معنى كلمة مكن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة مكن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة مكن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

مكن: الْمَكْنُ وَالْمَكِنُ: بَيْضُ الضَّبَّةِ وَالْجَرَادَةِ وَنَحْوِهِمَا، قَاْلَ أَبُو الْهِنْدِيِّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ:
وَمَكْنُ الضِّبَابِ طَعَامُ الْعُرَيْبِ وَلَا تَشْتَهِيهِ نُفُوسُ الْعَجَمِ
وَاحِدَتُهُ مَكْنَةٌ وَمَكِنَةٌ، بِكَسْرِ الْكَافِ. وَقَدْ مَكِنَتِ الضَّبَّةُ وَهِيَ مَكُونٌ وَأَمْكَنَتْ وَهِيَ مُمْكِنٌ إِذَا جَمَعَتِ الْبَيْضَ فِي جَوْفِهَا، وَالْجَرَادَةُ مِثْلُهَا. الْكِسَائِيُّ: أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جَمَعَتْ بَيْضَهَا فِي بَطْنِهَا، فَهِيَ مَكُونٌ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ:
أَرَادَ رَفِيقِي أَنْ أَصِيدَهُ ضَبَّةً     مَكُونًا، وَمِنْ خَيْرِ الضِّبَابِ مَكُونُهَا
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: لَقَدْ ڪُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُهْدَى لِأَحَدِنَا الضَّبَّةُ الْمَكُونُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُهْدَى إِلَيْهِ دَجَاجَةٌ سَمِينَةٌ، الْمَكُونُ: الَّتِي جَمَعَتِ الْمَكْنَ، وَهُوَ بَيْضُهَا. يُقَالُ: ضَبَّةٌ مَكُونٌ وَضَبٌّ مَكُونٌ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي رَجَاءٍ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ضَبٌّ مَكُونٌ أَوْ ڪَذَا وَكَذَا؟ وَقِيلَ: الضَّبَّةُ الْمَكُونُ الَّتِي عَلَى بَيْضِهَا. وَيُقَالُ: ضِبَابٌ مِكَانٌ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَقَالَ: تَعَلَّمْ أَنَّهَا صَفَرِيَّةٌ     مِكَانٌ بِمَا فِيهَا الدَّبَى وَجَنَادِبُهْ
الْجَوْهَرِيُّ: الْمَكِنَةُ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَاحِدَةُ الْمَكِنِ وَالْمَكِنَاتِ. وَقَوْلُهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ” أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا ” وَمَكُنَاتِهَاِ، بِالضَّمِّ، قِيلَ: يَعْنِي بَيْضَهَا عَلَى أَنَّهُ مُسْتَعَارٌ لَهَا مِنَ الضَّبَّةِ؛ لِأَنَّ الْمَكِنَ لَيْسَ لِلطَّيْرِ، وَقِيلَ: عَنَى مَوَاضِعَ الطَّيْرِ. وَالْمُكِنَّاتُ فِي الْأَصْلِ: بَيْضُ الضِّبَابِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَأَلْتُ عِدَّةً مِنَ الْأَعْرَابِ عَنْ مَكِنَاتِهَا فَقَالُوا: لَا نَعْرِفُ لِلطَّيْرِ مَكِنَاتٍ، وَإِنَّمَا هِيَ وُكُنَاتٌ، وَإِنَّمَا الْمَكِنَاتُ بَيْضُ الضِّبَابِ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَجَائِزٌ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ أَنْ يُسْتَعَارَ مَكْنُ الضِّبَابِ فَيُجْعَلُ لِلطَّيْرِ تَشْبِيهًا، بِذَلِكَ ڪَمَا قَالُوا مَشَافِرُ الْحَبَشِ، وَإِنَّمَا الْمَشَافِرُ لِلْإِبِلِ، وَكَقَوْلِ زُهَيْرٍ يَصِفُ الْأَسَدَ:
لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِّلَاحِ مُقَذَّفٍ     لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
وَإِنَّمَا لَهُ الْمَخَالِبُ، قَالَ: وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا؛ يُرِيدُ عَلَى أَمْكِنَتِهَا، وَمَعْنَاهُ الطَّيْرُ الَّتِي يَزْجُرُ بِهَا، يَقُولُ: لَا تَزْجُرُوا الطَّيْرَ وَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا، أَقِرُّوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لَهَا أَيْ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَا تَعْدُوا ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ، وَقَالَ شَمِرٌ: الصَّحِيحُ فِي قَوْلِهِ عَلَى مَكِنَاتِهَا أَنَّهَا جَمْعُ الْمَكِنَةِ، وَالْمَكِنَةُ التَّمَكُّنُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِنَّ بَنِي فُلَانٍ لَذَوُو مَكِنَةٍ مِنَ السُّلْطَانِ أَيْ تَمَكُّنٍ، فَيَقُولُ: أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى ڪُلِّ مَكِنَةٍ تَرَوْنَهَا عَلَيْهَا وَدَعُوا التَّطَيُّرَ مِنْهَا، وَهِيَ مِثْلُ التَّبِعَةِ مِنَ التَّتَبُّعِ، وَالطَّلِبَةِ مِنَ التَّطَلُّبِ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ النَّاسُ عَلَى مَكِنَاتِهِمْ أَيْ عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ: وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ عَلَى أَمْكِنَتِهَا أَيْ عَلَى مَوَاضِعِهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهَا، قَالَ: لَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ فِي الْمَكِنَةِ إِنَّهُ الْمَكَانُ إِلَّا عَلَى التَّوَسُّعِ؛ لِأَنَّ الْمَكِنَةَ إِنَّمَا هِيَ بِمَعْنَى التَّمَكُّنِ مِثْلَ الطَّلِبَةِ بِمَعْنَى التَّطَلُّبِ وَالتَّبِعَةُ بِمَعْنَى التَّتَبُّعِ. يُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لَذُو مَكِنَةٍ مِنَ السُّلْطَانِ، فَسُمِّيَ مَوْضِعُ الطَّيْرِ مَكِنَةً لِتَمَكُّنِهِ فِيهِ، يَقُولُ: دَعُوا الطَّيْرَ عَلَى أَمْكِنَتِهَا وَلَا تَطَيَّرُوا بِهَا، قَاْلَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيُرْوَى مُكُنَاتُهَا جَمْعُ مُكُنٍ، وَمُكُنٌ جَمْعُ مَكَانٍ ڪَصُعُدَاتٍ فِي صُعُدٍ وَحُمُرَاتٍ فِي حُمُرٍ، وَرَوَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَاْلَ لَنَا الشَّافِعِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: ڪَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَتَى الطَّيْرَ سَاقِطًا أَوْ فِي وَكْرِهِ فَنَقَّرَهُ، فَإِنْ أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ مَضَى لِحَاجَتِهِ، وَإِنْ أَخَذَ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعَ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنْ ذَلِكَ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْقَوْلُ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ مَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ وَإِلَيْهِ ڪَانَ يَذْهَبُ ابْنُ عُيَيْنَةَ. قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: النَّاسُ عَلَى سَكِنَاتِهِمْ وَنَزِلَاتِهِمْ وَمَكِنَاتِهِمْ، وَكُلُّ ذِي رِيشٍ وَكُلُّ أَجْرَدَ يَبِيضُ، وَمَا سِوَاهُمَا يَلِدُ، وَذُو الرِّيشِ ڪُلُّ طَائِرٍ، وَالْأَجْرَدُ مِثْلُ الْحَيَّاتِ وَالْأَوْزَاغِ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا لَا شَعْرَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَشَرَاتِ. وَالْمَكَانَةُ: التُّؤَدَةُ، وَقَدْ تَمَكَّنَ. وَمَرَّ عَلَى مَكِينَتِهِ أَيْ عَلَى تُؤَدَتِهِ. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ امْشِ عَلَى مَكِينَتِكَ وَمَكَانَتِكَ وَهِينَتِكَ. قَاْلَ قُطْرُبٌ: يُقَالُ فُلَانٌ يَعْمَلُ عَلَى مَكِينَتِهِ أَيْ عَلَى اتِّئَادِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ، أَيْ عَلَى حِيَالِكُمْ وَنَاحِيَتِكُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَيْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مُسْتَمْكِنُونَ. الْفَرَّاءُ: لِي فِي قَلْبِهِ مَكَانَةٌ وَمَوْقِعَةٌ وَمَحِلَّةٌ. أَبُو زَيْدٍ: فُلَانٌ مَكِينٌ عِنْدَ فُلَانٍ بَيِّنُ الْمَكَانَةِ، يَعْنِي الْمَنْزِلَةَ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ مَا أَمْكَنَهُ عِنْدَ الْأَمِيرِ شَاذٌّ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ مَكُنَ يَمْكُنُ، قَاْلَ الْقُلَاخُ:
حَيْثُ تَثَنَّى الْمَاءُ فِيهِ فَمَكُنْ
قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَا أَمْكَنَهُ عَلَى الْقِيَاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَكَانَةُ الْمَنْزِلَةُ عِنْدَ الْمَلِكِ. وَالْجَمْعُ مَكَانَاتٌ، وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ التَّكْسِيرِ، وَقَدْ مَكُنَ مَكَانَةً فَهُوَ مَكِينٌ، وَالْجَمْعُ مُكَنَاءُ. وَتَمَكَّنَ ڪَمَكُنَ. وَالْمُتَمَكِّنُ مِنَ الْأَسْمَاءِ: مَا قَبِلَ الرَّفْعَ وَالنَّصْبَ وَالْجَرَّ لَفْظًا، ڪَقَوْلِكَ زَيْدٌ وَزَيْدًا وَزَيْدٍ، وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْمُنْصَرِفِ ڪَأَحْمَدَ وَأَسْلَمَ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَعْنَى قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ فِي الِاسْمِ إِنَّهُ مُتَمَكِّنٌ أَيْ أَنَّهُ مُعْرَبٌ  ڪَعُمَرَ وَإِبْرَاهِيمَ، فَإِذَا انْصَرَفَ مَعَ ذَلِكَ فَهُوَ الْمُتَمَكِّنُ الْأَمْكَنُ ڪَزَيْدٍ وَعَمْرٍو، وَغَيْرُ الْمُتَمَكِّنِ هُوَ الْمَبْنِيُّ ڪَكَيْفَ وَأَيْنَ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ فِي الظَّرْفِ إِنَّهُ مُتَمَكِّنٌ أَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ مَرَّةً ظَرْفًا وَمَرَّةً اسْمًا، ڪَقَوْلِكَ: جَلَسْتُ خَلْفَكَ، فَتَنْصِبُ، وَمَجْلِسِي خَلْفُكَ، فَتَرْفَعُ فِي مَوْضِعٍ يَصْلُحُ أَنَّهُ يَكُونُ ظَرْفًا، وَغَيْرُ الْمُتَمَكِّنِ هُوَ الَّذِي لَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَوْضِعٍ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا إِلَّا ظَرْفًا، ڪَقَوْلِكَ: لَقِيتُهُ صَبَاحًا وَمَوْعِدُكَ صَبَاحًا، فَتَنْصِبُ فِيهِمَا، وَلَا يَجُوزُ الرَّفْعُ إِذَا أَرَدْتَ صَبَاحَ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِعِلَّةٍ تُوجِبُ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَكْثَرَ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْعَرَبِ لَهَا ڪَذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ سَمَاعًا عَنْهُمْ، وَهِيَ صَبَاحٌ وَذُو صَبَاحٍ، وَمَسَاءٌ وَذُو مَسَاءٍ، وَعَشِيَّةٌ وَعِشَاءٌ، وَضُحًى وَضَحْوَةٌ، وَسَحَرٌ وَبُكَرٌ وَبُكْرَةٌ وَعَتَمَةٌ، وَذَاتُ مَرَّةٍ، وَذَاتُ يَوْمٍ، وَلَيْلٌ وَنَهَارٌ وَبُعَيْدَاتُ بَيْنَ، هَذَا إِذَا عَنَيْتَ بِهَا الْأَوْقَاتَ يَوْمًا بِعَيْنِهِ، فَأَمَّا إِذَا ڪَانَتْ نَكِرَةً أَوْ أَدْخَلْتَ عَلَيْهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ تَكَلَّمْتَ بِهَا رَفْعًا وَنَصْبًا وَجَرًّا، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ يُونُسُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ڪُلُّ مَا عُرِّفَ مِنَ الظُّرُوفِ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ الظَّرْفِيَّةَ لِأَنَّهُ ضُمِّنَ مَا لَيْسَ لَهُ فِي أَصْلِ وَضْعِهِ؛ فَلِهَذَا لَمْ يَجُزْ: سِيرَ عَلَيْهِ سَحَرٌ؛ لِأَنَّهُ مَعْرِفَةٌ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ، فَإِنْ نَكَّرْتَهُ فَقُلْتَ سِيرَ عَلَيْهِ سَحَرٌ، جَازَ، وَكَذَلِكَ إِنْ عَرَّفْتَهُ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ فَقُلْتَ: سِيرَ عَلَيْهِ السَّحَرُ، جَازَ. وَأَمَّا غُدْوَةٌ وَبُكْرَةٌ فَتَعْرِيفُهُمَا تَعْرِيفُ الْعَلَمِيَّةِ، فَيَجُوزُ رَفْعُهُمَا ڪَقَوْلِكَ: سِيرَ عَلَيْهِ غُدْوَةٌ وَبُكْرَةٌ، فَأَمَّا ذُو صَبَاحٍ وَذَاتُ مَرَّةٍ وَقِبْلُ وَبَعْدُ فَلَيْسَتْ فِي الْأَصْلِ مِنْ أَسْمَاءِ الزَّمَانِ، وَإِنَّمَا جُعِلَتِ اسْمًا لَهُ عَلَى تَوَسُّعٍ وَتَقْدِيرِ حَذْفٍ. أَبُو مَنْصُورٍ: الْمَكَانُ وَالْمَكَانَةُ وَاحِدٌ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: مَكَانٌ فِي أَصْلِ تَقْدِيرِ الْفِعْلِ مَفْعَلٌ؛ لِأَنَّهُ مَوْضِعٌ لِكَيْنُونَةِ الشَّيْءِ فِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمَّا ڪَثُرَ أَجْرَوْهُ فِي التَّصْرِيفِ مُجْرَى فَعَالٍ، فَقَالُوا: مَكَّنَّا لَهُ وَقَدْ تَمَكَّنَ، وَلَيْسَ هَذَا بِأَعْجَبِ مَنْ تَمَسْكَنَ مِنَ الْمَسْكَنِ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْمَكَانَ مَفْعَلٌ أَنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُولُ فِي مَعْنَى هُوَ مِنِّي مَكَانَ ڪَذَا وَكَذَا إِلَّا مَفْعَلَ ڪَذَا وَكَذَا، بِالنَّصْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَكَانُ الْمَوْضِعُ، وَالْجَمْعُ أَمْكِنَةٌ ڪَقَذَالٍ وَأَقْذِلَةٍ، وَأَمَاكِنُ جَمْعُ الْجَمْعِ. قَاْلَ ثَعْلَبٌ: يَبْطُلُ أَنْ يَكُونَ مَكَانٌ فَعَالًا لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: ڪُنْ مَكَانَكَ، وَقُمْ مَكَانَكَ، وَاقْعُدْ مَقْعَدَكَ؛ فَقَدْ دَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ ڪَانَ أَوْ مَوْضِعٌ مِنْهُ، قَالَ: وَإِنَّمَا جُمِعَ أَمْكِنَةٌ فَعَامَلُوا الْمِيمَ الزَّائِدَةَ مُعَامَلَةَ الْأَصْلِيَّةِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُشَبِّهُ الْحَرْفَ بِالْحَرْفِ، ڪَمَا قَالُوا مَنَارَةٌ وَمَنَائِرُ فَشَبَّهُوهَا بِفَعَالَةٍ وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنَ النُّورِ، وَكَانَ حُكْمُهُ مَنَاوِرُ، وَكَمَا قِيلَ مَسِيلٌ وَأَمْسِلَةٌ وَمُسُلٌ وَمُسْلَانُ وَإِنَّمَا مَسِيلٌ مَفْعِلٌ مِنَ السَّيْلِ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُتَجَاوَزُ فِيهِ مَسَايِلُ، لَكِنَّهُمْ جَعَلُوا الْمِيمَ الزَّائِدَةَ فِي حُكْمِ الْأَصْلِيَّةِ، فَصَارَ مَفْعِلٌ فِي حُكْمِ فَعِيلٍ، فَكُسِّرَ تَكْسِيرَهُ. وَتَمَكَّنَ بِالْمَكَانِ وَتَمَكَّنَهُ: عَلَى حَذْفِ الْوَسِيطِ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
لَمَّا تَمَكَّنَ دُنْيَاهُمْ أَطَاعَهُمُ     فِي أَيِّ نَحْوٍ يُمِيلُوا دِينَهُ يَمِلِ
قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ تَمَكُّنُ دُنْيَاهُمْ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ لِلدُّنْيَا، فَحَذَفَ التَّاءَ لِأَنَّهُ تَأْنِيثٌ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ. وَقَالُوا: مَكَانَكَ! تُحَذِّرُهُ شَيْئًا مِنْ خَلْفِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَكَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْءِ وَأَمْكَنَهُ مِنْهُ بِمَعْنًى. وَفُلَانٌ لَا يُمْكِنُهُ النُّهُوضُ أَيْ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَتَمَكَّنَ مِنَ الشَّيْءِ وَاسْتَمْكَنَ ظَفِرَ، وَالِاسْمُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ الْمَكَانَةُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ أَمْكَنَنِي الْأَمْرُ يُمْكِنُنِي فَهُوَ مُمْكِنٌ، وَلَا يُقَالُ أَنَا أُمْكِنُهُ بِمَعْنَى أَسْتَطِيعُهُ، وَيُقَالُ: لَا يُمْكِنُكَ الصُّعُودُ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ، وَلَا يُقَالُ أَنْتَ تُمْكِنُ الصُّعُودَ إِلَيْهِ. وَأَبُو مَكِينٍ: رَجُلٌ. وَالْمَكْنَانُ، بِالْفَتْحِ وَالتَّسْكِينِ: نَبْتٌ يَنْبُتُ عَلَى هَيْئَةِ وَرَقِ الْهِنْدِبَاءِ بَعْضُ وَرَقِهِ فَوْقَ بَعْضٍ، وَهُوَ ڪَثِيفٌ وَزَهْرَتُهُ صَفْرَاءُ وَمَنْبِتُهُ الْقِنَانُ وَلَا صَيُّورَ لَهُ، وَهُوَ أَبْطَأُ عُشْبِ الرَّبِيعِ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ لِينِهِ، وَهُوَ عُشْبٌ لَيْسَ مِنَ الْبَقْلِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْمَكْنَانُ مِنَ الْعُشْبِ وَرَقَتُهُ صَفْرَاءُ وَهُوَ لَيِّنٌ ڪُلُّهُ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ الْعُشْبِ إِذَا أَكَلَتْهُ الْمَاشِيَةُ غَزُرَتْ عَلَيْهِ فَكَثُرَتْ أَلْبَانُهَا وَخَثُرَتْ، وَاحِدَتُهُ مَكْنَانَةٌ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: الْمَكْنَانُ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَبِالرَّوْضِ مَكْنَانٌ ڪَأَنَّ حَدِيقَهُ     زَرَابِيُّ وَشَّتْهَا أَكُفُّ الصَّوَانِعِ
وَأَمْكَنَ الْمَكَانُ: أَنْبَتَ الْمَكْنَانَ، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ؛ رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْهُ:
وَمِجَرَّ مُنْتَحَرِ الطَّلَّيَّ تَنَاوَحَتْ     فِيهِ الظِّبَاءُ بِبَطْنِ وَادٍ مُمْكِنِ
قَالَ: مُمْكِنٌ يُنْبِتُ الْمَكْنَانَ، وَهُوَ نَبْتٌ مِنْ أَحْرَارِ الْبُقُولِ، قَاْلَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ثَوْرًا أَنْشَدَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ:
حَتَّى غَدَا خَرِمًا طَأًّى فَرَائِصُهُ     يَرْعَى شَقَائِقَ مِنْ مَرْعًى وَمَكْنَانِ
وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِأَبِي وَجْزَةَ يَصِفُ حِمَارًا:
تَحَسَّرَ الْمَاءُ عَنْهُ وَاسْتَجَنَّ بِهِ     إِلْفَانِ جُنَّا مِنَ الْمَكْنَانِ وَالْقُطَبِ
جُمَادَيَيْنِ حُسُومًا لَا يُعَايِنُهُ     رَعْيٌ مِنَ النَّاسِ فِي أَهْلٍ وَلَا غَرَبِ
وَقَالَ الرَّاجِزُ:
وَأَنْتَ إِنْ سَرَّحْتَهَا فِي مَكْنَانْ     وَجَدْتَهَا نِعْمَ غَبُوقُ الْكَسْلَان.

معنى كلمة مكن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

اترك تعليقاً