معنى كلمة أين – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أين – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أين: آنَ الشَّيْءُ أَيْنًا: حَانَ، لُغَةٌ فِي أَنَّى، وَلَيْسَ بِمَقْلُوبٍ عَنْهُ لِوُجُودِ الْمَصْدَرِ، قَالَ:
أَلَمَّا يَئِنْ لِي أَنْ تُجَلَّى عَمَايَتِي وَأُقْصِرَ عَنْ لَيْلَى؟ بَلَى قَدْ أَنَى لِيَا
فَجَاءَ بِاللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا. قَالُوا: آنَ أَيْنُكَ وَإِينُكَ وَآنَ آنُكَ أَيْ حَانَ حِينُكَ، وَآنَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ڪَذَا يَئِينُ أَيْنًا؛ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، أَيْ حَانَ، مِثْلَ أَنَّى لَكَ، قَالَ: وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَقَالُوا: الْآنَ فَجَعَلُوهُ اسْمًا لِزَمَانِ الْحَالِ، ثُمَّ وَصَفُوا لِلتَّوَسُّعِ فَقَالُوا: أَنَا الْآنَ أَفْعَلُ ڪَذَا وَكَذَا، وَالْأَلِفَ وَاللَّامَ فِيهِ زَائِدَةٌ لِأَنَّ الِاسْمَ مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِهِمَا، وَإِنَّمَا هُوَ مَعْرِفَةٌ بِلَامٍ أُخْرَى مُقَدَّرَةٍ غَيْرِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ؛ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّامَ فِي الْآنَ زَائِدَةٌ أَنَّهَا لَا تَخْلُو مِنْ أَنْ تَكُونَ لِلتَّعْرِيفِ ڪَمَا يَظُنُّ مُخَالِفُنَا، أَوْ تَكُونَ زَائِدَةٌ لِغَيْرِ التَّعْرِيفِ ڪَمَا نَقُولُ نَحْنُ، فَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لِغَيْرِ التَّعْرِيفِ أَنَّا اعْتَبَرْنَا جَمِيعَ مَا لَامُهُ لِلتَّعْرِيفِ، فَإِذَا إِسْقَاطُ لَامِهِ جَائِزٌ فِيهِ، وَذَلِكَ نَحْوَ رَجُلٍ وَالرَّجُلِ وَغُلَامٍ وَالْغُلَامِ، وَلَمْ يَقُولُوا افْعَلْهُ آنَ ڪَمَا قَالُوا افْعَلْهُ الْآنَ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ اللَّامَ فِيهِ لَيْسَتْ لِلتَّعْرِيفِ بَلْ هِيَ زَائِدَةٌ ڪَمَا يُزَادُ غَيْرُهَا مِنَ الْحُرُوفِ، قَالَ: فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهَا زَائِدَةٌ فَقَدْ وَجَبَ النَّظَرُ فِيمَا يُعْرَفُ بِهِ الْآنَ فَلَنْ يَخْلُوَ مِنْ أَحَدِ وُجُوهِ التَّعْرِيفِ الْخَمْسَةِ: إِمَّا لِأَنَّهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُضْمَرَةِ أَوْ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْأَعْلَامِ، أَوْ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُبْهَمَةِ، أَوْ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُضَافَةِ، أَوْ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُعَرَّفَةِ بِاللَّامِ، فَمُحَالٌ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُضْمَرَةِ لِأَنَّهَا مَعْرُوفَةٌ مَحْدُودَةٌ وَلَيْسَتِ الْآنَ ڪَذَلِكَ، وَمُحَالٌ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْأَعْلَامِ لِأَنَّ تِلْكَ تَخُصُّ  الْوَاحِدَ بِعَيْنِهِ، وَالْآنَ تَقَعُ عَلَى ڪُلِ وَقْتٍ حَاضِرٍ لَا يَخُصُّ بَعْضَ ذَلِكَ دُونَ بَعْضٍ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إِنَّ الْآنَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْأَعْلَامِ، وَمُحَالٌ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَسْمَاءِ الْإِشَارَةِ لِأَنَّ جَمِيعَ أَسْمَاءِ الْإِشَارَةِ لَا تَجِدُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا لَامَ التَّعْرِيفِ، وَذَلِكَ نَحْوَ هَذَا وَهَذِهِ وَذَلِكَ وَتِلْكَ وَهَؤُلَاءِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَذَهَبَ أَبُو إِسْحَاقَ إِلَى أَنَّ الْآنَ إِنَّمَا تَعَرُّفُهُ بِالْإِشَارَةِ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا بُنِيَ لِمَا ڪَانَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِيهِ لِغَيْرِ عَهْدٍ مُتَقَدِّمٍ، إِنَّمَا تَقُولُ الْآنَ ڪَذَا وَكَذَا لِمَنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَكَ مَعَهُ ذِكْرُ الْوَقْتِ الْحَاضِرِ، فَأَمَّا فَسَادُ ڪَوْنِهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْإِشَارَةِ فَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَأَمَّا مَا اعْتَلَّ بِهِ مِنْ أَنَّهُ إِنَّمَا بُنِيَ لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِيهِ لِغَيْرِ عَهْدٍ مُتَقَدِّمٍ فَفَاسِدٌ أَيْضًا، لِأَنَّا قَدْ نَجِدُ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِي ڪَثِيرٍ مِنَ الْأَسْمَاءِ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ عَهْدٍ، وَتِلْكَ الْأَسْمَاءُ مَعَ ڪَوْنِ اللَّامِ فِيهَا مَعَارِفٌ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ، وَنَظَرْتُ إِلَى هَذَا الْغُلَامِ، قَالَ: فَقَدْ بَطَلَ بِمَا ذَكَرْنَا أَنْ يَكُونَ الْآنُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُشَارِ بِهَا، وَمُحَالٌ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُتَعَرِّفَةِ بِالْإِضَافَةِ لِأَنَّنَا لَا نُشَاهِدُ بَعْدَهُ اسْمًا هُوَ مُضَافٌ إِلَيْهِ، فَإِذَا بَطَلَتْ وَاسْتَحَالَتِ الْأَوْجُهُ الْأَرْبَعَةُ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُعَرَّفًا بِاللَّامِ نَحْوَ الرَّجُلِ وَالْغُلَامِ، وَقَدْ دَلَّتِ الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْآنَ لَيْسَ مُعَرَّفًا بِاللَّامِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي فِيهِ، لِأَنَّهُ لَوْ ڪَانَ مُعَرَّفًا بِهَا لَجَازَ سُقُوطُهَا مِنْهُ، فَلُزُومُ هَذِهِ اللَّامِ لِلْآنَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ لِلتَّعْرِيفِ، وَإِذَا ڪَانَ مُعَرَّفًا بِاللَّامِ لَا مَحَالَةَ، وَاسْتَحَالَ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ فِيهِ هِيَ الَّتِي عَرَّفَتْهُ، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مُعَرَّفًا بِلَامٍ أُخْرَى غَيْرِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي فِيهِ بِمَنْزِلَةِ أَمْسِ فِي أَنَّهُ تَعَرَّفَ بِلَامٍ مُرَادَّةٍ، وَالْقَوْلُ فِيهِمَا وَاحِدٌ، وَلِذَلِكَ بُنِيَا لِتَضَمُّنِهِمَا مَعْنَى حَرْفِ التَّعْرِيفِ؛ قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا رَأْيُ أَبِي عَلِيٍّ وَعَنْهُ أَخَذْتُهُ، وَهُوَ الصَّوَابُ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا الْآنَ آنُكَ ڪَذَا قَرَأْنَاهُ فِي ڪِتَابِ سِيبَوَيْهِ بِنَصْبِ الْآنَ وَرَفْعِ آنُكَ، وَكَذَا الْآنَ حَدُّ الزَّمَانَيْنِ، هَكَذَا قَرَأْنَاهُ أَيْضًا بِالنَّصْبِ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: اللَّامُ فِي قَوْلِهِمُ الْآنَ حَدُّ الزَّمَانَيْنِ بِمَنْزِلَتِهَا فِي قَوْلِكَ الرَّجُلُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَرْأَةِ أَيْ هَذَا الْجِنْسُ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، فَكَذَلِكَ الْآنَ إِذَا رَفَعَهُ جَعَلَهُ جِنْسَ هَذَا الْمُسْتَعْمَلِ فِي قَوْلِهِمْ ڪُنْتُ الْآنَ عِنْدَهُ، فَهَذَا مَعْنَى ڪُنْتُ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْحَاضِرِ بَعْضُهُ، وَقَدْ تَصَرَّمَتْ أَجْزَاءٌ مِنْهُ عِنْدَهُ، وَبُنِيَتِ الْآنَ لِتَضَمُّنِهَا مَعْنَى الْحَرْفِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَتَيْتُهُ آئِنَةً بَعْدَ آئِنَةٍ بِمَعْنَى آوِنَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الْآنَ اسْمٌ لِلْوَقْتِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، وَقَعَ مَعْرِفَةً وَلِمَ تَدْخُلْ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِلتَّعْرِيفِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مَا يُشْرَكُهُ، وَرُبَّمَا فَتَحُوا اللَّامَ وَحَذَفُوا الْهَمْزَتَيْنِ؛ وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ:

وَقَدْ ڪُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْرَاءَ حِقْبَةً     فَبُحْ لَانَ مِنْهَا، بِالَّذِي أَنْتَ بَائِحُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ حَذَفُوا الْهَمْزَتَيْنِ يَعْنِي الْهَمْزَةَ الَّتِي بَعْدَ اللَّامِ نَقَلَ حَرَكَتَهَا عَلَى اللَّامِ وَحَذَفَهَا، وَلَمَّا تَحَرَّكَتِ اللَّامُ سَقَطَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ الدَّاخِلَةُ عَلَى اللَّامِ؛ قَاْلَ جَرِيرٌ:

أَلَانَ، وَقَدْ نَزَعْتَ إِلَى نُمَيْرٍ     فَهَذَا حِينَ صِرْتَ لَهُمْ عَذَابًا

قَالَ: وَمِثْلُ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ قَوْلُ الْآخَرَ:

أَلَا يَا هِنْدُ، هِنْدَ بَنِي عُمَيْرٍ     أَرَثٌّ لَانَ، وَصْلُكِ أَمْ حَدِيدُ؟

، وَقَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ:

حَدَبْدَبَى بَدَبْدَبَى مِنْكُمْ، لَانُ     إِنَّ بَنِي فَزَارَةَ بْنِ ذُبْيَانْ
قَدْ طَرَقَتْ نَاقَتُهُمْ بِإِنْسَانْ     مُشَنَّأٍ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الرَّحَمَنْ!
أَنَا أَبُو الْمِنْهَالِ بَعْضَ الْأَحْيَانْ     لَيْسَ عَلَيَّ حَسْبِي بِضُؤْلَانْ

التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ: الْآنَ حَرْفٌ بُنِيَ عَلَى الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَلَمْ يُخْلَعَا مِنْهُ، وَتُرِكَ عَلَى مَذْهَبِ الصِّفَةِ لِأَنَّهُ صِفَةٌ فِي الْمَعْنَى وَاللَّفْظِ ڪَمَا رَأَيْتَهُمْ فَعَلُوا بِالَّذِي وَالَّذِينَ، فَتَرَكُوهُمَا عَلَى مَذْهَبِ الْأَدَاةِ وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ لَهُمَا غَيْرُ مُفَارِقَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فَإِنَّ الْأُلَاءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمْ     ڪَعِلْمِ مَظْنُولٍ مَا دُمْتَ أَشْعَرَا

فَأَدْخَلَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى أُولَاءِ، ثُمَّ تَرَكَهَا مَخْفُوضَةً فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ ڪَمَا ڪَانَتْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:

وَإِنِّي حُبِسْتُ الْيَوْمَ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ     بِبَابِكَ حَتَّى ڪَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ

فَأَدْخَلَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى أَمْسِ ثُمَّ تَرَكَهُ مَخْفُوضًا عَلَى جِهَةِ الْأُلَاءِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:

وَجُنَّ الْخَازِبَازِ بِهِ جُنُونًا

فَمِثْلُ الْآنَ بِأَنَّهَا ڪَانَتْ مَنْصُوبَةً قَبْلَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ، ثُمَّ أَدْخَلْتَهُمَا فَلَمْ يُغَيِّرَاهَا، قَالَ: وَأَصْلُ الْآنَ إِنَّمَا ڪَانَ أَوَانَ، فَحُذِفَتْ مِنْهَا الْأَلِفُ وَغُيِّرَتْ وَاوُهَا إِلَى الْأَلِفِ ڪَمَا قَالُوا فِي الرَّاحِ الرِّيَاحَ؛ قَاْلَ أَنْشَدَ أَبُو الْقَمْقَامِ:

كَأَنَّ مَكَاكِيَّ الْجِوَاءِ غُدَيَّةً     نَشَاوَى تَسَاقَوْا بِالرِّيَاحِ الْمُفَلْفَلِ

فَجَعَلَ الرِّيَاحَ وَالْأَوَانَ مَرَّةً عَلَى جِهَةٍ فَعَلٍ، وَمَرَّةً عَلَى جِهَةِ فَعَّالٍ، ڪَمَا قَالُوا زَمَنٌ وَزَمَانٌ، قَالُوا: وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْآنَ أَصْلَهَا مِنْ قَوْلِهِ آنَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ، أَدْخَلْتَ عَلَيْهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ ثُمَّ تَرَكْتَهَا عَلَى مَذْهَبِ فَعَلَ، فَأَتَاهَا النَّصْبُ مِنْ نَصْبِ فَعَلَ، وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ ڪَمَا قَالُوا: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنْ قِيلَ وَقَالَ، فَكَانَتَا ڪَالِاسْمَيْنِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَلَوْ خَفَضْتَهُمَا عَلَى أَنَّهُمَا أُخْرِجَتَا مِنْ نِيَّةِ الْفِعْلِ إِلَى نِيَّةِ الْأَسْمَاءِ ڪَانَ صَوَابًا؛ قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ: مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ، وَبَعْضٌ: مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، وَمَعْنَاهُ فَعَلَ مُذْ ڪَانَ صَغِيرًا إِلَى أَنْ دَبَّ ڪَبِيرًا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْآنَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، تَقُولُ نَحْنُ مِنَ الْآنَ نَصِيرُ إِلَيْكَ، فَتُفْتَحُ الْآنَ لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ إِنَّمَا يَدْخُلَانِ لِعَهْدٍ، وَالْآنَ لَمْ تَعْهَدْهُ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ، فَدَخَلَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى الْوَقْتِ، وَالْمَعْنَى نَحْنُ مِنْ هَذَا الْوَقْتِ نَفْعَلُ؛ فَلَمَّا تَضَمَّنَتْ مَعْنًى هَذَا وَجَبَ أَنْ تَكُونَ مَوْقُوفَةً، فَفُتِحَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وَهُمَا الْأَلِفُ وَالنُّونُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَنْكَرَ الزَّجَّاجُ مَا قَاْلَ الْفَرَّاءُ أَنَّ الْآنَ إِنَّمَا ڪَانَ فِي الْأَصْلِ آنَ، وَأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ دَخَلَتَا عَلَى جِهَةِ الْحِكَايَةِ، وَقَالَ: مَا ڪَانَ عَلَى جِهَةِ الْحِكَايَةِ نَحْوَ قَوْلِكَ قَامَ إِذَا سَمَّيْتَ بِهِ شَيْئًا، فَجَعَلْتَهُ مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْحِ لَمْ تَدْخُلْهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ، وَذَكَرَ قَوْلَ الْخَلِيلِ: الْآنَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَذَهَبَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. قَاْلَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ، فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ قَالُوا الْآنَ، بِالْهَمْزِ وَاللَّامُ سَاكِنَةٌ، وَقَالُوا أَلَانَ، مُتَحَرِّكَةُ اللَّامِ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَتُفْصَلُ، قَالُوا مِنْ لَانَ، وَلُغَةٌ ثَالِثَةٌ قَالُوا لَانَ جِئْتَ بِالْحَقِّ، قَالَ: وَالْآنَ مَنْصُوبَةُ النُّونِ فِي جَمِيعِ الْحَالَاتِ وَإِنْ ڪَانَ قَبْلَهَا حَرْفٌ خَافِضٌ ڪَقَوْلِكَ مِنَ الْآنَ، وَذَكَرَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْآنَ فَقَالَ: وَانْتِصَابُ الْآنَ بِالْمُضْمَرِ، وَعَلَامَةُ النَّصْبِ فِيهِ فَتْحُ النُّونِ، وَأَصْلُهُ الْأَوَانُ فَأُسْقِطَتِ الْأَلِفُ الَّتِي بَعُدَ الْوَاوِ وَجُعِلَتِ الْوَاوُ أَلِفًا لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، قَالَ: وَقِيلَ أَصْلُهُ آنَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ، فَسُمِّيَ الْوَقْتُ بِالْفِعْلِ الْمَاضِي وَتُرِكَ آخِرُهُ عَلَى الْفَتْحِ، قَالَ: وَيُقَالُ عَلَى هَذَا الْجَوَابِ أَنَا لَا أُكَلِّمُكَ مِنَ الْآنَ يَا هَذَا، وَعَلَى الْجَوَابِ الْأَوَّلِ مِنَ الْآنِ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ صَخْرٍ:

كَأَنَّهُمَا مِلْآنِ لَمْ يَتَغَيَّرَا     وَقَدْ مَرَّ لِلدَّارَيْنِ مِنْ بَعْدِنَا عَصْرُ

، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هَذَا أَوَانُ الْآنَ تَعْلَمُ، وَمَا جِئْتُ إِلَّا أَوَانَ الْآنَ أَيْ مَا جِئْتُ إِلَّا الْآنَ، بِنَصْبِ الْآنَ فِيهِمَا. وَسَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ وَغَابَ عَنْ بَدْرٍ وَعَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ؛ وَأَمَّا غَيْبَتُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ ڪَانَتْ عِنْدَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَكَانَتْ مَرِيضَةً وَذَكَرَ عُذْرَهُ فِي ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ تَلْآنَ مَعَكَ؛ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَاْلَ الْأُمَوِيُّ: قَوْلُهُ تَلْآنَ يُرِيدُ الْآنَ، وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ، يَزِيدُونَ التَّاءَ فِي الْآنِ وَفِي حِينٍ وَيَحْذِفُونَ الْهَمْزَةَ الْأُولَى، يُقَالُ: تَلْآنَ وَتَحِينُ؛ قَاْلَ أَبُو وَجْزَةَ:

الْعَاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ     وَالْمُطْعِمُونَ زَمَانَ مَا مِنْ مُطْعِمِ

، وَقَالَ آخَرُ:

وَصَلَّيْنَا ڪَمَا زَعَمَتْ تَلَانَا

قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ وَالْأَحْمَرُ وَغَيْرُهُمَا يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّ الرِّوَايَةَ الْعَاطِفُونَةَ فَيَقُولُ: جَعَلَ الْهَاءَ صِلَةً وَهُوَ وَسَطُ الْكَلَامِ، وَهَذَا لَيْسَ يُوجَدُ إِلَّا عَلَى السَّكْتِ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْأُمَوِيَّ فَأَنْكَرَهُ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى مَا قَاْلَ الْأُمَوِيُّ وَلَا حُجَّةَ لِمَنِ احْتَجَّ بِالْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ (عَزَّ وَجَلَّ): وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ، لِأَنَّ التَّاءَ مُنْفَصِلَةٌ مِنْ حِينٍ لِأَنَّهُمْ ڪَتَبُوا مِثْلَهَا مُنْفَصِلًا أَيْضًا مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُفْصَلَ ڪَقَوْلِهِ (عَزَّ وَجَلَّ): يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ، وَاللَّامُ مُنْفَصِلَةٌ مِنْ هَذَا. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالنَّحْوِيُّونَ عَلَى أَنَّ التَّاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَاتَ حِينَ، فِي الْأَصْلِ هَاءٌ، وَإِنَّمَا هِيَ وَلَاهْ فَصَارَتْ تَاءً لِلْمُرُورِ عَلَيْهَا ڪَالتَّاءَاتِ الْمُؤَنَّثَةِ، وَأَقَاوِيلُهُمْ مَذْكُورَةٌ فِي تَرْجَمَةٍ لَا بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ مَرَرْتُ بِزَيْدِ اللَّانَ ثَقَّلَ اللَّامَ وَكَسَرَ الدَّالَّ وَأَدْغَمَ التَّنْوِينَ فِي اللَّامِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ أَيْ أَمَا حَانَ وَقَرُبَ، تَقُولُ مِنْهُ: آنَ يَئِينُ أَيْنًا، وَهُوَ مِثْلُ أَنَى يَأْنِي أَنًا، مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَآنَ أَيْنًا: أَعْيَا. أَبُو زَيْدٍ: الْأَيْنُ الْإِعْيَاءُ وَالتَّعَبُ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: لَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ وَقَدْ خُولِفَ فِيهِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَا فِعْلَ لِلْأَيْنِ الَّذِي هُوَ الْإِعْيَاءُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: آنَ يَئِينُ أَيْنًا مِنَ الْإِعْيَاءِ؛ وَأَنْشَدَ:

إِنَّا وَرَبِّ الْقُلُصِ الضَّوَامِرِ

إِنَّا أَيْ أَعْيَيْنَا. اللَّيْثُ: وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ إِلَّا فِي الشِّعْرِ؛ وَفِي قَصِيدَةِ ڪَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

فِيهَا عَلَى الْأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ

الْأَيْنُ: الْإِعْيَاءُ وَالتَّعَبُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الْأَيْنُ وَالْأَيْمُ الذَّكَرُ مِنَ الْحَيَّاتِ، وَقِيلَ: الْأَيْنُ الْحَيَّةُ مِثْلَ الْأَيْمِ، نُونُهُ بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ. قَاْلَ أَبُو خَيْرَةَ: الْأُيُونُ وَالْأُيُومُ جَمَاعَةٌ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَالْأَيْنُ وَالْأَيْمُ أَيْضًا الرَّجُلُ وَالْحِمْلُ. وَأَيْنَ: سُؤَالٌ عَنْ مَكَانٍ، وَهِيَ مُغْنِيَةٌ عَنِ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ وَالتَّطْوِيلِ، وَذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ أَيْنَ بَيْتُكَ أَغْنَاكَ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ الْأَمَاكِنِ ڪُلِّهَا، وَهُوَ اسْمٌ لِأَنَّكَ تَقُولُ مِنْ أَيْنَ، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَإِنْ شِئْتَ ذَكَّرْتَ، وَكَذَلِكَ ڪُلُّ مَا جَعَلَهُ الْكِتَابُ اسْمًا مِنَ الْأَدَوَاتِ وَالصِّفَاتِ، التَّأْنِيثُ فِيهِ أَعْرَفُ وَالتَّذْكِيرُ جَائِرٌ؛ فَأَمَّا قَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ الْهِلَالِيِّ:

وَأَسْمَاءُ، مَا أَسْمَاءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ     إِلَيَّ، وَأَصْحَابِي بِأَيْنَ وَأَيْنَمَا

فَإِنَّهُ جَعَلَ أَيْنَ عَلَمًا لِلْبُقْعَةِ مُجَرَّدًا مِنْ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ، فَمَنَعَهَا الصَّرْفَ لِلتَّعْرِيفِ وَالتَّأْنِيثِ ڪَأُنَى، فَتَكُونُ الْفَتْحَةُ فِي آخِرِ أَيْنَ عَلَى هَذَا فَتْحَةُ الْجَرِّ وَإِعْرَابًا مِثْلَهَا فِي مَرَرْتُ بِأَحْمَدَ، وَتَكُونُ مَا عَلَى هَذَا زَائِدَةً وَأَيْنَ وَحْدَهَا هِيَ الِاسْمُ، فَهَذَا وَجْهٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَكَّبَ أَيْنَ مَعَ مَا، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ فَتَحَ الْأُولَى مِنْهَا ڪَفَتْحَةِ الْيَاءِ مِنْ حَيَّهَلْ لَمَّا ضُمَّ حَيَّ إِلَى هَلْ، وَالْفُتْحَةُ فِي النُّونِ عَلَى هَذَا حَادِثَةٌ لِلتَّرْكِيبِ وَلَيْسَتْ بِالَّتِي ڪَانَتْ فِي أَيْنَ، وَهِيَ اسْتِفْهَامٌ، لِأَنَّ حَرَكَةَ التَّرْكِيبِ خَلَفَتْهَا وَنَابَتْ عَنْهَا، وَإِذَا ڪَانَتْ فُتْحَةُ التَّرْكِيبِ تُؤَثِّرُ فِي حَرَكَةِ الْإِعْرَابِ فَتُزِيلُهَا إِلَيْهَا نَحْوَ قَوْلِكَ هَذِهِ خَمْسَةٌ، فَتُعْرِبُ ثُمَّ تَقُولُ هَذِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ فَتَخْلُفُ فُتْحَةُ التَّرْكِيبِ ضَمَّةَ الْإِعْرَابِ عَلَى قُوَّةِ حَرَكَةِ الْإِعْرَابِ، ڪَانَ إِبْدَالُ حَرَكَةِ الْبِنَاءِ مِنْ حَرَكَةِ الْبِنَاءِ أَحْرَى بِالْجَوَازِ وَأَقْرَبُ فِي الْقِيَاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: إِذَا قُلْتَ أَيْنَ زَيْدٌ فَإِنَّمَا تَسْأَلُ عَنْ مَكَانِهِ. اللَّيْثُ: الْأَيْنُ وَقْتٌ مِنَ الْأَمْكِنَةِ تَقُولُ: أَيْنَ فُلَانٌ فَيَكُونُ مُنْتَصِبًا فِي الْحَالَاتِ ڪُلِّهَا مَا لَمْ تَدْخُلْهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْنَ وَكَيْفَ حَرْفَانِ يُسْتَفْهَمُ بِهِمَا، وَكَانَ حَقُّهُمَا أَنْ يَكُونَا مَوْقُوفَيْنِ، فَحُرِّكَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وَنُصِبَا وَلَمْ يُخْفَضَا مِنْ أَجْلِ الْيَاءِ، لِأَنَّ الْكَسْرَةَ مَعَ الْيَاءِ تَثْقُلُ وَالْفُتْحَةُ أَخَفُّ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، فِي حِرَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيْنَ أَتَى، قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ جِئْتُكَ مِنْ أَيْنَ لَا تَعْلَمُ؛ قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: أَمَّا مَا حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ جِئْتُكَ مِنْ أَيْنَ لَا تَعْلَمُ فَإِنَّمَا هُوَ جَوَابُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْ فَاسْتَفْهَمَ، ڪَمَا يَقُولُ قَائِلٌ أَيْنَ الْمَاءُ وَالْعُشْبُ. وَفِي حَدِيثِ خُطْبَةِ الْعِيدِ: قَاْلَ أَبُو سَعِيدٍ: وَقَلْتُ أَيْنَ الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ أَيْ أَيْنَ تَذْهَبُ، ثُمَّ قَالَ: الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَيْنَ الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ أَيْ أَيْنَ يَذْهَبُ الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ، قَالَ:  وَالْأَوَّلُ أَقْوَى. وَأَيَّانَ: مَعْنَاهُ أَيٌ حِينٍ، وَهُوَ سُؤَالٌ عَنْ زَمَانٍ مِثْلَ مَتَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَيَّانَ مُرْسَاهَا،. ابْنُ سِيدَهْ: أَيَّانَ بِمَعْنَى مَتَى فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ شَرْطًا، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْهَا أَصْحَابُنَا فِي الظُّرُوفِ الْمَشْرُوطِ بِهَا نَحْوَ مَتَى وَأَيْنَ وَأَيٌّ وَحِينَ، وَهَذَا هُوَ الْوَجْهُ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا مَعْنَى الشَّرْطِ وَلَمْ يَكُنْ شَرْطًا صَحِيحًا ڪَإِذَا فِي غَالِبِ الْأَمْرِ؛ قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امْرَأَةً شَبَّهَ حِرَهَا بِفُوقِ السَّهْمِ:

نَفَاثِيَّةٌ أَيَّانَ مَا شَاءَ أَهْلُهَا     رَوِي فُوقُهَا فِي الْحُصِّ لَمْ يَتَغَيَّبْ

وَحَكَى الزَّجَّاجُ فِيهِ إِيَّانَ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ، أَيْ لَا يَعْلَمُونَ مَتَى الْبَعْثُ؛ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: قَرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ (إِيَّانَ يُبْعَثُونَ)، بِكَسْرِ الْأَلِفِ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، يَقُولُونَ مَتَى إِوَانُ ذَلِكَ، وَالْكَلَامُ أَوَانُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ أَيَّانَ فَعَلْتَ هَذَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ، لَا يَكُونُ إِلَّا اسْتِفْهَامًا عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي لَمْ يَجِئْ. وَالْأَيْنُ: شَجَرٌ حِجَازِيٌّ؛ وَاحِدَتُهُ أَيْنَةٌ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

تَذَكَّرْتُ صَخْرًا، أَنْ تَغَنَّتْ حَمَامَةٌ     هَتُوفٌ عَلَى غُصْنٍ مِنَ الْأَيْنِ تَسْجَعُ

وَالْأَوَايِنُ: بَلَدٌ؛ قَاْلَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الْهُذَلِيُّ:

هَيْهَاتَ نَاسٌ مِنْ أُنَاسٍ دِيَارُهُمْ     دُفَاقٌ وَدَارُ الْآخَرِينَ الْأَوَايِنُ

قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ وَاوًا.

معنى كلمة أين – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

اترك تعليقاً