معنى كلمة أري – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة أري – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


أري: الْأَصْمَعِيُّ: أَرَتِ الْقِدْرُ تَأْرِي أَرْيًا إِذَا احْتَرَقَتْ وَلَصِقَ بِهَا الشَّيْءُ، وَأَرَتِ الْقِدْرُ تَأْرِي أَرْيًا، وَهُوَ مَا يَلْصَقُ بِهَا مِنَ الطَّعَامِ. وَقَدْ أَرَتِ الْقِدْرُ أَرْيًا: لَزِقَ بِأَسْفَلِهَا شَيْءٌ مِنَ الِاحْتِرَاقِ مِثْلُ شَاطَتْ; وَفِي الْمُحْكَمِ: لَزِقَ بِأَسْفَلِهَا شِبْهُ الْجُلْبَةِ السَّوْدَاءِ، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُسَطْ مَا فِيهَا أَوْ لَمْ يُصَبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ. وَالْأَرْيُ: مَا لَزِقَ بِأَسْفَلِهَا وَبَقِيَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ; الْمَصْدَرُ وَالِاسْمُ فِيهِ سَوَاءٌ. وَأَرْيُ الْقِدْرِ: مَا الْتَزَقَ بِجَوَانِبِهَا مِنَ الْحَرَقِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: قُرَارَةُ الْقِدْرِ وَكُدَادَتُهَا وَأَرْيُهَا. وَالْأَرْيُ: الْعَسَلُ; قَاْلَ لَبِيدٌ:

بِأَشْهَبَ مِنْ أَبْكَارِ مُزْنِ سَحَابَةٍ وَأَرْيِ دُبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عَاسِلُ

وَعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيْضًا; وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِأَبِي ذُؤَيْبٍ:

جَوَارِسُهَا تَأْرِي الشُّعُوفَ

تَأْرِي: تُعَسِّلُ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ وَرَوَى غَيْرُهُ تَأْوِي. وَقَدْ أَرَتِ النَّحْلُ تَأْرِي أَرْيًا وَتَأَرَّتْ وَأْتَرَتْ: عَمِلَتِ الْعَسَلَ; قَاْلَ الطِّرِمَّاحُ فِي صِفَةِ دَبْرِ الْعَسَلِ:

إِذَا مَا تَأَرَّتْ بِالْخَلِيِّ     بَنَتْ بِهِ شَرِيجَيْنِ مِمَّا تَأْتَرِي وَتُتِيعُ

شَرِيجَيْنِ: ضَرْبَيْنِ يَعْنِي: مِنَ الشَّهْدِ وَالْعَسَلِ. وَتَأْتَرِي: تُعَسِّلُ، وَتُتِيعُ أَيْ: تَقِيءُ الْعَسَلَ. وَالْتِزَاقُ الْأَرْيِ بِالْعَسَّالَةِ ائْتِرَاؤُهُ، وَقِيلَ: الْأَرْيُ مَا تَجْمَعُهُ مِنَ الْعَسَلِ فِي أَجْوَافِهَا ثُمَّ تَلْفِظُهُ، وَقِيلَ: الْأَرْيُ عَمَلُ النَّحْلِ، وَهُوَ أَيْضًا مَا الْتَزَقَ مِنَ الْعَسَلِ فِي جَوَانِبِ الْعَسَّالَةِ، وَقِيلَ: عَسَلُهَا حِينَ تَرْمِي بِهِ مِنْ أَفْوَاهِهَا; وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

إِذَا الصُّدُورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ الْمِئَرْ

إِنَّمَا هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ ذَلِكَ، يَعْنِي: مَا جَمَعَتْ فِي أَجْوَافِهَا مِنَ الْغَيْظِ ڪَمَا تَفْعَلُ النَّحْلُ إِذَا جَمَعَتْ فِي أَفْوَاهِهَا الْعَسَلَ ثُمَّ مَجَّتْهُ. وَيُقَالُ لِلَّبَنِ إِذَا لَصِقَ وَضَرَّهُ بِالْإِنَاءِ: قَدْ أَرِيَ، وَهُوَ الْأَرْيُ مِثْلُ الرَّمْيِ. وَالتَّأَرِّي: جَمْعُ الرَّجُلِ لِبَنِيهِ الطَّعَامَ. وَأَرَتِ الرِّيحُ الْمَاءَ: صَبَّتْهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَأَرْيُ السَّمَاءِ مَا أَرَتْهُ الرِّيحُ تَأْرِيهِ أَرْيًا فَصَبَّتْهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، وَقِيلَ: أَرْيُ الرِّيحِ عَمَلُهَا وَسَوْقُهَا السَّحَابَ; قَاْلَ زُهَيْرٌ:

يَشِمْنَ بُرُوقَهَا وَيَرُشُّ أَرْيَ الْ     جَنُوبِ عَلَى حَوَاجِبِهَا الْعَمَاءُ

قَالَ اللَّيْثُ: أَرَادَ مَا وَقَعَ مِنَ النَّدَى وَالطَّلِّ عَلَى الشَّجَرِ وَالْعُشْبِ فَلَمْ يَزَلْ يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَيَكْثُرُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَرْيُ الْجَنُوبِ مَا اسْتَدَرَّتْهُ الْجَنُوبُ مِنَ الْغَمَامِ إِذَا مَطَرَتْ. وَأَرْيُ السَّحَابِ: دِرَّتُهُ، قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَصْلُ الْأَرْيِ الْعَمَلُ. وَأَرْيُ النَّدَى: مَا وَقَعَ مِنْهُ عَلَى الشَّجَرِ وَالْعُشْبِ فَالْتَزَقَ وَكَثُرَ. وَالْأَرْيُ: لُطَاخَةُ مَا تَأْكُلُهُ. وَتَأَرَّى عَنْهُ: تَخَلَّفَ. وَتَأَرَّى بِالْمَكَانِ وَأْتَرَى: احْتَبَسَ. وَأَرَتِ الدَّابَّةُ مَرْبَطَهَا وَمَعْلَفَهَا أَرْيًا: لَزِمَتْهُ. وَالْآرِيُّ وَالْآرِيُ: الْأَخِيَّةُ. وَأَرَّيْتُ لَهَا: عَمِلْتُ لَهَا آرِيًّا. قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِمْ لِلْمَعْلَفِ: آرِيٌّ قَالَ: هَذَا مِمَّا يَضَعُهُ النَّاسُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَإِنَّمَا الْآرِيُّ مَحْبِسُ الدَّابَّةِ، وَهِيَ الْأَوَارِيُّ وَالْأَوَاخِيُّ، وَاحِدَتُهَا آخِيَّةٌ، وَآرِيٌّ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْفِعْلِ فَاعُولٌ. وَتَأَرَّى بِالْمَكَانِ إِذَا تَحَبَّسَ; وَمِنْهُ قَوْلُ أَعْشَى بَاهِلَةَ:

لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ     وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ

وَقَالَ آخَرُ:

لَا يَتَأَرَّوْنَ فِي الْمَضِيقِ وَإِنْ     نَادَى مُنَادٍ ڪَيْ يَنْزِلُوا نَزَلُوا

يَقُولُ: لَا يَجْمَعُونَ الطَّعَامَ فِي الضِّيقَةِ; وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

وَاعْتَادَ أَرْبَاضًا لَهَا آرِيُّ     مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرَانِ عُدْمُلِيُّ

قَالَ: اعْتَادَهَا أَتَاهَا وَرَجَعَ إِلَيْهَا، وَالْأَرْبَاضُ: جَمْعُ رَبَضٍ وَهُوَ الْمَأْوَى، وَقَوْلُهُ لَهَا: آرِيٌّ أَيْ: لَهَا آخِيَّةٌ مِنْ مَكَانِسِ الْبَقَرِ لَا تَزُولُ، وَلَهَا أَصْلٌ ثَابِتٌ فِي سُكُونِ الْوَحْشِ بِهَا، يَعْنِي: الْكِنَاسَ. قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى الْآخِيَّةُ أَيْضًا آرِيًّا، وَهُوَ حَبَلٌ تُشَدُّ بِهِ الدَّابَّةُ فِي مَحْبِسِهَا; وَأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيتِ لِلْمُثَقِّبِ الْعَبْدِيِّ يَصِفُ فَرَسًا:

دَاوَيْتُهُ بِالْمَحْضِ حَتَّى شَتَا     يَجْتَذِبُ الْآرِيَّ بِالْمِرْوَدِ

أَيْ: مَعَ الْمِرْوَدِ، وَأَرَادَ بِآرِيِّهِ الرَّكَاسَةَ الْمَدْفُونَةَ تَحْتَ الْأَرْضِ الْمُثْبَتَةَ فِيهَا تُشَدُّ الدَّابَّةُ مِنْ عُرْوَتِهَا الْبَارِزَةِ فَلَا تَقْلَعُهَا لِثَبَاتِهَا فِي الْأَرْضِ; قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ فِي التَّقْدِيرِ فَاعُولٌ، وَالْجَمْعُ الْأَوَارِيُّ، يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. تَقُولُ مِنْهُ: أَرَّيْتُ لِلدَّابَّةِ تَأْرِيَةً، وَالدَّابَّةُ تَأْرِي إِلَى الدَّابَّةِ إِذَا انْضَمَّتْ إِلَيْهَا وَأَلِفَتْ مَعَهَا مَعْلَفًا وَاحِدًا، وَآرَيْتُهَا أَنَا; وَقَوْلُ لَبِيَدٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ:

تَسْلُبُ الْكَانِسَ لَمْ يُوأَرْ بِهَا     شُعْبَةَ السَّاقِ إِذَا الظِّلُّ عَقَلْ

قَالَ اللَّيْثُ: لَمْ يُوأَرْ بِهَا أَيْ: لَمْ يُذْعَرْ، وَيُرْوَى لَمْ يُوَرَّأْ بِهَا أَيْ: لَمْ يُشْعَرْ بِهَا، قَالَ: وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ أَرَيْتُهُ أَيْ: أَعْلَمْتُهُ، قَالَ: وَوَزْنُهُ الْآنَ لَمْ يُلْفَعْ، وَيُرْوَى لَمْ يُورَا، عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ، وَيُرْوَى لَمْ يُؤْرَ بِهَا، بِوَزْنِ لَمْ يُعْرَ، مِنَ الْأَرْيِ أَيْ: لَمْ يَلْصَقْ بِصَدْرِهِ الْفَزَعُ، وَمِنْهُ قِيلَ: إِنَّ فِي صَدْرِكَ عَلِيَّ لَأَرْيًا أَيْ: لَطْخًا مِنْ حِقْدٍ، وَقَدْ أَرَى عَلِيَّ صَدْرُهُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى السِّيرَافِيُّ لَمْ يُؤْرَ مِنْ أُوَارِ الشَّمْسِ، وَأَصْلُهُ لَمْ يُوأَرْ، وَمَعْنَاهُ: لَمْ يُذْعَرْ أَيْ: لَمْ يُصِبْهُ حَرُّ الذُّعْرِ. وَقَالُوا: أَرِيَ الصَّدْرُ أَرْيًا، وَهُوَ مَا يَثْبُتُ فِي الصَّدْرِ مِنَ الضِّغْنِ. وَأَرِيَ صَدْرُهُ، بِالْكَسْرِ، أَيْ: وَغِرْ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرَى صَدْرُهُ عَلِيَّ أَرْيًا وَأَرِيَ اغْتَاظَ; وَقَوْلُ الرَّاعِي:

لَهَا بَدَنٌ عَاسٍ وَنَارٌ ڪَرِيمَةٌ     بِمُعْتَلَجِ الْآرِيِّ بَيْنَ الصَّرَائِمِ

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الْآرِيُّ مَا ڪَانَ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْحَزْنِ، وَقِيلَ: مُعْتَلَجُ الْآَرِيِّ اسْمُ أَرْضٍ. وَتَأَرَّى: تَحَزَّنَ وَأَرَّى الشَّيْءَ: أَثْبَتَهُ وَمَكَّنَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ أَرِّ مَا بَيْنَهُمْ. أَيْ: ثَبِّتِ الْوُدَّ وَمَكِّنْهُ، يَدْعُو لِلرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – امْرَأَتَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُمَا; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي: أَثْبِتْ بَيْنَهُمَا; وَأَنْشَدَ لِأَعْشَى بَاهِلَةَ:

لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ

الْبَيْتَ. يَقُولُ: لَا يَتَلَبَّثُ وَلَا يَتَحَبَّسُ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ – عَلَيْهِمَا السَّلَامُ -، وَرَوَى ابْنُ الْأَثِيرِ أَنَّهُ دَعَا لِامْرَأَةٍ ڪَانَتْ تَفْرَكُ زَوْجَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُمَا، أَيْ: أَلِّفْ وَأَثْبِتِ الْوُدَّ بَيْنَهُمَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: الدَّابَّةُ تَأْرِي لِلدَّابَّةِ إِذَا انْضَمَّتْ إِلَيْهَا وَأَلِفَتْ مَعَهَا مَعْلَفًا وَاحِدًا، وَآرَيْتُهَا أَنَا، وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: اللَّهُمَّ أَرِّ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، أَيْ: احْبِسْ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى لَا يَنْصَرِفَ قَلْبُهُ إِلَى غَيْرِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَأَرَّيْتُ بِالْمَكَانِ إِذَا احْتَبَسْتَ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْآخِيَّةُ آرِيًّا لِأَنَّهَا تَمْنَعُ الدَّوَابَّ عَنِ الِانْفِلَاتِ، وَسُمِّيَ الْمَعْلَفُ آرِيًّا مَجَازًا، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنْ يُقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِّ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِحَذْفِ عَلَى فَيَكُونُ ڪَقَوْلِهِمْ: تَعَلَّقْتُ بِفُلَانٍ وَتَعَلَّقْتُ فُلَانًا. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهُ دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفًا لِيَقْتُلَ بِهِ رَجُلًا فَاسْتَثْبَتَهُ فَقَالَ: أَرِّ. أَيْ: مَكِّنْ وَثَبِّتْ يَدِي مِنَ السَّيْفِ، وَرُوِيَ: أَرِ مُخَفَّفَةً، مِنَ الرُّؤْيَةِ ڪَأَنَّهُ يَقُولُ: أَرِنِي بِمَعْنَى: أَعْطِنِي. الْجَوْهَرِيُّ: تَأَرَّيْتُ بِالْمَكَانِ أَقَمْتُ بِهِ; وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَعْشَى بَاهِلَةَ أَيْضًا:

لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ

وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَيْ: لَا يَتَحَبَّسُ عَلَى إِدْرَاكِ الْقِدْرِ لِيَأْكُلَ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: يَتَأَرَّى يَتَحَرَّى; وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ:

وَلَا تَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ     وَلَا يَقُومُ بِأَعْلَى الْفَجْرِ يَنْتَطِقُ

قَالَ: وَأَرَّيْتُ أَيْضًا وَإِلَى مَتَى أَنْتَ مُؤَرٍّ بِهِ. وَأَرَّيْتُهُ: اسْتَرْشَدَنِي فَغَشَشْتُهُ. وَأَرَّى النَّارَ: عَظَّمَهَا وَرَفَعَهَا. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَرَّاهَا جَعَلَ لَهَا إِرَةً، قَالَ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنْ وَأَرْتُ، إِمَّا مُسْتَعْمَلَةٌ، وَإِمَّا مُتَوَهَّمَةٌ. أَبُو زَيْدٍ: أَرَّيْتُ النَّارَ تَأْرِيَةً وَنَمَّيْتُهَا تَنْمِيَةً وَذَكَّيْتُهَا تَذْكِيَةً إِذَا رَفَعْتَهَا. يُقَالُ: أَرِّ نَارَكَ. وَالْإِرَةُ: مَوْضِعُ النَّارِ، وَأَصْلُهُ إِرْيٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ، وَالْجَمْعُ إِرُونَ مِثْلُ عِزُونِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ لِكَعْبٍ أَوْ لِزُهَيْرٍ:

يُثِرْنَ التُّرَابَ عَلَى وَجْهِهِ     ڪَلَوْنِ الدَّوَاجِنِ فَوْقَ الْإِرِينَا

قَالَ: وَقَدْ تُجْمَعُ الْإِرَةُ إِرَاتٌ، قَالَ: وَالْإِرَةُ عِنْدَ الْجَوْهَرِيِّ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ بِدَلِيلِ جَمْعِهَا عَلَى إِرِينٍ وَكَوْنِ الْفِعْلِ مَحْذُوفَ اللَّامِ. يُقَالُ: أَرِّ لِنَارِكَ أَيْ: اجْعَلْ لَهَا إِرَةً، قَالَ: وَقَدْ تَأْتِي الْإِرَةُ مِثْلَ عِدَةٍ مَحْذُوفَةِ الْوَاوِ، تَقُولُ: وَأَرْتُ إِرَةً. وَآذَانِي أَرْيُ الْقِدْرِ وَالنَّارِ أَيْ: حَرُّهُمَا; وَأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

إِذَا الصُّدُورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ الْمِئَرَ

أَيْ: حَرَّ الْعَدَاوَةِ. وَالْإِرَةُ أَيْضًا: شَحْمُ السَّنَامِ; قَاْلَ الرَّاجِزُ:

وَعْدٌ ڪَشَحْمِ الْإِرَةِ الْمُسَرْهَدِ

الْجَوْهَرِيُّ: أَرَّيْتُ النَّارَ تَأْرِيَةً أَيْ: ذَكَّيْتُهَا; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ تَصْحِيفٌ وَإِنَّمَا هُوَ أَرَّثْتُهَا، وَاسْمُ مَا تُلْقِيهِ عَلَيْهَا الْأُرْثَةُ. وَأَرِّ نَارَكَ وَأَرِّ لِنَارِكَ أَيْ: اجْعَلْ لَهَا إِرَةً، وَهِيَ حُفْرَةٌ تَكُونُ فِي وَسَطِ النَّارِ يَكُونُ فِيهَا مُعْظَمُ الْجَمْرِ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَالَ: أَرِّ نَارَكَ افْتَحْ وَسَطَهَا لِيَتَّسِعَ الْمَوْضِعُ لِلْجَمْرِ، وَاسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي تُلْقِيهِ عَلَيْهَا مِنْ بَعَرَ أَوْ حَطَبَ الذُّكْيَةَ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَحْسَبُ أَبَا زَيْدٍ جَعَلَ أَرَّيْتَ النَّارَ مِنْ وَرَّيْتَهَا، فَقَلَبَ الْوَاوَ هَمْزَةً، ڪَمَا قَالُوا: أَكَّدْتُ الْيَمِينَ وَوَكَّدْتُهَا وَأَرَّثْتَ النَّارَ وَوَرَّثْتُهَا. وَقَالُوا مِنَ الْإِرَةِ وَهِيَ الْحُفْرَةُ الَّتِي تُوقَدُ فِيهَا النَّارُ: إِرَةٌ بَيِّنَةُ الْإِرْوَةِ، وَقَدْ أَرَوْتُهَا آرُوهَا، وَمِنْ آرِيِّ الدَّابَّةِ أَرَّيْتُ تَأْرِيَةً. قَالَ: وَالْآرِيُّ مَا حُفِرَ لَهُ وَأُدْخِلَ فِي الْأَرْضِ، وَهِيَ الْآرِيَّةُ وَالرَّكَاسَةُ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: قَاْلَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَمَعَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْإِرَةِ أَيْ: الْقَدِيدِ; وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يُغْلَى اللَّحْمُ بِالْخَلِّ وَيُحْمَلَ فِي الْأَسْفَارِ. وَفِي حَدِيثِ  بُرَيْدَةَ: أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِرَةً. أَيْ: لَحْمًا مَطْبُوخًا فِي ڪَرِشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذُبِحَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – شَاةٌ ثُمَّ صُنِعَتْ فِي الْإِرَةِ. الْإِرَةُ: حُفْرَةٌ تُوقَدُ فِيهَا النَّارُ، وَقِيلَ: هِيَ الْحُفْرَةُ الَّتِي حَوْلَهَا الْأَثَافِيُّ. يُقَالُ: وَأَرْتُ إِرَةً، وَقِيلَ: الْإِرَةُ النَّارُ نَفْسُهَا، وَأَصْلُ الْإِرَةِ إِرْيٌ، بِوَزْنِ عِلْمٍ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: ذَبَحْنَا شَاةً وَصَنَعْنَاهَا فِي الْإِرَةِ حَتَّى إِذَا نَضِجَتْ جَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا. وَأَرَّيْتُ عَنِ الشَّيْءِ: مِثْلُ وَرَّيْتُ عَنْهُ. وَبِئْرُ ذِي أَرْوَانَ: اسْمُ بِئْرٍ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ: لَوْ ڪَانَ رَأْيُ النَّاسِ مِثْلَ رَأْيِكَ مَا أُدِّيَ الْأَرْيَانُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ الْخَرَاجُ وَالْإِتَاوَةُ، وَهُوَ اسْمٌ وَاحِدٌ ڪَالشَّيْطَانِ. قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ: الْأَشْبَهُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ أَنْ يَكُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَنِ الْحَقِّ، يُقَالُ فِيهِ: أُرْبَانِ وَعُرْبَانِ، قَالَ: فَإِنْ ڪَانَتِ الْيَاءُ مُعْجَمَةً بِاثْنَتَيْنِ فَهُوَ مِنَ التَّأْرِيَةِ لِأَنَّهُ شَيْءٌ قُرِّرَ عَلَى النَّاسِ وَأُلْزِمُوهُ.

معنى كلمة أري – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

اترك تعليقاً