معجم العباب الزاخر – باب الواو (و)

ودأ

يقال: وَدَأَ فلان بالقوم: إذا غشيهم بالإساءة.
وقال الكسائي: وَدَأ الفرسُ يَدَأُ -مثال وَدَعَ يَدَعُ-: إذا أدْلى؛ مثل وَدَى يدي.
وودِئَ خَبره: انقطع.
وقال الفرّاء: سمعتُ بعض بني نَبهان من طَيِّءٍ يقول: دَأْني؛ يريد: دعني.
أبو عبيد: المُوَدَّأَةُ: المَهْلَكة والمفازَةُ، قال: وهي لفظ المفعول به.
أبو زيد: ودَّأْتُ عليه الأرض تَوْدِيئاً: إذا سوَّيتَ عليه الأرض، قال رجُل من بني ضبَّة يرثي أخاه أُبيّاً:

أ أُبَيُّ إنْ تُصْبِحْ رَهِيْنَ مُوَدَّاءٍ زَلْخِ الجَوانبِ قَعْرُه مَلْحُوْدُ

وودَّأ بالقوم تَوْدِئةً: أهْلَكَهم. والمُوَدَّأَةُ: حُفرةُ المَيِّت.
وتَوَدَّأَ عليه: أهْلَكَه.
وتَوَدَّأَتْ عليه الأرض: استوت عليه مثل ما تستوي على الميت.
وتَوَدَّأَتْ عليه الأخبار: أي انقطعت دونه، أنشد ابن الأعرابي لِهُدْبةَ بن خَشْرم:

وَللأرْضِ كم من صالحٍ قد تَوَدَّأَتْ عليه فَوَارَتْه بلَمّـاعَةٍ قَـفْـرِ

ويروى: “تَلَمَّأَتْ”.
وقال أبو مالك: تَوَدَّأْتُ على مالي: أي أخذْتُه وأحرَزْتُه.
والتركيب يدل على هَلاك وضياع.

وذأ

وَذَأْتُ الرجل وَذْءً: عِبْتُه وحقَرْتُه، وأنشد أبو زيد:

ثَمَمْتُ حَوائجي ووَذَأْتُ بِشْـراً فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ

ووَذَأتِ العين: نَبَتْ.
وما به وَذْءَةٌ ولا ظَبْظابٌ: أي لا عِلّة به.
ووَذَأتُه فاتَّذَأ: أي زَجَرْتُه فانزَجر، ومنه حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه بينا هو يَخطب ذات يوم قام رجل فنال منه فَوَذَأه ابن سلام فاتَّذأ، فقال له رجل: لا يَمْنعنَّك مكان ابن سلام أنْ تَسُبَّ نعْثَلاً فإنه من شيعته، فقال ابن سلام: فقلت له: لقد قُلت القول العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نُوح. كان يُشبَّه برجل من أهل مِصر اسمه نعْثل لِطول لحيته. قوله: العظيم يوم القيامة: أي الذي يَعْظُم عقابه يوم القيامة، وقيل: أراد يوم الجُمُعة.

ورأ

وَرَاءٌ: بمعنى خلف وبمعنى قُدّام، وهي مؤنَّثة، وقال ابن السكِّيت: يُذكَّر ويُؤنَّث، وهي من الأضداد، وتصغيرُها وُريئَة، قال الله تعالى: (ومن وَرَائه عَذابٌ غَليظٌ) أي: من أمامِه، وقال جلّ ذكره: (وكانَ وراءَهم مَلِكٌ) أي أمامهم، وقال عز من قائل: (من وَرَائه جَهَنَّمُ) أي من أمامه، قال لبيد -رضي الله عنه-:

ألَيْسَ ورائي إنْ تَرَاخَتْ مَنِـيَّتـي لُزُوْمُ العَصَا تُحْنى عليها الأصَابِعُ

وأما قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغى وراءَ ذلك) أي سِوى ذلك، وكذلك قوله تعالى: (ويَكْفُرُوْنَ بما زَرَاءَه) أي بما سِواه.
وقيل في قول لبيد -رضي الله عنه- في رواية من روى:

تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوْرَأْ بهـا شُعْبَةَ السّاقِ إذا الظِّلُّ عَقَلْ

بتقديم الراء على الهمز: أنّه “يُفْعَلْ” من لَفْظ وراء.
ويقال: ما وُرِئْتُ -على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه-: أي ما شعَرْت.

وزأ

وَزَأْتُ اللحم وَزْءً: أيْبَسْتُه.
والوَزَأُ -بالتحريك-: الشديد الخلق.
ووزأتِ الناقة براكبها تَوْزِئةً: صَرَعَتْه.
أبو زيد: وزَّأْتُ الوعاء توْزِئةً وتَوْزِيْئاً: إذا شددتَ كنزه.
الأصمعي: وَزَّأْتُ القِرْبَة تَوْزيْئاً: مَلأْتُها، فَتَوَزَّأَت هي، ووَزَّأْتُه أيضاً: حَلَّفْته بكل يمين.
والتركيب يدل على تجمُّع واكتناز.

وضأ

الوَضَاءَةُ: الحُسنُ والنظافة، تقول: وَضُؤَ الرجُل: أي صار وَضِيئاً، والمرأة وَضيْئة.

والوَضُوْءُ -بالفتح-: الماء الذي يُتَوَضَّأُ به. والوَضُوْءُ -أيضاً-: المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاة، مثل الوَلُوع والوَزُوع والقبُول، وأنكر أبو عمرو بن العلاء الفتْح في غير القَبول، وقال الأصمعي: قلتُ لأبي عمرو: ما لوَضوء بالفتح؟ قال: الماء الذي يُتَوَضَّأُ به، قلت: فالوُضُوءُ بالضم؟ قال: لا أعرفه. وأما إسباغُ الوَضُوءْ فبفتح الواو لا غير؛ لأنه في معنى إبلاغ الوَضُوء مواضِعه، وذكر الأخْفَشُ في قوله تعالى: (وَقُوْدُها النّاسُ والحِجارَةُ) فقال: الوَقودُ -بالفتح- الحَطَب، والوُقُودُ -بالضم-: الاتِّقاد وهو المصدر، قال: ومِثل ذلك الوَضُوْءُ وهو الماء والوُضوءُ وهو المصدر، ثم قال: وزعَموا أنَّهما لُغتان بمعنى واحد؛ تقول: الوَقود والوُقود يجوز أن يُعنى بهما الحَطَب ويجوز أن يُعنى بهما المصدر، وقال غيره: القَبُول والوَلُوْعُ مَفتوحان وهما مَصدران شاذّان، وما سِواهما من المصادر فَمَبنيٌّ على الضم.
والمِيْضَأَةُ: المَطْهَرَةُ؛ وهي التي يُتَوَضَّأُ منها أو فيها، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي قتادَة الحارِث ابن رِبْعيّ الأنصاريّ -رضي الله عنه- سَحَرَ ليلةِ التَّعريْس: احفَظْ عليك مِيْضَأَتَكَ فسيكون لها نَبأٌ.
والوُضَّاءُ -بالضَّم والتشديد-: الوَضْيءُ، قال زيد بن تُركيٍّ أخو يزيد، وأنشده الفرّاء في نوادِرِه لأخيه يزيد، وهو لِزيد:

والمَرْءُ يُلْحِقُه بِفِتْيان النَّـدَى خُلُقُ الكَريم وليس بالوُضّاءِ

أبو عمرو: تَوَضَّأَ الغلام: إذا أدرك. وتَوَضَّأَتِ الجارية: إذا أدركتْ.
وأما حديث الحسن البصري -رحمه الله-: الوُضوء قبل الطعام ينفي الفَقر وبعده ينفي اللمم ويُصِح البصر، فإن المُراد منه غسْل اليدين فقط، وكذلك المراد من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: تَوَضَّؤوا مما غيَّرت النار ولو من ثور أقط؛ أي نظِّفوا أيديكم من الزُّهومة، وكان بعض الأعراب لا يَغْسلونها وكانوا يقولون: فقدُها أشدُّ من ريحها.
ويقال: واضَأْتُه فَوَضَأْتُه أضَؤُه: إذا فاخرْتَه بالوَضَاءةِ فغَلَبْتَه.
والتركيب يدل على حُسنٍ ونظافة.

وطأ

وَطئْتُ الشيءَ برِجلي وَطْأً.
ووَطِيءَ الرجلُ امرأتَه يَطَأُ فيهما، سَقَطَتِ الواوُ من “يَطَأُ” سَقوطَها من “يَسَعُ” لِتَعَدِّيهما، لأنَّ فِعلَ يفعلُ ممّا اعتَلَّ فاؤُه لا يكونُ إلاّ لازِماً، فلمّا جاءا من بينِ أخَتِهما مُتَعدِّييْن خُولِفَ بهما نَظائرُهُما.
والوَطَأَةُ -بالتحريك- والواطئةُ: السّابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لِوَطْئِهم الطَّريقَ، وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم-: احتاطوا لأهلِ الأموال في النّائبَةِ والواطِئَةِ وما يجبُ في الثَّمَرِ من حَقٍّ.
والوَطْأَةُ: مَوْضِعُ القَدَمِ، وهي -أيضاً-: كالضَّغْطَة، وفي دُعاء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على قُرَيش: اللهمَّ أنجِ الوَليدَ بن الوليد وسَلَمَةَ بن هِشامٍ وعَيّاشَ بن أبي ربيعةَ والمُستَضعَفينَ بمكَّةَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعَلها عليهم سِنينَ كَسِني يُوسُف. وفي حديثه الآخَر: انَّه -صلى الله عليه وسلَّم- خَرَجَ ذاتَ يومٍ وهو مُحتَضِنٌ أحَدَ ابنَيْ ابنَتِه وهو يقولُ: والله إنَّكم لَتُجَبِّنونَ وتُبَخِّلونَ وتُجَهِّلونَ وإنّكم لَمِن رَيْحانِ الله، وانَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بِوَجٍّ: أي آخِرَ أخْذَةٍ ووَقْعَةٍ.

والمَوْطَأُ -بفتح الطاء-: موضع وَطْءِ القدم، وقال الليث: هو المَوطِيءُ؛ قال: وكل شيءٍ يكون الفِعلُ منه على فَعِلَ يَفعَلُ مثل سَمِعَ يَسمَعُ فانَّ المَفعَلَ منه مَفتوح العين الاّ ما كان من بناتِ الواو على بِناء وَطِيءَ يَطَأُ، ومنه حديثُ طَهْفَةَ ابن ابي زُهَيرٍ النَّهدِي ?رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَت وُفودُ العرب على رسول الله ?صلى الله عليه وسلم-: قام إليه طَهْطَفَةُ بن أبى زُهَير النَّهديُّ ?رضي الله عنه- فقال: أتَيناكَ يا رسولَ الله من غَوْرَيْ تهامَةَ بأكْوارِ المَيس تَرتَمي بنا العِيسُ نَستَحْلِبُ الصَّبيرَ ونَسْتَخْلِبُ الخَبير ونَستعضِدُ البَريرَ ونَستَخيلُ الرِّهامَ ونَستَحيلُ ?أو نَستَجيلُ- الجَهامَ من ارضٍ غائلَةِ النِّطاءِ غلَيظةِ المَوْطَأ قد نَشِفَ المُدْهُنُ ويَبِسَ الجِعْثِن وسَقط الأُمْلوجُ ومات العُسلوجُ وهَلَكَ الهَديُّ ومات الوَدِيُّ، بَرِئْنا يا رسول الله من الوَثَنِ والعَنَنِ وما يُحدِثُ الزَّمَنُ؛ لنا دعوة السَّلام وشريعةُ الاسلام ما طَمَا البحرُ وقام تِعارُ، ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ إغْفالٌ ما تَبِضٌ بِبِلالٍ ووَقيرٌ كَثيرُ الرَّسَلِ قليلُ الرِّسلِ أصابَتْها سُنَيَّةٌ حمراءُ مُؤزِلَةٌ ليس لها عَلَلٌ ولا نَهَلٌ. فقال رسول الله ?صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ بارِك لهم في مَحْضِها ومَخضِها ومَذْقِها وابعَث راعيَها في الدَّثرِ بِيانِع الثَّمَر وافجُر له الثَّمَدَ وبارك له في المال والوَلَد، مَن أقامَ الصلاةَ كان مُسلِماً ومَن آتى الزكاةَ كان مُحسِناً ومَن شَهِدَ أنْ لا اِلهَ إلاّ الله كان مُخلِصاً، لكم يا بَني نَهْدٍ ودائعُ الشِّرْكِ ووَضائهُ المِلكِ لا تُلَطِطْ في الزَّكاة ولا تُلحِد في الحياة ولا تَتَثاقَل عن الصلاة، وكَتَبَ مَعَه كِتاباً الى بَني نَهْدٍ: بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم: من مُحمَّدٍ رسولِِ الله إلى بني نَهْدِ بن زيدٍ، السَّلامُ على من آمَنَ باللهِ ورَسولِهِ، لكم يا بين نَهْدٍ في الوَظيفةِ الفَريضَةُ ولكم العارِضُ والفَريشُ وذو العِنانِ الرَّكوبُ والفَلُوُّ الضَّبيسُ لا يُمنَعُ سَرحُكُم ولا يُعضَدُ طَلحُكُم ولا يُحبَسُ دَرُّكُم ما لم تُضمِروا الاِماقَ وتأكُلُوا الرِّباقَ، من أقَرَّ بما في هذا الكِتاب فَلَهُ من رَسولِ الله الوَفاءُ بالعَهدِ والذِّمَّةُ ومن أبى فعليه الرِّبوَةُ.
ووَطُؤَ الموضِعُ يَوْطُؤُ وَطاءَةً: أي صار وَطيئاً، وكذلك الطِّئَةُ والطَّأَةُ مثالُ الطِّعَةِ والطَّعَةِ في المصدر، فالهاء عِوَضٌ من الواو؛ كما قال الكُمَيتُ:

أغْشى المَكارِهَ أحياناً ويَحمِلُنـي منه على طَأَةٍ والدَّهرُ ذو نُوَبِ

أي: على حالٍ لَيِّنَةٍ، ويُروى: “على طِئَةٍ”.
والوَطيئَةُ -على فَعيلَةٍ-: الغِرارَةُ، وقال بعضُ بَني عُذرَةَ: أتَينا النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- بتَبُوكَ فأخرَجَ إلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطيئَةِ.
والوَطيئَةُ -أيضاً-: ضَرْبٌ من الطَّعام.
وقوله تعالى: (لم تَعلَمُوهُم أن تَطَأُوهُم) أي تَناوَلوهُم بمكرُوهٍ.
وبنو فلانٍ يَطَؤُهُم الطَّريقُ: أي ينزِلونَ قريباً منه، والمعنى: يَطَؤُهُم أهلُ الطَّريق.
والواطِئَةُ: سُقاطَةُ التمر؛ لأنَّها تُوطَأُ، فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعولَة.
وأوْطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه، يُقال: منأوْطَأَكَ عَشْوَةً. وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلّم-: أَنَّ رِعاءَ الاِبِلِ ورِعاءَ الغنم تَفاخَروا عندَه فأوْطَأَهُم رِعاءُ الإبل غَلَبَةً؛ فقالوا: وما أنتم يا رِعاءَ النَّقَدِ هل تَخُبُّونَ أو تَصيدونَ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: بُعِثَ موسى وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثَ داوودُ وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثْتُ وانا راعي غَنَمِ أهلي بأجيادَ. فَغَلَّبَهم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-. فَأَوْطَأُونَ قَهراً وغَلَبَةً عليهم.
والاِيطاءُ في الشِّعر: اِعادةُ القافيَة.
وائْتَطَأَ الشيءُ -على افْتَعَلَ-: أي استَقامَ وبَلَغَ نِهايَتَه.
وبنو قَيسٍ يقولون: لم يَأْتَطِيءْ السِّعرُ بعدُ: أي لم يَستَقِم.

ولم يَأْتَطِيءْ الجِدتدُ بَعدُ: أي لم يَحِنْ، يُقال: وَطَّأْتُه فاتَّطَأَ: أي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ، وفي الحديث: أَنَّ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- صلى برسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- العِشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ وائتَطَأَ العِشاءُ.
ووَطَّأْتُ الشيءَ تَوْطِئَةً: جَعَلْتُه وطِيئاً، ولا تَقُل: وَطَّيْتُ.
ورَجلٌ مُوَطَّأُ الأكْناف: إذا كان سَهلاً دَمِثاً كَريماً يَنزِلُ به الأضيافُ، ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم-: ألاَ أُخْبِرُكُم بأَحبِّكُم إلَيَّ وأقرَبِكُم مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامة: أحاسِنُكُم أخْلاقاً الموطِئونَ أكْنافاً الذين يَأْلَفُونَ ويُؤلَفونَ. وقال المُبَرِّد: المُوَطَّأُ الأكْنافِ: الذي يَتمكن في ناحيته صاحِبُها غيرَ مُؤْذىً ولا نابٍ به مَوْضِعُه.
ورَجُلٌ مَوَطَّأُ العَقِبِ: أي سلطانٌ يُتَّبَعُ وتُوْطَأُ عَقِبُه، ومنه حديث عَمّار ابن ياسِر -رضي الله عنهما- حين وشَى به رَجُلٌ إلى عُمَر -رضي الله عنه- فقال عَمّارُ: اللهُمَّ إِنْ كان كَذَبَ عَلَيَّ فاجعَلْهُ مُوَطَّأَ العَقِبِ. كأنَّهُ دعا عليه بأنْ يكونَ رَأساً أو ذا مالٍ فيتّبِعُه الناس.
أبو زيد: واَطأْتُه على الأمرِ: إذا وافَقْتَه، وفلانٌ يُواطِيءُ اسمُه اسمي، وقال الأخْفَشُ في قول الله تعالى: (لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ الله): أي لِيُوافِقُوا ويُماثِلوا.
وقوله تعالى: (هي أشَدُّ وطَاءً) بالمَدِّ، وهي قراءةُ غيرِ أبي عمرو وابن عامِر: أي مُواطَأَةً وهي المُواتَاة: أي مُواتَاةُ السَّمْع والبَصَر ايّاه، وذلك أَنَّ اللِّسانَ يُواطيءُ العملَ والسَّمْعَ يُواطِيءُ فيها القلبَ، وقَرَأَ أبو عمرو وابنُ عامر: (أشَدُّ وطْأً) بسُكون الطاء: أي قياماً أي هي أبلَغُ في القيام وأوْطَأُ للقائم، وقيل: أبْلَغُ في الثَّواب، ويجوزُ أنْ يكونَ معناه: أغْلَظُ على الإنسان من القِيام بالنَّهار؛ لأنَّ الليلَ جُعِلَ سَكَناً.
والمُواطَأَةُ في الشِّعْر: مثلُ الإيطاء.
وتَوَطَّأْتُه بقَدَمي: مثلُ وَطِئْتُه.
وتَواطَأُوا عليه: أي تَوافَقُوا.
والتركيبُ يدلُّ على تَمْهيد شيءٍ وتَسهِيله.

وكأ

رجُلٌ تُكَأَةٌ -مثالُ تُؤَدَةٍ-: كثير الاتِّكاءِ، وأصلُها وُكَأَةٌ.
والتُّكَأَةُ -أيضاً-: ما يُتَّكَأُ عليه، وهي المُتَّكَأُ، قال الله تعالى: (واعتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً)، قال الأخْفَش: هو في معنى مَجلِسٍ.
وطَعَنه حتَى أتْكَأَه -على أفْعَلَهُ-: أي ألْقاه على هَيئَة المُتَّكِيءِ.
وأوْكَأْتُ فلاناً ايْكاءً: اذا نَصَبْتَ له مُتَّكَأً. وفي نَوادِرِ أبي عُبَيْدةَ: أوْكَأْتُ عليه: أي تَوَكَّأْتُ.
الليث: تَوَكَّأَتِ الناقَةُ: وهو تَصَلُّقُها عند مَخَاضِها: أي أَنِيْنُها لِوَجَعِ الوِلادَة.

ومأ

وَمَأْتُ اليه أَمَأُ وَمْأً. أنْشَدَ القَنانِيُّ:

وقَفْنا فَقُلْنا اِيهِ سِلْمٌ فَسَلَّـمَـتْ وما كانَ إلاّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ

ويُرْوى: “فَقُلْنا السَّلامُ فاتَّقَتْ من أميرِها”.
ويُقال: ذَهَبَ ثوبي فما أدْري ما كانت وامِئَتُه: أي لا أدري ىمَن أخَذَه.
أبو زيد: يُال: وَقَعَ في وامِئَةٍ: أي في أُغْوِيَّةٍ وداهِيَة.
وأوْمَأْتُ إليه وأوْمَأْتُه أيضاً ووَمَّأْتُ تَوْمِئَةً: أشَرْتُ.

وجس

الوَجْسُ: الصَّوْتُ الخَفيُّ.

والوَجْسُ -أيضاً-: أنْ يكونَ الرَّجُلُ مَعَ جارِيَتِهِ والأُخرى تَسْمَعُ حِسَّه، وهو الفَهْرُ أيضاً.
والوَجْسُ: الفَزَعُ يقع في القلب أو السَّمع من صوتٍ وغيرِه.
والوَجَسَان: فَزَعُ القلب.
والأوْجَسُ: الدَّهْرُ، يقال: لا أفْعَلُهُ سَجِيْسَ الأوْجَسِ والأوْجُسِ -بفتح الجيم وضَمِّها-: أي أبَداً؛ عن ابن السِّكِّيت.
وقال الأُمَويّ: يقال ما ذُقْتُ عِنْدَه أوْجَسَ: أي شَيْئاً من الطَّعام، وما في سِقَائه أوْجَسُ: أي قَطْرَةٌ.
والواجِسُ: الهاجِسُ.
وميجاسٌ: من الأعلام.
وقوله تعالى: (فأوْجَسَ في نَفْسِه خِيْفَةً) أي أحَسَّ وأضْمَرَ في نَفْسِه خَوْفاً، وكذلك تَوَجَّسَ.
والتَّوَجُّس -أيضاً-: التَسَمُّع إلى الصَوْتِ الخَفِيِّ، قال ذو الرمَّة يصف صائِداً:

إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَـابِـكِـهـا أو كانَ صاحِبَ أرْضٍ أو بِه المُوْمُ

وقال ذو الرُّمَّة -أيضاً- يصف ثوراً:

وقد تَوَجَّسَ ركزاً مُقْفِـرٌ نَـدُسٌ بِنَبْأةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ

وتَوَجَّسْتُ الطَّعامَ: إذا تَذَوَّقْتُه قليلاً قليلاً، وكذلك تَوَجَّسْتُ الشَّرابَ.
والتركيب يدل على إحْساسٍ بِشَيْءٍ وتَسَمُّعٍ له، ومِمّا شَذَّ عن هذا التركيب: لا أفْعَلُه سَجِيْسَ الأوْجَسِ والأوْجُسِ، وما ذُقْتُ عِنْدَه أوْجَسَ.

ودس

وَدَسَ عليهِ الشَّيْءَ وَدْساً: أي خَفِيَ. وأينَ وَدَسْتَ به: أي أينَ خَبَأْته. وما أدري أينَ وَدَسَ: أي أينَ ذَهَبَ.
وقال ابن دريد: وَدَسَتِ الأرضُ تَدِسُ وَدْساً: إذا ظَهَرَ فيها النَّبْتُ ولم يَكْثُر.
ووَدَسْتُ إلى فلان بكَلام: إذا طَرَحْتَ إليه كلاماً لم تَسْتَكْمِلْهُ.
قال: والنَّبْتُ وادِسٌ، والأرضُ مَوْدوسَة.
وقال ابن فارِس: الوَديس: النَّبات الجاف.
وقال الليث: الوِدَاسُ من النَّبات: ما قد غَطّى وَجْهَ الأرض ولمّا تَتَشّعَب شُعَبُه بَعْدُ، إلاّ أنَّه في ذلك كثير مُلْتَف.
والوَدْس: أوَّل نبات الأرض، يقال: ما أحْسَنَ وَدْسَها.
وقال أبو زَيد: إذا أخْرَجَت الأرضُ نَباتَها قيلَ: أَوْدَسَت.
وقال أبو زَيد: أوْدَسَتِ الأرضُ: إذا وَضَعَت الماشِيَة رُؤوسَها تَرْعى النَّبْتَ.
وقال الأصمعيّ: وَدَّسَتِ الأرضُ تَوْدِيْساً، وهي أرضٌ مُوَدَّسَةٌ: أوَّلُ ما يَظْهَرُ نَباتُها، وأنْشَدَ للبَعِيْثِ:

كأنَّ قَتُودي فوقَ جَأْب خَلالـه بِيَنْبُوْته القُصْوى عَدَابٌ مُوَدِّسُ

وقال ابن فارِس: وَدَّسَ عَلَيَّ الشَّيْءُ: أي خَفِيَ، وأيْنَ وَدَّسْتَ به: أي أيْنَ خَبَأته، مثلُ وَدَسْتَ به.
وما أدري أيْنَ وَدَّسَ: أي أيْنَ ذَهَبَ.
وقال الليث: التَوَدُّسُ: رَعْيُ الوِدَاسِ.
ورتنس: وَرْتَنِيْس: بلدة من نواحي افْريقِيَةَ.

ورس

الوَرْسُ: يُزْرَع باليَمَنْ زَرْعاً، ولا يَمون بِغَيْر اليَمَن، ولا يكون منه شَيْءٌ بَرِّيّاً، ونَباتُه مثل نبات السِّمْسِم، فإذا جَفَّ عِنْدَ إدراكِهِ تَفَتَّقَتْ سَنِفَتُه وهي خَرائِطُه وأكِمَّتُه، فَتُنْفَضُ فَيَنْتَفِضُ منها الوَرْسُ، ويُزْرَعُ سَنَةً فَيَجْلِسُ عَشْرَ سِنين؛ أي يُقيم في الأرضِ يُنْبِت ويُثمِر. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: لا يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَمِيْصَ ولا العِمَامَةَ ولا البُرْنُسَ ولا السَّرَاوِيْلَ ولا ثَوْباً مَسَّهُ وَرْسٌ ولا زَعْفَرَان؛ ولا الخُفَّيْنِ إلاّ ألاّ يَجِدَ نَعْلَيْنِ فَلْيَقْطَعْهُما حتى يَكونا أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ. وقال العجّاج يصف جَمَلاً:

يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الـوَرْسِ من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيْمُ الدَّرْسِ

وقال الدِّيْنَوَريّ: للعَرْعَرِ وَرْسٌ، ولا يكون إلاّ في عَرْعَرَةٍ جَفَّتْ من ذاتِها، فَيوجدُ بَيْنَ لِحائها والصَّمِيْمِ وَرْسٌ، إذا فُرِكَ انْفَرَكَ، ولا خَيْرَ فيه، ولكن يُغَشُّ به الوَرْسُ.
قال: وللرِّمْثِ وَرْسٌ، وذلك أنَّه إذا كان في آخِرِ الصَّيْفِ وانْتهى مُنَتَهاه اصْفَرَّ صُفْرَةً شَديدَةً حتى يَصْفَرُّ منه ما لابَسَهُ. ورِمْثٌ وَرِيْسٌ: أي ذو وَرَسٍ، قال عبد الله بن سَلَمَة -وقيل: سُلَيْمَة، وقيل: سُلَيْم- وهذا أصَح:

في مُرْبِلاتٍ رَوَّحَت صَفَرِيَّة بِنَواضِحٍ يقطرنَ غَيْرَ وَرِيْسِ

ووَرْسُ: اسم عَنْزٍ كانت غَزيرَة.
وجَمَلٌ وارِسٌ: شديد الحُمْرَة.
وقال الليث: الوَرْسِيُّ من أقداح النُّضَارِ: من أجْوَدِها. وفي الحديث: أنَّ الحُسَيْنَ -رضي الله عنه- مرَّ بِدارٍ فاسْتَسْقى فَخَرَجَ إليهِ رَجُلٌ بِقَدَحٍ وَرْسِيٍّ مُفَضَّضْ فَشَرِبَ فيه.
والوَرْسِيُّ مِنَ الحَمام: ضَرْبٌ يَضْرِبُ لَونُه إلى حُمْرَةٍ وصُفْرَةٍ.
وقال ابن دريد: وَرِسَت الصَّخْرَةُ -بالكسر- في الماءِ: إذا رَكِبَها الطُّحْلُب حتى تَخْضَارَّ وتَمْلاسَّ، وأنشد لامْرئ القيس:

وتَخْطو على صُمٍّ صِلاَبٍ كأنّها حِجَارَةُ غِيْلٍ وارِساتٌ بِطُحْلُبِ

وإسْحاق بن إبراهيم بن أبي الوَرْسِ الغَزِّيُّ: من أصحاب الحديث.
وأوْرَسَ الرِّمْثُ: إذا اصْفَرَّ وَرَقُه بعدَ الإدْراك؛ فَصَارَ عليه مثل المُلاءِ الصُّفْرِ، فهوَ وارِس، ولا يُقال مورِس، وهو من النَّوادِر. وقال الدِّيْنَوَري: لم يَقولوا وَرَسَ كما لم يَقولوا مُوْرِسٌ، وكأنَّ المُرَادَ بِوارِسٍ أنَّه ذو وَرْسٍ، كما قالوا تامِر في ذي التَّمْرِ، وإنَّما يُوْرِسُ إذا بَلَغَ نِهايَتَه قال: وقال الأصمعيّ: أبْقَلَ المَوْضِعُ فَهوَ باقِل، وأوْرَسَ الشَّجَرُ فَهوَ وارِس: إذا أوْرَقَ، ولم يُعْرَف غَيْرُهما، روى ذلك عنه الثِّقَة. وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّه يقال أوْرَسَ فهو مُوْرِسٌ، وهذا غيرُ مَعروف وإنَّما هو قِيَاسٌ. قال: وقال بعض الرُّواةِ الثِّقَلتِ: وَرَسَ فهوَ وارِس. قال أبو عَبَيْدَة: بَلَدٌ عاشِب؛ ولا يقولونَ إلاّ أعْشَبَ، فَيَقولونَ في النَّعْتِ على فَعَلَ وفي الفِعْلِ على أفْعَلَ، هكذا تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ.
وَوَرَّسْتُ الثَّوْبَ تَوْرِيْساً: صَبَغْته بالوَرْسِ.

وسس

الوَسُّ: العِوَضُ.
والوَسْوَاسُ: اسم الشَّيْطان.
والوَسْوَاس: هَمْسُ الصّائِدِ والكِلابِ، قال ذو الرّمة يصف ثَوراً:

فَبَـاتَ يَشْـئزُه ثـأْدٌ ويُسْـهِـرُهُ نَذَؤّبُ الرِّيْحِ والوَسْوَاسُ والهضَبُ

والوَسْوَاس -أيضاً-: صَوتُ الحُليِّ، قال الأعشى:

تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاساً إذا انْصَرَفَتْ كما اسْتَعانَ بِرِيْحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

ووَسْوَاس: جَبَلٌ.
وقال جار الله العلاّمَة الزَّمَخْشَرِيُّ -رحمه الله-: وَسْوَسٌ: من أوْدِيَةِ القَبَليَّةِ.
والوَسْوَسَة والوَسْوَاسُ -بالكسر-: حديث النَّفْسِ، والوَسْوَاس -بالفتح-: الاسم؛ كالزِّلْزَالِ والزَّلْزال. يقال: وَسْوَسَ له ووَسْوَسَ إليه، قال الله تعالى: (فَوَسْوَسَ لهما الشَّيْطانُ)، وقال جَلَّ ذِكْرُه: (فَوَسْوَسَ إليه الشَّيْطانُ قال يا آدَم)، والعَرَب توصِلُ بهذه الحُرُوف كُلِّها الفِعْلَ. وقال أبو عُبَيْدَة: الوَسْوَسَة في التَّنْزيل ما يُلْقِيْهِ الشَّيْطان في القَلْب وفي حديث النَّفْسِ. قال رؤبة يصف الحُمُرَ الوارِدَة والصّائَدَ:

حتى إذا ما كُنَّ في الحَوْمَ المَهَقْ وبَلَّ بَرْدُ الماءِ أعْضَادَ اللَّـزَقْ
وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً رَبَّ الفَلَقْ سِرّاً وقد أوَّنَ تأْوِيْنَ العُـقُـقْ

الحومُ: الكَثيرُ، أي شَرِبْتَ حتى كأنَّ كُلَّ حِمارٍ منها أتانٌ حامِلٌ.
والتركيب يدل على صوتٍ غيرِ رَفيع.

وطس

الأصمعيّ: الوَطْسُ: الضَّرْبُ الشديد بالخُفِّ، وقال أبو الغَوْث: هو بالخُفِّ وغَيْرِه.
وأصل الوَطْس: الكَسْرُ، يقال: وَطَسَه يَطِسُه وَطْساً: إذا كَسَرَه، قال عَنتَرَة بن شدّاد العَبْسيّ:

خَطّارَة غِبَّ السُّـرى زَيّافَة تَطِسُ الإكامَ بوَقْعِ خُفٍّ مِيْثَمِ

ويروى: “مَوّارة تَطِسُ”.
والوَطيس: التّنور، ومنه قول النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يومَ حُنَيْن لَمّا نَظَرَ إلى مُجْتَلَدِ القَوم: الآنَ حَمِيَ الوَطِيْس. أي اشْتَدَّت الحَرْبُ، قال الأفوَه الأودِيّ:

أُدِّبْنَ بالـصَّـبْـرِ إذا ضَـرَّمَـتْ نِيْرانَها الحَرْبُ اضْطِرامَ الوَطِيْسْ

والوَطِيسَة: شِدَّة الأمر.
وأوْطَاسٌ: وادٍ في دِيار هَوَازِن، قال بِشْر بن أبي خازِم:

والتَّوْقِيْس: الإجْراب، وإبل مُوَقَّسَة. وقال الأزهري: سَمِعْتُ أعْرابِيَّةً من بَني نُمَيْرٍ كانت اسْتُرْعِيَتْ إبلاً جُرْباً، فَلَمّا أراحَتْها سَأَلَت صاحِبَها فقالَت: إلى أينَ آوي هذه المُوَقَّسَة. آوَيْتُهُ -بالقصر- مِثل آوَيْتُهٌ بالمَدِّ.

وكس

الوَكْس: النُّقْصَان، يقال: وَكَسَ الشَّيْءُ يَكِسُ. والوَكْس -أيضاً-: النَّقْصُ، وقد وُكِسَ الرَّجُل في تِجارَتِهِ: أي نقصَ وخَسِرَ فيها. فوَكَسَ لازِم ومُتَعَدٍّ. وسُئلَ ابنُ مَسْعودٍ -رضي الله عنه- عن رَجُلٍ ماتَ عن امْرَأةٍ ولم يَدْخُلْ بها ولم يفرضْ لها الصّدَاق قال: إنَّ لها صداقاً كصداقِ نِسَائها لا وَكْس ولا شَطَط؛ وإنَّ لها المِيْراث، وعَلَيْها العِدَّة.
ويقال: بَرَأتِ الشَّجَّةُ على وَكْسٍ: إذا بَقِيَ في جَوْفِها شَيْءٌ.
وقال ابن دريد: الوَكْس: دُخُول القَمَر في نَجْمٍ يُكْرَهُ، وأنشد:

هَيَّجَها قَبْلَ ليالي الوَكْسِ

وقال أبو عمرو: الوَكْس: مَنْزِلُ القَمَرِ الذي يُكْسَفُ فيه.
وقال ابن عبّاد: الوَكْس: أنْ يَقَعَ في أُمِّ الرَّأسِ دَمٌ أو عَظْمٌ فَثَجَّجَ.
قال: ورجُلُ أوْكَس: أي خَسِيْس.
وأُوكِسَ الرَّجُل -على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه-: أي خَسِرَ. وقال ابن عبّاد: أوْكَسَ مالُه: ذَهَبَ، جَعَلَه لازِماً.
وقال أبو عمرو: التَّوْكيس: التَّوْبيخ.
والتَّوْكِيْس: النَّقْص، قال رؤبة:

وشانِئٍ أرْأمْتُهُ التَّوْكِـيْسـا صَلَمْتُهُ أو أجْدَعُ الفِنْطِيْسا

أرْأمْتُه: ألْزَمْتُه. والفِنْطِيْسَةُ: الأرْنَبَةُ.
والتركيب يدل على نُقْصَان وخُسْرَان.

ولس

الوَلُوْس: الناقة التي تَلِسُ في سَيْرِها وَلْساً ووَلَسَاناً. وقد وَلَسَتْ: إذا أعْنَقَتْ في سَيْرِها وأسْرَعَتْ.
وما لي في هذا الأمْرِ وَلْسٌ ولا دَلْسٌ: أي ما لي فيه خِيانَةٌ ولا خَدِيْعَةٌ.
ويقال للذِّئْبِ: وَلاّس؛ لأنَّه يَلِس في الدِّماء: أي يَلِغ فيها.
ووَلَسْتُ الحَدِيْثَ وأوْلَسْتُ به ووَالَسْتُ به: أي عَرَّضْتُ به.
وقال ابن شُمَيْل: المُوَالَسَة: الخِدَاع.
ويقال: قد تَوَالَسُوا عليه: أي تَنَاصَروا في خِبٍّ وخَديعَةٍ.
والمُوَالَسَة: شِبْه المُدَاهَنَة، يقال: فلان لا يُدالِس ولا يُوَالِس.
والتركيب يدلُّ على ضَرْبٍ من السَّيْرِ؛ وعلى الخِيانَة.

ومس

ابن دريد: الوَمْس: احْتِكاك الشَّيْءِ بالشَّيْءِ حتى يَنْجَرِدَ، وأنشد:

وقد جَرَّدَ الأكْتافَ وَمْسُ المَوَارِكِ

قال: المَوَارِك جمع مَوْرِكَةٍ ومَوْرَكَةٍ؛ وهي جِلْدة تُعَلَّق بينَ يَدَي الرَّجُل يَتَوَرَّك عليها الراكِب إذا أعْيَا؛ توقّي غارِبَ البَعِير، انتهى كلامُ ابنِ دريد.
قال الأزهريّ: لم أسْمَع الوَمْسَ لِغَيْرِه، والرِّوَايَة عندنا: مَوْرُ المَوارِك، انتهى كلام الأزهَريّ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصَّواب ما قالَه الأزهريّ، والبيت لذي الرُّمَّة، وصَدْرُه:

يَكادُ المِرَاحُ الغَرْبُ يَمْسِي عُرُوْضَها

وذلك المَوْضِع لا يَمُوْرُ، وإنَّما المعنى مَوْرُها في المَواركِ، يعني الأكتاف، كأنَّه أرادَ: وقد جَرَّدَ الأكتافَ مَوْرُ الأكْتافِ في المَوَارِك، وأضْمَرَ الكْتافَ وأضَافَ، كقوله تعالى: (قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِه) أي بِسُؤالِه نَعْجَتَكَ، والنَّعْجَةُ ليسَ لها سُؤال.
والمُوْمِسَة: الفاجِرَة. وقال الليث: المُوْمِسَاتُ: الفَوَاجِرُ مُجَاهَرَةً. ذكرها في تركيب م و س. وقال ابن عبّاد: جَمْعُها مَوَامِيْسُ. وفي دُعَاءِ أُمِّ جُرَيْجٍ الرّاهِب: اللّهُمَّ لا تُمِتْهُ حتى تُرِيَه وُجُوْهَ المُوْمِساتِ. وقد أوْمَسَتْ: أي أمْكَنَتْ من الوَمْسِ أي الاحْتِكاكِ.
وقال ابن عبّاد: المُوَمَّسُ -بفتح الميم المُشَدَّدَة- من الإبل: العُرْضِيُّ الذي لم يُرَضْ بَعْدُ.

وهس

الليث: الوَهْسُ: شِدَّة السَّيْر والإسْراعُ فيه. قال العجّاج يَصِفُ القِفَافَ:

وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ وَعْرٍ نُسَامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ

والوَهْسُ -أيضاً-: السِّرُّ، قال رؤبة:

أمْسى الغَواني بَعْدَ وُدٍّ شُوْسـا لَجْلَجْنَ دُوْني مَنْطِقاً مَوْهُوسا

والوَهْسُ: التَّطَاوُلُ على العَشِيرةِ والاخْتيَالُ، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ رضي الله عنه:

إنَّ امْرَأيْنِ من العَشِيرةِ أُولِعا بِتَنَقُّصِ الأعْراضِ والوَهْسِ

والوَهْس -أيضاً-: النَّمِيمَة.
والوَهْس: الدَّقُّ والكَسْر، قال طُرَيْح الثَّقَفي يصف أُسُوداً:

بَطِرَتْ فأخْرَجَها الغُلُوُّ فأقْبَلَتْ تَهِسُ البِلادَ تَنالُ حَيْثُ تَرُومُ

والوَهْس: الوَطْءُ. والوَهّاس: الأسَد الوَطّاء؛ شَبيهٌ بالهَوّاس، قال رؤبة:

كأنَّهُ ليثُ عَـرِيْنٍ دِرْوَاسْ بالعَثَّرَيْنِ ضَيْغَمِيٌّ وهّاسْ

وقد سَمّوا وهّاساً.
وقال ابن السكِّيت: الوَهِيْسَة: أن يُطْبَخَ الجَرَادُ ثمَّ يُجَفَّفْ ثمَّ يُدَقَّ فَيُقْمَحَ أو يُبْكَلَ أو يُخْلَط بدَسَمٍ.
وقال شَمِر: يقال: مَرَّ يَتَوَهَّس الأرْضَ: أي يَغْمِزُها غَمْزاً شَديداً.
وقال أبو عُبَيْد: التَّوَهُّس: مَشْيُ المُثْقَل.
ويقال: تَوَهَّسُوا وتَوَاهَسُوا وواهَسُوا -بمعنىً-: أي سارُوا.
والتركيب يدلُّ على الشِّدَّةِ في الأُمُورِ؛ وعلى السرار.

ويس

الليث: وَيْسٌ: كَلِمَة في مَوْضِع رأفَة واسْتِمْلاح؛ كقولِكَ للصَبيِّ وَيْحَه ووَيْسَه ما أمْلَحَه. وقال اليَزيديّ: الوَيْحُ والوَيْس بمنزِلَة الوَيْل في المعنى. وقال أبو تُراب: سَمِعْتُ أبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة: إنَّها بمعنىً واحِدٍ.
وقال ابن السكِّيت: في كتاب الألفاظ: يُقال: وَيْسٌ له: أي فَقْرٌ له، قال: والوَيْسُ الفَقْرُ.
وقال ابن الأعرابيّ: لَقِيَ فُلانْ وَيْساً: أي لَقِيَ ما يُرِيْدُ، وأنشد:

عَضَّت سَجَاحِ شَبثاً وقَيْسا ولَقِيَتْ من النِّكاحِ وَيْسا

وقال أبو حاتِمٍ: أمّا وَيْسَكَ فإنَّه لا يُقال إلاّ للصِبْيَان، وأمّا وَيْلَكَ فَكَلامٌ فيه غِلَظٌ، وأمّا وَيْحَكَ فَكَلامٌ بَيِّنٌ حَسَنٌ.

وأط

ابن عباد: الوَأطَةُ: من لُجج الماء.
وزُرت القوم ووأطْتُهم: بمعنى واحد.
والوَأطُ: الهيج.
والوَأطَةُ من الأرض: الموضع المرتفع منها.

وبط

الفرَّاء: ووَبَطَ ووَبِط ووَبُطَ -بالحركات الثلاث- وَبْطاً ووُبُطاً؛ والمستقبل يَبِطُ ويَوْبَطُ ويَوْبُطُ: أي ضعف.
والوابِطُ: الجبان الضعيف،قَال الكُميت يمدح أبان بن الوليد بن مالك:

لِيَهنئكَ أن قد كَسَاك الـوَلـيد سُراَدق مَجْدٍ عليك احِتجَارا
تُرَاث فَوَارِسَ لا طـالـبِـيْنَ وَغْماُ ولا وابِطِينَ انْتِصارا

نصب “انتِصاراً” على المصدر؛ وإن شئت على التفسير.قَال الكُميت أيضاً يمدح الحكم بن الصَّلت بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي؛ وكان على شرطة يوسف بن عمر بن محمد:

ومن خِنْدِفَ استَثْقَبتَ ناراً تحُشُّها بِسَعْدِ بن زَيْدٍ غَيْرَ وابِطَةِ الأهْلِ

يُريدُ: سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت أم الحكم من بني سعد.
وقال آخر:

أفَمنا لهم ثَمَّ سُـوْقَ الـضَّـرَابِ فما غَمَزَ القَوْمُ القَومُ مِنّا وُبُوْطا

ويقال: أردت حاجة فَوَبَطني عنها فلان: أي حسبني.
ووَبَطْتُهُ: أي وَضَعتهُ، وفي دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم لا تَبِطني بعد إذ رَفعتَني، يقال: وَبَطتُ الرجل: إذا وضعت من قدره.
والوِبَاطُ: الضَّعَفاء.
وقال ابن دريد: وَبَطْتُ حَظَّ الرجل أبِطُهُ وَبْطاً: إذا أخسسْته أو وضعت من قدره. ورجل وابِط: إذا كان خسيساً.
وقال غيره: وَبَطَ بالأرض: إذا لصق بها.
وقال ابن عباد: أوبَطْتهُ: أثْخَنْتُه.
والتركيب يدل على ضعفٍ.

وخط

وَخَطَه الشَّيْبُ: أي خالَطَه.
وقال الليث: وُخِطَ فلان: أي شاب رأسه وهو مَوْخُوطٌ.
وتقول: وَخَطَ في السير بِخَطُ: أي أسرع وكذلك وَخَطَ الظليم ونحوه ووخدَ: يراد بذلك سمعة الخَطو.
ووَخْطُ النعال: خَفْقُها. ومنه حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه خرج فأخذ ناحية البقيع فاتبعناه؛ فلما سمع صوت نعالنا خلفه وقف ثم قال: امضوا؛ وهو يشير بيده حتى مضينا كلنا؛ ثم أقبل يمشي خلفنا فالتفتنا بمَ يا رسول الله صنعت ما صنعت، قال: أني سمعت وَخْطَ نعالكم خلفي فتخوفت أن يتداخلني شيء؛ فقدمتكم بين يدي ومشيت خلفكم، فلما بلغ البقيع وقف على قبرين فقال: هذا قبر فلان لقد ضرب ضربةً تقطعت منها أوصاله؛ ثم وقف على الآخر فقال مثل ذلك؛ ثم قال: أما “هذا فكان يمشي” بالنميمة وأما هذا فكان لا يتنزه عن شيءٍ من البول يصيبه. وفي حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنه كان في جنازة فلما دفن الميت قال: ما أنتم ببارحين، حتى يسمع وَخْطَ نعالكم وذكر سؤال القبر وأن الميت إن كان من أهل الشك ضربه بمرصافةٍ كامطرقة لارتصافها واجتماعها والمرضافةُ من الرضف وهو الحجارة المحماة كأنه أراد مقمعة من نار.
وقال الليث: وَخَطْتُه بالسيف: أي تناولته من بعيد، تقول منه: وُخِطَ يوخَطُ وَخْطاً.
قال الأزثغهري: أسمع لغيج الليث الوَخْطِ أنه الضرب بالسيف؛ وأراه أنه أراد أنه يتناوله بذباب السيف طعناً لا ضرباً.
ووَخَطَ: دَخَلَ، والمِيْخَطُ: الدّاخِلُ، وأنشد الأصمعي:

مثسْتَلحِقٍ رَجْعَ التَّوالي مِيخَطِه

والمَوْخِطُ “مِثْلُه”.
وأنشد -أيضاً- في هذه الأرجوزة: وَخْطَةَ كَيّ نَشْنَشَت في مَوخِطِه والوَخْطُ: طعن يجوف ولا ينفذ،قَال رؤبة:

حتى رَضُوا بالذُّل والايْهَـاطِ وضرْبِ أعناقِهم القُسَّـاطِ
بالبِيْض تَحْتَ الأَسَلِ الوَخّاطِ

وقال أيضاً: بِسَلبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ وقال العجاج يصف ثوراً:

ثُمتَ كَرَّ ساخِـطَ الأسـخَـاطِ يَحُوْذُهنَّ رَهْـبَةَ الـخِـلاَطِ
بِوَلقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطـي وَخْطاً بِماضٍ في الكُلى وَخّاطِ

وقال بعضهم: هو الطعن النافذ.
وقال ابن دريد: فَرُّوج واخِطٌ: إذا جاوز حد الفراريج وصار في حد الديوك.

ورط

الوَرْطَةُ: الهلاك. ويقال للرجال إذا وقع في أمرٍ لا يقدر أن ينجو منه: قد وقع في وَرْطَةٍ،قَال رؤبة:

نَحنُ جَمَعنا النّاسَ بالمِلْـطـاطِ فأصبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ

وقال أبو عبيد: أصل الوَرْطَةِ: أرض مُطمئنة لا طريق فيها.
وقال الأصمعي: الوَرْطَةُ: أُهوية متصوبة تكون في الجبل يشق على من وقع بها الخروج منها،قَال طُفيل بن عوف الغنوي يصف الإبل:

تَهَاب الطَّريق السَّهْلَ تَحسبُ أنه وُعُوْر وِراطٌ وهو بَيداءُ بَلقعُ

ؤالوَرْطَةُ: الوَحَل والردَغَةُ تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلص منها.
وقال ابن عباد: الوَرْطةُ: البئر. وقال أبو عمرو: هي الهلكة كما سبق ذكرها، وأنشد:

إن تَأت يَوماً مثلَ هذي الخُـطّـهْ تُلاقِ من ضضرْبِ نُميرٍ وَرْطه

وجمع الوَرْطَةِ: وِرَاطٌ،قَال المتنحل الهذلي:

وأكْسُو الحُلَّةَ الشَّوكاءَ خِـدْنـي وبعضُ الخَيرِ في حُزَنٍ وِرَاطِ

ويروى: “وبعض القوم في حزنٍ” أي بعض الخير يخرج بعد “حُزُونَةٍ”.
وأوْرَطَ الرجل: ألقَاه في الوَرْطَة.
وأوْرَطَ إبِله في إبلٍ أخرى أو مكان لا ترى: غضيَّبها.
وأوْرَطَ الجرير في عنق البعير: إذا جعل طرفه في حلقته ثم جذبه حتى يخنق البعير، قال:

حتى تَرَاها في الجَرِيرِ المُوْرَطِ سُرْحَ القِيَاد سَمْحَةَ التْهَـبِـط

وقال ابن الأعرابي: وَرَّطَ الإبل توررِيْطاً: أي سترها وغيبها، مثل أوْوَطَها.
ووضرذَطَهُ: أوقَعضه في الوَرْطَة، مثل أورَطَه.
وقال شمر: استورط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل المخرج منه.
وقال ابن عباد: استَوْرَطَ فلان في حبالتي: نشب فيها.
قال: واسْتُورِطَ على فلان: إذا تحير في الكلام.
وتَورَّطَ في الأمر: وقَعَ فيه،قَال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

عَجِِبَتْ غَداةَ لقيتُها فَتَبـسـمـت من شاحِبٍ فَقَدَ المواليَ أشْمَطِ
أسْوانَ قد نَقَضْت شَعُوْبُ جَدِيْلَهُ ورَمى الزَّمان به على مُتَوَّرط

وقال شمر: تَوَرَّط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل له المخرج منه؛ مثل اسْتَوْرَطَ فيه.
وَتَرَّطَتِ الغنم: وقعت في الوَرطةِ؛ أي الوَثي.
والمُوَارَطَةُ: أن يُوْرطَ إبله في إبلٍ أخرى أو في والشام والعراق وواسطاً ودبقاً وهجراً وقباءً؛ مكان لا تُرى يغيبها فيه.
وفي كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا خِلاَطَ ولا وِرَاطَ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب س ي ب.
وقال أبو عبيدٍ: الوِرَاطُ: الخديعة والغش وهو أن يجمع بين متفرق أو يفرق بين مجتمع.قَال ابن الأعرابي: هو أن يخبأها ويفرقها.
والتركيب يدل على البلية والوقوع فيما لا مخلص منه.

وسط

الوَسَط من كل شيءٍ: أعدَلُه. وقوله تعالى: (وكذلك جَعَلْناكم أمَّةً وَسَطاً) أي عدلا خياراً.
وواسِطَةُ الكُور: مقدمه، وكذلك واسطه. وعن يعلى بن مرة بن وهب أبى المرازم الثقفي -رضي الله عنه- وهو يعلى بن سيابة -وسيابة أمه- قال: أتت امرأة النبي -صلى الله عليه وسلم- بصبي فقالت: أصابه بلاء، قال: ناولينيه؛ فرفعتهايه؛ فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم دعا له فَبَرَأ. وقال طرفه بن العبد يصف ناقته:

وإن شِئتُ سامي واسِطَ الكُوْرِ رَأسُها وعامَت بِضَبْعَيها نَجَاءَ الخَـفَـيْدَدِ

وقال أسامة الهذلي يصف متلفاً:

تَصِـيحُ جَـنَـادِبـهُ رُكَّـداً صِيَاح المَسَامِيرِ في الوَاسِطِ

وواسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها.
وواسِطُ: بلد سُمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف؛ ألا مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابقاً وفلجاً وهجراً  وقُبَاءً؛ فإنها تذكر وتصرف، ويجوز أن تريد بها البقعة أو البلدة فلا تصرفه،قَال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر:

مِنْهنَّ أيام صِدقٍ قد بُليْتَ بها أيامُ واسِط والأيَام مِنْ هَجَرا

هكذا أنشد بعض من صنف في اللغة شاهداً على ترك الصرف في هجر، والرواية: “أيام فارس” لا غير، والبيت من أبيات الكتاب، وأراد بلاء عمر وصبره، ويوم هجر يوم أبي فديكٍ الخارجي.
وفي المثَل: تَغَافَل كأنك واسطي.قَال المبرد: أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي فيقول يا واسطي؛ فمن رفع رأسه أخذه وحمله؛ فلذلك كانوا يتغافلون.
وقال أبو حاتم: فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً؛ فهو مصروف على كل حال.
قال ابن دريدٍ: وواسِطٌ: موضعٌ بنجدٍ.
قال: وبالجزيرةِ -أيضاً- واسطٌ، وإياه عنى الأخطلُ بقولهِ:

عَفَا واسِطٌ من آلِ رضوى فَنَبْتَلُ فَمجتَمَعُ الحُرينِ فالصبرُ أجملُ

وواسطُ: قريةٌ من قرى اليمن قُربَ زبِيْدَ.
وواسطٌ: الجبلُ الذي يقعدُ عندهَ المساكينُ إذا ذهبتَ إلى منىً:قَال الحارِثُ بن مُضاضٍ الجُرهميُ يتشوقُ إلى مكةَ -حرسها اللّه تعالى- لما أجلاهُم عنها خُزاعةُ:

كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفـاَ أنيسٌ ولم يسمُرْ بـمـكةَ سـامـرُ
ولم يتربـعْ واسِـطـاً وجـنـوبـهُ إلى السر من وادي الأراكةِ حاضرُ

وقال أبو عبيدةَ: مِجدلٌ: حِصنٌ لبني حنيفةَ يقال له واسِطٌ، وأنشدَ قولَ الأعشى:

في مِجْدَلٍ شيدَ بُنـيانـهُ يزلُ عنه ظُفُرُ الطائرِ

وواسِطٌ: جبلٌ لبني عامر، قال:

أماً نسلمْ أو نَزُر أهلَ واسِطٍ وكيفَ بتسليمٍ وأنت حَرَامُ

وواسطٌ -أيضاً-: من منازلِ بني قُشيرٍ.
وواسطٌ: بين العُذيبةِ والصفراء،قَال كُثير:

أجدوا فأما آل عَزةَ غُدوةً فبانوا وأما واسِطٌ فَمقيمُ

هكذا هو في شرحِ شعرِ كُثيرٍ. وروي أن عبد المجيد بن أبي روادٍ وقفَ بأحمدَ بن ميسرةَ على واسِطٍ في طريق منىً فقال: هذا واسطٌ الذي يقولُ فيه كُثيرُ عَزةَ: وأما واسِطٌ فمقيمُ.
وقال ابنُ السكيتِ -أيضاً- في قولِ كُثيرٍ:

فإذا غَشِيْتُ لها بِبُرقَةِ واسِطٍ فَلوى لُبينةَ منزلاً أبكانـي

واسِطٌ هذا: بينَ العُذيبةِ وبين الصفراءِ كما تقدمَ.
وواسطُ الرقةِ: قريةٌ غربي الفُراتِ مقابلَةَ الرقةِ.
وواسِطٌ: موضعٌ في بلادِ بني تميمٍ،قَال ذو الرمة:

بحيثُ استفاضَ القنعُ غربي واسِطٍ نِهاءً ومجتْ في الكَثيبِ الأباطحُ

ويروى: “بحيثُ اسَتَراضَ”.
وواسطُ: قريةٌ متوسطةٌ بين بَطْنِ مَرّ ووادي نخلةَ؛ ذاةُ نَخيلٍ.
وواسِط: قريةٌ من قرى بَلْخَ، ينسبُ اليها بشيرُ بن ميمونٍ الواسطيُ من شُيُوخِ أبي رجاءٍ قُتيبةَ بن سعيد بن جميل بن طريفٍ البغلاني.
وواسط: من قرى حلب قُربَ بِزاغةَ.
وواسطِ: قريةٌ بالخابورِ قُربَ قِرْقيساءَ.
وواسِطُ: بُليدةٌ بالأندلس من أعمالِ قبرةَ.
وقال ابنُ الكلبي: كان بالقربِ من واسطِ الحجاجِ موضعٌ يسمى واسطَ القصبِ، وهو الذي بناه الحجاجُ أولاً قبل أن يبنيَ واسِطاً.
وواسِطُ -أيضاً-: قريةٌ قُربَ مُطير اباذ.
وواسِط: قرْيةٌ بنهرِ الملكِ.
وواسطُ: قريةٌ شرقي دجلة الموصلِ.
وواسِطُ -أيضاً-: من قرى دجيل.
والواسِطُ: النابُ بلغةِ هذيلٍ.
ووسطت القومَ آسِطهمُ وسطاً وسِطةً: أي توسطهمُ، قال:

وقد وسَطْتُ مالكاً وحنظلا صُيابها والعددَ المجَلْجَلا

أراد: وحنظلةَ، فلما وقفَ جعلَ الهاءَ ألفاً؛ لانه ليس بينهما إلا الهةُ وقد ذهبت عند الوقفِ؛ فأشبهتِ الألف، كما امرؤ القيسِ.

وعمرو بن درماءَ الهمامَ إذا غـدا بذي شُطبٍ عضبٍ كمشيةِ قسورا

أراد: قَسورةَ، ولو جعلهَ اسماً محذوفاً منه الهاءُ لأجراه.
وفُلانٌ وسيطٌ في قومهِ: إذا كان أوسطهمُ نسباً وأرفعهمُ محلاً،قَال العرجيُ – واسمهُ عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمانَ بن عفانَ؛ رضي اللّه عن عثمان-:

أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغـرِ
وصبرٍ عِندَ معترك المنـايا وقد شرعتْ أسِنتها بنحري
أجررُ في الجوامع كـل يومٍ فيا للِه مظلمتي وصبـري
كأني لم أكنْ فيهم وسِـيطـاً ولم تَكُ نُسبتي في آلِ عمرو

والوسيطُ: المتوسطُ بين القوم.
والوسُوطُ: بيتٌ من بيوتِ الشعرِ أكبرُ من المظلةِ وأصغرُ من الخباءِ.
ويقال: الوسوطُ من النوقِ: مثلُ الطفُوفِ تملأ الإناءَ.
ويُقال: ناقةٌ وسُوطٌ وإبلٌ وسُوطٌ: هي التي تحملُ على رؤوسها وظهورها؛ صعابٌ لا تعقلُ ولا تُقيدُ.
ووسطانُ -مثالُ حمدان-: موضعٌ،قَال الأعلمُ الهُذليُ:

بَذلتُ لهم بذي وسطانَ شدي غداتَئذٍ ولم أبذل قتـالـي

أي: خرجتُ أعدوُ ولم أقاتلْ، ويروى:” بذي شوطانَ”.
ودارةُ وسَطٍ: من داراتِ العَرَب.
ووسَطٌ: جبلٌ على أربعةِ اميال من ضَريةَ، قال:

دَعوتُ اللّه إذ شَقيتْ عِيالي لِيرزقني لدى وسَطٍ طعاما
فأعطاني ضرِيةَ خيرَ أرضٍ ثمجُ الماءَ والحب التؤامـا

وقد تُسكنُ منه السينُ.
ويقال: جلستُ وسْطَ القومِ -بالتسكين-؛ لأنه ظرفٌ. وجلستُ وسَطَ الدارِ ?بالتحريك-؛ لأنه اسمٌ. وكلُ موضعٍ صلحَ فيه بين فهو وسْطٌ -بالتسكين-، وإن لم يصلحْ فيه بين فهو وسَطٌ -بالتحريك-. وقال ثعلبٌ: الفرقُ بين الوسطِ والوَسَطِ: أن ما كان يبينُ بين جزءٍ -مثلَ الحلقةِ من الناس والسبحة والعقدِ- فهو وسْطٌ بالتسكين، وما كان مُصمتاً لا يبينُ جزءٌ فهو وسَطٌ بالتحريك -مثل وَسَطِ الدارِ والراحةِ والبُقعةِ-،قَال عنترةُ بن شدادٍ العبسيُ:

ما راعني إلا حمولةُ أهـلـهـا وِسطَ الديارِ تَسَفُ حَب الخِمخمِ

ويروى:” وسطَ الركاب”.
وقد تُسكنُ السينُ من الوَسَطِ، وليس بجبيدٍ، وأنشد الكسائيُ في نوادره:

فِدىً لِبني خلاوَةَ عَمر أمـي لائنةٍ وقلـتُ لـهـم فـدايا
عَشيةَ أقبلتْ مـن كـل أوبٍ كِنانةُ عاقدينَ لـهـم لِـوايا
فقالوا: يا آلَ أشجعَ يومُ هـيج فتوسطَ الدارِ ضَرباً واحتمايا

والوسطى من الأصابع: معروفةٌ.
والصلاةُ الوسطى في قوله تعالى: (حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى) قيل: هي الفجرُ، وقيل: الظهرُ، وقيل: العصرُ، وقيل: المغربُ، وقيل: العِشاءُ. والصحيحُ أنه صلاة العصر، لقولِ النبي -صلى اللّه عليه وسلم- يومَ الأحزابِ لعُمرَ -رضي اللّه عنه-: شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ؛ مَلأ اللّهُ بيوتهم وقبورهم ناراً.
وقال ابنُ عباد: مُوسِطُ البيتِ: ما كان في وسَطهِ خاصةً.
والتوسِيطُ: أن تجعل الشيء في الوسط وقرأ علي -رضي اللّه عنه- وعمرو بن ميمونٍ وقتادةُ وزيدُ بن علي وابن ابي ليلى وابنُ أبي عبلةَ وأبو حيوةَ وأبو إبراهيمِ: (فَوَسَّطنَ به جمعا) بالتشديد.
والتوسيطُ -أيضاً-: قطعُ الشيءِ نصفينِ.
والتوسطُ بين الناس: من الوَسَاطةِ.
وتوسطَ: أخذَ الوَسَطَ بين الجيدِ والرديءِ،قَال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ سخاءة:

واقذفْ بحبلكَ حيثُ نالَ بأخذِهِ من عُوذها وأعتم ولا تتوسطِ

والتركيبُ يدلُ على العدلِ والنصفِ.

وطط

في حديثِ عطاءِ بن أبي رباحِ أنه قال: في الوطواطِ يصيبهُ المحرمُ ثُلثا درهمٍ.قَال أبو عُبيدةٍ: الوَطواطُ -هاهُنا-: الخفاشُ، ويقالُ: إنه الخُطافُ، قال: وهذا أشبهُ القولينِ عندي بالصواب؛ لحديثِ عائشةَ -رضي اللّه عنها- أنها قالت: لما أحرقَ بيتُ المقدسِ كانت الأوزاغُ تنفخه بأفواهها وكانتِ الوطاوِطُ تُطفئهُ بأجنحتها. قال: فهذه هي الخطاطِيفُ.
وقد يقال للرجلِ الضعيفِ الوَطواطُ، ولا أراهُ سُمي بذلك إلا تشبيهاً بالطائرِ، انشدَ غيرهُ في أن الوَطواطَ الرجلُ الضعيفُ قولَ رؤبةَ:

أرمي إذا انشقت عَصَا الوَطواطِ بِرجمِ أجأى مِقْذفِ الـمِـلاطِ

وقول العجاج:

وبـلـدةٍ بـعـيدةِ الـنـياطِ مجهُولةٍ تغتالُ خطو الخاطي
وبسطهُ بـسـعَةِ الـبَـسَـاطِ كأن صيرانَ المها الأخلاطِ
بِرملها من عاطـفٍ وعـاطِ أخلاطُ أحبوشٍ من الأنبـاطِ
عَلَوتُ حينَ هيبةِ الوَطـواطِ

وقولَ حُميدٍ الأرقَطِ يمدحُ الحجاجَ

أشجعُ عِندَ الفزعِ الفِلاطِ حينَ تزلُ قدما الوَطواطِ

وأما قولهم: أبصرُ في الليل من الوَطواط، فهو الخُفاشُ.

وقال اللحياني: يقال للرجلِ الصياحِ: وطواطٌ، قال: وزعموا أنه الذي يُقاربُ كلامه كأن صوتهَ صَوتُ الخَطاطيفِ. والمرأةُ: وطواطةٌ.
والوَطُ: صريرُ المحملِ، وصوتُ الوَطواطِ.
والوَطواطيُ: الضعيفُ، ويقال: الكثيرُ الكلام، قاله شَمرٌ.
وقال ابنُ الأعرابي: الوُطُطُ -بضمتينِ- جمعُ الوَطاوِط.
والوُطُطُ: الضعفى العُقُولِ والأبدان.
والوَطْوَطَةُ: الضعفُ، وقد وَطْوَطُوا: أي ضعفوا؛ ويقال: كَثُرَ كلامهم، وأنشد شُمرٌ للفرزدق.

إذا كرهَ الشعبُ الشقاقَ ووطواطَ ال ضعافُ وكانَ العِزُ أمـرَ بـزازِ

وقال ابنُ عباد: تَوَطوُطُ الصبي: ضُغاؤه.

وعط

الخارزنجي: الوِعَاطُ -بالكسرِ-: الوردُ الأحمرُ؛ وقيل: الأصفرُ، وأنشد:

في مجلسٍ زُينَ بالوعاطِ

وقط

وقطه: إذا ضربه حتى أثقلهَ،قَال رؤبةُ:

فيه الكذى وحقوة الأوقاطِ

فهو وقيطٌ وموقوطٌ، وفي حديث النبي -صلى اللّه عليه وسلم-: أنه كان إذا نزلَ عليه الوحي وُقِطَ في رأسهِ واربد وجههُ ووجد برداً في أسنانهِ.
ويروى: وُقِظَ -بالظاءِ المُعجمة-، وهو كقولك: ضرب فلانٌ في رأسه وصدعَ في رأسه: تُسندُ الفعلَ إليه ثم تذكرُ مكانَ مباشرةِ الفعلِ وملاقاتهِ مُدخلاً عليه الحرف الذي هو للوعاءِ.
وقيل: الوقيطُ: الذي طار نومهُ فأسى متكسراً ثقلاً،قَال الأسودُ بن يعفرُ النهشليُ:

حيانَ وكلـنـا بـذكـرة وائلٍ يبيتُ إذا نام الخلي وقـيطـا
فدىً لك أمي يومَ تُضربٌ وائلاً وقد بل ثوبيه النجيعُ عبيطـا

حيانُ: أخو وائلٍ.
وقيل: معنى الحديثِ: وضع رأسه.
والوقِيْطُ والوَقْطُ: حفرةٌ في غلظٍ من الأرضِ أو جبلٍ يجتمعُ فيها ماءُ المطر، والجمعُ: وقاطٌ. وقال الليثُ ألوقْطُ: موضعٌ يستنقعُ فيه الماء تتخذُ منه حِياضٌ تمسكُ الماءَ إذا مر بها، فاسمُ ذلك الموضع أجمعَ: وَقْطٌ، وهو كالوجْذِ، الأ أن الوَقْطَ أوسعُ، والجميعُ: الوِقْطانُ والوجذانُ،قَال رؤبةُ:

وأخلفَ الوِقطانَ والمآجلا وكان لداغُ السفاَ مَعَابِلا

وحرقَ الصيفُ إجاجاً شاعلا وقال الشماخُ يصفُ حمارَ وحشٍ: و…زهُ الإضاءُ وكلُ وَقْطٍ وقفرٍ كان يدخرُ ادخارا ويجمعَ -أيضاً- على الوِقاطِ. قال: ولُغةٌ تميم في جمعهِ: الإقاطُ، يصيرونَ كل واوٍ تجيء في مثلِ هذا ألفاً.
قال: والوقيطُ -على حذوِ فَعيلٍ- يرادُ به المفعولُ، ويقالُ الوَقيْط: المثقلُ ضرباً أو حُزناً.
ويومُ الوَقيطِ -على فعيل بفتح الفاء عن أبي أحمد العسكري-: يوم قتل فيه الحكمُ بن خيثمةَ بن الحرثِ بن نهيكٍ النهشلي وأسر فيه عثجلُ بن المأمومِ -والمأمومُ بن شيبانَ-، قال:

وعَثْجَلَ بالوَقيطِ قد اقتسرنا ومأمومَ العُلى أي اقتسارِ

وقال السكري: الوقيطُ -تصغيرُ وقطٍ-: ماءٌ لبني مجاشِعٍ بأعلى بلادِ تميمٍ إلى بلادِ بني عامرٍ، قال: وليس لبني مجاشع بالباديةِ إلا زرودُ والوقيطُ،قَال جريرٌ:

فَلَيس بصابرٍ لَـكُـمُ وقـيطٌ كما صبرتْ لسوءتكمْ زرودُ

والوَقْطُ: سفادُ الديكِ أثناه.
ووقَطَني اللبنُ. أثقلني ويقال: أصابتنا السماءُ فوقَطَ الصخرُ توقيطاً: أي صار فيه وقْطً كأنها وقعتَ به.
وقال أبو عمروٍ: قد استوقَطَ مكانُ كذا مما دعسه الناسُ والدوابُ: أي صارَ فيه مُستنقعٌ.
والتركيبُ يدلُ على وقعِ شيءٍ بشيءٍ.

ومط

ابنُ الأعرابي: الومْطةُ: الصرعةُ من التعب.

وهط

الوَهْطُ: الكسرُ، يقال: وهَطَه يهطهُ وهطاً.
والوهَهْطُ -أيضاً-: الوِطْءُ.
وقال ابنُ دريدٍ: وهطه بالرمحِ: إذا طعنه به.
وقال الأصمعيُ: يُقال لما اطمأن من الأرض: وهطةٌ، وهي لُغةٌ في وهدةٍ، والجمعُ: وهطٌ ووهاطٌ، يُقال: وهطٌ من عشرٍ،كما يقال عِيصٌ من سدرٍ.
وفي الحديث: على أن لهم فِراعها ووهاطها وعزازها، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامه في تركيبِ دف أنقَال الراعي:

تبصرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ تجاوزنَ ملْحوباً فقلنَ متالـعـا
جواعلَ أرماماً شِـمـالاً وتـارةً يميناً فقطعنَ الوِهاطَ الدوافعـا

والوَهْطُ: مالٌ كان لعمرو بن العاص – رضي اللّه عنه- بالطائفِ على ثلاثةِ أميالٍ من وج؛ وكان كرماً يعرشُ على ألفِ ألفِ خشبةٍ، شرى كل خشبةٍ درهمٌ.
وقال ابنُ عبادٍ: الوهطُ: الهُزالُ.
والوهطُ: الجماعةُ.
والأوهاطُ: الخصوماتُ والصياحُ،قَال رؤبةُ:

إذا تلاقى الوَهْطُ بالأوْهاطِ

ويروى: “ذُو الأوهاطِ”. أي: إذا اجتمعتْ جماعاتٌ للقتالِ فاختلطَ أهلُ هذه بهذه.
ووهَطَ يهطُ: أي ضعفَ ووهنَ.
وقال الليثُ: يقال: رمى طائراً فأوهطهَ وأوهَطَ جناحه؛قَال رؤبةُ:

من نائلِ اللّه ومن لم يخـلـطِ بالحلمِ جهلاً يستكنْ أو يوهطِ

وقال أيضاً في هذه الأرجوزةِ:

وأنا في العز الذي لـم يُوهَـطِ يبأى على بغيِ العدو المُشططِ

قيل: أراد المُشتط فخَفَفَ الطاءَ، فان صح هذا فالروايةُ:” المُشْتطِ” ولم يُروَ.
وأنشدَ أبو عمرو: يمر أخفافاً يهطنَ الجندلا وقال أبو عُبيدٍ الايهاطُ: أن تصرعهَ صَرعةً لا يقومُ منها.
وقال ابنُ فارسٍ: أوهطهَ: إذا ضَرَبهَ ولم يأتِ عليه.
وقال عرامٌ السلميُ: أورطتُ الرجلُ وأوهطتهُ: إذا أوقعتهَ فيما يكرهُ.
وقال غيرهُ: أوهطهَ: أثخَنهَ.
وقال ابنُ عباد: توهطَ الفرسُ في الطينِ: غابَ فيه.
وتَوَهطَ الفِراشَ: امتهدهَ.

وبغ

ابن دريد: الأوْبَغُ: موضع.
ووَبَغْتُ الرجل: إذا عبته أو طعنت عليه.
وقال الليث: الوَبَغُ -بالتحريك-: داء يأخذ الإبل فترى فساده في اوبارها.
وقال غيره: الوَبَغُ: هِبْرِيَةُ الرأس، ورجل وَبِغٌ.
وقال ابن عباد: يقال وقع في وَبَغَةِ القوم: أي في وسطهم ومجتمعهم، ومجتمع كل شيء: وَبَغَتُه.
والوَبّاغَةُ والوَبّاعَةُ: الإستُ، يقال: كذبتْ وَبّاغَتُكَ ووَبّاعَتًكَ.

وتغ

الوَتَغُ -بالتحريك-: الهلاك، يقال وَتِغَ يَوْتَغُ وَتَغاً: أي أثم وهلك.
وقال الليث: الوَتَغُ: الإثم وقلة العقل في الكلام، قال:

يا أُمنا لا تَغضبي إن شئتِ ولا تقولي وَتَغَاً إن فئتِ

وقال أبو زيد: الوَتِغةُ من النساء: هي المضيعة لنفسها في فرجها، وقد وَتِغَتْ تَوْتَغُ وتَيْتَغُ وَتَغاً.
وقال ابن عباد: الوَتَغُ: الملامة.
وقال غيره: الوَتَغُ: الوجع وسوء القول وفرط الجهل.
وأوْتَغَه الله: أي أهلكه، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: فإنه لا يُوْتِغُ إلا نفسه، أي لا يهلك، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع ب ط.
وفي حديثه الآخر -صلى الله عليه وسلم-: ما من أمير عشرةٍ إلا وهو يجيء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يُوْتِغُه.
وأوْتَغَه -أيضا-: أوجعه.
وأوْتَغَ السلطان فلاناً: إذا حبسه أو ألقاه في بليةٍ.
والتركيب يدل على إثم وبلية.

وثغ

وَثَغْتُ رأسه وَثْغاً: شدخته.
وقال أبو عمرو: الوَثِيْغَةُ: الدرجة التي تتخذ للناقة. وقد وَثَغَ فلان ناقته يَثِغُها وَثْغاً: أي أتخذ لها وَثِيْغَةً.
وقال ابن السكيت: يقال لما التف من العشب أيام الربيع: وَثِيْغَةٌ ووَثِيْخَةٌ ووَثِيْجَةٌ.
وقال ابن عباد: ثريدة مَوْثُوْغَةٌ ووَثِيْغَةٌ: وهو أن يرد بعضها على بعض.
ووَثِيْغَةٌ من المطر ووَثْغَةٌ: أي قليل منه.

وزغ

الوَزَغَةُ: دويبة، والجمع وَزَغَ وأوْزَاغٌ ووِزْغانٌ. وكان لعائشة-رضي الله عنها-عود تقتل به الوَزَغَ، قال:

فلما تجاذبنا تَقَـعْـقَـعَ ظـهـره كما تُنْقِضُ الوِزْغَانُ زُرْقاً عيونها

والأوْزَاغُ: الرجال الضعاف.
ويقال: بفلان وَزَغٌ: أي رعشة، وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الحكم بن العاص حاكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين مر به النبي -صلى الله عليه وسلم-فجل الحكم يغمز به ويشير بإصبعه؛ فالتفت إليه فقال: اللهم أجعل به وَزَغاً، فأصابه مكانه وَزَغٌ لم يفارقه.
قال ابن عباد: رجل وَزَغٌ: إذا كان حارضا فسلا.
ووَزَغَتِ الناقة ببولها وأوْزَغَتْ به: إذا رمته دفعة دفعة. والحوامل من الإبل تُوْزِغُ بأبوالها،قَال مالك بن زغبة الباهلي:

وصرب كآذان الفراء فضـولـه وطعن كإيزاغ المخاض تبورها

أي: تَبُورُها أنت؛ أي تختبرها.
ويقال: الطعنة تُوْزِغُ بالدم: أي ترمي به.
ويقال: وُزِّغَ الجبين تَوْزِيْغاً: إذا صور في البطن.

وشغ

شيء وَشْغٌ: أي وتح قليل.
والوَشُوْغُ: ما يوجر في الفم.
ووَشَغَ ببوله وَشْغاً: مثل وزغَ.
وأوْشَغَ عطيته: أي أوتحها وأقلها،قَال رؤبة:

ليس كإيْشَاغِ القليل المُوْشَغِ

وقال ابن الأعرابي: أوْشَغَتِ الناقة ببولها: مثل أوْزَغَتْ.
وأوشَغْتُه: أوجرته.
والتَّوشِيْغُ: تلطيخ الثوب بالدم حتى يصير عليه طرائق.
وقال الليث: تَوشَّغَ فلان بالسوء: إذا تلطخ به،قَال القُلاَخُ:

إني امرؤ لم أتَوَشَّغْ بالكذب

وقال ابن شميل: اسْتَوْشَغَ فلان: إذا استقى بدلوٍ واهيةٍ.

ولغ

وَلَغَ الكلب في الإناء يَلَغُ وُلُوْغاً ووَلْغاً ووَلَغَاناً: أي شرب ما فيه بأطراف لسانه، وقال ابن دريد: يالَغُ فيه: لغة، وانشد على هذه اللغة لعُبَيْد الله بن قيس الرقيات بصف شبلين:

ما مر يوم إلا وعندهمـا لحم رجالٍ أو يالَغَانِ دما

ويروى: يُوْلَغَانِ.
وحكى اللحياني: وَلِغَ يَلِغُ -مثال وَرِثَ يَرِثُ- وقال غيره: وَلِغَ يَوْلَغُ -مثال وَجِلَ يَوْجَلُ-. وقال الفرّاء: وَلِغَ وُلْغاً -بالضم-.
وحكى أبو زيد: وَلَغَ الكلب بشرابنا وفي شرابنا ومن شرابنا، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا ولَغَ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعا وعفروه الثامنة في التراب.
ويقال: ليس شيء من الطيور يَلَغُ غير الذباب.
وقال ابن عباد: ما وَلَغَ اليوم وَلُوْغاً: أي لم يطعم شيئاً.
والمِيْلَغُ والمِيْلَغَةُ: الإناء الذي يَلَغُ فيه الكلب في الدم ويسقى فيه، وفي حديث علي -رضي الله عنه- فأعطاهم مِيْلَغَةَ الكلب، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب روع.
ووَالِغٌ: جبل بين الأحساء واليمامة، قال:

إذا قطعنا والِغاً والسَّبْـسَـبـا ذكرت من رَبْعَةَ قيلا مرحبا
وخبز بر عندها ومشـربـا

ووالِغُوْنَ: وادٍ، وقال ابن عباد: جبيل بين الأحساء واليمامة، ولعله الذي ذكر جمع بما حوله،قَال الأغلب العجلي:

نحن منعنا جوف والِغِيْنا وقد تدلى عنبا وتينـا

والقول في إعرابه كالقول في إعراب نصيبين.
والوَلْغَةُ -بالفتح-: الدلو الصغيرة، قال:

شر الدلاء الوَلْغَةُ المُلاذِمَـهْ والبكرات شرهن الصّائمة

أي: هي لصغرها تحتاج أن يُلاذِمَها وتُلاذِمَه هي أيضا ولو كانت كبيرة لاستقى بها قدر ما يحتاج إليه بسرعة. والمُلاذِمَةُ: الملازمة.
وأولَغَ الكلب: سقاه، ويروى قول عبيد الله بن قيس الرقيات يصف شبلين:

ما مر يوم إلا وعندهمـا لحم رجالٍ أو يُوْلَغَانِ دَما

ويروى: يالَغَانِ.
ورجل مُسْتَوْلِغٌ: لا يبالي ذماً ولا عاراً.

ومغ

ابن الأعرابي: الوَمْغَةُ: الشعرة الطويلة.

وثف

ابن دريد: وَثَفَ القِدر يَثفُها، وأوْثَفَها يُوْثِفُها؛ ووَثَّفَها يُوْثِّفُها: إذا جعل لها أثافيَّ، مثل ثَفَّيْتُها.

وجف

وجَفَ الشيء: أي اضطرب،قَال الله تعالى: (قُلُوبٌ يَوْمَئذٍ واجِفَة)قَال الزَّجّاج: أي شديدة الاضطراب، فهو يَجِف وَجْفاً ووَجِيْفاً ووُجُوْفاً.
والوَجْفُ والوَجِيْفُ: ضَرب من سير الخيل والإبل،قَال العجّاج:

ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مِمّا وَجَـفـا طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَـفـا
سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا

وأوجَفَها صاحبها، ومنه قوله تعالى: (فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا رِكَابٍ) أي ما أعمَلْتُم.

وقال الأزهري: اسْتَوْجَف الحب فُؤاد: إذا ذهب به، وأنشد لأبي نُخَيلة:

ولَكِنَّ هذا القَلْبَ قَلْبٌ مُضَلَّـلٌ هَفا هَفْوَةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ

وهو في شعر أبي نُخيلة “فاسْتَوْخَفَتْه” بالخاء المُعجمة؛ وقال في شرح البيت: اسْتَوْخَفَتْه: ذهبت به؛ واسْتَوْخَفَ الدهر ماله. هذا آخر ما في شرح البيت.
والتركيب يدل على اضطراب شيء.

وحف

الليث: الوَحْفُ: الشَّعَر الكثير الأسود، ومن النَّبات: الرَّيان. تقول: وَحُفَ ?بالضم- يَوْحُفُ وَحافَةً ووُحُوفَةً،قَال ذو الرُّمة يَصف نبتاً:

وَحْفٌ كأنَّ النَّدى والشَّمْسُ ماتِعَةٌ إذا تَوَقَّدَ في أفْنانِـهِ الـتُّـوْمُ

والوَحْفُ ?أيضاً-: الجناح الكثير الريش.
ويقال ?أيضاً-: شعَر وَحَفٌ ?بالتحريك-.
والوَحْفَاءُ: أرض فيها حجارة سود وليست بِحرَّة؛ عن الفرّاء. والجمْع الوَحَافى. وقال غيره: الوَحْفَاء: الحمراء من الأرض.
وقال أبو عمرو: المَوْحفُ: الذي ليس له ذَرىً.
والوُحَيْفُ ?مُصغراً-: فَرَس عُقيل بن الطُّفيل،قَال جبّار بن سَلمى بن مالك بن جعفر بن كِلاب:

يَدْعُو عُقَيْلاً وقد مَرَّ الوُحَـيْفُ بِـهِ على طُوَالَةَ يَمْري الرَّكْضَ بالعَقِبِ

ووَحْفَةُ: فرس عُلاثَة بن جُلاسِ بن مُخرِّبَةَ التميمي، وهو القائل فيها:

ما زِلْتُ أرْمِيْهِمْ بوَحْفَةَ ناصِبـاً لهم صَدْرَها وحَدَّ أزْرَقَ مِنْجَلِ

وقال ابن عبّاد: الوَحْفَة: الصخرة السوداء، والجمْع: وِحاف.
ووِحَاف القَهْر: مَوضِع،قَال لبيد رضي الله عنه:

فَصُوَايِقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَـمَـظِـنَّةٌ منها وِحَافُ القَهْرِ أو طِلْخَامها

والوَحْف: فرس عامر بن الطُّفيل، وهو القائل فيه يوم الرَّقم:

وتَحْتي الوَحْفُ والجِلْوَاظُ سَيْفي فكيْفَ يَمَلُّ من لَوْمي المُلِـيْمُ

ووَحفَ الرجل وَحْفاً: إذا ضرب بنفسه الأرض، وكذلك البعير ومَواحِفُ الإبل: مَبَارِكها، وناقة مِيْحَافٌ: لا تُفارِق مبركها.
وقال النَّضْر: وَحَفَ: دَنا.
والواحِف: الغَرْب تنقطع منه وذمتان ويتعلق بوذمتين.
وواحِف ?أيضاً-: موضِع،قَال ثعلبة بن عمرو العبْقَسي:

لمَنْ دِمَنٌ كأنَهُـنَّ صَـحَـائفُ قِفَارٌ خَلا منها الكَثِيْبُ فَوَاحِفُ

وواحِفَانِ: موضع آخر،قَال ذو الرُّمة يصف حماراً رعى هذين الموضعين:

عَنَاقَ فأعْلى واحِفَـيْنِ كـأنَّـهُ من البَغْيِ للأشْبَاحِ سِلْمٌ مُصَالِحُ

أي رعى عَناق. وقال أوس بن حجر:

فَبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّخَالُ تَعَذَّرَتْ فَمَعْقُلَةٌ إلى مَطَارِ فَوَاحِفُ

تعذّرت: تغيرت، والعاذِر الأثر.
والوَحِيْف: موضع كانت تُلقى به الجِيَف بمكة حرسها الله تعالى.
وقال ابن الأعرابي: وَحَفَ فلان إلى “فلان” إذا قصده ونزل به، وأنشد:

لا يَتَّقي اللهَ في ضَيْفٍ إذا وَحَفا

وَوَحَفَ وَحْفاً وأوْحَفَ: أسرع.
وقال ابن عبّاد: مُناخ مُوْحِف: إذا أوْحَفَ البارك وعاداه.
وقال غيره: وَحَّفَ تَوْحِيْفاً: إذا أسرع، مثل وَحَفَ وأوْحَفَ.
والمُوَحَّفُ: البعير المهزول،قَال العجّاج:

جَوْنٍ تَرى فيه الجِبَالَ خُشَّفـا كما رَأيْتَ الشّارِفَ المُوَحَّفا

وقال أبو عمرو: التَّوْحِيْف: الضرب بالعصا.
والتَّوْحيْف: ضرْب البعير بنفسه الأرض.
وقال ابن عبّاد: التَّوْحِيْف: توفير العضو من الجَزُور.
والتركيب يدل على سواد في شيء.

وخف

وخَفْتُ الخِطْمِيَّ وَخْفاً: أي ضربتُه حتى تلوَّج.
والمِيْخَف: الإناء يُوخَف فيه، والمُدْهُن ايضاً.
والوضخِيْف والوَخِيْفَة: ما أوْخَفْتَه منه. وقال الأزهري: الوَخِيْفَة: من طعام الأعراب أقِط مطحون يُذر على ماء ثم يُصب عليه السمن ويَضرب بعضه ببعض؛ ثم يؤكل. وقال أبو عمرو: الوَخِيْفَة: التمر يُلقى على الزُّبد فيُؤكل، والوَخِيْفَة شَبِيهة بالتَنافِيظ. وقال ابن عبّاد: الوَخِيْفة: الخَزِيرة؛ واللبن أيضاً.
وصار الماء وَخِيْفة: إذا غلب الطين على الماء.
وقال العُزيزي: الوَخِيْفَة: بَتُّ الحائك، لغة يمانية.
وقال ابن دريد: وَخَفْتُ السّوِيق: مثل وَخَفْتُ الخِطْمي.

وقال الفرّاء: وَخِفَ الخِطْميُّ ?بالكسر-: تتَلَزَّج.
وقال غيره: وَخَفْتُه: ذكرته بقبيح أو لطَخْتُه بدنس يبقى عليه أثره.
والوَخْفَةُ: شبيهة بالخريطة من أدَمٍ.
وأوْخَفْتُه: مثل وَخَفْتُه.
ويقال للأحمق: أنه لَمُوْخِف أو يُوْخِف زِبْلَه كما يُوْخَف الخِطْميّ. ويقال له العجّان ?أيضاً- وهو من كِنايتهم.
وأوْخَفَ وأوْحَفَ وأوْجَفَ: أسرع.
واتَّخَفَتْ رِجلي: أي زَلّت، والأصل: اوتَخَفَتْ.

ودف

وَدَفَ الشحم: إذا ذاب وسال.
ووَدَفَ الإناء: إذا قَطَر.
والوَدْفَةُ والوَدِيْفَةُ: الروضة الخضراء من نَبت، يقال: أصبحت الأرض وَدْفَة واحدة: إذا اخضرّت كلها وأصَبَت. وقال أبو صاعد: يقال: وَدِيْفة من بَقلٍ ومن عُشب؛ وضَغِيْغَة من بَقْل ومن عُشب: إذا كانت الروضة ناضِرة مُتَخَيِّلة. ويقال: حَلُّوا في وَدِيْفة مُنْكَرَة وفي غَذِيمة منكرة.
وقال ابن عبّاد: الوَدَفة ?بالتحريك-: النَّصي والصِّلّيان.
وقال ابن الأعرابي: الوَدَفة والوَذَفَة والوَذَرة: بُظَارَة المرأة.
والوُدَافُ والوَُاف ?بالدال والذال-: أصل تسميتهم الذكر أُدَافاً لما يَدِف منه: أي يقطر من المني والمَذي والبول، مثل وُقِّتَت وأُقِّتَت، وقلب الواو المضمومة همزة قياس مُطَّرِد.
ووَدَفْت له العطاء: أي أقْلَلْته.
وقال الليث: استوْدَفت لبناً في الإناء ونحوه: إذا فتحت رأسه فأشرفت عليه.
وقال غيره: اسْتَوْدَفْت الشَّحمة: أي استقَطْتُها.
وقال ابن عبّاد: اسْتَوْدَفْت الخبر: إذا بحثْتَ عنه.
واسْتيْدَاف المرأة: هو أن تجمع ماء الرجل في رحمها.
واستودف النبت: أطال.
وهو يَتَوَدّضفُ الأخبار ويتوكَّفها.
وقال العزيزي: تَوَدَّفَتِ الأوعال فوق الحبل: كأنها أشْرَفت عليه.

وذف

في حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: أنه نزل بأم معبد ?رضي الله عنهما- وَذْفَان مخرجه إلى المدينة. أي حِدْثان مَخرجِه وسرعان مَخْرَجِه.
وقال ابن الأعرابي: الوَذَفَة: بُظارَة المرأة.
ووذَفَ: أي سال؛ مثل وَدََ.
ويقال: مرّ يُوَذِّف تَوْذِيْفاً ويتوَذّف: إذا مرّ يُارب الخطو ويُحرك منكبيه ويتبخر. ومنه الحديث: أن ابن عمر ?رضي الله عنهما- مر بعبد الله بن الزُّبير ?رضي الله عنهما- مر بعبد الله بن الزبير ?رضي الله عنهما- مَصْلوبا فوقف فقال: السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما عَلمت صوّاماً قوّاماً وصُوْلاً للرحم، أما والله لأمة أنت شرُّها لأمة سوء. ثم نفذَ عبد الله بن عُمر ?رضي الله عنهما-، فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأُنزل عن جذْعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماء بنت أبي بكر ?رضي الله عنهما- فأبَتْ أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول: لتأتِنَّني أو لأبعثَنَّ إليك من يَسحبُك بقرونِك، فأبَت وقالت: والله لا آتيك حتى تَبْعَث إليَّ من يسحَبُني بقروني، فقال: أروني سِبْتِيَّتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟!، قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذاة النَّطاقين، أنا والله ذاةُ النِّطاقين: أما أحدهما فكُنتُ أرفع فيه طعام رسول الله ?صلى الله عليه وسلم- وطعام أبي بكر ?رضي الله عنه- من الدواب؛ وأما الآخر فنِطاق المرأة الذي لا ستغني عنه، أما إن رسول الله ?صلى الله وعليه وسلم- حدّثنا أن في ثقيف كذّاباً ومُبيراً: أما الكذّب فرأيناه وأما المُبير فلا أخالك إلاّ إيّاه. فقام عنها ولم يُرجِعها.
وكان أبو عبيدة يقول: التَّوّذُّف: الإسراع، لقول بشر بن أبي خازم:

يُعْطي النَّجَائبَ بالرَّحَالِ كأنَّها بَقَرٌ الصَّرائمِ بالرَّحالِ تَوَذَّفُ

وقال ابن عبّاد: المتُوَذِّقة من النساء: هي المُتوزمِرة يعني تحريكها ألواحها في المَشي.

ورف

الفَرّاء: ظِلٌّ وارِف: أي واسع، وقد ورَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً ووُرُوْفاً: أي اتَّسع، وأنشد ابن الأعرابي:

وأحْوى كأيْمِ الضّالِ أطْرَقَ بَعْدَما حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ

وورَفَ النَّبْت: إذا اهتَزّ، فهو وارِف: أي ناَضِر رَفّاف شديد الخُضْرة.
وقال ابن فارس: يُقال لما رقَّ من نواحي الكبد: الوَرْف.
ويقال: إنّ الرُّفة التِّبن مُخففة، والنّاِص واو من أوّلها. وفي المثل: هو أغنى من التُّفَةِ عن الرُّفة. في إحدى الروايات.
وقال ابن عبّاد: الرِّفَة ?بوزْن العِدة- النّاضر من النَّبت، يقال: رِفَة تَرِف.
وقال ابن الأعرابي: أوْرَفَ الظِّلّ ووَرَّف تَوْرِيْفاً: إذا طال وامتد؛ مثل وَرَفَ وَرْفاً.
وقال غيره: وَرَّفْتُ الشيء: مَصِصْتُه، والأرض: قسمْتها؛ مثل أرَّفْتُها.
والتركيب يدل على رِقَّة ونَضْرَة.

وزف

وزَفَ يَزِف وَزِيْفاً: أي أسْرع، ومنه قِراءة أبي حَيوَةَ: (فأقْبَلُوا إليه يَزِفُونَ) بتخفيف الفاء. وقال ابن دريد: وَزَفْتُه أزِفه وَزْفاً: إذا استعجلتَه ?لُغة يمانية-، فعلى هذا وَزَف لازم ومُعتدٍّ.
والتَّوَازُف: المُناهَدة في النَّفقات، يقال: تَوَازَفوا بينهم،قَال المُرَقِّش الأكبر:

عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحى مَشَايِيْطُ للأبْدَانِ غَيْرِ التَّوَازِفِ

ويروى: “التَّوَارِفِ” من التُّرْفَةِ والدَّعَةِ، أي ليسوا كذلك، ليسوا أصحاب لزوم للبيوت ولا دَعة، هم في إغارة وطلب ثأر وكفِّ نازلة وخدمة ضيف.

وسف

الليث: الوَسْفُ: تَشقُّقٌ يبدو في فَخِذ البعير وعجزه أول ما يبدو عند السِّمن والاكْتِناز؛ ثم يَعُمُّ في جسده فيتَوسَّف جِلْدُه، ورُبَّما توسَّف من داء أو قُوباءٍ.
والتّوسِيف: التَّقشير؛ عن الفرّاء. وتمرة موسَّفة: أي مُقشَّرة. والتَّوَسُّف: التقشُّر.
وقال ابن السكِّيت يقال للقَرْح والجُدري إذا يبس وتقشَّر وللجرَب ?أيضاً- في الإبل إذا قَفَل: قد توسّف جلده وتقَشْقَش جلده وتقشّر جلده، كلّه بمعنى،قَال الأسود بن يَعْف النَّهشلي:

وكُنْتَ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مُوْلَعاً بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تَوَسَّـفِ

وقال ابن فارس: يقال تَوَسَّفَتِ الإبل: إذا أخصبت وسمِنت وسقط وبرها الأول ونبت الجديد.

وصف

وَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً، والهاء عِوضٌ من الواو. وقوله تعالى: (سَيَجْزيهم وصْفَهم) أي جَزاء وَصفهم الذي هو كَذب. وقوله تعالى: ( واللهُ المُسْتَعانُ على ما تَصِفُوْنَ) أي تكذبون.
وفي حديث عمر ?رضي الله عنه-: لا تُلْبِسوا نِساءكم الكَتّان أو القَبَاطيَّ فإنه إلاّ يشِفَّ فإنّه صِف. أي يصِفها الثوب الرقيق كما يصِف الرجل سِلعته.
والصِّفة: كالعلم والجهل والسَّواد والبياض. وأمّا النحويون فليس يريدون بالضفة هذا، لأن الصفة عندهم هي النعت؛ والنّعت هو اسم الفاعل أو المَفْعُوْل نحو ضارب ومَضروب أو ما يرجِع إليهما من طريق المعنى نحو مِثل وشِبه وما يجري مَجرى ذلك، تقول: رأيت أخاك الظّريف، فالأخ هو الموصوف والظَّرِيف هو الصفة، فلها قالوا: لا يجوز أن يُضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يُضاف إلى نفسه، لأن الصّفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ.
وقول الشَّمّاخ يصف ناقة:

إذا ما ادْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاها لها الإدْلاجَ لَيْلَة لا هُجُوْعِ

يريد: أجادَتِ السير، وقيل: معناه إذا أدْلَجَت سارت الليل كُلَّه فذلك وصفُها يديها.
وقال ابن دريد: رجل وصّاف: عارِف بالوصف.
قال: والوصّاف: رجل من سادات العرب، سُمي الوصّاف لحديث له. وقال غيره: اسمه مالك ب عامر، ومن ولده عُبيد الله بن الوليد الوصّافي.
وقال ابن عبّاد: وصَف المُهْر: إذا توجَّه لشيء من حُسن السِّيرة.

والوَصِيف: الخادِم؛ غُلاما كان أو جارية. ومنه قول النبي ?صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر ?رضي الله عنه-: كيف تصْنَع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف.قَال شَمْر: يقول: يكثُر الموت حتى يصير موضِع قبرِ بعبد من كثرة الموت، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة. يقال: وَصُف الغلام ?بالضم-: إذا بلغ الخدمة؛ وصافةً، والجمْع: الوُصفاء. وفي حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم- أنه بعث سرية فنهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء. وقال ثعلب: ربما قالوا للجارية وصيفة، والجمْع: الوصَائف. والإيصَافُ: الوَصَافة، يقال: جارية بيِّنَة الإيصافِ كما يقال بيِّنة الوَصَافة.
وتواصفوا الشيء: من الوَصْف.
واتَّصف الشيء: أي صار موصوفاً،قَال طرَفةُ بن العبد:

إنّي كَفانيَ من أمْرٍ هَمَمْتُ بِـهِ جارٌ كَجارِ الحُذَاقيِّ الذي اتَّصَفا

أي صار موصوفاً بحسن الجوار.
واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي: إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به.
ونهى رسول الله ?صلى الله عليه وسلم- عن بيع المواصَفَة.قَال القُتَبيُّ: هو أن يبِيع ما ليس عنده ثم يَبتَاعه فَيدفَعه إلى المُشتري، قيل له ذلك لأنه باعَه بالصّفة من غير نَظرٍ ولا حيازة مِلْك.
والتركيب يدل على تحلية الشيء.

وضف

الخارْزَنجي: الإيْضَافُ: الإيْجَافُ في الرَّكْضِ. وقال أبو تُراب: يقال أوضَعَتِ الناقة وأوْضَفَتْ: إذا خبَّت، وأوضَفْتُها أنا فَوَضَفَت: مثل أوضَعَتُها فَوَضَعَتْ.

وطف

ابن عبّاد: يقال: عليه وَطْفَة من الشَّعر.
وقال غيره: الوَطَفُ ?بالتحريك- كثرة شَعر الحاجبين والأشفار وإرخاؤهما، يقال: رجل أوْطَف بيِّن الوَطَفِ وفي صفة النبي ?صلى الله عليه وسلم-: في أشفَارِه وَطَفٌ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب.
وسُحابَةٌ وَطْفاءُ: إذا كانت مُسترخية الجوانب لكثرة مائها،قَال امرؤ القيس:

دِيْمَةٌ هَطلاءُ فيهـا وَطَـفٌ طَبَقُ الأرْضِ تَحَرّى وتَدُرّْ

وقال ابن فارس: الوَطَف في المطر: اهماره.
وقال أبو زيد: الوَطْفاءُ: الدِّيمة السَّحُّ الحَثِيْثَة طال مطرها او قصُر. وفيها وَطَفٌ: إذا تدلَّت ذُيُولُها، وكذلك ظلامٌ أوطَف.
وعيش أوْطَف: أي رَخِيٌّ.
والتركيب يدل على طول شيء ورَخاوته.
والوَظِيْفُ: مُستَدقُّ الذراع والساق من الخيل والإبل وغير ذلك،قَال طَرَفة بن العبد يصِفُ ناقة:

تُبَاري عِتَاقاً ناجِياتٍ وأتْبَعَـتْ وظِيْفاً وَظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

والجَمْع: أوْظِفَة، ثم وُظُف ?بضمَّتين-.
وجاءت الإبل على وَظِيْف واحد: إذا تبِع بعضها بعضاً.
ووظَفْتُ البعير: قصَّرت قيده. ووظفتُه: أصبت وظِيفه.
وقال الأصمعي: يُستَحَبّ من الفرس أن تعْرضَ أو ظِفَة رِجليه وتحْدَبأوظِفَةُ يديه.
وقال أبو عمرو: الوظيف من الرجال: الذي يَقوى على المشي في الحَزن.
والوظيفة: ما يُقدَّر للإنسان في كل يوم من طعام أو رزق، والجمع: وظائف ووُظف، وأنشد الليث:

أبْقَتْ لنا وَقَعلتُ الدَّهْرِ مَكْـرُمَة ما هَبَّتِ الرِّيْحُ والدُّنْيا لها وُظُفُ

وقال ابن عبّاد: الوظيفة: العهد والشرط.
وقال ابن العرابيّ: يقال: مرّ يظِفُهم وَظفاً: أي يتبعهم.
والتَّوْظِيْفُ: تعيين الوظيفة.
ويقال: إذا ذبحت الذبيحة فاستوظِف قطع الحُلقوم والمئ والوَدَجيْن: أي استوعب ذلك كله.
وقال ابن عبّاد: المُواظَفة: مثل الموافقة والمؤازرة.
وواظَفْت فلاناً إلى القاضي: إذا لازمته عنده.
والتركيب يدل على تقدير شيء.

وعف

ابن دريد: الوَعْفُ ?والجمْع: وِعَافٌ-: وهي مواضِع فيها غِلَظ. وقالوا: مستنقعات ماء في مواضع فيها غِلَظ.
وقال ابن الأعرابي: الوعُوف والعُوُوْفُ والوُغُوْفُ ?بالغين المُعجَمة-: ضَعْف البصر.

وغف

ابن دريد: الوَغْفُ: قطعة أدَم أوكِسا تُشد على بطن العَتُود أو بطنِ التَّيْس لئلاّ يشرب بَوله أو ينْزو.
وقال ابن الأعرابي: الوَغْفُ والوغُوْفُ: ضَعْف البصر،قَال ابن سعد المعنيُّ:

بِعَيْنِكَ وَغْفٌ إذْ رَأيْتَ ابْنَ مَرْثَدٍ يُقَسْبِرُها بـفُـرْقُـمٍ يَتَـزَيَّدُ

ووغَفَ يغِفُ وَغْفاً: إذا أسرع وعَدا.
وقال أبو عمرو: أوْغَفَتِ المرأة: إذا ارتهزَت عند الجِماعِ تحت الرجل، وأنشد:

لَمّا دَجاها بِمِتَلّ كالـصَّـقْـبْ وأوْغَفَتْ لذاكَ ايْغَافَ الكَلْـبْ
قالت: لقد أصْبَحْتَ قَرْماً ذا طَبّ بما يُدِيْمُ الحُبَّ منه في القَلْـبْ

وأوْغَفَ: عدا وأسرع؛ مثل وَغَفَ،قَال العجّاج يذكر الكلاب والثور:

وأوْغَفَتْ شَوَارِعاً وأوْغَفا مِيْلَيْنِ ثُمَّ أزْحَفَتْ وأزْحَفا

وقال ابن الأعرابي: أوْغَفَ: إذا سار سيرا مُتعبا.
وأوْغَفَ: إذا عَمِش.
وأوْغَفَ: أكل من الطعام ما يَكفيه.
وقال ابن عبّاد: الإيغاف: أنْ يُدلي الكلب لِسانه من شدة الحر.
وأوغَفْتُ الخِطمي وأوخفْتُه: بمعنى.

وقف

الوَقْفُ: سِوار من عاج،قَال الكُميت يصِف ثوراً:

ثُمَّ اسْتَمَرَّ كَوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتـاً يَرْمي به احَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ

ووقفت الدابة تقف وقوفاً، وكذلك الإنسان،قَال امرؤ القيس:

قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ

ووقفْتها أنا وقفاً يتعدى ولا يتعدى،قَال الله تعالى: (وقِفُوْهم أنَّهم مَسْؤلُوْنَ)، وقال ذو الرُّمة:

وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَـتـي فما زِلْتُ أبْكي عِندَهُ وأُخاطِبُهْ

والحديث الموقوف: خِلاف المرفوع.
ووقَفْته على ذنبه: أي أطلعته عليه.
ووقَفْت الدار على المساكين وَقْفاً.
والموقِف: الموضِع الذي تَقِف فيه حيث كان.
وموقفا الفر: الهزمتان في كَشْحَيْه. وقيل: الموقفان نُقرَتا الخاصِرة على رأس الكُلية،قَال النابغة الجَعدي ?رضي الله عنه- يصِف فرساً:

فَلِيْقُ النَّسَى حَبِطُ المُوْقِفَيْنِ يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ

وقال أيضاً:

شَدِيْدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأنهمـا نَهى نَفَساً أوْ قَدْ أرادَ لِيَزْفِرا

نهى: أي حبس نفسه، أي ردّه.
ويقال للمرأة: أنّها لَحَسنة الموقِفَين؛ وهما الوَجه والقدَم؛ عن يعقوب. ويقال: موقِفا المرأة: عيناها ويداها وما لا بُدّ لها من إظهاره.
والموقِفُ: مَحلّة بالبصرة.
وقال أبو عمرو: الموَقفان: عِرْقانِ مُكتَنِفا القُحْقُح إذا تشنّجا لم يَقُم الإنسان وإذا قُطِعا مات.
وواقِف: بطن من الأنصار. وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب الأوس: إنّ اسم واقِف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.
والواقِفُ ?أيضاً-: خادم البِيعة؛ لأنه وَقَف نفْسه على خَدْمتها. والوِقِّيْفى ?مثال خِصَّيْصى-: الخِدمة. وفي حديث عمر ?رضي الله عنه-: لا يُغير عن وِقِّيْفاه.
ووقْف: موضِع في بلاد بني عامر،قَال لبيد رضي الله عنه:

لِهِنْدٍ بأعْلى ذي الأغَرِّ رُسُوْمُ إلى أُحُدٍ كأنَّهُـنَّ وُشُـوْمُ
فَوَقْفٍ فَسُلِّيٍّ فأكْنَافِ ضَلْفَعٍ تَرَبَّعَ فيه تـارَةً وتُـقِـيْمُ

والوقْف: من قُرى الخالص شرقي بغداد.
والوَقْفُ ?أيضاً-: بُلَيْدة من أعمال الحِلّة المزيديّة.
وقال الليث: الوَقْفُ: وَقْفُ التُّرس من حديد أو قرن يستدير بحافته، وكذلك ما أشبهه.
وقال الأزهري: في حديث الحسن البصري: أنّ المُؤمن وقّاف مُتأنٍّ وليس كحاطِب ليل: ويُقال للمُحْجِم عن القتال: وَقّاف جبَان وأنشد:

فَتىً غير وَقّافٍ وليس بِزُمَّلِ

وقال دريد: بن الصِّمَّةِ:

فإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلّى مَكانَـهُ فما كانَ وَقّافاً ولا طائشَ اليَدِ

والوَقّافُ العقيلي: شاعر.
وقال ابن عبّاد: يُقال لكل عقبٍ لُفّ على القوس: وقْفَة، وعلى الكلية العليا: وَقْفَتانِ.
ووقَفَ القِدْرَ: أي أدامها وسكّنها. والمِيْقَفُ والمِيْقَافُ: ما أدَمْت به غليان القِدر وسَكَّنْتَه. وقال اللحياني: المِيْقَفُ والمِيْقَافُ: العود الذي يُحرك به القِدر ويُسكَّن به غليانها، وهو المِدْوامُ.
والوَقِيْفَةُ: الوَعِل تُلْجِئه الكلاب إلى ضخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. وأنشد ابن السكِّيت في كتاب معاني الشِّعر من تأليفه:

فلا تَحْسِبَنّي شَحْمَةً من وَقِيْفَةٍ تَسَرَّطُها ممَا تَصِيْدُكَ سَلْفَعُ

وأنشده ابن دريد وابن فارس: “مُطْرَّدَةٍ مِمّا”، سَلْفَعُ: اسم كلْبة.
وأوْقَفْتُ وَقْفاً للمساكين ?بالألف-، لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت،قَال الطِّرمّاح:

فَتَطَرَّبْتُ لـلـهَـوى ثُـمَّ أوْقَـفْ تُ رِضىً بالتُّقى وذو البِرِّ راضِ

وحكى أبو عمرو: كلَّمْتُهم ثم أوْقَفْتُ: أي سكتُّ. وكل شيء تُمْسك عنه تقول فيه: أوْقَفْتُ.
وحكى أبو عُبيد في المُصَنّف عن الأصمعي واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررتُ برجل واقف فقلت: ما أوقفَكَ ها هنا؟ لرأيته حَسَناً. وحكى ابن السكِّيت عن الكِسائيِّ: ما أوقَفَك ها هنا وأي شيء أوقَفَك ها هنا؟ أي أيُّ شيء صيَّرك إلى الوقُوف.
ووقَّفْتُ المرأة تَوْقِيْفاً: إذا جَعَلْت في يديها الوَقْفَ.
ووقَّفَتِ المرأة يديها بالحِنّاء: إذا نقَّطَتْهما.
وقال اللحياني: حمار مُوَقَّف: للذي كُوِيَتْ ذراعاه كَيّاً مستديرا، وأنشد:

كَوَيْنا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ووَقّفْنـا هُـدَيْبَةَ إذْ أتـانـا

والمُوَقَّفُ في شِعر الشَّماخ:

وما أرْوى وإنْ كَرُمَتْ علينا بأدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَـرُوْنِ

أُرْوِيَّةٌ في يديها حُمْرة تُخالِف لون سائر جسدها.
ويقال ?أيضاً-: ثور مُوَقَّفٌ،قَال العجّاج:

كأنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأَّفا مُذَرَّعاً بِوَشْيِهِ مُوَقَّفا

وفرَس مُوَقَّفٌ: إذا أصاب الأوظِفة منه بياض في موضع الوَقْفِ ولم يعدُها إلى أسفل ولا فوق؛ فذلك التَّوْقِيفُ. وقال بعضهم: فرس مُوقَّفٌ: أي أبْرَش أعلى الأُذُنين كأنّهما منقُوشتان ببياض ولون سائره ما كان.
وقال ابن شُميل: التوقيف: أن يُوَقِّفَ الرجل على طائفَيْ قوسَه بمضائغ من عَقَب قد جعلهُنَّ في غِراء من دماء الظِّباء فَيَجِئنَ سواداً، ثم يُعلّى على الغِراء بصدأ أطراف النَّبْلِ فَيجيءُ أسود لازِقاً لا ينقطع أبداً.
ووقَّفْتُ التُّرس: جعلت له وَقفاً، وقد ذُكِر معناه.
والتَّوْقِيْفُ: مُبالغة الوقُوْفِ، يقال: وَقَّفَ الجيش، وقيل: معناه وَقَفَ واحد بعد واحدٍ،قَال جميل بن معمَر العُذري:

تَرى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُوْنَ حَوْلنا وإنْ نَحْنُ أوْبَأْنا إلى النّاسِ وقَّفُوا

ويُروى: “أوْمَأْنا”؛ والمعنى واحدٌ، فأخذ البيت منه الفرزدَق وقال: أنا أحَقّ بهذا البيت منك؛ متى كان المُلكُ في عُذرة? إنما هذا لِمُضَرَ.
وتوْقِيْفُ النّاس في الحجِّ: الوُقُوْفُ بالمَواقِفِ والتَّوقِيْفُ: كالنَّصِّ.
وقال أبو زيد: وَقَّفْتُ الحديث توْقِفاً وبيَّنْتُه وتَبْييناً؛ وهما واحد.
وقال ابن عبّاد: وقَّفْتُ فلاناً: إذا قَطَعْت منه مَوضع الوقْف.
قال: ورجل مُوَقَّف مُوَقَّح: أي مُجَرَّب قد أصابته البلايا.
والمُوَقَّفُ من القِداحِ: الذي يُفَاضُ به في المسير، وتَوْقِيفُه: سِمة تُجْعلُ عليه.
وقال غيره: وَقَّفَ السَّرْج: أصلحه وجعله واقياً لا يعْقِر.
والتَّوَقُّف في الشيء: كالتَّلَوُّم.
وقال ابن دريد: توَقَّفْتُ على هذا الأمر: إذا تَلَبَّثْتَ عليه.
قال: والوِقَافُ: مصدر المُوَاقَفَةِ في حرب أو خَصوْمة.
وتَوَاقَفَ الفريقان في القتال.
وواقَفْته على كذا.
واسْتَوقَفْتُه: سألْتُه الوقُوْفَ، ويقال: أنّ امرَأ القيس أول مَنِ استوقف الرَّكبَ على رسْم الدّار بقوله: قِفا نَبْكِ.
والتركيب يدل على تمَكُّث في شيء.

وكف

الوَكْفُ: النِّطَعُ،قَال أبو ذُؤيب الهُذليّ:

تَدَلّى عليها بـين سِـبٍّ وخَـيْطَةٍ بجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها

“و” وَكَفَ البيت يَكِف وَكْفاً ووَكِيْفاً وتَوْكافاً: أي قطر،قَال العجّاج:

وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ السى وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَـا

وناقة وَكُوْفٌ: أي غزيرة. ومنه حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: أن رجلا جاءه فقال: أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجَنّة قال: المِنْحَةُ الوكُوْفُ والفَيْءُ على ذي الرَّحِم.
وقال الليث: الوَكَفُ ?بالتحريك-: وَمَفُ البيت؛ مثل الجناح يكون على الكَنِيْفِ.
وقول النبي ?صلى الله عليه وسلم-: خِيار الشهداء عند الله أصحاب الوَكَفِ قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الوَكَفِ؟ قال: قوم تَكَفَّأ عليهم مَرَاكِبُهم في البحر.قَال شَمِر: الوَكَفُ قد جاء مفسّراً في الحديث والمعنى: أنَّ مراكبهم قد اجْتَنَحَت عليهم وتَكَفَّأَتْ فصارت فوقهم مثل أوْكافِ البيوت.
والوَكَفُ ?أيضاً-: العَيب والإثم، وقد وَكِفَ ?بالكسر- وَكَفاً. ومنه الحديث: البَخِيل في غير وَكَفٍ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س.قَال مالك بن العَجلان الخَزرجي ?وهو من أبيات الكِتاب- ويُروى لشُرَيح بن عمران القُضاعيِّ، ورواه أبو زكريا التَبْريزيّ لعمرو بن امْرِئ القيس الخزرجي، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار، وهو لمالك:

الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ لا يَأْ تِيْهمُ من وَرائنـا وَكَـفُ

أي هُمُ الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ.
والوَكَفُ في قَول العجاج يصِف ثوراً:

غَدا يُباتري خَرِصاً واسْتَأْنَفا يَعْلُو دَكادِيْكَ ويَعْلُو وَكَفاً

سَفْحُ الجبل.
والوكَفُ ?أيضاً-: الميل والجَوْر، يُقال: إنّي لأَخشى وَكَفَ فلان: أي جوْرَه.
وإذا انْحَدَرْت من الصَّمان وقعْت في الوَكَفِ: وهو مُنحَدَرُكَ إذا خَلَّفْتَ الصَّمان.
وقال ابن فارس: الوَكَفُ: الفَرَق، كذا في نُسَخ المُجْمَل والمَقاييس، وذكر إبراهيم الحَربيّ ?رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه في هذا التركيب: الوَكَفُ: العَرَق ?بعين مُحقَّقة-، وأنْشد:

رَأْيت مُلوكَ النّاسِ عاكِفَةً بـهـمْ على وَكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ

وقال ابن دريد: ليس في هذا الأمر وَكْفٌ ولا وَكَفٌ: أي فَساد وضَعْف.
ووَكَفَ عن الأمر: قصَّر ونَقَصَ. ومنه حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: لَيَخْرُجنَّ ناس من قبورهم في صورة القردة بما داهَنوا أهل المعاصي ثمَّ وَكَفوا عن عَمَلهم وهم يستطيعونَ.
والوَكْفُ -بسُكُونِ الكاف-: النِّطَعُ.
والوِكَافُ والوُكافُ: لُغتان في الإكافِ والأُكافِ.
وقال ابن عَبّاد: أوْكَفْتُه: أوقعتُه في الإثم.
وأوْكَفَ البيت: لغة في وَكَفَ.
ويقال: أوْكَفْتُ البغل وآكَفْتُه ووَكَّفْتُه تَوْكِيْفاً وأكَّفْتُه تَأكِيْفاً: إذا وضعْت عليه الوِكافَ.
واسْتَوْكَفَ: أي اسْتَقطَر. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه توَضَّأ فاستوكف ثلاثاً. والمعنى: أنه اصطَبّه على يديه ثلاث مرّات فغسلهما قبل إدخالِهما الإناء. وأنشد الأزهري لحُمَيد بن ثور -رضي الله عنه- يَصف الخَمْر.

إذا اسْتُوْكِفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها كما جََّ أحشَاءَ السَّقِيْمِ طَبِـيْبُ

وواكَفْتُ الرجلَ في الحرب وغيرها: إذا واجهته وعارضته،قَال ذو الرُّمة:

مَتا ما يُوَاكِفْهُ ابنُ أنْثَى رَمَتْ بهِ مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْها المَغَانِمَ تَثْكَلِ

ويُروى: “مَتا ما يُواجِهْها” أي مَتَا ما يُواجِه هذه الفَرَس ابن أُنثى أي رجل.
ويقال: هو يَتَوَكَّف عِيالَه وَحَشمه: أي يتعهَّدهم وينظر في أمورهم.
ويقال: توَكَّفَ الخبر وتوقَّعه وتسقَّطه: إذا انتظر وَكْفَ، ويدُلّ على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقْطَر الخبر واستوْدَفه. ومنه حديث عُبيد بن عُمير: أهل القبور يتوكَّفون الأخبار؛ فإذا مات الميت ألوه ما فعل فلان وما فعل فلان.
وقال أبو عمرو: التَّوَكُّفُ: التعرُّض، يقال: مازلتُ أتَوَكَّفُ له: أي أتعرَّض له حتى لقيْتُه، قال:

سَرى مُتَوَكِّفاً عن آلِ سُعْدى ولو أسْرى بلَيْلٍ قاطِنِيْنـا

وقال ابن عَبّاد: تَوَاكَفَ القوم: أي انْحَرَفوا.

ولف

بَرْقٌ وَلِيْفٌ: أي مَتتابِع،قَال صَخْر الغَيِّ الهُذلي:

لِشَمّاءَ بَعْدَ شَتَاتِ الـنَّـوى وقد بِتُّ أخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيْفا

أي اثنين اثنين مرّتين مرتين برقين برقين، وأخْيَلْتُ: رأيت المَخِيلة. وقال الأصمعي: وَلَفَ البَرق يَلِف وَلِيْفاً.
والوَليْفُ والوِلافُ: ضَرْبٌ من العَدْو؛ وهو أن تقع القوائم معاً، وكذلك أن يجيء القوم معاً،قَال الكميت:

ووَلّـى بـإجْـرِيّا وِلافٍ كـأنَّــهُ على الشَّرَفِ الأقْصى يُسَاطُ ويُكْلَبُ

أي مُؤتَلِفَةٍ.

وقال ابن الأعرابي: الوِلافُ في قَول رُؤبَة:

ويَوْم رَكْضِ الغارَةِ الوِلافِ بازي جِبَالٍ كَلِبُ الخُطّافِ

الإعتزاء والاتصال.
والتركيب يدل على التتابع.

وهف

وَهَفَ النَّبَات يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيْفاً: أي أورق واهتزَّ؛ مثل وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً.
والواهِفُ والوافِهُ: سادن الكنسية وقيِّمُها التي فيه صليبهم، وعمله الوِهَافَة والوُهْفِيَّة والوِفَاهَةُ والوُفْهِيَّة. ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: لا يُغَيَّر واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه ولا قِسِّيْس عن قِسِّيْسيَّتِه. ويروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه.
وفي حديث عائشة وذكرت أباها -رضي الله عنهما-: قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راضٍ قد طوَّقه وَهْفَ الأمانة -ويروى: الإمامة-. أي القيام بها، من واهِفِ النَّصارى. وأصله من وَهَفَ يَهِفُ: إذا دَنَا، ووَهَفَ ووَحَفَ: أخوان، يقال: خُذ ما وَهَفَ لك ووَحَفَ لك: أي دنا وأمْكَنَ، وذلك أنّ القيِّمَ بالشيء دانٍ منه أبداً لازِم له لا يُرَخِّص لنَفْه في التَّجَافي عنه. ويَجوز أن يكون من وَهفَ النَّبْتُ إذا أوْرَق واهتزَّ لأنه حينئذ يظهر صلاحه؛ فشُبِّه به ما يَظْهَرُ من صَلاح الشيء بقَيِّمِه والمُعتنى بشأنه. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب م ي ح. وقال الأزهري: معناه: قلَّدَه القيام بشرف الدين بعده، كأنها عَنَتْ أمْره إياه بأن يُصلِّي بالناس في مرضه، ويقال: وَهْفٌ وهَفْوٌ؛ وهما الميل من حقٍّ إلى باطل وضَعْفٍ، قال: وكِلا القولين مَدح لأبي بكر -رضي الله عنه-: أحدهما القيام بالأمر؛ والآخر رَدُّ الضَّعْفِ إلى قُوَّة الحقّ.
وقال قتادة في قوله تعالى: (يَأْخُذُوْنَ عَرَضَ هذا الأدْنى ويقولُونَ سيُغْفَرُ لنا) نَبَذوا الإسلام وراء ظهورهم وتمنوا على الله الأماني كلّما وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أكلوه ولا يُبالون حلالاً كان أو حَراماً: أي بدا لهم وعَرَض، يقال وَهَف لي كذا وَهْفاً: أي طَفَّ لي. ومنه حديثه أيضاً: كانوا إذا وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أخذوه؛ وإلاّ لم يتقطّعوا عليها حسرةً. وكذلك أوْهَفَ، يقال: ما يُوْهِفُ له شيء إلاّ أخَذَه: أي ما يرتفع.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف