رؤيا الكسر – تفسير الاحلام لابن شاهين

رؤيا الكسر – تفسير الاحلام لابن شاهين

وَالْكَسْر يؤول على وَجْهَيْن قَالَ ابْن سِيرِين. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَيْئا كسر من أَي نوع كَانَ يعرفهُ دلّ على حُصُول خسارة. وَإِن لم يعرفهُ فتأويله عَائِد إِلَيْهِ.

وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا كسر مَا هُوَ مَكْرُوه أَو مَا هُوَ من آلَات الملاهي فَهُوَ مَحْمُود.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف

رؤيا الهدم – تفسير الاحلام لابن شاهين

فصل فِي رُؤْيا الْخَسْف (الزلزال) و رؤيا الهدم و رؤيا الكسر و رؤيا الحفر و ورؤيا الردم في المنام.

رؤيا الخسف

قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن الأَرْض خسفت فَإِن ذَلِك بلَاء ينزل من سُلْطَان أَو قحط أَو جَراد أَو خوف أَو هم لقَوْله تَعَالَى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْض}.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الأَرْض خسفت فَإِن كَانَ من أهل الشَّرّ فعقوبة أَو سفر بعيد يخَاف عَلَيْهِ أن لَا يرجع. وَإِن كَانَ من أهل الْخَيْر فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينْكح امْرَأَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَرضًا خسفت وابتلعت الدَّوَابّ فَإِنَّهُ يدل على هم تحصل فيهم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عمارات خسفت بهَا الأَرْض ثمَّ الْتفت حَتَّى لَا يكَاد يرى من ذَلِك شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أمر عَظِيم وَكَذَلِكَ إِن خسفت بأشجار ونخيل وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ.

فصل فِي رُؤْيا الْهدم

رؤيا الهدم

من رأى أَنه يهدم مئذنة فَلَيْسَ بمحمود مَا لم يكن فِي المئذنة ميل أَو سُقُوط.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهدم الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يبتدع فِي الْإِسْلَام بِدعَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهدم جَامعا أَو مَسْجِدا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي الْإِسْلَام بِالْفَسَادِ وَظُهُور المحن.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهدم قصرا فَإِنَّهُ يتسبب إِلَى الْملك بالأذية وَرُبمَا يحصل لَهُ الضَّرَر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهدم كَنِيسَة أَو ديرا أَو صومعة أَو مَا أشبه ذَلِك فرُبمَا كَانَ قَائِما فِي دين الْإِسْلَام.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهدم دَارا عتيقة أَو بَيْتا أَو حانوتا عتيقا أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ ينَال خيرا كثيرا. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهدم شَيْئا من ذَلِك وَهُوَ جَدِيد فَإِنَّهُ يُصِيب هما أو حزنا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دَاره انْهَدَمت أَو بَعْضهَا فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.

ورؤيا هدم الْحُصُون والأبراج نقص فِي الدّين وخلل فِي الْمَعيشَة.

وَهدم القناطر ارْتِكَاب أَمر يحصل مِنْهُ الضَّرَر وَرُبمَا كَانَ فَسَادًا فِي الدّين.

وَقِيلَ: خراب الْبَيْت والحانوت وَمَا أشبه ذَلِك نُقْصَان مَال أو ضلال فِي مهمات الدُّنْيَا.

وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الْمَكَان الخراب من حَيْثُ الْجُمْلَة مَا لم يكن للإنسان فِيهِ اخْتِيَار تدل على حُصُول مَال وَفَائِدَة.

ورؤيا هدم الأسراب والقنوات فَإِنَّهُ تعسير رزق وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ يصل بِهِ جَرَيَان أَو ادخار أَو مَانع.

فصل فِي رُؤْيا الْكسر وَهُوَ على أوجه.

رؤيا الكسر

قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه قد انْكَسَرَ لَهُ شَيْء من الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة أو خسارة بِمِقْدَار مَا يعز عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَو قِيمَته. وَإِن كَانَ هُوَ الْفَاعِل لغيره فالمضرة تحصل مِنْهُ وَالتَّعْبِير كَمَا تقدم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد كسر عضوا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يؤول على من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعُضْو وَقد بَينا كل عُضْو وَمَا ينْسب إِلَيْهِ فِي فصل الْأَعْضَاء فِي الْبَاب التَّاسِع عشر.

وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه كسر شَيْئا من أَنْوَاع الملاهي فَإِنَّهُ إصْلَاح حَال والتجنب عَن الْمعاصِي والندامة من الْأَفْعَال الذميمة وكل شَيْء كَانَ صَالحا للدّين وَالدُّنْيَا فَكَسرهُ مَذْمُوم وكل شَيْء كَانَ بِخِلَافِهِ فَكَسرهُ مَحْمُود.

وَقِيلَ: كسر مَا يقوم بِهِ أبهة الْمُلُوك من الملاهي لَيْسَ بمحمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كسر فرعا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يُؤْذِي ولد ملك سَوَاء كَانَ بالْقَوْل أَو بِالْفِعْلِ. وَقِيلَ: كسر فرع الشَّجَرَة موت ولد الْملك أَو مكروه يتعرض له أحد الأقرباء الْأَعْيَان بِحَيْثُ يكون مِقْدَار ذَلِك على مِقْدَار الْفَرْع.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر حجرا فَإِنَّهُ يصدع قلب رجل مُنَافِق قاسي الْقلب لقَوْله تَعَالَى: {فَهِيَ كالحجارة أَو أَشد قسوة}.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر سَيْفا فَإِنَّهُ يَعْلُو على إنسان.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر خشبا فَإِنَّهُ يَعْلُو على أَقوام منافقين. وَقِيلَ: كسر الْخَشَبَة نصر وظفر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر حطباً فَإِنَّهُ يَعْلُو على أَقوام يَتَكَلَّمُونَ بالنميمة وَيكسر كَلَامهم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر عظما لأحد مَعْرُوف فَإِنَّهُ نصْرَة فِي مَاله. وَإِن كسر عظما مَجْهُولا فَإِنَّهُ ينْصَرف فِي مَاله.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر حديدا فَإِنَّهُ قُوَّة بَالِغَة وَحُصُول أبهة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر صاريا فَإِنَّهُ تعطل أُمُور تَاجر صَاحب بضائع. وَقِيلَ: غير ذَلِك مِمَّا يَأْتِي فِي فَصله وَمحله عِنْد ذكر المراكب وآلاتها فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كسر شَيْئا من الْمَعَادِن فَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يحب فحصول هم. وَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يذم فَلَا بَأْس بِهِ.

وَقِيلَ: كسر الذَّهَب زَوَال هم وَكسر الْجَوْهَر فَسَاد فِي العقيدة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كسر ماعونا أَو مَتَاعا فَإِنَّهُ مَنْسُوب إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك مِمَّا سَيَأْتِي ذكره فِي فُصُول الْأَمْتِعَة والمواعين.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كسر جامة أَو قمرية فَإِنَّهُ يُؤْذِي امْرَأَة.

وَأَمَّا كسر التخوت والأسرة فَإِنَّهُ حُصُول هم فِي حق أَرْبَابهَا.

وَأما كسر الْأَسْنَان فيؤول على كل مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك السن كَمَا تقدم فِي فصل الْأَعْضَاء.

وَأما كسر السرج فنقصان فِي الأبهة. وَقِيلَ: يؤول ذَلِك فِي الْمَرْأَة.

وَكسر قُرُون الدَّوَابّ يؤول كل صنف بِمَا ينْسب إِلَيْهِ.

وَكسر الرمْح والقوس على ثَلَاثَة أوجه يعبر بِالْوَلَدِ وَالْقُوَّة والمقدرة.

وَقيل: رُؤْيا كسر آلَات الحروب لَيْسَ بمحمود.

فصل فِي رُؤْيا الخراب

رؤيا الخراب

من رأى مَكَانا مَعْرُوفا صَار خرابا وَهُوَ لَا يجد بِهِ أحدا فَإِنَّهُ حُصُول هم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَكَانا مَعْرُوفا صَار خرابا وَأَهله لَا يَجدونَ مَكَانا يسكنون فِيهِ فَإِن ملكهم يجور عَلَيْهِم حَتَّى لَا يَجدونَ لَهُم مِنْهُ مخلصا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جَامعا خرب حَتَّى لَا يبْقى من رسمه شَيْء فَإِنَّهُ يَزُول مَلك ذَلِك الْمَكَان أَو قاضيه بِحَيْثُ أن الَّذِي يَأْتِي بعده لَا يفعل شَيْئا مِمَّا كَانَ يَفْعَله من تقدمه جملَة كَافِيَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سوقا قد خرب وَلم يبْق فِيهِ متعيشون فَإِنَّهُ كساد أَهله وتشتت أُمُورهم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دَاره خراب أصلا فَإِنَّه غير محمود. وكذلك (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَماما قد خرب كان ذلك غير محمود في التأويل.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دَار الْملك خراب دائر فَإِن الْملك يجور فِي حكمه حَتَّى لَا يَسْتَطِيع أحد يتَقرَّب إِلَيْهِ من ظلمه. وَقد قيل فِي ذَلِك: بَيت الظَّالِم خراب وَلَو بعد حِين. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبا خرب فَإِنَّهُ يدل على أمر مكروه يتعرض له الخادم، وخراب الْكَنَائِس تؤول بقُوَّة فِي الْإِسْلَام.

وخراب الأَرْض ضعف فِي بعض النسْوَة وأو قلة أمانتهن وَرُبمَا دلّ على الْهم وَالْغَم أو التعطيل عَن السّفر.

وقال بَعضهم: أحب الْعِمَارَة فِي الْيَقَظَة والمنام وأكره الخراب الدائر. وَهِي على أوجه من رأى أَنه يعمر شَيْئا فِي أحد الْمَسَاجِد الثَّلَاث فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا عِنْد الله مَقْبُولًا وَيدل على علو الْقدر وَحُصُول الجاه والتمكن فِي أُمُور الدُّنْيَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يعمر عمَارَة لله مثل مَسْجِد أَو مَنَارَة أَو خانقاه أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل على صَلَاح دينه وثواب آخرته.

وَقيل من رأى شَيْئا من ذَلِك معمورا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الْإِسْلَام واستحكام فِي الدّين وَرُبمَا كَانَ صلاحا فِي حق ملك ذَلِك الْمَكَان.

وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْعِمَارَة على أَرْبَعَة أوجه: صَلَاح أشغال تتَعَلَّق بالدنيا وَخير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مُرَاد وسعة فِي الِاكْتِسَاب. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يعمر مركبا كان ذلك محمودا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يعمر مَا لَا يَنْبَغِي عِمَارَته فَإِنَّهُ يُكَلف نَفسه مَا لَا طَاقَة لَهُ بِهِ.

وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يعمر عمَارَة وَثِيقَة فَإِن كَانَ من طلاب الْآخِرَة فإنه يعْمل عملا صَالحا لقَوْله تَعَالَى: {أَفَمَن أسس بُنْيَانه على تقوى من الله ورضوان} الْآيَة. وَإِن كَانَ من طلاب الدُّنْيَا فَإِن دُنْيَاهُ تصلح ويدوم حَاله فِيهَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عمر دَارا أَو عمَارَة من أَي شَيْء كَانَ يُرِيد سكناهُ فِيهَا فَإِنَّهُ يجْتَمع بِامْرَأَة سَوَاء كان حلالا أو غيره.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَبَاهُ عمر عمَارَة وَرفع سمكها فَإِنَّهُ يتم لَهُ جَمِيع مَا كَانَ أَبوهُ عَلَيْهِ إِن كَانَ قد مَاتَ. وَإِن كَانَ حَيا فَهُوَ غير رَاجع إِلَيْهِ كَمَا تقدم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الفعلة يعْملُونَ فِي دَاره أَو فِي مَكَان هُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ يُخَاصم قرَابَته أَو يهجر صديقه أَو مَا أشبه ذَلِك.

فصل فِي رُؤْيا الْحفر والردم

رؤيا الحفر

فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يحْفر حُفْرَة ليلقى بهَا أحدا أَو بِئْرا فَإِنَّهُ يمكر مكرا ثمَّ يَنْقَلِب عَلَيْهِ لما هُوَ سَائِر بَين النَّاس من القَوْل: من حفر لِأَخِيهِ الْمُؤمن بِئْرا رَمَاه الله فِيهَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حفر قناة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي سَبَب رزق.

وَأَمَّا حفر الترع فَإِنَّهُ تسبب للْملك فِي معيشة.

وَأما حفر الْجب والبئر إِذا لم يرد إِدْخَال أحد فيهمَا فَإِنَّهُ تزوج امْرَأَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بحرا يحْفر وَالنَّاس يقصدون بذلك سريان المَاء من الْبَحْر الْقَدِيم إِلَيْهِ فانهم يَجْتَمعُونَ على عزل الْملك وتولية غَيره.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر سردابا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر امْرَأَة ويمكر بهَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فِي حجر فَإِنَّهُ يعالج أمرا يرومه من قاسى الْقلب وَيكون مبلغه فِي ذَلِك بِقدر الْحفر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فِي جبل فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر من ملك وَيكون مبلغه فِي ذَلِك بِقدر الْحفر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فِي خشب فَإِنَّهُ يحاول أمرا مَعَ رجل مُنَافِق وَيكون مبلغه من ذَلِك بِقدر تمكنه من الْحفر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فِي تبن فَإِنَّهُ يُبَاشر أمرا يحصل مِنْهُ مَال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فِي شَيْء من الْحُبُوب فَإِنَّهُ يكْتَسب مِمَّا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك النَّوْع.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر فِي شَيْء من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يتَمَكَّن مِمَّا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْمَعْدن فِي التَّأْوِيل وَقد تقدم ذكر حفر الأَرْض بأنواع شَتَّى فِي الْبَاب الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يحْفر فِي أَرض فَلْينْظر فِي ذَلِك الْبَاب فيجد مَا رَآهُ لأننا نَحن ذكرنَا الأَرْض وَمَا يتَعَلَّق بهَا.

رؤيا الردم

وَأَمَّا الرَّدْم فَإِنَّهُ على أوجه وَقد تقدم ذكر ردم الْقُبُور والحفر فِي فصوله وأبوابه.

وَأَمَّا ردم مَا ذكر هَهُنَا من الْأَنْوَاع المتفرقة فَإِنَّهُ رُجُوع عَن أَمر.

وَقِيلَ: الْحفر سفر والردم إقامة وَلَا خير فِيمَن يرى الرَّدْم إِذا كَانَ ضَعِيفا أَو عِنْده مَرِيض.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ردم ترعة وساواها بجسر فَإِنَّهُ يحْتَفظ على رزقه وقوته ويصرفه بِمِقْدَار.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم سوقا فَإِنَّهُ جور وظلم إِن كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فحصول هم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم دَارا فَإِنَّهُ يُطلق زَوجته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم سردابا فَلَا خير فِيهِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم طَرِيقا إِلَى أن صَار لَا يعرف فَإِنَّهُ يرتكب ضَلَالَة وَيحصل لَهُ مآثم أو رُبمَا فَسدتْ أَقْوَال قوم بِسَبَبِهِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم بِئْرا فَإِنَّهُ يدل على خراب سجن وإطلاق من بِهِ.

وقفل البئر فرقة امْرَأَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم شَيْئا لَا يعرفهُ فَإِنَّهُ يبعد عَن أَمر يَقْصِدهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ردم على قوم فَإِنَّهُ يصيبهم بِأَمْر يحصل لَهُم مِنْهُ مكروه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ردم بَيت خلاء فَإِنَّهُ يتعطل فِي أَمر وَرُبمَا يُدَارِي أراذل النَّاس الَّذين يهيجون النَّاس بألسنتهم الْفَاحِشَة للمثل السائر بَين النَّاس: فتحت عَلَيْك طَهَارَة فتسدها.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم فسقية فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف