رؤيا التبن – تفسير الاحلام لابن شاهين

رؤيا التبن – تفسير الاحلام لابن شاهين

وَأما التِّبْن فَإِنَّهُ مَال جزيل وَخير ونعمة وبركة ونيل مطلب وَولَايَة وظفر، وَإِذا كَانَ فِي أَيَّام البذار كَانَ أبلغ، وتبن الْقَمْح أبلغ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل متبنا وَعلم أَنه ملكه فيؤول بالغنى وَحُصُول مُرَاد الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وَقع فِي متبنه نَار فَإِن الْملك يَأْخُذ مَاله.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْكُل تبنا يحصل لَهُ مَال بِجَهْل.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا التِّبْن تؤول بِمَال كثير.

وَقد حُكيَ ان الْمَنْصُور رَحمَه الله رأى بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهُ رَاكب على حمَار، وَتَحْته حمل تبن وَهُوَ من فَوق الْحمل، وَقد عبر على الجسر بعد مَا ضرب الْحمار ضربا شَدِيدا حَتَّى عبر، فَقص رُؤْيَاهُ على المعبرين فَقَالُوا: سَيَأْتِي لَك الْأَمر وَتجمع أَمْوَال الدُّنْيَا والقصة طَوِيلَة وَكَانَ الْأَمر كَمَا عبر.

وَقَالَ بعض المعبرين: أحب رُؤْيا التِّبْن لِأَنِّي مَا رَأَيْته إِلَّا وَقد حصل لي مَال على أَي وَجه كَانَ.

وشونة التِّبْن تؤول بخزانة المَال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يعلف بَهِيمَة بتبن فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح أُمُوره وَمَا يحصل لَهُ بِهِ النَّفْع بِصَرْف مَال خُصُوصا إن انْتفع بِتِلْكَ الْبَهِيمَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يبذر التِّبْن فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَهُ فَإِنَّهُ يصرف مَاله بِغَيْر اسْتِحْقَاق.

وَقيل: رُؤْيا جَمِيع الاتبان من حَيْثُ الْجُمْلَة سَوَاء كَانَ تبن قَمح أَو شعير أَو غَيره من الْحُبُوب فَإِنَّهُ مَال على كل حَال خُصُوصا لمن ملكه أَو ادخره أَو رَآهُ فِي دَاره أَو على بَابه أَو بمحلته، وَقد أجمع المعبرون على ان رُؤْيا التِّبْن محمودة جدا.

وَأَمَّا الْفَوْر وَهُوَ دَقِيق التِّبن فَإِنَّهُ مَال أَيْضا.

وَقيل من رأى شَيْئا من الْحَيَوَان يَأْكُل من تبنه فَإِن من نسب إِلَيْهِ ذَلِك الْحَيَوَان يَأْكُل من مَاله، وَيحْتَاج الْمعبر أَن يعبر الْأكل إن كَانَ لمَنْفَعَة فَلَا بَأْس بِهِ وَيكون صرف المَال فِي مُسْتَحقّه. وَإِن كَانَ لغير مَنْفَعَة فَهُوَ نقص المَال بِقدر مَا أكل مِنْهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) تبنا على وَجه مَاء فتعبير ذَلِك المَاء إن كَانَ بحرا بِالْملكِ أَو نَهرا فَهُوَ رُؤْيَاهُ كَمَا تقدم أَو غَيره مِمَّا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الثَّامِن وَالثَّلَاثِينَ، فَيكون تَأْوِيل ذَلِك أَن من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك المَاء الَّذِي على وَجه التِّبْن فَهُوَ غشاش ظَاهره يُخَالف بَاطِنه، لما هُوَ جَار بَين النَّاس: كَأَنَّك مَاء تَحت تبن. وَرُبمَا كَانَ من جمعه من وَجه المَاء يحصل لَهُ مَال ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك وَفِي الْجُمْلَة.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف