معجم العباب الزاخر – باب الهاء (هـ)

هأهأ

الهِيْئُ والجِيْئُ -بالكسر فيهما-: اسمان من قولهم: هَأْهَأْتُ بالإبل: لإذل دعوتها للعلف فقلت: هِئْ هِئْ، وجَأْجَأْتُ بها إذا دعوتها للشرب فقلت: جِئْ جِئْ، قال ذلك الأصمعي: أنشد لمُعاذ الهرَّاء:

وما كانَ على الهِيْئ ولا الجِيْئِ امْتِداحِيْكا
ولكنّي على الحُـبِّ وطِيْبِ النَّفْس آتِيْكا

ابن دريد: هَأْهَأْتُ بالقوم: إذا دعوتهم أو بافبل: إذا زجَرْتها فقلت لها: هَأْهَأْ.
والهَأْهَأَةُ: القهقهة، وقال اللحياني: رجل هَأْهَأْ وهَأْهاءٌ: من الضحك -على فَعْلَلٍ وفَعْلالٍ-، وأنشد:

يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَوَاسِجِ لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِجِ

هَأْهَأَةٍ ذات جَبِينٍ سارج.

هكذا أنشده اللحياني في نوادره: “من العَواسِج” بالسين؛ وروى الأزهري عنه في هذا التركيب كذلك، وروى في تركيب ع ه ج عن الأصمعي: “من العَواهِجِ” بالهاء وبزيادة مشاطير؛ وهي:

يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَـوَاهِـجِ شَرّابَةٍ لِلَّبَنِ الـعُـمَـاهِـجِ
تَمْشي كَمَشْي العُشَراءِ الفاسجِ حَلاّلَةٍ للسُّرَرِ الـبَـوَاعِـجِ
لَيِّنَةِ المَسِّ على الـمُـعَـالِـجِ كأنَّ رِيْحاً من خُزَامى عالِجِ
تُطْلى به دونَ الضَّجِيْجِ الوالِجِ

هتأ

الفَرّاء: يقال: القِرْبَة أو المزادَةُ فيها هَتَأٌ شديد -بالتحريك- وهُتُوْءٌ: أس شَقٌّ خَرْقٌ.
وَهتِئَ الرجل: إذا انحنى، مثل ههَدِئَ. والأهْتَأُ: الأهْدَأُ؛ وهو الأحْدَب.
وقال أبو الهثيم: جاء بعد هَتْأَةٍ من الليل؛ مثل هَدْأَةٍ، وقال اللحياني: جاء بعد هَتِيءٍ وهَتْءٍ -على فَعِيْلٍ وفَعْلٍ بالفتح- وهِتَاءٍ وهِيْتَاءٍ -ممدودين-. وقال ابن السكِّيت: ذهب هِتْءٌ من الليل -بالكسر- أي قطعة، وما بقي إلاّ هِتْءٌ، وما بقي من عنمهم إلاّ هِتْءٌ؛ وهي أقل من الذّاهبة.
وتَهَتَّأ الثوب وتَهَمَّأ: تقطَّع.

هجأ

أبو زيد: هَجَأَ غَرَثي: سَكَنَ.
أبو عمرو: هَجَأْتُ الطَّعامَ: أَكْلتُه.
والهُجَأَةُ -مثال تُؤَدَةٍ-: الأحمَقُ.
والهَجَأُ -بالتحريك-: كل ما كُنتَ فيه فانقَطَعَ عنك، وتَرَكَ هَمْزَه بَشّارُ بن بُرْدٍ فقال:

وقَضَيْتُ من وَرَقِ الشَّبابِ هَجَاً من كلِّ أحْوَرَ راجحٍ قَصَبُـهْ

ويُروى: “هَوَىً”.
وهَجَأْتُ الابِلَ والغَنَمَ: كَفَفْتُها لِتَرْعى.
وأهْجَأَ طَعامُكُم غَرَثي: أي قَطَعَه؛ عن أبي زيدٍ، وأنْشَدَ:

وأخْزاهُمُ رَبِّـي ودَلَّ عـلـيهُـمُ وأطعَمَهُم من مَطْعَمٍ غيرِ مُهْجِئي

وأهْجَأْتُه: أطْعَمْتُه، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكْليُّ:

وعـنــدي زُؤازِئَةٌ وَأْبَةٌ تُزَأْزِيءُ بالدَّأْثِ ما تُهْجَؤُهْ

وتَهَجَّأْتُ الحُروفَ وتَهَجَّيْتُها: بمعنىً.

هدأ

هَدَأَ هَدْءً وهُدُوْءً: سَكَنَ.
ويُقال: نَظَرْتُ إلى هَدئِه وهَديِه -بالهمز وتَرْكِه-: أي سِيرَتِه.
وأتَيْتُه بعد هَدْءٍ من اللَّيْل وهَدْءَةٍ وهدئٍ -على فَعِيلٍ- -ومَهْدَأٍ-على مَفْعَلٍ-: إذا جئتَ بعد نَوْمَةٍ، وكذلك أتانا هُدوْءً، ويُرْوى بيتُ عَدِيِّ بن زيد:

شَئِزٌ جَنْبي كـأنِّـي مَـهْـدَأً جَعَلَ القَيْنُ على الدَّفِّ الإبَرْ

بفتح الميم نَصباً على الظَّرْف.
والهَدَأَةُ -بالتحريك-: ضَرْبٌ من العَدْو.
والهُدّاءَةُ -بضمِّ الهاء والدال مُشَدَّدَةٌ وبالمَدِّ-: الفَرَسُ الضّامِرُ، ولا تُوْصَفُ بالهُدّاءَةِ إناث الخَيْل.
الأصمعيُّ: يُقال: تَرَكْتُ فلاناً على مُهَيْدِئَتِه: أي على حالِه التي كان عليها، تَصغيرُ المَهْدَأَةِ.
ورَجُلٌ أهْدَأُ: بَيِّنُ الهَدَأِ، أي أحدَبُ، قال عُمَرُ بن الأشْعَثِ بن لَجَأٍ:

حَوَّزَها من بُرَقِ الغَمـيمِ أهْدَأُ يَمْشي مِشْيَةَ الظَّليمِ

وأهدأْتُ الصبيَّ: إذا جعلتَ تضرِبُ يدك عليه وتسكِّنهُ لينام.
ويُروى بيت عَديّ الذي ذكرتُه الآنَ: “كأنّي مُهْدَأٌ” بضم الميم والهمزة.
والتركيب يدلُّ أكثَره على السكون.

هذأ

الهَذْءَةُ -بالفتح-: المِسحاةُ.
وهَذَأْتُه: أسْمَعْتُه ما يَكرَه.
الأصمعيُّ: هَذَأْتُ الشيءَ هَذْءً: قَطَعتُه.
أبو زيد: هَذَأْتُ العَدُوَّ هَذْءً: إذا أبَرْتَهُم وأفنَيْتَهُم.
وهَذِيءَ من البَرْدِ وهَرِيءَ: أي هَلَكَ.
وهَذَأَتِ الإبل: إذا تَساقَطَتْ.
وتَهَذَّأَتِ القَرْحَةُ: فَسَدَتْ وتَقَطَّعَتْ.

هرأ

الأصمعيُّ: هَرَأَهُ البردُ يَهْرَؤُه هَرْءً: اشتَدَّ عليه حتّى كادَ يَقتلُه.
وهَرَأْتُ اللَّحْمَ هَرْءً: إذا أجَدْتُ انْضاجَه، فهو لَحْمٌ هَرِيءٌ -على فَعِيلٍ-: أبو زيدٍ: هَرَأَ الرَّجلُ في مَنْطِقِه هَرْءً: إذا قالَ الخَنى والقَبيحَ، وقال ابنُ السِّكيت: هَرَأَ الكلامَ: إذا أكثَرَ منه في خَطَأٍ، وهو مَنْطِقٌ هُراءٌ -بالضمِّ والمَدِّ-، قال ذو الرُّمَّة:

لها بَشَرٌ مثلُ الحَريرِ ومَـنـطِـقٌ رَخيمُ الحَواشي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ

الفَزارِيُّ: هذه قِرَّةٌ لها هَريئَةٌ -على فَعيلةٍ-: أي يُصيبُ المالَ والناسَ منها ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أو مَوتٌ.
والهَرِيْئَةُ -أيضاً-: الوقْتُ الذي يَشْتَدُّ فيه البَردُ.
وهُرِيءَ المالُ وهُرِيءَ القومُ فَهُم مَهْرُوؤُنَ، قال تَميمُ بن أُبَيِّ بن مُقبِل يرثي عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

نَعاءِ لِفَضْلِ العِلم والحَزْم والتُّـقـى ومَأْوى اليَتامى الغَبْرِ عامُوا وأجْدَبوا
ومَلْجَأِ مَهْرُوْئيْنَ يُلفـى بـه الـحَـيَا اذا جَلَّفَتْ كَحْـلٌ هُـوَ الأُمُّ والأبُ

وهَرِيءَ اللَّحمُ هَرْءً وهُرْءً -بالضم عن الفرّاء- وهُرُوءً -عن الكسائيِّ-: إذا تَهَرَّأَ.
ورجُلٌ هُرَأٌ -مثال صُرَدٍ-: أي هَذَّاءٌ، وامرأةٌ هُرَأَةٌ وقومٌ هُرَؤُونَ.
وقال ألو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يقول في صِغار النَّخْل: أوَّلَ ما يُقْلَعُ شيءٌ منه من أُمِّه هو الجَثيثُ وهو الوَدِيُّ والهِراءُ -بالكسر والمَدِّ- والفَسيلُ، وأنْشَدَ الدِّينَوَرِيُّ:

أبَعْدَ عَطِيَّتي ألْفاً جَميعـاً من المَرْجُوِّ ثاقِبَةُ الهِراءَ

قال: النَّخْلُ إذا استَفْحَلَ ثُقِبَ في أُصوله فذلك معنى قولِه: “ثاقِبة الهِراءِ”، ويُروى: “من الجَبّارِ آرِزَةُ الهِراءِ”.
وأهْرَأَهُ البَردُ: مثلُ هَرَأَهُ، عن الفَرّاء. وأهْرَأْنا في الرَّوَاح: أي أبْرَدْنا، قال اِهابُ بنُ عُمَيْرٍ يصِفُ حُمُراً:

حتّى اذا أهْرَأْنَ بالأصائلِ وفارَقَتْها بُلَّةُ الأوابِـلِ

يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الرَّواح.
وأهْرَأَ الكَلامَ: إذا أكثَرَ ولم يُصِبْ.
وأهْرَأْتُ اللَّحمَ وهَرَّأْتُه تَهرِئَةً: إذا أجَدْتَ إنضاجه فَتَهَرَّأَ، مثلُ هَرَأْتُه هَرْءً.

هزأ

هَزَأَ وهَزِئ: أي ماتَ.
وهَزَأْتُ الرَّاحِلَةَ: إذا حَرَّكْتَها.
وهَزَأَه البَرْدُ: قَتَلَه، مثلُ هَرَأَه بالرّاء.
وهَزِئْتُ منه وبه -عن الأخْفَش- هُزْءً وهُزؤَاً: سَخِرتُ منه. وهَزَأتُ به -أيضاً- هَزْءً ومَهْزَأَةً -عن أبى زيدٍ- ومَهْزُءَةً، قال ابو حِزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُّ:

يَسُوسُ البَرِيَّةَ لم يَخْزُهُمْ لإلْحادِ إثْمٍ ولا مَهْزُؤَهْ

ورجل هُزْءَةٌ -بالتسكين-: يُهْزَأُ به، وهُزَأَةٌ -مثال تُؤَدَةٍ-: يَهْزَأُ بالناس.
وهُزْءآنُ الضبيُّ -مثال عثمان-: هَجاهُ حِماسُ بنُ ثامِل.
وأهْزَأَه البَرْدُ: قتَله، مثل أهْرَأَه -بالراء-.
وأهْزَأَتْ به ناقَتُه: أسْرَعَتْ.
وأهْزَأَ: دخلَ في شِدَّةِ البَرد.
واستَهْزَأَ به وتَهَزَّأ: بمعنىً.

همأ

الهِمْءُ -بالكسر-: الثَّوبُ الخَلَقُ، والجَمْعُ أهْماءٌ. وأهْمَأْتُ الثَّوبَ: أبْلَيْتُه. وتَهَمَّأَ: بَلِيَ وتَقَطَّعَ.

هنأ

هَنَأْتُه: نَصَرْتُه.
وهَنَأْتُ البَعيرَ أهْنَؤُه وأهْنِئُه: إذا طَلَيْتَه بالقَطِرانِ، وقال ابنُ مَسْعود -رضي الله عنه-: لأََنْ أُزاحِم جَمَلاً قد هَنيءَ بالقَطِران أحَبُّ إليَّ من أنْ أُزاحِم امرأةً عَطِرَة، قال امرؤُ القَيس:

أيَقْتُلُني وقد شَـعَـفْـتُ فُـؤادَهـا كما قَطَرَ المَهْنُوْءَةَ الرَّجُلُ الطّالي

وهَنَأْتُ الرجلُ أهْنَؤُهُ وأهْنِئُه -أيضاً- هَنْئاً: إذا أعْطَيْتَه. وهَنَأْتُه شَهراً أهْنَؤُه: أي عُلْتُه.
وهانئ: من الأعلام، وفي المثل: إنَّما سُمِّيتَ هانِئاً لتَهْنَأَ، وقال الأُمَويُّ: لِتَهْنِئ: أي لِتُمْرِئ.
وهَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ وهَنِيءَ هَنَاءَةً: أي صارَ هَنِيْئاً، وقال الأخْفَشُ: هَنَأَني الطَّعامُ يَهْنَؤُني ويَهْنِئُني هَنْأً وهِنْأً -بالفتح والكَسر-، وهَنِئْتَ الطَّعامَ: أي تَهَنَّأْتُ به، المَهْنَأُ والمَهْنَأَةُ والمَهْنُؤَةُ، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكْليُّ:

إمام الهُدى ارتح لنا بالغِنى وتعجيل خيرٍ له مهنَـؤُهْ

وهَنِئتُ به: فَرِحتُ.
ابو زيد: هَنِئَتِ الماشية: إذا أصابت حظاً من البَقل من غير أن تشبعَ منه.

و( كُلُوهُ هَنِيئاً مَريئاً): أي من عير تعبٍ، وقيل أكلاً هَنيئأً بطيبِ النَّفس، وقيلَ: هَنِيئأً: لا إثم فيه؛ وَمَرِيئاً: لا دَاءَ فيه.
وقال ابن الأعرابيِّ: هَنَاَني الطَّعامُ وهَنِئَني فهو هَنِيء.
والهَنِيءُ والمَريءُ: نَهرانِ أجراهُما هِشام بن عبد الملك، قال جرير:

اُوتِيتِ‎َ من حَدَبِ الفُرات جَوارِياً منها الهَنِيءُ وسائِحٌ في قَرقَرآ

والهَنِيءُ: الطَّعَام.
ويُقال: لِتَهنئك العافيةُ، وليهَنِئك الفارِسُ، بالهَمز وتَخفِيفِ الهَمز، ولا تَحذِفِ الياءَ لأنَّ الياء بَدَلٌ من الهَمزَةِ.
وأُمُّ هانئ: بنت أبي طالبٍ -رضي الله عنها-، واسْمُها فاخِتَة.
والهَانِئُ: الخادم، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيَّهان ومعه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- وقد خرج أبو الهيثم يَستعذب الماء فدخلوا فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء في قِرْبة يَزعبُها ثم رقي عذْقاً له فجاء بقنوٍ فيه زَهْوُه ورُطَبه فأكلوا منه وشربوا من ماء الحِسْي ثم قال: يا ابا الهيثم! ألا أرى لك هانِئاً -ويروى: ماهِناً- فإذا جاء السَّبي أخْدَ مْنَاك خادِماً.
ومضى هَنْءٌ من الليل: أي طائفة منه.
والهَنْءُ والهِنَاء: العطاء.
والهِنَاء -أيضاً-: عِذْقُ النَّخْلة.
وابل هَنْأى -مثال سَكْرى-: إذا رَعَت دون الشِّبع.
والتَّهنِئة: خلاف التَّعزية، تقول: هَنَّأته بالولاية تهنئة وتهنيئاً.
وهذا مُهَنَّأ قد جاء: وهو اسم رجل.
واستهنأ: استنصر. واسْتَهْنَأَ -أيضاً-: استعطى، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكليّ:

أُلَزِّئُ مُسْتَهْنئي في البَدِيءِ فَيَرْمَأُ فـيه ولا يَبْـذَؤُهْ

واهْتَنَأْتُ مالي: أصلحتُه.
والتركيب يدل على إصابة خير من غير مشقة.

هوأ

فلان بعيد الهَوْءِ -بالفتح-: أي بعيد الهِمّة، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من قام إلى الصلاة فكان هَوْؤُه وقلبُه إلى الله انْصَرَف كما ولدَتْه أمه، تقول منه: هَاءَ الرجل، وإنه لَيَهُوْءُ بنفسه: أي يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يَهوِي بنفسه.
أبو زيد: هُؤْتُ به خَيراً: إذا أزْننْتَه به، ويقال: هُؤْتُه بخير، وهُؤتُه بشرّ أيضاً.
وقال أبو عمرو: هُؤْتُ به: أي فَرِحْت به.
اليزيدي: هَو ائَتْ نفسي إلى كذا: أي همّت.
ويقال: لا هاء الله ذا ولاها الله ذا -بالمد والقصْر-: بمعنى لا والله ذا.
وهاءَ -بالمد-: يكون تلبية، قال: لا بل يُجيبُك حين تدعو باسمه.
فيقول: هاءَ، وطالما لبّى وقولهم: هاءِ يا رجل -بكر الهمزة- معناه: هاتِ، وللمرأة: هائِي مثال هاعِي، وللرجليَن والمرأتين: هائِيا مثال هاعِيا، وللرِّجل: هاؤوا مثال هاعُوا، وللنساء: هائين مثال هاعين، تُقيم الهمزة في كل هذا مقام التاء، وإذا قلت: هاءَ يا رجل -بفتح الهمزة- كان معناه: هاك؛ يا رجل -بفتح الهمزة- كان معناه: هاكَ؛ وللاثنين: هاؤُما؛ وللجميع: هاؤُم كثال هاكُما وهاكُم، وللمرأة: هاء -بالكسر بلا ياء- مثال هاكِ؛ وهاؤما وهاؤنَّ، تقيم الهمزة في هذا كلّه مُقام الكاف، وفيه لغة أخرى: هَأْ يا رجل -بهمزة ساكنة- مثال هَعْ، وأصله هاءْ؛ سَقَطَت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة: هائي -مثال هاعِيْ-، وللرجلين والمرأتين: هاءا -مثال هَاعا-؛ وللرّجل: هاؤوا -مثال هاعُوا-، وللنِّساء: هَأْنَ -مثال هَعْنَ-. وإذا قيل لك: هَاءَ -بالفتح- قلْت: ما أهَاءُ: أي ما آخُذ؛ وما أُهَاءُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي ما أعطى.
والمُهْوَئنٌ: العادة.
ومضى مُهْوَئنٌّ من الليل: أي هَوِيٌّ منه.
والمُهْوَئنُّ والمُهْوَأَنُّ: الصحراء الواسعة، قال رُؤبة:

جاءوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوْشِ مِنْ مُهْوَأَنٍّ بالدَّبى مَدْبـوشِ

هيأ

يقال: هَاءَ يَهَاءُ هيْئَةً. والهَيْئَةُ: الشَّارة.
وفلان حسن الهَيْئة والهِيْئَة -بالفتح والكسر-.
والهَيِّءُ -على فَيْعَل-: الحَسَن الهَيْئَةِ من كل شيء.
وقولهم: يا هَيْءَ مالي كلمة أسَفٍ وتلهُّفٍ، وأنشد الكِسائي لنوَيْفِع بن لَقِيْطٍ الأسدي:

يا هَيْءَ مالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ مَرُّ الزَّمان عليه والتَّقْليبُ

أبو زيد: هِئْتُ للأمر أهِيْءُ هَيْئَةً. وقرأ عليٌّ وابن عبائ -رضي الله عنهم- وشقيق بن سلَمة والسُّلَمي ومُجاهِدٌ وعِكْرِمَةُ وابن وَثَّاب وقَتادَةُ وطلحةُ بن مَُرِّف وابن أبي إسحاق: (وقالَتْ هِئْتُ لكَ) -بكسر الهاء-: أي تَهَيَّأْتُ لك.
وهَيَّأْتُ الشيء فَتَهَيَّأَ: أي أصلحْتُه فصَلَح.
والمُهَايَأَةُ: أمر يَتَهَايَأُ القوم فَيَتَراضَون.
والمُتَهَيِّئَةُ من النُّوق: التي قَلَّ ما تُخْلِف إذا قُرِعت أن تَحْمِلَ.

هبرس

ابن عبّاد: مَرَّ يَتَبَهْرَس: إذا مَرَّ يَتَبَخْتَرْ.

هبس

الهَبَسُ -فيما يقال-: الخِيْرِيُّ.

هبلس

ابن عبّاد: ما بِها هِبْلِسٌ ولا هِبْلِيْسٌ: أي أحَدٌ.

هجبس

أبو عمرو: الهَيْجَبُوْسُ: الرَّجُل الأهْوَج الجافي، وأنشد:

أحَقٌّ ما يُبَلِّغُني ابن تُـرْنـى من الأقوامِ أهْوَجَ هَيْجَبُوْسُ

هجرس

أبو زيد: الهِجْرِس: القِردُ، وبَنو تَميم تَجْعَلُه الثَّعْلَب. وقال أُسَيْد لِعُيَيْنَة بن حِصْنٍ -رضي الله عنهما- وهو مادٌّ رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلّم-: يا عَيْنُ الهِجْرِسِ؛ أتَمِّدُّ رِجْلَيْكَ بينَ يَدَي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلّم-؟. وقيل هوَ وَلَدُ الثَّعْلَب، ويوصَفُ به اللَّئيم، قال الكُمَيْت يصف ناقَتَه:

إذا ما الهَجَارِسُ غَنَّيْتَهـا يجاوبْنَ بالفَلَواتِ الوبارا

قال الأصمعيّ: أخْطَأ، لأنَّ الوبارَ تكون في الجِبالِ لا في الفَلَواتِ، وإنَّما يُريدُ: أن الثَّعالِب إذا ضبحتْ في الفلاةِ تَسْمَعُها الوبارُ في الجِبالِ فَتَضَاغَبَت من فوقها لأنّها تَأْكُلُها. وأنشد أبو عُبَيْد:

وهِجْرِس مَسْكَنُهُ الفَدافِدُ

ويقال: الهِجْرِس: جميع ما تَعَسْعَسَ باللَّيْلِ؛ ما دونَ الثَّعْلَبِ وفَوْقَ اليَرْبُوعِ، قال:

بِعَيْنَيْ قطاميٍّ نَمى فوق مرقَبٍ غَدا شَبِماً يَنْقَضُّ بَيْنَ الهَجَارِسِ

وقال الليث: رَمَتني الأيَّامُ عن هَجَارِسِها: أي عن شَدائِدِها.
وقال ابن عبّاد: الهَجَارِس: القِطْقِطُ الذي في البَردِ مِثْلُ الصَّقِيع.
وهِجْرِس: من الأعلام.
وفي المَثَل: أزْنى من هِجْرِس، قيل: هو الدُّبُّ؛ وقيل: القِرْدُ، وأغْلَمُ من هِجْرِسٍ.

هجس

الهاجِسُ: الخاطِرُ بالبال؛ وهو أنْ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ ويَجِد في صَدْرِه مِثْلَ الوَسْوَاس، قال ذو الرُّمَّة:

وتَهْجِيْرَ قَذّافٍ بـأجْـرامِ نَـفْـسِـهِ على الهَوْلِ لاحَتْهُ الهُمُوْمُ الهَوَاجِسُ

يقال منه: هَجَسَ في صَدْري شَيْءٌ يَهْجِسُ -بالكسر- هَجْساً.

والهَجْسُ -أيضاً-: النَّبْأةُ يَسْمَعُها ولا يَفْهَمُها، قال طَرَفَة بن العَبْد يَصِفُ ناقَتَهُ:

وصادِقَتا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرى لِهَجْسٍ خَفيٍّ أو لِصَوْتٍ مُنَدَّدِ

وقال الليث: الهَجْسُ: ما وَقَعَ في خَلَدِكَ، تقول: هَجَسَ في نَفْسي هَمٌّ وأمْرٌ، وأنشد:

فَطَأْطَأَتِ النَّعَامَةُ من قَـرِيْبٍ وقد وَقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسي

النَّعَامَةُ: فَرَسُه.
والهُجَيْسِيُّ -مثال نُمَيْرِيٍّ-: فَرَسٌ كانَ لِبَني تَغْلِب، وهو ابْن زادِ الرَّكْبِ.
والهَجّاس -بالفتح والتشديد-: الأسَدُ المُتَسَمِّعُ، قال مالِك بن خالِد الخناعيّ؛ ويروى لأبي ذُؤيب الهُذَليِّ أيضاً يصف الأسَد:

يَحْمي الصَّريْمَةَ أُحْدَان الرِّجالِ له صَيْدٌ ومُسْتَمِعٌ باللَّيْلِ هَـجّـاسُ

الصَّرِيْمَة: موضِع، قال الأخفَش: معناه يحمي الصَّرِيْمَةَ مِن أُحْدانِ الرِّجالِ، وهَجّاس: يَهْجِس ويُفَكِّر في نَفْسِه، وقال أبو عمرو: هَجّاس: يَهْجِس لَيْلَتَهُ جَمْعاءَ في السَّيْر: أي يَسْهَرُها.
وهَجَسَني عن كَذا: أي رَدَّني.
ووَقَعوا في مَهْجُوْسٍ من الأمْرِ: أي في ارْتِباكٍ واخْتِلاطٍ وعماءٍ منه.
وقال أبو زَيد: الهَجيسَة: الغَرِيْضُ مِنَ اللَّبَنِ في السِّقاءِ، ومِثلُه الخامِطُ والسّامِطُ، وهو أوّل ما يَتَغَيَّر. وقال الأزهَريّ: الذي عَرَفْتُه في هذا المعنى: الهَجِيْمَةُ وأظُنُّ الهَجِيْسَةَ تَصْحِيْفاً. والذي يَدُلُّ على صِحَّةِ قَوْلِ أبي زَيْد حديثُ عمر -رضي الله عنه-: أنَّ السّائبَ بن الأقْرَع بن جابِر الثَّقَفِيّ -رضي الله عنه- قال: حَضَرْتُ طَعامَهُ فَدَعا بلَحْمٍ غَليظٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ. أي فَطِيْرٍ لم يَخْتَمِرُ عَجِيْنُه، وأصْلُه مِنَ الهَجِيْسَةِ، ثمَّ اسْتُعْمِلَ في غَيْرِه.
وانْهَجَسْتُ: أي ارْتَدَدْتُ.

هجنس

ابن عبّاد: الهِجَنْسُ -مثال هِزَبْرٍ-: الثَّقيلُ.

هدبس

الهَدَبَّسُ: البَبْرُ الذَّكَرُ، وقال ابن الأعرابيّ: هو وَلَدُ البَبْرِ، وأنشد المُبَرّدُ:

ولَقَد رَأيْتُ هَدَبَّسـاً وفَـزَازَةً والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَةً كالضَّيْوَنِ

هدرس

ابن عبّاد: الهَدَارِيْسُ والدَّهارِيْسُ والدَّراهِيْسُ: الدَّواهي.

هدس

الأزهريّ: الهَدَسُ -بالتحريك-: الآسُ. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: هذه لُغَةُ أهْلِ اليَمَنِ قاطبَةً.

هرجس

ابن فارِس: الهِرْجاس: الجَسِيْم. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: قد انْقَلَبَ عليه اللَّفْظُ، والصَّوابُ: الجِرْهاسُ، وقد ذَكَرْتُه في مَوْضِعِه، وقد ذَكَرَه ابن دريد والليث والأزهريّ على الصِّحَّةِ.

هرس

ابن دريد: الهَرْسُ: الأكل الشديد؛ والدَّقُّ الشديد، ومن هذا اشْتِقاقُ الهَرِيْسِ؛ وهوَ الهَرِيْسَة. والهَرّاس: مُتَّخِذُ الهَرِيْسَة وصانِعُها.
والمِهْراس: الهاوُوْنُ؛ من هذا.
والمِهْراس ?أيضاً-: حَجَرٌ مَنْقورٌ يُتَوَضَّأُ منه. وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَجاذَوْنَ مِهْراساً فقال: ما هذا؟ قالوا: حَجَرُ الأشِدّاء، فقال: ألا أُخْبِرُكُم بأشَدِّكُم؟: مَنْ مَلَكَ نَفْسَه عند الغَضَبِ. ويُروى: يَربَعونَ حَجَراً، ويُروى: يَرْتَبِعونَ حَجَراً، ويُروى: فقال: أتَحْسِبونَ الشِّدَّةَ في حَمْلِ الحِجَارةِ؟ إنَّما الشِّدَّةُ أنْ يَمْتَلئَ أحَدُكم غَيْظاً ثمَّ يَغْلِبَه.
والمِهْراس: ماءٌ بأُحُدٍ. وروِيَ أنَّ النبيّ- صلى الله عليه وسلّم ?عَطِشَ يومَ أُحُد؛ فجاء عَلِيٌّ -رضي الله عنه- في دَرَقَتِه بماءٍ من المهْراسِ، فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه. قال سُدَيْف بن إسْماعِيل بن مَيْمون يَذْكُرُ حَمْزَة بن عبدِ المُطَّلِّب وكانَ دُفِنَ بالمِهْراسِ رض الله عنه:

اذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ وقَتيلاً بِجانِبِ المِـهْـراسِ

وروى أبو هُرَيْرَة -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال: إذا أرادَ أحَدُكُم الوضوء فَلْيُفْرِغ على يَدَيْه من إنائه ثَلاثاً، فقال له قَيْنٌ الأشْجَعيّ: فإذا أتَيْناكُم مِهْرَاسَكُم هذا كيفَ نَصْنَع؟. أرادَ بالمِهْراس: الحَجَر المَنْقور الذي لا يُقِلُّه الرِّجال.
والمِهراس: مَوْضِعٌ باليَمامَة من منازِلِ الأعشى، وهو القائِلُ فيه:

شاقَكَ من قَتَلَةَ أطْلالُهـا بالشَّطِّ فالوَتْرِ إلى حاجِرِ
فَرُكِنَ مِهْرَاسٍ إلى مارِدٍ فَقَاعِ مَنْفُوْحَةَ ذي الحائِرِ

وبَعيرٌ مِهْراسٌ: شديد الأكل، وإبل مَهَاريس، قال الحُطَيْئَة يَذْكُرُ إبِلَه:

مَهَاريسُ يُرْوي رِسْلُها ضَيْفَ أهْلِها إذا النّارُ أبْدَت أوجُهَ الخَـفِـراتِ

وجَوْزٌ مِهْراسٌ: شديدٌ قَوِيّ، قال رؤبة:

وعُنُقٌ تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ومَنْكِبا عِزٍّ لها وأعْجاسْ

وقال ابن عبّاد: المِهْراس مِنَ الرِجال: الذي لا يَتَهَيَّبُه ليلٌ ولا سُرىً.
وقال الليث: المَهَارِيْس من الإبِل: الجِسَامُ الثِّقَالُ، ومِن شِدَّةِ وَطْئِها نسَمِّيها مَهَارِيْس.
والهُرَاسُ -مثال سُعَالٍ- والهَرّاسُ -بالفتح والتَّشْدِيد- والهَرِسُ -مثال كَتِفٍ-: الأسَد الشَّديد الكَسْرِ والأكْلِ، قال رؤبة أيضاً:

والتُّرْجُمانُ بن هُرَيْم هَرّاسْ كأنَّه ليثُ عَرِيْنٍ دِرْواسْ

أي يَكْسِر الأعداء ويَدُقُّهُم. وقال آخَرُ:

شَديدُ السّاعِدَيْنِ أخا وْثـابٍ شَديداً أسْرُهُ هَرِساً هَمُوْسا

والمِهْرَسُ: المِدَقُّ والمِكْسَرُ، قال العجّاج:

يُغَرِّزُ الأعْداءَ جَوْزاً مِرْدَسا وهامَةً ومَنْكِباً مُفَرْدَسـا
وكَلْكَلاً ذا حامِياتٍ مِهْرَسا

والهَرْسُ -وقال ابن عبّاد: الهَرِسُ مثال كَتِف-: السِّنَّوْرُ. قال: وفي المَثَل: أزْنى مِنْ هَرِسٍ، وأغْلَمُ منه.
والهَرَاسُ -مثال سَحَابٍ-: شجَر ذو شَوْك، الواحِدَة: هَرَسَة، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

وخَيْلٍ يُطَابِقْنَ بـالـدّارِعِـيْنَ طِباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا

ويروى: وشُعْثٍ تطابقُ.
وقال أبو عمرو: الهَرَاسُ: بَقْلٌ له ثَمَر مِثْلُ النَّبِقِ، وفيه شوكٌ كأنَّه أنياب. وبه سُمِّيَ الرَّجُل هَرَاسَة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن هَرَاسَة الشَّيْباني الكوفي: متروك الحَديث، تكَلَّم فيه أبو عُبَيْد وغيرُه.
وقال غير أبي عمرو: الهَرَاسَة تُشْبِه القُطْبَة، وهي أكثر منه شَوكاً، وقالت الخنساء تَصِف الخيل:

إذا زَجَروها في السَّريْحِ وطابَـقَـتْ طِباقَ الكِلابِ في الهَرَاسِ وصَرَّتِ

والهَرَاسَةُ مُقَبَّبَةٌ، وعن الأعرابِ القُدُم: الهَرَاسَة كالقُطْبَةِ إلاّ أنَّها أصْغَرُ منها. وأرضُ هَرِسَة: إذا أنْبَتَتِ الهَرَاسَ، وقال النابغة الذُّبْيَانيّ:

فَبِتُّ كأنَّ العائداتٍ فَرَشْـنَـنـي هَرَاساً به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ

وقال ابن عبّاد: الهَرَاسُ: الخَشِن مِنَ الأماكِن.
قال: وهَرَاسَة القوم: عِزُّهُم.
وهَرِسَ الرَّجُل -بكسر الراء-: إذا اشْتَدَّ أكْلُه.
وقال الجُمَحِيُّ: الهِرْسُ -بالكسر-: الثَّوْبُ الخَلَق، وهذا على معنى التَّشْبيه، كأنَّه قد هُرِسَ.
والتركيب يدل على دَقٍّ وهزمٍ في الشَّيْءِ.

هركس

ابن عبّاد: الهَرَنْكَسُ: نعتُ لِكُلِّ جائحَةٍ تَسْتَأْصِلُ الشَّيْءَ وتُهْلِكُه.

هرمس

الهِرْماس والهِرْمِيْسُ والهُرَامِسُ: الأسَد الجَرِيءُ الشَّديد العادي على الناس، قال رؤبة يصف أسداً:

ووَقْعُ نابَـيْهِ مِـخَـدٌّ فَـأّسْ يَغْدُو بأشْبَالٍ أبوها الهِرْماسْ

وقال ابن فارِس: الميم فيه زائدة، وانَّما هُوَ من هَرَسَ، كأنَّه يُحَطِّم ما لِقيَ.
والهِرْمَوْس -مثال فِرْدَوْس-: الصُّلْبُ الرأي الداهِيَة المُجَرِّب.
وقال ابن الأعرابيّ: الهِرْماس: وَلَدُ النِّمْر.
والهِرْمِيْس: الكَرْكَدَّن، وأنشد:

بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَمِيْس قد يَهلكُ الأرْقَمُ والفاعوسُ
والأسَدُ المُذَرَّع النَّـهُـوْسُ والبَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَؤوسُ
واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَـسُـوْسُ والفِيْلُ لا يَبْقى ولا الهِرْمِيْسُ

وقال ابن عبّاد: الهُرَيْمِسَة: الأُنْثى من الحَيْقُطانِ.
والهَرْمَسَة: العُبُوْس.
وقال الفرّاء: هَرْمَسَةُ النّاسِ: كَلامُهُم وضَجِيجُهُم وصَخْبُهٌم.

هسس

ابن دريد: هَسَّ الشَّيْءَ: إذا فَتَّهُ وكَسَّرَهُ. والهَسِيْسُ: مِثل الفَتِيْتِ.
والهَسِيْسُ: الكلام الخَفيّ. قال: وهَسَّ يَهِسُّ -بالكسر- هَسّاً: إذا حَدَّثَ نَفْسَهُ.
وهُسْ -بالضم-: زَجْرٌ مِن زَجْرِ الغَنَمِ، ولا يُقال هِسْ -بالكسر-. وقال ابن عبّاد: إذا زَجَرْتَ الشّاةَ قُلْتَ: هِسْ هِسْ.
وراعٍ هَسْهاس: إذا رَعى الغَنَمَ لَيْلَهُ كُلَّه. وقال ابن فارِس: هوَ مِن باب الإبدال، وأصْلُهُ قَسْقاس.
وقَرَبٌ هَسْهَاسٌ: سريع. وقيل الهَسْهَاس: الذي لا يَنام اللَّيْلَ عَمَلاً.
وقال ابن الأعرابيّ: الهَسْهَاس: القَصّاب.
والهَسْهَسَة: تَسَلْسُل الماءِ.
والمُهَسْهِسَة: الحاذِقَة بسوق الغَنَم.
والهَسْهَسَةُ: صَوْتُ الدِّرْعِ والحُليِّ، وحَرَكَةُ الرَّجُلِ باللَّيْلِ ونَحْوِه، قال:

وِللهِ فُرْسانٌ وخَيْلٌ مُـغِـيْرَةٌ لَهُنَّ بشُبّاكِ الحَديدِ هَسَاهِسُ

وهَساهِسُ الجِنِّ:عَزِيْفُها.
وهَسْهَسَ لَيْلَتَهُ كُلَّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ.
وقال الليث: الهَسَاهِسُ: الكلام الخَفيُّ المُجَمْجَمُ وحَديثُ النَّفْسِ ووَسْوَسَتُها، قال:

فَلَهُنَّ منه هَسَاهِسٌ وهُمُوْمُ

والهَسْهَسَةُ: عامَّةٌ في كُلِّ شَيْءٍ له صَوْتٌ خَفِيٌّ كَهَساهِسِ الإبِلِ في سَيْرِها، قال:

إذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الصَّماصِمِ هَسَاهِساً كالهَدِّ بالجَمـاجِـمِ

وفي النَّوادِر: الهَسَاهِس: المَشْي، يقال: بِتْنا نُهَسْهِسُ حتى أصْبَحْنا.
وقال أبو عمرو: التَّهَسْهُس: صوت حَرَكة الدِّرْع والحُليّ، وأنشد:

لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسـا ومُذْهَبِ الحَلْيِ إذا تَهَسْهَسا

والتركيب يدل على أصْوات واخْتِلاطٍ.

هطرس

ابن عبّاد: التَّهَطْرُس: التَّمَايُلُ في المَشْيِ والتَّبَخْتُرُ فيه.

هطس

ابن دريد: الهَطْسُ: الكَسْرُ، يقال: هَطَسَهُ يَهْطِسُه هَطْساً: إذا كَسَرَه، وليسَ بثَبَتٍ.

هطلس

ابن عبّاد: الهَطَالِيْسُ: الخُلْقَانُ.
وقال ابن دريد: الهَطَلَّسُ -مثال عَمَلَّسٍ- وزادَ غيرُه الهَطْلَسُ -مثال جَعْفَرٍ-: اللِّصُّ القاطِعُ يُهَطْلِسُ كُلَّ شَيْءٍ وَجَدَه؛ أي يَأْخُذُه. ويُوصَف به فيقال: هَطَلَّس وهَطْلَس، وهُمُ الهَطَالِسَة.
والهَطَلَّس -أيضاً-: الذِئب.
وقال ابن الأعرابي: تَهَطْلَسَ فلان مِن عِلَّتِه: إذا أفاقَ من مَرَضِه وأقْبَلَ.
وقال ابن عبّاد: التَّهَطْلُسُ: طَلَبُ اللِّصِّ واحْتِيالُه.

هقلس

المُفَضَّلُ: الهَقَالِسُ والهَجَارِسُ: الثَّعالِبُ. وقال ابن عبّاد: الهَقَالِسُ: الذِّئاب التي في ألوانِها غُبْرَةٌ، واحِدُها: هِقْلِسٌ بالكسر.
قال: والهِقْلِسُ -أيضاً-: السَّيِّءُِ الخُلُقِ.
وقال غَيرُه: الذِّئبُ يقال له: الهَقَلَّسُ -مثال عَمَلَّسٍ-، قال الكُمَيْت يصف غَديراً:

وتَسْمَعُ أصْوَاتَ الفَرَاعِلِ حَوْلَـهُ تُعاوي ابنَ آوى والذِّئابَ الهَقَالِسا

هكرس

ابن عبّاد: الهَكارِسُ: الضَّفادِعُ.

هكلس

أبو عمرو: الهَكَلَّسُ -مثال عَمَلَّس-: الشَّديد.

هلبس

ابن عبّاد: لَيْسَ بها هَلْبَسْيْس وهِبْلِسٌ وهِبْلِيْسٌ: أي أحَدٌ يُسْتَأْنَسُ به، وهِلْبِسٌ -بالكسر- أيضاً.
وما عَلَيْه هَلْبَسِيْسَة وهَلْبَسِيْسٌ: أي ثَوْبٌ.
وما أصَبْتُ منه هَلْبَسِيْساً: أي شَيْئاً يَسِيْراً، قال رؤبة يصف بَخيلاً:

يا لَيْتَهُ لم يُعْطَ هَلْبَـسِـيْسـا وعاشَ أعْمى مُقْعَداً سَرِيْسا
يُلْحى ويُبْقي مالَهُ المَحْبُوْسـا حتى يَضُمَّ الوارِثُونَ الكِيْسا

هلس

ابن فارِس: الهَلْسُ: الخير الكثير.
وقال ابن دريد: رَجُلٌ به هَلْسٌ وهُلاَسٌ: وهو السِّلُّ بِعَيْنِه، وهُلِسَ الرَّجُلُ هُلاسَاً، قال الفَضْلُ بن العَبّاس:

إنَّ الذينَ تَبَـايَعـوا مـن هـاشِـمٍ نَكَأُوا قُرُوْحَكَ فاضْطَمَرْتَ هُلاَساً

فهو مَهلوس، وقد هَلَسَه المَرَض يَهْلِسُه هَلْساً: إذا هَزَلَه.
والهَوالِس: الخِفاف الأجْسَام، قال الكُمَيْت.

غَدا وعَدا من آلِ هسرٍ مُكَـلِّـبٌ أبو ولْدَةٍ يشلي الضَّرَاءَ الدَّواخِسا
ضَوَامِر أمْثال القِداحِ كـأنَّـمـا يُعالِجْنَ أدْواءَ السُّلالِ الهَوَالِسـا

وأصل الهَلْس: الدِّقَّة والضُّمُور.
وامْرأةٌ مَهلوسَة: ذاتُ رَكَبٍ مَهْلوسٍ كأَنَّما جُفِلَ لَحْمُه جَفْلاً.
وقال ابن الأعرابيّ: الهُلُسُ -بضمَّتَين-: النُّقَّهُ من الرِجال.
والهُلُسُ -أيضاً-: الضَّعْفى وإنْ لَم يَكونوا نُقَّهاً.
والإهْلاَسُ: ضَحِكٌ فيه فُتُوْرٌ، قال:

تَضْحَكُ مِنّي ضَحِكاً إهْلاسا

ويقال -أيضاً-: أهْلَسَ إليه: أي أسَرَّ إليهِ حَديثاً، ومنه قول المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ:

زارَ الخَيَالَ فَهاجَني من مَضْجَعي رَجْعُ التَّحِيَّةِ كالحَديثِ المُهْلَـسِ

المُهْلَسُ والمُحْنَجُ: الخَفيُّ.
والتَّهْليس: الهُزَالُ، قال المَرّار أيضاً:

قَرِدٍ تَرَبَّعَـهـا رَبِـيْعـاً كُـلَّـهُ وشُهُوْرَ ذاكَ الصَّيْفِ غَيْرَ مُهَلَّسِ

وفلانٌ مُهْتَلَسُ العَقْلِ: أي مَسْلُوْبُه.
والمُهَالَسَة: المُسَارَّةُ.
والتَّركيب يدل على إخْفاءِ شَيْءٍ مِن كلامٍ وغَيْرِه، وقد شَذَّ عن هذا التَّرْكِيب الهَلْسُ: الخَيْرُ الكَثِيْرُ.

هلطس

شَمِرٌ: الهِلْطَوْسُ -مثال فِرْدَوْس-: الخَفيُّ الشَّخْصِ مِنَ الذِّئابٍ وأنشد:

قد تَتْرُكُ الذِّئْبَ شَديدَ العَـوْلَةِ أطْلَسَ هِلْطَوْساً كَثِيرَ العَسَّةِ

هلقس

أبو عمرو: الهِلَّقْسُ والهِلَّكْسُ والهِلَّقْتُ: الشَّديد وهي مُلْحَقَةٌ بِجِرْدَحْلٍ، وأنشد:

أنْصَبُ الأُذنَيْنِ في حَدِّ القَفا مائلُ الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْسٌ حَنِقْ

وقال ابن عبّاد: جُوْعٌ هِلَّقْسٌ: أي شديد.
ورَجُلٌ هِلَّقْس: كثيرُ اللَّحْمِ.

هلكس

ابن عبّاد: الهِلَّكْس -مثال جِرْدَحْل-: الشديد مِنَ الإبل. وقال الليث: بَعِيْرٌ هِلَّقْسٌ وهِلَّكْسٌ: أي شَديدٌ، وأنشد:

والبازِلَ الهِلَّكْسا

وقال ابن دريد: الهِلَّكْس: الدَّنيءُ الأخْلاق، وقال غيره: الهِلْكِسُ مثال هِجْرِسٍ.

همس

الهَمْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيّ، ومنه قوله تعالى: (فلا تَسْمَعُ إلاّ هَمْسا) أي: صَوْتاً خَفِيّاً من وَطْءِ أقْدامِهِم إلى المَحْشَرِ.
وكُلُّ خَفيٍّ: هَمْسٌ. وقال صُهَيْب -رضي الله عنه-: إنَّ رَسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كانَ إذا صلّى هَمَسَ بِشَيْءٍ لا نَفْهَمُه. وفي حديثِ لَيْلَةِ التَّعْرِيْسِ: قال أبو قَتَادَةَ -رضي الله عنه-: جَعَلَ بعضُنا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: ما الذي تَهْمِسونَ به؟ قُلْنا: تَفْرِيْطُنا في صَلاتِنا، فقال: ليسَ في النَّوْمِ تَفْرِيط. وفي الحديث الآخَر: أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كانَ يَتَعَوَّذ من هَمْزِ الشَّيْطانِ ولَمْزِه وهَمْسِه. فالهَمْزُ: كلامُ من وَرَاءِ القَفا، واللَّمْز: مُوَاجَهَةٌ.
والشَّيْطان يُوَسْوِسُ فَيَهْمِسُ بوَسْواسِه في صُدُورِ بَني آدَم، وهو قَوْلُه تعالى: (أعُوذُ بك من هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ، وأعُوذُ بكَ رَبِّ أنْ يَحْضُرونِ) أي مِن نَزَغاتِ الشَّيَاطِيْنِ الشّاغِلَةِ عن ذِكْرِ الله تعالى.
وقال أبو الهَيْثَم: إذا أسَرَّ الكَلامَ وأخفاه: فذلك الهَمْسُ من الكلام.
وهَمْسُ الأقْدَام: أخْفى ما يكون مِن صَوْتِ القَدَمِ.
ويُقال: أخَذْتُه أخْذاً هَمْساً: أي شَديداً، ويقال: عَصْراً، ويقال: هَمَسَه: إذا عَصَرَه.
والهَمُوْسُ والهَمّاسُ: الأسَد الشديد الوَطْء، قال رؤبة:

لَيْثٌ يَدُقُّ الأسَدَ الهَمُـوْسـا والأقْهَبَيْنِ الفِيْلَ والجاموسا

وقال رؤبة أيضاً:

في نَمِرَاتٍ وِرْدُهُنَّ أحْلاسْ عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضُّ هَمّاسْ

جَعَلَ زُبْرَتَه في ارْتِفاعِها كالحِلْسِ على كَتِفَيْهِ. وقيل: يُقال له هَمُوْسٌ وهَمّاسٌ لأنَّهُ إذا أخَذَ شَيْئاً عَصَرَه، يقال: هَمَسَ إذا عَصَرَ، قال العجّاج:

لُيُوْثٌ هَيْجى لم تُرَمْ بـأبْـسِ ينفِيْنَ بالزَّأْرِ وأخْذٍ هَـمْـسِ
عن باحَةِ البَطْحاءِ كُلَّ جَرْسِ

وقيل: الهَمُوْسُ: الذي يَكْسِرُ فَرِيْسَتَه؛ مِنَ الهَمْسِ وهو الكَسْر. قال هِشام: الهَمُوْسُ: الذي يَسِيْرُ باللَّيْلِ، وأنشد لأبي زُبَيْد حَرْمَلَة بن المُنذِر الطائيّ:

فَباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْرِي بَصِيْرٌ بالدُّجى هادٍ هَمُوْسُ

ويروى: “غَمُوْسُ”. وقال الأزهريّ: الهَمُوْسُ: من أسماء الأسَد؛ لأنّه يَهْمِس في الظُّلْمَةِ، ثمَّ جُعِلَ ذلك اسماً يُعْرَفُ به.
وجَعَلَ الكُمَيْت النّاقَةَ هَمُوْساً فقال:

فهذا لهذا واقْر هَمَّـكَ لـم أجِـد قِرى الهَمِّ إلاّ الواخِدَاتِ العَرامِسا
غُرَيْرِيَّةَ الأنْسابِ أو شَـدْقـمـيَّةً هَمُوْساً تٌباري اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا

يُرِيدُ لا تَمَسُّ الأرْضَ أخْفافُها إلاّ رَيْثَما تَرْفَعُها.
وقال أبو السَّمَيْدَع: الهَمْسُ: قِلَّةُ الفُتُورِ باللَّيْلِ والنَّهارِ.
وقال أبو عمرو: الهَمْسُ: السَّيْرُ باللَّيْلِ.
وقال الليث: الهَمْسُ: حِسًّ الصَّوْتِ في الفَمِ مِمّا لا إشْرابَ له من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جَهَارَةَ في المَنْطِق، ولكنَّهُ كلامٌ مَهمُوْسُ.
والحُرُوْفُ المَهْموسَة: عشرَةٌ، يَجْمَعُها قَوْلُكُ: حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ، وإنَّما سُمِّيَ الحَرفُ مَهموساً لأنَّه أُضْعِفَ الاعْتِمادُ في مَوْضِعِه حتى جرى مَعَهُ النَّفَسُ.
ويقال: اهْمِسْ وصَهْ: أي امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ. ويقال: هَمْساً وصَهْ؛ وهَسّاً وصَهْ، وهذا سارِقٌ قالَ لِصاحِبِهِ: امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ.
والهَمِيْس: صوتُ نَقْلِ أخْفَافِ الإبل، وذُكِرَ عن ابنِ عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال:

وهُنَّ يَمْشِيْنَ بنا هَـمِـيْسـاً إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيْسا

وإذا مَضَغَ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعامِ وفُوْهُ مُنْضَمٌّ قيل: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً، قاله أبو زَيد، وأنشد في نَوادِرِه:

لقد رأيْتُ عَجَباً مُذْ أمْـسـا عَجائزاً مِثْلَ الأفاعي خَمْسا
يَأْكُلْنَ ما في رَحْلِهنَّ هَمْسـا لا تَرَكَ اللهُ لهنَّ ضِرْسـا
قيهم عَجُوزٌ لا تُسَاوي فَلْسَـا لا تأكُلُ الزُّبْدَةَ إلاّ نَهْـسـا

وروى غيرُ أبي زَيد: “مِثْلَ السَّعالي”. وقال أبو الهَيْثَم: الهَمْسُ: أكْلُ العَجوزِ الدَّرْداءِ.
وهَمَسَه: أي مَضَغَه.
وقال ابن عبّاد: الهَمْسُ: القَبْرُ.
والمُهَامَسَة: المُسَارَّة، وكذلك التَّهامُسُ.
والتَّركيب يدل على خَفاءِ صَوْتٍ وحِسٍّ.

هملس

الليث: رَجُلٌ هَمَلَّسٌ -مثال عَمَلَّسٍ-: قَوِيُّ السّاقَيْنِ شَديدُ المَشْيِ.

هنبس

الهَنْبَسَة: التَّهَنْبُسُ. وقال ابن دريد: يقال فلانٌ يَتَهَنْبَس: إذا كانَ يَتَحَسَّسْ عن أخْبارِ النّاسِ.

هندس

ابن الأعرابيّ: أسَدٌ هِنْدِسٌ -مثال خِنْدِفٍ-: أي جَرِيءٌ، قال جَنْدَلُ بن المُثَنّى الطُّهَويُّ:

يأكُلُ أو يَحْسُو دَماً ويَلْحَـسُ شِدْقَيْهِ هَوّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِسُ

ورجُلٌ هِنْدِسٌ: إذا كان جَيِّدَ الرَّأيِ مُجَرِّباً.
وفلانٌ هِنْدَوْسُ هذا الأمْرِ، وهم هَنَادِسَةُ هذا الأمرِ: أي العُلَماءُ به.
والمُهَنْدِس: الذي يُقَدِّر مَجاري القُنيِّ حَيْثُ تُحْفَرُ، وهو مُشْتَقٌّ مِن الهِنْدازِ، وهو فارِسيٌّ، فَصُيِّرَتِ الزّايُ سِيْناً، لأنَّه ليس في شَيْءٍ من كَلامِ العَرَبِ زايٌ بعدَ الدّالِ. قال الأزْهَريّ: أصْلُهُ آبْ أنْدازْ أي مُقَدِّرُ الماءِ، قال والعَرَب تُسَمِّيه القُنَاقِنَ. والاسم: الهَنْدَسَة.

هوس

أبو عُبَيْد: هُسْتُ الشَّيْءَ أهُوْسُه هَوْساً: أي دَقَقْتُهُ وكَسَرْتُهُ، وكذلك هِسْتُه أهِيْسُه هَيْساً، ووَهَسْتُه أهِسُه وَهْساً.
والهَوّاس والهَوّاسَةُ -والهاء للمُبالَغَة-: الأسَد الهَصُوْرُ، قال الكُمَيْت:

هوَ الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً وفيمن يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثَقَّـلُ

وقال أبو سِدْرَة سُحَيْم بن الأعْرَف الهُجَيْميّ:

تَحَـسَّـبَ هَـوّاسٌ وأيْقَـنَ أنَّـنـي بها مُفْتَدٍ من واحِـدٍ لا أُغـامِـرُهْ
فَقُلْتُ له: فـاهـا لـفـيك فـإنَّـه قَلُوْصٌ امْرئٍ قارِيكَ ما أنْتَ حاذِرُهْ

وقال رؤبة:

إنَّ لها هَوّاسَةً عِرَبْـضـا نَرْدي به ومِنْطَحاً مِهَضّا

ويُروى: نَعلو به ومِخْبطاً.
ورَجُلٌ هَوّاسَة: أي مُجَرِّبٌ شُجاعٌ.
والهَوْسُ -أيضاً-: الطَّوَفانُ باللَّيْلِ.
والهَوْسُ: شِدَّةُ الأكْلِ.
ويقال: الهَوْسُ: المَشْيُ الذي يَعْتَمِد فيه صاحِبُه على الأرضِ اعْتِماداً شَديداً. وقيل: منه سُمِّيَ الأسَد هَوّاساً.
والهَوْسُ: السَّوْقُ اللَّيِّن، يقال: هُسْتُ الإبلَ فَهَاسَتْ: أي تَرْعى وَتَسيرُ، وإنَّما شُبِّهَ هَوَسَانُ النَّاقَةِ بِهَوَسَانِ الأسَدِ لآنَّها تَمْشِي خُطْوَةً خُطْوَةً وهي تَرْعى، قال الكُمَيْت:

فَضمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما تهِيْجُوْنَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ الهَوَايِسا

وقال ابن دريد: يقال: هاسَ يَهُوسُ هَيْساً: وهو إفْسَادُكَ الشَّيْءَ، يُقال: هاسَ يَهُوسُ هَيْساً: وهو إفْسادُكَ الشَّيْءَ، يقال: هاسَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ هَوْساً: إذا أفْسَدَ فيها.
ويقال: هاسَ يَهُوْسُ: أي دارَ.
وتقول العرب: النّاسُ هَوْسى والزّمانُ أهْوَس، قال ابن الأعرابي: مَعْناه: النّاسُ يأكُلُونَ طَيِّباتِ الزّمانِ والزّمانُ يَأكُلُهم بالمَوْتِ.
والهَوِيْسُ: ما تُخفيه في صَدْرِكَ.
والهَوِيْسُ: الفِكْرُ، قال رؤبة:

إذا البخيلُ آمَرَ الخَنُـوْسـا شَيْطانَه وأكْثَرَ الهَوِيْسـا
في صَدْرِهِ وأكْتَنَ أنْ يَخِيْسا آمرتَ نَفْساً تَكْرُمُ النُّفُوسا

والهَوَسُ: طرفٌ مِنَ الجُنُون.
وقال الفرّاء: الهَوِسَة: النّاقة الضَّبِعَة؛ وهي التي تَتَرَدَّدُ فيها الضَّبَعَةُ.
والهَوِسُ والهَوّاسُ: الفَحْلُ المُغْتَلِم، قال زَيد بن تُركيٍّ:

يُوْشِكُ أنْ يُوْجِسَ في الإيجاسِ في باقِلِ الرَّمْثِ وفي اللُّسَاسِ
فيها هَديمَ ضَـبَـعٍ هَـوّاسِ

والاسمُ منه: الهِوَاسُ -بالكسر-.
ورجُلٌ مُهَوَّسٌ -بفتح الواو المُشَدَّدَة-: مِنَ الهَوَسِ، عن ابن عبّاد.
والتَّركيب يدل على طَوَفانٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ في مِثْلِ الحَيْرَةِ.

هيس

ابن دريد: الهَيْسُ: أخْذُكَ الشَّيْءَ بكَثْرَةٍ، يقال: هاسَ يَهِيْسُ هَيْساً.
قال: والهَيْسُ: الفَدّان؛ لغة يمانِيّة. وقال غيره: هو اسم أدَاةِ الفَدّانِ كُلِّها.
وقال الأمَويُّ: الهَيْسُ: السَّيْرُ أيَّ ضَرْبٍ كانَ.
وقال ابن دريد: كَلِمَةٌ للعَرَب يَقولونَ للرَّجُل: هِيْسِ هِيْسِ، عِنْدَ إمْكانِ الأمْرِ والإغْراءِ به، قال أبّاقٌ الدُّبَيْريّ:

يا لَيْلَةً ما لَـيْلَة الـعَـرُوْسِ يا طَسْمُ ما لاقَيْتِ مِنْ جَدِيْسِ
إحدى لَياليك فَهِيْسي هِيْسـي لا تَذْهَبي اللَّيْلَةَ بالتَّعْـرِيْسِ

وهَيْسَانُ: من قُرى أصْفَهان.
وفي صِفَةِ لُقمان بن عادٍ للنَّمْلِ: أقْبَلَتْ مَيْساً وأدْبَرَتْ هَيْساً، قال ابن الأعرابي: تَهِيْسُ الأرضَ: أي تَدُقُّها.
وقال الليث: يقال في الغارة إذا اسْتُرْجِعَتْ قَرْيَةٌ أو قَبيلةٌ فاسْتُؤصِلتْ: هِيْسِ هِيْسِ؛ معناه لا بَقِيَ منهم أحَدٌ.
وقال الأصمَعيّ: يقال حَمَلَ فلان على عَسْكَرِهم فَهاسَهُم وحاسَهُم: أي داسَهُم، يقال: هاسَ يَهِيْسُ ويَهُوْسُ.
والأهْيَسُ: الشُّجاعُ. ومنه حديث أبي الأسْوَدِ الدُّؤليّ: لا تُعَرِّفُوا عليكم فلاناً ضَعِيْفٌ ما عَلِمْتُه، وعَرِّفُوا فلاناً فإنَّه الأهْيَسُ الألْيَسُ. قال أبو بكر: الأهْيَسُ معناه في كلامِ العَرَبِ: الذي يَهُوْسُ أي يَدُوْرُ، قال: والأصْل في الأهْيَسِ أهْوَسُ، فعدله إلى الياءِ ليُوَافِقَ لَفْظَ الألْيَسِ.
وقال ابن عبّاد: الأهْيَسُ مِنَ الإبلِ: الجَرِيءُ الذي لا يَنْقَبِضُ عن شَيْءٍ.

هبط

هَبَطَ يَهبط هُبوطاً: نزلَ، ويهبطُ – بالضم- لُغةٌ. وقرأ الأعمشُ: (وإن منها لما يهبُطُ من خشيةِ اللّه) بضم الباء.قَال لبيد -رضي اللّه عنه:-

كلُ بني حُرةٍ مَِـصـيرُهُـمُ قل وإن أكثروا من العـددِ
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا يوماً يصيروا للهلكِ والكندِ

وقال أسامةُ الهُذلي:

من أينها بعد إبـدانـهـا ومن شحمِ أثباجها الهابِطِ

الهابط: المنحطُ.
وهَبَطَه يهبطه هبطاً: أي أنزلهَ، قال:

ما راعني إلا جَناحٌ هابِطـا على البيُوتِ قوطهُ العُلابطا

فَهَبَطَ: لازِمٌ ومتعد: إلا أن مصدر اللازم: الهُبُوطُ، ومصدرَ المتعدي: الهبْطُ.
وفي الحديث في الدعاء: اللهم غبطاً لا هبطاً.
أي نسألك الغبطةَ ونعوذُ بك من أن نهبط من حالنا إلى حالِ سَفالٍ.
وهَبَطَ ثمنُ السلعةِ: أي نقصَ، هبوطاً، وهبطهَ اللّه هبطاً.
وقولهم: هبطَ المرضُ لحمهَ: أي هزلهَ، فهو هَبِيْطُ ومهبُوطٌ،قَال عبيدُ بن الأبرصِ:

وكأن أقتادي تضمنَ نسعـهـا من وحشِ أورالٍ هبيطٌ مُفردُ

قال الفراءُ: أرادَ بالهبيطِ ثوراً ضامراً.
وقال ابن عباد: هبطهَ هبطاَ: ضربه.
والهبْطةُ: ما اطمأن من الأرض.
والهَبوطُ -بفتح الهاء-: الحدورُ.
وهَبَطَ الرجلُ بلدَ كذا ومن بلد كذا، وهبطتهُ أنا،قَال اللّه تعالى: (اهبطوا مصراً)،قَال أبو النجم:

فَهَبَطتْ والشمسُ لم تَرجلِ

أي لم ترتفعْ.
والهيباطُ: ملكٌ من ملوكِ الروم.
وقولُ العباسِ بن عبدِ المطلبِ -رضي اللّه عنه- للنبي -صلى اللّه عليه وسلم-:

ثم هَبَطتَ البلادَ لا بَشَـرٌ أنت ولا مُضغةٌ ولا عَلَقُ

أراد: لما اهبطَ اللّه آدمَ -صلواتُ اللّه عليه- إلى الدنيا كُنتَ في صلبه غير بالغٍ هذه الأحوالَ.
وقرأ أيوبُ السختياني: “هو خيرٌ اهبُطوا مِصراً” -بضم الباء-.
وقال الفراءُ: الهبطُ: الذلُ، وأنشد قول لبيدٍ -رضي اللّه عنه- الذي أنشدته في أولِ هذا التركيب وهو: إن يغبطوا.
وتهبطُ -بثلاثِ كسرات-: أرضٌ. وهو من أبنيةِ كتابِ سيبويه.
وقال أبو حاتمٍ في كتابِ الطيرِ التهبطُ -التاءُ مكسورةٌ والباءُ مكسورةٌ مشددةٌ-:طائرٌ أغبرُ بعظمِ فروجِ يعلقُ رجليهِ ويصوبُ رأسه ثم يصوتُ بصوتٍ كأنه يقولُ: أنا أموتُ أنا أموتُ، شبهوا صوته بذا الكلام.
وانهبط: انحط.
والتركيبُ يدلُ على الانحدارِ.

هرط

هَرَطَ في عرضه يهرطُ هرطاً: أي طَعَنَ فيه وتنقصه.
وقال الليثُ: الهَرطُ لُغةٌ في الهردِ، وكلاهُما: المَزْقُ. ويقالُ: بل الهرتُ في الشدقينِ، والهرطُ في الأشياء: المَزْقُ العنيفُ.
قال: والإنسانُ يَهْرِتُ في كلامهِ: إذا سفسفَ وخلطَ.
وقال ابنُ عبادٍ: الهرطُ: أكلك الطعامَ ولا تشبعُ.

وقال ابن دريدٍ: ناقَةٌ هِرطٌ -بالكسر-: مُسنةٌ ماجةٌ، وهي التي يخرجُ الماءُ من فيها لكبرها إذا شربتْ، والجمعُ: أهرطُ وهُرُوطٌ.
وقال غيرهُ: الهرطةُ: النجعةُ الكبيرةُ، والجمعُ: هِرْطٌ -مثالُ قريةٍ وقربٍ-. وقال الليثُ: نعجةٌ هِرطةٌ: وهي المهزولةُ التي لا ينتفعُ بلحمها غثوثةً.
ويُقال لذلك اللحمِ: هَرْطٌ -بالفتح عن الفراء- وهِرْطٌ -بالكسر عن ابن الأعرابي- قال: وهو الذي يتفتتُ إذا طُبخَ.
وقال ابنُ شُميلٍ: الهرطةُ من الرجال: الأحمقُ الجبانُ الضعيفُ.
وقال ابنُ دريدٍ: الهَيْرَطُ -مثالُ صقيلِ-: الرخوُ.
قال: وهَرْمَطَ فلانٌ عرض فلانِ: إذا وقعَ فيه، وسنعيدُ ذكره -إن شاء اللّه تعالى- في تركيب ه ر م ط على ما ذكروه في الرباعي، والميمُ عندي زائدةٌ، لأنه يُقال: هَرَطَ عِرضه وهَرَدَهُ.
وقال ابنُ الأعرابي: هَرِطَ الرجلُ -بالكسر-: إذا استرخى لحمه.
وقال ابنُ عباد: الهرطُ: الكثيرُ من المالِ والناسِ، والجمعُ: هِرَطٌ.
وتَهَارطَ الرجُلا”نِ: تَشَاتَما.
والتركيبُ يدلُ على اختصامٍ وتشاتمِ.

هرمط

ابن دريدٍ والأزهري في الرباعي: هَرْمَطَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ: إذا وقعَ فيه. وقد ذكرتهُ في التركيبِ الذي قبلَ هذا التركيب.

هطط

ابنُ الأعرابي: الهُطُطُ -بضمتينِ-: الهلكي من الناسِ.
والأهَط: الجملُ الكثيرُ المشيِ الصبورُ عليه، والناقةُ: هَطاءُ.
وقال ابنُ عباد: الهُطَاهِطُ: الفَرَسُ، والهَطْهَطَةُ: صوتُها.
وقال ابنُ دريدٍ: الهَطْهَطَةُ: هي السرعةُ في المشي أو ما أخذ فيه من عملٍ، زعموا.

هقط

الخارزنجي: يقال في زَجرِ الفرس: هِقِطْ.
قال: والهَقَطُ -بالتحريك-: لُغةٌ يمانيةٌ.
وقال ابنُ دريدٍ: الطهْقُ -لُغةٌ يمانيةٌ-: وهو سرعةُ المشيِ زعموا، والهقطُ أيضاً. قال: وأحسبُ أن قولهم للفرس إذا استعجلوه هِقَط من هذا، وانشد:

لما سَمِعْتُ قولهمْ هِقَطُ أيقنتُ أن فارساً منحطُ

هلط

ابنُ الأعرابي: الهالِطُ: المسترخي البطنِ.
والهالِطُ: الزرعُ الملتفُ.
وفي النوادرِ: هَلْطةٌ من خبرٍ ولهطةٌ: أي الخبرُ الذي تسمعهُ ولم تُصدقه ولم تكذبهُ.

هلمط

ابن دريدٍ: هَلْمَطَ الشيء: إذا أخذه أو جمعهَ، وفي بعض نسخِ الجمهرةِ: هَلْمَطَ، والصوابُ عندي تقديمُ اللام على الميم.

همط

الهَمْطُ: الظلمُ والخبطُ، يقال: هَمَطَ الناس يهمطهم -بالكسر-: إذا ظلمهم حقهم. وفي حديث إبراهيم النخعي: انه قال: كان العمالُ يهمطون ثم يدعونَ فيجابون: أي كانوا مَع ظلمهم وأخذهم الأموالَ من غير جهتها وحقها إذا دعوا إلى الطعام أجيبوا. وعنه – أيضاً- أنه سُئلَ عن العُمالِ ينهضونَ إلى القرى فيهمطونَ أهلها، فإذا رجِعوا إلى أهاليهم أهذوا لجيِرانهم ودعوهمُ إلى طعامِهم، فقال النخعي: لك المهنأ وعليهم الوزرُ.
ومثلُه ترخيصُ ابنِ مسعودٍ -رضي اللّه عنه- في إجابةِ دعوةَ صاحبِ الربى إذا هو دَعَا وأكلِ طعامهِ، وقولهُ: لك المهنأُ وعليه الوزرُ.
والهَمْطُ -أيضاً- الأخذُ بغيرِ تقديرٍ.
ويقُال -أيضاً-: هَمَطَ: إذا لم يُبالِ ماقَال وما أكلَ.
وهَمَطَ المالَ واهْتَمَطَهُ: إذا أخذه من صاحبهِ على سبيلِ الغلبةِ والجور.
واهتَمَطَ عِرضَ فلانٍ: إذا تنقَصَهُ وشَتَمَه.
والتهَمُطُ: الغَشْمَرَةُ في الظلم والأخذُ بغير تثبتٍ.

هملط

ابنُ دريدٍ: هَمْلَطَ الشيءَ: إذا أخذخ أو جمعهَ. وفي بعض نسخِ الجمهرةِ: هَلْمَطَ، وقد تقدم.

هنزط

هِنْزِيْطُ -مثالُ قِنْديْل-: من الثغورِ الروميةِ.

هوط

ابنُ الأعرابي: يُقالُ للرجلِ: هُطْ هُطْ: إذا أمرته بالذهابِ والمجيءِ.
والهائطُ: الذاهبُ.

هيط

الفراءُ: تَهايطَ القومُ: إذا اجتمعوا وأصلحوا أمرهم بينهم، وهو خِلافُ التمايُطِ. وقد ذكرتُ اختلافهم في معنى الهياطِ والمِياطِ في تركيبِ م ي ط.
قال المُتنخلُ الهُذلي يصفُ ماءً:

كأن وغى الخَموشِ بجانبـيهِ وغى ركبٍ أميمَ ذوي هِياطِ

ويروى: “زِيَاطِ”، ويُروى: “لَغى الخَمُوشِ”.

هبغ

هَبَغَ يَهْبَغُ هُبُوْغاً: أي نام، وانشد الليث:

هَبَغْنا بين أذرعهن حـتـى تَبَخْبَخَ حر ذي رمضاء حامِ

هبنغ

ابن دريد: الهَبَيْنَغُ -مثال هَمَيْسَعٍ-: الأحمق.

هدغ

ابن عباد: هَدَغْتُ الطعام: بمعنى فَدَغْتُه.
والمُنْهَدِغُ: الحسو اللين من الطعام وكل شيء لأن عن يبس، فقد انْهَدَغَ.
وفي النوادر: أنْهَدَغَتِ الرطبة: أي انْفَضَخَتْ.

هدلغ

ابن عباد: الهِدْلَوْغَةُ: الأحمق.

هذلغ

ابن عباد: الهُذْلُوْغُ: الغليظ الشفة.

هرنغ

الأزهري: الهُرْنُوْغُ شبه الطُرْثُوْتِ يؤكل.

هفغ

ابن دريد: هَفَغَ الرجل يَهْفَغُ هُفُوْغاً: إذا ضعف من جوع أو مرض.

هلغ

الليث: الهِلْيَاغُ: شيء من صغار السباع، وانشد:

وهِلْيَاغُها فيها معاً والغَنَاجِلُ

وقال الأزهري: لم أسمع الهِلْيَاغَ لغير الليث. والغَنَاجِلُ: جمع غُنْجُلٍ -بالضم-: وهو عناق الأرض.

همغ

الأصمعي: الهِمْيَغُ: الموت المعجل، وأنشد لأسامة بن الحارث بن جبيب الهُذلي:

إذا بَلَغُوا مصرهم عُوْجِلُـوا من الموت بالهِمْيَغِ الذّاعِطِ

قال: وكان الخليل يقوله بالعين المهملة، وقد خالفه الناس.
وقال شمر: هَمَغَ رأسه: شدخه.
والهَيْمَغُ: شجرة ثمرها المَغْدُ.
وانْهَمَغَتِ الرطبة وانْهَدَغَتْ: إذا انْشَدَخَتْ.
وقال ابن عباد: قرحة مُنْهَمِغَةٌ: أي مُبْتَلَّةٌ.

هنبغ

الليث: الهُنْبُغُ -بالضم-: شدة الجوع. وقال أبو عمرو: جوع هُنْبُغٌ وهِنْبَاغٌ: أي شديد،قَال رؤبة:

كالفَقْعِ إن يهمز بوطءٍ يُثْلَغِ فَعَضَّ بالويل وجوع هُنْبُغِ

وقيل: هُنْبُغٌ: لازق.
والهُنْبُغُ -أيضاً-: التراب الذي يطير بأدنى شيء،قَال رؤبة أيضاً:

يشْتَقُّ بعد الطرد المُبَغْـبِـغِ وبعد إيْغَافِ العجاج الهُنْبُغِ

المُبَغْبِغُ: القريب، ويشتق: يشتد فيه ويجد، والإيْغَافُ والايْجَافُ واحد. يريد: إنه يعدو فيقلب التراب بحافره.
والهُنْبُغُ: الأسد.
وقال ابن عباد: الهُنْبُغُ من النساء: الضعيفة البطش، والمرأة الحمقاء.
وهَنْبَغَ العجاج: كثر وثار.
وقال غيره: هَنْبَغَ: جاع.

هنغ

ابن دريد: الهَيْنَغُ: المرأة الضحّاكة،قَال رؤبة:

وجس كتحديث الهَلُوْكِ الهَيْنَغِ لذت أحاديث الغوي المندغ

وكذلك الهانِغَةُ. وقيل الهَيْنَغُ: التي تظهر سرها لكل واحد، والمِنْدَغ: الذي لا يزال يَنْدَغُ بكلمة تكره: أي يَنْزَغُ ويَلْدَغُ.
وقال أبو مالك: امرأة هَيْنَغٌ: فاجرة. وهانَغْتُ المرأة: غازلتها.

هوغ

ابن دريد: الهَوْغُ: الشيء الكثير، يقال: جاء فلان بالهَوْغِ: أي بالمال الكثير.

هيغ

ابن السكيت: يقال إنهم لفي الأهْيَغَيْنِ: أي في الخصب وحسن الحال، قال: وعام أهْيَغٌ: إذا كان مُخْصباً كثير العُشْبِ.
ووقع فلان في الأهْيَغَيْنِ: أي في الأكل والشرب.
وقال الفراء: الأهْيَغَانِ: الكل والنكاح.
والأهْيَغُ: أرغد العيش.
والأهْيَغُ -أيضا-: الماء الكثير، وهَيَّغَ المطر الأرض: جادها.
وهَيَّفْتُ الثريدة: إذا أكثرت ودكها.

هتف

الهَتْفُ والهُتَافُ -بالضم- الصوت؛ ويقال: الصوت الشديد، يقال: هَتَفَ به يَهْتِفُ -بالكسر-. وهَتَفَتِ الحمامة: أي صوَّتَت،قَال جميل:

أأنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ ظَلْتَ سَفاهَةً تُبَكِّي على جُمْلٍ لِوَرْقاءَ تَهْتِفُ

وسَمعت هاتِفاً يَهْتِفُ: إذا كنت تسمع الصوت ولا تُبصر أحداً.
وقال أبو زيد: هَتَفْتُ به: مَدَحْتُه. ويقال: فُلانَةُ يُهْتَفُ بها: أي تُذْكَر بالجمال.
وقوس هَتّافَةٌ وهَتُوْفٌ وهَتَفى -مِثال جَمَزى-: أي ذاة صوت تَهْتِفُ بالوَتَر،قَال أميَّة بن أبي عائذ الهُذَلي:

على عَجْسِ هَتّافَةِ المِـذْرَوَيْنِ زَوْراءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمَالِ

وقال الشَّنْفَرى يَصِف قوساً:

هَتُوْفٌ من المُلْسِ المُتُونِ يَزِيْنُهـا رَصائع قد نِيْطَتْ عليها ومِحْمَلُ

وقال أبو النجم يصف صائداً:

أنْحى شِمالاً هَمَزى نَضُوْحا وهَتَفى مُعْطِيَةً طَرُوحـا

هجف

الليث: الهِجَفُّ: الظليم المُسنُّ، وأنشد:

هِجَفٌّ كأنَّ بـه أوْلَـقـاً إذا حاوَلَ الشَّدَّ من حَمْلَتِهْ
كَمِثْلِ الخِباءِ وَهى طُنْبُـهُ فَطَارَتْ رَعابِيْلَ من قُلَّتِهْ

وقال ابن فارس: أظنّه من الباب الذي زِيْدَت فيه الهاء وأُبدلت زايه جِيما، وهو من الزِّفِّ وهو ريشه.
وقال غيره: الهِجَفُّ من النَّعام والناس: الجافي الثَّقيل،قَال الكُميت:

هو الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً وفِيْمَنْ يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثّقَّـلُ

وقال أبو عمخرو: الهِجَفُّ: الرَّغِيْبُ الجَوْفِ، يقال منه: هَجِفَ -بالكر- يَهْجَفُ هَجَفاً -بالتحريك-: إذا جاع؛ وزاد ابن بُزُرْجَ: واْتَرْخى بطنه.
وقال أبو سعيد: العَجِفَة والهَجِفَة واحِد: وهو من الهُزال،قَال كعب بن زُهير -رضي الله عنه-:

ونِقْنِقاً خاضِباً في رَأْسِهِ صَعَلٌ مُصَعْلَكاً مُغْرَباً أطْرَافُه هَجِفا

وقال ابن عَبّاد: الهَجْفان: العطشان.
قال: وهَجِفَتْ أرضنا: تَنَاثر ما فيها.
والهَجَفْجَفُ: الرَّغِيْبُ البطن، قال:

قد عَلِمَ القَوْمُ بَنُو طَـرِيْفْ أنَّكَ شَيْخٌ صَلِفٌ ضَعِيْفْ
هَجَفْجَفٌ لِضِرْسِهِ حَفِيْفْ

والهَجْفَةُ: الناحية النديَّة، قال:

سارُوا جَميعاً حِذَارَ الكَهْلِ فاكْتَنَعُوا بينَ الإيَادِ وبين الهَجْفَةِ الغَدِقَـهْ

هجنف

الهَدَفُ: كل شيء مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنّه كان إذا مرَّ بهدف مائل أو صدف مائل أسرع المَشي. ومنه سُمِّي الغرض هدَفاً، وبه شُبِّه الرجل العظيم،قَال أبو ذُؤيبٍ الهُذلي:

إذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رَأْسَهُ وأعْجَبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ

وقال السُّكري: الهَدف من الرجال: الثقيل النوم الوَخْم الذي لا خير فيه.
وقال ابن عبّاد: تدعى النعجة للحلب فيقال: هَدَفْ هدفْ.
وفي النوادر: هل هدَفَ إليكم هادِفٌ أو هَبَشَ هابشٌ؟: يَسْتخبره هل حدث ببلده أحد سوى من كان به.
ويقال: جاءت هادِفةٌ من ناس وداهِفَةٌ: أي جماعة.
والهِدْفَة: القِطْعة من الناس والبيوت، مثل الخِبْطة، يُقيمون في مواضعهم.
وقال ابن عبّاد: هَدَفوا إلى موضع كذا: دخلوا إليه.
وهَدَفَ للخمسين: قارَبها.
وهَدَفَ يَهْدِفُ: كَسِلَ وضَعُفَ.
وقال غيره: الهِدْفُ -بالكسر-: الجَسيْم.
وأهْدَفَ على التل: أشْرَف عليه.
وامرأة مُهْدِفَة: أي لَحِيْمَة.
وأهْدَفَ إليه: لَجأ.
وقال شَمِر: الإهْدَافُ: الدُّنوُّ من الشيء والاستقبال له والانْتِصاب، يُقال: أهْدَفَ القومُ: إذا قَرُبُوا.
وأهْدَفَ له الشيء: إذا اعْرَض واسْتَدَفَّ، كالهَدَفِ للرّامي. ومنه قول عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه-: لقد أهْدَفْتَ لي يوم بدر فَصِفْتُ عنك، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: لكنك لو أهْدَفْتَ لي لم أصِف عنك. ومنه حديث الزّبير: أنه اجتمع هو وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- في الحِجر، فقال الزُّبير: أما والله لقد كُنت أهْدَفْت لي يوم بدر لكني استبقيتُك لمثل هذا اليوم، نفقال عمرو: وأنت والله نلقد كُنت أهدفْت لي وما يَرني أن لي مثل ذلك بفَرَّتي منك. وقال بعضهم: لمّا أهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلت ولمّا أهْدَفَتْ لهم تَفرقوا.
وكَفَلٌ مُهْدِفٌ: إذا صار كالهَدَفِ في عِظَمه وعِرضه، وأنشد ابن السكِّيت:

لها جَمِيْشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ مِثْلُ سَنَامِ الرُّبَعِ الكاعِرِ

واستَهْدَفَ: أي انتصب،قَال جُبَيْهاء الأشجعي:

وحتّى سَمِعْنا خَشْفَ بيضاءَ جَعْدَةٍ على قَدَمَيْ مُسْتَهْدِفٍ مُتقاصِرِ

وقال النابغة الذبياني يصف الرّكب:

وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَـدِ

وشيء مُستهْدِف: أي عَرِيض.
والتركيب يدل على انتِصاب وارتفاع..

هذرف

ابن عبّاد: إبل هَذَارِيف: أي سِرَاع، جمْع هُذْرُوْفٍ. والهَذْرَفَةُ: السّرْعَة.

هذف

أبو عمرو: الهَذّافُ: السريع، وقد هَذَفَ يَهْذِفُ هُذُوْفاً: إذا أسْرَع، وسائق هَذّاف: أي جادٌّ، وأنشد:

يُبْطِرُ ذَرْعَ السّائقِ الهَذّافِ بِعَنَقٍ من فَوْرِهِ زَرّافِ

وفَرَس هَذِف: أي سريع. وجاء مُهْذِفاً ومُهْذِباً: أي سريعاً.

هرجف

ابن عبّاد: الهِرْجَفُّ: الرجل الخَوّار.

هرشف

الهِرْشَفَّةُ: قطعة خِرْقَة أو كِسَاء يُنَشَّفُ بها ماء المطر من الأرض ثم تُعْصَر في الجُفِّ، وذلك في قلة الماء، قال:

أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّـهْ

وقال آخر:

كُلُّ عَجُوْز رَأْسُها كالكِفَّهْ تَحْمِلُ جُفَّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ

وقال أبو عُبيد: بعضهم يقول: الهِرْشَفَّةُ من نَعت العجوز وهي الكبيرة.
وقال الليث: يقال لصُوْفَةِ الدَّواة إذا يَبِسَتْ: هِرْشَفَّة، وقد هَرْشَفَتْ واهْرَشَّفَتْ.
وقال أبو خَيْرَة: التَّهَرْشُف: التَّحَسِّي قليلاً قليلاً، والأصل التَّرَشُّف، فزِيدَت الهاء. وكذلك الشَّهْرَبَة للحُوَيْضِ حول أسفل النخلة، والأصل فيها الشَّرَبة، فزيدت الهاء.

هرصف

ابن عبّاد: هِرْصِيْفٌ: اسم من أسماء الرِّجال.

هرف

الليث: الهَرْفُ: شِبْه الهَذيان من الإعجاب بالشيء، تقول: ففلان يَهْرِف بفلان نَهاره كلّه. وفي الحديث: أنّ رُفْقَةً جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يَهْرِفُوْنَ بصاحب لهم ويقولون: يا رسول الله ما رأينا مثل فلان ما ِرنا إلاّ كان في قراءة ولا نزَلنا إلاّ كان في صِلاة.
ومنه المثل: لا تَهْرِفُ بما لا تَعْرِف.
ويقال لبعض الباع: يَهْرِف، لكثرة صوته.
وقال ابن الأعرابي: الهَرْفُ: مَدح الرجل على غير خِبْرة.
وقال غيره: أهْرَفَ الرجل وأحْرَفَ: إذا نمى ماله.
وقال بعضهم: أهْرَفَتِ النّخلة: أي عجَّلَتْ أتاءها. وقال أبو حاتم في كتاب النخلة: هَرَّفَتْ تَهْرِيْفاً.
قال: ويقال رأيت قوْماً يُهَرِّفُونَ في الصّلاة: أي يُعَجِّلون. وقال ابن فارس: ما أُرى هذه الكلمة صحيحة.

هرنف

ابن عبّاد: المَرأة المُهَرْنِفَة: الضعيفة في صوتها وبُكائها.
قال: وهَرْنَفَ الرجل: وهو ضَحِك في ضَعْف.

هزرف

ابن دريد: ظَلِيْم هُزْرُوْف وهُزارِفٌ -وزاد ابن عبّاد-: هِزْرَوْف؛ مِثال بِرْذَوْن-: وهو السريع الخفيف. وقال الأصمعي: هَزْرَفَ في عَدْوِه: أي أسرع.
وقال أبو عمرو: الهِزْرِفَةُ -بالكسر- والهِزْرَوْفَةُ -مثال بِرْذَوْنَة-: النّاب الكبيرة والعجوز.

هزف

ابن دريد: هَزَفَتْه الريح -في بعض اللغات-: إذا اسْتَخَفَّتْه.
والهِزَفُّ والهِجَفُّ من الظّلمان: الريع الخفيف، وهي لُغة ربيعة. وقيل: هو الجافي. وقيل: هو الطويل الرِّيش. ويقال: النّافِر.

هطف

ابن السكِّيت: باتت السماء تَهْطِف هَطْفاً: أي تَمْطُرُ. قال: والهَطِفُ -مثل كَتِفٍ-: المطر الغزير،قَال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:

مُجْرَنْثِماً لـعـداهُ بـاتَ يَضْـرِبُـهُ منه الرُّضابُ ومنه المُسْبِلُ الهَطِفُ

وبنو الهَطِفِ -مثال كَتِف-: حي من العرب من كنانة. وقيل: من بني أد؛ وكانوا أول من نَحَت هذه الجِفان وكانوا حُلفاء في كِنانة،قَال أبو خَراشٍ الهُذليّ يرثي دُبيَّة السُّلَمي:

لو كانَ حَيّاً لَـغـاداهُـمْ بِـمُـتْـرَعَةٍ فيها الرَّواوِيْقُ من شِيْزى بَني الهَطِفِ

وقال ابن عبّاد: هَطَفَ الرّاعي يَهْطِفُ هَطْفاً: إذا احتلَبَ فتسْمَع هَطْفَ الحليب وحَفيْفَه.
والهُطَيْفُ -مَصَغّراً -: حِصن باليمن في جبل واقِرَة.

هفف

ابن دريد: هَفَّتِ الريح تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيْفاً: إذا سَمِعت صوت هُبوبها.
وسحابة هِفٌّ -بالكر-: لا ماء فيها. وكذلك شُهْدَة هِفٌّ: لا عل فيها، وأنشد:

لا رَعْىَ إلاّ في يَبِيْسٍ قَـفِّ تَحْتَ سَمَاحِيْقَ وجِلْبٍ هِفِّ

والهِفُّ -أيضاً-: الزرعُ يُؤخّر حَصادُه فيَنتثِر حَبّه.
والهِفُّ -أيضاً-: الدَّعامِيْصُ الكبار؛ عن المُبَرَّد، جمْع هِفّة. وفي الحديث: كان بعض العُبّاد يُفْطر كلّ ليلة على هِفّة يَشْويْها.
والهِفُّ -أيضاً- والهَفُّ: سمك صِغار.
وقال ابن عبّاد: الهِفُّ: الخفيف من الرجال.
وقال الليث: موضِع من البَطِيحَة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرق للسُّفُن يُسمى: زُقاقَ الهَفَّةِ.
وحمار هَفّافٌ: أي طيّاش. ومنه حديث الحسن البصري: أنه ذكر الحجّاج فقال: ما كان إلاّ حِماراً هَفّافاً.
والظِّلُّ الهَفّاف: غير ظليل، وقيل: الساكن، وقيل: البارد.
وجناح هَفّافٌ: خفيف الطيران،قَال عمرو بن أحمر الباهليّ يصِف بيْضَ النَّعام:

يَظَلُّ يَحُفَّهُنَّ بِقَفْقَفَـيْهِ ويَلْحَفُهُنَّ هَفّافاً ثَخِيْنا

أي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثَخينا لتراكب الريش عليه.
وقميص هَفّاف: أي رقيق شفاف، والهَفّافُ: البرّاق، ورجل هَفّافُ القميص.
وقول ذي الرُّمّة:

وأبْيَضَ هَفّافِ القَمِيْصِ أخْـذْتُـهُ “فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُعْتَصِباً َضمرا”

“يعني الفُؤاد؛ أي الجِلْدة التي على الفُؤاد”.
والرِّيح الهُفّافَة: السّاكِنة الطَّيِّبة.
وفي حديث علي -رضي الله عنه- أنهقَال في قوله تعالى: (أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوْتُ فيه سَكِيْنَةٌ من رَبِّكم) قال: لها وجْه كَوْجه الإنسان؛ ثم هي بعد ريح هَفّافَةٌ. أي سريعة المرِّ في هبوبها.
والهَفِيْفُ: سرعة السير،قَال ذو الرُّمة:

إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قُلْـتُ غَـنِّـنـا بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفِيْفِ الرَّواحِلِ

ورجل هَفْهَافٌ: ضامر البطن.
وقميص هَفْهَافٌ: كَهَفّافٍ.
وريش هَفْهَافٌ: غير كثيف.
والهَفْهَافُ: العطشان.
واليَهْفُوْفُ واليَأْفُوْفُ: الجَبان، ويقال: الحديد القلْب؛ والقفز من الأرض.
وجارية مُهَفَّفَة ومُهَفْهَفَة: خَمِيْصَة البطن الدقيقة الخَصِر،قَال امرؤ القيس:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفَاضَة تَرَائبُها مَصْقُوْلَةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وقال ابن الأعرابي: هَفْهَفَ الرجل: إذا مكَشَقَ بدنه فصار كأنه غصن يميد ملاحة.
وقول عمرو بن احمر الباهلي يصف امرأة:

كَبَيْضَةِ أُدْحيٍّ بوَعْسِ خَـمِـيْلَةٍ يُهَفْهِفُها رَأْلٌ بجُؤْشُوْشِهِ صَعْلُ

أي يُحركها ويدفعها ليُفْرج عن الرَّأْل.
وقال ابن عبّاد: الاهتِفاف: بريق السراب؛ والدَوي في المسامع.
والتركيب يدل على خِفّة وسرعة في سير وصوت.

هقف

ابن عبّاد: الهَقَفُ ?بالتحريك-: قِلة شهوة الطعام.

هكف

ابن دريد: الهَكْفُ ?زعموا-: السرعة في العَدو والمَشي، ومنه بناء هَنْكَفٍ: وهو موضع، والنون زائدة. وقال مَرّة: الكَهْف زعموا.

هلغف

ابن الفَرَجِ: سمعت زائدة: الهِلَّغْفُ ?مثال جِرْدَحْلٍ-: المُضطرب الخَلْقِ.

هلف

الهِلَّوْفُ: العظيم الجافي،قَال قيس بن عاصم المِنْقَريُّ ?رضي الله عنه- يرد على امرأته منْفوسة بنت زيد الفوارس بن حُصين بن ضرار الضَّبيِّ قولها:

أشْبِهْ أبي أو أشْبِهاً أباكا أمّا أبيفلن تَنالَ ذاكـا
تَقْصُرُ عن تَنَالَهُ يَداكا

أرادت: أن تناله. فقال قيس:

أشْبِهْ أبا أبيكَ أو أشْـبِـهْ عَـمَـلْ ولا تَكُونَـنَّ كـهِـلَّـوْفٍ وَكَـلْ
يُصْبِحُ في مَضْجَعِهِ قـد انْـجَـدَلْ وارْقَ إلى الخَيْراتِ زَنْأً في الجَبَلْ

وقال ابن الأعرابي: الثقيل البطيء الذي لا غناء عنده. وقال الأموي: الهِلَّوْف: الرجل الكبير الهَرِم. وقال الليث: الهِلَّوْف: الكَذُوب من الرجال.
والهِلَّوفُ: اللِّحية الضخمة.
وقال ابن دريد: الهَلَفُ: فعلمُمات، ومنه اشتِقاق رجل هِلَّوْف: وهو الكثير الشَّعَرِ الجافي.
ولِحية هِلَّوْفَة: كثيرة الشعر، وأنشد غيره:

هِلَّوْفَةٌ كأنَّـهـا جُـوَالِـقُ نَكْدَاءُ لا باركَ فيها الخالِقُ
لها فُضُوْلٌ ولها بَـنَـائقُ

وقال ابن فارس: الهِلَّوْفُ: الجمل الكبير؛ واليوم الذي يستُر غَمامه شمسه.
وقال ابن عبّاد: الهِلَّوْفَة: العجوز.
ورجل هُلْفُوفٌ: كثير شعَرِ الرَّأس واللحية.
والتركيب يدل على كِبر وضِخَمٍ.

هلقف

ابن عبّاد: الهِلَّقْفُ ?مثال جِرْدَحْلٍ-: الفَدْم الضّخمُ.

هنف

الإهْنَافُ: ضحك فيه فُتُور كضحك المُسَتهزِئِ.
وقال الأصمعي: أهْنَفَ الصَّبي: وهو مِثل الإجْهَاشِ وهو التَّهَيُّؤُ للبُكاء.
وقال غيره: الإهْنَافُ والتَّهْنِيْفُ: الإسراع، يقال: أقْبَلَ مُهْنِفاً ومُهَنِّفاً.
والتَّهَانُف: ضَحك فيه فُتور كضحك المُسْتَهْزِئ؛ مثل الإهْنَاف،قَال الكُمَيْت:

مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْنِ بَيْضاءُ كاعِبٌ تَهَانَفُ للجُهّالِ منهم وتَلْعَـبُ

وأنشد الليث:

إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأهْلِهِ حَدِيثَ الرَّنا فَصَّلْنَهُ بالتَّهانُفِ

قال أبو ليلى: الرَّنا ها هنا: اللَّهو. وكذلك المُهانَفَةُ والهِنَافُ، وأنشد:

نَغُضُّ الجُفُوْنَ على رِسْلِهـا بِحُسْنِ الهِنَافِ وخَوْنِ النَظَرْ

وهذا نَعت في ضَحك النساء لا يُوصف به الرِّجال. وقال الأصمعي: المُهَانَفَةُ: المُلاعَبَةُ.

هوف

الهُوْفُ ?بالضم-: الريح الحارة، وقال ابن دريد: البارِدَة، قالت أمّ تأبَّطَ شراً تُؤبِّنُه: وابْنَاه ليس بِعُلْفُوْفْ؛ تَلُفَّهُ هُوْفْ؛ حَشى من صُوْف.
والهُوْفُ ?أيضاً-: الرجل الأحمق. وقال ابن دُريد: رجل هُوْفٌ: إذا كان جباناً لا خير فيه.
وقال ابن عبّاد: الهُوْف: نحو سِحَاءِ البَيْض.
والتركيب يدل على الخِفَّة.

هيف

الهَيْفُ: الريح الحارة تأتي من قِبل اليمن؛ وهي النَّكْباء التي تجري بين الجنوب والدَّبُور من تحت مجرى سُهيل،قَال ذو الرُّمّة:

وصَوَّحَ البَقْلَ نَأّجٌ تَجِيءُ بِـهِ هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ

وفي المثل: ذهبت هَيْفٌ لأدْيانِها. وإنما جمَع الأديان لأن الهَيْفَ اسم جِنْس، وجاء باللاّم على مَعنى إلى؛ أي رَجعت إلى عاداتها. وقال أبو عُبد: الهَيْفُ السَّموم وقولهم: لأديانها؛ أي لعادَتِها، وعادَتُها أن تُجَفِّفَ كل شيء وتُيَبِّسه. يُضرب عند تَفَرق كل إنسان لشأنه، وقيل: يُضرب لكل من لزم عادته ولم يُفارِقها.
والهافَةُ من النُّوْقِ: التي تعطش سريعاً، وهي من الياء، وكذلك المِهْيَافُ.
وقال الليث: المِهْيَاف: الذي قد هافَتْ إبِلُه،قَال عمرو:

إذا المِهْيَافُ ذو الإبِلِ اجْتَواها وأعْرَضَ مِشْيَةَ الجَمَلِ المُغِدِّ

وقال الأصمعي: رجل مُهْيَافٌ: سريع العطش،قَال الشَّنْفَرى:

ولَسْتُ بِمِهْيَافٍ يُعَشّي سَوَامَهُ مُجَدَّعَةً سُقْبانُهاوهيَ بُهَّـلُ

وقال ابن عبّاد: المِهْيَافُ من افبل: المِعْنَاقُ.
ورجل هَيْفانُ: أي عطشان.
والهَيَفُ ?بالتحريك-: ضُمْرُ البطن والخصِرة، وقد هَيِفَ هَيَفاً. وهافَ يَهافُ هَيْفاً: لغة في هَيِفَ هَيَفا؛ وهي لغة تميم. وامرأة هَيْفَاءُ، وفرس هَيْفَاءُ، وقوم وخيل هِيَفٌ.
وقال ابن عبّاد: يقال للعبد إذا ابق: هافَ يَهاف؛ أي يستقبل الرِّيح، وكذلك الإبل، وهي إبل هائِفَة.
وقال غيره: أهَافَ القوم: أي عَطِشَت إبلُهم، قال:

وقد أهَافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا

وتَهَيَّفَ الرجل: من الهَيْفِ، كما يقال تَشَتّى: من الشتاء.
واهْتَافَ: أي عَطِش.
والتركيب يدل على حرارة وعطش؛ ثم يُستعار ذلك.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف