فصل في رؤيا الجبل و المغارة أو الكهف و الوادي و التل أو التلال في المنام.
رؤيا الجبل – تفسير الاحلام لابن شاهين
قَالَ دانيال: من رأى أَنه فَوق جبل ويظن ان ذَلِك الْجَبَل ملكه فَإِنَّهُ يلتجيء إِلَى رجل جليل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد جبلا وَصَارَ فَوْقه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من ذِي مهابة وَتحصل لَهُ منزلَة عالية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جبلا اقتلع من مَكَان أَو تَفَرَّقت أجزاؤه فَإِنَّهُ زَوَال ملك عظيم وتفرق جماعته وَإِن كَانَ هُوَ المتسبب فِي ذَلِك فَإِنَّهُ يكون على يَدَيْهِ أَو بواسطته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اتخذ مقَاما فِي جبل فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى ملك بأنواع الخدم ويتمكن مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل من أَعلَى جبل فَإِنَّهُ ينزل عَن مَنْزِلَته وَيكون نُقْصَانا فِي حَقه. وَقِيلَ: النُّزُول من أَعلَى الْجبَال وَغَيرهَا رُجُوع من أَمر أَو خلاف مَا أمله.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه صعد جبلا أَو مَا يشابهه أَو مَكَانا مرتفعا من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَقَضَاء حَاجَة وعلو منزلَة وظفر بِمَا يحاول، وَالنُّزُول عَن شَيْء من ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خر من جبل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول منقصة فِي الدّين أو الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جبلا اهتز وتشقق فَإِنَّهُ حُصُول ضعف لملك ذَلِك الْمَكَان فَإِن رَآهُ سكن وَعَاد صَحِيحا فَهُوَ شِفَاء وَقُوَّة لذَلِك الْملك بعد ضعف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جبلا قد اخضر وَحسن فَإِنَّهُ يؤول بالأبهة لملك ذَلِك الْمَكَان وَزِيَادَة حشمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بجبل شَيْئا من أَنْوَاع الوحوش وَذَوي المخالب والأنياب فَإِنَّهُ يؤول بحاكم فَاسد الدّين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جبلا صَار تُرَابا خَالِصا فَإِنَّهُ يدل على ملك لَا فَائِدَة فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جبلا ممتلئا بالشوك فَإِنَّهُ ملك يُؤْذِي النَّاس بالْقَوْل وَالْفِعْل وَلَا يحصل من قربه للنَّاس إِلَّا الْمضرَّة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد إِلَى جبل قَاف فَإِنَّ ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد إِلَى جبل طور سيناء فَإِنَّهُ يتناظر مَعَ إِنْسَان فِي أَمر صَوَاب وَيحصل لَهُ بِوَاسِطَة ذَلِك خير وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد جبل الجودي فَإِنَّهُ اسْتِوَاء فِي أُمُوره أَو سَلامَة وَعز لقَوْله تَعَالَى: {واستوت على الجودي}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ بجبل عَرَفَات فَإِنَّهُ يدل على حُصُول تَوْبَة وَخير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد جبل لبنان فَإِنَّهُ يصاحب الْعلمَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي جبل مظلم فَإِنَّهُ أمر مكروه وَرُبمَا كَانَ ملكا ظلوما فَاسد الدّين قَبِيح المنظر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي جبل وَقد صَار فِيهِ نتيجة حَسَنَة المنظر فَإِن ملك ذَلِك الْمَكَان يجود لرعيته وَيحصل للرائي من جِهَته مَال ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد جبلا وَرَأى فِيهِ ثقبا فَدخل فِيهِ فَإِنَّهُ يطلع على سر الْملك وأموره المغطية فَإِن خرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من ذَلِك صلَة وَعَطَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) جبلا من بُعد فَإِنَّهُ يفتكر فِي أَمر من الْأُمُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سالك فِي جبل على شَيْء صفة السّلم المعمر فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد. وَإِن كَانَ منقورا فَفِيهِ خلاف.
وَقَيل: جميع رُؤى الْجَبَل تؤول بِالْملكِ وَالظفر والرياسة وَبَقَاء الرَّاحَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه ملك جبلا فَإِنَّهُ يملك رجلا ضخم الشَّأْن منيعا قاسي الْقلب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحوم حول جبل فَإِنَّهُ يعْتَمد على رجل كَبِير ينَال على يَده شرفا ومنزلة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اسْتندَ إِلَى جبل فَإِنَّهُ يلتجيء إِلَى ملك عَظِيم على قدر الْجَبَل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على جبل قد استكمن من مَوْضِعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما من قبل ذَلِك الرجل فَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ مَاله. وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَصلح حَاله. وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفر من سفينة إِلَى جبل فَإِنَّهُ غير محمود لقصة نوح عَلَيْهِ السَّلَام مَعَ وَلَده.
ومن رأى أنه يهدم جبلاً فكذلك يعتبر غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي نَفسه من جبل من غير حُصُول ضَرَر فَإِنَّهُ ينفذ كتبه وَكَلَامه فِي سُلْطَان يُصِيبهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من جبل ثمَّ اسْتَوَى قَائِما مَعَ تَأْثِير فَإِن الْأَمر الَّذِي يحاوله لَا يتم لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي جبل وَمَعَهُ شَيْء من آلَات السِّلَاح أَو مرافق سُلْطَان فَإِنَّهُ ينَال خيرا ورفعة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُرِيد صعُود جبل فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِرَجُل قاسي الْقلب بعيد الهمة.
أَو يُرِيد أمرا فَإِن الْجَبَل حِينَئِذٍ هَهُنَا غَايَة فِي نَفسه يبلغهَا وبقدر صُعُوده فِي الْجَبَل وعَلى قدر سهولته أَو صعوبته عَلَيْهِ فِي الطُّلُوع يكون ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصعد الْجَبَل مستويا لَا يعرج فِي صُعُوده فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا عَاجلا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد على غير هَيْئَة مرضية وبصعوبة إِلَى أَن بلغ إِلَى سنه واستوى عَلَيْهِ فذلك غير محمود.
وَقِيلَ: السُّقُوط من الْجَبَل سُقُوط نجم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الْجَبَل وَلم يصعد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم قال الله تَعَالَى: {سآوي إِلَى جبل يعصمني من المَاء}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الْجَبَل سقط من مَكَان بعيد فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْجَبَل احْتَرَقَ فَإِنَّهُ موت مَلك تِلْكَ الأَرْض.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي كَهْف جبل أَو قصد دُخُوله فَإِن ذَلِك ملْجأ ومأوى لقَوْله تَعَالَى:{ فأووا إِلَى الْكَهْف ينشر لكم ربكُم من رَحمته ويهيئ لكم من أَمركُم مرفقا}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْجبَال تسير فَإِنَّهُ يدل على حروب تتحرك فِيهَا الْمُلُوك بَعْضهَا إِلَى بعض واضطراب بَين النَّاس وحادث يحدث فِي الْعَالم لِأَن ذَلِك من عَلَامَات الْقِيَامَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جبلا عَاد زبدا فَإِنَّهُ ملك لَا يتم أمره وَهُوَ أَمر بَاطِل لَا حَقِيقَة لِأَن الزّبد بَاطِل.
فصل فِي رُؤْيا المغارات (المغارة أو الكهف)
رؤيا المغارة
قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه دخل مغارة فَإِنَّ ذلك غير محمود، هَذَا إِذا رأى أَنَّهَا مظْلمَة وَأقَام فيها، فَإِن خرج مِنْهَا يدْخل فِي أَمر مهمول ثمَّ ينجو مِنْهُ.
وَقَالَ جَابر المغربي: دُخُول المغارة يؤول بالدُّخُول فِي أَمر صَعب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل مغارة وَهِي مظْلمَة عويصة فَإِنَّ ذلك غير محمود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل فِي شَيْء من ذَلِك ثمَّ خرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا ثمَّ يعافى منه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أودع شَيْئا فِي مغارة فَإِن الْملك يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا. وَقِيلَ: غير ذَلِك لِأَنَّهَا مَحل الخبيئة.
فصل فِي رُؤْيا الأودية
رؤيا الوادي
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه دخل وَاديا كثير الْحَطب فَإِنَّهُ يصحب ملكا صَاحب دنيا أَو جليل الْقدر وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تاه بواد بِحَيْثُ لم يظْهر مِنْهُ أثر فَإِنَّ ذلك غير محمود.
وَقَالَ دانيال: الْوَادي الْكَبِير يؤول بوزير الْملك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الْوَادي يؤول بِالْحَجِّ لقَوْله تَعَالَى: {يَأْتِين من كل فج عميق}.
وَقَيل: جميع رُؤى الْوَادي تؤول على سَبْعَة أوجه: حج وَملك وحشمة وَمَال ونعمة وتجارة ورياسة وظفر وَعلم.
فصل فِي رُؤْيا التلول
رؤيا التل
وَهِي على أوجه. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ تَلال فِي مَكَان مصطحب فَإِنَّهُ يصاحب إنْسَانا ذَا مهابة وَيحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة. وَإِن صعده فَهُوَ أَجود خُصُوصا إِن جلس عَلَيْهِ فَإِن تحقق أَن ذَلِك التل ملكه فَإِنَّهُ حُصُول مَال وافر وَرُبمَا كَانَ من قبل كَبِير يَأْخُذهُ مِنْهُ بالقهر.
وَقَيل: جميع رُؤى التل تؤول على أَرْبَعَة أوجه علو وَمَال وَقُوَّة وخيانة.
وَقيل من رأى أَنه على تل وَلَا يَسْتَطِيع النُّزُول من عَلَيْهِ فَإِنَّ ذلك غير محمود.
وَقِيلَ: صعُود التل زواج بِامْرَأَة شريفة الْقدر أَو حُصُول أمل وَهُوَ على كل حَال مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد وَهُوَ رَاكب إِلَى تل ووقف رَاكِبًا فَوْقه فَإِن كَانَ أَهلا للسلطنة نالها. وَإِن كَانَ سُلْطَانا فَإِنَّهُ يمشي على عدوه ويظفر بِهِ وَهُوَ لجَمِيع النَّاس مَحْمُود.