْ: وَتَأَمَّى أَمَةً اتَّخَذَهَا، وَأَمَّاهَا جَعَلَهَا أَمَةً. وَأَمَتِ الْمَرْأَةُ وَأَمِيَتْ وَأَمُوَتْ; الْأَخِيرَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أُمُوَّةً: صَارَتْ أَمَةً. قَاْلَ مُرَّةُ: مَا ڪَانَتْ أَمَةً وَلَقَدْ أَمُوَتْ أُمُوَّةً، وَمَا ڪُنْتِ أَمَةً وَلَقَدْ تَأَمَّيْتِ وَأَمِيتِ أُمُوَّةً. الْجَوْهَرِيُّ: وَتَأَمَّيْتُ أَمَةً أَيِ اتَّخَذْتُ أَمَةً; قَاْلَ رُؤْبَةُ:

يَرْضَوْنَ بِالتَّعْبِيدِ وَالتَّآمِي     وَلَقَدْ أَمَوْتِ أُمُوَّةً
.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ هُوَ يَأْتَمِي بِزَيْدٍ أَيْ يَأْتَمُّ بِهِ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

نَزُورُ امْرَأً أَمَّا الْإِلَهُ فَيَتَّقِي     وَأَمَّا بِفِعْلِ الصَّالِحِينَ فَيَأْتَمِي

وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا أَمَوِيٌّ، بِالْفَتْحِ، وَتَصْغِيرُهَا أُمَيَّةٌ. وَبَنُو أُمَيَّةَ: بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ أُمَوِيٌّ، بِالضَّمِّ، وَرُبَّمَا فَتَحُوا. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالنَّسَبُ إِلَيْهِ أُمَوِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ، وَعَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ أَمَوِيٌّ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أُمَيِّيٌّ عَلَى الْأَصْلِ، أَجْرَوْهُ مَجْرَى نُمَيْرِيٌّ وَعُقَيْلِيٌّ، وَلَيْسَ أُمَيِّيٌّ بِأَكْثَرَ فِي ڪَلَامِهِمْ، إِنَّمَا يَقُولُهَا بَعْضُهُمْ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أُمَيِّيٌّ، يَجْمَعُ بَيْنَ أَرْبَعِ يَاءَاتٍ قَالَ: وَهُوَ فِي الْأَصْلِ اسْمُ رَجُلٍ، وَهُمَا أُمَيَّتَانِ: الْأَكْبَرُ وَالْأَصْغَرُ، ابْنَا عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مُنَافٍ، أَوْلَادُ عَلَّةَ; فَمِنْ أُمَيَّةَ الْكُبْرَى أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَالْعَنَابِسُ وَالْأَعْيَاصُ، وَأَمَيَّةُ الصُّغْرَى هُمْ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ لِأُمٍّ اسْمُهَا عَبْلَةُ يُقَالُ هُمُ الْعَبَلَاتُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلْأَحْوَصِ وَأَفْرَدَ عَجُزَهُ:

أَيْمَا إِلَى جَنَّةٍ أَيْمَا إِلَى نَارِ

قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ إِيمَا، بِالْكَسْرِ، لِأَنَّ الْأَصْلَ إِمَّا، فَأَمَّا أَيْمَا فَالْأَصْلُ فِيهِ أَمَّا، وَذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِكَ أَمَّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ، بِخِلَافِ إِمَّا الَّتِي فِي الْعَطْفِ فَإِنَّهَا مَكْسُورَةٌ لَا غَيْرُ. وَبَنُو أَمَةَ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: وَأَمَا، بِالْفَتْحِ، ڪَلِمَةٌ مَعْنَاهَا الِاسْتِفْتَاحُ بِمَنْزِلَةِ أَلَا، وَمَعْنَاهُمَا حَقًّا، وَلِذَلِكَ أَجَازَ سِيبَوَيْهِ أَمَا إِنَّهُ مُنْطَلِقٌ وَأَمَا أَنَّهُ، فَالْكَسْرُ عَلَى أَلَا إِنَّهُ، وَالْفَتْحُ حَقًّا أَنَّهُ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: هَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ ڪَانَ ڪَذَا أَيْ أَمَا وَاللَّهِ، فَالْهَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ: وَأَمَّا أَمَا الَّتِي لِلِاسْتِفْهَامِ فَمُرَكَّبَةٌ مِنْ مَا النَّافِيَةِ وَأَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ. الْأَزْهَرِيُّ: قَاْلَ اللَّيْثُ أَمَا اسْتِفْهَامُ جَحُودٍ ڪَقَوْلِكَ أَمَا تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ؟، قَالَ: وَتَكُونُ أَمَا تَأْكِيدًا لِلْكَلَامِ وَالْيَمِينِ ڪَقَوْلِكَ أَمَا إِنَّهُ لَرَجُلٌ ڪَرِيمٌ، وَفِي الْيَمِينِ ڪَقَوْلِكَ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ سَهِرْتُ لَكَ لَيْلَةً لَأَدَعَنَّكَ نَادِمًا، أَمَا لَوْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكَ لَأُزْعِجَنَّكَ مِنْهُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ قَالَ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ مَا صِلَةً فِيمَا يُنْوَى بِهِ الْجَزَاءُ ڪَأَنَّهُ مِنْ خَطِيئَاتِهِمْ مَا أُغْرِقُوا، قَالَ: وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهَا فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ وَتَأْخِيرُهَا دَلِيلٌ عَلَى مَذْهَبِ الْجَزَاءِ، وَمِثْلُهَا فِي مُصْحَفِهِ: (أَيَّ الْأَجَلَيْنِ مَا قَضَيْتُ) أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: حَيْثُمَا تَكُنْ أَكُنْ؟ وَمَهْمَا تَقُلْ أَقُلْ؟ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: قَاْلَ الْكِسَائِيُّ فِي بَابِ أَمَّا وَإِمَّا: إِذَا ڪُنْتَ آمِرًا أَوْ نَاهِيًا أَوْ مُخْبِرًا فَهُوَ أَمَّا مَفْتُوحَةً، وَإِذَا ڪُنْتَ مُشْتَرِطًا أَوْ شَاكًّا أَوْ مْخَيِّرًا أَوْ مُخْتَارًا فَهِيَ إِمَّا، بِكَسْرِ الْأَلِفِ; قَالَ: وَتَقُولُ مِنْ ذَلِكَ فِي الْأَوَّلِ أَمَّا اللَّهُ فَاعْبُدْهُ وَأَمَّا الْخَمْرُ فَلَا تَشْرَبْهَا وَأَمَّا زَيْدٌ فَقَدْ خَرَجَ، قَالَ: وَتَقُولُ فِي النَّوْعِ الثَّانِي إِذَا ڪُنْتَ مُشْتَرِطًا إِمَّا تَشْتُمَنَّ فَإِنَّهُ يَحْلُمُ عَنْكَ، وَتَقُولُ فِي الشَّكِّ: لَا أَدْرِي مَنْ قَامَ إِمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو، وَتَقُولُ فِي التَّخْيِيرِ: تَعَلَّمْ إِمَّا الْفِقْهَ وَإِمَّا النَّحْوَ، وَتَقُولُ فِي الْمُخْتَارِ: لِي دَارٌ بِ الْكُوفَةِ فَأَنَا خَارِجٌ إِلَيْهَا، فَإِمَّا أَنْ أَسْكُنَهَا، وَإِمَّا أَنْ أَبِيعَهَا; قَاْلَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ إِمَّا بِمَعْنَى أَمَّا الشُّرْطِيَّةِ; قَالَ: وَأَنْشَدَنِي الْكِسَائِيُّ لِصَاحِبِ هَذِهِ اللُّغَةِ إِلَّا أَنَّهُ أَبْدَلَ إِحْدَى الْمِيمَيْنِ يَاءً:

يَا لَيْتَمَا أُمَّنَا شَالَتْ نَعَامَتُهَا     إِيمَا إِلَى جَنَّةٍ إِيمَا إِلَى نَارِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ إِيمَا وَأَيْمَا يُرِيدُونَ أَمَّا، فَيُبْدِلُونَ مِنْ إِحْدَى الْمِيمَيْنِ يَاءً. قَاْلَ الْمُبَرِّدُ: إِذَا أَتَيْتَ بِإِمَّا وَأَمَّا فَافْتَحْهَا مَعَ الْأَسْمَاءِ وَاكْسِرْهَا مَعَ الْأَفْعَالِ; وَأَنْشَدَ:

إِمَّا أَقَمْتَ وَأَمَّا أَنْتَ ذَا سَفَرٍ     فَاللَّهُ يَحْفَظُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ

كُسِرَتْ إِمَّا أَقَمْتَ مَعَ الْفِعْلِ، وَفُتِحَتْ وَأَمَّا أَنْتَ لِأَنَّهَا وَلِيَتْ الِاسْمَ; قَالَ:

أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ

الْمَعْنَى: إِذَا ڪُنْتَ ذَا نَفَرٍ; قَالَ: قَالَهُ ابْنُ ڪَيْسَانَ قَالَ: قَاْلَ الزَّجَّاجُ إِمَّا الَّتِي لِلتَّخْيِيرِ شُبِّهَتْ بِإِنَّ الَّتِي ضُمَّتْ إِلَيْهَا مَا مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا; ڪُتِبَتْ بِالْأَلِفِ لِمَا وَصَفْنَا، وَكَذَلِكَ أَلَّا ڪُتِبَتْ بِالْأَلِفِ لِأَنَّهَا لَوْ ڪَانَتْ بِالْيَاءِ لَأَشْبَهَتْ إِلَى، قَالَ: قَاْلَ الْبَصْرِيُّونَ: أَمَّا هِيَ ” أَنَّ ” الْمَفْتُوحَةُ ضُمَّتْ إِلَيْهَا مَا عِوَضًا مِنَ الْفِعْلِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ ” إِذْ “، الْمَعْنَى إِذْ ڪُنْتَ قَائِمًا فَإِنِّي قَائِمٌ مَعَكَ وَيُنْشِدُونَ:

أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ

قَالُوا: فَإِنْ وَلِيَ هَذِهِ الْفِعْلُ ڪُسِرَتْ فَقِيلَ إِمَّا انْطَلَقْتَ انْطَلَقْتُ مَعَكَ; وَأَنْشَدَ:

إِمَّا أَقَمْتَ وَأَمَّا أَنْتَ مُرْتَحِلًا

فَكَسَرَ الْأُولَى وَفَتَحَ الثَّانِيَةَ، فَإِنْ وَلِيَ هَذِهِ الْمَكْسُورَةَ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ أَحْدَثْتَ فِيهِ النُّونَ فَقُلْتَ: إِمَّا تَذْهَبَنَّ فَإِنِّي مَعَكَ، فَإِنْ حَذَفْتَ النُّونَ جَزَمْتَ فَقُلْتَ إِمَّا يَأْكُلْكَ الذِّئْبُ فَلَا أَبْكِيكَ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا ڪَفُورًا قَالَ: إِمَّا هَاهُنَا جَزَاءٌ أَيْ إِنْ شُكْرٌ وَإِنْ ڪُفْرٌ. قَالَ: وَتَكُونُ عَلَى إِمَّا الَّتِي فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ فَكَأَنَّهُ قَاْلَ خَلَقْنَاهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا. الْجَوْهَرِيُّ: وَإِمَّا، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، حَرْفُ عَطْفٍ بِمَنْزِلَةِ أَوْ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهَا إِلَّا فِي وَجْهٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ أَنَّكَ تَبْتَدِئُ بِأَوْ مُتَيَقِّنًا ثُمَّ يُدْرِكُكَ الشَّكُّ، وَإِمَّا تَبْتَدِئُ بِهَا شَاكًّا وَلَا بُدَّ مِنْ تَكْرِيرِهَا. تَقُولُ: جَاءَنِي إِمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو; وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:

إِمَّا تَرَيْ رَأْسِي تَغَيَّرَ لَوْنُهُ     شَمَطًا فَأَصْبَحَ ڪَالثَّغَامِ الْمُمْحِلِ

يُرِيدُ: إِنْ تَرَيْ رَأْسِي، وَمَا زَائِدَةٌ; قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ إِمَّا الَّتِي تَقْتَضِي  التَّكْرِيرَ فِي شَيْءٍ، وَذَلِكَ فِي الْمُجَازَاةِ. تَقُولُ: إِمَّا تَأْتِنِي أُكْرِمْكَ. قَاْلَ – عَزَّ مِنْ قَائِلٍ -: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا. وَقَوْلُهُمْ: أَمَّا، بِالْفَتْحِ فَهُوَ لِافْتِتَاحِ الْكَلَامِ وَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاءِ فِي جَوَابِهِ تَقُولُ: أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَقَائِمٌ قَالَ: وَإِنَّمَا احْتِيجَ إِلَى الْفَاءِ فِي جَوَابِهِ لِأَنَّ فِيهِ تَأْوِيلَ الْجَزَاءِ ڪَأَنَّكَ قُلْتَ: مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ فَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ. قَالَ: وَأَمَا، مُخَفَّفٌ تَحْقِيقٌ لِلْكَلَامِ الَّذِي يَتْلُوهُ، تَقُولُ: أَمَا إِنَّ زَيْدًا عَاقِلٌ، يَعْنِي أَنَّهُ عَاقِلٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ. لَا عَلَى الْمَجَازِ. وَتَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ وَقَدْ ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا. الْجَوْهَرِيُّ: أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمُو أُمَاءً أَيْ صَاحَتْ، وَكَذَلِكَ مَاءَتْ تَمُوءُ مُوَاءً.

إِمَّا لَا: فِي حَدِيثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: إِمَّا لَا فَلَا تَبَايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُ الثَّمَرِ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَذِهِ ڪَلِمَةٌ تَرِدُ فِي الْمُحَاوَرَاتِ ڪَثِيرًا، وَقَدْ جَاءَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَأَصْلُهَا إِنْ وَمَا وَلَا، فَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي الْمِيمِ وَمَا زَائِدَةٌ فِي اللَّفْظِ لَا حُكْمَ لَهَا. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ: إِمَّا لَا فَافْعَلْ ڪَذَا بِالْإِمَالَةِ، قَالَ: أَصْلُهُ إِنْ لَا وَمَا صِلَةٌ، قَالَ: مَعْنَاهُ إِلَّا يَكُنْ ذَلِكَ الْأَمْرُ فَافْعَلْ ڪَذَا، قَالَ: وَقَدْ أَمَالَتِ الْعَرَبُ لَا إِمَالَةً خَفِيفَةً، وَالْعَوَامُّ يُشْبِعُونَ إِمَالَتَهَا فَتَصِيرُ أَلِفُهَا يَاءً، وَهُوَ خَطَأٌ، وَمَعْنَاهَا: إِنْ لَمْ تَفْعَلْ هَذَا فَلْيَكُنْ هَذَا. قَاْلَ اللَّيْثُ: قَوْلُهُمْ: إِمَّا لَا فَافْعَلْ ڪَذَا إِنَّمَا هِيَ عَلَى مَعْنَى إِنْ لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ فَافْعَلْ ذَا، وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا جَمَعُوا هَؤُلَاءِ الْأَحْرُفَ فَصِرْنَ فِي مَجْرَى اللَّفْظِ مُثْقَلَةً فَصَارَ لَا فِي آخِرِهَا ڪَأَنَّهُ عَجُزُ ڪَلِمَةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذَكَرْتُ لَكَ فِي ڪَلَامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئًا فَرُدَّ عَلَيْكَ أَمْرُكَ فَقُلْتَ: إَمَّا لَا فَافْعَلْ ذَا. قَالَ: وَتَقُولُ: الْقَ زَيْدًا وَإِلَّا فَلَا، مَعْنَاهُ: وَإِلَّا تَلْقَ زَيْدًا فَدَعْ; وَأَنْشَدَ:

فَطَلِّقْهَا فَلَسْتَ لَهَا بِكُفْءٍ     وَإِلَّا يَعْلُ مَفْرِقَكَ الْحُسَامُ

فَأَضْمَرَ فِيهِ وَإِلَّا تُطَلَّقْهَا يَعْلُ، وَغَيْرُ الْبَيَانِ أَحْسَنُ. وَرَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَأَى جَمَلًا نَادًّا فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟ فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا: اسْتَقَيْنَا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً وَبِهِ سَخِيمَةٌ فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ فَانْفَلَتَ مِنَّا، فَقَالَ: أَتَبِيعُونَهُ؟ قَالُوا: لَا بَلْ هُوَ لَكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُهُ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَرَادَ إِلَّا تَبِيعُوهُ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَمَا صِلَةٌ، وَالْمَعْنَى إِنْ لَا فَوُكِّدَتْ بِمَا، وَإِنْ حَرْفُ جَزَاءٍ هَاهُنَا، قَاْلَ أَبُو حَاتِمٍ: الْعَامَّةُ رُبَّمَا قَالُوا فِي مَوْضِعٍ: افْعَلْ ذَلِكَ إِمَّا لَا افْعَلْ ذَلِكَ… مارى، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مَرْدُودٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ أَيْضًا: أُمَّا لِي فَيَضُمُّونَ الْأَلِفَ وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضًا. قَالَ: وَالصَّوَابُ إِمَّا لَا غَيْرَ مُمَالٍ لِأَنَّ الْأَدَوَاتِ لَا تُمَالُ. وَيُقَالُ: خُذْ هَذَا إِمَّا لَا، وَالْمَعْنَى إِنْ لَمْ تَأْخُذْ ذَلِكَ فَخُذْ هَذَا، وَهُوَ مِثْلُ الْمَثَلِ، وَقَدْ تَجِيءُ لَيْسَ بِمَعْنَى لَا وَلَا بِمَعْنَى لَيْسَ; وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ:

إِنَّمَا يُجْزَى الْفَتَى لَيْسَ الْجَمَلْ

أَرَادَ لَا الْجَمَلُ. وَسُئِلَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنِ الْعَزْلِ عَنِ النِّسَاءِ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا يَعْنِي: الْعَزْلَ، ڪَأَنَّهُ أَرَادَ لَيْسَ عَلَيْكُمُ الْإِمْسَاكُ عَنْهُ مِنْ جِهَةِ التَّحْرِيمِ، وَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ إِنْ قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ ڪَانَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: لَاوَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا خَالَفَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَيْتَ أَيْ: قُلْتَ لَا، وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: لَوْلَيْتُ بِهَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: لَوْ حَرْفٌ يَدُلُّ عَلَى امْتِنَاعِ الشَّيْءِ لِامْتِنَاعِ غَيْرِهِ، فَإِنْ سُمِّيَتْ بِهِ الْكَلِمَةُ شُدِّدَتْ; قَالَ:

وَقِدْمًا أَهْلَكَتْ لَوٌّ ڪَثِيرًا     وَقَبْلَ الْيَوْمِ عَالَجَهَا قُدَارُ

وَأَمَّا الْخَلِيلُ فَإِنَّهُ يَهْمِزُ هَذَا النَّحْوَ إِذَا سُمِّيَ بِهِ ڪَمَا يُهْمَزُ النَّئُورُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَرْفُ أُمْنِيَّةٍ ڪَقَوْلِكَ: لَوْ قَدِمَ زَيْدٌ، لَوْ أَنَّ لَنَا ڪَرَّةً، فَهَذَا قَدْ يُكْتَفَى بِهِ عَنِ الْجَوَابِ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ لَوْ مَوْقُوفَةً بَيْنَ نَفْيٍ وَأُمْنِيَّةٍ إِذَا وُصِلَتْ بِلَا. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ لَوْ تُوجِبُ الشَّيْءَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ غَيْرِهِ، وَلَوْلَا تَمْنَعُ الشَّيْءَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ غَيْرِهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِيمَا رَوَى عَنْهُ سَلَمَةُ: تَكُونُ لَوْ سَاكِنَةَ الْوَاوِ إِذَا جَعَلْتَهَا أَدَاةً، فَإِذَا أَخْرَجْتَهَا إِلَى الْأَسْمَاءِ شَدَّدْتَ وَاوَهَا وَأَعْرَبْتَهَا; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

عَلِقَتْ لَوًّا تُكَرِّرُهُ     إِنَّ لَوًّا ذَاكَ أَعْيَانَا

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْلَا إِذَا ڪَانَتْ مَعَ الْأَسْمَاءِ فَهِيَ شَرْطٌ، وَإِذَا ڪَانَتْ مَعَ الْأَفْعَالِ فَهِيَ بِمَعْنَى هَلَّا، لَوْمٌ عَلَى مَا مَضَى وَتَحْضِيضٌ لِمَا يَأْتِي، قَالَ: وَلَوْ تَكُونُ جَحْدًا وَتَمَنِّيًا وَشَرْطًا، وَإِذَا ڪَانَتْ شَرْطًا ڪَانَتْ تَخْوِيفًا وَتَشْوِيقًا وَتَمْثِيلًا وَشَرْطًا لَا يَتِمُّ. قَاْلَ الزَّجَّاجُ: لَوْ يَمْتَنِعُ بِهَا الشَّيْءُ لِامْتِنَاعِ غَيْرِهِ، تَقُولُ: لَوْ جَاءَنِي زَيْدٌ لَجِئْتُهُ، الْمَعْنَى بِأَنَّ مَجِيئِي امْتَنَعَ لِامْتِنَاعِ مَجِيءِ زَيْدٍ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: وَيْتُ أَيْ: قُلْتُ لَوْلَا، قَالَ: وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: لَوْلَيْتُ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهُوَ أَقْيَسُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَوْلَا ڪَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ڪَذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ ڪَانُوا يَنْهَوْنَ فَنَجَوْا، وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ عَلَى الِانْقِطَاعِ مِمَّا قَبْلَهُ ڪَمَا قَاْلَ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ وَلَوْ ڪَانَ رَفْعًا ڪَانَ صَوَابًا. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ قَالَ: لَوْلَا وَلَوْمَا إِذَا وَلِيَتِ الْأَسْمَاءَ ڪَانَتْ جَزَاءً وَأُجِيبَتْ، وَإِذَا وَلِيَتِ الْأَفْعَالَ ڪَانَتِ اسْتِفْهَامًا. وَلَوْلَاكَ وَلَوْلَايَ بِمَعْنَى: لَوْلَا أَنْتَ وَلَوْلَا أَنَا اسْتُعْمِلَتْ. وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:

أَيَطْمَعُ فِينَا مَنْ أَرَاقَ دِمَاءَنَا     وَلَوْلَاهُ لَمْ يَعْرِضْ لِأَحْسَابِنَا حَسَنْ

قَالَ: وَالِاسْتِفْهَامُ مِثْلَ قَوْلِهِ: لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ: وَقَوْلُهُ: لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ الْمَعْنَى: هَلَّا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ، وَقَدِ اسْتَعْلَمَتِ الْعَرَبُ لَوْلَا فِي الْخَبَرِ; قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ وَأَنْشَدَ:

لَوْمَا هَوَى عِرْسٍ ڪُمَيْتٍ لَمْ أُبَلْ

قَالَ ابْنُ ڪَيْسَانَ: الْمَكْنِيُّ بَعْدَ لَوْلَا لَهُ وَجْهَانِ: إِنْ شِئْتَ جِئْتَ بِمَكْنِيِّ الْمَرْفُوعِ فَقُلْتَ: لَوْلَا هُوَ وَلَوْلَاهُمْ وَلَوْلَا هِيَ وَلَوْلَا أَنْتَ، وَإِنْ شِئْتَ وَصَلْتَ الْمَكْنِيَّ بِهَا فَكَانَ ڪَمَكْنِيِّ الْخَفْضِ، وَالْبَصْرِيُّونَ يَقُولُونَ هُوَ خَفْضٌ، وَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: وَإِنْ ڪَانَ فِي لَفْظِ الْخَفْضِ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ. قَالَ: وَهُوَ أَقْيَسُ الْقَوْلَيْنِ، تَقُولُ: لَوْلَاكَ مَا قُمْتُ وَلَوْلَايَ وَلَوْلَاهُ وَلَوْلَاهُمْ وَلَوْلَاهَا، وَالْأَجْوَدُ لَوْلَا أَنْتَ ڪَمَا قَاْلَ – عَزَّ وَجَلَّ -: لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ،  وَقَالَ:

وَمَنْزِلَةٍ لَوْلَايَ طِحْتَ ڪَمَا هَوَى     بِأَجْرَامِهِ مِنْ قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

وَهْيَ تَرَى لَوْلَا تَرْضَى التَّحْرِيمَا

يَصِفُ الْعَانَةَ يَقُولُ: هِيَ تَرَى رَوْضًا لَوْلَا أَنَّهَا تَرَى مَنْ يُحَرِّمُهَا ذَلِكَ; وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:

وَرَامِيًا مُبْتَرِكًا مَزْكُومًا     فِي الْقَبْرِ لَوْلَا يَفْهَمُ التَّفْهِيمَا

قَالَ: مَعْنَاهُ هُوَ فِي الْقَبْرِ لَوْلَا يَفْهَمُ، يَقُولُ: هُوَ ڪَالْمَقْبُورِ إِلَّا أَنَّهُ يَفْهَمُ ڪَأَنَّهُ قَالَ: لَوْلَا أَنَّهُ يَفْهَمُ التَّفْهِيمَ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: لَوْ حَرْفُ تَمَنٍّ وَهُوَ لِامْتِنَاعِ الثَّانِي مِنْ أَجْلِ امْتِنَاعِ الْأَوَّلِ، تَقُولُ: لَوْ جِئْتَنِي لَأَكْرَمْتُكَ، وَهُوَ خِلَافُ ” إِنِ ” الَّتِي لِلْجَزَاءِ لِأَنَّهَا تُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ، قَالَ: وَأَمَّا لَوْلَا فَمُرَكَّبَةٌ مِنْ مَعْنَى إِنْ وَلَوْ، وَذَلِكَ أَنَّ لَوْلَا تَمْنَعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُجُودِ الْأَوَّلِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ظَاهِرُ ڪَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ يَقْضِي بِأَنَّ لَوْلَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ ” أَنِ ” الْمَفْتُوحَةِ وَلَوْ، لِأَنَّ لَوْ لِلِامْتِنَاعِ وَأَنْ لِلْوُجُودِ، فَجُعِلَ لَوْلَا حَرْفَ امْتِنَاعٍ لِوُجُودٍ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ: لَوْلَا زَيْدٌ لَهَلَكْنَا أَيِ: امْتَنَعَ وُقُوعُ الْهَلَاكِ مِنْ أَجْلِ وُجُودِ زَيْدٍ هُنَاكَ; قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى هَلَّا ڪَقَوْلِ جَرِيرٍ:

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ     بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلَا الْكَمِيَّ الْمُقَنَّعَا

وَإِنْ جَعَلْتَ لَوِ اسْمًا شَدَّدْتَهُ فَقُلْتَ: قَدْ أَكْثَرَتْ مِنَ اللَّوِّ، لِأَنَّ حُرُوفَ الْمَعَانِي وَالْأَسْمَاءَ النَّاقِصَةَ إِذَا صُيِّرَتْ أَسْمَاءً تَامَّةً بِإِدْخَالِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَيْهَا أَوْ بِإِعْرَابِهَا شُدِّدَ مَا هُوَ مِنْهَا عَلَى حَرْفَيْنِ، لِأَنَّهُ يُزَادُ فِي آخِرِهِ حَرْفٌ مِنْ جِنْسِهِ فَتُدْغَمُ وَتُصْرَفُ. إِلَّا الْأَلِفَ فَإِنَّكَ تَزِيدُ عَلَيْهَا مِثْلَهَا فَتَمُدُّهَا لِأَنَّهَا تَنْقَلِبُ عِنْدَ التَّحْرِيكِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ هَمْزَةً فَتَقُولُ فِي لَا: ڪَتَبْتُ لَاءً حَسَنَةً; قَاْلَ أَبُو زُبَيْدٍ:

لَيْتَ شِعْرِي! وَأَيْنَ مِنِّي لَيْتَ؟     إِنَّ لَيْتًا وَإِنَّ لَوًّا عَنَاءُ

وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَى ابْنُ جِنِّي عَنِ الْفَارِسِيِّ سَأَلْتُكَ حَاجَةً فَلَأْيَلْتَ لِي أَيْ: قُلْتَ لِي لَا، اشْتَقُّوا مِنَ الْحَرْفِ فِعْلًا، وَكَذَلِكَ أَيْضًا اشْتَقُّوا مِنْهُ الْمَصْدَرَ وَهُوَ اسْمٌ فَقَالُوا اللَّأْلَأَةُ، وَحُكِيَ أَيْضًا عَنْ قُطْرُبٍ أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: لَا أَفْعَلُ، فَأَمَالَ لَا. قَالَ: وَإِنَّمَا أَمَالَهَا لَمَّا ڪَانَتْ جَوَابًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا وَقَوِيَتْ بِذَلِكَ فَلَحِقَتْ بِاللَّوَّةِ بِالْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ فَأُمِيلَتْ ڪَمَا أُمِيلَا، فَهَذَا وَجْهُ إِمَالَتِهَا. وَحَكَى أَبُو بَكْرٍ فِي لَا وَمَا مِنْ بَيْنِ أَخَوَاتِهِمَا: لَوَّيْتُ لَاءً حَسَنَةً، بِالْمَدِّ، وَمَوَّيْتُ مَاءً حَسَنَةً، بِالْمَدِّ، لِمَكَانِ الْفَتْحَةِ مَنْ لَا وَمَا. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمَّا أَرَادُوا اشْتِقَاقَ فَعَّلْتُ مِنْ لَا وَمَا لَمْ يُمْكِنْ ذَلِكَ فِيهِمَا وَهُمَا عَلَى حَرْفَيْنِ، فَزَادُوا عَلَى الْأَلِفِ أَلِفًا أُخْرَى ثُمَّ هَمَزُوا الثَّانِيَةَ ڪَمَا تَقَدَّمَ فَصَارَتْ لَاءً وَمَاءً، فَجَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مَجْرَى بَاءٍ وَحَاءٍ بَعْدَ الْمَدِّ. وَعَلَى هَذَا قَالُوا فِي النَّسَبِ إِلَى مَا لَمَّا احْتَاجُوا إِلَى تَكْمِيلِهَا اسْمًا مُحْتَمِلًا لِلْإِعْرَابِ: قَدْ عَرَفْتُ مَائِيَّةَ الشَّيْءِ، فَالْهَمْزَةُ الْآنَ إِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنْ أَلِفٍ لَحِقَتْ أَلِفَ مَا، وَقَضَوْا بِأَنَّ أَلِفَ مَا، وَلَا مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ ڪَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَلِيٍّ وَمَذْهَبِهِ فِي بَابِ الرَّاءِ، وَأَنَّ الرَّاءَ مِنْهَا يَاءٌ حَمْلًا عَلَى طَوَيْتُ وَرَوَيْتُ. قَالَ: وَقَوْلُ أَبِي بَكْرٍ لِمَكَانِ الْفَتْحَةِ فِيهِمَا أَيْ: لِأَنَّكَ لَا تُمِيلُ مَا وَلَا فَتَقُولُ: مَا وَلَا مُمَالَتَيْنِ، فَذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْأَلِفَ فِيهِمَا مِنْ وَاوٍ ڪَمَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَلِيٍّ وَمَذْهَبِهِ. وَتَكُونُ زَائِدَةً ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ وَقَالُوا: نَابَلْ، يُرِيدُونَ لَا بَلْ، وَهَذَا عَلَى الْبَدَلِ. وَلَوْلَا: ڪَلِمَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ لَوْ وَلَا، وَمَعْنَاهَا: امْتِنَاعُ الشَّيْءِ لِوُجُودِ غَيْرِهِ ڪَقَوْلِكَ: لَوْلَا زَيْدٌ لَفَعَلْتُ، وَسَأَلْتُكَ حَاجَةً فَلَوْلَيْتَ لِي أَيْ: قُلْتَ: لَوْلَا ڪَذَا; ڪَأَنَّهُ أَرَادَ لَوْلَوْتَ فَقَلَبَ الْوَاوَ الْأَخِيرَةَ يَاءً لِلْمُجَاوِرَةِ، وَاشْتَقُّوا أَيْضًا مِنَ الْحَرْفِ مَصْدَرًا ڪَمَا اشْتَقُّوا مِنْهُ فِعْلًا فَقَالُوا: اللَّوْلَاةُ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا هَاهُنَا يَيْتُ وَلَوْلَيْتُ لِأَنَّ هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ الْمُغَيَّرَتَيْنِ بِالتَّرْكِيبِ إِنَّمَا مَادَّتُهُمَا لَا وَلَوْ، وَلَوْلَا أَنَّ الْقِيَاسَ شَيْءٌ بَرِيءٌ مِنَ التُّهَمَةِ لَقُلْتُ: إِنَّهُمَا غَيْرُ عَرَبِيَّتَيْنِ; فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:

لَلَوْلَا حُصَيْنٌ عَيْبَهُ أَنْ أَسُوءَهُ     وَأَنَّ بَنِي سَعْدٍ صَدِيقٌ وَوَالِدُ

فَإِنَّهُ أَكَّدَ الْحَرْفَ بِاللَّامِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِيَّاكَ وَاللَّوَّ فَإِنَّ اللَّوَّ مِنَ الشَّيْطَانِ، يُرِيدُ قَوْلَ الْمُتَنَدِّمِ عَلَى الْفَائِتِ: لَوْ ڪَانَ ڪَذَا لَقُلْتُ وَلَفَعَلْتُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْمُتَمَنِّي لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ الِاعْتِرَاضِ عَلَى الْأَقْدَارِ، وَالْأَصْلُ فِيهِ لَوْ سَاكِنَةُ الْوَاوِ، وَهِيَ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي يَمْتَنِعُ بِهَا الشَّيْءُ، لِامْتِنَاعِ غَيْرِهِ، فَإِذَا سُمِّيَ بِهَا زِيدَ فِيهَا وَاوٌ أُخْرَى، ثُمَّ أُدْغِمَتْ وَشُدِّدَتْ حَمْلًا عَلَى نَظَائِرِهَا مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ‏

معنى كلمة أما – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألين – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألين – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألين: فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ حِصْنِ أَلْيُونَ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَضَمِّ الْيَاءِ، اسْمُ مَدِينَةِ مِصْرَ قَدِيمًا فَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ وَسَمَّوْهَا الْفُسْطَاطَ; ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ، قَالَ: وَأَلْبُونُ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة ألين – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أَلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أَلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألا: أَلَا يَأْلُو أَلْوًا وَأُلُوًّا وَأُلِيًّا وَإِلِيًّا وَأَلَّى يُؤَلِّي تَأْلِيَةً وَأْتَلَى: قَصَّرَ وَأَبْطَأَ; قَالَ:
وَإِنَّ ڪَنَائِنِي لَنِسَاءُ صِدْقٍ فَمَا أَلَّى بَنِيَّ وَلَا أَسَاءُوا
، وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
وَأَشْمَطَ عُرْيَانٍ يُشَدُّ ڪِتَافُهُ     يُلَامُ عَلَى جَهْدِ الْقِتَالِ وَمَا ائْتَلَى
أَبُو عَمْرٍو: وَيُقَالُ هُوَ مُؤَلٍّ أَيْ مُقَصِّرٌ; قَالَ:
مُؤَلٍّ فِي زِيَارَتِهَا مُلِيمُ
، وَيُقَالُ لِلْكَلْبِ إِذَا قَصَّرَ عَنْ صَيْدِهِ: أَلَّى، وَكَذَلِكَ الْبَازِي; قَاْلَ الرَّاجِزُ:
جَاءَتْ بِهِ مُرَمَّدًا مَا مُلَّا     مَا نِيَّ آلٍ خَمَّ حِينَ أَلَّا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ ثَعْلَبٌ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَمَالِيهِ سَأَلَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ هَذَا الْبَيْتِ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ، فَصِرْتُ إِلَى ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فَفَسَّرَهُ لِي فَقَالَ: هَذَا يَصِفُ قُرْصًا خَبَزَتْهُ امْرَأَتُهُ فَلَمْ تُنْضِجْهُ، فَقَالَ جَاءَتْ بِهِ مُرَمَّدًا أَيْ مُلَوَّثًا بِالرَّمَادِ، مَا مُلَّ أَيْ لَمْ يُمَلَّ فِي الْجَمْرِ وَالرَّمَادِ الْحَارِّ، وَقَوْلُهُ: مَا نِيَّ، قَالَ: مَا زَائِدَةٌ ڪَأَنَّهُ قَاْلَ نِيَّ الْآلِ، وَالْآلُ: وَجْهُهُ، يَعْنِي وَجْهَ الْقُرْصِ، وَقَوْلُهُ: خَمَّ أَيْ تَغَيَّرَ حِينَ أَلَّى أَيِ ابْطَأَ فِي النُّضْجِ; وَقَوْلُ طُفَيْلٍ:

فَنَحْنُ مَنَعْنَا يَوْمَ حَرْسٍ نِسَاءَكُمْ     غَدَاةَ دَعَانَا عَامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلِي

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا أَرَادَ غَيْرَ مُؤْتَلِي فَأَبْدَلَ، الْعَيْنَ مِنَ الْهَمْزَةِ; وَقَوْلُ أَبِي سَهْمٍ الْهُذَلِيِّ:

الْقَوْمُ أَعْلَمُ لَوْ ثَقِفْنَا مَالِكًا     لَاصْطَافَ نِسْوَتُهُ وَهُنَّ أَوَالِي

أَرَادَ: لَأَقَمْنَ صَيْفَهُنَّ مُقَصِّرَاتٍ لَا يَجْهَدْنَ ڪُلَّ الْجَهْدِ فِي الْحُزْنِ عَلَيْهِ لِيَأْسِهِنَّ عَنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: أَقْبَلَ يَضْرِبُهُ لَا يَأْلُ، مَضْمُومَةَ اللَّامِ دُونَ وَاوٍ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَا أَدْرِ وَالِاسْمُ الْأَلِيَّةُ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: إِلَّا حَظِيَّهْ فَلَا أَلِيَّهْ; أَيْ إِنْ لَمْ أَحْظَ فَلَا أَزَالُ أَطْلُبُ ذَلِكَ وَأَتَعَمَّلُ لَهُ وَأُجْهِدُ نَفْسِي فِيهِ، وَأَصْلُهُ فِي الْمَرْأَةِ تَصْلَفُ عِنْدَ زَوْجِهَا، تَقُولُ: إِنْ أَخْطَأَتْكَ الْحُظْوَةُ فِيمَا تَطْلُبُ فَلَا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّدَ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ بَعْضَ مَا تُرِيدُ. وَمَا أَلَوْتُ ذَلِكَ أَيْ مَا اسْتَطَعْتُهُ. وَمَا أَلَوْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ أَلْوًا وَأُلُوًّا أَيْ مَا تَرَكْتُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَتَانِي فُلَانٌ فِي حَاجَةٍ فَمَا أَلَوْتُ رَدَّهُ أَيُ مَا اسْتَطَعْتُ، وَأَتَانِي فِي حَاجَةٍ فَأَلَوْتُ فِيهَا أَيِ اجْتَهَدْتُ. قَاْلَ أَبُو حَاتِمٍ: قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ يُقَالُ مَا أَلَوْتُ جَهْدًا أَيْ لَمْ أَدَعْ جَهْدًا; قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مَا آلُوكَ جَهْدًا، وَهُوَ خَطَأٌ. وَيَقُولُ أَيْضًا: مَا أَلَوْتُهُ أَيْ لَمْ أَسْتَطِعْهُ وَلَمْ أُطِقْهُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا أَيْ لَا يُقَصِّرُونَ فِي فَسَادِكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ وَالٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، أَيْ لَا تُقَصِّرُ فِي إِفْسَادِ حَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: قَاْلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِفَاطِمَةَ – عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: مَا يُبْكِيكِ فَمَا أَلَوْتُكِ وَنَفْسِي، وَقَدْ أَصَبْتُ لَكِ خَيْرَ أَهْلِي أَيْ مَا قَصَّرْتُ فِي أَمْرِكِ وَأَمْرِي حَيْثُ اخْتَرْتُ لَكِ عَلِيًّا زَوْجًا. وَفُلَانٌ لَا يَأْلُو خَيْرًا أَيْ لَا يَدَعُهُ وَلَا يَزَالُ يَفْعَلُهُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أُغَيْلِمَةٌ حَيَارَى تَفَاقَدُوا مَا يَأْلَ لَهُمْ أَنْ يَفْقَهُوا. يُقَالُ: يَالَ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ ڪَذَا يَوْلًا وَأَيَالَ لَهُ إِيَالَةً أَيْ آنَ لَهُ وَانْبَغَى. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ ڪَذَا، وَنَوَالُكَ أَنْ تَفْعَلَهُ أَيِ انْبَغَى لَكَ. أَبُو الْهَيْثَمِ: الْأَلْوُ مِنَ الْأَضْدَادِ يُقَالُ أَلَا يَأْلُوَ إِذَا فَتَرَ وَضَعُفَ، وَكَذَلِكَ أَلَّى وَأْتَلَى. قَالَ: وَأَلَا وَأَلَّى وَتَأَلَّى إِذَا اجْتَهَدَ; وَأَنْشَدَ:

وَنَحْنُ جِيَاعٌ أَيَّ أَلْوٍ تَأَلَّتِ

مَعْنَاهُ أَيَّ جَهْدٍ جَهَدَتْ. أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو: أَلَّيْتُ أَيْ أَبْطَأْتُ; قَالَ: وَسَأَلَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ بَيْتِ الرَّبِيعِ بْنِ ضَبُعٍ الْفَزَارِيِّ:

وَمَا أَلَّى بَنِيَّ وَمَا أَسَاءُوا

فَقُلْتُ: أَبْطَئُوا، فَقَالَ: مَا تَدَعُ شَيْئًا، وَهُوَ فَعَّلْتُ مَنْ أَلَوْتُ أَيْ أَبْطَأْتُ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: هُوَ مِنَ الْأُلُوِّ، وَهُوَ التَّقْصِيرُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ جِنِّي فِي أَلَوْتُ بِمَعْنَى اسْتَطَعْتُ لِأَبِي الْعِيَالِ الْهُذَلِيِّ:

جَهْرَاءُ لَا تَأْلُو إِذَا هِيَ أَظْهَرَتْ     بَصَرًا وَلَا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنِينِي

أَيْ لَا تُطِيقُ. يُقَالُ: هُوَ يَأْلُو هَذَا الْأَمْرَ أَيْ يُطِيقُهُ وَيَقْوَى عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: إِنِّي لَا آلُوكَ نُصْحًا أَيْ لَا أَفْتُرُ وَلَا أُقَصِّرُ. وَالْجَوْهَرِيُّ: فُلَانٌ لَا يَأْلُوكَ نُصْحًا فَهُوَ آلٍ وَالْمَرْأَةُ آلِيَةٌ، وَجَمْعُهَا أَوَالٍ. وَالْأُلْوَةُ وَالْأَلْوَةُ وَالْإِلْوَةُ وَالْأَلِيَّةُ عَلَى فَعِيلَةٍ، وَالْأَلِيَّا ڪُلُّهُ: الْيَمِينُ، وَالْجَمْعُ أَلَايَا; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

قَلِيلُ الْأَلَايَا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ     وَإِنْ سَبَقَتْ مِنْهُ الْأَلِيَّةُ بَرَّتِ

وَرَوَاهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ: قَلِيلُ الْإِلَاءِ يُرِيدُ الْإِيلَاءَ فَحَذَفَ الْيَاءَ، وَالْفِعْلُ آلَى يُؤْلِي إِيلَاءً: حَلَفَ وَتَأَلَّى يَتَأَلَّى تَأَلِّيًا وَأْتَلَى يَأْتَلِي ائْتِلَاءً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ الْآيَةَ; وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا يَأْتَلِ هُوَ مِنْ أَلَوْتُ أَيْ قَصَّرْتُ; وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الِائْتِلَاءُ الْحَلِفُ، وَقَرَأَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: وَلَا يَتَأَلَّ، وَهِيَ مُخَالَفَةٌ لِلْكِتَابِ مِنْ تَأَلَّيْتُ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – حَلَفَ أَنْ لَا يُنْفِقَ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ وَقَرَابَتِهِ الَّذِينَ ذَكَرُوا عَائِشَةَ – رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا – فَأَنْزَلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – هَذِهِ الْآيَةَ وَعَادَ أَبُو بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – إِلَى الْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ تَأَلَّيْتُ وَأْتَلَيْتُ وَآلَيْتُ عَلَى الشَّيْءِ وَآلَيْتُهُ، عَلَى حَذْفِ الْحَرْفِ: أَقْسَمْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يَتَأَلَّ عَلَى اللَّهِ يُكْذِبْهُ; أَيْ مَنْ حَكَمَ عَلَيْهِ وَحَلَفَ ڪَقَوْلِكَ: وَاللَّهِ لَيُدْخِلَنَّ اللَّهُ فُلَانًا النَّارَ، وَيُنَجِّحَنَّ اللَّهُ سَعْيَ فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي; يَعْنِي الَّذِينَ يَحْكُمُونَ عَلَى اللَّهِ وَيَقُولُونَ: فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ وَفُلَانٌ فِي النَّارِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنِ الْمُتَأَلِّي عَلَى اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا أَيْ حَلَفَ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ، وَإِنَّمَا عَدَّاهُ بِمِنْ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى، وَهُوَ الِامْتِنَاعُ مِنَ الدُّخُولِ، وَهُوَ يَتَعَدَّى بِمِنْ، وَلِلْإِيلَاءِ فِي الْفِقْهِ أَحْكَامٌ تَخُصُّهُ لَا يُسَمَّى إِيلَاءً دُونَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِّيٍ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: لَيْسَ فِي الْإِصْلَاحِ إِيلَاءٌ أَيْ أَنَّ الْإِيلَاءَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الضِّرَارِ وَالْغَضَبِ لَا فِي النَّفْعِ وَالرِّضَا. وَفِي حَدِيثِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: لَا دَرَيْتَ وَلَا ائْتَلَيْتَ، وَالْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ: ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا لَا دَرَيْتَ وَلَا ائْتَلَيْتَ، عَلَى افْتَعَلْتَ، مِنْ قَوْلِكَ مَا أَلَوْتُ هَذَا أَيْ مَا اسْتَطَعْتُهُ، أَيْ وَلَا اسْتَطَعْتَ. وَيُقَالُ: أَلَوْتُهُ وَأْتَلَيْتُهُ وَأَلَّيْتُهُ بِمَعْنَى اسْتَطَعْتُهُ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ صَامَ الدَّهْرَ لَا صَامَ وَلَا أَلَّى أَيْ وَلَا اسْتَطَاعَ الصِّيَامَ، وَهُوَ فَعَّلَ مِنْهُ ڪَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِخْبَارًا أَيْ لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُقَصِّرْ، مِنْ أَلَوْتُ إِذَا قَصَّرْتَ. قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ وَلَا آلَ بِوَزْنِ عَالَ، وَفُسِّرَ بِمَعْنَى وَلَا رَجَعَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَلَّى مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا. يُقَالُ: أَلَا الرَّجُلُ وَأَلَّا إِذَا قَصَّرَ وَتَرَكَ الْجُهْدَ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَلْوُ الِاسْتِطَاعَةُ، وَالتَّقْصِيرُ وَالْجُهْدُ، وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ أَيْ لَا يُقَصِّرْ فِي إِئْتَاءِ أُولِي الْقُرْبَى، وَقِيلَ: وَلَا يَحْلِفُ لِأَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي حَلِفِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ لَا يُنْفِقَ عَلَى مِسْطَحٍ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ لَا دَرَيْتَ وَلَا ائْتَلَيْتَ: ڪَأَنَّهُ قَاْلَ لَا دَرَيْتَ وَلَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَدْرِيَ; وَأَنْشَدَ:

فَمَنْ يَبْتَغِي مَسْعَاةَ قَوْمِيَ فَلْيَرُمْ     صُعُودًا إِلَى الْجَوْزَاءِ هَلْ هُوَ مُؤْتَلِي

قَالَ الْفَرَّاءُ: افْتَعَلْتُ مِنْ أَلَوْتُ أَيْ قَصَّرْتُ. وَيَقُولُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا قَصَّرْتَ فِي الطَّلَبِ لِيَكُونَ أَشْقَى لَكَ; وَأَنْشَدَ:

وَمَا الْمَرْءُ مَا دَامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ     بِمُدْرِكِ أَطْرَافِ الْخُطُوبِ وَلَا آلَى

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: وَلَا أَلَيْتَ، إِتْبَاعٌ لَدَرَيْتَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: وَلَا أَتْلَيْتَ أَيْ لَا أَتْلَتْ إِبِلُكَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَلْوُ التَّقْصِيرُ، وَالْأُلْوُ الْمَنْعُ، وَالْأَلْوُ الِاجْتِهَادُ، وَالْأَلْوُ الِاسْتِطَاعَةُ; وَالْأَلْوُ الْعَطِيَّةُ; وَأَنْشَدَ:

أَخَالِدُ لَا آلُوكَ إِلَّا مُهَنَّدًا     وَجِلْدَ أَبِي عِجْلٍ وَثِيقَ الْقَبَائِلِ

أَيْ لَا أُعْطِيكَ إِلَّا سَيْفًا وَتُرْسًا مِنْ جِلْدِ ثَوْرٍ، وَقِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ وَمَعَهُ بَعِيرٌ: أَنِخْهُ، فَقَالَ: لَا آلُوهُ. وَأَلَاهُ يَأْلُوهُ أَلْوًا: اسْتَطَاعَهُ; قَاْلَ الْعَرْجِيُّ:

خُطُوطًا إِلَى اللَّذَّاتِ أَجْرَرْتُ مِقْوَدِي     ڪَإِجْرَارِكَ الْحَبْلَ الْجَوَادَ الْمُحَلِّلَا
إِذَا قَادَهُ السُّوَّاسُ لَا يَمْلِكُونَهُ     وَكَانَ الَّذِي يَأْلُونَ قَوْلًا لَهُ هَلَا

أَيْ يَسْتَطِيعُونَ. وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْأَفْعَالِ أَلَوْتُ أَلْوًا. وَالْأَلُوَّةُ: الْغَلْوَةُ وَالسَّبْقَةُ. وَالْأَلُوَّةُ وَالْأُلُوَّةُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا وَالتَّشْدِيدِ، لُغَتَانِ: الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ أَلَاوِيَةٌ دَخَلَتِ الْهَاءُ لِلْإِشْعَارِ بِالْعُجْمَةِ، وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:

بِسَاقَيْنِ سَاقَيْ ذِي قِضِينٍ تَحُشُّهَا     بَأَعْوَادِ رَنْدٍ أَوْ أَلَاوِيَةً شُقْرًا

ذُو قِضِينٍ: مَوْضِعٌ. وَسَاقَاهَا: جَبَلَاهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ; قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ، قَاْلَ وَأُرَاهَا ڪَلِمَةً فَارِسِيَّةً عُرِّبَتْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ ڪَانَ يَسْتَجْمِرُ بِالْأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: الْأُلُوَّةُ الْعُودُ، وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ وَلَا فَارِسِيَّةٍ; قَالَ: وَأُرَاهَا هِنْدِيَّةً. وَحُكِيَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ قَالَ: يُقَالُ لِضَرْبٍ مِنَ الْعُودِ أَلُوَّةٌ وَأُلُوَّةٌ وَلِيَّةٌ وَلُوَّةٌ، وَيُجْمَعُ أُلُوَّةٌ أَلَاوِيَةً; قَاْلَ حَسَّانُ:

أَلَا دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ فِي سَفَطٍ     مِنَ الْأَلُوَّةِ وَالْكَافُورِ، مَنْضُودِ

وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

فَجَاءَتْ بِكَافُورٍ وَعُودِ أَلُوَّةٍ     شَآمِيَةٍ تُذْكَى عَلَيْهَا الْمَجَامِرُ

وَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِالنَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهُوَ يُدْفَنُ; فَقَالَ:

أَلَا جَعَلْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ فِي سَفَطٍ     مِنَ الْأَلُوَّةِ أَحْوَى مُلْبَسًا ذَهَبًا

وَشَاهِدُ لِيَّةٍ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ:

لَا يَصْطَلِي لَيْلَةَ رِيحٍ صَرْصَرٍ     إِلَّا بِعُودٍ لِيَّةٍ أَوْ مِجْمَرِ

وَلَا آتِيكَ أَلْوَةَ أَبِي هُبَيْرَةَ; أَبُو هُبَيْرَةَ هَذَا: هُوَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ مَنَاةَ ابْنِ تَمِيمٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَا آتِيكَ أَلْوَةَ ابْنِ هُبَيْرَةَ; نَصَبَ أَلْوَةَ نَصْبَ الظُّرُوفِ، وَهَذَا مِنِ اتِّسَاعِهِمْ لِأَنَّهُمْ أَقَامُوا اسْمَ الرَّجُلِ مَقَامَ الدَّهْرِ. وَالْأَلْيَةُ بِالْفَتْحِ: الْعَجِيزَةُ لِلنَّاسِ وَغَيْرِهِمْ أَلْيَةُ الشَّاةِ وَأَلْيَةُ الْإِنْسَانِ، وَهِيَ أَلْيَةُ النَّعْجَةِ مَفْتُوحَةُ الْأَلِفِ. وَفِي حَدِيثٍ: ڪَانُوا يَجْتَبُّونَ أَلَيَاتِ الْغَنَمِ أَحْيَاءً جَمْعُ أَلْيَةٍ، وَهِيَ طَرَفُ الشَّاةِ، وَالْجَبُّ الْقَطْعُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا رَكِبَ الْعَجُزَ مِنَ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَالْجَمْعُ أَلَيَاتٌ وَأَلَايَا; الْأَخِيرَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَذُو أَلَيَاتٍ، ڪَأَنَّهُ جَعَلَ ڪُلَّ جُزْءٍ أَلْيَةً، ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا، وَلَا تَقُلْ لِيَّةً وَلَا إِلْيَةً فَإِنَّهُمَا خَطَأٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ; ذُو الْخَلَصَةِ: بَيْتٌ ڪَانَ فِيهِ صَنَمٌ لِدَوْسٍ يُسَمَّى الْخَلَصَةُ، أَرَادَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرْجِعَ دَوْسٌ عَنِ الْإِسْلَامِ فَتَطُوفَ نِسَاؤُهُمْ بِذِي الْخَلَصَةِ وَتَضْطَرِبَ أَعْجَازُهُنَّ فِي طَوَافِهِنَّ ڪَمَا ڪُنَّ يَفْعَلْنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَكَبْشٌ أَلَيَانٌ، بِالتَّحْرِيكِ، وَأَلْيَانُ وَأَلًى وَآلٍ وَكِبَاشٌ وَنِعَاجٌ أُلْيٌ مِثْلُ عُمْيٍ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكِبَاشٌ أَلْيَانَاتٌ، وَقَالُوا فِي جَمْعِ آلٍ أُلْيٌ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جُمِعَ عَلَى أَصْلِهِ الْغَالِبِ عَلَيْهِ لِأَنَّ هَذَا الضَّرْبَ يَأْتِي عَلَى أَفْعَلٍ ڪَأَعْجَزٍ وَأَسْتَهٍ فَجَمَعُوا فَاعِلًا عَلَى فُعْلٍ لِيُعْلَمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَفْعَلَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جُمِعَ نَفْسُ آلٍ لَا يُذْهَبُ بِهِ إِلَى الدَّلَالَةِ عَلَى آلَى، وَلَكِنَّهُ يَكُونُ ڪَبَازِلٍ وَبُزْلٍ وَعَائِذٍ وَعُوذٍ. وَنَعْجَةٌ أَلْيَانَةٌ وَأَلْيَا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ مِنْ رِجَالٍ أُلْيٍ وَنِسَاءٍ أُلْيٍ وَأَلْيَانَاتٍ وَأَلَاءٍ; قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَجُلٌ آلٍ وَامْرَأَةٌ عَجْزَاءُ، وَلَا يُقَالُ أَلْيَاءُ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ غَلِطَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي ذَلِكَ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي يَقُولُ الْمَرْأَةُ أَلْيَاءُ هُوَ الْيَزِيدِيُّ; حَكَاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي نُعُوتِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَرَجُلٌ آلَى أَيْ عَظِيمُ الْأَلْيَةِ. وَقَدْ أَلِيَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يَأْلَى أَلًى. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: هُمَا أَلْيَانِ لِلْأَلْيَتَيْنِ فَإِذَا أَفْرَدْتَ الْوَاحِدَةَ قُلْتَ أَلْيَةً، وَأَنْشَدَ:

كَأَنَّمَا عَطِيَّةُ بْنُ ڪَعْبِ     ظَعِينَةٌ وَاقِفَةٌ فِي رَكْبِ
تَرْتَجُّ أَلْيَاهُ ارْتَجَاجَ الْوَطْبِ

وَكَذَلِكَ هُمَا خُصْيَانِ، الْوَاحِدَةُ خُصْيَةٌ. وَبَائِعُهُ أَلَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ:، وَقَدْ جَاءَ أَلْيَتَانِ، قَاْلَ عَنْتَرَةُ:

مَتَى مَا تَلْقَنِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ     رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وَتُسْتَطَارَا

وَاللِّيَّةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، لَهَا مَعْنَيَانِ قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: اللِّيَّةُ قَرَابَةُ الرَّجُلِ وَخَاصَّتُهُ; وَأَنْشَدَ:

فَمَنْ يَعْصِبْ بِلِيَّتِهِ اغْتِرَارًا     فَإِنَّكَ قَدْ مَلَأْتَ يَدًا وَشَامَا

يَعْصِبُ: يَلْوِي مِنْ عَصَبَ الشَّيْءَ، وَأَرَادَ بِالْيَدِ الْيَمَنَ; وَيَقُولُ: مَنْ أَعْطَى أَهْلَ قَرَابَتِهِ أَحْيَانًا خُصُوصًا فَإِنَّكَ تُعْطِي أَهْلَ الْيَمَنِ وَالشَّامِ. وَاللِّيَّةُ أَيْضًا: الْعُودُ الَّذِي يُسْتَجْمَرُ بِهِ، وَهِيَ الْأَلُوَّةُ. وَيُقَالُ: لَأَى إِذَا أَبْطَأَ، وَأَلَّا إِذَا تَكَبَّرَ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: أَلَّا إِذَا تَكَبَّرَ حَرْفٌ غَرِيبٌ لَمْ أَسْمَعْهُ لِغَيْرِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَاْلَ أَيْضًا: الْأَلِيُّ الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الْأَيْمَانِ. وَأَلْيَةُ الْحَافِرِ: مُؤَخَّرُهُ. وَأَلْيَةُ الْقَدَمِ: مَا وَقَعَ عَلَيْهِ الْوَطْءُ مِنَ الْبَخَصَةِ الَّتِي تَحْتَ الْخِنْصَرِ. وَأَلْيَةُ الْإِبْهَامُ: ضَرَّتُهَا، وَهِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي فِي أَصْلِهَا وَالضَّرَّةُ الَّتِي تُقَابِلُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَفَلَ فِي عَيْنِ عَلِيٍّ وَمَسَحَهَا بَأَلْيَةِ إِبْهَامِهِ، أَلْيَةُ الْإِبْهَامِ أَصْلُهَا، وَأَصْلُ الْخِنْصَرِ الضَّرَّةُ. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: السُّجُودُ عَلَى أَلْيَتَيِ الْكَفِّ، أَرَادَ أَلْيَةَ الْإِبْهَامِ وَضَرَّةَ الْخِنْصَرِ، فَغَلَّبَ ڪَالْعُمَرَيْنِ وَالْقَمَرَيْنِ. وَأَلْيَةُ السَّاقِ: حَمَاتُهَا، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الْفَارِسِيِّ. اللَّيْثُ: أَلْيَةُ الْخِنْصَرِ اللَّحْمَةُ الَّتِي تَحْتَهَا، وَهِيَ أَلْيَةُ الْيَدِ، وَأَلْيَةُ الْكَفِّ هِيَ اللُّحْمَةُ الَّتِي فِي أَصْلِ الْإِبْهَامِ، وَفِيهَا الضَّرَّةُ، وَهِيَ اللُّحْمَةُ الَّتِي فِي الْخِنْصَرِ إِلَى الْكُرْسُوعِ، وَالْجَمْعُ الضَّرَائِرُ. وَالْأَلْيَةُ: الشَّحْمَةُ. وَرَجُلٌ أَلَّاءٌ: يَبِيعُ الْأَلْيَةَ، يَعْنِي الشَّحْمَ. وَالْأَلْيَةُ يَعْنِي الشَّحْمَ. وَالْأَلْيَةُ: الْمَجَاعَةُ، عَنْ ڪُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: فِي الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ لَآةٌ وَأَلَاةٌ بِوَزْنِ لَعَاةٍ وَعَلَاةٍ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِلْيَةُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، الْقِبَلُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَا يُقَامُ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُومَ مِنْ إِلْيَةِ نَفْسِهِ أَيْ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُزْعَجَ أَوْ يُقَامَ، وَهَمْزَتُهَا مَكْسُورَةٌ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: قَاْلَ غَيْرُهُ قَامَ فُلَانٌ مِنْ ذِي إِلْيَةٍ أَيْ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ ڪَانَ يَقُومُ لَهُ الرَّجُلُ مِنْ لِيَّةِ نَفْسِهِ، بِلَا أَلَفٍ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: ڪَأَنَّهُ اسْمٌ مِنْ وَلِيَ يَلِي مِثْلَ الشِّيَّةِ مِنْ وَشَى يَشِي، وَمَنْ قَالَ: إِلْيَةٌ فَأَصْلُهَا وَلِيَّةٌ; فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً; وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: ڪَانَ يَقُومُ لَهُ الرَّجُلُ مِنْ إِلْيَتِهِ فَمَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ. وَالْآلَاءُ: النِّعَمُ وَاحِدُهَا أَلَى، بِالْفَتْحِ، وَإِلْيٌ وَإِلًى; قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ تُكْسَرُ وَتُكْتَبُ بِالْيَاءِ، مِثَالَ مِعًى وَأَمْعَاءٍ; وَقَوْلُ الْأَعْشَى:

أَبْيَضُ لَا يَرْهَبُ الْهُزَالَ وَلَا     يَقْطَعُ رُحْمًا وَلَا يَخُونُ إِلَا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِلَا هُنَا وَاحِدَ آلَاءِ اللَّهِ، وَيَخُونُ: يَكْفُرُ، مُخَفَّفًا مِنَ الْإِلِّ الَّذِي هُوَ الْعَهْدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَفَكَّرُوا فِي آلَاءِ اللَّهِ وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: حَتَّى أَوْرَى قَبَسًا لِقَابِسِ آلَاءِ اللَّهِ; قَاْلَ النَّابِغَةُ:

هُمُ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ لَهُمْ     فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ فِي الْآلَاءِ وَالنِّعَمِ

قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: إِلَا ڪَانَ فِي الْأَصْلِ وِلَا، وَأَلَا ڪَانَ فِي الْأَصْلِ وَلَا. وَالْأَلَاءُ بِالْفَتْحِ: شَجَرٌ حَسَنُ الْمَنْظَرِ مُرُّ الطَّعْمِ; قَاْلَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:

فَإِنَّكُمُ وَمَدْحَكُمُ بُجَيْرًا    أَبَا لَجَأٍ ڪَمَا امْتُدِحَ الْأَلَاءُ

وَأَرْضٌ مَأْلَأَةٌ: ڪَثِيرَةُ الْأَلَاءِ. وَالْأَلَاءُ: شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ دَائِمُ الْخُضْرَةِ أَبَدًا يُؤْكَلُ مَا دَامَ رَطْبًا فَإِذَا عَسَا امْتَنَعَ وَدُبِغَ بِهِ، وَاحِدَتُهُ أَلَاءَةٌ، حَكَى ذَلِكَ أَبُو حَنِيفَةَ; قَالَ: وَيُجْمَعُ أَيْضًا أَلَاءَاتٌ وَرُبَّمَا قُصِرَ الْأَلَا; قَاْلَ رُؤْبَةُ:

يَخْضَرُّ مَا اخْضَرَّ الْأَلَا وَالْآسُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ إِنَّمَا قَصَرَ ضَرُورَةً. وَقَدْ تَكُونُ الْأَلَاءَاتُ جَمْعًا، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. وَسِقَاءٌ مَأْلِيٌّ وَمَأْلُوٌّ: دُبِغَ بِالْأَلَاءِ; عَنْهُ أَيْضًا. وَإِلْيَاءُ: مَدِينَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وَإِلِيَّا: اسْمُ رَجُلٍ. وَالْمِئْلَاةُ، بِالْهَمْزِ، عَلَى وَزْنِ الْمِعْلَاةِ: خِرْقَةٌ تُمْسِكُهَا الْمَرْأَةُ عِنْدَ النَّوْحِ، وَالْجَمْعُ الْمَآلِي. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا تَأَبَّطَتْنِي الْإِمَاءُ وَلَا حَمَلَتْنِي الْبَغَايَا فِي غُبَّرَاتِ الْمَآلِي; الْمَآلِي: جَمْعُ مِئْلَاةٍ بِوَزْنِ سِعْلَاةٍ، وَهِيَ هَاهُنَا خِرْقَةُ الْحَائِضِ أَيْضًا. يُقَالُ: آلَتِ الْمَرْأَةُ إِيلَاءً إِذَا اتَّخَذَتْ مِئْلَاةً، وَمِيمُهَا زَائِدَةٌ، نَفَى عَنْ نَفْسِهِ الْجَمْعَ بَيْنَ سُبَّتَيْنِ: أَنْ يَكُونَ لِزَنْيَةٍ، وَأَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا فِي بَقِيَّةِ حَيْضَةٍ; قَاْلَ لَبِيدٌ يَصِفُ سَحَابًا:

كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فِي ذُرَاهُ     وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ الْمَآلِي

الْمُصَفَّحَاتُ: السُّيُوفُ وَتَصْفِيحُهَا: تَعْرِيضُهَا وَمَنْ رَوَاهُ مُصَفِّحَاتٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ، فَهِيَ النِّسَاءُ; شَبَّهَ لَمْعَ الْبَرْقِ بِتَصْفِيحِ النِّسَاءِ إِذَا صَفَّقْنَ بِأَيْدِيهِنَّ.

إِلَى: حَرْفٌ خَافِضٌ وَهُوَ مُنْتَهًى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، تَقُولُ: خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ دَخَلْتَهَا، وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ بَلَغْتَهَا وَلَمْ تَدْخُلْهَا لِأَنَّ النِّهَايَةَ تَشْمَلُ أَوَّلَ الْحَدِّ وَآخِرَهُ، وَإِنَّمَا تَمْنَعُ مِنْ مُجَاوَزَتِهِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَدْ تَكُونُ إِلَى انْتِهَاءِ غَايَةٍ ڪَقَوْلِهِ، – عَزَّ وَجَلَّ -: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ. وَتَكُونُ إِلَى بِمَعْنَى مَعَ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ; مَعْنَاهُ: مَعَ أَمْوَالِكُمْ، وَكَقَوْلِهِمْ: الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إِبِلٌ. وَقَالَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ أَيْ: مَعَ اللَّهِ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ فَإِنَّ الْعَبَّاسَ وَجَمَاعَةً مِنَ النَّحْوِيِّينَ جَعَلُوا إِلَى بِمَعْنَى مَعَ هَاهُنَا وَأَوْجَبُوا غَسْلَ الْمَرَافِقِ وَالْكَعْبَيْنِ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ وَهُوَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ: الْيَدُ مِنْ أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ إِلَى الْكَتِفِ وَالرِّجْلُ مِنَ الْأَصَابِعِ إِلَى أَصْلِ الْفَخِذَيْنِ، فَلَمَّا ڪَانَتِ الْمَرَافِقُ وَالْكَعْبَانِ دَاخِلَةً فِي تَحْدِيدِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ ڪَانَتْ دَاخِلَةً فِيمَا يُغْسَلُ وَخَارِجَةً مِمَّا لَا يُغْسَلُ. قَالَ: وَلَوْ ڪَانَ الْمَعْنَى مَعَ الْمَرَافِقِ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَرَافِقِ فَائِدَةٌ وَكَانَتِ الْيَدُ ڪُلُّهَا يَجِبُ أَنْ تُغْسَلَ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا قِيلَ إِلَى الْمَرَافِقِ اقْتُطِعَتْ فِي الْغَسْلِ مِنْ حَدِّ الْمِرْفَقِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَرَوَى النَّضْرُ عَنِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اسْتَأْجَرَ الرَّجُلُ دَابَّةً إِلَى مَرْوَ، فَإِذَا أَتَى أَدْنَاهَا فَقَدْ أَتَى مَرْوَ، وَإِذَا قَاْلَ إِلَى مَدِينَةِ مَرْوَ فَإِذَا أَتَى بَابَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَتَاهَا. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ; إِنَّ الْمَرَافِقَ فِيمَا يُغْسَلُ. ابْنُ سِيدَهْ قَالَ: إِلَى مُنْتَهَى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ. قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: خَرَجْتُ مِنْ ڪَذَا إِلَى ڪَذَا، وَهِيَ مِثْلُ حَتَّى، إِلَّا أَنَّ لِحَتَّى فِعْلًا لَيْسَ لِإِلَى. وَنَقُولُ لِلرَّجُلِ: إِنَّمَا أَنَا إِلَيْكَ أَيْ: أَنْتَ غَايَتِي، وَلَا تَكُونُ حَتَّى هُنَا فَهَذَا أَمْرُ إِلَى وَأَصْلُهُ وَإِنِ اتَّسَعَتْ، وَهِيَ أَعَمُّ فِي الْكَلَامِ مِنْ حَتَّى، تَقُولُ: قُمْتُ إِلَيْهِ فَتَجْعَلُهُ مُنْتَهَاكَ مِنْ مَكَانِكَ وَلَا تَقُولُ: حَتَّاهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ وَأَنْتَ لَا تَقُولُ: سِرْتُ إِلَى زَيْدٍ تُرِيدُ مَعَهُ، فَإِنَّمَا جَازَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ لَمَّا ڪَانَ مَعْنَاهُ مَنْ يَنْضَافُ فِي نُصْرَتِي إِلَى اللَّهِ فَجَازَ لِذَلِكَ أَنْ تَأْتِيَ هُنَا بِإِلَى. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَنْتَ إِنَّمَا تَقُولُ هَلْ لَكَ فِي ڪَذَا، وَلَكِنَّهُ لَمَّا ڪَانَ هَذَا دُعَاءً مِنْهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَهُ صَارَ تَقْدِيرُهُ أَدْعُوكَ أَوْ أُرْشِدُكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى; وَتَكُونُ إِلَى بِمَعْنَى عِنْدَ ڪَقَوْلِ الرَّاعِي:

صَنَاعٌ فَقَدْ سَادَتْ إِلَيَّ الْغَوَانِيَا

أَيْ: عِنْدِي. وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَعَ ڪَقَوْلِكَ: فُلَانٌ حَلِيمٌ إِلَى أَدَبٍ وَفِقْهٍ; وَتَكُونُ بِمَعْنَى فِي ڪَقَوْلِ النَّابِغَةِ:

فَلَا تَتْرُكَنِّي بِالْوَعِيدِ ڪَأَنَّنِي     إِلَى النَّاسِ مَطْلِيٌّ بِهِ الْقَارُ أَجْرَبُ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا إِلَيْكَ إِذَا قُلْتَ تَنَحَّ، قَالَ: وَسَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُقَالُ لَهُ: إِلَيْكَ، فَيَقُولُ إِلَيَّ، ڪَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ تَنَحَّ، فَقَالَ: أَتَنَحَّى، وَلَمْ يُسْتَعْمَلِ الْخَبَرُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْمَاءِ الْفِعْلِ إِلَّا فِي قَوْلِ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: وَلَيْسَ ثَمَّ طَرْدٌ وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ ڪَمَا تَقُولُ: الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ، وَيُفْعَلُ بَيْنَ يَدَيِ الْأُمَرَاءِ، وَمَعْنَاهُ: تَنَحَّ وَابْعُدْ، وَتَكْرِيرُهُ لِلتَّأْكِيدِ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي فِرْعَوْنَ يَهْجُو نَبَطِيَّةً اسْتَسْقَاهَا مَاءً:

إِذَا طَلَبْتُ الْمَاءَ قَالَتْ لَيْكَا     ڪَأَنَّ شَفْرَيْهَا، إِذَا مَا احْتَكَّا
حَرْفًا بِرَامٍ ڪُسِرَا فَاصْطَكَّا

فَإِنَّمَا أَرَادَ إِلَيْكَ أَيْ: تَنَحَّ، فَحُذِفَ الْأَلِفُ عُجْمَةً. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ لَيْكَا مُرْدَفَةٌ، وَاحْتَكَّا وَاصْطَكَّا غَيْرُ مُرْدَفَتَيْنِ، قَالَ: وَظَاهِرُ الْكَلَامِ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ أَلِفُ لَيْكَا رَوِيًّا، وَكَذَلِكَ الْأَلِفُ مِنَ احْتَكَّا وَاصْطَكَّا رَوِيٌّ، وَإِنْ ڪَانَتْ ضَمِيرَ الِاثْنَيْنِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِلَيْكَ عَنِّي أَيْ: أَمْسِكْ وَكُفَّ، وَتَقُولُ: إِلَيْكَ ڪَذَا وَكَذَا أَيْ: خُذْهُ; وَمِنْهُ قَوْلُ الْقُطَامِيِّ:

إِذَا التَّيَّازُ ذُو الْعَضَلَاتِ قُلْنَا     إِلَيْكَ إِلَيْكَ ضَاقَ بِهَا ذِرَاعًا

وَإِذَا قَالُوا: اذْهَبْ إِلَيْكَ، فَمَعْنَاهُ: اشْتَغِلْ بِنَفْسِكَ وَأَقْبِلْ عَلَيْهَا; وَقَالَ الْأَعْشَى:

فَاذْهَبِي مَا إِلَيْكِ أَدْرَكَنِي الْحِلْ     مُ عَدَانِي عَنْ هَيْجِكُمْ إِشْفَاقِي

وَحَكَى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْخَلِيلِ فِي قَوْلِكَ: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ قَالَ: مَعْنَاهُ: أَحْمَدُ مَعَكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّهُ قَاْلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: إِنِّي قَائِلٌ قَوْلًا وَهُوَ إِلَيْكَ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: فِي الْكَلَامِ إِضْمَارٌ أَيْ: هُوَ سِرٌّ أَفْضَيْتُ بِهِ إِلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ. أَيْ: أَشْكُو إِلَيْكَ أَوْ خُذْنِي إِلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ  الْحَسَنِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَنَّهُ رَأَى مِنْ قَوْمٍ رِعَةً سَيِّئَةً فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ، أَيِ: اقْبِضْنِي إِلَيْكَ; وَالرِّعَةُ: مَا يَظْهَرُ مِنَ الْخُلُقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَيْ: لَيْسَ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ، ڪَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: أَنَا مِنْكَ وَإِلَيْكَ أَيْ: الْتِجَائِي وَانْتِمَائِي إِلَيْكَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ صَاهَرَ فُلَانٌ إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَأَصْهَرَ إِلَيْهِمْ; وَقَوْلُ عَمْرٍو:

إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُمْ     أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّا الْيَقِينَا؟

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَعْنَاهُ اذْهَبُوا إِلَيْكُمْ وَتَبَاعَدُوا عَنَّا. وَتَكُونُ إِلَى بِمَعْنَى عِنْدَ; قَاْلَ أَوْسٌ:

فَهَلْ لَكُمُ فِيهَا إِلَيَّ، فَإِنَّنِي     طَبِيبٌ بِمَا أَعْيَا النِّطَاسِيَّ حِذْيَمًا

وَقَالَ الرَّاعِي:

يُقَالُ، إِذَا رَادَ النِّسَاءُ: خَرِيدَةٌ     صَنَاعٌ فَقَدْ سَادَتْ إِلَيَّ الْغَوَانِيَا

أَيْ: عِنْدِي، وَرَادَ النِّسَاءِ: ذَهَبْنَ وَجِئْنَ، امْرَأَةٌ رَوَادٌ أَيْ: تَدْخُلُ وَتَخْرُجُ. ‏

معنى كلمة أَلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أله – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أله – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أله: الْإِلَهُ: اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -، وَكُلُّ مَا اتُّخِذَ مِنْ دُونِهِ مَعْبُودًا إِلَهٌ عِنْدَ مُتَّخِذِهِ، وَالْجَمْعُ آلِهَةٌ. وَالْآلِهَةُ: الْأَصْنَامُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ تَحُقُّ لَهَا، وَأَسْمَاؤُهُمْ تَتْبَعُ اعْتِقَادَاتِهِمْ لَا مَا عَلَيْهِ الشَّيْءُ فِي نَفْسِهِ، وَهُوَ بَيِّنُ الْإِلَهَةِ وَالْأُلْهَانِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ: إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي أُلْهَانِيَّةِ الرَّبِّ، وَمُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقِينَ، وَرَهْبَانِيَّةِ الْأَبْرَارِ لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُعْجِبُهُ يَأْخُذُ بِقَلْبِهِ، أَيْ لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُعْجِبُهُ وَلَمْ يُحِبَّ إِلَّا اللَّهَ سُبْحَانَهُ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ إِلَهٍ، وَتَقْدِيرُهَا فُعْلَانِيَّةٌ، بِالضَّمِّ، تَقُولُ إِلَهٌ بَيِّنٌ الْإِلَهِيَّةِ وَالْأُلْهَانِيَّةِ، وَأَصْلُهُ مِنْ أَلِهَ يَأْلَهُ إِذَا تَحَيَّرَ، يُرِيدُ إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَلَالِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَصَرَفَ وَهْمَهُ إِلَيْهَا، أَبْغَضَ النَّاسَ حَتَّى لَا يَمِيلُ قَلْبُهُ إِلَى أَحَدٍ. الْأَزْهَرِيُّ: قَاْلَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ هُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَحْدَهُ، قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ لَلَّهِ مَا فَعَلْتُ ذَاكَ، يُرِيدُونَ وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ. قَاْلَ الْخَلِيلُ: اللَّهُ لَا تُطْرَحُ الْأَلِفُ مِنْ الِاسْمِ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ – عَزَّ ذِكْرُهُ – عَلَى التَّمَامِ; قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي يَجُوزُ مِنْهَا اشْتِقَاقُ فِعْلٍ ڪَمَا يَجُوزُ فِي الرَّحْمَنِ وَالرَّحِيمِ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ اشْتِقَاقِ اسْمِ اللَّهِ – تَعَالَى – فِي اللُّغَةِ، فَقَالَ: ڪَانَ حَقُّهُ إِلَاهٌ، أُدْخِلَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ، تَعْرِيفًا فَقِيلَ أَلْإِلَاهُ، ثُمَّ حَذَفَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَةَ اسْتِثْقَالًا لَهَا، فَلَمَّا تَرَكُوا الْهَمْزَةَ حَوَّلُوا ڪَسْرَتَهَا فِي اللَّامِ الَّتِي هِيَ لَامُ التَّعْرِيفِ، وَذَهَبَتِ الْهَمْزَةُ أَصْلًا فَقَالُوا أَلِلَاهٌ، فَحَرَّكُوا لَامَ التَّعْرِيفِ الَّتِي لَا تَكُونُ إِلَّا سَاكِنَةً، ثُمَّ الْتَقَى لَامَانِ مُتَحَرِّكَتَانِ فَأَدْغَمُوا الْأُولَى فِي الثَّانِيَةِ، فَقَالُوا: اللَّهُ، ڪَمَا قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي; مَعْنَاهُ لَكِنْ أَنَا، ثُمَّ إِنَّ الْعَرَبَ لَمَّا سَمِعُوا اللَّهُمَّ جَرَتْ فِي ڪَلَامِ الْخَلْقِ تَوَهَّمُوا أَنَّهُ إِذَا أُلْقِيَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ مِنَ اللَّهِ ڪَانَ الْبَاقِي لَاهُ، فَقَالُوا لَاهُمَّ; وَأَنْشَدَ:

لَاهُمَّ أَنْتَ تَجْبُرُ الْكَسِيرَا أَنْتَ وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورَا

وَيَقُولُونَ: لَاهِ أَبُوكَ، يُرِيدُونَ اللَّهِ أَبُوكَ، وَهِيَ لَامُ التَّعَجُّبِ; وَأَنْشَدَ لِذِي الْإِصْبَعِ:

لَاهِ ابْنُ عَمِّي مَا يَخَا     فُ الْحَادِثَاتِ مِنَ الْعَوَاقِبْ

قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: وَقَدْ قَالَتِ الْعَرَبُ بِسْمِ اللَّهِ بِغَيْرِ مَدَّةِ اللَّامِ وَحَذْفِ مَدَّةِ لَاهِ; وَأَنْشَدَ:

أَقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اللَّهْ     يَحْرِدْ حَرْدَ الْجَنَّةِ الْمُغِلَّهْ

وَأَنْشَدَ:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ     عَلَى هَنَوَاتٍ ڪَاذِبٍ مَنْ يَقُولُهَا

إِنَّمَا هُوَ لَلَّهِ إِنَّكِ، فَحَذَفَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فَقَالَ لَاهِ إِنَّكِ، ثُمَّ تَرَكَ هَمْزَةَ إِنَّكِ، فَقَالَ لَهِنَّكِ; وَقَالَ الْآخَرُ:

أَبَائِنَةٌ سُعْدَى نَعَمْ وَتُمَاضِرُ     لَهِنَّا لَمَقْضِيٌّ عَلَيْنَا التَّهَاجُرُ

يَقُولُ: لَاهِ إَنَّا، فَحَذَفَ مَدَّةَ لَاهِ وَتَرَكَ هَمْزَةَ إِنَّا، ڪَقَوْلِهِ:

لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ وَالنَّوَى يَعْدُو

، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ لَهِنَّكَ: أَرَادَ لِأَنَّكَ فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ هَاءً مِثْلَ هَرَاقَ الْمَاءَ وَأَرَاقَ، وَأَدْخَلَ اللَّامَ فِي ” إِنَّ ” لِلْيَمِينِ، وَلِذَلِكَ أَجَابَهَا بِاللَّامِ فِي لَوَسِيمَةٌ، قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: قَاْلَ لِيَ الْكِسَائِيُّ: أَلَّفْتُ ڪِتَابًا فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَسْمِعْتَ الْحَمْدُ لَاهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: اسْمَعْهَا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَلَا يَجُوزُ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا الْحَمْدُ لِلَّهِ بِمَدَّةِ اللَّامِ، وَإِنَّمَا يَقْرَأُ مَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ الْأَعْرَابُ وَمَنْ لَا يَعْرِفُ سُنَّةَ الْقُرْآنِ. قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: فَاللَّهُ أَصْلُهُ إِلَاهٌ، قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا ڪَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ ڪُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ. قَالَ: وَلَا يَكُونُ إِلَهًا حَتَّى يَكُونَ مَعْبُودًا، وَحَتَّى يَكُونَ لِعَابِدِهِ خَالِقًا وَرَازِقًا وَمُدَبِّرًا، وَعَلَيْهِ مُقْتَدِرًا فَمَنْ لَمْ يَكُنْ ڪَذَلِكَ فَلَيْسَ بِإِلَهٍ، وَإِنْ عُبِدَ ظُلْمًا، بَلْ هُوَ مَخْلُوقٌ وَمُتَعَبَّدٌ. قَالَ: وَأَصْلُ إِلَهٍ وِلَاهٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً ڪَمَا قَالُوا لِلْوِشَاحِ إِشَاحٌ وَلِلْوِجَاحِ – وَهُوَ السِّتْرُ – إِجَاحٌ، وَمَعْنَى وِلَاهٍ أَنَّ الْخَلْقَ يَوْلَهُونَ إِلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَيَضْرَعُونَ إِلَيْهِ فِيمَا يُصِيبُهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَيْهِ فِي ڪُلِّ مَا يَنُوبُهُمْ، ڪَمَا يَوْلَهُ ڪُلُّ طِفْلٍ إِلَى أُمِّهِ. وَقَدْ سَمَّتِ الْعَرَبُ الشَّمْسَ لَمَّا عَبَدُوهَا إِلَاهَةً. وَالْأُلَهَةُ: الشَّمْسُ الْحَارَّةُ; وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْأَلِيهَةُ وَالْأَلَاهَةُ وَالْإِلَاهَةُ وَأُلَاهَةُ ڪُلُّهُ الشَّمْسُ اسْمٌ لَهَا، الضَّمُّ فِي أَوَّلِهَا عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ; قَالَتْ مَيَّةُ بِنْتُ أُمِّ عُتْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ ڪَمَا قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

تَرَوَّحْنَا مِنَ اللَّعْبَاءِ عَصْرًا     فَأَعْجَلْنَا الْإِلَهَةَ أَنْ تَئُوبَا
عَلَى مِثْلِ ابْنِ مَيَّةَ فَانْعَيَاهُ     تَشُقُّ نَوَاعِمُ الْبَشَرِ الْجُيُوبَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ هُوَ لِبِنْتِ عَبْدِ الْحَارِثِ الْيَرْبُوعِيِّ، وَيُقَالُ لِنَائِحَةِ عُتَيْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ لِأُمِّ الْبَنِينَ بِنْتِ عُتَيْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ تَرْثِيهِ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أُلَاهَةَ، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَأَعْجَلْنَا الْأَلَاهَةَ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ. غَيْرُهُ: وَتَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَلَا تَدْخُلُهَا، وَقَدْ جَاءَ عَلَى هَذَا غَيْرُ شَيْءٍ مِنْ دُخُولِ لَامِ الْمَعْرِفَةِ الِاسْمَ مَرَّةً وَسُقُوطِهَا أُخْرَى. قَالُوا: لَقِيتُهُ النَّدَرَى وَفِي نَدَرَى، وَفَيْنَةً وَالْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، وَنَسْرٌ وَالنَّسْرُ اسْمُ صَنَمٍ، فَكَأَنَّهُمْ سَمَّوْهَا الْإِلَهَةَ لِتَعْظِيمِهِمْ لَهَا وَعِبَادَتِهِمْ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُمْ ڪَانُوا يُعَظِّمُونَهَا وَيَعْبُدُونَهَا، وَقَدْ أَوْجَدَنَا اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – ذَلِكَ فِي ڪِتَابِهِ حِينَ قَالَ: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ ڪُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْإِلَاهَةُ وَالْأُلُوهَةُ وَالْأُلُوهِيَّةُ الْعِبَادَةُ.، وَقَدْ قُرِئَ: وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ، وَقَرَأَ ابْنُ  عَبَّاسٍ: (وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ، وَعِبَادَتَكَ; وَهَذِهِ الْأَخِيرَةُ عِنْدَ ثَعْلَبٍ ڪَأَنَّهَا هِيَ الْمُخْتَارَةُ، قَالَ: لِأَنَّ فِرْعَوْنَ ڪَانَ يُعْبَدُ وَلَا يَعْبُدُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا ذُو إِلَاهَةٍ لَا ذُو آلِهَةٍ، وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى أَكْثَرُ وَالْقُرَّاءُ عَلَيْهَا. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَوِّي مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قِرَاءَتِهِ: (وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ)، قَوْلُ فِرْعَوْنَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى وَقَوْلُهُ: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي; وَبِهَذَا قَاْلَ – سُبْحَانَهُ -: فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى; وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ فِرْعَوْنَ ڪَانَ يُعْبَدُ. وَيُقَالُ: إِلَهٌ بَيِّنِ الْإِلَهَةِ وَالْأُلْهَانِيَّةِ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَدْعُونَ مَعْبُودَاتِهِمْ مِنَ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ آلِهَةً، وَهِيَ جَمْعُ إِلَاهَةٍ; قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ، وَهِيَ أَصْنَامٌ عَبَدَهَا قَوْمُ فِرْعَوْنَ مَعَهُ. وَاللَّهُ: أَصْلُهُ إِلَاهٌ، عَلَى فِعَالٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لِأَنَّهُ مَأْلُوهٌ أَيْ مَعْبُودٌ، ڪَقَوْلِنَا إِمَامٌ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّهُ مُؤْتَمٌّ بِهِ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ، وَلَوْ ڪَانَتَا عِوَضًا مِنْهَا لَمَا اجْتَمَعَتَا مَعَ الْمُعَوَّضِ مِنْهُ فِي قَوْلِهِمُ الْإِلَاهُ، وَقُطِعَتِ الْهَمْزَةُ فِي النِّدَاءِ لِلُزُومِهَا تَفْخِيمًا لِهَذَا الِاسْمِ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ النَّحْوِيَّ يَقُولُ إِنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عِوَضٌ مِنْهَا، قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ اسْتِجَازَتُهُمْ لِقَطْعِ الْهَمْزَةِ الْمَوْصُولَةِ الدَّاخِلَةِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ فِي الْقَسَمِ وَالنِّدَاءِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: أَفَأَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ وَيَا أَللَّهُ اغْفِرْ لِي، أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَوْ ڪَانَتْ غَيْرَ عِوَضٍ لَمْ تُثْبَتْ ڪَمَا لَمْ تُثْبَتْ فِي غَيْرِ هَذَا الِاسْمِ؟ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ لِلُزُومِ الْحَرْفِ لِأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ تُقْطَعَ هَمْزَةُ الَّذِي وَالَّتِي، وَلَا يَجُوزَ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ لِأَنَّهَا هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَإِنْ ڪَانَتْ مَوْصُولَةً ڪَمَا لَمْ يَجُزْ فِي: ايْمُ اللَّهِ وَايْمُنُ اللَّهِ الَّتِي هِيَ هَمْزَةُ وَصْلٍ، فَإِنَّهَا مَفْتُوحَةٌ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، لِأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ تُقْطَعَ الْهَمْزَةُ أَيْضًا فِي غَيْرِ هَذَا مِمَّا يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُمْ لَهُ، فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ لِمَعْنًى اخْتُصَّتْ بِهِ لَيْسَ فِي غَيْرِهَا، وَلَا شَيْءَ أَوْلَى بِذَلِكَ الْمَعْنَى مِنْ أَنْ يَكُونَ الْمُعَوَّضَ مِنَ الْحَرْفِ الْمَحْذُوفِ الَّذِي هُوَ الْفَاءُ، وَجَوَّزَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ لَاهَا عَلَى مَا نَذْكُرُهُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: وَلَوْ ڪَانَتَا عِوَضًا مِنْهَا لَمَا اجْتَمَعَتَا مَعَ الْمُعَوَّضِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِمِ الْإِلَهُ، قَالَ: هَذَا رَدٌّ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ لِأَنَّهُ ڪَانَ يَجْعَلُ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِي اسْمِ الْبَارِي – سُبْحَانَهُ – عِوَضًا مِنَ الْهَمْزَةِ، وَلَا يَلْزَمُهُ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ قَوْلِهِمِ الْإِلَهُ، لِأَنَّ اسْمَ اللَّهِ لَا يَجُوزُ فِيهِ الْإِلَهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مَحْذُوفَ الْهَمْزَةِ، تَفَرَّدَ – سُبْحَانَهُ – بِهَذَا الِاسْمِ لَا يُشْرِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ، فَإِذَا قِيلَ: الْإِلَاهُ انْطَلَقَ عَلَى اللَّهِ – سُبْحَانَهُ – وَعَلَى مَا يُعْبَدُ مِنَ الْأَصْنَامِ، وَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُ لَمْ يَنْطَلِقْ إِلَّا عَلَيْهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -؛ وَلِهَذَا جَازَ أَنْ يُنَادَى اسْمُ اللَّهِ، وَفِيهِ لَامُ التَّعْرِيفِ وَتُقْطَعُ هَمْزَتُهُ، فَيُقَالُ يَا أَللَّهُ، وَلَا يَجُوزُ يَالْإِلَهُ عَلَى وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ مَقْطُوعَةً هَمْزَتُهُ وَلَا مَوْصُولَةً. قَالَ: وَقِيلَ فِي اسْمِ الْبَارِي – سُبْحَانَهُ – إِنَّهُ مَأْخُوذٌ مَنْ أَلِهَ يَأْلَهُ إِذَا تَحَيَّرَ، لِأَنَّ الْعُقُولَ تَأْلَهُ فِي عَظَمَتِهِ. وَأَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهَا أَيْ تَحَيَّرَ، وَأَصْلُهُ وَلِهَ يُولَهُ وَلَهًا. وَقَدْ أَلِهْتُ عَلَى فُلَانٍ أَيِ اشْتَدَّ جَزَعِي عَلَيْهِ، مِثْلُ وَلِهْتُ، وَقِيلَ: هُوَ مَأْخُوذٌ مَنْ أَلِهَ يَأْلَهُ إِلَى ڪَذَا أَيْ لَجَأَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ – سُبْحَانَهُ – الْمَفْزَعُ الَّذِي يُلْجَأُ إِلَيْهِ فِي ڪُلِّ أَمْرٍ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَلِهْتَ إِلَيْنَا وَالْحَوَادِثُ جَمَّةٌ

، قَاْلَ آخَرُ:

أَلِهْتُ إِلَيْهَا وَالرَّكَائِبُ وُقَّفُ

وَالتَّأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ وَالتَّعَبُّدُ. وَالتَّأْلِيهُ: التَّعْبِيدُ; قَالَ:

لِلَّهِ دَرُّ الْغَانِيَاتِ الْمُدَّهِ     ! سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي

ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا يَا أَللَّهُ فَقَطَعُوا، قَالَ: حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَهَذَا نَادِرٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: يَا اللَّهُ، فَيَصِلُونَ وَهُمَا لُغَتَانِ يَعْنِي الْقَطْعَ وَالْوَصْلَ; وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

إِنِّي إِذَا مَا حَدَثٌ أَلَمَّا     دَعَوْتُ يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهُمَّا

فَإِنَّ الْمِيمَ الْمُشَدَّدَةَ بَدَلٌ مِنْ يَا، فَجَمَعَ بَيْنَ الْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ مِنْهُ; وَقَدْ خَفَّفَهَا الْأَعْشَى فَقَالَ:

كَخَلْفَةٍ مِنْ أَبِي رَبَاحٍ     يَسْمَعُهَا لَاهُمُ الْكُبَارُ

وَإِنْشَادُ الْعَامَّةِ:

يَسْمَعُهَا لَاهُهُ الْكُبَارُ

قَالَ: وَأَنْشَدَهُ الْكِسَائِيُّ:

يَسْمَعُهَا اللَّهُ وَاللَّهُ ڪُبَارُ

الْأَزْهَرِيُّ: أَمَّا إِعْرَابُ اللَّهُمَّ فَضَمُّ الْهَاءِ وَفَتْحُ الْمِيمِ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ النَّحْوِيِّينَ فِي اللَّفْظِ، فَأَمَّا الْعِلَّةُ وَالتَّفْسِيرُ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ النَّحْوِيُّونَ، فَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى اللَّهُمَّ يَا أَللَّهُ أُمَّ بِخَيْرٍ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: هَذَا إِقْدَامٌ عَظِيمٌ لِأَنَّ ڪُلَّ مَا ڪَانَ مِنْ هَذَا الْهَمْزِ الَّذِي طُرِحَ فَأَكْثَرُ الْكَلَامِ الْإِتْيَانُ بِهِ. يُقَالُ: وَيْلُ أُمِّهِ وَوَيْلُ امِّهِ، وَالْأَكْثَرُ إِثْبَاتُ الْهَمْزَةِ، وَلَوْ ڪَانَ ڪَمَا قَاْلَ هَذَا الْقَائِلُ لَجَازَ اللَّهُ أُومُمْ وَاللَّهُ أُمَّ، وَكَانَ يَجِبُ أَنْ يُلْزِمَهُ يَا لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ يَا أَللَّهُ اغْفِرْ لَنَا، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا اللَّهُمَّ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ يَا اللَّهُمَّ، قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَهَذَا الْقَوْلُ يَبْطُلُ مِنْ جِهَاتٍ: إِحْدَاهَا أَنَّ ” يَا ” لَيْسَتْ فِي الْكَلَامِ، وَالْأُخْرَى أَنَّ هَذَا الْمَحْذُوفَ لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ عَلَى أَصْلِهِ ڪَمَا تُكُلِّمَ بِمِثْلِهِ، وَأَنَّهُ لَا يُقَدَّمُ أَمَامَ الدُّعَاءِ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَنَّ الضَّمَّةَ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ ضَمَّةُ الْهَمْزَةِ الَّتِي ڪَانَتْ فِي أُمَّ وَهَذَا مُحَالٌ أَنْ يُتْرَكَ الضَّمُّ الَّذِي هُوَ دَلِيلٌ عَلَى نِدَاءِ الْمُفْرَدِ، وَأَنْ يُجْعَلَ فِي اسْمِ اللَّهِ ضَمَّةُ أُمَّ، هَذَا إِلْحَادٌ فِي اسْمِ اللَّهِ، قَالَ: وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَنَّ قَوْلَنَا هَلُمَّ مِثْلُ ذَلِكَ أَنَّ أَصْلَهَا هَلْ أُمَّ، وَإِنَّمَا هِيَ لُمَّ وَهَا التَّنْبِيهُ، قَالَ: قَاْلَ الْفَرَّاءُ إِنَّ ” يَا ” قَدْ يُقَالُ مَعَ اللَّهُمَّ فَيُقَالُ يَا أَللَّهُمَّ، وَاسْتَشْهَدَ بِشِعْرٍ لَا يَكُونُ مِثْلُهُ حُجَّةً:

وَمَا عَلَيْكِ أَنْ تَقُولِي ڪُلَّمَا     صَلَّيْتِ أَوْ سَبَّحْتِ: يَا أَللَّهُمَا
ارْدُدْ عَلَيْنَا شَيْخَنَا مُسَلَّمَا

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَقَالَ الْخَلِيلُ وَ سِيبَوَيْهِ وَجَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ الْمَوْثُوقِ بِعِلْمِهِمُ: اللَّهُمَّ بِمَعْنَى يَا أَللَّهُ، وَإِنَّ الْمِيمَ الْمُشَدَّدَةَ عِوَضٌ مِنْ يَا، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا يَا مَعَ هَذِهِ الْمِيمِ فِي ڪَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَوَجَدُوا اسْمَ اللَّهِ مُسْتَعْمَلًا بِيَا إِذَا لَمْ يَذْكُرُوا الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ، فَعَلِمُوا أَنَّ الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَوَّلِهَا، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ، وَالْمِيمُ مَفْتُوحَةٌ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْمِيمِ قَبْلَهَا; الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ إِذَا طَرَحَ الْمِيمَ يَا أَللَّهُ اغْفِرْ لِي، بِهَمْزَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ يَا اللَّهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، فَمَنْ حَذَفَ الْهَمْزَةَ فَهُوَ عَلَى السَّبِيلِ، لِأَنَّهَا أَلِفٌ وَلَامٌ مِثْلُ لَامِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَأَشْبَاهِهِ. وَمَنْ هَمَزَهَا تَوَهَّمَ الْهَمْزَةَ مِنَ الْحَرْفِ إِذْ ڪَانَتْ لَا تَسْقُطُ مِنْهُ الْهَمْزَةُ; وَأَنْشَدَ:

مُبَارَكٌ هُوَ وَمَنْ سَمَّاهُ     عَلَى اسْمِكَ اللَّهُمَّ يَا أَللَّهُ

قَالَ: وَكَثُرَتِ اللَّهُمَّ فِي الْكَلَامِ حَتَّى خُفِّفَتْ مِيمُهَا فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ يَا أَللَّهُ اغْفِرْ لِي، وَيَللَّهُ اغْفِرْ لِي، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْخَلِيلَ يَقُولُ: يَكْرَهُونَ أَنْ يَنْقُصُوا مِنْ هَذَا الِاسْمِ شَيْئًا يَا أَللَّهُ أَيْ لَا يَقُولُونَ يَلَّهُ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قَاْلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَنَّ اللَّهُمَّ ڪَالصَّوْتِ، وَأَنَّهُ لَا يُوصَفُ، وَأَنَّ رَبَّنَا مَنْصُوبٌ عَلَى نِدَاءٍ آخَرَ; الْأَزْهَرِيُّ: وَأَنْشَدَ قُطْرُبٌ:

إِنِّي إِذَا مَا مُعْظَمٌ أَلَمَّا     أَقُولُ يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهُمَّا

قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ الْفَرَّاءِ وَأَبِي الْعَبَّاسِ فِي اللَّهُمَّ أَنَّهُ بِمَعْنَى يَا أَللَّهُ أُمَّ، إِدْخَالُ الْعَرَبِ يَا عَلَى اللَّهُمَّ; وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَلَّا لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي سُهَيْلٍ     إِذَا مَا اللَّهُ بَارَكَ فِي الرِّجَالِ

إِنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ فَقَصَرَ ضَرُورَةً. وَالْإِلَاهَةُ: الْحَيَّةُ الْعَظِيمَةُ; عَنْ ثَعْلَبٍ، وَهِيَ الْهِلَالُ. وَالْإِلَاهَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْجَزِيرَةِ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

كَفَى حَزَنًا أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ غَدْوَةً     وَأُصْبِحَ فِي عُلْيَا إِلَاهَةَ ثَاوِيًا

وَكَانَ قَدْ نَهَسَتْهُ حَيَّةٌ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: الرِّوَايَةُ ” وَأُتْرَكَ فِي عُلْيَا أُلَاهَةَ “، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَهِيَ مَغَارَةُ سَمَاوَةِ ڪَلْبٍ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لِأَنَّ بِهَا دُفِنَ قَائِلُ هَذَا الْبَيْتِ، وَهُوَ أُفْنُونٌ التَّغْلِبِيُّ، وَاسْمُهُ صُرَيْمُ بْنُ مَعْشَرٍ; وَقَبْلَهُ:

لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتَى ڪَيْفَ يَتَّقِي     إِذَا هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللَّهُ وَاقِيًا

معنى كلمة أله – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألن: فَرَسٌ أَلِنٌ: مُجْتَمِعٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ; قَاْلَ الْمَرَّارُ الْفَقْعَسِيُّ:
أَلِنٌ إِذْ خَرَجَتْ سَلَّتُهُ وَهِلًا تَمْسَحُهُ مَا يَسْتَقِرُّ

معنى كلمة ألن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألم: الْأَلَمُ: الْوَجَعُ، وَالْجَمْعُ الْآمِي. وَقَدْ أَلِمَ الرَّجُلُ يَأْلَمُ أَلَمًا، فَهُوَ أَلِمٌ. وَيُجْمَعُ الْأَلَمُ آلَامًا، وَتَأَلَّمَ وَآلَمْتُهُ. وَالْأَلِيمُ: الْمُؤْلِمُ وَالْمُوجِعُ، مِثْلُ السَّمِيعِ بِمَعْنَى الْمُسْمِعِ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِ ذِي الرُّمَّةِ:
يَصُكُّ خُدُودَهَا وَهَجٌ أَلِيمُ
وَالْعَذَابُ الْأَلِيمُ: الَّذِي يَبْلُغُ إِيجَاعُهُ غَايَةَ الْبُلُوغِ، وَإِذَا قُلْتَ: عَذَابٌ أَلِيمٌ فَهُوَ بِمَعْنَى مُؤْلِمٍ; قَالَ: وَمِثْلُهُ رَجُلٌ وَجِعٌ. وَضَرْبٌ وَجِعٌ أَيْ مُوجِعٌ. وَتَأَلَّمَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِذَا تَشَكَّى وَتَوَجَّعَ مِنْهُ. وَالتَّأَلُّمُ: التَّوَجُّعُ. وَالْإِيلَامُ: الْإِيجَاعُ. وَأَلِمَ بَطْنَهُ: مِنْ بَابِ سَفِهَ رَأْيَهُ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ أَلِمْتَ بَطْنَكَ، وَرَشِدْتَ أَمْرَكَ، أَيِ أَلِمَ بَطْنُكَ وَرَشِدَ أَمْرُكَ، وَانْتِصَابُ قَوْلِهِ بَطْنَكَ، عِنْدَ الْكِسَائِيِّ، عَلَى التَّفْسِيرِ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ وَالْمُفَسِّرَاتُ نَكِرَاتٌ، ڪَقَوْلِكَ قَرِرْتُ بِهِ عَيْنًا وَضِقْتُ بِهِ ذَرْعًا، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ عِنْدَ قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ، قَالَ: وَوَجْهُ الْكَلَامِ أَلِمَ بَطْنُهُ يَأْلَمُ أَلَمًا، وَهُوَ لَازِمٌ فَحُوِّلَ فِعْلُهُ إِلَى صَاحِبِ الْبَطْنِ، وَخَرَجَ مُفَسَّرًا فِي قَوْلِهِ أَلِمْتَ بَطْنَكَ. وَالْأَيْلَمَةُ: الْأَلَمُ. وَيُقَالُ: مَا أَخَذَ أَيْلَمَةً وَلَا أَلَمًا، وَهُوَ الْوَجَعُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَا سَمِعْتُ لَهُ أَيْلَمَةً أَيْ صَوْتًا. قَاْلَ شَمِرٌ عَنْهُ: مَا وَجَدْتُ أَيْلَمَةً وَلَا أَلَمًا أَيْ وَجَعًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأَيْلَمَةُ الْحَرَكَةُ; وَأَنْشَدَ:

فَمَا سَمِعْتُ بَعْدَ تِلْكَ النَّأَمَهْ     مِنْهَا وَلَا مِنْهُ هُنَاكَ أَيْلَمَهْ

قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَاْلَ شَمِرٌ تَقُولُ الْعَرَبُ أَمَا وَاللَّهِ لِأُبِيِّتَنَّكَ عَلَى أَيْلَمَةٍ، وَلَأَدَعَنَّ نَوْمَكَ تَوْثَابًا، وَلَأُثْئِدَنَّ مَبْرَكَكَ، وَلَأُدْخِلَنَّ صَدْرَكَ غُمَّةً: ڪُلُّهُ فِي إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِ وَالشِّدَّةِ. وَأَلُومَةٌ: مَوْضِعٌ; قَاْلَ صَخْرُ الْغَيِّ:

الْقَائِدُ الْخَيْلَ مِنْ أَلُومَةَ أَوْ     مِنْ بَطْنِ وَادٍ ڪَأَنَّهَا الْعَجَدُ

وَفِي التَّهْذِيبِ:

وَيَجْلُبُوا الْخَيْلَ مِنْ أَلُومَةَ أَوْ     مِنْ بَطْنِ عَمْقٍ ڪَأَنَّهَا الْبُجُدُ

معنى كلمة ألم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألل: الْأَلُّ: السُّرْعَةُ، وَالْأَلُّ الْإِسْرَاعُ. وَأَلَّ فِي سَيْرِهِ وَمَشْيِهِ يَؤُلُّ وَيَئِلُّ أَلًّا إِذَا أَسْرَعَ وَاهْتَزَّ; فَأَمَّا قَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ جِنِّي:
وَإِذْ أَؤُلُّ الْمَشْيَ أَلًّا أَلًّا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَؤُلُّ فِي الْمَشْيِ فَحَذَفَ وَأَوْصَلَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَؤُلُّ مُتَعَدِّيًا فِي مَوْضِعِهِ بِغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ. وَفَرَسٌ مِئَلٌّ أَيْ سَرِيعٌ. وَقَدْ أَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا: بِمَعْنَى أَسْرَعَ; قَاْلَ أَبُو الْخَضِرِ الْيَرْبُوعِيُّ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ وَكَانَ أَجْرَى مُهْرًا فَسَبَقَ:
مُهْرَ أَبِي الْحَبْحَابِ لَا تَشَلِّي     بَارَكَ فِيكَ اللَّهُ مِنْ ذِي أَلِّ

أَيْ مِنْ فَرَسٍ ذِي سُرْعَةٍ. وَأَلَّ الْفَرَسُ يَئِلُّ أَلًّا: اضْطَرَبَ. وَأَلَّ لَوْنُهُ يَؤُلُّ أَلَّا وَأَلِيلًا إِذَا صَفَا وَبَرَقَ، وَالْأَلُّ صَفَاءُ اللَّوْنِ. وَأَلَّ الشَّيْءُ يَؤُلُّ وَيَئِلُّ; الْأَخِيرَةُ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَلًّا: بَرَقَ. وَأَلَّتْ فَرَائِصُهُ تَئِلُّ: لَمَعَتْ فِي عَدْوٍ; قَالَ:

حَتَّى رَمَيْتُ بِهَا يَئِلُّ فَرِيصُهَا     وَكَأَنَّ صَهْوَتَهَا مَدَاكُ رُخَامِ

وَأَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ لِأَبِي دُوَادَ يَصِفُ الْفَرَسَ وَالْوَحْشَ:

فَلَهَزْتُهُنَّ بِهَا يَؤُلُّ فَرِيصُهَا     مِنْ لَمْعِ رَايَتِنَا وَهُنَّ غَوَادِي

وَالْأَلَّةُ: الْحَرْبَةُ الْعَظِيمَةُ النَّصْلِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَرِيقِهَا وَلَمَعَانِهَا، وَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ الْأَلَّةِ وَالْحَرْبَةِ فَقَالَ: الْأَلَّةُ ڪُلُّهَا حَدِيدَةٌ، وَالْحَرْبَةُ بَعْضُهَا خَشَبٌ وَبَعْضُهَا حَدِيدٌ، وَالْجَمْعُ أَلٌّ، بِالْفَتْحِ، وَإِلَالٌ. وَأَلِيلُهَا: لَمَعَانُهَا. وَالْأَلُّ: مَصْدَرُ أَلَّهُ يَؤُلُّهُ أَلًّا طَعَنَهُ بِالْأَلَّةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْأَلُّ، بِالْفَتْحِ، جَمْعُ أَلَّةٍ، وَهِيَ الْحَرْبَةُ فِي نَصْلِهَا عَرْضٌ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

تَدَارَكَهُ فِي مُنْصِلِ الْأَلِّ بَعْدَمَا     مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وَقَدْ ڪَادَ يَعْطَبُ

وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى إِلَالٍ مِثْلَ جَفْنَةٍ وَجِفَانٍ. وَالْأَلَّةُ: السِّلَاحُ وَجَمِيعُ أَدَاةِ الْحَرْبِ. وَيُقَالُ: مَا لَهُ أُلَّ وَغُلَّ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُلَّ دُفِعَ فِي قَفَاهُ، وَغُلَّ أَيْ جُنَّ. وَالْمِئَلُّ: الْقَرْنُ الَّذِي يُطْعَنُ بِهِ، وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَتَّخِذُونَ أَسِنَّةً مِنْ قُرُونِ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ. التَّهْذِيبُ: وَالْمِئَلَّانِ الْقَرْنَانِ; قَاْلَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الثَّوْرَ:

إِذَا مِئَلَّا قَرْنِهِ تَزَعْزَعَا

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَالْمِئَلُّ حَدُّ رَوْقِهِ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْأَلَّةِ، وَهِيَ الْحَرْبَةُ. وَالتَّأْلِيلُ: التَّحْدِيدُ وَالتَّحْرِيفُ. وَأُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ: مُحَدَّدَةٌ مَنْصُوبَةٌ مُلَطَّفَةٌ. وَإِنَّهُ لَمُؤَلَّلُ الْوَجْهِ أَيْ حَسَنُهُ سَهْلُهُ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ڪَأَنَّهُ قَدْ أُلِّلَ. وَأَلَلَا السِّكِّينِ وَالْكَتِفِ وَكُلِّ شَيْءٍ عَرِيضٍ وَجْهَاهُ. وَقِيلَ: أَلَلَا الْكَتِفِ اللَّحْمَتَانِ الْمُتَطَابِقَتَانِ بَيْنَهُمَا فَجْوَةٌ عَلَى وَجْهِ الْكَتِفِ فَإِذَا قُشِرَتْ إِحْدَاهُمَا عَنِ الْأُخْرَى سَالَ مِنْ بَيْنِهِمَا مَاءٌ، وَهُمَا الْأَلَلَانِ. وَحَكَى الْأَصْمَعِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ لِابْنَتِهَا لَا تُهْدِي إِلَى ضَرَّتِكِ الْكَتِفَ فَإِنَّ الْمَاءَ يَجْرِي بَيْنَ أَلَلَيْهَا أَيِ أَهْدِي شَرًّا مِنْهَا; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَإِحْدَى هَاتَيْنِ اللَّحْمَتَيْنِ الرُّقَّى، وَهِيَ ڪَالشَّحْمَةِ الْبَيْضَاءِ تَكُونُ فِي مَرْجِعِ الْكَتِفِ، وَعَلَيْهَا أُخْرَى مِثْلُهَا  تُسَمَّى الْمَأْتَى. التَّهْذِيبُ: وَالْأَلَلُ وَالْأَلَلَانِ وَجْهَا السِّكِّينِ وَوَجْهَا ڪُلِّ شَيْءٍ عَرِيضٍ. وَأَلَّلْتُ الشَّيْءَ تَأْلِيلًا أَيْ حَدَّدْتُ طَرَفَهُ; وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ يَصِفُ أُذُنَيْ نَاقَتِهِ بِالْحِدَّةِ وَالِانْتِصَابِ:

مُؤَلَّلَتَانِ يُعْرَفُ الْعِتْقُ فِيهِمَا     ڪَسَامِعَتَيْ شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ

الْفَرَّاءُ: الْأَلَّةُ الرَّاعِيَةُ الْبَعِيدَةُ الْمَرْعَى مِنَ الرُّعَاةِ. وَالْإِلَّةُ: الْقَرَابَةُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَةِ إِجَابَتِهِ إِيَّاكُمْ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْمُحَدِّثُونَ رَوَوْهُ مِنْ إِلِّكُمْ، بِكَسْرِ الْأَلِفِ، وَالْمَحْفُوظُ عِنْدَنَا مِنْ أَلِّكُمْ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالْمَصَادِرِ ڪَأَنَّهُ أَرَادَ مِنْ شِدَّةِ قُنُوطِكُمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِكَ أَلَّ يَئِلُّ أَلًّا وَأَلَلًا وَأَلِيلًا، وَهُوَ أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ وَيَجْأَرَ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ رَجُلًا:

وَأَنْتَ مَا أَنْتَ فِي غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ     إِذَا دَعَتْ أَلَلَيْهَا الْكَاعِبُ الْفُضُلُ

قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ أَلَلَيْهَا أَنَّهُ يُرِيدُ الْأَلَلَ الْمَصْدَرَ ثُمَّ ثَنَّاهُ، وَهُوَ نَادِرٌ ڪَأَنَّهُ يُرِيدُ صَوْتًا بَعْدَ صَوْتٍ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ أَلَلَيْهَا أَنْ يُرِيدَ حِكَايَةَ أَصْوَاتِ النِّسَاءِ بِالنَّبَطِيَّةِ إِذَا صَرَخْنَ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي غَبْرَاءَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، وَالْعَامِلُ فِي الْحَالِ مَا فِي قَوْلِهِ: مَا أَنْتَ مِنْ مَعْنَى التَّعْظِيمِ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: عَظُمْتَ حَالًا فِي غَبْرَاءَ. وَالْأَلُّ الصِّيَاحُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْأَلَلُ وَالْأَلِيلُ وَالْأَلِيلَةُ وَالْأَلَلَانُ ڪُلُّهُ الْأَنِينُ، وَقِيلَ: عَلَزُ الْحُمَّى. التَّهْذِيبُ: الْأَلْيَلُ الْأَنِينُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَمَا تَرَانِي أَشْتَكِي الْأَلِيلَا

أَبُو عَمْرٍو: وَيُقَالُ لَهُ الْوَيْلُ وَالْأَلِيلُ، وَالْأَلِيلُ الْأَنِينُ; وَأَنْشَدَ لِابْنِ مَيَّادَةَ:

وَقُولَا لَهَا مَا تَأْمُرِينَ بِوَامِقٍ     لَهُ بَعْدَ نَوْمَاتِ الْعُيُونِ أَلِيلُ؟

أَيْ تَوَجُّعٌ وَأَنِينٌ; وَقَدْ أَلَّ يَئِلُّ أَلًّا وَأَلِيلًا، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَسَّرَ الشَّيْبَانِيُّ الْأَلِيلَ بِالْحَنِينِ، وَأَنْشَدَ الْمَرَّارُ:

دَنَوْنَ فَكُلُّهُنَّ ڪَذَاتِ بَوٍّ     إِذَا حُشِيَتْ سَمِعْتَ لَهَا أَلِيلًا

، وَقَدْ أَلَّ يَئِلُّ وَأَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا وَأَلَلًا وَأَلِيلًا: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحْتَلِمُ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: تَرِبَتْ يَدَاكِ، وَأَلَّتْ! وَهَلْ تَرَى الْمَرْأَةُ ذَلِكَ؟ أَلَّتْ أَيْ صَاحَتْ لِمَا أَصَابَهَا مِنْ شِدَّةِ هَذَا الْكَلَامِ، وَيُرْوَى بِضَمِّ الْهَمْزَةِ مَعَ تَشْدِيدِ اللَّامِ، أَيْ طُعِنَتْ بِالْأَلَّةِ، وَهِيَ الْحَرْبَةُ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِيهِ بُعْدٌ لِأَنَّهُ لَا يُلَائِمُ لَفْظَ الْحَدِيثِ. وَالْأَلِيلُ وَالْأَلِيلَةُ: الثُّكْلُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

فَلِيَ الْأَلِيلَةُ إِنْ قَتَلْتُ خُئُولَتِي     وَلِيَ الْأَلِيلَةُ إِنْ هُمُ لَمْ يُقْتَلُوا

، قَاْلَ آخَرُ:

يَا أَيُّهَا الذِّئْبُ لَكَ الْأَلِيلُ     هَلْ لَكَ فِي بَاعٍ ڪَمَا تَقُولُ؟

قَالَ: مَعْنَاهُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ لَكَ فِي بَاعٍ ڪَمَا تُحِبُّ; قَاْلَ الْكُمَيْتُ:

وَضِيَاءُ الْأُمُورِ فِي ڪُلِّ خَطْبٍ     قِيلَ لِلْأُمَّهَاتِ مِنْهُ الْأَلِيلُ

أَيْ بُكَاءٌ وَصِيَاحٌ مِنَ الْأَلَلِيِّ، قَاْلَ الْكُمَيْتُ أَيْضًا:

بِضَرْبٍ يُتْبِعُ الْأَلَلِيَّ مِنْهُ     فَتَاةُ الْحَيِّ وَسْطَهُمُ الرَّنِينَا

وَالْأَلُّ، بِالْفَتْحِ: السُّرْعَةُ وَالْبَرِيقُ وَرَفْعُ الصَّوْتِ، وَجَمْعُ أَلَّةٍ لِلْحَرْبَةِ. وَالْأَلِيلُ: صَلِيلُ الْحَصَى، وَقِيلَ: هُوَ صَلِيلُ الْحَجَرِ أَيًّا ڪَانَ; الْأُولَى عَنْ ثَعْلَبٍ. وَالْأَلِيلُ: خَرِيرُ الْمَاءِ. وَأَلِيلُ الْمَاءِ: خَرِيرُهُ وَقَسِيبُهُ. وَأَلِلَ السِّقَاءُ، بِالْكَسْرِ، أَيْ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ، وَهَذَا أَحَدُ مَا جَاءَ بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ. التَّهْذِيبُ: قَاْلَ عَبْدُ الْوَهَّابِ أَلَّ فُلَانٌ فَأَطَالَ الْمَسْأَلَةَ إِذَا سَأَلَ، وَقَدْ أَطَالَ الْأَلَّ إِذَا أَطَالَ السُّؤَالَ; وَقَوْلُ بَعْضِ الرُّجَّازِ:

قَامَ إِلَى حَمْرَاءَ ڪَالطِّرْبَالِ     فَهَمَّ بِالصَّحْنِ بِلَا ائْتِلَالِ
غَمَامَةً تَرْعُدُ مِنْ دَلَالِ

يَقُولُ: هَمَّ اللَّبَنَ فِي الصَّحْنِ، وَهُوَ الْقَدَحُ، وَمَعْنَى هَمَّ حَلَبَ، وَقَوْلُهُ بِلَا ائْتِلَالٍ أَيْ بِلَا رِفْقٍ وَلَا حُسْنِ تَأَتٍّ لِلْحَلْبِ، وَنَصَبَ الْغَمَامَةَ بِهَمَّ فَشَبَّهَ حَلْبَ اللَّبَنِ بِسَحَابَةٍ تُمْطِرُ. التَّهْذِيبُ: اللِّحْيَانِيُّ: فِي أَسْنَانِهِ يَلَلٌ وَأَلَلٌ، وَهُوَ أَنْ تُقْبِلَ الْأَسْنَانُ عَلَى بَاطِنِ الْفَمِ. وَأَلِلَتْ أَسْنَانُهُ: أَيْضًا: فَسَدَتْ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ مِئَلٌّ يَقَعُ فِي النَّاسِ. وَالْإِلُّ: الْحِلْفُ وَالْعَهْدُ. وَبِهِ فَسَّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَوْلَهُ – تَعَالَى -: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: وَفِيُّ الْإِلِّ ڪَرِيمُ الْخِلِّ; أَرَادَتْ أَنَّهَا وَفِيَّةُ الْعَهْدِ، وَإِنَّمَا ذُكِّرَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا ذُهِبَ بِهِ إِلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ أَيْ هِيَ مِثْلُ الرَّجُلِ الْوَفِيِّ الْعَهْدِ. وَالْإِلُّ: الْقَرَابَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: يَخُونُ الْعَهْدَ وَيَقْطَعُ الْإِلَّ; قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَقَدْ خَفَّفَتِ الْعَرَبُ الْإِلَّ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

أَبْيَضُ لَا يَرْهَبُ الْهُزَالَ وَلَا     يَقْطَعُ رُحْمًا وَلَا يَخُونُ إِلَا

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ إِلَا فِي مَعْنَى نِعْمَةٍ، وَهُوَ وَاحِدُ آلَاءِ اللَّهِ، فَإِنْ ڪَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَالْإِلُّ الْقَرَابَةُ; قَاْلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

لَعَمْرُكَ! إِنَّ إِلَّكَ مِنْ قُرَيْشٍ     ڪَإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأْلِ النَّعَامِ

، قَاْلَ مُجَاهِدٌ وَالشَّعْبِيُّ: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً قِيلَ: الْإِلُّ الْعَهْدُ، وَالذِّمَّةُ مَا يُتَذَمَّمُ بِهِ; قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْإِلُّ الْقَرَابَةُ، وَالذِّمَّةُ الْعَهْدُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِالْوَجْهِ لِأَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ – تَعَالَى – مَعْرُوفَةٌ ڪَمَا جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ وَتُلِيَتْ فِي الْأَخْبَارِ. قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعِ الدَّاعِيَ يَقُولُ فِي الدُّعَاءِ يَا إِلُّ ڪَمَا يَقُولُ يَا اللَّهُ وَيَا رَحْمَنُ وَيَا رَحِيمُ يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ، قَالَ: وَحَقِيقَةُ الْإِلِّ عَلَى مَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ تَحْدِيدُ الشَّيْءِ، فَمِنْ ذَلِكَ الْأَلَّةُ الْحَرْبَةُ، لِأَنَّهَا مُحَدَّدَةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ أُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ إِذَا ڪَانَتْ مُحَدَّدَةً، فَالْإِلُّ يَخْرُجُ فِي جَمِيعِ مَا فُسِّرَ مِنَ الْعَهْدِ وَالْقَرَابَةِ وَالْجِوَارِ، عَلَى هَذَا إِذَا قُلْتَ فِي الْعَهْدِ بَيْنَهُمَا الْإِلُّ فَتَأْوِيلُهُ أَنَّهُمَا قَدْ حَدَّدَا فِي أَخْذِ الْعَهْدِ، وَإِذَا قُلْتَ فِي الْجِوَارِ بَيْنَهُمَا إِلٌّ، فَتَأْوِيلُهُ جِوَارٌ يُحَادُّ الْإِنْسَانَ، وَإِذَا قُلْتَهُ فِي الْقَرَابَةِ فَتَأْوِيلُهُ الْقَرَابَةُ الَّتِي تُحَادُّ الْإِنْسَانَ. وَالْإِلُّ: الْجَارُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْإِلُّ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – لَمَّا تُلِيَ عَلَيْهِ سَجْعُ مُسَيْلِمَةَ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا جَاءَ مِنْ إِلٍّ وَلَا بِرٍّ فَأَيْنَ ذُهِبَ بِكُمْ، أَيْ مِنْ رُبُوبِيَّةٍ; وَقِيلَ: الْإِلُّ الْأَصْلُ الْجَيِّدُ، أَيْ لَمْ يَجِئْ مِنَ الْأَصْلِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ الْقُرْآنُ، وَقِيلَ: الْإِلُّ النَّسَبُ وَالْقَرَابَةُ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى إِنَّ هَذَا ڪَلَامٌ غَيْرُ صَادِرٍ مِنْ مُنَاسَبَةِ الْحَقِّ وَالْإِدْلَاءِ بِسَبَبٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصِّدِّيقِ. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: أُنْبِئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي إِلِّ اللَّهِ، أَيْ فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَإِلَهِيَّتِهِ، وَقُدْرَتِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي عَهْدِ اللَّهِ مِنَ الْإِلِّ الْعَهْدِ. التَّهْذِيبُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ – عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – ڪَانَ شَدِيدًا فَجَاءَهُ مَلَكٌ فَقَالَ: صَارِعْنِي، فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ يَعْقُوبُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: إِسْرَإِلَّ، وَإِلُّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – بِلُغَتِهِمْ، وَإِسْرُ شَدَّةٌ، وَسُمِّي يَعْقُوبُ إِسْرَإِلَّ بِذَلِكَ وَلَمَّا عُرِّبَ قِيلَ إِسْرَائِيلُ: قَاْلَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: ڪُلُّ اسْمٍ فِي الْعَرَبِ آخِرُهُ إِلُّ أَوْ إِيلُ فَهُوَ مُضَافٌ إِلَى اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – ڪَشُرَحْبِيلَ وَشَرَاحِيلَ وَشِهْمِيلَ، وَهُوَ ڪَقَوْلِكَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ إِذْ لَوْ ڪَانَ ڪَذَلِكَ لَصُرِفَ جِبْرِيلُ وَمَا أَشْبَهَهُ. وَالْإِلُّ: الرُّبُوبِيَّةُ. وَالْأُلُّ; بِالضَّمِّ: الْأَوَّلُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ الْأَوَّلِ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

لِمَنْ زُحْلُوقَةٌ زُلُّ     بِهَا الْعَيْنَانِ تَنْهَلُّ
يُنَادِي الْآخِرَ الْأُلُّ     أَلَا حُلُّوا أَلَا حُلُّوا!

وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: إِنَّمَا أَرَادَ الْأَوَّلَ فَبَنَى مِنَ الْكَلِمَةِ عَلَى مِثَالِ فُعْلٍ فَقَالَ وُلٌّ، ثُمَّ هَمَزَ الْوَاوَ لِأَنَّهَا مَضْمُومَةٌ غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا وُلٌّ، قَاْلَ الْمُفَضَّلُ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ أَلَا حُلُّوا، قَالَ: هَذَا مَعْنَى لُعْبَةٍ لِلصِّبْيَانِ يَجْتَمِعُونَ فَيَأْخُذُونَ خَشَبَةً فَيَضَعُونَهَا عَلَى قَوْزٍ مِنْ رَمْلٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْهَا جَمَاعَةٌ وَعَلَى الْآخَرِ جَمَاعَةٌ، فَأَيُّ الْجَمَاعَتَيْنِ ڪَانَتْ أَرْزَنَ ارْتَفَعَتِ الْأُخْرَى، فَيُنَادُونَ أَصْحَابَ الطَّرَفِ الْآخَرِ. أَلَا حُلُّوا أَيْ خَفِّفُوا عَنْ عَدَدِكُمْ حَتَّى نُسَاوِيَكُمْ فِي التَّعْدِيلِ، قَالَ: وَهَذِهِ الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الدَّوْدَاةَ وَالزُّحْلُوقَةَ، قَالَ: تُسَمَّى أُرْجُوحَةَ الْحَضَرِ الْمُطَوِّحَةَ. التَّهْذِيبُ: الْأَلِيلَةُ الدُّبَيْلَةُ، وَالْأَلَلَةُ الْهَوْدَجُ الصَّغِيرُ، وَالْإِلُّ الْحِقْدُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الضَّلَالُ بْنُ الْأَلَالِ بْنِ التَّلَالِ; وَأَنْشَدَ:

أَصْبَحْتَ تَنْهَضُ فِي ضَلَالِكَ سَادِرًا     إِنَّ الضَّلَالَ ابْنُ الْأَلَالِ فَأَقْصِرِ

وَإِلَالٌ وَأَلَالٌ: جَبَلٌ بِ مَكَّةَ; قَاْلَ النَّابِغَةُ:

بِمُصْطَحَبَاتٍ مِنْ لَصَافٍ وَثَبْرَةٍ     يَزُرْنَ أَلَالًا سَيْرُهُنَّ التَّدَافُعُ

وَالْأَلَالُ، بِالْفَتْحِ: جَبَلٌ بِعَرَفَاتٍ. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: قَاْلَ ابْنُ حَبِيبٍ الْإِلُّ حَبْلٌ مِنْ رَمْلٍ بِهِ يَقِفُ النَّاسُ مِنْ عَرَفَاتٍ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ إِلَالٌ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ الْأُولَى، جَبَلٌ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ بِعَرَفَةَ. وَإِلَّا حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ، وَهِيَ النَّاصِبَةُ فِي قَوْلِكَ جَاءَنِي الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا، لِأَنَّهَا نَائِبَةٌ عَنْ ” أَسْتَثْنِي ” وَعَنْ لَا أَعْنِي; هَذَا قَوْلُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ; قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا مَرْدُودٌ عِنْدَنَا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَدَافُعِ الْأَمْرَيْنِ: الْإِعْمَالِ الْمُبْقِي حُكْمَ الْفِعْلِ وَالِانْصِرَافِ عَنْهُ إِلَى الْحَرْفِ الْمُخْتَصِّ بِهِ الْقَوْلُ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ أُولُو بِمَعْنَى ذَوُو لَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَّا مُضَافًا، ڪَقَوْلِكَ: أُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ، وَأُولُو ڪَرَمٍ، ڪَأَنَّ وَاحِدَهُ أُلُ، وَالْوَاوَ لِلْجَمْعِ، أَلَا تَرَى أَنَّهَا تَكُونُ فِي الرَّفْعِ وَاوًا فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ يَاءً؟ وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ; قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: هُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُمُ الْأُمَرَاءُ، وَالْأُمَرَاءُ إِذَا ڪَانُوا أُولِي عِلْمٍ وَدِينٍ وَآخِذِينَ بِمَا يَقُولُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ فَطَاعَتُهُمْ فَرِيضَةٌ، وَجُمْلَةُ أُولِي الْأَمْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَقُومُ بِشَأْنِهِمْ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَجَمِيعِ مَا أَدَّى إِلَى صَلَاحِهِمْ.

معنى كلمة ألل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألك: فِي تَرْجَمَةِ عَلَجَ: يُقَالُ هَذَا أَلُوكُ صِدْقٍ وَعَلُوكُ صِدْقٍ وَعَلُوجُ صِدْقٍ لِمَا يُؤْكَلُ، وَمَا تَلَوَّكْتُ بِأَلُوكٍ وَمَا تَعَلَّجْتُ بِعَلُوجٍ. اللَّيْثُ: الْأَلُوكُ الرِّسَالَةُ، وَهِيَ الْمَأْلُكَةُ، عَلَى مَفْعُلَةٍ، سُمِّيَتْ أَلُوكًا لِأَنَّهُ يُؤْلَكُ فِي الْفَمِ، مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: الْفَرَسُ يَأْلُكُ اللُّجُمَ، وَالْمَعْرُوفُ يَلْوُكُ أَوْ يَعْلُكُ، أَيْ يَمْضُغُ. ابْنُ سِيدَهْ: أَلَكَ الْفَرَسُ اللِّجَامَ فِي فِيهِ يَأْلُكُهُ عَلَكَهُ. وَالْأَلُوكُ وَالْمَأْلَكَةُ وَالْمَأْلُكَةُ: الرِّسَالَةُ لِأَنَّهَا تُؤْلَكُ فِي الْفَمِ، قَاْلَ لَبِيدٌ:
وَغُلَامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ بِأَلُوكٍ، فَبَذَلْنَا مَا سَأَلْ
، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
أَبْلِغْ أَبَا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً     عَنِ الَّذِي قَدْ يُقَالُ مِ الْكَذِبِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبُو دَخْتَنُوسَ هُوَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ وَدَخْتَنُوسُ ابْنَتُهُ، سَمَّاهَا بَاسِمِ بِنْتِ ڪِسْرَى; قَاْلَ فِيهَا:

يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ دَخْتَنُوسُ     إِذَا أَتَاكِ الْخَبَرُ الْمَرْمُوسُ

قَالَ:، وَقَدْ يُقَالُ مَأْلُكَةٌ وَمَأْلُكٌ; وَقَوْلُهُ:

أَبْلِغْ يَزِيدَ بَنِي شَيْبَانَ مَأْلُكَةً     أَبَا ثُبَيْتٍ أَمَا تَنْفَكُّ تَأْتَكِلُ

إِنَّمَا أَرَادَ تَأْتَلِكُ مِنَ الْأَلُوكِ; حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ نَحْنُ فِي الْكَلَامِ تَأْتَلِكُ مِنَ الْأَلُوكِ فَيَكُونُ هَذَا مَحْمُولًا عَلَيْهِ مَقْلُوبًا مِنْهُ; فَأَمَّا قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

أَبْلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكًا     أَنَّهُ قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي

فَإِنَّ سِيبَوَيْهِ قَالَ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعُلٌ، وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ: مَأْلُكٌ جَمْعُ مَأْلُكَةٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ انْقَحَلَ فِي الْقِلَّةِ، وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَقِيسُ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ مَكْرُمٌ وَمَعُونٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالٍ مَكْرُمٍ

، قَاْلَ جَمِيلُ:

بُثَيْنَ الْزَمِي لَا إِنَّ لَا إِنْ لَزِمْتِهِ     عَلَى ڪَثْرَةِ الْوَاشِينَ

، أَيُّ مَعُونِ

قَالَ: وَنَظِيرُ الْبَيْتِ الْمُتَقَدِّمِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَيُّهَا الْقَاتِلُونَ ظُلْمًا حُسَيْنًا     أَبْشِرُوا بِالْعَذَابِ وَالتَّنْكِيلِ
كُلُّ أَهْلِ السَّمَاءِ يَدْعُو عَلَيْكُمْ     مِنْ نَبِيٍّ وَمَلْأَكٍ وَرَسُولِ

وَيُقَالُ: أَلَكَ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذَا تَرَسَّلَ أَلْكًا وَأُلُوكًا، وَالِاسْمُ مِنْهُ الْأَلُوكُ، وَهِيَ الرِّسَالَةُ، وَكَذَلِكَ الْأَلُوكَةُ وَالْمَأْلُكَةُ وَالْمَأْلُكُ، فَإِنْ نَقَلْتَهُ بِالْهَمْزَةِ قُلْتَ أَلَكْتُهُ إِلَيْهِ رِسَالَةً، وَالْأَصْلُ أَأْلَكْتُهُ فَأُخِّرَتِ الْهَمْزَةُ بَعْدَ اللَّامِ وَخُفِّفَتْ بِنَقْلِ حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا وَحَذْفِهَا، فَإِنْ أَمَرْتَ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ الْمَنْقُولِ بِالْهَمْزَةِ قُلْتَ أَلِكْنِي إِلَيْهَا بِرِسَالَةٍ، وَكَانَ مُقْتَضَى هَذَا اللَّفْظِ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَرْسِلْنِي إِلَيْهَا بِرِسَالَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ جَاءَ عَلَى الْقَلْبِ إِذِ الْمَعْنَى ڪُنْ رَسُولِي إِلَيْهَا بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ فَهَذَا عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ:

وَلَا تُهَيَّبُنِي الْمَوْمَاةُ أَرْكَبُهَا

أَيْ وَلَا أَتَهَيَّبُهَا، وَكَذَلِكَ أَلِكْنِي لَفْظُهُ يَقْضِي بِأَنَّ الْمُخَاطَبَ مُرْسِلٌ وَالْمُتَكَلِّمَ مُرْسَلٌ، وَهُوَ فِي الْمَعْنَى بِعَكْسِ ذَلِكَ، وَهُوَ أَنَّ الْمُخَاطَبَ مُرْسَلٌ وَالْمُتَكَلِّمَ مُرْسِلٌ; وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ:

أَلِكْنِي إِلَيْهَا بِالسَّلَامِ فَإِنَّهُ     يُنَكَّرُ إِلْمَامِي بِهَا وَيُشَهَّرُ

أَيْ بَلِّغْهَا سَلَامِي وَكُنْ رَسُولِي إِلَيْهَا، وَقَدْ تُحْذَفُ هَذِهِ الْبَاءُ فَيُقَالُ أَلِكْنِي إِلَيْهَا السَّلَامَ; قَاْلَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ:

أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي السَّلَامَ رِسَالَةً     بِآيَةِ مَا ڪَانُوا ضِعَافًا وَلَا عُزْلًا

فَالسَّلَامُ مَفْعُولٌ ثَانٍ، وَرِسَالَةٌ بَدَلٌ مِنْهُ، وَإِنْ شِئْتَ حَمَلْتَهُ إِذَا نَصَبْتَ عَلَى مَعْنَى بَلِّغْ عَنِّي رِسَالَةً وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ:

أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي السَّلَامَ وَرَحْمَةَ الْ     إِلَهِ فَمَا ڪَانُوا ضِعَافًا وَلَا عُزْلًا

، وَقَدْ يَكُونُ الْمُرْسَلُ هُوَ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِ، وَذَلِكَ ڪَقَوْلِكَ أَلِكْنِي إِلَيْكَ السَّلَامَ أَيْ ڪُنْ رَسُولِي إِلَى نَفْسِكَ بِالسَّلَامِ; وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ

 النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يُخَاطِبُ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيَّ :

أَلِكْنِي يَا عُيَيْنُ إِلَيْكَ قَوْلًا     سَتُهْدِيهِ الرُّوَاةُ إِلَيْكَ عَنِّي

وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَبِيهِ وَعَمِّهِ:

أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي وَإِنْ ڪُنْتُ نَائِيًا     فَإِنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ

أَيْ بَلِّغْ رِسَالَتِي مِنَ الْأَلُوكِ وَالْمَأْلُكَةِ، وَهِيَ الرِّسَالَةُ. قَاْلَ ڪُرَاعٌ: الْمَأْلُكُ الرِّسَالَةُ وَلَا نَظِيرَ لَهَا أَيْ لَمْ يَجِئْ عَلَى مَفْعُلٍ إِلَّا هِيَ. وَأَلَكَهُ يَأْلِكُهُ أَلْكًا: أَبْلَغَهُ الْأَلُوكَ. ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: يُقَالُ: أَلِكْنِي إِلَى فُلَانٍ يُرَادُ بِهِ أَرْسِلْنِي، وَلِلِاثْنَيْنِ أَلِكَانِي وَأَلِكُونِي وَأَلِكِينِي وَأَلِكَانِي وَأَلِكْنَنِي، وَالْأَصْلُ فِي أَلِكْنِي أَلْئِكْنِي فَحُوِّلَتْ ڪَسْرَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى اللَّامِ وَأُسْقِطَتِ الْهَمْزَةُ; وَأَنْشَدَ:

أَلِكْنِي إِلَيْهَا بِخَيْرِ الرَّسُو     لِ أُعْلِمُهُمْ بِنُوَاحِي الْخَبَرْ

قَالَ: وَمَنْ بَنَى عَلَى الْأَلُوكِ قَالَ: أَصْلُ أَلِكْنِي أَأْلِكْنِي فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ تَخْفِيفًا; وَأَنْشَدَ:

أَلِكْنِي يَا عُيَيْنُ إِلَيْكَ قَوْلًا

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَلِكْنِي أَلِكْ لِي، وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: أَلِكْنِي إِلَيْهِ أَيْ ڪُنْ رَسُولِي إِلَيْهِ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ:

أَلِكْنِي يَا عُيَيْنُ إِلَيْكَ عَنِّي

أَيِ أَبْلِغْ عَنِّي الرِّسَالَةَ إِلَيْكَ، وَالْمَلَكُ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَأَصْلُهُ مَأْلَكٌ، ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ إِلَى مَوْضِعِ اللَّامِ فَقِيلَ مَلْأَكٌ، ثُمَّ خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ بِأَنْ أُلْقِيَتْ حَرَكَتُهَا عَلَى السَّاكِنِ الَّذِي قَبْلَهَا فَقِيلَ مَلَكٌ; وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ مُتَمَّمًا وَالْحَذْفُ أَكْثَرُ:

فَلَسْتَ لِإِنْسِيٍّ وَلَكِنْ لِمَلْأَكٍ     تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ

وَالْجَمْعُ مَلَائِكَةٌ، دَخَلَتْ فِيهَا الْهَاءُ لَا لِعُجْمَةٍ وَلَا لِنَسَبٍ، وَلَكِنْ عَلَى حَدِّ دُخُولِهَا فِي الْقَشَاعِمَةِ وَالصَّيَاقِلَةِ، وَقَدْ قَالُوا الْمَلَائِكُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ الْمَأْلَكَةُ وَالْمَلْأَكَةُ عَلَى الْقَلْبِ. وَالْمَلَائِكَةُ: جَمْعُ مَلْأَكَةٍ ثُمَّ تُرِكَ الْهَمْزُ فَقِيلَ مَلَكٌ فِي الْوُحْدَانِ، وَأَصْلُهُ مَلْأَكٌ ڪَمَا تَرَى. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ قَدِ اسْتَأْلَكَ مَأْلُكَتَهُ أَيْ حَمَلَ رِسَالَتَهُ.

معنى كلمة ألك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألق: الْأَلْقُ وَالْأُلَاقُ وَالْأَوْلَقُ: الْجُنُونُ، وَهُوَ فَوْعَلٌ، وَقَدْ أَلَقَهُ اللَّهُ يَأْلِقُهُ أَلْقًا. وَرَجُلٌ مَأْلُوقٌ وَمُأَوْلَقٌ عَلَى مِثَالِ مُعَوْلَقٍ مِنَ الْأَوْلَقِ; قَاْلَ الرِّيَاشِيُّ: أَنْشَدَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ:
كَأَنَّمَا بِي مِنْ أَرَانِي أَوْلَقُ
وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ: مُأَوْلَقٌ، عَلَى وَزْنِ مُفَوْعَلٍ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَمُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ ڪَيَّةَ رَأْسِهِ     فَتَرَكْتُهُ ذَفِرًا ڪَرِيحِ الْجَوْرَبِ
هُوَ لِنَافِعِ بْنِ لَقِيطٍ الْأَسَدِيِّ، أَيْ هَجَوْتُهُ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْأَوْلَقَ أَفْعَلَ لِأَنَّهُ يُقَالُ أُلِقَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَأْلُوقٌ عَلَى مَفْعُولٍ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ هَذَا وَهْمٌ مِنْهُ، وَصَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ وَلَقَ الرَّجُلُ يَلِقُ، وَأَمَّا أُلِقَ فَهُوَ يَشْهَدُ بِكَوْنِ الْهَمْزَةِ أَصْلًا لَا زَائِدَةً. أَبُو زَيْدٍ: امْرَأَةٌ أَلَقَى، بِالتَّحْرِيكِ، قَاْلَ وَهِيَ السَّرِيعَةُ الْوَثْبِ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَلَا أَلَقَى ثَطَّةُ الْحَاجِبَيْ     نِ مُحَرَّفَةُ السَّاقِ ظَمْأَى الْقَدَمْ

وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

شَمَرْدَلٌ غَيْرُ هُرَاءِ مِئْلَقٍ

قَالَ: الْمِئْلَقُ مِنَ الْمَأْلُوقِ وَهُوَ الْأَحْمَقُ أَوِ الْمَعْتُوهُ. وَأُلِقَ الرَّجُلُ يُؤْلَقُ أَلْقًا فَهُوَ مَأْلُوقٌ إِذَا أَخَذَهُ الْأَوْلَقُ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الْأَوْلَقِ الْجُنُونُ قَوْلُ الْأَعْشَى:

وَتُصْبِحُ عَنْ غِبِّ السُّرَى وَكَأَنَّهَا     أَلَمَّ بِهَا، مِنْ طَائِفِ الْجِنِّ، أَوْلَقُ

، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ يَهْجُو وَلَدَ يَعْصُرَ وَهُمْ غَنِيٌّ وَبَاهِلَةُ وَالطُّفَاوَةُ:

أُبَاهِلُ مَا أَدْرِي أَمِنْ لُؤْمِ مَنْصِبِي     أُحِبُّكُمُ أَمْ بِي جُنُونٌ وَأَوْلَقُ

وَالْمَأْلُوقُ: اسْمُ فَرَسِ الْمُحَرِّشِ بْنِ عَمْرٍو صِفَةٌ غَالِبَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ. وَالْأَوْلَقُ: الْأَحْمَقُ. وَأَلَقَ الْبَرْقُ يَأْلِقُ أَلْقًا وَتَأَلَّقَ وَائْتَلَقَ يَأْتَلِقُ ائْتِلَاقًا: لَمَعَ وَأَضَاءَ; الْأَوَّلُ عَنِ ابْنِ جِنِّي; وَقَدْ عَدَّى الْأَخِيرَ ابْنُ أَحْمَرَ فَقَالَ:

تُلَفِّفُهَا بِدَيْبَاجٍ وَخَزٍّ     لِيَجْلُوَهَا، فَتَأْتَلِقُ الْعُيُونَا

، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَدَّاهُ بِإِسْقَاطِ حَرْفٍ أَوْ لِأَنَّ مَعْنَاهُ تَخْتَطِفُ. وَالِائْتِلَاقُ: مِثْلُ التَّأَلُّقِ. وَالْإِلَّقُ: الْمُتَأَلِّقُ، وَهُوَ عَلَى وَزْنِ إِمَّعٍ. وَبَرْقٌ أَلَاقٌ: لَا مَطَرَ فِيهِ. وَالْأَلْقُ: الْكَذِبُ. وَأَلَقَ الْبَرْقُ يَأْلِقُ أَلْقًا إِذَا ڪَذَبَ. وَالْإِلَاقُ: الْبَرْقُ الْكَاذِبُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ. وَرَجُلٌ إِلَاقٌ: خَدَّاعٌ مُتَلَوِّنٌ شُبِّهَ بِالْبَرْقِ الْأُلَّقِ; قَاْلَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

وَلَسْتُ بِذِي مَلَقٍ ڪَاذِبٍ     إِلَاقٍ ڪَبَرْقٍ مِنَ الْخُلَّبِ

فَجُعِلَ الْكَذُوبُ إِلَاقًا. وَبَرْقٌ أُلَّقٌ: مِثْلُ خُلَّبٍ. وَالْأَلُوقَةُ: طَعَامٌ يُصْلَحُ بِالزُّبْدِ قَاْلَ الشَّاعِرُ:

حَدِيثُكِ أَشْهَى عِنْدَنَا مِنْ أَلُوقَةٍ     يُعَجِّلُهَا طَيَّانُ شَهْوَانُ لِلطُّعْمِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الْأَلُوقَةُ هُوَ الزُّبْدُ بِالرُّطَبِ، وَفِيهِ لُغَتَانِ أَلُوقَةٌ وَلُوقَةٌ; وَأَنْشَدَ لِرَجُلٍ مِنْ عُذْرَةَ:

وَإِنِّي لِمَنْ سَالَمْتُمُ لَأَلُوقَةٌ     وَإِنِّي لِمَنْ عَادَيْتُمْ سَمُّ أَسْوَدَ

ابْنُ سِيدَهْ: وَالْأَلُوقَةُ الزُّبْدَةُ; وَقِيلَ: الزُّبْدَةُ بِالرُّطَبِ لِتَأَلُّقِهَا أَيْ بَرِيقِهَا، قَالَ: وَقَدْ تَوَهَّمَ قَوْمٌ أَنَّ الْأَلُوقَةَ لَمَّا ڪَانَتْ هِيَ اللُّوقَةَ فِي الْمَعْنَى وَتَقَارَبَتْ حُرُوفُهُمَا مِنْ لَفْظِهِمَا، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، لِأَنَّهَا لَوْ ڪَانَتْ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ لَوَجَبَ تَصْحِيحُ عَيْنِهَا إِذْ ڪَانَتِ الزِّيَادَةُ فِي أَوَّلِهَا مِنْ زِيَادَةِ الْفِعْلِ، وَالْمِثَالُ مِثَالُهُ، فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ تَكُونَ أَلْوُقَةً، ڪَمَا قَالُوا فِي أَثْوُبٍ وَأَسْوُقٍ وَأَعْيُنٍ وَأَنْيُبٍ بِالصِّحَّةِ لِيُفْرَّقَ بِذَلِكَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْفِعْلِ. وَرَجُلٌ إِلْقٌ: ڪَذُوبٌ سَيِّئُ الْخُلُقِ. وَامْرَأَةٌ إِلْقَةٌ: ڪَذُوبٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ. وَالْإِلْقَةُ السِّعْلَاةُ، وَقِيلَ الذِّئْبُ. وَامْرَأَةٌ إِلْقَةٌ: سَرِيعَةُ الْوَثْبِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لِلذِّئْبِ سِلْقٌ وَإِلْقٌ. قَاْلَ اللَّيْثُ: الْإِلْقَةُ تُوصَفُ بِهَا السِّعْلَاةُ وَالذِّئْبَةُ وَالْمَرْأَةُ الْجَرِيئَةُ لِخُبْثِهِنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَلْسِ وَالْأَلْقِ; هُوَ الْجُنُونُ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَحْسَبُهُ أَرَادَ بِالْأَلْقِ إِلَّا الْأَوْلَقَ وَهُوَ الْجُنُونُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ الْكَذِبَ، وَهُوَ الْأَلْقُ وَالْأَوْلَقُ، قَالَ: وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ:  أَلْقٌ وَإِلْقٌ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا، وَوَلْقٌ، وَالْفِعْلُ مِنَ الْأَوَّلِ أَلَقَ يَأْلِقُ، وَمِنَ الثَّانِي وَلَقَ يَلِقُ، وَيُقَالُ: بِهِ أُلَاقٌ وَأُلَاسٌ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، أَيْ جُنُونٌ مِنَ الْأَوْلَقِ وَالْأَلْسِ. وَيُقَالُ مِنَ الْأَلْقِ الَّذِي هُوَ الْكَذِبُ فِي قَوْلِ الْعَرَبِ: أَلَقَ الرَّجُلُ فَهُوَ يَأْلِقُ أَلْقًا فَهُوَ آلِقٌ إِذَا انْبَسَطَ لِسَانُهُ بِالْكَذِبِ; قَاْلَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ مِنَ الْوَلْقِ الْكَذِبِ فَأَبْدَلَ الْوَاوَ هَمْزَةً، وَقَدْ أَخَذَهُ عَلَيْهِ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِأَنَّ إِبْدَالَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ الْمَفْتُوحَةِ لَا يُجْعَلُ أَصْلًا يُقَاسُ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يُتَكَلَّمُ بِمَا سُمِعَ مِنْهُ. وَرَجُلٌ إِلَاقٌ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، أَيْ ڪَذُوبٌ، وَأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ بَرْقٌ إِلَاقٌ أَيْ لَا مَطَرَ مَعَهُ. وَالْأَلَّاقُ أَيْضًا: الْكَذَّابُ، وَقَدْ أَلَقَ يَأْلِقُ أَلْقًا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بِهِ أُلَاقٌ وَأُلَاسٌ مِنَ الْأَوْلَقِ وَالْأَلْسِ، وَهُوَ الْجُنُونُ. وَالْإِلْقُ، بِالْكَسْرِ: الذِّئْبُ، وَالْأُنْثَى إِلْقَةٌ، وَجَمْعُهَا إِلَقٌ قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْقِرْدَةِ إِلَقَةٌ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ إِلْقٌ، وَلَكِنْ قِرْدٌ وَرُبَّاحٌ، قَاْلَ بِشْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ:

تَبَارَكَ اللَّهُ وَسُبْحَانَهُ     مَنْ بِيَدَيْهِ النَّفْعُ وَالضَّرُّ
مَنْ خَلْقُهُ فِي رِزْقِهِ ڪُلُّهُمْ     الذِّيخُ وَالثَّيْتَلُ وَالْغُفْرُ
وَسَاكِنُ الْجَوِّ إِذَا مَا عَلَا     فِيهِ وَمَنْ مَسْكَنُهُ الْقَفْرُ
وَالصَّدَعُ الْأَعْصَمُ فِي شَاهِقٍ     وَجَأَبَةٌ مَسْكَنُهَا الْوَعْرُ
وَالْحَيَّةُ الصَّمَّاءُ فِي جُحْرِهَا     وَالتُّتْفُلُ الرَّائِغُ وَالذَّرُّ
وَهِقْلَةٌ تَرْتَاعُ مِنْ ظِلِّهَا     لَهَا عِرَارٌ وَلَهَا زَمْرٌ
تَلْتَهِمُ الْمَرْوَ عَلَى شَهْوَةٍ     وَحَبُّ شَيْءٍ عِنْدَهَا الْجَمْرُ
وَظَبْيَةٌ تَخْضِمُ فِي حَنْظَلِ     وَعَقْرَبٌ يُعْجِبُهَا التَّمْرُ
وَإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَهَا     وَالسَّهْلُ وَالنَّوْفَلُ وَالنَّضْرُ

معنى كلمة ألق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألف: الْأَلْفُ مِنَ الْعَدَدِ مَعْرُوفٌ مُذَكَّرٌ، وَالْجَمْعُ آلُفٌ: قَاْلَ بُكَيْرٌ أَصَمُّ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبَّادٍ:
عَرَبًا ثَلَاثَةَ آلُفٍ وَكَتِيبَةً أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ
وَآلَافٌ وَأُلُوفٌ، يُقَالُ ثَلَاثَةُ آلَافٍ إِلَى الْعَشْرَةِ، ثُمَّ أُلُوفٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ; فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا وَرَافِدُكُمْ     وَحَامِلٌ الْمِينَ بَعْدَ الْمِينَ وَالْأَلَفِ
إِنَّمَا أَرَادَ الْآلَافَ فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ، وَكَذَلِكَ أَرَادَ الْمِئِينَ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ. وَيُقَالُ: أَلْفٌ أَقْرَعُ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُذَكِّرُ الْأَلْفَ، وَإِنْ أُنِّثَ عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ فَهُوَ جَائِزٌ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ فِيهِ التَّذْكِيرُ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ. وَيُقَالُ: هَذَا أَلْفٌ وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ وَاحِدَةٌ، وَهَذَا أَلْفٌ أَقْرَعُ أَيْ تَامٌّ وَلَا يُقَالُ قَرْعَاءُ. قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَوْ قُلْتَ هَذِهِ أَلْفٌ بِمَعْنَى هَذِهِ الدَّرَاهِمُ أَلْفٌ لَجَازَ; وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي التَّذْكِيرِ:

فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقًا وَهْوَ صَادِقِي     نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفًا مِنَ الْخَيْلِ أَقْرَعَا

قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:

وَلَوْ طَلَبُونِي بِالْعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ     بِأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا

وَأَلَّفَ الْعَدَدَ وَآلَفَهُ: جَعَلَهُ أَلْفًا. وَآلَفُوا: صَارُوا أَلْفًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَنُو فُلَانٍ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ ڪَانَ الْقَوْمُ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَآلَفْتُهُمْ، مَمْدُودٌ، وَآلَفُوا هُمْ إِذَا صَارُوا أَلْفًا، وَكَذَلِكَ أَمْأَيْتُهُمْ فَأَمْأَوْا إِذَا صَارُوا مِائَةً. الْجَوْهَرِيُّ: آلَفْتُ الْقَوْمَ إِيلَافًا أَيْ ڪَمَّلْتُهُمْ أَلْفًا، وَكَذَلِكَ آلَفْتُ الدَّرَاهِمَ وَآلَفَتْ هِيَ. وَيُقَالُ: أَلْفٌ مَؤَلَّفَةٌ أَيْ مُكَمَّلَةٌ. وَأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ، بِالْكَسْرِ، أَيْ أَعْطَاهُ أَلْفًا; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

وَكَرِيمَةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُهُ     حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الْأَعْلَامِ

أَيْ وَرُبَّ ڪَرِيمَةٍ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وَارْتَقَى إِلَى الْأَعْلَامِ، فَحَذَفَ إِلَى وَهُوَ يُرِيدُهُ. وَشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً أَيْ عَلَى أَلْفٍ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَأَلَّفَ الشَّيْءَ أَلْفًا وَإِلَافًا وَوِلَافًا; الْأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ، وَأَلَفَانًا وَأَلَفَهُ: لَزِمَهُ، وَآلَفَهُ إِيَّاهُ: أَلْزَمَهُ. وَفُلَانٌ قَدْ أَلِفَ هَذَا الْمَوْضِعَ، بِالْكَسْرِ، يَأْلَفُهُ أَلَفًا وَآلَفَهُ أَيَّاهُ غَيْرُهُ، وَيُقَالُ أَيْضًا: آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ إِيلَافًا، وَكَذَلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُؤَالِفُهُ مُؤَالَفَةً وَإِلَافًا، فَصَارَتْ صُورَةُ أَفْعَلَ وَفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدَةً،  وَأَلَّفْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ تَأْلِيفًا فَتَأَلَّفَا وَأْتَلَفَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ; فِيمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ مَفْعُولًا وَرِحْلَةَ مَفْعُولًا ثَانِيًا، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَفْعُولُ هُنَا وَاحِدًا عَلَى قَوْلِكَ آلَفْتُ الشَّيْءَ ڪَأَلِفْتُهُ، وَتَكُونُ الْهَاءُ وَالْمِيمُ فِي مَوْضِعِ الْفَاعِلِ ڪَمَا تَقُولُ عَجِبْتُ مِنْ ضَرْبِ زَيْدٍ عَمْرًا، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فِي إِيلَافِ قُرَيْشٍ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: لِإِيلَافِ، وَلِإِلَافِ، وَوَجْهٌ ثَالِثٌ لِإِلْفِ قُرَيْشٍ، قَالَ: وَقَدْ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ. أَبُو عُبَيْدٍ: أَلِفْتُ الشَّيْءَ وَآلَفْتُهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ لَزِمْتُهُ، فَهُوَ مُؤْلَفٌ وَمَأْلُوفٌ. وَآلَفَتِ الظِّبَاءُ الرَّمْلَ إِذَا أَلِفَتْهُ; قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:

مِنَ الْمُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌ     شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ

أَبُو زَيْدٍ: أَلِفْتُ الشَّيْءَ وَأَلِفْتُ فُلَانًا إِذَا أَنِسْتَ بِهِ، وَأَلَّفْتُ بَيْنَهُمْ تَأْلِيفًا إِذَا جَمَعْتَ بَيْنَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقٍ، وَأَلَّفْتُ الشَّيْءَ تَأْلِيفًا إِذَا وَصَلْتَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ; وَمِنْهُ تَأْلِيفُ الْكُتُبِ. وَأَلَّفْتُ الشَّيْءَ أَيْ وَصَلْتُهُ. وَآلَفْتُ فُلَانًا الشَّيْءَ إِذَا أَلْزَمْتَهُ إِيَّاهُ أُولِفُهُ إِيلَافًا، وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُرَيْشٌ الرِّحْلَتَيْنِ فَتَتَّصِلَا، وَلَا تَنْقَطِعَا، فَاللَّامُ مُتَّصِلَةٌ بِالسُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، أَيْ أَهْلَكَ اللَّهُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لِتُؤْلَفَ قُرَيْشٌ رِحْلَتَيْهَا آمِنِينَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَصْحَابُ الْإِيلَافِ أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ: هَاشِمٌ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبُ وَنَوْفَلٌ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانُوا يُؤَلِّفُونَ الْجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضًا يُجِيرُونَ قُرَيْشًا بِمِيَرِهِمْ وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْمُجِيرِينَ، فَأَمَّا هَاشِمٌ فَإِنَّهُ أَخَذَ حَبْلًا مِنْ مَلِكِ الرُّومِ، وَأَخَذَ نَوْفَلٌ حَبْلًا مِنْ ڪِسْرَى، وَأَخَذَ عَبْدُ شَمْسٍ حَبْلًا مِنَ النَّجَاشِيِّ، وَأَخَذَ الْمُطَّلِبُ حَبْلًا مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرَ، قَالَ: فَكَانَ تُجَّارُ قُرَيْشٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَى هَذِهِ الْأَمْصَارِ بِحِبَالِ هَؤُلَاءِ الْإِخْوَةِ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُمْ; قَاْلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: مَنْ قَرَأَ لِإِلَافِهِمْ وَإِلْفِهِمْ فَهُمَا مِنْ أَلِفَ يَأْلَفُ، وَمَنْ قَرَأَ لِإِيلَافِهِمْ فَهُوَ مِنْ آلَفَ يُؤْلِفُ، قَالَ: وَمَعْنَى يُؤَلِّفُونَ يُهَيِّئُونَ وَيُجَهِّزُونَ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ:، وَهُوَ عَلَى قَوْلِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ بِمَعْنَى يُجِيرُونَ، وَالْإِلْفُ وَالْإِلَافُ بِمَعْنًى; وَأَنْشَدَ حَبِيبُ بْنُ أَوْسٍ فِي بَابِ الْهِجَاءِ لِمُسَاوِرِ بْنِ هِنْدٍ يَهْجُو بَنِي أَسَدٍ:

زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشًا     لَهُمْ إِلْفٌ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَافُ

، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَرَأَ إِلْفِهِمْ فَقَدْ يَكُونُ مِنْ يُؤَلِّفُونَ، قَالَ: وَأَجْوَدُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُجْعَلَ مِنْ يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. وَالْإِيلَافُ: مِنْ يُؤَلِّفُونَ أَيْ يُهَيِّئُونَ وَيُجَهِّزُونَ، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ڪَانَ هَاشِمٌ يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّامِ، وَعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِّفُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَالْمُطَّلِبُ إِلَى الْيَمَنِ، وَنَوْفَلٌ إِلَى فَارِسَ. قَالَ: وَيَتَأَلَّفُونَ أَيْ يَسْتَجِيرُونَ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:

تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِينًا وَتُؤْلِفُ الْ     جِوَارَ وَيُغْشِيهَا الْأَمَانَ ذِمَامُهَا

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهَا الْإِيلَافَ لَهَاشِمٌ; الْإِيلَافُ: الْعَهْدُ وَالذِّمَامُ ڪَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ أَخَذَهُ مِنَ الْمُلُوكِ لِقُرَيْشٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ يَقُولُ تَعَالَى: أَهْلَكْتُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لَأُولِفَ قُرَيْشًا مَكَّةَ، وَلِتُؤَلِّفَ قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَيْ تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أَخَذُوا فِي ذِهِ، وَهُوَ ڪَمَا تَقُولُ ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا، بِحَذْفِ الْوَاوِ، وَهِيَ الْأُلْفَةُ. وَأْتَلَفَ الشَّيْءُ: أَلِفَ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَأَلَّفَهُ: جَمَعَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، وَتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. وَالْإِلْفُ: الْأَلِيفُ. يُقَالُ: حَنَّتِ الْإِلْفُ إِلَى الْإِلْفِ، وَجَمْعُ الْأَلِيفِ أَلَائِفُ مِثْلَ تَبِيعٍ وَتَبَائِعَ وَأَفِيلٍ وَأَفَائِلَ; قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:

فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْدًا مِنْ أَلَائِفِهِ     يَرْتَادُ أَحْلِيَةً أَعْجَازُهَا شَذَبُ

وَالْأُلَّافُ: جَمْعُ آلِفٍ مِثْلُ ڪَافِرٍ وَكُفَّارٍ. وَتَأَلَّفَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمِنْهُ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ. التَّهْذِيبُ: فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ، قَالَ: وَالْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ قَوْمٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ بِتَأَلُّفِهِمْ أَيْ بِمُقَارَبَتِهِمْ وَإِعْطَائِهِمْ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، فَلَا تَحْمِلُهُمُ الْحَمِيَّةُ مِنْ ضَعْفِ نِيَّاتِهِمْ عَلَى أَنْ يَكُونُوا إِلْبًا مَعَ الْكُفَّارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ نَفَّلَهُمُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمَ حُنَيْنٍ بِمِائَتَيْنِ مِنَ الْإِبِلِ تَأَلُّفًا لَهُمْ، مِنْهُمُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَقَدْ قَاْلَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تَأَلَّفَ فِي وَقْتٍ بَعْضَ سَادَةِ الْكُفَّارِ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا وَظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْمِلَلِ، أَغْنَى اللَّهُ – تَعَالَى وَلَهُ الْحَمْدُ – عَنْ أَنْ يُتَأَلَّفَ ڪَافِرٌ الْيَوْمَ بِمَالٍ يُعْطَى لِظُهُورِ أَهْلِ دِينِهِ عَلَى جَمِيعِ الْكُفَّارِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ; وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:

إِلَافُ اللَّهِ مَا غَطَّيْتُ بَيْتًا     دَعَائِمُهُ الْخِلَافَةُ وَالنُّسُورُ

قِيلَ: إِلَافُ اللَّهِ أَمَانُ اللَّهِ، وَقِيلَ: مَنْزِلَةٌ مِنَ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ; التَّأَلُّفُ: الْمُدَارَاةُ وَالْإِينَاسُ لَيَثْبُتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ رَغْبَةً فِيمَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَالِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ: سَهْمٌ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. وَالْإِلْفُ: الَّذِي: تَأْلَفُهُ، وَالْجَمْعُ آلَافٌ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِي جَمْعِ إِلْفٍ أُلُوفٌ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ جَمْعُ آلِفٍ ڪَشَاهِدٍ وَشُهُودٍ، وَهُوَ الْأَلِيفُ، وَجَمْعُهُ أُلَفَاءُ وَالْأُنْثَى آلِفَةٌ وَإِلْفٌ; قَالَ:

وَحَوْرَاءُ الْمَدَامِعِ إِلْفُ صَخْرِ

، وَقَالَ:

قَفْرٌ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بِهَا     يَرُوحُ فَرْدًا وَتَبْقَى إِلْفُهُ طَاوِيَهْ

وَهَذَا مِنْ شَاذِّ الْبَسِيطِ لِأَنَّ قَوْلَهُ طَاوِيَهْ فَاعِلُنْ وَضَرْبُ الْبَسِيطِ لَا يَأْتِي عَلَى فَاعِلُنْ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ وَعَزَاهُ إِلَى الْأَخْفَشِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سُئِلَ أَنْ يَصْنَعَ بَيْتًا تَامًّا مِنَ الْبَسِيطِ فَصَنَعَ هَذَا الْبَيْتَ، وَهَذَا لَيْسَ بِحُجَّةٍ فَيُعْتَدَّ بِفَاعِلُنْ ضَرْبًا فِي الْبَسِيطِ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ، فَأَمَّا الْمُسْتَعْمَلُ فَهُوَ فَعِلُنْ وَفَعْلُنْ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَلِيفِي وَإِلْفِي وَهُمْ أُلَّافِي، وَقَدْ نَزَعَ الْبَعِيرُ إِلَى أُلَّافِهِ; وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

أَكُنْ مِثْلَ ذِي الْأُلَّافِ، لُزَّتْ ڪُرَاعُهُ     إِلَى أُخْتِهَا الْأُخْرَى، وَوَلَّى صَوَاحِبُهْ

يَجُوزُ الْأُلَّافُ، وَهُوَ جَمْعُ آلِفٍ، وَالْآلَافُ جَمْعُ إِلْفٍ. وَقَدِ ائْتَلَفَ الْقَوْمُ ائْتِلَافًا وَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ تَأْلِيفًا. وَأَوَالِفُ الطَّيْرِ: الَّتِي قَدْ أَلِفَتْ مَكَّةَ وَالْحَرَمَ، شَرَّفَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى. وَأَوَالِفُ الْحَمَامِ: دَوَاجِنُهَا الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

أَوَالِفًا مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحِمَى

أَرَادَ الْحَمَامَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فَقَالَ الْحِمَى; وَأَمَّا قَوْلُ رُؤْبَةَ:

تَاللَّهِ لَوْ ڪُنْتُ مِنَ الْأُلَّافِ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَرَادَ بِالْأُلَّافِ الَّذِينَ يَأْلَفُونَ الْأَمْصَارَ، وَاحِدُهَمْ آلِفٌ. وَآلَفَ الرَّجُلُ: تَجَرَ. وَأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى ڪَذَا وَتَأَلَّفُوا: اسْتَجَارُوا. وَالْأَلِفُ وَالْأَلِيفُ: حَرْفُ هِجَاءٍ; قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: قَاْلَ الْكِسَائِيُّ الْأَلِفُ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، مُؤَنَّثَةٌ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْحُرُوفِ، هَذَا ڪَلَامُ الْعَرَبِ وَإِنْ ذُكِّرَتْ جَازَ; قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: حُرُوفُ الْمُعْجَمِ ڪُلُّهَا تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ ڪَمَا أَنَّ الْإِنْسَانَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ، وَ المص، وَ المر، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي اخْتَرْنَا فِي تَفْسِيرِهَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ ” الم “: أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ، وَ ” المص “: أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأُفَصِّلُ، وَ ” المر “: أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأَرَى; قَاْلَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَوْضِعُ هَذِهِ الْحُرُوفِ رَفْعٌ بِمَا بَعْدَهَا، قَالَ: المص ڪِتَابٌ فَكِتَابٌ مُرْتَفِعٌ بِ ” المص “، وَكَأَنَّ مَعْنَاهُ ” المص ” حُرُوفُ ڪِتَابٍ أُنْزِلَ إِلَيْكَ، قَالَ: وَهَذَا لَوْ ڪَانَ ڪَمَا وُصِفَ لَكَانَ بَعْدَ هَذِهِ الْحُرُوفِ أَبَدًا ذِكْرُ الْكِتَابِ، فَقَوْلُهُ: الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ مَرَافِعٌ لَهَا عَلَى قَوْلِهِ، وَكَذَلِكَ: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْفَصْلَ مُسْتَوْفًى فِي صَدْرِ الْكِتَابِ عِنْدَ تَفْسِيرِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ مِنْ ڪِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

معنى كلمة ألف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألس: الْأَلْسُ وَالْمُؤَالَسَةُ: الْخِدَاعُ وَالْخِيَانَةُ وَالْغِشُّ وَالسَّرَقُ، وَقَدْ أَلَسَ يَأْلِسُ، بِالْكَسْرِ، أَلْسًا وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ لَا يُدَالِسُ وَلَا يُؤَالِسُ، فَالْمُدَالَسَةُ مِنَ الدَّلْسِ، وَهُوَ الظُّلْمَةُ يُرَادُ بِهِ لَا يُغَمِّي عَلَيْكَ الشَّيْءَ فَيُخْفِيَهُ وَيَسْتُرَ مَا فِيهِ مِنْ عَيْبٍ. وَالْمُؤَالَسَةُ: الْخِيَانَةُ; وَأَنْشَدَ:
هُمُ السَّمْنُ بِالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمُ وَهُمْ يَمْنَعُونَ جَارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا
وَالْأَلْسُ: أَصْلُهُ الْوَلْسُ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ. وَالْأَلْسُ: الْأَصْلُ السُّوءُ. وَالْأَلْسُ: الْغَدْرُ. وَالْأَلْسُ: الْكَذِبُ. وَالْأَلْسُ وَالْأُلْسُ: ذَهَابُ الْعَقْلِ وَتَذْهِيلُهُ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَأَنْشَدَ:

فَقُلْتُ إِنْ أَسْتَفِدْ عِلْمًا وَتَجْرِبَةً     فَقَدْ تَرَدَّدَ فِيكَ الْخَبْلُ وَالْأَلْسُ

فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ دَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَلْسِ وَالْكِبْرِ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْأَلْسُ هُوَ اخْتِلَاطُ الْعَقْلِ، وَخَطَّأَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ مَنْ قَاْلَ هُوَ الْخِيَانَةُ. وَالْمَأْلُوسُ: الضَّعِيفُ الْعَقْلِ. وَأُلِسَ الرَّجُلُ أَلْسًا، فَهُوَ مَأْلُوسٌ أَيْ مَجْنُونٌ ذَهَبَ عَقْلُهُ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ; قَاْلَ الرَّاجِزُ:

يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُمَّجِ الْمَنْسُوسِ     أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ الْمَأْلُوسِ

، قَاْلَ مُرَّةُ: الْأَلْسُ الْجُنُونُ. يُقَالُ: إِنَّ بِهِ لَأَلْسًا أَيْ جُنُونًا; وَأَنْشَدَ:

يَا جِرَّتَيْنَا بِالْحَبَابِ حَلْسَا     إِنَّ بِنَا أَوْ بِكُمُ لَأَلْسًا

، وَقِيلَ: الْأَلْسُ الرِّيبَةُ وَتَغَيُّرُ الْخُلُقِ مِنْ رِيبَةٍ، أَوْ تَغَيُّرُ الْخُلُقِ مِنْ مَرَضٍ. يُقَالُ: مَا أَلَسَكَ. وَرَجُلٌ مَأْلُوسٌ: ذَاهِبُ الْعَقْلِ وَالْبَدَنِ. وَمَا ذُقْتُ عِنْدَهُ أَلُوسًا أَيْ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ. وَضَرَبَهُ مِائَةً فَمَا تَأَلَّسَ أَيْ مَا تَوَجَّعَ، وَقِيلَ: فَمَا تَحَلَّسَ بِمَعْنَاهُ. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْغَرِيمِ إِنَّهُ لَيَتَأَلَّسُ فَمَا يُعْطِي وَمَا يَمْنَعُ. وَالتَّأَلُّسُ: أَنْ يَكُونَ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَ، وَهُوَ يَمْنَعُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمَأْلُوسُ الْعَطِيَّةِ، وَقَدْ أُلِسَتْ عَطِيَّتُهُ إِذَا مُنِعَتْ مِنْ غَيْرِ إِيَاسٍ مِنْهَا; وَأَنْشَدَ:

وَصَرَمْتَ حَبْلَكَ بِالتَّأَلُّسِ

وَإِلْيَاسُ: اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَقَدْ سَمَّتْ بِهِ الْعَرَبُ، وَهُوَ إِلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.

معنى كلمة ألس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألز: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَلْزُ اللُّزُومُ لِلشَّيْءِ، وَقَدْ أَلَزَ بِهِ يَأَلِزُ أَلْزًا وَأَلِزَ فِي مَكَانِهِ يَأْلَزُ أَلَزًا مِثْلَ أَرَزَ; قَاْلَ الْمَرَّارُ الْفَقْعَسِيُّ:
أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُهُ وَهِلٌ تَمْسَحُهُ مَا يَسْتَقِرُّ
السَّلَّةُ: أَنْ يَكْبُوَ الْفَرَسُ فَيَرْتَدَّ ذَلِكَ الرَّبْوُ فِيهِ.

معنى كلمة ألز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألد: تَأَلَّدَ: ڪَتَبَلَّدَ.

معنى كلمة ألد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 ألخ: ائْتَلَخَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمُ ائْتِلَاخًا: اخْتَلَطَ. وَيُقَالُ: وَقَعُوا فِي ائْتِلَاخٍ أَيْ فِي اخْتِلَاطٍ. اللَّيْثُ: ائْتَلَخَ الْعُشْبُ يَأْتَلِخُ، وَائْتِلَاخُهُ: عِظَمُهُ وَطُولُهُ وَالْتِفَافُهُ. وَأَرْضٌ مُؤْتَلِخَةٌ: مُعْشِبَةٌ، وَيُقَالُ: أَرْضٌ مُؤْتَلِخَةٌ وَمُلْتَخَّةٌ وَمُعْتَلِجَةٌ وَهَادِرَةٌ. وَيُقَالُ: ائْتَلَخَ مَا فِي الْبَطْنِ إِذَا تَحَرَّكَ وَسُمِعَتْ لَهُ قَرَاقِرُ.

معنى كلمة ألخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألت: الْأَلْتُ: الْحَلِفُ. وَأَلَتَهُ بِيَمِينٍ أَلْتًا: شَدَّدَ عَلَيْهِ. وَأَلَتَ عَلَيْهِ: طَلَبَ مِنْهُ حَلِفًا أَوْ شَهَادَةً يَقُومُ لَهُ بِهَا. وَرُوِيَعَنْ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَنَّ رَجُلًا قَاْلَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَسَمِعَهَا رَجُلٌ فَقَالَ: أَتَأْلِتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْهُ، فَلَنْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا قَالُوهَا لَنَا; قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَعْنَى قَوْلِهِ أَتَأْلِتُهُ أَتَحُطُّهُ بِذَلِكَ؟ أَتَضَعُ مِنْهُ؟ أَتُنَقِّصُهُ؟ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِمَا أَرَادَ الرَّجُلُ; وَرُوِيَ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَلَتَهُ يَمِينًا يَأْلِتُهُ أَلْتًا إِذَا أَحْلَفَهُ، ڪَأَنَّهُ لَمَّا قَاْلَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فَقَدْ نَشَدَهُ بِاللَّهِ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَلَتُّكَ بِاللَّهِ لَمَا فَعَلْتَ ڪَذَا، مَعْنَاهُ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ. وَالْأَلْتُ: الْقَسَمُ; يُقَالُ: إِذَا لَمْ يُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَيِّدْهُ بِالْأَلْتِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأُلْتَةُ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ. وَالْأُلْتَةُ: الْعَطِيَّةُ الشَّقْنَةُ. وَأَلَتَهُ أَيْضًا: حَبَسَهُ عَنْ وَجْهِهِ وَصَرَفَهُ، مِثْلَ لَاتَهُ يَلِيتُهُ، وَهُمَا لُغَتَانِ، حَكَاهُمَا الْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ. وَأَلَتَهُ مَالَهُ وَحَقَّهُ يَأْلِتُهُ أَلْتًا، وَأَلَاتَهُ، وَآلَتَهُ إِيَّاهُ: نَقَصَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْأَلْتُ النَّقْصُ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: وَمَا لِتْنَاهُمْ، بِكَسْرِ اللَّامِ; وَأَنْشَدَ فِي الْأَلْتِ:

أَبْلِغْ بَنِي ثُعَلٍ، عَنِّي مُغَلْغَلَةً جَهْدَ الرِّسَالَةِ لَا أَلْتًا وَلَا ڪَذِبًا

أَلَتَهُ عَنْ وَجْهِهِ أَيْ حَبَسَهُ. يَقُولُ: لَا نُقْصَانَ وَلَا زِيَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ الشُّورَى: وَلَا تَغْمِدُوا سُيُوفَكُمْ عَنْ أَعْدَائِكُمْ، فَتُولِتُوا أَعْمَالَكُمْ; قَاْلَ الْقُتَيْبِيُّ: أَيْ تَنْقُصُوهَا; يُرِيدُ أَنَّهُمْ ڪَانَتْ لَهُمْ أَعْمَالٌ فِي الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَإِذَا هُمْ تَرَكُوهَا، وَأَغْمَدُوا سُيُوفَهُمْ، وَاخْتَلَفُوا نَقَصُوا أَعْمَالَهُمْ; يُقَالُ: لَاتَ يَلِيتُ، وَأَلَتَ يَأْلِتُ، وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَوْلَتَ يُولِتُ إِلَّا فِي  هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ; يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَلَتَ، وَمِنْ أَلَاتَ، قَالَ: وَيَكُونُ أَلَاتَهُ يُلِيتُهُ إِذَا صَرَفَهُ عَنِ الشَّيْءِ. وَالْأَلْتُ: الْبُهْتَانُ; عَنْ ڪُرَاعٍ. وَأَلِّيتُ: مَوْضِعٌ; قَاْلَ ڪُثَيِّرُ عَزَّةَ:

بَرَوْضَةِ أَلِّيتَ وَقَصْرِ خَنَاثَى

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا الْبِنَاءُ عَزِيزٌ، أَوْ مَعْدُومٌ، إِلَّا مَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَيْهِ سَكِّينَةٌ.

معنى كلمة ألت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألبن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألبن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألبن: قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَلْبُونُ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ زَعَمُوا أَنَّهَا ذَاتُ الْبِئْرِ الْمُعَطَّلَةِ وَالْقَصْرِ الْمَشِيدِ، قَالَ: وَقَدْ تُفْتَحُ الْبَاءُ.

معنى كلمة ألبن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألب: أَلَبَ إِلَيْكَ الْقَوْمُ: أَتَوْكَ مِنْ ڪُلِّ جَانِبٍ. وَأَلَبْتُ الْجَيْشَ إِذَا جَمَعْتَهُ. وَتَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. وَالْأَلْبُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وَأَلَبَ الْإِبِلَ يَأْلِبُهَا وَيَأْلُبُهَا أَلْبًا: جَمَعَهَا وَسَاقَهَا سَوْقًا شَدِيدًا. وَأَلَبَتْ هِيَ  انْسَاقَتْ وَانْضَمَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الْأَحَادِيثَ فِي غَدٍ وَبَعْدَ غَدٍ، يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرَائِدِ
أَيْ يَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. التَّهْذِيبُ: الْأَلُوبُ: الَّذِي يُسْرِعُ، يُقَالُ: أَلَبَ يَأْلِبُ وَيَأْلُبُ. وَأَنْشَدَ أَيْضًا: يَأْلُبْنَ أَلْبَ الطَّرَائِدِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: أَيْ يُسْرِعْنَ. ابْنُ بُزُرْجَ: الْمِئْلَبُ: السِّرِيعُ. قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

وَإِنْ تُنَاهِبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبًا     فِي وَعْكَةِ الْجِدِّ وَحِينًا مِئْلَبَا

وَالْأَلْبُ: الطَّرْدُ. وَقَدْ أَلَبْتُهَا أَلْبًا تَقْدِيرُ عَلَبْتُهَا عَلْبًا. وَأَلَبَ الْحِمَارُ طَرِيدَتَهُ يَأْلِبُهَا وَأَلَّبَهَا ڪِلَاهُمَا: طَرَدَهَا طَرْدًا شَدِيدًا. وَالتَّأْلَبُ: الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ الْمُجْتَمِعُ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ. وَالتَّأْلَبُ: الْوَعِلُ، وَالْأُنْثَى تَأْلَبُةٌ، تَاؤُهُ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِمْ أَلَبَ الْحِمَارُ أُتُنَهُ. وَالتَّأْلَبُ، مِثَالُ الثَّعْلَبِ: شَجَرٌ. وَأَلَبَ الشَّيْءُ يَأْلِبُ وَيَأْلُبُ أَلْبًا: تَجَمَّعَ. وَقَوْلُهُ:

وَحَلَّ بِقَلْبِيَ مِنْ جَوَى الْحُبِّ مِيتَةٌ     ڪَمَا مَاتَ مَسْقِيُّ الضَّيَاحِ عَلَى أَلْبِ

لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ إِلَّا بِقَوْلِهِ: أَلَبَ يَأْلِبُ إِذَا اجْتَمَعَ. وَتَأَلَّبَ الْقَوْمُ: تَجَمَّعُوا. وَأَلَّبَهُمْ: جَمَّعَهُمْ. وَهُمْ عَلَيْهِ أَلْبٌ وَاحِدٌ، وَإِلْبٌ، وَالْأُولَى أَعْرَفُ، وَوَعْلٌ وَاحِدٌ وَصَدْعٌ وَاحِدٌ وَضِلَعٌ وَاحِدَةٌ أَيْ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ بِالظُّلْمِ وَالْعَدَاوَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ النَّاسَ ڪَانُوا عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا. الْأَلْبُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ عَلَى عَدَاوَةِ إِنْسَانٍ. وَتَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. قَاْلَ رُؤْبَةُ:

قَدْ أَصْبَحَ النَّاسُ عَلَيْنَا أَلْبَا     فَالنَّاسُ فِي جَنْبٍ وَكُنَّا جَنْبَا

، وَقَدْ تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ تَأَلُّبًا إِذَا تَضَافَرُوا عَلَيْهِ. وَأَلْبٌ أَلُوبٌ: مُجْتَمِعٌ ڪَثِيرٌ. قَاْلَ الْبُرَيْقُ الْهُذَلِيُّ:

بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وَحَرَّابَةٍ     لَدَى مَتْنِ وَازِعِهَا الْأَوْرَمِ

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – حِينَ ذَكَرَ الْبَصْرَةَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يُخْرِجُ مِنْهَا أَهْلَهَا إِلَّا الْأُلْبَةُ: هِيَ الْمَجَاعَةُ. مَأْخُوذٌ مِنَ التَّأَلُّبِ التَّجَمُّعِ، ڪَأَنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ فِي الْمَجَاعَةِ وَيَخْرُجُونَ أَرْسَالًا. وَأَلَّبَ بَيْنَهُمْ: أَفْسَدَ. وَالتَّأْلِيبُ: التَّحْرِيضُ. يُقَالُ: حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ. قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جَؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ:

بَيْنَا هُمُ يَوْمًا هُنَالِكَ رَاعَهُمْ     ضَبْرٌ، لِبَاسُهُمُ الْقَتِيرُ، مُؤَلَّبُ

وَالضَّبْرُ: الْجَمَاعَةُ يَغْزُونَ. وَالْقَتِيرُ: مَسَامِيرُ الدِّرْعِ، وَأَرَادَ بِهَا هَاهُنَا الدُّرُوعَ نَفْسَهَا. وَرَاعَهُمْ: أَفْزَعَهُمْ. وَالْأَلْبُ: التَّدْبِيرُ عَلَى الْعَدُوِّ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ. وَرِيحٌ أَلُوبٌ: بَارِدَةٌ تَسْفِي التُّرَابَ. وَأَلَبَتِ السَّمَاءُ تَأْلِبُ، وَهِيَ أَلُوبٌ: دَامَ مَطَرُهَا. وَالْأَلْبُ: نَشَاطُ السَّاقِي. وَرَجُلٌ أَلُوبٌ: سَرِيعُ إِخْرَاجِ الدَّلْوِ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَأَنْشَدَ:

تَبَشَّرِي بِمَاتِحٍ أَلُوبِ     مُطَرِّحٍ لِدَلْوِهِ غَضُوبِ

وَفِي رِوَايَةٍ:

مُطَرِّحٍ شَنَّتَهُ غَضُوبِ

وَالْأَلْبُ: الْعَطَشُ. وَأَلَبَ الرَّجُلُ: حَامَ حَوْلَ الْمَاءِ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ، عَنِ الْفَارِسِيِّ. أَبُو زَيْدٍ: أَصَابَتِ الْقَوْمَ أُلْبَةٌ وَجُلْبَةٌ أَيْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ. وَالْأَلْبُ: مَيْلُ النَّفْسِ إِلَى الْهَوَى. وَيُقَالُ: أَلْبُ فُلَانٍ مَعَ فُلَانٍ أَيْ صَغْوُهُ مَعَهُ. وَالْأَلْبُ: ابْتِدَاءُ بُرْءِ الدُّمَّلِ، وَأَلِبَ الْجُرْحُ أَلَبًا وَأَلَبَ يَأْلِبُ أَلْبًا ڪِلَاهُمَا: بَرِئَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلُهُ نَغِلٌ، فَانْتَقَضَ. وَأَوَالِبُ الزَّرْعِ وَالنَّخْلِ: فِرَاخُهُ، وَقَدْ أَلَبَتْ تَأْلِبُ. وَالْأَلَبُ: لُغَةٌ فِي الْيَلَبِ. ابْنُ الْمُظَفَّرِ: الْيَلَبُ وَالْأَلَبُ: الْبَيْضُ مِنْ جُلُودِ الْإِبِلِ. قَاْلَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْفُولَاذُ مِنَ الْحَدِيدِ. وَالْإِلْبُ: الْفِتْرُ، عَنِ ابْنِ جِنِّي; مَا بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالسَّبَّابَةِ. وَالْإِلْبُ: شَجَرَةٌ شَاكَّةٌ ڪَأَنَّهَا شَجَرَةُ الْأُتْرُجِّ، وَمَنَابِتُهَا ذُرَى الْجِبَالِ، وَهِيَ خَبِيثَةٌ يُؤْخَذُ خَضْبُهَا وَأَطْرَافُ أَفْنَانِهَا، فَيُدَقُّ رَطْبًا وَيُقْشَبُ بِهِ اللَّحْمُ وَيُطْرَحُ لِلسِّبَاعِ ڪُلِّهَا، فَلَا يُلْبِثُهَا إِذَا أَكَلَتْهُ، فَإِنْ هِيَ شَمَّتْهُ وَلَمْ تَأْكُلْهُ عَمِيَتْ عَنْهُ وَصَمَّتْ مِنْهُ.

معنى كلمة ألب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألأ: الْأَلَاءُ بِوَزْنِ الْعَلَاءِ: شَجَرٌ وَرَقُهُ وَحَمْلُهُ دِبَاغٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَهُوَ حَسَنُ الْمَنْظَرِ مُرُّ الطَّعْمِ، وَلَا يَزَالُ أَخْضَرَ شِتَاءً وَصَيْفًا. وَاحِدَتُهُ أَلَاءَةٌ بِوَزْنِ أَلَاعَةٍ، وَتَأْلِيفُهُ مِنْ لَامٍ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ: أَبُو زَيْدٍ: هِيَ شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الْآسَ لَا تَغَيَّرُ فِي الْقَيْظِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ تُشْبِهُ سُنْبُلَ الذُّرَةِ، وَمَنْبَتُهَا الرَّمْلُ وَالْأَوْدِيَةُ. قَالَ: وَالسُّلَامَانُ نَحْوُ الْأَلَاءِ غَيْرَ أَنَّهَا أَصْغَرُ مِنْهَا، يُتَّخَذُ مِنْهَا الْمَسَاوِيكُ، وَثَمَرَتُهَا مِثْلُ ثَمَرَتِهَا، وَمَنْبَتُهَا الْأَوْدِيَةُ وَالصَّحَارِي; قَاْلَ ابْنُ عَنَمَةَ:

فَخَرَّ عَلَى الْأَلَاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ ڪَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ

وَأَرْضٌ مَأْلَأَةٌ: ڪَثِيرَةُ الْأَلَاءِ. وَأَدِيمٌ مَأْلُوءٌ: مَدْبُوغٌ بِالْأَلَاءِ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ: إِهَابٌ مَأْلَى: مَدْبُوغٌ بِالْأَلَاءِ.

معنى كلمة ألأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ألا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ألا: حَرْفٌ يُفْتَتَحُ بِهِ الْكَلَامُ، تَقُولُ: أَلَا إِنَّ زَيْدًا خَارِجٌ ڪَمَا تَقُولُ: اعْلَمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ. ثَعْلَبٌ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنِ الْكِسَائِيِّ قَالَ: أَلَا تَكُونُ تَنْبِيهًا وَيَكُونُ بَعْدَهَا أَمْرٌ أَوْ نَهْيٌ أَوْ إِخْبَارٌ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: أَلَا قُمْ، أَلَا لَا تَقُمْ، أَلَا إِنَّ زَيْدًا قَدْ قَامَ، وَتَكُونُ عَرْضًا أَيْضًا، وَقَدْ يَكُونُ الْفِعْلُ بَعْدَهَا جَزْمًا وَرَفْعًا، ڪُلُّ ذَلِكَ جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ. تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: أَلَا تَنْزِلُ تَأْكُلُ، وَتَكُونُ أَيْضًا تَقْرِيعًا وَتَوْبِيخًا وَيَكُونُ الْفِعْلُ بَعْدَهَا مَرْفُوعًا لَا غَيْرُ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: أَلَا تَنْدَمُ عَلَى فِعَالِكَ، أَلَا تَسْتَحِي مِنْ جِيرَانِكَ، أَلَا تَخَافُ رَبَّكَ. قَاْلَ اللَّيْثُ: وَقَدْ تُرْدَفُ أَلَا بِلَا أُخْرَى فَيُقَالُ: أَلَا لَا; وَأَنْشَدَ:

فَقَامَ يَذُودُ النَّاسَ عَنْهَا بِسَيْفِهِ وَقَالَ: أَلَا لَا مِنْ سَبِيلٍ إِلَى هِنْدِ

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: هَلْ ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا؟ فَيُقَالُ: أَلَا لَا، جَعَلَ أَلَا تَنْبِيهًا وَلَا نَفْيًا. غَيْرُهُ: وَأَلَا حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ وَاسْتِفْهَامٍ وَتَنْبِيهٍ نَحْوَ قَوْلِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ قَاْلَ الْفَارِسِيُّ: فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفِ تَنْبِيهٍ خَلَصَتْ لِلِاسْتِفْتَاحِ ڪَقَوْلِهِ:

أَلَا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ مَيَّ عَلَى الْبِلَى

فَخَلَصَتْ هَاهُنَا لِلِاسْتِفْتَاحِ وَخُصَّ التَّنْبِيهُ بِيَا. وَأَمَّا أَلَا الَّتِي لِلْعَرْضِ فَمُرَكَّبَةٌ مِنْ لَا وَأَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ.

أَلَّا: مَفْتُوحَةُ الْهَمْزَةِ مُثَقَّلَةٌ لَهَا مَعْنَيَانِ: تَكُونُ بِمَعْنَى هَلَّا فَعَلْتَ وَأَلَّا فَعَلْتَ ڪَذَا، ڪَأَنَّ مَعْنَاهُ: لِمَ لَمْ تَفْعَلْ ڪَذَا، وَتَكُونُ أَلَّا بِمَعْنَى أَنْ لَا فَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي اللَّامِ وَشُدِّدَتِ اللَّامُ، تَقُولُ: أَمَرْتُهُ أَلَّا يَفْعَلَ ذَلِكَ، بِالْإِدْغَامِ، وَيَجُوزُ إِظْهَارُ النُّونِ ڪَقَوْلِكَ: أَمَرْتُكَ أَنْ لَا تَفْعَلَ ذَلِكَ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْمَصَاحِفِ الْقَدِيمَةِ مُدْغَمًا فِي مَوْضِعٍ وَمُظْهَرًا فِي مَوْضِعٍ، وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. وَرَوَى ثَابِتٌ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: لَأَنْ يَسْأَلَنِي رَبِّي: أَلَّا فَعَلْتَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُولَ لِي: لِمَ فَعَلْتَ؟ فَمَعْنَى أَلَّا فَعَلْتَ هَلَّا فَعَلْتَ، وَمَعْنَاهُ: لِمَ لَمْ تَفْعَلْ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَنْ لَا إِذَا ڪَانَتْ إِخْبَارًا نَصَبَتْ وَرَفَعَتْ، وَإِذَا ڪَانَتْ نَهْيًا جَزَمَتْ.

إِلَّا: الْأَزْهَرِيُّ: إِلَّا تَكُونُ اسْتِثْنَاءً، وَتَكُونُ حَرْفَ جَزَاءٍ أَصْلُهَا إِنْ لَا، وَهْمَا مَعًا لَا يُمَالَانِ لِأَنَّهُمَا مِنَ الْأَدَوَاتِ، وَالْأَدَوَاتُ لَا تُمَالُ، مِثْلَ حَتَّى وَأَمَّا وَإِلَّا وَإِذَا، لَا يَجُوزُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا الْإِمَالَةُ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَسْمَاءٍ، وَكَذَلِكَ إِلَى وَعَلَى وَلَدَى الْإِمَالَةُ فِيهَا غَيْرُ جَائِزَةٍ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلِفُ إِلَى وَعَلَى مُنْقَلِبَتَانِ مِنْ وَاوَيْنِ لِأَنَّ الْأَلِفَاتِ لَا تَكُونُ فِيهَا الْإِمَالَةُ، قَالَ: وَلَوْ سُمِّيَ بِهِ رَجُلٌ قِيلَ فِي تَثْنِيَتِهِ إِلَوَانِ وَعَلَوَانِ، فَإِذَا اتَّصَلَ بِهِ الْمُضْمَرُ قَلَبْتَهُ فَقُلْتَ: إِلَيْكَ وْعَلَيْكَ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَتْرُكُهُ عَلَى حَالِهِ فَيَقُولُ إِلَاكَ وَعَلَاكَ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: لِأَنَّ الْأَلِفَاتِ لَا يَكُونُ فِيهَا الْإِمَالَةُ، قَالَ: صَوَابُهُ لِأَنَّ أَلِفَيْهِمَا وَالْأَلِفُ فِي الْحُرُوفِ أَصْلٌ وَلَيْسَتْ بِمُنْقَلِبَةٍ عَنْ يَاءٍ وَلَا وَاوٍ وَلَا زَائِدَةٍ، وَإِنَّمَا قَاْلَ سِيبَوَيْهِ أَلِفُ إِلَى وَعَلَى مُنْقَلِبَتَانِ عَنْ وَاوٍ إِذَا سَمَّيْتَ بِهِمَا وَخَرَجَا مِنَ الْحَرْفِيَّةِ إِلَى الِاسْمِيَّةِ. قَالَ: وَقَدْ وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ، فَإِذَا سَمَّيْتَ بِهِمَا لَحِقَتْ بِالْأَسْمَاءِ فَجُعِلَتِ الْأَلِفُ فِيهَا مُنْقَلِبَةً عَنِ الْيَاءِ وَعَنِ الْوَاوِ نَحْوَ: بَلَى وَإِلَى وَعَلَى، فَمَا سُمِعَ فِيهِ الْإِمَالَةُ يُثَنَّى بِالْيَاءِ نَحْوَ بَلَى، تَقُولُ فِيهَا بَلَيَانِ، وَمَا لَمْ يُسْمَعْ فِيهِ الْإِمَالَةُ ثُنِّيَ بِالْوَاوِ نَحْوَ إِلَى وَعَلَى، تَقُولُ فِي تَثْنِيَتِهِمَا اسْمَيْنِ: إِلَوَانِ وَعَلَوَانِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَمَّا مَتَى وَأَنَّى فَيَجُوزُ فِيهِمَا الْإِمَالَةُ لِأَنَّهُمَا مَحَلَّانِ وَالْمَحَالُّ أَسْمَاءٌ، قَالَ: وَبَلَى يَجُوزُ فِيهَا الْإِمَالَةُ لِأَنَّهَا يَاءٌ زِيدَتْ فِي بَلْ، قَالَ: وَهَذَا ڪُلُّهُ قَوْلُ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ. فَأَمَّا إِلَّا الَّتِي أَصْلُهَا إِنْ لَا فَإِنَّهَا تَلِي الْأَفْعَالَ الْمُسْتَقْبَلَةَ فَتَجْزِمُهَا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ ڪَبِيرٌ فَجَزَمَ تَفْعَلُوهُ وَتَكُنْ بِإِلَّا ڪَمَا تَفْعَلُ إِنْ الَّتِي هِيَ أُمُّ الْجَزَاءِ وَهِيَ فِي بَابِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَأَمَّا إِلَّا فَهِيَ حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ يُسْتَثْنَى بِهَا عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: بَعْدَ الْإِيجَابِ، وَبَعْدَ النَّفْيِ، وَالْمُفَرَّغِ، وَالْمُقَدَّمِ، وَالْمُنْقَطِعِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ عِبَارَةٌ سَيِّئَةٌ، قَالَ: وَصَوَابُهَا أَنْ يَقُولَ: الِاسْتِثْنَاءُ بِإِلَّا يَكُونُ بَعْدَ الْإِيجَابِ وَبَعْدَ النَّفْيِ مُتَّصِلًا وَمُنْقَطِعًا وَمُقَدَّمًا وَمُؤَخَّرًا، وَإِلَّا فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مُسَلِّطَةٌ لِلْعَامِلِ نَاصِبَةٌ أَوْ مُفَرَّغَةٌ غَيْرُ مُسَلِّطَةٍ، وَتَكُونُ هِيَ وَمَا بَعْدَهَا نَعْتًا أَوْ بَدَلًا. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: فَتَكُونُ فِي الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ بِمَعْنَى لَكِنْ لِأَنَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِإِلَّا، فَإِنْ وَصَفْتَ بِهَا جَعَلْتَهَا وَمَا بَعْدَهَا فِي مَوْضِعِ غَيْرَ وَأَتْبَعْتَ الِاسْمَ بَعْدَهَا مَا قَبْلَهُ فِي الْإِعْرَابِ فَقُلْتَ جَاءَنِي الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدٌ، ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ ڪَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي ڪَرِبَ:

وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ     لَعَمْرُ أَبِيكَ! إِلَّا الْفَرْقَدَانِ

كَأَنَّهُ قَالَ: غَيْرُ الْفَرْقَدَيْنِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْآمِدِيُّ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ لِحَضْرَمِيِّ بْنِ عَامِرٍ; وَقَبْلَهُ:

وَكُلُّ قَرِينَةٍ قُرِنَتْ بِأُخْرَى     وَإِنْ ضَنَّتْ بِهَا سَيُفَرَّقَانِ

قَالَ: وَأَصْلُ إِلَّا الِاسْتِثْنَاءُ، وَالصِّفَةُ عَارِضَةٌ، وَأَصْلُ غَيْرَ صِفَةٌ، وَالِاسْتِثْنَاءُ عَارِضٌ; وَقَدْ تَكُونُ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْوَاوِ فِي الْعَطْفِ ڪَقَوْلِ الْمُخَبَّلِ:

وَأَرَى لَهَا دَارًا بِأَغْدِرَةِ ال     سِّيدَانِ لَمْ يَدْرُسْ لَهَا رَسْمُ
إِلَّا رَمَادًا هَامِدًا دَفَعَتْ     عَنْهُ الرِّيَاحُ خَوَالِدٌ سُحْمُ

يُرِيدُ: أَرَى لَهَا دَارًا وَرَمَادًا; وَآخِرُ بَيْتٍ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ:

إِنِّي وَجَدْتُ الْأَمْرَ أَرْشَدُهُ     تَقْوَى الْإِلَهِ وَشَرُّهُ الْإِثْمُ

قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَمَّا إِلَّا الَّتِي هِيَ لِلِاسْتِثْنَاءِ فَإِنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى غَيْرِ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى سِوَى، وَتَكُونُ بِمَعْنَى لَكِنْ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى لَمَّا، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمَحْضِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: إِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِإِلَّا مِنْ ڪَلَامٍ لَيْسَ فِي أَوَّلِهِ جَحْدٌ فَانْصِبْ مَا بَعْدَ إِلَّا، وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِهَا مِنْ  ڪَلَامٍ أَوَّلُهُ جَحْدٌ فَارْفَعْ مَا بَعْدَهَا، وَهَذَا أَكْثَرُ ڪَلَامِ الْعَرَبِ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ; مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَنُصِبَ لِأَنَّهُ لَا جَحْدَ فِي أَوَّلِهِ. وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ فَرُفِعَ لِأَنَّ فِي أَوَّلِهِ الْجَحْدَ، وَقِسْ عَلَيْهِمَا مَا شَاكَلَهُمَا; وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ     لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ

فَإِنَّ الْفَرَّاءَ قَالَ: الْكَلَامُ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي مَعْنَى جَحْدٍ وَلِذَلِكَ رَفَعَ بِإِلَّا ڪَأَنَّهُ قَاْلَ مَا أَحَدٌ إِلَّا مُفَارِقُهُ أَخُوهُ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ فَجَعَلَهَا مُتَرْجَمًا عَنْ قَوْلِهِ مَا أَحَدٌ; قَاْلَ لَبِيدٌ:

لَوْ ڪَانَ غَيْرِي سُلَيْمَى الْيَوْمَ غَيَّرَهُ     وَقْعُ الْحَوَادِثِ إِلَّا الصَّارِمُ الذَّكَرُ

جَعَلَهُ الْخَلِيلُ بَدَلًا مِنْ مَعْنَى الْكَلَامِ ڪَأَنَّهُ قَالَ: مَا أَحَدٌ إِلَّا يَتَغَيَّرُ مِنْ وَقْعِ الْحَوَادِثِ إِلَّا الصَّارِمُ الذَّكَرُ، فَإِلَّا هَاهُنَا بِمَعْنَى غَيْرَ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: غَيْرِي وَغَيْرَ الصَّارِمِ الذَّكَرِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: لَوْ ڪَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا، قَالَ: إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَنْزِلَةِ سِوَى ڪَأَنَّكَ قُلْتَ لَوْ ڪَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ سِوَى اللَّهِ لَفَسَدَتَا. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ مَعْنَاهُ مَا فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ، وَلَوْ ڪَانَ فِيهِمَا سِوَى اللَّهِ لَفَسَدَتَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَفْعُهُ عَلَى نِيَّةِ الْوَصْلِ لَا الِانْقِطَاعِ مِنْ أَوَّلِ الْكَلَامِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: قَاْلَ مَعْنَاهُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا فَإِنَّهُ لَا حُجَّةَ لَهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ. وَهَذَا ڪَقَوْلِكَ فِي الْكَلَامِ: النَّاسُ ڪُلُّهُمْ لَكَ حَامِدُونَ إِلَّا الظَّالِمَ لَكَ الْمُعْتَدِيَ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُعْتَدُّ بِتَرْكِهِ الْحَمْدَ لِمَوْضِعِ الْعَدَاوَةِ، وَكَذَلِكَ الظَّالِمُ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَقَدْ سُمِّيَ ظَالِمًا. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذَا صَحِيحٌ، وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الزَّجَّاجُ فَقَالَ بَعْدَمَا ذَكَرَ قَوْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ وَالْأَخْفَشِ: الْقَوْلُ عِنْدِي فِي هَذَا وَاضِحٌ، الْمَعْنَى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ بِاحْتِجَاجِهِ فِيمَا قَدْ وُضِّحَ لَهُ. ڪَمَا تَقُولُ: مَا لَكَ عَلَيَّ حُجَّةٌ إِلَّا الظُّلْمُ وَإِلَّا أَنْ تَظْلِمَنِي، الْمَعْنَى: مَا لَكَ عَلَيَّ حُجَّةٌ الْبَتَّةَ وَلَكِنَّكَ تَظْلِمُنِي، وَمَا لَكَ عَلَيَّ حُجَّةٌ إِلَّا ظُلْمِي، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ظُلْمُهُ هُنَا حُجَّةً لِأَنَّ الْمُحْتَجَّ بِهِ سَمَّاهُ حُجَّةً، وَحُجَّتُهُ دَاحِضَةٌ عِنْدَ اللَّهِ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فَقَدْ سُمِّيَتْ حُجَّةً إِلَّا أَنَّهَا حُجَّةُ مُبْطِلٍ، فَلَيْسَتْ بِحُجَّةٍ مُوجِبَةٍ حَقًّا، قَالَ: وَهَذَا بَيَانٌ شَافٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ – تَعَالَى. وَأَمَّا قَوْلُهُ – تَعَالَى -: لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ أَرَادَ سِوَى مَا قَدْ سَلَفَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ – تَعَالَى -: فَلَوْلَا ڪَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ فَمَعْنَاهُ فَهَلَّا ڪَانَتْ قَرْيَةٌ أَيْ: أَهْلُ قَرْيَةٍ آمَنُوا، وَالْمَعْنَى مَعْنَى النَّفْيِ أَيْ: فَمَا ڪَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنُوا عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا. ثُمَّ قَالَ: إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ، اسْتِثْنَاءٌ لَيْسَ مِنَ الْأَوَّلِ ڪَأَنَّهُ قَالَ: لَكِنَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا انْقَطَعُوا مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ إِيمَانُهُمْ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ; وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:

عَيَّتْ جَوَابًا، وَمَا بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدٍ     إِلَّا أَوَارِيَّ لَأْيًا مَا أُبَيِّنُهَا

فَنَصَبَ أَوَارِيَّ عَلَى الِانْقِطَاعِ مِنَ الْأَوَّلِ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرِهِ مِنْ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ، قَالَ: وَأَجَازُوا الرَّفْعَ فِي مِثْلِ هَذَا، وَإِنْ ڪَانَ الْمُسْتَثْنَى لَيْسَ مِنَ الْأَوَّلِ وَكَانَ أَوَّلُهُ مَنْفِيًّا يَجْعَلُونَهُ ڪَالْبَدَلِ; وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسُ     إِلَّا الْيَعَافِيرُ وَإِلَّا الْعِيسُ

لَيْسَتِ الْيَعَافِيرُ وَالْعِيسُ مِنَ الْأَنِيسِ فَرَفَعَهَا، وَوَجْهُ الْكَلَامِ فِيهَا النَّصْبُ. قَاْلَ ابْنُ سَلَامٍ: سَأَلْتُ سِيبَوَيْهِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَوْلَا ڪَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ نُصِبَ؟ قَالَ: إِذَا ڪَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ: إِلَّا لَكِنْ نُصِبَ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: نُصِبَ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لِأَنَّهُمْ مُنْقَطِعُونَ مِمَّا قَبْلُ إِذْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ جِنْسِهِ وَلَا مِنْ شَكْلِهِ، ڪَأَنَّ قَوْمَ يُونُسَ مُنْقَطِعُونَ مِنْ قَوْمِ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ. قَالَ: وَأَمَّا إِلَّا بِمَعْنَى لَمَّا فَمِثْلُ قَوْلِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنْ ڪُلٌّ إِلَّا ڪَذَّبَ الرُّسُلَ وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ إِنْ ڪُلُّهُمْ لَمَّا ڪَذَّبَ الرُّسُلَ، وَتَقُولُ: أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتَنِي وَلَمَّا أَعْطَيْتَنِي بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: وَحَرْفٌ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ تَرْفَعُ بِهِ الْعَرَبُ وَتَنْصِبُ لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، وَهُوَ قَوْلُكَ أَتَانِي إِخْوَتُكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدًا وَزَيْدٌ، فَمَنْ نَصَبَ أَرَادَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ زَيْدًا، وَمَنْ رَفَعَ بِهِ جَعَلَ ڪَانَ هَاهُنَا تَامَّةً مُكْتَفِيَةً عَنِ الْخَبَرِ بِاسْمِهَا، ڪَمَا تَقُولُ ڪَانَ الْأَمْرُ، ڪَانَتِ الْقِصَّةُ. وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ حَقِيقَةِ الِاسْتِثْنَاءِ إِذَا وَقَعَ بِإِلَا مُكَرَّرًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَقَالَ: الْأَوَّلُ: حَطٌّ، وَالثَّانِي: زِيَادَةٌ، وَالثَّالِثُ: حَطٌّ، وَالرَّابِعُ: زِيَادَةٌ، إِلَّا أَنْ تَجْعَلَ بَعْضَ إِلَّا إِذَا جُزْتَ الْأَوَّلَ بِمَعْنَى الْأَوَّلِ فَيَكُونُ ذَلِكَ الِاسْتِثْنَاءُ زِيَادَةً لَا غَيْرَ. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي إِلَّا الْأُولَى: إِنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى الْوَاوِ فَهُوَ خَطَأٌ عِنْدَ الْحُذَّاقِ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: أَمَا إِنَّ ڪُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلَّا مَا لَا إِلَّا مَا لَا). أَيْ: إِلَّا مَا لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْإِنْسَانِ مِنَ الْكِنِّ الَّذِي تَقُومُ بِهِ الْحَيَاةُ.

معنى كلمة ألا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أكا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أكا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أكا: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَكَى إِذَا اسْتَوْثَقَ مِنْ غَرِيمِهِ بِالشُّهُودِ. النِّهَايَةُ: وَفِي الْحَدِيثِ لَا تَشْرَبُوا ” إِلَّا مِنْ ذِي إِكَاءٍ “; وَالْإِكَاءُ وَالْوِكَاءُ: شِدَادُ السِّقَاءِ.

معنى كلمة أكا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي