رؤيا الشجر – تفسير الاحلام لابن شاهين

رؤيا الشجر – تفسير الاحلام لابن شاهين

وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى شَجرا كثيرا عَلَيْهَا حمل وافر فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَكَذَلِكَ إن الْتقط شَيْئا من وَرقهَا وَرُبمَا كَانَ الْبَعْض مَالا حَرَامًا من رجل مكار.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلتقط مِنْهَا شَيْئا وَهُوَ جَالس فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِغَيْر تَعب وَرِزْقًا بِلَا كدر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلتقط شَيْئا من أُصُولهَا مُدَّة من حِين وَقع فَإِنَّهُ يُخَاصم خصما ويظفر بِهِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على شَجَرَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِرَجُل ضخم أَو ينجو مِمَّا يخَاف. وَإِن كَانَ عزبا ينْكح امْرَأَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هَبَط من شَجَرَة أَو سقط مِنْهَا لم يتم لَهُ مَا بَينه وَبَين مَا يتَعَلَّق بِهِ من بعض الْأُمُور.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط من شَجَرَة فَحصل لَهُ عطب أَو مَاتَ فَإِنَّ ذلك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملك عددا من الشّجر فَإِنَّهُ يَلِي على جمَاعَة فِي حَال رياسته أَو حكومته أَو أَمَانَته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجرا مَجْهُولا عَارِيا من الْوَرق فَإِنَّهُ هموم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجرا يَابسا لَا مَاء فِيهِ فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا دلّت الرُّؤْيَا على أَقوام أخساء.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجَرَة مُفْردَة فِي دَاره ومحلته قد يبس بَعْضهَا كان ذلك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي دَاره شَجَرَة نَبتَت مخضرة وَكلما هزها الرّيح طَالَتْ فَإِنَّهُ يسمو ذكره وَيرْفَع قدره.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ شَجَرَة مثمرة وَلَيْسَ لَهَا ورق يكون سيء الْخلق. وَإِن كَانَ لَهَا ورق وَلَيْسَ لَهَا ثَمَر فَإِنَّهُ حسن الْخلق وَلَكِن نَاقص الدّين. وَإِن كَانَ دينا يكون قَلِيل الْوَرع.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قلع شَجَرَة أَو قطعهَا أَو يَبِسَتْ فَإِنَّهُ يمرض. وَإِن كَانَت الشَّجَرَة لغيره فَإِنَّهُ يسْقط رجلا عَن معيشة مَا أشبه ذَلِك.

وَقِيلَ: رُؤْيا قطع الشّجر المثمر يكون بَينه وَبَين رجل كريم أَو امْرَأَة كَرِيمَة مقاطعة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجرا نابتا فِي مَوضِع محَال لَا يَقْتَضِي فِيهِ نبت شجر فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب قد دخل ذَلِك الْمَكَان لمصاهرة أَو شركَة أَو نَحْو ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي دَاره دَاخِلا أَو بظاهرها شَجرا نابتا متنوعا وَرَأى مَعَ ذَلِك شَيْئا من الرياحين فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم فِي ذَلِك الْمَكَان يجْتَمع النِّسَاء فِيهَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ غرس شَجَرَة فَإِنَّهُ يُصِيب شرفا أَو يصاحب رجلا شريفا بِقدر جَوْهَر الشَّجَرَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ غرس شَجَرَة وَلم تنْبت فَإِنَّهُ يصاحب هما.

وَقيل: الشَّجَرَة تَارَة تكبر وَتارَة تصغر فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل يُعَامل صَاحب الرُّؤْيَا تَارَة يَسْتَقِيم مَعَه ويبسط نَفسه مَعَه وَتارَة يغْضب عَلَيْهِ ويشاححه فِي الْأُمُور.

رؤيا الغصن

وَأما الْغُصْن: فَقَالَ ابْن سِيرِين الْغُصْن يدل على الاخوان وَالْأَوْلَاد والأقارب.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَغْصَان الشّجر تشعبت وَكَثُرت فَإِنَّهُ دَلِيل على كَثْرَة أَقَاربه وَأهل بَيته. وَإِنْ رَأَى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قطع غصنا من شَجَرَة غَيره فَإِنَّهُ يؤول على إبعاده أحدا من أهل بَيته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غصنا من شَجَرَة يابسة فَإِنَّهُ يدل على أمر مكروه أحد من أقاربه.

وَإِن كَانَ غصنا من شَجَرَة غَيره فَإِنَّهُ يؤول على صَاحبه من خير أَو شَرّ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أكل من ذَلِك الجريد شَيْئا فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال وَلَده بِقدر مَا أكل من الجريد.

قَالَ دانيال: كل شجر يكون عِنْد النَّاس عَزِيزًا فَإِنَّهُ يدل على رجل شرِيف جليل الْقدر، وكل شجر يكون عِنْد النَّاس حَقِيرًا فَإِنَّهُ يدل على رجل حقير، وكل شَجَرَة يكوم عَلَيْهِ ثمر فَإِنَّهُ يؤول برجل غَنِي، وكل شجر لَيْسَ عَلَيْهِ ثَمَر فَإِنَّهُ يؤول برجل فَقير، وكل شجر يكون فِي ديار الْعَرَب فَإِنَّهُ يؤول على رجال من الْعَرَب، وكل شجر يكون فِي ديار الْعَجم فَإِنَّهُ يؤول على رجال من الْعَجم، وكل شجر لَا يكون مَعْرُوفا وَهُوَ فِي مَسْجِد أَو صَلَاة فَإِنَّهُ يدل على الدّين، وكل شجر يكون مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يؤول على النَّاس بِقدر الشّجر الَّذِي رَآهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجرا فِي بُسْتَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال فصاحبه بِقدر ذَلِك الشّجر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قلع شَجرا من أَصله (من جذوره) فَإِنَّهُ يدل على إِزَالَة رجال عن جاههم.

وَقَالَ ابْن سِيرِين: رُؤْيا جذع النّخل تدل على أَشْرَاف قوم وكبارهم، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فيؤول بهم.

وَقِيلَ: رُؤْيا الْأَشْجَار تؤول بالنسْوَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجرا رطبا بِغَيْر سَاق فَإِنَّهُ يؤول بأراذل الْقَوْم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجرا ذَا شوك وَهُوَ نابت بمَكَان لَا يَقْتَضِي نبته فيؤول بِقوم سيء خلقهمْ يَجْتَمعُونَ بمَكَان لَا يَقْتَضِي اجْتِمَاعهم فِيهِ.

وَقِيلَ: رُؤْيا عروق الشّجر وأصوله تؤول بديانة صَاحب الشَّجَرَة. وَإِن جهل ذَلِك عبرت الرُّؤْيَا لَهُ. وَإِنْ رَأَى ذَلِك قَوِيا نابتا يؤول باعطاء الزَّكَاة بِتَمَامِهَا وكمالها. وَإِنْ رَأَى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.

وَقيل رُؤْيا قشر الشّجر يؤول بِالصَّوْمِ وَالْفُرُوع تؤول بالأولاد والأقرباء وورقها يؤول بالطباع وَثَمَرهَا يؤول بِالدّينِ.

وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الشّجر الَّذِي يكون طعم ثمره طيبا ورائحته طيبَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين من حَيْثُ الْجُمْلَة وضد ذَلِك يعبر بِخِلَافِهِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَجَرَة وَعرف صَاحبهَا ثمَّ رَآهَا نقلت من مَكَان إِلَى غَيره فَإِنَّهُ يؤول بتغريب ذَلِك الرجل. وَإِن لم يعرف صَاحبهَا عبرت لَهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ غرس شَجَرَة فِي دَاره وَنبت عَلَيْهَا ثَمَر فَإِنَّهُ يؤول بمصاهرة إِنْسَان يكون طبعه وخاصيته كثمر ذَلِك الشّجر فِي الطّعْم والرائحة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد شَجَرَة محكمَة عالية وَهُوَ يجد نَفسه مُتَمَكنًا عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يؤول بعلو الشَّأْن وَحُصُول المُرَاد.

رؤيا ورق الشجر

وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: رُؤْيا جَمِيع الْوَرق من تَحت الشّجر على أَي وَجه كَانَ حُصُول مُرَاد وَمَال وَجمع ثمره أَيْضا حُصُول أَوْلَاد.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يملك أشجارا كَثِيرَة وَهِي حاملة من جَمِيع الثِّمَار فَإِنَّهُ يؤول بِالْحَيَاةِ الطّيبَة وعلو الْمنزلَة وَزِيَادَة الْعُمر وَالظفر بالأعداء.

وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْأَشْجَار تؤول على أوجه: ملك وَامْرَأَة وتاجر ومبارزة وعالم وَمُؤمن وَأَعْوَان وخصومة ونفاق.

وَقِيلَ: شجر الْكَرم يؤول على خَمْسَة أوجه: مَنْفَعَة وخسران وَرجل مكار وحيلة وخصومة وَمَال بِشُبْهَة.

وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّت الشَّجَرَة الباسقة المزهرة الْحَسَنَة على الْكَلِمَة الطّيبَة، والشجرة الَّتِي بضد ذَلِك على الْكَلِمَة الخبيثة، لقَوْله تَعَالَى: {ضرب الله مثلا كلمة طيبَة الْآيَة وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} الْآيَة.

رؤيا

روي أَن رجلا قَالَ لأبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رَأَيْت أَنِّي أَعْطَيْت سبعين ورقة من شَجَرَة فَقَالَ: تضرب سبعين جلدَة، فَلم يمض إِلَّا وَقد وَقع عَلَيْهِ ذَلِك بِعَيْنِه. ثمَّ بعد عَام رأى أَيْضا تِلْكَ الرُّؤْيَا فَأتى إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَأخْبرهُ أَنه رأى تِلْكَ الرُّؤْيَا الأولى على هيئتها فَقَالَ لَهُ: يحصل لَك سَبْعُونَ ألف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ: يَا أَمَام الْمُسلمين السّنة الْمَاضِيَة رَأَيْت تِلْكَ الرُّؤْيَا فعبرتها سبعين جلدَة وَصَحَّ ذَلِك وَهَذِه السّنة عبرتها بسبعين ألف دِرْهَم فَمَا معنى ذَلِك” فَقَالَ: يَا هَذَا السّنة الْمَاضِيَة كَانَت الْأَشْجَار تنثر أوراقها وَالْيَوْم رؤيتك عِنْد نمو الْأَشْجَار واكتسائها بالأوراق فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى وَقع بِيَدِهِ سَبْعُونَ ألف دَرَاهِم.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف