تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم القيد و السجن في المنام

تفسير الاحلام لابن سيرين، تفسير حلم أو رؤية القيد و الغل و السجن والأسر وذلك في المنام أو في الحلم.

تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم القيد و السجن في المنام

تفسير رؤيا [القسد و الغل و السجن والأسر] في المنام لابن سيرين:

وأما القيد، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {أحب القيد في النوم وأكره الغل، والقيد ثبات في الدِّين}، كان يكره الغل في النوم، ويعجبهم القيد، ويقال: القيد ثبات في الدين. فالقيد في المنام هو على الغالب يدل على ثبات في الدِّين أو في أمر ما وكذلك على حسب حالة القيد ونوعه. فإن كان القيد من فضة، فهو في المنام يدل على ثبات في أمر الزواج، وإن رأى في المنام  أن القيد كان من صفر (أي نحاس)، فهو يدل على ثبات في أمر مكروه. وإن رأى في المنام أن القيد كان من رصاص، فيدل ذلك على ثبات في أمر فيه وهن أو ضعف. وإن رأى أن القيد كان حبلاً، فهو يدل على ثبات في الدين، لقوله تعالى: {واعْتَصِمُوا بِحَبْل الله}. وإن رأى في المنام أن القيد كان من خشب، فهو يدل على ثبات في نفاق. وإن رأى في المنام أن القيد كان من خرقة أو خيط، فهو يدل على أمر يعمل صاحب الرؤيا ولكنه لا يدوم طويلاً.

وإن رأى من هو صاحب دين، إن رأى في منامه وكأنه مقيد بقيدٍ، دلت رؤياه على ثباته في طاعة الله عز وجل. وكذلك إن رأى الشخص في منامه وكأنه مقيد داخل مسجد، دلت رؤياه على ثباته في طاعة الله سبحانه وتعالى. وإن رأى من كان ذا سلطان، إن رأى في منامه وكأنه تقلد سيفاً أو رأى وكأنه مقيد بقيد، دلت رؤياه على ثباته في ولايته وسلطانه. وإن رأى شخص منشغل في الدنيا، إن رأى في منامه وكأنه مقيد، دلت رؤياه على ثباته في أمور دنياه. وأما القيد للمسافر في المنام فهو يدل على عائق عن سفره. والقيد للتجار في المنام يدل على متاع كاسد يتقيدون به. وقيل: القيد للمهموم والمريض والمسجون يعتبر غير محمود. ومن رأى في منامه وكأنّه مقيد في سبيل الله، دلت رؤياه على أنه يجتهد في أمر عياله ويسعى في معيشتهم مقيماً عليهم. وإن رأى في منامه وكأنّه مقيد في بلدة أو في قرية، فذلك يدل على أنه يستوطن في تلك القرية أو البلدة. فإن رأى في منامه وكأنّه مقيد في بيت، فذلك يدل على أنه مبتلى بامرأة. فإن رأى في منامه بأنه مقيد في بيت وأن القيد كان ضيقاً، دلت الرؤيا على أنه مبلتى في امرأة وأنّه يضيق عليه الأمر فيها. والقيد في المنام هو للمسرور يدل على دوام سروره وفرحه. ومن رأى في منامه وكأنّه مربوط إلى خشبة، فإنّ الرؤيا تدل على أنه يُحبس بسبب رجل منافق. ومن رأى في منامه وكأنّه مقيد وهو لابس ثياباً خضراً، فذلك خير ويدل حسن حاله في أمور الدين واكتسابه ثواب عظيم. وإن رأى في منامه أنه مقيد ولابس ثياباً بيضاء، دلت رؤياه على حسن حاله في أمور العلم والفقه وكذلك يدل على البهاء والجمال. فإن رأى في منامه بأنه مقيد ولابس ثياباً حمراء، دلت رؤياه على كثرة اللهو الطرب. وإن رأى في منامه بأنه مقيد ولابس ثياباً صفراء، فذلك يدل على مرض. ومن رأى في منامه وكأنّه مقيد بقيد من ذهب، فإنّ رؤياه تدل على أنه ينتظر عودة مالٍ كان قد ذهب عنه. فإن رأى في منامه وكأنّه مقيد في قصر من القوارير (أي من زجاج)، فإنّ رؤياه تدل على أنه يتزوج امرأة جميلة ويكون ذلك في ثبات. وإن رأى مسافرٌ في منامه وكأنه مقيد في قصر من قوارير، دلت رؤياه على أنه يقيم في سفره بسبب امرأة. ومن رأى في منامه وكأنّه مقرون مع رجل آخر في قيد، دل ذلك على اكتساب معصية كبيرة يخاف بسببها انتقام السلطان، لقوله تعالى: {وتَرَى المُجْرِمينَ يَوْمئِذٍ مُقَرَّنِينَ في الأصْفَادِ}. وقيل كذلك: القيد في الأصل هو في المنام يدل على هرم أو فقر. وقال بعضهم: القيد في المنام يدل على سفر. وقال آخرون: القيد في المنام في الرجل يدل على هم أو غم.

[1]الغل: يوضع في يد أو عنق السجين أو الأسير، وأما القيد: فيوضع في الأرجل.

وأما الغل[1] في النوم، فمن رأى في منامه وكأن يده مغلولة إلى عنقه، فإنّ رؤياه تدل على أنه يصيب مالاً ولا يؤدي زكاة ماله، وقيل: إنّ هذه الرؤيا تدل على أنه يمتنع عن ارتكاب معصية. وقيل: إن رأى الشخص في منامه وكأنّ يديه مغلولتان، دل ذلك على شدة بخله. وقيل: إن الغل إن كان من خشب فهو في المنام يدل على نفاق. وقيل: من رأى في منامه وكأنّه مقيد مغلول، فهذه الرؤيا غير محمودة. ومن رأى في منامه بأنّه أُخِذ وغلّ، فإنّ ذلك يدل على أنه يقع في شدة من حبس أو غيره، لقّوله تعالى: {خُذُوهُ فغُلوهُ}.

وقيل: السجن في المنام يدل على ما يدل عليه الحمّام. وربما دل السجن في المنام على المرض بسبب أن المريض لا يستطيع النهوض والتحرك والخروج. وربما دل السجن في المنام على وجود عائق يعيق عن السفر. وربما دل السجن في المنام على القبر. وربما دل السجن في المنام على جهنم لأنها سجن العصاة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم.

فمن رأى نفسه في سجن فيكون تأويل رؤياه على حسب حالته في اليقظة وحالة السجن فيما إن كان معروفاً أو مجهولاً وكذلك حسب ما في الرؤيا من شواهد وما في اليقظة من أدلة وما في المنام من زيادة. فإن كان مريضاً في اليقظة ورأى نفسه بأنه مسجون في سجن معروف لديه، دلت الرؤيا على أن المرض يطول ولكنه يبرأ من مرضه ويقوم إلى الدنيا التي شبهت بأنها -سجن المؤمن جنة الكافر- كما جاء في الخبر. ورؤية الميت بأنه مسجون، فذلك يعتبر غير محمود في التأويل إذ قد يدل ذلك على أن عليه ذنوباً وتبعات بقيت عليه من الدنيا. وقد يدل السجن في المنام للمسافر على عائق يعيقه في سفره كالمطر أو الريح أو نحوه، وقد يدل السجن -في المنام- لغير المسافر -في اليقظة- على أنه دخل مكاناً يُعصى الله فيه كالخمارة أو دار زنا أو نحوه.

وقال بعضهم: ومن رأى في منامه وكأنه اختار سجناً لنفسه، دلت الرؤيا على أن امرأة تراوده عن نفسه والله يصرف عنه كيدها ويبلغه مناه، لقوله تعالى: {رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه}.

ورؤية السجّان في المنام يؤول بحفار القبور.

فإن رأى في منامه وكأنه كان محبوساً وقد أطلق سراحه، فإن الرؤيا محمودة لصاحبها، فإن كان صاحب الرؤيا مريضاً فإنه ينال العافية وإن كان صاحب الرؤيا مديوناً فإنه يقضي ما عليه من ديون.

وقيل: من رأى في منامه وكأنه أسير، دلت الرؤيا على هم.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أنه خرج من حبس فإنه يخلص من هم وغم كثير وينال فرجاً ورزقاً واسعاً.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أنه محبوس وحوله خلائق لا يستطيع أن ينفذ منهم فإنه يأتيه مرض.

وقيل: الحبس في المنام قد يدل على ذل غم أو هم. وقيل غير ذلك: إن الحبس في السجن في المنام قد يدل على نيل مُلك بدليل قصة يوسف.

وقيل: إن رأى في منامه وكأنه موثق في بيت ومغلق عليه، فإنه ينال خيراً.

وقيل: الحبس في البيت المجصص المجهول المنفرد عن البيوت غير محمود في التأويل.

رؤيا

حكي أن سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنه يبنى السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه، وكان عليه أحد وثلاثون تاجاً. فسأل المعبر عنه، فقال: تملك إحدى وثلاثين سنة، وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم. فكان كذلك، فإنه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران.

رؤيا

وأتت ابن سيرين امرأة فقالت: رأيت رجلاً عليه قيد وغل وساجور، فقال لها: الغل والساجور من خشب، فهذا رجل يدّعي أنّه من العرب وليس بصادق في دعواه، فكان كما قال.

رؤيا

وحكي أنّ الإمام الشافعي رأى في الحبس كأنّه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه، فبلغت رؤياه بعض المعبرين، فقال: إن صاحب هذه الرؤيا سينتشر ذكره ويرتفع صيته، فبلغ أمره إلى ما بلغ.

رؤيا

وأتى ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب، فقال: رأيت كأنّ قتادة مصلوب، فقال: هذا رجل له شرف وهو يسمع منه. فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد، ويحملهم على القعود.

تفسير حلم و رؤية الغل و القيد و السجن والاسر ونحوه.

انقر هنا للعودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين بالحروف الابجدية بالترتيب

اترك تعليقاً