معجم العباب الزاخر – باب الياء (ي)

يأيأ

اليُؤْيُؤُ: طائر من الجوارح شِبه الباشِق، والجميع: اليَأييءُ، وقد لَيَّن أبو نواس الحسن بن هانيء الهمز من اليَأييءِ فقال:

قد أغْتَدي والصُّبْحُ في دُجَاهُ كَطُرَّةِ البُرْدِ على مَثْنَـاهُ
بِيُؤْيُؤٍ يُعْـجِـبُ مَـنْ رَآهُ قانِصُهُ من وَكْرِه افْتَـلاهُ
ما في اليَأيي يُؤْيُؤٌ شَـرْواهُ من سُفْعَةٍ طُرَّ بها خَـدّاهُ

واليَأْياءُ: صِياح اليُؤْيُؤ.
ويَأْيَأْتُ: حكاية صوتِ مَن يقول للقوم: يَأْيَأْ ليجتمعوا.

يرنأ

اليَرَنَّأُ واليُرَنَّأُ -بالفتح والضم مقصورين- واليُرَنَّاءُ -بالضم ممدودا-: الحِنّاء، وسألَتْ فاطمة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- اليُرَنَّأَ فقال: ممَّن سَمعْت هذه الكلمة؟ قالت: من خنساء. قال القُتَبيُّ: لا أعرف لهذه الكلمة في الأبنية مِثلاً. وقال أبو محمد الفقْعسيّ، ويُروى لِدُكَيْن بن رجاء الفقيميِّ وهو موجود في أراجيزهما:

كأنَّ باليُرَنَّأَ المَـعْـلُـولِ كاءَ دَوَالي زَرَجُونٍ مِيْلِ

وقال مُزَرِّدٌ:

يُقَنِّئُهُ ماءُ الـيُرَنَّـأِ تَـحْـتَـهُ شَكِيْرٌ كأطرافِ الثَّغَامَةِ ناصِلُ

ويَرْنَأَ رأْسَه: حَنَّأَ، وهذا من غريب الأفْعال.

يأس

اليأْسُ واليَاسَةُ -وهذه عن ابنِ عبّاد-: القُنُوطُ، وهو ضدُّ الرَّجاء. وقال ابن فارِس: اليَأسُ قَطْع الأمَل، قال: ولَيْسَ في كلام العَرَب ياءٌ في صَدْرِ الكلام بعدها هَمْزَة إلاّ هذه، يقال: يَئسَ من الشَّيْءِ يَيْأسُ، وفيه لُغَةٌ أخرى: يَئَسَ يَيْئَسُ -بالكسر فيهما- وهي شاذّة. وقرأ الأعرَج ومُجاهِد: (لا تِيْأسُوا من رَوْحِ اللهِ) بكسر التاء، وقرأ ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: (إنَّه لا يِيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ)، وهذا على لُغَةِ تَميم وأسَد وقيس ورَبِيعَة؛ يكسِرون أوَّلَ المُسْتَقْبَل؛ إلاّ ما كانَ في أوَّلِه ياءٌ نَحْوَ يَعْلَمُ لاسْتِثْقالهم الكَسْرَةَ على الياء، وإنّما يَكْسِرونَ في يِيْأسُ ويِيْجَلُ لِتَقَوِّي إحدى اليائَيْن بالأُخرى.
ورَجُلٌ يَؤُسٌ ويَؤوْسٌ؛ مثال حَذُرٍ وصَبُورٍ.
وقال المَبَرّدُ: منهم مَنْ يَبْدِلُ في المُسْتَقْبَل من الياءِ الثانِيَة ألِفاً فيقول: يائسُ وياءَسُ.
وقال الأصمعيّ: يقال يَئسَ يَيْئَسُ وحَسِبَ يَحْسِبُ ونَعِرَ يَنْعِرُ ويَبِسَ يَيْبِسُ -بالكسرِ فيهنَّ-. وقال أبو زيد: عُلْيَا مُضَرَ يقولون: يَحْسِبُ ويَنْعِمُ ويَيْئسُ -بالكسر- وسُفلاها بالفَتْح.
وقال سِيْبَوَيه: هذا عِنْدَ أصْحابِنا إنَّما يَجِيءُ على لُغَتَيْن، يعني يَئسَ يَيْاَسٌ ويَأَسَ يَيْئَسُ، ثمَّ تُرَكَّبُ منهما لُغَةٌ، وأمّا وَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلِيَ يَلِي ووَثِقَ يَثِقُ ووَرِثَ يَرِثُ فلا يَجوز فيهنَّ إلاّ الكسر لُغَةٌ واحِدَةٌ.
ويَئَسَ -أيضاً-: بمعنى عَلِمَ؛ في لُغَةِ النَّخَعِ، ومنه قوله تعالى: (أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنُوا)، وكان عليٌّ وابن عبّاس ?رضي الله عنهم- ومُجاهِد وأبو جعفر والجَحْدَريُّ وابن كثير وابن عامِر يَقْرَأوْنَ: “أفَلَمْ يَتَبَيَّنِِ الذينَ آمَنُوا”، فَقِيْلَ لابْنِ عباسٍ -رضي الله عنهما-: إنَّها يَيْأس؛ فقال: أظُنُّ الكاتبَ كَتَبَها وهو ناعِسٌ. وقال سُحَيْم بن وَثيلٍ اليَرْبُوعيُّ الرياحيُّ:

وقُلْتُ لهم بالشِّعْبِ إذْ يَيْسِرُوْنَنـي ألَمْ تَيْأَسُوا أني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ

ويروى: “إذْ يَأْسِرُوْنَني”، ويروى: “وقُلْتُ لأهلِ الشِّعْب”. وقال أبو محمد الأعرابي: زَهْدَم فَرَسُ بِشْر بن عمرو أخي عَوْف بن عمرو؛ وعَوف: جَدُّ سُحَيْم بن وَثِيْل، قال: ثمَّ رَجَعَ في ذلك أبو النَّدى وقال: “ألَمْ تَيْأَسوا أنّي ابنُ قاتِلِ زَهْدَم” قال: هو اسمُ رَجُلٍ.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنُوا): أفَلَم يَعْلَم، قال: وهو في المعنى على تَفْسِيرِهم، لأنَّ الله تعالى قد أوْقَعَ إلى المؤمِنِيْن أنَّه لو شَاءَ لَهَدى النّاس جَميعاً؛ فقال: أفَلَمْ يَيْأسُوا عِلْماً، يقول: يُؤْيسُم العِلْمُ، فكانَ فيه العِلْمُ مُضْمَراً، كما تقولُ في الكلام: قد يَئسْتُ منكَ ألاّ تُفْلِحَ، كَأنَّكَ قُلْتَ: عَلِمْتُه عِلْماً. وقيل معناه أفَلَمْ يَيْأسِ الذينَ آمَنوا من ايمانِ مَنْ وَصَفَهم اللهُ بأنَّهم لا يُؤْمِنُونَ، لأنَّه قالَ: (ولو شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُم على الهُدى).
وقوله تعالى: (كما يَئسَ الكُفّارُ من أصحابِ القُبُورِ) قال ابن عَرَفَة: معنى قَوْلِ مُجاهدٍ: كما يَئسَ الكُفّارُ في قُبُورِهِم من رحمة الله تعالى؛ لأنَّهم آمَنوا بَعْدَ المَوْتِ بالغَيْبِ فَلَمْ يَنْفَعْهم إيمانُهم حِيْنَئذٍ. وقال غَيْرُه: كما يَئَسُوا أنْ يُحْيوا ويُبْعَثوا.
وفي صِفَةِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: لا يَأْسَ من طُوْلٍ. معناه: أنَّ قَامَتَه لا تُؤْيِسُ من طُوْلِه، لأنَّه كانَ إلى الطُّوْلِ أقْرَبَ، قال:

يَئسَ القِصَارُ فَلَسْنَ من نسْوانِها وحِماشُهُنَّ لها من الحُسّـادِ

يقول: يَئسْنَ من مُبَاراتِها في القوام. ورواه أبو بكر في كِتابِه: ولا يائسٌ من طُولٍ، قال: ومعناهُ لا مَيْؤوسٌ منه من أجْلِ طُوْلِه، أي لا يَيْأسُ مُطاوِلُه منه إفْراطِ طُولِه، فَيائسٌ بمعنى مَيْؤوسٍ، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدْفُوقٍ. وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ع ز ب.
واليأْسُ: بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، وهو أوَّل من أصابَهُ داءُ السِّلِّ مِنَ العَرَبِ.
واليَأْسُ: السِّلُّ، قال إبراهيم بن عَليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة:

ألا تَجزيْنَني ونَجِيّ قَلْـبـي بِذِكْرِكِ خالياً ومَعَ الشُّهُودِ
وقَوْلُ الكاشِحِينَ إذا رَأوْني أًصِيْبَ بِداءِ يَأْسٍ فهو مُوْدِ

وأيْأسَتُه وآيَسْتُه: أي قَنَّطْتُه، قال طَرَفَة بن العَبْدِ يَذْكُرُ ابنَ عَمِّهِ مالِكاً:

وأيْأسَني من كُلِّ خَيْرٍ طَلبْتُـهُ كأنّا وَضَعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ

وقال رؤبة:

إذْ في الغَواني طَمَعٌ وايْئآسْ وعِفَّةٌ في خَرَدٍ واسْتِئْناسْ

واتَّأس -على افْتَعَلَ- واسْتَيْأسَ: أي يَئسَ، قال الله تعالى: (فَلَمّا اسْتَيْأسُوا منه).
والتركيب يدل على قَطْعِ الرَّجاءِ؛ وعلى العِلْم.

يبس

اليُبْسُ -بالضم-: مصدر قَوْلِكَ: يَبِسَ الشَّيْءُ- بالكسر- يَيْبَسُ ويابَسُ، وفيه لُغَةٌ أُخرى: يَبِسَ يَيْبِسُ -بالكسر فيهما- وهو شاذُّ. واليَبْسُ: اليابِسُ، يقال حَطَبٌ يَبْسٌ -بالفتح-، قال ثعلب: كأنَّه خِلْقَةٌ، قال عَلْقَمَةُ ابن عَبَدَةَ:

تَخَشْخَش أبْدانُ الحَـدِيدِ عـلـيهـم كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوْبُ

وقال ابن السكِّيت: هو جمع يابِس؛ مثل راكِب ورَكْب. وقال أبو عُبَيْد في قَولِ ذي الرُّمَّة:

ولم يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمّا عَنَتْ بـه من الرُّطْبِ إلاّ يُبْسُها وهَجِيْرُها

ويروى بالفتح، قال: وهُما لُغَتان. وقرأ الحَسَنُ البَصْريّ -رحمه الله-: “طَريقاً في البَحْرِ يَبْساً” بسكون الباء، وقَرَأَ الأعمَش: “يَبِساً” -بكسر الباء- وهي لُغَةٌ ثالِثَة.

والعَرَب تقول فيما أصْلُه اليُبُوسَة ولم يُعْهَدْ رَطباً قَطُّ: هذا شَيْءٌ يَبَسٌ- بفتح الباء-، فإن كانَ يُعْهَدُ رَطْباً ثمَّ يَبِسَ فَبِسُكونِها، يقال: هذا حَطَبٌ يَبْسٌ ومَوْضِعُ يَبْسٌ: أي كانا رَطِبَيْنِ ثمَّ يَبِسا. والطَّريق الذي ضَرَبَهُ الله تعالى لموسى -صلوات الله عليه- وأصْحابِهِ لم يَعُد طَريقاً قَطُّ لا رَطِباً ولا يَابِساً، إنَّما أظْهَرَهُ الله تعالى لهم حِيْنَئذٍ مَخلوقاً على ذلك؛ لتَعظيم الآيَة وإيْضَاحِها، وإسْكانُ الباءِ بالذَّهابِ إلى أنَّه وإنْ لم يكُن طَريقاً فإنَّه مَوْضِعٌ قد كانَ فيه ماءٌ فَيَبِسَ؛ فهوَ يَبْسٌ. وحَرَّكَ الباءَ العَجّاج للضَّرورة فقال:

تَسْمَعُ للحَلْيِ إذا ما وَسْوَسـا والْتَجَّ في أجْيادِها وأجْرَسا
زَفْزَفَةَ الرِّيْحِ الحَصَادَ اليَبَسا

ويقال: امْرَأةٌ يَبَسٌ -بالتحريك-: إذا كانت لا تُنِيْلُ خيراً، قال:

إلى عجوزٍ شَنَّةِ الـوَجْـهِ يَبَـسْ قَعْسَاءَ لا بارَكَ ربّي في القَعَسْ

ويقال -أيضاً-: شاةٌ يَبَسٌ: إذا لم يكن بها لَبَنٌ، ويَبَسٌ -أيضاً- بالتَّسْكينِ؛ حَكاها أبو عُبَيْدَة.
وقال ابن عبّاد: اليَبَسَة: التي لا لَبَنَ بها من الشّاء، والجَمع: اليَبَسَاتُ واليَبَاسُ والأيْبَاسُ.
وثَدْيٌ أيْبَسٌ: أي يابِسٌ.
والأيْبَسَان: ما لا لَحْمَ عليه من السّاقَيْن، والجمع: الأيابِس. وقال ابن دريد: الأيْبَسان: ما ظَهَرَ مِن عَظْمِي وَظِيْفَ الفَرَسِ وغَيْرِه. وقال أبو الهَيْثَم: الأيْبَس: هو العَظْم الذي يقال له الظُّنْبُوبُ؛ الذي إذا غَمَزْتَه من وَسَطِ ساقِكَ آلَمَكَ، قال: وهو اسْمٌ وليسَ بِنَعْتٍ، ولهذا جُمِعَ على أيابِس.
وقال ابن عبّاد: الأيابِس: ما تُجَرَّبُ عليه السُّيُوفُ وتكون صُلْبَةً قال الراعي يَذْكُرُ أخيهِ حَبْتَراً:

فَقُلْتُ لَه: ألْصِقْ بأيْبَسِ ساقِـهـا فإِنْ يَجْبرِ العُرْقُوبُ لا يَرقَإِ النَّسا

واليَبِيْسُ من النَّباتِ: ما يَبِسَ منه، يقال: يَبِسَ فهوَ يَبِيْس؛ مثال سَلِمَ فهو سَلِيْم. وقال الأصمعيّ: يقال: لِما يَبِسَ من أحرار البُقُول وذُكُوْرِها: اليَبِيْسُ والجَفِيْفُ والقَفِيْفَ والقَفُّ، فامّا يَبِيٍُْ البُهمى فهو العِرْبُ والصَّفَارُ. قال الأزهريّ: لا تقولُ العَرَبُ لِما يَبِسَ مِنَ الحَليِّ والصِّلِّيانِ والحَلَمَةِ يَبِيْسٌ، إنَّما اليَبِيْسُ ما يَبِسَ مِنَ العُشْبِ والبُقُولِ التي تَتَناثَرُ إذا يَبِسَتْ. وأنشد الأصمعيّ:

كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ

وقال أبو عمرو: يَبِيْسُ الماءِ: العَرَقُ، قال بِشْر بن أبي خازِمٍ يصف حِجْراً:

تَرها مِنْ يَبِيْسِ الماءِ شُهْباً مُخالِطَ دِرَّةٍ منها غِرَارُ

الغِرَارُ: انْقِطاعُ الدِّرَّةِ، يقول: تُعْطي أحياناً وتَمْنَعُ أحياناً، وإنَّما قال: “شُهْباً” لأنَّ العَرَقَ يَجِفَّ عليها فَيَبْيَضُّ.
وقال ابن الأعرابيّ: يَبَاسِ -مِثال قَطَام-: هي الفُنْدُوْرَةُ وهي السَّوْءةُ. ويقال للرَّجُل إذا سُكِّتَ: ايْبَسْ يا رَجُلُ: أي اسْكُتْ.
ويبُوْسُ: مَوْضِعٌ من أرضِ شَنُوءةَ، قال عبد الله بن سَلِيْمَةَ – ويقال: سَلَمَة، ويقال: سُلَيْم، وهذا أصَحُّ- الغامِديُّ:

لِمَنِ الدِّيارُ بتَوْلَـعٍ فَـيبُـوْسِ فَبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْر ذاةِ أنِيْسِ

واليابِس: سَيف حَكيم بن جَبَلَة العَبْديّ، وهو القائِل يَوْمَ الجَمَل وكانَ مع عَليٍّ رضي الله عنه:

أضْرِبُهم بالـيابِـسِ ضَرْبَ غُلامٍ عابِسِ
مِنَ الـحَــياةِ يائسِ في الغُرُفات نافِسِ

وأيْبَسَتِ الأرْضُ: يَبِسَ بَقْلُها، عن يعقوب.
وأيْبَسَ القومُ -أيضاً-، من الأرْضِ اليَبْسِ، كما يقال: أجْرَزوا؛ من الأرْضِ الجُرُز.
وأيْبَسَ الشَّيْءَ ويَبَّسَه تَيْبِيْساً: جَفَّفَه، قال جَرِيرٌ:

فلا تُوْبِسُوا بَيْني وبَيْنَكُمُ الثَّرى فإِنَّ الذي بَيْني وبَيْنَكُمْ مُثْري

وقال ابنُ السَّرّاج: اتَّبَسَ الشَّيْءُ- على افْتَعَلَ-: أي يَبِسَ، وأصْلُه ائْتَبَسَ فأُدْغِمَ، فهو مُتَّبِسٌ.
والتَّركيبُ يَدُلُ على جَفَافٍ.

يسس

ابن الأعرابيّ: يَسَّ يَيِسُّ يَسّاً: إذا سارَ.

يعط

يَعَاطِ -مثالُ قَطَامِ-: زجرٌ للذئبِ، قال:

صُب على آلِ أبي رِياطِ ذُؤالةٌ كالأقداحِ المِراطِ

يهفو إذا قيل له: يَعَاطِ.
وقد يُقالُ في زجرِ الإبل،قَال ابو المِقدام جساسُ بن قُطيبٍ:

وقُلُصٍ مُقورةِ الألـياطِ باتتْ على مُلحبٍ أطاطِ
تنجوُ إذا قُلتَ لها: يَعَاطِ

وقال رؤبة:

ناجٍ يُعنيهـن بـالابْـعَـاطِ والماءُ نَضاخٌ من الآبـاطِ
إذا استزادوُهُن بـالـسـياطِ في رَهَجٍ كشُقَقِ الـرياطِ
أربى وقد صاحُوا بها يَعَـاطِ مَعْجي أمامَ الخيلِ والتباطي

وقال السكريُ في قولِ المُتنخلُ في قولِ المتنخلُ الهُذلي:

فهذا ثُم قد عَلمُوا مَكانـي إذاقَال الرقيبُ: ألا يَعَاطِ

كان الرجُلُ إذا رأى جيشاً قال: يَعَاطِ، يُنذرُ أهلهُ. وقال ابنُ حبيبَ: هو كقولكَ عند القِتالِ: عاطِ عاطِ. وقال الجُمحي: يَعَاطِ: استغاثَةٌ وزجرٌ. وقال غيرهمُ: يَعَاطِ أي احملوا، ويعاطِ: إعراءٌ.
وبعضُ العَرَبَ يقولُ: يِعَاط- بكسر الياء-؛ وهو قبيحٌ، لاستثقالِ الكسرةِ على أختِ الكسرة، فأنهُ ليس في كلام العَرَبَ اسم أولها ياءٌ مكسورةٌ، الا يسارٌ لليدِ وهلالُ بن يسافٍ.
وقال ابنُ عباد: يُقالُ في زجرِ الابلِ: يا عَاطِ، وفي زَجْرِ الخيلِ إذا أُرسلتْ عند السباقِ: يَعَاطِ.
وقال غيرهُ: يُعَاطِ -بضم الياء- لُغةٌ ثالثةٌ.
وأيعَطْتُ بالذئبِ ويَعطْتُ به تيعيُطاً وياعَطتُ به: إذا قُلتَ له: يَعَاطِ.
واللبابِ الفاخرِ. ولله الحمدُ والمنةُ. نجزَ على يدِ مؤلفه الملتجئ إلى حَرَمِ اللّه تعالى الحسنِ بن محمد “بن” الحسن الصغاني. كتبه وهو مُحصرٌ عن الإلمام ببيتِ اللّه الحرامِ وتعظيمِ المشاعرِ العظام، وهو يسألُ اللّه تعالى فكه وإطلاقهَ، وتيسيره….. وانطلاقه،….. الفراغُ منه لليلتين خَلَتا من جمادى الآخرةِ من شهور سنة….، والصلاةُ على سيدنا محمدٍ وآلهِ وأصحابه.

يسف

ابن السكِّيت: اليَسَفُ: ذُباب، وأنشد لعَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِيِّ بن الرِّقاع يَمدح مُرَيَّ بن ربيعة بن مسعود الكلبي:

حتّى أتَيْتُ مُرَيّاً وهو مُنْـكَـرِسٌ كاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ في الغابَةِ اليَسَفُّ

ويروى: “السَّعَفُ” وهما بمعنى، قال: ولم نَسمع بهذين إلاّ في هذا الشعر، قال: ولعلّهما يكونان لُغة لهؤلاء القوم.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف