معنى كلمة ربث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ربث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ربث: الرَّبْثُ: حَبْسُكَ الْإِنْسَانَ عَنْ حَاجَتِهِ وَأَمْرِهِ بِعِلَلٍ. رَبَثَهُ عَنْ أَمْرِهِ وَحَاجَتِهِ يَرْبُثُهُ – بِالضَّمِّ – رَبْثًا، وَرَبَّثَهُ: حَبَسَهُ وَصَرَفَهُ. وَالرَّبِيثَةُ: الْأَمْرُ يَحْبِسُكَ، وَكَذَلِكَ الرِّبِّيثَى، مِثَالُ الْخِصِّيصَى. وَفَعَلَ ذَلِكَ لَهُ رِبِّيثَى وَرَبِيثَةً أَيْ: خَدِيعَةً وَحَبْسًا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ رَبِيثَةً مِنِّي أَيْ: خَدِيعَةً. وَقَدْ رَبَثْتُهُ أَرْبُثُهُ رَبْثًا. الْكِسَائِيُّ: الرِّبِّيثَى، مِنْ قَوْلِكَ رَبَثْتُ الرَّجُلَ أَرْبُثُهُ رَبْثًا، وَهُوَ أَنْ تُثَبِّطَهُ، وَتُبْطِئَ بِهِ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
بَيْنَا تَرَى الْمَرْءَ فِي بُلَهْنِيَةٍ يَرْبُثُهُ مِنْ حِذَارِهِ أَمَلُهْ
قَالَ شَمِرٌ: رَبَثَهُ عَنْ حَاجَتِهِ أَيْ: حَبَسَهُ فَرَبِثَ، وَهُوَ رَابِثٌ، إِذَا أَبْطَأَ، وَأَنْشَدَ لِنُمَيْرِ بْنِ جَرَّاحٍ:
تَقُولُ ابْنَةُ الْبَكْرِيِّ: مَا لِيَ لَا أَرَى     صَدِيقَكَ إِلَّا رَابِثًا عَنْكَ وَافِدُهْ؟
أَيْ: بَطِيئًا. وَيُقَالُ: دَنَا فُلَانٌ ثُمَّ ارْبَاثَّ أَيِ: احْتَبَسَ، وَارْبَأْثَثْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعْتَرِضُ الشَّيَاطِينُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالرَّبَائِثِ أَيْ: بِمَا يُرَبِّثُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ. وَفِي رِوَايَةٍ: إِذَا ڪَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، بَعَثَ إِبْلِيسُ شَيَاطِينَهُ; وَفِي رِوَايَةٍ: جُنُودَهُ إِلَى النَّاسِ، فَأَخَذُوا عَلَيْهِمْ بِالرَّبَائِثِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: غَدَتِ الشَّيَاطِينُ بِرَايَاتِهَا فَيَأْخُذُونَ النَّاسَ بِالرَّبَائِثِ أَيْ: ذَكَّرُوهُمُ الْحَوَائِجَ الَّتِي تُرَبِّثُهُمْ، لِيُرَبِّثُوهُمْ بِهَا عَنِ الْجُمُعَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَرْمُونَ النَّاسَ بِالتَّرَابِيثِ، قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَيَجُوزُ، إِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ، أَنْ يَكُونَ جَمْعَ تَرْبِيثَةٍ، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ التَّرْبِيثِ، تَقُولُ: رَبَّثْتُهُ تَرْبِيثًا وَتَرْبِيثَةً وَاحِدَةً، مِثْلُ قَدَّمْتُهُ تَقْدِيمًا وَتَقْدِيمَةً وَاحِدَةً. وَتَرَبَّثَ فِي سَيْرِهِ أَيْ: تَلَبَّثَ. وَرَبَّثَهُ: ڪَلَبَّثَهُ. وَامْرَأَةٌ رَبِيثٌ أَيْ: مَرْبُوثٌ، قَالَ:
جَرْيَ ڪَرِيثٍ أَمْرُهُ رَبِيثُ
الْكَرِيثُ: الْمَكْرُوثُ. وَارْتَبَثَ الْقَوْمُ: تَفَرَّقُوا. وَارْبَثَّ أَمْرُ الْقَوْمِ: تَفَرَّقَ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
رَمَيْنَاهُمُ حَتَّى إِذَا ارْبَثَّ أَمْرُهُمْ     وَصَارَ الرَّصِيعُ نُهْيَةً لِلْحَمَائِلِ
الرَّصِيعُ: جَمْعُ رَصِيعَةٍ، ڪَشَعِيرٍ وَشَعِيرَةٍ، وَهُوَ سَيْرٌ يُضْفَرُ، يَكُونُ بَيْنَ حِمَالَةِ السَّيْفِ وَجَفْنِهِ. يَقُولُ: لَمَّا انْهَزَمُوا، انْقَلَبَتْ سُيُوفُهُمْ، فَصَارَتْ أَعَالِيهَا أَسَافِلَهَا، وَكَانَتِ الْحَمَائِلُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَانْتَكَسَتْ، فَصَارَ الرَّصِيعُ فِي مَوْضِعِ الْحَمَائِلِ وَالنُّهْيَةُ: الْغَايَةُ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا الرَّصِيعُ، وَفِي التَّهْذِيبِ:
وَصَارَ الرُّصُوعُ نُهْيَةً لِلْمُقَاتِلِ
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَعْنَاهُ دُهِشُوا فَقَلَبُوا قِسِيَّهُمْ. وَالرَّصِيعُ: سَيْرٌ يُرْصَعُ وَيُضْفَرُ، وَالرُّصُوعُ الْمَصْدَرُ. وَارْبَثَّ أَمْرُ الْقَوْمِ ارْبِثَاثًا إِذَا انْتَشَرَ وَتَفَرَّقَ، وَلَمْ يَلْتَئِمْ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ: ضَعُفَ وَأَبْطَأَ حَتَّى تَفَرَّقُوا.

معنى كلمة ربث – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ربت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ربت: رَبَتَ الصَّبِيَّ، وَرَبَّتَهُ: رَبَّاهُ. وَرَبَّتَهُ يُرَبِّتُهُ تَرْبِيتًا: رَبَّاهُ تَرْبِيَةً، قَاْلَ الرَّاجِزُ:
سَمَّيْتُهَا إِذْ وُلِدَتْ تَمُوتُ وَالْقَبْرُ صِهْرٌ ضَامِنٌ زِمِّيتُ     لَيْسَ لِمَنْ ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ

معنى كلمة ربت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ربب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ربب: الرَّبُّ: هُوَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – هُوَ رَبُّ ڪُلِّ شَيْءٍ أَيْ: مَالِكُهُ، وَلَهُ الرُّبُوبِيَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ رَبُّ الْأَرْبَابِ، وَمَالِكُ الْمُلُوكِ وَالْأَمْلَاكِ. وَلَا يُقَالُ الرَّبُّ فِي غَيْرِ اللَّهِ، إِلَّا بِالْإِضَافَةِ، قَالَ: وَيُقَالُ الرَّبُّ، بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ، لِغَيْرِ اللَّهِ، وَقَدْ قَالُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ، قَاْلَ الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ:
وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يَوْ مِ الْحِيَارَيْنِ وَالْبَلَاءُ بَلَاءُ
وَالِاسْمُ: الرِّبَابَةُ، قَالَ:
يَا هِنْدُ أَسْقَاكِ بِلَا حِسَابَهْ     سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
وَالرُّبُوبِيَّةُ: ڪَالرِّبَابَةِ. وَعِلْمٌ رَبُوبِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّبِّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَحَكَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: لَا وَرَبْيِكَ لَا أَفْعَلُ. قَالَ: يُرِيدُ لَا وَرَبِّكَ، فَأَبْدَلَ الْبَاءَ يَاءً لِأَجْلِ التَّضْعِيفِ. وَرَبُّ ڪُلِّ شَيْءٍ: مَالِكُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ، وَقِيلَ: صَاحِبُهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ رَبُّ هَذَا الشَّيْءِ أَيْ: مِلْكُهُ لَهُ. وَكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئًا، فَهُوَ رَبُّهُ. يُقَالُ: هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ، وَرَبُّ الدَّارِ، وَفُلَانٌ رَبُّ الْبَيْتِ، وَهُنَّ رَبَّاتُ الْحِجَالِ، وَيُقَالُ: رَبٌّ – مُشَدَّدٌ – وَرَبٌ – مُخَفَّفٌ – وَأَنْشَدَ الْمُفَضَّلُ:
وَقَدْ عَلِمَ الْأَقْوَالُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ     رَبٌ غَيْرُ مَنْ يُعْطِي الْحُظُوظَ وَيَرْزُقُ
وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: وَأَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا، أَوْ رَبَّتَهَا. قَالَ: الرَّبُّ يُطْلَقُ فِي اللُّغَةِ عَلَى الْمَالِكِ، وَالسَّيِّدِ، وَالْمُدَبِّرِ، وَالْمُرَبِّي، وَالْقَيِّمِ، وَالْمُنْعِمِ، قَالَ: وَلَا يُطْلَقُ غَيْرَ مُضَافٍ إِلَّا عَلَى اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَإِذَا أُطْلِقَ عَلَى غَيْرِهِ أُضِيفَ، فَقِيلَ: رَبُّ ڪَذَا. قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مُطْلَقًا عَلَى غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ، وَلَمْ يُذْكَرْ فِي غَيْرِ الشِّعْرِ. قَالَ: وَأَرَادَ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَوْلَى أَوِ السَّيِّدَ، يَعْنِي أَنَّ الْأَمَةَ تَلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَدًا، فَيَكُونُ ڪَالْمَوْلَى لَهَا، لِأَنَّهُ فِي الْحَسَبِ ڪَأَبِيهِ. أَرَادَ: أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ، وَالنِّعْمَةَ تَظْهَرُ فِي النَّاسِ، فَتَكْثُرُ السَّرَارِي. وَفِي حَدِيثِ إِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ أَيْ: صَاحِبَهَا، وَقِيلَ: الْمُتَمِّمَ لَهَا وَالزَّائِدَ فِي أَهْلِهَا وَالْعَمَلِ بِهَا، وَالْإِجَابَةِ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لَا يَقُلِ الْمَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ: رَبِّي، ڪَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا لَهُ، لِمُشَارَكَةِ اللَّهِ فِي الرُّبُوبِيَّةِ، فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَإِنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى الْمُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ، وَعَلَى مَا ڪَانُوا يُسَمُّونَهُمْ بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ السَّامِرِيِّ: وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ أَيِ: الَّذِي اتَّخَذْتَهُ إِلَهًا. فَأَمَّا الْحَدِيثُ فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ: حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا، فَإِنَّ الْبَهَائِمَ غَيْرُ مُتَعَبِّدَةٍ وَلَا مُخَاطَبَةٍ، فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْأَمْوَالِ الَّتِي تَجُوزُ إِضَافَةُ مَالِكِيهَا إِلَيْهَا، وَجَعْلُهُمْ أَرْبَابًا لَهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: رَبُّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبُّ الْغُنَيْمَةِ. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لَمَّا أَسْلَمَ وَعَادَ إِلَى قَوْمِهِ، دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَأَنْكَرَ قَوْمُهُ دُخُولَهُ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الرَّبَّةَ، يَعْنِي اللَّاتَ، وَهِيَ الصَّخْرَةُ الَّتِي ڪَانَتْ تَعْبُدُهَا ثَقِيفٌ بِالطَّائِفِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ ثَقِيفٍ: ڪَانَ لَهُمْ بَيْتٌ يُسَمُّونَهُ الرَّبَّةَ، يُضَاهِئُونَ بِهِ بَيْتَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ الْمُغِيرَةُ وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ، فَمَعْنَاهُ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: ارْجِعِي إِلَى صَاحِبِكَ الَّذِي خَرَجْتِ مِنْهُ، فَادْخُلِي فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَرْبَابٌ وَرُبُوبٌ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ قَاْلَ الزَّجَّاجُ: إِنَّ الْعَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَايَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ. وَالرَّبِيبُ: الْمَلِكُ، قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ وَرَبِيبِهِمْ     وَلَا آذَنُوا جَارًا فَيَظْعَنَ سَالِمَا
أَيْ: مَلِكَهُمْ. وَرَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبًّا: مَلَكَهُ. وَطَالَتْ مَرَبَّتُهُمُ النَّاسَ وَرِبَابَتُهُمْ أَيْ: مَمْلَكَتُهُمْ، قَاْلَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ:
وَكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي     وَقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ
وَيُرْوَى رَبُوبٌ، وَعِنْدِي أَنَّهُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَإِنَّهُ لَمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبَةِ أَيْ: لَمَمْلُوكٌ وَالْعِبَادُ مَرْبُوبُونَ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – أَيْ: مَمْلُوكُونَ. وَرَبَبْتُ الْقَوْمَ: سُسْتُهُمْ أَيْ: ڪُنْتُ فَوْقَهُمْ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: هُوَ مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَأَنْ يَرُبَّنِي فُلَانٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلَانٌ، يَعْنِي أَنْ يَكُونَ رَبًّا فَوْقِي، وَسَيِّدًا يَمْلِكُنِي، وَرُوِيَ هَذَا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قَاْلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، عِنْدَ الْجَوْلَةِ الَّتِي ڪَانَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: غَلَبَتْ وَاللَّهِ هَوَازِنُ، فَأَجَابَهُ صَفْوَانُ وَقَالَ: بِفِيكَ الْكِثْكِثُ، لَأَنْ يَرُبَّنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ. ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الرَّبُّ يَنْقَسِمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: يَكُونُ الرَّبُّ الْمَالِكَ، وَيَكُونُ الرَّبُّ السَّيِّدَ الْمُطَاعَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا أَيْ: سَيِّدَهُ، وَيَكُونُ الرَّبُّ الْمُصْلِحَ. رَبَّ الشَّيْءَ إِذَا أَصْلَحَهُ، وَأَنْشَدَ:
يَرُبُّ الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْعُرْفِ أَنَّهُ     إِذَا سُئِلَ الْمَعْرُوفَ زَادَ وَتَمَّمَا
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -: لَأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ، أَيْ: يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وَسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ، فَإِنَّهُمْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي النَّسَبِ أَقْرَبُ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. يُقَالُ: رَبَّهُ يَرُبُّهُ أَيْ: ڪَانَ لَهُ رَبًّا. وَتَرَبَّبَ الرَّجُلَ وَالْأَرْضَ: ادَّعَى أَنَّهُ رَبُّهُمَا. وَالرَّبَّةُ: ڪَعْبَةٌ ڪَانَتْ بِنَجْرَانَ لِمَذْحِجٍ وَبَنِي الْحاَرِثِ بْنِ ڪَعْبٍ، يُعَظِّمُهَا النَّاسُ. وَدَارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمَةٌ، قَاْلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
وَفِي ڪُلِّ دَارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ     وَأَوْسِيَّةٍ لِي فِي ذُرَاهُنَّ وَالِدُ
وَرَبَّ وَلَدَهُ وَالصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبًّا، وَرَبَّبَهُ تَرْبِيبًا وَتَرِبَّةً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: بِمَعْنَى رَبَّاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا أَيْ: تَحْفَظُهَا وَتُرَاعِيهَا وَتُرَبِّيهَا، ڪَمَا يُرَبِّي الرَّجُلُ وَلَدَهُ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنٍ:
أُسْدٌ تُرَبِّبُ فِي الْغَيْضَاتِ أَشْبَالَا
أَيْ: تُرَبِّي، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ وَمِنْ تَرُبُّ، بِالتَّكْرِيرِ الَّذِي فِيهِ. وَتَرَبَّبَهُ وَارْتَبَّهُ، وَرَبَّاهُ تَرْبِيَةً، عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ، وَتَرَبَّاهُ، عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيْضًا: أَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهِ، وَوَلِيَهُ حَتَّى يُفَارِقَ الطُّفُولِيَّةَ، ڪَانَ ابْنَهُ أَوْ لَمْ يَكُنْ، وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:
تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودَانَ شَلَّةٌ     تَرِبَّةَ أُمٍّ لَا تُضِيعُ سِخَالَهَا
وَزَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَنَّ رَبِبْتُهُ لُغَةٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ڪُلُّ طِفْلٍ مِنَ الْحَيَوَانِ، غَيْرَ الْإِنْسَانِ، وَكَانَ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ:
كَانَ لَنَا وَهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ
كَسَرَ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ لِيُعْلِمَ أَنَّ ثَانِيَ الْفِعْلِ الْمَاضِي مَكْسُورٌ، ڪَمَا ذَهَبَ  إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْلٍ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْفِعْلِ. وَالصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَرَبِيبٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَالْمَرْبُوبُ: الْمُرَبَّى، وَقَوْلُ سَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ:
لَيْسَ بِأَسْفَى وَلَا أَقْنَى وَلَا سَغِلٍ     يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِمَرْبُوبٍ: الصَّبِيَّ، وَأَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ الْفَرَسَ، وَيُرْوَى: مَرْبُوبٌ أَيْ: هُوَ مَرْبُوبٌ. وَالْأَسْفَى: الْخَفِيفُ النَّاصِيَةِ، وَالْأَقْنَى: الَّذِي فِي أَنْفِهِ احْدِيدَابٌ، وَالسَّغِلُ: الْمُضْطَرِبُ الْخَلْقِ، وَالسَّكْنُ: أَهْلُ الدَّارِ، وَالْقَفِيُّ وَالْقَفِيَّةُ: مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ وَالصَّبِيُّ، وَمَرْبُوبٌ مِنْ صِفَةِ حَتٍّ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ:
مِنْ ڪُلِّ حَتٍّ إِذَا مَا ابْتَلَّ مُلْبَدُهُ     صَافِي الْأَدِيمِ أَسِيلِ الْخَدِّ يَعْبُوبِ
الْحَتُّ: السَّرِيعُ. وَالْيَعْبُوبُ: الْفَرَسُ الْكَرِيمُ، وَهُوَ الْوَاسِعُ الْجَرْيِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى لِلْقَوْمِ الَّذِينَ اسْتُرْضِعَ فِيهِمُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَرِبَّاءُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪَأَنَّهُ جَمْعُ رَبِيبٍ، فَعِيلٍ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:
وَلَأَنْتِ أَحْسُنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنَا     يَوْمَ الْخُرُوجِ بِسَاحَةِ الْقَصْرِ
مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيَةٍ     مِمَّا تَرَبَّبَ حَائِرُ الْبَحْرِ
يَعْنِي الدُّرَّةَ الَّتِي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ فِي قَعْرِ الْمَاءِ. وَالْحَائِرُ: مُجْتَمَعُ الْمَاءِ، وَرُفِعَ لِأَنَّهُ فَاعِلُ تَرَبَّبَ، وَالْهَاءُ الْعَائِدَةُ عَلَى مِمَّا مَحْذُوفَةٌ، تَقْدِيرُهُ مِمَّا تَرَبَّبَهُ حَائِرُ الْبَحْرِ. يُقَالُ: رَبَّبَهُ وَتَرَبَّبَهُ بِمَعْنًى. وَالرَّبَبُ: مَا رَبَّبَهُ الطِّينُ عَنْ ثَعْلَبٍ وَأَنْشَدَ:
فِي رَبَبِ الطِّينِ وَمَاءٍ حَائِرِ
وَالرَّبِيبَةُ: وَاحِدَةُ الرَّبَائِبِ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي يُرَبِّيهَا النَّاسُ فِي الْبُيُوتِ لِأَلْبَانِهَا. وَغَنَمٌ رَبَائِبُ: تُرْبَطُ قَرِيبًا مِنَ الْبُيُوتِ، وَتُعْلَفُ لَا تُسَامُ، وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لَا صَدَقَةَ فِيهَا، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: لَيْسَ فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ. الرَّبَائِبُ: الْغَنَمُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبَيْتِ، وَلَيْسَتْ بِسَائِمَةٍ، وَاحِدَتُهَا رَبِيبَةٌ، بِمَعْنَى مَرْبُوبَةٍ; لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَرُبُّهَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: ڪَانَ لَهَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَهُمْ رَبَائِبُ، وَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْنَا مِنْ أَلْبَانِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لَا تَأْخُذِ الْأَكُولَةَ وَلَا الرُّبَّى وَلَا الْمَاخِضَ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هِيَ الَّتِي تُرَبَّى فِي الْبَيْتِ مِنَ الْغَنَمِ; لِأَجْلِ اللَّبَنِ، وَقِيلَ هِيَ الشَّاةُ الْقَرِيبَةُ الْعَهْدِ بِالْوِلَادَةِ، وَجَمْعُهَا رُبَابٌ – بِالضَّمِّ -. وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا: مَا بَقِيَ فِي غَنَمِي إِلَّا فَحْلٌ أَوْ شَاةٌ رُبَّى. وَالسَّحَابُ يَرُبُّ الْمَطَرَ أَيْ: يَجْمَعُهُ وَيُنَمِّيهِ. وَالرَّبَابُ – بِالْفَتْحِ: سَحَابٌ أَبْيَضُ، وَقِيلَ هُوَ السَّحَابُ، وَاحِدَتُهُ رَبَابَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ السَّحَابُ الْمُتَعَلِّقُ الَّذِي تَرَاهُ ڪَأَنَّهُ دُونَ السَّحَابِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْمَعْرُوفُ، وَقَدْ يَكُونُ أَبْيَضَ، وَقَدْ يَكُونُ أَسْوَدَ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ نَظَرَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إِلَى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الرَّبَابَةُ – بِالْفَتْحِ -: السَّحَابَةُ الَّتِي قَدْ رَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَجَمْعُهَا رَبَابٌ، وَبِهَا سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ الرَّبَابَ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَى     مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: أَحْدَقَ بِكُمْ رَبَابُهُ. قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: أَحْسَنُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ فِي وَصْفِ الرَّبَابِ، قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْأَصْمَعِيُّ فِي نِسْبَةِ الْبَيْتِ إِلَيْهِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُهُ – لِزُهَيْرِ بْنِ – عُرْوَةَ بْنِ جَلْهَمَةَ الْمَازِنِيِّ:
إِذَا اللَّهُ لَمْ يُسْقِ إِلَّا الْكِرَامَ     فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ
أَجَشَّ مُلِثًّا غَزِيرَ السَّحَابِ     هَزِيزَ الصَّلَاصِلِ وَالْأَزْمَلِ
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الْجَنُوبِ     وَتُفْرِغُهُ هَزَّةُ الشَّمْأَلِ
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ     نَعَامٌ تَعَلَّقَ بِالْأَرْجُلِ
وَالْمَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ وَالثَّرَى وَيُنَمِّيهِ. وَالْمَرَبُّ: الْأَرْضُ الَّتِي لَا يَزَالُ بِهَا ثَرًى، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ ڪُلَّ قَرَارَةٍ     مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الْغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
وَهِيَ الْمَرَبَّةُ وَالْمِرْبَابُ. وَقِيلَ: الْمِرْبَابُ مِنَ الْأَرَضِينَ الَّتِي ڪَثُرَ نَبْتُهَا وَنَأْمَتُهَا، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْجَمْعِ. وَالْمَرَبُّ: الْمَحَلُّ وَمَكَانُ الْإِقَامَةِ وَالِاجْتِمَاعِ. وَالتَّرَبُّبُ: الِاجْتِمَاعُ. وَمَكَانٌ مَرَبٌّ – بِالْفَتْحِ -: مَجْمَعٌ يَجْمَعُ النَّاسَ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
بِأَوَّلَ مَا هَاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ     بِأَجْرَعَ مِحْلَالٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ
قَالَ: وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلرَّبَابِ: رَبَابٌ لِأَنَّهُمْ تَجَمَّعُوا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سُمُّوا رَبَابًا، لِأَنَّهُمْ جَاؤُوا بِرُبٍّ، فَأَكَلُوا مِنْهُ، وَغَمَسُوا فِيهِ أَيْدِيَهُمْ، وَتَحَالَفُوا عَلَيْهِ، وَهُمْ: تَيْمٌ، وَعَدِيٌّ، وَعُكْلٌ. وَالرِّبَابُ: أَحْيَاءُ ضَبَّةَ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِتَفَرُّقِهِمْ، لِأَنَّ الرُّبَّةَ الْفِرْقَةُ، وَلِذَلِكَ إِذَا نَسَبْتَ إِلَى الرِّبَابِ قُلْتَ: رُبِّيٌّ – بِالضَّمِّ – فَرُدَّ إِلَى وَاحِدِهِ وَهُوَ رُبَّةٌ، لِأَنَّكَ إِذَا نَسَبْتَ الشَّيْءَ إِلَى الْجَمْعِ رَدَدْتَهُ إِلَى الْوَاحِدِ، ڪَمَا تَقُولُ فِي الْمَسَاجِدِ: مَسْجِدِيٌّ إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمَّيْتَ بِهِ رَجُلًا، فَلَا تَرُدَّهُ إِلَى الْوَاحِدِ، ڪَمَا تَقُولُ فِي أَنْمَارٍ: أَنْمَارِيٌّ وَفِي ڪِلَابٍ: ڪِلَابِيٌّ. قَالَ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ فَإِنَّهُ قَالَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لِتَرَابِّهِمْ أَيْ: تَعَاهُدِهِمْ قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: سُمُّوا بِذَلِكَ; لِأَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي رُبٍّ وَتَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سُمُّوا رِبَابًا – بِكَسْرِ الرَّاءِ -; لِأَنَّهُمْ تَرَبَّبُوا أَيْ: تَجَمَّعُوا رِبَّةً رِبَّةً، وَهُمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا فَصَارُوا يَدًا وَاحِدَةً، ضَبَّةُ، وَثَوْرٌ، وَعُكْلٌ، وَتَيْمٌ، وَعَدِيٌّ. وَفُلَانٌ مَرَبٌّ أَيْ: مَجْمَعٌ يَرُبُّ النَّاسَ وَيَجْمَعُهُمْ. وَمَرَبُّ الْإِبِلِ: حَيْثُ لَزِمَتْهُ. وَأَرَبَّتِ الْإِبِلُ بِمَكَانِ ڪَذَا: لَزِمَتْهُ وَأَقَامَتْ بِهِ، فَهِيَ إِبِلٌ مَرَابُّ، لَوَازِمُ.  وَرَبَّ بِالْمَكَانِ، وَأَرَبَّ: لَزِمَهُ، قَالَ:
رَبَّ بِأَرْضٍ لَا تَخَطَّاهَا الْحُمُرْ
وَأَرَبَّ فُلَانٌ بِالْمَكَانِ، وَأَلَبَّ، إِرْبَابًا، وَإِلْبَابًا، إِذَا أَقَامَ بِهِ، فَلَمْ يَبْرَحْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ، وَفَقْرٍ مُرِبٍّ. وَقَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَوْ قَالَ: مُلِبٍّ، أَيْ: لَازِمٍ غَيْرِ مُفَارِقٍ، مِنْ أَرَبَّ بِالْمَكَانِ وَأَلَبَّ إِذَا أَقَامَ بِهِ وَلَزِمَهُ; وَكُلُّ لَازِمِ شَيْءٍ مُرِبٌّ. وَأَرَبَّتِ الْجَنُوبُ: دَامَتْ. وَأَرَبَّتِ السَّحَابَةُ: دَامَ مَطَرُهَا. وَأَرَبَّتِ النَّاقَةُ أَيْ: لَزِمَتِ الْفَحْلَ وَأَحَبَّتْهُ. وَأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا: لَزِمَتْهُ وَأَحَبَّتْهُ; وَهِيَ مُرِبٌّ ڪَذَلِكَ، هَذِهِ رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَرَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ: الرِّبَابَ. وَالرِّبِّيُّ وَالرَّبَّانِيُّ: الْحَبْرُ، وَرَبُّ الْعِلْمِ، وَقِيلَ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يَعْبُدُ الرَّبَّ، زِيدَتِ الْأَلِفُ وَالنُّونُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي النَّسَبِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: زَادُوا أَلِفًا وَنُونًا فِي الرَّبَّانِيِّ إِذَا أَرَادُوا تَخْصِيصًا بِعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِهِ، ڪَأَنَّ مَعْنَاهُ: صَاحِبُ عِلْمٍ بِالرَّبِّ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ، وَهُوَ ڪَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ شَعْرَانِيٌّ، وَلِحْيَانِيٌّ، وَرَقَبَانِيٌّ إِذَا خُصَّ بِكَثْرَةِ الشَّعْرِ، وَطُولِ اللِّحْيَةِ وَغِلَظِ الرَّقَبَةِ، فَإِذَا نَسَبُوا إِلَى الشَّعْرِ، قَالُوا: شَعْرِيٌّ، وَإِلَى الرَّقَبَةِ قَالُوا: رَقَبِيٌّ، وَإِلَى اللِّحْيَةِ: لِحْيِيٌّ. وَالرَّبِّيُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّبِّ. وَالرَّبَّانِيُّ: الْمَوْصُوفُ بِعِلْمِ الرَّبِّ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الرَّبَّانِيُّ الْعَالِمُ الْمُعَلِّمُ، الَّذِي يَغْذُو النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ ڪِبَارِهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّهُ قَالَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ ڪُلِّ نَاعِقٍ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّبِّ، بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ لِلْمُبَالَغَةِ; قَاْلَ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الرَّبِّ بِمَعْنَى التَّرْبِيَةِ، ڪَانُوا يُرَبُّونَ الْمُتَعَلِّمِينَ بِصِغَارِ الْعُلُومِ، قَبْلَ ڪِبَارِهَا. وَالرَّبَّانِيُّ: الْعَالِمُ الرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ، أَوِ الَّذِي يَطْلُبُ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللَّهِ، وَقِيلَ: الْعَالِمُ، الْعَامِلُ، الْمُعَلِّمُ; وَقِيلَ: الرَّبَّانِيُّ: الْعَالِي الدَّرَجَةِ فِي الْعِلْمِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ رَجُلًا عَالِمًا بِالْكُتُبِ يَقُولُ: الرَّبَّانِيُّونَ الْعُلَمَاءُ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ. قَالَ: وَالْأَحْبَارُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الْأُمَمِ، وَبِمَا ڪَانَ وَيَكُونُ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَحْسَبُ الْكَلِمَةَ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ; إِنَّمَا هِيَ عِبْرَانِيَّةٌ أَوْ سُرْيَانِيَّةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ زَعَمَ أَنَّ الْعَرَبَ لَا تَعْرِفُ الرَّبَّانِيِّينَ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا عَرَفَهَا الْفُقَهَاءُ وَأَهْلُ الْعِلْمِ، وَكَذَلِكَ قَاْلَ شَمِرٌ: يُقَالُ لِرَئِيسِ الْمَلَّاحِينَ رَبَّانِيٌّ، وَأَنْشَدَ:
صَعْلٌ مِنَ السَّامِ وَرُبَّانِيُّ
وَرُوِيَ عَنْ زِرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ڪُونُوا رَبَّانِيِّينَ قَالَ: حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ. غَيْرُهُ: الرَّبَّانِيُّ الْمُتَأَلِّهُ، الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَفِي التَّنْزِيلِ: ڪُونُوا رَبَّانِيِّينَ. وَالرُّبَّى عَلَى فُعْلَى – بِالضَّمِّ -: الشَّاةُ الَّتِي وَضَعَتْ حَدِيثًا، وَقِيلَ: هِيَ الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ، وَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا فَهِيَ أَيْضًا رُبَّى، بَيِّنَةُ الرِّبَابِ، وَقِيلَ: رِبَابُهَا مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْمًا مِنْ وِلَادَتِهَا، وَقِيلَ: شَهْرَيْنِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْحَدِيثَةُ النِّتَاجِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحُدَّ وَقْتًا وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُهَا وَلَدُهَا، وَقِيلَ: الرُّبَّى مِنَ الْمَعَزِ، وَالرَّغُوثُ مِنَ الضَّأْنِ، وَالْجَمْعُ رُبَابٌ – بِالضَّمِّ – نَادِرٌ. تَقُولُ: أَعْنُزٌ رُبَابٌ، وَالْمَصْدَرُ رِبَابٌ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ قُرْبُ الْعَهْدِ بِالْوِلَادَةِ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: الرُّبَّى مِنَ الْمَعَزِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مِنَ الْمَعَزِ وَالضَّأْنِ جَمِيعًا، وَرُبَّمَا جَاءَ فِي الْإِبِلِ أَيْضًا. قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بْنُ نَبْهَانَ:
حَنِينَ أُمِّ الْبَوِّ فِي رِبَابِهَا
قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا: رُبَّى وَرُبَابٌ، حَذَفُوا أَلِفَ التَّأْنِيثِ وَبَنَوْهُ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ، ڪَمَا أَلْقَوُا الْهَاءَ مِنْ جَفْرَةٍ، فَقَالُوا جِفَارٌ، إِلَّا أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا، ڪَمَا قَالُوا ظِئْرٌ وَظُؤَارٌ، وَرِخْلٌ وَرُخَالٌ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: إِنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ فِي رِبَابِهَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: غَنَمٌ رِبَابٌ، قَالَ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ. وَقَالَ: رَبَّتِ الشَّاةُ تَرُبُّ رَبًّا إِذَا وَضَعَتْ، وَقِيلَ: إِذَا عَلِقَتْ، وَقِيلَ: لَا فِعْلَ لِلرُّبَّى. وَالْمَرْأَةُ تَرْتَبُّ الشَّعَرَ بِالدُّهْنِ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الْأَنَامِلِ تَرْتَبُّ     سُخَامًا تَكُفُّهُ بِخِلَالِ
وَكُلُّ هَذَا مِنَ الْإِصْلَاحِ وَالْجَمْعِ. وَالرَّبِيبَةُ: الْحَاضِنَةُ، قَاْلَ ثَعْلَبٌ: لِأَنَّهَا تُصْلِحُ الشَّيْءَ، وَتَقُومُ بِهِ، وَتَجْمَعُهُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: حَمْلُهَا رِبَابٌ. رِبَابُ الْمَرْأَةِ: حِدْثَانُ وِلَادَتِهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا شَهْرَانِ، وَقِيلَ: عِشْرُونَ يَوْمًا، يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بَعْدَ أَنْ تَلِدَ بِيَسِيرٍ، وَذَلِكَ مَذْمُومٌ فِي النِّسَاءِ، وَإِنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لَا تَحْمِلَ بَعْدَ الْوَضْعِ، حَتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا. وَالرَّبُوبُ وَالرَّبِيبُ: ابْنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ، وَهُوَ بِمَعْنَى مَرْبُوبٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ نَفْسِهِ: رَابٌّ. قَاْلَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ، يَذْكُرُ امْرَأَتَهُ، وَذَكَرَ أَرْضًا لَهَا:
فَإِنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَا     رَبِيبَ النَّبِيِّ وَابْنَ خَيْرِ الْخَلَائِفِ
يَعْنِي عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، وَهُوَ ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَعَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ، وَهُوَ رَبِيبُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَالْأُنْثَى رَبِيبَةٌ. الْأَزْهَرِيُّ: رَبِيبَةُ الرَّجُلِ بِنْتُ امْرَأَتِهِ مِنْ غَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: إِنَّمَا الشَّرْطُ فِي الرَّبَائِبِ، يُرِيدُ بَنَاتِ الزَّوْجَاتِ مِنْ غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ الَّذِينَ مَعَهُنَّ. قَالَ: وَالرَّبِيبُ أَيْضًا، يُقَالُ لِزَوْجِ الْأُمِّ لَهَا وَلَدٌ مِنْ غَيْرِهِ. وَيُقَالُ لِامْرَأَةِ الرَّجُلِ إِذَا ڪَانَ لَهُ وَلَدٌ مِنْ غَيْرِهَا: رَبِيبَةٌ، وَذَلِكَ مَعْنَى رَابَّةٍ وَرَابٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّابُّ ڪَافِلٌ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ الْيَتِيمِ، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ، مِنْ رَبَّهُ يَرُبُّهُ أَيْ: إِنَّهُ يَكْفُلُ بِأَمْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: ڪَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رَابِّهِ، يَعْنِي امْرَأَةَ زَوْجِ أُمِّهِ، لِأَنَّهُ ڪَانَ يُرَبِّيهِ. غَيْرُهُ: وَالرَّبِيبُ وَالرَّابُّ زَوْجُ الْأُمِّ. قَاْلَ أَبُو الْحَسَنِ الرُّمَّانِيُّ: هُوَ ڪَالشَّهِيدِ، وَالشَّاهِدِ، وَالْخَبِيرِ، وَالْخَابِرِ. وَالرَّابَّةُ: امْرَأَةُ الْأَبِ. وَرَبَّ الْمَعْرُوفَ وَالصَّنِيعَةَ وَالنِّعْمَةَ يَرُبُّهَا رَبًّا وَرِبَابًا وَرِبَابَةً، حَكَاهُمَا اللِّحْيَانِيُّ، وَرَبَّبَهَا: نَمَّاهَا، وَزَادَهَا، وَأَتَمَّهَا، وَأَصْلَحَهَا. وَرَبَبْتُ قَرَابَتَهُ: ڪَذَلِكَ. أَبُو عَمْرٍو: رَبْرَبَ الرَّجُلُ، إِذَا رَبَّى يَتِيمًا. وَرَبَبْتُ الْأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبًّا وَرِبَابَةً: أَصْلَحْتُهُ وَمَتَّنْتُهُ. وَرَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَيَّبْتُهُ وَأَجَدْتُهُ،  وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُهُ بِالْيَاسَمِينِ، أَوْ بَعْضِ الرَّيَاحِينِ، قَالَ: وَيَجُوزُ فِيهِ رَبَّبْتُهُ. وَدُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذَا رُبِّبَ الْحَبُّ الَّذِي اتُّخِذَ مِنْهُ بِالطِّيبِ. وَالرُّبُّ: الطِّلَاءُ الْخَاثِرُ، وَقِيلَ: هُوَ دِبْسُ ڪُلِّ ثَمَرَةٍ، وَهُوَ سُلَافَةُ خُثَارَتِهَا بَعْدَ الِاعْتِصَارِ وَالطَّبْخِ، وَالْجَمْعُ الرُّبُوبُ وَالرِّبَابُ، وَمِنْهُ: سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إِذَا رَبَبْتَهُ أَيْ: جَعَلْتَ فِيهِ الرُّبَّ، وَأَصْلَحْتَهُ بِهِ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: رُبُّ السَّمْنِ وَالزَّيْتِ: ثُفْلُهُ الْأَسْوَدُ، وَأَنْشَدَ:
كَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الْأَشْكَلِ
وَارْتُبَّ الْعِنَبُ إِذَا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا يُؤْتَدَمُ بِهِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بِالرُّبِّ، وَالْحُبَّ بِالْقِيرِ وَالْقَارِ، أَرُبُّهُ رَبًّا وَرُبًّا، وَرَبَّبْتُهُ: مَتَّنْتُهُ، وَقِيلَ: رَبَبْتُهُ دَهَنْتُهُ وَأَصْلَحْتُهُ. قَاْلَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ يُخَاطِبُ امْرَأَتَهُ، وَكَانَتْ تُؤْذِي ابْنَهُ عِرَارًا:
فَإِنَّ عِرَارًا إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ     فَإِنِّي أُحِبُّ الْجَوْنَ ذَا الْمَنْكِبِ الْعَمَمْ
فَإِنْ ڪُنْتِ مِنِّي أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي     فَكُونِي لَهُ ڪَالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الْأَدَمْ
أَرَادَ بِالْأَدَمِ: النِّحْيَ: يَقُولُ لِزَوْجَتِهِ: ڪُونِي لِوَلَدِي عِرَارًا ڪَسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُهُ أَيْ: طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ; لِأَنَّ النِّحْيَ، إِذَا أُصْلِحَ بِالرُّبِّ، طَابَتْ رَائِحَتُهُ، وَمَنَعَ السَّمْنَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ. يُقَالُ: رَبَّ فُلَانٌ نِحْيَهُ يَرُبُّهُ رَبًّا إِذَا جَعَلَ فِيهِ الرُّبَّ وَمَتَّنَهُ بِهِ، وَهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ، وَقَوْلُهُ:
سِلَاءَهَا فِي أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ
أَيْ: غَيْرِ مُصْلَحٍ. وَفِي صِفَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: ڪَأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ مِنْ مِسْكٍ أَوْ عَنْبَرٍ. الرُّبُّ: مَا يُطْبَخُ مِنَ التَّمْرِ، وَهُوَ الدِّبْسُ أَيْضًا. وَإِذَا وُصِفَ الْإِنْسَانُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، قِيلَ: هُوَ السَّمْنُ لَا يَخُمُّ. وَالْمُرَبَّبَاتُ: الْأَنْبِجَاتُ، وَهِيَ الْمَعْمُولَاتُ بِالرُّبِّ، ڪَالْمُعَسَّلِ، وَهُوَ الْمَعْمُولُ بِالْعَسَلِ، وَكَذَلِكَ الْمُرَبَّيَاتُ إِلَّا أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِيَةِ، يُقَالُ: زَنْجَبِيلٌ مُرَبًّى وَمُرَبَّبٌ. وَالْإِرْبَابُ: الدُّنُوُّ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ. وَالرِّبَابَةُ – بِالْكَسْرِ -: جَمَاعَةُ السِّهَامِ، وَقِيلَ: خَيْطٌ تُشَدُّ بِهِ السِّهَامُ، وَقِيلَ: خِرْقَةٌ تُشَدُّ فِيهَا، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ السُّلْفَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا الْقِدَاحُ، شَبِيهَةٌ بِالْكِنَانَةِ، يَكُونُ فِيهَا السِّهَامُ، وَقِيلَ هِيَ شَبِيهَةٌ بِالْكِنَانَةِ، يُجْمَعُ فِيهَا سِهَامُ الْمَيْسِرِ، قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الْحِمَارَ وَأُتُنَهُ:
وَكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وَكَأَنَّهُ     يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى الْقِدَاحِ وَيَصْدَعُ
وَالرِّبَابَةُ: الْجِلْدَةُ الَّتِي تُجْمَعُ فِيهَا السِّهَامُ، وَقِيلَ: الرِّبَابَةُ: سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بِهَا عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الْحُرْضَةِ، وَهُوَ الَّذِي تُدْفَعُ إِلَيْهِ الْأَيْسَارُ لِلْقِدَاحِ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لِكَيْ لَا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ لَهُ فِي صَاحِبِهِ هَوًى. وَالرِّبَابَةُ وَالرِّبَابُ: الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ، قَاْلَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدَةَ:
وَكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي     وَقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ
وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُشُورِ: رِبَابٌ. وَالرَّبِيبُ: الْمُعَاهَدُ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ وَرَبِيبِهِمْ
وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: أَرِبَّةٌ جَمْعُ رِبَابٍ، وَهُوَ الْعَهْدُ. قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَذْكُرُ خَمْرًا:
تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِينًا وَتُؤْلِفُ     الْجِوَارَ وَيُعْطِيهَا الْأَمَانَ رِبَابُهَا
قَوْلُهُ: تُؤْلِفُ الْجِوَارِ أَيْ: تُجَاوِرُ فِي مَكَانَيْنِ. وَالرِّبَابُ: الْعَهْدُ الَّذِي يَأْخُذُهُ صَاحِبُهَا مِنَ النَّاسِ لِإِجَارَتِهَا. وَجَمْعُ الرَّبِّ رِبَابٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: الرِّبَابُ فِي بَيْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ جَمْعُ رَبٍّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يَقُولُ: إِذَا أَجَارَ الْمُجِيرُ هَذِهِ الْخَمْرَ أَعْطَى صَاحِبَهَا قِدْحًا لِيَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُجِيرَ، فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهَا، ڪَأَنَّهُ ذُهِبَ بِالرِّبَابِ إِلَى رِبَابَةِ سِهَامِ الْمَيْسِرِ. وَالْأَرِبَّةُ: أَهْلُ الْمِيثَاقِ. قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
كَانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهَزٌ وَغَرَّهُمُ     عَقْدُ الْجِوَارِ وَكَانُوا مَعْشَرًا غُدُرَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَكُونُ التَّقْدِيرُ ذَوِي أَرِبَّتِهِمْ، وَبَهْزٌ: حَيٌّ مِنْ سُلَيْمٍ، وَالرِّبَابُ: الْعُشُورُ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
وَيُعْطِيهَا الْأَمَانَ رِبَابُهَا
وَقِيلَ: رِبَابُهَا أَصْحَابُهَا. وَالرُّبَّةُ: الْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، قِيلَ: هِيَ عَشَرَةُ آلَافٍ أَوْ نَحْوُهَا، وَالْجَمْعُ رِبَابٌ. وَقَالَ يُونُسُ: رَبَّةُ وَرِبَابٌ، ڪَجَفْرَةٍ وَجِفَارٍ، وَالرَّبَّةُ ڪَالرُّبَّةِ، وَالرِّبِّيُّ وَاحِدُ الرِّبِّيِّينَ: وَهُمُ الْأُلُوفُ مِنَ النَّاسِ، وَالْأَرِبَّةُ مِنَ الْجَمَاعَاتِ: وَاحِدَتُهَا رَبَّةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ ڪَثِيرٌ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الرِّبِّيُّونَ الْأُلُوفُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: قَاْلَ الْأَخْفَشُ: الرِّبِّيُّونَ مَنْسُوبُونَ إِلَى الرَّبِّ. قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: يَنْبَغِي أَنْ تُفْتَحَ الرَّاءُ، عَلَى قَوْلِهِ، قَالَ: وَهُوَ عَلَى قَوْلِ الْفَرَّاءِ مِنَ الرَّبَّةِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رِبِّيُونَ – بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا – وَهُمُ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ. وَقِيلَ: الرِّبِّيُّونَ الْعُلَمَاءُ الْأَتْقِيَاءُ الصُّبُرُ، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَسَنٌ جَمِيلٌ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: الرِّبِّيُّونَ الْجَمَاعَاتُ الْكَثِيرَةُ، الْوَاحِدَةُ رِبِّيٌّ وَالرَّبَّانِيُّ: الْعَالِمُ، وَالْجَمَاعَةُ الرَّبَّانِيُّونَ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: الرَّبَّانِيُّونَ الْأُلُوفُ، وَالرَّبَّانِيُّونَ: الْعُلَمَاءُ. وَقَرَأَ الْحَسَنُ: رُبِّيُّونَ – بِضَمِّ الرَّاءِ -. وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَبِّيُّونَ – بِفَتْحِ الرَّاءِ -. وَالرَّبَبُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْبَاءِ، وَقِيلَ: الْعَذْبُ، قَاْلَ الرَّاجِزُ:
وَالْبُرَّةُ السَّمْرَاءُ وَالْمَاءُ الرَّبَبْ
وَأَخَذَ الشَّيْءَ بِرُبَّانِهِ وَرَبَّانِهِ أَيْ: بِأَوَّلِهِ، وَقِيلَ: بِرُبَّانِهِ: بَجَمِيعِهِ وَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ الْأَمْرَ بِرُبَّانِهِ أَيْ: بِحِدْثَانِهِ وَطَرَاءَتِهِ وَجِدَّتِهِ، وَمِنْهُ قِيلَ: شَاةٌ رُبَّى. وَرُبَّانُ الشَّبَابِ: أَوَّلُهُ، قَاْلَ ابْنُ أَحْمَرَ:
وَإِنَّمَا الْعَيْشُ بِرُبَّانِهِ     وَأَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُفْتَقِرُ
وَيُرْوَى: مُعْتَصِرُ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ     أَعْجَبَهَا إِذْ ڪَبِرَتْ رِبَابُهُ
أَبُو عَمْرٍو: الرُّبَّى أَوَّلُ الشَّبَابِ، قَالَ: أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبَابِهِ، وَرُبَابِ شَبَابِهِ، وَرِبَابِ شَبَابِهِ، وَرِبَّانِ شَبَابِهِ. أَبُو عُبَيْدٍ: الرُّبَّانُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ حِدْثَانُهُ، وَرُبَّانُ الْكَوْكَبِ: مُعْظَمُهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الرَّبَّانُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ،: الْجَمَاعَةُ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: – بِضَمِّ الرَّاءِ -. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: الرُّبَّةُ الْخَيْرُ اللَّازِمِ، بِمَنْزِلَةِ الرُّبِّ الَّذِي يَلِيقُ فَلَا يَكَادُ يَذْهَبُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رُبَّةَ عَيْشٍ مُبَارَكٍ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا رُبَّةُ عَيْشٍ؟ قَالَ: طَثْرَتُهُ وَكَثْرَتُهُ. وَقَالُوا: ذَرْهُ بِرُبَّانٍ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
فَذَرْهُمْ بِرُبَّانٍ وَإِلَّا تَذَرْهُمُ     يُذِيقُوكَ مَا فِيهِمْ وَإِنْ ڪَانَ أَكْثَرَا
قَالَ: وَقَالُوا فِي مَثَلٍ: إِنْ ڪُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ، فَأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنْ ڪُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ، مِنْ رُبَّى، أَزْرَكَ. يَقُولُ: إِنْ عَوَّلْتَ عَلَيَّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ، وَاسْتَرْخِ أَنْتَ وَاسْتَرِحْ. وَرُبَّانُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ: اسْمُ رَجُلٍ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ. وَالرُّبَّى: الْحَاجَةُ، يُقَالُ: لِي عِنْدَ فُلَانٍ رُبَّى. وَالرُّبَّى: الرَّابَّةُ. وَالرُّبَّى: الْعُقْدَةُ الْمُحْكَمَةُ. وَالرُّبَّى: النِّعْمَةُ وَالْإِحْسَانُ. وَالرِّبَّةُ – بِالْكَسْرِ: نَبْتَةٌ صَيْفِيَّةٌ; وَقِيلَ: هُوَ ڪُلُّ مَا اخْضَرَّ، فِي الْقَيْظِ، مِنْ جَمِيعِ ضُرُوبِ النَّبَاتِ; وَقِيلَ: هُوَ ضُرُوبٌ مِنَ الشَّجَرِ أَوِ النَّبْتِ فَلَمْ يُحَدَّ، وَالْجَمْعُ الرِّبَبُ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ:
أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازًا لِمَرْتَعِهِ     مِنْ ذِي الْفَوَارِسِ يَدْعُو أَنْفَهُ الرِّبَبُ
وَالرِّبَّةَ: شَجَرَةٌ، وَقِيلَ: إِنَّهَا شَجَرَةُ الْخَرْنُوبِ. التَّهْذِيبُ: الرِّبَّةُ بَقْلَةٌ نَاعِمَةٌ، وَجَمْعُهَا رِبَبٌ. وَقَالَ: الرِّبَّةُ اسْمٌ لِعِدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ، لَا تَهِيجُ فِي الصَّيْفِ، تَبْقَى خُضْرَتُهَا شِتَاءً وَصَيْفًا، وَمِنْهَا: الْحُلَّبُ، وَالرُّخَامَى، وَالْمَكْرُ، وَالْعَلْقَى، يُقَالُ لَهَا ڪُلِّهَا: رِبَّةٌ. التَّهْذِيبُ: قَاْلَ النَّحْوِيُّونَ: رُبَّ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي، وَالْفَرْقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ ڪَمْ، أَنَّ رُبَّ لِلتَّقْلِيلِ، وَكَمْ وُضِعَتْ لِلتَّكْثِيرِ، إِذَا لَمْ يُرَدْ بِهَا الِاسْتِفْهَامُ، وَكِلَاهُمَا يَقَعُ عَلَى النَّكِرَاتِ، فَيَخْفِضُهَا. قَاْلَ أَبُو حَاتِمٍ: مِنَ الْخَطَأِ قَوْلُ الْعَامَّةِ: رُبَّمَا رَأَيْتُهُ ڪَثِيرًا، وَرُبَّمَا إِنَّمَا وُضِعَتْ لِلتَّقْلِيلِ. غَيْرُهُ: وَرُبَّ وَرَبَّ: ڪَلِمَةُ تَقْلِيلٍ يُجَرُّ بِهَا، فَيُقَالُ: رُبَّ رَجُلٍ قَائِمٍ، وَرَبَّ رَجُلٍ; وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ، فَيُقَالُ: رُبَّتَ رَجُلٍ، وَرَبَّتَ رَجُلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّ حَرْفٌ خَافِضٌ، لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى النَّكِرَةِ، يُشَدَّدُ وَيُخَفَّفُ، وَقَدْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ فَيُقَالُ: رُبَّ رَجُلٍ، وَرُبَّتَ رَجُلٍ، وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مَا، لِيُمْكِنَ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْفِعْلِ بَعْدَهُ، فَيُقَالُ: رُبَّمَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: (رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ ڪَفَرُوا) وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ رَبَّمَا بِالْفَتْحِ، ڪَذَلِكَ رُبَّتَمَا، وَرَبَّتَمَا وَرُبَتَمَا، وَرَبَتَمَا، وَالتَّثْقِيلُ فِي ڪُلِّ ذَلِكَ أَكْثَرُ فِي ڪَلَامِهِمْ، وَلِذَلِكَ إِذَا صَغَّرَ سِيبَوَيْهِ رُبَّ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: (رُبَّمَا يَوَدُّ) رَدَّهُ إِلَى الْأَصْلِ، فَقَالَ: رُبَيْبٌ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَأَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ: رُبَّمَا يَوَدُّ، بِالتَّثْقِيلِ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ: رُبَمَا يَوَدُّ، بِالتَّخْفِيفِ. قَاْلَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَاْلَ إِنَّ رُبَّ يُعْنَى بِهَا التَّكْثِيرُ، فَهُوَ ضِدُّ مَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ، فَإِنْ قَاْلَ قَائِلٌ: فَلِمَ جَازَتْ رُبَّ فِي قَوْلِهِ (عَزَّ وَجَلَّ): (رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ ڪَفَرُوا) وَرُبَّ لِلتَّقْلِيلِ؟ فَالْجَوَابُ فِي هَذَا: أَنَّ الْعَرَبَ خُوطِبَتْ بِمَا تَعْلَمُهُ فِي التَّهْدِيدِ: وَالرَّجُلُ يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ، فَيَقُولُ لَهُ: لَعَلَّكَ سَتَنْدَمُ عَلَى فِعْلِكَ، وَهُوَ لَا يَشُكُّ فِي أَنَّهُ يَنْدَمُ، وَيَقُولُ: رُبَّمَا نَدِمَ الْإِنْسَانُ مِنْ مِثْلِ مَا صَنَعْتَ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْدَمُ ڪَثِيرًا، وَلَكِنْ مَجَازُهُ أَنَّ هَذَا لَوْ ڪَانَ مِمَّا يُوَدُّ فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ مِنْ أَحْوَالِ الْعَذَابِ، أَوْ ڪَانَ الْإِنْسَانُ يَخَافُ أَنْ يَنْدَمَ عَلَى الشَّيْءِ، لَوَجَبَ عَلَيْهِ اجْتِنَابُهُ; وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ عَلَى مَعْنَى التَّهْدِيدِ قَوْلُهُ (عَزَّ وَجَلَّ): ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَالْفَرْقُ بَيْنَ رُبَّمَا وَرُبَّ: أَنَّ رُبَّ لَا يَلِيهِ غَيْرُ الِاسْمِ، وَأَمَّا رُبَّمَا فَإِنَّهُ زِيدَتْ مَا، مَعَ رُبَّ، لِيَلِيَهَا الْفِعْلُ; تَقُولُ: رُبَّ رَجُلٍ جَاءَنِي، وَرُبَّمَا جَاءَنِي زَيْدٌ، وَرُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فِيهِ، وَرُبَّ خَمْرَةٍ شَرِبْتُهَا، وَيُقَالُ: رُبَّمَا جَاءَنِي فُلَانٌ، وَرُبَّمَا حَضَرَنِي زَيْدٌ، وَأَكْثَرُ مَا يَلِيهِ الْمَاضِي، وَلَا يَلِيهِ مِنَ الْغَابِرِ إِلَّا مَا ڪَانَ مُسْتَيْقَنًا، ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ ڪَفَرُوا وَوَعْدُ اللَّهِ حَقٌّ، ڪَأَنَّهُ قَدْ ڪَانَ فَهُوَ بِمَعْنَى مَا مَضَى، وَإِنْ ڪَانَ لَفْظُهُ مُسْتَقْبَلًا. وَقَدْ تَلِي رُبَّمَا الْأَسْمَاءَ وَكَذَلِكَ رُبَّتَمَا، وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
مَاوِيَّ! يَا رُبَّتَمَا غَارَةٍ     شَعْوَاءَ ڪَاللَّذْعَةِ بِالْمِيسَمِ
قَالَ الْكِسَائِيُّ: يَلْزَمُ مَنْ خَفَّفَ، فَأَلْقَى إِحْدَى الْبَاءَيْنِ، أَنْ يَقُولَ: رُبْ رَجُلٍ، فَيُخْرِجَهُ مَخْرَجَ الْأَدَوَاتِ، ڪَمَا تَقُولُ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلِمْ صَنَعْتَ؟ وَبِأَيِّمَ جِئْتَ؟ وَبِأَيِّمْ جِئْتَ؟ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ; وَقَالَ أَظُنُّهُمْ إِنَّمَا امْتَنَعُوا مِنْ جَزْمِ الْبَاءِ لِكَثْرَةِ دُخُولِ التَّاءِ فِيهَا فِي قَوْلِهِمْ: رُبَّتَ رَجُلٍ، وَرُبَتَ رَجُلٍ. يُرِيدُ الْكِسَائِيُّ: أَنَّ تَاءَ التَّأْنِيثِ لَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلَّا مَفْتُوحًا، أَوْ فِي نِيَّةِ الْفَتْحِ، فَلَمَّا ڪَانَتْ تَاءُ التَّأْنِيثِ تَدْخُلُهَا ڪَثِيرًا، امْتَنَعُوا مِنْ إِسْكَانِ مَا قَبْلَ هَاءِ التَّأْنِيثِ، وَآثَرُوا النَّصْبَ، يَعْنِي بِالنَّصْبِ: الْفَتْحَ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ لِي الْكِسَائِيُّ: إِنْ سَمِعْتَ بِالْجَزْمِ يَوْمًا، فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ. يُرِيدُ: إِنْ سَمِعْتَ أَحَدًا، يَقُولُ: رُبْ رَجُلٍ، فَلَا تُنْكِرْهُ، فَإِنَّهُ وَجْهُ الْقِيَاسِ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ رَبَّمَا، بِالْفَتْحِ، وَلَا رَبَمَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: الْعَرَبُ تَزِيدُ فِي رُبَّ هَاءً، وَتَجْعَلُ الْهَاءَ اسْمًا مَجْهُولًا لَا يُعَرَّفُ، وَيَبْطُلُ مَعَهَا عَمَلُ رُبَّ فَلَا يُخْفَضُ بِهَا مَا بَعْدَ الْهَاءِ، وَإِذَا فَرَقْتَ بَيْنَ ڪَمِ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بِشَيْءٍ، بَطَلَ عَمَلُهَا; وَأَنْشَدَ:
كَائِنْ رَأَبْتُ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ     وَرُبَّهُ عَطِبًا أَنْقَذْتُ مِ الْعَطَبِ
نَصَبَ عَطِبًا مِنْ أَجْلِ الْهَاءِ الْمَجْهُولَةِ. وَقَوْلُهُمْ: رُبَّهُ رَجُلًا، وَرُبَّهَا امْرَأَةً، أَضْمَرَتْ فِيهَا الْعَرَبُ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ، ثُمَّ أَلْزَمَتْهُ التَّفْسِيرَ، وَلَمْ تَدَعْ أَنْ تُوَضِّحَ مَا أَوْقَعَتْ بِهِ الِالْتِبَاسَ، فَفَسَّرُوهُ بِذِكْرِ النَّوْعِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُمْ رَجُلًا وَامْرَأَةً. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي مَرَّةً: أَدْخَلُوا رُبَّ عَلَى الْمُضْمَرِ، وَهُوَ عَلَى نِهَايَةِ الِاخْتِصَاصِ، وَجَازَ دُخُولُهَا عَلَى الْمَعْرِفَةِ، فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِمُضَارَعَتِهَا، النَّكِرَةَ بِأَنَّهَا أُضْمِرَتْ، عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْتَاجَتْ إِلَى التَّفْسِيرِ بِالنَّكِرَةِ الْمَنْصُوبَةِ نَحْوُ رَجُلًا  وَامْرَأَةً; وَلَوْ ڪَانَ هَذَا الْمُضْمَرُ ڪَسَائِرِ الْمُضْمَرَاتِ لَمَا احْتَاجَتْ إِلَى تَفْسِيرِهِ. وَحَكَى الْكُوفِيُّونَ: رُبَّهُ رَجُلًا قَدْ رَأَيْتُ، وَرُبَّهُمَا رَجُلَيْنِ، وَرُبَّهُمْ رِجَالًا، وَرُبَّهُنَّ نِسَاءً، فَمَنْ وَحَّدَ قَالَ: إِنَّهُ ڪِنَايَةٌ عَنْ مَجْهُولٍ، وَمَنْ لَمْ يُوَحِّدْ قَالَ: إِنَّهُ رَدُّ ڪَلَامٍ، ڪَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا لَكَ جَوَارٍ؟ قَالَ: رُبَّهُنَّ جَوَارِيَ قَدْ مَلَكْتُ. وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: النَّحْوِيُّونَ ڪَالْمُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّ رُبَّ جَوَابٌ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي جُمَادَى الْأُولَى رُبًّا وَرُبَّى، وَذَا الْقَعْدَةِ رُبَّةً، وَقَالَ ڪُرَاعٌ: رُبَّةُ وَرُبَّى جَمِيعًا: جُمَادَى الْآخِرَةُ، وَإِنَّمَا ڪَانُوا يُسَمُّونَهَا بِذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَالرَّبْرَبُ: الْقَطِيعُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ، وَقِيلَ مِنَ الظِّبَاءِ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ، قَالَ:
بِأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى وَلَا أُمَّ شَادِنٍ     غَضِيضَةَ طَرْفٍ رُعْتَهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
وَقَالَ ڪُرَاعٌ: الرَّبْرَبُ جَمَاعَةُ الْبَقَرِ، مَا ڪَانَ دُونَ الْعَشَرَةِ.

معنى كلمة ربب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة ربأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة ربأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


ربأ: رَبَأَ الْقَوْمَ يَرْبَؤُهُمْ رَبْئًا، وَرَبَأَ لَهُمُ: اطَّلَعَ لَهُمْ عَلَى شَرَفٍ. وَرَبَأْتُهُمْ وَارْتَبَأْتُهُمْ أَيْ: رَقَبْتُهُمْ، وَذَلِكَ إِذَا ڪُنْتَ لَهُمْ طَلِيعَةً فَوْقَ شَرَفٍ. يُقَالُ: رَبَأَ لَنَا فُلَانٌ وَارْتَبَأَ إِذَا اعْتَانَ. وَالرَّبِيئَةُ: الطَّلِيعَةُ، وَإِنَّمَا أَنَّثُوهُ; لِأَنَّ الطَّلِيعَةَ يُقَالُ لَهُ الْعَيْنُ إِذْ بِعَيْنِهِ يَنْظُرُ وَالْعَيْنُ مُؤَنَّثَةٌ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ عَيْنٌ; لِأَنَّهُ يَرْعَى أُمُورَهُمْ وَيَحْرُسُهُمْ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الْعَيْنِ الَّذِي هُوَ الطَّلِيعَةُ: أَنَّهُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فَيُقَالُ رَبِيءٌ وَرَبِيئَةٌ. فَمَنْ أَنَّثَ فَعَلَى الْأَصْلِ، وَمَنْ ذَكَّرَ فَعَلَى أَنَّهُ قَدْ نُقِلَ مِنَ الْجُزْءِ إِلَى الْكُلِّ، وَالْجَمْعُ: الرَّبَايَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ ڪَرَجُلٍ ذَهَبَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ أَيْ: يَحْفَظُهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ. وَالِاسْمُ: الرَّبِيئَةُ، وَهُوَ الْعَيْنُ وَالطَّلِيعَةُ الَّذِي يَنْظُرُ لِلْقَوْمِ لِئَلَّا يَدْهَمَهُمْ عَدُوٌّ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى جَبَلٍ أَوْ شَرَفٍ يَنْظُرُ مِنْهُ. وَارْتَبَأْتُ الْجَبَلَ: صَعِدْتُهُ. وَالْمِرْبَأُ وَالْمَرْبَأُ: مَوْضِعُ الرَّبِيئَةِ. التَّهْذِيبُ. الرَّبِيئَةُ: عَيْنُ الْقَوْمِ الَّذِي يَرْبَأُ لَهُمْ فَوْقَ مِرْبَأٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَيَرْتَبِئُ أَيْ: يَقُومُ هُنَالِكَ. وَالْمَرْبَاءُ: الْمَرْقَاةُ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، هَكَذَا حَكَاهُ بِالْمَدِّ وَفَتْحِ أَوَّلِهِ، وَأَنْشَدَ:
كَأَنَّهَا صَقْعَاءُ فِي مَرْبَائِهَا
قَالَ ثَعْلَبٌ: ڪَسْرُ مِرْبَاءَ أَجْوَدُ وَفَتْحُهُ لَمْ يَأْتِ مِثْلُهُ. وَرَبَأَ وَارْتَبَأَ: أَشْرَفَ. وَقَالَ غَيْلَانُ الرَّبَعِيُّ:
قَدْ أَغْتَدِي وَالطَّيْرُ فَوْقَ الْأَصْوَاءْ     مُرْتَبِئَاتٍ فَوْقَ أَعْلَى الْعَلْيَاءْ
وَمَرْبَأَةُ الْبَازِي: مَنَارَةٌ يَرْبَأُ عَلَيْهَا، وَقَدْ خَفَّفَ الرَّاجِزُ هَمْزَهَا فَقَالَ:
بَاتَ عَلَى مَرْبَاتِهِ مُقَيَّدَا
وَمَرْبَأَةُ الْبَازِي: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْهِ. وَرَابَأَهُمْ: حَارَسَهُمْ. وَرَابَأْتُ فُلَانًا إِذَا حَارَسْتَهُ وَحَارَسَكَ. وَرَابَأَ الشَّيْءَ: رَاقَبَهُ. وَالْمَرْبَأَةُ: الْمَرْقَبَةُ، وَكَذَلِكَ الْمَرْبَأُ وَالْمُرْتَبَأُ. وَمِنْهُ قِيلَ لِمَكَانِ الْبَازِي الَّذِي يَقِفُ فِيهِ: مَرْبَأٌ. وَيُقَالُ: أَرْضٌ لَا رِبَاءَ فِيهَا وَلَا وِطَاءَ، مَمْدُودَانِ. وَرَبَأْتُ الْمَرْأَةَ وَارْتَبَأْتُهَا أَيْ: عَلَوْتُهَا. وَرَبَأْتُ بِكَ عَنْ ڪَذَا وَكَذَا أَرْبَأُ رَبْئًا: رَفَعْتُكَ. وَرَبَأْتُ بِكَ أَرْفَعَ الْأَمْرِ: رَفَعْتُكَ، هَذِهِ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَيُقَالُ: إِنِّي لَأَرْبَأُ بِكَ عَنْ ذَلِكَ الْأَمْرِ أَيْ: أَرْفَعُكَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: مَا عَرَفْتُ فُلَانًا حَتَّى أَرْبَأَ لِي أَيْ: أَشْرَفَ لِي. وَرَابَأْتُ الشَّيْءَ وَرَابَأْتُ فُلَانًا: حَذِرْتُهُ وَاتَّقَيْتُهُ. وَرَابَأَ الرَّجُلَ: اتَّقَاهُ، وَقَالَ الْبَعِيثُ:
فَرَابَأْتُ وَاسْتَتْمَمُتُ حَبْلًا عَقَدْتُهُ     إِلَى عَظَمَاتٍ مَنْعُهَا الْجَارَ مُحْكَمُ
وَرَبَأَتِ الْأَرَضُ رَبَاءً: زَكَتْ وَارْتَفَعَتْ. وَقُرِئَ: فَإِذَا أَنْزَلَنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَأَتْ أَيِ: ارْتَفَعَتْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ذَلِكَ لِأَنَّ النَّبْتَ إِذَا هَمَّ أَنْ يَظْهَرَ ارْتَفَعَتْ لَهُ الْأَرْضُ. وَفَعَلَ بِهِ فِعْلًا مَا رَبَأَ رَبْأَهُ أَيْ: مَا عَلِمَ وَلَا شَعَرَ بِهِ وَلَا تَهَيَّأَ لَهُ وَلَا أَخَذَ أُهْبَتَهُ وَلَا أَبَهَ لَهُ وَلَا اكْتَرَثَ لَهُ. وَيُقَالُ: مَا رَبَأْتُ رَبْأَهُ وَمَا مَأَنْتُ مَأْنَهُ أَيْ: لَمْ أُبَالِ بِهِ وَلَمْ أَحْتَفِلْ لَهُ. وَرَبَؤُوا لَهُ: جَمَعُوا لَهُ مِنْ ڪُلِّ طَعَامٍ، لَبَنٍ وَتَمْرٍ وَغَيْرِهِ. وَجَاءَ يَرْبَأُ فِي مِشْيَتِهِ أَيْ: يَتَثَاقَلُ.

معنى كلمة ربأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأي: الرُّؤْيَةُ بِالْعَيْنِ تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَبِمَعْنَى الْعِلْمِ تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، يُقَالُ: رَأَى زَيْدًا عَالِمًا وَرَأَى رَأْيًا وَرُؤْيَةً وِرَاءَةً، مِثْلُ رَاعَهُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرُّؤْيَةُ النَّظَرُ بِالْعَيْنِ وَالْقَلْبِ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَلَى رِيَّتِكَ، أَيْ: رُؤْيَتِكَ، وَفِي ضَعَةٌ، وَحَقِيقَتُهَا أَنَّهُ أَرَادَ رُؤْيَتَكَ فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ وَاوًا إِبْدَالًا صَحِيحًا، فَقَالَ: رُويَتِكَ، ثُمَّ أَدْغَمَ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْوَاوَ قَدْ صَارَتْ حَرْفَ عِلَّةٍ لِمَا سُلِّطَ عَلَيْهَا مِنَ الْبَدَلِ فَقَالَ رُيَّتِكَ، ثُمَّ ڪَسَرَ الرَّاءَ لِمُجَاوِرَةِ الْيَاءِ فَقَالَ رِيَّتِكَ. وَقَدْ رَأَيْتُهُ رَأْيَةً وَرُؤْيَةً، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِي رَأْيَةٍ هُنَا لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ إِنَّمَا هُوَ مَصْدَرٌ ڪَرُؤْيَةٍ إِلَّا أَنْ تُرِيدَ الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ فَيَكُونَ رَأَيْتُهُ رَأْيَةً ڪَقَوْلِكَ ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً، فَأَمَّا إِذَا لَمْ تُرِدْ هَذَا فَرَأْيَةٌ ڪَرُؤْيَةٍ لَيْسَتِ الْهَاءُ فِيهَا لِلْوَحْدَةِ. وَرَأَيْتُهُ رِئْيَانًا: ڪَرُؤْيَةٍ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَرَيْتُهُ عَلَى الْحَذْفِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
وَجْنَاءُ مُقْوَرَّةُ الْأَقْرَابِ يَحْسَبُهَا مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رَأْيَةً جَمَلَا     حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ
فِي لَازِقٍ لَاحِقِ الْأَقْرَابِ فَانْشَمَلَا
خَلْقُ أَرْبَعَةٍ: يَعْنِي ضُمُورَ أَخْلَافِهَا، وَانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ ڪَانْشَمَرَ، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَرَهَا قَبْلُ ظَنَّهَا جَمَلًا لِعِظَمِهَا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا ضُمُورُ أَخْلَافِهَا فَيَعْلَمَ حِينَئِذٍ أَنَّهَا نَاقَةٌ؛ لِأَنَّ الْجَمَلَ لَيْسَ لَهُ خِلْفٌ، وَأَنْشَدَ ابْنُ جِنِّي:
حَتَّى يَقُولَ مَنْ رَآهُ إِذْ رَاهْ     يَا وَيْحَهُ مِنْ جَمَلٍ مَا أَشْقَاهْ
أَرَادَ ڪُلَّ مَنْ رَآهُ إِذْ رَآهُ، فَسَكَّنَ الْهَاءَ وَأَلْقَى حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ، وَقَوْلُهُ:
مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدَانَ بْنِ يَحْيَى     إِذَا مَا النِّسْعُ طَالَ عَلَى الْمَطِيَّهْ
وَمَنْ رَا مِثْلَ مَعْدَانَ بْنِ يَحْيَى     إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ عَرِيَّهْ
أَصْلُ هَذَا مِنْ رَأَى فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ عَلَى حَدِّ: لَا هُنَاكَ الْمَرْتَعُ، فَاجْتَمَعَتْ أَلِفَانِ فَحَذَفَ إِحْدَاهُمَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَصْلُهُ رَأَى فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ يَاءً ڪَمَا يُقَالُ فِي سَأَلْتُ سَيَلْتُ، وَفِي قَرَأْتُ قَرَيْتُ، وَفِي أَخْطَأْتُ أَخْطَيْتُ، فَلَمَّا أُبْدِلَتِ الْهَمْزَةُ الَّتِي هِيَ عَيْنٌ يَاءً أَبْدَلُوا الْيَاءَ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ الْمُنْقَلِبَةُ عَنِ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ لَامُ الْفِعْلِ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْأَلِفِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ قَالَ:
مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدَانَ بْنِ يَحْيَى
فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ فَعَلْتُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: رَيَيْتُ، وَيَجْعَلُهُ مِنْ بَابِ حَيَيْتُ وَعَيَيْتُ؟ قَالَ: لِأَنَّ الْهَمْزَةَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِذَا أُبْدِلَتْ عَنِ الْيَاءِ تُقْلَبُ، وَذَهَبَ أَبُو عَلِيٍّ فِي بَعْضِ مَسَائِلِهِ أَنَّهُ أَرَادَ رَأَى فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ ڪَمَا حَذَفَهَا مِنْ أَرَيْتُ وَنَحْوِهِ، وَكَيْفَ ڪَانَ الْأَمْرُ فَقَدْ حُذِفْتَ الْهَمْزَةُ وَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلِفًا، وَهَذَانِ إِعْلَالَانِ تَوَالَيَا فِي الْعَيْنِ وَاللَّامِ، وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ: جَا يَجِي فَهَذَا إِبْدَالُ الْعَيْنِ الَّتِي هِيَ يَاءٌ أَلِفًا، وَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا، فَأَعَلَّ اللَّامَ وَالْعَيْنَ جَمِيعًا. وَأَنَا أَرَاهُ، وَالْأَصْلُ أَرْآهُ، حَذَفُوا الْهَمْزَةَ وَأَلْقَوْا حَرَكَتَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا. قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: ڪُلُّ شَيْءٍ ڪَانَتْ أَوَّلُهُ زَائِدَةً سِوَى أَلِفِ الْوَصْلِ مَنْ رَأَيْتُ فَقَدِ اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى تَخْفِيفِ هَمْزِهِ، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِيَّاهُ، جَعَلُوا الْهَمْزَةَ تُعَاقِبُ، يَعْنِي أَنَّ ڪُلَّ شَيْءٍ ڪَانَ أَوَّلُهُ زَائِدَةً مِنَ الزَّوَائِدِ الْأَرْبَعِ نَحْوَ أَرَى وَيَرَى وَنَرَى وَتَرَى فَإِنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُولُ ذَلِكَ بِالْهَمْزِ، أَيْ: أَنَّهَا لَا تَقُولُ أَرْأَى وَلَا يَرْأَى وَلَا نَرْأَى وَلَا تَرْأَى، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا هَمْزَةَ الْمُتَكَلِّمِ فِي أَرَى تُعَاقِبُ الْهَمْزَةَ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، وَهِيَ هَمْزَةُ أَرْأَى حَيْثُ ڪَانَتَا هَمْزَتَيْنِ، وَإِنْ ڪَانَتِ الْأُولَى زَائِدَةً وَالثَّانِيَةُ أَصْلِيَّةً، وَكَأَنَّهُمْ إِنَّمَا فَرُّوا مِنِ الْتِقَاءِ هَمْزَتَيْنِ، وَإِنْ ڪَانَ بَيْنَهُمَا حَرْفٌ سَاكِنٌ، وَهِيَ الرَّاءُ، ثُمَّ أَتْبَعُوهَا سَائِرَ حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ، فَقَالُوا: يَرَى وَنَرَى وَتَرَى ڪَمَا قَالُوا أَرَى، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَحَكَى أَبُو الْخَطَّابِ قَدْ أَرْآهُمْ، يَجِيءُ بِهِ عَلَى الْأَصْلِ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، قَالَ:
أَحِنُّ إِذَا رَأَيْتُ جِبَالَ نَجْدٍ     وَلَا أَرْأَى إِلَى نَجْدٍ سَبِيلَا
  وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَلَا أَرَى عَلَى احْتِمَالِ الزِّحَافِ، قَاْلَ سُرَاقَةُ الْبَارِقِيُّ:
أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تَرْأَيَاهُ     ڪِلَانَا عَالِمٌ بِالتُّرَّهَاتِ
وَقَدْ رَوَاهُ الْأَخْفَشُ: مَا لَمْ تَرَيَاهُ، عَلَى التَّخْفِيفِ الشَّائِعِ عَنِ الْعَرَبِ فِي هَذَا الْحَرْفِ. التَّهْذِيبُ: وَتَقُولُ: الرَّجُلُ يَرَى ذَاكَ، عَلَى التَّخْفِيفِ. قَالَ: وَعَامَّةُ ڪَلَامِ الْعَرَبِ فِي يَرَى وَنَرَى وَتَرَى وَأَرَى عَلَى التَّخْفِيفِ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُحَقِّقُهُ فَيَقُولُ – وَهُوَ قَلِيلٌ – زَيْدٌ يَرْأَى رَأْيًا حَسَنًا ڪَقَوْلِكَ يَرْعَى رَعْيًا حَسَنًا، وَأَنْشَدَ بَيْتَ سُرَاقَةَ الْبَارِقِيِّ. وَارْتَأَيْتُ وَاسْتَرْأَيْتُ: ڪَرَأَيْتُ أَعْنِي مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى هَمْزِ مَا ڪَانَ مِنْ رَأَيْتُ وَاسْتَرْأَيْتُ وَارْتَأَيْتُ فِي رُؤْيَةِ الْعَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ يَتْرُكُ الْهَمْزَ وَهُوَ قَلِيلٌ، قَالَ: وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي ڪِتَابِ اللَّهِ مَهْمُوزٌ، وَأَنْشَدَ فِيمَنْ خَفَّفَ:
صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ     رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي الْحِلَابِ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا جَاءَ مَاضِيهِ بِلَا هَمْزٍ، وَأَنْشَدَ هَذَا الْبَيْتَ أَيْضًا:
صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ
وَيُرْوَى: فِي الْعِلَابِ، وَمِثْلُهُ لِلْأَحْوَصِ:
أَوْ عَرَّفُوا بِصَنِيعٍ عِنْدَ مَكْرُمَةٍ     مَضَى وَلَمْ يَثْنِهِ مَا رَا وَمَا سَمِعَا
وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي أَرَأَيْتَ وَأَرَأَيْتَكَ: أَرَيْتَ وَأَرَيْتَكَ، بِلَا هَمْزٍ. قَاْلَ أَبُو الْأَسْوَدِ:
أَرَيْتَ امْرَأً ڪُنْتُ لَمْ أَبْلُهُ     أَتَانِي فَقَالَ اتَّخِذْنِي خَلِيلًا
فَتَرَكَ الْهَمْزَةَ، وَقَالَ رَكَّاضُ بْنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيُّ:
فَقُولَا صَادِقَيْنِ لِزَوْجِ     حُبَّى جُعِلْتُ لَهَا وَإِنْ بَخِلَتْ
فِدَاءَ أَرَيْتَكَ إِنْ مَنَعْتَ ڪَلَامَ     حُبَّى أَتَمْنَعُنِي عَلَى لَيْلَى الْبُكَاءَ
وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ ڪَلَامُ حُبَّى     وَالَّذِي رُوِيَ ڪَلَامُ لَيْلَى
، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
أَرَيْتَ إِذَا جَالَتْ بِكَ الْخَيْلُ جَوْلَةً     وَأَنْتَ عَلَى بِرْذَوْنَةٍ غَيْرُ طَائِلِ
قَالَ: وَأَنْشَدَ ابْنُ جِنِّي لِبَعْضِ الرُّجَّازِ:
أَرَيْتَ إِنْ جِئْتِ بِهِ أُمْلُودَا     مُرَجَّلًا وَيَلْبَسُ الْبُرُودَا
أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي هَذَا الْبَيْتِ الْأَخِيرِ شُذُوذٌ، وَهُوَ لِحَاقُ نُونِ التَّأْكِيدِ لِاسْمِ الْفَاعِلِ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْكَلَامُ الْعَالِي فِي ذَلِكَ الْهَمْزُ، فَإِذَا جِئْتَ إِلَى الْأَفْعَالِ الْمُسْتَقْبَلَةِ الَّتِي فِي أَوَائِلِهَا الْيَاءُ وَالتَّاءُ وَالنُّونُ وَالْأَلِفُ اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ – الَّذِينَ يَهْمِزُونَ وَالَّذِينَ لَا يَهْمِزُونَ – عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ ڪَقَوْلِكَ يَرَى وَتَرَى وَنَرَى وَأَرَى، قَالَ: وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ نَحْوَ قَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَقَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ -: فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى وَ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِلَّا تَيْمَ الرِّبَابِ فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ مَعَ حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ فَتَقُولُ هُوَ يَرْأَى وَتَرْأَى وَنَرْأَى وَأَرْأَى – وَهُوَ الْأَصْلُ – فَإِذَا قَالُوا مَتَى نَرَاكَ قَالُوا مَتَى نَرْآكَ، مِثْلَ نَرْعَاكَ، وَبَعْضٌ يَقْلِبُ الْهَمْزَةَ فَيَقُولُ: مَتَى نَرَاؤُكَ، مِثْلَ نَرَاعُكَ، وَأَنْشَدَ:
أَلَا تِلْكَ جَارَاتُنَا بِالْغَضَى     تَقُولُ أَتَرْأَيْنَهُ لَنْ يُضِيفَا
وَأَنْشَدَ فِيمَنْ قَلَبَ:
مَاذَا نَرَاؤُكَ تُغْنِي فِي أَخِي رَصَدٍ     مِنْ أُسْدِ خَفَّانَ جَأْبِ الْوَجْهِ ذِي لِبَدِ
وَيُقَالُ: رَأَى فِي الْفِقْهِ رَأْيًا، وَقَدْ تَرَكَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَ فِي مُسْتَقْبَلِهِ لِكَثْرَتِهِ فِي ڪَلَامِهِمْ، وَرُبَّمَا احْتَاجَتْ إِلَيْهِ فَهَمَزَتْهُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَنْشَدَ شَاعِرُ تَيْمِ الرِّبَابِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلْأَعْلَمِ بْنِ جَرَادَةَ السَّعْدِيِّ:
أَلَمْ تَرْأَ مَا لَاقَيْتُ وَالدَّهْرُ أَعْصُرٌ     وَمَنْ يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ وَيَسْمَعِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى وَيَسْمَعُ، بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ؛ لِأَنَّ الْقَصِيدَةَ مَرْفُوعَةٌ، وَبَعْدَهُ:
بِأَنَّ عَزِيزًا ظَلَّ يَرْمِي بِحَوْزِهِ     إِلَيَّ وَرَاءَ الْحَاجِزَيْنِ وَيُفْرِعُ
يُقَالُ: أَفْرَعَ إِذَا أَخَذَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، قَالَ: وَشَاهِدُ تَرْكِ الْهَمْزَةِ مَا أَنْشَدَهُ أَبُو زَيْدٍ:
لَمَّا اسْتَمَرَّ بِهَا شَيْحَانُ مُبْتَجِحٌ     بِالْبَيْنِ عَنْكَ بِمَا يَرْآكَ شَنَآنَا
قَالَ: وَهُوَ ڪَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ وَالشِّعْرِ، فَإِذَا جِئْتَ إِلَى الْأَمْرِ فَإِنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ يَتْرُكُونَ الْهَمْزَ فَيَقُولُونَ: رَ ذَلِكَ، وَلِلِاثْنَيْنِ: رَيَا ذَلِكَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: رَوْا ذَلِكَ، وَلِلْمَرْأَةِ رَيْ ذَلِكَ، وَلِلِاثْنَيْنِ ڪَالرَّجُلَيْنِ، وَلِلْجَمْعِ: رَيْنَ ذَاكُنَّ، وَبَنُو تَمِيمٍ يَهْمِزُونَ جَمِيعَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ: ارْأَ ذَلِكَ وَارْأَيَا، وَلِجَمَاعَةِ النِّسَاءِ ارْأَيْنَ، قَالَ: فَإِذَا قَالُوا أَرَيْتَ فُلَانًا مَا ڪَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَرَيْتَكُمْ فُلَانًا أَفَرَيْتَكُمْ فَلَانًا فَإِنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ يَهْمِزُونَهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ ڪَلَامِهِمُ الْهَمْزُ، فَإِذَا عَدَوْتَ أَهْلَ الْحِجَازِ فَإِنَّ عَامَّةَ الْعَرَبِ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ، نَحْوَ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وَبِهِ قَرَأَ الْكِسَائِيُّ، تَرَكَ الْهَمْزَ فِيهِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَقَالُوا: وَلَوْ تَرَ مَا أَهْلُ مَكَّةَ، قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: أَرَادُوا وَلَوْ تَرَى مَا، فَحَذَفُوا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنَّهُ لِخَبِيثٌ وَلَوْ تَرَ مَا فُلَانٌ وَلَوْ تَرَى مَا فُلَانٍ، رَفْعًا وَجَزْمًا، وَكَذَلِكَ وَلَا تَرَ مَا فُلَانٌ وَلَا تَرَى مَا فُلَانٌ، فِيهِمَا جَمِيعًا وَجْهَانِ: الْجَزْمُ وَالرَّفْعُ، فَإِذَا قَالُوا إِنَّهُ لَخَبِيثٌ وَلَمْ تَرَ مَا فُلَانٌ قَالُوهُ بِالْجَزْمِ، وَفُلَانٌ فِي ڪُلِّهِ رُفِعَ وَتَأْوِيلُهَا وَلَا سِيَّمَا فُلَانٌ، وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْكِسَائِيِّ ڪُلُّهُ. وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ عَلَى الْأَصْلِ قُلْتَ: ارْءَ وَعَلَى الْحَذْفِ: رَا.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ عَلَى الْحَذْفِ رَهْ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ مِنْهُ رَ زَيْدًا وَالْهَمْزَةُ سَاقِطَةٌ مِنْهُ فِي الِاسْتِعْمَالِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ قَالَ: الْعَرَبُ لَهَا فِي أَرَأَيْتَ لُغَتَانِ وَمَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلَ الرَّجُلَ: أَرَأَيْتَ زَيْدًا  بِعَيْنِكَ؟ فَهَذِهِ مَهْمُوزَةٌ، فَإِذَا أَوْقَعْتَهَا عَلَى الرَّجُلِ مِنْهُ قُلْتَ أَرَأَيْتَكَ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الْحَالِ، يُرِيدُ هَلْ رَأَيْتَ نَفْسَكَ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الْحَالَةِ، ثُمَّ تُثَنِّي وَتَجْمَعُ فَتَقُولُ لِلرَّجُلَيْنِ: أَرَأَيْتُمَاكُمَا، وَلِلْقَوْمِ أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وَلِلنِّسْوَةِ أَرَأَيْتُنَّ ڪُنَّ، وَلِلْمَرْأَةِ أَرَأَيْتِكِ، بِخَفْضِ التَّاءِ لَا يَجُوزُ إِلَّا ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَنْ تَقُولَ أَرَأَيْتَكَ وَأَنْتَ تَقُولُ أَخْبِرْنِي، فَتَهْمِزُهَا وَتَنْصِبُ التَّاءَ مِنْهَا وَتَتْرُكُ الْهَمْزَ إِنْ شِئْتَ، وَهُوَ أَكْثَرُ ڪَلَامِ الْعَرَبِ، وَتَتْرُكُ التَّاءَ مُوَحَّدَةً مَفْتُوحَةً لِلْوَاحِدِ وَالْوَاحِدَةِ وَالْجَمْعِ فِي مُؤَنَّثِهِ وَمُذَكَّرِهِ، فَتَقُولُ لِلْمَرْأَةِ: أَرَأَيْتَكِ زَيْدًا هَلْ خَرَجَ، وَلِلنِّسْوَةِ: أَرَأَيْتُكُنَّ زَيْدًا مَا فَعَلَ، وَإِنَّمَا تَرَكَتِ الْعَرَبُ التَّاءَ وَاحِدَةً؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ مِنْهَا وَاقِعًا عَلَى نَفْسِهَا فَاكْتَفَوْا بِذِكْرِهَا فِي الْكَافِ وَوَجَّهُوا التَّاءَ إِلَى الْمُذَكَّرِ وَالتَّوْحِيدِ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْفِعْلُ وَاقِعًا، قَالَ: وَنَحْوُ ذَلِكَ قَاْلَ الزَّجَّاجُ فِي جَمِيعِ مَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي هَذِهِ الْكَافِ الَّتِي فِي أَرَأَيْتَكُمْ، فَقَالَ الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ: لَفْظُهَا لَفْظُ نَصْبٍ وَتَأْوِيلُهَا تَأْوِيلُ رَفْعٍ، قَالَ: وَمِثْلُهَا الْكَافُ الَّتِي فِي: دُونَكَ زَيْدًا لِأَنَّ الْمَعْنَى خُذْ زَيْدًا، قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَهَذَا الْقَوْلَ لَمْ يَقُلْهُ النَّحْوِيُّونَ الْقُدَمَاءُ، وَهُوَ خَطَأٌ لِأَنَّ قَوْلَكَ أَرَأَيْتَكَ زَيْدًا مَا شَأْنُهُ، يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قَدْ تَعَدَّتْ إِلَى الْكَافِ وَإِلَى زَيْدٍ فَتَصِيرُ ” أَرَأَيْتَ ” اسْمَيْنِ فَيَصِيرُ الْمَعْنَى أَرَأَيْتَ نَفْسَكَ زَيْدًا مَا حَالُهُ، قَالَ: وَهَذَا مُحَالٌ وَالَّذِي يَذْهَبُ إِلَيْهِ النَّحْوِيُّونَ الْمَوْثُوقُ بِعِلْمِهِمْ أَنَّ الْكَافَ لَا مَوْضِعَ لَهَا وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَرَأَيْتَ زَيْدًا مَا حَالُهُ وَإِنَّمَا الْكَافُ زِيَادَةٌ فِي بَيَانِ الْخِطَابِ وَهِيَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهَا فِي الْخِطَابِ فَتَقُولُ لِلْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ: أَرَأَيْتَكَ زَيْدًا مَا حَالُهُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْكَافِ، وَتَقُولُ فِي الْمُؤَنَّثِ: أَرَأَيْتَكِ زَيْدًا مَا حَالُهُ يَا مَرْأَةُ فَتُفْتَحُ التَّاءُ عَلَى أَصْلِ خِطَابِ الْمُذَكَّرِ، وَتُكْسَرُ الْكَافُ؛ لِأَنَّهَا قَدْ صَارَتْ آخِرَ مَا فِي الْكَلِمَةِ، وَالْمُنْبِئَةَ عَنِ الْخِطَابِ، فَإِنَّ عَدَّيْتَ الْفَاعِلَ إِلَى الْمَفْعُولِ فِي هَذَا الْبَابِ صَارَتِ الْكَافُ مَفْعُولَةً، تَقُولُ: رَأَيْتُنِي عَالِمًا بِفُلَانٍ، فَإِذَا سَأَلَتْ عَنْ هَذَا الشَّرْطِ قُلْتَ لِلرَّجُلِ: أَرَأَيْتَكَ عَالِمًا بِفُلَانٍ، وَلِلِاثْنَيْنِ أَرْأَيْتُمَاكُمَا عَالِمَيْنِ بِفُلَانٍ، وَلِلْجَمْعِ أَرَأَيْتُمُوكُمْ؛ لِأَنَّ هَذَا فِي تَأْوِيلِ أَرَأَيْتُمْ أَنْفُسَكُمْ، وَتَقُولُ لِلْمَرْأَةِ: أَرَأَيْتِكِ عَالِمَةً بِفُلَانٍ – بِكَسْرِ التَّاءِ – وَعَلَى هَذَا قِيَاسُ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ قَالَ: أَرَأَيْتَكَ زَيْدًا قَائِمًا، إِذَا اسْتَخْبَرَ عَنْ زَيْدٍ تَرَكَ الْهَمْزَ وَيَجُوزُ الْهَمْزُ وَإِذَا اسْتَخْبَرَ عَنْ حَالِ الْمُخَاطَبِ ڪَانَ الْهَمْزُ الِاخْتِيَارَ، وَجَازَ تَرْكُهُ، ڪَقَوْلِكَ: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَكَ، أَيْ: مَا حَالُكَ، مَا أَمْرُكَ وَيَجُوزُ أَرَيْتَكَ نَفْسَكَ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَإِذَا جَاءَتْ أَرَأَيْتَكُمَا وَأَرَأَيْتَكُمْ بِمَعْنَى أَخْبِرْنِي ڪَانَتِ التَّاءُ مُوَحَّدَةً، فَإِنْ ڪَانَتْ بِمَعْنَى الْعِلْمِ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ، قُلْتَ: أَرَأَيْتُمَاكُمَا خَارِجَيْنِ، وَأَرَأَيْتُمُوكُمْ خَارِجِينَ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ أَرَأَيْتَكَ وَأَرَأَيْتَكُمْ وَأَرَأَيْتَكُمَا، وَهِيَ ڪَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ الِاسْتِخْبَارِ بِمَعْنَى أَخْبِرْنِي وَأَخْبِرَانِي وَأَخْبِرُونِي، وَتَاؤُهَا مَفْتُوحَةٌ أَبَدًا: وَرَجُلٌ رَءَّاءٌ: ڪَثِيرُ الرُّؤْيَةِ، قَاْلَ غِيلَانُ الرَّبَعِيُّ:
كَأَنَّهَا وَقَدْ رَآهَا الرَّءَّاءُ
وَيُقَالُ: رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي رُؤْيَةً وَرَأَيْتُهُ رَأْيَ الْعَيْنِ، أَيْ: حَيْثُ يَقَعُ الْبَصَرُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: مِنْ رَأْيِ الْقَلْبِ ارْتَأَيْتُ، وَأَنْشَدَ:
أَلَا أَيُّهَا الْمُرْتَئِي فِي الْأُمُورِ     سَيَجْلُو الْعَمَى عَنْكَ تِبْيَانُهَا
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا أَمَرْتَ مَنْ رَأَيْتَ قُلْتَ ارْأَ زَيْدًا ڪَأَنَّكَ قُلْتَ ارْعَ زَيْدًا، فَإِذَا أَرَدْتَ التَّخْفِيفَ قُلْتَ رَ زَيْدًا فَتُسْقِطُ أَلِفَ الْوَصْلِ لِتَحْرِيكِ مَا بَعْدَهَا. قَالَ: وَمِنْ تَحْقِيقِ الْهَمْزِ – قَوْلُكَ: رَأَيْتُ الرَّجُلَ، فَإِذَا أَرَدْتَ التَّخْفِيفَ قُلْتَ: رَأَيْتَ الرَّجُلَ، فَحَرَّكْتَ الْأَلِفَ بِغَيْرِ إِشْبَاعِ الْهَمْزِ وَلَمْ تُسْقِطِ الْهَمْزَةَ؛ لِأَنَّ مَا قَبْلَهَا مُتَحَرِّكٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: تَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ بِذَاتِ عِرْقٍ فَسَأَلْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مَدَّهُ إِلَى رُؤْيَتِهِ فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ. قَاْلَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ تَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ، أَيْ: تَكَلَّفْنَا النَّظَرَ إِلَيْهِ هَلْ نَرَاهُ أَوْ لَا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نُهِلَّ الْهِلَالَ، أَيْ: نَنْظُرَ، أَيْ: نَرَاهُ. وَقَدْ تَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ، أَيْ: نَظَرْنَاهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ رَاءَيْتُ وَرَأَيْتُ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ تَعَالَى: ” يُرَاوُونَ النَّاسَ “. وَقَدْ رَأَيْتُ تَرْئِيَةً، مِثْلَ: رَعَّيْتُ تَرْعِيَةً. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَرَيْتُهُ الشَّيْءَ إِرَاءَةً وَإِرَايَةً وَإِرْءَاءَةً. الْجَوْهَرِيُّ: أَرَيْتُهُ الشَّيْءَ فَرَآهُ، وَأَصْلُهُ أَرْأَيْتُهُ. وَالرِّئْيُ وَالرُّوَاءُ وَالْمَرْآةُ: الْمَنْظَرُ، وَقِيلَ: الرِّئْيُ وَالرُّوَاءُ – بِالضَّمِّ – حُسْنُ الْمَنْظَرِ فِي الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رِئْيُهُمَا، وَهُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ، أَيْ: مَنْظَرُهُمَا، وَمَا يُرَى مِنْهُمَا. وَفُلَانٌ مِنِّي بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ، أَيْ: بِحَيْثُ أَرَاهُ وَأَسْمَعُ قَوْلَهُ. وَالْمَرْآةُ عَامَّةً: الْمَنْظَرُ حَسَنًا ڪَانَ أَوْ قَبِيحًا. وَمَا لَهُ رُوَاءٌ وَلَا شَاهِدٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ لَهَا رُوَاءٌ إِذَا ڪَانَتْ حَسَنَةَ الْمِرْآةِ وَالْمَرْأَى، ڪَقَوْلِكَ الْمَنْظَرَةُ وَالْمَنْظَرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْمَرْآةُ بِالْفَتْحِ عَلَى مَفْعَلَةٍ: الْمَنْظَرُ الْحَسَنُ، يُقَالُ: امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَرْآةِ وَالْمَرْأَى، وَفُلَانٌ حَسَنٌ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، أَيْ: فِي النَّظَرِ. وَفِي الْمَثَلِ: تُخْبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتُهُ، أَيْ: ظَاهِرُهُ يَدُلُّ عَلَى بَاطِنِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: فَإِذَا رَجُلٌ ڪَرِيهُ الْمَرْآةِ، أَيْ: قَبِيحُ الْمَنْظَرِ. يُقَالُ: رَجُلٌ حَسَنُ الْمَرْأَى وَالْمَرْآةِ حَسُنَ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ. وَالتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ الْبَهَاءِ وَحُسْنُ الْمَنْظَرِ، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
أَمَّا الرُّوَاءُ فَفِينَا حَدُّ تَرْئِيَةٍ     مِثْلُ الْجِبَالِ الَّتِي بِالْجِزْعِ مِنْ إِضَمِ
وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا قُرِئَتْ: ” رِئْيًا “، بِوَزْنِ رِعْيًا، وَقُرِئَتْ: ” رِيًّا “، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الرِّئْيُ الْمَنْظَرُ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الرِّيُّ مَا ظَهَرَ عَلَيْهِ مِمَّا رَأَيْتَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقْرَءُونَهَا ” رِيًّا ” بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ: وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ مِنْ رَأَيْتَ؛ لِأَنَّهُ مَعَ آيَاتٍ لَسْنَ مَهْمُوزَاتِ الْأَوَاخِرِ. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ: أَنَّهُ ذَهَبَ بِالرِّيِّ إِلَى رَوِيتَ إِذَا لَمْ يُهْمَزْ وَنَحْوُ ذَلِكَ. قَاْلَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَرَأَ رِيًّا – بِغَيْرِ هَمْزٍ – فَلَهُ تَفْسِيرَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَنْظَرَهُمْ مُرْتَوٍ مِنَ النِّعْمَةِ ڪَأَنَّهُ النَّعِيمُ بَيِّنٌ فِيهِمْ وَيَكُونُ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ مِنْ رَأَيْتَ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ هَمَزَهُ جَعَلَهُ مِنَ الْمَنْظَرِ مِنْ رَأَيْتَ، وَهُوَ مَا رَأَتْهُ الْعَيْنُ مِنْ حَالٍ حَسَنَةٍ وَكُسْوَةٍ ظَاهِرَةٍ، وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِمُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ الثَّقَفِيِّ:
أَشَاقَتْكَ الظَّعَائِنُ يَوْمَ بَانُوا     بِذِي الرِّئْيِ الْجَمِيلِ مِنَ الْأَثَاثِ
وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ أَوْ يَكُونَ مِنْ رَوِيَتْ  أَلْوَانُهُمْ وَجُلُودُهُمْ رِيًّا أَيِ: امْتَلَأَتْ وَحَسُنَتْ. وَتَقُولُ لِلْمَرْأَةِ: أَنْتِ تَرَيْنَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ; لِأَنَّ الْفِعْلَ لِلْوَاحِدَةِ وَالْجَمَاعَةِ سَوَاءٌ فِي الْمُوَاجَهَةِ فِي خَبَرِ الْمَرْأَةِ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ، إِلَّا أَنَّ النُّونَ الَّتِي فِي الْوَاحِدَةِ عَلَامَةُ الرَّفْعِ وَالَّتِي فِي الْجَمْعِ إِنَّمَا هِيَ نُونُ الْجَمَاعَةِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفَرْقٌ ثَانٍ أَنَّ الْيَاءَ فِي تَرَيْنَ لِلْجَمَاعَةِ حَرْفٌ، وَهِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ، وَالْيَاءُ فِي فِعْلِ الْوَاحِدَةِ اسْمٌ، وَهِيَ ضَمِيرُ الْفَاعِلَةِ الْمُؤَنَّثَةِ. وَتَقُولُ: أَنْتِ تَرَيْنَنِي، وَإِنْ شِئْتَ أَدْغَمْتَ وَقُلْتَ تَرَيِنِّي – بِتَشْدِيدِ النُّونِ – ڪَمَا تَقُولُ تَضْرِبِنِّي. وَاسْتَرْأَى الشَّيْءَ: اسْتَدْعَى رُؤْيَتَهُ وَأَرَيْتُهُ إِيَّاهُ إِرَاءَةً وَإِرَاءً، الْمَصْدَرُ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: الْهَاءُ لِلتَّعْوِيضِ، وَتَرَكَهَا عَلَى أَنْ لَا تُعَوَّضَ وَهُمْ مِمَّا يُعَوِّضُونَ بَعْدَ الْحَذْفِ وَلَا يُعَوِّضُونَ. وَرَاءَيْتُ الرَّجُلَ مُرَاآةً وَرِيَاءً: أَرَيْتُهُ أَنِّي عَلَى خِلَافِ مَا أَنَا عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَفِيهِ: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ أَيْ: إِذَا صَلَّى الْمُؤْمِنُونَ صَلَّوْا مَعَهُمْ يُرَاؤُونَهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ مُرَاءٍ وَقَوْمٌ مُرَاؤُونَ، وَالِاسْمُ الرِّيَاءُ. يُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ رِيَاءً وَسُمْعَةً. وَتَقُولُ مِنَ الرِّيَاءِ يُسْتَرْأَى فُلَانٌ، ڪَمَا تَقُولُ يُسْتَحْمَقُ وَيُسْتَعْقَلُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو. وَيُقَالُ: رَاءَى فُلَانٌ النَّاسَ يُرَائِيهِمْ مُرَاآةً، وَرَايَاهُمْ مُرَايَاةً، عَلَى الْقَلْبِ – بِمَعْنًى – وَرَاءَيْتُهُ مُرَاآةً وَرِيَاءً قَابَلْتُهُ فَرَأَيْتُهُ، وَكَذَلِكَ تَرَاءَيْتُهُ قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُقِيدَكَ بَعْدَمَا     تَرَاءَيْتُمُونِي مِنْ قَرِيبٍ وَمَوْدِقِ
يَقُولُ: أَقَادَ اللَّهُ مِنْكَ عَلَانِيَةً وَلَمْ يُقِدْ غِيلَةً. وَتَقُولُ: فُلَانٌ يَتَرَاءَى أَيْ: يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ أَوْ فِي السَّيْفِ. وَالْمِرْآةُ: مَا تَرَاءَيْتَ فِيهِ، وَقَدْ أَرَيْتُهُ إِيَّاهَا. وَرَأَيْتُهُ تَرْئِيَةً: عَرَضْتُهَا عَلَيْهِ أَوْ حَبَسْتُهَا لَهُ يَنْظُرُ نَفْسَهُ وَتَرَاءَيْتُ فِيهَا وَتَرَأَّيْتُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَا يَتَمَرْأَى أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ أَيْ: لَا يَنْظُرُ وَجْهَهُ فِيهِ، وَزْنُهُ يَتَمَفْعَلُ مِنَ الرُّؤْيَةِ ڪَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: تَمَسْكَنَ مِنَ الْمَسْكَنَةِ، وَتَمَدْرَعَ مِنَ الْمَدْرَعَةِ، وَكَمَا حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَمَنْدَلْتُ بِالْمِنْدِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَتَمَرْأَى أَحَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا أَيْ: لَا يَنْظُرُ فِيهَا، قَالَ: وَفِي رِوَايَةٍ لَا يَتَمَرْأَى أَحَدُكُمْ بِالدُّنْيَا مِنَ الشَّيْءِ الْمَرْئِيِّ. وَالْمِرْآةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ: الَّتِي يُنْظَرُ فِيهَا، وَجَمْعُهَا الْمَرَائِي وَالْكَثِيرُ الْمَرَايَا، وَقِيلَ: مَنْ حَوَّلَ الْهَمْزَةَ قَاْلَ الْمَرَايَا قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: تَرَاءَيْتُ فِي الْمِرْآةِ تَرَائِيًا وَرَأَيْتُ الرَّجُلَ تَرْئِيَةً إِذَا أَمْسَكْتَ لَهُ الْمِرْآةَ لِيَنْظُرَ فِيهَا. وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا تَرَاءَى فِي الْمِرْآةِ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:
إِذَا الْفَتَى لَمْ يَرْكَبِ الْأَهْوَالَا     فَأَعْطِهِ الْمِرْآةَ وَالْمِكْحَالَا
وَاسْعَ لَهُ وَعُدَّهُ عِيَالَا
وَالرُّؤْيَا: مَا رَأَيْتَهُ فِي مَنَامِكَ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ رُيَّا، قَالَ: وَهَذَا عَلَى الْإِدْغَامِ بَعْدَ التَّخْفِيفِ الْبَدَلِيِّ، شَبَّهُوا وَاوَ رُويَا الَّتِي هِيَ فِي الْأَصْلِ هَمْزَةٌ مُخَفَّفَةٌ بِالْوَاوِ الْأَصْلِيَّةِ غَيْرِ الْمُقَدَّرِ فِيهَا الْهَمْزُ، نَحْوُ لَوَيْتُ لَيًّا وَشَوَيْتُ شَيًّا، وَكَذَلِكَ حَكَى أَيْضًا رِيَّا، أَتْبَعَ الْيَاءَ الْكَسْرَةَ ڪَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْيَاءِ الْوَضْعِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَاْلَ بَعْضُهُمْ فِي تَخْفِيفِ رُؤْيَا رِيَّا – بِكَسْرِ الرَّاءِ – وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا ڪَانَ التَّخْفِيفُ يُصَيِّرُهَا إِلَى رُويَا ثُمَّ شُبِّهَتِ الْهَمْزَةُ الْمُخَفَّفَةُ بِالْوَاوِ الْمُخَلَّصَةِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ قَرْنٌ أَلْوَى وَقُرُونٌ لُيٌّ وَأَصْلُهَا لُويٌ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ إِلَى الْيَاءِ بَعْدَهَا وَلَمْ يَكُنْ أَقْيَسُ الْقَوْلَيْنِ قَلْبَهَا، ڪَذَلِكَ أَيْضًا ڪُسِرَتِ الرَّاءُ فَقِيلَ رِيَّا ڪَمَا قِيلَ قُرُونٌ لِيٌّ، فَنَظِيرُ قَلْبِ وَاوِ رُؤْيَا إِلْحَاقُ التَّنْوِينِ مَا فِيهِ اللَّامُ، وَنَظِيرُ ڪَسْرِ الرَّاءِ إِبْدَالُ الْأَلِفِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمُنَوَّنِ الْمَنْصُوبِ مِمَّا فِيهِ اللَّامُ نَحْوُ الْعِتَابَا، وَهِيَ الرُّؤَى. وَرَأَيْتُ عَنْكَ رُؤًى حَسَنَةً: حَلَمْتُهَا وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا ڪَثُرَتْ رُؤَاهُ بِوَزْنِ رُعَاهُ، وَهِيَ أَحْلَامُهُ جَمْعُ الرُّؤْيَا. وَرَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا، عَلَى فُعْلَى بِلَا تَنْوِينٍ، وَجَمْعُ الرُّؤْيَا رُؤًى – بِالتَّنْوِينِ – مِثْلُ رُعًى، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الرُّؤْيَا فِي الْيَقَظَةِ، قَاْلَ الرَّاعِي:
فَكَبَّرَ لِلرُّؤْيَا وَهَشَّ فُؤَادُهُ     وَبَشَّرَ نَفْسًا ڪَانَ قَبْلُ يَلُومُهَا
وَعَلَيْهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ قَاْلَ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبِي الطَّيِّبِ:
وَرُؤْيَاكَ أَحْلَى فِي الْعُيُونِ مِنَ الْغَمْضِ
التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ ڪُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ إِذَا تَرَكَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَ مِنَ الرُّؤْيَا قَالُوا الرُّويَا طَلَبًا لِلْخِفَّةِ، فَإِذَا ڪَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ تَحْوِيلُ الْوَاوِ إِلَى الْيَاءِ قَالُوا: لَا تَقْصُصْ رُيَّاكَ – فِي الْكَلَامِ – وَأَمَّا فِي الْقُرْآنِ فَلَا يَجُوزُ، وَأَنْشَدَ أَبُو الْجَرَّاحِ:
لَعِرْضٌ مِنَ الْأَعْرَاضِ يُمْسِي حَمَامُهُ     وَيُضْحِي عَلَى أَفْنَانِهِ الْغِينِ يَهْتِفُ
أَحَبُّ إِلَى قَلْبِي مِنَ الدِّيكِ رُيَّةً     وَبَابٍ إِذَا مَا مَالَ لِلْغَلْقِ يَصْرِفُ
أَرَادَ رُؤْيَةً، فَلَمَّا تَرَكَ الْهَمْزَ وَجَاءَتْ وَاوٌ سَاكِنَةٌ بَعْدَهَا يَاءٌ تَحَوَّلَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً، ڪَمَا يُقَالُ لَوَيْتُهُ لَيًّا وَكَوَيْتُهُ ڪَيًّا، وَالْأَصْلُ لَوْيًا وَكَوْيًا، قَالَ: وَإِنْ أَشَرْتَ فِيهَا إِلَى الضَّمَّةِ فَقُلْتَ رُيَّا فَرَفَعْتَ الرَّاءَ فَجَائِزٌ، وَتَكُونُ هَذِهِ الضَّمَّةُ مِثْلَ قَوْلِهِ وَحُيِلَ وَسُيِقَ بِالْإِشَارَةِ. وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَعْرَابِيًّا يَقْرَأُ: إِنْ ڪُنْتُمْ لِلرُّيَّا تَعْبُرُونَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَأَيْتُ رُيَّا حَسَنَةً، قَالَ: وَلَا تُجْمَعُ الرُّؤْيَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: تُجْمَعُ الرُّؤْيَا رُؤًى ڪَمَا يُقَالُ عُلْيًا وَعُلًى. وَالرَّئِيُّ وَالرِّئِيُّ: الْجِنِّيُّ يَرَاهُ الْإِنْسَانُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَهُ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ وَرِئِيٌّ إِذَا ڪَانَ يُحِبُّهُ وَيُؤَالِفُهُ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ رِئِيٌّ – بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ – مِثْلُ سِعِيدٍ وَبِعِيرٍ. اللَّيْثُ: الرَّئِيُّ جِنِّيٌّ يَتَعَرَّضُ لِلرَّجُلِ يُرِيهِ ڪَهَانَةً وَطِبًّا، يُقَالُ: مَعَ فُلَانٍ رَئِيٌّ. قَاْلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: بِهِ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ بِوَزْنِ رَعِيٍّ وَهُوَ الَّذِي يَعْتَادُ الْإِنْسَانَ مِنَ الْجِنِّ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا صَارَ لَهُ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: قَاْلَ لِسَوَادِ بْنِ قَارِبٍ: أَنْتَ الَّذِي أَتَاكَ رَئِيُّكَ بِظُهُورِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: نَعَمْ. يُقَالُ لِلتَّابِعِ مِنَ الْجِنِّ: رَئِيٌّ بِوَزْنِ ڪَمِيٍّ، وَهُوَ فَعِيلٌ أَوْ فَعَوْلٌ سُمِّيَ بِهِ; لِأَنَّهُ يَتَرَاءَى لِمَتْبُوعِهِ أَوْ هُوَ مِنَ الرَّأْيِ، مِنْ قَوْلِهِمْ فُلَانٌ رَئِيُّ قَوْمِهِ إِذَا ڪَانَ صَاحِبَ رَأْيِهِمْ، قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ رَاؤُهُ لِاتِّبَاعِهَا مَا بَعْدَهَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخُدْرِيِّ: فَإِذَا رَئِيٌّ مِثْلُ نَحْيٍ، يَعْنِي حَيَّةً عَظِيمَةً ڪَالزِّقِّ، سَمَّاهَا بِالرَّئِيِّ الْجِنِّ; لِأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْحَيَّاتِ مِنْ مَسْخِ الْجِنِّ، وَلِهَذَا سَمَّوْهُ شَيْطَانًا وَحُبَابًا وَجَانًّا. وَيُقَالُ: بِهِ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ  أَيْ: مَسٌّ. وَتَرَاءَى لَهُ شَيْءٌ مِنَ الْجِنِّ، وَلِلِاثْنَيْنِ تَرَاءَيَا، وَلِلْجَمْعِ تَرَاءَوْا. وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا تَبَيَّنَتِ الرَّأْوَةُ فِي وَجْهِهِ، وَهِيَ الْحَمَاقَةُ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ عَلَى وَجْهِهِ رَأْوَةُ الْحُمْقِ إِذَا عَرَفْتَ الْحُمْقَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ تُخْبَرَهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ فِي وَجْهِهِ لَرَأْوَةً أَيْ: نَظْرَةً وَدَمَامَةً، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ رَأْوَةَ الْحُمْقِ. قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: حَكَى يَعْقُوبُ عَلَى وَجْهِهِ رَأْوَةٌ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُ مِثْلَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي تَصْرِيفِ رَأَى. وَرَأْوَةُ الشَّيْءِ: دَلَالَتُهُ. وَعَلَى فُلَانٍ رَأْوَةُ الْحُمْقِ أَيْ: دَلَالَتُهُ. وَالرَّئِيُّ وَالرِّئِيُّ: الثَّوْبُ يُنْشَرُ لِلْبَيْعِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ. التَّهْذِيبُ: الرِّئْيُ بِوَزْنِ الرِّعْيِ بِهَمْزَةٍ مُسَكَّنَةٍ الثَّوْبُ الْفَاخِرُ الَّذِي يُنْشَرُ لِيُرَى حُسْنُهُ، وَأَنْشَدَ:
بِذِي الرِّئْيِ الْجَمِيلِ مِنَ الْأَثَاثِ
وَقَالُوا: رَأْيَ عَيْنِي زِيدٌ فَعَلَ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ الْمَصَادِرِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَنَظِيرُهُ سَمْعَ أُذُنِي، وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا فِي الْمُتَعَدِّيَاتِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: بِعَيْنٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَيِ: اعْجَلْ وَكُنْ ڪَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ: تُذَكِّرُنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ڪَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تَقُولُ: جَعَلْتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِكَ وَبِمَرْأًى مِنْكَ أَيْ: حِذَاءَكَ وَمُقَابِلَكَ بِحَيْثُ تَرَاهُ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ أَيْ: ڪَأَنَّا نَرَاهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ. وَالتَّرْئِيَةُ، بِوَزْنِ التَّرْعِيَةِ: الرَّجُلُ الْمُخْتَالُ، وَكَذَلِكَ التَّرَائِيَةُ بِوَزْنِ التَّرَاعِيَةِ. وَالتَّرِيَّةُ وَالتَّرِّيَّةُ وَالتَّرْيَةُ، الْأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ: مَا تَرَاهُ الْمَرْأَةُ مِنْ صُفْرَةٍ أَوْ بَيَاضٍ أَوْ دَمٍ قَلِيلٍ عِنْدَ الْحَيْضِ، وَقَدْ رَأَتْ، وَقِيلَ: التَّرِيَّةُ الْخِرْقَةُ الَّتِي تَعْرِفُ بِهَا الْمَرْأَةُ حَيْضَهَا مِنْ طُهْرِهَا، وَهُوَ مِنَ الرُّؤْيَةِ. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: ذَاتُ التَّرِيَّةِ، وَهِيَ الدَّمُ الْقَلِيلُ، وَقَدْ رَأَتْ تَرِيَّةً أَيْ: دَمًا قَلِيلًا. اللَّيْثُ: التَّرِّيَّةُ مُشَدَّدَةُ الرَّاءِ وَالتَّرِيَّةُ خَفِيفَةُ الرَّاءِ، وَالتَّرْيَةُ بِجَزْمِ الرَّاءِ ڪُلُّهَا لُغَاتٌ، وَهُوَ مَا تَرَاهُ الْمَرْأَةُ مِنْ بَقِيَّةِ مَحِيضِهَا مِنْ صُفْرَةٍ أَوْ بَيَاضٍ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: ڪَأَنَّ الْأَصْلَ فِيهِ تَرْئِيَةٌ، وَهِيَ تَفْعِلَةٌ مِنْ رَأَيْتُ، ثُمَّ خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ، فَقِيلَ تَرْيِيَةٌ ثُمَّ أُدْغِمَتِ الْيَاءُ فِي الْيَاءِ، فَقِيلَ: تَرِيَّةٌ. أَبُو عُبَيْدٍ: التِّرِيَّةُ فِي بَقِيَّةِ حَيْضِ الْمَرْأَةِ أَقَلُّ مِنَ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ وَأَخْفَى، تَرَاهَا الْمَرْأَةُ عِنْدَ طُهْرِهَا لِتَعْلَمَ أَنَّهَا قَدْ طَهُرَتْ مِنْ حَيْضِهَا، قَاْلَ شَمِرٌ: وَلَا تَكُونُ التَّرِيَّةُ إِلَّا بَعْدَ الِاغْتِسَالِ، فَأَمَّا مَا ڪَانَ فِي أَيَّامِ الْحَيْضِ فَلَيْسَ بِتَرِيَّةٍ، وَهُوَ حَيْضٌ وَذَكَرَ الْأَزْهَرِيُّ هَذَا فِي تَرْجَمَةِ التَّاءِ وَالرَّاءِ مِنَ الْمُعْتَلِّ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّرِيَّةُ الشَّيْءُ الْخَفِيُّ الْيَسِيرُ مِنَ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ تَرَاهَا الْمَرْأَةُ بَعْدَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ. وَقَدْ رَأَتِ الْمَرْأَةُ تَرِيئَةً إِذَا رَأَتِ الدَّمَ الْقَلِيلَ عِنْدَ الْحَيْضِ، وَقِيلَ: التَّرِيَّةُ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْحَيْضِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْأَصْلُ فِي تَرِيَّةٍ تَرْئِيَةٌ، فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الرَّاءِ فَبَقِيَ تَرِئْيَةٌ ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا ڪَمَا فَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ فِي الْمَرَاةِ وَالْكَمَاةِ، وَالْأَصْلُ الْمَرْأَةُ فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى الرَّاءِ ثُمَّ أُبْدِلَتِ الْهَمْزَةُ أَلِفًا لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ: ڪُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ وَالتَّرِيَّةَ شَيْئًا، وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ الْأَثِيرِ تَفْسِيرَهُ فَقَالَ: التَّرِيَّةُ – بِالتَّشْدِيدِ – مَا تَرَاهُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ الْحَيْضِ وَالِاغْتِسَالِ مِنْهُ مِنْ ڪُدْرَةٍ أَوْ صُفْرَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَيَاضُ الَّذِي تَرَاهُ عِنْدَ الطُّهْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْخِرْقَةُ الَّتِي تَعْرِفُ بِهَا الْمَرْأَةُ حَيْضَهَا مِنْ طُهْرِهَا، وَالتَّاءُ فِيهَا زَائِدَةٌ لِأَنَّهُ مِنَ الرُّؤْيَةِ، وَالْأَصْلُ فِيهَا الْهَمْزُ، وَلَكِنَّهُمْ تَرَكُوهُ وَشَدَّدُوا الْيَاءَ فَصَارَتِ اللَّفْظَةُ ڪَأَنَّهَا فَعِيلَةٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُشَدِّدُ الرَّاءَ وَالْيَاءَ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْحَائِضَ إِذَا طَهُرَتْ وَاغْتَسَلَتْ ثُمَّ عَادَتْ رَأَتْ صُفْرَةً أَوْ ڪُدْرَةً لَمْ يُعْتَدَّ بِهَا وَلَمْ يُؤَثِّرْ فِي طُهْرِهَا. وَتَرَاءَى الْقَوْمُ: رَأَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَتَرَاءَى لِي وَتَرَأَّى، عَنْ ثَعْلَبٍ: تَصَدَّى لِأَرَاهُ. وَرَأَى الْمَكَانُ الْمَكَانَ: قَابَلَهُ حَتَّى ڪَأَنَّهُ يَرَاهُ، قَاْلَ سَاعِدَةُ:
لَمَّا رَأَى نَعْمَانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ     عَكِرٍ ڪَمَا لَبَجَ النُّزُولَ الْأَرْكُبُ
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو: وَأَرْنَا مَنَاسِكَنَا، وَهُوَ نَادِرٌ لِمَا يَلْحَقُ الْفِعْلَ مِنَ الْإِجْحَافِ وَأَرْأَتِ النَّاقَةُ وَالشَّاةُ مِنَ الْمَعَزِ وَالضَّأْنِ، بِتَقْدِيرِ أَرْعَتْ وَهِيَ مُرْءٍ وَمُرْئِيَةٌ: رُؤِيَ فِي ضَرْعِهَا الْحَمْلُ وَاسْتُبِينَ وَعَظُمَ ضَرْعُهَا، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَجَمِيعُ الْحَوَامِلِ إِلَّا فِي الْحَافِرِ وَالسَّبُعِ. وَأَرْأَتِ الْعَنْزُ: وَرِمَ حَيَاؤُهَا، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَتَبَيَّنَ ذَلِكَ فِيهَا. التَّهْذِيبُ: أَرْأَتِ الْعَنْزُ خَاصَّةً، وَلَا يُقَالُ لِلنَّعْجَةِ أَرْأَتْ، وَلَكِنْ يُقَالُ أَثْقَلَتْ لِأَنَّ حَيَاءَهَا لَا يَظْهَرُ. وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا اسْوَدَّ ضَرْعُ شَاتِهِ. وَتَرَاءَى النَّخْلُ: ظَهَرَتْ أَلْوَانُ بُسْرِهِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَكُلُّهُ مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ. وَدُورُ الْقَوْمِ مِنَّا رِئَاءٌ أَيْ: مُنْتَهَى الْبَصَرِ حَيْثُ نَرَاهُمْ. وَهُمْ مِنِّي مَرْأًى وَمَسْمَعٌ، وَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الْمَخْصُوصَةِ الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غَيْرِ الْمَخْصُوصَةِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ مَنَاطَ الثُّرَيَّا وَمَدْرَجَ السُّيُولِ، وَمَعْنَاهُ: هُوَ مِنِّي بِحَيْثُ أَرَاهُ وَأَسْمَعُهُ. وَهُمْ رِئَاءُ أَلْفٍ أَيْ: زُهَاءُ أَلْفٍ فِيمَا تَرَى الْعَيْنُ. وَرَأَيْتُ زَيْدًا حَلِيمًا: عَلِمْتُهُ وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ بِرُؤْيَةِ الْعَيْنِ. وَقَوْلُهُ (عَزَّ وَجَلَّ): أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَلَمْ تَعْلَمْ أَيْ: أَلَمْ يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلَى هَؤُلَاءِ، وَمَعْنَاهُ اعْرِفْهُمْ يَعْنِي عُلَمَاءَ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَعْطَاهُمُ اللَّهُ عَلِمَ نُبُوَّةِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ تَرَ أَلَمْ تُخْبِرْ، وَتَأْوِيلُهُ سُؤَالٌ فِيهِ إِعْلَامٌ، وَتَأْوِيلُهُ أَعْلِنْ قِصَّتَهُمْ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ: أَلَمْ تَرَ إِلَى فُلَانٍ، وَأَلَمْ تَرَ إِلَى ڪَذَا، وَهِيَ ڪَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ التَّعَجُّبِ مِنَ الشَّيْءِ، وَعِنْدَ تَنْبِيهِ الْمُخَاطَبِ، ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ أَيْ: أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِمْ، وَأَلَمْ يَنْتَهِ شَأْنُهُمْ إِلَيْكَ. وَأَتَاهُمْ حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْيًا وَرَأْيٌ رَأْيًا أَيْ: حِينَ اخْتَلَطَ الظَّلَامُ فَلَمْ يَتَرَاءَوْا. وَارْتَأَيْنَا فِي الْأَمْرِ وَتَرَاءَيْنَا: نَظَرْنَاهُ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَذَكَرَ الْمُتْعَةَ: ارْتَأَى امْرُؤٌ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَيْ: فَكَّرَ وَتَأَنَّى، قَالَ: وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْ رُؤْيَةِ الْقَلْبِ أَوْ مِنَ الرَّأْيِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ مِنْ ڪُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَيْ: يَلْزَمُ الْمُسْلِمَ وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُبَاعِدَ مَنْزِلَهُ عَنْ مَنْزِلِ الْمُشْرِكِ وَلَا يَنْزِلَ بِالْمَوْضِعِ الَّذِي إِذَا أُوقِدَتْ فِيهِ نَارُهُ تَلُوحُ وَتَظْهَرُ لِنَارِ الْمُشْرِكِ إِذَا أَوْقَدَهَا فِي مَنْزِلِهِ، وَلَكِنَّهُ يَنْزِلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي دَارِهِمْ، وَإِنَّمَا ڪَرِهَ مُجَاوِرَةَ الْمُشْرِكِينَ; لِأَنَّهُمْ لَا عَهْدَ لَهُمْ وَلَا أَمَانَ وَحَثَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَسْكُنَ بِلَادَ الْمُشْرِكِينَ فَيَكُونَ مَعَهُمْ بِقَدْرِ مَا يَرَى  ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَارَ صَاحِبِهِ. وَالتَّرَائِي: تَفَاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ. يُقَالُ: تَرَاءَى الْقَوْمُ إِذَا رَأَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَتَرَاءَى لِي الشَّيْءُ أَيْ: ظَهَرَ حَتَّى رَأَيْتُهُ، وَإِسْنَادُ التَّرَائِي إِلَى النَّارَيْنِ مَجَازٌ مِنْ قَوْلِهِمْ دَارِي تَنْظُرُ إِلَى دَارِ فُلَانٍ أَيْ: تُقَابِلُهَا يَقُولُ نَارَاهُمَا مُخْتَلِفَتَانِ، هَذِهِ تَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَهَذِهِ تَدْعُو إِلَى الشَّيْطَانِ، فَكَيْفَ تَتَّفِقَانِ؟ وَالْأَصْلُ فِي تَرَاءَى تَتَرَاءَى فَحُذِفَ إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا. وَيُقَالُ: تَرَاءَيْنَا فُلَانًا أَيْ: تَلَاقَيْنَا فَرَأَيْتُهُ وَرَآنِي. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا: أَيْ: لَا يَتَّسِمُ الْمُسْلِمُ بِسِمَةِ الْمُشْرِكِ وَلَا يَتَشَبَّهُ بِهِ فِي هَدْيِهِ وَشَكْلِهِ وَلَا يَتَخَلَّقُ بِأَخْلَاقِهِ، مِنْ قَوْلِكَ مَا نَارُ بَعِيرِكَ أَيْ: مَا سِمَةُ بَعِيرِكَ، وَقَوْلُهُمْ: دَارِي تَرَى دَارَ فُلَانٍ أَيْ: تُقَابِلُهَا، وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
سَلِ الدَّارَ مِنْ جَنْبَيْ حِبِرٍّ فَوَاحِفِ     إِلَى مَا رَأَى هَضْبَ الْقَلِيبِ الْمُصَبَّحِ
أَرَادَ: إِلَى مَا قَابَلَهُ. وَيُقَالُ: مَنَازِلُهُمْ رِئَاءٌ عَلَى تَقْدِيرِ رِعَاءٍ إِذَا ڪَانَتْ مُتَحَاذِيَةً، وَأَنْشَدَ:
لَيَالِيَ يَلْقَى سِرْبُ دَهْمَاءَ سِرْبَنَا     وَلَسْنَا بِجِيرَانٍ وَنَحْنُ رِئَاءُ
وَيُقَالُ: قَوْمٌ رِئَاءٌ يُقَابِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَكَذَلِكَ بُيُوتُهُمْ رِئَاءٌ. وَتَرَاءَى الْجَمْعَانِ: رَأَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ رَمَلِ الطَّوَافِ: إِنَّمَا ڪُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ هُوَ فَاعَلْنَا مِنَ الرُّؤْيَةِ أَيْ: أَرَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ أَنَّا أَقْوِيَاءُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّينَ ڪَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي ڪَبِدِ السَّمَاءِ، قَاْلَ شَمِرٌ: يَتَرَاءَوْنَ أَيْ: يَتَفَاعَلُونَ أَيْ: يَرَوْنَ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ ڪَمَا تَرَوْنَ. وَالرَّأْيُ: مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَرْآءٌ، وَآرَاءٌ أَيْضًا مَقْلُوبٌ، وَرَئِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ مِثْلُ ضَأْنٍ وَضَئِينٍ. وَفِي حَدِيثِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ: وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأْيٌ. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ أَيْ: أَنَّهُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ وَيَقُولُ بِمَذْهَبِهِمْ، وَهُوَ الْمُرَادُ هَاهُنَا، وَالْمُحَدِّثُونَ يُسَمُّونَ أَصْحَابَ الْقِيَاسِ أَصْحَابَ الرَّأْيِ يَعْنُونَ أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ بِآرَائِهِمْ فِيمَا يُشْكِلُ مِنَ الْحَدِيثِ أَوْ مَا لَمْ يَأْتِ فِيهِ حَدِيثٌ وَلَا أَثَرٌ. وَالرَّأْيُ: الِاعْتِقَادُ، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، وَالْجَمْعُ آرَاءٌ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّرْ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهِ أَرْءٍ مِثْلُ أَرْعٍ وَرُئِيٌّ وَرِئِيٌّ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَرَاءَى بِرَأْيِ فُلَانٍ إِذَا ڪَانَ يَرَى رَأْيَهُ وَيَمِيلُ إِلَيْهِ وَيَقْتَدِي بِهِ، وَأَمَّا مَا أَنْشَدَهُ خَلَفٌ الْأَحْمَرُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
أَمَا تَرَانِي رَجُلًا ڪَمَا تَرَى     أَحْمِلُ فَوْقِي بِزَّتِي ڪَمَا تَرَى
عَلَى قَلُوصٍ صَعْبَةٍ ڪَمَا تَرَى     أَخَافُ أَنْ تَطْرَحَنِي ڪَمَا تَرَى
فَمَا تَرَى فِيمَا تَرَى ڪَمَا تَرَى
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَالْقَوْلُ عِنْدِي فِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ أَنَّهَا لَوْ ڪَانَتْ عِدَّتُهَا ثَلَاثَةً لَكَانَ الْخَطْبُ فِيهَا أَيْسَرَ، وَذَلِكَ لِأَنَّكَ ڪُنْتَ تَجْعَلُ وَاحِدًا مِنْهَا مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ ڪَقَوْلِكَ ڪَمَا تُبْصِرُ، وَالْآخَرَ مِنْ رُؤْيَةِ الْقَلْبِ فِي مَعْنَى الْعِلْمِ فَيَصِيرُ ڪَقَوْلِكَ ڪَمَا تَعْلَمُ، وَالثَّالِثَ مِنْ رَأَيْتُ الَّتِي بِمَعْنَى الرَّأْيِ الِاعْتِقَادِ ڪَقَوْلِكَ فُلَانٌ يَرَى رَأْيَ الشُّرَاةِ أَيْ: يَعْتَقِدُ اعْتِقَادَهُمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ فَحَاسَّةُ الْبَصَرِ هَاهُنَا لَا تَتَوَجَّهُ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى أَعْلَمَكَ اللَّهُ لِأَنَّهُ لَوْ ڪَانَ ڪَذَلِكَ لَوَجَبَ تَعَدِّيهِ إِلَى ثَلَاثَةِ مَفْعُولِينَ، وَلَيْسَ هُنَاكَ إِلَّا مَفْعُولَانِ: أَحَدُهُمَا: الْكَافُ فِي أَرَاكَ، وَالْآخَرُ: الضَّمِيرُ الْمَحْذُوفُ لِلْغَائِبِ أَيْ: أَرَاكَهُ وَإِذَا تَعَدَّتْ أَرَى هَذِهِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ لَمْ يَكُنْ مِنَ الثَّالِثِ بُدٌّ، أَوَلَا تَرَاكَ تَقُولُ فُلَانٌ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ وَلَا تَعْنِي أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَدَّعُونَ هُمْ عِلْمَهُ، وَإِنَّمَا تَقُولُ إِنَّهُ يَعْتَقِدُ مَا يَعْتَقِدُونَ وَإِنْ ڪَانَ هُوَ وَهُمْ عِنْدَكَ غَيْرَ عَالِمِينَ بِأَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ، فَهَذَا قِسْمٌ ثَالِثٌ لِرَأَيْتُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلِذَلِكَ قُلْنَا لَوْ ڪَانَتِ الْأَبْيَاتُ ثَلَاثَةً لَجَازَ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا إِيطَاءٌ لِاخْتِلَافِ الْمَعَانِي وَإِنِ اتَّفَقَتِ الْأَلْفَاظُ، وَإِذْ هِيَ خَمْسَةٌ وَظَاهِرُ أَمْرِهَا أَنْ تَكُونَ إِيطَاءً لِاتِّفَاقِ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي جَمِيعًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ قَدْ أَجْرَتِ الْمَوْصُولَ وَالصِّلَةَ مُجْرَى الشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَنَزَّلَتْهُمَا مَنْزِلَةَ الْخَبَرِ الْمُنْفَرِدِ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِ اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ): وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْفَاعِلُ لِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ ڪُلِّهَا وَحْدَهُ، وَالشَّيْءُ لَا يُعْطَفُ عَلَى نَفْسِهِ، وَلَكِنْ لَمَّا ڪَانَتِ الصِّلَةُ وَالْمَوْصُولُ ڪَالْخَبَرِ الْوَاحِدِ وَأَرَادَ عَطْفَ الصِّلَةِ جَاءَ مَعَهَا بِالْمَوْصُولِ لِأَنَّهُمَا ڪَأَنَّهُمَا ڪِلَاهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ مُفْرَدٌ، وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَيَا ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنَةَ مَالِكٍ     وَيَا ابْنَةَ ذِي الْجَدَّيْنِ وَالْفَرَسِ الْوَرْدِ
إِذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فَالْتَمِسِي لَهُ     أَكِيلًا فَإِنِّي لَسْتُ آكُلُهُ وَحْدِي
فَإِنَّمَا أَرَادَ: أَيَا ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ وَمَالِكٍ وَذِي الْجَدَّيْنِ لِأَنَّهَا وَاحِدَةٌ، أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ صَنَعْتِ وَلَمْ يَقُلْ صَنَعْتُنَّ؟ فَإِذَا جَازَ هَذَا فِي الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ ڪَانَ فِي الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ أَسْوَغَ; لِأَنَّ اتِّصَالَ الصِّلَةِ بِالْمَوْصُولِ أَشَدُّ مِنَ اتِّصَالِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ بِالْمُضَافِ، وَعَلَى هَذَا قَوْلُ الْأَعْرَابِيِّ وَقَدْ سَأَلَهُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَخْفَشُ عَنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
بَنَاتُ وَطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْلِ
فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ الْقَافِيَةُ؟ فَقَالَ: خَدِّ اللَّيْلِ، قَاْلَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَخْفَشُ: ڪَأَنَّهُ يُرِيدُ الْكَلَامَ الَّذِي فِي آخِرِ الْبَيْتِ قَلَّ أَوْ ڪَثُرَ، فَكَذَلِكَ أَيْضًا يَجْعَلُ مَا تَرَى وَمَا تَرَى جَمِيعًا الْقَافِيَةَ، وَيَجْعَلُ مَا مَرَّةً مَصْدَرًا وَمَرَّةً بِمَنْزِلَةِ الَّذِي فَلَا يَكُونُ فِي الْأَبْيَاتِ إِيطَاءٌ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَتَلْخِيصُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ تَقْدِيرُهَا أَمَا تَرَانِي رَجُلًا ڪَرُؤْيَتِكَ أَحْمِلُ فَوْقِي بِزَّتِي ڪَمَرْئِيِّكَ عَلَى قَلُوصٍ صَعْبَةٍ ڪَعِلْمِكَ أَخَافُ أَنْ تَطْرَحَنِي ڪَمَعْلُومِكَ فَمَا تَرَى فِيمَا تَرَى ڪَمُعْتَقَدِكَ، فَتَكُونُ مَا تَرَى مَرَّةً رُؤْيَةَ الْعَيْنِ، وَمَرَّةً مَرْئِيًّا، وَمَرَّةً عِلْمًا وَمَرَّةً مَعْلُومًا، وَمُرَّةً مُعْتَقَدًا، فَلَمَّا اخْتَلَفَتِ الْمَعَانِي الَّتِي وَقَعَتْ عَلَيْهَا مَا وَاتَّصَلَتْ بِهَا فَكَانَتْ جُزْءًا مِنْهَا لَاحِقًا بِهَا صَارَتِ الْقَافِيَةُ مَا تَرَى جَمِيعًا، ڪَمَا صَارَتْ فِي قَوْلِهِ خَدِّ اللَّيْلِ هِيَ خَدُّ اللَّيْلِ جَمِيعًا لَا اللَّيْلُ وَحْدَهُ، قَالَ: فَهَذَا قِيَاسٌ مِنَ الْقُوَّةِ بِحَيْثُ تَرَاهُ، فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا رَوِيُّ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ؟ قِيلَ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَوِيُّهَا الْأَلِفَ فَتَكُونُ مَقْصُورَةً يَجُوزُ مَعَهَا سَعَى وَأَتَى لِأَنَّ الْأَلِفَ لَامُ الْفِعْلِ ڪَأَلِفِ سَعَى وَسَلَا، قَالَ: وَالْوَجْهُ عِنْدِي أَنْ تَكُونَ رَائِيَّةً لِأَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا قَدِ الْتُزِمَتْ، وَمِنْ غَالِبِ عَادَةِ الْعَرَبِ أَنْ لَا تَلْتَزِمَ أَمْرًا إِلَّا مَعَ وُجُوبِهِ، وَإِنْ ڪَانَتْ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ قَدْ تَتَطَوَّعُ بِالْتِزَامِ مَا لَا يَجِبُ عَلَيْهَا وَذَلِكَ أَقَلُّ الْأَمْرَيْنِ وَأَدْوَنُهُمَا، وَالْآخَرُ أَنَّ الشِّعْرَ الْمُطْلَقَ أَضْعَافُ الشِّعْرِ الْمُقَيَّدِ، وَإِذَا جَعَلْتَهَا رَائِيَّةً فَهِيَ مُطْلَقَةٌ، وَإِذَا جَعَلْتَهَا أَلِفِيَّةً فَهِيَ مُقَيَّدَةٌ، أَلَا تَرَى أَنَّ جَمِيعَ مَا جَاءَ عَنْهُمْ مِنَ الشِّعْرِ الْمَقْصُورِ لَا تَجِدُ الْعَرَبَ تَلْتَزِمُ فِيهِ مَا قَبْلَ الْأَلِفِ بَلْ تُخَالِفُ لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ رَوِيًّا؟ وَأَنَّهَا قَدِ الْتَزَمَتِ الْقَصْرَ ڪَمَا تَلْتَزِمُ غَيْرَهُ مِنْ إِطْلَاقِ حَرْفِ الرَّوِيِّ، وَلَوِ الْتَزَمَتْ مَا قَبْلَ الْأَلِفِ لَكَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا إِلَى إِلْبَاسِ الْأَمْرِ الَّذِي قَصَدُوا لِإِيضَاحِهِ، أَعْنِي الْقَصْرَ الَّذِي اعْتَمَدُوهُ، قَالَ: وَعَلَى هَذَا عِنْدِي قَصِيدَةُ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ، الَّتِي فِيهَا مُنْهَوِي وَمُدَّوِي وَمُرْعَوِي وَمُسْتَوِي، هِيَ وَاوِيَّةٌ عِنْدَنَا لِالْتِزَامِهِ الْوَاوَ فِي جَمِيعِهَا وَالْيَاءَاتُ بَعْدَهَا وُصُولٌ لِمَا ذَكَرْنَا. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ رَأْيُ الْقَلْبِ وَالْجَمْعُ الْآرَاءُ وَيُقَالُ: مَا أَضَلَّ آرَاءَهُمْ وَمَا أَضَلَّ رَأْيَهُمْ. وَارْتَآهُ هُوَ: افْتَعَلَ مِنَ الرَّأْيِ وَالتَّدْبِيرِ. وَاسْتَرْأَيْتُ الرَّجُلَ فِي الرَّأْيِ أَيِ: اسْتَشَرْتُهُ وَرَاءَيْتُهُ. وَهُوَ يُرَائِيهِ أَيْ: يُشَاوِرُهُ، وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ:
فَإِنْ تَكُنْ حِينَ شَاوَرْنَاكَ قُلْتَ لَنَا     بِالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيمَا نُرَائِيكَا
أَيْ: نَسْتَشِيرُكَ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ): يُرَاءُونَ النَّاسَ وَقَوْلُهُ: يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ فَلَيْسَ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ إِذَا أَبْصَرَهُمُ النَّاسُ صَلَّوْا وَإِذَا لَمْ يَرَوْهُمْ تَرَكُوا الصَّلَاةَ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ): بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَهُوَ الْمُرَائِي ڪَأَنَّهُ يُرِي النَّاسَ أَنَّهُ يَفْعَلُ وَلَا يَفْعَلُ بِالنِّيَّةِ. وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا أَظْهَرَ عَمَلًا صَالِحًا رِيَاءً وَسُمْعَةً، وَأَمَّا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يَهْجُو قَوْمًا وَيَرْمِي امْرَأَةً مِنْهُمْ بِغَيْرِ الْجَمِيلِ:
وَبَاتَ يُرَاآهَا حَصَانًا وَقَدْ جَرَتْ     لَنَا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُهْ
قَوْلُهُ: يُرَاآهَا يَظُنُّ أَنَّهَا ڪَذَا، وَقَوْلُهُ: لَنَا بُرَتَاهَا مَعْنَاهُ أَنَّهَا أَمْكَنَتْهُ مِنْ رِجْلَيْهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: الْعَرَبُ تَقُولُ أَرَى اللَّهُ بِفُلَانٍ أَيْ: أَرَى اللَّهُ النَّاسَ بِفُلَانٍ الْعَذَابَ وَالْهَلَاكَ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الشَّرِّ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
وَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ عَمْ     دًا خَسَّهَا وَأَرَى بِهَا
يَعْنِي قَبِيلَةً ذَكَرَهَا أَيْ: أَرَى اللَّهُ بِهَا عَدُوَّهَا مَا شَمِتَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَيْ: أَرَى اللَّهُ بِهَا أَعْدَاءَهَا مَا يَسُرُّهُمْ، وَأَنْشَدَ:
أَرَانَا اللَّهُ بِالنَّعَمِ الْمُنَدَّى
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَرَى اللَّهُ بِفُلَانٍ أَيْ: أَرَى بِهِ مَا يَشْمَتُ بِهِ عَدُوُّهُ. وَأَرِنِي الشَّيْءَ: عَاطِنِيهِ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مَرْآةٌ أَنْ يَفْعَلَ ڪَذَا أَيْ: مَخْلَقَةٌ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَقَالَ: هُوَ أَرْآهُمْ; لِأَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ أَيْ: أَخْلَقُهُمْ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: لَوْ تَرَ مَا وَأَوْ تَرَ مَا وَلَمْ تَرَ مَا مَعْنَاهُ ڪُلُّهُ عِنْدَهُ وَلَا سِيَّمَا. وَالرِّئَةُ، تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ: مَوْضِعُ النَّفَسِ وَالرِّيحِ مِنَ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ رِئَاتٌ وَرِئُونَ، عَلَى مَا يَطَّرِدُ فِي هَذَا النَّحْوِ، قَالَ:
فَغِظْنَاهُمُ حَتَّى أَتَى الْغَيْظُ مِنْهُمُ     قُلُوبًا وَأَكْبَادًا لَهُمْ وَرِئِينَا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا جَازَ جَمْعُ هَذَا وَنَحْوِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لِأَنَّهَا أَسْمَاءٌ مَجْهُودَةٌ مُنْتَقِصَةٌ وَلَا يُكَسَّرُ هَذَا الضَّرْبُ فِي أَوَّلِيَّتِهِ وَلَا فِي حَدِّ التَّسْمِيَةِ، وَتَصْغِيرُهَا رُؤَيَّةٌ، وَيُقَالُ رُوَيَّةٌ، قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
يُنَازِعْنَ الْعَجَاهِنَةَ الرِّئِينَا
وَرَأَيْتُهُ: أَصَبْتُ رِئَتَهُ. وَرُؤِيَ رَأْيًا: اشْتَكَى رِئَتَهُ. غَيْرُهُ: وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا اشْتَكَى رِئَتَهُ. الْجَوْهَرِيُّ الرِّئَةُ السَّحْرُ، مَهْمُوزَةٌ، وَيُجْمَعُ عَلَى رِئِينَ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: وَلَا تَمْلَأُ رِئَتِي جَنْبِي، الرِّئَةُ الَّتِي فِي الْجَوْفِ: مَعْرُوفَةٌ، يَقُولُ: لَسْتُ بِجَبَانٍ تَنْتَفِخُ رِئَتِي فَتَمْلَأُ جَنْبِي، قَالَ: هَكَذَا ذَكَرَهَا الْهَرَوِيُّ: وَالثَّوْرُ يَرِي الْكَلْبَ إِذَا طَعَنَهُ فِي رِئَتِهِ. قَاْلَ ابْنُ بُزُرْجَ: وَرَيْتُهُ مِنَ الرِّئَةِ، فَهُوَ مَوْرِيٌّ، وَوَتَنْتُهُ فَهُوَ مَوْتُونٌ وَشَوَيْتُهُ فَهُوَ مَشْوِيٌّ إِذَا أَصَبْتَ رِئَتَهُ وَشَوَاتَهُ وَوَتِينَهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مِنَ الرِّئَةِ رَأَيْتُهُ فَهُوَ مَرْئِيٌّ إِذَا أَصَبْتَهُ فِي رِئَتِهِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ الضَّيْمَ حَامِضُ الرِّئَتَيْنِ، قَاْلَ دُرَيْدٌ:
إِذَا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخَاهُ     فَلَيْسَ بِحَامِضِ الرِّئَتَيْنِ مَحْضِ
ابْنُ شُمَيْلٍ: وَقَدْ وَرَى الْبَعِيرَ الدَّاءُ أَيْ: وَقَعَ فِي رِئَتِهِ وَرْيًا. وَرَأَى الزَّنْدُ: وَقَدَ، عَنْ ڪُرَاعٍ، وَرَأَيْتُهُ أَنَا، وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وَجَذْبُ الْبُرَى أَمْرَاسَ نَجْرَانَ رُكِّبَتْ     أَوَاخِيُّهَا بِالْمُرْأَيَاتِ الرَّوَاجِفِ
يَعْنِي أَوَاخِيَّ الْأَمْرَاسِ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: رَأْسٌ مُرْأًى بِوَزْنِ مُرْعًى طَوِيلُ الْخَطْمِ فِيهِ شَبِيهٌ بِالتَّصْوِيبِ ڪَهَيْئَةِ الْإِبْرِيقِ، وَقَالَ نُصَيْرٌ:
رُؤُوسٌ مُرْأَيَاتٌ ڪَأَنَّهَا قَرَاقِيرُ
قَالَ: وَهَذَا لَا أَعْرِفُ لَهُ فِعْلًا وَلَا مَادَّةً. وَقَالَ النَّضْرُ: الْإِرْآءُ انْتِكَابُ خَطْمِ الْبَعِيرِ عَلَى حَلْقِهِ، يُقَالُ: جَمَلٌ مُرْأًى وَجِمَالٌ مُرْآةٌ. الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ سَاكِنٍ لَا يَتَحَرَّكُ سَاجٍ وَرَاهٍ وَرَاءٍ، قَاْلَ شَمِرٌ: لَا أَعْرِفُ رَاءً بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ رَاهٍ، فَجَعَلَ بَدَلَ الْهَاءِ يَاءً. وَأَرْأَى الرَّجُلُ إِذَا حَرَّكَ بِعَيْنَيْهِ عِنْدَ النَّظَرِ تَحْرِيكًا ڪَثِيرًا وَهُوَ يُرْئِي بِعَيْنَيْهِ. وَسَامَرَّا: الْمَدِينَةُ الَّتِي بَنَاهَا الْمُعْتَصِمُ، وَفِيهَا لُغَاتٌ: سُرَّ مَنْ رَأَى، وَسَرَّ مَنْ رَأَى، وَسَاءَ مَنْ رَأَى، وَسَامَرَّا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ثَعْلَبٍ وَابْنِ الْأَنْبَارِيِّ، وَسُرَّ مَنْ رَاءَ، وَسُرَّ مَرَّا، وَحُكِيَ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيزِيِّ أَنَّهُ قَالَ: ثَقُلَ عَلَى النَّاسِ سُرَّ مَنْ رَأَى فَغَيَّرُوهُ إِلَى عَكْسِهِ فَقَالُوا: سَامَرَّى، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَمْزَةَ مِنْ سَاءَ وَمِنْ رَأَى فَصَارَ سَا مَنْ رَى، ثُمَّ أُدْغِمَتِ النُّونُ فِي الرَّاءِ فَصَارَ سَامَرَّى، وَمَنْ قَاْلَ سَامَرَّاءُ فَإِنَّهُ أَخَّرَ هَمْزَةَ رَأَى فَجَعَلَهَا بَعْدَ الْأَلِفِ فَصَارَ سَا مَنْ رَاءَ، ثُمَّ أَدْغَمَ النُّونَ فِي الرَّاءِ. وَرُؤَيَّةٌ: اسْمُ أَرْضٍ، وَيُرْوَى بَيْتُ الْفَرَزْدَقِ:
هَلْ تَعْلَمُونَ غَدَاةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ     بِالسَّفْحِ بَيْنَ رُؤَيَّةٍ وَطِحَالِ؟
  وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ هُنَا: رَاءَ لُغَةٌ فِي رَأَى، وَالِاسْمُ الرِّيءُ. وَرَيَّأَهُ تَرْيِئَةً: فَسَّحَ عَنْهُ مِنْ خِنَاقِهِ. وَرَايَا فُلَانًا: اتَّقَاهُ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، وَيُقَالُ رَاءَهُ فِي رَآهُ، قَاْلَ ڪُثَيِّرٌ:
وَكُلُّ خَلِيلٍ رَاءَنِي فَهُوَ قَائِلٌ     مِنَ اجْلِكَ هَذَا هَامَةُ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ:
فَلَيْتَ سُوَيْدًا رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ     وَمَنْ جَرَّ إِذْ يَحْدُونَهُمْ بِالرَّكَائِبِ
وَقَالَ آخَرُ:
وَمَا ذَاكِ مِنْ أَنْ لَا تَكُونِي حَبِيبَةً     وَإِنْ رِيءَ بِالْإِخْلَافِ مِنْكِ صُدُودُ
وَقَالَ آخَرُ:
تَقَرَّبَ يَخْبُو ضَوْءُهُ وَشُعَاعُهُ     وَمَصَّحَ حَتَّى يُسْتَرَاءَ فَلَا يُرَى
يُسْتَرَاءَ: يُسْتَفْعَلَ مِنْ رَأَيْتُ. التَّهْذِيبُ: قَاْلَ اللَّيْثُ يُقَالُ مِنَ الظَّنِّ رِيتُ فُلَانًا أَخَاكَ، وَمَنْ هَمَزَ قَاْلَ رُؤِيتُ، فَإِذَا قُلْتَ أَرَى وَأَخَوَاتُهَا لَمْ تَهْمِزْ، قَالَ: وَمَنْ قَلَبَ الْهَمْزَ مِنْ رَأَى قَاْلَ رَاءَ ڪَقَوْلِكَ نَأَى وَنَاءَ. وَرُوِيَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ بَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ فَأَتَاهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: رُؤِيَ فِعْلٌ لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مِنْ رَأَيْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، تَقُولُ رَأَيْتُ زَيْدًا عَاقِلًا، فَإِذَا بَنَيْتَهُ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ فَقُلْتَ رُؤِيَ زِيدٌ عَاقِلًا، فَقَوْلُهُ: إِنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ضَمِيرُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَرَاهُمُنِي الْبَاطِلُ شَيْطَانًا، أَرَادَ أَنَّ الْبَاطِلَ جَعَلَنِي عِنْدَهُمْ شَيْطَانًا. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِيهِ شُذُوذٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ ضَمِيرَ الْغَائِبِ إِذَا وَقَعَ مُتَقَدِّمًا عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ فَالْوَجْهُ أَنْ يُجَاءَ بِالثَّانِي مُنْفَصِلًا تَقُولُ أَعْطَاهُ إِيَّايَ فَكَانَ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَقُولَ أَرَاهُمْ إِيَّايَ، وَالثَّانِي: أَنَّ وَاوَ الضَّمِيرِ حَقُّهَا أَنَّ تَثْبُتَ مَعَ الضَّمَائِرِ ڪَقَوْلِكَ أَعْطَيْتُمُونِي، فَكَانَ حَقُّهُ أَنْ يَقُولَ أَرَاهُمُونِي، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَرَأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ: وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، فَنَصَبَ الرَّاءَ مِنْ تُرَى، قَالَ: وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ، يُرِيدُ مِثْلَ قَوْلِكَ رُؤِيتُ أَنَّكَ قَائِمٌ وَرُؤِيتُكَ قَائِمًا، فَيَجْعَلُ سُكَارَى فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ; لِأَنَّ تُرَى تَحْتَاجُ إِلَى شَيْئَيْنِ تَنْصِبُهُمَا ڪَمَا تَحْتَاجُ ظَنَّ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: رُؤِيتُ مَقْلُوبٌ، الْأَصْلُ فِيهِ أُرِيتُ، فَأُخِّرَتِ الْهَمْزَةُ، وَقِيلَ رُؤِيتُ، وَهُوَ بِمَعْنَى الظَّنِّ.

معنى كلمة رأي – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأن: ابْنُ بَرِّيٍّ: الْأُرَانَى نَبْتٌ وَالْبُوصُ ثَمَرُهُ، وَالْقُرْزُحُ حَبُّهُ، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي ڪِتَابِ ابْنِ بَرِّيٍّ، وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ ” أَرَنَ “: الْأَرَانِيَّةُ نَبْتٌ مِنَ الْحَمْضِ لَا يَطُولُ سَاقُهُ، وَالْأَرَانَى جُنَاةُ الضَّعَةِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.

معنى كلمة رأن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأم: رَئِمَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا تَرْأَمُهُ رَأْمًا وَرَأَمَانًا: عَطَفَتْ عَلَيْهِ وَلَزِمَتْهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: رِئْمَانًا أَحَبَّتْهُ، قَالَ:
أَمْ ڪَيْفَ يَنْفَعُ مَا تُعْطِي الْعَلُوقُ بِهِ رِئْمَانُ أَنْفٍ إِذَا مَا ضُنَّ بِاللَّبَنِ
وَيُرْوَى رِئْمَانَ وَرِئْمَانُ، فَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ، وَمِنْ رَفَعَ فَعَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْهَاءِ. وَالنَّاقَةُ رَءُومٌ وَرَائِمَةٌ وَرَائِمٌ: عَاطِفَةٌ عَلَى وَلَدِهَا. وَأَرْأَمَهَا عَلَيْهِ: عَطَّفَهَا فَتَرَأَّمَتْ هِيَ عَلَيْهِ تَعَطَّفَتْ، وَرَأْمُهَا: وَلَدُهَا الَّذِي تَرْأَمُ عَلَيْهِ، قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
بِمَصْدَرِهِ الْمَاءَ رَأْمٌ رَذِيُّ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ ڪَأَنَّهُ مَرْءُومٌ رَذِيٌّ. وَالرُّؤَامُ وَالرُّؤَالُ: اللُّعَابُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الرَّأْمُ الْوَلَدُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلْبَوِّ وَالْوَلَدِ رَأْمٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّأْمُ الْبَوُّ أَوْ وَلَدٌ ظُئِرَتْ عَلَيْهِ غَيْرُ أُمِّهِ، وَأَنْشَدَ:
كَأُمَّهَاتِ الرِّئْمِ أَوْ مَطَافِلَا
وَقَدْ رَئِمَتْهُ، فَهِيَ رَائِمٌ وَرَءُومٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالرَّأْمُ الْبَوُّ. وَكُلُّ مَنْ لَزِمَ شَيْئًا وَأَلِفَهُ وَأَحَبَّهُ فَقَدْ رَئِمَهُ، قَاْلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
أَبَى اللَّهُ وَالْإِسْلَامُ أَنْ تَرْأَمَ الْخَنَى     نُفُوسُ رِجَالٍ بِالْخَنَى لَمْ تُذَلَّلِ
ابْنُ السِّكِّيتِ: أَرْأَمْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ وَأَظْأَرْتُهُ إِذَا أَكْرَهْتُهُ. وَالرَّوَائِمُ: الْأَثَافِيُّ لِرِئْمَانِهَا الرَّمَادَ، وَقَدْ رَئِمَتِ الرَّمَادَ، فَالرَّمَادُ ڪَالْوَلَدِ لَهَا. وَأَرْأَمْنَا النَّاقَةَ، أَيْ: عَطَّفْنَاهَا عَلَى رَأْمِهَا. الْأَصْمَعِيُّ: إِذَا عُطِّفَتِ النَّاقَةُ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا فَرَئِمَتْهُ فَهِيَ رَائِمٌ، فَإِنْ لَمْ تَرْأَمْهُ وَلَكِنَّهَا تَشَمُّهُ وَلَا تَدِرُّ عَلَيْهِ فَهِيَ عَلُوقٌ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: تَرْأَمُهُ وَيَأْبَاهَا، تُرِيدُ الدُّنْيَا، أَيْ: تَعْطِفُ عَلَيْهِ ڪَمَا تَرْأَمُ الْأُمُّ وَلَدَهَا وَالنَّاقَةُ  حُوَارَهَا فَتَشُمُّهُ وَتَتَرَشَّفُهُ. وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا وَأَلِفَهُ فَقَدْ رَئِمَهُ. وَرَئِمَ الْجُرْحُ رَأْمًا وَرِئْمَانًا حَسَنًا: الْتَأَمَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: انْضَمَّ فُوهُ لِلْبُرْءِ، وَأَرْأَمَهُ إِرْآمًا: دَاوَاهُ وَعَالَجَهُ حَتَّى رَئِمَ، وَفِي الصِّحَاحِ: حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَلْتَئِمَ. وَأَرْأَمَ الرَّجُلَ عَلَى الشَّيْءِ: أَكْرَهُهُ. وَرَأَمَ الْحَبْلَ يَرْأَمُهُ وَأَرْأَمَهُ: فَتَلَهُ فَتْلًا شَدِيدًا. وَالرُّومَةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ: الْغِرَاءُ الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ رِيشُ السَّهْمِ، وَحَكَاهَا ثَعْلَبٌ مَهْمُوزَةً. الْجَوْهَرِيُّ: الرُّؤْمَةُ الْغِرَاءُ الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ الشَّيْءُ. وَالرِّئْمُ: الْخَالِصُ مِنَ الظِّبَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الظَّبْيِ، وَالْجَمْعُ أَرْآمٌ، وَقَلَبُوا فَقَالُوا آرَامٌ، وَالْأُنْثَى رِئْمَةٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
بِمِثْلِ جِيدِ الرِّئْمَةِ الْعُطْبُلِّ
شَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ ڪَقَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا:
بِبَازِلٍ وَجْنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ
أَرَادَ أَوْ عَيْهَلٍ فَشَدَّدَ. الْأَصْمَعِيُّ: مِنَ الظِّبَاءِ الْآرَامِ وَهِيَ الْبِيضُ الْخَالِصَةُ الْبَيَاضِ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ مِثْلَهُ، وَهِيَ تَسْكُنُ الرِّمَالَ. وَالرَّءُومُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تَلْحَسُ ثِيَابَ مَنْ مَرَّ بِهَا. وَرَأَمَ الْقَدَحَ يَرْأَمُهُ رَأْمًا وَلَأَمَهُ: أَصْلَحَهُ ڪَرَأَبَهُ. الشَّيْبَانِيُّ: رَأَمْتُ شَعْبَ الْقَدَحِ إِذَا أَصْلَحْتَهُ، وَأَنْشَدَ:
وَقَتْلَى بِحِقْفٍ مِنْ أُوارَةَ جُدِّعَتْ     صَدَعْنَ قُلُوبًا لَمْ تُرَأَّمْ شُعُوبُهَا
وَالرُّئِمُ: الِاسْتُ، عَنْ ڪُرَاعٍ – حَكَّاهَا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ – وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلَّا الدُّئِلِ، وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ، قَاْلَ رُؤْبَةُ:
ذَلَّ وَأَقْعَتْ بِالْحَضِيضِ رُئِمُهُ
وَرِئَامٌ: مَوْضِعٌ. وَقِيلَ: هِيَ مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ حَمِيرَ يَحُلُّهَا أَوْلَادُ أَوْدٍ، قَاْلَ الْأَفْوَهُ الْأَوْدِيُّ:
إِنَّا بَنُو أَوْدِ الَّذِي بِلِوَائُهُ     مُنِعَتْ رِئَامُ وَقَدْ غَزَاهَا الْأَجْدَعُ

معنى كلمة رأم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأل: الرَّأْلُ: وَلَدُ النَّعَامِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْحَوْلِيَّ مِنْهَا، قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كَأَنَّ مَكَانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رَالِ
أَرَادَ عَلَى رَأْلٍ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَفَّفَ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَبْدَلَ إِبْدَالًا صَحِيحًا عَلَى قَوْلِ أَبِي الْحَسَنِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ أَمْكَنُ لِلْقَافِيَّةِ، إِذِ الْمُخَفَّفُ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا فِي حُكْمِ الْمُحَقَّقِ، وَالْجَمْعُ أَرْؤُلٌ وَرِئْلَانٌ وَرِئَالٌ وَرِئَالَةٌ، قَاْلَ طُفَيْلٌ:
أَذُودُهُمْ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ رِئَالَةٌ     شِلَالًا ڪَمَا ذِيدَ النِّهَالُ الْخَوَامِسُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَرَى الْهَاءَ لَحِقَتِ الرِّئَالَ لِتَأْنِيثِ الْجَمَاعَةِ ڪَمَا لَحِقَتْ فِي الْفِحَالَةِ، وَالْأُنْثَى رَأْلَةٌ، وَأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
أَبْلِغِ الْحَارِثَ عَنِّي أَنَّنِي     شَرُّ شَيْخٍ فِي إِيَادٍ وَمُضَرْ
رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُهَا     تَأْكُلُ الْفَثَّ وَخَمَّانَ الشَّجَرْ
وَنَعَامَةٌ مُرْئِلَةٌ: ذَاتُ رَأْلٍ، وَقَوْلُ بَعْضِ الْأَغْفَالِ يَصِفُ امْرَأَةً رَاوَدَتْهُ:
قَامَتْ إِلَى جَنْبِي تَمَسُّ أَيْرِي     فَزَفَّ رَأْلِي وَاسْتُطِيرَتْ طَيْرِي
إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ فِيهِ وَحْشِيَّةً ڪَالرَّأْلِ مِنَ الْفَزَعِ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ شَالَتْ نَعَامَتُهُمْ، أَيْ: فَزِعُوا فَهَرَبُوا. وَاسْتَرْأَلَتِ الرِّئْلَانُ: ڪَبُرَتْ. وَاسْتَرْأَلَ النَّبَاتُ إِذَا طَالَ، شُبِّهَ بِعُنُقِ الرَّأْلِ. وَمَرَّ فُلَانٌ مُرَائِلًا إِذَا أَسْرَعَ. وَالرُّؤَالُ – مَهْمُوزٌ -: الزِّيَادَةُ فِي أَسْنَانِ الدَّابَّةِ. وَالرُّؤَالُ وَالرَّاءُولُ: لُعَابُ الدَّوَابِّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَصَرَّحَ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: الرُّؤَالُ زَبَدُ الْفَرَسِ خَاصَّةً. وَالْمِرْوَلُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الرُّؤَالِ، وَهُوَ اللُّعَابُ. أَبُو زَيْدٍ: الرُّؤَالُ وَالرُّؤَامُ اللُّعَابُ. وَابْنُ رَأْلَانَ: رَجُلٌ مِنْ سِنْبِسِ طَيِّئٍ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الشَّيْءُ غَالِبًا عَلَيْهِ اسْمٌ يَكُونُ لِكُلِّ مَنْ ڪَانَ مِنْ أُمَّتِهِ أَوْ ڪَانَ فِي صِفَتِهِ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ. وَكَابْنِ الصَّعِقِ قَوْلُهُمُ ابْنُ رَأْلَانَ وَابْنُ ڪُرَاعٍ، لَيْسَ ڪُلُّ مَنْ ڪَانَ ابْنًا لَرَأْلَانَ وَابْنًا لِكُرَاعٍ غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْمُ، وَالنَّسَبُ إِلَيْهِ رَأْلَانِيٌّ ڪَمَا قَالُوا فِي ابْنِ ڪُرَاعٍ ڪُرَاعِيٌّ. وَذَاتُ الرِّئَالِ وَجَوُّ رِئَالٍ: مَوْضِعَانِ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
تَرْتَعِي السَّفْحَ فَالْكَثِيبَ فَذَا قَا     رٍ فَرَوْضَ الْقَطَا فَذَاتَ الرِّئَالِ
وَقَالَ الرَّاعِي:
وَأَمْسَتْ بِوَادِي الرَّقْمَتَيْنِ وَأَصْبَحَتْ     بِجَوِّ رِئَالٍ حَيْثُ بَيَّنَ فَالِقُهْ
الْجَوْهَرِيُّ: وَذَاتُ الرِّئَالِ رَوْضَةٌ. وَالرِّئَالُ: ڪَوَاكِبُ.

معنى كلمة رأل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأف: الرَّأْفَةُ: الرَّحْمَةُ، وَقِيلَ: أَشَدُّ الرَّحْمَةِ، رَأَفَ بِهِ يَرْأَفُ وَرَئِفَ وَرَؤُفَ وَرَأْفَةً وَرَآفَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الرَّأْفَةُ وَالرَّآفَةُ مِثْلُ الْكَأْبَةِ وَالْكَآبَةِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْ: لَا تَرْحَمُوهُمَا فَتُسْقِطُوا عَنْهُمَا مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْحَدِّ. وَمِنْ صِفَاتِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – الرَّءُوفُ، وَهُوَ الرَّحِيمُ لِعِبَادِهِ الْعَطُوفُ عَلَيْهِمْ بِأَلْطَافِهِ. وَالرَّأْفَةُ أَخَصُّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَأَرَقُّ، وَفِيهِ لُغَتَانِ قُرِئَ بِهِمَا مَعًا: رَءُوفٌ عَلَى فَعُولٍ، قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ:
نُطِيعُ نَبِيَّنَا وَنُطِيعُ رَبًّا هُوَ الرَّحْمَنُ ڪَانَ بِنَا رَءُوفًا
وَرَؤُفٌ عَلَى فَعُلٍ، قَاْلَ جَرِيرٌ:
يَرَى لِلْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ حَقًّا     ڪَفِعْلِ الْوَالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحِيمِ
وَقَدْ رَأَفَ يَرْأَفُ إِذَا رَحِمَ. وَالرَّأْفَةُ أَرَقُّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَلَا تَكَادُ تَقَعُ فِي الْكَرَاهَةِ، وَالرَّحْمَةُ قَدْ تَقَعُ فِي الْكَرَاهَةِ لِلْمَصْلَحَةِ. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: رَؤُفْتُ بِالرَّجُلِ أَرْؤُفُ بِهِ رَأْفَةً وَرَآفَةً، وَرَأَفْتُ أَرْأَفُ بِهِ وَرَئِفْتُ بِهِ رَأَفًا ڪُلٌّ مِنْ ڪَلَامِ الْعَرَبِ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَمَنْ لَيَّنَ الْهَمْزَةَ وَقَالَ رَوُفَ جَعَلَهَا وَاوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَأْفٌ – بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ – قَاْلَ الشَّاعِرُ:
فَآمِنُوا بِنَبِيٍّ لَا أَبَا لَكُمُ     ذِي خَاتَمٍ صَاغَهُ الرَّحْمَنُ مَخْتُومِ
رَأْفٍ رَحِيمٍ بِأَهْلِ الْبِرِّ يَرْحَمُهُمْ     مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذِي الْكُرْسِيِّ مَرْحُومِ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الرَّأْفَةُ الرَّحْمَةُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: رَئِفٌ – بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ – وَرَؤُفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ رَؤُفٌ وَرَءُوفٌ وَرَأْفٌ، وَقَوْلُهُ:
وَكَانَ ذُو الْعَرْشِ بِنَا أَرَافِي
إِنَّمَا أَرَادَ أَرْأَفِيًّا ڪَأَحْمَرِيٍّ، فَأَبْدَلَ وَسَكَّنَهُ عَلَى قَوْلِهِ:
وَآخِذُ مِنْ ڪُلِّ حَيٍّ عُصُمْ

معنى كلمة رأف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأش: رَجُلٌ رُؤْشُوشٌ: ڪَثِيرُ شَعْرِ الْأُذُنِ.

معنى كلمة رأش – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأس: رَأْسُ ڪُلِّ شَيْءٍ: أَعْلَاهُ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَرْؤُسٌ، وَآرَاسٌ عَلَى الْقَلْبِ، وَرُءُوسٌ فِي الْكَثِيرِ، وَلَمْ يَقْلِبُوا هَذِهِ، وَرُؤْسٌ، الْأَخِيرَةُ عَلَى الْحَذْفِ، قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَيَوْمًا إِلَى أَهْلِي وَيَوْمًا إِلَيْكُمُ وَيَوْمًا أَحُطُّ الْخَيْلَ مِنْ رُؤْسِ أَجْبَالِ
وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَاْلَ بَعْضُ عُقَيْلٍ: الْقَافِيَةُ رَأَسُ الْبَيْتِ، وَقَوْلُهُ:
رُؤْسُ ڪَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحَانِ
أَرَادَ بِالرُّؤْسِ الرَّأْسَيْنِ، فَجَعَلَ ڪُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رَأْسًا ثُمَّ قَاْلَ يَنْتَطِحَانِ، فَرَاجِعَ الْمَعْنَى. وَرَأَسَهُ يَرْأَسُهُ رَأْسًا: أَصَابَ رَأْسَهُ. وَرُئِسَ رَأْسًا: شَكَا رَأْسَهُ. وَرَأَسْتُهُ، فَهُوَ مَرْءُوسٌ وَرَئِيسٌ إِذَا أَصَبْتَ رَأْسَهُ، وَقَوْلُ لَبِيدٍ:
كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئِيسٍ     يُحَاذِرُ مِنْ سَرَايَا وَاغْتِيَالِ
يُقَالُ: الرَّئِيسُ هَاهُنَا الَّذِي شُجَّ رَأْسُهُ، وَرَجُلٌ مَرْءُوسٌ: أَصَابَهُ الْبِرْسَامُ. التَّهْذِيبُ: وَرَجُلٌ رَئِيسٌ وَمَرْءُوسٌ، وَهُوَ الَّذِي رَأَسَهُ السِّرْسَامُ فَأَصَابَ رَأْسَهُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪَانَ يُصِيبُ مِنَ الرَّأْسِ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَ: هَذَا ڪِنَايَةٌ عَنِ الْقُبْلَةِ. وَارْتَأَسَ الشَّيْءَ: رَكِبَ رَأْسَهُ، وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
وَيُعْطِي الْفَتَى فِي الْعَقْلِ أَشْطَارَ مَالِهِ     وَفِي الْحَرْبِ يَرْتَاسُ السِّنَانَ فَيَقْتُلُ
أَرَادَ: يَرْتَئِسُ، فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا. الْفَرَّاءُ: الْمُرَائِسُ وَالرُّءُوسُ مِنَ الْإِبْلِ الَّذِي لَمْ يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ إِلَّا فِي رَأْسِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الْأَعْرَابِ: ارْتَأَسَنِي فُلَانٌ وَاكْتَسَأَنِي، أَيْ: شَغَلَنِي، وَأَصْلُهُ أَخَذَ بِالرَّقَبَةِ وَخَفَضَهَا إِلَى الْأَرْضِ، وَمِثْلُهُ ارْتَكَسَنِي وَاعْتَكَسَنِي. وَفَحْلٌ أَرْأَسُ: وَهُوَ الضَّخْمُ الرَّأْسِ. وَالرُّؤَاسُ وَالرُّؤَاسِيُّ وَالْأَرْأَسُ: الْعَظِيمُ الرَّأْسِ، وَالْأُنْثَى رَأْسَاءُ وَشَاةٌ رَأْسَاءُ: مُسْوَدَّةُ الرَّأْسِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا اسْوَدَّ رَأْسُ الشَّاةِ فَهِيَ رَأْسَاءُ، فَإِنِ ابْيَضَّ رَأْسُهَا مِنْ بَيْنِ جَسَدِهَا، فَهِيَ رَخْمَاءُ وَمُخَمَّرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: نَعْجَةٌ رَأْسَاءُ، أَيْ: سَوْدَاءُ الرَّأْسِ وَالْوَجْهِ وَسَائِرُهَا أَبْيَضُ. غَيْرُهُ: شَاةٌ أَرْأَسُ وَلَا تَقُلْ رُؤَاسِيٌّ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَشَاةٌ رَئِيسٌ: مُصَابَةُ الرَّأْسِ، وَالْجَمْعُ رَآسَى بِوَزْنِ رَعَاسَى، مِثْلُ حَبَاجَى وَرَمَاثَى. وَرَجُلٌ رَأْآسٌ بِوَزْنِ رَعَّاسٍ: يَبِيعُ الرُّءُوسَ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: رَوَّاسٌ. وَالرَّائِسُ: رَأَسُ الْوَادِي. وَكُلُّ مُشْرِفٍ رَائِسٌ. وَرَأَسَ السَّيْلُ الْغُثَاءَ: جَمَعَهُ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِبْنَ ڪُلَّ قَرَارَةٍ     وَمَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الْغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: إِنَّ السَّيْلَ يَرْأَسُ الْغُثَاءَ، وَهُوَ جَمْعُهُ إِيَّاهُ ثُمَّ يَحْتَمِلُهُ. وَالرَّأْسُ: الْقَوْمُ إِذَا ڪَثُرُوا وَعَزُّوا، قَاْلَ عَمْرُو بْنُ ڪُلْثُومٍ:
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ     نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَا
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَأَنَا أَرَى أَنَّهُ أَرَادَ الرَّئِيسَ؛ لِأَنَّهُ قَاْلَ نَدُقُّ بِهِ وَلَمْ يَقُلْ نَدُقُّ بِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا ڪَثُرُوا وَعَزُّوا: هُمْ رَأْسٌ. وَرَأْسَ الْقَوْمَ يَرْأَسُهُمْ – بِالْفَتْحِ – رَآسَةً، وَهُوَ رَئِيسُهُمْ: رَأَسَ عَلَيْهِمْ فَرَأَسَهُمْ وَفَضَلَهُمْ، وَرَأَسَ عَلَيْهِمْ، ڪَأَمَرَ عَلَيْهِمْ، وَتَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ ڪَتَأَمَّرَ، وَرَأَّسُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ڪَأَمَّرُوهُ، وَرَأَّسْتُهُ أَنَا عَلَيْهِمْ تَرْئِيسًا فَتَرَأَّسَ هُوَ وَارْتَأَسَ عَلَيْهِمْ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَرَوَّسُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، قَالَ: وَهَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي ڪِتَابِ اللَّيْثِ قَالَ: وَالْقِيَاسُ رَأَّسُوهُ لَا رَوَّسُوهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ تَرَأَّسْتُ عَلَى الْقَوْمِ، وَقَدْ رَأَّسْتُكَ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ رَئِيسُهُمْ، وَهُمُ الرُّؤَسَاءُ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ رُيَسَاءُ. وَالرَّئِيسُ: سَيِّدُ الْقَوْمِ، وَالْجَمْعُ رُؤَسَاءُ، وَهُوَ الرَّأْسُ أَيْضًا، وَيُقَالُ: رَيِّسٌ مِثْلُ قَيِّمٍ بِمَعْنَى رَئِيسٍ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
تَلْقَ الْأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّدٍ     ثَوْلَاءُ مُخْرِفَةٌ وَذِئْبٌ أَطْلَسُ
لَا ذِي تَخَافُ وَلَا لِهَذَا جُرْأَةٌ     تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِلْكُمَيْتِ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيَّ. وَالثَّوْلَاءُ: النَّعْجَةُ الَّتِي بِهَا ثَوَلٌ. وَالْمُخْرِفَةُ: الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا. وَقَوْلُهُ لَا ذِي: إِشَارَةٌ إِلَى الثَّوْلَاءِ، وَلَا لِهَذَا: إِشَارَةٌ إِلَى الذِّئْبِ، أَيْ: لَيْسَ لَهُ جُرْأَةٌ عَلَى أَكْلِهَا مَعَ شِدَّةِ جُوعِهِ، ضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِعَدْلِهِ وَإِنْصَافِهِ وَإِخَافَتِهِ الظَّالِمَ وَنُصْرَتِهِ الْمَظْلُومَ، حَتَّى إِنَّهُ لِيَشْرَبَ الذِّئْبُ وَالشَّاةُ مِنْ مَاءٍ وَاحِدٍ. وَقَوْلُهُ ” تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ ” أَيْ: إِذَا اسْتَقَامَ رَئِيسُهُمُ الْمُدَبِّرُ لِأُمُورِهِمْ صَلُحَتْ أَحْوَالُهُمْ بِاقْتِدَائِهِمْ بِهِ. قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَأَسَ الرَّجُلُ يَرْأَسُ رَآسَةً إِذَا زَاحَمَ عَلَيْهَا وَأَرَادَهَا، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ إِنَّ الرِّيَاسَةَ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَيُعَصَبُ بِهَا رَأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُهَا، وَفُلَانٌ رَأْسُ الْقَوْمِ وَرَئِيسُ الْقَوْمِ.
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: أَلَمْ أَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ رَأَسَ الْقَوْمَ: صَارَ رَئِيسَهُمْ وَمُقَدَّمَهُمْ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: رَأَسُ الْكُفْرِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَيَكُونُ إِشَارَةً إِلَى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ رُؤَسَاءِ الضَّلَالِ الْخَارِجِينَ بِالْمَشْرِقِ. وَرَئِيسُ الْكِلَابِ وَرَائِسُهَا: ڪَبِيرُهَا الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُهُ فِي الْقَنْصِ، تَقُولُ: رَائِسُ الْكِلَابِ مِثْلُ رَاعِسٍ، أَيْ: هُوَ فِي الْكِلَابِ بِمَنْزِلَةِ الرَّئِيسِ فِي الْقَوْمِ. وَكَلْبَةٌ رَائِسَةٌ: تَأْخُذُ الصَّيْدَ بِرَأْسِهِ. وَكَلْبَةٌ رَءُوسٌ: وَهِيَ الَّتِي تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ. وَرَائِسُ النَّهْرِ وَالْوَادِي: أَعْلَاهُ مِثْلُ رَائِسِ الْكِلَابِ. وَرَوَائِسُ الْوَادِي: أَعَالِيهِ. وَسَحَابَةٌ مُرَائِسٌ وَرَائِسٌ: مُتَقَدِّمَةُ السَّحَابِ. التَّهْذِيبُ: سَحَابَةٌ رَائِسَةٌ وَهِيَ الَّتِي تَقْدُمُ  السَّحَابَ، وَهِيَ الرَّوَائِسُ. وَيُقَالُ: أَعْطِنِي رَأْسًا مِنْ ثُومٍ. وَالضَّبُّ رُبَّمَا رَأَسَ الْأَفْعَى وَرُبَّمَا ذَنَبَهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَفْعَى تَأْتِي حُجْرَ الضَّبِّ فَتَحْرِشُهُ فَيَخْرُجُ أَحْيَانًا بِرَأْسِهِ مُسْتَقْبِلَهَا فَيُقَالُ: خَرَجَ مُرَئِّسًا، وَرُبَّمَا احْتَرَشَهُ الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عُودًا فِي فَمِ جُحْرِهِ فَيَحْسَبُهُ أَفْعَى فَيَخْرُجُ مُرَئِّسًا أَوْ مُذَنِّبًا. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ مُرَائِسًا اسْتَبَقَ بِرَأْسِهِ مِنْ جُحْرِهِ وَرُبَّمَا ذَنَّبَ. وَوَلَدَتْ وَلَدَهَا عَلَى رَأْسٍ وَاحِدٍ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، أَيْ: بَعْضُهُمْ فِي إِثْرِ بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ وَلَدَتْ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ رَأْسًا عَلَى رَأْسٍ، أَيْ: وَاحِدًا فِي إِثْرِ آخَرَ. وَرَأْسُ عَيْنٍ وَرَأْسُ الْعَيْنِ ڪِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ، قَاْلَ الْمُخَبَّلُ يَهْجُو الزِّبْرِقَانَ حِينَ زَوَّجَ هَزَّالًا أُخْتَهُ خُلَيْدَةَ:
وَأَنْكَحْتَ هَزَّالًا خُلَيْدَةَ بَعْدَمَا     زَعَمْتَ بِرَأْسِ الْعَيْنِ أَنَّكَ قَاتِلُهْ
وَأَنْكَحْتَهُ رَهْوًا ڪَأَنَّ عِجَانَهَا     مَشَقُّ إِهَابِ أَوْسَعَ الشَّقَّ نَاجِلُهْ
وَكَانَ هَزَّالٌ قَتَلَ ابْنَ مَيَّةَ فِي جِوَارِ الزِّبْرِقَانِ وَارْتَحَلَ إِلَى رَأْسِ الْعَيْنِ، فَحَلَفَ الزِّبْرِقَانُ لَيَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ زَوَّجَهُ أُخْتَهُ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ الْمَقْتُولِ تَهْجُو الزِّبْرِقَانَ:
تَحَلَّلَ خِزْيَهَا عَوْفُ بْنُ ڪَعْبٍ     فَلَيْسَ لِخُلْفِهَا مِنْهُ اعْتِذَارُ
بِرَأْسِ الْعَيْنِ قَاتِلُ مَنْ أَجَرْتُمْ     مِنَ الْخَابُورِ مَرْتَعُهُ السِّرَارُ
وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي يَوْمِ رَأَسِ الْعَيْنِ لِسُحَيْمِ بْنِ وُثَيْلٍ الرِّيَاحِيِّ:
وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ     بِرَأْسِ الْعَيْنِ فِي الْحُجُجِ الْخَوَالِي
وَيُرْوَى أَنَّ الْمُخَبَّلَ خَرَجَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلَ عَلَى بَيْتِ خُلَيْدَةَ امْرَأَةَ هَزَّالٍ فَأَضَافَتْهُ وَأَكْرَمَتْهُ وَزَوَّدَتْهُ، فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الرَّحِيلِ قَالَ: أَخْبِرِينِي بِاسْمِكِ، فَقَالَتْ: اسْمِي رَهْوٌ، فَقَالَ: بِئْسَ الِاسْمُ الَّذِي سُمِّيتِ بِهِ! فَمَنْ سَمَّاكَ بِهِ؟ قَالَتْ لَهُ: أَنْتَ، فَقَالَ: وَاأَسَفَاهُ وَانَدَمَاهُ! ثُمَّ قَالَ:
لَقَدْ ضَلَّ حِلْمِي فِي خُلَيْدَةَ ضَلَّةً     سَأُعْتِبُ قَوْمِي بَعْدَهَا وَأَتُوبُ
وَأَشْهَدُ وَالْمُسْتَغْفَرُ اللَّهُ أَنَّنِي     ڪَذَبْتُ عَلَيْهَا وَالْهِجَاءُ ڪَذُوبُ
الْجَوْهَرِيُّ: قَدِمَ فُلَانٌ مِنْ رَأْسِ عَيْنٍ وَهُوَ مَوْضِعٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: مِنْ رَأْسِ الْعَيْنِ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: إِنَّمَا يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ مِنْ رَأْسِ عَيْنٍ إِذَا ڪَانَتْ عَيْنًا مِنَ الْعُيُونِ نَكِرَةً، فَأَمَّا رَأْسُ عَيْنٍ هَذِهِ الَّتِي فِي الْجَزِيرَةِ فَلَا يُقَالُ فِيهَا إِلَّا رَأْسُ الْعَيْنِ. وَرَائِسٌ: جَبَلٌ فِي الْبَحْرِ، وَقَوْلُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ:
وَفِي غَمْرَةِ الْآلِ خِلْتُ الصُّوَى     عُرُوكًا عَلَى رَائِسٍ يَقْسِمُونَا
قِيلَ: عَنَى هَذَا الْجَبَلَ. وَرَائِسٌ وَرَئِيسُ مِنْهُمْ، وَأَنْتَ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ وَرِئَاسِهِ، أَيْ: عَلَى شَرَفٍ مِنْهُ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ أَنْتَ عَلَى رِئَاسِ أَمْرِكَ، أَيْ: أَوَّلِهِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ. وَرِئَاسُ السَّيْفِ: مَقْبِضُهُ، وَقِيلَ: قَائِمُهُ ڪَأَنَّهُ أُخِذَ مِنَ الرَّأْسِ رِئَاسٌ، قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وَلَيْلَةٍ قَدْ جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا     بِصُدْرَةِ الْعَنْسِ حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفَا
ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا     وَمِرْفَقٍ ڪَرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا
وَهَذَا الْبَيْتُ الثَّانِي أَنْشَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ: إِذَا اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ: ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي، وَالْعَنْسُ: النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ، وَصُدْرَتُهَا: مَا أَشْرَفَ مِنْ أَعْلَى صَدْرِهَا، وَالسَّدَفُ هَاهُنَا: الضَّوْءُ. وَاضْطَغَنْتُ سِلَاحِي: جَعَلْتُهُ تَحْتَ حِضْنِي. وَالْحِضْنُ: مَا دُونُ الْإِبِطِ إِلَى الْكَشْحِ، وَيُرْوَى: ثُمَّ احْتَضَنْتُ. وَالْمَغْرِضُ لِلْبَعِيرِ ڪَالْمَحْزِمِ مِنَ الْفَرَسِ وَهُوَ جَانِبُ الْبَطْنِ مِنْ أَسْفَلِ الْأَضْلَاعِ الَّتِي هِيَ مَوْضِعُ الْغُرْضَةِ. وَالْغُرْضَةُ لِلرَّحْلِ بِمَنْزِلَةِ الْحِزَامِ لِلسَّرْجِ. وَشَسَفَ، أَيْ: ضَمَرَ، يَعْنِي الْمِرْفَقَ. وَقَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسْمَعْ رِئَاسًا إِلَّا هَاهُنَا. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَوَجَدْنَاهُ فِي الْمُصَنَّفِ ڪَرِيَاسِ السَّيْفِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي هَلْ هُوَ تَخْفِيفٌ، أَوِ الْكَلِمَةُ مِنَ الْيَاءِ. وَقَوْلُهُمْ: رُمِيَ فُلَانٌ مِنْهُ فِي الرَّأْسِ، أَيْ: أَعْرَضَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا وَاسْتَثْقَلَهُ، تَقُولُ: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَيْ: سَاءَ رَأْيُكَ فِيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيَّ. وَأَعِدْ عَلَيَّ ڪَلَامَكَ مِنْ رَأْسٍ وَمِنَ الرَّأْسِ، وَهِيَ أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ، وَأَبَاهَا بَعْضُهُمْ، وَقَالَ: لَا تَقُلْ مِنَ الرَّأْسِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وَبَيْتُ رَأْسٍ: اسْمُ قَرْيَةٍ بِالشَّامِ ڪَانَتْ تُبَاعُ فِيهَا الْخُمُورُ، قَاْلَ حَسَّانٌ:
كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأَسٍ     يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ
قَالَ: نُصِبَ مِزَاجُهَا عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ ڪَانَ فَجُعِلَ الِاسْمُ نَكِرَةً، وَالْخَبَرُ مَعْرِفَةً، وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ ڪَانَ اسْمَ جِنْسٍ، وَلَوْ ڪَانَ الْخَبَرُ مَعْرِفَةً مَحْضَةً لَقُبُحَ. وَبَنُو رُؤَاسٍ: قَبِيلَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَيٌّ مِنْ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَأَبُو دُؤَادٍ الرُّؤَاسِيُّ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسِ بْنِ ڪِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ يَقُولُ فِي الرُّؤَاسِيِّ أَحَدِ الْقُرَّاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ: إِنَّهُ الرَّوَاسِيُّ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَبِالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلَى رَوَاسٍ قَبِيلَةٍ مِنْ سُلَيْمٍ وَكَانَ يَنْكَرُ أَنْ يُقَالَ الرُّؤَاسِيُّ – بِالْهَمْزِ – ڪَمَا يَقُولُهُ الْمُحَدِّثُونَ وَغَيْرُهُمْ.

معنى كلمة رأس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأز: الرَّأْزُ: مِنْ آلَاتِ الْبَنَّائِينَ، وَالْجُمَعُ رَأْزَةٌ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي اسْمٌ لِلْجَمْعِ.

معنى كلمة رأز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأرأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأرأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأرأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأرأ: الرَّأْرَأَةُ: تَحْرِيكُ الْحَدَقَةِ وَتَحْدِيدُ النَّظَرِ. يُقَالُ: رَأْرَأَ رَأْرَأَةً. وَرَجُلٌ رَأْرَأُ الْعَيْنِ، عَلَى فَعْلَلٍ، وَرَأْرَاءُ الْعَيْنِ، الْمَدُّ عَنْ ڪُرَاعٍ: يُكْثِرُ تَقْلِيبَ حَدَقَتَيْهِ. وَهُوَ يُرَأْرِئُ بِعَيْنَيْهِ. وَرَأْرَأَتْ عَيْنَاهُ إِذَا ڪَانَ يُدِيرُهُمَا. وَرَأْرَأَتِ الْمَرْأَةُ بِعَيْنِهَا: بَرَّقَتْهَا. وَامْرَأَةٌ رَأْرَأَةٌ وَرَأْرَأٌ وَرَأْرَاءٌ. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ رَأْرَأُ وَامْرَأَةٌ رَأْرَاءٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، مَمْدُودٌ. وَقَالَ:
شِنْظِيرَةُ الْأَخْلَاقِ رَأْرَاءُ الْعَيْنْ
وَيُقَالُ: الرَّأْرَأَةُ: تَقْلِيبُ الْهَجُولُ عَيْنَيْهَا لِطَالِبِهَا. يُقَالُ: رَأْرَأَتْ،  وَجَحَظَتْ وَمَرْمَشَتْ بِعَيْنَيْهَا. وَرَأَيْتُهُ جَاحِظًا مِرْمَاشًا. وَرَأْرَأَتِ الظِّبَاءُ بِأَذْنَابِهَا وَلَأْلَأَتْ إِذَا بَصْبَصَتْ. وَالرَّأْرَاءُ: أُخْتُ تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ وَأَدْخَلُوا الْأَلِفَ وَاللَّامَ؛ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ ڪَالْحَارِثِ وَالْعَبَّاسِ. وَرَأْرَأَتِ الْمَرْأَةُ: نَظَرَتْ فِي الْمِرْآةِ. وَرَأْرَأَ السَّحَابُ: لَمَعَ وَهُوَ دُونَ اللَّمْحِ بِالْبَصَرِ. وَرَأْرَأَ بِالْغَنَمِ رَأْرَأَةً: مِثْلَ رَعْرَعَ رَعْرَعَةً، وَطَرْطَبَ بِهَا طَرْطَبَةً: دَعَاهَا، فَقَالَ لَهَا: أَرْ أَرْ. وَقِيلَ: إِرْ، وَإِنَّمَا قِيَاسُ هَذَا أَنْ يُقَالَ فِيهِ: أَرْأَرَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَاذًّا أَوْ مَقْلُوبًا. زَادَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا فِي الضَّأْنِ وَالْمَعِزِ. قَالَ: وَالرَّأْرَأَةُ إِشْلَاؤُكَهَا إِلَى الْمَاءِ، وَالطَّرْطَبَةُ بِالشَّفَتَيْنِ.

معنى كلمة رأرأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأد: غُصْنٌ رَءُودٌ: هُوَ أَرْطَبُ مَا يَكُونُ وَأَرْخَصُهُ، وَقَدْ رَؤُدَ وَتَرَأَّدَ، وَقِيلَ: تَرَؤُّدُهُ تَفَيُّؤُهُ وَتَذَبُّلُهُ وَتَرَاؤُدُهُ، ڪَقَوْلِكَ تَوَاعُدُهُ: تَمَيُّلُهُ وَتَمَيُّحُهُ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَالرَّأْدَةُ – بِالْهَمْزِ – وَالرُّؤْدَةُ وَالرَّءُودَةُ، عَلَى وَزْنِ فَعُولَةٍ: ڪُلُّهُ الشَّابَّةُ الْحَسَنَةُ السَّرِيعَةُ الشَّبَابِ مَعَ حُسْنِ غِذَاءٍ وَهِيَ الرُّؤْدُ أَيْضًا وَالْجَمْعُ أَرْآدٌ. وَتَرَأَّدَتِ الْجَارِيَةُ تَرَؤُّدًا: وَهُوَ تَثَنِّيهَا مِنَ النِّعْمَةِ. وَالْمَرْأَةُ الرَّءُودُ: الشَّابَّةُ الْحَسَنَةُ الشَّبَابِ. وَامْرَأَةٌ رَادَةٌ: فِي مَعْنَى رُؤْدٍ. وَالْجَارِيَةُ الْمَمْشُوقَةُ قَدْ تَرَأَّدُ فِي مَشْيِهَا، وَيُقَالُ لِلْغُصْنِ الَّذِي نَبَتَ مِنْ سَنَتِهِ أَرْطَبَ مَا يَكُونُ وَأَرْخَصَهُ: رُؤْدٌ، وَالْوَاحِدَةُ رُؤْدَةٌ، وَسُمِّيَتِ الْجَارِيَةُ الشَّابَّةُ رُؤْدًا؛ تَشْبِيهًا بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّأْدُ وَالرُّؤْدُ مِنَ النِّسَاءِ الشَّابَّةُ الْحَسَنَةُ، قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: هُمَا مَهْمُوزَانِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: رَأْدَةٌ وَرُؤْدَةٌ. وَالتَّرَؤُّدُ: الِاهْتِزَازُ مِنَ النِّعْمَةِ، تَقُولُ مِنْهُ: تَرَأَّدَ وَارْتَأَدَ بِمَعْنًى. وَالرِّئْدُ: التِّرْبُ، يُقَالُ: هُوَ رِئْدُهَا، أَيْ: تِرْبُهَا، وَالْجَمْعُ أَرْآدٌ، وَقَالَ ڪُثَيْرٌ فَلَمْ يُهْمَزْ:
وَقَدْ دَرَّعُوهَا وَهِيَ ذَاتُ مُؤَصَّدٍ مَجُوبٍ وَلَمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُهَا
وَالرِّئْدُ: فَرْخُ الشَّجَرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَانَ مِنْ أَغْصَانِهَا، وَالْجَمْعُ رِئْدَانٌ، وَرِئْدُ الرَّجُلِ: تِرْبُهُ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِي الْإِنَاثِ، قَالَ:
قَالَتْ سُلَيْمَى قَوْلَةً لِرِيدِهَا
أَرَادَ الْهَمْزَ فَخَفَّفَ وَأَبْدَلَ طَلَبًا لِلرِّدْفِ، وَالْجَمْعُ أَرْآدٌ، وَالرَّأْدُ: رَوْنَقُ الضُّحَى، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ انْبِسَاطِ الشَّمْسِ وَارْتِفَاعِ النَّهَارِ، وَقَدْ تَرَاءَدَ وَتَرَأَّدَ وَقِيلَ: رَأْدُ الضُّحَى ارْتِفَاعُهُ حِينَ يَعْلُو النَّهَارُ، أَوِ الْأَكْثَرُ: أَنْ يَمْضِيَ مِنَ النَّهَارِ خُمُسُهُ، وَفَوْعَةُ النَّهَارِ بَعْدَ الرَّأْدِ، وَأَتَيْتُهُ غَدْوَةَ غَيْرِ مُجْرًى مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ وَبَكْرَةَ نَحْوِهَا، وَجَاءَنَا حَدَّ الظَّهِيرَةِ: وَقْتَهَا، وَعِنْدَهَا، أَيْ: عِنْدَ حُضُورِهَا، وَنَحْرُ الظَّهِيرَةِ: أَوَّلُهَا، وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّأْدُ رَأْدُ الضُّحَى وَهُوَ ارْتِفَاعُهَا، يُقَالُ: تَرَجَّلَ رَأْدَ الضُّحَى وَتَرَأَّدَ ڪَذَلِكَ، وَالرَّأْدُ وَالرُّؤْدُ أَيْضًا رَأْدُ اللَّحْيِ وَهُوَ أَصْلُ اللَّحْيِ النَّاتِئُ تَحْتَ الْأُذُنِ، وَقِيلَ: أَصْلُ الْأَضْرَاسِ فِي اللَّحْيِ، وَقِيلَ: الرَّأْدَانُ طَرَفَا اللَّحْيَيْنِ الدَّقِيقَانِ اللَّذَانِ فِي أَعْلَاهُمَا وَهُمَا الْمُحَدَّدَانِ الْأَحْجَنَانِ الْمُعَلَّقَانِ فِي خُرْتَيْنِ دُونَ الْأُذُنَيْنِ، وَقِيلَ: طَرَفُ ڪُلِّ غُصْنٍ رُؤْدٌ، وَالْجُمَعُ أَرْآدٌ، وَأَرَائِدُ نَادِرٌ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ جَمْعٍ إِذْ لَوْ ڪَانَ ذَلِكَ لَقِيلَ: أَرَائِيدُ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
تَرَى شُئُونَ رَأْسِهِ الْعَوَارِدَا     الْخَطْمَ وَاللَّحْيَيْنِ وَالْأَرَائِدَا
وَالرُّؤْدُ: التُّؤَدَةُ، قَالَ:
كَأَنَّهُ ثَمِلٌ يَمْشِي عَلَى رُودٍ
احْتَاجَ إِلَى الرِّدْفِ فَخَفَّفَ هَمْزَةَ الرُّؤْدِ، وَمَنْ جَعَلَهُ تَكْبِيرَ رُوَيْدٍ لَمْ يَجْعَلْ أَصْلَهُ الْهَمْزَ، وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ:
كَأَنَّهَا مِثْلُ مَنْ يَمْشِي عَلَى رُودِ
فَقَلَبَ ” ثَمِلٌ ” وَغَيَّرَ بِنَاءَهُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خَطَأٌ، وَتَرَأَّدَ الرَّجُلُ فِي قِيَامِهِ تَرَؤُّدًا: قَامَ فَأَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ فِي قِيَامِهِ حَتَّى يَقُومَ، وَتَرَأَّدَتِ الْحَيَّةُ: اهْتَزَّتْ فِي انْسِيَابِهَا، وَأَنْشَدَ:
كَأَنَّ زِمَامَهَا أَيْمٌ شُجَاعٌ     تَرَأَّدَ فِي غُصُونٍ مُغْطَئِلَّهْ
وَتَرَأَّدَ الشَّيْءُ: الْتَوَى فَذَهَبَ وَجَاءَ، وَقَدْ تَرَأَّدَ إِذَا تَفَيَّأَ وَتَثَنَّى، وَتَرَأَّدَ وَتَمَايَحَ إِذَا تَمَيَّلَ يَمِينًا وَشِمَالًا وَالرِّئْدُ: التِّرْبُ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ وَسَنَذْكُرُهُ فِي ” ريد “.

معنى كلمة رأد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


 رأبل: الرِّئْبَالُ: مِنْ أَسْمَاءِ الْأَسَدِ وَالذِّئْبِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، مِثْلُ حَلَأْتُ السَّوِيقَ وَحَلَّيْتُ، وَالْجَمْعُ الرَّآبِيلُ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ حَرْفُ اللِّينِ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى رِئْبَالٍ الْمَهْمُوزِ أَنَّهُ رُبَاعِيٌّ عَلَى ڪَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ مِنْ جِهَةِ قَوْلِهِمْ فِي هَذَا الْمَعْنَى رِيبَالٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَذَلِكَ أَنَّ رِيبَالًا بِغَيْرِ هَمْزٍ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيعَالًا أَوْ فِعْلَالًا، فَلَا يَكُونُ فِيعَالًا لِأَنَّهُ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمَصَادِرِ، وَلَا فِعْلَالًا، وَيَاؤُهُ أَصْلٌ؛ لِأَنَّ الْيَاءَ لَا تَكُونُ أَصْلًا فِي بَنَاتِ الْأَرْبَعَةِ، فَثَبَتَ مِنْ  ذَلِكَ أَنَّ رِئْبَالًا فِعْلَالٌ، هَمْزَتُهُ أَصْلٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ خَرَجُوا يَتَرَأْبَلُونَ، وَأَنَّ رِيبَالًا مُخَفَّفٌ عَنْهُ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا، وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَى تَخْفِيفِ هَمْزَةِ رِيبَالٍ أَنَّهُ بَدَلِيٌّ لِقَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ يَصِفُ رَجُلًا: هُوَ لَيْثٌ أَبُو رَيَابِلُ، وَإِنَّمَا قَاْلَ رِيَابِلُ وَلَمْ يَقِلْ رَيَابِيلُ؛ لِأَنَّ بَعْدَهُ عَسَّافُ مَجَاهِلَ. وَحَكَى أَبُو عَلِيٍّ: رَيَابِيلُ الْعَرَبِ لِلُصُوصِهِمْ، فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنَّ رِئْبَالًا فِئْعَالٌ لِكَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ قَالُوا: تَرَبَّلَ لَحْمُهُ، قُلْنَا: إِنَّ فِئْعَالًا فِي الْأَسْمَاءِ عَدَمٌ، وَلَا يَسُوغُ الْحَمْلُ عَلَى بَابِ إِنْقَحْلٍ مَا وُجِدَ عَنْهُ مَنْدُوحَةٌ، وَأَمَّا تَرَبَّلَ لَحْمُهُ مَعَ قَوْلِهِمْ رِئْبَالٌ فَمِنْ بَابِ سِبَطْرٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَعْنَى سَبْطٍ وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ، وَلَأْآلٌ لِلَّذِي يَبِيعُ اللُّؤْلُؤَ، فِيهِ بَعْضُ حُرُوفِهِ وَلَيْسَ مِنْهُ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ قَوْلُهُمْ: يَتَرَأْبَلُونَ عَلَى بَابِ تَمَسْكَنَ وَتَمَدْرَعَ، وَخَرَّجُوا يَتَمَغْفَرُونَ لِقِلَّةِ ذَلِكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَمْزَةُ رِئْبَالٍ بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْسٍ: ڪَأَنَّهُ الرِّئْبَالُ الْهَصُورُ، أَيِ: الْأَسَدُ، وَالْجَمْعُ الرَّآبِلُ وَالرَّيَابِيلُ عَلَى الْهَمْزِ وَتَرْكِهِ. وَذِئْبٌ رِئْبَالٌ وَلِصٌّ رِئْبَالٌ: وَهُوَ مِنَ الْجُرْأَةِ. وَتَرَأْبَلُوا: تَلَصَّصُوا. وَخَرَجُوا يَتَرَأْبَلُونَ إِذَا غَزَوْا عَلَى أَرْجُلِهِمْ وَحْدَهُمْ بِلَا وَالٍ عَلَيْهِمْ، وَفَعَلَ ذَلِكَ مِنْ رَأْبَلَتِهِ وَخُبْثِهِ. وَتَرَأْبَلَ تَرَأْبُلًا، وَرَأْبَلَ رَأْبَلَةً، وَفُلَانٌ يَتَرَأْبَلُ، أَيْ: يُغِيرُ عَلَى النَّاسِ، وَيَفْعَلُ فِعْلَ الْأَسَدِ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَجُوزُ فِيهِ تَرْكُ الْهَمْزِ، وَأَنْشَدَ لِجَرِيرٍ:
رَيَابِيلُ الْبِلَادِ يَخَفْنَ مِنِّي وَحَيَّةُ أَرْيَحَاءُ لِيَ اسْتَجَابَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ فِي شِعْرِ جَرِيرٍ:
شَيَاطِينُ الْبِلَادِ يَخَفْنَ زَأْرِي
وَأَرِيحَاءُ: بَيْتُ الْمَقْدِسِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلنُّمَيْرِيُّ:
وَيَلْقَى ڪَمَا ڪُنَّا يَدًا فِي قِتَالِنَا     رَيَابِيلَ مَا فِينَا ڪَهَامٌ وَلَا نِكْسُ
ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ: الرِّئْبَالُ الَّذِي تَلِدُهُ أُمُّهُ وَحْدَهُ. وَفِعْلُ ذَلِكَ مِنْ رَأْبَلْتِهِ وَخُبْثِهِ، وَالرَّأْبَلَةُ: أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ مُتَكَفِّئًا فِي جَانِبَيْهِ ڪَأَنَّهُ يَتَوَجَّى.

معنى كلمة رأبل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة رأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة رأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


رأب: رَأَبَ إِذَا أَصْلَحَ. وَرَأَبَ الصَّدْعَ وَالْإِنَاءَ يَرْأَبُهُ رَأْبًا وَرَأْبَةً: شَعَبَهُ. وَأَصْلَحَهُ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
يَرْأَبُ الصَّدْعَ وَالثَّأْيَ بِرَصِينٍ مِنْ سَجَايَا آرَائِهِ وَيَغِيرُ
الثَّأَى: الْفَسَادُ، أَيْ: يُصْلِحُهُ وَيَغِيرُ: يَمِيرُ، وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وَإِنِّي مَنْ قَوْمٍ بِهِمْ يُتَّقَى الْعِدَا     وَرَأْبُ الثَّأَى وَالْجَانِبُ الْمُتَخَوَّفُ
أَرَادَ: وَبِهِمْ رَأْبُ الثَّأَى، فَحَذَفَ الْبَاءَ لِتَقَدُّمِهَا فِي قَوْلِهِ بِهِمْ تُتَّقَى الْعِدَا، وَإِنْ ڪَانَتْ حَالَاهُمَا مُخْتَلِفَتَيْنِ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْبَاءَ فِي قَوْلِهِ بِهِمْ يُتَّقَى الْعِدَا مَنْصُوبَةُ الْمَوْضِعِ، لِتَعَلُّقِهَا بِالْفِعْلِ الظَّاهِرِ الَّذِي هُوَ يُتَّقَى، ڪَقَوْلِكَ: بِالسَّيْفِ يَضْرِبُ زَيْدٌ، وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ وَبِهِمْ رَأْبُ الثَّأَى مَرْفُوعَةُ الْمَوْضِعِ عِنْدَ قَوْمٍ، وَعَلَى ڪُلِّ حَالٍ فَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ وَرَافِعَةٌ الرَّأْبَ. وَالْمِرْأَبُ: الْمُشْعَبُ. وَرَجُلٌ مِرْأَبٌ وَرَأَّابٌ: إِذَا ڪَانَ يَشْعَبُ صُدُوعَ الْأَقْدَاحِ، وَيُصْلِحُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَقَوْمٌ مَرَائِيبُ، قَاْلَ الطِّرْمَاحُ يَصِفُ قَوْمًا:
نُصُرٌ لِلذَّلِيلِ فِي نَدْوَةِ الْحَيِّ     مَرَائِيبُ لِلثَّأَى الْمُنْهَاضِ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ – يَصِفُ أَبَا بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: ڪُنْتَ لِلدِّينِ رَأَّابًا. الرَّأْبُ: الْجَمْعُ وَالشَّدُّ. وَرَأَبَ الشَّيْءَ إِذَا جَمَعَهُ وَشَدَّهُ بِرِفْقٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: يَرْأَبُ شَعْبَهَا، وَفِي حَدِيثِهَا الْآخَرِ: وَرَأَبَ الثَّأَى، أَيْ: أَصْلَحَ الْفَاسِدَ وَجَبَرَ الْوَهْيَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: لَا يُرْأَبُ بِهِنَّ إِنْ صَدَعَ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: قَاْلَ الْقُتَيْبِيُّ: الرِّوَايَةُ صَدَعَ، فَإِنْ ڪَانَ مَحْفُوظًا، فَإِنَّهُ يُقَالُ: صَدَعْتُ الزُّجَاجَةَ فَصَدَعَتْ، ڪَمَا يُقَالُ: جَبَرْتُ الْعَظْمَ فَجَبَرَ، وَإِلَّا فَإِنَّهُ صُدِعَ، أَوِ انْصَدَعَ. وَرَأَبَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَرْأَبُ رَأْبًا: أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُمْ. وَكُلُّ مَا أَصْلَحْتَهُ فَقَدْ رَأَبْتَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ ارْأَبْ بَيْنَهُمْ، أَيْ: أَصْلِحْ، قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
طَعَنَّا طَعْنَةً حَمْرَاءَ فِيهِمْ     حَرَامٌ رَأْبُهَا حَتَّى الْمَمَاتِ
وَكُلُّ صَدْعٍ لَأَمْتَهُ، فَقَدْ رَأَبْتَهُ. وَالرُّؤْبَةُ: الْقِطْعَةُ تَدْخَلُ فِي الْإِنَاءِ لِيُرْأَبَ. وَالرُّؤْبَةُ: الرُّقْعَةُ الَّتِي يُرْقَعُ بِهَا الرَّحْلُ إِذَا ڪُسِرَ. وَالرُّؤْبَةُ مَهْمُوزَةٌ: مَا تُسَدُّ بِهِ الثُّلْمَةُ، قَاْلَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ:
لَعَمْرِي لَقَدْ خَلَّى ابْنُ جَنْدَعَ ثُلْمَةً     وَمِنْ أَيْنَ إِنْ لَمْ يَرْأَبِ اللَّهُ تُرْأَبُ
قَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ مِثْلُ لَقَدْ خَلَّى ابْنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً. قَالَ: وَخَيْدَعُ هِيَ امْرَأَةٌ، وَهِيَ أُمُّ يَرْبُوعَ، يَقُولُ: مِنْ أَيْنَ تُسَدُّ تِلْكَ الثُّلْمَةُ، إِنْ لَمْ يَسُدَّهَا اللَّهُ، وَرُؤْبَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. وَالرُّؤْبَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَشَبِ يُشْعَبُ بِهَا الْإِنَاءُ وَيُسَدُّ بِهَا ثُلْمَةُ الْجَفْنَةِ، وَالْجُمَعُ رِئَابٌ. وَبِهِ سُمِّيَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ بْنِ رُؤْبَةَ، قَاْلَ أُمَيَّةُ يَصِفُ السَّمَاءَ:
سَرَاةُ صَلَابَةٍ خَلْقَاءَ صِيغَتْ     تُزِلُّ الشَّمْسَ لَيْسَ لَهَا رِئَابُ
أَيْ: صُدُوعٌ. وَهَذَا رِئَابٌ قَدْ جَاءَ، وَهُوَ مَهْمُوزٌ: اسْمُ رَجُلٍ. التَّهْذِيبُ: الرُّؤْبَةُ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُرْأَبُ بِهَا الْمُشَقَّرُ، وَهُوَ الْقَدَحُ الْكَبِيرُ مِنَ الْخَشَبِ. وَالرُّؤْبَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَجَرِ تُرْأَبُ بِهَا الْبُرْمَةُ، وَتُصْلَحُ بِهَا.

معنى كلمة رأب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى حرف الراء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى حرف الراء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى حرف الراء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


الراء: حرف الراء (ر): الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذلق، وسميت ذلقا لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان، والحروف الذلق ثلاثة: الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أول حرف الباء دخول الحروف الستة الذلق والشفوية كثرة دخولها في أبنية الكلام.

معنى حرف الراء – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي