معنى كلمة أتت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أتت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أتت: أَتَّهُ يَؤُتُّهُ أَتًّا: غَتَّهُ بِالْكَلَامِ، أَوْ ڪَبَتَهُ بِالْحُجَّةِ وَغَلَبَهُ. وَمَئِتَّةً: مَفْعِلَةً.

معنى كلمة أتت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أتب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أتب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أتب: الْإِتْبُ: الْبَقِيرَةُ، وَهُوَ بُرْدٌ أَوْ ثَوْبٌ يُؤْخَذُ فَيُشَقُّ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ تُلْقِيهِ الْمَرْأَةُ فِي عُنُقِهَا مِنْ غَيْرِ جَيْبٍ وَلَا ڪُمَّيْنِ. قَاْلَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: هُوَ الْإِتْبُ وَالْعَلَقَةُ وَالصِّدَارُ وَالشَّوْذَرُ، وَالْجَمْعُ الْأُتُوبُ.
وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: أَنَّ جَارِيَةً زَنَتْ، فَجَلَدَهَا خَمْسِينَ وَعَلَيْهَا إِتْبٌ لَهَا وَإِزَارٌ. الْإِتْبُ – بِالْكَسْرِ -: بُرْدَةٌ تُشَقُّ، فَتُلْبَسُ مِنْ غَيْرِ ڪُمَّيْنِ وَلَا جَيْبٍ. وَالْإِتْبُ: دِرْعُ الْمَرْأَةِ. وَيُقَالُ أَتَّبْتُهَا تَأْتِيبًا فَأْتَتَبَتْ هِيَ، أَيْ أَلْبَسَهَا الْإِتْبَ، فَلَبِسَتْهُ. وَقِيلَ: الْإِتْبُ مِنَ الثِّيَابِ: مَا قَصُرَ فَنَصَفَ السَّاقَ. وَقِيلَ: الْإِتْبُ غَيْرُ الْإِزَارِ لَا رِبَاطَ لَهُ، ڪَالتِّكَّةِ، وَلَيْسَ عَلَى خِيَاطَةِ السَّرَاوِيلِ، وَلَكِنَّهُ قَمِيصٌ غَيْرُ مَخِيطِ الْجَانِبَيْنِ. وَقِيلَ: هُوَ النُّقْبَةُ، وَهُوَ السَّرَاوِيلُ بِلَا رِجْلَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ قَمِيصٌ بِغَيْرِ ڪُمَّيْنِ، وَالْجَمْعُ آتَابٌ وَإِتَابٌ. وَالْمِئْتَبَةُ ڪَالْإِتْبِ. وَقِيلَ فِيهِ ڪُلُّ مَا قِيلَ فِي الْإِتْبِ. وَأُتِّبَ الثَّوْبُ: صُيِّرَ إِتْبًا. قَاْلَ ڪُثَيِّرُ عَزَّةَ:

هَضِيمُ الْحَشَى رُؤْدُ الْمَطَا بَخْتَرِيَّةٌ جَمِيلٌ عَلَيْهَا الْأَتْحَمِيُّ الْمُؤَتَّبُ

وَقَدْ تَأَتَّبَ بِهِ وَأْتَتَبَ. وَأَتَّبَهَا بِهِ وَإِيَّاهُ تَأْتِيبًا، ڪِلَاهُمَا: أَلْبَسْتُهَا الْإِتْبَ، فَلَبِسَتْهُ. أَبُو زَيْدٍ: أَتَّبْتُ الْجَارِيَةَ تَأْتِيبًا إِذَا دَرَّعْتَهَا دِرْعًا، وَأْتَتَبَتِ الْجَارِيَةُ، فَهِيَ مُؤَتَتِبَةٌ، إِذَا لَبِسَتِ الْإِتْبَ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: التَّأَتُّبُ أَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ حِمَالَ الْقَوْسِ فِي صَدْرِهِ وَيُخْرِجَ مَنْكِبَيْهِ مِنْهَا، فَيَصِيرَ الْقَوْسُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ. وَيُقَالُ: تَأَتَّبَ قَوْسَهُ عَلَى ظَهْرِهِ. وَإِتْبُ الشَّعِيرَةِ: قِشْرُهَا. وَالْمِئْتَبُ: الْمِشْمَلُ.

معنى كلمة أتب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أتأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أتأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أتأ: حَكَى أَبُو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ، عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ: أَتْأَةُ أُمُّ قَيْسِ بْنِ ضِرَارٍ قَاتِلِ الْمِقْدَامِ، وَهِيَ مِنْ بَكْرِ وَائِلٍ قَالَ: وَهُوَ مِنْ بَابِ أَجَأَ. قَاْلَ جَرِيرٌ:
أَتَبِيتُ لَيْلَكَ يَا ابْنَ أَتْأَةَ نَائِمًا وَبَنُو أُمَامَةَ عَنْكَ غَيْرُ نِيَامِ     وَتَرَى الْقِتَالَ مَعَ الْكِرَامِ مُحَرَّمًا
وَتَرَى الزِّنَاءَ عَلَيْكَ غَيْرَ حَرَامِ

معنى كلمة أتأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبي: الْإِبَاءُ، بِالْكَسْرِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَبَى فُلَانٌ يَأْبَى، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا مَعَ خُلُوِّهِ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ، وَهُوَ شَاذٌّ؛ أَيِ: امْتَنَعَ؛ أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِبِشْرِ بْنِ أَبِي خَازِمٍ:
يَرَاهُ النَّاسُ أَخْضَرَ مِنْ بَعِيدٍ وَتَمْنَعُهُ الْمَرَارَةُ وَالْإِبَاءُ
فَهُوَ آبٍ وَأَبِيٌّ وَأَبَيَانٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَاْلَ أَبُو الْمُجَشَّرِ، جَاهِلِيٌّ:
وَقَبْلَكَ مَا هَابَ الرِّجَالُ ظُلَامَتِي     وَفَقَّأْتُ عَيْنَ الْأَشْوَسِ الْأَبَيَانِ
 أَبَى الشَّيْءَ يَأْبَاهُ إِبَاءً وَإِبَاءَةً: ڪَرِهَهُ. قَاْلَ يَعْقُوبُ: أَبَى يَأْبَى نَادِرٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: شَبَّهُوا الْأَلِفَ بِالْهَمْزَةِ فِي قَرَأَ يَقْرَأُ. وَقَالَ مَرَّةً: أَبَى يَأْبَى ضَارَعُوا بِهِ حَسِبَ يَحْسِبُ، فَتَحُوا ڪَمَا ڪَسَرُوا، قَالَ: وَقَالُوا يِئْبَى، وَهُوَ شَاذٌّ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ فَعَلَ يَفْعَلُ، وَمَا ڪَانَ عَلَى فَعَلَ لَمْ يُكْسَرْ أَوَّلُهُ فِي الْمُضَارِعِ، فَكَسَرُوا هَذَا لِأَنَّ مُضَارِعَهُ مُشَاكِلٌ لِمُضَارِعِ فَعِلَ، فَكَمَا ڪُسِرَ أَوَّلُ مُضَارِعِ فَعِلَ فِي جَمِيعِ اللُّغَاتِ إِلَّا فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ ڪَذَلِكَ ڪَسَرُوا يَفْعَلُ هُنَا، وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ الشُّذُوذِ أَنَّهُمْ تَجَوَّزُوا الْكَسْرَ فِي الْيَاءِ مِنْ يِئْبَى، وَلَا يُكْسَرُ الْبَتَّةَ إِلَّا فِي نَحْوِ يَيْجَلُ، وَاسْتَجَازُوا هَذَا الشُّذُوذَ فِي يَاءِ يِئْبَى، لِأَنَّ الشُّذُوذَ قَدْ ڪَثُرَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ قَالُوا أَبَى يَأْبِي؛ أَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ:

يَا إِبِلِي مَا ذَامُهُ فَتَأْبِيَهْ     مَاءٌ رَوَاءٌ وَنَصِيٌّ حَوْلِيَهْ

جَاءَ بِهِ عَلَى وَجْهِ الْقِيَاسِ ڪَأَتَى يَأْتِي. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ ڪُسِرَ أَوَّلُ الْمُضَارِعِ فَقِيلَ تِيبَى؛ وَأَنْشَدَ:

مَاءٌ رَوَاءٌ وَنَصِيٌّ حَوْلِيَهْ     هَذَا بِأَفْوَاهِكَ حَتَّى تِيبِيَهْ

قَالَ الْفَرَّاءُ: لَمْ يَجِيءْ عَنِ الْعَرَبِ حَرْفٌ عَلَى فَعَلَ يَفْعَلُ، مَفْتُوحُ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَالْغَابِرِ، إِلَّا وَثَانِيهِ أَوْ ثَالِثُهُ أَحَدُ حُرُوفِ الْحَلْقِ غَيْرَ أَبَى يَأْبَى، فَإِنَّهُ جَاءَ نَادِرًا، قَالَ: وَزَادَ أَبُو عَمْرٍو رَكَنَ يَرْكُنُ، وَخَالَفَهُ الْفَرَّاءُ فَقَالَ: إِنَّمَا يُقَالُ رَكَنَ يَرْكُنُ وَرَكِنَ يَرْكَنُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الْعَرَبِ فَعَلَ يَفْعَلُ مِمَّا لَيْسَ عَيْنُهُ وَلَامُهُ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ إِلَّا أَبَى يَأْبَى، وَقَلَاهُ يَقْلَاهُ، وَغَشَى يَغْشَى، وَشَجَا يَشْجَى، وَزَادَ الْمُبَرِّدُ: جَبَى يَجْبَى، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الْأَحْرُفُ أَكْثَرُ الْعَرَبِ فِيهَا، إِذَا تَنَغَّمَ، عَلَى قَلَا يَقْلِي، وَغَشِيَ يَغْشَى، وَشَجَاهُ يَشْجُوهُ، وَشَجِيَ يَشْجَى، وَجَبَا يَجْبِي.

وَرَجُلٌ أَبِيٌّ: ذُو إِبَاءٍ شَدِيدٍ إِذَا ڪَانَ مُمْتَنِعًا. وَرَجُلٌ أَبَيَانٌ: ذُو إِبَاءٍ شَدِيدٍ. وَيُقَالُ: تَأَبَّى عَلَيْهِ تَأَبِّيًا إِذَا امْتَنَعَ عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ أَبَّاءٌ إِذَا أَبَى أَنْ يُضَامَ. وَيُقَالُ: أَخَذَهُ أُبَاءٌ إِذَا ڪَانَ يَأْبَى الطَّعَامَ فَلَا يَشْتَهِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ” ڪُلُّكُمْ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا مَنْ أَبَى وَشَرَدَ ” أَيْ: إِلَّا مَنْ تَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ بِهَا الْجَنَّةَ؛ لِأَنَّ مَنْ تَرَكَ التَّسَبُّبَ إِلَى شَيْءٍ لَا يُوجَدُ بِغَيْرِهِ فَقَدْ أَبَاهُ. وَالْإِبَاءُ: أَشَدُّ الِامْتِنَاعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: يَنْزِلُ الْمَهْدِيُّ فَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ، فَقِيلَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَقَالَ: أَبَيْتَ، فَقِيلَ: شَهْرًا؟ فَقَالَ: أَبَيْتَ، فَقِيلَ: يَوْمًا: فَقَالَ: أَبَيْتَ؛ أَيْ: أَبَيْتَ أَنْ تَعْرِفَهُ فَإِنَّهُ غَيْبٌ لَمْ يَرِدِ الْخَبَرُ بِبَيَانِهِ، وَإِنْ رُوِيَ ” أَبَيْتُ ” بِالرَّفْعِ فَمَعْنَاهُ أَبَيْتُ أَنْ أَقُولَ فِي الْخَبَرِ مَا لَمْ أَسْمَعْهُ، وَقَدْ جَاءَ عَنْهُ مِثْلُهُ فِي حَدِيثِ الْعَدْوَى وَالطِّيَرَةِ؛ وَأَبَى فُلَانٌ الْمَاءَ وَآبَيْتُهُ الْمَاءَ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: قَاْلَ الْفَارِسِيُّ: أَبَى زَيْدٌ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ وَآبَيْتُهُ إِبَاءَةً؛ قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

قَدْ أُوبِيَتْ ڪُلَّ مَاءٍ فَهِيَ صَادِيَّةٌ     مَهْمَا تُصِبْ أُفُقًا مِنْ بَارِقٍ تَشِمِ

وَالْآبِيَةُ: الَّتِي تَعَافُ الْمَاءَ، وَهِيَ أَيْضًا الَّتِي لَا تُرِيدُ الْعَشَاءَ. وَفِي الْمَثَلِ: الْعَاشِيَةُ تُهَيِّجُ الْآبِيَةَ أَيْ: إِذَا رَأَتِ الْآبِيَةُ الْإِبِلَ الْعَوَاشِي تَبِعَتْهَا فَرَعَتْ مَعَهَا. وَمَاءٌ مَأْبَاةٌ: تَأْبَاهُ الْإِبِلُ. وَأَخَذَهُ أُبَاءٌ مِنَ الطَّعَامِ أَيْ: ڪَرَاهِيَةً لَهُ، جَاءُوا بِهِ عَلَى فُعَالٍ لِأَنَّهُ ڪَالدَّاءِ، وَالْأَدْوَاءُ مِمَّا يَغْلِبُ عَلَيْهَا فُعَالٌ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَخَذَهُ أُبَاءٌ، عَلَى فُعَالٍ، إِذَا جَعَلَ يَأْبَى الطَّعَامَ. وَرَجُلٌ آبٍ مِنْ قَوْمٍ آبِّينَ وَأُبَاةٍ وَأُبِيٍّ وَأُبَّاءٍ، وَرَجُلٌ أَبِيٌّ مِنْ قَوْمٍ أَبِيِّينَ؛ قَاْلَ ذُو الْإِصْبَعِ الْعَدْوَانِيُّ:

إِنِّي أَبِيٌّ أَبِيٌّ ذُو مُحَافَظَةٍ     وَابْنُ أَبِيٍّ أَبِيٍّ مِنْ أَبِيِّينَ

شَبَّهَ نُونَ الْجَمْعِ بِنُونِ الْأَصْلِ فَجَرَّهَا. وَالْأَبِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّتِي ضُرِبَتْ فَلَمْ تَلْقَحْ ڪَأَنَّهَا أَبَتِ اللِّقَاحَ. وَأَبَيْتَ اللَّعْنَ: مِنْ تَحِيَّاتِ الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ڪَانَتِ الْعَرَبُ يُحَيِّي أَحَدُهُمُ الْمَلِكَ يَقُولُ أَبَيْتَ اللَّعْنَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنٍ: قَاْلَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَبَيْتَ اللَّعْنَ؛ هَذِهِ مِنْ تَحَايَا الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالدُّعَاءِ لَهُمِ، مَعْنَاهُ أَبَيْتَ أَنْ تَأْتِيَ مِنَ الْأُمُورِ مَا تُلْعَنُ عَلَيْهِ وَتُذَمُّ بِسَبَبِهِ. وَأَبِيتُ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّبَنِ إِبًى: انْتَهَيْتُ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ شِبَعٍ. وَرَجُلٌ أَبَيَّانٌ: يَأْبَى الطَّعَامَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَأْبَى الدَّنِيَّةَ، وَالْجَمْعُ إِبْيَانٌ؛ عَنْ ڪُرَاعٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: آبَى الْمَاءُ أَيِ: امْتَنَعَ فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْزِلَ فِيهِ إِلَّا بِتَغْرِيرٍ، وَإِنْ نَزَلَ فِي الرَّكِيَّةِ مَاتِحٌ فَأَسِنَ فَقَدْ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ؛ أَيْ: خَاطَرَ بِهَا. وَأُوبِيَ الْفَصِيلُ يُوبِى إِيبَاءً، وَهُوَ فَصِيلٌ مُوبًى إِذَا سَنِقَ لِامْتِلَائِهِ. وَأُوبِيَ الْفَصِيلُ عَنْ لَبَنِ أُمِّهِ أَيِ: اتَّخَمَ عَنْهُ لَا يَرْضَعُهَا. وَأَبَيَ الْفَصِيلُ أَبًى وَأُبْيَ: سَنِقَ مِنَ اللَّبَنِ وَأَخَذَهُ أُبَاءٌ. أَبُو عَمْرٍو: الْأَبِيُّ النِّفَاسُ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَبِيُّ الْمُمْتَنِعَةُ مِنَ الْعَلَفِ لِسَنَقِهَا، وَالْمُمْتَنِعَةُ مِنَ الْفَحْلِ لِقِلَّةِ هَدَمِهَا. وَالْأُبَاءُ: دَاءٌ يَأْخُذَ الْعَنْزَ وَالضَّأْنَ فِي رُءُوسِهَا مِنْ أَنْ تَشُمَّ أَبْوَالَ الْمَاعِزَةِ الْجَبَلِيَّةِ، وَهِيَ الْأَرْوَى، أَوْ تَشْرَبَهَا أَوْ تَطَأَهَا فَتَرِمَ رُءُوسُهَا وَيَأْخُذَهَا مِنْ ذَلِكَ صُدَاعٌ وَلَا يَكَادُ يَبْرَأُ. قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْأُبَاءُ عَرَضٌ يَعْرِضُ لِلْعُشْبِ مِنْ أَبْوَالِ الْأَرْوَى، فَإِذَا رَعَتْهُ الْمَعَزُ خَاصَّةً قَتَلَهَا، وَكَذَلِكَ إِنْ بَالَتْ فِي الْمَاءِ فَشَرِبَتْ مِنْهُ الْمَعْزُ هَلَكَتْ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ أَبِيَ التَّيْسُ وَهُوَ يَأْبَى أَبًى، مَنْقُوصٌ، وَتَيْسٌ آبَى بَيِّنُ الْأَبَى إِذَا شَمَّ بَوْلَ الْأَرْوَى فَمَرِضَ مِنْهُ. وَعَنْزُ أَبْوَاءُ فِي تُيُوسٍ أُبْوٍ وَأَعْنُزٍ أُبْوٍ: وَذَلِكَ أَنْ يَشُمَّ التَّيْسُ مِنَ الْمِعْزَى الْأَهْلِيَّةِ بَوْلَ الْأُرْوِيَّةِ فِي مَوَاطِنِهَا فَيَأْخُذُهُ مِنْ ذَلِكَ دَاءٌ فِي رَأْسِهِ وَنُفَّاخٌ فَيَرِمُ رَأْسُهُ وَيَقْتُلُهُ الدَّاءُ، فَلَا يَكَادُ يُقْدَرُ عَلَى أَكْلِ لَحْمِهِ مِنْ مَرَارَتِهِ، وَرُبَّمَا إِيبَتِ الضَّأْنُ مِنْ ذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَلَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الضَّأْنِ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ لِرَاعِي غَنَمٍ لَهُ أَصَابَتْهَا الْأُبَاءُ:

فَقُلْتُ لِكَنَّازٍ تَدَكَّلْ فَإِنَّهُ     أُبًى لَا أَظُنُّ الضَّأْنَ مِنْهُ نَوَاجِيَا
فَمَا لَكِ مِنْ أَرْوَى تَعَادَيْتِ بِالْعَمَى     وَلَاقَيْتِ ڪَلَّابًا مُطِلًّا وَرَامِيًا

لَا أَظُنُّ الضَّأْنَ مِنْهُ نَوَاجِيَا أَيْ: مِنْ شِدَّتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الضَّأْنَ لَا يَضُرُّهَا الْأُبَاءُ أَنَ يَقْتُلَهَا. تَيْسٌ أَبٍ وَآبَى وَعَنْزٌ أَبِيَّةٌ وَأَبْوَاءُ، وَقَدْ أَبِيَ أَبًى. أَبُو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ وَالْأَحْمَرُ: قَدْ أَخَذَ الْغَنَمَ الْأُبَى، مَقْصُورٌ، وَهُوَ أَنْ تَشْرَبَ أَبْوَالَ الْأَرْوَى فَيُصِيبُهَا مِنْهُ دَاءٌ؛ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ تَشْرَبُ أَبْوَالَ الْأَرْوَى خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ تَشُمُّ ڪَمَا قُلْنَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ سَمِعْتُ  الْعَرَبَ. أَبُو الْهَيْثَمِ: إِذَا شَمَّتِ الْمَاعِزَةُ السُّهْلِيَّةُ بَوْلَ الْمَاعِزَةِ الْجَبَلِيَّةِ، وَهِيَ الْأُرْوِيَّةُ، أَخَذَهَا الصُّدَاعُ فَلَا تَكَادُ تَبْرَأُ، فَيُقَالُ: قَدْ أَبِيَتْ تَأْبَى أَبًى. وَفَصِيلٌ مُوبًى: وَهُوَ الَّذِي يَسْنَقُ حَتَّى لَا يَرْضَعَ، وَالدَّقَى الْبَشَمُ مِنْ ڪَثْرَةِ الرَّضْعِ أُخِذَ الْبَعِيرُ أَخَذًا وَهُوَ ڪَهَيْئَةِ الْجُنُونِ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ تَأْخَذُ أَخَذًا. وَالْأَبَى: مِنْ قَوْلِكَ أَخَذَهُ أُبًى إِذَا أَبِيَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ، ڪَذَلِكَ لَا يَشْتَهِي الْعَلَفَ وَلَا يَتَنَاوَلُهُ.

وَالْأَبَاءَةُ: الْبَرْدِيَّةُ، وَقِيلَ: الْأَجَمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْحَلْفَاءِ خَاصَّةً. قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: ڪَانَ أَبُو بَكْرٍ يَشْتَقُّ الْأَبَاءَةَ مِنْ أَبَيْتَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَجَمَةَ تَمْتَنِعُ وَتَأْبَى عَلَى سَالِكِهَا، فَأَصْلُهَا عِنْدَهُ أَبَايَةٌ، ثُمَّ عَمِلَ فِيهَا مَا عُمِلَ فِي عَبَايَةٍ وَصَلَايَةٍ وَعَظَايَةٍ حَتَّى صِرْنَ عَبَاءَةً وَصَلَاءَةً، فِي قَوْلِ مَنْ هَمَزَ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَخْرَجَهُنَّ عَلَى أُصُولِهِنَّ، وَهُوَ الْقِيَاسُ الْقَوِيُّ. قَاْلَ أَبُو الْحَسَنِ: وَكَمَا قِيلَ لَهَا أَجَمَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَجِمَ الطَّعَامَ ڪَرِهَهُ. وَالْأَبَاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: الْقَصَبُ، وَيُقَالُ: هُوَ أَجَمَةُ الْحَلْفَاءِ وَالْقَصَبِ خَاصَّةً؛ قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ حَفْرِ الْخَنْدَقِ:

مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُهُ     بَعْضًا ڪَمَعْمَعَةِ الْأَبَاءِ الْمُحْرَقِ
فَلْيَأْتِ مَأْسَدَةً تُسَنُّ سُيُوفُهَا     بَيْنَ الْمَذَادِ وَبَيْنَ جَزْعِ الْخَنْدَقِ

وَاحِدَتُهُ أَبَاءَةٌ. وَالْأَبَاءَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْقَصَبِ. وَقَلِيبٌ لَا يُؤْبَى؛ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ؛ أَيْ: لَا يُنْزَحُ، وَلَا يُقَالُ يُوبَى. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُؤْبَى، وَكَذَلِكَ ڪَلَأٌ لَا يُؤْبَى؛ أَيْ: لَا يَنْقَطِعُ مِنْ ڪَثْرَتِهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَاءٌ مُؤْبٍ قَلِيلٌ، وَحُكِيَ: عِنْدَنَا مَاءٌ مَا يُؤْبَى؛ أَيْ: مَا يَقِلُّ. وَقَالَ مُرَّةُ: مَاءٌ مُؤْبٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدْرِي أَعَنَى بِهِ الْقَلِيلَ أَمْ هُوَ مُفْعَلٌ مِنْ قَوْلِكَ أَبَيْتُ الْمَاءَ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يُقَالُ لِلْمَاءِ إِذَا انْقَطَعَ مَاءٌ مُؤْبًى، وَيُقَالُ: عِنْدَهُ دَرَاهِمُ لَا تُؤْبَى؛ أَيْ: لَا تَنْقَطِعُ. أَبُو عَمْرٍو: آبَى أَيْ: نَقَصَ؛ رَوَاهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ؛ وَأَنْشَدَ:

وَمَا جُنِّبَتْ خَيْلِي وَلَكِنْ وَزَعْتُهَا     تُسَرُّ بِهَا يَوْمًا فَآبَى قَتَالُهَا

قَالَ: نَقَصَ، وَرَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: فَأَبَّى قَتَالُهَا. وَالْأَبُ: أَصْلُهُ أَبَوٌ – بِالتَّحْرِيكِ – لِأَنَّ جَمْعَهُ آبَاءٌ مِثْلَ قَفًا وَأَقْفَاءٍ، وَرَحًى وَأَرْحَاءٍ، فَالذَّاهِبُ مِنْهُ وَاوٌ لِأَنَّكَ تَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَبَوَانِ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ أَبَانٍ عَلَى النَّقْصِ، وَفِي الْإِضَافَةِ أَبَيْكَ، وَإِذَا جُمِعَتْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ قُلْتَ أَبُونَ، وَكَذَلِكَ أَخُونَ وَحَمُونَ وَهَنُونَ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:

فَلَمَّا تَعَرَّفْنَ أَصْوَاتَنَا     بَكَيْنَ وَفَدَّيْنَنَا بِالْأَبِينَا

قَالَ: وَعَلَى هَذَا قَرَأَ بَعْضُهُمْ: (إِلَهَ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ)؛ يُرِيدُ جَمْعَ أَبٍ؛ أَيْ: أَبِينَكَ، فَحَذَفَ النُّونَ لِلْإِضَافَةِ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَوْلِهِمْ أَبَانٍ فِي تَثْنِيَةِ أَبٍ قَوْلُ تُكْتَمَ بِنْتِ الْغَوْثِ:

بَاعَدَنِي عَنْ شَتْمِكُمْ أَبَانِ     عَنْ ڪُلِّ مَا عَيْبٍ مُهَذَّبَانِ

وَقَالَ آخَرُ:

فَلَمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لِأَنِّي     رَأَيْتُ أَبَيْكَ لَمْ يَزِنَا زِبَالَا

وَقَالَتِ الشَّنْبَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عُمَارَةَ:

نِيطَ بِحَقْوَيْ مَاجِدِ الْأَبَيْنِ     مِنْ مَعْشَرٍ صِيغُوا مِنَ اللُّجَيْنِ

وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

يَا خَلِيلَيَّ اسْقِيَانِي     أَرْبَعًا بَعْدَ اثْنَتَيْنِ
مِنْ شَرَابٍ ڪَدَمِ الْجَوْ     فِ يُحِرُّ الْكُلْيَتَيْنِ
وَاصْرِفَا الْكَأْسَ عَنِ الْجَا     هِلِ يَحْيَى بْنِ حُضَيْنِ
لَا يَذُوقُ الْيَوْمَ ڪَأْسًا     أَوْ يُفَدَّى بِالْأَبَيْنِ

قَالَ: وَشَاهِدُ قَوْلِهِمْ أَبُونَ فِي الْجَمْعِ قَوْلُ نَاهِضٍ الْكِلَابِيِّ:

أَغَرَّ يُفَرِّجُ الظَّلْمَاءَ عَنْهُ     يُفَدَّى بِالْأَعُمِّ وَبِالْأَبِينَا

وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

كَرِيمٌ طَابَتِ الْأَعْرَاقُ مِنْهُ     يُفَدَّى بِالْأَعُمِّ وَبِالْأَبِينَا

وَقَالَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ:

يَدَعْنَ نِسَاءَكُمْ فِي الدَّارِ نُوحًا     يُنَدِّمْنَ الْبُعُولَةَ وَالْأَبِينَا

وَقَالَ آخَرُ:

أَبُونَ ثَلَاثَةٌ هَلَكُوا جَمِيعًا     فَلَا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَنْ تُرَاقَا

وَالْأَبَوَانِ: الْأَبُ وَالْأُمُّ. ابْنُ سِيدَهْ: الْأَبُ الْوَالِدُ، وَالْجَمْعُ أَبُونَ وَآبَاءٌ وَأُبُوٌّ وَأُبُوَّةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَأَنْشَدَ لِلْقَنَانِيِّ يَمْدَحُ الْكِسَائِيَّ:

أَبَى الذَّمُّ أَخْلَاقَ الْكِسَائِيِّ وَانْتَمَى     لَهُ الذِّرْوَةَ الْعُلْيَا الْأُبُوُّ السَّوَابِقُ

وَالْأَبَا: لُغَةٌ فِي الْأَبِ، وُفِّرَتْ حُرُوفُهُ وَلَمْ تُحْذَفْ لَامُهُ ڪَمَا حُذِفَتْ فِي الْأَبِ. يُقَالُ: هَذَا أَبًا وَرَأَيْتُ أَبًا وَمَرَرْتُ بِأَبًا، ڪَمَا تَقُولُ: هَذَا قَفًا وَرَأَيْتُ قَفًا وَمَرَرْتُ بِقَفًا، وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: يُقَالُ هَذَا أَبُوكَ وَهَذَا أَبَاكَ وَهَذَا أَبُكَ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:

سِوَى أَبِكَ الْأَدْنَى وَأَنَّ مُحَمَّدًا     عَلَا ڪُلَّ عَالٍ يَا بْنَ عَمِّ مُحَمَّدِ

فَمَنْ قَاْلَ هَذَا أَبُوكَ أَوْ أَبَاكَ فَتَثْنِيَتُهُ أَبَوَانِ، وَمَنْ قَاْلَ هَذَا أَبُكَ فَتَثْنِيَتُهُ أَبَانِ عَلَى اللَّفْظِ، وَأَبَوَانِ عَلَى الْأَصْلِ. وَيُقَالُ: هُمَا أَبَوَاهُ لِأَبِيهِ وَأَمِّهِ، وَجَائِزٌ فِي الشِّعْرِ: هُمَا أَبَاهُ، وَكَذَلِكَ رَأَيْتُ أَبَيْهِ، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ رَأَيْتُ أَبَوَيْهِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يُجْمَعَ الْأَبُ بِالنُّونِ فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ أَبُونَكُمْ؛ أَيْ:  آبَاؤُكُمِ، وَهُمُ الْأَبُونَ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْكَلَامُ الْجَيِّدُ فِي جَمْعِ الْأَبِ هَؤُلَاءِ الْآبَاءُ، بِالْمَدِّ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: أُبُوَّتُنَا أَكْرَمُ الْآبَاءِ، يَجْمَعُونَ الْأَبَ عَلَى فُعُولَةٍ ڪَمَا يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ عُمُومَتُنَا وَخُئُولَتُنَا؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ فِيمَنْ جَمَعَ الْأَبَ أَبِينَ:

أَقْبَلَ يَهْوِي مِنْ دُوَيْنِ الطِّرْبِالْ     وَهُوَ يُفَدَّى بِالْأَبِينَ وَالْخَالْ

وَفِي حَدِيثِ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ ” قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَذِهِ ڪَلِمَةٌ جَارِيَةٌ عَلَى أَلْسُنِ الْعَرَبِ تَسْتَعْمِلُهَا ڪَثِيرًا فِي خِطَابِهَا وَتُرِيدُ بِهَا التَّأْكِيدَ، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْلِفَ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْقَوْلُ قَبْلَ النَّهْيِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ جَرَى مِنْهُ عَلَى عَادَةِ الْكَلَامِ الْجَارِي عَلَى الْأَلْسُنِ، وَلَا يَقْصِدُ بِهِ الْقَسَمَ ڪَالْيَمِينِ الْمَعْفُوِّ عَنْهَا مِنْ قَبِيلِ اللَّغْوِ، أَوْ أَرَادَ بِهِ تَوْكِيدَ الْكَلَامِ لَا الْيَمِينَ، فَإِنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ تَجْرِي فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى ضَرْبَيْنِ؛ التَّعْظِيمِ: وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْقَسَمِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ. وَالتَّوْكِيدِ: ڪَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

لَعَمْرُ أَبَى الَوَاشِينَ لَا عَمْرُ غَيْرِهِمْ     لَقَدْ ڪَلَّفَتْنِي خُطَّةً لَا أُرِيدُهَا

فَهَذَا تَوْكِيدٌ لَا قَسَمٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقْصِدُ أَنْ يَحْلِفَ بِأَبِي الْوَاشِينَ، وَهُوَ فِي ڪَلَامِهِمْ ڪَثِيرٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ أَبُو عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ:

تَقُولُ ابْنَتِي لَمَّا رَأَتْنِي شَاحِبًا     ڪَأَنَّكَ فِينَا يَا أَبَاتَ غَرِيبُ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَهَذَا تَأْنِيثُ الْآبَاءِ، وَسَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَمَّ أَبًا فِي قَوْلِهِ: قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَأَبَوْتَ وَأَبَيْتَ: صِرْتَ أَبَا. وَأَبَوْتُهُ إِبَاوَةً: صِرْتُ لَهُ أَبًا؛ قَاْلَ بَخْدَجُ:

اطْلُبْ أَبَا نَخْلَةَ مَنْ يَأْبُوكَا     فَقَدْ سَأَلْنَا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكَا
إِلَى أَبٍ فَكُلُّهُمْ يَنْفِيكَا

التَّهْذِيبُ: ابْنُ السِّكِّيتِ: أَبَوْتُ الرَّجُلَ أَأْبُوهُ إِذَا ڪُنْتَ لَهُ أَبًا. وَيُقَالُ: مَا لَهُ أَبٌ يَأْبُوهُ؛ أَيْ: يَغْذُوهُ وَيُرَبِّيهِ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ أَبَوِيٌّ. أَبُو عُبَيْدٍ: تَأَبَّيْتُ أَبًا؛ أَيِ: اتَّخَذْتُ أَبًا، وَتَأَمَّيْتُ أُمَّةً وَتَعَمَّمْتُ عَمًّا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: فُلَانٌ يَأْبُوكَ؛ أَيْ: يَكُونُ لَكَ أَبًا؛ وَأَنْشَدَ لِشَرِيكِ بْنِ حَيَّانَ الْعَنْبَرِيِّ يَهْجُو أَبَا نُخَيْلَةَ:

يَا أَيُّهَذَا الْمُدَّعِي شَرِيكًا     بَيِّنْ لَنَا وَحَلِّ عَنْ أَبِيكَا
إِذَا انْتَفَى أَوَشَكَّ حَزْنٌ فِيكَا     وَقَدْ سَأَلْنَا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكَا
إِلَى أَبٍ فَكُلُّهُمْ يَنْفِيكَا     فَاطْلُبْ أَبَا نَخْلَةَ مَنْ يَأْبُوكَا
وَادَّعِ فِي فَصِيلَةٍ تُؤْوِيكَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ بَيْتُ الشَّرِيفِ الرَّضِيِّ:

تُزْهَى عَلَى مَلِكِ النِّسَا     ءِ فَلَيْتَ شِعْرِي مَنْ أَبَاهَا؟

أَيْ: مَنْ ڪَانَ أَبَاهَا. قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ أَبَوَيْهَا فَبَنَاهُ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ أَبَانِ وَأَبُونَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلَانٌ يَأْبُو هَذَا الْيَتِيمَ إِبَاوَةً؛ أَيْ: يَغْذُوهُ ڪَمَا يَغْذُو الْوَالِدُ وَلَدَهُ. وَبَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ أُبُوَّةً، وَالْأُبُوَّةُ أَيْضًا: الْآبَاءُ مِثْلُ الْعُمُومَةِ وَالْخُؤُولَةِ؛ وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَرْوِي قِيلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ:

لَوْ ڪَانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَدًا     أَحْيَا أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ الْأَمَادِيحُ

وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ:

أَحْيَا أَبَاكُنَّ يَا لَيْلَى الْأَمَادِيحُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

وَأَنْبُشُ مِنْ تَحْتِ الْقُبُورِ أُبُوَّةً     ڪِرَامًا هُمُ شَدُّوا عَلَيَّ التَّمَائِمَا

قَالَ، وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

نُعَلِّمُهُمْ بِهَا مَا عَلَّمَتْنَا     أُبُوَّتُنَا جَوَارِيَ أَوْ صُفُونَا

وَتَأَبَّاهُ: اتَّخَذَهُ أَبًا، وَالِاسْمُ الْأُبُوَّةُ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

أَيُوعِدُنِي الْحَجَّاجُ وَالْحَزْنُ بَيْنَنَا     وَقَبْلَكَ لَمْ يَسْطِعْ لِيَ الْقَتْلَ مُصْعَبُ
تَهَدَّدْ رُوَيْدًا لَا أَرَى لَكَ طَاعَةً     وَلَا أَنْتَ مِمَّا سَاءَ وَجْهَكَ مُعْتَبُ
فَإِنَّكُمُ وَالْمُلْكُ يَا أَهْلَ أَيْلَةٍ     لَكَالْمُتَأَبِّي وَهُوَ لَيْسَ لَهُ أَبُ

وَمَا ڪُنْتَ أَبًا وَلَقَدْ أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وَقِيلَ: مَا ڪُنْتَ أَبًا وَلَقَدْ أَبَيْتَ، وَمَا ڪُنْتِ أُمًّا وَلَقَدْ أُمِمْتِ أُمُومَةً، وَمَا ڪُنْتَ أَخًا وَلَقَدْ أَخَيْتَ وَلَقَدْ أَخَوْتَ، وَمَا ڪُنْتِ أُمَّةً وَلَقَدْ أَمَوْتِ. وَيُقَالُ: اسْتَئِبَّ أَبًّا وَاسْتَأْبِبْ أَبًّا وَتَأَبَّ أَبًّا وَاسْتَئِمَّ أُمًّا وَاسْتَأْمِمْ أُمًّا وَتَأَمَّمْ أُمًّا. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَإِنَّمَا شُدِّدَ الْأَبُ وَالْفِعْلُ مِنْهُ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ غَيْرُ مُشَدَّدٍ؛ لِأَنَّ الْأَبَ أَصْلُهُ أَبَوٌ، فَزَادُوا بَدَلَ الْوَاوِ بَاءً ڪَمَا قَالُوا قِنٌّ لِلْعَبْدِ، وَأَصْلُهُ قِنْيٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ قَاْلَ لِلْيَدِ يَدٍّ، فَشَدَّدَ الدَّالَ لِأَنَّ أَصْلَهُ يَدْيٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ: ڪَانَتْ إِذَا ذَكَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: بِأَبَاهُ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَصْلُهُ بِأَبِي هُوَ. يُقَالُ: بَأْبَأْتُ الصَّبِيَّ إِذَا قُلْتَ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَلَمَّا سُكِّنَتِ الْيَاءُ قُلِبَتْ أَلِفًا ڪَمَا قِيلَ فِي ” يَا وَيْلَتِي “: يَا وَيْلَتَا، وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَيْنَ الْبَاءَيْنِ. وَبِقَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً مَفْتُوحَةً. وَبِإِبْدَالِ الْيَاءِ الْأَخِيرَةِ أَلِفًا، وَهِيَ هَذِهِ وَالْبَاءُ الْأُولَى فِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، قِيلَ: هُوَ اسْمٌ فَيَكُونُ مَا بَعْدَهُ مَرْفُوعًا تَقْدِيرُهُ أَنْتَ مَفْدِيٌّ بِأَبِي وَأُمِّي، وَقِيلَ: هُوَ فِعْلٌ وَمَا بَعْدَهُ مَنْصُوبٌ؛ أَيْ: فَدَيْتُكَ بِأَبِي وَأُمِّي، وَحُذِفَ هَذَا الْمُقَدَّرُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ يَا أَبَةِ افْعَلْ، يَجْعَلُونَ عَلَامَةَ التَّأْنِيثِ عِوَضًا مِنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ، ڪَقَوْلِهِمْ فِي الْأُمِّ يَا أُمَّةِ، وَتَقِفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ إِلَّا فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ فَإِنَّكَ تَقِفُ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ اتِّبَاعًا لِلْكِتَابِ، وَقَدْ يَقِفُ بَعْضُ الْعَرَبِ عَلَى هَاءِ التَّأْنِيثِ بِالتَّاءِ فَيَقُولُونَ: يَا طَلْحَتْ، وَإِنَّمَا لَمْ تَسْقُطِ التَّاءُ فِي الْوَصْلِ مِنَ الْأَبِ، يَعْنِي فِي قَوْلِهِ: (يَا أَبَةِ افْعَلْ) وَسَقَطَتْ مِنَ الْأُمِّ إِذَا قُلْتَ يَا أُمَّ أَقْبِلِي، لِأَنَّ الْأَبَ لَمَّا ڪَانَ عَلَى حَرْفَيْنِ ڪَانَ ڪَأَنَّهُ قَدْ أُخِلَّ بِهِ، فَصَارَتِ الْهَاءُ لَازِمَةً وَصَارَتِ الْيَاءُ ڪَأَنَّهَا بَعْدَهَا. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُمٌّ مُنَادَى مُرَخَّمٌ، حُذِفَتْ مِنْهُ التَّاءُ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ مُضَافٌ رُخِّمَ فِي النِّدَاءِ غَيْرَ أُمٍّ، ڪَمَا أَنَّهُ لَمْ يُرَخَّمْ نَكِرَةً غَيْرَ صَاحِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: ” يَا صَاحِ “، وَقَالُوا فِي النِّدَاءِ يَا أَبَّةِ، وَلَزِمُوا الْحَذْفَ وَالْعِوَضِ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَسَأَلْتُ الْخَلِيلَ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ عَنْ قَوْلِهِمْ يَا أَبَةَ وَيَا أَبَةِ لَا تَفْعَلْ، وَيَا أَبَتَاهُ وَيَا أُمَّتَاهَ، فَزَعَمَ أَنَّ هَذِهِ الْهَاءَ مِثْلُ الْهَاءِ فِي عَمَّةٍ وَخَالَةٍ، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الْهَاءَ بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ فِي عَمَّةٍ وَخَالَةٍ أَنَّكَ تَقُولُ فِي الْوَقْفِ يَا أَبَهْ، ڪَمَا تَقُولُ يَا خَالَهْ، وَتَقُولُ يَا أَبَتَاهْ ڪَمَا تَقُولُ يَا خَالَتَاهْ، قَالَ: وَإِنَّمَا يُلْزِمُونَ هَذِهِ الْهَاءَ فِي النِّدَاءِ إِذَا أَضَفْتَ إِلَى نَفْسِكَ خَاصَّةً، ڪَأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا عِوَضًا مِنْ حَذْفِ الْيَاءِ، قَالَ: وَأَرَادُوا أَنْ لَا يُخَلُّوا بِالِاسْمِ حِينَ اجْتَمَعَ فِيهِ حَذْفُ النِّدَاءِ، وَأَنَّهُمْ لَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ يَا أَبَاهُ، وَصَارَ هَذَا مُحْتَمَلًا عِنْدَهُمْ لِمَا دَخَلَ النِّدَاءَ مِنَ الْحَذْفِ وَالتَّغْيِيرِ، فَأَرَادُوا أَنْ يُعَوِّضُوا هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ ڪَمَا يَقُولُونَ أَيْنُقِ، لَمَّا حَذَفُوا الْعَيْنَ جَعَلُوا الْيَاءَ عِوَضًا، فَلَمَّا أَلْحَقُوا الْهَاءَ صَيَّرُوهَا بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ الَّتِي تَلْزَمُ الِاسْمَ فِي ڪُلِّ مَوْضِعٍ، وَاخْتُصَّ النِّدَاءُ بِذَلِكَ لِكَثْرَتِهِ فِي ڪَلَامِهِمْ ڪَمَا اخْتُصَّ بِ ” يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ “. وَذَهَبَ أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ: (يَا أَبَةَ) – بِفَتْحِ التَّاءِ – إِلَى أَنَّهُ أَرَادَ يَا أَبَتَاهُ فَحَذَفَ الْأَلِفَ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ يَعْقُوبُ:

تَقُولُ ابْنَتِي لَمَّا رَأَتْ وَشْكَ رِحْلَتِي     ڪَأَنَّكَ فِينَا يَا أَبَاتَ غَرِيبُ

أَرَادَ: يَا أَبَتَاهُ، فَقَدَّمَ الْأَلِفَ وَأَخَّرَ التَّاءَ، وَهُوَ تَأْنِيثُ الْأَبَا، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَ الْجَوْهَرِيُّ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ رَدَّ لَامَ الْكَلِمَةِ إِلَيْهَا لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ ڪَمَا رَدَّ الْآخَرُ لَامَ دَمٍ فِي قَوْلِهِ:

فَإِذَا هِيَ بِعِظَامٍ وَدَمَا

وَكَمَا رَدَّ الْآخَرُ إِلَى يَدٍ لَامَهَا فِي نَحْوِ قَوْلِهِ:

إِلَّا ذِرَاعَ الْبَكْرِ أَوْ ڪَفَّ الْيَدَا

وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:

فَقَامَ أَبُو ضَيْفٍ ڪَرِيمٌ ڪَأَنَّهُ     وَقَدْ جَدَّ مِنْ حُسْنِ الْفُكَاهَةِ مَازِحٌ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا قَاْلَ أَبُو ضَيْفٍ لِأَنَّهُ يَقْرِي الضِّيفَانَ؛ وَقَالَ الْعُجَيْرُ السَّلُولِيُّ:

تَرَكْنَا أَبَا الْأَضْيَافِ فِي لَيْلَةِ الصَّبَا     بِمَرْوٍ وَمَرْدَى ڪُلُّ خَصْمٍ يُجَادِلُهْ

وَقَدْ يَقْلِبُونَ الْيَاءَ أَلِفًا؛ قَالَتْ دُرْنَى بِنْتُ سَيَّارِ بْنِ ضَبْرَةَ تَرْثِي أَخَوَيْهَا، وَيُقَالُ هُوَ لِعَمْرَةَ الْخَثَعْمِيَّةِ:

هُمَا أَخَوَا فِي الْحَرْبِ مَنْ لَا أَخَا لَهُ     إِذَا خَافَ يَوْمًا نَبْوَةً فَدَعَاهُمَا
وَقَدْ زَعَمُوا أَنِّي جَزِعْتُ عَلَيْهِمَا     وَهَلْ جَزَعٌ إِنْ قُلْتُ وَابِأَبًا هُمَا

تُرِيدُ: وَابِأَبِي هُمَا. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى وَابِيبَاهُمَا، عَلَى إِبْدَالِ الْهَمْزَةِ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَمَوْضِعُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ رَفْعٌ عَلَى خَبَرِهِمَا؛ قَاْلَ وَيَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ:

يَا بِأَبِي أَنْتَ وَيَا فَوْقَ الْبِيَبْ

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: الْيَاءُ فِي بِيَبٍ مُبْدَلَةٌ مِنْ هَمْزَةٍ بَدَلًا لَازِمًا، قَالَ: وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ بَيَّبْتَ الرَّجُلَ إِذَا قُلْتَ لَهُ بِأَبِي، فَهَذَا مِنَ الْبِيَبِ، قَالَ: وَأَنْشَدَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ يَا بِيَبَا؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لِيُوَافِقَ لَفْظُهُ لَفْظَ الْبِيَبِ؛ لِأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو الْعَلَاءِ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ التِّبْرِيزِيُّ: وَيَا فَوْقَ الْبِئَبْ – بِالْهَمْزِ – قَالَ: وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِهِمْ بِأَبِي، فَأَبْقَى الْهَمْزَةَ لِذَلِكَ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَيَنْبَغِي عَلَى قَوْلِ مَنْ قَاْلَ الْبِيَبُ أَنْ يَقُولَ يَا بِيَبَا، بِالْيَاءِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَنْشَدَهُ الْجَاحِظُ مَعَ أَبْيَاتٍ فِي ڪِتَابِ الْبَيَانِ وَالتَّبْيِينِ لِآدَمَ مَوْلَى بَلْعَنْبَرَ يَقُولُهُ لِابْنٍ لَهُ؛ وَهِيَ:

يَا بِأَبِي أَنْتَ وَيَا فَوْقَ الْبِيَبْ     يَا بِأَبِي خُصْيَاكَ مِنْ خُصًى وَزُبْ
أَنْتَ الْمُحَبُّ وَكَذَا فِعْلُ الْمُحِبْ     جَنَّبَكَ اللَّهُ مَعَارِيضَ الْوَصَبْ
حَتَّى تُفِيدَ وَتُدَاوِيَ ذَا الْجَرَبْ     وَذَا الْجُنُونِ مِنْ سُعَالٍ وَكَلَبْ
بِالْجَدْبِ حَتَّى يَسْتَقِيمَ فِي الْحَدَبْ     وَتَحْمِلَ الشَّاعِرَ فِي الْيَوْمِ الْعَصِبْ
عَلَى نَهَابِيرَ ڪَثِيرَاتِ التَّعَبْ     وَإِنْ أَرَادَ جَدِلًا صَعْبٌ أَرِبْ

الْأَرِبُ: الْعَاقِلُ.
خُصُومَةً تَنْقُبُ أَوْسَاطَ الرُّكَبْ

لِأَنَّهُمْ ڪَانُوا إِذَا تَخَاصَمُوا جَثُوا عَلَى الرُّكَبِ.

أَطْلَعْتَهُ مِنْ رَتَبٍ إِلَى رَتَبْ     حَتَّى تَرَى الْأَبْصَارُ أَمْثَالَ الشُّهُبْ
يَرْمِي بِهَا أَشْوَسُ مِلْحَاحٌ ڪَلِبْ     مُجَرَّبُ الشَّكَّاتِ مَيْمُونٌ مِذَبْ

وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ:

يَا بِأَبِي أَنْتَ وَيَا فَوْقَ الْبِيَبْ

قَالَ: جَعَلُوا الْكَلِمَتَيْنِ ڪَالْوَاحِدَةِ لِكَثْرَتِهَا فِي الْكَلَامِ، وَقَالَ: يَا أَبَّةِ وَيَا أَبَّةَ لُغَتَانِ، فَمَنْ نَصَبَ أَرَادَ النُّدْبَةَ فَحَذَفَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ مَنْ أَبٌ وَمَا أَبٌ؛ أَيْ: لَا يُدْرَى مَنْ أَبُوهُ وَمَا أَبُوهُ. وَقَالُوا: لَابَ لَكَ يُرِيدُونَ لَا أَبَ لَكَ، فَحَذَفُوا الْهَمْزَةَ الْبَتَّةَ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ: وَيْلُمِّهَ، يُرِيدُونَ وَيْلَ أُمِّهِ. وَقَالُوا: لَا أَبَا لَكَ؛ قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: فِيهِ تَقْدِيرَانِ مُخْتَلِفَانِ لِمَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ ثَبَاتَ الْأَلِفِ فِي أَبَا مِنْ لَا أَبَا لَكَ دَلِيلُ الْإِضَافَةِ – فَهَذَا وَجْهٌ – وَوَجْهٌ آخَرُ أَنَّ ثَبَاتَ اللَّامِ وَعَمَلَ ” لَا ” فِي هَذَا الِاسْمِ يُوجِبُ التَّنْكِيرَ وَالْفَصْلَ، فَثَبَاتُ الْأَلِفِ دَلِيلُ الْإِضَافَةِ وَالتَّعْرِيفِ، وَوُجُودُ اللَّامِ دَلِيلُ الْفَصْلِ وَالتَّنْكِيرِ، وَهَذَانِ ڪَمَا تَرَاهُمَا مُتَدَافِعَانِ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ قَوْلَهُمْ لَا أَبَا لَكَ ڪَلَامٌ جَرَى مَجْرَى الْمَثَلِ، وَذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ هَذَا فَإِنَّكَ لَا تَنْفِي فِي الْحَقِيقَةِ أَبَاهُ، وَإِنَّمَا تُخْرِجُهُ مُخْرَجَ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ؛ أَيْ: أَنْتَ عِنْدِي مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُدْعَى عَلَيْهِ بِفَقْدِ أَبِيهِ؛ وَأَنْشَدَ تَوْكِيدًا لَمَّا أَرَادَ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلَهُ:

وَيَتْرُكُ أُخْرَى فَرْدَةً لَا أَخَا لَهَا

وَلَمْ يَقُلْ لَا أُخْتَ لَهَا، وَلَكِنْ لَمَّا جَرَى هَذَا الْكَلَامُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ لَا أَبَا لَكَ وَلَا أَخَا لَكَ قِيلَ مَعَ الْمُؤَنَّثِ عَلَى حَدِّ مَا يَكُونُ عَلَيْهِ مَعَ الْمُذَكَّرِ، فَجَرَى هَذَا نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِمْ لِكُلِّ أَحَدٍ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى أَوِ اثْنَيْنِ أَوْ جَمَاعَةٍ: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، عَلَى التَّأْنِيثِ؛ لِأَنَّهُ ڪَذَا جَرَى أَوَّلَهُ، وَإِذَا ڪَانَ الْأَمْرُ ڪَذَلِكَ عُلِمَ أَنَّ قَوْلَهُمْ لَا أَبَا لَكَ إِنَّمَا فِيهِ تَفَادِي ظَاهِرِهِ مِنِ اجْتِمَاعِ صُورَتَيِ الْفَصْلِ وَالْوَصْلِ وَالتَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ لَفْظًا لَا مَعْنًى، وَيُؤَكَّدُ عِنْدَكَ خُرُوجُ هَذَا الْكَلَامِ مَخْرَجِ الْمَثَلِ ڪَثْرَتُهُ فِي الشِّعْرِ، وَأَنَّهُ يُقَالُ لِمَنْ لَهُ أَبٌ وَلِمَنْ لَا أَبَ لَهُ؛ لِأَنَّهُ إِذَا ڪَانَ لَا أَبَ لَهُ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُدْعَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ فِيهِ لَا مَحَالَةَ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَا تَقُولُ لِلْفَقِيرِ أَفْقَرَهُ اللَّهُ؟ فَكَمَا لَا تَقُولُ لِمَنْ لَا أَبَ لَهُ أَفْقَدَكَ اللَّهُ أَبَاكَ ڪَذَلِكَ تَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُمْ لِمَنْ لَا أَبَ لَهُ لَا أَبَا لَكَ لَا حَقِيقَةَ لِمَعْنَاهُ مُطَابِقَةٌ لِلَفْظِهِ، وَإِنَّمَا هِيَ خَارِجَةٌ مَخْرَجَ الْمَثَلِ عَلَى مَا فَسَّرَهُ أَبُو عَلِيٍّ؛ قَاْلَ عَنْتَرَةُ:

فَاقْنَيْ حَيَاءَكِ لَا أَبَا لَكِ وَاعْلَمِي     أَنِّي امْرُؤٌ سَأَمُوتُ إِنْ لَمْ أُقْتَلِ

وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

أَلْقِ الصَّحِيفَةَ لَا أَبَا لَكَ إِنَّهُ     يُخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الْحِبَاءِ النِّقْرِسُ

وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِحَقِيقَةِ قَوْلِ جَرِيرٍ:

يَا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ لَا أَبَا لَكُمُ     لَا يَلْقَيَنَّكُمُ فِي سَوْءَةٍ عُمَرُ

فَهَذَا أَقْوَى دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ مَثَلٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلتَّيْمِ ڪُلِّهَا أَبٌ وَاحِدٌ، وَلَكِنَّكُمْ ڪُلَّكُمْ أَهْلٌ لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِ وَالْإِغْلَاظِ لَهُ؟ وَيُقَالُ: لَا أَبَ لَكَ وَلَا أَبَا لَكِ، وَهُوَ مَدْحٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا لَا أَبَاكَ؛ لِأَنَّ اللَّامَ ڪَالْمُقْحَمَةِ؛ قَاْلَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:

أَبِالْمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنِّي     مُلَاقٍ لَا أَبَاكِ تُخَوِّفِينِي
دَعِي مَاذَا عَلِمْتِ سَأَتَّقِيهِ     وَلَكِنْ بِالْمُغَيَّبِ نَبِّئِينِي

أَرَادَ: تُخَوِّفِينَنِي، فَحَذَفَ النُّونَ الْأَخِيرَةَ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ مَا أَنْشَدَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ فِي الْكَامِلِ:

وَقَدْ مَاتَ شَمَّاخٌ وَمَاتَ مُزَرِّدٌ     وَأَيُّ ڪَرِيمٍ لَا أَبَاكِ يُخَلَّدُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ ” لَا أَبَا لَكِ ” قَوْلُ الْأَجْدَعِ:

فَإِنْ أَثْقَفْ عُمَيْرًا لَا أُقِلْهُ     وَإِنْ أَثْقَفْ أَبَاهُ فَلَا أَبَا لَهْ

قَالَ: وَقَالَ الْأَبْرَشُ بَحْزَجُ بْنُ حَسَّانَ يَهْجُو أَبَا نُخَيْلَةَ:

إِنَّ أَبَا نَخْلَةَ عَبْدٌ مَا لَهُ     جُولٌ إِذَا مَا الْتَمَسُوا أَجْوَالَهُ
يَدْعُو إِلَى أُمٍّ وَلَا أَبَا لَهُ

وَقَالَ الْأَعْوَرُ بْنُ بَرَاءٍ:

فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي ڪُرَيْزًا وَنَاشِئًا     بِذَاتِ الْغَضَى أَنْ لَا أَبَا لَكُمَا بِيَا؟

وَقَالَ زُفَرُ بْنُ الْحَرْثِ يَعْتَذِرُ مِنْ هَزِيمَةٍ انْهَزَمَهَا:

أَرِينِي سِلَاحِي لَا أَبَا لَكِ إِنَّنِي     أَرَى الْحَرْبَ لَا تَزْدَادُ إِلَّا تَمَادِيَا
أَيَذْهَبُ يَوْمٌ وَاحِدٌ إِنْ أَسَأْتُهْ     بِصَالِحِ أَيَّامِي وَحُسْنِ بَلَائِيَا
وَلَمْ تُرَ مِنِّي زَلَّةٌ قَبْلَ هَذِهِ     فِرَارِي وَتَرْكِي صَاحِبَيَّ وَرَائِيَا
وَقَدْ يَنْبُتُ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى     وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ ڪَمَا هِيَا

وَقَالَ جَرِيرٌ لِجَدِّهِ الْخَطَفَى:

فَأَنْتَ أَبِي مَا لَمْ تَكُنْ لِيَ حَاجَةٌ     فَإِنْ عَرَضَتْ فَإِنَّنِي لَا أَبَا لِيَا

وَكَانَ الْخَطَفَى شَاعِرًا مُجِيدًا؛ وَمِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي الصَّمْتِ قَوْلُهُ:

عَجِبْتُ لِإِزْرَاءِ الْعَيِيِّ بِنَفْسِهِ     وَصَمْتِ الَّذِي قَدْ ڪَانَ بِالْقَوْلِ أَعْلَمَا
وَفِي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَيِيِّ وَإِنَّمَا     صَحِيفَةُ لُبِّ الْمَرْءِ أَنْ يَتَكَلَّمَا

وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ لَا أَبَا لَكَ، وَهُوَ أَكْثَرُ مَا يُذْكَرُ فِي الْمَدْحِ؛ أَيْ: لَا ڪَافِيَ لَكَ غَيْرُ نَفْسِكَ، وَقَدْ يُذْكَرُ فِي مَعْرِضِ الذَّمِّ ڪَمَا يُقَالُ لَا أُمَّ لَكَ؛ قَالَ: وَقَدْ يُذْكَرُ فِي مَعْرِضِ التَّعَجُّبِ وَدَفْعًا لِلْعَيْنِ ڪَقَوْلِهِمْ: لِلَّهِ دَرُّكَ، وَقَدْ يُذْكَرُ بِمَعْنَى جِدَّ فِي أَمْرِكِ وَشَمِّرْ؛ لِأَنَّ مَنْ لَهُ أَبٌ اتَّكَلَ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ شَأْنِهِ، وَقَدْ تُحْذَفُ اللَّامُ فَيُقَالُ لَا أَبَاكَ بِمَعْنَاهُ؛ وَسَمِعَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ فِي سَنَةٍ مُجْدِبَةٍ يَقُولُ:

رَبَّ الْعِبَادِ مَا لَنَا وَمَا لَكْ؟     قَدْ ڪُنْتَ تَسْتَقِينَا فَمَا بَدَا لَكْ؟
أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ لَا أَبَا لَكْ!

فَحَمَلَهُ سُلَيْمَانُ أَحْسَنَ مَحْمَلٍ وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا أَبَا لَهُ وَلَا صَاحِبَةَ وَلَا وَلَدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِلَّهِ أَبُوكَ! قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: إِذَا أُضِيفَ الشَّيْءُ إِلَى عَظِيمٍ شَرِيفٍ اكْتَسَى عِظَمًا وَشَرَفًا ڪَمَا قِيلَ بَيْتُ اللَّهِ وَنَاقَةُ اللَّهِ، فَإِذَا وُجِدَ مِنَ الْوَلَدِ مَا يَحْسُنُ مَوْقِعُهُ وَيُحْمَدُ قِيلَ لِلَّهِ أَبُوكَ، فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ وَالتَّعَجُّبِ؛ أَيْ: أَبُوكَ لِلَّهِ خَالِصًا حَيْثُ أَنْجَبَ بِكَ وَأَتَى بِمِثْلِكَ. قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: إِذَا قَاْلَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ لَا أُمَّ لَهُ فَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَهُ أُمٌّ حُرَّةٌ، وَهُوَ شَتْمٌ، وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي الْإِمَاءِ لَيْسُوا بِمَرْضِيِّينَ وَلَا لَاحِقِينَ بِبَنِي الْأَحْرَارِ وَالْأَشْرَافِ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ: لَا أُمَّ لَكَ؛ يَقُولُ أَنْتَ لَقِيطٌ لَا تُعْرَفُ لَكَ أُمٌّ، قَالَ: وَلَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ لَا أُمَّ لَكَ إِلَّا فِي غَضَبِهِ عَلَيْهِ وَتَقْصِيرِهِ بِهِ شَاتِمًا، وَأَمَّا إِذَا قَاْلَ لَا أَبَا لَكَ فَلَمْ يَتْرُكْ لَهُ مِنَ الشَّتِيمَةِ شَيْئًا، وَإِذَا أَرَادَ ڪَرَامَةً قَالَ: لَا أَبَا لِشَانِيكَ، وَلَا أَبَ لِشَانِيكَ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ لَا أَبَ لَكَ وَلَا أَبَكَ – بِغَيْرِ لَامٍ -، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: أَنَّهُ سَأَلَ الْخَلِيلَ عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ لَا أَبَا لَكَ فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا ڪَافِيَ لَكَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ أَنَّكَ تَجُرُّنِي أَمْرَكَ حَمْدٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَوْلُهُمْ لَا أَبَا لَكَ ڪَلِمَةٌ تَفْصِلُ بِهَا الْعَرَبُ ڪَلَامَهَا. وَأَبُو الْمَرْأَةِ: زَوْجُهَا؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ.

وَمِنَ الْمُكَنَّى بِالْأَبِ قَوْلُهُمْ: أَبُو الْحَرِثِ ڪُنْيَةُ الْأَسَدِ، أَبُو جَعْدَةَ ڪُنْيَةُ الذِّئْبِ، أَبُو حُصَيْنٍ ڪُنْيَةُ الثَّعْلَبِ، أَبُو ضَوْطَرَى الْأَحْمَقُ، أَبُو حَاجِبٍ النَّارُ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا، أَبُو جُخَادِبٍ الْجَرَادُ، وَأَبُو بَرَاقِشٍ لِطَائِرٍ مُبَرْقَشٍ، وَأَبُو قَلَمُونَ لِثَوْبٍ يَتَلَوَّنُ أَلْوَانًا، وَأَبُو قُبَيْسٍ جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَأَبُو دَارِسٍ ڪُنْيَةُ الْفَرْجِ مِنَ الدَّرْسِ وَهُوَ الْحَيْضُ، وَأَبُو عَمْرَةَ ڪُنْيَةُ الْجُوعِ؛ وَقَالَ:

حَلَّ أَبُو عَمْرَةَ وَسْطَ حُجْرَتِي

وَأَبُو مَالِكٍ: ڪُنْيَةُ الْهَرَمِ؛ قَالَ:

أَبَا مَالِكٍ إِنَّ الْغَوَانِيَ هَجَرْنَنِي     أَبَا مَالِكٍ إِنِّي أَظُنُّكَ دَائِبًا

وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا الْبَطْحَاءِ! إِنَّمَا سَمَّوْهُ أَبَا الْبَطْحَاءِ لِأَنَّهُمْ شَرَفُوا بِهِ وَعَظُمُوا بِدُعَائِهِ وَهِدَايَتِهِ ڪَمَا يُقَالُ لِلْمِطْعَامِ أَبُو الْأَضْيَافِ. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُهَاجِرِ ابْنِ أَبُو أُمَيَّةَ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: حَقُّهُ أَنْ يَقُولَ ابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَكِنَّهُ لِاشْتِهَارِهِ بِالْكُنْيَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ اسْمٌ مَعْرُوفٌ غَيْرُهُ، لَمْ يُجَرَّ ڪَمَا قِيلَ عَلِيُّ بْنُ أَبُو طَالِبٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قَالَتْ عَنْ حَفْصَةَ وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا؛ أَيْ: أَنَّهَا شَبِيهَةٌ بِهِ فِي قُوَّةِ النَّفْسِ وَحِدَّةِ الْخُلُقِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَى الْأَشْيَاءِ. وَالْأَبْوَاءُ – بِالْمَدِّ – مَوْضِعٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ الْأَبْوَاءُ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَالْمَدِّ، جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَعِنْدَهُ بَلَدٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ. وَكَفْرُآبِيا: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذِكْرُ أَبَّى، هِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: بِئْرٌ مِنْ آبَارِ بَنِي قُرَيْظَةَ وَأَمْوَالِهِمْ يُقَالُ لَهَا بِئْرُ أَبَّى، نَزَلَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى بَنِي قُرَيْظَةَ.

معنى كلمة أبي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبهل: عَبْهَلَ الْإِبِلَ؛ مِثْلَ: أَبْهَلَهَا، وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ.

معنى كلمة أبهل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبه: أَبَهَ لَهُ يَأْبَهُ أَبْهًا، وَأَبِهَ لَهُ وَبِهِ أَبَهًا: فَطِنَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَبِهَ لِلشَّيْءِ أَبَهًا نَسِيَهُ ثُمَّ تَفَطَّنَ لَهُ. وَأَبَّهَ الرَّجُلَ: فَطَّنَهُ، وَأَبَّهَهُ: نَبَّهَهُ؛ ڪِلَاهُمَا عَنْ ڪُرَاعٍ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَا أَبَهْتُ لِلْأَمْرِ آبَهُ أَبْهًا، وَيُقَالُ أَيْضًا: مَا أَبِهْتُ لَهُ – بِالْكَسْرِ – آبَهُ أَبَهًا مِثْلَ نَبِهْتُ نَبَهًا. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَآبَهْتُهُ أَعْلَمْتُهُ؛ وَأَنْشَدَ لِأُمَيَّةَ:
إِذْ آبَهَتْهُمْ وَلَمْ يَدْرُوا بِفَاحِشَةٍ وَأَرْغَمَتْهُمْ وَلَمْ يَدْرُوا بِمَا هَجَعُوا
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ: ” أَشَيْءٌ أَوْهَمْتُهُ لَمْ آبَهْ لَهُ أَوْ شَيْءٌ ذَكَّرْتُهُ إِيَّاهُ أَيْ لَا أَدْرِي أَهُوَ شَيْءٌ ذَكَرَهُ النَّبِيُّ وَكُنْتُ غَفَلْتُ عَنْهُ فَلَمْ آبَهْ لَهُ، أَوْ شَيْءٌ ذَكَّرْتُهُ إِيَّاهُ وَكَانَ يَذْكُرُهُ بَعْدُ “. وَالْأُبَّهَةُ: الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرُ. وَرَجُلٌ ذُو أُبَّهَةٍ أَيْ: ذُو ڪِبْرٍ وَعَظَمَةٍ. وَتَأَبَّهَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ تَأَبُّهًا إِذَا تَكَبَّرَ وَرَفَعَ قَدْرَهُ عَنْهُ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ:

وَطَامِحٍ مِنْ نَخْوَةِ التَّأَبُّهِ

وَفِي ڪَلَامِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ڪَمْ مِنْ ذِي أُبَّهَةٍ قَدْ جَعَلْتُهُ حَقِيرًا؛ الْأُبَّهَةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ لِلْبَاءِ: الْعَظَمَةُ وَالْبَهَاءُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَخْزُومِيُّ ذَا بَأْوٍ وَأُبَّهَةٍ لَمْ يُشْبِهْ قَوْمَهُ؛ يُرِيدُ أَنَّ بَنِي مَخْزُومٍ أَكْثَرُهُمْ يَكُونُونَ هَكَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ: ” رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ أَيْ لَا يُحْتَفَلُ بِهِ لِحَقَارَتِهِ. وَيُقَالُ لِلْأَبَحِّ: أَبَهُّ، وَقَدْ بَهَّ يَبَهُّ أَيْ: بَحَّ يَبَحُّ.

معنى كلمة أبه – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبن: أَبَنَ الرَّجُلَ يَأْبُنُهُ وَيَأْبِنُهُ أَبْنًا: اتَّهَمَهُ وَعَابَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَبَنْتُهُ بِخَيْرٍ وَبِشَرٍّ آبُنُهُ وَآبِنُهُ أَبْنًا، وَهُوَ مَأْبُونٌ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ، فَإِذَا أَضْرَبْتَ عَنِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ قُلْتَ: هُوَ مَأْبُونٌ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الشَّرُّ، وَكَذَلِكَ ظَنَّهُ  يَظُنُّهُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلَانٌ يُؤْبَنُ بِخَيْرٍ وَبِشَرٍّ؛ أَيْ: يُزَنُّ بِهِ، فَهُوَ مَأْبُونٌ. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ فُلَانٌ يُؤْبَنُ بِخَيْرٍ وَيُؤْبَنُ بِشَرٍّ، فَإِذَا قُلْتَ يُؤْبَنُ مُجَرَّدًا فَهُوَ فِي الشَّرِّ لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ فِي صِفَةِ مَجْلِسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ وَلَا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ أَيْ: لَا تُذْكَرُ فِيهِ النِّسَاءُ بِقَبِيحٍ وَيُصَانُ مَجْلِسُهُ عَنِ الرَّفَثِ وَمَا يَقْبُحُ ذِكْرُهُ. يُقَالُ: أَبَنْتُ الرَّجُلَ آبُنُهُ إِذَا رَمَيْتَهُ بِخَلَّةِ سَوْءٍ، فَهُوَ مَأْبُونٌ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْأُبَنِ، وَهِيَ الْعُقَدُ تَكُونُ فِي الْقِسِيِّ تُفْسِدُهَا وَتُعَابُ بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: أَبَنَهُ بِشَرٍّ يَأْبُنُهُ وَيَأْبِنُهُ اتَّهَمَهُ بِهِ. وَفُلَانٌ يُؤْبَنُ بِكَذَا أَيْ: يُذْكَرُ بِقَبِيحٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ، قَاْلَ شَمِرٌ: أَبَنْتُ الرَّجُلَ بِكَذَا وَكَذَا إِذَا أَزْنَنْتَهُ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَبَنْتُ الرَّجُلَ آبِنُهُ وَآبُنُهُ إِذَا رَمَيْتَهُ بِقَبِيحٍ وَقَذَفْتَهُ بِسُوءٍ، فَهُوَ مَأْبُونٌ، وَقَوْلُهُ: لَا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ؛ أَيْ: لَا تُرْمَى بِسُوءٍ وَلَا تُعَابُ وَلَا يُذْكَرُ مِنْهَا الْقَبِيحُ وَمَا لَا يَنْبَغِي مِمَّا يُسْتَحَى مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ: ” أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي؛ أَيِ: اتَّهَمُوهَا. وَالْأَبْنُ: التُّهْمَةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: ” إِنْ نُؤْبَنْ بِمَا لَيْسَ فِينَا فَرُبَّمَا زُكِّينَا بِمَا لَيْسَ فِينَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: مَا ڪُنَّا نَأْبِنُهُ بِرُقْيَةٍ؛ أَيْ: مَا ڪُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ يَرْقِي فَنَعِيبَهُ بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَا سَبَّهُ وَلَا أَبَنَهُ؛ أَيْ: مَا عَابَهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَنَّبَهُ – بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى الْبَاءِ – مِنَ التَّأْنِيبِ اللَّوْمِ وَالتَّوْبِيخِ. وَأَبَّنَ الرَّجُلَ: ڪَأَبَنَهُ. وَآبَنَ الرَّجُلَ وَأَبَّنَهُ، ڪِلَاهُمَا: عَابَهُ فِي وَجْهِهِ وَعَيَّرَهُ. وَالْأُبْنَةُ بِالضَّمِّ: الْعُقْدَةُ فِي الْعُودِ أَوْ فِي الْعَصَا، وَجَمْعُهَا أُبَنٌ، قَاْلَ الْأَعْشَى:

قَضِيبَ سَرَاءٍ ڪَثِيرَ الْأُبَنْ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ أَيْضًا مَخْرَجُ الْغُصْنِ فِي الْقَوْسِ. وَالْأُبْنَةُ: الْعَيْبُ فِي الْخَشَبِ وَالْعُودِ، وَأَصْلُهُ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: لَيْسَ فِي حَسَبِ فُلَانٍ أُبْنَةٌ، ڪَقَوْلِكَ: لَيْسَ فِيهِ وَصْمَةٌ. وَالْأُبْنَةُ: الْعَيْبُ فِي الْكَلَامِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ فِي الْأُبْنَةِ وَالْوَصْمَةِ، وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:

وَامْدَحْ بِلَالًا غَيْرَ مَا مُؤَبَّنِ     تَرَاهُ ڪَالْبَازِي انْتَمَى لِلْمَوْكِنِ

انْتَمَى: تَعَلَّى. قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مُؤَبَّنٌ مَعِيبٌ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ، وَقِيلَ: غَيْرُ هَالِكٍ؛ أَيْ: غَيْرُ مَبْكِيٍّ، وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

قُومَا تَجُوبَانِ مَعَ الْأَنْوَاحِ     وَأَبِّنَا مُلَاعِبَ الرِّمَاحِ
وَمِدْرَهَ الْكَتِيبَةِ الرَّدَاحِ

وَقِيلَ لِلْمَجْبُوسِ: مَأْبُونٌ؛ لِأَنَّهُ يُزَنُّ بِالْعَيْبِ الْقَبِيحِ، وَكَأَنَّ أَصْلَهُ مِنْ أُبْنَةِ الْعَصَا؛ لِأَنَّهَا عَيْبٌ فِيهَا. وَأُبْنَةُ الْبَعِيرِ: غَلْصَمَتُهُ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَيْرًا وَسَحِيلَهُ:

تُغَنِّيهِ مِنْ بَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ أُبْنَةٌ     نَهُومٌ إِذَا مَا ارْتَدَّ فِيهَا سَحِيلُهَا

تُغَنِّيهِ يَعْنِي الْعَيْرَ مِنْ بَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ، وَهُمَا طَرَفَا اللَّحْيِ. وَالْأُبْنَةُ: الْعُقْدَةُ، وَعَنَى بِهَا هَاهُنَا الْغَلْصَمَةَ، وَالنَّهُومُ: الَّذِي يَنْحِطُ؛ أَيْ: يَزْفِرُ، يُقَالُ: نَهَمَ وَنَأَمَ فِيهَا فِي الْأُبْنَةِ، وَالسَّحِيلُ: الصَّوْتُ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُبَنٌ؛ أَيْ: عَدَاوَاتٌ. وَإِبَّانُ ڪُلِّ شَيْءٍ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: وَقْتُهُ وَحِينُهُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ. يُقَالُ: جِئْتُهُ عَلَى إِبَّانِ ذَلِكَ أَيْ عَلَى زَمَنِهِ. وَأَخَذَ الشَّيْءَ بِإِبَّانِهِ أَيْ بِزَمَانِهِ، وَقِيلَ: بِأَوَّلِهِ. يُقَالُ: أَتَانَا فُلَانٌ إِبَّانَ الرُّطَبِ، وَإِبَّانَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، وَإِبَّانَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ أَيْ: أَتَانَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَيُقَالُ: ڪُلُّ الْفَوَاكِهِ فِي إِبَّانِهَا أَيْ: فِي وَقْتِهَا، قَاْلَ الرَّاجِزُ:

أَيَّانَ تَقْضِي حَاجَتِي أَيَّانَا     أَمَا تَرَى لِنُجْحِهَا إِبَّانَا

وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: هَذَا إِبَّانُ نُجُومِهِ أَيْ وَقْتُ ظُهُورِهِ، وَالنُّونُ أَصْلِيَّةٌ فَيَكُونُ فِعَّالًا، وَقِيلَ: هِيَ زَائِدَةٌ، وَهُوَ فِعْلَانُ مِنْ أَبَّ الشَّيْءُ إِذَا تَهَيَّأَ لِلذَّهَابِ، وَمِنْ ڪَلَامِ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِمْ يَا لَلْعَجَبِ أَيْ: يَا عَجَبُ تَعَالَ فَإِنَّهُ مِنْ إِبَّانِكَ وَأَحْيَانِكَ. وَأَبَّنَ الرَّجُلَ تَأْبِينًا وَأَبَّلَهُ: مَدَحَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَبَكَاهُ، قَاْلَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ:

لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتَأْبِينِ هَالِكٍ     وَلَا جَزِعًا مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِخَيْرٍ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ. وَقَالَ شَمِرٌ: التَّأْبِينُ الثَّنَاءُ عَلَى الرَّجُلِ فِي الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مَدْحًا لِلْحَيِّ، وَهُوَ قَوْلُ الرَّاعِي:

فَرَفَّعَ أَصْحَابِي الْمَطِيَّ وَأَبَّنُوا     هُنَيْدَةً فَاشْتَاقَ الْعُيُونُ اللَّوَامِحُ

قَالَ: مَدَحَهَا فَاشْتَاقُوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيْهَا فَأَسْرَعُوا السَّيْرَ إِلَيْهَا شَوْقًا مِنْهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا مِنْهَا. وَأَبَنْتُ الشَّيْءَ: رَقَبْتُهُ، وَقَالَ أَوْسٌ يَصِفُ الْحِمَارَ:

يَقُولُ لَهُ الرَّاءُونَ هَذَاكَ رَاكِبٌ     يُؤَبِّنُ شَخْصًا فَوْقَ عَلْيَاءَ وَاقِفُ

وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: رَوَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يُوَبِّرُ، قَالَ: وَمَعْنَى يُوَبِّرُ شَخْصًا؛ أَيْ: يَنْظُرُ إِلَيْهِ لِيَسْتَبْيِنَهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَيُوَبِّرُ أَثَرًا إِذَا اقْتَصَّهُ، وَقِيلَ لِمَادِحِ الْمَيِّتِ مُؤَبِّنٌ لِاتِّبَاعِهِ آثَارَ فِعَالِهِ وَصَنَائِعِهِ. وَالتَّأْبِينُ: اقْتِفَارُ الْأَثَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: التَّأْبِينُ أَنْ تَقْفُوَ أَثَرَ الشَّيْءِ. وَأَبَّنَ الْأَثَرَ: وَهُوَ أَنْ يَقْتَفِرَهُ فَلَا يَضِحُ لَهُ وَلَا يَنْفَلِتُ مِنْهُ. وَالتَّأْبِينُ: أَنْ يُفْصَدَ الْعِرْقُ وَيُؤْخَذَ دَمُهُ فَيُشْوَى وَيُؤْكَلُ، عَنْ ڪُرَاعٍ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَبِنُ، غَيْرُ مَمْدُودِ الْأَلِفِ عَلَى فَعِلٍ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، الْغَلِيظُ الثَّخِينُ. وَأَبَنُ الْأَرْضِ: نَبْتٌ يَخْرُجُ فِي رُءُوسِ الْإِكَامِ، لَهُ أَصْلٌ وَلَا يَطُولُ، وَكَأَنَّهُ شَعْرٌ يُؤْكَلُ وَهُوَ سَرِيعُ الْخُرُوجِ سَرِيعُ الْهَيْجِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَأَبَانَانِ: جَبَلَانِ فِي الْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: هُمَا جَبَلَانِ أَحَدُهُمَا أَسْوَدُ وَالْآخَرُ أَبْيَضُ، فَالْأَبْيَضُ لِبَنِي أَسَدٍ، وَالْأَسْوَدُ لَبَنِي فَزَارَةَ، بَيْنَهُمَا نَهَرٌ يُقَالُ لَهُ الرُّمَةُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ، وَبَيْنَهُمَا نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ وَهُوَ اسْمُ عَلَمٍ لَهُمَا، قَاْلَ بِشْرٌ يَصِفُ الظَّعَائِنَ:

يَؤُمُّ بِهَا الْحُدَاةُ مِيَاهَ نَخْلٍ     وَفِيهَا عَنْ أَبَانَيْنِ ازْوِرَارُ

وَإِنَّمَا قِيلَ: أَبَانَانِ وَأَبَانٌ أَحَدُهُمَا، وَالْآخَرُ مُتَالِعٌ، ڪَمَا يُقَالُ الْقَمَرَانِ، قَاْلَ لَبِيدٌ:

دَرَسَ الْمَنَا بِمُتَالِعٍ وَأَبَانِ      فَتَقَادَمَتْ بِالْحِبْسِ فَالسُّوبَانِ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْجَبَلَيْنِ الْمُتَقَابِلَيْنِ أَبَانَانِ، فَإِنَّ أَبَانَانِ اسْمُ عَلَمٍ لَهُمَا بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ وَخَالِدٍ، قَالَ: فَإِنْ قُلْتَ ڪَيْفَ جَازَ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ التَّثْنِيَةِ عَلَمًا وَإِنَّمَا عَامَّتُهَا نَكِرَاتٌ؟ أَلَا تَرَى أَنَّ رَجُلَيْنِ وَغُلَامَيْنِ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَكِرَةٌ غَيْرُ عَلَمٍ فَمَا بَالُ أَبَانَيْنِ صَارَا عَلَمًا؟ وَالْجَوَابُ: أَنَّ زَيْدَيْنِ لَيْسَا فِي ڪُلِّ وَقْتٍ مُصْطَحِبَيْنِ مُقْتَرِنَيْنِ بَلْ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُجَامِعُ صَاحِبَهُ وَيُفَارِقُهُ، فَلَمَّا اصْطَحَبَا مَرَّةً وَافْتَرَقَا أُخْرَى لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يُخَصَّا بَاسِمِ عَلَمٍ يُفِيدُهُمَا مِنْ غَيْرِهِمَا؛ لِأَنَّهُمَا شَيْئَانِ، ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَائِنٌ مِنْ صَاحِبِهِ، وَأَمَا أَبَانَانِ فَجَبَلَانِ مُتَقَابِلَانِ لَا يُفَارِقُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَجَرَيَا لِاتِّصَالِ بَعْضِهِمَا بِبَعْضِ مَجْرَى الْمُسَمَّى الْوَاحِدِ نَحْوَ بَكْرٍ وَقَاسِمٍ، فَكَمَا خُصَّ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْأَعْلَامِ بِاسْمٍ يُفِيدُهُ مِنْ أُمَّتِهِ، ڪَذَلِكَ خُصَّ هَذَانِ الْجَبَلَانِ بِاسْمٍ يُفِيدُهُمَا مِنْ سَائِرِ الْجِبِالِ؛ لِأَنَّهُمَا قَدْ جَرَيَا مَجْرَى الْجَبَلِ الْوَاحِدِ، فَكَمَا أَنَّ ثَبِيرًا وَيَذْبُلَ لَمَّا ڪَانَ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَبَلًا وَاحِدًا مُتَّصِلَةً أَجْزَاؤُهُ خُصَّ بِاسْمٍ لَا يُشَارَكُ فِيهِ، فَكَذَلِكَ أَبَانَانِ لَمَّا لَمْ يَفْتَرِقْ بَعْضُهُمَا مِنْ بَعْضٍ ڪَانَا لِذَلِكَ ڪَالْجَبَلِ الْوَاحِدِ، خُصَّا بَاسِمِ عَلَمٍ ڪَمَا خُصَّ يَذْبُلُ وَيَرَمْرَمُ وَشَمَامِ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا بَاسِمِ عَلَمٍ؛ قَاْلَ مُهَلْهِلٌ:

أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا الْأَرَاقِمَ فِي     جَنْبٍ وَكَانَ الْخِبَاءُ مِنْ أَدَمِ
لَوْ بِأَبَانَيْنِ جَاءَ يَخْطُبُهَا     رُمِّلَ مَا أَنْفُ خَاطِبٍ بِدَمِ

الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ هَذَانِ أَبَانَانِ حَسَنَيْنِ، تَنْصِبُ النَّعْتَ؛ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ وُصِفَتْ بِهِ مَعْرِفَةٌ؛ لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَصَارَا ڪَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، وَخَالَفَ الْحَيَوَانَ، إِذَا قُلْتَ هَذَانِ زَيْدَانِ حَسَنَانِ، تَرْفَعُ النَّعْتَ هَاهُنَا؛ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ وُصِفَتْ بِهَا نَكِرَةٌ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ تَنْصِبُ النَّعْتَ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ وُصِفَتْ بِهِ مَعْرِفَةٌ، قَالَ: يَعْنِي بِالْوَصْفِ هُنَا الْحَالَ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا فَرَّقُوا بَيْنَ أَبَانَيْنِ وَعَرَفَاتٍ وَبَيْنَ زَيْدَيْنِ وَزَيْدِينَ مِنْ قِبَلِ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْعَلُوا التَّثْنِيَةَ وَالْجَمْعَ عَلَمًا لِرَجُلَيْنِ وَلَا لِرِجَالٍ بِأَعْيَانِهِمْ، وَجَعَلُوا الِاسْمَ الْوَاحِدَ عَلَمًا لِشَيْءٍ بِعَيْنِهِ، ڪَأَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا قُلْنَا ائْتِ بِزَيْدٍ إِنَّمَا نُرِيدُ هَاتِ هَذَا الشَّخْصَ الَّذِي يَسِيرُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَقُولُوا إِذَا قُلْنَا جَاءَ زَيْدَانِ فَإِنَّمَا نَعْنِي شَخْصَيْنِ بِأَعْيَانِهِمَا قَدْ عُرِفَا قَبْلَ ذَلِكَ وَأُثْبِتَا، وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا إِذَا قُلْنَا جَاءَ زَيْدُ بْنُ فُلَانٍ وَزَيْدُ بْنُ فُلَانٍ فَإِنَّمَا نَعْنِي شَيْئَيْنِ بِأَعْيَانِهِمَا، فَكَأَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا قُلْنَا ائْتِ أَبَانَيْنِ فَإِنَّمَا نَعْنِي هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ بِأَعْيَانِهِمَا اللَّذَيْنِ يَسِيرُ إِلَيْهِمَا، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا امْرُرْ بِأَبَانِ ڪَذَا وَأَبَانِ ڪَذَا؟ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَبَانَيْنِ اسْمًا لَهُمَا يُعْرَفَانِ بِهِ بِأَعْيَانِهِمَا، وَلَيْسَ هَذَا فِي الْأَنَاسِيِّ وَلَا فِي الدَّوَابِّ، إِنَّمَا يَكُونُ هَذَا فِي الْأَمَاكِنِ وَالْجِبِالِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، مِنْ قِبَلِ أَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَيَصِيرُ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْجَبَلَيْنِ دَاخِلًا عِنْدَهُمْ فِي مِثْلِ مَا دَخَلَ فِيهِ صَاحِبُهُ مِنَ الْحَالِ وَالثَّبَاتِ وَالْخِصْبِ وَالْقَحْطِ، وَلَا يُشَارُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِتَعْرِيفٍ دُونَ الْآخَرِ فَصَارَا ڪَالْوَاحِدِ الَّذِي لَا يُزَايِلُهُ مِنْهُ شَيْءٌ حَيْثُ ڪَانَ فِي الْأَنَاسِيِّ وَالدَّوَابِّ وَالْإِنْسَانَانِ وَالدَّابَّتَانِ لَا يَثْبُتَانِ أَبَدًا، يَزُولَانِ وَيَتَصَرَّفَانِ وَيُشَارُ إِلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ عَنْهُ غَائِبٌ، وَقَدْ يُفْرَدُ فَيُقَالُ أَبَانُ؛ قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كَأَنَّ أَبَانًا فِي أَفَانِينِ وَدْقِهِ     ڪَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ

وَأَبَانُ: اسْمُ رَجُلٍ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: ” مِنْ ڪَذَا وَكَذَا إِلَى عَدَنَ أَبْيَنَ “، أَبْيَنُ بِوَزْنِ أَحْمَرَ، قَرْيَةٌ عَلَى جَانِبِ الْبَحْرِ نَاحِيَةَ الْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَدِينَةِ عَدَنَ. وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ: ” قَاْلَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرْسَلَهُ إِلَى الرُّومِ: أَغِرْ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا؛ هِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ، اسْمُ مَوْضِعٍ مِنْ فِلَسْطِينَ بَيْنَ عَسْقَلَانَ وَالرَّمْلَةِ، وَيُقَالُ لَهَا يُبْنَى بِالْيَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة أبن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبل: الْإِبِلُ وَالْإِبْلُ، الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ: مَعْرُوفٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ؛ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا ڪَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فَالتَّأْنِيثُ لَهَا لَازِمٌ، وَإِذَا صَغَّرْتَهَا دَخَلَتْهَا التَّاءُ فَقُلْتَ: أُبَيْلَةٌ وَغُنَيْمَةٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْإِبِلِ إِبْلٌ؛ يُسَكِّنُونَ الْبَاءَ لِلتَّخْفِيفِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ إِبِلَانِ؛ قَالَ: لِأَنَّ إِبِلًا اسْمٌ لَمْ يُكَسَّرْ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ قَطِيعَيْنِ، قَاْلَ أَبُو الْحَسَنِ: إِنَّمَا ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلَى الْإِينَاسِ بِتَثْنِيَةِ الْأَسْمَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى الْجَمْعِ فَهُوَ يُوَجِّهُهَا إِلَى لَفْظِ الْآحَادِ، وَلِذَلِكَ قَاْلَ إِنَّمَا يُرِيدُونَ قَطِيعَيْنِ، وَقَوْلُهُ: لَمْ يُكَسَّرْ عَلَيْهِ؛ لَمْ يُضْمَرْ فِي يُكَسَّرُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّهُ لَيَرُوحَ عَلَى فُلَانٍ إِبِلَانِ إِذَا رَاحَتْ إِبِلٌ مَعَ رَاعٍ وَإِبِلٌ مَعَ رَاعٍ آخَرَ، وَأَقَلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْإِبِلِ الصِّرْمَةُ، وَهِيَ الَّتِي جَاوَزَتِ الذَّوْدَ إِلَى الثَلَاثِينَ، ثُمَّ الْهَجْمَةُ أَوَّلُهَا الْأَرْبَعُونَ إِلَى مَا زَادَتْ، ثُمَّ هُنَيْدَةٌ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، التَّهْذِيبُ: وَيَجْمَعُ الْإِبِلَ آبَالٌ. وَتَأَبَّلَ إِبِلًا: اتَّخَذَهَا. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: سَمِعْتُ رَدَّادًا رَجُلًا مِنْ بَنِي ڪِلَابٍ يَقُولُ تَأَبَّلَ فُلَانٌ إِبِلًا وَتَغَنَّمَ غَنَمًا إِذَا اتَّخَذَ إِبِلًا وَغَنَمًا وَاقْتَنَاهَا. وَأَبَّلَ الرَّجُلُ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، ڪَثُرَتْ إِبِلُهُ، وَقَالَ طُفَيْلٌ فِي تَشْدِيدِ الْبَاءِ:

فَأَبَّلَ وَاسْتَرْخَى بِهِ الْخَطْبُ بَعْدَمَا أَسَافَ وَلَوْلَا سَعْيُنَا لَمْ يُؤَبِّلِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ الْفَرَّاءُ وَابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُجْمَلِ: إِنَّ ” أَبَّلَ ” فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى ڪَثُرَتْ إِبِلُهُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَ ” أَسَافَ ” هُنَا: قَلَّ مَالُهُ، وَقَوْلُهُ: ” اسْتَرْخَى بِهِ الْخَطْبُ ” أَيْ: حَسُنَتْ حَالُهُ. وَأُبِّلَتِ الْإِبِلُ أَيِ: اقْتُنِيَتْ، فَهِيَ مَأْبُولَةٌ، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْإِبِلِ إِبَلِيٌّ، يَفْتَحُونَ الْبَاءَ اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الْكَسَرَاتِ. وَرَجُلٌ آبِلٌ وَأَبِلٌ وَإِبَلِيٌّ وَإِبِلِيٌّ: ذُو إِبِلٍ، وَأَبَّالٌ: يَرْعَى الْإِبِلَ. وَأَبِلَ يَأْبَلُ أَبَالَةً مِثْلَ شَكِسَ شَكَاسَةً وَأَبِلَ أَبَلًا، فَهُوَ آبِلٌ وَأَبِلٌ: حَذَقَ مَصْلَحَةَ الْإِبِلِ وَالشَّاءِ، وَزَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ ذَلِكَ إِيضَاحًا فَقَالَ: حَكَى الْقَالِي عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَنَّهُ قَالَ: رَجُلٌ آبِلٌ؛ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ عَلَى مِثَالِ فَاعِلٍ إِذَا ڪَانَ حَاذِقًا بِرِعْيَةِ الْإِبِلِ وَمَصْلَحَتِهَا، قَالَ: وَحَكَى فِي فِعْلِهِ أَبِلَ أَبَلًا، بِكَسْرِ الْبَاءِ فِي الْفِعْلِ الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، قَالَ: وَحَكَى أَبُو نَصْرٍ أَبَلَ يَأْبُلُ أَبَالَةً، قَالَ: وَأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَذَكَرَ الْإِبَالَةَ فِي فِعَالَةٍ مِمَّا ڪَانَ فِيهِ مَعْنَى الْوِلَايَةِ، مِثْلَ: الْإِمَارَةِ وَالنِّكَايَةِ، قَالَ: وَمِثْلُ ذَلِكَ الْإِيَالَةُ وَالْعِيَاسَةُ، فَعَلَى قَوْلِ سِيبَوَيْهِ تَكُونُ الْإِبَالَةُ مَكْسُورَةً لِأَنَّهَا وِلَايَةٌ مِثْلَ الْإِمَارَةِ، وَأَمَّا مَنْ فَتَحَهَا فَتَكُونُ مَصْدَرًا عَلَى الْأَصْلِ، قَالَ: وَمَنْ قَاْلَ أَبَلَ بِفَتْحِ الْبَاءِ فَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ آبِلٌ بِالْمَدِّ، وَمَنْ قَالَهُ أَبِلَ بِالْكَسْرِ قَاْلَ فِي الْفَاعِلِ أَبِلٌ بِالْقَصْرِ، قَالَ: وَشَاهِدُ آبِلٍ بِالْمَدِّ عَلَى فَاعِلٍ قَوْلُ ابْنِ الرِّقَاعِ:

فَنَأَتْ وَانْتَوَى بِهَا عَنْ هَوَاهَا     شَظِفُ الْعَيْشِ آبِلٌ سَيَّارُ

وَشَاهِدُ أَبِلٍ بِالْقَصْرِ عَلَى فَعِلٍ قَوْلُ الرَّاعِي:

صُهْبٌ مَهَارِيسُ أَشْبَاهٌ مُذَكَّرَةٌ     فَاتَ الْعَزِيبَ بِهَا تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ

وَأَنْشَدَ لِلْكُمَيْتِ أَيْضًا:

تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى وَمِنْ أَيْنَ شُرْبُهُ     يُؤَامِرُ نَفْسَيْهِ ڪَذِي الْهَجْمَةِ الْأَبِلْ

وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: هَذَا مِنْ آبِلِ النَّاسِ؛ أَيْ: أَشَدِّهِمْ تَأَنُّقًا فِي رِعْيَةِ الْإِبِلِ وَأَعْلَمِهِمْ بِهَا، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَإِنَّ فُلَانًا لَا يَأْتَبِلُ أَيْ لَا يَثْبُتُ عَلَى رِعْيَةِ الْإِبِلِ وَلَا يُحْسِنُ مِهْنَتَهَا، وَقِيلَ: لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا رَاكِبًا، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا يَثْبُتُ عَلَى الْإِبِلِ وَلَا يُقِيمُ عَلَيْهَا. وَرَوَى الْأَصْمَعِيُّ عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ عُمَانَ وَمَعَهُ أَبٌ ڪَبِيرٌ يَمْشِي فَقُلْتُ لَهُ: احْمِلْهُ! فَقَالَ: لَا يَأْتَبِلُ؛ أَيْ: لَا يَثْبُتُ عَلَى الْإِبِلِ إِذْ رَكِبَهَا، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خِلَافُ مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ مَعْنَى لَا يَأْتَبِلُ: لَا يُقِيمُ عَلَيْهَا فِيمَا يُصْلِحُهَا. وَرَجُلٌ أَبِلٌ بِالْإِبِلِ بَيِّنُ الْأَبَلَةِ إِذَا ڪَانَ حَاذِقًا بِالْقِيَامِ عَلَيْهَا، قَاْلَ الرَّاجِزُ:

إِنَّ لَهَا لَرَاعِيًا جَرِيَّا     أَبْلًا بِمَا يَنْفَعُهَا، قَوِيَّا
لَمْ يَرْعَ مَأْزُولًا وَلَا مَرْعِيَّا     حَتَّى عَلَا سَنَامَهَا عُلِيَّا

قَالَ ابْنُ هَاجَكَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ لِلرَّاعِي:

يَسُنُّهَا آبِلٌ مَا إِنْ يُجَزِّئُهَا     جُزْءًا شَدِيدًا وَمَا إِنْ تَرْتَوِي ڪَرَعَا

الْفَرَّاءُ: إِنَّهُ لَأَبِلُ مَالٍ عَلَى فِعْلٍ وَتُرْعِيَّةُ مَالٍ وَإِزَاءُ مَالٍ إِذَا ڪَانَ قَائِمًا عَلَيْهَا. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَبِلُ مَالٍ بِقَصْرِ الْأَلِفِ وَآبِلُ مَالٍ بِوَزْنِ عَابِلٍ مِنْ آلَهُ يَؤُولُهُ إِذَا سَاسَهُ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُ آبِلٌ بِوَزْنِ عَابِلٍ. وَتَأْبِيلُ الْإِبِلِ: صَنْعَتُهَا وَتَسْمِينُهَا، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ أَبِي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّاسُ ڪَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً، يَعْنِي أَنَّ الْمَرْضِيَّ الْمُنْتَخَبَ مِنَ النَّاسِ فِي عِزَّةِ وُجُودِهِ ڪَالنَّجِيبِ مِنَ الْإِبِلِ الْقَوِيِّ عَلَى الْأَحْمَالِ وَالْأَسْفَارِ الَّذِي لَا يُوجَدُ فِي ڪَثِيرٍ مِنَ الْإِبِلِ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: الَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَمَّ الدُّنْيَا وَحَذَّرَ الْعِبَادَ سُوءَ مَغَبَّتِهَا،  وَضَرَبَ لَهُمْ فِيهَا الْأَمْثَالَ لِيَعْتَبِرُوا وَيَحْذَرُوا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُهُمْ مَا حَذَّرَهُمُ اللَّهُ وَيُزَهِّدُهُمْ فِيهَا، فَرَغِبَ أَصْحَابُهُ بَعْدَهُ فِيهَا وَتَنَافَسُوا عَلَيْهَا حَتَّى ڪَانَ الزُّهْدُ فِي النَّادِرِ الْقَلِيلِ مِنْهُمْ فَقَالَ: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي ڪَإِبِلٍ مِائَةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَةٌ؛ أَيْ: أَنَّ الْكَامِلَ فِي الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالرَّغْبَةِ فِي الْآخِرَةِ قَلِيلٌ ڪَقِلَّةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِلِ، وَالرَّاحِلَةُ هِيَ الْبَعِيرُ الْقَوِيُّ عَلَى الْأَسْفَارِ وَالْأَحْمَالِ، النَّجِيبُ التَّامُّ الْخَلْقِ الْحَسَنُ الْمَنْظَرِ، قَالَ: وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَأَبَلَتِ الْإِبِلُ، وَالْوَحْشُ تَأْبِلُ وَتَأْبُلُ أَبْلًا وَأَبُولًا وَأَبِلَتْ وَتَأَبَّلَتْ: جَزَأَتْ عَنِ الْمَاءِ بِالرُّطْبِ، وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

وَإِذَا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ     أَوْ قِرَابِي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ

الْوَاحِدُ آبِلٌ وَالْجَمْعُ أُبَّالٌ مِثْلَ ڪَافِرٍ وَكُفَّارٍ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَهُ أَبُو عَمْرٍو:

أَوَابِلُ ڪَالْأَوْزَانِ حُوشٌ نُفُوسُهَا     يُهَدِّرُ فِيهَا فَحْلُهَا وَيَرِيسُ

يَصِفُ نُوقًا شَبَّهَهَا بِالْقُصُورِ سِمَنًا، أَوَابِلُ: جَزَأَتْ بِالرُّطْبِ، وُحُوشٌ: مُحَرَّمَاتُ الظُّهُورِ لِعِزَّةِ أَنْفُسِهَا. وَتَأَبَّلَ الْوَحْشِيُّ إِذَا اجْتَزَأَ بِالرُّطْبِ عَنِ الْمَاءِ. وَأَبَلَ الرَّجُلُ عَنِ امْرَأَتِهِ وَتَأَبَّلَ: اجْتَزَأَ عَنْهَا، وَفِي الصِّحَاحِ وَأَبَلَ الرَّجُلُ عَنِ امْرَأَتِهِ إِذَا امْتَنَعَ مِنْ غِشْيَانِهَا وَتَأَبَّلَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ وَهْبٍ: أَبَلَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى ابْنِهِ الْمَقْتُولِ ڪَذَا وَكَذَا عَامًا لَا يُصِيبُ حَوَّاءَ؛ أَيِ: امْتَنَعَ مِنْ غِشْيَانِهَا، وَيُرْوَى: لَمَّا قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ تَأَبَّلَ آدَمُ عَلَى حَوَّاءَ؛ أَيْ: تَرَكَ غِشْيَانَ حَوَّاءَ حُزْنًا عَلَى وَلَدِهِ وَتَوَحَّشَ عَنْهَا. وَأَبَلَتِ الْإِبِلُ بِالْمَكَانِ أُبُولًا: أَقَامَتْ، قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

بِهَا أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ ڪِلَاهُمَا     فَقَدْ مَارَ فِيهَا نَسْؤُهَا وَاقْتِرَارُهَا

اسْتَعَارَهُ هُنَا لِلظَّبْيَةِ، وَقِيلَ: أَبَلَتْ جَزَأَتْ بِالرُّطْبِ عَنِ الْمَاءِ. وَإِبِلٌ أَوَابِلُ وَأُبَّلٌ وَأُبَّالٌ وَمُؤَبَّلَةٌ: ڪَثِيرَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جُعِلَتْ قَطِيعًا قَطِيعًا، وَقِيلَ: هِيَ الْمُتَّخَذَةُ لَلْقِنْيَةِ، وَفِي حَدِيثِ ضَوَالِّ الْإِبِلِ: أَنَّهَا ڪَانَتْ فِي زَمَنِ عُمَرَ أُبَّلًا مُؤَبَّلَةً لَا يَمَسُّهَا أَحَدٌ، قَالَ: إِذَا ڪَانَتِ الْإِبِلُ مُهْمَلَةً قِيلَ إِبِلٌ أُبَّلٌ، فَإِذَا ڪَانَتْ لِلْقِنْيَةِ قِيلَ إِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ، أَرَادَ أَنَّهَا ڪَانَتْ لِكَثْرَتِهَا مُجْتَمِعَةً حَيْثُ لَا يُتَعَرَّضُ إِلَيْهَا، وَأَمَّا قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ:

عَفَتْ بَعْدَ الْمُؤَبَّلِ فَالشَّوِيِّ

فَإِنَّهُ ذَكَّرَ حَمْلًا عَلَى الْقَطِيعِ أَوِ الْجَمْعِ أَوِ النَّعَمِ؛ لِأَنَّ النَّعَمَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:

أَكُلَّ عَامٍ نَعَمًا تَحْوُونَهْ

وَقَدْ يَكُونُ أَنَّهُ أَرَادَ الْوَاحِدَ، وَلَكِنَّ الْجَمْعَ أَوْلَى لِقَوْلِهِ فَالشَّوِيُّ، وَالشَّوِيُّ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَإِبِلٌ أَوَابِلُ: قَدْ جَزَأَتْ بِالرُّطْبِ عَنِ الْمَاءِ. وَالْإِبِلُ الْأُبَّلُ: الْمُهْمَلَةُ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَرَاحَتْ فِي عَوَازِبَ أُبَّلِ

الْجَوْهَرِيُّ: وَإِبِلٌ أُبَّلٌ مِثَالُ قُبَّرٍ؛ أَيْ: مُهْمَلَةٌ، فَإِنْ ڪَانَتْ لِلْقِنْيَةِ فَهِيَ إِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ. الْأَصْمَعِيُّ: قَاْلَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ مَنْ قَرَأَهَا: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبْلِ ڪَيْفَ خُلِقَتْ) بِالتَّخْفِيفِ يَعْنِي بِهِ الْبَعِيرَ؛ لِأَنَّهُ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ يَبْرُكُ فَيُحْمَلُ عَلَيْهِ الْحُمُولَةُ وَغَيْرُهُ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ لَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ، وَمَنْ قَرَأَهَا بِالتَّثْقِيلِ قَاْلَ الْإِبِلُ: السَّحَابُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَاءَ لِلْمَطَرِ. وَأَرْضٌ مَأْبَلَةٌ؛ أَيْ: ذَاتُ إِبِلٍ. وَأَبَلَتِ الْإِبِلُ: هَمَلَتْ فَهِيَ آبِلَةٌ تَتْبَعُ الْأُبُلَ وَهِيَ الْخِلْفَةُ تَنْبُتُ فِي الْكَلَأِ الْيَابِسِ بَعْدَ عَامٍ. وَأَبِلَتْ أَبَلًا وَأُبُولًا: ڪَثُرَتْ. وَأَبَلَتْ تَأْبِلُ: تَأَبَّدَتْ. وَأَبَلَ يَأْبِلُ أَبْلًا: غَلَبَ وَامْتَنَعَ، عَنْ ڪُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَبَّلَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِبَّوْلُ طَائِرٌ يَنْفَرِدُ مِنَ الرَّفِّ وَهُوَ السَّطْرُ مِنَ الطَّيْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْإِبِّيلُ وَالْإِبَّوْلُ وَالْإِبَّالَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الطَّيْرِ وَالْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، قَالَ:

أَبَابِيلُ هَطْلَى مِنْ مُرَاحٍ وَمُهْمَلِ

وَقِيلَ: الْأَبَابِيلُ جَمَاعَةٌ فِي تَفْرِقَةٍ، وَاحِدُهَا إِبِّيلٌ وَإِبَّوْلٌ، وَذَهَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى أَنَّ الْأَبَابِيلَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ بِمَنْزِلَةِ عَبَابِيدَ وَشَمَاطِيطَ وَشَعَالِيلَ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِبِّيلٌ، قَالَ: وَلَمْ أَجِدِ الْعَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ وَاحِدًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ وَقِيلَ: إِبَّالَةُ وَأَبَابِيلُ، وَإِبَّالَةُ ڪَأَنَّهَا جَمَاعَةٌ، وَقِيلَ: إِبَّوْلٌ وَأَبَابِيلُ مِثْلَ عِجَّوْلٍ وَعَجَاجِيلَ، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِبِّيلٌ عَلَى فِعِّيلٍ لِوَاحِدِ أَبَابِيلَ، وَزَعَمَ الرُّؤَاسِيُّ أَنَّ وَاحِدَهَا إِبَّالَةٌ. التَّهْذِيبُ أَيْضًا: وَلَوْ قِيلَ: وَاحِدُ الْأَبَابِيلِ إِيبَالَةٌ ڪَانَ صَوَابًا ڪَمَا قَالُوا: دِينَارٌ وَدَنَانِيرُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: طَيْرًا أَبَابِيلَ جَمَاعَاتٌ مِنْ هَاهُنَا وَجَمَاعَاتٌ مِنْ هَاهُنَا، وَقِيلَ: طَيْرٌ أَبَابِيلُ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا إِبِّيلًا إِبِّيلًا؛ أَيْ: قَطِيعًا خَلْفَ قَطِيعٍ، قَاْلَ الْأَخْفَشُ: يُقَالُ جَاءَتْ إِبِلُكَ أَبَابِيلَ أَيْ: فِرَقًا، وَطَيْرٌ أَبَابِيلُ، قَالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكْثِيرِ وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ، وَفِي نَوَادِرِ الْأَعْرَابِ: جَاءَ فُلَانٌ فِي أُبُلَّتِهِ وَإِبَّالَتِهِ؛ أَيْ: فِي قَبِيلَتِهِ. وَأَبَّلَ الرَّجُلَ: ڪَأَبَّنَهُ، عَنِ ابْنِ جِنِّي، اللِّحْيَانِيِّ: أَبَّنْتُ الْمَيِّتَ تَأْبِينًا وَأَبَّلْتُهُ تَأْبِيلًا إِذَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَالْأَبِيلُ: الْعَصَا. وَالْأَبِيلُ وَالْأَبِيلَةُ وَالْإِبَّالَةُ: الْحُزْمَةُ مِنَ الْحَشِيشِ وَالْحَطَبِ. التَّهْذِيبُ: وَالْإِيبَالَةُ الْحُزْمَةُ مِنَ الْحَطَبِ. وَمَثَلٌ يُضْرَبُ: ضِغْثٌ عَلَى إِيبَالَةٍ أَيْ: زِيَادَةٌ عَلَى وِقْرٍ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: ضِغْثٌ عَلَى إِبَّالَةٍ، غَيْرَ مَمْدُودٍ لَيْسَ فِيهَا يَاءٌ، وَكَذَلِكَ أَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ أَيْضًا أَيْ: بَلِيَّةٌ عَلَى أُخْرَى ڪَانَتْ قَبْلَهَا، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ إِيبَالَةٌ؛ لِأَنَّ الِاسْمَ إِذَا ڪَانَ عَلَى فِعَّالَةٍ بِالْهَاءِ، لَا يُبْدَلُ مِنْ أَحَدِ حَرْفَيْ تَضْعِيفِهِ يَاءً مِثْلَ صِنَّارَةٍ وَدِنَّامَةٍ، وَإِنَّمَا يُبْدَلُ إِذَا ڪَانَ بِلَا هَاءٍ مِثْلَ دِينَارٍ وَقِيرَاطٍ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ إِبَالَةٌ مُخَفَّفًا، وَيَنْشُدُ لِأَسْمَاءِ بْنِ خَارِجَةَ:

لِيَ ڪُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَهْ     ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِبَالَهْ
فَلَأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصًا     أَوْسًا أُوَيْسُ مِنَ الْهَبَالَهْ

وَالْأَبِيلُ: رَئِيسُ النَّصَارَى، وَقِيلَ: هُوَ الرَّاهِبُ، وَقِيلَ الرَّاهِبُ الرَّئِيسُ، وَقِيلَ صَاحِبُ النَّاقُوسِ، وَهُمُ الْأَبِيلُونَ، قَاْلَ ابْنُ عَبْدِ الْجِنِّ:

أَمَا وَدِمَاءٍ مَائِرَاتٍ تَخَالُهَا    عَلَى قُنَّةِ الْعُزَّى أَوِ النَّسْرِ عَنْدَمَا
وَمَا قَدَّسَ الرُّهْبَانُ فِي ڪُلِّ هَيْكَلٍ     أَبِيلَ الْأَبِيلِينَ الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَا
لَقَدْ ذَاقَ مِنَّا عَامِرٌ يَوْمَ لَعْلَعٍ     حُسَامًا إِذَا
مَا هُزَّ بِالْكَفِّ صَمَّمَا

قَوْلُهُ: ” أَبِيلُ الْأَبِيلِينَ “: أَضَافَهُ إِلَيْهِمْ عَلَى التَّسْنِيعِ لِقَدْرِهِ، وَالتَّعْظِيمِ لِخَطَرِهِ، وَيُرْوَى:

أَبِيلَ الْأَبِيلِيِّينَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَا

عَلَى النَّسَبِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبِيلَ الْأَبِيلِيِّينَ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْخُ، وَالْجَمْعُ آبَالٌ، وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ أَوْرَدَهَا الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ فِيهَا:

عَلَى قُنَّةِ الْعُزَّى وَبِالنَّسْرِ عِنْدَمَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي النَّسْرِ زَائِدَتَانِ لِأَنَّهُ اسْمُ عَلَمٍ. قَاْلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَاتِ الْأَوْبَرِ

قَالَ: وَمَا – فِي قَوْلِهِ وَمَا قَدَّسَ – مَصْدَرِيَّةٌ؛ أَيْ: وَتَسْبِيحُ الرُّهْبَانِ أَبِيلَ الْأَبِيلِيِّينَ. وَالْأَيْبُلِيُّ: الرَّاهِبُ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَعْجَمِيًّا، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ غَيَّرَتْهُ يَاءُ الْإِضَافَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ انْقَحَلَ، وَقَدْ قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَيْعِلٌ، وَأَنْشَدَ الْفَارِسِيُّ بَيْتَ الْأَعْشَى:

وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ     بَنَاهُ وَصَلَّبَ فِيهِ وَصَارَا

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ڪَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُسَمَّى أَبِيلَ الْأَبِيلِينَ، الْأَبِيلُ بِوَزْنِ الْأَمِيرِ: الرَّاهِبُ، سُمِّيَ بِهِ لِتَأَبُّلِهِ عَنِ النِّسَاءِ وَتَرْكِ غِشْيَانِهِنَّ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ أَبَلَ يَأْبُلُ أَبَالَةً إِذَا تَنَسَّكَ وَتَرَهَّبَ. أَبُو الْهَيْثَمِ: الْأَيْبُلِيُّ وَالْأَيْبُلُ صَاحِبُ النَّاقُوسِ الَّذِي يُنَقِّسُ النَّصَارَى بِنَاقُوسِهِ يَدْعُوهُمْ بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، وَأَنْشَدَ:

وَمَا صَكَّ نَاقُوسَ الصَّلَاةِ أَبِيلُهَا

وَقِيلَ: هُوَ رَاهِبُ النَّصَارَى، قَاْلَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

إِنَّنِي وَاللَّهِ فَاسْمَعْ حَلِفِي     بِأَبِيلٍ ڪُلَّمَا صَلَّى جَأَرَ

وَكَانُوا يُعَظِّمُونَ الْأَبِيلَ فَيَحْلِفُونَ بِهِ ڪَمَا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ. وَالْأَبَلَةُ بِالتَّحْرِيكِ: الْوَخَامَةُ وَالثِّقَلُ مِنَ الطَّعَامِ. وَالْأَبَلَةُ: الْعَاهَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ” لَا تَبِعِ الثَّمَرَةَ حَتَّى تَأْمَنَ عَلَيْهَا الْأَبَلَةَ “، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْأُبْلَةُ بِوَزْنِ الْعُهْدَةِ الْعَاهَةُ وَالْآفَةُ، رَأَيْتُ نُسْخَةً مِنْ نُسَخِ النِّهَايَةِ وَفِيهَا حَاشِيَةٌ قَالَ: قَوْلُ أَبِي مُوسَى الْأُبْلَةُ بِوَزْنِ الْعُهْدَةِ وَهْمٌ، وَصَوَابُهُ الْأَبَلَةُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ، ڪَمَا جَاءَ فِي أَحَادِيثَ أُخَرَ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ: ” ڪُلُّ مَالٍ أَدَّيْتَ زَكَاتَهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ أَبَلَتُهُ؛ أَيْ: ذَهَبَتْ مَضَرَّتُهُ وَشَرُّهُ، وَيُرْوَى: وَبَلَتُهُ، قَالَ: الْأَبَلَةُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ، الثِّقَلُ وَالطَّلِبَةُ، وَقِيلَ هُوَ مِنَ الْوَبَالِ، فَإِنْ ڪَانَ مِنَ الْأَوَّلِ فَقَدْ قُلِبَتْ هَمْزَتُهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَاوًا، وَإِنْ ڪَانَ مِنَ الثَّانِي فَقَدْ قُلِبَتْ وَاوُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى هَمْزَةً ڪَقَوْلِهِمْ أَحَدٌ وَأَصْلُهُ وَحَدٌ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: ” ڪُلُّ مَالٍ زُكِّيَ فَقَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُ أَبَلَتُهُ ” أَيْ: ثِقَلُهُ وَوَخَامَتُهُ. أَبُو مَالِكٍ: إِنَّ ذَلِكَ الْأَمْرَ مَا عَلَيْكَ فِيهِ أَبَلَةٌ وَلَا أَبْهٌ؛ أَيْ: لَا عَيْبَ عَلَيْكَ فِيهِ. وَيُقَالُ: إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ خَرَجْتَ مِنْ أَبَلَتِهِ؛ أَيْ: مِنْ تَبِعَتِهِ وَمَذَمَّتِهِ. ابْنُ بَزْرَجٍ: مَا لِي إِلَيْكَ أَبِلَةٌ؛ أَيْ: حَاجَةٌ – بِوَزْنِ: عَبِلَةٌ – بِكَسْرِ الْبَاءِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: ” فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ فَأُبِلْنَا ” أَيْ: مُطِرْنَا وَابِلًا، وَهُوَ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ الْقَطْرِ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ؛ مِثْلَ: أَكَدَ وَوَكَدَ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: ” فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ فَوَبَلَتْنَا ” جَاءَ بِهِ عَلَى الْأَصْلِ. وَالْإِبْلَةُ: الْعَدَاوَةُ، عَنْ ڪُرَاعٍ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْأَبَلَةُ الْحِقْدُ، قَاْلَ الطِّرِمَّاحُ:

وَجَاءَتْ لِتَقْضِي الْحِقْدَ مِنْ أَبَلَاتِهَا     فَثَنَّتْ لَهَا قَحْطَانُ حِقْدًا عَلَى حِقْدِ

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَبَلَاتُهَا طَلِبَاتُهَا. وَالْأُبُلَّةُ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: تَمْرٌ يُرَضُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ وَيُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ، وَقِيلَ: هِيَ الْفِدْرَةُ مِنَ التَّمْرِ، قَالَ:

فَيَأْكُلُ مَا رُضَّ مِنْ زَادِنَا     وَيَأْبَى الْأُبُلَّةَ لَمْ تُرْضَضِ
لَهُ ظَبْيَةٌ وَلَهُ عُكَّةٌ     إِذَا أَنْفَضَ النَّاسُ لَمْ يُنْفِضِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْأُبُلَّةُ الْأَخْضَرُ مِنْ حَمْلِ الْأَرَاكِ فَإِذَا احْمَرَّ فَكَبَاثٌ. وَيُقَالُ: الْآبِلَةُ عَلَى فَاعِلَةٍ. وَالْأُبُلَّةُ: مَكَانٌ بِالْبَصْرَةِ، وَهِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ، الْبَلَدُ الْمَعْرُوفُ قُرْبَ الْبَصْرَةِ مِنْ جَانِبِهَا الْبَحْرِيِّ قِيلَ: هُوَ اسْمٌ نَبَطِيٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: الْأُبُلَّةُ مَدِينَةٌ إِلَى جَنْبِ الْبَصْرَةِ. وَأُبْلَى: مَوْضِعٌ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَهُوَ بِوَزْنِ حُبْلَى مَوْضِعٌ بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ بَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَاْلَ زُنَيْمُ بْنُ حَرَجَةَ فِي دُرَيْدٍ:

فَسَائِلْ بَنِي دُهْمَانَ أَيَّ سَحَابَةٍ     عَلَاهُمْ بِأُبْلَى وَدْقُهَا فَاسْتَهَلَّتِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ السَّرَّاجُ:

سَرَى مِثْلَ نَبْضِ الْعِرْقِ وَاللَّيْلُ دُونَهُ     وَأَعْلَامُ أُبْلَى ڪُلُّهَا فَالْأَصَالِقُ

وَيُرْوَى: وَأَعْلَامُ أَبْلٍ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رِحْلَةُ أُبْلِيٍّ مَشْهُورَةٌ، وَأَنْشَدَ:

دَعَا لُبَّهَا غَمْرٌ ڪَأَنْ قَدْ وَرَدْنَهُ     بِرِحْلَةِ أُبْلِيٍّ وَإِنْ ڪَانَ نَائِيَا

وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ آبِلَ – وَهُوَ بِالْمَدِّ وَكَسْرِ الْبَاءِ – مَوْضِعٌ لَهُ ذِكْرٌ فِي جَيْشِ أُسَامَةَ يُقَالُ لَهُ آبِلُ الزَّيْتِ. وَأُبَيْلَى: اسْمُ امْرَأَةٍ، قَاْلَ رُؤْبَةُ:

قَالَتْ أُبَيْلَى لِي وَلَمْ أَسُبَّهْ     مَا السِّنُّ إِلَّا غَفْلَةُ الْمُدَلَّهْ

معنى كلمة أبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبك: قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبِكَ الشَّيْءُ يَأْبَكُ ڪَثُرَ، وَرَأَيْتُ فِي نُسْخَةٍ مِنْ حَوَاشِي الصِّحَاحِ مَا صُورَتُهُ فِي الْأَفْعَالِ لِابْنِ الْقَطَّاعِ: أَبِكَ الرَّجُلُ أَبْكًا وَأَبَكًا ڪَثُرَ لَحْمُهُ.

معنى كلمة أبك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبق: الْإِبَاقُ: هَرَبُ الْعَبِيدِ وَذَهَابُهُمْ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا ڪَدِّ عَمَلٍ، قَالَ: وَهَذَا الْحُكْمُ فِيهِ أَنْ يُرَدَّ، فَإِذَا ڪَانَ مِنْ ڪَدِّ عَمَلٍ أَوْ خَوْفٍ لَمْ يُرَدَّ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: ڪَانَ يَرُدُّ الْعَبْدَ مِنَ الْإِبَاقِ الْبَاتِّ؛ أَيِ: الْقَاطِعِ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ. وَقَدْ أَبَقَ؛ أَيْ: هَرَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَبْدًا لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَبَقَ فَلَحِقَ بِالرُّومِ. ابْنُ سِيدَهْ: أَبَقَ يَأْبِقُ وَيَأْبُقُ أَبْقًا وَإِبَاقًا فَهُوَ آبِقٌ، وَجَمْعُهُ أُبَّاقٌ. وَأَبَقَ وَتَأَبَّقَ: اسْتَخْفَى ثُمَّ ذَهَبَ، قَاْلَ الْأَعْشَى:

فَذَاكَ وَلَمْ يَعْجِزْ مِنَ الْمَوْتِ رَبُّهُ وَلَكِنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ لَا يَتَأَبَّقُ

الْأَزْهَرِيُّ: الْإِبَاقُ هَرَبُ الْعَبْدِ مِنْ سَيِّدِهِ. قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ نَدَّ فِي الْأَرْضِ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ: إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَتَأَبَّقَ: اسْتَتَرَ، وَيُقَالُ احْتَبَسَ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَنَّ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ أَنْشَدَهُ:

أَلَا قَالَتْ بَهَانِ وَلَمْ تَأَبَّقْ     ڪَبِرْتَ وَلَا يَلِيقُ بِكَ النَّعِيمُ

قَالَ: لَمْ تَأَبَّقْ إِذَا لَمْ تَأَثَّمْ مِنْ مَقَالَتِهَا، وَقِيلَ: لَمْ تَأَبَّقْ لَمْ تَأْنَفْ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَامَانَ بْنِ ڪَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: وَلَا يَلِيطُ بِالطَّاءِ، وَكَذَلِكَ أَنْشَدَهُ أَبُو زَيْدٍ، وَبَعْدَهُ:

بَنُونَ وَهَجْمَةٌ ڪَأَشَاءِ بُسٍّ     صَفَايَا ڪَثَّةُ الْأَوْبَارِ ڪُومُ

 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ الْأَصْمَعِيَّ عَنْ قَوْلِهِ: ” وَلَمْ تَأَبَّقْ ” فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَمْ تَأَبَّقْ لَمْ تَبْعُدْ؛ مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِبَاقِ، وَقِيلَ: لَمْ تَسْتَخْفِ؛ أَيْ: قَالَتْ عَلَانِيَةً. وَالتَّأَبُّقُ: التَّوَارِي، وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَرْوِيهِ:

أَلَا قَالَتْ حَذَامِ وَجَارَتَاهَا

وَتَأَبَّقَتِ النَّاقَةُ: حَبَسَتْ لَبَنَهَا. وَالْأَبَقُ بِالتَّحْرِيكِ: الْقِنَّبُ، وَقِيلَ: قِشْرُهُ، وَقِيلَ: الْحَبْلُ مِنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:

الْقَائِدَ الْخَيْلِ مَنْكُوبًا دَوَابِرُهَا     قَدْ أُحْكِمَتْ حَكَمَاتِ الْقِدِّ وَالْأَبَقَا

وَالْأَبَقُ: الْكَتَّانُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وَأَبَّاقُ: رَجُلٌ مِنْ رُجَّازِهِمْ، وَهُوَ يُكَنَّى أَبَا قَرِيبَةَ.

معنى كلمة أبق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبغ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبغ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبغ: عَيْنُ أُبَاغَ بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالرَّقَّةِ، قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ:
وَقَالُوا فَارِسًا مِنْكُمْ قَتَلْنَا فَقُلْنَا: الرُّمْحُ يَكْلَفُ بِالْكَرِيمِ     بِعَيْنِ أُبَاغَ قَاسَمْنَا الْمَنَايَا
فَكَانَ قَسِيمُهَا خَيْرَ الْقَسِيمِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِابْنَةِ الْمُنْذِرِ تَقُولُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَالَّذِي قُتِلَ بِأُبَاغَ هُوَ الْمُنْذِرُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَصْرٍ اللَّخْمِيُّ، قَتَلَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شَمِرٍ الْغَسَّانِيُّ، وَمِنْهُ يَوْمُ عَيْنِ أُبَاغَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ قُتِلَ فِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ.

معنى كلمة أبغ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبط: الْإِبْطُ: إِبْطُ الرَّجُلِ وَالدَّوَابِّ. ابْنُ سِيدَهْ: الْإِبْطُ بَاطِنُ الْمَنْكِبِ. غَيْرُهُ: وَالْإِبْطُ بَاطِنُ الْجَنَاحِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالتَّذْكِيرُ أَعْلَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ أَنَّثَهُ بَعْضُ الْعَرَبِ، وَالْجَمْعُ آبَاطٌ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ عَنْ بَعْضِ الْأَعْرَابِ: فَرَفَعَ السَّوْطَ حَتَّى بَرَقَتْ إِبْطُهُ. وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
شَرِبْتُ بِجَمِّهِ وَصَدَرْتُ عَنْهُ وَأَبْيَضُ صَارِمٌ ذَكَرٌ إِبَاطِي
أَيْ: تَحْتَ إِبْطِي، قَاْلَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ: أَصْلُهُ إِبَاطِيٌّ فَخَفَّفَ يَاءَ النَّسَبِ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ صِفَةً لِصَارِمٍ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الْإِبْطِ. وَتَأَبَّطَ الشَّيْءَ: وَضَعَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ. وَتَأَبَّطَ سَيْفًا أَوْ شَيْئًا: أَخَذَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ، وَبِهِ سُمِّي ثَابِتُ بْنُ جَابِرٍ الْفَهْمِيُّ تَأَبَّطَ شَرًّا؛ لِأَنَّهُ – زَعَمُوا – ڪَانَ لَا يُفَارِقُهُ السَّيْفُ، وَقِيلَ: لِأَنَّ أُمَّهُ بَصُرَتْ بِهِ وَقَدْ تَأَبَّطَ جَفِيرَ سِهَامٍ وَأَخَذَ قَوْسًا فَقَالَتْ: هَذَا تَأَبَّطَ شَرًّا، وَقِيلَ: بَلْ تَأَبَّطَ سِكِّينًا وَأَتَى نَادِيَ قَوْمِهِ فَوَجَأَ أَحَدَهُمْ فَسُمِّيَ بِهِ لِذَلِكَ. وَتَقُولُ: جَاءَنِي تَأَبَّطَ شَرًّا وَمَرَرْتُ بِتَأَبَّطَ شَرًّا تَدَعُهُ عَلَى لَفْظِهِ لِأَنَّكَ لَمْ تَنْقُلْهُ مِنْ فِعْلٍ إِلَى اسْمٍ، وَإِنَّمَا سَمَّيْتَ بِالْفِعْلِ مَعَ الْفَاعِلِ رَجُلًا فَوَجَبَ أَنْ تَحْكِيَهُ وَلَا تُغَيِّرَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ڪُلُّ جُمْلَةٍ تُسَمِّي بِهَا مِثْلَ: بَرَقَ نَحْرُهُ وَذَرَّى حَبًّا، وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُثَنِّيَ أَوْ تَجْمَعَ قُلْتَ: جَاءَنِي ذَوَا تَأَبَّطَ شَرًّا وَذَوُو تَأَبَّطَ شَرًّا، أَوْ تَقُولُ: ڪِلَاهُمَا تَأَبَّطَ شَرًّا وَكُلُّهُمْ وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ تَأَبَّطِيٌّ يُنْسَبُ إِلَى الصَّدْرِ، وَلَا يَجُوزُ تَصْغِيرُهُ وَلَا تَرْخِيمُهُ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُفْرِدُ فَيَقُولُ تَأَبَّطَ أَقْبَلَ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِهَذَا أَلْزَمَنَا سِيبَوَيْهِ فِي الْحِكَايَةِ الْإِضَافَةَ إِلَى الصَّدْرِ، وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ:

وَنَحْنُ قَتَلْنَا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ     تَأَبَّطَ مَا تَرْهَقْ بِنَا الْحَرْبُ تَرْهَقِ

أَرَادَ: تَأَبَّطَ شَرًّا فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ لِلْعِلْمِ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ” أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ بِمَسْأَلَتِهِ مَنْ يَتَأَبَّطُهَا ” أَيْ: يَجْعَلُهَا تَحْتَ إِبْطِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَعَمْرُ اللَّهِ إِنِّي مَا تَأَبَّطَنِي الْإِمَاءُ؛ أَيْ: لَمْ يَحْضُنَّنِي وَيَتَوَلَّيْنَ تَرْبِيَتِي. وَالتَّأَبُّطُ: الِاضْطِبَاعُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ اللِّبْسَةِ، وَهُوَ أَنْ يُدْخِلَ الثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى فَيُلْقِيَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ ڪَانَتْ رِدْيَتُهُ التَّأَبُّطَ، وَيُقَالُ: جَعَلْتُ السَّيْفَ إِبَاطِي؛ أَيْ: يَلِي إِبْطِي، قَالَ:

وَعَضْبٌ صَارِمٌ ذَكَرٌ إِبَاطِي

وَإِبْطُ الرَّمْلِ: لُعْطُهُ، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْهُ. وَالْإِبْطُ: أَسْفَلُ حَبْلِ الرَّمْلِ وَمَسْقَطُهُ. وَالْإِبْطُ مِنَ الرَّمْلِ: مُنْقَطَعُ مُعْظَمِهِ. وَاسْتَأْبَطَ فُلَانٌ إِذَا حَفَرَ حُفْرَةً ضَيَّقَ رَأْسَهَا وَوَسَّعَ أَسْفَلَهَا، قَاْلَ الرَّاجِزُ:
يَحْفِرُ نَامُوسًا لَهُ مُسْتَأْبِطَا

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَبَطَهُ اللَّهُ وَهَبَطَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ وَبَطَ رَأْيُهُ إِذَا ضَعُفَ، وَالْوَابِطُ الضَّعِيفُ.

معنى كلمة أبط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبض: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَبْضُ الشَّدُّ، وَالْأَبْضُ التَّخْلِيَةُ، وَالْأَبْضُ السُّكُونُ، وَالْأَبْضُ الْحَرَكَةُ، وَأَنْشَدَ:
تَشْكُو الْعُرُوقَ الْآبِضَاتُ أَبْضًا
ابْنُ سِيدَهْ: وَالْأُبْضُ بِالضَّمِّ الدَّهْرُ، قَاْلَ رُؤْبَةُ:
فِي حِقْبَةٍ عِشْنَا بِذَاكَ أُبْضًا     خِدْنَ اللَّوَاتِي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضَا
وَجَمْعُهُ آبَاضٌ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْأَبْضُ الشَّدُّ بِالْإِبَاضِ، وَهُوَ عِقَالٌ يُنْشَبُ فِي رُسْغِ الْبَعِيرِ، وَهُوَ قَائِمٌ فَيَرْفَعُ يَدَهُ فَتُثْنَى بِالْعِقَالِ إِلَى عَضُدِهِ وَتُشَدُّ. وَأَبَضْتُ الْبَعِيرَ آبُضُهُ وَآبِضُهُ أَبْضًا: وَهُوَ أَنْ تُشَدَّ رُسْغُ يَدِهِ إِلَى عَضُدِهِ حَتَّى تَرْتَفِعَ يَدُهُ عَنِ الْأَرْضِ، وَذَلِكَ الْحَبْلُ هُوَ الْإِبَاضُ بِالْكَسْرِ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَقْعَسِيِّ:

أَكْلَفُ لَمْ يَثْنِ يَدَيْهِ آبِضُ

وَأَبَضَ الْبَعِيرَ يَأْبِضُهُ وَيَأْبُضُهُ: شَدَّ رُسْغَ يَدَيْهِ إِلَى ذِرَاعَيْهِ لِئَلَّا يَحْرَدَ. وَأَخَذَ يَأْبِضُهُ: جَعَلَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ رُكْبَتَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ احْتَمَلَهُ. وَالْمَأْبِضُ: ڪُلُّ مَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ فَخْذُكَ، وَقِيلَ: الْمَأْبِضَانِ مَا تَحْتَ الْفَخِذَيْنِ فِي مَثَانِي أَسَافِلِهِمَا، وَقِيلَ: الْمَأْبِضَانِ بَاطِنَا الرُّكْبَتَيْنِ وَالْمِرْفَقَيْنِ. التَّهْذِيبُ: وَمَأْبِضَا السَّاقَيْنِ مَا بَطَنَ مِنَ الرُّكْبَتَيْنِ وَهُمَا فِي يَدِيِ الْبَعِيرِ بَاطِنَا الْمِرْفَقَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْمَأْبِضُ بَاطِنُ الرُّكْبَةِ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ مَآبِضُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ:

أَوْ مُلْتَقَى فَائِلِهِ وَمَأْبِضِهْ

وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: الْفَائِلَانِ عِرْقَانِ فِي الْفَخِذَيْنِ، وَالْمَأْبِضُ بَاطِنُ الْفَخِذَيْنِ إِلَى الْبَطْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ قَائِمًا لِعِلَّةٍ بِمَأْبِضَيْهِ ” الْمَأْبِضُ: بَاطِنُ الرُّكْبَةِ هَاهُنَا، وَأَصْلُهُ مِنَ الْإِبَاضِ، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ رُسْغُ الْبَعِيرِ إِلَى عَضُدِهِ. وَالْمَأْبِضُ مَفْعِلٌ مِنْهُ؛ أَيْ: مَوْضِعُ الْإِبَاضِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِنَّ الْبَوْلَ قَائِمًا يَشْفِي مِنْ تِلْكَ الْعِلَّةِ. وَالتَّأَبُّضُ: انْقِبَاضُ النَّسَا، وَهُوَ عِرْقٌ، يُقَالُ: أَبِضَ نَسَاهُ وَأَبَضَ وَتَأَبَّضَ تَقَبَّضَ وَشَدَّ رِجْلَيْهِ، قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امْرَأَةً:

إِذَا جَلَسَتْ فِي الدَّارِ يَوْمًا تَأَبَّضَتْ     تَأَبُّضَ ذِيبِ التَّلْعَةِ الْمُتَصَوِّبِ

أَرَادَ أَنَّهَا تَجْلِسُ جِلْسَةَ الذِّئْبِ إِذَا أَقْعَى، وَإِذَا تَأَبَّضَ عَلَى التَّلْعَةِ رَأَيْتَهُ مُنْكَبًّا. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ تَأَبُّضُ رِجْلَيْهِ وَشَنَجُ نَسَاهُ. قَالَ: وَيُعْرَفُ شَنَجُ نَسَاهُ بِتَأَبُّضِ رِجْلَيْهِ وَتَوْتِيرِهِمَا إِذَا مَشَى. وَالْإِبَاضُ: عِرْقٌ فِي الرِّجْلِ. يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا تَوَتَّرَ ذَلِكَ الْعِرْقُ مِنْهُ: مُتَأَبِّضٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فَرَسٌ أَبُوضُ النَّسَا ڪَأَنَّمَا يَأْبِضُ رِجْلَيْهِ مِنْ سُرْعَةِ رَفْعِهِمَا عِنْدَ وَضْعِهِمَا، وَقَوْلُ لَبِيدٍ:

كَأَنَّ هِجَانَهَا مُتَأَبِّضَاتٍ     وَفِي الْأَقْرَانِ أَصْوِرَةُ الرَّغَامِ

مُتَأَبِّضَاتٌ: مَعْقُولَاتٌ بِالْأُبُضِ، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْحَالِ. وَالْمَأْبِضُ: الرُّسْغُ وَهُوَ مَوْصِلُ الْكَفِّ فِي الذِّرَاعِ، وَتَصْغِيرُ الْإِبَاضِ أُبَيِّضٌ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:

أَقُولُ لِصَاحِبِي، وَاللَّيْلُ دَاجٍ:     أُبَيِّضَكَ الْأُسَيِّدَ لَا يَضِيعُ

يَقُولُ: احْفَظْ إِبَاضَكَ الْأَسْوَدَ لَا يَضِيعُ، فَصَغَّرَهُ. وَيُقَالُ: تَأَبَّضَ الْبَعِيرُ فَهُوَ مُتَأَبِّضٌ. وَتَأَبَّضَهُ غَيْرُهُ ڪَمَا يُقَالُ زَادَ الشَّيْءُ وَزِدْتُهُ. وَيُقَالُ لِلْغُرَابِ مُؤْتَبِضُ النَّسَا لِأَنَّهُ يَحْجِلُ ڪَأَنَّهُ مَأْبُوضٌ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:

وَظَلَّ غُرَابُ الْبَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسَا     لَهُ فِي دِيَارِ الْجَارَتَيْنِ نَعِيقٌ

وَإِبَاضٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَالْإِبَاضِيَّةُ: قَوْمٌ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ لَهُمْ هَوًى يُنْسَبُونَ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: الْإِبَاضِيَّةُ فِرْقَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبَاضٍ  التَّمِيمِيِّ. وَأُبْضَةٌ: مَاءٌ لِطَيِّءٍ وَبَنِي مِلْقَطٍ ڪَثِيرُ النَّخْلِ، قَاْلَ مُسَاوِرُ بْنُ هِنْدٍ:

وَجَلَبْتُهُ مِنْ أَهْلِ أُبْضَةَ طَائِعًا     حَتَّى تَحَكَّمَ فِيهِ أَهْلُ أُرَابِ

وَأُبَاضُ: عِرْضٌ بِالْيَمَامَةِ ڪَثِيرُ النَّخْلِ وَالزَّرْعِ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَأَنْشَدَ:

أَلَا يَا جَارَتَا بِأُبَاضَ إِنِّي     رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْرًا مِنْكِ جَارَا
تُعَرِّينَا إِذَا هَبَّتْ عَلَيْنَا     وَتَمْلَأُ عَيْنَ نَاظِرِكُمْ غُبَارَا

وَقَدْ قِيلَ: بِهِ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ.

معنى كلمة أبض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبص: رَجُلٌ أَبِصٌ وَأَبُوصٌ: نَشِيطٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، قَاْلَ أَبُو دُوَادَ:
وَلَقَدْ شَهِدْتُ تَغَاؤُرًا يَوْمَ اللِّقَاءِ عَلَى أَبُوصٍ
وَقَدْ أَبَصَ يَأْبِصُ أَبْصًا، فَهُوَ آبِصٌ وَأَبُوصٌ. الْفَرَّاءُ: أَبِصَ يَأْبَصُ وَهَبِصَ يَهْبَصُ إِذَا أَرِنَ وَنَشِطَ.

معنى كلمة أبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبش: الْأَبْشُ: الْجَمْعُ. وَقَدْ أَبَشَهُ وَأَبَشَ لِأَهْلِهِ يَأْبِشُ أَبْشًا: ڪَسَبَ. وَرَجُلٌ أَبَّاشٌ: مُكْتَسِبٌ. وَيُقَالُ: تَأَبَّشَ الْقَوْمُ وَتَهَبَّشُوا إِذَا تَجَيَّشُوا وَتَجَمَّعُوا.

معنى كلمة أبش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبس: أَبَسَهُ يَأْبِسُهُ أَبْسًا وَأَبَّسَهُ: صَغَّرَ بِهِ وَحَقَّرَهُ، قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
وَلَيْثُ غَابٍ لَمْ يُرَمْ بِأَبْسٍ
أَيْ بِزَجْرٍ وَإِذْلَالٍ، وَيُرْوَى: لُيُوثٌ هَيْجًا. الْأَصْمَعِيُّ: أَبَّسْتُ بِهِ تَأْبِيسًا وَأَبَسْتُ بِهِ أَبْسًا إِذَا صَغَّرْتَهُ وَحَقَّرْتَهُ وَذَلَّلْتَهُ وَكَسَّرْتَهُ، قَاْلَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ يُخَاطِبُ خُفَافَ بْنَ نُدْبَةَ:
إِنْ تَكُ جُلْمُودَ صَخْرٍ لَا أُؤَبِّسُهُ     أُوقِدْ عَلَيْهِ فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ
السَّلْمُ تَأْخُذُ مِنْهَا مَا رَضِيتَ بِهِ     وَالْحَرْبُ يَكْفِيكَ مِنْ أَنْفَاسِهَا جُرَعُ

وَهَذَا الشِّعْرُ أَنْشَدَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بِصْرٍ، وَقَالَ: الْبِصْرُ حِجَارَةٌ بِيضٌ، وَالْجُلْمُودُ: الْقِطْعَةُ الْغَلِيظَةُ مِنْهَا، يَقُولُ: أَنَا قَادِرٌ عَلَيْكَ لَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ وَلَوْ ڪُنْتَ جُلْمُودَ بِصْرٍ لَا تَقْبَلُ التَّأْبِيسَ وَالتَّذْلِيلَ لَأَوْقَدْتُ عَلَيْهِ النَّارَ حَتَّى يَنْصَدِعَ وَيَتَفَتَّتَ. وَالسِّلْمُ: الْمُسَالَمَةُ وَالصُّلْحُ ضِدُّ الْحَرْبِ وَالْمُحَارَبَةِ. يَقُولُ: إِنَّ السِّلْمَ، وَإِنْ طَالَتْ، لَا تَضُرُّكَ وَلَا يَلْحَقُكَ مِنْهَا أَذًى وَالْحَرْبُ أَقَلُّ شَيْءٍ مِنْهَا يَكْفِيكَ. وَرَأَيْتُ فِي نُسْخَةٍ مِنْ أَمَالِي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: أَنْشَدَهُ الْمُفَجِّعُ فِي التَّرْجُمَانِ:

إِنْ تَكُ جُلْمُودَ صَخْدٍ

وَقَالَ بَعْدَ إِنْشَادِهِ: صَخْدٌ: وَادٍ، ثُمَّ قَالَ: جَعَلَ أُوقِدْ جَوَابَ الْمُجَازَاةِ، وَ ” أَحْمِيهِ ” عَطْفًا عَلَيْهِ وَجَعَلَ ” أُؤَبِّسُهُ ” نَعْتًا لِلْجُلْمُودِ وَعَطَفَ عَلَيْهِ فَيَنْصَدِعُ. وَالتَّأَبُّسُ: التَّغَيُّرُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ:

تَطِيفُ بِهِ الْأَيَّامُ مَا يَتَأَبَّسُ

وَالْإِبْسُ وَالْأَبْسُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْخَشِنُ مِثْلَ الشَّأْزِ. وَمُنَاخُ أَبْسٍ: غَيْرُ مُطَمْئِنٍ، قَاْلَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الْأَسَدِيُّ يَصِفُ نُوقًا قَدْ أَسْقَطَتْ أَوْلَادَهَا  لِشِدَّةِ السَّيْرِ وَالْإِعْيَاءِ:

يَتْرُكْنَ فِي ڪُلِّ مُنَاخِ أَبْسِ     ڪُلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ فِي الْغِرْسِ

وَيُرْوَى: مُنَاخِ إِنْسِ، بِالنُّونِ وَالْإِضَافَةِ، أَرَادَ مُنَاخَ نَاسٍ؛ أَيِ: الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْزِلُهُ النَّاسُ أَوْ ڪُلَّ مَنْزِلٍ يَنْزِلُهُ الْإِنْسُ. وَالْجَنِينُ الْمُشْعَرُ: الَّذِي قَدْ نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّعْرُ. وَالْغِرْسُ: جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ الْمَوْلُودِ، وَالْجَمْعُ أَغْرَاسٌ. وَأَبَسَهُ أَبْسًا: قَهَرَهُ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَأَبَسَهُ وَأَبَّسَهُ: غَاظَهُ وَرَوَّعَهُ. وَالْأَبْسُ: بَكْعُ الرَّجُلِ بِمَا يَسُوءُهُ. يُقَالُ: أَبَسْتُهُ آبِسُهُ أَبْسَا. وَيُقَالُ: أَبَّسْتُهُ تَأْبِيسًا إِذَا قَابَلْتُهُ بِالْمَكْرُوهِ. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْ فَتْحِ خَيْبَرَ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ خَيْبَرَ أَسَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُرِيدُونَ أَنْ يُرْسِلُوا بِهِ إِلَى قَوْمِهِ لِيَقْتُلُوهُ، فَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يُؤَبِّسُونَ بِهِ الْعَبَّاسَ؛ أَيْ: يُعَيِّرُونَهُ، وَقِيلَ: يُخَوِّفُونَهُ، وَقِيلَ: يُرْغِمُونَهُ، وَقِيلَ: يُغْضِبُونَهُ وَيَحْمِلُونَهُ عَلَى إِغْلَاظِ الْقَوْلِ لَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: امْرَأَةٌ أُبَاسٌ إِذَا ڪَانَتْ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ، وَأَنْشَدَ:

لَيْسَتْ بِسَوْدَاءَ أُبَاسٍ شَهْبَرَهْ

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِبْسُ الْأَصْلُ السُّوءُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَبْسُ ذَكَرُ السَّلَاحِفَ، قَالَ: وَهُوَ الرَّقُّ وَالْغَيْلَمُ. وَإِبَاءٌ أَبْسٌ: مُخْزٍ ڪَاسِرٌ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَحُكِيَ عَنِ الْمُفَضَّلِ أَنَّ السُّؤَالَ الْمُلِحَّ يَكْفِيكَهُ الْإِبَاءُ الْأَبْسُ، فَكَأَنَّ هَذَا وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هُوَ الْإِبَاءُ الْأَبْأَسُ؛ أَيِ: الْأَشَدُّ. قَاْلَ أَعْرَابِيٌّ لِرَجُلٍ: إِنَّكَ لَتَرُدُّ السُّؤَالَ الْمُلْحِفَ بِالْإِبَاءِ الْأَبَأَسِ.

معنى كلمة أبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبز: أَبَزَ الظَّبْيُ يَأْبِزُ أَبْزًا وَأُبُوزًا: وَثَبَ وَقَفَزَ فِي عَدْوِهِ، وَقِيلَ تُطْلَقَ فِي عَدْوِهِ، قَالَ:
يَمُرُّ ڪَمَرِّ الْآبِزِ الْمُتَطَلِّقِ
وَالِاسْمُ الْأَبَزَى، وَظَبْيٌ أَبَّازٌ وَأَبُوزٌ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَبُوزُ: الْقَفَّازُ مِنْ ڪُلِّ الْحَيَوَانِ، وَهُوَ أَبُوزٌ، وَالْأَبَّازُ الْوَثَّابُ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
يَا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ الْعُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلَيْهِ فَاجْتَمَعْ     لَمَّا رَأَى أَنْ لَا دَعَهْ لَا شِبَعْ
مَالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فَاضْطَجَعْ

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْأَبَّازُ الْقَفَّازُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَفَ ظَبْيًا، وَ ” الْعُفْرُ ” مِنَ الظِّبَاءِ الَّتِي يَعْلُو بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ. وَ ” تَقَبَّضَ “: جَمَعَ قَوَائِمَهُ لِيَثِبَ عَلَى الظَّبْيِ فَلَمَّا رَأَى الذِّئْبُ أَنَّهُ لَا دَعَةَ لَهُ وَلَا شِبَعَ لِكَوْنِهِ لَا يَصِلُ إِلَى الظَّبْيِ فَيَأْكُلُهُ مَالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ، وَالْأَرْطَاةُ: وَاحِدَةُ الْأَرْطَى، وَهُوَ شَجَرٌ يُدْبَغُ بِوَرَقِهِ. وَالْحِقْفُ: الْمُعْوَجُّ مِنَ الرَّمْلِ، وَجَمْعُهُ أَحْقَافٌ وَحُقُوفٌ، وَقَالَ جِرَانُ الْعَوْدِ:

لَقَدْ صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ ڪُوزِ     عُلَالَةً مِنْ وَكَرَى أَبُوزِ
تُرِيحُ بَعْدَ النَّفَسِ الْمَحْفُوزِ     إِرَاحَةَ الْجِدَايَةِ النَّفُوزِ

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ ڪَيْسَانَ: قَرَأْتُهُ عَلَى ثَعْلَبٍ جَمَلَ بْنَ ڪُوزٍ بِالْجِيمِ، وَأَخَذَهُ عَلِيٌّ بِالْحَاءِ، قَالَ: وَأَنَا إِلَى الْحَاءِ أَمْيَلُ. وَصَبَحْتُهُ: سَقَيْتُهُ صَبُوحًا، وَجَعَلَ الصَّبُوحَ الَّذِي سَقَاهُ لَهُ عُلَالَةً مِنْ عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرًى، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ الْعَدْوِ، يَقُولُ: سَقَيْتُهُ عُلَالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صَبَاحًا، يَعْنِي أَنَّهُ أَغَارَ عَلَيْهِ وَقْتَ الصُّبْحِ فَجَعَلَ ذَلِكَ صَبُوحًا لَهُ، وَاسْمُ جِرَانِ الْعَوْدِ عَامِرُ بْنُ الْحَرْثِ، وَإِنَّمَا لُقِّبَ جِرَانَ الْعَوْدِ لِقَوْلِهِ:

خُذَا حَذَرًا يَا خِلَّتَيَّ فَإِنَّنِي     رَأَيْتُ جِرَانَ الْعَوْدِ قَدْ ڪَادَ يَصْلُحُ

يَقُولُ لِامْرَأَتَيْهِ: احْذَرَا فَإِنِّي رَأَيْتُ السَّوْطَ قَدْ قَرُبَ صَلَاحُهُ. وَالْجِرَانُ: بَاطِنُ عُنُقِ الْبَعِيرِ. وَالْعَوْدُ: الْجَمَلُ الْمُسِنُّ. وَحَمَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَقَوْلُهُ: ” بَعْدَ النَّفَسِ الْمَحْفُوزِ ” يُرِيدُ النَّفَسَ الشَّدِيدَ الْمُتَتَابِعَ الَّذِي ڪَأَنَّ دَافِعًا يَدْفَعُهُ مِنْ سِبَاقٍ. وَ ” تُرِيحُ ” تَتَنَفَّسُ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

لَهَا مَنْخَرٌ ڪَوِجَارِ السِّبَاعِ     فَمِنْهُ تُرِيحُ إِذَا تَنْبَهِرْ

وَالْجِدَايَةُ: الظَّبْيَةُ، وَالنَّفُوزُ: الَّتِي تَنْفِزُ أَيْ: تَثِبُ. وَأَبَزَ الْإِنْسَانُ فِي عَدْوِهِ يَأْبِزُ أَبْزًا وَأُبُوزًا: اسْتَرَاحَ ثُمَّ مَضَى. وَأَبَزَ يَأْبِزُ أَبْزًا: لُغَةٌ فِي هَبَزَ إِذَا مَاتَ مُغَافَصَةً.

معنى كلمة أبز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبر: أَبَرَ النَّخْلَ وَالزَّرْعَ يَأْبُرُهُ، وَيَأْبِرُهُ أَبْرًا وَإِبَارًا وَإِبَارَةً وَأَبَّرَهُ: أَصْلَحَهُ. وَأْتَبَرْتَ فُلَانًا: سَأَلْتَهُ أَنْ يَأْبُرَ نَخْلَكَ، وَكَذَلِكَ فِي الزَّرْعِ إِذَا سَأَلْتَهُ أَنْ يُصْلِحَهُ لَكَ، قَاْلَ طَرَفَةُ:
وَلِيَ الْأَصْلُ الَّذِي فِي مِثْلِهِ يُصْلِحُ الْآبِرُ زَرْعَ الْمُؤْتَبِرْ
وَالْآبِرُ: الْعَامِلُ. وَالْمُؤْتَبَرُ: رَبُّ الزَّرْعِ. وَالْمَأْبُورُ: الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ الْمُصْلَحُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي دُعَائِهِ عَلَى الْخَوَارِجِ: ” أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ وَلَا بَقِيَ مِنْكُمْ آبِرٌ ” أَيْ: رَجُلٌ يَقُومُ بِتَأْبِيرِ النَّخْلِ وَإِصْلَاحِهَا، فَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَبَرَ الْمُخَفَّفَةِ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَقَوْلُهُ:

أَنْ يَأْبُرُوا زَرْعًا لِغَيْرِهِمُ     وَالْأَمْرُ تَحْقِرُهُ وَقَدْ يَنْمِي

قَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَعْنَى أَنَّهُمْ قَدْ حَالَفُوا أَعْدَاءَهُمْ لِيَسْتَعِينُوا بِهِمْ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ، وَزَمَنُ الْإِبَارِ زَمَنُ تَلْقِيحِ النَّخْلِ وَإِصْلَاحِهِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ڪُلُّ إِصْلَاحٍ إِبَارَةٌ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ حُمَيْدٍ:

إِنَّ الْحِبِالَةَ أَلْهَتْنِي إِبَارَتُهَا     حَتَّى أَصِيدَكُمَا فِي بَعْضِهَا قَنَصَا

فَجَعَلَ إِصْلَاحَ الْحِبِالَةِ إِبَارَةً. وَفِي الْخَبَرِ: خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ وَسِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ، السِّكَّةُ الطَّرِيقَةُ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ، وَالْمَأْبُورَةُ: الْمُلَقَّحَةُ يُقَالُ: أَبَرْتُ النَّخْلَةَ وَأَبَّرْتُهُا، فَهِيَ مَأْبُورَةٌ وَمُؤَبَّرَةٌ، وَقِيلَ: السِّكَّةُ سِكَّةُ الْحَرْثِ، وَالْمَأْبُورَةُ الْمُصْلَحَةُ لَهُ، أَرَادَ: خَيْرُ الْمَالِ نِتَاجٌ أَوْ زَرْعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: (مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ). قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تُؤْبَرُ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِ ثَمَرَتِهَا وَانْشِقَاقُ طَلْعِهَا وَكَوَافِرِهَا مِنْ غَضِيضِهَا، وَشَبَّهَ الشَّافِعِيُّ ذَلِكَ بِالْوِلَادَةِ فِي الْإِمَاءِ إِذَا أُبِيعَتْ حَامِلًا تَبِعَهَا وَلَدُهَا، وَإِنْ وَلَدَتْهُ قَبْلَ ذَلِكَ ڪَانَ الْوَلَدُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَهُ الْمُبْتَاعُ مَعَ الْأُمِّ، وَكَذَلِكَ النَّخْلُ إِذَا أُبِّرَ أَوْ أُبِيعَ عَلَى التَّأْبِيرِ فِي الْمَعْنَيَيْنِ. وَتَأْبِيرُ النَّخْلِ: تَلْقِيحُهُ، يُقَالُ: نَخْلَةٌ مُؤَبَّرَةٌ مِثْلَ مَأْبُورَةٍ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الْإِبَارُ عَلَى وَزْنِ الْإِزَارِ. وَيُقَالُ: تَأَبَّرَ الْفَسِيلُ إِذَا قَبِلَ الْإِبَارَ، وَقَالَ الرَّاجِزُ:

تَأَبَّرِي يَا خَيْرَةَ الْفَسِيلِ     إِذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بِالْفُحُولِ

يَقُولُ: تَلَقَّحِي مِنْ غَيْرِ تَأْبِيرٍ، وَفِي قَوْلِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: يَشْتَرِطُ صَاحِبُ الْأَرْضِ عَلَى الْمَسَاقِي ڪَذَا وَكَذَا، وَإِبَارَ النَّخْلِ. وَرَوَى أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: يُقَالُ نَخْلٌ قَدْ أُبِّرَتْ وَوُبِرَتْ وَأُبِرَتْ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، فَمَنْ قَاْلَ أُبِّرَتْ فَهِيَ مُؤَبَّرَةٌ، وَمَنْ قَاْلَ وُبِرَتْ، فَهِيَ مَوْبُورَةٌ، وَمَنْ قَاْلَ أُبِرَتْ، فَهِيَ مَأْبُورَةٌ أَيْ: مُلَقَّحَةٌ، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يُقَالُ لِكُلِّ مُصْلِحِ صَنْعَةٍ: هُوَ آبِرُهَا،، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمُلَقِّحِ آبِرٌ؛ لِأَنَّهُ مُصْلِحٌ لَهُ، وَأَنْشَدَ:

فَإِنْ أَنْتِ لَمْ تَرْضَيْ بِسَعْيِيَ فَاتْرُكِي     لِيَ الْبَيْتَ آبَرْهُ وَكُونِي مَكَانِيَا

أَيْ: أُصْلِحُهُ، ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَبَرَ إِذَا آذَى وَأَبَرَ إِذَا اغْتَابَ وَأَبَرَ إِذَا لَقَّحَ النَّخْلَ وَأَبَرَ أَصْلَحَ، وَقَالَ: الْمَأْبَرُ وَالْمِئْبَرُ الْحَشُّ تُلَقَّحُ بِهِ النَّخْلَةُ. وَإِبْرَةُ الذِّرَاعِ: مُسْتَدَقُّهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْإِبْرَةُ عُظَيْمٌ مُسْتَوٍ مَعَ طَرَفِ الزَّنْدِ مِنَ الذِّرَاعِ إِلَى طَرَفِ الْإِصْبَعِ، وَقِيلَ: الْإِبْرَةُ مِنَ الْإِنْسَانِ طَرَفُ الذِّرَاعِ الَّذِي يَذْرَعُ مِنْهُ الذَّارِعُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِبْرَةُ الذِّرَاعِ طَرَفُ الْعَظْمِ الَّذِي مِنْهُ يَذْرَعُ الذَّارِعُ، وَطَرَفُ عَظْمِ الْعَضُدِ الَّذِي يَلِي الْمِرْفَقَ يُقَالُ لَهُ الْقَبِيحُ، وَزُجَّ الْمِرْفَقُ بَيْنَ الْقَبِيحِ وَبَيْنَ إِبْرَةِ الذَّارِعِ، وَأَنْشَدَ:

حَتَّى تُلَاقِيَ الْإِبْرَةُ الْقَبِيحَا

وَإِبْرَةُ الْفَرَسِ: شَظِيَّةٌ لَاصِقَةٌ بِالذِّرَاعِ لَيْسَتْ مِنْهَا. وَالْإِبْرَةُ: عَظْمُ وَتَرَةِ الْعُرْقُوبِ، وَهُوَ عُظَيْمٌ لَاصِقٌ بِالْكَعْبِ. وَإِبْرَةُ الْفَرَسِ: مَا انْحَدَّ مِنْ عُرْقُوبَيْهِ، وَفِي عُرْقُوبَيِ الْفَرَسِ إِبْرَتَانِ وَهُمَا حَدُّ ڪُلِّ عُرْقُوبٍ مِنْ ظَاهِرٍ. وَالْإِبْرَةُ: مِسَلَّةُ الْحَدِيدِ، وَالْجَمْعُ إِبَرٌ وَإِبَارٌ، قَاْلَ الْقُطَامِيُّ:

وَقَوْلُ الْمَرْءِ يَنْفُذُ بَعْدَ حِينٍ     أَمَاكِنَ لَا تُجَاوِزُهَا الْإِبَارُ

وَصَانِعُهَا أَبَّارُ. وَالْإِبْرَةُ: وَاحِدَةُ الْإِبَرِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلْمِخْيَطِ إِبْرَةٌ، وَجَمْعُهَا إِبَرٌ، وَالَّذِي يُسَوِّي الْإِبَرَ يُقَالُ لَهُ الْأَبَّارُ، وَأَنْشَدَ شَمِرٌ فِي صِفَةِ الرِّيَاحِ لِابْنِ أَحْمَرَ:

أَرَبَّتْ عَلَيْهَا ڪُلُّ هَوْجَاءَ سَهْوَةٍ     زَفُوفِ التَّوَالِي، رَحْبَةِ الْمُتَنَسِّمِ
إِبَارِيَّةٍ هَوْجَاءَ مَوْعِدُهَا الضُّحَى     إِذَا أَرْزَمَتْ جَاءَتْ بِوَرْدٍ غَشَمْشَمِ
رَفُوفٍ نِيَافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفِيَّةٍ     تَرَى الْبِيدَ مِنْ إِعْصَافِهَا الْجَرْيَ تَرْتَمِي
تَحِنُّ وَلَمْ تَرْأَمْ فَصِيلًا وَإِنْ تَجِدْ     فَيَافِيَ غِيطَانٍ تَهَدَّجْ وَتَرْأَمِ
إِذَا عَصَّبَتْ رَسْمًا فَلَيْسَ بِدَائِمٍ     بِهِ وَتِدٌ إِلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ

وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُؤْمِنُ ڪَالْكَلْبِ الْمَأْبُورِ، وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الشَّاةِ الْمَأْبُورَةِ؛ أَيِ: الَّتِي أَكَلَتِ الْإِبْرَةُ فِي عَلَفِهَا فَنَشِبَتْ فِي جَوْفِهَا، فَهِيَ لَا تَأْكُلُ شَيْئًا، وَإِنْ أَكَلَتْ لَمْ يَنْجَعْ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: لَوْ عَرَّفْنَاهُ أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ؛ أَيْ: أَهْلَكْنَاهُمْ، وَهُوَ مِنْ أَبَرْتُ الْكَلْبَ إِذَا أَطْعَمْتَهُ الْإِبْرَةَ فِي الْخُبْزِ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى الْأَصْفَهَانِيُّ فِي حَرْفِ الْهَمْزَةِ وَعَادَ فَأَخْرَجَهُ فِي حَرْفِ الْبَاءِ وَجَعَلَهُ مِنَ الْبَوَارِ الْهَلَاكِ، وَالْهَمْزَةُ فِي الْأَوَّلِ أَصْلِيَّةٌ، وَفِي الثَّانِي زَائِدَةٌ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ أَيْضًا. وَيُقَالُ لِلِّسَانِ: مِئْبَرٌ وَمِذْرَبٌ وَمِفْصَلٌ وَمِقْوَلٌ. وَإِبْرَةُ الْعَقْرَبِ: الَّتِي تُلْدَغُ بِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: طَرَفُ ذَنَبِهَا. وَأَبَرَّتْهُ تَأْبُرُهُ وَتَأْبِرُهُ أَبْرًا: لِسَعَتِهِ؛ أَيْ: ضَرَبْتُهُ بِإِبْرَتِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلَا تَتَزَوَّجَ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَالِي صَفْرَاءُ وَلَا بَيْضَاءُ، وَلَسْتُ بِمَأْبُورٍ فِي دِينِي فَيُوَرِّي بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي، إِنِّي لَأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ، الْمَأْبُورُ: مَنْ أَبَرَّتْهُ الْعَقْرَبُ أَيْ لَسَعَتْهُ بِإِبْرَتِهَا، يَعْنِي لَسْتُ غَيْرَ الصَّحِيحِ الدِّينِ وَلَا الْمُتَّهَمَ فِي الْإِسْلَامِ فَيَتَأَلَّفُنِي عَلَيْهِ بِتَزْوِيجِهَا إِيَّايَ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَسَنَذْكُرُهُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَلَوْ رُوِيَ: لَسْتُ بِمَأْبُونٍ بِالنُّونِ، لَكَانَ وَجْهًا. وَالْإِبْرَةُ وَالْمِئْبَرَةُ، الْأَخِيرَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: النَّمِيمَةُ. وَالْمَآبِرُ: النَّمَائِمُ وَإِفْسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ، قَاْلَ النَّابِغَةُ:

وَذَلِكَ مِنْ قَوْلٍ أَتَاكَ أَقُولُهُ     وَمِنْ دَسِّ أَعْدَائِي إِلَيْكَ الْمَآبِرَا

 وَالْإِبْرَةُ: فَسِيلُ الْمُقْلِ يَعْنِي صِغَارَهَا، وَجَمْعُهَا إِبَرٌ وَإِبَرَاتٌ، الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ جَمْعُ جَمْعٍ ڪَحُمُرَاتٍ وَطُرُقَاتٍ. وَالْمِئْبَرُ: مَا رَقَّ مِنَ الرَّمْلِ. قَاْلَ ڪُثَيِّرُ عَزَّةَ:

إِلَى الْمِئْبَرِ الرَّابِي مِنَ الرَّمْلِ ذِي الْغَضَا     تَرَاهَا وَقَدْ أَقْوَتْ حَدِيثًا قَدِيمُهَا

وَأَبَّرَ الْأَثَرَ: عَفَّى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى: أَنَّ السِّتَّةَ لَمَّا اجْتَمَعُوا تَكَلَّمُوا فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ فِي خُطْبَتِهِ: لَا تُؤَبِّرُوا آثَارَكُمْ فَتُولِتُوا دِينَكُمْ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ الرِّيَاشِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ: التَّأْبِيرُ التَّعْفِيَةُ وَمَحْوُ الْأَثَرِ، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ يُؤَبَّرُ أَثَرُهُ حَتَّى لَا يُعْرَفَ طَرِيقُهُ إِلَّا التُّفَّةَ، وَهِيَ عَنَاقُ الْأَرْضِ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَفِي تَرْجَمَةِ بَأَرَ وَابْتَأَرَ الْحَرُّ قَدَمَيْهِ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: فِي الِابْتِئَارِ لُغَتَانِ يُقَالُ ابْتَأَرْتُ وَأْتَبَرْتُ ابْتِئَارًا وَأْتِبَارًا، قَاْلَ الْقُطَامِيُّ:

فَإِنْ لَمْ تَأْتَبِرْ رَشَدًا قُرَيْشٌ     فَلَيْسَ لِسَائِرِ النَّاسِ ائْتِبَارُ

يَعْنِي اصْطِنَاعَ الْخَيْرِ وَالْمَعْرُوفِ وَتَقْدِيمَهُ.

ابْرِيسِمَ: قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هُوَ الْإِبْرِيسِمُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي ” بَرْسَمَ ” إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبد: الْأَبَدُ: الدَّهْرُ وَالْجَمْعُ آبَادٌ وَأُبُودُ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ قَاْلَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ: أَرَأَيْتَ مُتْعَتَنَا هَذِهِ أَلِعَامِنَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ فَقَالَ: بَلْ هِيَ لِلْأَبَدِ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِأَبَدٍ؟ فَقَالَ: بَلْ لِأَبَدِ أَبَدٍ، وَفِي أُخْرَى: بَلْ لِأَبَدِ الْأَبَدِ؛ أَيْ: هِيَ لِآخِرِ الدَّهْرِ. وَأَبَدٌ أَبِيدٌ؛ ڪَقَوْلِهِمْ دَهْرٌ دَهِيرٌ. وَلَا أَفْعَلَ ذَلِكَ أَبَدَ الْأَبِيدِ وَأَبَدَ الْآبَادِ وَأَبَدَ الدَّهْرَ وَأَبِيدَ الْأَبِيدَ وَأَبَدَ الْأَبَدِيَّةَ، وَأَبَدَ الْأَبَدَّيْنِ لَيْسَ عَلَى النَّسَبِ؛ لِأَنَّهُ لَوْ ڪَانَ ڪَذَلِكَ لَكَانُوا خُلَقَاءَ أَنْ يَقُولُوا الْأَبَدَيِّينَ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّهُ جَمَعَ الْأَبَدَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، عَلَى التَّشْنِيعِ وَالتَّعْظِيمِ ڪَمَا قَالُوا أَرَضُونَ، وَقَوْلُهُمْ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدَ الْآبِدِينَ ڪَمَا تَقُولُ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ وَعَوَضَ الْعَائِضِينَ، وَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: طَالَ الْأَبَدُ عَلَى لُبَدٍ، يُضْرَبُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَا قَدُمَ. وَالْأَبَدُ: الدَّائِمُ وَالتَّأْبِيدُ: التَّخْلِيدُ. وَأَبَدَ بِالْمَكَانِ يَأْبِدُ، بِالْكَسْرِ، أُبُودَا: أَقَامَ بِهِ وَلَمْ يَبْرَحْهُ. وَأَبَدْتُ بِهِ آبُدُ أُبُودًا ڪَذَلِكَ. وَأَبَدَتِ الْبَهِيمَةُ تَأْبُدُ وَتَأْبِدُ أَيْ تَوَحَّشَتْ. وَأَبَدَتِ الْوَحْشَ تَأْبُدُ وَتَأْبِدُ أُبُودًا وَتَأَبَّدَتْ تَأَبُّدًا: تَوَحَّشَتْ. وَالتَّأَبُّدُ: التَّوَحُّشُ. وَأَبِدَ الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ: تَوَحَّشَ، فَهُوَ أَبِدٌ، قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فَافْتَنَّ بَعْدَ تَمَامِ الظِّمْءِ نَاجِيَةً مِثْلَ الْهِرَاوَةِ ثِنْيًا بِكْرُهَا أَبِدُ

أَيْ: وَلَدُهَا الْأَوَّلُ قَدْ تَوَحَّشَ مَعَهَا. وَالْأَوَابِدُ وَالْأُبَّدُ: الْوَحْشُ، الذَّكَرُ آبِدٌ وَالْأُنْثَى آبِدَةٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَقَائِهَا عَلَى الْأَبَدِ، قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: لَمْ يَمُتْ وَحْشِيٌّ حَتْفَ أَنْفِهِ قَطُّ إِنَّمَا مَوْتُهُ عَنْ آفَةٍ وَكَذَلِكَ الْحَيَّةُ فِيمَا زَعَمُوا، وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

وَذِي تَنَاوِيرَ مَمْعُونٍ لَهُ صَبَحٌ     يَغْذُو أَوَابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهَارَا

يَعْنِي بِالْأَمْهَارِ جِحَاشَهَا. وَأَفْلَيْنَ: صِرْنَ إِلَى أَنْ ڪَبُرَ أَوْلَادُهُنَّ وَاسْتَغْنَتْ عَنِ الْأُمَّهَاتِ. وَالْأَبُودُ: ڪَالْأَبَدِ، قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

أَرَى الدَّهْرَ لَا يَبْقَى عَلَى حَدَثَانِهِ     أَبُودٌ بِأَطْرَافِ الْمَنَاعَةِ جَلْعَدُ

قَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَصَبْنَا نَهْبَ إِبِلٍ فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِهَذِهِ الْإِبِلِ أَوَابِدَ ڪَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَإِذَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا) الْأَوَابِدُ جَمْعُ آبِدَةٍ، وَهِيَ الَّتِي قَدْ تَوَحَّشَتْ وَنَفَرَتْ مِنَ الْإِنْسِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلدَّارِ إِذَا خَلَا مِنْهَا أَهْلُهَا وَخَلَّفَتْهُمُ الْوَحْشُ بِهَا: قَدْ تَأَبَّدَتْ، قَاْلَ لَبِيدٌ:

بِمِنًى تَأَبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَا

وَتَأَبَّدَ الْمَنْزِلَ أَيْ: أَقْفَرَ وَأَلِفَتْهُ الْوُحُوشُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: فَأَرَاحَ عَلَيَّ مِنْ ڪُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجَيْنِ، وَمِنْ ڪُلِّ آبِدَةٍ اثْنَتَيْنِ، تُرِيدُ أَنْوَاعًا مِنْ ضُرُوبِ الْوَحْشِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَاءَ بِآبِدَةٍ؛ أَيْ: بِأَمْرٍ عَظِيمٍ يُنْفَرُ مِنْهُ وَيُسْتَوْحَشُ. وَتَأَبَّدَتِ الدَّارُ: خَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا وَصَارَ فِيهَا الْوَحْشُ تَرْعَاهُ. وَأَتَانٌ أَبِدٌ: وَحْشِيَّةٌ. وَالْآبِدَةُ: الدَّاهِيَةُ تَبْقَى عَلَى الْأَبَدِ. وَالْآبِدَةُ: الْكَلِمَةُ أَوِ الْفِعْلَةُ الْغَرِيبَةُ. وَجَاءَ فُلَانٌ بِآبِدَةٍ؛ أَيْ: بِدَاهِيَةٍ يَبْقَى ذِكْرُهَا عَلَى الْأَبَدِ. وَيُقَالُ لِلشَّوَارِدِ مِنَ الْقَوَافِي أَوَابِدُ، قَاْلَ الْفَرَزْدَقُ:

لَنْ تُدْرِكُوا ڪَرَمِي بِلُؤْمِ أَبِيكُمُ     وَأَوَابِدِي بِتَنَحُّلِ الْأَشْعَارِ

وَيُقَالُ لِلْكَلِمَةِ الْوَحْشِيَّةِ: آبِدَةٌ، وَجَمْعُهَا الْأَوَابِدُ. وَيُقَالُ لِلطَّيْرِ الْمُقِيمَةِ بِأَرْضٍ شِتَاءَهَا وَصَيْفَهَا: أَوَابِدُ مِنْ أَبَدَ بِالْمَكَانِ يَأْبِدُ فَهُوَ آبِدٌ، فَإِذَا ڪَانَتْ تَقْطَعُ فِي أَوْقَاتِهَا فَهِيَ قَوَاطِعُ، وَالْأَوَابِدُ ضِدُّ الْقَوَاطِعِ مِنَ الطَّيْرِ. وَأَتَانٌ أَبِدٌ: فِي ڪُلِّ عَامٍ تَلِدُ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ فَعِلٌ إِلَّا أَبِدٌ وَأَبِلٌ وَبَلِحٌ وَنَكِحٌ وَخَطِبٌ إِلَّا أَنْ يَتَكَلَّفَ فَيُبْنَى عَلَى هَذِهِ الْأَحْرُفِ مَا لَمْ يُسْمَعْ عَنِ الْعَرَبِ، ابْنُ شُمَيْلٍ: الْأَبِدُ الْأَتَانُ تَلِدُ ڪُلَّ عَامٍ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَبِلٌ وَأَبِدٌ مَسْمُوعَانِ، وَأَمَّا نَكِحٌ وَخَطِبٌ فَمَا سَمِعْتُهُمَا وَلَا حَفِظْتُهُمَا عَنْ ثِقَةٍ وَلَكِنْ يُقَالُ نِكْحٌ وَخِطْبٌ. وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ: نَاقَةٌ أَبِدَةٌ إِذَا ڪَانَتْ وَلُودًا، قَيَّدَ جَمِيعَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَحْسَبُهُمَا لُغَتَيْنِ أَبِدٌ وَإِبِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْإِبْدُ عَلَى وَزْنِ الْإِبِلِ الْوَلُودِ مِنْ أَمَةٍ أَوْ أَتَانٍ، وَقَوْلُهُمْ:

لَنْ يُقْلِعَ الْجَدُّ النَّكِدْ     إِلَّا بِجَدِّ ذِي الْإِبِدْ
فِي ڪُلِّ مَا عَامٍ تَلِدْ

وَالْإِبِدُ هَاهُنَا: الْأَمَةُ لِأَنَّ ڪَوْنَهَا وَلُودًا حِرْمَانٌ وَلَيْسَ بِجَدٍّ؛ أَيْ: لَا تَزْدَادُ إِلَّا شَرًّا. وَالْإِبِدُ: الْجَوَارِحُ مِنَ الْمَالِ، وَهِيَ الْأَمَةُ وَالْفَرَسُ الْأُنْثَى وَالْأَتَانُ يُنْتَجْنَ فِي ڪُلِّ عَامٍ. وَقَالُوا: لَنْ يَبْلُغَ الْجَدُّ النَّكِدْ، إِلَّا الْإِبِدِ، فِي ڪُلِّ عَامٍ تَلِدُ، يَقُولُ: لَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ فَيَذْهَبُ بِنَكَدِهِ إِلَّا الْمَالُ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْمَالُ. وَيُقَالُ: وَقَفَ فُلَانٌ أَرْضَهُ وَقْفًا مُؤَبَّدًا إِذَا جَعَلَهَا حَبِيسًا لَا تُبَاعُ وَلَا تُورَثُ. وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالْآخِرَةُ أَبَدٌ. وَأَبِدَ عَلَيْهِ أَبَدًا: غَضِبَ ڪَعَبَدَ وَأَمِدَ وَوَبِدَ وَوَمِدَ عَبْدًا وَأَمَدًا وَوَبَدًا وَوَمَدًا. وَأَبِيدَةُ: مَوْضِعٌ، قَالَ:

فَمَا أَبِيدَةُ مِنْ أَرْضٍ فَأَسْكُنَهَا     وَإِنْ تَجَاوَرَ فِيهَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ

وَمَأْبِدُ: مَوْضِعٌ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ مَابِدٌ عَلَى فَاعِلٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَبَدَ. وَالْأُبَيْدُ: نَبَاتٌ مِثْلُ زَرْعِ الشَّعِيرِ سَوَاءٌ وَلَهُ سُنْبُلَةٌ ڪَسُنْبُلَةِ الدُّخْنَةِ فِيهَا حَبٌّ صَغِيرٌ أَصَغَرُ مِنَ الْخَرْدَلِ وَهِيَ مُسَمِّنَةٌ لِلْمَالِ جِدًّا.

معنى كلمة أبد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبخ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

أبخ: أَبَّخَهُ: لَامَهُ وَعَذَلَهُ، لُغَةٌ فِي وَبَّخَهُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَأُرَى هَمْزَتَهُ إِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنْ وَاوِ وَبَّخَهُ، عَلَى أَنَّ بَدَلَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ الْمَفْتُوحَةِ قَلِيلٌ ڪَوَنَاةٍ وَأَنَاةٍ، وَوَحَدٍ وَأَحَدٍ.

 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبث: أَبَثَ عَلَى الرَّجُلِ يَأْبِثُ أَبْثًا: سَبَّهُ عِنْدَ السُّلْطَانِ خَاصَّةً. التَّهْذِيبُ: الْأَبْثُ الْفَقْرُ، وَقَدْ أَبَثَ يَأْبِثُ أَبْثًا. الْجَوْهَرِيُّ: الْأَبِثُ الْأَشِرُ النَّشِيطُ قَاْلَ أَبُو زُرَارَةَ النَّصْرِيُّ:
أَصْبَحَ عَمَّارٌ نَشِيطًا أَبِثَا يَأْكُلُ لَحْمًا بَائِتًا قَدْ ڪَبِثَا
كَبِثَ: أَنْتَنَ وَأَرْوَحَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَبِثَ الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ، يَأْبَثُ: وَهُوَ أَنْ يَشْرَبَ اللَّبَنَ حَتَّى يَنْتَفِخَ وَيَأْخُذَهُ ڪَهَيْئَةِ السُّكْرِ قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ.

معنى كلمة أبث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أَبَأَ: قَاْلَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْأَبَاءَةُ لِأَجَمَةِ الْقَصَبِ، وَالْجَمْعُ أَبَاءٌ. قَاْلَ وَرُبَّمَا ذُكِرَ هَذَا الْحَرْفُ فِي الْمُعْتَلِّ مِنَ الصِّحَاحِ وَإِنَّ الْهَمْزَةَ أَصْلُهَا يَاءٌ. قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ بَلْ يَحْمِلُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا حَتَّى يَقُومَ دَلِيلٌ أَنَّهَا مِنَ الْوَاوِ أَوْ مِنَ الْيَاءِ نَحْوَ: الرِّدَاءُ لِأَنَّهُ مِنَ الرَّدِيَّةِ وَالْكِسَاءُ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الْكُسْوَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة أبأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبت: أَبَتَ الْيَوْمُ يَأْبِتُ وَيَأْبُتُ أَبْتًا وَأُبُوتًا، وَأَبِتَ بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَبِتٌ وَآبِتٌ وَأَبْتٌ: ڪُلُّهُ بِمَعْنَى اشْتَدَّ حَرُّهُ وَغَمُّهُ، وَسَكَنَتْ رِيحُهُ؛ قَاْلَ رُؤْبَةُ:
مِنْ سَافِعَاتٍ وَهَجِيرٍ أَبْتِ
وَهُوَ يَوْمٌ أَبْتٌ، وَلَيْلَةٌ أَبْتَةٌ، وَكَذَلِكَ حَمْتٌ وَحَمْتَةٌ وَمَحْتٌ وَمَحْتَةٌ: ڪُلُّ هَذَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ رُؤْبَةَ أَيْضًا. وَأَبْتَةُ الْغَضَبِ: شِدَّتُهُ وَسَوْرَتُهُ. وَتَأَبَّتَ الْجَمْرُ: احْتَدَمَ.

 


معنى كلمة أبت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أبب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أبب: الْأَبُّ: الْكَلَأُ وَعَبَّرَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ بِأَنَّهُ الْمَرْعَى. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْأَبُّ جَمِيعُ الْكَلَأِ الَّذِي تَعْتَلِفُهُ الْمَاشِيَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى الْمَرْعَى ڪُلَّهُ أَبًّا. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْأَبُّ مَا يَأْكُلُهُ الْأَنْعَامُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْفَاكِهَةُ مَا أَكَلَهُ النَّاسُ، وَالْأَبُّ مَا أَكَلَتِ الْأَنْعَامُ، فَالْأَبُّ مِنَ الْمَرْعَى لِلدَّوَابِّ ڪَالْفَاكِهَةِ لِلْإِنْسَانِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

جِذْمُنَا قَيْسٌ وَنَجْدٌ دَارُنَا وَلَنَا الْأَبُّ بِهِ وَالْمَكْرَعُ

قَالَ ثَعْلَبٌ: الْأَبُّ ڪُلُّ مَا أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ مِنَ النَّبَاتِ. وَقَالَ عَطَاءٌ: ڪُلُّ شَيْءٍ يَنْبُتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَهُوَ الْأَبُّ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ قَرَأَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا وَقَالَ: فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ: مَا ڪُلِّفْنَا وَمَا أُمِرْنَا بِهَذَا. وَالْأَبُّ: الْمَرْعَى الْمُتَهَيِّئُ لِلرَّعْيِ وَالْقَطْعِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: فَجَعَلَ يَرْتَعُ أَبًّا وَأَصِيدُ ضَبًّا. وَأَبَّ لِلسَّيْرِ يَئِبُّ وَيَؤُبُّ أَبًّا وَأَبِيبًا وَأَبَابَةً: تَهَيَّأَ لِلذَّهَابِ وَتَجَهَّزَ. قَاْلَ الْأَعْشَى:

صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وَكَصَارِمِ     أَخٌ قَدْ طَوَى ڪَشْحًا وَأَبَّ لِيَذْهَبَا

أَيْ: صَرَمْتُكُمْ فِي تَهَيُّئِيِ لِمُفَارَقَتِكُمْ، وَمَنْ تَهَيَّأَ لِلْمُفَارَقَةِ فَهُوَ ڪَمَنْ صَرَمَ. وَكَذَلِكَ ائْتَبَّ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَبَبْتُ أَؤُبُّ أَبًّا إِذَا عَزَمْتَ عَلَى الْمَسِيرِ وَتَهَيَّأْتَ. وَهُوَ فِي أَبَابِهِ وَإِبَابَتِهِ وَأَبَابَتِهِ؛ أَيْ: فِي جِهَازِهِ. التَّهْذِيبُ: وَالْوَبُّ: التَّهَيُّؤُ لِلْحَمْلَةِ فِي الْحَرْبِ، يُقَالُ: هَبَّ وَوَبَّ إِذَا تَهَيَّأَ لِلْحَمْلَةِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْأَصْلُ فِيهِ أَبَّ فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاوًا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَبَّ إِذَا حَرَّكَ، وَأَبَّ إِذَا هَزَمَ بِحَمْلَةٍ لَا مَكْذُوبَةَ فِيهَا. الْأَبُّ: النِّزَاعُ إِلَى الْوَطَنِ. وَأَبَّ إِلَى وَطَنِهِ يَؤُبُّ أَبًّا وَأَبَابَةً وَإِبَابَةً: نَزَعَ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ ابْنِ دُرَيْدٍ الْكَسْرُ، وَأَنْشَدَ لِهِشَامٍ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ:

وَأَبَّ ذُو الْمَحْضَرِ الْبَادِي إِبَابَتَهْ     وَقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنَابَ تَخْيِيمِ

وَأَبَّ يَدَهُ إِلَى سَيْفِهِ: رَدَّهَا إِلَيْهِ لِيَسْتَلَّهُ. وَأَبَّتْ أَبَابَةُ الشَّيْءِ وَإِبَابَتُهُ: اسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُهُ. وَقَالُوا لِلظِّبَاءِ: إِنْ أَصَابَتِ الْمَاءَ فَلَا عَبَابَ، وَإِنْ لَمْ تُصِبِ الْمَاءَ فَلَا أَبَابَ؛ أَيْ: لَمْ تَأْتَبَّ لَهُ وَلَا تَتَهَيَّأُ لِطَلَبِهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَالْأُبَابُ: الْمَاءُ وَالسَّرَابُ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَأَنْشَدَ:

قَوَّمْنَ سَاجًا مُسْتَخَفَّ الْحِمْلِ     تَشُقُّ أَعْرَافَ الْأُبَابِ الْحَفْلِ

أَخْبَرَ أَنَّهَا سُفُنُ الْبَرِّ. وَأُبَابُ الْمَاءِ: عُبَابُهُ. قَالَ:

أُبَابُ بَحْرٍ ضَاحِكٍ هَزُوقِ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَيْسَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلًا مِنْ عَيْنِ عُبَابٍ، وَإِنْ ڪُنَّا قَدْ سَمِعْنَا، وَإِنَّمَا هُوَ فُعَالٌ مِنْ أَبَّ إِذَا تَهَيَّأَ. وَاسْتَئِبَّ أَبًا: اتَّخِذْهُ نَادِرٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ،، وَإِنَّمَا قِيَاسُهُ اسْتَأْبِ.

معنى كلمة أبب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى حرف الألف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى حرف الألف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


الْأَلِفُ (أ): تَأْلِيفُهَا مِنْ هَمْزَةٍ وَلَامٍ وَفَاءٍ، وَسُمِّيَتْ أَلِفًا لِأَنَّهَا تَأْلَفُ الْحُرُوفَ ڪُلَّهَا، وَهِيَ أَكْثَرُ الْحُرُوفِ دُخُولًا فِي الْمَنْطِقِ، وَيَقُولُونَ: هَذِهِ أَلِفٌ مُؤَلَّفَةٌ. وَقَدْ جَاءَ عَنْ بَعْضِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (الم) أَنَّ الْأَلِفَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ، وَالْأَلِفُ اللَّيِّنَةُ لَا صَرْفَ لَهَا إِنَّمَا هِيَ جَرْسُ مَدَّةٍ بَعْدِ فَتْحَةٍ، وَرَوَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُمَا قَالَا: أُصُولُ الْأَلِفَاتِ ثَلَاثَةٌ وَيَتْبَعُهَا الْبَاقِيَاتُ: أَلِفٌ أَصْلِيَّةٌ وَهِيَ فِي الثُّلَاثِيِّ مِنَ الْأَسْمَاءِ. وَأَلِفٌ قَطْعِيَّةٌ وَهِيَ فِي الرُّبَاعِيِّ. وَأَلِفٌ وَصْلِيَّةٌ وَهِيَ فِيمَا جَاوَزَ الرُّبَاعِيَّ، قَالَا: فَالْأَصْلِيَّةُ: مِثْلُ أَلِفِ أَلِفٍ وَإِلْفٍ وَأَلْفٍ وَمَا أَشْبَهَهُ، وَالْقَطْعِيَّةُ: مِثْلُ أَلِفِ أَحْمَدَ وَأَحْمَرَ وَمَا أَشْبَهَهُ. وَالْوَصْلِيَّةُ: مِثْلُ أَلِفِ اسْتِنْبَاطٍ وَاسْتِخْرَاجٍ، وَهِيَ فِي الْأَفْعَالِ إِذَا ڪَانَتْ أَصْلِيَّةً مِثْلَ أَلِفِ أَكَلَ، وَفِي الرُّبَاعِيِّ إِذَا ڪَانَتْ قَطْعِيَّةً مِثْلَ أَلِفِ أَحْسَنَ، وَفِيمَا زَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ أَلِفِ اسْتَكْبَرَ وَاسْتَدْرَجَ إِذَا ڪَانَتْ وَصْلِيَّةً.

قَالَا: وَمَعْنَى أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ ثَلَاثَةٌ: تَكُونُ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ يَقُولُهَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ اسْتِفْهَامًا، وَتَكُونُ مِنَ الْجَبَّارِ لِوَلِيِّهِ تَقْرِيرًا وَلِعَدُوِّهِ تَوْبِيخًا، فَالتَّقْرِيرُ ڪَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَسِيحِ: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ؛ قَاْلَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: وَإِنَّمَا وَقَعَ التَّقْرِيرُ لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ لِأَنَّ خُصُومَهُ ڪَانُوا حُضُورًا فَأَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عِيسَى أَنْ يُكَذِّبَهُمْ بِمَا ادَّعَوْا عَلَيْهِ، وَأَمَّا التَّوْبِيخُ لِعَدُوِّهِ: فَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ وَقَوْلِهِ: أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا.

وَقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: فَهَذِهِ أُصُولُ الْأَلِفَاتِ، وَلِلنَّحْوِيِّينَ أَلْقَابٌ لِأَلِفَاتٍ غَيْرِهَا تُعْرَفُ بِهَا، فَمِنْهَا: الْأَلِفُ الْفَاصِلَةُ وَهِيَ فِي مَوْضِعَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا: الْأَلِفُ الَّتِي تُثْبِتُهَا الْكَتَبَةُ بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ لِيُفْصَلَ بِهَا بَيْنَ وَاوِ الْجَمْعِ وَبَيْنَ مَا بَعْدَهَا مِثْلَ: ڪَفَرُوا وَشَكَرُوا، وَكَذَلِكَ الْأَلِفُ الَّتِي فِي مِثْلِ: يَغْزُوا وَيَدْعُوا، وَإِذَا اسْتُغْنِيَ عَنْهَا لِاتِّصَالِ الْمَكْنِيِّ بِالْفِعْلِ لَمْ تَثْبُتْ هَذِهِ الْأَلِفُ الْفَاصِلَةُ. وَالْأُخْرَى: الْأَلِفُ الَّتِي فَصَلَتْ بَيْنَ النُّونِ الَّتِي هِيَ عَلَامَةُ الْإِنَاثِ وَبَيْنَ النُّونِ الثَّقِيلَةِ ڪَرَاهَةَ اجْتِمَاعِ ثَلَاثِ نُونَاتٍ فِي مِثْلِ قَوْلِكَ لِلنِّسَاءِ فِي الْأَمْرِ: افْعَلْنَانِّ؛ بِكَسْرِ النُّونِ وَزِيَادَةِ الْأَلِفِ بَيْنِ النُّونَيْنِ. وَمِنْهَا: أَلِفُ الْعِبَارَةِ؛ لِأَنَّهَا تُعَبِّرُ عَنِ الْمُتَكَلِّمِ مِثْلَ قَوْلِكَ: أَنَا أَفْعَلُ ڪَذَا وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَتُسَمَّى الْعَامِلَةَ. وَمِنْهَا: الْأَلِفُ الْمَجْهُولَةُ مِثْلَ: أَلِفِ فَاعِلٍ وَفَاعُولٍ وَمَا أَشْبَهَهَا، وَهِيَ أَلِفٌ تَدْخُلُ فِي الْأَفْعَالِ وَالْأَسْمَاءِ مِمَّا لَا أَصْلَ لَهَا، إِنَّمَا تَأْتِي لِإِشْبَاعِ الْفَتْحَةِ فِي الْفِعْلِ وَالِاسْمِ، وَهِيَ إِذَا لَزِمَتْهَا الْحَرَكَةُ ڪَقَوْلِكَ: خَاتِمٌ وَخَوَاتِمُ صَارَتْ وَاوًا لَمَّا لَزِمَتْهَا الْحَرَكَةُ بِسُكُونِ الْأَلِفِ بَعْدَهَا، وَالْأَلِفُ الَّتِي بَعْدَهَا هِيَ أَلِفُ الْجَمْعِ، وَهِيَ مَجْهُولَةٌ أَيْضًا. وَمِنْهَا: أَلِفُ الْعِوَضِ وَهِيَ الْمُبْدَلَةُ مِنَ التَّنْوِينِ الْمَنْصُوبِ إِذَا وَقَفْتَ عَلَيْهَا ڪَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا وَفَعَلْتُ خَيْرًا وَمَا أَشْبَهَهَا. وَمِنْهَا: أَلِفُ الصِّلَةِ وَهِيَ أَلِفٌ تُوصَلُ بِهَا فَتْحَةُ الْقَافِيَةِ، فَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:

بَانَتْ سُعَادُ وَأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَطَعَا

وَتُسَمَّى أَلِفَ الْفَاصِلَةِ، فَوَصَلَ أَلِفَ الْعَيْنِ بِأَلِفٍ بَعْدَهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا الْأَلِفُ الَّتِي بَعْدَ النُّونِ الْأَخِيرَةِ هِيَ صِلَةٌ لِفَتْحَةِ النُّونِ، وَلَهَا أَخَوَاتٌ فِي فَوَاصِلِ الْآيَاتِ ڪَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (قَوَارِيرَا) وَ سَلْسَبِيلَا وَأَمَّا فَتْحَةُ ” هَا ” الْمُؤَنَّثِ فَقَوْلُكَ: ضَرَبْتُهَا وَمَرَرْتُ بِهَا، وَالْفَرْقُ بَيْنَ أَلِفِ الْوَصْلِ وَأَلِفِ الصِّلَةِ أَنَّ أَلِفَ الْوَصْلِ إِنَّمَا اجْتُلِبَتْ فِي أَوَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ، وَأَلِفَ الصِّلَةِ فِي أَوَاخِرِ الْأَسْمَاءِ ڪَمَا تَرَى. وَمِنْهَا: أَلِفُ النُّونِ الْخَفِيفَةِ ڪَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ) وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ) الْوُقُوفُ عَلَى (لَنَسْفَعًا) وَعَلَى (وَلَيَكُونًا) بِالْأَلِفِ، وَهَذِهِ الْأَلِفُ خَلَفٌ مِنَ النُّونِ، وَالنُّونُ الْخَفِيفَةُ أَصْلُهَا الثَّقِيلَةُ إِلَّا أَنَّهَا خُفِّفَتْ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْأَعْشَى:

وَلَا تَحْمَدِ الْمُثْرِينَ وَاللَّهَ فَاحْمَدَا

أَرَادَ فَاحْمَدَنْ، بِالنُّونِ الْخَفِيفَةِ، فَوَقَفَ عَلَى الْأَلِفِ، وَقَالَ آخَرُ:

وَقُمَيْرٍ بَدَا ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالَتْ لَهُ الْفَتَاتَانِ: قُومَا

أَرَادَ: قُومَنْ فَوَقَفَ بِالْأَلِفِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:

يَحْسَبُهُ الْجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَمَا     شَيْخًا، عَلَى ڪُرْسِيِّهِ، مُعَمَّمَا

فَنَصَبَ ” يَعْلَمَ ” لِأَنَّهُ أَرَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْنَ بِالنُّونِ الْخَفِيفَةِ فَوَقَفَ بِالْأَلِفِ؛ وَقَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ

قَالَ: أَرَادَ قِفَنْ فَأَبْدَلَ الْأَلِفَ مِنَ النُّونِ الْخَفِيفَةِ ڪَقَوْلِهِ: قُومَا أَرَادَ قُومَنْ. قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ؛ أَكْثَرُ الرِّوَايَةِ أَنَّ الْخِطَابَ لِمَالِكٍ خَازِنِ جَهَنَّمَ وَحْدَهُ فَبَنَاهُ عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ خِطَابٌ لِمَالِكٍ وَمَلَكٍ مَعَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ؛ وَمِنْهَا: أَلِفُ الْجَمْعِ مِثْلَ: مَسَاجِدَ وَجِبِالٍ وَفُرْسَانٍ وَفَوَاعِلَ، وَمِنْهَا: التَّفْضِيلُ وَالتَّصْغِيرُ ڪَقَوْلِهِ: فُلَانٌ أَكْرَمُ مِنْكَ وَأَلْأَمُ مِنْكَ، وَفُلَانٌ أَجْهَلُ النَّاسِ، وَمِنْهَا: أَلِفُ النِّدَاءِ ڪَقَوْلِكَ: أَزَيْدُ؛ تُرِيدُ يَا زَيْدُ، وَمِنْهَا: أَلِفُ النُّدْبَةِ ڪَقَوْلِكَ: وَازَيْدَاهُ! أَعْنِي الْأَلِفَ الَّتِي بَعْدَ الدَّالِ، وَيُشَاكِلُهَا أَلِفُ الِاسْتِنْكَارِ إِذَا قَاْلَ رَجُلٌ: جَاءَ أَبُو عَمْرٍو فَيُجِيبُ الْمُجِيبُ أَبُو عَمْرَاهُ، زِيدَتِ الْهَاءُ عَلَى الْمَدَّةِ فِي الِاسْتِنْكَارِ ڪَمَا زِيدَتْ فِي وَافُلَانَاهْ فِي النُّدْبَةِ، وَمِنْهَا: أَلِفُ التَّأْنِيثِ نَحْوَ مَدَّةِ حَمْرَاءَ وَبَيْضَاءَ وَنُفَسَاءَ، وَمِنْهَا: أَلِفُ سَكْرَى وَحُبْلَى، وَمِنْهَا: أَلِفُ التَّعَايِي وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: إِنَّ عُمَرَ، ثُمَّ يُرْتَجُ عَلَيْهِ ڪَلَامُهُ فَيَقِفُ عَلَى عُمَرَ وَيَقُولُ: إِنَّ عُمَرًا، فَيَمُدُّهَا مُسْتَمِدًّا لِمَا يُفْتَحُ لَهُ مِنَ الْكَلَامِ فَيَقُولُ: مُنْطَلِقٌ، الْمَعْنَى إِنَّ عُمَرَ مُنْطَلِقٌ إِذَا لَمْ يَتَعَايَ، وَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي التَّرْخِيمِ ڪَمَا يَقُولُ: يَا عُمَّا وَهُوَ يُرِيدُ يَا عُمَرُ، فَيَمُدُّ فَتْحَةَ الْمِيمِ بِالْأَلِفِ لِيَمْتَدَّ الصَّوْتُ؛ وَمِنْهَا: أَلِفَاتُ الْمَدَّاتِ ڪَقَوْلِ الْعَرَبِ لِلْكَلْكَلِ: الْكَلْكَالُ، وَيَقُولُونَ لِلْخَاتَمِ: خَاتَامُ، وَلِلدَّانَقِ: دَانَاقُ. قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: الْعَرَبُ تَصِلُ الْفَتْحَةَ بِالْأَلِفِ، وَالضَّمَّةَ بِالْوَاوِ، وَالْكَسْرَةَ بِالْيَاءِ؛ فَمِنْ وَصْلِهِمُ الْفَتْحَةَ بِالْأَلِفِ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

قُلْتُ وَقَدْ خَرَّتْ عَلَى الْكَلْكَالِ:     يَا نَاقَتِي مَا جُلْتِ عَنْ مَجَالِي

أَرَادَ: عَلَى الْكَلْكَلِ فَوَصَلَ فَتْحَةَ الْكَافِ بِالْأَلِفِ؛ وَقَالَ آخَرُ:

لَهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا ڪَمَا

أَرَادَ: خَظَتَا؛ وَمِنْ وَصْلِهِمُ الضَّمَّةَ بِالْوَاوِ مَا أَنْشَدَهُ الْفَرَّاءُ:

لَوْ أَنَّ عَمْرًا هَمَّ أَنْ يَرْقُودَا     فَانْهَضْ فَشُدَّ الْمِئْزَرَ الْمَعْقُودَا

أَرَادَ: أَنْ يَرْقُدَ، فَوَصَلَ ضَمَّةَ الْقَافِ بِالْوَاوِ؛ وَأَنْشَدَ أَيْضًا:

اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا فِي تَلَفُّتِنَا     يَوْمَ الْفِرَاقِ، إِلَى إِخْوَانِنَا صُورُ
وَأَنَّنِي حَيْثُمَا يَثْنِي الْهَوَى بَصَرِي     مِنْ حَيْثُمَا سَلَكُوا، أَدْنُو فَأَنْظُورُ

أَرَادَ: فَأَنْظُرُ؛ وَأَنْشَدَ فِي وَصْلِ الْكَسْرَةِ بِالْيَاءِ:

لَا عَهْدَ لِي بِنِيضَالِ     أَصْبَحْتُ ڪَالشَّنِّ الْبَالِي

أَرَادَ: بِنِضَالٍ؛ وَقَالَ:

عَلَى عَجَلٍ مِنِّي أُطَأْطِئُ شِيمَالِي

أَرَادَ: شِمَالِي، فَوَصَلَ الْكَسْرَةَ بِالْيَاءِ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ:

يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ

أَرَادَ: يَنْبَعُ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَنْبَاعُ يَنْفَعِلُ مِنْ بَاعَ يَبُوعُ، وَالْأَوَّلُ يَفْعَلُ مِنْ نَبَعَ يَنْبَعُ؛ وَمِنْهَا: الْأَلِفُ الْمُحَوَّلَةُ، وَهِيَ ڪُلُّ أَلِفٍ أَصْلُهَا الْيَاءُ وَالْوَاوُ الْمُتَحَرِّكَتَانِ ڪَقَوْلِكَ: قَاْلَ وَبَاعَ وَقَضَى وَغَزَا وَمَا أَشْبَهَهَا؛ وَمِنْهَا: أَلِفُ التَّثْنِيَةِ ڪَقَوْلِكَ: يَجْلِسَانِ وَيَذْهَبَانِ، وَمِنْهَا: أَلِفُ التَّثْنِيَةِ فِي الْأَسْمَاءِ ڪَقَوْلِكَ: الزَّيْدَانِ وَالْعَمْرَانِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: أَيَا أَيَاهْ أَقْبِلْ، وَزْنُهُ عَيَا عَيَاهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ: أَلِفُ الْقَطْعِ فِي أَوَائِلِ الْأَسْمَاءِ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا: أَنْ تَكُونَ فِي أَوَائِلِ الْأَسْمَاءِ الْمُنْفَرِدَةِ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: أَنْ تَكُونَ فِي أَوَائِلِ الْجَمْعِ، فَالَّتِي فِي أَوَائِلِ الْأَسْمَاءِ تَعْرِفُهَا بِثَبَاتِهَا فِي التَّصْغِيرِ بِأَنْ تَمْتَحِنَ الْأَلِفَ فَلَا تَجِدُهَا فَاءً وَلَا عَيْنًا وَلَا لَامًا، وَكَذَلِكَ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا وَالْفَرْقُ بَيْنَ أَلِفِ الْقَطْعِ وَأَلِفِ الْوَصْلِ أَنَّ أَلِفَ الْوَصْلِ فَاءٌ مِنَ الْفِعْلِ، وَأَلِفُ الْقَطْعِ لَيْسَتْ فَاءً وَلَا عَيْنًا وَلَا لَامًا، وَأَمَّا أَلِفُ الْقَطْعِ فِي الْجَمْعِ فَمِثْلُ أَلِفِ أَلْوَانٍ وَأَزْوَاجٍ، وَكَذَلِكَ أَلِفُ الْجَمْعِ فِي السِّتَّةِ، وَأَمَّا أَلِفَاتُ الْوَصْلِ فِي أَوَائِلِ الْأَسْمَاءِ فَهِيَ تِسْعَةٌ: أَلِفُ ابْنِ وَابْنَةَ وَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ وَامْرِئٍ وَامْرَأَةٍ وَاسْمٍ وَاسْتٍ فَهَذِهِ ثَمَانِيَةٌ تُكْسَرُ الْأَلِفُ فِي الِابْتِدَاءِ وَتُحْذَفُ فِي الْوَصْلِ، وَالتَّاسِعَةُ الْأَلِفُ الَّتِي تَدْخُلُ مَعَ اللَّامِ لِلتَّعْرِيفِ، وَهِيَ مَفْتُوحَةٌ فِي الِابْتِدَاءِ سَاقِطَةٌ فِي الْوَصْلِ ڪَقَوْلِكَ: الرَّحْمَنُ، الْقَارِعَةُ، الْحَاقَّةُ، تَسْقُطُ هَذِهِ الْأَلِفَاتُ فِي الْوَصْلِ وَتَنْفَتِحُ فِي الِابْتِدَاءِ. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَادَيْتَهُ: آفُلَانٌ وَأَفُلَانٌ وَآ يَا فُلَانُ، بِالْمَدِّ، وَالْعَرَبُ تَزِيدُ ” آ ” إِذَا أَرَادُوا الْوُقُوفَ عَلَى الْحَرْفِ الْمُنْفَرِدِ؛ أَنْشَدَ الْكِسَائِيُّ:

دَعَا فُلَانٌ رَبَّهُ فَأَسْمَعَا     بِالْخَيْرِ خَيْرَاتٍ، وَإِنْ شَرًّا فَآ
وَلَا أُرِيدُ الشَّرَّ إِلَّا أَنْ تَآ

قَالَ: يُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَشَاءَ، فَجَاءَ بِالتَّاءِ وَحْدَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا ” آ “، وَهِيَ فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ، إِلَّا أَنْ ” تَا ” بِأَلْفٍ لَيِّنَةٍ وَيَقُولُونَ أَلَا ” تَا “، يَقُولُ: أَلَا تَجِيءَ، فَيَقُولُ الْآخَرُ: بَلَى فَا أَيَّ: فَاذْهَبْ بِنَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ وَإِنْ شَرًّا فَآ، يُرِيدُ: إِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.

الْجَوْهَرِيُّ: ” آ ” حَرْفُ هِجَاءٍ مَقْصُورَةٌ مَوْقُوفَةٌ، فَإِنْ جَعَلْتَهَا اسْمًا مَدَدْتَهَا، وَهِيَ تُؤَنَّثُ مَا لَمْ تُسَمَّ حَرْفًا، فَإِذَا صُغِّرَتْ آيَةٌ قُلْتَ أُيَيَّةٌ، وَذَلِكَ إِذَا ڪَانَتْ صَغِيرَةً فِي الْخَطِّ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِيمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْحُرُوفِ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذَا الْقَوْلِ إِذَا صُغِّرَتْ ” آءَ ” فِيمَنْ أَنَّثَ قُلْتَ: أُيَيَّةٌ، عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ زَيَّيْتُ زَايًا، وَذَيَّلْتُ ذَالًا، وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ زَوَّيْتُ زَايًا فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي تَصْغِيرِهَا: أُوَيَّةٌ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي الزَّايِ: زُوَيَّةٌ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ أَوَا: آءَ حَرْفٌ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، فَإِذَا مَدَدْتَ نَوَّنْتَ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ، وَالْأَلِفُ يُنَادَى بِهَا الْقَرِيبُ دُونَ الْبَعِيدِ، تَقُولُ: أَزَيْدُ أَقْبِلْ، بِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ وَالْأَلِفُ مِنْ حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ، فَاللَّيِّنَةُ: تُسَمَّى الْأَلِفَ، وَالْمُتَحَرِّكَةُ: تُسَمَّى الْهَمْزَةَ، وَقَدْ يَتَجَوَّزُ فِيهَا فَيُقَالُ أَيْضًا: أَلِفٌ، وَهُمَا جَمِيعًا مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ، وَقَدْ تَكُونُ الْأَلِفُ ضَمِيرَ الِاثْنَيْنِ فِي الْأَفْعَالِ نَحْوَ فَعَلَا وَيَفْعَلَانِ، وَعَلَامَةَ التَّثْنِيَةِ فِي الْأَسْمَاءِ، وَدَلِيلَ الرَّفْعِ نَحْوَ زَيْدَانِ وَرَجُلَانِ، وَحُرُوفُ الزِّيَادَاتِ عَشَرَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: ” الْيَوْمَ تَنْسَاهُ ” وَإِذَا تَحَرَّكَتْ فَهِيَ هَمْزَةٌ، وَقَدْ تُزَادُ فِي الْكَلَامِ لِلِاسْتِفْهَامِ، تَقُولُ: أَزَيْدٌ عِنْدَكَ أَمْ عَمْرٌو، فَإِنِ اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ فَصَلْتَ بَيْنَهُمَا بِأَلِفٍ؛ قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَيَا ظَبْيَةَ الْوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلَاجِلَ     وَبَيْنَ النَّقَا، آأَنْتِ أَمْ أُمُّ سَالِمِ؟

قَالَ: وَالْأَلِفُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَلِفُ وَصْلٍ وَأَلِفُ قَطْعٍ، فَكُلُّ مَا ثَبَتَ فِي الْوَصْلِ، فَهُوَ أَلِفُ الْقَطْعِ، وَمَا لَمْ يَثْبُتْ فَهُوَ أَلِفُ الْوَصْلِ، وَلَا تَكُونُ إِلَّا زَائِدَةً، وَأَلِفُ الْقَطْعِ قَدْ تَكُونُ زَائِدَةً مِثْلَ أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ، وَقَدْ تَكُونُ أَصْلِيَّةً مِثْلَ أَخَذَ وَأَمَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى حرف الألف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي