معنى كلمة أهن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أهن: الْإِهَانُ: عُرْجُونُ الثَّمَرَةِ، وَالْجَمْعُ آهِنَةٌ وَأُهُنٌ. اللَّيْثُ: هُوَ الْعُرْجُونُ، يَعْنِي مَا فَوْقَ الشَّمَارِيخِ، وَيُجْمَعُ أُهُنًا، وَالْعَدَدُ ثَلَاثَةُ آهِنَةٍ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ:
مَنَحْتَنِي يَا أَكْرَمَ الْفِتْيَانْ جَبَّارَةً لَيْسَتْ مِنَ الْعَيْدَانْ     حَتَّى إِذَا مَا قُلْتُ أَلْآنَ الْآنْ
دَبَّ لَهَا أَسْوَدُ ڪَالسَّرْحَانْ     بِمِخْلَبٍ يَخْتَذِمُ الْإِهَانْ
وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ حَبْنَاءَ:

فَمَا بَيْنَ الرَّدَى وَالْأَمْنِ إِلَّا     ڪَمَا بَيْنَ الْإِهَانِ إِلَى الْعَسِيبِ

معنى كلمة أهن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أهل: الْأَهْلُ: أَهْلُ الرَّجُلِ وَأَهْلُ الدَّارِ، وَكَذَلِكَ الْأَهْلَةُ; قَاْلَ أَبُو الطَّمَحَانِ:
وَأَهْلَةِ وُدٍّ تَبَرَّيْتُ وُدَّهُمُ وَأَبْلَيْتُهُمُ فِي الْحَمْدِ جُهْدِي وَنَائِلِي
ابْنُ سِيدَهْ: أَهْلُ الرَّجُلِ عَشِيرَتُهُ، وَذَوُو قُرْبَاهُ، وَالْجَمْعُ أَهْلُونَ وَآهَالٌ وَأَهَالٌ وَأَهْلَاتٌ وَأَهَلَاتٌ; قَاْلَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:
وَهُمْ أَهَلَاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ     إِذَا أَدْلَجُوا بِاللَّيْلِ يَدْعُونَ ڪَوْثَرَا
وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ:
وَبَلْدَةٍ مَا الْإِنْسُ مِنْ آهَالِهَا     تَرَى بِهَا الْعَوْهَقَ مِنْ وِئَالِهَا
وِئَالُهَا: جَمْعُ وَائِلٍ، ڪَقَائِمٍ وَقِيَامٍ; وَيُرْوَى الْبَيْتُ:
وَبَلْدَةٍ يَسْتَنُّ حَازِي آلِهَا
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَهْلَاتٌ، فَخَفَّفُوا، شَبَّهُوهَا بِصَعْبَاتٍ، حَيْثُ ڪَانَ أَهْلٌ مُذَكَّرًا تَدْخُلُهُ الْوَاوُ وَالنُّونُ، فَلَمَّا جَاءَ مُؤَنَّثُهُ ڪَمُؤَنَّثِ صَعْبٍ فُعِلَ بِهِ ڪَمَا فُعِلَ بِمُؤَنَّثِ صَعْبٍ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الْأَهْلِ فِيمَا حَكَى أَبُو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيَّ ڪَانَ يُفَضِّلُ الْفَرَزْدَقَ عَلَى جَرِيرٍ، فَهَجَا جَرِيرٌ حَكِيمًا فَانْتَصَرَ لَهُ ڪِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ أَوْ أَخُوهُ رَبَعِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ، فَقَالَ يَهْجُو جَرِيرًا:

غَضِبْتَ عَلَيْنَا أَنْ عَلَاكَ ابْنُ غَالِبٍ     فَهَلَّا عَلَى جَدَّيْكَ فِي ذَاكَ تَغْضَبُ؟
هَمَا حِينَ يَسْعَى الْمَرْءُ مَسْعَاةَ أَهْلِهِ     أَنَاخَا فَشَدَّاكَ الْعِقَالُ الْمُؤَرَّبُ
وَمَا يُجْعَلُ الْبَحْرُ الْخِضَمُّ إِذَا طَمَا     كَجُدٍّ ظَنُونٍ مَاؤُهُ يُتَرَقَّبُ
أَلَسْتَ ڪُلَيْبِيًّا لِأَلْأَمِ وَالِدٍ     وَأَلْأَمِ أُمٍّ فَرَّجَتْ بِكَ أَوْ أَبُ؟

وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِ أَهْلٍ: أَهْلُونَ، وَسُئِلَ الْخَلِيلُ: لِمَ سَكَّنُوا الْهَاءَ وَلَمْ يُحَرِّكُوهَا ڪَمَا حَرَّكُوا أَرَضِينَ؟ فَقَالَ: لِأَنَّ الْأَهْلَ مُذَكَّرٌ، قِيلَ: فَلِمَ قَالُوا أَهَلَاتٌ؟ قَالَ: شَبَّهُوهَا بِأَرَضَاتٍ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْمُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ; قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَهْلَاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ. وَالْأَهَالِي: جَمْعُ الْجَمْعِ، وَجَاءَتِ الْيَاءُ الَّتِي فِي أَهَالِي مِنَ الْيَاءِ الَّتِي فِي الْأَهْلِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ أَيْ حَفَظَةُ الْقُرْآنِ الْعَامِلُونَ بِهِ هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَالْمُخْتَصُّونَ بِهِ اخْتِصَاصَ أَهْلِ الْإِنْسَانِ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي اسْتِخْلَافِهِ عُمَرَ: أَقُولُ لَهُ إِذَا لَقِيتُهُ، اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ; يُرِيدُ خَيْرَ الْمُهَاجِرِينَ وَكَانُوا يُسَمُّونَ أَهْلَ مَكَّةَ أَهْلَ اللَّهِ تَعْظِيمًا لَهُمْ، ڪَمَا يُقَالُ بَيْتُ اللَّهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَهْلَ بَيْتِ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ ڪَانُوا سُكَّانَ بَيْتِ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ; أَرَادَ بِالْأَهْلِ نَفْسَهُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – أَيْ لَا يَعْلَقُ بِكِ وَلَا يُصِيبُكِ هَوَانٌ عَلَيْهِمْ. وَاتَّهَلَ الرَّجُلُ: اتَّخَذَ أَهْلًا; قَالَ:

فِي دَارَةٍ تُقْسَمُ الْأَزْوَادُ بَيْنَهُمُ     ڪَأَنَّمَا أَهْلُنَا مِنْهَا الَّذِي اتَّهَلَا

كَذَا أَنْشَدَهُ بِقَلْبِ الْيَاءِ تَاءً ثُمَّ إِدْغَامِهَا فِي التَّاءِ الثَّانِيَةِ، ڪَمَا حُكِيَ مِنْ قَوْلِهِمُ اتَّمَنْتُهُ، وَإِلَّا فَحُكْمُهُ الْهَمْزَةُ أَوِ التَّخْفِيفُ الْقِيَاسِيُّ أَيْ ڪَأَنَّ أَهْلَنَا أَهْلُهُ عِنْدَهُ أَيْ مِثْلُهُمْ فِيمَا يَرَاهُ لَهُمْ مِنَ الْحَقِّ. وَأَهْلُ الْمَذْهَبِ: مَنْ يَدِينُ بِهِ. وَأَهْلُ الْإِسْلَامِ: مَنْ يَدِينُ بِهِ. وَأَهْلُ الْأَمْرِ: وُلَاتُهُ. وَأَهْلُ الْبَيْتِ: سُكَّانُهُ. وَأَهْلُ الرَّجُلِ: أَخَصُّ النَّاسِ بِهِ. وَأَهْلُ بَيْتِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَزْوَاجُهُ وَبَنَاتُهُ وَصِهْرُهُ،; أَعْنِي عَلِيًّا – عَلَيْهِ السَّلَامُ – وَقِيلَ: نِسَاءُ النَّبِيِّ وَالرِّجَالُ الَّذِينَ هُمْ آلُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ; الْقِرَاءَةُ أَهْلَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَدْحِ، ڪَمَا قَالَ: بِكَ اللَّهَ نَرْجُو الْفَضْلَ وَسُبْحَانَكَ اللَّهَ الْعَظِيمَ، أَوْ عَلَى النِّدَاءِ، ڪَأَنَّهُ قَاْلَ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ – لِنُوحٍ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَرَادَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ الَّذِينَ وَعَدْتُهُمْ أَنْ أُنْجِيَهِمْ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ دِينِكَ. وَأَهَلُ ڪُلِّ نَبِّيٍّ: أُمَّتُهُ. وَمَنْزِلٌ آهِلٌ أَيْ بِهِ أَهْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَمَكَانٌ آهِلٌ لَهُ أَهْلٌ; سِيبَوَيْهِ: هُوَ عَلَى النَّسَبِ; وَمَأْهُولٌ: فِيهِ أَهْلٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

وَقِدْمًا ڪَانَ مَأْهُولًا     وَأَمْسَى مَرْتَعَ الْعُفْرِ

، وَقَالَ رُؤْبَةُ:

عَرَفْتُ بِالنَّصْرِيَّةِ الْمَنَازِلَا     قَفْرًا وَكَانَتْ مِنْهُمُ مَآهِلَا

وَمَكَانٌ مَأْهُولٌ، وَقَدْ جَاءَ: أُهِلَ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

قَفْرَيْنِ هَذَا ثُمَّ ذَا لَمْ يُؤْهَلِ

وَكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا أَلِفَ الْمَنَازِلَ أَهْلِيٌّ وَآهِلٌ; الْأَخِيرَةُ عَلَى النَّسَبِ، وَكَذَلِكَ قِيلَ لِمَا أَلِفَ النَّاسَ وَالْقُرَى أَهْلِيٌّ، وَلِمَا اسْتَوْحَشَ بَرِّيٌّ وَوَحْشِيٌّ ڪَالْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ. وَالْأَهْلِيُّ: هُوَ الْإِنْسِيُّ. وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ; هِيَ الْحُمُرُ الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَلَهَا أَصْحَابٌ، وَهِيَ مِثْلُ الْإِنْسِيَّةِ ضِدُّ الْوَحْشِيَّةِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا أَيِ أَتَيْتَ رُحْبًا أَيْ سَعَةً، وَفِي الْمُحْكَمِ أَيِ أَتَيْتَ أَهْلًا لَا غُرَبَاءَ فَاسْتَأْنِسْ وَلَا تَسْتَوْحِشْ. وَأَهَّلَ بِهِ: قَاْلَ لَهُ أَهْلًا. وَأَهِلَ بِهِ: أَنِسَ. الْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ: أَهِلْتُ بِهِ وَوَدَقْتُ بِهِ إِذَا اسْتَأْنَسْتَ بِهِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمُضَارِعُ مِنْهُ آهَلُ بِهِ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَهُوَ أَهْلٌ لِكَذَا أَيْ مُسْتَوْجِبٌ لَهُ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَعَلَى هَذَا قَالُوا: الْمُلْكُ لِلَّهِ أَهْلِ الْمُلْكِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ; جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – أَهْلٌ لِأَنْ يُتَّقَى فَلَا يُعْصَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ لِمَنِ اتَّقَاهُ، وَقِيلَ: قَوْلُهُ أَهْلُ التَّقْوَى مَوْضِعٌ لِأَنْ يُتَّقَى، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ مَوْضِعٌ لِذَلِكَ. الْأَزْهَرِيُّ: وَخَطَّأَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ فُلَانٌ يَسْتَأْهِلُ أَنْ يُكْرَمَ أَوْ يُهَانَ بِمَعْنَى يَسْتَحِقُّ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الِاسْتِئْهَالُ إِلَّا مِنَ الْإِهَالَةِ، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَلَا أُنْكِرُهُ وَلَا أُخَطِّئُ مَنْ قَالَهُ، لِأَنِّي سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ يَقُولُ لِرَجُلٍ شَكَرَ عِنْدَهُ يَدًا أُولِيَهَا: تَسْتَأْهِلُ يَا أَبَا حَازِمٍ مَا أُولِيتَ، وَحَضَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَمَا أَنْكَرُوا قَوْلَهُ; قَالَ: وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ – تَعَالَى – هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ. الْمَازِنِيُّ: لَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ أَنْتَ مُسْتَأْهِلٌ هَذَا الْأَمْرَ، وَلَا مُسْتَأْهِلٌ لِهَذَا الْأَمْرِ لِأَنَّكَ إِنَّمَا تُرِيدُ أَنْتَ مُسْتَوْجِبٌ لِهَذَا الْأَمْرِ، وَلَا يَدُلُّ مُسْتَأْهِلٌ عَلَى مَا أَرَدْتَ، وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَامِ أَنْتَ تَطْلُبُ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَعْنَى وَلَمْ تُرِدْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ تَقُولُ أَنْتَ أَهْلٌ لِهَذَا الْأَمْرِ، وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ فِي ڪِتَابِ الْمُزَالِ وَالْمُفْسِدِ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ اسْتَوْجَبَ ذَلِكَ وَاسْتَحَقَّهُ وَلَا يُقَالُ اسْتَأْهَلَهُ وَلَا أَنْتَ تَسْتَأْهِلُ وَلَكِنْ تَقُولُ هُوَ أَهْلُ ذَاكَ وَأَهْلٌ لِذَاكَ، وَيُقَالُ هُوَ أَهْلَةُ ذَلِكَ. وَأَهَّلَهُ لِذَلِكَ الْأَمْرِ تَأْهِيلًا وَآهَلَهُ: رَآهُ لَهُ أَهْلًا. وَاسْتَأْهَلَهُ: اسْتَوْجَبَهُ، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ، وَمَنْ قَاْلَ وَهِلْتُهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ وَامَرْتُ وَوَاكَلْتُ. وَأَهْلُ الرَّجُلِ وَأَهَلَتُهُ: زَوْجُهُ. وَأَهَلَ الرَّجُلُ يَأْهِلُ وَيَأْهُلُ أَهْلًا وَأُهُولًا، وَتَأْهَّلَ: تَزَوَّجَ. وَأَهَلَ فُلَانٌ امْرَأَةً يَأْهُلُ إِذَا تَزَوَّجَهَا، فَهِيَ مَأْهُولَةٌ. وَالتَّأَهُّلُ: التَّزَوُّجُ. وَفِي بَابِ الدُّعَاءِ: آهَلَكَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ إِيهَالًا أَيْ زَوَّجَكَ فِيهَا وَأَدْخَلَكَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَعْطَى الْآهِلَ حَظَّيْنِ وَالْعَزَبَ حَظًّا; الْآهِلُ: الَّذِي لَهُ زَوْجَةٌ وَعِيَالٌ، وَالْعَزَبُ الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ، وَيُرْوَى الْأَعْزَبُ، وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَاللُّغَةُ الْفُصْحَى الْعَزَبُ، يُرِيدُ بِالْعَطَاءِ نَصِيبَهُمْ مِنَ الْفَيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ أَمْسَتْ نِيرَانُ بَنِي ڪَعْبٍ آهِلَةً أَيْ ڪَثِيرَةَ الْأَهْلِ. وَأَهَّلَكَ اللَّهُ لِلْخَيْرِ تَأْهِيلًا. وَآلُ الرَّجُلِ: أَهْلُهُ. وَآلُ اللَّهِ وَآلُ رَسُولِهِ: أَوْلِيَاؤُهُ، أَصْلُهَا أَهْلُ ثُمَّ أُبْدِلَتِ الْهَاءُ هَمْزَةً فَصَارَتْ فِي التَّقْدِيرِ أَأْلُ، فَلَمَّا تَوَالَتِ الْهَمْزَتَانِ أَبْدَلُوا الثَّانِيَةَ أَلِفًا ڪَمَا قَالُوا آدَمُ وَآخَرُ، وَفِي الْفِعْلِ آمَنَ وَآزَرَ، فَإِنْ قِيلَ: وَلِمَ زَعَمْتَ أَنَّهُمْ قَلَبُوا الْهَاءَ هَمْزَةً ثُمَّ قَلَبُوهَا فِيمَا بَعْدُ، وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَلَبُوا الْهَاءَ أَلِفًا فِي أَوَّلِ الْحَالِ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْهَاءَ لَمْ تُقْلَبْ أَلِفًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَيُقَاسُ هَذَا عَلَيْهِ، فَعَلَى هَذَا أُبْدِلْتِ الْهَاءُ هَمْزَةً ثُمَّ أُبْدِلَتِ الْهَمْزَةُ أَلِفًا، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْأَلِفَ لَوْ ڪَانَتْ مُنْقَلِبَةً عَنْ غَيْرِ الْهَمْزَةِ  الْمُنْقَلِبَةِ عَنِ الْهَاءِ ڪَمَا قَدَّمْنَاهُ لِجَازَ أَنْ يُسْتَعْمَلَ آلُ فِي ڪُلِّ مَوْضِعٍ يُسْتَعْمَلُ فِيهِ أَهْلٌ، وَلَوْ ڪَانَتْ أَلِفُ آلٍ بَدَلًا مِنْ أَهْلٍ لَقِيلَ انْصَرِفْ إِلَى آلِكَ، ڪَمَا يُقَالُ انْصَرِفْ إِلَى أَهْلِكَ، وَآلَكَ وَاللَّيْلَ ڪَمَا يُقَالُ أَهْلَكَ وَاللَّيْلَ، فَلَمَّا ڪَانُوا يَخُصُّونَ بِالْآلِ الْأَشْرَفَ الْأَخَصَّ دُونَ الشَّائِعِ الْأَعَمِّ حَتَّى لَا يُقَالَ إِلَّا فِي نَحْوِ قَوْلِهِمْ: الْقُرَّاءُ آلُ اللَّهِ، وَقَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَكَذَلِكَ مَا أَنْشَدَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ لِلْفَرَزْدَقِ:

نَجَوْتَ، وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ طَلَاقَةً     سِوَى رَبَّةِ التَّقْرِيبِ مِنْ آلِ أَعْوَجَا

لِأَنَّ أَعْوَجَ فِيهِمْ فَرَسٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، فَلِذَلِكَ قَاْلَ آلَ أَعْوَجَا ڪَمَا يُقَالُ أَهْلُ الْإِسْكَافِ، دَلَّ عَلَى أَنَّ الْأَلِفَ لَيْسَتْ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْأَصْلِ، وَإِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْأَصْلِ فَجَرَتْ فِي ذَلِكَ مَجْرَى التَّاءِ فِي الْقَسَمِ، لِأَنَّهَا بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ فِيهِ، وَالْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ، فَلَمَّا ڪَانَتِ التَّاءُ فِيهِ بَدَلًا مِنْ بَدَلٍ، وَكَانَتْ فَرْعَ الْفَرْعِ اخْتُصَّتْ بِأَشْرَفِ الْأَسْمَاءِ وَأَشْهَرِهَا، وَهُوَ اسْمُ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُقَلْ تَزَيْدٍ وَلَا تَالْبَيْتِ ڪَمَا لَمْ يُقَلْ آلُ الْإِسْكَافِ وَلَا آلُ الْخَيَّاطِ; فَإِنْ قُلْتَ فَقَدْ قَاْلَ بِشْرٌ:

لَعَمْرُكَ! مَا يَطْلُبْنَ مِنْ آلِ نِعْمَةٍ     وَلَكِنَّمَا يَطْلُبْنَ قَيْسًا وَيَشْكُرَا

فَقَدْ أَضَافَهُ إِلَى نِعْمَةٍ، وَهِيَ نَكِرَةٌ غَيْرُ مَخْصُوصَةٍ وَلَا مُشْرَّفَةٍ، فَإِنَّ هَذَا بَيْتٌ شَاذٌّ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا ڪُلُّهُ قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَالَّذِي الْعَمَلُ عَلَيْهِ مَا قَدَّمْنَاهُ، وَهُوَ رَأْيُ الْأَخْفَشِ، قَالَ: فَإِنْ قَاْلَ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ الْوَاوَ فِي وَاللَّهِ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ فِي بِاللَّهِ وَأَنْتَ لَوْ أَضْمَرْتَ لَمْ تَقُلْ وَهِ ڪَمَا تَقُولُ بِهِ لَأَفْعَلْنَ، فَقَدْ تَجِدُ أَيْضًا بَعْضَ الْبَدَلِ لَا يَقَعُ مَوْقِعَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ فِي ڪُلِّ مَوْضِعٍ، فَمَا نُنْكِرُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ الْأَلِفُ فِي آلٍ بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ وَإِنْ ڪَانَ لَا يَقَعُ جَمِيعَ مَوَاقِعِ أَهْلٍ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَنَّ الْوَاوَ لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ وُقُوعِهَا فِي جَمِيعِ مَوَاقِعِ الْبَاءِ مِنْ حَيْثُ امْتَنَعَ مِنْ وُقُوعِ آلٍ فِي جَمِيعِ مَوَاقِعِ أَهْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الْإِضْمَارَ يَرُدُّ الْأَسْمَاءَ إِلَى أَصُوَلِهَا فِي ڪَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ، أَلَا تَرَى أَنَّ مَنْ قَاْلَ أَعْطَيْتُكُمْ دِرْهَمًا قَدْ حَذَفَ الْوَاوَ الَّتِي ڪَانَتْ بَعْدَ الْمِيمِ وَأَسْكَنَ الْمِيمَ، فَإِنَّهُ إِذَا أَضْمَرَ لِلدِّرْهَمِ قَاْلَ أَعْطَيْتُكُمُوهُ فَرَدَّ الْوَاوَ لِأَجْلِ اتِّصَالِ الْكَلِمَةِ بِالْمُضْمَرِ؟ فَأَمَّا مَا حَكَاهُ يُونُسُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ أَعْطَيْتُكُمُهُ فَشَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ عِنْدَ عَامَّةِ أَصْحَابِنَا، فَلِذَلِكَ جَازَ أَنْ تَقُولَ: بِهِمْ لَأَقْعُدَنَّ وَبِكَ لِأَنْطَلِقَنَّ، وَلَمْ يَجُزْ أَنْ تَقُولَ: وَكَ وَلَا وَهُ، بَلْ ڪَانَ هَذَا فِي الْوَاوِ أَحْرَى لِأَنَّهَا حَرْفٌ مُنْفَرِدٌ فَضَعُفَتْ عَنِ الْقُوَّةِ وَعَنْ تَصَرُّفِ الْبَاءِ الَّتِي هِيَ أَصْلٌ; أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ:

رَأَى بَرْقًا فَأَوْضَعَ فَوْقَ بَكْرٍ     فَلَا بِكَ مَا أَسَالَ وَلَا أَغَامَا

قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا عَنْهُ:

أَلَا نَادَتْ أُمَامَةُ بِاحْتِمَالِ     لَيَحْزُنُنِي فَلَا بِكَ مَا أُبَالِي

قَالَ: وَأَنْتَ مُمْتَنِعٌ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْآلِ فِي غَيْرِ الْأَشْهَرِ الْأَخَصِّ، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ أَضَفْتَهُ إِلَى مُظْهَرٍ أَوْ أَضَفْتَهُ إِلَى مُضْمَرٍ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنْ قِيلَ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ التَّاءَ فِي تَوْلَجٍ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ; وَأَنَّ أَصْلَهُ وَوْلَجٌ لِأَنَّهُ فَوْعَلٌ مِنَ الْوُلُوجِ، ثُمَّ إِنَّكَ مَعَ ذَلِكَ قَدْ تَجِدُهُمْ أَبْدَلُوا الدَّالَ مِنْ هَذِهِ التَّاءِ فَقَالُوا دَوْلَجٌ، وَأَنْتَ مَعَ ذَلِكَ قَدْ تَقُولُ دَوْلَجٌ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَقُولُ فِيهَا تَوْلَجَ، وَإِنْ ڪَانَتِ الدَّالُ مَعَ ذَلِكَ بَدَلًا مِنَ التَّاءِ الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ؟ فَالْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ مُغَالَطَةٌ مِنَ السَّائِلِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِنَّمَا ڪَانَ يَطَّرِدُ هَذَا لَهُ لَوْ ڪَانُوا يَقُولُونَ وَوْلَجٌ وَدَوْلَجٌ وَيَسْتَعْمِلُونَ دَوْلَجًا فِي جَمِيعِ أَمَاكِنِ وَوْلَجٍ، فَهَذَا لَوْ ڪَانَ ڪَذَا لَكَانَ لَهُ بِهِ تَعَلُّقٌ، وَكَانَتْ تُحْتَسَبُ زِيَادَةً، فَأَمَّا وَهُمْ لَا يَقُولُونَ وَوْلَجٌ الْبَتَّةَ ڪَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ الْوَاوَيْنِ فِي أَوَّلِ الْكَلِمَةِ، وَإِنَّمَا قَالُوا تَوْلَجٌ ثُمَّ أَبْدَلُوا الدَّالَ مِنَ التَّاءِ الْمُبْدَلَةِ مِنَ الْوَاوِ فَقَالُوا دَوْلَجٌ، فَإِنَّمَا اسْتَعْمَلُوا الدَّالَ مَكَانَ التَّاءِ الَّتِي هِيَ فِي الْمَرْتَبَةِ قَبْلَهَا تَلِيهَا، وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا الدَّالَ مَوْضِعَ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ الْأَصْلُ فَصَارَ إِبْدَالُ الدَّالِ مِنَ التَّاءِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ڪَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ فِي نَحْوِ أُقِّتَتْ وَأُجُوهٍ لِقُرْبِهَا مِنْهَا، وَلِأَنَّهُ لَا مَنْزِلَةَ بَيْنَهُمَا وَاسِطَةً، وَكَذَلِكَ لَوْ عَارَضَ مُعَارِضٌ بِهُنَيْهَةٍ تَصْغِيرِ هَنَةٍ، فَقَالَ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَصْلَهَا هُنَيْوَةٌ، ثُمَّ صَارَتْ هُنَيَّةً ثُمَّ صَارَتْ هُنَيْهَةً، وَأَنْتَ قَدْ تَقُولُ هُنَيْهَةٌ فِي ڪُلِّ مَوْضِعٍ قَدْ تَقُولُ فِيهِ هُنَيَّةٌ؟ ڪَانَ الْجَوَابُ وَاحِدًا ڪَالَّذِي قَبْلَهُ أَلَا تَرَى أَنَّ هُنَيْوَةً الَّذِي هُوَ أَصْلٌ لَا يُنْطَقُ بِهِ وَلَا يُسْتَعْمَلُ الْبَتَّةَ فَجَرَى ذَلِكَ مَجْرَى وَوْلَجٍ فِي رَفْضِهِ وَتَرْكِ اسْتِعْمَالِهِ؟ فَهَذَا ڪُلُّهُ يُؤَكِّدُ عِنْدَكَ أَنَّ امْتِنَاعَهُ مِنِ اسْتِعْمَالِ آلٍ فِي جَمِيعِ مَوَاقِعِ أَهْلٍ إِنَّمَا هُوَ لِأَنَّ فِيهِ بَدَلًا مَنْ بَدَلٍ، ڪَمَا ڪَانَتِ التَّاءُ فِي الْقَسَمِ بَدَلًا مَنْ بَدَلٍ. وَالْإِهَالَةُ: مَا أَذَبْتَ مِنَ الشَّحْمِ، وَقِيلَ: الْإِهَالَةُ الشَّحْمُ وَالزَّيْتُ، وَقِيلَ: ڪُلُّ دُهْنٍ اؤْتُدِمَ بِهِ إِهَالَةٌ، وَالْإِهَالَةُ الْوَدَكُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ ڪَانَ يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ وَالْإِهَالَةِ السَّنِخَةِ فَيُجِيبُ، قَالَ: ڪُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْأَدْهَانِ مِمَّا يُؤْتَدَمُ بِهِ إِهَالَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أُذِيبَ مِنَ الْأَلْيَةِ وَالشَّحْمِ، وَقِيلَ: الدَّسَمُ الْجَامِدُ وَالسَّنِخَةُ الْمُتَغَيِّرَةُ الرِّيحِ. وَفِي حَدِيثِ ڪَعْبٍ فِي صِفَةِ النَّارِ: يُجَاءُ بِجَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ڪَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ أَيْ ظَهْرُهَا. قَالَ: وَكُلُّ مَا اؤْتُدِمَ بِهِ مِنْ زُبْدٍ وَوَدَكِ شَحْمٍ وَدُهْنِ سِمْسِمٍ وَغَيْرِهِ فَهُوَ إِهَالَةٌ، وَكَذَلِكَ مَا عَلَا الْقِدْرَ مِنْ وَدَكِ اللَّحْمِ السَّمِينِ إِهَالَةٌ، وَقِيلَ: الْأَلْيَةُ الْمُذَابَةُ وَالشَّحْمُ الْمُذَابُ إِهَالَةٌ أَيْضًا. وَمَتْنُ الْإِهَالَةِ: ظَهْرُهَا إِذَا سُكِبَتْ فِي الْإِنَاءِ، فَشَبَّهَ ڪَعْبٌ سُكُونَ جَهَنَّمَ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ الْكُفَّارُ فِيهَا بِذَلِكَ. وَاسْتَأْهَلَ الرَّجُلُ إِذَا ائْتَدَمَ بِالْإِهَالَةِ. وَالْمُسْتَأْهِلُ: الَّذِي يَأْخُذُ الْإِهَالَةَ أَوْ يَأْكُلُهَا; وَأَنْشَدَ ابْنُ قُتَيْبَةَ لِعَمْرِو بْنِ أَسْوَى:

لَا بَلْ ڪُلِي يَا أُمَّ وَاسْتَأْهِلِي     إِنَّ الَّذِي أَنْفَقْتُ مِنْ مَالِيَهْ

، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ فُلَانٌ أَهْلٌ لِكَذَا وَلَا تَقُلْ مُسْتَأْهِلٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَمَالِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ خَالِدٌ الْكَاتِبُ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ بِالْخِلَافَةِ طَلَبَنِي، وَقَدْ ڪَانَ يَعْرِفُنِي، فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَيْهِ قَالَ: أَنْشِدْنِي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ شِعْرِي ڪَمَا قَاْلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا، وَإِنَّمَا أَنَا أَمْزَحُ وَأَعْبَثُ بِهِ; فَقَالَ: لَا تَقُلْ يَا خَالِدُ هَكَذَا فَالْعِلْمُ جِدٌّ  ڪُلُّهُ; ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ:

كُنْ أَنْتَ لِلرَّحْمَةِ مُسْتَأْهِلًا     إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْكَ بِمُسْتَأْهِلِ
أَلَيْسَ مِنْ آفَةِ هَذَا الْهَوَى     بُكَاءُ مَقْتُولٍ عَلَى قَاتِلِ

قَالَ: مُسْتَأْهِلٌ لَيْسَ مِنْ فَصِيحِ الْكَلَامِ وَإِنَّمَا الْمُسْتَأْهِلُ الَّذِي يَأْخُذُ الْإِهَالَةَ، قَالَ: وَقَوْلُ خَالِدٍ لَيْسَ بِحُجَّةٍ لِأَنَّهُ مُوَلَّدٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة أهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أهق: الْأَيْهُقَانُ: الْجَرْجِيرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْجَرْجِيرُ الْبَرِّيُّ، وَهُوَ فَيْعُلَانُ. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: وَرَضِيعٌ أَيْهُقَانُ; هُوَ الْجَرْجِيرُ الْبَرِّيُّ; قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَعَلَا فُرُوعُ الْأَيْهُقَانِ وَأَطْفَلَتْ بِالْجَلْهَتَيْنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَا
إِنْ نَصَبْتَ فُرُوعَ جَعَلْتَ الْأَلِفَ الَّتِي فِي فَعَلَا لِلتَّثْنِيَةِ، أَيِ الْجَوْدُ وَالرِّهَامُ هُمَا فَعَلَا فُرُوعَ الْأَيْهُقَانِ وَأَنْبَتَاهَا، وَإِنْ رَفَعْتَهُ جَعَلْتَهَا أَصْلِيَّةً مِنْ عَلَا يَعْلُو، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يُشْبِهُ الْجَرْجِيرُ وَلَيْسَ بِهِ; قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: مِنَ الْعُشْبِ الْأَيْهُقَانُ، وَإِنَّمَا اسْمُهُ النَّهَقُ; قَالَ: وَإِنَّمَا سَمَّاهُ لَبِيدٌ الْأَيْهُقَانَ حَيْثُ لَمْ يَتَّفِقْ لَهُ فِي الشِّعْرِ إِلَّا الْأَيْهُقَانُ، قَالَ: وَهِيَ عُشْبَةٌ تَطُولُ فِي السَّمَاءِ طُولًا شَدِيدًا، وَلَهَا وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ وَوَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ، وَالنَّاسُ يَأْكُلُونَهُ; قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْضَ الْأَعْرَابِ، فَقَالَ: هُوَ عُشْبَةٌ تَسْتَقِلُّ مِقْدَارَ السَّاعِدِ، وَلَهَا وَرَقَةٌ أَعْظَمُ مِنْ وَرَقَةِ الْحُوَّاءَةِ وَزَهْرَةٌ بَيْضَاءُ، وَهِيَ تُؤْكَلُ وَفِيهَا مَرَارَةٌ، وَاحِدَتُهُ أَيْهُقَانَةٌ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ أَبِي زِيَادٍ مِنْ أَنَّ الْأَيْهُقَانَ مُغَيَّرٌ عَنِ النَّهَقِ مَقْلُوبٌ مِنْهُ خَطَأٌ، لِأَنَّ سِيبَوَيْهِ قَدْ حَكَى الْأَيْهُقَانَ فِي الْأَمْثِلَةِ الصَّحِيحَةِ الْوَضْعِيَّةِ الَّتِي لَمْ يُعْنَ بِهَا غَيْرُهُ; فَقَالَ: وَيَكُونُ عَلَى فَيْعُلَانِ فِي الِاسْمِ وَالصِّفَةِ نَحْوِ الْأَيْهُقَانِ وَالصَّيْمُرَانِ وَالزَّيْبُدَانِ وَالْهَيْرُدَانِ، وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى فَيْعُلَانِ دُونَ أَفْعُلَانِ، وَإِنْ ڪَانَتِ الْهَمْزَةُ تَقَعُ أَوَّلًا زَائِدَةً، لِكَثْرَةِ فَيْعُلَانِ ڪَالْخَيْزُرَانِ وَالْحَيْسُمَانِ وَقِلَّةِ أَفْعُلَانِ.

معنى كلمة أهق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أهر: الْأَهَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَتَاعُ الْبَيْتِ. اللَّيْثُ: أَهَرَةُ الْبَيْتِ ثِيَابُهُ وَفَرْشُهُ وَمَتَاعُهُ; قَاْلَ ثَعْلَبٌ: بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهَرَةِ وَالْأَهَرَةِ وَالْعَقَارِ، وَهُوَ مَتَاعُهُ; وَالظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، وَالْأَهَرَةُ: مَا بَطَنَ، وَالْجَمْعُ أَهَرٌ وَأَهَرَاتٌ; قَاْلَ الرَّاجِزُ:
عَهْدِي بِجَنَّاحٍ إِذَا مَا ارْتَزَّا وَأَذْرَتِ الرِّيحُ تُرَابًا نَزَّا     أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَرًا وَبَزَّا
كَأَنَّمَا لُزَّ بِصَخْرٍ لَزَّا
وَأَحْسَنَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ سَادٌّ مَسَدَّ خَبَرٍ عَهْدِي، ڪَمَا تَقُولُ عَهْدِي بِزَيْدٍ قَائِمًا. وَارْتَزَّ بِمَعْنَى ثَبَتَ. وَالتُّرَابُ النَّزُّ: هُوَ النَّدِيُّ. رَأَيْتُ فِي حَاشِيَةِ ڪِتَابِ ابْنِ بَرِّيٍّ مَا صُورَتُهُ: فِي الْمُحْكَمِ جَنَّاحٌ اسْمُ رَجُلٍ، وَجَنَّاحٌ اسْمُ خِبَاءٍ مِنْ أَخْبِيَتِهِمْ; وَأَنْشَدَ:

عَهْدِي بِجَنَّاحٍ إِذَا مَا اهْتَزَّا     وَأَذْرَتِ الرِّيحُ تُرَابًا نَزَّا
أَنْ سَوْفَ تَمْضِيهِ وَمَا ارْمَأَزَّا

قَالَ: وَتَمْضِيهِ، تَمْضِي عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْأَهَرَةُ الْهَيْئَةُ.

معنى كلمة أهر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أهب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أهب: الْأُهْبَةُ: الْعُدَّةُ. تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. وَأَخَذَ لِذَلِكَ الْأَمْرِ أُهْبَتَهُ أَيْ هُبَّتَهُ وَعُدَّتَهُ، وَقَدْ أَهَّبَ لَهُ وَتَأَهَّبَ. وَأُهْبَةُ الْحَرْبِ: عُدَّتُهَا، وَالْجَمْعُ أُهَبٌ. وَالْإِهَابُ: الْجِلْدُ مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْوَحْشِ مَا لَمْ يُدْبَغْ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ آهِبَةٌ. أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
سُودَ الْوُجُوهِ يَأْكُلُونَ الْآهِبَهْ
وَالْكَثِيرُ أُهُبٌ وَأَهَبٌ – عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ – مِثْلَ أَدَمٍ وَأَفَقٍ وَعَمَدٍ، جَمْعُ أَدِيمٍ وَأَفِيقٍ وَعَمُودٍ، وَقَدْ قِيلَ أُهُبٌ، وَهُوَ قِيَاسٌ. قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: أَهَبٌ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ إِهَابٍ لِأَنَّ فَعَلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ فِعَالٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي بَيْتِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُهُبٌ عَطِنَةٌ أَيْ جُلُودٌ فِي دِبَاغِهَا، وَالْعَطِنَةُ: الْمُنْتِنَةُ الَّتِي هِيَ فِي دِبَاغِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ جُعِلَ الْقُرْآنُ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: قِيلَ هَذَا ڪَانَ مُعْجِزَةً لِلْقُرْآنِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪَمَا تَكُونُ الْآيَاتُ فِي عُصُورِ الْأَنْبِيَاءِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ لَمْ تُحْرِقْهُ نَارُ الْآخِرَةِ، فَجُعِلَ جِسْمُ حَافِظِ الْقُرْآنِ ڪَالْإِهَابِ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ. وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ فِي صِفَةِ أَبِيهَا – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَحَقَنَ الدِّمَاءَ فِي أُهُبِهَا أَيْ فِي أَجْسَادِهَا. وَأُهْبَانُ: اسْمٌ فِيمَنْ أَخَذَهُ مِنَ الْإِهَابِ، فَإِنْ ڪَانَ مِنَ الْهِبَةِ، فَالْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ أَهَابٍ، وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِنَوَاحِي الْمَدِينَةِ بِقُرْبِهَا. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَيُقَالُ فِيهِ يَهَابُ بِالْيَاءِ.

معنى كلمة أهب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أني: أَنَى الشَّيْءُ يَأْنِي أَنْيًا وَإِنًى وَأَنًى، وَهُوَ أَنِيٌّ: حَانَ وَأَدْرَكَ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ النَّبَاتَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَلَمْ يَأْنِ وَأَلَمْ يَئِنْ لَكَ، وَأَلَمْ يَنَلْ لَكَ وَأَلَمْ يُنِلْ لَكَ، وَأَجْوَدُهُنَّ مَا نَزَلْ بِهِ الْقُرْآنُ الْعَزِيزُ، يَعْنِي قَوْلَهُ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا، هُوَ مِنْ أَنَى يَأْنِي وَآنَ لَكَ يَئِينُ. وَيُقَالُ: أَنَى لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ڪَذَا وَنَالَ لَكَ وَأَنَالَ لَكَ وَآنَ لَكَ، ڪُلٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: وَمَعْنَاهَا ڪُلِّهَا حَانَ لَكَ يَحِينُ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: هَلْ أَنَى الرَّحِيلُ أَيْ حَانَ وَقْتُهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: هَلْ آنَ الرَّحِيلُ أَيْ قَرُبَ. ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الْأَنَى مِنْ بُلُوغِ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، وَقَدْ أَنَى يَأْنِي; وَقَالَ:
بِيَوْمٍ أَنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تَمَامٌ
أَيِ أَدْرَكَ وَبَلَغَ. وَإِنَى الشَّيْءِ: بُلُوغُهُ وَإِدْرَاكُهُ. وَقَدْ أَنَى الشَّيْءُ يَأْنِي إِنًى، وَقَدْ آنَ أَوَانُكَ وَأَيْنُكَ وَإِينُكَ. وَيُقَالُ مِنَ الْأَيْنِ: آنَ يَئِينُ أَيْنًا. وَالْإِنَاءُ، مَمْدُودٌ: وَاحِدُ الْآنِيَةِ مَعْرُوفٌ مِثْلُ رِدَاءٍ وَأَرْدِيَةٍ، وَجَمْعُهُ آنِيَةٌ، وَجَمْعُ الْآنِيَةٍ الْأَوَانِي، عَلَى فَوَاعِلَ جَمْعِ فَاعِلَةٍ، مِثْلَ سِقَاءٍ وَأَسْقِيَةٍ وَأَسَاقٍ. وَالْإِنَاءُ: الَّذِي يَرْتَفِقُ بِهِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ بَلَغَ أَنْ يُعْتَمَلَ بِمَا يُعَانَى بِهِ مِنْ طَبْخٍ أَوْ خَرْزٍ أَوْ نِجَارَةٍ، وَالْجَمْعُ آنِيَةٌ وَأَوَانٍ; الْأَخِيرَةُ جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلُ أَسْقِيَةٍ وَأَسَاقٍ، وَالْأَلِفُ فِي آنِيَةٍ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ وَلَيْسَتْ بِمُخَفَّفَةٍ عَنْهَا لِانْقِلَابِهَا فِي التَّكْسِيرِ وَاوًا، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَحُكِمَ عَلَيْهِ دُونَ الْبَدَلِ لِأَنَّ الْقَلْبَ قِيَاسِيٌّ وَالْبَدَلَ مَوْقُوفٌ. وَأَنَى الْمَاءُ: سَخُنَ وَبَلَغَ فِي الْحَرَارَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ; قِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدِ انْتَهَى فِي الْحَرَارَةِ. وَيُقَالُ: أَنَى الْحَمِيمُ أَيِ انْتَهَى حَرُّهُ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: حَمِيمٍ آنٍ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ، أَيْ مُتَنَاهِيَةٍ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْجَوَاهِرِ. وَبَلَغَ الشَّيْءُ إِنَاهُ وَأَنَاهُ أَيْ غَايَتَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ، أَيْ غَيْرَ مُنْتَظَرِينَ نُضْجَهُ وَإِدْرَاكَهُ وَبُلُوغَهُ. تَقُولُ: أَنَى يَأْنِي إِذَا نَضِجَ. وَفِي حَدِيثِ الْحِجَابِ: غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ; الْإِنَى، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ: النُّضْجُ. وَالْأَنَاةُ وَالْأَنَى: الْحِلْمُ وَالْوَقَارُ. وَأَنِيَ وَتَأَنَّى وَاسْتَأْنَى: تَثَبَّتَ. وَرَجُلٌ آنٍ عَلَى فَاعِلٍ أَيْ ڪَثِيرُ الْأَنَاةِ وَالْحِلْمِ. وَأَنَى أَنْيًا فَهُوَ أَنِيٌّ: تَأَخَّرَ وَأَبْطَأَ. وَآنَى: ڪَأَنَى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: قَاْلَ لِرَجُلٍ جَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ: رَأَيْتُكَ آنَيْتَ وَآذَيْتَ; قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: آنَيْتَ أَيْ أَخَّرْتَ الْمَجِيءَ وَأَبْطَأْتَ، وَآذَيْتَ أَيِ آذَيْتَ النَّاسَ بِتَخَطِّيكَ; وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمُتَمَكِّثِ فِي الْأُمُورِ مُتَأَنٍّ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: تَأَنَّى إِذَا رَفَقَ. وَآنَيْتُ وَأَنَيْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ: اخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا الْمَالَ وَإِمَّا السَّبْيَ، وَقَدْ ڪُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ أَيِ انْتَظَرْتُ وَتَرَبَّصْتُ; يُقَالُ: آنَيْتُ وَأَنَّيْتُ وَتَأَنَّيْتُ وَاسْتَأْنَيْتُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ اسْتَأْنَيْتُ بِفُلَانٍ أَيْ لَمْ أُعْجِلْهُ. وَيُقَالُ: اسْتَأْنِ فِي أَمْرِكَ أَيْ لَا تَعْجَلْ; وَأَنْشَدَ:

اسْتَأْنَ تَظْفَرْ فِي أُمُورِكَ ڪُلِّهَا وَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى الْهَوَى فَتَوَكَّلِ

وَالْأَنَاةُ: التُّؤَدَةُ. وَيُقَالُ: لَا تُؤْنِ فُرْصَتَكَ أَيْ لَا تُؤَخِّرْهَا إِذَا أَمْكَنَتْكَ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَخَّرْتَهُ فَقَدْ آنَيْتَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: آنَاهُ يُؤْنِيهِ إِينَاءً أَيْ أَخَّرَهُ وَحَبَسَهُ وَأَبْطَأَهُ; قَاْلَ الْكُمَيْتُ:

وَمَرْضُوفَةٍ لَمْ تُؤْنَ فِي الطَّبْخِ طَاهِيًا عَجِلْتُ إِلَى مُحْوَرِّهَا حِينَ غَرْغَرَا

وَتَأَنَّى فِي الْأَمْرِ أَيْ تَرَفَّقَ وَتَنَظَّرَ. وَاسْتَأْنَى بِهِ أَيِ انْتَظَرَ بِهِ; يُقَالُ: اسْتُؤْنِيَ بِهِ حَوْلًا. وَيُقَالُ: تَأَنَّيْتُكَ حَتَّى لَا أَنَاةَ بِي، وَالِاسْمُ الْأَنَاةُ مِثْلَ قَنَاةٍ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ:

الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالْأَنَاةُ سَعَادَةٌ

وَآنَيْتُ الشَّيْءَ: أَخَّرْتَهُ. وَالِاسْمُ مِنْهُ الْأَنَاءُ عَلَى فَعَالٍ، بِالْفَتْحِ; قَاْلَ الْحُطَيْئَةُ:

 وَآنَيْتُ الْعَشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ
أَوِ الشِّعْرَى، فَطَالَ بِيَ الْأَنَاءُ

التَّهْذِيبُ: قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ تَأَنَّيْتُ الرَّجُلَ أَيِ انْتَظَرْتُهُ وَتَأَخَّرْتُ فِي أَمْرِهِ وَلَمْ أَعْجَلْ. وَيُقَالُ: إِنَّ خَيْرَ فُلَانٍ لَبَطِيءٌ أَنِيٌّ; قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

ثُمَّ احْتَمَلْنَ أَنِيًّا بَعْدَ تَضْحِيَةٍ     مِثْلَ الْمَخَارِيفِ مِنْ جَيْلَانَ أَوْ هَجَرْ

اللَّيْثُ: أَنَى الشَّيْءُ يَأْنِي أُنِيًّا إِذَا تَأَخَّرَ عَنْ وَقْتِهِ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

وَالزَّادُ لَا آنٍ وَلَا قَفَارُ

أَيْ لَا بَطِيءٌ وَلَا جَشِبٌ غَيْرُ مَأْدُومٍ; وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: تَأَنَّى فُلَانٌ يَتَأَنَّى، وَهُوَ مُتَأَنٍّ إِذَا تَمَكَّثَ وَتَثَبَّتَ وَانْتَظَرَ. وَالْأَنَى: مِنَ الْأَنَاةِ وَالتُّؤَدَةِ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ فَجَعَلَهُ الْأَنَاءَ:

طَالَ الْأَنَاءُ وَزَايَلَ الْحَقَّ الْأَشِرْ

، وَهِيَ الْأَنَاةُ. قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْإِنَى مِنَ السَّاعَاتِ وَمِنْ بُلُوغِ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَيُفْتَحُ فَيُمَدُّ. وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْحَطِيئَةِ:

وَآنَيْتُ الْعَشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ

وَرَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ: وَأَنَّيْتُ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. وَيُقَالُ: أَنَّيْتُ الطَّعَامَ فِي النَّارِ إِذَا أَطَلْتَ مُكْثَهُ، وَأَنَّيْتُ فِي الشَّيْءِ إِذَا قَصَّرْتَ فِيهِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنِيَ عَنِ الْقَوْمِ وَأَنَى الطَّعَامُ عَنَّا إِنًى شَدِيدًا وَالصَّلَاةُ أَنْيًا، ڪُلُّ ذَلِكَ: أَبْطَأَ. وَأَنَى يَأْنِي وَيَأْنَى أَنْيًا فَهُوَ أَنِيٌّ إِذَا رَفَقَ. وَالْأَنْيُ وَالْإِنْيُ: الْوَهْنُ أَوِ السَّاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: السَّاعَةُ مِنْهُ أَيَّ سَاعَةٍ ڪَانَتْ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: إِنْوٌ، فِي هَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: وَهُوَ مِنْ بَابِ أَشَاوِيَ، وَقِيلَ: الْإِنَى النَّهَارُ ڪُلُّهُ، وَالْجَمْعُ آنَاءٌ وَأُنِيٌّ; قَالَ:

يَا لَيْتَ لِي مِثْلَ شَرِيبِي مِنْ نُمَيْ     وَهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الْأُنِيْ

يَقُولُ: فِي أَيِّ سَاعَةٍ جِئْتُهُ وَجَدْتُهُ يَضْحَكُ. وَالْإِنْيُ: وَاحِدُ آنَاءِ اللَّيْلِ، وَهِيَ سَاعَاتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ; قَاْلَ أَهْلُ اللُّغَةِ مِنْهُمُ الزَّجَّاجُ: آنَاءُ اللَّيْلِ سَاعَاتُهُ، وَاحِدُهَا إِنْيٌ وَإِنًى، فَمَنْ قَاْلَ إِنْيٌ فَهُوَ مِثْلُ نَحْيٍ وَأَنْحَاءٍ، وَمَنْ قَاْلَ إِنًى فَهُوَ مِثْلُ مِعًى وَأَمْعَاءٍ، قَاْلَ الْهُذَلِيُّ الْمُتَنَخِّلُ:

السَّالِكُ الثَّغْرِ مَخْشِيًّا مَوَارِدُهُ     بِكُلِّ إِنْيٍ قَضَاهُ اللَّيْلُ يَنْتَعِلُ

قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: ڪَذَا رَوَاهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ; وَأَنْشَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ:

حُلْوٌ وَمُرٌّ ڪَعَطْفِ الْقِدْحِ مِرَّتُهُ     فِي ڪُلِّ إِنْيٍ قَضَاهُ اللَّيْلُ يَنْتَعِلُ

وَنَسَبَهُ أَيْضًا لِلْمُتَنَخِّلِ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ هُوَ الْبَيْتَ بِعَيْنِهِ أَوْ آخَرَ مِنْ قَصِيدَةٍ أُخْرَى. وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: وَاحِدُ آنَاءٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: إِنْيٌ بِسُكُونِ النُّونِ، وَإِنًى بِكَسْرِ الْأَلِفِ، وَأَنًى بِفَتْحِ الْأَلِفِ; وَقَوْلُهُ:

فَوَرَدَتْ قَبْلَ إَنَى ضَحَائِهَا

; يُرْوَى: إِنَى وَأَنَى، وَقَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: وَاحِدُ الْآنَاءِ إِنْوٌ; يُقَالُ: مَضَى إِنْيَانِ مِنَ اللَّيْلِ وَإِنْوَانِ; وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي الْإِنَى:

أَتَمَّتْ حَمْلَهَا فِي نِصْفِ شَهْرٍ     وَحَمْلُ الْحَامِلَاتِ إِنًى طَوِيلُ

وَمَضَى إِنْوٌ مِنَ اللَّيْلِ أَيْ وَقْتٌ، لُغَةٌ فِي إِنْيٍ. قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: وَهَذَا ڪَقَوْلِهِمْ: جَبَوْتُ الْخَرَاجَ جِبَاوَةً، أُبْدِلَتِ الْوَاوُ مِنَ الْيَاءِ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: أَتَيْتُهُ آيِنَةً بَعْدَ آيِنَةٍ، أَيْ تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ; ڪَذَا حَكَاهُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأُرَاهُ بَنَى مِنَ الْإِنَى فَاعِلَةً وَرَوَى:

وَآيِنَةً يَخْرُجْنَ مَنْ غَامَرٍ ضَحْلِ

وَالْمَعْرُوفُ آوِنَةٌ. وَقَالَ عُرْوَةُ فِي وَصِيَّةٍ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ إِذَا رَأَيْتُمْ خَلَّةً رَائِعَةً مِنْ رَجُلٍ فَلَا تَقْطَعُوا إِنَاتَكُمْ. وَإِنْ ڪَانَ النَّاسُ رَجُلَ سَوْءٍ; أَيْ رَجَاءَكُمْ; وَقَوْلُ السِّلْمِيَّةِ أَنْشَدَهُ يَعْقُوبُ:

عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي يُؤْنِيكَ عَنْهُ     وَعَنْ أَهْلِ النَّصِيحَةِ وَالْوِدَادِ

قَالَ: أَرَادَتْ يُنْئِيكَ مِنَ النَّأْيِ، وَهُوَ الْبُعْدُ، فَقُدِّمَتِ الْهَمْزَةُ قَبْلَ النُّونِ. الْأَصْمَعِيُّ: الْأَنَاةُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي فِيهَا فُتُورٌ عَنِ الْقِيَامِ وَتَأَنٍّ; قَاْلَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:

رَمَتْهُ أَنَاةٌ مِنْ رَبِيعَةِ عَامِرٍ     نَئُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَمِ

وَالْوَهْنَانَةُ نَحْوُهَا. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الْمُبَارَكَةِ الْحَلِيمَةِ الْمُوَاتِيَةِ أَنَاةٌ، وَالْجَمْعُ أَنْوَاتٌ. قَالَ: وَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِنَّمَا هِيَ الْوَنَاةُ مِنَ الضَّعْفِ، فَهَمَزُوا الْوَاوَ، وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: هِيَ الْمُبَارَكَةُ، وَقِيلَ: امْرَأَةٌ أَنَاةٌ أَيِ رَزِينَةٌ لَا تَصْخَبُ وَلَا تَفْحُشُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَنَاةٌ ڪَأَنَّ الْمِسْكَ تَحْتَ ثِيَابِهَا     وَرِيحَ خُزَامَى الطَّلِّ فِي دَمِثِ الرَّمْلِ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْلُهُ وَنَاةٌ، مِثْلَ أَحَدٍ وَوَحَدٍ، مِنَ الْوَنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَتَهُ مِنْ جُلَيْبِيبٍ، فَقَالَ حَتَّى أُشَاوِرَ أُمَّهَا; فَلَمَّا ذَكَرَهُ لَهَا قَالَتْ: حَلْقَى، أَلِجُلَيْبِيبٍ؟ إِنِيهْ، لَا لَعَمْرُ اللَّهِ! ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَقَالَ: قَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ اخْتِلَافًا ڪَثِيرًا فَرُوِيَتْ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ وَسُكُونِ الْيَاءِ وَبَعْدَهَا هَاءٌ، وَمَعْنَاهَا أَنَّهَا لَفْظَةٌ تَسْتَعْمِلُهَا الْعَرَبُ فِي الْإِنْكَارِ، يَقُولُ الْقَائِلُ: جَاءَ زَيْدٌ، فَتَقُولُ أَنْتَ: أَزَيْدُنِيهْ وَأَزَيْدٌ إِنِيهْ، ڪَأَنَّكَ اسْتَبْعَدْتَ مَجِيئَهُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَنَّهُ قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ سَكَنَ الْبَلَدَ: أَتَخْرُجُ إِذَا أَخْصَبَتِ الْبَادِيَةُ؟ فَقَالَ: أَنَا إِنِيهْ؟ يَعْنِي أَتَقُولُونَ لِي هَذَا الْقَوْلَ وَأَنَا مَعْرُوفٌ بِهَذَا الْفِعْلِ؟ ڪَأَنَّهُ أَنْكَرَ اسْتِفْهَامَهُمْ إِيَّاهُ، وَرُوِيَتْ أَيْضًا بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَبَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ، ثُمَّ نُونٌ مَفْتُوحَةٌ، وَتَقْدِيرُهَا أَلِجُلَيْبِيبٍ ابْنَتِي؟ فَأَسْقَطَتِ الْيَاءَ وَوَقَفَتْ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ; قَاْلَ أَبُو مُوسَى – وَهُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ – وَخَطُّهُ حُجَّةٌ: وَهُوَ هَكَذَا مُعْجَمٌ مُقَيَّدٌ فِي مَوَاضِعَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ لَا يَكُونَ قَدْ حَذَفَ الْيَاءَ، وَإِنَّمَا هِيَ ابْنَةٌ نَكِرَةً أَيْ أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا بِبِنْتٍ، يَعْنِي أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُزَوَّجَ بِبِنْتٍ، إِنَّمَا يُزَوَّجُ مِثْلُهُ بِأَمَةٍ اسْتِنْقَاصًا لَهُ; قَالَ: وَقَدْ رُوِيَتْ مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَلَامٍ لِلتَّعْرِيفِ أَيْ أَلِجُلَيْبِيبٍ الِابْنَةُ، وَرُوِيَتْ أَلِجُلَيْبِيبٍ الْأَمَةُ؟ تُرِيدُ الْجَارِيَةَ ڪِنَايَةً عَنْ بِنْتِهَا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أُمَيَّةُ أَوْ آمِنَةُ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ الْبِنْتِ.

معنى كلمة أني – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنه: الْأَنِيهُ: مِثْلُ الزَّفِيرِ، وَالْآنِهُ ڪَالْآنِحِ. وَأَنَهَ يَأْنِهُ أَنْهًا وَأُنُوهًا: مِثْلُ أَنَحَ يَأْنِحُ إِذَا تَزَحَّرَ مِنْ ثِقَلٍ يَجِدُهُ، وَالْجَمْعُ أُنَّهٌ، مِثْلُ أُنَّحٍ; وَأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ يَصِفُ فَحْلًا:
رَعَّابَةٌ يُخْشِي نُفُوسَ الْأُنَّهِ بِرَجْسِ بَهْبَاهِ الْهَدِيرِ الْبَهْبَهِ
أَيْ يُرْعِبُ النُّفُوسَ الَّذِينَ يَأْنِهُونَ. ابْنُ سِيدَهْ: الْأَنِيهُ الزَّحْرُ عِنْدَ الْمَسْأَلَةِ. وَرَجُلٌ آنِهٌ: حَاسِدٌ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ نَافِسٌ وَنَفِيسٌ وَآنِهٌ وَحَاسِدٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ مِنْ أَنَهَ يَأْنِهُ وَأَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيهًا وَأَنِيحًا.
أَنَّى: مَعْنَاهُ: أَيْنَ. تَقُولُ: أَنَّى لَكَ هَذَا أَيْ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا، وَهِيَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي يُجَازَى بِهَا، تَقُولُ: أَنَّى تَأْتِنِي آتِكَ; مَعْنَاهُ: مِنْ أَيِ جِهَةٍ تَأْتِنِي آتِكَ، وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى ڪَيْفَ، تَقُولُ: أَنَّى لَكَ أَنْ تَفْتَحَ الْحِصْنَ أَيْ: ڪَيْفَ لَكَ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: قَاْلَ بَعْضُهُمْ أَنَّى أَدَاةٌ وَلَهَا مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى مَتَى; قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا أَيْ: مَتَى هَذَا وَكَيْفَ هَذَا، وَتَكُونُ أَنَّى بِمَعْنَى مِنْ أَيْنَ، قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ يَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُمْ ذَلِكَ; وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ تَأْكِيدًا فَقَالَ:

أَنَّى وَمِنْ أَيْنَ آبَكَ الطَّرَبُ

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا) يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ: قُلْتُمْ مِنْ أَيْنَ هَذَا، وَيَكُونُ قُلْتُمْ ڪَيْفَ هَذَا. وَقَالَ – تَعَالَى -: قَاْلَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا أَيْ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَنَّى مَعْنَاهَا ڪَيْفَ وَمِنْ أَيْنَ; وَقَالَ فِي قَوْلِ عَلْقَمَةَ:

وَمُطْعَمُ الْغُنْمِ يَوْمَ الْغُنْمِ مُطْعَمُهُ     أَنَّى تَوَجَّهَ وَالْمَحْرُومُ مَحْرُومُ

أَرَادَ: أَيْنَمَا تَوَجَّهَ وَكَيْفَمَا تَوَجَّهَ. وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: قَرَأَ بَعْضُهُمْ (أَنَّى صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا). قَالَ: مَنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ قَالَ: الْوَقْفُ عَلَى طَعَامِهِ تَامٌّ، وَمَعْنَى أَنَّى أَيْنَ إِلَّا أَنَّ فِيهَا ڪِنَايَةً عَنِ الْوُجُوهِ، وَتَأْوِيلُهَا مِنْ أَيِّ وَجْهٍ صَبَبْنَا الْمَاءَ; وَأَنْشَدَ:

أَنَّى وَمِنْ أَيْنَ آبَكَ الطَّرَبُ

معنى كلمة أنه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنن: أَنَّ الرَّجُلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ أَنِينًا، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
يَشْكُو الْخِشَاشَ وَمَجْرَى النِّسْعَتَيْنِ ڪَمَا أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ
وَالْأُنَانُ، بِالضَّمِّ: مِثْلُ الْأَنِينِ; وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبْنَاءَ يُخَاطِبُ أَخَاهُ صَخْرًا:
أَرَاكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وَحِرْصًا وَعِنْدَ الْفَقْرِ زَحَّارًا أُنَانَا
وَذَكَرَ السِّيرَافِيُّ أَنَّ أُنَانًا هُنَا مِثْلُ خُفَافٍ وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ فَيَكُونُ مِثْلَ زَحَّارٍ فِي ڪَوْنِهِ صِفَةً، قَالَ: وَالصِّفَتَانِ هُنَا وَاقِعَتَانِ مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ التَّأْنَانُ; قَالَ:

إِنَّا وَجَدْنَا طَرَدَ الْهَوَامِلِ     خَيْرًا مِنَ التَّأْنَانِ وَالْمَسَائِلِ
وَعِدَةِ الْعَامِ وَعَامٍ قَابِلِ     مَلْقُوحَةً فِي بَطْنِ نَابٍ حَائِلِ

مَلْقُوحَةً: مَنْصُوبَةٌ بِالْعِدَةِ، وَهِيَ بِمَعْنَى مُلْقَحَةٍ، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا عِدَةٌ لَا تَصِحُّ لِأَنَّ بَطْنَ الْحَائِلِ لَا يَكُونُ فِيهِ سَقْبٌ مُلْقَحَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: أَنَّ يَئِنُّ أَنًّا وَأَنِينًا وَأُنَانًا وَأَنَّةً تَأَوَّهَ. التَّهْذِيبُ: أَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِينًا وَأَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتًا نَأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ أَنَّانٌ وَأُنَانٌ وَأُنَنَةٌ: ڪَثِيرُ الْأَنِينِ، وَقِيلَ: الْأُنَنَةُ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ وَالْبَثِّ وَالشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ، وَإِذَا أَمَرْتَ قُلْتَ: إِينِنْ لِأَنَّ الْهَمْزَتَيْنِ إِذَا الْتَقَتَا فَسَكَنَتِ الْأَخِيرَةُ اجْتَمَعُوا عَلَى تَلْيِينِهَا، فَأَمَّا فِي الْأَمْرِ الثَّانِي فَإِنَّهُ إِذَا سَكَنَتِ الْهَمْزَةُ بَقِيَ النُّونُ مَعَ الْهَمْزَةِ وَذَهَبَتِ الْهَمْزَةُ الْأُولَى. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: إِنِّي، ڪَمَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ اقْرِرْ، وَلِلْمَرْأَةِ قِرِّي، وَامْرَأَةٌ أَنَّانَةٌ ڪَذَلِكَ. وَفِي بَعْضِ وَصَايَا الْعَرَبِ: لَا تَتَّخِذْهَا حَنَّانَةً وَلَا مَنَّانَةً وَلَا أَنَّانَةً، وَمَا لَهُ حَانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَيْ مَا لَهُ نَاقَةٌ وَلَا شَاةٌ، وَقِيلَ: الْحَانَّةُ النَّاقَةُ، وَالْآنَّةُ الْأَمَةُ تَئِنُّ مِنَ التَّعَبِ. وَأَنَّتِ الْقَوْسُ تَئِنُّ أَنِينًا: أَلَانَتْ صَوْتَهَا وَمَدَّتْهُ; حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ; وَأَنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَةَ:

تَئِنُّ حِينَ تَجْذِبُ الْمَخْطُومَا     أَنِينَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيمَا

وَالْأُنَنُ: طَائِرٌ يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ، لَهُ طَوْقٌ ڪَهَيْئَةِ طَوْقِ الدُّبْسِيِّ، أَحْمَرُ الرِّجْلَيْنِ وَالْمِنْقَارِ، وَقِيلَ: هُوَ الْوَرَشَانُ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الْحَمَامِ إِلَّا أَنَّهُ أَسْوَدُ، وَصَوْتُهُ أَنِينٌ: أُوهْ أُوهْ. وَإِنَّهُ لَمِئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ أَيْ خَلِيقٌ، وَقِيلَ: مَخْلَقَةٌ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ، وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً، فَعَلَى هَذَا ثُلَاثِيٌّ. وَأَتَاهُ عَلَى مَئِنَّةِ ذَلِكَ أَيْ حِينِهِ وَرُبَّانِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَيْ بَيَانٌ مِنْهُ. أَبُو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَأَنْتُمَا وَإِنَّهُنَّ لَمَئِنَّةٌ أَنْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، بِمَعْنَى إِنَّهُ لَخَلِيقٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

وَمَنْزِلٍ مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بِهِ     مَئِنَّةٌ مِنْ مَرَاصِيدِ الْمَئِنَّاتِ
بِهِ تَجَاوَزَتُ عَنْ أُولَى وَكَائِدِهِ     إِنِّي ڪَذَلِكَ رَكَّابُ الْحَشِيَّاتِ

أَوَّلُ حِكَايَةٍ أَبُو عَمْرٍو: الْأَنَّةُ وَالْمَئِنَّةُ وَالْعَدْقَةُ وَالشَّوْزَبُ وَاحِدٌ; وَقَالَ دُكَيْنٌ:

يَسْقِي عَلَى دَرَّاجَةٍ خَرُوسِ     مَعْصُوبَةٍ بَيْنَ رَكَايَا شُوسِ
 مَئِنَّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفُوسِ

يُقَالُ: مَكَانٍ مِنْ هَلَاكِ النُّفُوسِ، وَقَوْلُهُ مَكَانٍ مِنْ هَلَاكِ النُّفُوسِ، تَفْسِيرٌ لِمَئِنَّةٍ قَالَ: وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ مَظِنَّةٍ، وَالْخَرُوسُ: الْبَكْرَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِصَافِيَةِ الصَّوْتِ، وَالْجَرُوسُ، بِالْجِيمِ: الَّتِي لَهَا صَوْتٌ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ سَأَلَنِي شُعْبَةُ عَنْ مَئِنَّةٍ فَقُلْتُ: هُوَ ڪَقَوْلِكَ عَلَّامَةٌ وَخَلِيقٌ; قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: هُوَ ڪَقَوْلِكَ مَخْلَقَةٌ وَمَجْدَرَةٌ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنَّ هَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ وَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ دَلَّكَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ مَئِنَّةٌ لَهُ; وَأَنْشَدَ لِلْمَرَّارِ:

فَتَهَامَسُوا سِرًّا فَقَالُوا: عَرِّسُوا مِنْ غَيْرِ تَمْئِنَةٍ لِغَيْرِ مُعَرَّسِ

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ وَأَبِي زَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ الْمَئِنَّةِ صَحِيحٌ، وَأَمَّا احْتِجَاجُهُ بِرَأْيِهِ بِبَيْتِ الْمَرَّارِ فِي التَّمْئِنَةِ لِلْمَئِنَّةِ فَهُوَ غَلَطٌ وَسَهْوٌ، لِأَنَّ الْمِيمَ فِي التَّمْئِنَةِ أَصْلِيَّةٌ، وَهِيَ فِي مَئِنَّةٍ مَفِعْلَةٌ لَيْسَتْ بِأَصْلِيَّةٍ، وَسَيَأْتِي تَفْسِيرُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ مَأَنَ. اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَمَظِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ; وَأَنْشَدَ:

إِنَّ اكْتِحَالًا بِالنَّقِيِّ الْأَمْلَجِ     وَنَظَرًا فِي الْحَاجِبِ الْمُزَجَّجِ
مَئِنَّةٌ مِنَ الْفِعَالِ الْأَعْوَجِ

فَكَأَنَّ مَئِنَّةً، عِنْدَ اللِّحْيَانِيِّ، مُبْدَلٌ الْهَمْزَةُ فِيهَا مِنَ الظَّاءِ فِي الْمَظِنَّةِ، لِأَنَّهُ ذَكَرَ حُرُوفًا تُعَاقِبُ فِيهَا الظَّاءُ الْهَمْزَةَ، مِنْهَا قَوْلُهُمْ: بَيْتٌ حَسَنُ الْأَهَرَةِ وَالظَّهَرَةِ. وَقَدْ أَفَرَ وَظَفَرَ أَيْ وَثَبَ. وَأَنَّ الْمَاءُ يَؤُنُّهُ أَنًّا إِذَا صَبَّهُ. وَفِي ڪَلَامِ الْأَوَائِلِ: أُنَّ مَاءً ثُمَّ أَغْلِهِ أَيْ صُبَّهُ وَأَغْلِهِ; حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ; قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ يَرْوِيهِ أُزَّ مَاءً وَيَزْعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحِيفٌ. قَاْلَ الْخَلِيلُ فِيمَا رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ: إِنَّ الثَّقِيلَةَ تَكُونُ مَنْصُوبَةَ الْأَلِفِ، وَتَكُونُ مَكْسُورَةَ الْأَلِفِ، وَهِيَ الَّتِي تَنْصِبُ الْأَسْمَاءَ، قَالَ: وَإِذَا ڪَانَتْ مُبْتَدَأَةً لَيْسَ قَبْلَهَا شَيْءٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، أَوْ ڪَانَتْ مُسْتَأْنَفَةً بَعْدَ ڪَلَامٍ قَدِيمٍ وَمَضَى، أَوْ جَاءَتْ بَعْدَهَا لَامٌ مُؤَكِّدَةٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا ڪُسِرَتِ الْأَلِفُ، وَفِيمَا سِوَى ذَلِكَ تُنْصَبُ الْأَلِفُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي إِنَّ: إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ الْقَوْلِ وَمَا تَصَرَّفَ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَتْ حِكَايَةً لَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا الْقَوْلُ وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهُ فَهِيَ مَكْسُورَةٌ، وَإِنْ ڪَانَتْ تَفْسِيرًا لِلْقَوْلِ نَصَبَتْهَا، وَذَلِكَ مِثْلَ قَوْلِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا; وَكَذَلِكَ الْمَعْنَى اسْتِئْنَافٌ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْعِزَّةَ جَمِيعًا، وَكَذَلِكَ: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، ڪَسَرْتَهَا لِأَنَّهَا بَعْدَ الْقَوْلِ عَلَى الْحِكَايَةِ، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهُ – تَعَالَى -: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ، فَإِنَّكَ فَتَحْتَ الْأَلِفَ لِأَنَّهَا مُفَسِّرَةٌ لِمَا، وَمَا قَدْ وَقَعَ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَنَصَبَهَا وَمَوْضِعُهَا نَصْبٌ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ: قَدْ قُلْتُ لَكَ ڪَلَامًا حَسَنًا أَنَّ أَبَاكَ شَرِيفٌ وَأَنَّكَ عَاقِلٌ، فَتَحْتَ أَنَّ لِأَنَّهَا فَسَّرَتِ الْكَلَامَ، وَالْكَلَامُ مَنْصُوبٌ، وَلَوْ أَرَدْتَ تَكْرِيرَ الْقَوْلِ عَلَيْهَا ڪَسَرْتَهَا، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ إِنَّ بَعْدَ الْقَوْلِ مَفْتُوحَةً إِذَا ڪَانَ الْقَوْلُ يُرَافِعُهَا، مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولَ: قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ مُذِ الْيَوْمَ أَنَّ النَّاسَ خَارِجُونَ، ڪَمَا تَقُولُ: قَوْلُكَ مُذِ الْيَوْمَ ڪَلَامٌ لَا يُفْهَمُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذَا وَقَعَتْ إِنَّ عَلَى الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ فَهِيَ مُشَدِّدَةٌ، وَإِذَا وَقَعَتْ عَلَى فِعْلٍ أَوْ حَرْفٍ لَا يَتَمَكَّنُ فِي صِفَةٍ أَوْ تَصْرِيفٍ فَخَفِّفْهَا، تَقُولُ: بَلَغَنِي أَنْ قَدْ ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا، تُخَفَّفُ مِنْ أَجْلِ ڪَانَ لِأَنَّهَا فِعْلٌ، وَلَوْلَا قَدْ لَمْ تَحْسُنْ عَلَى حَالٍ مِنَ الْفِعْلِ حَتَّى تَعْتَمِدَ عَلَى مَا أَوْ عَلَى الْهَاءِ، ڪَقَوْلِكَ إِنَّمَا ڪَانَ زَيْدٌ غَائِبًا، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ ڪَانَ أَخُو بَكْرٍ غَنِيًّا، قَالَ: وَكَذَلِكَ بَلَغَنِي أَنَّهُ ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُهَا إِذَا اعْتَمَدْتَ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُكَ: إِنْ رُبَّ رَجُلٍ، فَتُخَفِّفُ، فَإِذَا اعْتَمَدْتَ قُلْتَ: إِنَّهُ رُبَّ رَجُلٍ شَدَّدْتَ، وَهِيَ مَعَ الصِّفَاتِ مُشَدَّدَةٌ: إِنَّ لَكَ وَإِنَّ فِيهَا وَإِنَّ بِكَ وَأَشْبَاهَهَا، قَالَ: وَلِلْعَرَبِ لُغَتَانِ فِي إِنَّ الْمُشَدَّدَةِ: إِحْدَاهُمَا التَّثْقِيلُ، وَالْأُخْرَى التَّخْفِيفُ، فَأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فَإِنَّهُ يَرْفَعُ بِهَا إِلَّا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يُخَفِّفُونَ وَيَنْصِبُونَ عَلَى تَوَهُّمِ الثَّقِيلَةِ، وَقُرِئَ: (وَإِنْ ڪُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)، خَفَّفُوا وَنَصَبُوا; وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ فِي تَخْفِيفِهَا مَعَ الْمُضْمَرِ:

فَلَوْ أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخَاءِ سَأَلْتَنِي     فِرَاقَكَ لَمْ أَبْخَلْ وَأَنْتِ صَدِيقُ

وَأَنْشَدَ الْقَوْلَ الْآخَرَ:

لَقَدْ عَلِمَ الضَّيْفُ وَالْمُرْمِلُو     نَ إِذَا اغْبَرَّ أُفْقٌ وَهَبَّتْ شَمَالًا
بِأَنْكَ رَبِيعٌ وَغَيْثٌ مَرِيعٌ     وَقِدْمًا هُنَاكَ تَكُونُ الثِّمَالَا

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَاْلَ الْكِسَائِيُّ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ، ڪُسِرَتْ إِنَّ لِمَكَانِ اللَّامِ الَّتِي اسْتَقْبَلَتْهَا فِي قَوْلِهِ لَفِي، وَكَذَلِكَ ڪُلُّ مَا جَاءَكَ مِنْ أَنَّ فَكَانَ قَبْلَهُ شَيْءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْصُوبٌ، إِلَّا مَا اسْتَقْبَلَهُ لَامٌ فَإِنَّ اللَّامَ تَكْسِرُهُ، فَإِنْ ڪَانَ قَبْلَ أِنَّ إِلَّا فَهِيَ مَكْسُورَةٌ عَلَى ڪُلِّ حَالٍ، اسْتَقْبَلَتْهَا اللَّامُ أَوْ لَمْ تَسْتَقْبِلْهَا، ڪَقَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ; فَهَذِهِ تُكْسَرُ وَإِنْ لَمْ تَسْتَقْبِلْهَا لَامٌ، وَكَذَلِكَ إِذَا ڪَانَتْ جَوَابًا لِيَمِينٍ ڪَقَوْلِكَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَقَائِمٌ، فَإِذَا لَمْ تَأْتِ بِاللَّامِ فَهِيَ نَصْبٌ: وَاللَّهِ أَنَّكَ قَائِمٌ، قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ يَكْسِرُونَ، وَإِنْ لَمْ تَسْتَقْبِلْهَا اللَّامُ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ فِيمَا رَوَى عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ: أَهْلُ الْبَصْرَةِ غَيْرَ سِيبَوَيْهِ وَذَوِيِهِ يَقُولُونَ: الْعَرَبُ تُخَفِّفُ أَنَّ الشَّدِيدَةَ وَتُعْمِلُهَا; وَأَنْشَدُوا:

وَوَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ     ڪَأَنْ ثَدْيَيْهِ حُقَّانِ

أَرَادَ ڪَأَنَّ فَخَفَّفَ وَأَعْمَلَ، قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ لَمْ نَسْمَعِ الْعَرَبَ تُخَفِّفُ أَنَّ وَتُعْمِلُهَا إِلَّا مَعَ الْمَكْنِيِّ لِأَنَّهُ لَا يَتَبَيَّنُ فِيهِ إِعْرَابٌ فَأَمَّا فِي الظَّاهِرِ فَلَا، وَلَكِنْ إِذَا خَفَّفُوهَا رَفَعُوا، وَأَمَّا مَنْ خَفَّفَ (وَإِنْ ڪُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)، فَإِنَّهُمْ نَصَبُوا ڪُلًّا بِ ” لَيُوَفِّيَنَّهُمْ “، ڪَأَنَّهُ قَالَ: وَإِنْ لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ڪُلًّا، قَالَ: وَلَوْ رُفِعَتْ ڪُلٌّ لَصَلَحَ ذَلِكَ، تَقُولُ: إِنْ زَيْدٌ لَقَائِمٌ. ابْنُ سِيدَهْ: إِنْ حَرْفُ تَأْكِيدٍ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، أَخْبَرَ أَبُو عَلِيٍّ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ ذَهَبَ فِيهِ إِلَى ” أَنَّ ” إِنْ هُنَا بِمَعْنَى نَعَمْ، وَهَذَانِ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَأَنَّ اللَّامَ فِي لَسَاحِرَانِ دَاخِلَةٌ عَلَى غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَأَنَّ تَقْدِيرَهُ نَعَمْ هَذَانِ هُمَا سَاحِرَانِ، وَحُكِيَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا هُوَ الَّذِي عِنْدِي فِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ بَيَّنَ أَبُو عَلِّيٍ فَسَادَ ذَلِكَ فَغَنِينَا نَحْنُ عَنْ إِيضَاحِهِ هُنَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، فَإِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ النَّحْوِيَّ اسْتَقْصَى مَا قَاْلَ فِيهِ النَّحْوِيُّونَ فَحَكَيْتُ ڪَلَامَهُ. قَالَ: قَرَأَ الْمَدَنِيُّونَ وَالْكُوفِيُّونَ إِلَّا عَاصِمًا: إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، وَرُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ أَنَّهُ قَرَأَ: إِنْ هَذَانِ، بِتَخْفِيفِ إِنْ، وَرُوِيَ عَنِ الْخَلِيلِ: إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ، بِتَشْدِيدِ إِنَّ وَنَصْبِ هَذَيْنِ، قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَالْحُجَّةُ فِي إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، بِالتَّشْدِيدِ وَالرَّفْعِ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ رَوَى عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ أَنَّهُ لُغَةٌ لِكِنَانَةَ، يَجْعَلُونَ أَلِفَ الِاثْنَيْنِ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، يَقُولُونَ: رَأَيْتُ الزَّيْدَانَ، وَرَوَى أَهْلُ الْكُوفَةِ وَالْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ: أَنَّهَا لُغَةٌ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ ڪَعْبٍ، قَالَ: وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ الْقُدَمَاءُ: هَاهُنَا هَاءٌ مُضْمَرَةٌ، الْمَعْنَى: إِنَّهُ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ فِي مَعْنَى نَعَمْ; ڪَمَا تَقَدَّمَ; وَأَنْشَدُوا لِابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

بَكَرَتْ عَلِيَّ عَوَاذِلِي     يَلْحَيْنَنِي وَأَلُومُهُنَّهْ
وَيَقُلْنَ: شَيْبٌ قَدْ عَلَا     ڪَ وَقَدْ ڪَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ

أَيْ إِنَّهُ قَدْ ڪَانَ ڪَمَا تَقُلْنَ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ ڪَلَامِ الْعَرَبِ يُكْتَفَى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مَعْنَاهُ; وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي هَذَا: إِنَّهُمْ زَادُوا فِيهَا النُّونَ فِي التَّثْنِيَةِ وَتَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ، ڪَمَا فَعَلُوا فِي الَّذِينَ فَقَالُوا الَّذِي، فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ، قَالَ: فَهَذَا جَمِيعُ مَا قَاْلَ النَّحْوِيُّونَ فِي الْآيَةِ; قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَأَجْوَدُهَا عِنْدِي أَنَّ إِنَّ وَقَعَتْ مَوْقِعَ نَعَمْ، وَأَنَّ اللَّامَ وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا، وَأَنَّ الْمَعْنَى نَعَمْ هَذَانِ لَهُمَا سَاحِرَانِ، قَالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الْجَوْدَةِ مَذْهَبُ بَنِيَ ڪِنَانَةَ وَبَلْحَارِثِ ابْنِ ڪَعْبٍ، فَأَمَّا قِرَاءَةُ أَبِي عَمْرٍو فَلَا أُجِيزُهَا لِأَنَّهَا خِلَافُ الْمُصْحَفِ، قَالَ: وَأَسْتَحْسِنُ قِرَاءَةَ عَاصِمٍ وَالْخَلِيلِ: إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الْكَلَامَ مُخْتَصَرًا مَا بَعْدَهُ عَلَى إِنَّهُ، وَالْمُرَادُ إِنَّهُ لَكَذَلِكَ، وَإِنَّهُ عَلَى مَا تَقُولُ، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُ الْأَخْفَشِ إِنَّهُ بِمَعْنَى نَعَمْ، فَإِنَّمَا يُرَادُ تَأْوِيلُهُ لَيْسَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ: وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلَتْ لِلسُّكُوتِ. وَفِي حَدِيثِ فَضَالَةَ بْنِ شَرِيكٍ: أَنَّهُ لَقِيَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: إِنَّ نَاقَتِي قَدْ نَقِبَ خُفُّهَا فَاحْمِلْنِي، فَقَالَ: ارْقَعْهَا بِجِلْدٍ وَاخْصِفْهَا بِهُلْبٍ وَسِرْ بِهَا الْبَرْدَيْنِ، فَقَالَ فَضَالَةُ: إِنَّمَا أَتَيْتُكَ مُسْتَحْمِلًا لَا مُسْتَوْصِفًا، لَا حَمَلَ اللَّهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ! فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ وَرَاكِبَهَا أَيْ نَعَمْ مَعَ رَاكِبِهَا. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ: وَيَقُولُ رَبُّكَ – عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِنَّهُ)، أَيْ وَإِنَّهُ ڪَذَلِكَ، أَوْ إِنَّهُ عَلَى مَا تَقُولُ، وَقِيلَ: إِنَّ بِمَعْنَى نَعَمْ وَالْهَاءُ لِلْوَقْفِ، فَأَمَّا قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّا ڪُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ فَأَصْلُهُ إِنَّنَا، وَلَكِنْ حُذِفَتْ إِحْدَى النُّونَيْنِ مِنْ إِنَّ تَخْفِيفًا، وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الثَّانِيَةَ مِنْهُمَا لِأَنَّهَا طَرْفٌ، وَهِيَ أَضْعَفُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُبْدِلُ هَمْزَتَهَا هَاءً مَعَ اللَّامِ ڪَمَا أَبْدَلُوهَا فِي هَرَقْتُ، فَتَقُولُ: لَهِنَّكَ لَرَجُلُ صِدْقٍ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ ڪُلُّ الْعَرَبِ تَتَكَلَّمُ بِهَا; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَلَا يَا سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُنَنِ الْحِمَى     لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلِيَّ ڪَرِيمُ

وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هِنَّكَ وَوَاهِنَّكَ، وَذَلِكَ عَلَى الْبَدَلِ أَيْضًا. التَّهْذِيبُ: فِي إِنَّمَا: قَاْلَ النَّحْوِيُّونَ أَصْلُهَا مَا مَنَعَتْ إِنَّ مِنَ الْعَمَلِ، وَمَعْنَى إِنَّمَا إِثْبَاتٌ لِمَا يُذْكَرُ بَعْدَهَا وَنَفْيٌ لِمَا سِوَاهُ، ڪَقَوْلِهِ:

وَإِنَّمَا يُدَافِعُ عَنْ أَحِسَابِهِمْ أَنَا أَوْ مِثْلِي

الْمَعْنَى: مَا يُدَافِعُ عَنْ أَحِسَابِهِمْ إِلَّا أَنَا أَوْ مَنْ هُوَ مِثْلِي، وَأَنَّ ڪَإِنَّ فِي التَّأْكِيدِ، إِلَّا أَنَّهَا تَقَعُ مَوْقِعَ الْأَسْمَاءِ وَلَا تُبْدَلُ هَمْزَتُهَا هَاءً، وَلِذَلِكَ قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ أَنَّ ڪَإِنَّ، إِنَّ ڪَالْفِعْلِ، وَأَنَّ ڪَالِاسْمِ وَلَا تَدْخُلُ اللَّامُ مَعَ الْمَفْتُوحَةِ، فَأَمَّا قِرَاءَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: (إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ)، بِالْفَتْحِ، فَإِنَّ اللَّامَ زَائِدَةٌ ڪَزِيَادَتِهَا فِي قَوْلِهِ:

لَهِنَّكِ فِي الدُّنْيَا لَبَاقِيَةُ الْعُمْرِ

الْجَوْهَرِيُّ: إِنَّ وَأَنَّ حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الْأَسْمَاءَ وَيَرْفَعَانِ الْأَخْبَارَ; فَالْمَكْسُورَةُ مِنْهُمَا يُؤَكَّدُ بِهَا الْخَبَرُ، وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ، وَقَدْ يُخَفَّفَانِ، فَإِذَا خُفِّفَتَا فَإِنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ، وَقَدْ تُزَادُ عَلَى أَنَّ ڪَافُ التَّشْبِيهِ، تَقُولُ: ڪَأَنَّهُ شَمْسٌ، وَقَدْ تُخَفَّفُ أَيْضًا فَلَا تَعْمَلُ شَيْئًا; قَالَ:

كَأَنْ وَرِيدَاهُ رِشَاءَا خُلْبِ

وَيُرْوَى: ڪَأَنْ وَرِيدَيْهِ; وَقَالَ آخَرُ:

وَوَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ     ڪَأَنْ ثَدْيَاهُ حُقَّانِ

وَيُرْوَى ثَدْيَيْهِ، عَلَى الْإِعْمَالِ، وَكَذَلِكَ إِذَا حَذَفْتَهَا، فَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ، وَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَ; قَاْلَ طَرَفَةُ:

أَلَّا أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الْوَغَى     وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي؟

يُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى الْإِعْمَالِ، وَالرَّفْعُ أَجُودُ. قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ; قَاْلَ النَّحْوِيُّونَ: ڪَأَنَّ أَصْلَهَا أَنْ أُدْخِلَ عَلَيْهَا ڪَافُ التَّشْبِيهِ، وَهِيَ حَرْفُ تَشْبِيهٍ، وَالْعَرَبُ تَنْصِبُ بِهِ الِاسْمَ، وَتَرْفَعُ خَبَرَهُ، قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: قَدْ تَكُونُ ڪَأَنَّ بِمَعْنَى الْجَحْدِ ڪَقَوْلِكَ: ڪَأَنَّكَ أَمِيرُنَا فَتَأْمُرُنَا، مَعْنَاهُ لَسْتَ أَمِيرَنَا، قَالَ: وَكَأَنَّ أَخْرَى بِمَعْنَى التَّمَنِّي ڪَقَوْلِكَ: ڪَأَنَّكَ بِي قَدْ قُلْتُ الشِّعْرَ فَأُجِيدَهُ، مَعْنَاهُ لَيْتَنِي قَدْ قُلْتُ الشِّعْرَ فَأُجِيدَهُ، وَلِذَلِكَ نُصِبَ فَأُجِيدَهُ، وَقِيلَ: تَجِيءُ ڪَأَنَّ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَالظَّنِّ ڪَقَوْلِكَ ڪَأَنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَكَأَنَّكَ خَارِجٌ; وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ:

وَيَوْمَ تُوَافِينَا بَوَجْهٍ مُقَسَّمٍ     ڪَأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إِلَى نَاضِرِ السَّلَمْ

وَكَأَنْ ظَبْيَةٍ وَكَأَنْ ظَبْيَةٌ، فَمَنْ نَصَبَ أَرَادَ ڪَأَنَّ ظَبْيَةً فَخَفَّفَ وَأَعْمَلَ، وَمَنْ خَفَضَ أَرَادَ ڪَظَبْيَةٍ، وَمَنْ رَفَعَ أَرَادَ ڪَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ فَخَفَّفَ وَأَعْمَلَ مَعَ إِضْمَارِ الْكِنَايَةِ; الْجَرَّارُ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّهُ أَنْشَدَ:

كَأَمَّا يَحْتَطِبْنَ عَلَى قَتَادٍ     وَيَسْتَضْحِكْنَ عَنْ حَبِّ الْغَمَامِ

قَالَ: يُرِيدُ ڪَأَنَّمَا فَقَالَ ڪَأَمَّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَإِنِّي وَإِنَّنِي بِمَعْنًى، وَكَذَلِكَ ڪَأَنِّي وَكَأَنَّنِي، وَلَكِنِّي وَلَكِنَّنِي لِأَنَّهُ ڪَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ، وَهُمْ قَدْ يَسْتَثْقِلُونَ التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلِي الْيَاءَ، وَكَذَلِكَ لَعَلِّي وَلَعَلَّنِي لِأَنَّ اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ; وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إِنَّ مَا صَارَ لِلتَّعْيِينِ ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ، لِأَنَّهُ يُوجِبُ إِثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ. وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى مَصْدَرٍ فَتَنْصِبُهُ، تَقُولُ: أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ، وَالْمَعْنَى أُرِيدَ قِيَامَكَ، فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ ڪَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مَصْدَرٍ قَدْ وَقَعَ، إِلَّا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ تَقُولُ: أَعْجَبَنِي أَنْ قُمْتَ وَالْمَعْنَى أَعْجَبَنِي قِيَامُكَ الَّذِي مَضَى، وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً عَنِ الْمُشَدَّدَةِ فَلَا تَعْمَلُ، تَقُولُ: بَلَغَنِي أَنْ زَيْدٌ خَارِجٌ; وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فَلَا تَعْمَلُ يُرِيدُ فِي اللَّفْظِ، وَأَمَّا فِي التَّقْدِيرِ فَهِيَ عَامِلَةٌ، وَاسْمُهَا مُقَدَّرٌ فِي النِّيَّةِ تَقْدِيرُهُ: أَنَّهُ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَفْعَلُ ڪَذَا مَا أَنَّ فِي السَّمَاءِ نَجْمًا; حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَا أَعْرِفُ مَا وَجْهُ فَتْحِ أَنَّ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى تَوَهُّمِ الْفِعْلِ ڪَأَنَّهُ قَالَ: مَا ثَبَتَ أَنَّ فِي السَّمَاءِ نَجْمًا، أَوْ مَا وُجِدَ أَنَّ فِي السَّمَاءِ نَجْمًا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَنَّ ذَلِكَ الْجَبَلَ مَكَانَهُ، وَمَا أَنَّ حِرَاءً مَكَانَهُ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَقَالُوا لَا أَفْعَلُهُ مَا أَنَّ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ، وَمَا عَنَّ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ أَيْ مَا عَرَضَ، وَمَا أَنَّ فِي الْفُرَاتِ قَطْرَةٌ أَيْ مَا ڪَانَ فِي الْفُرَاتِ قَطْرَةٌ، قَالَ: وَقَدْ يُنْصَبُ، وَلَا أَفْعَلُهُ مَا أَنَّ فِي السَّمَاءِ سَمَاءً، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا ڪَانَ وَإِنَّمَا فَسَّرَهُ عَلَى الْمَعْنَى. وَكَأَنَّ: حَرْفُ تَشْبِيهٍ إِنَّمَا هُوَ أَنَّ دَخَلَتْ عَلَيْهَا الْكَافُ; قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: إِنْ سَأَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: مَا وَجْهُ دُخُولِ الْكَافِ هَاهُنَا وَكَيْفَ أَصْلُ وَضْعِهَا وَتَرْتِيبِهَا؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ أَصَلَ قَوْلِنَا ڪَأَنَّ زَيْدًا عَمْرٌو إِنَّمَا هُوَ إِنَّ زَيْدًا ڪَعَمْرٍو، فَالْكَافُ هُنَا تَشْبِيهٌ صَرِيحٌ، وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، فَكَأَنَّكَ قُلْتَ: إِنَّ زَيْدًا ڪَائِنٌ ڪَعَمْرٍو، وَإِنَّهُمْ أَرَادُوا الِاهْتِمَامَ بِالتَّشْبِيهِ الَّذِي عَلَيْهِ عَقَدُوا الْجُمْلَةَ، فَأَزَالُوا الْكَافَ مِنْ وَسَطِ الْجُمْلَةِ، وَقَدَّمُوهَا إِلَى أَوَّلِهَا لِإِفْرَاطِ عِنَايَتِهِمْ بِالتَّشْبِيهِ، فَلَمَّا أَدْخَلُوهَا عَلَى إِنَّ مِنْ قَبْلِهَا وَجَبَ فَتْحُ إِنَّ، لِأَنَّ الْمَكْسُورَةَ لَا يَتَقَدَّمُهَا حَرْفُ الْجَرِّ وَلَا تَقَعُ إِلَّا أَوَّلًا أَبَدًا، وَبَقِيَ مَعْنَى التَّشْبِيهِ الَّذِي ڪَانَ فِيهَا، وَهِيَ مُتَوَسِّطَةٌ بِحَالِهِ فِيهَا، وَهِيَ مُتَقَدِّمَةٌ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: ڪَأَنَّ زَيْدًا عَمْرٌو، إِلَّا أَنَّ الْكَافَ الْآنَ لَمَّا تَقَدَّمَتْ بَطَلَ أَنْ تَكُونَ مُعَلَّقَةً بِفِعْلٍ وَلَا بِشَيْءٍ فِي مَعْنَى الْفِعْلِ، لِأَنَّهَا فَارَقَتِ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَتَعَلَّقَ فِيهِ بِمَحْذُوفٍ، وَتَقَدَّمَتْ إِلَى أَوَّلِ الْجُمْلَةِ، وَزَالَتْ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي ڪَانَتْ فِيهِ مُتَعَلِّقَةً بِخَبَرِ إِنَّ الْمَحْذُوفِ، فَزَالَ مَا ڪَانَ لَهَا مِنَ التَّعَلُّقِ بِمَعَانِي الْأَفْعَالِ، وَلَيْسَتْ هُنَا زَائِدَةٌ لِأَنَّ مَعْنَى التَّشْبِيهِ مَوْجُودٌ فِيهَا، وَإِنْ ڪَانَتْ قَدْ تَقَدَّمَتْ وَأُزِيلَتْ عَنْ مَكَانِهَا، وَإِذَا ڪَانَتْ غَيْرَ زَائِدَةٍ فَقَدْ بَقِيَ النَّظَرُ فِي أَنَّ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَيْهَا هَلْ هِيَ مَجْرُورَةٌ بِهَا أَوْ غَيْرُ مَجْرُورَةٍ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَأَقْوَى الْأَمْرَيْنِ عَلَيْهَا عِنْدِي أَنْ تَكُونَ أَنَّ فِي قَوْلِكَ: ڪَأَنَّكَ زَيْدٌ مَجْرُورَةً بِالْكَافِ، وَإِنْ قُلْتَ إِنَّ الْكَافَ فِي ڪَأَنَّ الْآنَ لَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بِفِعْلٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَانِعٍ مِنَ الْجَرِّ فِيهَا، أَلَا تَرَى أَنَّ الْكَافَ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: لَيْسَ ڪَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بِفِعْلٍ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ جَارَّةٌ؟ وَيُؤَكِّدُ عِنْدَكَ أَيْضًا هُنَا أَنَّهَا جَارَّةٌ فَتْحُهُمُ الْهَمْزَةَ بَعْدَهَا ڪَمَا يَفْتَحُونَهَا بَعْدَ الْعَوَامِلِ الْجَارَّةِ وَغَيْرِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: عَجِبْتُ مِنْ أَنَّكَ قَائِمٌ، وَأَظُنُّ أَنَّكَ مُنْطَلِقٌ، وَبَلَغَنِي أَنَّكَ ڪَرِيمٌ، فَكَمَا فُتِحَتْ أَنَّ لِوُقُوعِهَا بَعْدَ الْعَوَامِلِ قَبْلَهَا مَوْقِعَ الْأَسْمَاءِ ڪَذَلِكَ فُتِحَتْ أَيْضًا فِي ڪَأَنَّكَ قَائِمٌ، لِأَنَّ قَبْلَهَا عَامِلًا قَدْ جَرَّهَا; وَأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ:

فَبَادَ حَتَّى لَكَأَنْ لَمْ يَسْكُنِ     فَالْيَوْمَ أَبْكِي وَمَتَى لَمْ يُبْكِنِي

فَإِنَّهُ أَكَّدَ الْحَرْفَ بِاللَّامِ; وَقَوْلُهُ:

كَأَنَّ دَرِيئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا     لِنَصْلِ السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ

أَعْمَلَ مَعْنَى التَّشْبِيهِ فِي ڪَأَنَّ فِي الظَّرْفِ الزَّمَانِيِّ الَّذِي هُوَ لَمَّا الْتَقَيْنَا، وَجَازَ ذَلِكَ فِي ڪَأَنَّ لِمَا فِيهَا مِنْ مَعْنَى التَّشْبِيهِ، وَقَدْ تُخَفَّفُ أَنَّ وَيُرْفَعُ مَا بَعْدَهَا; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَنْ تَقْرَآنِ عَلَى أَسْمَاءَ وَيْحَكُمَا     مِنِّي السَّلَامَ وَأَنْ لَا تُعْلِمَا أَحَدَا

قَالَ ابْنُ جِنِّي: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ – رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى – لَمْ رَفَعَ تَقْرَآنِ؟ فَقَالَ: أَرَادَ النُّونَ الثَّقِيلَةَ أَيْ أَنَّكُمَا تَقْرَآنِ; قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: وَأَوْلَى أَنِ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ الْفِعْلَ بِلَا عِوَضٍ ضَرُورَةً; قَالَ: وَهَذَا عَلَى ڪُلِّ حَالٍ وَإِنْ ڪَانَ فِيهِ بَعْضُ الصَّنْعَةِ فَهُوَ أَسْهَلُ مِمَّا ارْتَكَبَهُ الْكُوفِيُّونَ; قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى فِي تَفْسِيرِ أَنْ تَقْرَآنِ; قَالَ: شَبَّهَ أَنْ بِمَا; فَلَمْ يُعْمِلْهَا فِي صِلَتِهَا; وَهَذَا مَذْهَبُ الْبَغْدَادِيِّينَ; قَالَ: وَفِي هَذَا بُعْدٌ; وَذَلِكَ أَنْ لَا تَقَعَ إِذَا وُصِلَتْ حَالًا أَبَدًا; إِنَّمَا هِيَ لِلْمُضِيِّ أَوْ الِاسْتِقْبَالِ نَحْوَ سَرَّنِي أَنْ قَامَ; وَيَسُرُّنِي أَنْ تَقُومَ; وَلَا تَقُولُ سَرَّنِي أَنْ يَقُومَ، وَهُوَ فِي حَالِ قِيَامٍ; وَمَا إِذَا وُصِلَتْ بِالْفِعْلِ وَكَانَتْ مَصْدَرًا فَهِيَ لِلْحَالِ أَبَدًا نَحْوَ قَوْلِكَ: مَا تَقُومُ حَسَنٌ أَيْ قِيَامُكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ حَسَنٌ; فَيَبْعُدُ تَشْبِيهُ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِالْأُخْرَى; وَوُقُوعُ ڪُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَوْقِعَ صَاحِبَتِهَا; وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَنْصِبُ بِهَا مُخَفَّفَةً; وَتَكُونُ أَنْ فِي مَوْضِعِ أَجَلْ. غَيْرُهُ: وَأَنَّ الْمَفْتُوحَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ; وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: إِئْتِ السُّوقَ أَنَّكَ تَشْتَرِي لَنَا سَوِيقًا أَيْ لَعَلَّكَ، وَعَلَيْهِ وُجِّهَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ; إِذْ لَوْ ڪَانَتْ مَفْتُوحَةً عَنْهَا لَكَانَ ذَلِكَ عُذْرًا لَهُمْ، قَاْلَ الْفَارِسِيُّ: فَسَأَلْتُ عَنْهَا أَبَا بَكْرٍ أَوَانَ الْقِرَاءَةِ فَقَالَ: هُوَ ڪَقَوْلِ الْإِنْسَانِ إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ فَلَا يَفْهَمُ، فَتَقُولُ أَنْتَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ لَا يَفْهَمُ. وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ: لَعَلَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ حُطَائِطُ بْنُ يَعْفُرَ، وَيُقَالُ هُوَ لِدُرَيْدٍ:

أَرِينِي جَوَادًا مَاتَ هَزْلًا لِأَنَّنِي     أَرَى مَا تَرَيْنَ أَوْ بَخِيلًا مُخَلَّدًا

، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَنْشَدَهُ أَبُو زَيْدٍ لِحَاتِمٍ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُهُ فِي شِعْرِ مَعْنِ بْنِ أَوْسٍ الْمُزَنِيِّ، قَاْلَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

أَعَاذِلَ، مَا يُدْرِيكِ أَنَّ مَنِيَّتِي     إِلَى سَاعَةٍ فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ؟

أَيْ لَعَلَّ مَنِيَّتِي; وَيُرْوَى بَيْتُ جَرِيرٍ:

هَلَ انْتُمْ عَائِجُونَ بِنَا لِأَنَّا     نَرَى الْعَرَصَاتِ أَوْ أَثَرَ الْخِيَامِ

قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْتُ فِي أَنَّ فِي بَيْتِ عَدِيٍّ قَوْلَهُ – سُبْحَانَهُ -: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَتُبْدِلُ مِنْ هَمْزَةِ أَنَّ مَفْتُوحَةً عَيْنًا فَتَقُولُ: عَلِمْتُ عَنَّكَ مُنْطَلِقٌ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قَاْلَ الْمُهَاجِرُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ فَضَلُونَا، إِنَّهُمْ آوَوْنَا وَفَعَلُوا بِنَا وَفَعَلُوا، فَقَالَ: تَعْرِفُونَ ذَلِكَ لَهُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَكَذَا جَاءَ مَقْطُوعَ الْخَبَرِ وَمَعْنَاهُ إَنَّ اعْتِرَافَكُمْ بِصَنِيعِهِمْ مُكَافَأَةٌ مِنْكُمْ لَهُمْ; وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: مَنْ أُزِلَّتْ إِلَيْهِ نِعْمَةٌ فَلْيُكَافِئْ بِهَا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُظْهِرْ ثَنَاءً حَسَنًا، فَإِنَّ ذَلِكَ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّهُ قَاْلَ لِابْنِ عُمَرَ فِي سِيَاقِ ڪَلَامٍ وَصَفَهِ بِهِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنِ اخْتِصَارَاتِهِمُ الْبَلِيغَةِ وَكَلَامِهِمُ الْفَصِيحِ. وَأَنَّى: ڪَلِمَةٌ مَعْنَاهَا ڪَيْفَ وَأَيْنَ. التَّهْذِيبُ: وَأَمَّا إِنِ الْخَفِيفَةُ فَإِنَّ الْمُنْذِرِيَّ رَوَى عَنِ ابْنِ الزَّيْدِيِّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنْ تَقَعُ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآنِ مَوْضَعَ مَا، ضَرْبُ قَوْلِهِ: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ; مَعْنَاهُ: مَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَمِثْلُهُ: لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ ڪُنَّا فَاعِلِينَ، أَيْ مَا ڪُنَّا فَاعِلِينَ، قَالَ: وَتَجِيءُ إِنْ فِي مَوْضِعِ لَقَدْ، ضَرْبُ قَوْلِهِ – تَعَالَى -: إِنْ ڪَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا; الْمَعْنَى: لَقَدْ ڪَانَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ مِنَ الْقَوْمِ، وَمِثْلُهُ: وَإِنْ ڪَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ، وَإِنْ ڪَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ; وَتَجِيءُ إِنْ بِمَعْنَى إِذْ، ضَرْبُ قَوْلِهِ: اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ ڪُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، الْمَعْنَى إِذْ ڪُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ ڪُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ، مَعْنَاهُ إِذْ ڪُنْتُمْ، قَالَ: وَأَنْ بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ قَدْ تَكُونُ فِي مَوْضِعِ إِذْ أَيْضًا، وَإِنْ بَخَفْضِ الْأَلِفِ تَكُونُ مَوْضِعَ إِذَا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا; مَنْ خَفَضَهَا جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ إِذَا وَمَنْ فَتَحَهَا جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ إِذْ عَلَى الْوَاجِبِ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ، مَنْ خَفَضَهَا جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ إِذَا، وَمَنْ نَصَبَهَا فَفِي إِذْ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى; قَالَ: إِنْ فِي مَعْنَى قَدْ، قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: الْعَرَبُ تَقُولُ إِنْ قَامَ زِيدٌ بِمَعْنَى قَدْ قَامَ زَيْدٌ; قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَهُ فَظَنَنْتُهُ شَرْطًا، فَسَأَلْتُهُمْ فَقَالُوا: نُرِيدُ قَدْ قَامَ زَيْدٌ وَلَا نُرِيدُ مَا قَامَ زَيْدٌ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: إِنِ الْخَفِيفَةُ أُمُّ الْجَزَاءِ، وَالْعَرَبُ تُجَازِي بِحُرُوفِ الِاسْتِفْهَامِ ڪُلِّهَا وَتَجْزِمُ بِهَا الْفِعْلَيْنِ الشَّرْطَ وَالْجَزَاءَ إِلَّا الْأَلِفَ وَهَلْ، فَإِنَّهُمَا يَرْفَعَانِ مَا يَلِيهِمَا. وَسُئِلَ ثَعْلَبٌ: إِذَا قَاْلَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ: إِنْ دَخَلْتِ الدَّارَ إِنْ ڪَلَّمْتِ أَخَاكِ فَأَنْتِ طَالِقٌ، مَتَى تَطْلُقُ؟ فَقَالَ: إِذَا فَعَلَتْهُمَا جَمِيعًا، قِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ بِشَرْطَيْنِ، قِيلَ لَهُ: فَإِنْ قَاْلَ لَهَا أَنْتِ طَالِقٌ إِنِ احْمَرَّ الْبُسْرُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ مَسْأَلَةُ مُحَالٍ لِأَنَّ الْبُسْرَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَحْمَرَّ، قِيلَ لَهُ: فَإِنْ قَاْلَ أَنْتِ طَالِقٌ إِذَا احْمَرَّ الْبُسْرُ؟ قَالَ: هَذَا شَرْطٌ صَحِيحٌ تَطْلُقُ إِذَا احْمَرَّ الْبُسْرُ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا أُثْبِتَ لَنَا عَنْهُ: إِنْ قَاْلَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ لَمْ أُطَلِّقْكِ لَمْ يَحْنَثْ حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُطَلِّقُهَا بِمَوْتِهِ أَوْ بِمَوْتِهَا، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الْكُوفِيِّينَ، وَلَوْ قَاْلَ إِذَا لَمْ أُطَلِّقْكِ وَمَتَى مَا لَمْ أُطَلِّقْكِ فَأَنْتِ طَالِقٌ، فَسَكَتَ مُدَّةً يُمْكِنُهُ فِيهَا الطَّلَاقُ، طَلُقَتْ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنْ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ، وَيُوصَلُ بِهَا مَا زَائِدَةٌ; قَاْلَ زُهَيْرٌ:

مَا إِنْ يَكَادُ يُخَلِّيهِمْ لِوِجْهَتِهِمْ     تَخَالُجُ الْأَمْرِ إِنَّ الْأَمْرَ مُشْتَرَكُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ تُزَادُ إِنْ بَعْدَ مَا الظَّرْفِيَّةِ، ڪَقَوْلِ الْمَعْلُوطِ بْنِ بَذْلٍ الْقُرَيْعِيِّ أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ:

وَرَجَّ الْفَتَى لِلْخَيْرِ، مَا إِنْ رَأَيْتَهُ     عَلَى السِّنِّ خَيْرًا لَا يَزَالُ يَزِيدُ

، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا دَخَلَتْ إِنْ عَلَى مَا، وَإِنْ ڪَانَتْ مَا هَاهُنَا مَصْدَرِيَّةً لِشَبَهِهَا لَفْظًا بِمَا النَّافِيَةِ الَّتِي تُؤَكَّدُ بِأَنْ، وَشِبْهُ اللَّفْظِ بَيْنَهُمَا يُصَيِّرُ مَا الْمَصْدَرِيَّةَ إِلَى أَنَّهَا ڪَأَنَّهَا مَا الَّتِي مَعْنَاهَا النَّفْيِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ لَمْ تَجْذِبْ إِحْدَاهُمَا إِلَى أَنَّهَا ڪَأَنَّهَا بِمَعْنَى الْأُخْرَى لَمْ يَجُزْ لَكَ إِلْحَاقُ إِنْ بِهَا؟ قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَقَوْلُهُمُ افْعَلْ ڪَذَا وَكَذَا إِمَّا لَا، أَلْزَمُوهَا مَا عِوَضًا، وَهَذَا أَحْرَى إِذْ ڪَانُوا يَقُولُونَ آثِرًا مَا، فَيُلْزِمُونَ مَا، شَبَّهُوهَا بِمَا يَلْزَمُ مِنَ النُّونَاتِ فِي لَأَفْعَلَنَّ، وَاللَّامِ فِي إِنْ ڪَانَ لَيَفْعَلُ، وَإِنْ ڪَانَ لَيْسَ مِثْلَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ شَاذٌّ، وَيَكُونُ الشَّرْطُ نَحْوَ إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ. وَفِي حَدِيثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: إِمَّا لَا فَلَا تَبَايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَذِهِ ڪَلِمَةٌ تَرِدُ فِي الْمُحَاوَرَاتِ ڪَثِيرًا، وَقَدْ جَاءَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَأَصْلُهَا إِنْ وَمَا وَلَا، فَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي الْمِيمِ، وَمَا زَائِدَةٌ فِي اللَّفْظِ لَا حُكْمَ لَهَا، وَقَدْ أَمَالَتِ الْعَرَبُ لَا إِمَالَةً خَفِيفَةً، وَالْعَوَامُّ يُشْبِعُونَ إِمَالَتَهَا فَتَصِيرُ أَلِفُهَا يَاءً، وَهِيَ خَطَأٌ، وَمَعْنَاهَا إِنْ لَمْ تَفْعَلْ هَذَا فَلْيَكُنْ هَذَا. وَأَمَّا إِنِ الْمَكْسُورَةُ فَهُوَ حَرْفُ الْجَزَاءِ، يُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ ڪَقَوْلِكَ: إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ، وَإِنْ جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ; وَرُبَّمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ، ڪَمَا قَاْلَ الْأَغْلَبُ الْعِجْلِيُّ:

مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا     أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنْ هُنَا زَائِدَةٌ وَلَيْسَ نَفْيًا ڪَمَا ذَكَرَ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ، تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُ أَيَ مَا فَعَلْتُ، قَالَ: وَأَنْ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا; قَالَ: وَأَنْ قَدْ تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ; وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ، يُرِيدُ وَمَا لَهُمْ لَا يُعَذِّبُهُمْ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ إِنَّهَا تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا، وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً، قَالَ: هَذَا ڪَلَامٌ مُكَرَّرٌ لِأَنَّ الصِّلَةَ هِيَ الزَّائِدَةُ، وَلَوْ ڪَانَتْ زَائِدَةً فِي الْآيَةِ لَمْ تَنْصِبِ الْفِعْلَ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً مَعَ مَا ڪَقَوْلِكَ: مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الْمُشَدَّدَةِ فَهَذِهِ لَا بُدَّ  مِنْ أَنْ يَدْخُلَ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ ڪَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: إِنْ ڪُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ; وَإِنْ زَيْدٌ لَأَخُوكَ، لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِإِنِ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللَّامُ هُنَا دَخَلَتْ فَرْقًا بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِيجَابِ، وَإِنْ هَذِهِ لَا يَكُونُ لَهَا اسْمٌ وَلَا خَبَرٌ، فَقَوْلُهُ: دَخَلَتِ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا لَا مَعْنَى لَهُ، وَقَدْ تَدْخُلُ هَذِهِ اللَّامُ مَعَ الْمَفْعُولِ فِي نَحْوِ إِنْ ضَرَبْتُ لَزَيْدًا، وَمَعَ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِكَ إِنْ قَامَ لَزَيْدٌ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي عَنْ قُطْرُبٍ أَنْ طَيِّئًا تَقُولُ: هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ يُرِيدُونَ إِنْ، فَيُبْدِلُونَ، وَتَكُونُ زَائِدَةً مَعَ النَّافِيَةِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَعْطِهِ إِنْ شَاءَ أَيْ إِذَا شَاءَ، وَلَا تُعْطِهِ إِنْ شَاءَ، مَعْنَاهُ إِذَا شَاءَ فَلَا تُعْطِهِ. وَأَنْ تَنْصِبُ الْأَفْعَالَ الْمُضَارَعَةَ مَا لَمْ تَكُنْ فِي مَعْنَى أَنَّ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَقَوْلُهُمْ أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقًا انْطَلَقْتُ مَعَكَ إِنَّمَا هِيَ أَنْ ضُمَّتْ إِلَيْهَا مَا، وَهِيَ مَا لِلتَّوْكِيدِ، وَلَزِمَتْ ڪَرَاهِيَةَ أَنْ يُجْحِفُوا بِهَا لِتَكُونَ عِوَضًا مِنْ ذَهَابِ الْفِعْلِ، ڪَمَا ڪَانَتِ الْهَاءُ وَالْأَلِفُ عِوَضًا فِي الزَّنَادِقَةِ وَالْيَمَانِيُّ مِنَ الْيَاءِ; فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:

تَعَرَّضَتْ لِي بِمَكَانٍ حِلِّ     تَعَرُّضَ الْمُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ
تَعَرُّضًا لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلًا لِي

فَإِنَّهُ أَرَادَ لَمْ تَأْلُ أَنْ قَتْلًا أَيْ أَنْ قَتَلَتْنِي، فَأَبْدَلَ الْعَيْنَ مَكَانَ الْهَمْزَةِ، وَهَذِهِ عَنْعَنَةُ تَمِيمٍ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ الْحِكَايَةَ ڪَأَنَّهُ حَكَى النَّصْبَ الَّذِي ڪَانَ مُعْتَادًا فِي قَوْلِهَا فِي بَابِهِ، أَيْ ڪَانَتْ تَقُولُ قَتْلًا قَتْلًا أَيْ أَنَا أَقْتُلُهُ قَتْلًا، ثُمَّ حَكَى مَا ڪَانَتْ تَلَفَّظُ بِهِ; وَقَوْلُهُ:

إِنِّي زَعِيمٌ يَا نُوَيْ     قَةُ إِنْ نَجَوْتِ مِنَ الرَّزَاحِ
أَنْ تَهْبِطِينَ بِلَادَ قَوْ     مٍ يَرْتَعُونَ مِنَ الطِّلَاحِ

قَالَ ثَعْلَبٌ: قَاْلَ الْفَرَّاءُ هَذِهِ أَنَّ الدَّائِرَةُ يَلِيهَا الْمَاضِي وَالدَّائِمُ فَتَبْطُلُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا وَلِيَهَا الْمُسْتَقْبَلُ بَطَلَتْ عَنْهُ ڪَمَا بَطَلَتْ عَنِ الْمَاضِي وَالدَّائِمِ، وَتَكُونُ زَائِدَةً مَعَ لَمَّا الَّتِي بِمَعْنَى حِينَ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ نَحْوَ قَوْلِهِ: وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا; قَاْلَ بَعْضُهُمْ: لَا يَجُوزُ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا لِأَنَّهَا تَأْتِي لِيُعَبَّرَ بِهَا وَبِمَا بَعْدَهَا عَنْ مَعْنَى الْفِعْلِ الَّذِي قَبْلُ، فَالْكَلَامُ شَدِيدُ الْحَاجَةِ إِلَى مَا بَعْدَهَا لِيُفَسَّرَ بِهِ مَا قَبْلَهَا، فَبِحَسَبِ ذَلِكَ امْتَنَعَ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا، وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ: وَأَنْ نِصْفُ اسْمٍ تَمَامُهُ تَفْعَلَ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَيْضًا: أَعْطِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ أَيْ لَا تُعْطِهِ إِذَا شَاءَ، وَلَا تُعْطِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ، مَعْنَاهُ إِذَا شَاءَ فَأَعْطِهِ، وَفِي حَدِيثِ رُكُوبِ الْهَدْيِ: قَاْلَ لَهُ ارْكَبْهَا، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ فَقَالَ: ارْكَبْهَا وَإِنْ، أَيْ وَإِنْ ڪَانَتْ بَدَنَةً. التَّهْذِيبُ: لِلْعَرَبِ فِي أَنَا لُغَاتٌ، وَأَجْوَدُهَا أَنَّكَ إِذَا وَقَفْتَ عَلَيْهَا قُلْتَ أَنَا بِوَزْنِ عَنَا، وَإِذَا مَضَيْتَ عَلَيْهَا قُلْتَ أَنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِوَزْنِ عَنْ فَعَلْتُ، تُحَرِّكُ النُّونَ فِي الْوَصْلِ، وَهِيَ سَاكِنَةٌ مِنْ مِثْلِهِ فِي الْأَسْمَاءِ غَيْرِ الْمُتَمَكِّنَةِ مِثْلِ مَنْ وَكَمْ إِذَا تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَيُثْبِتُ الْأَلِفَ فِي الْوَصْلِ وَلَا يُنَوِّنُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّنُ النُّونَ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، فَيَقُولُ: أَنْ قُلْتُ ذَلِكَ، وَقُضَاعَةُ تَمُدُّ الْأَلِفَ الْأُولَى آنَ قُلْتُهُ; قَاْلَ عَدِيٌّ:

يَا لَيْتَ شِعْرِي آنَ ذُو عَجَّةٍ     مَتَى أَرَى شَرْبًا حَوَالَيْ أَصِيصْ؟

، وَقَالَ الْعُدَيْلُ فِيمَنْ يُثْبِتُ الْأَلِفَ:

أَنَا عَدْلُ الطِّعَانِ لِمَنْ بِغَانِي     أَنَا الْعَدْلُ الْمُبَيِّنُ فَاعْرِفُونِي!

وَأَنَا لَا تَثْنِيَةَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ إِلَّا بِنَحْنُ، وَيَصْلُحُ نَحْنُ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، فَإِنْ قِيلَ: لِمَ ثَنَّوْا أَنْتَ فَقَالُوا أَنْتُمَا وَلَمْ يُثَنُّوا أَنَا؟ فَقِيلَ: لَمَّا لَمْ تَجُزْ أَنَا وَأَنَا لِرَجُلٍ آخَرَ لَمْ يُثَنُّوا، وَأَمَّا أَنْتَ فَثَنَّوْهُ بِأَنْتُمَا لِأَنَّكَ تُجِيزُ أَنْ تَقُولَ لِرَجُلٍ أَنْتَ وَأَنْتَ لِآخَرَ مَعَهُ، فَلِذَلِكَ ثُنِّيَ، وَأَمَّا إِنِّي فَتَثْنِيَتُهُ إِنَّا، وَكَانَ فِي الْأَصْلِ إِنَّنَا فَكَثُرَتِ النُّونَاتُ فَحُذِفَتْ إِحْدَاهَا،، وَقِيلَ إِنَّا، وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ الْآيَةَ الْمَعْنَى إِنَّنَا أَوْ إِنَّكُمْ، فَعُطِفَ إِيَّاكُمْ عَلَى الِاسْمِ فِي قَوْلِهِ إِنَّا عَلَى النُّونِ وَالْأَلِفِ ڪَمَا تَقُولُ إِنِّي وَإِيَّاكَ، مَعْنَاهُ إِنِّي وَإِنَّكَ، فَافْهَمْهُ; قَالَ:

إِنَّا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَعْدَكُمْ     فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتُ فَجَارِ

إِنَّا تَثْنِيَةُ إِنِّي فِي الْبَيْتِ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ أَنَا فَهُوَ اسْمٌ مَكْنِيٌّ، وَهُوَ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ، وَإِنَّمَا يُبْنَى عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنَّ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ، وَالْأَلِفُ الْأَخِيرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ، فَإِنْ وُسِّطَتْ سَقَطَتْ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ ڪَمَا قَالَ:

أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي     جَمِيعًا قَدْ تَذَرَّيْتُ السَّنَامَا

وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ يُوصَلُ بِهَا تَاءُ الْخِطَابِ فَيَصِيرَانِ ڪَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ، تَقُولُ: أَنْتَ، وَتَكْسِرُ لِلْمُؤَنَّثِ، وَأَنْتُمْ وَأَنْتُنَّ، وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهِ ڪَافُ التَّشْبِيهِ فَتَقُولُ: أَنْتَ ڪَأَنَّا وَأَنَا ڪَأَنْتَ; حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ، وَكَافُ التَّشْبِيهِ لَا تَتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ، وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بِالْمُظْهَرِ، تَقُولُ: أَنْتَ ڪَزَيْدٍ، وَلَا تَقُولُ: أَنْتَ ڪِي، إِلَّا أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ عِنْدَهُمْ ڪَانَ بِمَنْزِلَةِ الْمُظْهَرِ، فَلِذَلِكَ حَسُنَ وَفَارَقَ الْمُتَّصِلَ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَنَ اسْمُ الْمُتَكَلِّمِ، فَإِذَا وَقَفْتَ أَلْحَقْتَ أَلِفًا لِلسُّكُوتِ، مَرْوِيٌّ عَنْ قُطْرُبٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي أَنَ خَمْسُ لُغَاتٍ: أَنَ فَعَلْتُ، وَأَنَا فَعَلْتُ، وَآنَ فَعَلْتُ، وَأَنْ فَعَلْتُ، وَأَنَهْ فَعَلْتُ; حَكَى ذَلِكَ عَنْهُ ابْنُ جِنِّي; قَالَ: وَفِيهِ ضَعْفٌ ڪَمَا تَرَى; قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: يَجُوزُ الْهَاءُ فِي أَنَهْ بَدَلًا مِنَ الْأَلِفِ فِي أَنَا لِأَنَّ أَكْثَرَ الِاسْتِعْمَالِ إِنَّمَا هُوَ أَنَا بِالْأَلِفِ وَالْهَاءِ قِبَلَهُ، فَهِيَ بَدَلٌ مِنَ الْأَلِفِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْهَاءُ أُلْحِقَتْ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ ڪَمَا أُلْحِقَتِ الْأَلِفُ، وَلَا تَكُونُ بَدَلًا مِنْهَا بَلْ قَائِمَةً بِنَفْسِهَا ڪَالَّتِي فِي ڪِتَابِيَهْ وَحِسَابِيَهْ، وَرَأَيْتُ فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ عَنِ الْأَلِفِ الَّتِي تَلْحَقُ فِي أَنَا لِلسُّكُوتِ: وَقَدْ تُحْذَفُ، وَإِثْبَاتُهَا أَحْسَنُ. وَأَنْتَ: ضَمِيرُ الْمُخَاطَبِ، الِاسْمُ أَنْ وَالتَّاءُ عَلَامَةُ الْمُخَاطَبِ، وَالْأُنْثَى أَنْتِ، وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَنْتُمَا، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِتَثْنِيَةِ أَنْتَ إِذْ لَوْ ڪَانَ تَثْنِيَتَهُ لَوَجَبَ أَنْ تَقُولَ فِي أَنْتَ أَنْتَانِ، إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ مَصُوغٌ يَدُلُّ عَلَى التَّثْنِيَةِ ڪَمَا صِيغَ هَذَانِ وَهَاتَانِ وَكُمَا مِنْ ضَرَبْتُكُمَا، وَهُمَا يَدُلُّ عَلَى التَّثْنِيَةِ، وَهُوَ غَيْرُ  مُثَنًّى عَلَى حَدِّ زَيْدٍ وَزَيْدَانِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَيْ بَلِيغٌ.

معنى كلمة أنن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنم: الْأَنَامُ: مَا ظَهَرَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ الْأَنِيمُ، وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ; هُمُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا قَالُوا أَنَّ اللَّهَ – تَعَالَى – قَاْلَ بِعَقِبِ ذِكْرِهِ الْأَنَامَ إِلَى قَوْلِهِ: وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، وَلَمْ يَجْرِ لِلْجِنِّ ذِكْرٌ قَبْلَ ذَلِكَ إِنَّمَا ذَكَرَ الْجَانَّ بَعْدَهُ فَقَالَ: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ ڪَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ; وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ هُمَا الثَّقَلَانِ، وَقِيلَ: جَازَ مُخَاطَبَةُ الثَّقَلَيْنِ قَبْلَ ذِكْرِهِمَا مَعًا لِأَنَّهُمَا ذُكِرَا بِعَقِبِ الْخِطَابِ; قَاْلَ الْمُثَقَّبُ الْعَبْدِيُّ:

فَمَا أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَرْضًا أُرِيدُ الْخَيْرَ أَيُّهُمَا يَلِينِي؟     أَأَلْخَيْرُ الَّذِي أَنَا أَبْتَغِيهِ
أَمِ الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِينِي؟

قَالَ: أَيُّهُمَا وَلَمْ يَجْرِ لِلشَّرِّ ذِكْرٌ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْبَيْتِ.

معنى كلمة أنم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة انكلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة انكلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


انكلس: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الشَّلِقُ الْأَنْكَلَيْسُ، وَمَرَّةً قَالَ: الْأَنْقَلَيْسُ، وَهُوَ السَّمَكُ الْجِرِّيُّ وَالْجِرِّيتُ; وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَالْأَلِفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهُمَا، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: أُرَاهَا مُعَرَّبَةً. ‏ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّهُ بَعَثَ إِلَى السُّوقِ فَقَالَ لَا تَأْكُلُوا الْأَنْكَلِيسَ; هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا، سَمَكٌ شَبِيهٌ بِالْحَيَّاتِرَدِيءُ الْغِذَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى ” الْمَارْمَاهِي ” وَإِنَّمَا ڪَرِهَهُ لِهَذَا لَا لِأَنَّهُ حَرَامٌ، وَرَوَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ عَمَّارٍ وَقَالَ: الْأَنْقَلِيسُ، بِالْقَافِ لُغَةٌ فِيهِ.

معنى كلمة انكلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنك: الْآنُكُ: الْأُسْرُبُّ، وَهُوَ الرَّصَاصُ الْقَلْعِيُّ، وَقَالَ ڪُرَاعٌ: هُوَ الْقَزْدِيرُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِ فَاعُلٍ غَيْرِهِ، فَأَمَّا ڪَابُلُ فَأَعْجَمِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَيْنَةٍ صَبَّ اللَّهُ الْآنُكَ فِي أُذُنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ هُمْ لَهُ ڪَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ; قَاْلَ الْقُتَيْبِيُّ: الْآنُكُ الْأُسْرُبُّ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَحْسَبُهُ مُعَرَّبًا، وَقِيلَ: هُوَ الرَّصَاصُ الْأَبْيَضُ، وَقِيلَ الْأَسْوَدُ، وَقِيلَ هُوَ الْخَالِصُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَجِئْ عَلَى أَفْعُلٍ وَاحِدًا غَيْرُ هَذَا، فَأَمَّا أَشُدٌّ فَمُخْتَلِفٌ فِيهِ، هَلْ هُوَ وَاحِدٌ أَوْ جَمْعٌ، وَقِيلَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْآنُكُ فَاعُلًا لَا أَفْعُلًا قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: أَفْعُلٌ مِنْ أَبْنِيَةِ الْجَمْعِ وَلَمْ يَجِئْ عَلَيْهِ لِلْوَاحِدِ إِلَّا آنُكٌ وَأَشُدٌّ; قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرٍ عَرَبِيٍّ، وَالْقِطْعَةُ الْوَاحِدَةُ آنُكَةٌ; قَاْلَ رُؤْبَةُ:

فِي جَسْمِ جَدْلٍ صَلْهَبِيٍّ عَمَمُهْ يَأْنُكُ عَنْ تَفْئِيمِهِ مُفَأَمُهْ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا أَدْرِي مَا يَأْنُكُ، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يَأْنُكُ يُعَظَّمُ.

معنى كلمة أنك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنقلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنقلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


انقلس: الْأَنْقَيْلَسُ وَالْأَنْقَلَيْسُ: سَمَكَةٌ عَلَى خِلْقَةِ حَيَّةٍ، وَهِيَ عَجَمِيَّةٌ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الشَّلِقُ الْأَنْكَلَيْسُ، وَمَرَّةً قَالَ: الْأَنْقَلَيْسُ، وَهُوَ السَّمَكُ الْجِرِّيُّ وَالْجِرِّيتُ; وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَالْأَلِفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الْأَلِفَ وَاللَّامَ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: أُرَاهَا مُعَرَّبَةً.

معنى كلمة أنقلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أَنَقَ: الْأَنَقُ: الْإِعْجَابُ بِالشَّيْءِ. تَقُولُ: أَنِقْتُ بِهِ وَأَنَا آنَقُ بِهِ أَنَقًا وَأَنَا بِهِ أَنِقٌ: مُعْجَبٌ. وَإِنَّهُ لَأَنِيقٌ مُؤَنَّقٌ: لِكُلِّ شَيْءٍ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُ. وَقَدْ أَنِقَ بِالشَّيْءِ وَأَنِقَ لَهُ أَنَقًا، فَهُوَ بِهِ أَنِقٌ: أُعْجِبَ. وَأَنَا بِهِ أَنِقٌ أَيْ مُعْجَبٌ قَالَ:
إِنَّ الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وَزُمَّلِقْ جَاءَتْ بِهِ عَنْسٌ مِنَ الشَّامِ تَلِقْ     لَا أَمِنٌ جَلِيسُهُ وَلَا أَنِقْ
أَيْ لَا يَأْمَنُهُ وَلَا يَأْنَقُ بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَنِقْتُ بِالشَّيْءِ أَيِ أُعْجِبْتُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِأَرْبَعٍ فَآنَقَتْنِي أَيِ أَعْجَبَتْنِي; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَالْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ أَيْنَقْنَنِي. وَلَيْسَ بِشَيْءٍ; قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: لَا أَيْنَقُ بِحَدِيثِهِ أَيْ لَا أُعْجَبُ، وَهِيَ هَكَذَا تُرْوَى. وَآنَقَنِي الشَّيْءُ يُؤْنِقُنِي إِينَاقًا: أَعْجَبَنِي. وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: أَنِقْتُ الشَّيْءَ أَحْبَبْتُهُ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَوْلُهُمْ: رَوْضَةٌ أَنِيقٌ، فِي مَعْنَى مَأْنُوقَةٍ أَيْ مَحْبُوبَةٍ، وَأَمَّا أَنِيقَةٌ فَبِمَعْنَى مُؤْنِقَةٍ. يُقَالُ: آنَقَنِي الشَّيْءُ فَهُوَ مُؤْنِقٌ وَأَنِيقٌ، وَمِثْلُهُ مُؤْلِمٌ وَأَلِيمٌ وَمُسْمِعٌ وَسَمِيعٌ; وَقَالَ:

أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ

وَمِثْلُهُ مُبْدِعٌ وَبَدِيعٌ; قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ; وَمُكِلٌّ وَكَلِيلٌ قَاْلَ الْهُذَلِيُّ:

حَتَّى شَآهَا ڪَلِيلٌ مَوْهِنًا عَمِلٌ     بَاتَتْ طِرَابًا وَبَاتَ اللَّيْلُ لَمْ يَنَمِ

وَالْأَنَقُ: حُسْنُ الْمَنْظَرِ وَإِعْجَابُهُ إِيَّاكَ. وَالْأَنَقُ: الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ، وَقَدْ أَنِقَ، بِالْكَسْرِ، يَأْنَقُ أَنَقًا. وَالْأَنَقُ: النَّبَاتُ الْحَسَنُ الْمُعْجَبُ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ; قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ: يَا حَبَّذَا الْخَلَاءَ آكُلُ أَنَقِي وَأَلْبَسُ خَلَقِي! وَقَالَ الرَّاجِزُ:

جَاءَ بَنُو عَمِّكَ رُوَّادُ الْأَنَقْ

، وَقِيلَ: الْأَنَقُ اطِّرَادُ الْخُضْرَةِ فِي عَيْنَيْكَ لِأَنَّهَا تُعْجِبُ رَائِيَهَا. وَشَيْءٌ أَنِيقٌ: حَسَنٌ مُعْجِبٌ. وَتَأَنَّقَ فِي الْأَمْرِ إِذَا عَمِلَهُ بِنِيقَةٍ مِثْلَ تَنَوَّقَ، وَلَهُ إِنَاقَةٌ وَأَنَاقَةٌ وَلَبَاقَةٌ. وَتَأَنَّقَ فِي أُمُورِهِ: تَجَوَّدَ وَجَاءَ فِيهَا بِالْعَجَبِ. وَتَأَنَّقَ الْمَكَانَ: أَعْجَبُهُ فَعَلِقَهُ لَا يُفَارِقُهُ. وَتَأَنَّقَ فُلَانٌ فِي الرَّوْضَةِ إِذَا وَقَعَ فِيهَا مُعْجَبًا بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا وَقَعْتُ فِي آلِ حم وَقَعْتُ فِي رَوْضَاتٍ أَتَأَنَّقُهُنَّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقَعْتُ فِي رَوْضَاتٍ دَمِثَاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ; أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ أَتَتَبَّعُ مَحَاسِنَهُنَّ وَأُعْجَبُ بِهِنَّ وَأَسْتَلِذُّ قِرَاءَتَهُنَّ وَأَتَمَتَّعُ بِمَحَاسِنِهِنَّ; وَمِنْهُ قِيلَ: مَنْظَرٌ أَنِيقٌ إِذَا ڪَانَ حَسَنًا مُعْجِبًا، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: مَا مِنْ عَاشِيَةٍ أَشَدُّ أَنَقًا وَلَا أَبْعَدُ شِبَعًا مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ أَيْ أَشَدُّ إِعْجَابًا وَاسْتِحْسَانًا وَمَحَبَّةً وَرَغْبَةً. وَالْعَاشِيَةُ مِنَ الْعَشَاءِ:، وَهُوَ الْأَكْلُ بِاللَّيْلِ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: لَيْسَ الْمُتَعَلِّقِ ڪَالْمُتَأَنِّقِ; مَعْنَاهُ لَيْسَ الْقَانِعُ بِالْعُلْقَةِ، وَهِيَ الْبُلْغَةُ مِنَ الْعَيْشِ ڪَالَّذِي لَا يَقْنَعُ إِلَّا بِآنَقِ الْأَشْيَاءِ وَأَعْجَبِهَا. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَأَنَّقُ أَيْ يَطْلُبُ آنَقَ الْأَشْيَاءِ. أَبُو زَيْدٍ: أَنِقْتُ الشَّيْءَ أَنَقًا إِذَا أَحْبَبْتَهُ; وَتَقُولُ: رَوْضَةٌ أَنِيقٌ وَنَبَاتٌ أَنِيقٌ. وَالْأَنُوقُ عَلَى فَعُولٍ: الرَّخَمَةُ، وَقِيلَ: ذَكَرُ الرَّخَمِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَنْوَقَ الرَّجُلُ إِذَا اصْطَادَ الْأَنُوقَ، وَهِيَ الرَّخَمَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعَزُّ مِنْ بَيْضِ الْأَنُوقِ لِأَنَّهَا تُحْرِزُهُ فَلَا يَكَادُ يُظْفَرُ بِهِ لِأَنَّ أَوْكَارَهَا فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ وَالْأَمَاكِنِ الصَّعْبَةِ الْبَعِيدَةِ، وَهِيَ تُحَمَّقُ مَعَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -: تَرَقَّيْتُ إِلَى مَرْقَاةٍ يَقْصُرُ دُونَهَا الْأَنُوقُ; هِيَ الرَّخَمَةُ لِأَنَّهَا تَبِيضُ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ وَالْأَمَاكِنِ الصَّعْبَةِ; وَفِي الْمَثَلِ:

طَلَبَ الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ فَلَمَّا     لَمْ يَجِدْهُ أَرَادَ بِيضَ الْأَنُوقِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَنْ يُعْنَى بِهِ الرَّخَمَةُ الْأُنْثَى وَأَنْ يُعْنَى بِهِ الذَّكَرُ لِأَنَّ بَيْضَ الذَّكَرِ مَعْدُومٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ الْبَيْضُ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ ڪَثِيرًا مَا يَحْضُنُهَا، وَإِنْ ڪَانَ ذَكَرًا، ڪَمَا يَحْضُنُ الظَّلِيمُ بَيْضَهُ، ڪَمَا قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ أَوْ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرَيُّ:

فَمَا بَيْضَةٌ بَاتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّهَا     لَدَى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ بِمَيْثَاءٍ حَوْمَلَا

وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَاْلَ لَهُ رَجُلٌ: افْرِضْ لِي، قَاْلَ نَعَمْ، قَاْلَ وَلِوَلَدِي، قَاْلَ لَا، قَاْلَ وَلِعَشِيرَتِي قَاْلَ لَا، ثُمَّ تَمَثَّلَ:

طَلَبَ الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ فَلَمَّا     لَمْ يَجِدْهُ أَرَادَ بَيْضَ الْأَنُوقِ

الْعَقُوقُ: الْحَامِلُ مِنَ النُّوقِ، وَالْأَبْلَقُ: مِنْ صِفَاتِ الذُّكُورِ، وَالذَّكَرُ لَا يَحْمِلُ فَكَأَنَّهُ قَاْلَ طَلَبَ الذَّكَرَ الْحَامِلَ. وَبَيْضُ الْأَنُوقِ مَثَلٌ لِلَّذِي يَطْلُبُ الْمُحَالَ الْمُمْتَنَعَ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: أَعَزُّ مِنْ بَيْضِ الْأَنُوقِ وَالْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ، وَفِي الْمَثَلِ السَّائِرِ فِي الرَّجُلِ يُسْأَلُ مَا لَا يَكُونُ وَمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ: ڪَلَّفْتَنِي الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ; وَمِثْلُهُ: ڪَلَّفَتْنِي بَيْضَ الْأَنُوقِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَاْلَ مُعَاوِيَةُ لِرَجُلٍ أَرَادَهُ عَلَى حَاجَةٍ لَا يُسْأَلُ مِثْلَهَا وَهُوَ يَفْتِلُ لَهُ فِي الذِّرْوَةِ وَالْغَارِبِ: أَنَا أَجَلُّ مِنَ الْحَرْشِ ثُمَّ الْخَدِيعَةِ، ثُمَّ سَأَلَهُ أُخْرَى أَصْعَبَ مِنْهَا فَأَنْشَدَ الْبَيْتَ الْمَثَلَ. قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَبَيْضُ الْأَنُوقِ عَزِيزٌ لَا يُوجَدُ، وَهَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَسْأَلُ الْهَيِّنَ فَلَا يُعْطَى، فَيَسْأَلُ مَا هُوَ أَعَزُّ مِنْهُ. وَقَالَ عُمَارَةُ: الْأَنُوقُ عِنْدِي الْعُقَابُ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ الرَّخَمَةُ، وَالرَّخَمَةُ تُوجَدُ فِي الْخَرَابَاتِ وَفِي السَّهْلِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأَنُوقُ طَائِرٌ أَسْوَدُ لَهُ ڪَالْعُرْفِ يُبْعِدُ لِبَيْضِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِيهِ مُوقُ الْأَنُوقِ لِأَنَّهَا تُحَمَّقُ; وَقَدْ ذَكَرَهَا الْكُمَيْتُ فَقَالَ:

وَذَاتِ اسْمَيْنِ وَالْأَلْوَانُ شَتَّى     تُحَمَّقُ وَهْيَ ڪَيِّسَةُ الْحَوِيلِ

يَعْنِي الرَّخَمَةَ. وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا ذَاتُ اسْمَيْنِ لِأَنَّهَا تُسَمَّى الرَّخَمَةَ وَالْأَنُوقَ، وَإِنَّمَا ڪَيِسَ حَوِيلُهَا لِأَنَّهَا أَوَّلُ الطَّيْرِ قِطَاعًا، وَإِنَّمَا تَبِيضُ حَيْثُ لَا يَلْحَقُ شَيْءٌ بَيْضَهَا، وَقِيلَ: الْأَنُوقُ طَائِرٌ يُشْبِهُ الرَّخَمَةَ فِي الْقَدِّ وَالصَّلَعِ وَصُفْرَةِ الْمِنْقَارِ، وَيُخَالِفُهَا أَنَّهَا سَوْدَاءُ طَوِيلَةُ الْمِنْقَارِ; قَاْلَ الْعُدَيْلُ بْنُ الْفَرْخِ:

بَيْضُ الْأَنُوقِ ڪَسِرِّهِنَّ وَمَنْ يُرِدْ     بَيْضَ الْأَنُوقِ فَإِنَّهُ بِمَعَاقِلِ

معنى كلمة أنق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنف: الْأَنْفُ: الْمَنْخَرُ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ آنُفٌ وَآنَافٌ وَأُنُوفٌ; وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
بِيضُ الْوُجُوهِ ڪَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ فِي ڪُلِّ نَائِبَةٍ عِزَازُ الْآنُفِ
، وَقَالَ الْأَعْشَى:
إِذَا رَوَّحَ الرَّاعِي اللِّقَاحَ مُعَزِّبًا    وَأَمْسَتْ عَلَى آنَافِهَا غَبَرَاتُهَا
، وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
بِيضُ الْوُجُوهِ ڪَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ     شُمُّ الْأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الْأَوَّلِ
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْأَنْفَ أَنْفَيْنِ; قَاْلَ ابْنُ أَحْمَرَ:
يَسُوفُ بِأَنْفَيْهِ النِّقَاعَ ڪَأَنَّهُ     عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشَاطِ ڪَعِيمُ
الْجَوْهَرِيُّ: الْأَنْفُ لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ سَبْقِ الْحَدَثِ فِي الصَّلَاةِ: فَلَيَأْخُذْ بِأَنِفِهِ وَيَخْرُجْ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: إِنَّمَا أَمَرَهُ بِذَلِكَ لِيُوهِمَ الْمُصَلِّينَ أَنَّ بِهِ رُعَافًا، قَالَ: وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الْأَدَبِ فِي سَتْرِ الْعَوْرَةِ وَإِخْفَاءِ الْقَبِيحِ وَالْكِنَايَةِ بِالْأَحْسَنِ عَنِ الْأَقْبَحِ، قَالَ: وَلَا يَدْخُلُ فِي بَابِ الْكَذِبِ وَالرِّيَاءِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التَّجَمُّلِ وَالْحَيَاءِ وَطَلَبِ السَّلَامَةِ مِنَ النَّاسِ. وَأَنَفَهُ يَأْنُفُهُ وَيَأْنِفُهُ أَنْفًا: أَصَابَ أَنْفَهُ. وَرَجُلٌ أُنَافِيٌّ: عَظِيمُ الْأَنْفِ، وَعُضَادِيٌّ: عَظِيمُ الْعَضُدِ، وَأُذَانِيٌّ: عَظِيمُ الْأُذُنِ. وَالْأَنُوفُ: الْمَرْأَةُ الطَّيِّبَةُ رِيحِ الْأَنْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: امْرَأَةٌ أَنُوفٌ طَيِّبَةٌ رِيحِ الْأَنْفِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هِيَ الَّتِي يُعْجِبُكَ شَمُّكَ لَهَا، قَالَ: وَقِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ تَزَوَّجَ امْرَأَةً: ڪَيْفَ رَأَيْتَهَا؟ فَقَالَ: وَجَدْتُهَا رَصُوفًا رَشُوفًا أَنُوفًا، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَبَعِيرٌ مَأْنُوفٌ: يُسَاقُ بِأَنْفِهِ فَهُوَ أَنِفٌ. وَأَنِفَ الْبَعِيرُ: شَكَا أَنْفَهُ مِنَ الْبُرَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ ڪَالْبَعِيرِ الْأَنِفِ وَالْآنِفِ أَيْ أَنَّهُ لَا يَرِيمُ التَّشَكِّيَ، وَفِي رِوَايَةٍ: الْمُسْلِمُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ ڪَالْجَمَلِ الْأَنِفِ أَيِ الْمَأْنُوفِ، إِنْ قِيدَ انْقَادَ، وَإِنْ أُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ. وَالْبَعِيرُ أَنِفٌ: مِثْلَ تَعِبٍ، فَهُوَ تَعِبٌ، وَقِيلَ: الْأَنِفُ الَّذِي عَقَرَهُ الْخِطَامُ، وَإِنْ ڪَانَ مِنْ خِشَاشٍ أَوْ بُرَّةٍ أَوْ خِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لَيْسَ يَمْتَنِعُ عَلَى قَائِدِهِ فِي شَيْءٍ لِلْوَجَعِ، فَهُوَ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ، وَكَانَ الْأَصْلُ فِي هَذَا أَنْ يُقَالَ: مَأْنُوفٌ لِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ ڪَمَا يُقَالُ مَصْدُورٌ. وَأَنَفَهُ: جَعَلَهُ يَشْتَكِي أَنْفَهُ. وَأَضَاعَ مَطْلَبَ أَنْفِهِ أَيِ الرَّحِمَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا عَنْ ثَعْلَبٍ: وَأَنْشَدَ:

وَإِذَا الْكَرِيمُ أَضَاعَ مَوْضِعَ أَنْفِهِ     أَوْ عِرْضَهُ لِكَرِيهَةٍ لَمْ يَغْضَبِ

وَبَعِيرٌ مَأْنُوفٌ ڪَمَا يُقَالُ مَبْطُونٌ وَمَصْدُورٌ وَمَفْئُودٌ لِلَّذِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ أَوْ صَدْرَهُ أَوْ فُؤَادَهُ، وَجَمِيعُ مَا فِي الْجَسَدِ عَلَى هَذَا، وَلَكِنَّ هَذَا الْحَرْفَ جَاءَ شَاذًّا عَنْهُمْ، قَاْلَ بَعْضُهُمْ: الْجَمَلُ الْأَنِفُ الذَّلُولُ، قَاْلَ أَبُو سَعِيدٍ: الْجَمَلُ الْأَنِفُ الذَّلِيلُ الْمُؤَاتِي الَّذِي يَأْنَفُ مِنَ الزَّجْرِ وَمِنَ الضَّرْبِ، وَيُعْطِي مَا عِنْدَهُ مِنَ السَّيْرِ عَفْوًا سَهْلًا، ڪَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى زَجْرٍ وَلَا عِتَابٍ وَمَا لَزِمَهُ مِنْ حَقٍّ صَبَرَ عَلَيْهِ وَقَامَ بِهِ. وَأَنَفْتُ الرَّجُلَ: ضَرَبْتُ أَنْفَهُ. وَآنَفْتُهُ أَنَا إِينَافًا إِذَا جَعَلْتَهُ يَشْتَكِي أَنْفَهُ. وَأَنَفَهُ الْمَاءُ إِذَا بَلَغَ أَنْفَهُ; زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَذَلِكَ إِذَا نَزَلَ فِي النَّهْرِ. وَقَالَ بَعْضُ الْكِلَابِيِّينَ: أَنِفَتِ الْإِبِلُ إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى أُنُوفِهَا وَطَلَبَتْ أَمَاكِنَ لَمْ تَكُنْ تَطْلُبُهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ الْأَنَفُ، وَالْأَنَفُ يُؤْذِيهَا بِالنَّهَارِ; وَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ رَيْحَانَ:

وَقَرَّبُوا ڪُلَّ مَهْرِيٍّ وَدَوْسَرَةٍ     ڪَالْفَحْلِ يَقْدَعُهَا التَّفْقِيرُ وَالْأَنَفُ

وَالتَّأْنِيفُ: تَحْدِيدُ طَرَفِ الشَّيْءِ. وَأَنْفَا الْقَوْسِ: الْحَدَّانِ اللَّذَانِ فِي بَوَاطِنِ السِّيَتَيْنِ. وَأَنْفُ النَّعْلِ: أَسَلَتُهَا. وَأَنْفُ ڪُلِّ شَيْءٍ: طَرَفُهُ وَأَوَّلُهُ; وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ:

وَيَحْرُمُ سِرُّ جَارَتِهِمْ عَلَيْهِمْ     وَيَأْكُلُ جَارُهُمْ أَنْفَ الْقِصَاعِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَكُونُ فِي الْأَزْمِنَةِ; وَاسْتَعْمَلَهُ أَبُو خِرَاشٍ فِي اللِّحْيَةِ فَقَالَ:

تُخَاصِمُ قَوْمًا لَا تَلَقَّى جَوَابَهُمْ     وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ أَنْفِ لِحْيَتِكَ الْيَدُ

سَمَّى مُقَدَّمَهَا أَنْفًا، يَقُولُ: فَطَالَتْ لِحْيَتُكَ حَتَّى قَبَضْتَ عَلَيْهَا وَلَا عَقْلَ لَكَ، مَثَلٌ. وَأَنْفُ النَّابِ: طَرَفُهُ حِينَ يَطْلُعُ. وَأَنْفُ النَّابِ: حَرْفُهُ وَطَرَفُهُ حِينَ يَطْلُعُ. وَأَنْفُ الْبَرْدِ: أَشَدُّهُ. وَجَاءَ يَعْدُو أَنْفَ الشَّدِّ وَالْعَدْوِ أَيْ أَشَدَّهُ. يُقَالُ هَذَا أَنْفُ الشَّدِّ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعَدْوِ. وَأَنْفُ الْبَرْدِ أَوَّلُهُ وَأَشَدُّهُ. وَأَنْفُ الْمَطَرِ: أَوَّلُ مَا أَنْبَتَ قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

قَدْ غَدَا يَحْمِلُنِي فِي أَنْفِهِ     لَاحِقُ الْأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرُّ

وَهَذَا أَنْفُ عَمَلِ فُلَانٍ أَيْ أَوَّلُ مَا أَخَذَ فِيهِ. وَأَنْفُ خُفِّ الْبَعِيرِ: طَرَفُ مَنْسِمِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِكُلِّ شَيْءٍ أُنْفَةٌ، وَأُنْفَةُ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى; أُنْفَةُ الشَّيْءِ: ابْتِدَاؤُهُ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَكَذَا رُوِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، قَالَ: قَاْلَ الْهَرَوِيُّ: الصَّحِيحُ بِالْفَتْحِ، وَأَنْفُ الْجَبَلِ نَادِرٌ يَشْخَصُ وَيَنْدُرُ مِنْهُ. وَالْمُؤَنَّفُ: الْمُحَدَّدُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ. وَالْمُؤَنَّفُ: الْمُسَوَّى. وَسَيْرٌ مُؤَنَّفٌ: مَقْدُودٌ عَلَى قَدْرٍ وَاسْتِوَاءٍ; وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْرَابِيِّ يَصِفُ فَرَسًا: لُهِزَ لَهْزَ الْعَيْرِ وَأُنِّفَ تَأْنِيفَ السَّيْرِ أَيْ قُدَّ حَتَّى اسْتَوَى ڪَمَا يَسْتَوِي السَّيْرُ الْمَقْدُودُ. وَرَوْضَةٌ أُنُفٌ، بِالضَّمِّ: لَمْ يَرْعَهَا أَحَدٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: لَمْ تُوطَأْ; وَاحْتَاجَ أَبُو النَّجْمِ إِلَيْهِ فَسَكَّنَهُ فَقَالَ:

أُنْفٌ تَرَى ذِبَّانَهَا تُعَلِّلُهْ

وَكَلَأٌ أُنُفٌ إِذَا ڪَانَ بِحَالِهِ لَمْ يَرْعَهُ أَحَدٌ. وَكَأْسٌ أُنُفٌ: مَلْأَى، وَكَذَلِكَ الْمَنْهَلُ. وَالْأُنُفُ: الْخَمْرُ الَّتِي لَمْ يُسْتَخْرَجْ مِنْ دَنِّهَا شَيْءٌ قَبْلَهَا; قَاْلَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ:

ثُمَّ اصْطَبَحْنَا ڪُمَيْتًا قَرْقَفًا أُنُفًا     مِنْ طَيِّبِ الرَّاحِ وَاللَّذَّاتِ تَعْلِيلُ

وَأَرْضٌ أُنُفٌ وَأَنِيفَةٌ: مُنْبِتَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَكَّرَ نَبَاتُهَا. وَهِيَ آنَفُ بِلَادِ اللَّهِ أَيْ أَسْرَعُهَا نَبَاتًا. وَأَرْضٌ أَنِيفَةُ النَّبْتِ إِذَا أَسْرَعَتِ النَّبَاتَ. وَأَنَفَ: وَطِئَ ڪَلَأً أُنُفًا. وَأَنَفَتِ الْإِبِلُ إِذَا وَطِئَتْ ڪَلَأً أُنُفًا، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُرْعَ. وَآنَفْتُهَا أَنَا فَهِيَ مُؤْنَفَةٌ إِذَا انْتَهَيْتَ بِهَا أَنْفَ الْمَرْعَى. يُقَالُ: رَوْضَةٌ أُنُفٌ وَكَأْسٌ أُنُفٌ لَمْ يُشْرَبْ بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ ڪَأَنَّهُ اسْتُؤْنِفَ شُرْبُهَا مِثْلُ رَوْضَةٍ أُنُفٍ. وَيُقَالُ: أَنَّفَ فُلَانٌ مَالَهُ تَأْنِيفًا وَآنَفَهَا إِينَافًا إِذَا رَعَّاهَا أُنُفَ الْكَلَأِ; وَأَنْشَدَ:

لَسْتَ بِذِي ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ     آقِطُ أَلْبَانَهَا وَأَسْلَؤُهَا

 وَقَالَ حُمَيْدٌ:

ضَرَائِرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ     تَأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وَأَفْرُ

أَيْ رَعْيُهُنَّ الْكَلَأَ الْأُنُفَ هَذَانِ الضَّرْبَانِ مِنَ الْعَدْوِ وَالسَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ: وَوَضَعَهَا فِي أُنُفٍ مِنَ الْكَلَأِ وَصَفْوٍ مِنَ الْمَاءِ; الْأُنُفُ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ: الْكَلَأُ الَّذِي لَمْ يُرْعَ وَلَمْ تَطَأْهُ الْمَاشِيَةُ. وَاسْتَأْنَفَ الشَّيْءَ وَأْتَنَفَهُ: أَخَذَ أَوَّلَهُ وَابْتَدَأَهُ، وَقِيلَ: اسْتَقْبَلَهُ، وَأَنَا آتَنِفُهُ ائْتِنَافًا، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنْ أَنَفَ الشَّيْءَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ أَيْ يُسْتَأَنَفُ اسْتِئْنَافًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْبِقَ بِهِ سَابِقُ قَضَاءٍ وَتَقْدِيرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى اخْتِيَارِكَ وَدُخُولِكَ فِيهِ; اسْتَأْنَفْتُ الشَّيْءَ إِذَا ابْتَدَأْتَهُ. وَفَعَلْتُ الشَّيْءَ آنِفًا أَيْ فِي أَوَّلِ وَقْتٍ يَقْرُبُ مِنِّي. وَاسْتَأْنَفَهُ بِوَعْدٍ: ابْتَدَأَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ إِيَّاهُ; أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

وَأَنْتِ الْمُنَى لَوْ ڪُنْتِ تَسْتَأْنِفِينَنَا     بِوَعْدٍ وَلَكِنْ مُعْتَفَاكِ جَدِيبُ

أَيْ لَوْ ڪُنْتِ تَعِدِينَنَا الْوَصْلَ. وَأَنْفُ الشَّيْءِ: أَوَّلُهُ وَمُسْتَأْنَفُهُ. وَالْمُؤْنَفَةُ وَالْمُؤَنَّفَةُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّتِي يُتَّبَعُ بِهَا أَنْفُ الْمَرْعَى أَيْ أَوَّلُهُ، وَفِي ڪِتَابِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ: أَنْفُ الرِّعْيِ. وَرَجُلٌ مِئْنَافٌ: يَسْتَأْنِفُ الْمَرَاعِيَ وَالْمَنَازِلَ وَيُرَعِّي مَالَهُ أُنُفَ الْكَلَأِ. وَالْمُؤَنَّفَةُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي اسْتُؤْنِفَتْ بِالنِّكَاحِ أَوَّلًا. وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ مُكَثَّفَةٌ مُؤَنَّفَةٌ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ الْمُكَثَّفَةِ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ إِذَا حَمَلَتْ فَاشْتَدَّ وَحَمُهَا وَتَشَهَّتْ عَلَى أَهْلِهَا الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ: إِنَّهَا لَتَتَأَنَّفُ الشَّهَوَاتِ تَأَنُّفًا. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدِ اللَّيِّنِ أَنِيفٌ وَأَنِيثٌ، بِالْفَاءِ وَالثَّاءِ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: حَكَاهُ أَبُو تُرَابٍ. وَجَاءُوا آنِفًا أَيْ قُبَيْلًا. اللَّيْثُ: أَتَيْتُ فُلَانًا أُنُفًا، ڪَمَا تَقُولُ مِنْ ذِي قُبُلٍ. وَيُقَالُ: آتِيكَ مِنْ ذِي أُنُفٍ ڪَمَا تَقُولُ مِنْ ذِي قُبُلٍ، أَيْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ، وَفِعْلُهُ بِآنِفَةٍ وَآنِفًا; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ مِثْلُ قَوْلِهِمْ فَعَلَهُ آنِفًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: مَاذَا قَاْلَ آنِفًا، أَيْ مَاذَا قَاْلَ السَّاعَةَ فِي أَوَّلِ وَقْتٍ يَقْرُبُ مِنَّا، وَمَعْنَى آنِفًا مِنْ قَوْلِكَ اسْتَأْنَفَ الشَّيْءَ إِذَا ابْتَدَأَهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَاذَا قَاْلَ آنِفًا أَيْ مُذْ سَاعَةٍ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ يَسْتَمِعُونَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَإِذَا خَرَجُوا سَأَلُوا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اسْتِهْزَاءً وَإِعْلَامًا أَنَّهُمْ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَا قَاْلَ فَقَالُوا: مَاذَا قَاْلَ آنِفًا، أَيْ مَاذَا قَاْلَ السَّاعَةَ؟. وَقُلْتُ ڪَذَا آنِفًا وَسَالِفًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ آنِفًا أَيِ الْآنَ. وَالِاسْتِئْنَافُ: الِابْتِدَاءُ، وَكَذَلِكَ الِائْتِنَافُ. وَرَجُلٌ حَمِيُّ الْأَنْفِ إِذَا ڪَانَ أَنِفًا يَأْنَفُ أَنْ يُضَامَ. وَأَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يَأْنَفُ أَنَفًا وَأَنَفَةً: حَمِيَ، وَقِيلَ: اسْتَنْكَفَ. وَيُقَالُ: مَا رَأَيْتُ أَحْمَى أَنْفًا وَلَا آنَفَ مِنْ فُلَانٍ. وَأَنِفَ الطَّعَامَ وَغَيْرَهُ أَنَفًا: ڪَرِهَهُ. وَقَدْ أَنِفَ الْبَعِيرُ الْكَلَأَ إِذَا أَجَمَهُ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَالنَّاقَةُ وَالْفَرَسُ تَأْنَفُ فَحْلَهَا إِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا فَكَرِهَتْهُ وَهُوَ الْأَنَفُ; قَاْلَ رُؤْبَةُ:

حَتَّى إِذَا مَا أَنِفَ التَّنُّومَا     وَخَبَطَ الْعِهْنَةَ وَالْقَيْصُومَا

، قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَنِفَ أَجَمَ، وَنَئِفَ إِذَا ڪَرِهَ. قَالَ: وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ أَنِفَتْ فَرَسِي هَذِهِ هَذَا الْبَلَدَ أَيِ اجْتَوَتْهُ وَكَرِهَتْهُ فَهُزِلَتْ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَنِفْتُ مِنْ قَوْلِكَ لِي أَشَدَّ الْأَنَفِ أَيْ ڪَرِهْتُ مَا قُلْتَ لِي. وَفِي حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: فَحَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أَنَفًا; أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يَأْنَفُ أَنَفًا إِذَا ڪَرِهَهُ وَشَرُفَتْ عَنْهُ نَفْسُهُ; وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا أَخَذَتْهُ الْحَمِيَّةُ مِنَ الْغَيْرَةِ وَالْغَضَبِ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقِيلَ هُوَ أَنْفًا، بِسُكُونِ النُّونِ، لِلْعُضْوِ أَيِ اشْتَدَّ غَضَبُهُ وَغَيْظُهُ مِنْ طَرِيقِ الْكِنَايَةِ، ڪَمَا يُقَالُ لِلْمُتَغَيِّظِ وَرِمَ أَنْفُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي عَهْدِهِ إِلَى عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – بِالْخِلَافَةِ: فَكُلُّكُمْ وَرِمَ أَنْفُهُ أَيِ اغْتَاظَ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الْكِنَايَاتِ لِأَنَّ الْمُغْتَاظَ يَرِمُ أَنْفُهُ وَيَحْمَرُّ; وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَجَعَلْتَ أَنْفَكَ فِي قَفَاكَ، يُرِيدُ أَعْرَضْتَ عَنِ الْحَقِّ وَأَقْبَلْتَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّكَ تُقْبِلُ بِوَجْهِكَ عَلَى مَنْ وَرَاءَكَ مِنْ أَشْيَاعِكَ فَتُؤْثِرَهُمْ بِبِرِّكَ. وَرَجُلٌ أَنُوفٌ: شَدِيدُ الْأَنَفَةِ، وَالْجَمْعُ أُنُفٌ. وَآنَفَهُ: جَعَلَهُ يَأْنَفُ; وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

رَعَتْ بَارِضَ الْبُهْمَى جَمِيمًا وَبُسْرَةً     وَصَمْعَاءَ حَتَّى آنَفَتْهَا نِصَالُهَا

أَيْ صَيَّرَتِ النِّصَالُ هَذِهِ الْإِبِلَ إِلَى هَذِهِ الْحَالَةِ تَأْنَفُ رَعْيَ مَا رَعَتْهُ أَيْ تَأْجِمُهُ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ آنَفَتْهَا جَعَلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَهَا، قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ إِنَّهُ فَاعَلَتْهَا مِنَ الْأَنْفِ، وَقَالَ عُمَارَةُ: آنَفَتْهَا جَعَلَتْهَا تَأَنَفُ مِنْهَا ڪَمَا يَأْنَفُ الْإِنْسَانُ، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ ڪَذَا، وَإِنَّ أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ ڪَذَا، فَقَالَ: الْأَصْمَعِيُّ عَاضٌّ ڪَذَا مِنْ أُمِّهِ، وَأَبُو عَمْرٍو مَاصٌّ ڪَذَا مِنْ أُمِّهِ! أَقُولُ وَيَقُولَانِ فَأَخْبَرَ الرَّاوِيَةَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ بِهَذَا فَقَالَ: صَدَقَ وَأَنْتَ عَرَّضْتُهُمَا لَهُ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ آنَفَتْهَا نِصَالُهَا قَالَ: لَمْ يَقُلْ أَنَفَتْهَا، لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ أَنَفَهَ وَظَهَرَهُ إِذَا ضَرَبَ أَنْفَهُ وَظَهْرَهُ، وَإِنَّمَا مَدُّهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ جَعَلَتْهَا النِّصَالُ تَشْتَكِي أُنُوفَهَا، يَعْنِي نِصَالَ الْبُهْمَى، وَهُوَ شَوْكُهَا; وَالْجَمِيمُ: الَّذِي قَدِ ارْتَفَعَ وَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ التَّمَامَ. وَبُسْرَةً، وَهِيَ الْغَضَّةُ، وَصَمْعَاءَ إِذَا امْتَلَأَ ڪِمَامُهَا وَلَمْ تَتَفَقَّأْ. وَيُقَالُ: هَاجَ الْبُهْمَى حَتَّى آنَفَتِ الرَّاعِيَةَ نِصَالُهَا، وَذَلِكَ أَنْ يَيْبَسَ سَفَاهَا فَلَا تَرْعَاهَا الْإِبِلُ وَلَا غَيْرُهَا، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الْحَرِّ، فَكَأَنَّهَا جَعَلَتْهَا تَأْنَفُ رَعْيَهَا أَيْ تَكْرَهُهُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَنْفُ السَّيِّدُ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَتَتَبَّعُ أَنْفَهُ إِذَا ڪَانَ يَتَشَمَّمُ الرَّائِحَةَ فَيَتْبَعُهَا. وَأَنْفٌ: بَلْدَةٌ; قَاْلَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيُّ:

مِنَ الْأَسَى أَهْلُ أَنْفٍ يَوْمَ جَاءَهُمُ     جَيْشُ الْحِمَارِ فَكَانُوا عَارِضًا بَرِدَا

وَإِذَا نَسَبُوا إِلَى بَنِي أَنْفِ النَّاقَةِ وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةٍ، قَالُوا: فُلَانٌ الْأَنْفِيُّ; سُمُّوا أَنْفِيِّينَ لِقَوْلِ الْحُطَيْئَةِ فِيهِمْ:

قَوْمٌ هُمُ الْأَنْفُ وَالْأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ     وَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا؟

معنى كلمة أنف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنض: الْأَنِيضُ مِنَ اللَّحْمِ: الَّذِي لَمْ يَنْضَجْ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّوَاءِ وَالْقَدِيدِ، وَقَدْ أَنُضَ أَنَاضَةً وَآنَضَهُ هُوَ. أَبُو زَيْدٍ: آنَضْتُ اللَّحْمَ إِينَاضًا إِذَا شَوَيْتَهُ فَلَمْ تُنْضِجْهُ، وَالْأَنِيضُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَنَضَ اللَّحْمُ يَأْنِضُ، بِالْكَسْرِ، أَنِيضًا إِذَا تَغَيَّرَ. وَاللَّحْمُ لَحْمٌ أَنِيضٌ: فِيهِ نُهُوءَةٌ; وَأَنْشَدَ لِزُهَيْرٍ فِي لِسَانِ مُتَكَلِّمٍ عَابَهُ وَهَجَاهُ:
يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أَنِيضُ أَصَلَّتْ فَهْيَ تَحْتَ الْكَشْحِ دَاءُ
أَيْ فِيهَا تَغَيُّرٌ; وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ فِيهِ:
وَمُدَّعَسٍ فِيهِ الْأَنِيضُ اخْتَفَيْتُهُ     بِجَرْدَاءَ يَنْتَابُ الثَّمِيلَ حِمَارُهَا
وَالْإِنَاضُ بِالْكَسْرِ: حَمْلُ النَّخْلِ الْمُدْرِكِ. وَأَنَاضَ النَّخْلَ يُنِيضُ إِنَاضَةً أَيْ أَيْنَعَ; وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
يَوْمَ أَرْزَاقُ مَنْ تُفَضَّلُ عُمٌّ     مُوسِقَاتٌ وَحُفَّلٌ أَبْكَارُ
فَاخِرَاتٌ ضُرُوعُهَا فِي ذُرَاهَا     وَأَنَاضَ الْعَيْدَانُ وَالْجَبَّارُ

الْعُمُّ: الطِّوَالُ مِنَ النَّخْلِ، الْوَاحِدَةُ عَمِيمَةٌ. وَالْمُوسِقَاتُ: الَّتِي أَوْسَقَتْ أَيْ حَمَلَتْ أَوْسُقًا. وَالْحُفَّلُ: جَمْعُ حَافِلٍ، وَهِيَ الْكَثِيرَةُ الْحَمْلِ مُشَبَّهَةٌ بِالنَّاقَةِ الْحَافِلِ، وَهِيَ الَّتِي امْتَلَأَ ضَرْعُهَا لَبَنًا. وَالْأَبْكَارُ: الَّتِي يُتَعَجَّلُ إِدْرَاكُ ثَمَرِهَا فِي أَوَّلِ النَّخْلِ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْبَاكُورَةِ مِنَ الْفَاكِهَةِ، وَهِيَ الَّتِي تَتَقَدَّمُ ڪُلَّ شَيْءٍ. وَالْفَاخِرَاتُ: اللَّاتِي يَعْظُمُ حَمْلُهَا. وَالشَّاةُ الْفَخُورُ: الَّتِي عَظُمَ ضَرْعُهَا. وَالْجَبَّارُ مِنَ النَّخْلِ: الَّذِي فَاتَ الْيَدَ. وَالْعَيْدَانُ فَاعِلٌ بِأَنَاضَ، وَالْجَبَّارُ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ، وَمَعْنَى أَنَاضَ بَلَغَ إِنَاهُ وَمُنْتَهَاهُ; وَيُرْوَى: وَإِنَاضُ الْعَيْدَانِ، وَمَعْنَاهُ وَبَالِغُ الْعَيْدَانِ، وَالْجَبَّارُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ وَإِنَاضُ.

معنى كلمة أنض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنس: الْإِنْسَانُ: مَعْرُوفٌ; وَقَوْلُهُ:
أَقَلْ بَنُو الْإِنْسَانِ حِينَ عَمَدْتُمُ إِلَى مَنْ يُثِيرُ الْجِنَّ وَهْيَ هُجُودُ
يَعْنِي بِالْإِنْسَانِ آدَمَ – عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا; عَنَى بِالْإِنْسَانِ هُنَا الْكَافِرَ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَيُجَادِلُ الَّذِينَ ڪَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ; هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، فَإِنْ قِيلَ: وَهَلْ يُجَادِلُ غَيْرُ الْإِنْسَانِ؟ قِيلَ: قَدْ جَادَلَ إِبْلِيسُ وَكُلُّ مَنْ يَعْقِلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَالْجِنُّ تُجَادِلُ، لَكِنَّ الْإِنْسَانَ أَكْثَرُ جَدَلًا، وَالْجَمْعُ النَّاسُ، مُذَكَّرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَاأَيُّهَا النَّاسُ; وَقَدْ يُؤَنَّثُ عَلَى مَعْنَى الْقَبِيلَةِ أَوِ الطَّائِفَةِ، حَكَى ثَعْلَبٌ: جَاءَتْكَ النَّاسُ، مَعْنَاهُ: جَاءَتْكَ الْقَبِيلَةُ أَوِ الْقِطْعَةُ; ڪَمَا جَعَلَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ آدَمَ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ وَأَنَّثَ فَقَالَ أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ:

شَادُوا الْبِلَادَ وَأَصْبَحُوا فِي آدَمٍ     بَلَغُوا بِهَا بِيضَ الْوُجُوهِ فُحُولًا

وَالْإِنْسَانُ أَصْلُهُ إِنْسِيَانٌ لِأَنَّ الْعَرَبَ قَاطِبَةً قَالُوا فِي تَصْغِيرِهِ: أُنَيْسِيَانٌ، فَدَلَّتِ الْيَاءُ الْأَخِيرَةُ عَلَى الْيَاءِ فِي تَكْبِيرِهِ، إِلَّا أَنَّهُمْ حَذَفُوهَا لَمَّا ڪَثُرَ النَّاسُ فِي ڪَلَامِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّادٍ: قَاْلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ذَاتَ يَوْمٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أُنَيْسِيَانٍ قَدْ رَأَيْنَا شَأْنَهُ; وَهُوَ تَصْغِيرُ إِنْسَانٍ، جَاءَ شَاذًّا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقِيَاسُهُ أُنَيْسَانٌ، قَالَ: وَإِذَا قَالُوا أَنَاسِينُ فَهُوَ جَمْعٌ بَيِّنٌ مِثْلَ بُسْتَانٍ وَبَسَاتِينَ، وَإِذَا قَالُوا أَنَاسِي ڪَثِيرًا فَخَفَّفُوا الْيَاءَ أَسْقَطُوا الْيَاءَ الَّتِي تَكُونُ فِيمَا بَيْنَ عَيْنِ الْفِعْلِ وَلَامِهِ مِثْلَ قَرَاقِيرَ وَقَرَاقِرَ، وَيُبَيِّنُ جَوَازَ أَنَاسِي، بِالتَّخْفِيفِ، قَوْلُ الْعَرَبِ أَنَاسِيَةٌ ڪَثِيرَةٌ، وَالْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ، وَأُنَاسٌ إِنْ شِئْتَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْإِنْسَانُ إِنْسَانًا لِأَنَّهُ عُهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: إِذَا ڪَانَ الْإِنْسَانُ فِي الْأَصْلِ إِنْسِيَانٌ، فَهُوَ إِفْعِلَانٌ مِنَ النِّسْيَانِ، وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ حُجَّةٌ قَوِيَّةٌ لَهُ، وَهُوَ مِثْلُ لَيْلِ إِضْحِيَانٍ مِنْ ضَحِيَ يَضْحَى، وَقَدْ حُذِفَتِ الْيَاءُ فَقِيلَ إِنْسَانٌ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ النَّاسِ مَا أَصْلُهُ؟ فَقَالَ: الْأُنَاسُ لِأَنَّ أَصْلَهُ أُنَاسٌ فَالْأَلِفُ فِيهِ أَصْلِيَّةٌ ثُمَّ زِيدَتْ عَلَيْهِ اللَّامُ الَّتِي تُزَادُ مَعَ الْأَلِفِ لِلتَّعْرِيفِ، وَأَصْلُ تِلْكَ اللَّامِ إِبْدَالٌ مِنْ أَحْرُفٍ قَلِيلَةٍ مِثْلُ الِاسْمِ وَالِابْنِ وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْأَلِفَاتِ الْوَصْلِيَّةِ فَلَمَّا زَادُوهُمَا عَلَى أُنَاسٍ صَارَ الِاسْمُ الْأُنَاسُ، ثُمَّ ڪَثُرَتْ فِي الْكَلَامِ فَكَانَتِ الْهَمْزَةُ وَاسِطَةً فَاسْتَثْقَلُوهَا فَتَرَكُوهَا وَصَارَ الْبَاقِي: أَلُنَاسٌ، بِتَحْرِيكِ اللَّامِ بِالضَّمَّةِ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتِ اللَّامُ وَالنُّونُ أَدْغَمُوا اللَّامَ فِي النُّونِ فَقَالُوا: النَّاسُ، فَلَمَّا طَرَحُوا الْأَلِفَ وَاللَّامَ ابْتَدَأُوا الِاسْمَ فَقَالُوا: قَاْلَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو الْهَيْثَمِ تَعْلِيلُ النَّحْوِيِّينَ، وَإِنْسَانٌ فِي الْأَصْلِ إِنْسِيَانٌ، وَهُوَ فِعْلِيَانٌ مِنَ الْإِنْسِ، وَالْأَلِفُ فِيهِ فَاءُ الْفِعْلِ، وَعَلَى مِثَالِهِ حِرْصِيَانٌ، وَهُوَ الْجِلْدُ الَّذِي يَلِي الْجِلْدَ الْأَعْلَى مِنَ الْحَيَوَانِ، سُمِّيَ حِرْصِيَانًا لِأَنَّهُ يُحْرَصُ أَيْ يُقْشَرُ; وَمِنْهُ أُخِذَتِ الْحَارِصَةُ مِنَ الشِّجَاجِ، يُقَالُ: رَجُلٌ حِذْرِيَانٌ إِذَا ڪَانَ حَذِرًا. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقْدِيرُ إِنْسَانٍ فِعْلَانٌ، وَإِنَّمَا زِيدَ فِي تَصْغِيرِهِ يَاءٌ ڪَمَا زِيدَ فِي تَصْغِيرِ رَجُلٍ فَقِيلَ رُوَيْجِلٌ، وَقَالَ قَوْمٌ: أَصْلُهُ إِنْسِيَانٌ عَلَى إِفْعِلَانٍ، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ اسْتِخْفَافًا لِكَثْرَةِ مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، فَإِذَا صَغَّرُوهُ رَدُّوهَا لِأَنَّ التَّصْغِيرَ لَا يَكْثُرُ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، النَّاسُ هَاهُنَا أَهْلُ مَكَّةَ وَالْأُنَاسُ لُغَةٌ فِي النَّاسِ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْأَصْلُ فِي النَّاسِ الْأُنَاسُ مُخَفَّفًا فَجَعَلُوا الْأَلِفَ وَاللَّامَ عِوَضًا مِنَ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ قَالُوا: الْأُنَاسُ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الْمَنَايَا يَطَّلِعْ     نَ عَلَى الْأُنَاسِ الْآمِنِينَا

وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: النَّاسُ النَّاسُ أَيِ النَّاسُ بِكُلِّ مَكَانٍ وَعَلَى ڪُلِّ حَالٍ ڪَمَا تَعْرِفُ; وَقَوْلُهُ:

بِلَادٌ بِهَا ڪُنَّا، وَكُنَّا نُحِبُّهَا     إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِلَادُ

فَهَذَا عَلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ أَيْ إِذِ النَّاسُ أَحْرَارٌ وَالْبِلَادُ مُخْصِبَةٌ، وَلَوْلَا هَذَا الْغَرَضُ وَأَنَّهُ مُرَادٌ مُعْتَزَمٌ لَمْ يَجُزْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لِتَعَرِّي الْجُزْءِ الْأَخِيرِ مِنْ زِيَادَةِ الْفَائِدَةِ عَنِ الْجُزْءِ الْأَوَّلِ، وَكَأَنَّهُ أُعِيدَ لَفْظُ الْأَوَّلِ لِضَرْبٍ مِنَ الْإِدْلَالِ وَالثِّقَةِ بِمَحْصُولِ الْحَالِ، وَكَذَلِكَ ڪَلُّ مَا ڪَانَ مِثْلَ هَذَا. وَالنَّاتُ: لُغَةٌ فِي النَّاسِ عَلَى الْبَدَلِ الشَّاذِّ; وَأَنْشَدَ:

يَا قَبَّحَ اللَّهُ بَنِي السِّعْلَاةِ!     عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرَارَ النَّاتِ
غَيْرَ أَعِفَّاءٍ وَلَا أَكْيَاتِ

أَرَادَ وَلَا أَكْيَاسٍ فَأَبْدَلَ التَّاءَ مِنْ سِينِ النَّاسِ وَالْأَكْيَاسِ لِمُوَافَقَتِهَا إِيَّاهَا فِي الْهَمْسِ وَالزِّيَادَةِ وَتَجَاوُرِ الْمَخَارِجِ. وَالْإِنْسُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ أُنَاسٌ، وَهُمُ الْأَنَسُ. تَقُولُ: رَأَيْتُ بِمَكَانِ ڪَذَا وَكَذَا أَنَسًا ڪَثِيرًا أَيْ نَاسًا ڪَثِيرًا; وَأَنْشَدَ:

وَقَدْ تَرَى بِالدَّارِ يَوْمًا أَنَسًا

وَالْأَنَسُ بِالتَّحْرِيكِ، الْحَيُّ الْمُقِيمُونَ وَالْأَنَسُ أَيْضًا: لُغَةٌ فِي الْإِنْسِ وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ:

أَتَوْا نَارِي فَقُلْتُ: مَنُونَ أَنْتُمْ     فَقَالُوا: الْجِنُّ! قُلْتُ: عِمُوا ظَلَامَا!
فَقُلْتُ إِلَى الطَّعَامِ فَقَالَ مِنْهُمْ     زَعِيمٌ نَحْسُدُ الْأَنَسَ الطَّعَامَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لَشَمِرِ بْنِ الْحَرِثِ الضَّبِّيِّ، وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ الْبَيْتَ الْأَوَّلَ جَاءَ فِيهِ مَنُونَ مَجْمُوعًا لِلضَّرُورَةِ وَقِيَاسُهُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ لِأَنَّ مَنْ إِنَّمَا تَلْحَقُهُ الزَّوَائِدُ فِي الْوَقْفِ، يَقُولُ الْقَائِلُ: جَاءَنِي رَجُلٌ، فَتَقُولُ: مَنُو؟ وَرَأَيْتُ رَجُلًا فَيُقَالُ: مَنَا؟ وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَيُقَالُ: مَنِي؟ وَجَاءَنِي رَجُلَانِ فَتَقُولُ: مَنَانْ؟ وَجَاءَنِي رِجَالٌ فَتَقُولُ: مَنُونْ؟ فَإِنْ وَصَلْتَ قُلْتَ: مَنْ يَا هَذَا؟ أَسْقَطْتَ الزَّوَائِدَ ڪُلَّهَا، وَمَنْ رَوَى عِمُوا صَبَاحًا  فَالْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ لِجِذْعِ بْنِ سِنَانٍ الْغَسَّانِيِّ فِي جُمْلَةِ أَبْيَاتٍ حَائِيَّةٍ; وَمِنْهَا:

أَتَانِي قَاشِرٌ وَبَنُو أَبِيهِ     وَقَدْ جَنَّ الدُّجَى وَالنَّجْمُ لَاحَا
فَنَازَعَنِي الزُّجَاجَةَ بَعْدَ وَهْنٍ     مَزَجْتُ لَهُمْ بِهَا عَسَلًا وَرَاحَا
وَحَذَّرَنِي أُمُورًا سَوْفَ تَأْتِي     أَهُزُّ لَهَا الصَّوَارِمَ وَالرِّمَاحَا

وَالْأَنَسُ: خِلَافُ الْوَحْشَةِ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَنِسْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ، أَنَسًا وَأَنَسَةً قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: أَنَسْتُ بِهِ أُنْسًا مِثْلَ ڪَفَرْتُ بِهِ ڪُفْرًا. قَالَ: وَالْأُنْسُ وَالِاسْتِئْنَاسُ هُوَ التَّأَنُّسُ، وَقَدْ أَنِسْتُ بِفُلَانٍ. وَالْإِنْسِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى الْإِنْسِ، ڪَقَوْلِكَ جِنِّيٌّ وَجِنٌّ وَسِنْدِيُّ وَسِنْدٌ، وَالْجَمْعُ أَنَاسِيُّ ڪَكُرْسِيٍّ وَكَرَاسِيَّ، وَقِيلَ: أَنَاسِيُّ جَمْعُ إِنْسَانٍ ڪَسَرْحَانٍ وَسَرَاحِينَ، لَكِنَّهُمْ أَبْدَلُوا الْيَاءَ مِنَ النُّونِ; فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَنَاسِيَةٌ جَعَلُوا الْهَاءَ عِوَضًا مِنْ إِحْدَى يَاءَيْ أَنَاسِيَّ جَمْعِ إِنْسَانٍ، ڪَمَا قَاْلَ – عَزَّ مِنْ قَائِلٍ -: وَأَنَاسِيَّ ڪَثِيرًا، وَتَكُونُ الْيَاءُ الْأُولَى مِنَ الْيَاءَيْنِ عِوَضًا مُنْقَلِبَةً مِنَ النُّونِ ڪَمَا تَنْقَلِبُ النُّونُ مِنَ الْوَاوِ إِذَا نَسَبْتَ إِلَى صَنْعَاءَ وَبَهْرَاءَ فَقُلْتَ: صَنْعَانِيٌّ وَبَهْرَانِيٌّ، وَيَجُوزُ أَنْ نَحْذِفَ الْأَلِفَ وَالنُّونَ فِي إِنْسَانٍ تَقْدِيرًا وَتَأْتِي بِالْيَاءِ الَّتِي تَكُونُ فِي تَصْغِيرِهِ إِذَا قَالُوا أُنَيْسِيَانٌ، فَكَأَنَّهُمْ زَادُوا فِي الْجَمْعِ الْيَاءَ الَّتِي يَرُدُّونَهَا فِي التَّصْغِيرِ فَيَصِيرُ أَنَاسِيَ، فَيُدْخِلُونَ الْهَاءَ لِتَحْقِيقِ التَّأْنِيثِ; قَاْلَ الْمُبَرِّدُ: أَنَاسِيَةٌ جَمْعُ إِنْسِيَّةٍ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، لِأَنَّهُ ڪَانَ يَجِبُ أَنَاسِيَّ بِوَزْنِ زَنَادِيقَ وَفَرَازِينَ، وَأَنَّ الْهَاءَ فِي زَنَادِقَةٍ وَفَرَازِنَةٍ إِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، وَأَنَّهَا لَمَّا حُذِفَتْ لِلتَّخْفِيفِ عُوِّضَتْ مِنْهَا الْهَاءُ، فَالْيَاءُ الْأُولَى مِنْ أَنَاسِيَّ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ مِنْ فَرَازِينَ وَزَنَادِيقَ، وَالْيَاءُ الْأَخِيرَةُ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ الْقَافِ وَالنُّونِ مِنْهُمَا، وَمِثْلُ ذَلِكَ جَحْجَاحٌ وَجَحَاجِحَةٌ إِنَّمَا أَصْلُهُ جَحَاجِيحُ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: يُجْمَعُ إِنْسَانٌ أَنَاسِيَّ وَآنَاسًا عَلَى مِثَالِ آبَاضٍ. وَأَنَاسِيَةً بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّأْنِيثِ. وَالْإِنْسُ: الْبَشَرُ، الْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ وَأَنَسِيٌّ أَيْضًا، بِالتَّحْرِيكِ. وَيُقَالُ: أَنَسٌ وَآنَاسٌ ڪَثِيرٌ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَأَنَاسِيَّ ڪَثِيرًا، الْأَنَاسِيُّ جِمَاعٌ، الْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ إِنْسَانًا ثُمَّ جَمَعْتَهُ أَنَاسِيَّ فَتَكُونُ الْيَاءُ عِوَضًا مِنَ النُّونِ، ڪَمَا قَالُوا لِلْأَرَانِبِ أَرَانِيُّ وَلِلسَّرَاحِينِ سَرَاحِيُّ. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ أَيْضًا إِنْسَانٌ وَلَا يُقَالُ إِنْسَانَةٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ; يَعْنِي الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ، وَالْمَشْهُورُ فِيهَا ڪَسْرُ الْهَمْزَةِ، مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْإِنْسِ، وَهُمْ بَنُو آدَمَ، الْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ قَالَ: وَفِي ڪِتَابِ أَبِي مُوسَى مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ مَضْمُومَةٌ فَإِنَّهُ قَاْلَ هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ. وَالْأُنْسُ، وَهُوَ ضِدُّ الْوَحْشَةِ، الْأُنْسُ، بِالضَّمِّ، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ الْكَسْرُ قَلِيلًا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ، قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: إِنْ أَرَادَ أَنَّ الْفَتْحَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الرِّوَايَةِ فَيَجُوزُ، وَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ فَلَا، فَإِنَّهُ مَصْدَرُ أَنِسْتُ بِهِ آنَسُ أَنَسًا وَأَنَسَةً، وَقَدْ حُكِيَ أَنَّ الْإِيسَانَ لُغَةٌ فِي الْإِنْسَانِ، طَائِيَّةٌ; قَاْلَ عَامِرُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّائِيُّ:

فَيَا لَيْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا طَافَ أَهْلُهَا     هَلَكْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ بِهَا صَوْتَ إِيسَانِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ڪَذَا أَنْشَدَهُ ابْنُ جِنِّي، قَالَ: إِلَّا أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا فِي جَمْعِهِ أَيَاسِيُّ، بِيَاءٍ قَبْلَ الْأَلِفِ، فَعَلَى هَذَا لَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْيَاءُ غَيْرَ مُبْدَلَةٍ، وَجَائِزٌ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْبَدَلِ اللَّازِمِ نَحْوَ عِيدٍ وَأَعْيَادٍ وَعُيَيْدٍ; قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: فِي لُغَةِ طَيِّئٍ مَا رَأَيْتُ ثَمَّ إِيسَانًا أَيْ إِنْسَانًا; قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: يَجْمَعُونَهُ أَيَاسِينَ، قَاْلَ فِي ڪِتَابِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: يَاسِينَ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ; بِلُغَةِ طَيِّئٍ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ جَمِيعًا يَقُولُونَ الْإِنْسَانُ إِلَّا طَيِّئًا فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ مَكَانَ النُّونِ يَاءً. وَرَوَى قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَرَأَ: يَاسِينَ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، يُرِيدُ يَا إِنْسَانُ. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: وَيُحْكَى أَنَّ طَائِفَةً مِنَ الْجِنِّ وَافَوْا قَوْمًا فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَعْهُودَ فِي الْكَلَامِ إِذَا قِيلَ لِلنَّاسِ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَاسٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، فَلَمَّا ڪَثُرَ ذَلِكَ اسْتَعْمَلُوهُ فِي الْجِنِّ عَلَى الْمَعْهُودِ مِنْ ڪَلَامِهِمْ مَعَ الْإِنْسِ، وَالشَّيْءُ يُحْمَلُ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ وَجْهٍ يَجْتَمِعَانِ فِيهِ وَإِنْ تَبَايَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. وَالْإِنْسَانُ أَيْضًا: إِنْسَانُ الْعَيْنِ، وَجَمْعُهُ أَنَاسِيُّ. وَإِنْسَانُ الْعَيْنِ: الْمِثَالُ الَّذِي يُرَى فِي السَّوَادِ; قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبِلًا غَارَتْ عُيُونُهَا مِنَ التَّعَبِ وَالسَّيْرِ:

إِذَا اسْتَحْرَسَتْ آذَانُهَا اسْتَأْنَسَتْ لَهَا     أَنَاسِيُّ مَلْحُودٌ لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ

وَهَذَا الْبَيْتُ أَوْرَدَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذَا اسْتَوْجَسَتْ، قَالَ: وَاسْتَوْجَسَتْ بِمَعْنَى تَسَمَّعَتْ، وَاسْتَأْنَسَتْ وَآنَسَتْ بِمَعْنَى أَبْصَرَتْ، وَقَوْلُهُ: مَلْحُودٌ لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ، يَقُولُ: ڪَأَنَّ مَحَارَ أَعْيُنِهَا جُعِلْنَ لَهَا لُحُودًا، وَصَفَهَا بِالْغُئُورِ; قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا يُجْمَعُ عَلَى أُنَاسٍ. وَإِنْسَانُ الْعَيْنِ: نَاظِرُهَا. وَالْإِنْسَانُ: الْأُنْمُلَةُ; وَقَوْلُهُ:

تَمْرِي بِإِنْسَانِهَا إِنْسَانَ مُقْلَتِهَا     إِنْسَانَةٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ عُطْبُولُ

فَسَّرَهُ أَبُو الْعَمَيْثَلِ الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ: إِنْسَانُهَا أُنْمُلَتُهَا. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَرَهُ لِغَيْرِهِ; قَالَ:

أَشَارَتْ لِإِنْسَانٍ بِإِنْسَانِ ڪَفِّهَا     لِتَقْتُلَ إِنْسَانًا بِإِنْسَانِ عَيْنِهَا

وَإِنْسَانُ السَّيْفِ وَالسَّهْمِ: حَدُّهُمَا. وَإِنْسِيُّ الْقَدَمِ. مَا أَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَوَحْشِيُّهَا مَا أَدْبَرَ مِنْهَا. وَإِنْسِيُّ الْإِنْسَانِ وَالدَّابَّةِ: جَانِبُهُمَا الْأَيْسَرُ، وَقِيلَ الْأَيْمَنُ. وَإِنْسِيُّ الْقَوْسِ: مَا أَقْبَلَ عَلَيْكَ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِنْسِيُّ الْقَوْسِ مَا وَلِيَ الرَّامِيَ، وَوَحْشِيُّهَا مَا وَلِيَ الصَّيْدَ، وَسَنَذْكُرُ اخْتِلَافَ ذَلِكَ فِي حَرْفِ الشِّينِ. التَّهْذِيبُ: الْإِنْسِيُّ مِنَ الدَّوَابِّ هُوَ الْجَانِبُ الْأَيْسَرُ الَّذِي مِنْهُ يُرْكَبُ وَيُحْتَلَبُ، وَهُوَ مِنَ الْآدَمِيِّ الْجَانِبُ الَّذِي يَلِي الرِّجْلَ الْأُخْرَى، وَالْوَحْشِيُّ مِنَ الْإِنْسَانِ الْجَانِبُ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ. أَبُو زَيْدٍ: الْإِنْسِيُّ الْأَيْسَرُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ. قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْأَيْمَنُ، وَقَالَ: ڪُلُّ اثْنَيْنِ مِنَ الْإِنْسَانِ مِثْلُ السَّاعِدَيْنِ وَالزَّنْدَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ فَمَا أَقْبَلَ مِنْهُمَا عَلَى الْإِنْسَانِ فَهُوَ إِنْسِيٌّ، وَمَا أَدْبَرَ عَنْهُ فَهُوَ وَحْشِيٌّ. وَالْأَنَسُ: أَهْلُ الْمَحَلِّ، وَالْجَمْعُ آنَاسٌ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

مَنَايَا يُقَرِّبْنَ الْحُتُوفَ لِأَهْلِهَا     جِهَارًا وَيَسْتَمْتِعْنَ بِالْأَنَسِ الْجُبْلِ

، وَقَالَ عَمْرٌو ذُو الْكَلْبِ:

بِفِتْيَانٍ عَمَارِطَ مِنْ هُذَيْلٍ     هُمُ يَنْفُونَ آنَاسَ الْحِلَالِ

، وَقَالُوا: ڪَيْفَ ابْنُ إِنْسِكَ وَإِنْسُكَ أَيْ ڪَيْفَ نَفْسُكَ. أَبُو زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ ڪَيْفَ تَرَى ابْنَ إِنْسِكَ إِذَا خَاطَبْتَ الرَّجُلَ عَنْ نَفْسِكَ. الْأَحْمَرُ: فُلَانُ ابْنُ إِنْسِ فُلَانٍ أَيْ صَفِيُّهُ وَأَنِيسُهُ وَخَاصَّتُهُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: قُلْتُ لِلْدُّبَيْرِيِّ أَيْشِ، ڪَيْفَ تَرَى ابْنَ إِنْسِكَ، بِكَسْرِ الْأَلِفِ؟ فَقَالَ: عَزَاهُ إِلَى الْإِنْسِ، فَأَمَّا الْأُنْسُ عِنْدَهُمْ فَهُوَ الْغَزَلُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ ڪَيْفَ ابْنُ إِنْسِكَ وَإِنْسُكَ يَعْنِي نَفْسَهُ، أَيْ ڪَيْفَ تَرَانِي فِي مُصَاحَبَتِي إِيَّاكَ؟ وَيُقَالُ: هَذَا حِدْثِي وَإِنْسِي وَخِلْصِي وَجِلْسِي، ڪُلُّهُ بِالْكَسْرِ. أَبُو حَاتِمٍ: أَنِسْتُ بِهِ إِنْسًا، بِكَسْرِ الْأَلِفِ، وَلَا يُقَالُ أُنْسًا إِنَّمَا الْأُنْسُ حَدِيثُ النِّسَاءِ وَمُؤَانَسَتُهُنَّ. رَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَأَنِسْتُ بِهِ آنَسُ وَأَنُسْتُ آنُسُ أَيْضًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَالْإِينَاسُ: خِلَافُ الْإِيحَاشِ، وَكَذَلِكَ التَّأْنِيسُ. وَالْأَنَسُ وَالْأُنْسُ وَالْإِنْسُ الطُّمَأْنِينَةُ، وَقَدْ أَنَسَ بِهِ وَأَنَسَ يَأْنَسُ وَيَأْنِسُ وَأَنُسَ أُنْسًا وَأَنَسَةً وَتَأَنَّسَ وَاسْتَأْنَسَ; قَاْلَ الرَّاعِي:

أَلَا اسْلَمِي الْيَوْمَ ذَاتَ الطَّوْقِ وَالْعَاجِ     وَالدَّلِّ وَالنَّظَرِ الْمُسْتَأْنِسِ السَّاجِي

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: آنَسُ مِنْ حُمَّى; يُرِيدُونَ أَنَّهَا لَا تَكَادُ تُفَارِقُ الْعَلِيلَ فَكَأَنَّهَا آنِسَةٌ بِهِ، وَقَدْ آنَسَنِي وَأَنَّسَنِي. وَفِي بَعْضِ الْكَلَامِ: إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَسَ ڪُلُّ وَحْشِيٍّ وَاسْتَوْحَشَ ڪُلُّ إِنْسِيٍّ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:

وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا طُورِيُّ     وَلَا خَلَا الْجِنَّ بِهَا إِنْسِيُّ
تَلْقَى، وَبِئْسَ الْأَنَسُ الْجِنِّيُّ!     دَوِّيَّةٌ لِهَوْلِهَا دَوِيُّ
لِلرِّيحِ فِي أَقْرَابِهَا هُوِيُّ

هُوِيٌّ: صَوْتٌ. أَبُو عَمْرٍو: الْأَنَسُ سُكَّانُ الدَّارِ. وَاسْتَأْنَسَ الْوَحْشِيُّ إِذَا أَحَسَّ إِنْسِيًّا. وَاسْتَأْنَسْتُ بِفُلَانٍ وَتَأَنَّسْتُ بِهِ بِمَعْنًى; وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَلَكِنَّنِي أَجْمَعُ الْمُؤْنِسَاتِ     إِذَا مَا اسْتَخَفَّ الرِّجَالُ الْحَدِيدَا

يَعْنِي أَنَّهُ يُقَاتِلُ بِجَمِيعِ السِّلَاحِ، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا بِالْمُؤْنِسَاتِ لِأَنَّهُنَّ يُؤْنِسْنَهُ فَيُؤَمِّنَّهُ أَوْ يُحَسِّنَّ ظَنَّهُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلسِّلَاحِ ڪُلِّهِ مِنَ الرُّمْحِ وَالْمِغْفَرِ وَالتِّجْفَافِ وَالتَّسْبِغَةِ وَالتُّرْسِ وَغَيْرِهِ: الْمُؤْنِسَاتُ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ الْقُدَمَاءُ تُسَمِّي يَوْمَ الْخَمِيسِ مُؤْنِسًا لِأَنَّهُمْ ڪَانُوا يَمِيلُونَ فِيهِ إِلَى الْمَلَاذِّ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وَإِنَّ يَوْمِي     بِأَوَّلَ أَوْ بِأَهْوَنَ أَوَ جُبَارِ
أَوِ التَّالِي دُبَارِ فَإِنْ يَفُتْنِي     فَمُؤْنِسِ أَوْ عَرُوبَةَ أَوْ شِيَارِ

وَقَالَ مُطَرِّفٌ: أَخْبَرَنِي الْكَرِيمِيُّ إِمْلَاءً عَنْ رِجَالِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: قَاْلَ لِي عَلِيٌّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: إِنَّ اللَّهَ – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – خَلَقَ الْفِرْدَوْسَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَسَمَّاهَا مُؤْنِسَ. وَكَلْبٌ أَنُوسٌ: وَهُوَ ضِدُّ الْعَقُورِ، وَالْجَمْعُ أُنُسٌ. وَمَكَانٌ مَأْنُوسٌ إِنَّمَا هُوَ عَلَى النَّسَبِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا آنَسْتُ الْمَكَانَ وَلَا أَنِسْتُهُ، فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ فِعْلًا وَكَانَ النَّسَبُ يَسُوغُ فِي هَذَا حَمَلْنَاهُ عَلَيْهِ; قَاْلَ جَرِيرٌ:

حَيِّ الْهِدَمْلَةَ مِنْ ذَاتِ الْمَوَاعِيسِ     فَالْحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْرًا غَيْرَ مَأْنُوسِ

وَجَارِيَةٌ آنِسَةٌ: طَيِّبَةُ الْحَدِيثِ; قَاْلَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

بِآنِسَةٍ غَيْرِ أُنْسِ الْقِرَافِ     تُخَلِّطُ بِاللِّينِ مِنْهَا شِمَاسَا

، وَكَذَلِكَ أَنُوسٌ، وَالْجَمْعُ أُنُسٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ يَصِفُ بَيْضَ نَعَامٍ:

أُنُسٌ إِذَا مَا جِئْتَهَا بِبُيُوتِهَا     شُمُسٌ إِذَا دَاعِي السِّبَابِ دَعَاهَا
جُعِلَتْ لَهُنَّ مَلَاحِفٌ قَصَبِيَّةٌ     يُعْجِلْنَهَا بِالْعَطِّ قَبْلَ بِلَاهَا

وَالْمَلَاحِفُ الْقَصَبِيَّةُ يَعْنِي بِهَا مَا عَلَى الْأَفْرُخِ مِنْ غِرْقِئِ الْبَيْضِ. اللَّيْثُ: جَارِيَةٌ آنِسَةٌ إِذَا ڪَانَتْ طَيِّبَةَ النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ وَحَدِيثَكَ، وَجَمْعُهَا آنِسَاتٌ وَأَوَانِسُ. وَمَا بِهَا أَنِيسٌ أَيْ أَحَدٌ وَالْأُنُسُ الْجَمْعُ. وَآنَسَ الشَّيْءَ: أَحَسَّهُ. وَآنَسَ الشَّخْصَ وَاسْتَأْنَسَهُ: رَآهُ وَأَبْصَرَهُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ; أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

بِعَيْنَيَّ لَمْ تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةٍ     وَلَمْ تَرِدَا جَوَّ الْعِرَاقِ فَثَرْدَمَا

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَنِسْتُ بِفُلَانٍ أَيْ فَرِحْتُ بِهِ، وَآنَسْتُ فَزَعًا وَأَنَّسْتُهُ إِذَا أَحْسَسْتَهُ وَوَجَدْتَهُ فِي نَفْسِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا، يَعْنِي مُوسَى أَبْصَرَ نَارًا، وَهُوَ الْإِينَاسُ. وَآنَسَ الشَّيْءَ: عَلِمَهُ. يُقَالُ: آنَسْتُ مِنْهُ رُشْدًا أَيْ عَلِمْتُهُ. وَآنَسْتُ الصَّوْتَ: سَمِعْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ هَاجَرَ وَإِسْمَاعِيلَ: فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – ڪَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا أَيْ أَبْصَرَ وَرَأَى شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ. يُقَالُ: آنَسْتُ مِنْهُ ڪَذَا أَيْ عَلِمْتُ. وَاسْتَأْنَسْتُ: اسْتَعْلَمْتُ; وَمِنْهُ حَدِيثُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ وَابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى تُؤْنِسَ مِنْهُ الرُّشْدَ أَيْ تَعْلَمَ مِنْهُ ڪَمَالَ الْعَقْلِ وَسَدَادَ الْفِعْلِ وَحُسْنَ التَّصَرُّفِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى تَسْتَأْنِسُوا فِي اللُّغَةِ تَسْتَأْذِنُوا، وَلِذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ تَسْتَأْنِسُوا فَتَعْلَمُوا أَيُرِيدُ أَهْلُهَا أَنْ تَدْخُلُوا أَمْ لَا؟ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ إِنَّمَا هُوَ حَتَّى تُسَلِّمُوا وَتَسْتَأْنِسُوا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ! أَأَدْخُلُ؟ قَالَ: وَالِاسْتِئْنَاسُ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ النَّظَرُ. يُقَالُ: اذْهَبْ فَاسْتَأْنِسْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَيَكُونُ مَعْنَاهُ انْظُرْ مَنْ تَرَى فِي الدَّارِ، قَاْلَ النَّابِغَةُ:

بِذِي الْجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ

 أَيْ عَلَى ثَوْرٍ وَحْشِيٍّ أَحَسَّ بِمَا رَابَهُ فَهُوَ يَسْتَأْنِسُ أَيْ يَتَبَصَّرُ وَيَتَلَفَّتُ هَلْ يَرَى أَحَدًا، أَرَادَ أَنَّهُ مَذْعُورٌ فَهُوَ أَجَدُّ لِعَدْوِهِ وَفِرَارِهِ وَسُرْعَتِهِ. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: (حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا)، قَالَ: تَسْتَأْنِسُوا خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: قَرَأَ أُبَيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ: تَسْتَأْذِنُوا، ڪَمَا قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدٌ. قَاْلَ قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ: تَسْتَأْنِسُوا هُوَ الِاسْتِئْذَانُ، وَقِيلَ: تَسْتَأْنِسُوا تَنَحْنَحُوا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَصْلُ الْإِنْسِ وَالْأَنَسِ وَالْإِنْسَانِ مِنَ الْإِينَاسِ، وَهُوَ الْإِبْصَارُ. وَيُقَالُ: آنَسْتُهُ وَأَنَّسْتُهُ أَيْ أَبْصَرْتُهُ; وَقَالَ الْأَعْشَى:

لَا يَسْمَعُ الْمَرْءُ فِيهَا مَا يُؤَنِّسُهُ     بِاللَّيْلِ إِلَّا نَئِيمَ الْبُومِ وَالضُّوَعَا

، وَقِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ: مَا يُؤَنِّسُهُ أَيْ مَا يَجْعَلُهُ ذَا أَنَسٍ، وَقِيلَ لِلْإِنْسِ إِنْسٌ لِأَنَّهُمْ يُؤْنَسُونَ أَيْ يُبْصَرُونَ، ڪَمَا قِيلَ لِلْجِنِّ جِنٌّ لِأَنَّهُمْ لَا يُؤْنَسُونَ أَيْ لَا يُبْصَرُونَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَرَفَةَ الْوَاسِطِيُّ: سُمِّيَ الْإِنْسِيُّونَ إِنْسِيِّينَ لِأَنَّهُمْ يُؤْنَسُونَ أَيْ يُرَوْنَ، وَسُمِّيَ الْجِنُّ جِنًّا لِأَنَّهُمْ مُجْتَنُّونَ عَنْ رُؤْيَةِ النَّاسِ أَيْ مُتَوَارُونَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ڪَانَ إِذَا دَخَلَ دَارَهُ اسْتَأْنَسَ وَتَكَلَّمَ أَيِ اسْتَعْلَمَ وَتَبَصَّرَ قَبْلَ الدُّخُولِ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا     وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِينَاسِهَا؟

أَيْ أَنَّهَا يَئِسَتْ مِمَّا ڪَانَتْ تَعْرِفُهُ وَتُدْرِكُهُ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ بِبَعْثَةِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَالْإِينَاسُ: الْيَقِينُ; قَالَ:

فَإِنْ أَتَاكَ امْرُؤٌ يَسْعَى بِكِذْبَتِهِ     فَانْظُرْ فَإِنَّ اطِّلَاعًا غَيْرُ إِينَاسِ

الِاطِّلَاعُ: النَّظَرُ، وَالْإِينَاسُ: الْيَقِينُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

لَيْسَ بِمَا لَيْسَ بِهِ بَاسٌ بَاسْ     وَلَا يَضُرُّ الْبَرَّ مَا قَاْلَ النَّاسْ
وَإِنَّ بَعْدَ اطِّلَاعٍ إِينَاسْ

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: بَعْدَ طُلُوعٍ إِينَاسٌ. الْفَرَّاءُ: مِنْ أَمْثَالِهِمْ: بَعْدَ اطِّلَاعٍ إِينَاسٌ; يَقُولُ: بَعْدَ طُلُوعٍ إِينَاسٌ. وَتَأَنَّسَ الْبَازِي: جَلَّى بِطَرْفِهِ. وَالْبَازِي يَتَأَنَّسُ، وَذَلِكَ إِذَا مَا جَلَّى وَنَظَرَ رَافِعًا رَأْسَهُ وَطَرْفَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَطَاعَ اللَّهُ النَّاسَ فِي النَّاسِ لَمْ يَكُنْ نَاسٌ; قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ يُحِبُّونَ أَنْ لَا يُوَلَدَ لَهُمْ إِلَّا الذُّكْرَانُ دُونَ الْإِنَاثِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْإِنَاثُ ذَهَبَ النَّاسُ، وَمَعْنَى أَطَاعَ اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ. وَمَأْنُوسَةُ وَالْمَأْنُوسَةُ جَمِيعًا: النَّارُ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ لَهَا فِعْلًا، فَأَمَّا آنَسْتُ فَإِنَّمَا حَظُّ الْمَفْعُولِ مِنْهَا مُؤْنَسَةٌ; وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

كَمَا تَطَايَرَ عَنْ مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَلَمْ نَسْمَعْ بِهِ إِلَّا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحْمَرَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَنِيسَةُ وَالْمَأْنُوسَةُ النَّارُ، وَيُقَالُ لَهَا السَّكَنُ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا آنَسَهَا لَيْلًا أَنِسَ بِهَا وَسَكَنَ إِلَيْهَا وَزَالَتْ عَنْهُ الْوَحْشَةُ، وَإِنْ ڪَانَ بِالْأَرْضِ الْقَفْرِ. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلدِّيكِ الشُّقَرُ وَالْأَنِيسُ وَالنَّزِيُّ. وَالْأَنِيسُ: الْمُؤَانِسُ وَكُلُّ مَا يُؤْنَسُ بِهِ. وَمَا بِالدَّارِ أَنِيسٌ أَيْ أَحَدٌ; وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ:

فِيهِنَّ آنِسَةُ الْحَدِيثِ حَيِيَّةٌ     لَيْسَتْ بِفَاحِشَةٍ وَلَا مِتْفَالِ

أَيْ تَأْنَسُ حَدِيثَكَ وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهَا تُؤْنِسُكَ لِأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ لَقَالَ مُؤْنِسَةٌ. وَأَنَسٌ وَأُنَيْسٌ: اسْمَانِ. وَأُنُسٌ: اسْمُ مَاءٍ لِبَنِي الْعَجْلَانِ; قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

قَالَتْ سُلَيْمَى بِبَطْنِ الْقَاعِ مِنْ أُنُسٍ     لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ الشَّيْبِ وَالْكِبَرِ!

وَيُونُسُ وَيُونَسُ وَيُونِسُ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: اسْمُ رَجُلٍ، وَحُكِيَ فِيهِ الْهَمْزُ أَيْضًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة أنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أندرورد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أندرورد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أندرورد: الْأَزْهَرِيُّ فِي الرُّبَاعِيِّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: ڪَانَ أَبِي يَلْبَسُ أَنْدَرَاوَرْدَ، قَالَ: يَعْنِي التُّبَّانَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ -: أَنَّهُ أَقْبَلَ وَعَلَيْهِ أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ، قِيلَ: هِيَ نَوْعٌ مِنَ السَّرَاوِيلِ  مُشَمَّرٌ فَوْقَ التُّبَّانِ يُغَطِّي الرُّكْبَةَ. وَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: زَارَنَا سَلْمَانُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَى الشَّامِ مَاشِيًا وَعَلَيْهِ ڪِسَاءٌ وَأَنْدَرَاوَرْدُ; يَعْنِي: سَرَاوِيلُ مُشَمَّرَةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: وَعَلَيْهِ ڪِسَاءٌ أَنْدَرْوَرْدٌ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: ڪَأَنَّ الْأَوَّلَ مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهِيَ ڪَلِمَةٌ عَجَمِيَّةٌ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. ‏

معنى كلمة أندرورد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

 

معنى كلمة اندرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة اندرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


اندرم: النِّهَايَةِ لِابْنِ الْأَثِيرِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: وَسُئِلَ ڪَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ؟ فَقَالَ: قُلْ أَنْدَرَايَمْ; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: هِيَ ڪَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا أَأَدْخُلُ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَخُصَّهُمْ بِالِاسْتِئْذَانِ بِالْفَارِسِيَّةِ، وَلَكِنَّهُمْ ڪَانُوا مَجُوسًا فَأَمَرَهُ أَنْ يُخَاطِبَهُمْ بِلِسَانِهِمْ، قَالَ: وَالَّذِي يُرَادُ مِنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ السَّلَامَ قَبْلَ الِاسْتِئْذَانِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ عَلَيْكُمْ أَنْدَرَايَمْ؟

معنى كلمة اندرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنح: أَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحًا وَأَنِيحًا وَأُنُوحًا: وَهُوَ مِثْلُ الزَّفِيرِ يَكُونُ مِنَ الْغَمِّ وَالْغَضَبِ وَالْبِطْنَةِ وَالْغَيْرَةِ، وَهُوَ أَنُوحٌ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
سَقَيْتُ بِهِ دَارَهَا إِذْ نَأَتْ وَصَدَّقَتِ الْخَالَ فِينَا الْأَنُوحَا
الْخَالُ: الْمُتَكَبِّرُ. وَفَرَسٌ أَنُوحٌ إِذَا جَرَى فَزَفَرَ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
جِرْيَةَ لَا ڪَابٍ وَلَا أَنُوحِ
وَالْأُنُوحُ: مِثْلُ النَّحِيطِ، قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ صَوْتٌ مَعَ تَنَحْنُحٍ. وَرَجُلٌ أَنُوحٌ: ڪَثِيرُ التَّنَحْنُحِ. وَأَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحًا وَأَنِيحًا وَأُنُوحًا إِذَا تَأَذَّى وَزَحَرَ مِنْ ثِقْلٍ يَجِدُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ بُهْرٍ، ڪَأَنَّهُ يَتَنَحْنَحُ وَلَا يُبِينُ فَهُوَ آنِحٌ. وَقَوْمٌ أُنَّحٌ مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ; قَاْلَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:

تَلَاقَيْتُهُمْ يَوْمًا عَلَى قَطَرِيَّةٍ     وَلِلْبُزْلِ مِمَّا فِي الْخُدُورِ، أَنِيحُ

يَعْنِي مِنْ ثِقَلِ أَرْدَافِهِنَّ. وَالْقَطَرِيَّةُ: يُرِيدُ بِهَا إِبِلًا مَنْسُوبَةً إِلَى قَطَرٍ، مَوْضِعٍ بِعَمَّانَ، وَقَالَ آخَرُ:

يَمْشِي قَلِيلًا خَلْفَهَا وَيَأْنِحُ

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةَ قَاْلَ يَصِفُ نِسْوَةً: ثِقَالُ الْأَرْدَافِ قَدْ أَثْقَلَتِ الْبُزْلَ فَلَهَا أَنِيحٌ فِي سَيْرِهَا; وَقَبْلَهُ:

وَنِسْوَةٍ شَحْشَاحٍ غَيُورٍ نَهَبْنَهُ     عَلَى حَذَرٍ يَلْهُونَ وَهْوَ مُشِيحُ

وَالشَّحْشَاحُ وَالشَّحْشَحُ: الْغَيُورُ. وَالْمُشِيحُ: الْجَادُّ فِي أَمْرِهِ، وَالْحَذِرُ أَيْضًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَأْنِحُ بِبَطْنِهِ أَيْ يُقِلُّهُ مُثْقَلًا بِهِ مِنَ الْأُنُوحِ، وَهُوَ صَوْتٌ يُسْمَعُ مِنَ الْجَوْفِ مَعَهُ نَفَسٌ وَبُهْرٌ وَنَهِيجٌ، يَعْتَرِي السَّمِينَ مِنَ الرِّجَالِ. وَالْآنِحُ عَلَى مِثَالِ فَاعِلٍ، وَالْأَنُوحُ وَالْأَنَّاحُ، هَذِهِ الْأَخِيرَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الَّذِي إِذَا سُئِلَ تَنَحْنَحَ بُخْلًا، وَالْفِعْلُ ڪَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ ڪَالْمَصْدَرِ، وَالْهَاءُ فِي ڪُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ أَوْ بَدَلٌ، وَكَذَلِكَ الْأُنَّحُ، بِالتَّشْدِيدِ; قَاْلَ رُؤْبَةُ:

كَزِّ الْمُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ

وَقَالَ آخَرُ:

أَرَاكَ قَصِيرًا ثَائِرَ الشَّعْرِ أُنَّحًا     بَعِيدًا عَنِ الْخَيْرَاتِ وَالْخُلُقِ الْجَزْلِ

التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةٍ أَزَحَ: الْأَزُوحُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَسْتَأْخِرُ عَنِ الْمَكَارِمِ، وَالْأَنُوحُ مِثْلُهُ; وَأَنْشَدَ:

أَزُوحٌ أَنُوحٌ لَا يَهَشُّ إِلَى النَّدَى     قَرَى مَا قَرَى لِلضِّرْسِ بَيْنَ اللَّهَازِمِ

معنى كلمة أنح – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنث: الْأُنْثَى: خِلَافُ الذَّكَرِ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ إِنَاثٌ; وَأُنُثٌ: جَمْعُ إِنَاثٍ، ڪَحِمَارٍ وَحُمُرٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا، وَقُرِئَ: إِلَّا أُنُثًا، جَمْعَ إِنَاثٍ، مِثْلَ تِمَارٍ وَتُمُرٍ; وَمَنْ قَرَأَ إِلَّا إِنَاثًا، قِيلَ: أَرَادَ إِلَّا مَوَاتًا مِثْلَ الْحَجَرِ وَالْخَشَبِ وَالشَّجَرِ وَالْمَوَاتِ، ڪُلُّهَا يُخْبَرُ عَنْهَا ڪَمَا يُخْبَرُ عَنِ الْمُؤَنَّثِ; وَيُقَالُ لِلْمَوَاتِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الْحَيَوَانِ: الْإِنَاثُ. الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ: اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَأَشْبَاهُهَا مِنَ الْآلِهَةِ الْمُؤَنَّثَةِ; وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أُثُنًا)، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ الْوَثَنِ فَضَمَّ الْوَاوَ وَهَمَزَهَا، ڪَمَا قَالُوا: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. وَالْمُؤَنَّثُ: ذَكَرٌ فِي خَلْقِ أُنْثَى; وَالْإِنَاثُ: جَمَاعَةُ الْأُنْثَى وَيَجِيءُ فِي الشِّعْرِ أَنَاثَى. وَإِذَا قُلْتَ لِلشَّيْءِ تُؤَنِّثُهُ، فَالنَّعْتُ بِالْهَاءِ، مِثْلُ الْمَرْأَةِ فَإِذَا قُلْتَ يُؤَنَّثُ فَالنَّعْتُ مِثْلُ الرَّجُلِ، بِغَيْرِ هَاءٍ، ڪَقَوْلِكَ مُؤَنَّثَةٌ وَمُؤَنَّثٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: أَنَّثْتُ تَأْنِيثًا أَيْ لِنْتَ لَهُ، وَلَمْ تَتَشَدَّدْ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: تَأَنَّثَ فِي أَمْرِهِ وَتَخَنَّثَ. وَالْأَنِيثُ مِنَ الرِّجَالِ: الْمُخَنَّثُ، شِبْهُ الْمَرْأَةِ، قَاْلَ الْكُمَيْتُ فِي الرَّجُلِ الْأَنِيثِ:

وَشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ ڪُلِّ قَتَادَةٍ بِفَارِسَ، يَخْشَاهَا الْأَنِيثُ الْمُغَمَّزُ

وَالتَّأْنِيثُ: خِلَافُ التَّذْكِيرِ، وَهِيَ الْأَنَاثَةُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ امْرَأَةٌ أُنْثَى إِذَا مُدِحَتْ بِأَنَّهَا ڪَامِلَةٌ مِنَ النِّسَاءِ، ڪَمَا يُقَالُ: رَجَلٌ ذَكَرٌ، إِذَا وُصِفَ بِالْكَمَالِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هَذَا طَائِرٌ وَأُنْثَاهُ، وَلَا يُقَالُ: وَأُنْثَاتُهُ. وَتَأْنِيثُ الِاسْمِ: خِلَافُ تَذْكِيرِهِ; وَقَدْ أَنَّثْتُهُ، فَتَأَنَّثَ. وَالْأُنْثَيَانِ: الْخُصْيَتَانِ، وَهُمَا أَيْضًا الْأُذُنَانِ، يَمَانِيَّةٌ; وَأَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ:

وَكُنَّا إِذَا الْقَيْسِيُّ نَبَّ عَتُودُهُ     ضَرَبْنَاهُ فَوْقَ الْأُنْثَيَيْنِ عَلَى الْكَرْدِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

وَكُنَّا، إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ     ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الْأُنْثَيَيْنِ عَلَى الْكَرْدِ

قَالَ: يَعْنِي الْأُذُنَيْنِ، لِأَنَّ الْأُذُنَ أُنْثَى. وَأَوْرَدَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ عَلَى مَا أَوْرَدَهُ الْأَزْهَرِيُّ لِ ذِي الرُّمَّةِ، وَلَمْ يَنْسُبْهُ لِأَحَدٍ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ قَاْلَ وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ:

وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ

كَمَا أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ. وَالْكَرْدُ: أَصْلُ الْعُنُقِ; وَقَوْلُ الْعَجَّاجُ:

وَكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارًا

يَعْنِي الْمِنْجَنِيقَ لِأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ، وَقَوْلُهَا فِي صِفَةِ فَرَسٍ:

تَمَطَّقَتْ أُنْثَيَاهَا بِالْعَرَقْ     تَمَطُّقَ الشَّيْخِ الْعَجُوزِ بِالْمَرَقْ

عَنَى بِأُنْثَيَيْهَا: رَبَلَتَيْ فَخِذَيْهَا. وَالْأُنْثَيَانِ: مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ بَجِيلَةُ وَقُضَاعَةُ، عَنْ أَبِي الْعَمَيْثَلِ الْأَعْرَابِيِّ; وَأَنْشَدَ لِلْكُمَيْتِ:

فَيَا عَجَبًا لِلْأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا     أَذَاتِيَ إِبْرَاقَ الْبَغَايَا إِلَى الشَّرْبِ

 وَآنَثَتِ الْمَرْأَةُ، وَهِيَ مُؤْنِثٌ: وَلَدَتِ الْإِنَاثَ، فَإِنْ ڪَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِئْنَاثٌ، وَالرَّجُلُ مِئْنَاثٌ أَيْضًا، لِأَنَّهُمَا يَسْتَوِيَانِ فِي مِفْعَالٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: فُضُلٌ مِئْنَاثٌ. الْمِئْنَاثُ: الَّتِي تَلِدُ الْإِنَاثَ ڪَثِيرًا، ڪَالْمِذْكَارِ: الَّتِي تَلِدُ الذُّكُورَ. وَأَرْضٌ مِئْنَاثٌ وَأَنِيثَةٌ: سَهْلَةٌ مُنْبِتَةٌ، خَلِيقَةٌ بِالنَّبَاتِ، لَيْسَتْ بِغَلِيظَةٍ; وَفِي الصِّحَاحِ: تُنْبِتُ الْبَقْلَ سَهْلَةٌ. وَبَلَدٌ أَنِيثٌ: لَيِّنٌ سَهْلٌ; حَكَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. وَمَكَانٌ أَنِيثٌ إِذَا أَسْرَعَ نَبَاتُهُ وَكَثُرَ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

بِمَيْثٍ أَنِيثٍ فِي رِيَاضٍ دَمِيثَةٍ     يُحِيلُ سَوَافِيهَا بِمَاءٍ فَضِيضٍ

وَمِنْ ڪَلَامِهِمْ: بَلَدٌ دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعَةِ، مَرْتُ الْعُودِ. وَزَعَمَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ أُنْثَى، مِنَ الْبَلَدِ الْأَنِيثِ، قَالَ: لِأَنَّ الْمَرْأَةَ أَلْيَنُ مِنَ الرَّجُلِ، وَسُمِّيَتْ أُنْثَى لِلِينِهَا. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَأَصْلُ هَذَا الْبَابِ، عَلَى قَوْلِهِ، إِنَّمَا هُوَ الْأَنِيثُ الَّذِي هُوَ اللَّيِّنُ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ:

كَأَنَّ حَصَانًا فَصُّهَا التِّينُ حُرَّةً     عَلَى حَيْثُ تَدْمَى بِالْفِنَاءِ حَصِيرُهَا

قَالَ، يَقُولُهُ الشَّمَّاخُ: وَالْحَصَانُ هَاهُنَا الدُّرَّةُ مِنَ الْبَحْرِ فِي صَدَفَتِهَا تُدْعَى التِّينَ. وَالْحَصِيرُ: مَوْضِعُ الْحَصِيرِ الَّذِي يُجْلَسُ عَلَيْهِ، شَبَّهَ الْجَارِيَةَ بِالدُّرَّةِ. وَالْأَنِيثُ: مَا ڪَانَ مِنَ الْحَدِيدِ غَيْرَ ذَكَرٍ. وَحَدِيدٌ أَنِيثٌ: غَيْرُ ذَكِيرٍ. وَالْأَنِيثُ مِنَ السُّيُوفِ: الَّذِي مِنْ حَدِيدٍ غَيْرُ ذَكَرٍ; وَقِيلَ: هُوَ نَحْوٌ مَنِ الْكَهَامِ; قَاْلَ صَخْرُ الْغَيِّ:

فَيُعْلِمُهُ بِأَنَّ الْعَقْلَ عِنْدِي     جُرَازٌ لَا أَفَلُّ وَلَا أَنِيثُ

أَيْ لَا أُعْطِيهِ إِلَّا السَّيْفَ الْقَاطِعَ، وَلَا أُعْطِيهِ الدِّيَةَ. وَالْمُؤَنَّثُ: ڪَالْأَنِيثِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

وَمَا يَسْتَوِي سَيْفَانِ سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ     وَسَيْفٌ إِذَا مَا عَضَّ بِالْعَظْمِ صَمَّمَا

وَسَيْفٌ أَنِيثٌ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِقَاطِعٍ. وَسَيْفٌ مِئْنَاثٌ وَمِئْنَاثَةٌ، بِالْهَاءِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، إِذَا ڪَانَتْ حَدِيدَتُهُ لَيِّنَةً، تَأْنِيثُهُ عَلَى إِرَادَةِ الشَّفْرَةِ، أَوِ الْحَدِيدَةِ أَوِ السِّلَاحِ. الْأَصْمَعِيُّ: الذَّكَرُ مِنَ السُّيُوفِ شَفْرَتُهُ حَدِيدٌ ذَكَرٌ، وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ، يَقُولُ النَّاسُ إِنَّهَا مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ قَالَ: ڪَانُوا يَكْرَهُونَ الْمُؤَنَّثَ مِنَ الطِّيبِ وَلَا يَرَوْنَ بِذُكُورَتِهِ بَأْسًا; قَاْلَ شَمِرٌ: أَرَادَ بِالْمُؤَنَّثِ طِيبَ النِّسَاءِ مِثْلَ الْخَلُوقِ وَالزَّعْفَرَانِ وَمَا يُلَوِّنُ الثِّيَابَ، وَأَمَّا ذُكُورَةُ الطِّيبِ، فَمَا لَا لَوْنَ لَهُ مَثَلُ الْغَالِيَةِ وَالْكَافُورِ وَالْمِسْكِ وَالْعُودِ وَالْعَنْبَرِ وَنَحْوِهَا مِنَ الْأَدْهَانِ الَّتِي لَا تُؤَثِّرُ.

معنى كلمة أنث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنتن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنتن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنتن: الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ ڪَمَا انْتِنِي يَقُولُ انْتَظِرْنِي فِي مَكَانِكَ.

معنى كلمة أنتن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنت: الْأَنِيتُ: الْأَنِينُ; أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتًا، ڪَنَأَتَ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَبُو عَمْرٍو: رَجُلٌ مَأْنُوتٌ، وَقَدْ أَنَتَهُ النَّاسُ يَأْنِتُونَهُ إِذَا حَسَدُوهُ، فَهُوَ مَأْنُوتٌ وَأَنِيتٌ أَيْ مَحْسُودٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة أنت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنبجن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنبجن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنبجن: فِي الْحَدِيثِ: ائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْمَحْفُوظُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَيُرْوَى بِفَتْحِهَا، يُقَالُ: ڪِسَاءٌ أَنْبَجَانِيٌّ، مَنْسُوبٌ إِلَى مَنْبِجَ الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ، وَهِيَ مَكْسُورَةُ الْبَاءِ فَفُتِحَتْ فِي النَّسَبِ، وَأُبْدِلَتِ الْمِيمُ هَمْزَةً، وَقِيلَ إِنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجَانَ، قَالَ: وَهُوَ أَشْبَهُ لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِيهِ تَعَسُّفٌ، وَهُوَ ڪِسَاءٌ مِنَ الصُّوفِ لَهُ خَمَلٌ وَلَا عَلَمَ لَهُ، وَهِيَ مِنْ أَدْوَنِ الثِّيَابِ الْغَلِيظَةِ، وَإِنَّمَا بَعَثَ الْخَمِيصَةَ إِلَى أَبِي جَهْمٍ لِأَنَّهُ ڪَانَ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – خَمِيصَةً ذَاتَ أَعْلَامٍ، فَلَمَّا شَغَلَتْهُ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: رُدُّوهَا عَلَيْهِ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ، وَإِنَّمَا طَلَبَهَا مِنْهُ لِئَلَّا يُؤَثِّرَ رَدُّ الْهَدِيَّةِ فِي قَلْبِهِ، وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ فِي قَوْلٍ.

معنى كلمة أنبجن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنبج: فِي الْحَدِيثِ: ايْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: قِيلَ هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَنْبِجَ، الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ، وَقِيلَ: إِنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجَانُ، وَهُوَ أَشْبَهُ، لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِيهِ تَعَسُّفٌ، قَالَ: وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ نَبَجَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ – تَعَالَى -.

معنى كلمة أنبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أنب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أنب: أَنَّبَ الرَّجُلَ تَأْنِيبًا: عَنَّفَهُ وَلَامَهُ وَوَبَّخَهُ، وَقِيلَ: بَكَّتَهُ. وَالتَّأْنِيبُ: أَشَدُّ الْعَذْلِ، وَهُوَ التَّوْبِيخُ وَالتَّثْرِيبُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ اسْتَرْجَعَ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ:
أَلَا أَرَاكَ بُعَيْدَ الْمَوْتِ تَنْدُبُنِي وَفِي حَيَاتَيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي
فَقَالَ عُمَرُ: لَا تُؤَنِّبْنِي. التَّأْنِيبُ: الْمُبَالَغَةُ فِي التَّوْبِيخِ وَالتَّعْنِيفِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لَمَّا صَالَحَ مُعَاوِيَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – قِيلَ لَهُ: سَوَّدْتَ وُجُوهَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لَا تُؤْنِّبْنِي. وَمِنْهُ حَدِيثُ تَوْبَةِ ڪَعْبِ بْنِ مَالِكٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي. وَأَنَّبَهُ أَيْضًا: سَأَلَهُ فَجَبَهَهُ. وَالْأَنَابُ: ضَرَبٌ مِنَ الْعِطْرِ يُضَاهِي الْمِسْكَ; وَأَنْشَدَ:

تَعُلُّ بِالْعَنْبَرِ وَالْأَنَابِ     ڪَرْمًا تَدَلَّى مِنْ ذُرَى الْأَعْنَابِ
يَعْنِي جَارِيَةً تَعُلُّ شَعْرَهَا بِالْأَنَابِ

وَالْأَنَبُ: الْبَاذِنْجَانُ، وَاحِدَتُهُ أَنَبَةٌ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ: وَأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِبًا إِذَا لَمْ تَشْتَهِ الطَّعَامَ. وَفِي حَدِيثِ خَيْفَانَ: أَهْلُ الْأَنَابِيبِ: هِيَ الرِّمَاحُ، وَاحِدُهَا أُنْبُوبٌ، يَعْنِي الْمَطَاعِينَ بِالرِّمَاحِ.

معنى كلمة أنب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمه: الْأَمِيهَةُ: جُدَرِيُّ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: هُوَ بَثْرٌ يَخْرُجُ بِهَا ڪَالْجُدَرِيِّ أَوِ الْحَصْبَةِ، وَقَدْ أُمِهَتِ الشَّاةُ تُؤْمَهُ أَمْهًا وَأَمِيهَةً; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَهُوَ خَطَأٌ لِأَنَّ الْأَمِيهَةَ اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، إِذْ لَيْسَتْ فَعِيلَةً مِنْ أَبْنِيَةِ الْمَصَادِرِ. وَشَاةٌ أَمِيهَةٌ: مِأْمُوهَةٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
طَبِيخُ نُحَازٍ أَوْ طَبِيخُ أَمِيهَةٍ صَغِيرُ الْعِظَامِ سَيِّئُ الْقِشْمِ أَمْلَطُ
يَقُولُ: ڪَانَتْ أُمُّهُ حَامِلَةً بِهِ وَبِهَا سُعَالٌ أَوْ جُدَرِيٌّ فَجَاءَتْ بِهِ ضَاوِيًا، وَالْقِشْمُ هُوَ اللَّحْمُ أَوِ الشَّحْمُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَمَهُ النِّسْيَانُ، وَالْأَمَهُ الْإِقْرَارُ، وَالْأَمَهُ الْجُدَرِيُّ. قَاْلَ الزَّجَّاجُ: وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ)، قَالَ: وَالْأَمَهُ النِّسْيَانُ. وَيُقَالُ: قَدْ أَمِهَ، بِالْكَسْرِ، يَأْمَهُ أَمَهًا هَذَا الصَّحِيحُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَقْرَأُ: (بَعْدَ أَمَهٍ)، وَيَقُولُ: بَعْدَ أَمْهٍ خَطَأٌ. أَبُو عُبَيْدَةَ: أَمِهْتُ الشَّيْءَ فَأَنَا آمُهُهُ أَمْهًا إِذَا نَسِيتَهُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَمِهْتُ وَكُنْتُ لَا أَنْسَى حَدِيثًا     ڪَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بِالْعُقُولِ

قَالَ: وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ الْإِقْرَارُ وَمَعْنَاهُ أَنْ يُعَاقَبَ لِيُقِرَّ فَإِقْرَارُهُ بَاطِلٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْأَمَهُ الْإِقْرَارُ وَالِاعْتِرَافُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: مَنِ امْتُحِنَ فِي حَدٍّ فَأَمِهَ ثُمَّ تَبَرَّأَ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَةٌ، فَإِنْ عُوقِبَ فَأَمِهَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حَدٌّ إِلَّا أَنْ يَأْمَهَ مِنْ غَيْرِ عُقُوبَةٍ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسْمَعِ الْأَمَهُ الْإِقْرَارُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَاْلَ هِيَ لُغَةٌ غَيْرُ مَشْهُورَةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ أَمَهْتُ إِلَيْهِ فِي أَمْرٍ فَأَمَهَ إِلَيَّ أَيْ عَهِدْتُ إِلَيْهِ فَعَهِدَ إِلَيَّ. الْفَرَّاءُ: أُمِهَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مَأْمُوهٌ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ عَقْلُهُ مَعَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ فِي الدُّعَاءِ فِي الْإِنْسَانِ آهَةً وَأَمِيهَةً. التَّهْذِيبُ وَقَوْلُهُمْ آهَةً وَأَمِيهَةً. الْآهَةُ مِنَ التَّأَوُّهِ، وَالْأَمِيهَةُ الْجُدَرِيُّ. ابْنُ سِيدَهْ: الْأُمَّهَةُ لُغَةٌ فِي الْأُمِّ. قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: الْهَاءُ فِي أُمَّهَةٍ أَصْلِيَّةٌ، وَهِيَ فُعَّلَةٌ بِمَنْزِلَةِ تُرَّهَةٍ وَأُبَّهَةٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِالْأُمَّهَةِ مَنْ يَعْقِلُ وَبِالْأُمَّ مَا لَا يَعْقِلُ; قَاْلَ قُصَيٌّ:

عَبْدٌ يُنَادِيهِمْ بِهَالٍ وَهَبِ     أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي
حَيْدَرَةٌ خَالِيَ لَقِيطٌ وَعَلِي     وَحَاتِمُ الطَّائِيُّ وَهَّابُ الْمِئِي

، وَقَالَ زُهَيْرٌ فِيمَا لَا يَعْقِلُ:

وَإِلَّا فَإِنَّا بِالشَّرَبَّةِ فَاللِّوَى     نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ وَنَيْسِرُ

، وَقَدْ جَاءَتِ الْأُمَّهَةُ فِيمَا لَا يَعْقِلُ; ڪُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَالْجَمْعُ أُمَّهَاتٌ وَأُمَّاتٌ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ فِي جَمْعِ الْأُمِّ مِنْ غَيْرِ الْآدَمِيِّينَ أُمَّاتٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ; قَاْلَ الرَّاعِي:

كَانَتْ نَجَائِبُ مُنْذِرٍ وَمُحَرِّقٍ     أُمَّاتِهِنَّ، وَطَرْقُهُنَّ فَحِيلَا

وَأَمَّا بَنَاتُ آدَمَ فَالْجَمْعُ أُمَّهَاتٌ; وَقَوْلُهُ:

وَإِنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ

وَالْقُرْآنُ الْعَزِيزُ نَزَلَ بِأُمَّهَاتٍ، وَهُوَ أَوْضَحُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ الْوَاحِدَةَ أُمَّهَةٌ. وَتَأَمَّهَ أُمًّا: اتَّخَذَهَا ڪَأَنَّهُ عَلَى أُمَّهَةٍ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يُقَوِّي ڪَوْنَ الْهَاءِ أَصْلًا، لِأَنَّ تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بِمَنْزِلَةِ تَفَوَّهْتُ وَتَنَبَّهْتُ. التَّهْذِيبُ: وَالْأُمُّ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ أَصْلُ ڪُلِّ شَيْءٍ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْأَمِّ، وَزِيدَتِ الْهَاءُ فِي الْأُمَّهَاتِ لِتَكُونَ فَرْقًا بَيْنَ بَنَاتِ آدَمَ وَسَائِرِ إِنَاثِ الْحَيَوَانِ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَمَّا الْأُمُّ فَقَدْ قَاْلَ بَعْضُهُمُ: الْأَصْلُ أُمَّةٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا أُمَّهَةٌ، قَالَ: وَالْأُمَّهَةُ أَصْلُ قَوْلِهِمْ أُمٌّ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ:  وَأُمَّهَةُ الشَّبَابِ ڪِبْرُهُ وَتِيهُهُ.

معنى كلمة أمه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمن: الْأَمَانُ: وَالْأَمَانَةُ بِمَعْنًى. وَقَدْ أَمِنْتُ فَأَنَا أَمِنٌ، وَآمَنْتُ غَيْرِي مِنَ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ. وَالْأَمْنُ: ضِدُّ الْخَوْفِ. وَالْأَمَانَةُ: ضِدُّ الْخِيَانَةِ. وَالْإِيمَانُ: ضِدُّ الْكُفْرِ. وَالْإِيمَانُ: بِمَعْنَى التَّصْدِيقِ، ضِدُّهُ التَّكْذِيبُ. يُقَالُ: آمَنَ بِهِ قَوْمٌ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمٌ، فَأَمَّا آمَنْتُهُ الْمُتَعَدِّي فَهُوَ ضِدُّ أَخَفْتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الْأَمْنُ نَقِيضُ الْخَوْفِ، أَمِنَ فُلَانٌ يَأْمَنُ أَمْنًا وَأَمَنًا; حَكَى هَذِهِ الزَّجَّاجُ، وَأَمَنَةً وَأَمَانًا فَهُوَ أَمِنٌ. وَالْأَمَنَةُ: الْأَمْنُ; وَمِنْهُ: أَمَنَةً نُعَاسًا وَ (إِذْ يَغْشَاكُمُ النُّعَاسُ أَمَنَةً مِنْهُ)، نَصَبَ أَمَنَةً لِأَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ ڪَقَوْلِكَ: فَعَلْتُ ذَلِكَ حَذَرَ الشَّرِّ; قَاْلَ ذَلِكَ الزَّجَّاجُ. وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْمَسِيحِ – عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ أَيِ الْأَمْنُ، يُرِيدُ أَنَّ الْأَرْضَ تَمْتَلِئُ بِالْأَمْنِ فَلَا يَخَافُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: النُّجُومُ أَمَنَةُ السَّمَاءَ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى الْأُمَّةَ مَا تُوعَدُ; أَرَادَ بِوَعْدِ السَّمَاءِ انْشِقَاقَهَا وَذَهَابَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَذَهَابُ النُّجُومِ: تَكْوِيرُهَا وَانْكِدَارُهَا وَإِعْدَامُهَا، وَأَرَادَ بَوَعْدِ أَصْحَابِهِ مَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَكَذَلِكَ أَرَادَ بِوَعْدِ الْأُمَّةِ، وَالْإِشَارَةُ فِي الْجُمْلَةِ إِلَى مَجِيءِ الشَّرِّ عِنْدَ ذَهَابِ أَهْلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّهُ لَمَّا ڪَانَ بَيْنَ النَّاسِ ڪَانَ يُبَيِّنُ لَهُمْ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَالَتِ الْآرَاءُ وَاخْتَلَفَتِ الْأَهْوَاءُ، فَكَانَ الصَّحَابَةُ يُسْنِدُونَ الْأَمْرَ إِلَى الرَّسُولِ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ دَلَالَةِ حَالٍ، فَلَمَّا فُقِدَ قَلَّتِ الْأَنْوَارُ وَقَوِيَتِ الظُّلَمُ، وَكَذَلِكَ حَالُ السَّمَاءِ عِنْدَ ذَهَابِ النُّجُومِ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَالْأَمَنَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ جَمْعُ أَمِينٍ، وَهُوَ الْحَافِظُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ; قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَرَادَ ذَا أَمْنٍ فَهُوَ آمِنٌ وَأَمِنٌ وَأَمِينٌ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَرَجُلٌ أَمِنٌ وَأَمِينٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ، أَيِ الْآمِنِ يَعْنِي مَكَّةَ، وَهُوَ مِنَ الْأَمْنِ، وَقَوْلُهُ:

أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَسْمَ وَيَحْكِ أَنَّنِي حَلَفْتُ يَمِينًا لَا أَخُونُ يَمِينِي

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا يُرِيدُ آمِنِي. ابْنُ السِّكِّيتِ: وَالْأَمِينُ الْمُؤْتَمِنُ. وَالْأَمِينُ: الْمُؤْتَمَنُ، مِنَ الْأَضْدَادِ، وَأَنْشَدَ ابْنُ اللَّيْثِ أَيْضًا: لَا أَخُونُ يَمِينِي أَيِ الَّذِي يَأْتَمِنُنِي الْجَوْهَرِيُّ:، وَقَدْ يُقَالُ الْأَمِينُ الْمَأْمُونُ ڪَمَا قَاْلَ الشَّاعِرُ:

لَا أَخُونُ أَمِينِي أَيْ مَأْمُونِي. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، أَيْ قَدْ أَمِنُوا فِيهِ الْغِيَرَ. وَأَنْتَ فِي آمِنٍ أَيْ فِي أَمْنٍ ڪَالْفَاتِحِ. وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: أَنْتَ فِي أَمْنٍ مِنْ ذَلِكَ أَيْ فِي أَمَانٍ، وَرَجُلٌ أُمَنَةٌ: يَأَمَنُ ڪُلَّ أَحَدٍ، وَقِيلَ: يَأْمَنُهُ النَّاسُ وَلَا يَخَافُونَ غَائِلَتَهُ; وَأُمَنَةٌ أَيْضًا: مَوْثُوقٌ بِهِ مَأْمُونٌ، وَكَانَ قِيَاسُهُ أُمْنَةً، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يُعَبَّرْ عَنْهُ هَاهُنَا إِلَّا بِمَفْعُولٍ؟ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مَا آمَنْتُ أَنْ أَجِدَ صَحَابَةً إِيمَانًا أَيْ مَا وَثِقْتُ، وَالْإِيمَانُ عِنْدَهُ الثِّقَةُ. وَرَجُلٌ أَمَنَةٌ، بِالْفَتْحِ: لِلَّذِي يُصَدِّقَ بِكُلِّ مَا يَسْمَعُ وَلَا يُكَذِّبُ بِشَيْءٍ. وَرَجُلٌ أَمَنَةٌ أَيْضًا إِذَا ڪَانَ يَطْمَئِنُّ إِلَى ڪُلِّ وَاحِدٍ وَيَثِقُ بِكُلِّ أَحَدٍ، وَكَذَلِكَ الْأُمَنَةُ مِثَالُ الْهُمَزَةِ. وَيُقَالُ: آمَنَ فُلَانٌ الْعَدُوَّ إِيمَانًا، فَأَمِنَ يَأْمَنُ وَالْعَدُوُّ مُؤْمَنٌ، وَأَمِنْتُهُ عَلَى ڪَذَا وَأْتَمَنْتُهُ بِمَعْنًى، وَقُرِئَ: (مَا لَكَ لَا تَأْمَنَنَا عَلَى يُوسُفَ)، بَيْنَ الْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ; قَاْلَ الْأَخْفَشُ: وَالْإِدْغَامُ أَحْسَنُ: وَتَقُولُ: اؤْتُمِنَ فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَإِنِ ابْتَدَأْتَ بِهِ صَيَّرْتَ الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ وَاوًا لِأَنَّ ڪُلَّ ڪَلِمَةٍ اجْتَمَعَ فِي أَوَّلِهَا هَمْزَتَانِ وَكَانَتِ الْأُخْرَى مِنْهُمَا سَاكِنَةً، فَلَكَ أَنْ تُصَيِّرَهَا وَاوًا إِذَا ڪَانَتِ الْأُولَى مَضْمُومَةً، أَوْ يَاءً إِنْ ڪَانَتِ الْأُولَى مَكْسُورَةً نَحْوَ إِيتَمَنَهُ، أَوْ أَلِفًا إِنْ ڪَانَتِ الْأُولَى مَفْتُوحَةً نَحْوَ آمَنَ. وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ فَقَالَ: إِنِّي لَا إِيمَنُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ أَيْ لَا آمَنُ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَكْسِرُ أَوَائِلَ الْأَفْعَالِ الْمُسْتَقْبَلَةِ نَحْوَ يِعْلَمُ وَنِعْلَمُ، فَانْقَلَبَتِ الْأَلِفُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا. وَاسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ: دَخَلَ فِي أَمَانِهِ، وَقَدْ أَمَّنَهُ وَآمَنَهُ. وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ: لَسْتَ مُؤَمَّنًا أَيْ لَا نُؤَمِّنُكَ. وَالْمَأْمَنُ: مَوْضِعُ الْأَمْنِ. وَالْأَمِنُ: الْمُسْتَجِيرُ لِيَأْمَنَ عَلَى نَفْسِهِ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَأَنْشَدَ:

فَأَحْسِبُوا لَا أَمْنَ مِنْ صِدْقٍ وَبِرْ     وَسَحِّ أَيْمَانٍ قَلِيلَاتِ الْأَشَرْ

أَيْ لَا إِجَارَةَ، أَحْسِبُوهُ: أَعْطُوهُ مَا يَكْفِيهِ وَقُرِئَ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ: (إِنَّهُمْ لَا إِيمَانَ لَهُمْ)، مَنْ قَرَأَهُ بِكَسْرِ الْأَلِفِ، مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ إِنْ أَجَارُوا، وَأَمَّنُوا الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَفُوا وَغَدَرُوا وَالْإِيمَانُ هَاهُنَا الْإِجَارَةُ. وَالْأَمَانَةُ وَالْأَمَنَةُ: نَقِيضُ الْخِيَانَةِ لِأَنَّهُ يُؤْمَنُ أَذَاهُ، وَقَدْ أَمِنَهُ وَأَمَّنَهُ وَأْتَمَنَهُ وَاتَّمَنَهُ; عَنْ ثَعْلَبٍ، وَهِيَ نَادِرَةٌ، وَعُذْرُ مَنْ قَاْلَ ذَلِكَ أَنَّ لَفْظَهُ – إِذَا لَمْ يُدْغَمْ – يَصِيرُ إِلَى صُورَةِ مَا أَصْلُهُ حَرْفُ لِينٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي افْتَعَلَ مِنَ الْأَكْلِ إِيتَكَلَ، وَمِنَ الْإِزْرَةِ إِيتَزَرَ، فَأَشْبَهَ حِينَئِذٍ إِيتَعَدَ فِي لُغَةِ مَنْ لَمْ يُبْدِلِ الْفَاءَ يَاءً، فَقَالَ اتَّمَنَ لِقَوْلِ غَيْرِهِ إِيتَمَنَ، وَأَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ إِقْرَارُ الْهَمْزَةِ، ڪَأَنْ تَقُولَ ائْتَمَنَ، وَقَدْ يُقَدَّرُ مِثْلُ هَذَا فِي قَوْلِهِمُ اتَّهَلَ، وَاسْتَأْمَنَهُ ڪَذَلِكَ. وَتَقُولُ: اسْتَأْمَنَنِي فُلَانٌ فَآمَنْتُهُ أُومِنُهُ إِيمَانًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ; مُؤْتَمَنُ الْقَوْمِ: الَّذِي يَثِقُونَ إِلَيْهِ وَيَتَّخِذُونَهُ أَمِينًا حَافِظًا، تَقُولُ اؤْتُمِنَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُؤْتَمَنٌ يَعْنِي أَنَّ الْمُؤَذِّنَ أَمِينُ النَّاسِ عَلَى صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ; هَذَا نَدْبٌ إِلَى تَرْكِ إِعَادَةِ مَا يَجْرِي فِي الْمَجْلِسِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ أَمَانَةٌ عِنْدَ مَنْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ، وَالْأَمَانَةُ تَقَعُ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ وَالْوَدِيعَةِ وَالثِّقَةِ وَالْأَمَانِ، وَقَدْ جَاءَ فِي ڪُلٍّ مِنْهَا حَدِيثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْأَمَانَةُ غِنًى أَيْ سَبَبُ الْغِنَى، وَمَعْنَاهُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا عُرِفَ بِهَا ڪَثُرَ مُعَامِلُوهُ فَصَارَ ذَلِكَ سَبَبًا لِغِنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: وَالْأَمَانَةَ مَغْنَمًا أَيْ يَرَى مَنْ فِي يَدِهِ أَمَانَةٌ أَنَّ الْخِيَانَةَ فِيهَا غَنِيمَةٌ قَدْ غَنِمَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الزَّرْعُ أَمَانَةٌ وَالتَّاجِرُ فَاجِرٌ، جَعَلَ الزَّرْعَ أَمَانَةً لِسَلَامَتِهِ مِنَ الْآفَاتِ الَّتِي تَقَعُ فِي التِّجَارَةِ مِنَ التَّزَيُّدِ فِي الْقَوْلِ وَالْحَلِفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: مَا ڪَانَ فُلَانٌ أَمِينًا، وَلَقَدْ أَمُنَ يَأْمُنُ أَمَانَةً. وَرَجُلٌ أَمِينٌ وَأُمَّانٌ أَيْ لَهُ دِينٌ، وَقِيلَ: مَأْمُونٌ بِهِ ثِقَةٌ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

وَلَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ الْ     أُمَّانَ مَوْرُودًا شَرَابُهْ

التَّاجِرُ الْأُمَّانُ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: هُوَ الْأَمِينُ، وَقِيلَ هُوَ ذُو الدِّينِ وَالْفَضْلِ، قَاْلَ بَعْضُهُمْ: الْأُمَّانِ الَّذِي لَا يَكْتُبُ لِأَنَّهُ أُمِّيٌّ، قَاْلَ بَعْضُهُمْ: الْأُمَّانُ الزُّرَّاعُ، وَقَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ:

شَرِبْتُ مِنْ أَمْنِ دَوَاءِ الْمَشْيِ     يُدْعَى الْمَشُوَّ، طَعْمُهُ ڪَالشَّرْيِ

الْأَزْهَرِيُّ: قَرَأْتُ فِي نَوَادِرِ الْأَعْرَابِ أَعْطَيْتُ فُلَانًا مِنْ أَمْنِ مَالِي، وَلَمْ يُفَسِّرْ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: ڪَأَنَّ مَعْنَاهُ مِنْ خَالِصِ مَالِي وَمِنْ خَالِصِ دَوَاءِ الْمَشْيِ. ابْنُ سِيدَهْ: مَا أَحْسَنَ أَمَنَتَكَ وَإِمْنَكَ أَيْ دِينَكَ وَخُلُقَكَ. وَآمَنَ بِالشَّيْءِ: صَدَّقَ وَأَمِنَ ڪَذِبَ مَنْ أَخْبَرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَصْلُ آمَنَ أَأْمَنَ، بِهَمْزَتَيْنِ، لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ، وَمِنْهُ الْمُهَيْمِنُ وَأَصْلُهُ مُؤَأْمِنٌ، لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ وَقُلِبَتْ يَاءً وَقُلِبَتِ الْأُولَى هَاءً، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ بِهَمْزَتَيْنِ، لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ، صَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ أُبْدِلَتِ الثَّانِيَةُ; أَمَّا مَا ذَكَرَهُ فِي مُهَيْمِنٍ مِنْ أَنَّ أَصْلَهُ مُؤَأْمِنٌ لُيِّنَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ وَقُلِبَتْ يَاءً لَا يَصِحُّ، لِأَنَّهَا سَاكِنَةٌ، وَإِنَّمَا تَخْفِيفُهَا أَنْ تُقْلَبَ أَلِفًا لَا غَيْرُ، قَالَ: فَثَبَتَ بِهَذَا أَنَّ مُهَيْمِنًا مِنْ هَيْمَنَ فَهُوَ مُهَيْمِنٌ لَا غَيْرُ. وَحَدَّ الزَّجَّاجُ الْإِيمَانَ فَقَالَ: الْإِيمَانُ إِظْهَارُ الْخُضُوعِ وَالْقَبُولِ لِلشَّرِيعَةِ وَلِمَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاعْتِقَادُهُ وَتَصْدِيقُهُ بِالْقَلْبِ، فَمَنْ ڪَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ غَيْرُ مُرْتَابٍ وَلَا شَاكٍّ، وَهُوَ الَّذِي يَرَى أَنَّ أَدَاءَ الْفَرَائِضِ وَاجِبٌ عَلَيْهِ لَا يَدْخُلُهُ فِي ذَلِكَ رَيْبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا، أَيْ بِمُصَدِّقٍ. وَالْإِيمَانُ: التَّصْدِيقُ. التَّهْذِيبُ: وَأَمَّا الْإِيمَانُ فَهُوَ مَصْدَرُ آمَنَ يُؤْمِنُ إِيمَانًا، فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَاتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْإِيمَانَ مَعْنَاهُ التَّصْدِيقُ. قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا الْآيَةَ، قَالَ: وَهَذَا مَوْضِعٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى تَفْهِيمِهِ، وَأَيْنَ يَنْفَصِلُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْمُسْلِمِ وَأَيْنَ يَسْتَوِيَانِ، وَالْإِسْلَامُ إِظْهَارُ الْخُضُوعِ وَالْقَبُولِ لِمَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَبِهِ يُحْقَنُ الدَّمُ فَإِنْ ڪَانَ مَعَ  ذَلِكَ الْإِظْهَارِ اعْتِقَادٌ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ، فَذَلِكَ الْإِيمَانُ الَّذِي يُقَالُ لِلْمَوْصُوفِ بِهِ هُوَ مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ غَيْرَ مُرْتَابٍ وَلَا شَاكٍّ، وَهُوَ الَّذِي يَرَى أَنَّ أَدَاءَ الْفَرَائِضِ وَاجِبٌ عَلَيْهِ، وَأَنَّ الْجِهَادَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ وَاجِبٌ عَلَيْهِ لَا يَدْخُلُهُ فِي ذَلِكَ رَيْبٌ فَهُوَ الْمُؤْمِنُ، وَهُوَ الْمُسْلِمُ حَقًّا، ڪَمَا قَاْلَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، أَيْ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا مُؤْمِنُونَ فَهُمُ الصَّادِقُونَ، فَأَمَّا مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّرِيعَةِ وَاسْتَسْلَمَ لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ مُسْلِمٌ وَبَاطِنُهُ غَيْرُ مُصَدِّقٍ، فَذَلِكَ الَّذِي يَقُولُ أَسْلَمْتُ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُهُ صِدِّيقًا، لِأَنَّ قَوْلَكَ آمَنْتُ بِاللَّهِ، أَوْ قَاْلَ قَائِلٌ آمَنْتُ بِكَذَا وَكَذَا، فَمَعْنَاهُ صَدَّقْتُ فَأَخْرَجَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ; فَقَالَ: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ، أَيْ لَمْ تُصَدِّقُوا إِنَّمَا أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَالْمُؤْمِنُ مُبْطِنٌ مِنَ التَّصْدِيقِ مِثْلَ مَا يُظْهِرُ، وَالْمُسْلِمُ التَّامُّ الْإِسْلَامِ مُظْهِرٌ لِلطَّاعَةِ مُؤْمِنٌ بِهَا، وَالْمُسْلِمُ الَّذِي أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ تَعَوُّذًا غَيْرُ مُؤْمِنٍ فِي الْحَقِيقَةِ، إِلَّا أَنَّ حُكْمَهُ فِي الظَّاهِرِ حُكْمُ الْمُسْلِمِينَ. وَقَالَ اللَّهُ – تَعَالَى – حِكَايَةً عَنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِأَبِيهِمْ: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ ڪُنَّا صَادِقِينَ، لَمْ يَخْتَلِفْ أَهْلُ التَّفْسِيرِ أَنَّ مَعْنَاهُ مَا أَنْتَ بِمُصَدِّقٍ لَنَا، وَالْأَصْلُ فِي الْإِيمَانِ الدُّخُولُ فِي صِدْقِ الْأَمَانَةِ الَّتِي ائْتَمَنَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، فَإِذَا اعْتَقَدَ التَّصْدِيقَ بِقَلْبِهِ ڪَمَا صَدَّقَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِدِ التَّصْدِيقَ بِقَلْبِهِ فَهُوَ غَيْرُ مُؤَدٍّ لِلْأَمَانَةِ الَّتِي ائْتَمَنَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ مُنَافِقٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ إِظْهَارُ الْقَوْلِ دُونَ التَّصْدِيقِ بِالْقَلْبِ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مُنَافِقًا يَنْضَحُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ تَأْيِيدًا لَهُمْ، أَوْ يَكُونَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ مَا يَقُولُ وَمَا يُقَالُ لَهُ، أَخْرَجَهُ الْجَهْلُ وَاللَّجَاجُ إِلَى عِنَادِ الْحَقِّ وَتَرْكِ قَبُولِ الصَّوَابِ، أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ عَلِمَ فَاسْتَعْمَلَ مَا عَلِمَ، أَوْ جَهِلَ فَتَعَلَّمَ مِمَّنْ عَلِمَ، وَسَلَّمَنَا مِنْ آفَاتِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْبِدَعِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ. وَفِي قَوْلِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ; مَا يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ هُوَ الْمُتَضَمِّنُ لِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَأَنَّ مَنْ لَمْ يَتَضَمَّنْ هَذِهِ الصِّفَةَ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ، لِأَنَّ إِنَّمَا فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ تَجِيءُ لِتَثْبِيتِ شَيْءٍ وَنَفْيِ مَا خَالَفَهُ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ ڪَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، فَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُمَا قَالَا: الْأَمَانَةُ هَاهُنَا الْفَرَائِضُ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ – تَعَالَى – عَلَى عِبَادِهِ; قَاْلَ ابْنُ عُمَرَ: عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ الطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ وَعَرَفَ ثَوَابَ الطَّاعَةِ وَعِقَابَ الْمَعْصِيَةِ; قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَنَّ الْأَمَانَةَ هَاهُنَا النِّيَّةُ الَّتِي يَعْتَقِدُهَا الْإِنْسَانُ فِيمَا يُظْهِرُهُ بِاللِّسَانِ مِنَ الْإِيمَانِ وَيُؤَدِّيهِ مِنْ جَمِيعِ الْفَرَائِضِ فِي الظَّاهِرِ، لِأَنَّ اللَّهَ – عَزَّ وَجَلَّ – ائْتَمَنَهَ عَلَيْهَا وَلَمْ يُظْهِرْ عَلَيْهَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ، فَمَنْ أَضْمَرَ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالتَّصْدِيقِ مِثْلَ مَا أَظْهَرَ فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَمَنْ أَضْمَرَ التَّكْذِيبَ، وَهُوَ مُصَدِّقٌ بِاللِّسَانِ فِي الظَّاهِرِ فَقَدْ حَمَلَ الْأَمَانَةَ وَلَمْ يُؤَدِّهَا، وَكُلُّ مَنْ خَانَ فِيمَا اؤْتُمِنَ عَلَيْهِ فَهُوَ حَامِلٌ، وَالْإِنْسَانُ فِي قَوْلِهِ: وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ، هُوَ الْكَافِرُ الشَّاكُّ الَّذِي لَا يُصَدِّقُ – وَهُوَ الظَّلُومُ الْجَهُولُ – يَدُلُّكُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْإِيمَانُ أَمَانَةٌ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا إِيمَانَ لَمِنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: فَأَخْرَجْنَا مَنْ ڪَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ; قَاْلَ ثَعْلَبٌ: الْمُؤْمِنُ بِالْقَلْبِ وَالْمُسْلِمُ بِاللِّسَانِ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: صِفَةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّهِ أَنْ يَكُونَ رَاجِيًا ثَوَابَهُ خَاشِيًا عِقَابَهُ. وَقَوْلُهُ – تَعَالَى -: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ; قَاْلَ ثَعْلَبٌ: يُصَدِّقُ اللَّهَ وَيُصَدِّقُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَدْخَلَ اللَّامَ لِلْإِضَافَةِ، قَاْلَ بَعْضُهُمْ: لَا تَجِدُهُ مُؤْمِنًا حَتَّى تَجِدَهُ مُؤْمِنَ الرِّضَا مُؤْمِنَ الْغَضَبِ أَيْ مُؤْمِنًا عِنْدَ رِضَاهُ مُؤْمِنًا عِنْدَ غَضَبِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: مَنِ الْمُهَاجِرُ؟ فَقَالَ: مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ، قَالَ: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: مَنِ ائْتَمَنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، قَالَ: فَمَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قَالَ: فَمَنِ الْمُجَاهِدُ؟ قَالَ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ. قَاْلَ النَّضْرُ: وَقَالُوا لِلْخَلِيلِ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: الطُّمَأْنِينَةُ، قَالَ: وَقَالُوا لِلْخَلِيلِ: تَقُولُ أَنَا مُؤْمِنٌ; قَالَ: لَا أَقُولُهُ وَهَذَا تَزْكِيَةٌ. ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مُصَدِّقٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ. وَآمَنْتُ بِالشَّيْءِ إِذَا صَدَّقْتَ بِهِ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

وَمِنْ قَبْلُ آمَنَّا وَقَدْ ڪَانَ قَوْمُنَا     يُصَلُّونَ لِلْأَوْثَانِ قَبْلُ مُحَمَّدًا

مَعْنَاهُ، وَمِنْ قَبْلُ آمَنَّا مُحَمَّدًا أَيْ صَدَّقْنَاهُ، قَالَ: وَالْمُسْلِمُ الْمُخْلِصُ الْعِبَادَةَ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ – فِي قِصَّةِ مُوسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَادَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّكَ لَا تُرَى فِي الدُّنْيَا. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهْرَانِ مُؤْمِنَانِ وَنَهْرَانِ ڪَافِرَانِ أَمَّا الْمُؤْمِنَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْكَافِرَانِ فَدِجْلَةُ وَنَهْرُ بَلْخٍ، جَعَلَهُمَا مُؤْمِنَيْنِ عَلَى التَّشْبِيهِ لِأَنَّهُمَا يَفِيضَانِ عَلَى الْأَرْضِ فَيَسْقِيَانِ الْحَرْثَ بِلَا مَئُونَةٍ، وَجَعَلَ الْآخَرَيْنِ ڪَافِرَيْنِ لِأَنَّهُمَا لَا يَسْقِيَانِ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِمَا إِلَّا بِمَئُونَةٍ وَكُلْفَةٍ، فَهَذَانِ فِي الْخَيْرِ وَالنَّفْعِ ڪَالْمُؤْمِنَيْنِ، وَهَذَانِ فِي قِلَّةِ النَّفْعِ ڪَالْكَافِرَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزْنِي الزَّانِي، وَهُوَ مُؤْمِنٌ. قِيلَ: مَعْنَاهُ النَّهْيُ، وَإِنْ ڪَانَ فِي صُورَةِ الْخَبَرِ وَالْأَصْلُ حَذْفُ الْيَاءِ مِنْ يَزْنِي أَيْ لَا يَزْنِ الْمُؤْمِنُ وَلَا يَسْرِقْ وَلَا يَشْرَبْ، فَإِنَّ هَذِهِ الْأَفْعَالَ لَا تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَقِيلَ: هُوَ وَعِيدٌ يُقْصَدُ بِهِ الرَّدْعُ ڪَقَوْلِهِ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَزْنِي وَهُوَ ڪَامِلُ الْإِيمَانِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ الْهَوَى يُغَطِّي الْإِيمَانَ، فَصَاحِبُ الْهَوَى لَا يَزْنِي إِلَّا هَوَاهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَى إِيمَانِهِ النَّاهِي لَهُ عَنِ ارْتِكَابِ الْفَاحِشَةِ، فَكَأَنَّ الْإِيمَانَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ قَدِ انْعَدَمَ; قَالَ: قَاْلَ ابْنُ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: الْإِيمَانُ نَزِهٌ فَإِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ فَارَقَهُ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذَا  زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ، فَكَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ ڪَالظُّلَّةِ فَإِذَا أَقْلَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ وَنَفْيِ الْكَمَالِ دُونَ الْحَقِيقَةِ وَرَفْعِ الْإِيمَانِ وَإِبْطَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْجَارِيَةِ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ; إِنَّمَا حَكَمَ بِإِيمَانِهَا بِمُجَرَّدِ سُؤَالِهِ إِيَّاهَا: أَيْنَ اللَّهُ؟ وَإِشَارَتِهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَبُقُولِهِ لَهَا: مَنْ أَنَّا؟ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، يَعْنِي أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَهَذَا الْقَدْرُ لَا يَكْفِي فِي ثُبُوتِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ دُونَ الْإِقْرَارِ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَالتَّبَرِّي مِنْ سَائِرِ الْأَدْيَانِ، وَإِنَّمَا حَكَمَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – بِذَلِكَ لِأَنَّهُ رَأَى مِنْهَا أَمَارَةَ الْإِسْلَامِ وَكَوْنَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَحْتَ رِقِّ الْمُسْلِمِ، وَهَذَا الْقَدْرُ يَكْفِي عِلْمًا لِذَلِكَ، فَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عُرِضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامُ لَمْ يُقْتَصَرْ مِنْهُ عَلَى قَوْلِهِ إِنِّي مُسْلِمٌ حَتَّى يَصِفَ الْإِسْلَامَ بِكَمَالِهِ وَشَرَائِطِهِ، فَإِذَا جَاءَنَا مَنْ نَجْهَلُ حَالَهُ فِي الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ، فَقَالَ إِنِّي مُسْلِمٌ قَبِلْنَاهُ، فَإِذَا ڪَانَ عَلَيْهِ أَمَارَةُ الْإِسْلَامِ مِنْ هَيْئَةٍ وَشَارَةٍ وَدَارٍ ڪَانَ قَبُولُ قَوْلِهِ أَوْلَى، بَلْ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ وَإِنْ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَسْلَمُ النَّاسِ وَآمَنُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ; ڪَأَنَّ هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى جَمَاعَةٍ آمَنُوا مَعَهُ خَوْفًا مِنَ السَّيْفِ وَأَنَّ عَمْرًا ڪَانَ مُخْلِصًا فِي إِيمَانِهِ، وَهَذَا مِنَ الْعَامِّ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الْخَاصُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا ڪَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ أَيْ آمَنُوا عِنْدَ مُعَايَنَةِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ، وَأَرَادَ بِالْوَحْيِ إِعْجَازَ الْقُرْآنِ الَّذِي خُصَّ بِهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ ڪُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ ڪَانَ مُعْجِزًا إِلَّا الْقُرْآنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الْكَرَاهَةُ فِيهِ لِأَجْلِ أَنَّهُ أُمِرَ أَنْ يُحْلَفَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَالْأَمَانَةُ أَمْرٌ مِنْ أُمُورِهِ، فَنُهُوا عَنْهَا مِنْ أَجْلِ التَّسْوِيَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَسْمَاءِ اللَّهِ، ڪَمَا نُهُوا أَنْ يَحْلِفُوا بِآبَائِهِمْ. وَإِذَا قَاْلَ الْحَالِفُ: وَأَمَانَةِ اللَّهِ، ڪَانَتْ يَمِينًا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيُّ لَا يَعُدُّهَا يَمِينًا. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ، أَيْ أَهْلَكَ وَمَنْ تُخَلِّفُهُ بَعْدَكَ مِنْهُمْ، وَمَالَكَ الَّذِي تُودِعُهُ وَتَسْتَحْفِظُهُ أَمِينَكَ وَوَكِيلَكَ. وَالْأَمِينُ: الْقَوِيُّ لِأَنَّهُ يُوثَقُ بِقُوَّتِهِ. وَنَاقَةٌ أَمُونٌ: أَمِينَةٌ وَثِيقَةُ الْخَلْقِ، قَدْ أُمِنَتْ أَنْ تَكُونَ ضَعِيفَةً، وَهِيَ الَّتِي أُمِنَتِ الْعِثَارَ وَالْإِعْيَاءَ، وَالْجَمْعُ أُمُنٌ قَالَ: وَهَذَا فَعُولٌ جَاءَ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولَةٍ، ڪَمَا يُقَالُ: نَاقَةٌ عَضُوبٌ وَحَلُوبٌ. وَآمِنُ الْمَالِ: مَا قَدْ أَمِنَ لِنَفَاسَتِهِ أَنْ يُنْحَرَ، عَنَى بِالْمَالِ الْإِبِلَ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّرِيفُ مِنْ أَيِّ مَالٍ ڪَانَ، ڪَأَنَّهُ لَوْ عَقَلَ لَأَمِنَ أَنْ يُبْذَلَ; قَاْلَ الْحُوَيْدِرَةُ:

وَنَقِي بِآمِنِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا     وَنُجِرُّ فِي الْهَيْجَا الرِّمَاحَ وَنَدَّعِي

قَوْلُهُ: وَنَقِي بِآمِنِ مَالِنَا أَيْ وَنَقِي بِخَالِصِ مَالِنَا، نَدَّعِي نَدْعُو بِأَسْمَائِنَا فَنَجْعَلُهَا شِعَارًا لَنَا فِي الْحَرْبِ. وَآمِنُ الْحِلْمِ: وَثِيقُهُ الَّذِي قَدْ أَمِنَ اخْتِلَالَهُ وَانْحِلَالَهُ; قَالَ:

وَالْخَمْرُ لَيْسَتْ مِنْ أَخِيكَ وَلَ     ڪِنْ قَدْ تَغُرُّ بِآمِنِ الْحِلْمِ

وَيُرْوَى: قَدْ تَخُونُ بِثَامِرِ الْحِلْمِ أَيْ بِتَامِّهِ. التَّهْذِيبُ: وَالْمُؤْمِنُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ – تَعَالَى – الَّذِي وَحَّدَ نَفْسَهُ بِقَوْلِهِوَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَبِقَوْلِهِ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَقِيلَ: الْمُؤْمِنُ فِي صِفَةِ اللَّهِ الَّذِي آمَنَ الْخَلْقَ مِنْ ظُلْمِهِ، وَقِيلَ: الْمُؤْمِنُ الَّذِي آمَنَ أَوْلِيَاءَهُ عَذَابَهُ، قَالَ: قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، قَاْلَ الْمُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْمُصَدِّقُ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ اللَّهَ – تَعَالَى – يُصَدِّقُ عِبَادَهُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا سُئِلَ الْأُمَمُ عَنْ تَبْلِيغِ رُسُلِهِمْ، فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَذِيرٍ، وَيُكَذِّبُونَ أَنْبِيَاءَهُمْ، وَيُؤْتَى بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَيُسْأَلُونَ عَنْ ذَلِكَ فَيُصَدِّقُونَ الْمَاضِينَ فَيُصَدِّقُهُمُ اللَّهُ، وَيُصَدِّقُهُمُ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهُوَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ ڪُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا، وَقَوْلُهُ: وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ، أَيْ يُصَدِّقُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقِيلَ: الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَصْدُقُ عِبَادَهُ مَا وَعَدَهُمْ، وَكُلُّ هَذِهِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – لِأَنَّهُ صَدَّقَ بِقَوْلِهِ مَا دَعَا إِلَيْهِ عِبَادَهُ مِنْ تَوْحِيدٍ، وَكَأَنَّهُ آمَنَ الْخَلْقَ مِنْ ظُلْمِهِ وَمَا وَعَدَنَا مِنَ الْبَعْثِ وَالْجَنَّةِ لِمَنْ آمَنَ بِهِ، وَالنَّارِ لِمَنْ ڪَفَرَ بِهِ فَإِنَّهُ مُصَدِّقٌ وَعْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ – تَعَالَى – الْمُؤْمِنُ هُوَ الَّذِي يَصْدُقُ عِبَادَهُ وَعْدَهُ فَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ التَّصْدِيقِ، أَوْ يُؤْمِنُهُمْ فِي الْقِيَامَةِ عَذَابَهُ فَهُوَ مِنَ الْأَمَانِ ضِدِّ الْخَوْفِ. الْمُحْكَمِ: الْمُؤْمِنُ، اللَّهُ – تَعَالَى – يُؤَمِّنُ عِبَادَهُ مِنْ عَذَابِهِ، وَهُوَ الْمُهَيْمِنُ; قَاْلَ الْفَارِسِيُّ: الْهَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءُ مُلْحَقَةٌ، بِبِنَاءِ مُدَحْرَجٍ; قَاْلَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمُؤْمِنُ الْمُصَدِّقُ لِعِبَادِهِ، وَالْمُهَيْمِنُ الشَّاهِدُ عَلَى الشَّيْءِ الْقَائِمُ عَلَيْهِ. وَالْإِيمَانُ: الثِّقَةُ. وَمَا آمَنَ أَنْ يَجِدَ صَحَابَةً أَيْ مَا وَثِقَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا ڪَادَ. وَالْمَأْمُونَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْمُسْتَرَادُ لِمِثْلِهَا. قَاْلَ ثَعْلَبٌ: فِي الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ: مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ; مَعْنَى مَا آمَنَ بِي شَدِيدٌ أَيْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُواسِيَهُ. وَآمِينَ وَأَمِينَ: ڪَلِمَةٌ تُقَالُ فِي إِثْرِ الدُّعَاءِ; قَاْلَ الْفَارِسِيُّ: هِيَ جُمْلَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ فِعْلٍ وَاسْمٍ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِي، قَالَ: وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّ مُوسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ – لَمَّا دَعَا عَلَى فِرْعَوْنَ وَأَتْبَاعِهِ، فَقَالَ: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ، قَاْلَ هَارُونُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: آمِينَ، فَطَبَّقَ الْجُمْلَةَ بِالْجُمْلَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَى آمِينَ ڪَذَلِكَ يَكُونُ، وَيُقَالُ: أَمَّنَ الْإِمَامُ تَأْمِينًا إِذَا قَاْلَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ: آمِينَ، وَأَمَّنَ فُلَانٌ تَأْمِينًا. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِ الْقَارِئِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ آمِينَ: فِيهِ لُغَتَانِ: تَقُولُ الْعَرَبُ أَمِينَ بِقَصْرِ الْأَلِفِ، وَآمِينَ بِالْمَدِّ، وَالْمَدُّ أَكْثُرُ، وَأَنْشَدَ فِي لُغَةِ مَنْ قَصَرَ:

تَبَاعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ سَأَلْتُهُ     أَمِينَ فَزَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا

رَوَى ثَعْلَبٌ: فُطْحُلٌ، بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْحَاءِ، أَرَادَ زَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدًا أَمِينَ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

سَقَى اللَّهُ حَيًّا بَيْنَ صَارَّةَ وَالْحِمَى     حِمَى فَيْدَ صَوْبَ الْمُدْجِنَاتِ الْمَوَاطِرِ
أَمِينَ وَرَدَّ اللَّهُ رَكْبًا إِلَيْهِمُ     بِخَيْرٍ وَوَقَّاهُمْ حِمَامَ الْمَقَادِرِ

، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فِي لُغَةِ مَنْ مَدَّ آمِينَ:

يَا رَبِّ لَا تَسْلُبَنِّي حُبَّهَا أَبَدًا     وَيَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدًا قَاْلَ آمِينَا

 قَالَ: وَمَعْنَاهُمَا اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ، وَقِيلَ: هُوَ إِيجَابٌ رَبِّ افْعَلْ، قَالَ: وَهُمَا مَوْضُوعَانِ فِي مَوْضِعِ اسْمِ الِاسْتِجَابَةِ ڪَمَا أَنَّ صَهْ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ سُكُوتًا; قَالَ: وَحَقُّهُمَا مِنَ الْإِعْرَابِ الْوَقْفُ لِأَنَّهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْأَصْوَاتِ إِذَا ڪَانَا غَيْرَ مُشْتَقَّيْنِ مِنْ فِعْلٍ، إِلَّا أَنَّ النُّونَ فُتِحَتْ فِيهِمَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَلَمْ تُكْسَرِ النُّونُ لِثِقَلِ الْكَسْرَةِ بَعْدَ الْيَاءِ، ڪَمَا فَتَحُوا أَيْنَ وَكَيْفَ، وَتَشْدِيدُ الْمِيمِ خَطَأٌ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ أَيْنَ وَكَيْفَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: قَاْلَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: قَوْلُهُمْ آمِينَ هُوَ عَلَى إِشْبَاعِ فَتْحَةِ الْهَمْزَةِ، وَنَشَأَتْ بَعْدَهَا أَلْفٌ، قَالَ: فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي الْعَبَّاسِ إِنَّ آمِينَ بِمَنْزِلَةِ عَاصِينَ فَإِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ أَنَّ الْمِيمَ خَفِيفَةٌ ڪَصَادِ عَاصِينَ، لَا يُرِيدُ بِهِ حَقِيقَةَ الْجَمْعِ، وَكَيْفَ ذَلِكَ، وَقَدْ حُكِيَ عَنِ الْحَسَنِ – رَحِمَهُ اللَّهُ – أَنَّهُ قَالَ: آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَأَيْنَ لَكَ فِي اعْتِقَادِ مَعْنَى الْجَمْعِ مَعَ هَذَا التَّفْسِيرِ؟ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَلَيْسَ يَصِحُّ ڪَمَا قَالَهُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ يَا اللَّهُ وَأَضْمَرَ ” اسْتَجِبْ لِي “، قَالَ: وَلَوْ ڪَانَ ڪَمَا قَاْلَ لَرُفِعَ إِذَا أُجْرِيَ وَلَمْ يَكُنْ مَنْصُوبًا. وَرَوَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ ڪُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ خَرَجَتْ فِيهَا، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ ڪُلْثُومٍ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: صَدَقْتُمْ إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي، فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، قَالَ: فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ: وَأَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟ قَالَا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، قَالَ: فَارْجِعَاهُ فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ ڪَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَسَيُمَتِّعُ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَعَاشَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ. وَالتَّأْمِينُ: قَوْلُ آمِينَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: آمِينَ خَاتَمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ; قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ طَابَعُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ لِأَنَّهُ يَدْفَعُ بِهِ عَنْهُمُ الْآفَاتِ وَالْبَلَايَا، فَكَانَ ڪَخَاتَمِ الْكِتَابِ الَّذِي يَصُونُهُ وَيَمْنَعُ مِنْ فَسَادِهِ وَإِظْهَارِ مَا فِيهِ لِمَنْ يُكْرَهُ عِلْمُهُ بِهِ وَوُقُوفُهُ عَلَى مَا فِيهِ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: آمِينَ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ; قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ أَنَّهَا ڪَلِمَةٌ يَكْتَسِبُ بِهَا قَائِلُهَا دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بِلَالٌ ڪَانَ يَقْرَأِ الْفَاتِحَةَ فِي السَّكْتَةِ الْأُولَى مِنْ سَكْتَتَيِ الْإِمَامِ، فَرُبَّمَا يَبْقَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ وَرَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَدْ فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهَا فَاسْتَمْهَلَهُ بِلَالٌ فِي التَّأْمِينِ بِقَدْرِ مَا يُتِمُّ فِيهِ قِرَاءَةَ بَقِيَّةِ السُّورَةِ حَتَّى يَنَالَ بَرَكَةَ مُوَافَقَتِهِ فِي التَّأْمِينِ.

معنى كلمة أمن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمم: الْأَمُّ، بِالْفَتْحِ: الْقَصْدُ. أَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمًّا إِذَا قَصَدَهُ; وَأَمَّمَهُ وَأْتَمَّهُ وَتَأَمَّمَهُ وَيَمَّهُ وَتَيَمَّمَهُ، الْأَخِيرَتَانِ عَلَى الْبَدَلِ; قَالَ:
فَلَمْ أَنْكُلْ وَلَمْ أَجْبُنْ وَلَكِنْ يَمَمْتُ بِهَا أَبَا صَخْرِ بْنَ عَمْرٍو
وَيَمَّمْتُهُ: قَصَدْتُهُ قَاْلَ رُؤْبَةُ:
أَزْهَرَ لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ، مُيَمَّمُ الْبَيْتِ ڪَرِيمُ السِّنْحِ
وَتَيَمَّمْتُهُ قَصَدْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ ڪَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَلِأَمٍّ مَا هُوَ أَيْ قَصْدِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ. يُقَالُ: أَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمًّا، وَتَأَمَّمَهُ وَتَيَمَّمَهُ. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمُّ أُقِيمَ مَقَامَ الْمَأْمُومِ أَيْ هُوَ عَلَى طَرِيقٍ يَنْبَغِي أَنْ يُقْصَدَ، وَإِنْ ڪَانَتِ الرِّوَايَةُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَصْلِهِ مَا هُوَ بِمَعْنَاهُ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ڪَانُوا يَتَأَمَّمُونَ شِرَارَ ثِمَارِهِمْ فِي الصَّدَقَةِ أَيْ يَتَعَمَّدُونَ وَيَقْصِدُونَ، وَيُرْوَى يَتَيَمَّمُونَ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ; وَمِنْهُ حَدِيثُ ڪَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَفِي حَدِيثِ ڪَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ أَيْ قَصَدْتُ. وَفِي حَدِيثِ ڪَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: ثُمَّ يُؤْمَرُ بِأُمِّ الْبَابِ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ غَمٌّ أَبَدًا أَيْ يُقْصَدُ إِلَيْهِ فَيُسَدُّ عَلَيْهِمْ. وَتَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَ لِلصَّلَاةِ، وَأَصْلُهُ التَّعَمُّدُ وَالتَّوَخِّي، مِنْ قَوْلِهِمْ تَيَمَّمْتُكَ وَتَأَمَّمْتُكَ. قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُ: فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا أَيِ اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ ثُمَّ ڪَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ التَّيَمُّمُ اسْمًا عَلَمًا لِمَسْحِ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ بِالتُّرَابِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالتَّيَمُّمُ التَّوَضُّؤُ بِالتُّرَابِ عَلَى الْبَدَلِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُ يَقْصِدُ التُّرَابَ فَيَتَمَسَّحُ بِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَمَمْتُهُ أَمًّا وَتَيَمَّمْتُهُ تَيَمُّمًا وَتَيَمَّمْتُهُ يَمَامَةً، قَالَ: وَلَا يَعْرِفُ الْأَصْمَعِيُّ أَمَّمْتُهُ، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَمَمْتُهُ وَتَأَمَّمْتُهُ وَتَيَمَّمْتُهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَيْ تَوَخَّيْتُهُ وَقَصَدْتُهُ. قَالَ: وَالتَّيَمُّمُ بِالصَّعِيدِ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا، وَصَارَ التَّيَمُّمُ عِنْدَ عَوَامِّ النَّاسِ التَّمَسُّحُ بِالتُّرَابِ، وَالْأَصْلُ فِيهِ الْقَصْدُ وَالتَّوَخِّي; قَاْلَ الْأَعْشَى:

تَيَمَّمْتُ قَيْسًا وَكَمْ دُونَهُ     مِنَ الْأَرْضِ مِنْ مَهْمَهٍ ذِي شَزَنْ

، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ أَمُّوا وَيَمُّوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ثُمَّ ذَكَرَ سَائِرَ اللُّغَاتِ. وَيَمَّمْتُ الْمَرِيضَ فَتَيَمَّمَ لِلصَّلَاةِ; وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَكْثَرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ يَمَّمَ بِالْيَاءِ. وَيَمَّمْتُهُ بِرُمْحِي تَيْمِيمًا أَيْ تَوَخَّيْتُهُ وَقَصَدْتُهُ دُونَ مَنْ سِوَاهُ; قَاْلَ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ مُلَاعِبُ الْأَسِنَّةِ:

يَمَّمْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ     هَذِي الْمُرُوءَةُ لَا لِعْبُ الزَّحَالِيقِ!

، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ يَمَمَ: وَالْيَمَامَةُ الْقَصْدُ، قَاْلَ الْمَرَّارُ:

إِذَا خَفَّ مَاءُ الْمُزْنِ عَنْهَا تَيَمَّمَتْ     يَمَامَتَهَا، أَيَّ الْعِدَادِ تَرُومُ

وَجَمَلٌ مِئَمٌّ: دَلِيلٌ هَادٍ، وَنَاقَةٌ مِئَمَّةٌ ڪَذَلِكَ، وَكُلُّهُ مِنَ الْقَصْدِ لِأَنَّ الدَّلِيلَ الْهَادِيَ قَاصِدٌ. وَالْإِمَّةُ: الْحَالَةُ، وَالْإِمَّةُ وَالْأُمَّةُ: الشِّرْعَةُ وَالدِّينُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ; قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: عَلَى إِمَّةٍ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: قُرِئَ: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ، وَهِيَ مِثْلُ السُّنَّةِ وَقُرِئَ عَلَى إِمَّةٍ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ مِنْ أَمَمْتُ. يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ إِمَّتَهُ، قَالَ: وَالْإِمَّةُ أَيْضًا النَّعِيمُ وَالْمُلْكُ; وَأَنْشَدَ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

ثُمَّ بَعْدَ الْفَلَاحِ وَالْمُلْكِ وَالْإِمْ     مَةِ وَارَتْهُمُ هُنَاكَ الْقُبُورُ

قَالَ: أَرَادَ إِمَامَةَ الْمُلْكِ وَنَعِيمَهُ. وَالْأُمَّةُ وَالْإِمَّةُ: الدِّينُ. قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: ڪَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ أَيْ ڪَانُوا عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ. قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: قَاْلَ بَعْضُهُمْ فِي مَعْنَى الْآيَةِ: ڪَانَ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ ڪُفَّارًا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ يُبَشِّرُونَ مَنْ أَطَاعَ بِالْجَنَّةِ وَيُنْذِرُونَ مَنْ عَصَى بِالنَّارِ. وَقَالَ آخَرُونَ: ڪَانَ جَمِيعُ مَنْ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ مُؤْمِنًا ثُمَّ تَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدُ عَنْ ڪُفْرٍ فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ. قَاْلَ آخَرُونَ: النَّاسُ ڪَانُوا ڪُفَّارًا فَبَعَثَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: فِيمَا فَسَّرُوا يَقَعُ عَلَى الْكُفَّارِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ. وَالْأُمَّةُ: الطَّرِيقَةُ وَالدِّينُ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ أَيْ لَا دِينَ لَهُ وَلَا نِحْلَةَ لَهُ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:

وَهَلْ يَسْتَوِي ذُو أُمَّةٍ وَكَفُورُ؟

وَقَوْلُهُ – تَعَالَى -: ڪُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ قَاْلَ الْأَخْفَشُ: يُرِيدُ أَهْلَ أُمَّةٍ أَيْ خَيْرَ أَهْلِ دِينٍ، وَأَنْشَدَ لِلنَّابِغَةِ:

حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً     وَهَلْ يَأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ وَهْوَ طَائِعُ؟

وَالْإِمَّةُ: لُغَةٌ فِي الْأُمَّةِ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ وَالدِّينُ. وَالْإِمَّةُ: النِّعْمَةُ; وَقَالَ الْأَعْشَى:

وَلَقَدْ جَرَرْتُ لَكَ الْغِنَى ذَا فَاقَةٍ     وَأَصَابَ غَزْوُكَ إِمَّةً فَأَزَالَهَا

وَالْإِمَّةُ: الْهَيْئَةُ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْإِمَّةُ أَيْضًا: الْحَالُ وَالشَّأْنُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِمَّةُ غَضَارَةُ الْعَيْشِ وَالنِّعْمَةُ; وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:

فَهَلْ لَكُمُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ بِإِمَّةٍ     عَلَيْكُمْ عَطَاءُ الْأَمْنِ مَوْطِئُكُمُ سَهْلُ

وَالْإِمَّةُ، بِالْكَسْرِ: الْعَيْشُ الرَّخِيُّ يُقَالُ: هُوَ فِي إِمَّةٍ مِنَ الْعَيْشِ وَآمَةٍ أَيْ فِي خِصْبٍ. قَاْلَ شَمِرٌ: وَآمَةٌ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ: عَيْبٌ; وَأَنْشَدَ:

مَهْلًا، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْ     لًا إِنَّ فِيمَا قُلْتَ آمَهْ

وَيُقَالُ: مَا أَمِّي وَأَمُّهُ وَمَا شَكْلِي وَشَكْلُهُ أَيْ مَا أَمْرِي وَأَمْرُهُ لِبُعْدِهِ مِنِّي فَلِمَ يَتَعَرَّضُ لِي؟ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فَمَا إِمِّي وَإِمُّ الْوَحْشِ لَمَّا     تَفَرَّعَ فِي ذُؤَابَتِيَ الْمَشِيبُ

يَقُولُ: مَا أَنَّا وَطَلَبُ الْوَحْشِ بَعْدَمَا ڪَبِرْتُ، وَذِكْرُ الْإِمِّ حَشْوٌ فِي الْبَيْتِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَمَا أَمِّي وَأَمُّ الْوَحْشِ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَالْأَمُّ: الْقَصْدُ.، قَاْلَ ابْنُ بُزُرْجٍ: قَالُوا مَا أَمُّكَ وَأَمُّ ذَاتِ عِرْقٍ أَيْ أَيْهَاتَ مِنْكَ ذَاتُ عِرْقٍ. وَالْأَمُّ: الْعَلَمُ الَّذِي يَتْبَعُهُ الْجَيْشُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْإِمَّةُ وَالْأُمَّةُ السُّنَّةُ. وَتَأَمَّمَ بِهِ وَأْتَمَّ: جَعَلَهُ أُمَّةً. وَأَمَّ الْقَوْمَ وَأَمَّ بِهِمْ: تَقَدَّمَهُمْ، وَهِيَ الْإِمَامَةُ. وَالْإِمَامُ: ڪُلُّ مَنِ ائْتَمَّ بِهِ قَوْمٌ ڪَانُوا عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ أَوْ ڪَانُوا ضَالِّينَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ نَدْعُوا ڪُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ قَالَتْ طَائِفَةٌ: بِكِتَابِهِمْ، قَاْلَ آخَرُونَ: بِنَبِيِّهِمْ وَشَرْعِهِمْ، وَقِيلَ: بِكِتَابِهِ الَّذِي أَحْصَى فِيهِ عَمَلَهُ. وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِمَامُ أُمَّتِهِ، وَعَلَيْهِمْ جَمِيعًا الِائْتِمَامُ بِسُنَّتِهِ الَّتِي مَضَى عَلَيْهَا. وَرَئِيسُ الْقَوْمِ: أَمُّهُمْ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْإِمَامُ مَا ائْتُمَّ بِهِ مِنْ رَئِيسٍ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَئِمَّةٌ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ أَيْ قَاتِلُوا رُؤَسَاءَ الْكُفْرِ وَقَادَتَهُمُ الَّذِينَ ضُعَفَاؤُهُمْ تَبَعٌ لَهُمْ. الْأَزْهَرِيُّ: أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ قَرَأُوا أَيِمَّةَ الْكُفْرِ، بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ، وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ أَئِمَّةَ، بِهَمْزَتَيْنِ، قَالَ: وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ – تَعَالَى -: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَيِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) أَيْ مَنْ تَبِعَهُمْ فَهُوَ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً لِثِقَلِهَا لِأَنَّهَا حَرْفٌ سَفُلَ فِي الْحَلْقِ وَبَعُدَ عَنِ الْحُرُوفِ وَحَصَلَ طَرَفًا فَكَانَ النُّطْقُ بِهِ تَكَلُّفًا، فَإِذَا ڪُرِهَتِ الْهَمْزَةُ الْوَاحِدَةُ، فَهُمْ بِاسْتِكْرَاهِ الثِّنْتَيْنِ وَرَفْضِهِمَا – لَا سِيَّمَا إِذَا ڪَانَتَا مُصْطَحِبَتَيْنِ غَيْرَ مُفَرَّقَتَيْنِ فَاءً وَعَيْنًا أَوْ عَيْنًا وَلَامًا – أَحْرَى، فَلِهَذَا لَمْ يَأْتِ فِي الْكَلَامِ لَفْظَةٌ تَوَالَتْ فِيهَا هَمْزَتَانِ أَصْلًا الْبَتَّةَ; فَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ دَرِيئَةٌ وَدَرَائِئُ وَخَطِيئَةٌ خَطَائِئُ فَشَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَتِ الْهَمْزَتَانِ أَصْلَيْنِ بَلِ الْأُولَى مِنْهُمَا زَائِدَةٌ، وَكَذَلِكَ قِرَاءَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَئِمَّةُ، بِهَمْزَتَيْنِ شَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ; الْجَوْهَرِيُّ: الْإِمَامُ الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ وَجَمْعُهُ أَيَمَّةٌ، وَأَصْلُهُ أَأْمِمَةٌ، عَلَى أَفْعِلَةٍ، مِثْلَ إِنَاءٍ وَآنِيَةٍ وَإِلَهٍ وَآلِهَةٍ، فَأُدْغِمَتِ الْمِيمُ فَنُقِلَتْ حَرَكَتُهَا إِلَى مَا قَبْلَهَا، فَلَمَّا حَرَّكُوهَا بِالْكَسْرِ جَعَلُوهَا يَاءً وَقُرِئَ: (أَيِمَّةَ الْكُفْرِ) قَاْلَ الْأَخْفَشُ: جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً لِأَنَّهَا فِي مَوْضِعِ ڪَسْرٍ وَمَا قَبْلَهَا مَفْتُوحٌ فَلَمْ يَهْمِزُوا لِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَيْنِ، قَالَ: وَمَنْ ڪَانَ مِنْ رَأْيِهِ جَمْعُ الْهَمْزَتَيْنِ هَمَزَ، قَالَ: وَتَصْغِيرُهَا أُوَيْمَةٌ، لَمَّا تَحَرَّكَتِ الْهَمْزَةُ بِالْفَتْحَةِ قَبْلَهَا وَاوًا، قَاْلَ الْمَازِنِيُّ أُيَيْمَةٌ، وَلَمْ يَقْلِبْ، وَإِمَامُ ڪُلِّ شَيْءٍ: قَيِّمُهُ وَالْمُصْلِحُ لَهُ، وَالْقُرْآنُ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ وَسَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِمَامُ الْأَئِمَّةِ، وَالْخَلِيفَةُ إِمَامُ الرَّعِيَّةِ، وَإِمَامُ الْجُنْدِ قَائِدُهُمْ. وَهَذَا أَيَمُّ مِنْ هَذَا وَأَوَمُّ مِنْ هَذَا أَيْ أَحْسَنُ إِمَامَةً مِنْهُ قَلَبُوهَا إِلَى الْيَاءِ مَرَّةً وَإِلَى الْوَاوِ أُخْرَى ڪَرَاهِيَةَ الْتِقَاءِ الْهَمْزَتَيْنِ. قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: إِذَا فَضَّلْنَا رَجُلًا فِي الْإِمَامَةِ قُلْنَا: هَذَا أَوَمُّ مِنْ هَذَا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هَذَا أَيَمُّ مِنْ هَذَا، قَالَ: وَالْأَصْلُ فِي أَئِمَّةٍ أَأْمِمَةٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ إِمَامٍ مِثْلُ مِثَالٍ وَأَمْثِلَةٍ وَلَكِنَّ الْمِيمَيْنِ لَمَّا اجْتَمَعَتَا أُدْغِمَتِ الْأُولَى فِي الثَّانِيَةِ وَأُلْقِيَتْ حَرَكَتُهَا عَلَى الْهَمْزَةِ، فَقِيلَ أَئِمَّةٌ فَأَبْدِلَتِ الْعَرَبُ مِنَ الْهَمْزَةِ الْمَكْسُورَةِ الْيَاءَ، قَالَ: وَمَنْ قَاْلَ هَذَا أَيَمُّ مِنْ هَذَا، جَعَلَ هَذِهِ الْهَمْزَةَ ڪُلَّمَا تَحَرَّكَتْ أَبْدَلَ مِنْهَا يَاءً، وَالَّذِي قَاْلَ فُلَانٌ أَوَمُّ مِنْ هَذَا ڪَانَ عِنْدَهُ أَصْلُهَا أَأَمُّ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يُبْدِلَ مِنْهَا أَلِفًا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فَجَعَلَهَا وَاوًا مَفْتُوحَةً، ڪَمَا قَاْلَ فِي جَمْعِ آدَمَ أَوَادِمُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، قَالَ: وَالَّذِي جَعَلَهَا يَاءً قَاْلَ قَدْ صَارَتِ الْيَاءُ فِي أَيِمَّةٍ بَدَلًا لَازِمًا، وَهَذَا مَذْهَبُ الْأَخْفَشِ، وَالْأَوَّلُ مَذْهَبُ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ أَقْيَسُ الْمَذْهَبَيْنِ، فَأَمَّا أَئِمَّةٌ بِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَيْنِ فَإِنَّمَا يُحْكَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَإِنَّهُ ڪَانَ يُجِيزُ اجْتِمَاعَهُمَا، قَالَ: وَلَا أَقُولُ إِنَّهَا غَيْرُ جَائِزَةٍ، قَالَ: وَالَّذِي بَدَأْنَا بِهِ هُوَ الِاخْتِيَارُ. وَيُقَالُ: إِمَامُنَا هَذَا حَسَنُ الْإِمَّةِ أَيْ حَسَنُ الْقِيَامِ بِإِمَامَتِهِ إِذَا صَلَّى بِنَا. وَأَمَمْتُ الْقَوْمَ فِي الصَّلَاةِ إِمَامَةً. وَأْتَمَّ بِهِ أَيِ اقْتَدَى بِهِ. وَالْإِمَامُ: الْمِثَالُ; قَاْلَ النَّابِغَةُ:

أَبُوهُ قَبْلَهُ وَأَبُو أَبِيهِ     بَنَوْا مَجْدَ الْحَيَاةِ عَلَى إِمَامِ

وَإِمَامُ الْغُلَامِ فِي الْمَكْتَبِ: مَا يَتَعَلَّمُ ڪُلَّ يَوْمٍ. وَإِمَامُ الْمِثَالِ: مَا امْتُثِلَ عَلَيْهِ. وَالْإِمَامُ: الْخَيْطُ الَّذِي يُمَدُّ عَلَى الْبِنَاءِ فَيُبْنَى عَلَيْهِ وَيُسَوَّى عَلَيْهِ سَافُ الْبِنَاءِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ; قَالَ:

وَخَلَّقْتُهُ حَتَّى إِذَا تَمَّ وَاسْتَوَى     ڪَمُخَّةِ سَاقٍ أَوْ ڪَمَتْنِ إِمَامِ

أَيْ ڪَهَذَا الْخَيْطِ الْمَمْدُودِ عَلَى الْبِنَاءِ فِي الْإِمْلَاسِ وَالِاسْتِوَاءِ; يَصِفُ سَهْمًا; يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ:

قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلَاثًا فَلَمْ يَزِغْ     عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمَامِ

وَفِي الصِّحَاحِ: الْإِمَامُ خَشَبَةُ الْبَنَّاءِ يُسَوِّي عَلَيْهَا الْبِنَاءَ. وَإِمَامُ الْقِبْلَةِ: تِلْقَاؤُهَا. وَالْحَادِي: إِمَامُ الْإِبِلِ، وَإِنْ ڪَانَ وَرَاءَهَا لِأَنَّهُ الْهَادِي لَهَا. وَالْإِمَامُ: الطَّرِيقُ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ أَيْ لَبِطْرِيقٍ يُؤَمُّ أَيْ يُقْصَدُ فَيَتَمَيَّزُ، يَعْنِي قَوْمَ لُوطٍ وَأَصْحَابَ الْأَيْكَةِ. وَالْإِمَامُ: الصُّقْعُ مِنَ الطَّرِيقِ وَالْأَرْضِ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ يَقُولُ: فِي طَرِيقٍ لَهُمْ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا فِي أَسْفَارِهِمْ فَجُعِلَ الطَّرِيقُ إِمَامًا لِأَنَّهُ يُؤَمُّ وَيُتَّبَعُ. وَالْأَمَامُ: بِمَعْنَى الْقُدَّامِ. وَفُلَانٌ يَؤُمُّ الْقَوْمَ: يَقْدَمُهُمْ. وَيُقَالُ: صَدْرُكَ أَمَامُكَ، بِالرَّفْعِ، إِذَا جَعَلْتَهُ اسْمًا، وَتَقُولُ: أَخُوكَ أَمَامَكَ بِالنَّصْبِ، لِأَنَّهُ صِفَةٌ، وَقَالَ لَبِيدٌ فَجَعَلَهُ اسْمًا:

فَعَدَتْ ڪِلَا الْفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ     مَوْلَى الْمَخَافَةِ خَلْفُهَا وَأَمَامُهَا

يَصِفُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً ذَعَرَهَا الصَّائِدُ فَعَدَتْ. وَكِلَا فَرْجَيْهَا: وَهُوَ خَلْفُهَا وَأَمَامُهَا. تَحْسِبُ أَنَّهُ: الْهَاءُ عِمَادٌ. مَوْلَى مَخَافَتِهَا أَيْ وَلِيُّ مَخَافَتِهَا. قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَيْ يَتَقَدَّمُهُمْ، أُخِذَ مِنَ الْأَمَامِ. يُقَالُ: فُلَانٌ إِمَامُ الْقَوْمِ; مَعْنَاهُ هُوَ الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ، وَيَكُونُ الْإِمَامُ رَئِيسًا ڪَقَوْلِكَ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ، وَيَكُونُ الْكِتَابَ، قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: يَوْمَ نَدْعُوا ڪُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ وَيَكُونُ الْإِمَامُ الطَّرِيقَ الْوَاضِحَ; قَاْلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ وَيَكُونُ الْإِمَامُ الْمِثَالَ; وَأَنْشَدَ بَيْتَ النَّابِغَةِ:

بَنَوْا مَجْدَ الْحَيَاةِ عَلَى إِمَامِ

مَعْنَاهُ عَلَى مِثَالٍ، قَاْلَ لَبِيدٌ:

وَلِكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وَإِمَامُهَا

وَالدَّلِيلُ: إِمَامُ السَّفَرِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ ڪَقَوْلِهِ:

فِي حَلْقِكُمْ عَظْمًا وَقَدْ شُجِينَا

وَ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. وَقِيلَ: الْإِمَامُ جَمْعُ آمٍّ ڪَصَاحِبٍ وَصِحَابٍ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ إِمَامٍ لَيْسَ عَلَى حَدِّ عَدْلٍ وَرِضًا، لِأَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا إِمَامَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ جَمْعٌ مُكَسَّرٌ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْبَأَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ قَالَ: وَقَدِ اسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ هَذَا الْقِيَاسَ ڪَثِيرًا، قَالَ: وَالْأُمَّةُ الْإِمَامُ. اللَّيْثُ: الْإِمَّةُ الِائْتِمَامُ بِالْإِمَامِ; يُقَالُ: فُلَانٌ أَحَقُّ بِإِمَّةِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ فُلَانٍ أَيْ بِالْإِمَامَةِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: الْإِمَّةُ الْهَيْئَةُ فِي الْإِمَامَةِ وَالْحَالَةُ; يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الْإِمَّةِ أَيْ حَسَنُ الْهَيْئَةِ إِذَا أَمَّ النَّاسَ فِي الصَّلَاةِ، وَقَدِ ائْتَمَّ بِالشَّيْءِ وَأْتَمَى بِهِ، عَلَى الْبَدَلِ ڪَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ; أَنْشَدَ يَعْقُوبُ:

نَزُورُ امْرَأً أَمَّا الْإِلَهُ فَيَتَّقِي     وَأَمَّا بِفِعْلِ الصَّالِحِينَ فَيَأْتَمِي

وَالْأُمَّةُ: الْقَرْنُ مِنَ النَّاسِ، يُقَالُ: قَدْ مَضَتْ أُمَمٌ أَيْ قُرُونٌ. وَأُمَّةُ ڪُلِّ نَبِيٍّ: مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ ڪَافِرٍ وَمُؤْمِنٍ. اللَّيْثُ: ڪُلُّ قَوْمٍ نُسِبُوا إِلَى نَبِيٍّ فَأُضِيفُوا إِلَيْهِ فَهُمْ أُمَّتُهُ، وَقِيلَ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪُلُّ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ أَوْ ڪَفَرَ; قَالَ: وَكُلُّ جِيلٍ مِنَ النَّاسِ هُمْ أُمَّةٌ عَلَى حِدَةٍ. قَاْلَ غَيْرُهُ: ڪُلُّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ غَيْرِ بَنِي آدَمَ أُمَّةٌ عَلَى حِدَةٍ، وَالْأُمَّةُ: الْجِيلُ وَالْجِنْسُ مِنْ ڪُلِّ حَيٍّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ; وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ فِي مَعْنًى دُونَ مَعْنًى، يُرِيدُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمْ وَتَعَبَّدَهُمْ بِمَا شَاءَ أَنْ يَتَعَبَّدَهُمْ مِنْ تَسْبِيحٍ وَعِبَادَةٍ عَلِمَهَا مِنْهُمْ وَلَمْ يُفَقِّهْنَا ذَلِكَ. وَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، وَلَكِنِ اقْتُلُوا مِنْهَا ڪُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ. وَوَرَدَ فِي رِوَايَةٍ: لَوْلَا أَنَّهَا أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا; يَعْنِي بِهَا الْكِلَابَ. وَالْأُمُّ: ڪَالْأُمَّةِ; وَفِي الْحَدِيثِ: إِنْ أَطَاعُوهُمَا – يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ – رَشَدُوا وَرَشَدَتْ أُمُّهُمْ، وَقِيلَ هُوَ نَقِيضُ قَوْلِهِمْ: هَوَتْ أُمُّهُ فِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِ، وَكُلُّ مَنْ ڪَانَ عَلَى دِينِ الْحَقِّ مُخَالِفًا لِسَائِرِ الْأَدْيَانِ، فَهُوَ أُمَّةٌ وَحْدَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ – عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ – أُمَّةً; وَالْأُمَّةُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ڪَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ; وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ڪَانَ أُمَّةً أَيِ إِمَامًا. أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: إِنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلشَّيْخِ إِذَا ڪَانَ بَاقِيَ الْقُوَّةِ: فُلَانٌ بِإِمَّةٍ، مَعْنَاهُ رَاجِعٌ إِلَى الْخَيْرِ وَالنِّعْمَةِ لِأَنَّ بَقَاءَ قُوَّتِهِ مَنْ أَعْظَمِ النِّعْمَةِ، وَأَصْلُ هَذَا الْبَابِ ڪُلِّهِ مِنَ الْقَصْدِ. يُقَالُ: أَمَمْتُ إِلَيْهِ إِذَا قَصَدْتُهُ، فَمَعْنَى الْأُمَّةِ فِي الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهُمْ مَقْصِدٌ وَاحِدٌ، وَمَعْنَى الْإِمَّةِ فِي النِّعْمَةِ إِنَّمَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يَقْصِدُهُ الْخَلْقُ وَيَطْلُبُونَهُ، وَمَعْنَى الْأُمَّةِ فِي الرَّجُلِ الْمُنْفَرِدِ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ أَنَّ قَصْدَهُ مُنْفَرِدٌ مِنْ قَصْدِ سَائِرِ النَّاسِ; قَاْلَ النَّابِغَةُ:

وَهَلْ يَأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ، وَهْوَ طَائِعُ

وَيُرْوَى: ذُو إِمَّةٍ; فَمَنْ قَاْلَ ذُو أُمَّةٍ فَمَعْنَاهُ ذُو دِينٍ، وَمَنْ قَاْلَ ذُو إِمَّةٍ فَمَعْنَاهُ ذُو نِعْمَةٍ أُسْدِيَتْ إِلَيْهِ; قَالَ: وَمَعْنَى الْأُمَّةِ الْقَامَةُ سَائِرُ مَقْصِدِ الْجَسَدِ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَنْ مَعْنَى أَمَمْتُ قَصَدْتُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ڪَانَ أُمَّةً; قَالَ: أُمَّةً مُعَلِّمًا لِلْخَيْرِ. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْأُمَّةِ; فَقَالَ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَالْأُمَّةُ الْمُعَلِّمُ. وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ أُمَّةً عَلَى حِدَةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ ڪَانَ تَبَرَّأَ مِنْ أَدْيَانِ الْمُشْرِكِينَ وَآمَنَ بِاللَّهِ قَبْلَ مَبْعَثِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ; قَالَ: الْأُمَّةُ الرَّجُلُ الْمُتَفَرِّدُ بِدِينٍ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ڪَانَ أُمَّةً قَانِتًا، وَقِيلَ: الْأُمَّةُ الرَّجُلُ الْجَامِعُ لِلْخَيْرِ. وَالْأُمَّةُ: الْحِينُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ; قَاْلَ بَعْدَ حِينٍ مِنَ الدَّهْرِ. قَاْلَ – تَعَالَى -: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ. قَاْلَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: الْأُمَّةُ الْمَلِكُ، وَالْأُمَّةُ أَتْبَاعُ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْأُمَّةُ الرَّجُلُ الْجَامِعُ لِلْخَيْرِ، وَالْأُمَّةُ الْأُمَمُ، وَالْأُمَّةُ الرَّجُلُ الْمُنْفَرِدُ بِدِينِهِ لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ أَحَدٌ، وَالْأُمَّةُ الْقَامَةُ وَالْوَجْهُ; قَاْلَ الْأَعْشَى:

وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِي     نَ بِيضُ الْوُجُوهِ طِوَالُ الْأُمَمْ

أَيْ طِوَالُ الْقَامَاتِ; وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّمَرْدَلِ بْنِ شَرِيكٍ الْيَرْبُوعِيِّ:

طِوَالُ أَنْصِيَةِ الْأَعْنَاقِ وَالْأُمَمِ

قَالَ: وَيُرْوَى الْبَيْتُ لِلْأَخْيَلِيَّةِ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ الْأُمَّةِ أَيِ الشَّطَاطِ. وَأُمَّةُ الْوَجْهِ: سُنَّتُهُ، وَهِيَ مُعْظَمُهُ وَمَعْلَمُ الْحَسَنِ مِنْهُ. أَبُو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَحَسَنُ أُمَّةِ الْوَجْهِ، يَعْنُونَ سُنَّتَهُ وَصُورَتَهُ. وَإِنَّهُ لَقَبِيحُ أُمَّةِ الْوَجْهِ. وَأُمَّةُ الرَّجُلِ: وَجْهُهُ وَقَامَتُهُ. وَالْأُمَّةُ: الطَّاعَةُ. وَالْأُمَّةُ: الْعَالِمُ. وَأُمَّةُ الرَّجُلِ: قَوْمُهُ. وَالْأُمَّةُ: الْجَمَاعَةُ; قَاْلَ الْأَخْفَشُ: هُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ وَفِي الْمَعْنَى جَمْعٌ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ يَهُودَ بَنِي عَوْفٍ أُمَّةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، يُرِيدُ أَنَّهُمْ بِالصُّلْحِ الَّذِي وَقَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ڪَجَمَاعَةٍ مِنْهُمْ ڪَلِمَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَاحِدَةٌ. وَأُمَّةُ اللَّهِ: خَلْقُهُ; يُقَالُ: مَا رَأَيْتُ مِنْ أُمَّةِ اللَّهَ أَحْسَنَ مِنْهُ، وَأُمَّةُ الطَّرِيقِ وَأُمُّهُ: مُعْظَمُهُ. وَالْأَمَمُ: الْقَصْدُ الَّذِي هُوَ الْوَسَطُ. وَالْأَمَمُ: الْقُرْبُ، يُقَالُ: أَخَذْتُ ذَلِكَ مِنْ أَمَمٍ أَيْ مِنْ قُرْبٍ. وَدَارِي أَمَمُ دَارِهِ أَيْ مُقَابِلَتُهَا. وَالْأَمَمُ: الْيَسِيرُ. يُقَالُ: دَارُكُمْ أَمَمٌ، وَهُوَ أَمَمٌ مِنْكَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ. وَأَمْرُ بَنِي فُلَانٍ أَمَمٌ وَمُؤَامٌّ أَيْ بَيِّنٌ لَمْ يُجَاوِزِ الْقَدْرَ. وَالْمُؤَامُّ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ: الْمُقَارِبُ أُخِذَ مِنَ الْأَمَمِ; وَهُوَ الْقُرْبُ، يُقَالُ: هَذَا أَمْرٌ مُؤَامٌّ، مِثْلَ مُضَارٍّ; وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا ڪَانَ مُقَارِبًا: هُوَ مُؤَامٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مُؤَامًّا مَا لَمْ يَنْظُرُوا فِي الْقَدَرِ وَالْوِلْدَانِ أَيْ لَا يَزَالُ جَارِيًا عَلَى الْقَصْدِ وَالِاسْتِقَامَةِ. وَالْمُؤَامُّ: الْمُقَارَبُ. مُفَاعَلٌ مِنَ الْأَمِّ، وَهُوَ الْقَصْدُ أَوْ مِنَ الْأَمَمِ: الْقُرْبُ، وَأَصْلُهُ مُؤَامَمٌ فَأُدْغِمَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ڪَعْبٍ: لَا تَزَالُ الْفِتْنَةُ مُؤَامًّا بِهَا مَا لَمْ تَبْدَأْ مِنَ الشَّامِ; مُؤَامٌّ هُنَا: مُفَاعَلٌ، بِالْفَتْحِ، عَلَى الْمَفْعُولِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ مُقَارَبًا بِهَا، وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ، وَيُرْوَى مُؤَمًّا بِغَيْرِ مَدٍّ. وَالْمُؤَامُّ: الْمُقَارِبُ وَالْمُوَافِقُ مِنَ الْأَمَمِ، وَقَدْ أَمَّهُ; وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:

مِثْلَ مَا ڪَافَحْتَ مَخْرُفَةً     نَصَّهَا ذَاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامْ

يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مُؤَامٌّ فَحَذَفَ إِحْدَى الْمِيمَيْنِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مُؤَامٌّ فَأَبْدَلَ مِنَ الْمِيمِ الْأَخِيرَةِ يَاءً; فَقَالَ: مُؤَامِي، ثُمَّ وَقَفَ لِلْقَافِيَةِ فَحَذَفَ الْيَاءَ; فَقَالَ: مُؤَامْ وَقَوْلُهُ: نَصَّهَا أَيْ نَصَبَهَا، قَاْلَ ثَعْلَبٌ: قَاْلَ أَبُو نَصْرٍ: أَحْسَنُ مَا تَكُونُ الظَّبْيَةُ إِذَا مَدَّتْ عُنُقَهَا مِنْ رَوْعٍ يَسِيرٍ، وَلِذَلِكَ قَاْلَ مُؤَامْ لِأَنَّهُ الْمُقَارِبُ الْيَسِيرُ. قَالَ: وَالْأَمَمُ بَيْنَ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَهُوَ مِنَ الْمُقَارَبَةِ. وَالْأَمَمُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ; يُقَالُ: مَا سَأَلْتُ إِلَّا أَمَمًا، وَيُقَالُ: ظَلَمْتَ ظُلْمًا أَمَمًا; قَاْلَ زُهَيْرٌ:

كَأَنَّ عَيْنِي وَقَدْ سَالَ السَّلِيلُ بِهِمْ     وَجِيرَةٌ مَا هُمُ لَوْ أَنَّهُمْ أَمَمُ

يَقُولُ: أَيُّ جِيرَةٍ ڪَانُوا لَوْ أَنَّهُمْ بِالْقُرْبِ مِنِّي. وَهَذَا أَمْرٌ مُؤَامٌّ أَيْ قَصْدٌ مُقَارَبٌ; وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

تَسْأَلُنِي بِرَامَتَيْنِ سَلْجَمَا     لَوْ أَنَّهَا تَطْلُبُ شَيْئًا أَمَمَا

أَرَادَ: لَوْ طَلَبَتْ شَيْئًا يَقْرُبُ مُتَنَاوَلُهُ لَأَطْلَبْتُهَا، فَأَمَّا أَنْ تَطْلُبَ بِالْبَلَدِ السَّبَاسِبِ السَّلْجَمَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُتَيَسِّرٍ وَلَا أَمَمٍ. وَأُمُّ الشَّيْءِ: أَصْلُهُ. وَالْأُمُّ وَالْأُمَّةُ: الْوَالِدَةُ; وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

تَقَبَّلَهَا مِنْ أُمَّةٍ وَلَطَالَمَا     تُنُوزِعَ فِي الْأَسْوَاقِ مِنْهَا خِمَارُهَا

، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ…. لِإِمِّكَ; وَقَالَ أَيْضًا:

اضْرِبِ السَّاقَيْنِ إِمِّكَ هَابِلُ

قَالَ: فَكَسَرَهُمَا جَمِيعًا ڪَمَا ضَمَّ هُنَالِكَ، يَعْنِي أُنْبُؤُكَ وَمُنْحُدُرٌ، وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ لُغَةً، وَالْجَمْعُ أُمَّاتٌ وَأُمَّهَاتٌ، زَادُوا الْهَاءَ، قَاْلَ بَعْضُهُمْ: الْأُمَّهَاتُ فِيمَنْ يَعْقِلُ وَالْأُمَّاتُ بِغَيْرِ هَاءٍ فِيمَنْ لَا يَعْقِلُ، فَالْأُمَّهَاتُ لِلنَّاسِ وَالْأُمَّاتُ لِلْبَهَائِمِ وَسَنَذْكُرُ الْأُمَّهَاتِ فِي حَرْفِ الْهَاءِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْأَصْلُ فِي الْأُمَّهَاتِ أَنْ تَكُونَ لِلْآدَمِيِّينَ، وَأُمَّاتٍ أَنْ تَكُونَ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ; قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِعَكْسِ ذَلِكَ ڪَمَا قَالَالسَّفَّاحُ الْيَرْبُوعِيُّ فِي الْأُمَّهَاتِ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ:

قَوَّالُ مَعْرُوفٍ وَفَعَّالُهُ     عَقَّارُ مَثْنَى أُمَّهَاتِ الرِّبَاعْ

قَالَ: قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:

سِوَى مَا أَصَابَ الذِّئْبُ مِنْهُ وَسُرْبَةٌ     أَطَافَتْ بِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْجَوَازِلِ

فَاسْتَعْمَلَ الْأُمَّهَاتِ لِلْقَطَا وَاسْتَعْمَلَهَا الْيَرْبُوعِيُّ لِلنُّوقِ; قَاْلَ آخَرُ فِي الْأُمَّهَاتِ لَلْقِرْدَانِ:

رَمَى أُمَّهَاتِ الْقُرْدِ لَذْعٌ مِنَ السَّفَا     وَأَحْصَدَ مِنْ قِرْبَانِهِ الزَّهَرُ النَّضْرُ

وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ الْإِبِلَ:

وَهَامٍ تَزِلُّ الشَّمْسُ عَنْ أُمَّهَاتِهِ     صِلَابٍ وَأَلْحٍ فِي الْمَثَانِي تُقَعْقِعُ

قَالَ هِمْيَانُ فِي الْإِبِلِ أَيْضًا:

جَاءَتْ لِخَمْسٍ تَمَّ مِنْ قِلَاتِهَا     تَقْدُمُهَا عَيْسًا مِنُ امَّهَاتِهَا

، وَقَالَ جَرِيرٌ فِي الْأُمَّاتِ لِلْآدَمِيِّينَ:

لَقَدْ وَلَدَ الْأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ     مُقَلِّدَةٌ مِنَ الْأُمَّاتِ عَارَا

التَّهْذِيبُ: يَجْمَعُ الْأُمَّ مِنَ الْآدَمِيَّاتِ أُمَّهَاتٌ، وَمِنَ الْبَهَائِمِ أُمَّاتٌ; وَقَالَ:

لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جِدَاعِ     وَإِنْ مُنِّيتُ، أُمَّاتِ الرِّبَاعِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصْلُ الْأُمَّ أُمَّهَةٌ، وَلِذَلِكَ تُجْمَعُ عَلَى أُمَّهَاتٍ. وَيُقَالُ: يَا أُمَّةُ لَا تَفْعَلِي وَيَا أَبَةُ افْعَلْ، يَجْعَلُونَ عَلَامَةَ التَّأْنِيثِ عِوَضًا مِنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ، وَتَقِفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ; وَقَوْلُهُ:

مَا أُمُّكَ اجْتَاحَتِ الْمَنَايَا     ڪُلُّ فُؤَادٍ عَلَيْكَ أُمُّ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَلَّقَ الْفُؤَادَ بِعَلَى لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى حَزِينٍ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكَ حَزِينٌ. وَأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صَارَتْ أُمًّا. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي امْرَأَةٍ ذَكَرَهَا: ڪَانَتْ لَهَا عَمَّةٌ تَؤُمُّهَا أَيْ تَكُونُ لَهَا ڪَالْأُمِّ. وَتَأَمَّهَا وَاسْتَأَمَّهَا وَتَأَمَّمَهَا: اتَّخَذَهَا أُمًّا; قَاْلَ الْكُمَيْتُ:

وَمِنْ عَجَبٍ، بَجِيلَ، لَعَمْرُ أُمٍّ     غَذَتْكِ وَغَيْرَهَا تَتَأَمَّمِينَا

قَوْلُهُ: وَمِنْ عَجَبٍ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُهُ: وَمِنْ عَجَبٍ انْتِفَاؤُكُمْ عَنْ أُمِّكُمُ الَّتِي أَرْضَعَتْكُمْ وَاتِّخَاذُكُمْ أُمًّا غَيْرَهَا. قَاْلَ اللَّيْثُ: يُقَالُ تَأَمَّمَ فُلَانٌ أُمًّا إِذَا اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ أُمًّا، قَالَ: وَتَفْسِيرُ الْأُمِّ فِي ڪُلِّ مَعَانِيهَا أُمَّةٌ لِأَنَّ تَأْسِيسَهُ مِنْ حَرْفَيْنِ صَحِيحَيْنِ وَالْهَاءُ فِيهَا أَصْلِيَّةٌ، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ حَذَفَتْ تِلْكَ الْهَاءَ إِذْ أَمِنُوا اللَّبْسَ. وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ فِي تَصْغِيرِ أُمٍّ أُمَيْمَةٌ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أُمَيْهَةٌ، تُرَدُّ إِلَى أَصْلِ تَأَسِيسِهَا، وَمَنْ قَاْلَ أُمَيْمَةٌ صَغَّرَهَا عَلَى لَفْظِهَا، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ أُمَّاتٌ وَأَنْشَدَ:

إِذِ الْأُمَّهَاتُ قَبَحْنَ الْوُجُوهَ     فَرَجْتَ الظَّلَامَ بِأُمَّاتِكَا

، وَقَالَ ابْنُ ڪَيْسَانَ: يُقَالُ أُمٌّ وَهِيَ الْأَصْلُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُمَّةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُمَّهَةٌ; وَأَنْشَدَ:

تَقَبَّلْتَهَا عَنْ أُمَّةٍ لَكَ طَالَمَا     تُنُوزِعَ بِالْأَسْوَاقِ عَنْهَا خِمَارُهَا

يُرِيدُ: عَنْ أُمٍّ لَكَ فَأَلْحَقَهَا هَاءَ التَّأْنِيثِ; وَقَالَ قُصَيٌّ:

عِنْدَ تَنَادِيهِمْ بِهَالٍ وَهَبِي     أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي

 فَأَمَّا الْجَمْعُ فَأَكْثَرُ الْعَرَبِ عَلَى أُمَّهَاتٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُمَّاتٌ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: وَالْهَاءُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ، وَهِيَ مَزِيدَةٌ فِي الْأُمَّهَاتِ وَالْأَصْلُ وَهُوَ الْقَصْدُ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّ الْهَاءَ مَزِيدَةٌ فِي الْأُمَّهَاتِ; وَقَالَ اللَّيْثُ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ أَلِفَ أُمٍّ، ڪَقَوْلِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
أَيُّهَا الْعَائِبُ عِنْدِ امَّ زَيْدٍ     أَنْتَ تَفْدِي مَنْ أَرَاكَ تَعِيبُ

وَإِنَّمَا أَرَادَ عِنْدِي أُمَّ زَيْدٍ، فَلَمَّا حَذَفَ الْأَلِفَ الْتَزَقَتْ يَاءُ عِنْدِي بِصَدْرِ الْمِيمِ، فَالْتَقَى سَاكِنَانِ فَسَقَطَتِ الْيَاءُ لِذَلِكَ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: عِنْدِي أُمَّ زَيْدٍ. وَمَا ڪُنْتِ أُمًّا وَلَقَدْ أَمِمْتِ أُمُومَةً; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: الْأُمَّهَةُ ڪَالْأُمِّ، الْهَاءُ زَائِدَةٌ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْأُمِّ، وَقَوْلُهُمْ أُمٌّ بَيِّنَةُ الْأُمُومَةِ يُصَحَّحُ لَنَا أَنَّ الْهَمْزَةَ فِيهِ فَاءُ الْفِعْلِ وَالْمِيمَ الْأُولَى عَيْنُ الْفِعْلِ، وَالْمِيمَ الْأُخْرَى لَامُ الْفِعْلِ، فَأُمٌّ بِمَنْزِلَةِ دُرٍّ، وَجُلٍّ وَنَحْوِهِمَا مِمَّا جَاءَ عَلَى فُعْلٍ وَعَيْنُهُ وَلَامُهُ مِنْ مَوْضِعٍ، وَجَعَلَ صَاحِبُ الْعَيْنِ الْهَاءَ أَصْلًا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ: إِذَا قَالَتِ الْعَرَبُ لَا أُمَّ لَكَ فَإِنَّهُ مَدْحٌ عِنْدَهُمْ; غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لَا أُمَّ لَكَ، وَهُوَ ذَمٌّ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: زَعَمَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ قَوْلَهُمْ لَا أُمَّ لَكَ، قَدْ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَدْحِ; قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الْغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ:

هَوَتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غَادِيًا     وَمَاذَا يُؤَدِّي اللَّيْلُ حِينَ يَئُوبُ؟

قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ فِي هَذَا الْبَيْتِ: وَأَيْنَ هَذَا مِمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدٍ؟ وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا ڪَقَوْلِهِمْ: وَيْحَ أُمِّهِ وَوَيْلَ أُمِّهِ وَالْوَيْلُ لَهَا، وَلَيْسَ لِلرَّجُلِ فِي هَذَا مِنَ الْمَدْحِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ يُشْبِهُ هَذَا قَوْلَهُمْ: لَا أُمَّ لَكَ، لِأَنَّ قَوْلَهُ لَا أُمَّ لَكَ فِي مَذْهَبٍ: لَيْسَ لَكَ أُمٌّ حُرَّةٌ، وَهَذَا السَّبُّ الصَّرِيحُ، وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي الْإِمَاءِ عِنْدَ الْعَرَبِ مَذْمُومُونَ لَا يَلْحَقُونَ بِبَنِي الْحَرَائِرِ، وَلَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ لَا أُمَّ لَكَ إِلَّا فِي غَضَبِهِ عَلَيْهِ مُقَصِّرًا بِهِ شَاتِمًا لَهُ; قَالَ: وَأَمَّا إِذَا قَاْلَ لَا أَبَا لَكَ، فَلَمْ يَتْرُكْ لَهُ مِنَ الشَّتِيمَةِ شَيْئًا، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ لَا أُمَّ لَكَ، يَقُولُ أَنْتَ لَقِيطٌ لَا تُعْرَفُ لَكَ أُمٌّ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ ڪَعْبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَوْلُهُ ” هَوَتْ أُمُّهُ ” يُسْتَعْمَلُ عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ; ڪَقَوْلِهِمْ: قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَسْمَعَهُ! مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ: مَا اسْتِفْهَامٌ فِيهَا مَعْنَى التَّعَجُّبِ وَمَوْضِعُهَا نَصْبٌ بَيَبْعَثُ، أَيْ أَيَّ شَيْءٍ يَبْعَثُ الصُّبْحُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ أَيْ إِذَا أَيْقَظَهُ الصُّبْحُ تَصَرَّفَ فِي فِعْلِ مَا يُرِيدُهُ. وَغَادِيًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَالْعَامِلُ فِيهِ يَبْعَثُ، وَيَئُوبُ: يَرْجِعُ، يُرِيدُ أَنَّ إِقْبَالَ اللَّيْلِ سَبَبُ رُجُوعِهِ إِلَى بَيْتِهِ ڪَمَا أَنَّ إِقْبَالَ النَّهَارِ سَبَبٌ لِتَصَرُّفِهِ، وَسَنَذْكُرُهُ أَيْضًا فِي الْمُعْتَلِّ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ وَيْلُمِّهِ، يُرِيدُونَ وَيْلٌ لِأُمِّهِ، فَحُذِفَ لِكَثْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيْلِمِّهِ، مَكْسُورَةُ اللَّامِ، شَاهِدُهُ قَوْلُ الْمُنْتَخِلِ الْهُذَلِيِّ يَرْثِي وَلَدَهُ أُثَيْلَةَ:

وَيْلِمِّهِ رَجُلًا يَأْتِي بِهِ غَبَنًا     إِذَا تَجَرَّدَ لَا خَالٌ وَلَا بَخِلُ

الْغَبَنُ: الْخَدِيعَةُ فِي الرَّأْيِ، وَمَعْنَى التَّجَرُّدِ هَاهُنَا التَّشْمِيرُ لِلْأَمْرِ، وَأَصْلُهُ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَتَجَرَّدُ مِنْ ثِيَابِهِ إِذَا حَاوَلَ أَمْرًا. وَقَوْلُهُ: لَا خَالٌ وَلَا بَخِلُ، الْخَالُ: الِاخْتِيَالُ وَالتَّكَبُّرُ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ فِيهِ خَالٌ أَيْ فِيهِ خُيَلَاءُ وَكِبْرٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: وَيْلِمِّهِ، فَهُوَ مَدْحٌ خَرَجَ بِلَفْظِ الذَّمِّ، ڪَمَا يَقُولُونَ: أَخْزَاهُ اللَّهُ مَا أَشْعَرَهُ، وَلَعَنَهُ اللَّهُ مَا أَسْمَعَهُ! قَالَ: وَكَأَنَّهُمْ قَصَدُوا بِذَلِكَ غَرَضًا مَا، وَذَلِكَ أَنَّ الشَّيْءَ إِذَا رَآهُ الْإِنْسَانُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَشِيَ أَنْ تُصِيبَهُ الْعَيْنُ فَيَعْدِلُ عَنْ مَدْحِهِ إِلَى ذَمِّهِ خَوْفًا عَلَيْهِ مِنَ الْأَذِيَّةِ; قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَيْضًا غَرَضًا آخَرَ، وَهُوَ أَنَّ هَذَا الْمَمْدُوحَ قَدْ بَلَغَ غَايَةَ الْفَضْلِ وَحَصَلَ فِي حَدِّ مَنْ يُذَمُّ وَيُسَبُّ، لِأَنَّ الْفَاضِلَ تَكْثُرُ حُسَّادُهُ وَعُيَّابُهُ، وَالنَّاقِصُ لَا يُذَمُّ وَلَا يُسَبُّ، بَلْ يَرْفَعُونَ أَنْفُسَهُمْ عَنْ سَبِّهِ وَمُهَاجَاتِهِ، وَأَصْلُ وَيْلِمِّهِ وَيْلُ أُمِّهِ، ثُمَّ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، وَكَسَرُوا لَامَ وَيْلٌ إِتْبَاعًا لِكَسْرَةِ الْمِيمِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَصْلُهُ وَيْلٌ لِأُمِّهِ، فَحُذِفَتْ لَامُ وَيْلٍ وَهَمْزَةُ أُمٍّ فَصَارَ وَيْلِمِّهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَصْلُهُ وَيْ لِأُمِّهِ، فَحُذِفَتْ هَمْزَةُ أُمٍّ لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَاْلَ لِرَجُلٍ: لَا أُمَّ لَكَ; قَالَ: هُوَ ذَمٌّ وَسَبٌّ أَيْ أَنْتَ لَقِيطٌ لَا تُعْرَفُ لَكَ أُمٌّ، وَقِيلَ: قَدْ يَقَعُ مَدْحًا بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنْهُ، قَالَ: وَفِيهِ بُعْدٌ. وَالْأُمُّ تَكُونُ لِلْحَيَوَانِ النَّاطِقِ وَلِلْمَوَاتِ النَّامِي ڪَأُمِّ النَّخْلَةِ وَالشَّجَرَةِ وَالْمَوْزَةِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ; وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الْأَصْمَعِيِّ لَهُ: أَنَا ڪَالْمَوْزَةِ الَّتِي إِنَّمَا صَلَاحُهَا بَمَوْتِ أُمِّهَا. وَأُمُّ ڪُلِّ شَيْءٍ: أَصْلُهُ وَعِمَادُهُ; قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ڪُلُّ شَيْءٍ انْضَمَّتْ إِلَيْهِ أَشْيَاءُ فَهُوَ أُمٌّ لَهَا. وَأُمُّ الْقَوْمِ: رَئِيسُهُمْ، مِنْ ذَلِكَ قَاْلَ الشَّنْفَرَى:

وَأُمَّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ

يَعْنِي تَأَبَّطَ شَرًّا. وَرَوَى الرَّبِيعُ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يَلِي طَعَامَ الْقَوْمِ وَخِدْمَتَهُمْ هُوَ أُمُّهُمْ; وَأَنْشَدَ لِلشَّنْفَرَى:

وَأُمِّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ     إِذَا أَحْتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وَأَقَلَّتِ

وَأُمُّ الْكِتَابِ: فَاتِحَتُهُ لِأَنَّهُ يُبْتَدَأُ بِهَا فِي ڪُلِّ صَلَاةٍ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أُمُّ الْكِتَابِ أَصْلُ الْكِتَابِ، وَقِيلَ: اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ. التَّهْذِيبُ: أُمُّ الْكِتَابِ ڪُلُّ آيَةٍ مُحْكَمَةٍ مِنْ آيَاتِ الشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ وَالْفَرَائِضِ، وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أُمَّ الْكِتَابِ هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ لِأَنَّهَا هِيَ الْمُقَدَّمَةُ أَمَامَ ڪُلِّ سُورَةٍ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ وَابْتُدِئَ بِهَا فِي الْمُصْحَفِ فَقُدِّمَتْ، وَهِيَ….. الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا، فَقَالَ: هُوَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: أُمُّ الْكِتَابِ أَصْلُ الْكِتَابِ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أُمُّ الْكِتَابِ الْقُرْآنُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُ – تَعَالَى -: هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ، وَلَمْ يَقُلْ أُمَّهَاتُ لِأَنَّهُ عَلَى الْحِكَايَةِ ڪَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ: لَيْسَ لِي مُعِينٌ، فَتَقُولُ: نَحْنُ مُعِينُكَ فَتَحْكِيهِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. وَأُمُّ النُّجُومِ: الْمَجَرَّةُ لِأَنَّهَا مُجْتَمَعُ النُّجُومِ. وَأُمُّ التَّنَائِفِ: الْمَفَازَةُ الْبَعِيدَةُ. وَأُمُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُهَا إِذَا ڪَانَ طَرِيقًا عَظِيمًا وَحَوْلَهُ طُرُقٌ صِغَارٌ فَالْأَعْظَمُ أُمُّ الطَّرِيقِ; الْجَوْهَرِيُّ: وَأُمُّ الطَّرِيقِ مُعْظَمُهُ فِي قَوْلِ ڪُثَيِّرِ عَزَّةَ:

يُغَادِرْنَ عَسْبَ الْوَالِقِيِّ وَنَاصِحٍ     تَخُصُّ بِهِ أُمُّ الطَّرِيقِ عِيَالَهَا

قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ الضَّبُعُ. وَالْعَسْبُ: مَاءُ الْفَحْلِ، وَالْوَالِقِيُّ وَنَاصِحٌ: فَرَسَانِ، وَعِيَالُ الطَّرِيقِ: سِبَاعُهَا، يُرِيدُ أَنَّهُنَّ يُلْقِينَ أَوْلَادَهُنَّ لِغَيْرِ تَمَامٍ مِنْ شِدَّةِ التَّعَبِ. وَأُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ: صَاحِبَةُ مَنْزِلِهِ الَّذِي يَنْزِلُهُ; قَالَ:

وَأُمُّ مَثْوَايَ تُدَرِّي لِمَّتِي

الْأَزْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي يَأْوِي إِلَيْهَا الرَّجُلُ هِيَ أُمُّ مَثْوَاهُ. وَفِي حَدِيثِ ثُمَامَةَ: أَتَى أُمَّ مَنْزِلِهِ أَيِ امْرَأَتَهُ وَمَنْ يُدَبِّرُ أَمْرَ بَيْتِهِ مِنَ النِّسَاءِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الْأُمُّ امْرَأَةُ الرَّجُلِ الْمُسِنَّةُ; قَالَ: وَالْأُمُّ الْوَالِدَةُ مِنَ الْحَيَوَانِ. وَأُمُّ الْحَرْبِ: الرَّايَةُ. وَأُمُّ الرُّمْحِ: اللِّوَاءُ وَمَا لُفَّ عَلَيْهِ مِنْ خِرْقَةٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَسَلَبْنَا الرُّمْحَ فِيهِ أُمُّهُ     مِنْ يَدِ الْعَاصِي، وَمَا طَالَ الطِّوَلْ

وَأُمُّ الْقِرْدَانِ: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي أَصْلِ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ. وَأُمُّ الْقُرَى: مَكَّةُ – شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى – لِأَنَّهَا تَوَسَّطَتِ الْأَرْضَ فِيمَا زَعَمُوا، وَقِيلَ لِأَنَّهَا قِبْلَةُ جَمِيعِ النَّاسِ يَؤُمُّونَهَا، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا ڪَانَتْ أَعْظَمَ الْقُرَى شَأْنًا، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا ڪَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا. وَكُلُّ مَدِينَةٍ هِيَ أُمُّ مَا حَوْلَهَا مِنَ الْقُرَى. وَأُمُّ الرَّأْسِ: هِيَ الْخَرِيطَةُ الَّتِي فِيهَا الدِّمَاغُ، وَأُمُّ الدِّمَاغِ: الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ. وَيُقَالُ أَيْضًا: أُمُّ الرَّأْسِ، وَأُمُّ الرَّأْسِ الدِّمَاغُ; قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَهِيَ الْجِلْدَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي عَلَيْهَا، وَهِيَ مُجْتَمَعُهُ. وَقَالُوا: مَا أَنْتَ وَأُمُّ الْبَاطِلِ أَيْ مَا أَنْتَ وَالْبَاطِلُ؟ وَلِأُمٍّ أَشْيَاءُ ڪَثِيرَةٌ تُضَافُ إِلَيْهَا; وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ قَاْلَ لِزَيْدِ الْخَيْلِ نِعْمَ فَتًى إِنْ نَجَا مِنْ أُمِّ ڪَلْبَةَ، هِيَ الْحُمَّى، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ، يَعْنِي الرِّيحَ الَّتِي تَعْرِضُ لَهُمْ فَرُبَّمَا غُشِيَ عَلَيْهِمْ مِنْهَا. وَأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْمَنِيَّةُ، وَأُمُّ خَنُّورٍ الْخِصْبُ، وَأُمُّ جَابِرٍ الْخُبْزُ، وَأُمُّ صَبَّارٍ الْحُرَّةُ، وَأُمُّ عُبَيْدٍ الصَّحْرَاءُ، وَأُمُّ عَطِيَّةَ الرَّحَى، وَأُمُّ شَمْلَةَ الشَّمْسُ، وَأُمُّ الْخُلْفُفِ الدَّاهِيَةُ، وَأُمُّ رُبَيْقٍ الْحَرْبُ، وَأُمُّ لَيْلَى الْخَمْرُ، وَلَيْلَى النَّشْوَةُ، وَأُمُّ دَرْزٍ الدُّنْيَا، وَأُمُّ جِرْذَانَ النَّخْلَةُ; وَأُمُّ رَجِيعٍ النَّحْلَةُ، وَأُمُّ رِيَاحٍ الْجَرَادَةُ، وَأُمُّ عَامِرٍ الْمَقْبَرَةُ، وَأُمُّ جَابِرٍ السُّنْبُلَةُ، وَأُمُّ طِلْبَةَ الْعُقَابُ، وَكَذَلِكَ شَعْوَاءُ، وَأُمُّ حُبَابٍ الدُّنْيَا، وَهِيَ أُمُّ وَافِرَةَ، وَأُمُّ وَافِرَةَ الْبِيرَةُ، وَأُمُّ سَمْحَةَ الْعَنْزُ، وَيُقَالُ لِلْقِدْرِ: أُمُّ غِيَاثٍ، وَأُمُّ عُقْبَةَ، وَأُمُّ بَيْضَاءَ، وَأُمُّ دُسْمَةَ، وَأُمُّ الْعِيَالِ، وَأُمُّ جِرْذَانَ النَّخْلَةُ، وَإِذَا سَمَّيْتَ رَجُلًا بِأُمِّ جِرْذَانَ لَمْ تَصْرِفْهُ، وَأُمُّ خَبِيصٍ، وَأُمُّ سُوَيْدٍ، وَأُمُّ عِزْمٍ، وَأُمُّ عُقَاقٍ، وَأُمُّ طَبِيخَةَ، وَهِيَ أُمُّ تِسْعِينَ، وَأُمُّ حِلْسٍ ڪُنْيَةُ الْأَتَانِ، وَيُقَالُ لِلضَّبُعِ أُمُّ عَامِرٍ وَأُمُّ عَمْرٍو.. الْجَوْهَرِيُّ: وَأُمَّ الْبَيْضِ فِي شِعْرِ أَبِي دُوَادَ النَّعَامَةُ، وَهُوَ قَوْلُهُ:

وَأَتَانَا يَسْعَى تَفَرُّسَ أُمِّ الْ     بَيْضِ شَدًّا وَقَدْ تَعَالَى النَّهَارُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَصِفُ رَبِيئَةً، قَالَ: وَصَوَابُهُ تَفَرُّشَ، بِالشِّينِ مُعْجَمَةً، وَالتَّفَرُّشُ: فَتْحُ جَنَاحَيِ الطَّائِرِ أَوِ النَّعَامَةِ إِذَا عَدَتْ. التَّهْذِيبُ: وَاعْلَمْ أَنَّ ڪُلَّ شَيْءٍ يُضَمُّ إِلَيْهِ سَائِرُ مَا يَلِيهِ فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي ذَلِكَ الشَّيْءَ أُمًّا، مِنْ ذَلِكَ أُمُّ الرَّأْسِ، وَهُوَ الدِّمَاغُ، وَالشَّجَّةُ الْآمَّةُ الَّتِي تَهْجُمُ عَلَى الدِّمَاغِ. وَأَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمًّا فَهُوَ مَأْمُومٌ وَأَمِيمٌ: أَصَابَ أُمَّ رَأْسِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَمَّهُ أَيْ شَجَّهُ آمَّةً، بِالْمَدِّ، وَهِيَ الَّتِي تَبْلُغُ أُمَّ الدِّمَاغِ حَتَّى يَبْقَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدِّمَاغِ جِلْدٌ رَقِيقٌ. وَفِي حَدِيثِ الشِّجَاجِ: فِي الْآمَّةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْمَأْمُومَةُ، وَهِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي بَلَغَتْ أُمَّ الرَّأْسِ، وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ. الْمُحْكَمُ: وَشَجَّةٌ آمَّةٌ وَمَأْمُومَةٌ بَلَغَتْ أُمَّ الرَّأْسِ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الرَّأْسِ; قَالَ:

قَلْبِي مِنَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الْهَوَى     وَحَشَايَ مِنْ حَرِّ الْفِرَاقِ أَمِيمُ

وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:

فَلَوْلَا سِلَاحِي عِنْدَ ذَاكَ وَغِلْمَتِي     لَرُحْتُ وَفِي رَأْسِي مَآيِمُ تُسْبَرُ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: جَمْعُ آمَّةً عَلَى مَآيِمِ وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ، وَهَذَا ڪَقَوْلِهِمُ: الْخَيْلُ تَجْرِي عَلَى مَسَاوِيهَا; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي زِيَادَةٌ، وَهُوَ أَنَّهُ أَرَادَ مَآمَّ، ثُمَّ ڪَرِهَ التَّضْعِيفَ فَأَبْدَلَ الْمِيمَ الْأَخِيرَةَ يَاءً، فَقَالَ مَآمِي ثُمَّ قَلَبَ اللَّامَ، وَهِيَ الْيَاءُ الْمُبْدَلَةُ إِلَى مَوْضِعِ الْعَيْنِ، فَقَالَ مَآيِمُ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ فِي الشَّجَّةِ مَأْمُومَةٌ قَالَ: وَكَذَا قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: بَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي الْآمَّةِ مَأْمُومَةٌ; قَالَ: قَاْلَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: وَهَذَا غَلَطٌ إِنَّمَا الْآمَّةُ الشَّجَّةُ، وَالْمَأْمُومَةُ أُمُّ الدِّمَاغِ الْمَشْجُوجَةُ; وَأَنْشَدَ:

يَدَعْنَ أُمَّ رَأْسِهِ مَأْمُومَهْ     وَأُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَهْ

وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَمِيمٌ وَمَأْمُومٌ لِلَّذِي يَهْذِي مِنْ أُمِّ رَأْسِهِ. وَالْأُمَيْمَةُ: الْحِجَارَةُ الَّتِي تُشْدَخُ بِهَا الرُّءُوسُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْأَمِيمُ حَجَرٌ يُشْدَخُ بِهِ الرَّأْسُ، وَأَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ:

وَيَوْمَ جَلَّيْنَا عَنِ الْأَهَاتِمِ     بِالْمَنْجَنِيقَاتِ وَبِالْأَمَائِمِ

قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

مُفَلَّقَةٌ هَامَاتُهَا بِالْأَمَائِمِ

وَأُمُّ التَّنَائِفِ: أَشُدُّهَا. وَقَوْلُهُ – تَعَالَى -: فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، وَهِيَ النَّارُ يَهْوِي مَنْ أُدْخِلَهَا أَيْ يَهْلِكُ، وَقِيلَ: فَأُمُّ رَأْسِهِ هَاوِيَةٌ فِيهَا أَيْ سَاقِطَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ; وَقَالَ شَمِرٌ: أُمُّ الْخَبَائِثِ الَّتِي تَجْمَعُ ڪُلَّ خَبِيثٍ قَالَ: وَقَالَ الْفَصِيحُ فِي أَعْرَابِ قَيْسٍ: إِذَا قِيلَ أُمُّ الشَّرِّ فَهِيَ تَجْمَعُ ڪُلَّ شَرٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَإِذَا قِيلَ أُمُّ الْخَيْرِ فَهِيَ تَجْمَعُ ڪُلَّ خَيْرٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الْأُمُّ لِكُلِّ شَيْءٍ هُوَ الْمَجْمَعُ وَالْمَضَمُّ. وَالْمَأْمُومُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّذِي ذَهَبَ وَبَرُهُ عَنْ ظَهْرِهِ مِنْ ضَرْبٍ أَوْ دَبَرٍ، قَاْلَ الرَّاجِزُ:

لَيْسَ بِذِي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ     وَلَا بِخَوَّارٍ وَلَا أَزَبَّ
وَلَا بِمَأْمُومٍ وَلَا أَجَبِّ

وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ الْعَمِدِ الْمُتَأَكِّلِ السَّنَامِ: مَأْمُومٌ. وَالْأُمِّيُّ: الَّذِي لَا يَكْتُبُ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: الْأُمِّيُّ الَّذِي عَلَى خِلْقَةِ الْأُمَّةِ لَمْ يَتَعَلَّمِ الْكِتَابَ فَهُوَ عَلَى جِبِلَّتِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ; قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَعْنَى الْأُمِّيِّ الْمَنْسُوبُ إِلَى مَا عَلَيْهِ جَبَلَتْهُ أُمُّهُ أَيْ لَا يَكْتُبُ، فَهُوَ فِي أَنَّهُ لَا يَكْتُبُ أُمِّيٌّ، لِأَنَّ الْكِتَابَةَ هِيَ مُكْتَسَبَةٌ فَكَأَنَّهُ نُسِبَ إِلَى مَا يُولَدُ عَلَيْهِ أَيْ عَلَى مَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلَيْهِ، وَكَانَتِ الْكُتَّابُ فِي الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ تَعَلَّمُوهَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ، وَأَخَذَهَا أَهْلُ الْحِيرَةِ عَنْ أَهْلِ الْأَنْبَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ; أَرَادَ أَنَّهُمْ عَلَى أَصْلِ وِلَادَةِ أُمِّهِمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا الْكِتَابَةَ وَالْحِسَابَ، فَهُمْ عَلَى جِبِلَّتِهِمُ الْأُولَى. وَفِي الْحَدِيثِ: بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمَيَّةٍ; قِيلَ لِلْعَرَبِ الْأُمِّيُّونَ لِأَنَّ الْكِتَابَةَ ڪَانَتْ فِيهِمْ عَزِيزَةً أَوْ عَدِيمَةً; وَمِنْهُ قَوْلُهُ: بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ. وَالْأُمِّيُّ: الْعَيِيُّ الْجِلْفُ الْجَافِي الْقَلِيلُ الْكَلَامِ; قَالَ:

وَلَا أَعُودُ بَعْدَهَا ڪَرِيًّا     أُمَارِسُ الْكَهْلَةَ وَالصَّبِيَّا
وَالْعَزَبَ الْمُنَفَّهَ الْأُمِّيَّا

قِيلَ لَهُ أُمِّيٌّ لِأَنَّهُ عَلَى مَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلَيْهِ مِنْ قِلَّةِ الْكَلَامِ وَعُجْمَةِ اللِّسَانِ، وَقِيلَ لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْأُمِّيُّ لِأَنَّ أُمَّةَ الْعَرَبِ لَمْ تَكُنْ تَكْتُبُ وَلَا تَقْرَأُ الْمَكْتُوبَ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ رَسُولًا، وَهُوَ لَا يَكْتُبُ وَلَا يَقْرَأُ مِنْ ڪِتَابٍ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْخَلَّةُ إِحْدَى آيَاتِهِ الْمُعْجِزَةِ لِأَنَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تَلَا عَلَيْهِمْ ڪِتَابَ اللَّهِ مَنْظُومًا، تَارَةً بَعْدَ أُخْرَى، بِالنَّظْمِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُغَيِّرْهُ وَلَمْ يُبَدِّلْ أَلْفَاظَهُ، وَكَانَ الْخَطِيبُ مِنَ الْعَرَبِ إِذَا ارْتَجَلَ خُطْبَةً ثُمَّ أَعَادَهَا زَادَ فِيهَا وَنَقَصَ، فَحَفِظَهُ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – عَلَى نَبِيِّهِ ڪَمَا أَنْزَلَهُ وَأَبَانَهُ مِنْ سَائِرِ مَنْ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي بَايَنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ بِهَا، فَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ – تَعَالَى -: وَمَا ڪُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ ڪِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ الَّذِينَ ڪَفَرُوا، وَلَقَالُوا: إِنَّهُ وَجَدَ هَذِهِ الْأَقَاصِيصَ مَكْتُوبَةً فَحَفِظَهَا مِنَ الْكُتُبِ. وَالْأَمَامُ: نَقِيضُ الْوَرَاءِ، وَهُوَ فِي مَعْنَى قُدَّامَ يَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ أَمَامَ مُؤَنَّثَةٌ، وَإِنْ ذُكِّرَتْ جَازَ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَمَامَكَ إِذَا ڪُنْتَ تُحَذِّرُهُ أَوْ تُبَصِّرُهُ شَيْئًا، وَتَقُولُ أَنْتَ أَمَامَهُ أَيْ قُدَّامَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْأَئِمَّةُ ڪِنَانَةٌ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَأُمَيْمَةُ وَأُمَامَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

قَالَتْ أُمَيْمَةُ مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبًا     مِثْلِي ابْتُذِلْتَ وَمِثْلُ مَا لَكَ يَنْفَعُ

وَرَوَى الْأَصْمَعِيُّ أُمَامَةُ بِالْأَلِفِ، فَمَنْ رَوَى أُمَامَةَ عَلَى التَّرْخِيمِ. وَأُمَامَةُ: ثُلْثُمِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ; قَالَ:

أَأَبْثُرُهُ مَالِي وَيَحْتِرُ رِفْدَهُ     تَبَيَّنْ رُوَيْدًا مَا أُمَامَةُ مِنْ هِنْدِ

أَرَادَ بِأُمَامَةَ مَا تَقَدَّمَ، وَأَرَادَ بِهِنْدٍ هُنَيْدَةً، وَهِيَ الْمِائَةُ مِنَ الْإِبِلِ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو الْعَلَاءِ; وَرِوَايَةُ الْحَمَاسَةِ:

أَيُوعِدُنِي وَالرَّمْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ     تَبَيَّنْ رُوَيْدًا مَا أُمَامَةُ مِنْ هِنْدِ

وَأَمَا: مِنْ حُرُوفِ الِابْتِدَاءِ; وَمَعْنَاهَا الْإِخْبَارُ. وَإِمَّا فِي الْجَزَاءِ: مُرَكَّبَةٌ مِنْ إِنْ وَمَا. وَإِمَّا فِي الشَّكِّ: عَكْسُ أَوْ فِي الْوَضْعِ; قَالَ: وَمِنْ خَفِيفِهِ أَمْ. وَأَمْ حَرْفُ عَطْفٍ، وَمَعْنَاهُ الِاسْتِفْهَامُ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى بَلْ. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ: أَمْ فِي الْمَعْنَى تَكُونُ رَدًّا عَلَى الِاسْتِفْهَامِ عَلَى جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا أَنْ تُفَارِقَ مَعْنَى أَمْ، وَالْأُخْرَى أَنْ تَسْتَفْهِمَ بِهَا عَلَى جِهَةِ النَّسَقِ، وَالَّتِي يُنْوَى بِهَا الِابْتِدَاءُ إِلَّا أَنَّهُ ابْتِدَاءٌ مُتَّصِلٌ بِكَلَامٍ، فَلَوِ ابْتَدَأْتَ ڪَلَامًا لَيْسَ قَبْلَهُ ڪَلَامٌ ثُمَّ اسْتَفْهَمْتَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِالْأَلِفِ أَوْ بِهَلْ; مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ، فَجَاءَتْ بِأَمْ وَلَيْسَ قَبْلَهَا اسْتِفْهَامٌ فَهَذِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا اسْتِفْهَامٌ مُبْتَدَأٌ عَلَى ڪَلَامٍ قَدْ سَبَقَهُ، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهُ: أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ فَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ اسْتِفْهَامًا مُبْتَدَأً قَدْ سَبَقَهُ ڪَلَامٌ وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ مَرْدُودًا عَلَى قَوْلِهِ مَا لَنَا لَا نَرَى وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي; ثُمَّ قَالَ: أَمْ أَنَا خَيْرٌ فَالتَّفْسِيرُ فِيهِمَا وَاحِدٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَرُبَّمَا جَعَلَتِ الْعَرَبُ أَمْ إِذَا سَبَقَهَا اسْتِفْهَامٌ وَلَا يَصْلُحُ فِيهِ أَمْ عَلَى جِهَةِ بَلْ، فَيَقُولُونَ: هَلْ لَكَ قِبَلَنَا حَقٌّ أَمْ أَنْتَ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ بِالظُّلْمِ، يُرِيدُونَ بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ بِالظُّلْمِ وَأَنْشَدَ:

فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَتْ     أَمِ النَّوْمُ أَمْ ڪُلٌّ إِلَيَّ حَبِيبُ

يُرِيدُ: بَلْ ڪُلٌّ، قَالَ: وَيَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ بِأَوْ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَمْ إِذَا ڪَانَتْ مَعْطُوفَةً عَلَى لَفْظِ الِاسْتِفْهَامِ فَهِيَ مَعْرُوفَةٌ لَا إِشْكَالَ فِيهَا، ڪَقَوْلِكَ زَيْدٌ أَحْسَنُ أَمْ عَمْرٌو، أَكَذَا خَيْرٌ أَمْ ڪَذَا، وَإِذَا ڪَانَتْ لَا تَقَعُ عَطْفًا عَلَى أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ، إِلَّا أَنَّهَا تَكُونُ غَيْرَ مُبْتَدَأَةٍ، فَإِنَّهَا تُؤْذِنُ بِمَعْنَى بَلْ وَمَعْنَى أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ اللَّهِ – تَعَالَى -: أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ قَالَ: الْمَعْنَى بَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ، قَالَ: الْمَعْنَى بَلْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ، قَاْلَ اللَّيْثُ: أَمْ، حَرْفٌ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ فِي الِاسْتِفْهَامِ عَلَى أَوَّلِهِ، فَيَصِيرُ الْمَعْنَى ڪَأَنَّهُ اسْتِفْهَامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ; قَالَ: وَيَكُونُ أَمْ بِمَعْنَى بَلْ وَيَكُونُ أَمْ بِمَعْنَى أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ; ڪَقَوْلِكَ: أَمْ عِنْدَكَ غَدَاءٌ حَاضِرٌ، وَأَنْتَ تُرِيدُ: أَعِنْدَكَ غَدَاءٌ حَاضِرٌ، وَهِيَ لُغَةٌ حَسَنَةٌ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يَجُوزُ إِذَا سَبَقَهُ ڪَلَامٌ، قَاْلَ اللَّيْثُ: وَتَكُونُ أَمْ مُبْتَدَأَ الْكَلَامِ فِي الْخَبَرِ، وَهِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، يَقُولُ قَائِلُهُمْ: أَمْ نَحْنُ خَرَجْنَا خِيَارَ النَّاسِ، أَمْ نُطْعِمُ الطَّعَامَ، أَمْ نَضْرِبُ الْهَامَ، وَهُوَ يُخْبِرُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ أَمْ تَكُونُ زَائِدَةً لُغَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ; وَأَنْشَدَ:

يَا دَهْنُ أَمْ مَا ڪَانَ مَشْيِي رَقَصَا     بَلْ قَدْ تَكُونُ مِشْيَتِي تَوَقُّصَا

أَرَادَ يَا دَهْنَاءُ فَرَخَّمَ، وَأَمْ زَائِدَةٌ، أَرَادَ مَا ڪَانَ مَشْيِي رَقَصًا أَيْ ڪُنْتُ أَتَرَقَّصُ وَأَنَا فِي شَبِيبَتِي وَالْيَوْمَ قَدْ أَسْنَنْتُ حَتَّى صَارَ مَشْيِي رَقَصًا، وَالتَّوَقُّصُ: مُقَارَبَةُ الْخَطْوِ; قَالَ: وَمِثْلُهُ:

يَا لَيْتَ شِعْرِي! وَلَا مَنْجَى مِنَ الْهَرَمِ     أَمْ هَلْ عَلَى الْعَيْشِ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ نَدَمِ؟

قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي زَيْدٍ وَغَيْرِهِ، يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ أَمْ مَا ڪَانَ مَشْيِي رَقَصًا مَعْطُوفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ تَقَدَّمَ، الْمَعْنَى ڪَأَنَّهُ قَالَ: يَا دَهْنُ أَكَانَ مَشْيِي رَقَصًا أَمْ مَا ڪَانَ ڪَذَلِكَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَكُونُ أَمْ بِلُغَةِ بَعْضِ أَهْلِ الْيَمَنِ بِمَعْنَى الْأَلِفِ وَاللَّامِ، وَفِي الْحَدِيثِ: ” لَيْسَ مِنَ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرَ ” أَيْ لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْأَلِفُ  فِيهَا أَلِفُ وَصْلٍ تُكْتَبُ وَلَا تَظْهَرُ إِذَا وُصِلَتْ، وَلَا تُقْطَعُ ڪَمَا تُقْطَعُ أَلِفُ أَمِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا; وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ:

ذَاكَ خَلِيلِي وَذُو يُعَاتِبُنِي     يَرْمِي وَرَائِي بِامْسَيْفِ وَامْسَلِمَهْ

أَلَا تَرَاهُ ڪَيْفَ وَصَلَ الْمِيمَ بِالْوَاوِ؟ فَافْهَمْهُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: الْوَجْهُ أَنْ لَا تُثْبَتَ الْأَلِفُ فِي الْكِتَابَةِ لِأَنَّهَا مِيمٌ جُعِلَتْ بَدَلَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ لِلتَّعْرِيفِ. قَاْلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَاْلَ فِي أَوَّلِ ڪَلَامِهِ: أَمْ بِلُغَةِ الْيَمَنِ بِمَعْنَى الْأَلِفِ وَاللَّامِ، وَأَوْرَدَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ: وَالْأَلِفُ أَلِفُ وَصْلٍ تُكْتَبُ وَلَا تَظْهَرُ وَلَا تُقْطَعُ ڪَمَا تُقْطَعُ أَلِفُ أَمْ، ثُمَّ يَقُولُ: الْوَجْهُ أَنْ لَا تُثْبَتَ الْأَلِفُ فِي الْكِتَابَةِ لِأَنَّهَا مِيمٌ جُعِلَتْ بَدَلَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ لِلتَّعْرِيفِ، وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ الْمِيمَ عِوَضُ لَامِ التَّعْرِيفِ لَا غَيْرُ، وَالْأَلِفُ عَلَى حَالِهَا، فَكَيْفَ تَكُونُ الْمِيمُ عِوَضًا مِنَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ؟ وَلَا حُجَّةَ بِالْبَيْتِ الَّذِي أَنْشَدَهُ، فَإِنَّ أَلِفَ التَّعْرِيفِ وَاللَّامَ فِي قَوْلِهِ وَالسَّلِمَهْ لَا تَظْهَرُ فِي ذَلِكَ، وَلَا فِي قَوْلِهِ وَامْسَلِمَهْ، وَلَوْلَا تَشْدِيدُ السِّينِ لَمَا قَدَرَ عَلَى الْإِتْيَانِ بِالْمِيمِ فِي الْوَزْنِ، لِأَنَّ آلَةَ التَّعْرِيفِ لَا يَظْهَرُ مِنْهَا شَيْءٌ فِي قَوْلِهِ وَالسَّلِمَهْ، فَلَمَّا قَاْلَ وَامْسَلِمَهْ احْتَاجَ أَنْ تَظْهَرَ الْمِيمُ بِخِلَافِ اللَّامِ وَالْأَلِفِ عَلَى حَالَتِهَا فِي عَدَمِ الظُّهُورِ فِي اللَّفْظِ، خَاصَّةً وَبِإِظْهَارِهِ الْمِيمَ زَالَتْ إِحْدَى السِّينَيْنِ وَخَفَّتِ الثَّانِيَةُ وَارْتَفَعَ التَّشْدِيدُ فَإِنْ ڪَانَتِ الْمِيمُ عِوَضًا عَنِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ فَلَا تُثْبَتُ الْأَلِفُ وَلَا اللَّامُ، وَإِنْ ڪَانَتْ عِوَضَ اللَّامِ خَاصَّةً فَثُبُوتُ الْأَلِفِ وَاجِبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَأَمَّا أَمْ مُخَفَّفَةً فَهِيَ حَرْفُ عَطْفٍ فِي الِاسْتِفْهَامِ، وَلَهَا مَوْضِعَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ تَقَعَ مُعَادِلَةً لِأَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ بِمَعْنَى أَيْ تَقُولُ أَزَيْدٌ فِي الدَّارِ أَمْ عَمْرٌو، وَالْمَعْنَى أَيُّهُمَا فِيهَا، وَالثَّانِي أَنْ تَكُونَ مُنْقَطِعَةً مِمَّا قَبْلَهَا خَبَرًا ڪَانَ أَوِ اسْتِفْهَامًا، تَقُولُ فِي الْخَبَرِ: إِنَّهَا لَإِبِلٌ أَمْ شَاءٌ يَا فَتَى، وَذَلِكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى شَخْصٍ فَتَوَهَّمْتَهُ إِبِلًا فَقُلْتَ مَا سَبَقَ إِلَيْكَ، ثُمَّ أَدْرَكَكَ الظَّنُّ أَنَّهُ شَاءٌ فَانَصَرَفْتَ عَنِ الْأَوَّلِ فَقُلْتَ أَمْ شَاءٌ بِمَعْنَى بَلْ، لِأَنَّهُ إِضْرَابٌ عَمَّا ڪَانَ قَبْلَهُ، إِلَّا أَنَّ مَا يَقَعُ بَعْدَ بَلْ يَقِينٌ وَمَا بَعْدَ أَمْ مَظْنُونٌ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ فَقُلْتَ: أَمْ شَاءٌ بِمَعْنَى بَلْ، لِأَنَّهُ إِضْرَابٌ عَمَّا ڪَانَ قَبْلَهُ: صَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ بِمَعْنَى بَلْ أَهِيَ شَاءٌ، فَيَأْتِي بِأَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ الَّتِي وَقَعَ بِهَا الشَّكُّ، قَالَ: وَتَقُولُ فِي الِاسْتِفْهَامِ هَلْ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ أَمْ عَمْرٌو يَا فَتَى؟ إِنَّمَا أَضْرَبْتَ عَنْ سُؤَالِكَ عَنِ انْطِلَاقِ زَيْدٍ وَجَعَلْتَهُ عَنْ عَمْرٍو فَأَمْ مَعَهَا ظَنٌّ وَاسْتِفْهَامٌ وَإِضْرَابٌ; وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ لِلْأَخْطَلِ:

كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأَيْتَ بِوَاسِطٍ     غَلَسَ الظَّلَامِ مِنَ الرَّبَابِ خَيَالًا
؟

، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ وَهَذَا لَمْ يَكُنْ أَصْلُهُ اسْتِفْهَامًا، وَلَيْسَ قَوْلُهُ: ” أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ” شَكًّا، وَلَكِنَّهُ قَاْلَ هَذَا لِتَقْبِيحِ صَنِيعِهِمِ، ثُمَّ قَالَ: بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ڪَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى مَا قَالُوهُ نَحْوَ قَوْلِكَ لِلرَّجُلِ: الْخَيْرُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمِ الشَّرُّ؟ وَأَنَتْ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ: الْخَيْرُ وَلَكِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُقَبِّحَ عِنْدَهُ مَا صَنَعَ، قَالَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ، وَقَدْ عَلِمَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَالْمُسْلِمُونَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – أَنَّهُ – تَعَالَى وَتَقَدَّسَ – لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا سُبْحَانَهُ، وَإِنَّمَا قَاْلَ ذَلِكَ لِيُبَصِّرَهُمْ ضَلَالَتَهُمْ; قَالَ: وَتَدْخُلُ أَمْ عَلَى هَلْ تَقُولُ: أَمْ هَلْ عِنْدَكَ عَمْرٌو، قَاْلَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ:

أَمْ هَلْ ڪَبِيرٌ بَكَى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَهُ     إِثْرَ الْأَحِبَّةِ، يَوْمَ الْبَيْنِ، مَشْكُومُ؟

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَمْ هُنَا مُنْقَطِعَةٌ، اسْتَأْنَفَ السُّؤَالَ بِهَا فَأَدْخَلَهَا عَلَى هَلْ لِتَقَدُّمِ هَلْ فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ; وَهُوَ:

هَلْ مَا عَلِمْتَ وَمَا اسْتُودِعْتَ مَكْتُومُ

ثُمَّ اسْتَأْنَفَ السُّؤَالَ بِأَمْ فَقَالَ: أَمْ هَلْ ڪَبِيرٌ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْجَحَّافِ بْنِ حَكِيمٍ:

أَبَا مَالِكٍ هَلْ لُمْتَنِي مُذْ حَضَضْتَنِي     عَلَى الْقَتْلِ أَمْ هَلْ لَامَنِي مِنْكَ لَائِمُ؟

قَالَ: إِلَّا أَنَّهُ مَتَى دَخَلَتْ أَمْ عَلَى هَلْ بَطَلَ مِنْهَا مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ، وَإِنَّمَا دَخَلَتْ أَمْ عَلَى هَلْ لِأَنَّهَا لِخُرُوجٍ مِنْ ڪَلَامٍ إِلَى ڪَلَامٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ دَخَلَتْ عَلَى هَلْ فَقُلْتَ أَمْ هَلْ وَلَا تَقُلْ: أَهَلْ، قَالَ: وَلَا تَدْخُلُ أَمْ عَلَى الْأَلِفِ، لَا تَقُولُ أَعِنْدَكَ زَيْدٌ أَمْ أَعِنْدَكَ عَمْرٌو، لِأَنَّ أَصْلَ مَا وُضِعَ لِلِاسْتِفْهَامِ حَرْفَانِ: أَحَدُهُمَا الْأَلِفُ وَلَا تَقَعُ إِلَّا فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ، وَالثَّانِي أَمْ وَلَا تَقَعُ إِلَّا فِي وَسَطِ الْكَلَامِ، وَهَلْ إِنَّمَا أُقِيمَ مَقَامَ الْأَلِفِ فِي الِاسْتِفْهَامِ فَقَطْ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقَعْ فِي ڪُلٍّ مَوَاقِعَ الْأَصْلِ.

معنى كلمة أمم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمل: الْأَمَلُ وَالْأَمْلُ وَالْإِمْلُ: الرَّجَاءُ; الْأَخِيرَةُ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَالْجَمْعُ آمَالٌ. وَأَمَلْتُهُ آمُلُهُ، وَقَدْ أَمَلَهُ يَأْمُلُهُ أَمْلًا; الْمَصْدَرُ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَأَمَّلَهُ تَأْمِيلًا، وَيُقَالُ أَمَلَ خَيْرَهُ يَأْمُلُهُ أَمْلًا، وَمَا أَطْوَلَ إِمْلَتَهُ، مِنَ الْأَمَلِ، أَيْ أَمَلَهُ، وَإِنَّهُ لَطَوِيلُ الْإِمْلَةِ أَيِ التَّأْمِيلِ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، مِثْلَ الْجِلْسَةِ وَالرِّكْبَةِ. وَالتَّأَمُّلُ: التَّثَبُّتُ. وَتَأَمَّلْتُ الشَّيْءَ أَيْ نَظَرْتُ إِلَيْهِ مُسْتَثْبِتًا لَهُ. وَتَأَمَّلَ الرَّجُلُ: تَثَبَّتَ فِي الْأَمْرِ وَالنَّظَرِ. وَالْأَمِيلُ عَلَى فَعِيلٍ: حَبْلٌ مِنَ الرَّمْلِ مُعْتَزَلٌ عَنْ مُعْظَمِهِ عَلَى تَقْدِيرِ مِيلٍ; وَأَنْشَدَ:
كَالْبَرْقِ يَجْتَازُ أَمِيلًا أَعْرَفَا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْأَمِيلُ حَبْلٌ مِنَ الرَّمْلِ يَكُونُ عَرْضُهُ نَحْوًا مِنْ مِيلٍ، وَقِيلَ: يَكُونُ عَرْضُهُ مِيلًا وَطُولُهُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَقِيلَ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ، وَقِيلَ عَرْضُهُ نِصْفُ يَوْمٍ، وَقِيلَ الْأَمِيلُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الرَّمْلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَدَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الْأَمِيلُ اسْمُ مَوْضِعٍ أَيْضًا، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

وَهُمُ عَلَى هَدَبِ الْأَمِيلِ تَدَارَكُوا     نَعَمًا تُشَلُّ إِلَى الرَّئِيسِ وَتُعْكَلُ

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ أَرَادُوا بِالْأَمِيلِ مِنَ الرَّمْلِ الْأَمْيَلَ فَخُفِّفَ بِشَيْءٍ، قَالَ: وَلَا يُعْلَمُ مِنْ ڪَلَامِهِمْ مَا يُشْبِهُ هَذَا، وَجَمْعُ الْأَمِيلِ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الرَّمْلِ: أُمُلٌ قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَأَمُولُ: مَوْضِعٌ.  قَاْلَ الْهُذَلِيُّ:

رِجَالُ بَنِي زُبَيْدٍ غَيَّبَتْهُمْ     جِبَالُ أَمُولَ لَا سُقِيَتْ أَمُولُ!

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَمَلَةُ أَعْوَانُ الرَّجُلِ، وَاحِدُهُمْ آمُلٌ.

معنى كلمة أمل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أمق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أمق: أَمْقُ الْعَيْنِ: ڪَمُؤْقِهَا.

معنى كلمة أمق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي