معجم العباب الزاخر – باب القاف (ق)

قأقأ

أبو عمرو: القَأْقاءُ: أصوات غِربان العراق.
الفرّاء: القِئْقِئَةُ: القشرة الرقيقة التي تحت القَيْضَ من البيض. وقال اللّحياني: يقال لبياض البيض: القِئْقِئُ، قال:

كأنَّما بنت أبي المُـجَـيْزِئهْ قاعِدَةً في اتْبِهـا لُـؤَيْلِـئَهْ
والجِلْدُ منها غِرْقِئُ القُؤَيْقِئَهْ

قبأ

القَبْأَةُ: شجرة.
وقَبَأْتُ الطعام: أكلته.
الليث: قَبَأْتُ من الشراب أقْبَأُ؛ مثل قَئِبْتُ أقْأَبُ: إذا امتلأت منه.

قثأ

القِثَّاءُ والقُثّاءُ -بالكسر والضم-: الخيار، الواحدة: قِثّاءَة وقَثّاءَة، وقَرَأ يحيى بن وثّاب والأعمش وطلحة بن مُصَرِّف والضحّاك والأشْهب العُقيليُّ: (من بَقْلِها وقُثّائها) بضم القاف. والموضع: مَقْثَأَة ومَقْثُؤَة. وأقْثَأَ القوم: كَثُر عندهم القِثّاءُ. أبو زيد: أقْثَأَتِ الأرض: إذا كانت كثيرة القِثّاء.

قدأ

شَمِرٌ: رجل قِنْدَأْوَةٌ -بالهمز-: أي خفيف. وقال الفَراء: هي من النُّوق: الجريْئة، وجمَل قِنْدَأْو.
والقِنْدَأْوُ: السَّيئُ الغذاء. والسَّيِّئ الخَلق أيضا. وقال الجرمي: الغَليظ القصير، وقيل: الكبير الرأس الصغير الجسم المهزول، وقل: هو المُقْدِم. ووزْن قِنْدَأْوَةٍ فِنْعَلْوَةُ، وذكرها بعضهم في تركيب ق ن د، وها موضع ذكرها. هذا إذا هُمْزت، لأن أبا العيثم قال: تُهمز ولا تُهمز؛ فإن لم تُهمز فوزْنها فِنْعالة وموضع ذِكرها باب الحروف اللينة في تركيب ق د و.

قرأ

القَرْء -بالفتح-: الحَيْضُ، والجمع أقْرَاءٌ وقُرُوْءٌ -على فُعُوْلٍ- وأقْرءٌ في أدنى العدد، وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأم حبيبة بنت جَحْش امرأة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما-: دَعي الصلاة أيام أقْرائِك.
والقَرْءُ -أيضا-: الطُّهرُ، وهو من الأضداد، قال الأعشى:

وفي كلِّ عامٍ أنتَ جاشِمُ غَـزْوَةٍ تَشُدُّ لأقْصَاها عَزيْمَ عَـزَائكـا
مُوَرِّثَةٍ مالاً وفي الحَيِّ رِفـعَةً لما ضاعَ فيها من قُرُوْءِ نِسائكا

وقَرَأَتِ المرأة: حاضَتْ.
والقارِئُ: الوَقْتُ، ويُروى هذا البيت لأبي ذُؤيْب ولِتَأَبَّطَ شراً؛ وقال الأصمعي: هو لمالِكِ بن الحارث أخي أبي كاهِل الهُذليّ:

كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَني شُلَيْلٍ إذا هَبَّتْ لِقارئها الـرِّياحُ

وقيل: العَقْرُ: القَصْر، وقارِئُ القَصْر: أعلاه، وأصل القَراءِ: الوقتُ؛ فقد يكون للحَيْض وقد يكون للطُّهْر، قال:

إذا السَّماءُ لم تُغِمْ ثم أخْلَـفَـتْ قُرُوْءُ الثُّرَيّا أنْ يكونَ لها قَطْرُ

يريد: وَقْتَ نوْئها الذي يُمْطَر فيه الناس.
وقَرَأْتُ الشيء قُرْآنا: جَمعْتُه وضَمَمْتُ بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قَرَأَتْ هذه الناقة سَلىً قطُّ وما قَرَأَتْ جَنِيْناً: أي لم تَضُمَّ رحِمَها على ولدٍ، قال عمرو بن كلثوم:

تُرِيْكَ إذا دَخَلْتَ على خَلاَءٍ وقد أمِنَتْ عُيونَ الناظرينا
دِراعَيْ عَيْطَلٍ أدْماءَ بِكْـرٍ هِجانِ اللَّونِ لم تَقْرَأْ جَنِينا

وقَرَأْتُ الكتاب قِراءةً وقُرْآناً، ومنه سُمي القُرآن لأنه يجمع السَّور فيضُمّها، وقيل: سُمي به لأنه جُمِع فيه القصص والأمر والنَّهيُ والوعد والوعيد، وقال قُطْرب في أحد قوليْه: يقال قَرأتُ القرآن: أي لَفظْت به مجموعاً: أي القيتُه، وقال عَلقمةُ: قرأت القرآن في سنتين؛ فقال الحارث: القُرآن هَيِّن الوحي أشدُّ: أي القراءة هيِّنة والكتب أشدُّ. وقوله تعالى: (إنَّ عَلَيْنا جَمْعَه وقُرْآنَه) أي جمْعَه وقراءته (فإذا قرأْناه فاتَّبِعْ قُرْآنَه) أي قراءتَه، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: فإذا بيّناه لك بالقراءة فاعمل بما بيّناه لك.
وفلانٌ قَرَأ عليك السَّلامَ.
وقَرَأَ: تَنَسَّك، وجمْع القارِئ: قرَأَةٌ؛ مثل عامل وعمَلَةٍ، وقُرّاء أيضاً؛ مثل عابِد وعُبّاد. والقُرّاءُ -أيضاً-: المُتَنَسِّكُ، والجمع القُرّاؤَوْن، قال زيد ابن تُرْكِيٍّ أخو زيد:

ولقد عَجِبْتُ لكاعِبٍ مَـوْدونَةٍ أطْرافُها بالحَلْي والحِـنّـاءِ
بيضاءَ تَصطادُ النُّفوسَ وتَسْتَبي بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلمِ القُـرّاءِ

والقَرْءُ من قولهم: هذا الشِّعِر على قَرْءِ هذا الشِّعر: أي على طريقته ومثاله، والجَمْعُ: الأقْرَاءُ. وقيل للقَوافي قُرُوْءٌ وأَقْراءٌ لأنها مَقاطع الأبيات وحُدودُها كما قيل للتَّحْديد: توقيت. وفي حديث إسلام أبي ذَرٍّ -رضي الله عنه-: قال أُنَيْس -رضي الله عنه- أخوه وكان شاعراً: والله لقد وَضَعْتُ قوله على أقْراءِ الشِّعر فلا يلتئمُ على لسان أحدٍ.
والقِرْءَةُ -مثال القِرْعَةِ بالكسر-: الوَبَأُ، قال الأصمعي: إذا قَدِمْتَ بلاداً فمكثتَ فيها خمس عشرة فقد ذهبَتْ عنك قِرْءَةُ البلاد، قال: وأهل الحجاز يقولون قِرَةٌ بغير هَمْز؛ ومعناه: أنّه إذا مَرِض بها بعد ذلك فليس من وَبَأَ البلد.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أراد أن يقرأ القرآن غَضّاً كما أُنزِل فَلْيَقْرَأْهُ قراءة ابن أم عبد، معناه فَلْيَرَتِّلْ كترتيله أو يُحزِّن كتحزينه أو يَحْدُره كَحَدْرِه، ولا يجوز أن يُحْمل معناه على نَظْم الحروف؛ لأن الإجماع على مخالفته.
وفي حديثه الآخر: أقْرَؤُكُم أبيٌّ، يعني في وقت من الأوقات، لأن زيداً لم يكن يتقدَّمه أحد في القرآن، ويجوز أن يُحمل “أقْرَأُ” على قارئ، والتقدير: قارئٌ من أمتي أُبَيٌّ، كما قال أهل اللغة: الله أكبر معناه: الله كبير.
وأقْرَأَتِ المرأةُ: طَهَرَتْ، وقال الأخفشُ: إذا صارت صاحبة حَيضٍ، يقال أقْرَأَتْ حيضة أو حَيْضَتَيْن.
وأقْرَأَتِ حاجَتُكَ: دَنَتْ.
وأقْرَأَتِ النُّجوم: تأخَّرَ مَطَرُها، وغابَتْ أيضاً.
وأقْرَأَكَ السَّلام: مثل قَرَأَ عليك السلام، وقال الأصمعي: لا يُقال أقْرِئْهُ السلام.
وأقْرَأَةُ القرآن.
وأقْرَأْتُ من سفَري: أي أنْصَرفْت، ومن أهلي: دَنوتْ منهم.
وأقْرَأْتُ في الشِّعر: من الأقْرَاء.
والمُقْرَئيُّوْنَ -مثال المُفْعَلِيَّيْن-: جماعةٌ من أصحاب الحديث وغيرهم يُنْسبون إلى بلد من اليمن على مرحلة من صنعاء؛ وبها يُصنع العَقيق وفيها مَعدنُه، منهم: صُبيْح بن مُحْرز وشدّاد ابن أفلح وجُمَيْع بن سعد وسُوَيد بن جَبَلَة وشُرَيْح بن عُبيد وغَيْلان بن مَعْشر ويونس بن عثمان وأبو اليَمان لا يُعرف له اسم وأم بكر بنت أزَذَ. وابن الكَلْبيِّ يَفْتَح الميم من المقرَئيِّين، وأصحاب الحديث يضُمُّونها.
وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: دفعَ فلانٌ إلى فلانَةَ جارِيَتِهِ تُقَرِّئُها: أي تُمسِكها عندَها حتّى تَحيض؛ للاستبراء.

وقارأْتُ فلاناً: أي دارستُه. واستَقْرَأتُ فلاناً. والتركيب يدلُّ على الجَمع والاجتماع.
قرضاً: أبو عمرو: من غريبِ شَجَر البرِّ: القِرضِيءُ -بالكَسر-، واحِدَتُه: قِرضِئَةٌ. وقال غيره: القِرضِيءُ: نَبتٌ زَهرَه أشَدُّ صفرةً من الوَرسِ ينبُتُ في أصلِ السَّلَمِ والسَّمُرِ والعُرفُطِ ونحوها.

قضأ

الأُمَويُّ: قَضِئتُ الشئَ أقضؤُهُ قَضأً: أكَلتُه.
أبو زيد: قَضِئتِ القِربةُ تَقضَأُ قَضَأً-بالتحريك-: عَفِنَت وتهافَتَت، فهي قِربَةٌ قَضِئَةٌ. ةالثوب يَقضَأُ من طول النَّدى والطَّيِّ.
وما عليكَ في هذا الأمرِ قُضَأُةٌ- مثال قُضعَة بالضمِّ-: أي عَارٌ. ونكَحَ فلانٌ في قُضأَةٍ. وفي عينه قُضأَةٌ: أي فَسادٌ. وفي حسبِه قُضأةٌ: أي عَيبٌ، وقال عبدُ بن كَعبٍ جدُّ أبى النَّمِرِ بن تولب يُخاطب أخاه سالماً:

تُعَيِّرُني سُلمـى ولـيس بـقُـضـأَةٍ ولو كُنتَ من سَلمى تَفَرَّعتَ دارِما

وسَلمى: وهو سَلمى بن جَندل كانَ زَوجَ أُمِّ عَبدٍ قبل كعب فقال سالِمٌ:

أنت لسلمى فَقَتَلَ سالماً فقال.

وأقضَأْتُ الرَّجلَ: أطعَمتُه.
ابنُ بُزُرج: يقال أنَّهم لَيَقَضَّأُونَ منه أن يُزَوِّجُوه: أي يسَتَخِسُّونَ حَسَبَه.

قمأ

قَمَأَتِ الماشِيَةُ تَقمَأُ قُمُوْءً وقُمُوءَةً وقَمُؤَت قَمَاءَةً: إذا سَمِنت.
وقَمُؤَ الرَّجُلُ قَمَاءَةً وقَمَاءً: صار قِمِيأً وهو الصغير الذَّليل. وعَمروُ بنُ قَمِيئَةَ الشاعر -على فَعِيلَةَ-.
وقَمَأتُ بالمكانِ: أقَمتُ به.
وقَمَأْتُ الرَّجُلَ: قَمعتُه.
والقَمأَةُ-بالفتح- والمَقمَأَةُ والمُقمُؤَةُ: المكان الذي لا تطلُعُ عليه الشمسُ.
وأقمَأْتُه: صَغَّرتُه وذَلَّلتُه.
وأقمَأَ القومُ: سَمِنَت ابِلهم.
وأقمَأَني الشيءُ: أعجَبَني.
وتَقَمَّأتُ المكان: وافَقَني فَأَقَمتُ به.
وتَقَمَّأْتُ الشيَْ: جَمَعتُه شيئاً بعد شيءٍ، قال تميم بن أُبيِّ بن مُقبل يُخاطب ابنَتَي عَصرٍ:

لقد قَضَتُ فلا تَستَهزِئا سَفَهاً ممّا تَقَمَّأتهُ من لَذَّةٍ وَطَري

قنأ

قَنَأَت لِحيته من الخضاب تَقَّننَأُ قُنُوءً: اشتَدَّت حمرتها، قال الأسوَدُ ابن يَعفُرَ؛ ويقال: يُعفِرَ؛ ويقال: يُعْفُرٍ؛ النهشليُّ:

يَسعى بها تُومَتَينِ مُشَمِّـرٌ قَنَأَت أنامِلُه من الفِرصادِ

وشَيء أحمَرُ قانِئ.
وقَنَأَ اللَّبَنَ: مزَجَه.
وقَنَأَه قَنَأً: قتله.
المؤرِّج: قَنِئَ: مات. وقَنِئَ الأديم: فسد. وأقْنَأْتُه أنا. وأقْنَأْتُه عليه: حملْتُه على قتله.
وقَنَاءٌ -بالمدِّ-: ماء.
وقَنَّأَ لِحيتَه تَقْنِئَةً: خضبها.

قيأ

قاءَ يَقِيءُ قَيْئاً، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: العائد في هِبَتِه كالكلب يعود في قَيْئِه.
ابن السكِّيت: القَيُوْءُ -بالفتح-: الدواء الذي يُشرب للقَيءِ. وهذا ثوب يَقِيءُ الصِّبغ. وبه قُيَاءٌ -بالضم والمد-: إذا جعل يُكثِر القَيْءَ. وأقَأْتُه أنا وقَيَّأْتُه بمعنى. وتَقَيَّأَ: تكلّف القَيْءَ. واسْتقْيَأَ: أي تَقَيَّأَ، أنشد الدينوري:

وكُنْتَ من دائكَ ذا أقْلاسِ فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقـاسِ

قبرس

الليث: القُبْرُسُ -بالضم-: من النَّحاس: أجْوَدَه.

وقُبْرُسُ -أيضاً-: جزيرة عظيمة في بحر الروم، يُنْسَبُ إليها الزّاجُ الجيِّد والكَتّانُ، وبها تُوُفِّيَت أُمُّ حَرَامٍ بنتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها.

قبس

القَبَسُ -بالتحريك-: شعلة نار يَقْتَبِسها الإنسان أي يأخُذها من معظم النار، قال تعالى: (بِشِهَابٍ قَبَسٍ)، وكذلك المِقباس، يقال: قَبَسْتُ منه ناراً أقْبِسُها قَبْساً. وقَبَسْتُه ناراً: إذا جِئْتُهُ بها. وفي المَثَل: ما أنْتَ إلاّ كقابِسِ العَجْلان، قال صالح بن عبد القدُّوس:

لا تَقْبِسَنَّ العِلْمَ إلاّ امْرَءً أعانَ باللُّبِّ على قَبْسِهِ

وقابِس: مدينة بين طرابلس المَغرِب وسَفَاقُس، تُنْسَب إليها جماعة من أهل العلم والأدب.
وقال ابن الأعرابي: القابوس: الرجل الجميل الوجه الحَسَن اللَّون.
وأبو قابوس: كُنيَة النُّعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللَّخمي ملك العرب، وقابوس لا يَنْصَرِف للعُجمة والتعريف، وهو معرّب كاوُوْسَ، فأُعرِبَ فوافَقَ العَرَبيَّة، قال النابغة الذبياني:

نُبِّئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَـدَنـي ولا قَرارَ على زأرٍ من الأسَدِ

وقال أيضاً:

وَعيدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنْهِهِ أتاني ودوني راكِسٌ فالضَواجِعُ

في غير كُنْهِهِ: أي في غيرِ قَدرِهِ واسْتِحقاقِهِ.
وصغَّرَه تصغير التَّرْخيم للضرورة فقال يهجو يزيد بن عمرو بن خُوَيْلِد، وخُوَيلِد هو الصَّعِق:

فإن يَقْدِر عليكَ أبو قُـبَـيْسٍ تَحُطَّ بك المعيشَةُ في هَوَانِ

فقال يَزيد -ويقال: قال الحارث بن سالِم الضِّبَابيّ- وهو مخزوم:

إن يَقْدِر عَلَيَّ أبو قُـبَـيْسٍ تَجِدْني عِنْدَهُ حَسَنَ المكانِ

وأبو قُبَيْسٍ: جبل بمكّة -حرسها الله تعالى-، قيل له أبو قُبَيْسٍ برجلٍ من مَذْحِجَ حَدّاد يُكنّى أبا قُبَيْسٍ، لأنّه أوَّل من بنى فيه، وكان قبل ذلك يُسَمّى الأمين لأنّ الركن كان مستودَعاً فيه.
وأبو قُبَيْسٍ -أيضاً-: حِصْنٌ من أعمال حَلَب.
ويزيد بن قُبَيْسٍ: شَاميّ.
وميمونة بنت قُبَيْس بن ربيعة بن رِبْعان بن حُرْثان بن نصر بن عمرو بن ثَعْلَبَة بن كِنانة بن عمرو بن القَيْن: أمُّ عثمان بن سُلَيْمان بن أبي حَثْمَة بن حُذَيْفَة بن غانِم.
وقِيْبَس -بكسر القاف وتقديم الياء المُثَنّاة على الباء المُوَحّدة-، قال الحافِظ عبد الغني بن سعيد: هو في نَسَب أبي محمد عبد الله بن قيس بن قِيْبَس بن أبي هِشام السَّهْمِ، قال: كان يكتب معنا الحديث.
وقال ابن فارِس: القِبْس -بالكسر: الأصل، وهو القِنْس- بالنون- أيضاً.
والقَبِيْس: الفحل السريع الإلقاح، وقد قَبِسَ الفحل -بالكسر- قَبَساً- بالتحريك- فهو قَبِسٌ وقَبِيْسٌ، ومنه المَثَل: لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيْساً، وقال ابن عبّاد قَبُسَ قَبَاسَة بهذا المعنى، وقال الأزهَريّ: من أمثالهم: أُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَبِيْس، يُضْرَب للرَّجُلَين يجتَمِعان فَيَتَّفِقان، واللَّقْوَة: السَّريعة التَّلَقّي لماء الفَحْل، قال:

حَمَلْتِ ثلاثَةً فَوَضَعْتِ تِمّاً فَأُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَـبِـيْسُ

وقال أبو عمرو: الأقْبَس: الذي تبدو حَشَفَتُه قبلَ أن يُخْتَنَ.
وقال ابن دريد: قَنْبَسَ: اسمٌ، والنون زائِدَة.
وأقْبَسَني: أي أعطاني قَبَساً.
وأقْبَسْتُه: عَلَّمْتُه.
وقال أبو عُبَيد: أقْبَسْتُ الرَّجُلَ ناراً: طَلَبْتُها له.
واقْتَبَسَ: أخَذَ من مُعْظَم النار. واقْتَبَسَ العِلْمَ: كذلك.
والتركيب يدل على صِفَة من صِفات النار ثمَّ يُسْتَعار.

قدحس

القُدَاحِس: الشُّجاع الجَريء.
والقُدَاحِس: الأسَد.
والقُدَاحِس: السَّيِّء الخُلُق، عن ابن دريد.

قدس

القُدْسُ والقُدُس -مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ-: الطُّهْرُ؛ اسم ومَصْدَر، ومنه: حَظيرَة القُدس وروح القُدس.
والقُدُس: جَبْرَئيل -صلوات الله عليه-، قال تعالى: (وأيَّدْناه بِرُوْحِ القُدُسِ)، وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: إنَّ روحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوَعي أنَّ نفساً لن تموت حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها؛ فاتَّقوا الله وأجمِلوا في الطَّلَب.
وقيل له روح القُدس لأنّه خُلِقَ من طَهارةٍ، وقال حسّان بن ثابِت رضي الله عنه:

وجِبْرِيْلٌ رَسولُ اللـهِ فـينـا وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ

وقُدْسٌ- بالتسكين-: جبل عظيم بأرض نجد، وأنشد أبو القاسِم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِديّ للبُغَيْتِ -بالباء المُوَحَّدَة والغَيْن المُعْجَمَة والتاء المُثَنّاة في آخِرِه-، وهو شاعِر فاتِك من جُهَيْنَة كثير الغارات:

نحنُ وَقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْـعَةً غَداةَ الْتَقَيْنا بينَ غَيْقٍ فَعَيْهَما
ونحنُ جَلَبْنا يومَ قَـدْسِ أوَارَةٍ قَنابِلَ خَيْلٍ تَتْرُكُ الجَوَّ أقْتَما
ونحنُ بموضُوعٍ حَمَيْنا ذِمارَنا بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّمـا

هكذا رواه الآمِديّ: “قُدْسِ أُوَارَةٍ” بتقديم الهمزة على الواو، وقال ابن دريد: قُدْسِ أُوَارَةَ جَبَلٌ معروف، وقال حسّان بن ثابِت -رضي الله عنه- يهجو مُزَيْنَةَ:

رُبَّ خالَةٍ لكَ بين قُـدْسٍ وآرَةٍ تحتَ البَشَامِ ورفْغُها لم يُغْسَلِ

والقُدْسُ -أيضاً-: البَيْتُ المُقَدَّسُ.
والقُدَاسُ -مثال العُطاس-: شيء يُعْمَل كالجُمان من الفِضَّة، قال يَصِف الدموع:

كَنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْكُهُ مُتَقَطِّعٌ

والقُدَاس -أيضاً-: الحَجَرُ الذي يُنْصَب على مَصَبِّ الماء في الحوض. وقال ابن دريد: القُدَاسُ ويقال القُدّاسُ بالفتح والتشديد: حَجَرٌ يُطْرَح في حوض الإبِل يُقَدَّر عليه الماء فَيَقْسِمُوْنَه بينهم، يَصْنَعونَ به كما يَصْنَعونَ بالمَقْلَةِ في أسْفارِهِم، وهي الحَصَاةُ التي تُطْرَح في القَعْبِ يَتَصَافَنُوْنَ الماءَ عليها، يفعَلون ذلك عند ضِيْقِ الماء لِيَشْرَبَ كُلُّ إنْسانٍ بمِقْدارٍ، وأنشد أبو عمرو:

لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَـدّاسْ ذاكَ الحُجَيْرُ بالإزاءِ الخَنّاسْ

والحُسَيْن بن قُدَاس: من أصحاب الحديث.
وقال ابن عبّاد: شَرَفٌ قُدَاسٌ: أي منيع ضخم.
قال: والقُدُس -بضمَّتَين- وقيل القُدَسُ -مثال صُرَد-: قَدَحٌ نَحْو الغُمَرِ.
وقال ابن دريد: القادِس: حجَر المُقْلَة كالقَدّاس.
والقادِس: السفينة العظيمة، قال أُمَيَّة بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ يَصِفُ ناقَة:

وتهفو بِهَـادَ لـهـا مَـيْلَـعٍ كما اطَّرَدَ القادِسَ الأرْدَمُوْنا

المَيْلَع: الذي يتحرَّك هكذا وهكذا، والأرْدَم: الملاّح الحاذِق. وقال إبراهيم بن عليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة يمدح عبد الواحِد بن سُلَيْمان:

اليكَ كَلَّفْتُـهـا الـفَـلاةَ بـلا هادٍ ولكنْ تَؤُمُّ مُعْـتَـسِـفَـه
كأنَّها قـادِسٌ يُصَـرِّفُـهُ الـن نُوْتيُّ تحتَ الأمواجِ عن حَشَفَهْ

وقادِس: جزيرة غَرْبيَّ الأُنْدُلُس تُقارِب أعمال شَذُوْنَةَ.
وقادِسُ -أيضاً-: قصبة من أعمال هَرَاةَ.
والقادِسِيَّة: قرية على طريق الحاجِّ على مرحلة من الكوفَة.
ويوم القادِسِيَّة: يوم كان بين المُسْلِمين وبين الفُرْس في خلافة عمر -رضي الله عنه- سَنَةَ سِتّ عشرةَ من الهِجْرَة، وأمير العَسْكَر يومَئذٍ سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-، وكان في القَصْرِ يَنْظُرُ إلى القِتالِ، فقال بعض المُسْلِمين:

ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ نَصْـرَهُ وسَعْدٌ ببابِ القادِسِيَّةِ مُعْصمُ

وقيل: مَرَّ إبراهيم -صلوات الله عليه- بالقادِسِيَّة فوَجَدَ هُناكَ عَجوزاً، فَغَسَلَتْ رَأْسَه، فقال: قُدِّسْتِ من أرْضٍ، فَسُمِّيَت القادِسِيَّة، ودَعا لها أنْ تكونَ مَحَلَّةَ الحاجِّ.
وكان يقال للقادِسِيَّة: قُدَاسُ، قال بِشر بن أبي ربيعة الخَثْعَميّ:

وحَلَّت ببابِ القادِسِيَّةِ ناقَتـي وسَعْدُ بنُ وَقّاصٍ عَلَيَّ أمِيْرُ
تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوْفِنـا بِبابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيْرُ

وقيل: جَعَلَها قُدَيْساً لضَرورةِ الشِّعر، كما جَعَلَها الكُمَيْت قادِساً حيث يقول:

كأنّي على حُبِّي البُوَيْبَ وأهْلَهُ أرى بالقَرِيْنَيْنِ العُذَيْبَ وقادِسا

والقادِسِيَّة -أيضاً-: قرية قرب سُرَّ مَنْ رَأى.

وقال ابن دريد: القَدِيْسُ -زَعَموا-: الدُّرُّ، لغة يمانيّة قديمة، قال: وأنشد ابن الكَلْبيّ بيتاً لِمُرَتِّع بن معاوية أبي كِندة بن مُرَتِّعٍ، ولم يذكر ابن دريد البيت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرِ ابن الكَلْبيّ في جمهرة النَسَب عندَ ذِكْرِهِ مُرَتِّعاً شيئاً مما قاله ابن دريد.
والقُدُّوْسُ: من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّوْلٌ، من القُدْس وهو الطَّهارة، ومعنى القُدُّوْسُ: الطّاهِر. وكان سِيبَوَيْه يقول: القُدُّوْسُ والسَّبُّوْحُ -بفتح أوائِلِهما-، وقال ثعلب: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّوْلٍ فهو مفتوح الأوَّل؛ مثل سَفُّوْد وكَلُّوب وسَمُّور وشَبُّوط وتَنُّور؛ إلاّ السُّبُّوح والقُدُّوْس فإِنَّ الضمَّ فيهما أكثر وقد يُفْتَحانِ، قال: وكذلك الذُّرُّوْحُ بالضم وقد يُفْتَح. وقيل: القُدُّوْسُ: المُبَارَك. وقرأ زيد بن عَليِّ: “المَلِكُ القدُّوْسُ” بفتح القاف، وقال يعقوب: سَمِعْتُ أعرابيّاً عِنْدَ الكِسَائيّ يُكَنّى أبا الدُّنيا يقرَأُ “القَدُّوْسُ” بفتح القاف، وقال رؤبة:

دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسُـا دُعاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوسا

والقَدَسُ -بالتحريك-: السَّطْلُ بِلُغَة أهْلِ الحِجازِ، لأنَّه يُتَطَهَّرُ به.
وقَدَسُ -أيضاً-: بلدة قُرْبَ حِمْصَ، من فُتُوحِ شُرَحْبِيْل بن حَسَنَةَ -رضي الله عنه-، وحَسَنَةُ أمُّه، وأبوه عبد الله بن المُطاع، وإليها تُضافُ بُحَيْرَةُ قَدَس.
وفلان قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به.
وقد سَمَّوا قَيْدَاساً -مثال طَيْثَار- ومِقْداساً.
وقُدَيْسَة بنت الربيع: أُمُّ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزُّبَيْر بن سُهَيْل بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ.
والتَّقْديس: التَّطْهير. وقد قَدَّسَ اللهَ تعالى، قال العجّاج:

أرْسَاهُ من عَهْدِ الجِبالِ فَرَسا خالِقُنا فَنَحْمَدُ المُقَـدَّسـا
بِجَعْلِهِ فينا العَدِيْدَ الأنَسـا

وقوله تعالى: (ونُقَدِّسُ لكَ) قيل: معناه نُقَدِّسُكَ، واللام صِلَة.
والأرض المُقَدَّسَة: أي المُطَهَّرَة.
وبيتُ المُقَدَّسِ -يُخَفَّف ويُشَدَّد، كَمَجْلِسِ ومُطَهَّرٍ-.
والمُقَدِّس في قول امرئ القيس، ويُروى لبِشْرِ بن أبي خازِمٍ، وهو موجود في دِيْوانيْ أشعارِهما:

فأدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسّاقِ والنَّـسَـا كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ

وكان الرّاهِب إذا نَزَلَ من الصَّوْمَعَة يُريدُ بيت المَقْدِس تَمَسَّحَ به الصِّبْيَان حتى يُمَزِّقُوا ثَوْبَه، فَفي شِعْرِ امْرئ القَيْس: كما شَبْرَقَ، وفي شِعْرِ بِشْرِ: كما خَرَّقَ.
وتَقَدَّسَ: أي تَطَهَّرَ.
والتركيب يدل على الطُّهْرِ.

قدمس

أبو عُبَيْد: القُدْمُوْس: القديم، يقال: حَسَبٌ قُدْمُوْسٌ: أي قديم، وقال جرير:

وابْنا نِزارٍ أحَلاّنـي بِـمَـنْـزِلَةٍ في رأْسِ أرْعَنَ عادِيِّ القَدَامِيْسِ

وقال العجّاج يصف عَسْكَراً كثيراً:

عَنْ ذي قداميسَ لُهَامٍ لو دَسَرْ بِرُكْنِهِ أرْكانَ دَمْخٍ لا نْقَعَرْ

وقال آخَر:

نحنُ ضَرَبْنا العارِضَ القُدْمُوْسا ضَرْباً يُزِيْلُ الوَتَرَ المَخْموسا

وقال ابن عبّاد: القُدْمُوْس: العظيم من الإبِل.
والقُدْمُوْس: المَلِك الضَّخْم.
والقُدْمُوْسَة: الصَّخرة العظيمة.

قربس

القَرَبُوْس للسَّرْجِ -بتحريك الراء-، ولا يُخَفَّفْ إلاّ في ضرورة الشِّعْر، لأنَّه ليس فَعْلُوْل بسُكون العَين من أبْنِيَتِهِم، وهما قَرَبُوْسانِ، والجمع: قَرابِيْس. وقال الليث: القَرَبُوْس حِنْوُ السَّرْجِ، وبعض أهل الشَّامِ يُثَقِّلُه وهو خَطَأٌ؛ ويَجْمَعُه قَربابِيْسَ وهو أشَدُّ خَطَأً.

قردس

الليث: قُرْدُوْس: أبو حَيٍّ من الأزْد. ويقال من قيس.
وأبو عبد الله هشام بن حَسّان القُرْدُوْسِيُّ: من ثِقات أصحاب الحديث، من أتباع التابعين من أنْفُسِهم، ويقال مولاهم، وكانَ نازِلاً دَرْبَ القَرادِيْس بالبَصْرَة، وهو قُرْدُوْس بن الحارِث بن مالِك بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس. ويقال لتلك الخِطَّةِ: القُرْدُوْس.
وقال ابن دريد: قُرْدُوْس اسْم، وهو أبو بطن من العرب، منهم سعد بن نجدٍ الذي قَتَلَ قُتَيْبَة بن مُسْلِم.
وقَرْدَسْتُ جِرْوَ الكَلْبِ: دَعَوْتُه.
وحُكِيَ عن المُفَضَّلِ قَرْدَسَه وكَرْدَسَه: أي أوثَقَه.
وقال ابن عبّاد: القَرْدَسَة: الشِّدَّة والصَّلابَة.

قرس

القَرْسُ: البَرْد الشديد، قال:

مَطاعِينُ في الهَيْجى مَطاعِيْمُ في الوغى إذا اصْفَرَّ آفاقُ السَّماءِ من الـقَـرْسِ
كأنَّ قُـرْقُـوْفـاً بـمـاءٍ قَــرْسِ

وقال الليث: القَرْسُ: أكْثَفُ الصَّقيع وأبْرَدُه، قال العجّاج:

يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ دُوْنَ ظِهارِ اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ

وليلةٌ ذاةُ قَرْسٍ: أي بَرْدٍ. وقد قَرَسَ البَرْدُ يَقْرِسُ قَرْساً: أي اشْتَدَّ، وفي لغةٍ أخرى: قَرِسَ البَرْدُ -بالكسر- قَرَساً -بالتحريك-، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي:

وقد تَصَلَّيْتُ حَـرَّ حَـرْبِـهـم كما تَصَلّى المَقْرُوْرُ من قَرَسِ

وقال ابن السكِّيت: القَرَسُ: الجامِدُ. ولم يَعرِفْه أبو الغَوْث.
والبَرْدُ قارِسٌ وقَرِيْسٌ، ولا تَقُل قارِصٌ.
وقَرَسَ الماءُ: أي جَمَدَ.
ويومٌ قارِسٌ وليلَةٌ قارِسَةٌ.
وأصبح الماءُ اليومَ قَرِيْساً وقارِساً: أي جامِداً. ومنه سمك قَرِيْس: وهو أنْ يُطْبَخ ثمَّ يُتَّخَذ له صِبَاغٌ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُدَ.
وقال ابن عبّاد: القَارِس والقَرِيْس: القديم.
وقال أبو سعيد: آلُ قَرَاسٍ: أجْبُلٌ بارِدَة، وقال الأصمَعيّ: أجْبُلٌ بارِدَة أو جَبَلٌ بارِد، وآلُه: ما حَوْلَه من الأرض، أبو ذُؤيب الهُذَليّ:

فَجَاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ النّاسُ قَبْـلَـهُ هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عَمَلُ النَّحْلِ
يَمَانِيّةٍ أحْيَا لـهـا مَـظَّ مَـأْبِـدٍ وآلَ قَراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ

ويروى: صَوْبُ أسْفِيَةٍ. وقال الأزهري: آلُ قَرَاسٍ: هِضاب بناحيَة السَّرَاةِ.
والقِرْسُ -بالكسر-: القِرْقِس وهو صِغار البعوض.
وقِراس بن سالِم الغَنَويّ -بكسر القاف-: شاعِر.
وقال أبو زيد: القُرَاسِيَة -بالضم وتخفيف الياء-: الضخم الشديد من الإبل، والياء زائدة كما زِيْدَت في ثَمَانِيَة وَرَباعِيَة، قال:

لَمّا تَضَمَّنْتُ الحَوَارِيّاتِ قَرَّبْتُ أجْمالاً قُرَاسِيَاتِ

وقال الليث: تقولُ هذا جَمَلٌ قُرَاسِيَة، وهو من الفُحُول أعَمُّ، وليست القُرَاسِيَةُ نسْبَةً، وإنَّما هي على بِنَاءِ رَبَاعِيَة، وهذه ياءاتٌ تُزاد، كقولِكَ: هَدْراً وهَدَراناً، قال جرير:

يَكْفي بَني سَعْدٍ إذا ما حارَبُوا عِزٌّ قُرَاسِيَةٌ وجَدٌّ مِـدْفَـعُ

وقُوْرِس: كورة من نواحي حَلَب، وهي الآن خَراب.
وأقْرَسَه البَرْد، وقَرَّسَهُ تَقْريْساً: أي بَرَّدَه. وكذلك قَرَّسْتُ الماءَ في الشَّنِّ: إذا بَرَّدْتَه، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّ قَوماً مَرُّوا بِشَجَرَةٍ فَأَكَلوا منها فكأنَّما مَرَّت بهم رِيْحٌ فأخْمَدَتْهُم، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنَانِ وصُبُّوه عليهم فيما بَيْنَ الأذانَيْنِ. يَعْني أذانَ الفَجْرِ والإقامَةَ.
والتركيب يدل على البَرْد، وقد شَذَّ عن هذا التركيب القُرَاسِيَة.

قرطس

أبو زَيد: القِرْطاس والقُرْطاس والقَرْطَس -بالفتح- والقِرْطَسُ -مثال هِبْلَع، عن ابنِ عَبّاد-: الذي يُكْتَبُ فيه، قال مِخَشٌّ العُقَيْليّ:

كأنَّ بِحَيْثُ اسْتَوْدَعَ الدّارَ أهْلُهـا مَخَطَّ زَبُوْرٍ من دَوَاةٍ وقَرْطَسِ

ورِوايَة أبي حاتِم: مَخَطَّ كِتَابٍ في زَبُوْرٍ وقَرْطَسِ. وقال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ:

عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ

أي كالكِتاب القديم في القِرْطاس.
وقَرْطَس -أيضاً-: من قُرى مِصر.
وقال ابن الأعرابي: يقال للناقة إذا كانت فَتِيّة شابّة: هي القِرْطاس.
والقِرْطاس: الجَمَلُ الآدَمُ.
والقِرْطاس: الجارِيَة البيضاء المَديدَة القامَة.
وقال الليث: كُلُّ أديمٍ يُنْصَبٌ للنِّضَالِ: فهو قِرْطاس.

وقوله تعالى: (كِتاباً في قِرْطاسٍ)، قال أبنُ عَرَفَة: العَرَبُ تُسَمِّي الصَّحيفَة قِرْطاساً من أيِّ شَيء كانَتْ، وَقَرَأَ أبو مَعْدان الكُوفيّ: (في قُرْطاسٍ) بالضم.
ودابَّة قِرْطاسِيَّة: إذا كانت بيضاء لا يُخالِط لونَها شِيَةٌ غيرُ البَياضِ، فإذا ضَرَبَ بَياضُها إلى الصُّفْرَة فهيَ نَرْجِسِيّة.
ورَمى فَقَرْطَس: إذا أصابَ القِرْطاسَ. وهي رَمْيَة مُقَرْطِسَة.
وقال ابنُ عبّاد: تَقَرْطَسَ: هَلَكَ.

قرقس

الليث: القَرْقُوْس: القاع الصُّلْبُ. وقال الفَرّاء: أرضٌ قَرَقُوس: مَلْساءُ مُسْتَوِيَة، وقاعٌ قَرَقُوْسٌ: كذلك. وقال ابنُ شُمَيْل: القَرَقُوْس القاعُ الأمْلَس الغليظ الأجْرَد الذي ليس عليه شيء، وربَّما نبعٌ فيه ماء، ولكنَّه مُحْتَرِق خبيث، إنَّما هو مِثْلُ قطعة من النّار، ويكون مرتفِعاً ومُطْمَئِنّاً.
والقِرْقِس: الجِرْجِس، وأنشد يعقوب:

فَلَيْتَ الأفاعِي يَعْضَضْنَنـا مكانَ البَراغِيْثِ والقِرْقِسِ

وقال ابن عبّاد: القِرْقِس: طين يُخْتَم به، فارِسِيٌّ مُعَرَّب، يقال له: الجِرْخِشْت.
وقِرْقِيْسِيَاءُ وقِرْقِيْسِيَا -يُمَدُّ ويُقْصَر-: بَلَدٌ على نهر الخابور قُرْبَ رَحْبَةِ مالك بن طَوْق، سُمِّيَ بقِرْقِيْسِيَاءُ بن طَهْمُورثَ المَلِك.
وقِرْقِسَان: بلد.
وقال الفرّاء: يثال للجَدْيِ: قُرْقُوْس: إذا أُشْلِيَ.
وقال أبو زيد: قَرْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا دَعَوْتَه فَقُلْتَ له قُرْقُوْس، وقال ابن دريد: القَرْقَسَة: دُعاؤكَ جِرْوَ الكَلْبِ.

قرمس

قَرْمَسُ -بالفتح-: بَلَد من أعمال مارِدَة بالأُندُلُس.
وقِرْمِيْسِيْنُ -بالكسر-: بلد قريب من الدِّيْنَوَرِ، وهو مُعَرَّب كِرْمانْ شاهانْ.

قرنس

ابن الأعرابي: القُرْناس والقِرْناس -بالضم والكسر-: شِبهُ الأنف يَتَقَدّم من الجَبَل، قال مالِك بن خالِد الخُّناعي؛ ويُروى لأبي ذُؤَيْب الهُذَليّ أيضاً:

في رأس شاهِقَةٍ أُنْبُوبُها خَصِـرٌ دُوْنَ السَّماءِ له في الجوِّ قرْناس

يُروى بالوَجْهَين، ويُروى: أشْرَافُها شَعَفٌ.
قال: والقِرْناس -أيضاً-: عِرْناسُ المِغْزَلِ.
والقَرَانيس: عَثَانِيْن السَّيْل وأوائلُه مع الغُثاء.
وربَّما أصاب السَّيْلُ حَجَراً فَتَرَشَّشَ الماءُ فَسُمِّيَ القَرَانِس.
والقُرْناس والقِرْناس والقِرْنِس من النُّوق: المُشْرِفَةُ الأقطار كأنَّها حَرْفُ جَبَلٍ.
وسَقْفٌ مُقَرْنَس: عُمِلَ على هيئة السُّلَّم.
وقَرْنَسَ البازي -فِعْلٌ له لازِم-: إذا كُرِّزَ وخِيْطَت عَيْناهُ أوَّلَ ما يُصَادً، هكذا يَرْوُوْنَه عن الليث، وغيره يقول: قُرْنِسَ -على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه-، والصّاد فيه لُغَة.
وقَرْنَسَ الدِّيْك وقَرْنَص: إذا فَرَّ وقَنْزَعَ، وأبى ابن الأعرابيّ الصّادَ.

قسس

القَسُّ -بالفتح-: تَتَبُّع الشَّيْئِ وطَلَبُه، قال رؤبة:

يُصْبِحْنَ عن قَسِّ الأذى غَوافِلا يَمْشِيْنَ هَوْناً خُرَّداً بَهَـالِـلا
لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَـامِـلا

والقَسُّ: النَّميمَة، قال رؤبة:

باعَدَ عَنْكَ العَيْبَ والتَّـدْنِـيسـا ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسا
فَحْشَاءَهُ والكَذِبَ المَـنْـدُوْسـا والشَّرَّ ذا النَّمِيْمَةِ المَقْسُـوْسـا

وقال الليث: القَسُّة -بلغة أهل السَّوَاد-: القرية الصغيرة.
والقَسُّ والقِسِّيْسُ: رئيس النصارى في الدِّيْن والعِلْمِ، وجمع القَسّ: قُسُوْس، وجمع القِسِّيْس: قِسِّيْسُوْنَ وقَسَاوِسَة وقُسُوْس- أيضاً-، قال الله تعالى: (قِسِّيْسِيْنَ ورُهْبَاناً). والقَسَاوِسَة على قول الفرّاء: جمعٌ مِثل مَهَالِبَة؛ فَكَثُرَت السِّيْنات فأبْدَلوا من إحداهُنَّ واواً، وأنشد لأُمَيَّةَ ابن أبي الصَّلْتِ الثَّقَفيّ:

لو كانَ مُنْفَلِتٌ كانَت قَسَاوِسَةً يُحْيِيْهم اللهُ في أيْدِيْهم الزُّبُرُ

وقَسَسْتُ القَوْمَ: آذَيْتُهم بالكلام القَبيح.
وقال ابن دريد: قَسَسْتُ ما على العَظْمِ قَسّاً: إذا أكَلْتَ ما عليه من اللَّحْمِ وامْتَخَخْتَه.
والقَسُّ -بالفتح-: صاحِب الإبل الذي لا يُفارِقُها.

وقال ابن السكِّيت: ناقَةٌ قَسُوْس: إذا ضَجَرَت وساءَ خٌلٌقٌها عند الحَلِب.
والقَسُوْس -أيضاً-: التي ترعى وَحْدَها، وقد قَسَّتْ تَقُسُّ.
وقال أبو عمرو: القَسُوْس: الناقة التي ولّى لَبَنُها.
وقال أبو عُبَيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دابَّتَه: أي يَسُوْقُها.
والقَسُّ -أيضاً-: الصَّقيع.
وقَسَسْتُ الإبِلَ: أحْسَنْتُ رِعْيَتَها.
وليلة قَسِّيَّة: بارِدَة.
ودِرْهَم قَسِّيٌّ وقَسِيٌّ -بالتشديد والتخفيف-: أي رديءٌ.
والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَل من مِصر يُخالِطُه الحرير، ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن لِبْسِ القَسِّيِّ.
قال أبو عُبَيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القَسُّ، قال: وقد رأيْتُها، ولم يَعْرِفْها الأصمَعيّ، قال: وأصحاب الحديث يقولونها بكسر القاف وأهل مِصر بالفتح. وقال شَمِر: قال بعضُهم هي القَزِّيُّ، أُبْدِلَتِ الزَّايُ سِيناً، قال ربيعة بن مَقْروم الضَّبِّيُّ يَصِف الظُّعن:

جَعَلْنَ عَتيقَ أنْمـاطٍ خُـدُوْراً وأظْهَرْنَ الكَوادِنَ والعُهُوْنـا
على الأحْداجِ واسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً عِراقِيّاً وقَسِّـيّاً مَـصُـوْنـا

ويروى: الكَرادِيَ.
وقُسُّ بن ساعِدَة بن عمرو بن شَمِرٍ -وقيل: عمرو بن عمرو- بن عَدِيِّ بن مالِك بن أيْدَعَانَ بن النَّمِر بن وائلَة بن الطَّمَثَان بن عَوْذِ مَناةَ بن يَقْدُمَ بن أفْصى بن دُعْمِيِّ بن أياد: الخطيب الحكيم البَليغ الذي يُضْرَب به المَثَل في الفصاحة. ولمّا قَدِمَ وَفْدٌ إيادٍ على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلّم- قال لهم: أيُّكُم يَعْرفُ قُسَّ بن ساعِدَة الإيادِيَّ؟ قالوا: كُلُّنا يَعْرفُه، قال: فما فَعَلَ؟ قالوا: ماتَ، قال: يَرْحَم الله قُسّاً؛ إنِّي لأرجو أن يأتي يومَ القِيامَة أُمَّةً وَحْدَه. ومن كلام قَسِّ بن ساعِدَة: أقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً بَرّ إلاّ إثْمَ فيه: ما لِلّهِ على الأرضِ دينٌ هو أًحَبُّ إليه من دين قد أظلَّكم زَمَانُه وأدْرَكَكُم أوانُه، طُوْبى لِمَن أدْرَكَه واتَّبَعَه، ووَيْلٌ لِمَنْ أدْرَكَه فَفَارَقَه. ثُمَّ أنْشَأ يقول:

في الـذَاهِـبِـيْنَ الأوَّلِـيْ نَ من القُرُونِ لنا بَصَـائرْ
لَمّــا رَأيْتُ مَـــوارِداً لِلْمَوْتِ ليس لها مَصَـادِرْ
ورَأيْتُ قَوْمي نَـحْـوَهـا تَمْضي الأصاغِرُ والأكابِرْ
لا يَرْجِعُ الـمـاضـي إلَ يَ ولا من الباقِيْنَ غابِـرْ
أيْقَـنْـتُ أنّـي لا مَـحَـا لَةَ حَيْثُ صارَ القَوْمُ صائرْ

وقُسُّ النّاطِف: موضِع قريب من الكوفة على شاطئ الفُرات، كانَت عِنْدَهُ وَقْعَة بين الفُرْسِ وبين المُسْلِمين في خلافة عمر -رضي الله عنه-.
وقُسَيْس- مُصَغَّراً-: مَوضِع، قال امرؤ القيس:

أجَادَ قُسَيْسَاً فالصُّهَاءَ فَمِسْطَـحـاً وجَوّاً ورَوّى نَخْلَ قَيْسٍ بن شَمَّرا

وقُسَاس: جبل لِبَني أسد، قال أوْفى بن مَطَر المازِنيّ:

ألا أبْلِغا خُلَّتـي جـابِـراً بأنَّ خَلِيْلَكَ لـم يُقْـتَـلِ
تحاوَزْتَ جُمران عن ساعةٍ وقلتَ قُسَاسٌ من الحَرْمَلِ

وقال شَمِر: القُسَاس: مَعْدِن الحديد بإِرْمِيْنِيَةَ. والقُسَاسِيّ من السُّيُوف: منسوب إليه، وأنشد:

إنَّ القُسَاسِيَّ الذي يَعْصَى بِهِ يَخْتَضِمُ الدّارِعَ في أثْوَابِهِ

وقَرَبٌ قَسْقَاسٌ: أي سريع لَيْسَت فيه وَتيرَة.
والقَسْقَاس: الدليل الهادي، قال رؤبة:

وضُمَّرٍ في لِيْنِهِنًّ أشْـرَاسْ يَحْفِزُها اللَّيلُ وحادٍ قَسْقَاسْ

والقَسْقَاس: شِدَّة البَرْد والجوع، قال أبو جُهَيْمَة الذُّهْليّ:

أتانا به القَسْقَاسُ ليلاً ودُوْنَهُ جَرَاثيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُ
فأطْعَمْتُهُ حتى غَدا وكأنَّـهُ أسيرٌ يُدَاني مَنْكِبَيْهِ كِتَافُ

وقال أبو عمرو: رِشاءٌ قَسْقَاسٌ: أي جَيِّدٌ.
وسَيف قَسْفَاس: إذا كان كَهاماً.
والقَسْقَاس: نَبْتٌ، وقال الدِّيْنَوَريّ: ذَكَروا أنَّ القَسْقَاسَ بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الكَرَفْسَ، قال:

وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقَـاسِ

ولَيْل قَسْقَاس: مُظْلِم. وقال الأزهريّ: ليلة قَسْقَاس: إذا اشْتَدَّ السَّيْرُ فيها إلى الماء، وليس من الظُّلْمَةِ في شيءٍ.
وقال أبو زيد: القَسْقَاسَة والنَسْنَاسَة: العَصا. وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّ فاطِمَة بنت قيس -رضي الله عنها- أتَتْهُ تَسْتَأذِنْهُ وقد خَطَبَها أبو جَهْمٍ ومُعاوِيَة -رضي الله عنهما-، فقال: أمّا أبو جَهْم فأخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه العصا، وأمّا مُعاوِيَة فَرَجُلٌ أخْلَقُ من المالِ، قالتْ: فَتَزَوَّجْتُ أُسامَة بن زَيد -رضي الله عنه- بعد ذلك. قَسْقَاسَتَهُ: يعني تَحْريكَهُ إيّاها عند الضَّرْب. وكان يَنْبَغي أن يَقولَ: قَسْقَسَتَهُ العصا، وإنّما زِيْدَت الألف لئلاّ تتوالى الحَرَكات، ويُشْبِهُ أن تكونَ العَصا في الحَديثِ تَفْسِيراً للقَسْقاسَة، وفيه وَجْهٌ آخَرُ: وهو أنْ يُرَادَ به كَثْرَةُ الأسْفارِ، يقول: لا حَظَّ لكَ في صُحْبَتِهِ، لأنَّه يُكْثِرُ الظَّعنَ ويُقِلُّ المُقَامَ.
والقَسْقَاسُ والقَسْقَسُ -وهو مَقْصُورٌ منه- والقُسَاقِسُ: الأسَدُ.
وقال ابن الأعرابي: القُسُسُ -بضمَّتَين-: العُقَلاء.
والقُسُس -أيضاً-: السّاقَةُ الحُذّاقُ.
والقُسُوْسَة والقِسِّيْسِيَّةِ: مَصْدَر القَسِّ. وفي كتاب النبي -صلى الله عليه وسلّم- لِنَصارى أهْلِ نَجْران: لا يُغَيَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه -ويُروى: وِهافَتِه، ويُروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه- ولا قِسِّيْسٌ عن قِسِّيْسِيَّتِه.
وقَسَاس -مثال أساس- بن أبي شَمِر بن مَعْدِي كَرِب: شاعِر.
وقَسٍّسْتُ الإبِلَ تَقْسِيْساً: مثل قَسَسْتُها قَسّاً: إذا أحْسَنْتَ رِعْيَةَ الإبِلِ.
والتَّقَسُّسْ: التَّتَبُّعْ.
ويقال تَقَسَّسْتُ أصْواتُهُم باللَّيْل: أي تَسَمَّعْتُها.
والقَسْقَسَة: دَلَجُ اللَّيْلِ الدّائبُ.
وقَسْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا صِحْتُ بِهِ.
وقَسْقَسْتُ العِظامَ: إذا أكَلْتَ ما عليها من اللحم وامْتَخَخْتَه، مثل قَسَسْتُ، لغة يمانيّة.
وقَسْقَسَ الشَّيء: حَرَّكه.
وقَسْقَسَ: أسْرَعَ، يقال: ما زالَ يُقَسْقِسُ اللَّيْلَةَ كُلّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ.
والتركيب يدل على تَتَبُّع الشيء، وقد يشِذُّ عنه ما يُقارِبُه في اللَّفْظ.

قسطس

القِسْطَاس والقُسْطَاس: الميزان، وقَرَأَ الكوفيُّونَ غير أبي بكر: (بالقِسْطَاس) بالكسر، والباقونَ بالضَّمِّ، ويقال أيضاً: القِصْطَاس والقُصْطَاس بالصاد؛ لُغَةٌ. وقال الليث: هو أقْوَم المَوازين، قال: وبَعْضٌ يُفَسِّرُه الشّاهين، قال: واما القَرَسْطُون فهوَ القَبّانُ بِلُغَة أهْل الشَّام. وقيل: هو ميزان العَدْلِ أيَّ ميزانٍ كان من موازين الدَّراهِمِ وغَيْرِها، وقال ابنُ دريد: هو روميٌّ مُعَرَّب.

قسطنس

الليث: القُسْطَنَاس: صَلايَةُ الطِّيْبِ، وأنشد لامْرئ القَيْس وهو لِمُهَلْهِل لا لامْرئ القيس:

كُرِّي الحُمَيّا فَعُلِّـيْهـا سَـرَاتَـهُـمُ كالقُسْطَنَاسِ عَلاها الوَرْسُ والجَسَدُ

وقال سِيْبَوَيْهِ: القُسْطَنَاسُ شَجَرٌ وأصله قُسْطَنَسٌ فَمُدَّ بِألِف، كما مَدُّوا عَضْرَفُوطاً بالواو؛ والأصل عَضْرَفُطٌ. وقال ابن الأعرابي نَحْوَه.

قطربس

الليث: القَطْرَبُوْس: الشديدةُ الضرب من العقارِب. وأنشد أبو زَيد:

فَقَرَّبوا لي قَطْرَبُوْساً ضارِباً عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقـارِبـا

وقال المازنيّ: القَطْرَبُوْس الناقة السريعة، وقال ابن عبّاد: القَطْرَبُوْس الشديدة.

قطرس

ابن عبّاد: القَنْطَرِيْس: الفأْرَةُ، ولا أحُقُّه. وهو الناقة الشديدة الضخمة أيضاً.

قعس

القَعَسُ: خُروجُ الصَّدْرِ ودُخُول الظَّهْر، وهو ضِدُّ الحَدَب، يقال: رجُلٌ أقْعَسُ وقَعِسٌ.
وفَرَسٌ أقْعَس: إذا اطْمَأنَّ صُلْبُه من صَهْوَتِه وارْتَفَعَت قَطَاتُه، ومن الإبل: الذي مالَ رأسُه وعُنُقُه نحوَ ظَهْرِه، ومنه قَوْلُهم: ابنُ خَمْسٍ عِشَاءُ خَلِفَاتٍ قُعْسٍ: أي مُكْثُ الهِلال لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من الشَّهْرِ إلى أنْ يَغيبَ مُكْثُ هذه الحَوَامِلِ في عشائها.
وليلٌ أقْعَس: كأنَّه لا يَبْرَح.
ورجُلٌ أقْعَس: أي مَنيع.
والأقْعَس: جبل في ديار رَبيعَة بن عُقَيْل يُقال له ذو الهَضَبات.
والأقْعَس: نَخْلُ وأرْضٌ لِبَني الأحنَف باليَمامَة.
والأقْعَسَان: الأقْعَسُ وهُبَيْرَة ابنا ضَمْضَمٍ. وقال أبو عُبَيْدَة: الأقْعَسَان هُما الأقْعَسُ ومُقاعِس ابْنا ضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ من بني مُجَاشِع.
وتصغير الأقْعَس: قُعَيْس؛ إذا صَغَّرْتًه تصغير التَّرْخيم، كَسُوَيْدٍ في تَصْغير الأسْوَدِ. وفي المَثَل: أهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّتِهِ، قال بعضهم: أنَّه دَخَلَ رَجُلٌ من أهل الكوفة دَخَلَ على عَمّتِهِ، فأصابَهُم مَطَرٌ وقُرٌّ وكانَ بيتُها ضَيِّقاً، فأدْخَلَتْ كَلْبَها البَيتَ وأبْرَزَت قُعَيْساً إلى المَطَرِ، فماتَ من البَرْد. وقال الشَّرْقِيُّ ابن القُطَاميِّ: إنَّه قُعَيْس بن مُقاعِس بن عمرو، مِن بَني تَميم، مات أبوه فَحَمَلَتْهُ عَمَّتُهُ إلى صاحِبِ بُرٍّ فَرَهَنَتْه على صاعٍ من بُرٍّ، فَغَلِقَ رَهْنُه لأنَّها لم تَفُكَّه، فاسْتَعْبَدَه الحَنّاط فَخَرَجَ عَبْداً. وقال أبو حُضَيْر التَّمِيميّ: قُعَيْس كانَ غُلاماً يتيماً من بَني تَميم، وإنَّ عَمَّتَهُ اسْتَعارَت عَنزاً من امرأةٍ فَرَهَنَتْها قُعَيْساً، ثمَّ ذَبَحَت العَنْزَ وهَرَبَت، فَضُرِبَ المَثَلُ بِهِ في الهَوَان.
وعزٌّ أقْعَس: أي ثابِت، قال العجّاج:

وَجَدْتَنا أعَزَّ مَنْ تَنَـفَّـسَـا عِنْدَ الحِفَاظِ حَسَباً ومقْيَسا
في حَسَبٍ بَخٍّ وعِزٍّ أقْعَسا

وعِزَّةٌ قَعْساء: ثابِتة، قال الحارِث بن حِلِّزَةَ اليَشْكُريّ:

فَنَمَيْنَا على الشَّنَاءَةِ تَنْمِيْ نا جُدُوْدٌ وعِزَّةٌ قَعْساءُ

ويُروى: “حُصُوْنٌ”، والخَيْلُ حُصُونُ العَرَبِ.
والقَعْساء من النَّمْلِ: الرّافِعةُ صَدْرَها وذَنَبَها.
والقَعْساء -أيضاً-: فَرَسُ مُعَاذٍ النهديِّ قتلته …… أخُوه طُفَيْل:

فإِن يَكُ فارِسُ القَعْساءِ أمْسـى مُعاذُ لا يَهُمُّ إلـى الـبَـراحِ
فَلَيْتَكَ كُنْتَ تُبْصِرُ حينَ كَـرَّتْ ذُكُورُ الخيل تَعْثًرُ في الرِِّماحِ

والقَعْوَسْ -مثال جَرْوَل-: الشيخ الكبير.
وقِعَاسٌ -بالكسر-: جبل من ذي الرُّقَيْبَة مُطِلٌّ على خَيْبَر، قال:

وكأنَّما انْتَقَلَت بأسْفَلِ مُـعْـتِـبٍ من ذي الرُّقَيْبَة أو قِعَاسَ وُعُولُ

وعمرو بن قِعاس بن عبد يَغوث المُرادي: شاعِر.
والقُعاس -بالضم-: داء يُصيب الغَنَم من كَثْرَةِ الأكْلِ؛ تموت منه، قال جرير يهجو جَخْدَب بن جَرْعَب التَّيْمِيَّ النَّسّابَةَ:

كَسَتْكَ اباتَيْمٍ عَـجـوزٌ لـئيمَةٌ رِداءً رَآهُ النّاسُ شَرَّ لِـبَـاسِ
يُغالِبُ ما كانت تُغالِـب أُمُّـهُ إذا ما مَشى من جُشْأةٍ وقُعَاسِ

وقَعْسان -مثال سَلْمان-: موضِع.
والقَوْعَس -مثال قَوْنَس-: الغليظ العُنُق الشَّديد الظَّهْر من كُلِّ شَيءٍ.
وقال ابن دريد: القَعْسُ -بالفتح-: التُراب المُنْتِن.
قال: وقُعَيْسِيْس: اسم.
وقال ابن عبّاد: القُعْسوس لقب للمرأة الدميمة.
وقال غيره: الإقعاس: الغِنى والإكثار.
وتَقَاعَسَ: أي تأخَّرَ.
وفَرَسٌ مُتَقَاعِس: أي أقْعَس، والذي يتأخَّر ولم يَنْقَد لِقائدِه -أيضاً-، قال الكُمَيْت:

فلم أكُ عِنْدَ مَحْمِلِهـا أزُوْحـاً كما يَتَقاعَسُ الفَرَسُ الجَرُوْرُ

وتَزوَّجَ الهُذْلُول بن كعب العَنْبَريّ امرَأَة من بني بَهْدَلَة، فَرَأَتْهُ ذاة يومٍ وهي في نِسْوَةٍ يَطْحَنُ للأضْيافِ، وكان مُمْلَكاً، فَضَرَبَت صَدْرَها وقالتْ: أهذا زوجي؟!، فَبَلَغَه فقال:

تَقولُ وصَكَّتْ نًحْرَها بِيَمِنِـهـا: أبَعْلِيَ هذا بالرَّحى المُتَقاعِـسُ
فقُلْتُ لها: لا تَعْجَلي وتَبَـيَّنـي فَعَالي إذا الْتَفَّتْ عَلَيَّ الفَوَارِسُ

واقَعَنْسَسَ: أي تأخَّرَ ورَجَعَ إلى خَلْفٍ، قال:

بِئْسَ مقامُ الشَيْخِ أمْرِس أمْرِسِ بينَ حَوَامي خَشَبَـاتٍ يُبَّـسِ
إما على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسِسِ

وإنَّما لم يُدْغَم هذا لأنّه مُلْحَق باحْرَ نْجَمَ، يقول: إن اسْتَقى بِبَكرَةٍ وقع حَبْلُها في غير موضِعِه؛ فيقال له أمْرِسْ، وإن اسْتَقى بِغَيْرِ بَكْرَةٍ ومَتَحَ أوْجَعَه ظَهْرُه فيقال له: اقْعَنْسِسْ واجذِبِ الدَّلْوَ.
والمُقْعَنْسِس: الشديد، وتصغيره مُقَيْعِس، وإن شئتَ عَوَّضْتَ من النون فقُلْتَ: مُقَيْعِيْس، وكان المُبَرَّد يختار في تصغيره حذف الميم والسِّين الأخيرة فيقول: قُعَيْس، والأوّل قَوْلُ سِيْبَوَيْه. وجمع المُقْعَنْسِس: مَقَاعِسُ -بفتح الميم- بعد حذف الزِّيادَتين النون والسين الأخيرة، وإنّما لم تُحْذَف الميم وإن كانت زائدة لأنها دخلت لمعنى اسم الفاعل، وأنْتَ في التعويض بالخِيَار، والتعويض أن تُدْخِلَ ياء ساكِنة بين الحرفَين اللَّذين بعد الألِفِ، تقول: مَقَاعِس؛ وإن شئتَ مقاعيس. وإنَّما يكون التعويض لازِماً إذا كانت الزيادة رابِعة؛ نحو قِنْديل وقَنَاديل، فَقِسَ على ذلك.
ومُقَاعِس: أبو حَيٍّ من تَميم، وهو لَقَب، واسمه الحارِث بن عمرو بن كَعْب بن سعد بن زيد مناة بن تَميم. وقال أبو عُبَيْدَة: سُمِّيَ مُقَاعِساً يومَ الكُلابِ، لأنَّهم لمّا الْتَقَوا هم وبَنو الحارث بن كعب تَنادى أولئك: يا لَلْحارِث؛ وتَنادى هؤلاء: يالَلْحارِث، فاشْتَبَهَ الشِّعاران، فقالوا: يالَمُقاعِسٍ. وقال ابن الكَلْبيّ: سُمِّيَ مُقَاعِساً لأنَّه تَقَاعَسَ عن حِلْفٍ كان بينَ قومه.
وتَقَعْوَسَ الشَّيخ: أي كَبِرَ.
وتَقَعْوَسَ البيت: أي تَهَدَّمَ، وكذلك تَقَعْوَشَ بالشين المُعْجَمَة.
والتركيب يدل على ثبات وقوّة، ويَتَوَسَّعون في ذلك على معنى الاستِعارة.

قفس

الليث: الأقفَس من الرجال: المُقْرِف ابنُ الأمَة.
وأمَةٌ فقساء: وهي اللئيمة الرديئة، ولا تُنْعَتْ الحُرَّة به. وكذلك قَفَاس -مثال قَطَام-؛ قاله النَّضْر.
وقال ابن عبّاد: الأقفَس: كُلُّ شَيءٍ طال وانحنى، كأنَّه مقلوب الأسْقَف.
والفقَفْساء: المَعِدَة، وقيلَ البطن.
وقَفَسَ الظَّبْيَ قَفقْساً: رَبَطَ يَدَيه ورِجْلَيه، والرَّجل: أخَذَ بِشَعْرِه.
وقَفَسْتُ الشيءَ: أخذتُه أخْذَ انْتِزاعٍ وغَصْبٍ.
وقَفَسَ الرَّجل قَفْساً وقُفُوساً وفَقَسَ فَقْساً وفُقُوساً: أي مات، وقيل: إذا مات فُجَاءةً.
وقَفِسَ -بالكسر- قَفَساً: إذا عَظٌمَتْ رَوْثَةُ أنْفِه.
وقال ابن دريد: القُفاس -وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة: الفُقَاس بتَقْديم الفاء على القاف-: داء شبيه بالتَشَنُّج في المَفَاصِل.
وقال الليث: القُفْسُ -بالضم-: جِيْلٌ بِكَرْمان في جبالها كالأكراد، وأنشد:

وكَم قَطَعْنا من عَدُوٍّ شُرْسِ زُطٍّ وأكْرادٍ وقُفْسِ قُفْسِ

ويقال: تَرَكْتُهما يَتَقافَسَانِ بشُعُورِهما: أي يأخُذُ كُلُّ واحِدٍ منهما بشَعَرِ صاحِبِه.
وتَقَفَّسَ: وَثَبَ.

ققس

ابن عبّاد: المُقَوْقِس: عظيم الهند. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لقد أبعَدَ والله في المَرمى والمَرام؛ وأمكَن من سواء الثُّغْرَةِ كُلَّ مُرْمٍ ومُرامٍ، والمُقَوْقِس: صاحب مصر والإسكندرية ?رضي الله عنه-، واسمه جُريْج بن مِيْنى القِبْطيّ، معدود في الصحابة، ذَكَرَه ابن عبد البَرّ فيهم، أهدى إلى النبيّ ?صلى الله عليه وسلّم- بَغْلَتَه الشَّهباء التي يقال لها دُلْدُلٌ، وهي أوَّل بَغْلَةٍ رُؤيَتْ في الإسلام، وحِمارَهُ الذي يقال له يَعْفور، وفَرَسَه الذي يقال له لِزاز. وبقيَت البَغْلَة إلى زمن معاوية ?رضي الله عنه-، ونَفَقَتْ بِيَنْبُع، ونَفَقَ يَعْفور مُنْصَرَفَ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من حَجَّةِ الوداع، ولم يَبْلُغْني نُفُوق لِزاز.
وأهدى له المُقَوْقِس -أيضاً- مارِيَة القِبْطِيّة وسِيْرين ومانور الخَصِيّ، فاتَّخَذَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- مارِيَة لِنَفْسِه، وهي أمُّ إبراهيم ابن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-. ووهَبَ سيرين لحسّان بن ثابت -رضي الله عنه-، وهي أمُّ عبد الرحمن بن حسّان. وكان وصول هذه الهديّة في السنة السابعة من الهجرة بعد فتحِ خَيْبَر.
وقال أبو عمرو: المُقَوْقِس: طائر مُطَوَّق طَوْقاً سَوَادٌ في بَيَاضٍ يُشْبِه الحَمَامَ.

قلحس

الليث: القِلْحاس -بالكسر-: السَّمج القبيح من الرِجال.

قلدس

ابن عبّاد: إقْليْدِس: اسم كتاب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: فيهِ غَلَطان: أحدهما أنّه اسم جامِع الكتاب، والثاني أنّه أوْقْلِيْدِس بزيادةِ واوٍ.

قلس

القَلْس: حبل ضخم من لِيف أو خُوص أو غيرِهما؛ من قُلُوسِ سُفُن البحر.
والقَلْسُ ?أيضاً-: القَذْف، وقد قَلَسَ يَقْلِسُ -بالكسر- قَلْساً. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلءَ الفَمِ أو دُونَه وليس بِقَيءٍ، فإن عادَ فهو القَيءْ. قال:

وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقـاسِ

قال ذو الرُّمَّة:

تَبَسَّمْنَ عن غرٍّ كأنَّ رُضَـابَـهـا نَدى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهادُ القَوالِسُ

وقال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ يصف الغيث:

يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسا وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا

وقَلَسَتِ الكأسُ: إذا قَذَفَت بالشَرابِ لِشِدَّة الامتلاء، قال أبو الجَرّاح في أبي الحَسَن الكِسائيّ:

أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُم مَنْذُ سَـنْـبَةٍ من الدَّهْرِ إلاّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ
كَريم إلى جَنبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ يُحَيّى بِأهلاً مَرْحَباً ثمَّ يُجْلَـسُ

وبحرٌ قَلاّس: أي يَقْذِ ف بالزَّبَد.
وقالِس: موضع أقْطَعَه النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بَني الأحَبِّ من عُذْرَة.
وقَلُوْس: قرية على عَشْرَةِ فراسِخَ من الرَّيِّ.
والقُلَّيْسُ -مثال قُبَّيْط-: بِيعَة كانت بصَنْعاء للحَبَشَة، بَناها أبْرَهَة. وهَدَمَها حِمْيَر.
والقَلْس: الشُّرْبُ الكثير من النبيذ.
والقَلْس -أيضاً-: الغِناء الجَيِّد. والقَلْس: الرَّقْصُ في غناءٍ.
وقال ابن دُرَيْدٍ: القَلِيْس: البخيل، وأنشَدَ للأفْوَه الأوْديِّ:

والدَّهْرُ لا يَبْقى على صَرْفِهِ مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْس
من دونِها الطَّيْرُ ومن فَوْقِهـا هَفَاهِفُ الرِّيْحِ كَجَثِّ القَلِيْسْ

الجَثُّ الشُّهْدَة التي لا نَخْلَ فيها.
والقَلِيْسُ: غثيان النفس.
والأنْقَليس: السَّمَك الجِرِّيْث، قال ابن الأعرابي: هو الأنْكَليس والأنْقَليس. وقال الليث: الأَنْقَلَيس -بفتح الألف واللام، ومنهم مَن يَكْسِر الألف واللام- قال: وهي سمكة على خِلْقَةِ حَيَّة. ومنه حديث عمّار بن ياسِر -رضي الله عنهما-: لا تاكلوا الصِّلَّوْرَ والأنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّي.
والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة: بمعنىً، إذا فَتَحْتَ القاف ضَمَمْتَ السين، وإذا ضَمَمْتَ القافَ كَسَرْتَ السين وقلَبْتَ الواو ياءً، فإذا جَمَعْتَ أو صَغَّرْتَ فأنْتَ بالخِيَار، لأنَّ فيه زِيَادَتَين الواو والنُّوْنَ، إن شِئتَ حَذَفْت الواو فَقُلْتَ قَلانِس، وإن شِئتَ حَذَفْتَ النون فَقُلْتَ قَلاسٍ، وانَما حَذَفْتَ الواوَ لالتِقاء السّاكنين، وإن شِئْتَ عَوّضْتَ فيهمافقُلْتَ قَلانِيْس وقَلاسِيّ. وتقولُ في التصغير: قُلَيْنِسَة، وإن شِئتَ قُلْتَ قُلَيْسِيّة، ولكَ أن تُعَوِّضَ فيهما فتقول: قُلَيْنِيْسَة وقُلَيْسِيَّة -بتشديد الياء الأخيرة-. وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الهاء قُلْتَ: قَلَنْسٍ، قال:

لا مَهل حتى تَلْحَقي بعَنْـسِ أهلِ الرِّيَاطِ البِيْضِ والقَلَنْسِ

وأصلُه: قَلَنْسُوٌ، إلاّ أنَّكَ رَفَضْتَ الواو لأنَّه ليس في الأسماء اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَها ضَمَّة، فإذا أدّى إلى ذلك قياسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ، ويُبَدّل من الضمَّة كسرة، فيصير آخِر الاسم ياءً مكسوراً ما قَبْلَها، وذلك يُوْجِب كَوْنَه بمنزِلة قاضٍ وغازٍ في التنوين. وكذلك القَوْل في أحْقٍ وأدْلٍ جَمْعَيْ حَقْوٍ ودَلْوٍ؛ وأشباهِ ذلِكَ، فَقِسْ عليه.
وقَلَنْسُوَة: حِصْنٌ قُرْبَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ من أرضِ فِلَسْطين.
والتَّقْليس: الضَّرْب بالدُّفِّ والغِنَاء، قال:

ضَرْبَ المُقَلِّسِ جَنْبَ الدّفِّ للعَجَم

وقال الأموي: المُقَلِّس: الذي يلعب بينَ يَدَي الأمير إذا قَدِمَ المِصْرَ.

وقال أبو الجرّاح: التَّقْليس: استِقبال الوُلاةِ عند قُدومِهِم بأصناف اللَّهْوِ. ومنه حديث عُمَر -رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَ الشّأمَ لَقِيَهُ المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان، قال الكُمَيْت يصف ثوراً طَعَنَ الكِلابَ فَتَبِعَه الذُّباب لما في قَرْنَيْه من الدَّم:

ثُمَّ اسْتَمَرَّ يُغَنِّيْهِ الذُّبابُ كـمـا غَنّى المُقَلِّسُ بِطْرِيْقاً بمِزْمارِ

والتَّقليس -أيضاً-: أن يَضَعَ يَدَيه على صَدْرِه ويخْضَعَ كما تَفْعَل النَّصارى قَبْلَ أنْ تُكَفِّرَ أي تومِئَ بالسُّجود، وهو من القَلْسِ بمعنى القَيْءِ، كأنَّه حكى ِذلك هيئةَ القالِس في تَطَامُنِ عُنُقِهِ وإطراقِه. ومنه الحديث الآخر: لمّا رأوْهُ قَلَّسُوا له ثُمَّ كَفَّروا.
ويقال: قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ: أي لَبِسَ القَلَنْسُوَة.
والتركيب يدل على رُمْيِ السَّحابةِ الندى من غيرِ مَطَرٍ؛ وعلى الضَّرْب ببَعْضِ المَلاهي.

قلقس

القُلْقَاس: أصلٌ يؤكَل مطبوخاً، ويُتَداوى به، ويَزيد في الباءَة.

قلمس

شَمِر: القَلَمَّس -مثال عَمَلَّس-: الكثيرة الماء من الرَّكايا، يقال: إنَّها لَقَلَمَّسَةُ الماءِ أي كثيرة الماء.
وقال الفرّاء: القَلَمَّس: البحر.
ورجُلٌ قَلَمَّسٌ: إذا كان كثير الخَيْر والعَطِيَّة.
وقال الليث: القَلَمَّس: الرجل الداهِيَة البعيد الغَوْر.
وكانَ القَلَمَّس الكِناني من نَسَأةِ الشُّهور على مَعَدٍّ، كان يَقِف في الجاهِلِيَّة عندَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ فيقول: اللهم إنّي ناسِئُ الشُّهور وواضِعُها مَواضِعُها ولا أُعابُ ولا أُحابُ، اللهم إنّي قد أحْلَلْتُ أحَدَ الصَّفَرَيْن وحَرَّمْتُ صَفَراً المُؤخَّرَ، وكذلك في الرَّجَبَيْن؛ يعني رَجَباً وشَعْبان، ثُمَّ يقول: انفِروا على اسمِ الله. وذلك قول الله تعالى: (إنَّما النَّسِيءُ زِيادَةٌ في الكُفْر) الآية، فأبْطَلَ اللهُ ذلك النَّسِيءَ وحَكَمَ بأنَّه زِيادة في الكُفْر.
وقال ابن دريد: القَلَمَّس: السَّيِّد العظيم.
وبحرٌ قَلَمَّسٌ: زاخِرٌ، وأنشَدَ:

تَثَعْلَبْتَ إذْ زَرْتَ ابنَ حَرْبٍ ورَهْطَه وفي أرضِنا أنتَ الهُمَامُ القَلَمَّـسُ

قلهبس

ابن السِّكِّيت: القَلَهْبَسَة من حُمُر الوَحْش: المُسِنَّة، والذّكَر قَلَهْبَس.
وقال ابن دريد: القَلَهْبَس: اسم حَشَفَةِ ذَكَر الإنسان، ويقال أيضاً: قَهْبَلِس.
قال: ويقال للهامة المُدَوَّرة: هامة قَلَهْبَسَة.

قلهمس

ابن دريد: القَلَهْمَس: القصير المُجْتَمِعُ الخَلْقِ؛ زعموا.

قمس

القَمْس: الغَوْص، يقال: قَمَسَ في الماء يَقْمُسُ ويَقْمِسُ: أي غاصَ. وفي الحديث: تُضْحي أعلامُها قامِساً: أي مُنْغَمِسَة في التُّراب. وقد كُتِبَ الحديث بتمامِهِ في تركيب س ر د ح، قال العجّاج:

قُهْباً تَرى أصْواءهُنَّ طُمَّسا بَوَادِياً مَرّاً ومَرّاً قُمَّسـا

وقَمَسَه في الماء -أيضاً-: أي غَمَسَه، لازِمٌ ومُتَعَدٍّ.
وقَمَسَه -أيضاً-: أي غَلَبَه بالغَوص.
وقَمَسَ الوَلَدُ في بَطْنِ أُمِّه: اضْطَرَبَ، قال رؤبة:

وقامِسٍ في آلِهِ مُكَفَّنِ

وقال ابن عبّاد: القَموس من الآبار: التي تَقْمِسُ فيها الدِلاء أي تغيب من كَثْرَةِ مائها، بَيِّنَةُ القِمَاسِ.
قال: والقَمامِيس: البُحُور، واحِدُها: قِمِّيْس مثال سِكِّيْن.
وقال ابن دريد: قَوْمَسُ البحرِ وقامُوْسُه: مُعظَم مائه، وقال أبو عُبَيْد: أبْعَدُ موضِع غَوْراً في البحر، ومنه حديث ابنِ عبّاس -رضي الله عنهما-: أنَّه سُئلَ عن المَدِّ والجَزْرِ فقال: مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بقامُوسِ البِحار؛ فإذا وَضَعَ قَدَمَه فاضَت وإذا رَفَعَها غاضَت.
والقَوْمَس -مثال قَوْنَسٍ-: الأمير، بالنِّبْطِيَّة، عن ابنِ عبّاد.
قال: والقَمَامِسَة: البَطارِقَة.
وقال غيرُه: القَوامِس: الدَّواهي.
قال: والقُمَّس: الرَّجُل الشَّريف، قال المُتَلَمِّس:

وعَلِمْتُ أنّي قد بُلِيْتُ بِنِـئْطِـلٍ إذْ قِيْلَ كان من آلِ دَوفَنَ قُمِّسُ

والقَمِيس: البحر.
وقَوْمِسُ: من كُوَرِ دامغانَ.
واقْليم القُوْمِسِ: بالأُنْدُلُسِ، من نواحي قَبْرَة.

وقُوْمْسَة: من قُرى أصْفَهان.
وقُومسَان: من نواحي هَمَذان.
وأقْمَسْتُه في الماء: مِثْل قَمَسْتُه فيه.
وقامَسْتُه: فاخَرْتُه بالقَّمْس. يقال: فُلان يُقامِس حُوْتاً: إذا ناظَرَ مَنْ هو أعْلَمُ منه.
وانْقَمَسَ النُّجْم: أي انْحَطَّ في المُغْرِب، قال ذو الرُّمَّة يَذْكُر مَطَراً عِنْدَ سُقُوطِ الثُّريّا:

أصابَ الأرْضَ مُنْقَمَسَ الثُّرَيّا بِسَاحيَةٍ وأتْبَعَـهـا طِـلالا

وإنَّما خَصَّ الثُّرَيّا لأنَّ العَرَبَ تَزْعُمُ أنَّه ليس شَيْءٌ من الأنواء أغْزَرَ من نَوْءِ الثُّريّا.
والتركيب يَدُلَّ على غَمْسِ شيءٍ في الماء.

قنبس

القَنْبَس: من أعلام النِّساء، إن جَعَلْتَ النّون أصلِيّة فهذا موضِع ذِكْرِهِ فيه، وإن كانت زائِدة -كما قال ابن دُرَيد- فَمَوْضِعُ ذِكْرِهِ تركيب ق ب س، وقد ذَكَرْتُه فيه.

قندس

ابن الأعرابي: قَنْدَسَ الرَّجُلُ: إذا تابَ بَعْدَ مَعْصِيَة.
وقال أبو عمرو: قَنْدَسَ فلان في الأرض: إذا ذَهَبَ على وَجْهِه ضارِباً في الأرض، وأنْشَدَ:

وقَنْدَسْتَ في الأرضِ العَرِيْضَةِ تَبْتَغي بها مَلَسى فكُنْتَ شَرَّ مُـقَـنْـدِسِ

هكذا أنشَدَه الأزهري، ورواه ابنُ السِّكِّيت في الألفاظ: مَكْسَباً، ومَلَسى تَصْحيفُ مَكْسَباً.

قنس

القَنْسُ -بالفتح، عن الليث- والقِنْسُ -بالكسر، عَمَّن سِوَاه-: الأصل، قال العجّاج يمدح عبد المَلِك بن مروان:

مِن قِنْسِ مَجْدٍ فَوْقَ كُلِّ قِـنْـسِ في الباعِ إنْ باعُوا ويَوْمَ الحَبْسِ
يَكْفُوْنَ أثقالَ ثأى المُسْتَـأْسـي

وكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ في شَيْءٍ: فهو قِنْسٌ له.
وقال ابن عبّاد: القُنُوْسُ: جمع قِنْسِ الرَّأْسِ؛ وهو قَوْنَسُه. قال الأفْوَه الأوْدِيُّ:

بلِّغ بَني أودٍ فـقـد أحْـسَـنـوا أمْسِ بِضَرْبِ الهامِ تحت القُنُوسِ

وأمّا قول جرير:

قد نَكْتَسِي بِزَّةَ الجَّبّارِ نَجْنُـبُـه والبَيْضَ نَضْرِبْهُ فوقَ القَوَانِيْسِ

فأنَّه أراد القَوْنَسَ وهو أعلى الهام.
وأمّا قول رؤبة:

ألا تخافُ الأسدَ النَّهوضـا كأنَّ وَرْداً مُشْرَباً وُرُوسا
كان لِحَيْدَيْ رَأسِهِ قُنُوسا

فأنَّه يقول: كأنَّ ذلك الوَرْسَ صارَ لِجانِبَيْ رأسِه لِباساً، أي كأنَّما أُلْبِسَ رأسُه قُنُوساً كَقَوْنَس البَيْضَة.
والقَوْنَس: أعلى بَيْضَة الحديد، قال حُسَيْل بن سُحَيْج الضَّبِّيّ:

بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُـعُـوْبُـه وذي رَوْنَقٍ عَضْبٍ يَقُدُّ القَوانِسا

وأنشد أبو عُبَيد:

نَعْلُو القَوانِسَ بالسُّيوفِ ونَعْتَـزي والخَيْلُ مُشْعَرَةُ النُّحُوْرِ من الدَّمِ

والقَوْنَس -أيضاً-: عَظْمٌ ناتئ بين أُذنَي الفَرَسِ، قال طَرَفَة بن العبد:

إضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَهـا ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَسِ

أرادَ: “إضْرِباً” فحذف النون.
وقَوْنَسُ الطريق: جادَّتُه، عن ابنِ عبّاد.
والقَنَسُ -بالتحريك-: الذي تُسَمِّيه الفُرْسُ الرّاسَنَ.
وقال ابن الأعرابي: القَنَسُ: الطُّلَعَاءُ؛ وهي القيْءُ القليل.
والقَوْنُوْسُ: القَوْنَسُ، ويروى رَجْزُ رؤبة الذي ذَكَرْتُه آنِفاً:

كانَ لِحَيْدَيْ رَأْسِهِ قَوْنُوْسا

فضمَّ النون وزادَ الواو.
والقَيْنَس: الثور؛ عن ابن عبّاد، يقال: الأرض على مَتْن القَيْنَس.
وقال ابن الأعرابي: قانِسَةُ الطَّيْر -بالسين-: لُغَةٌ في الصّاد.
وأقْنَسَ: إذا ادَّعى إلى قِنْسٍ شَريفٍ؛ وهو خَسيسٌ.
والتركيب يدل على ثبات الشَّيْءِ في الشَّيْءِ.
قنطرس: الليث: ناقَةٌ قَنْطَرِيْس: وهي الشديدة الضَّخْمَة.
وقال ابن عبّاد: القَنْطَرِيْس: الفأرَة، قال: ولا أحُقُّه.

قنعس

القِنعاس من الإبل: العظيم، قال جرير:

وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ فـي قَـرَنٍ لم يَسْتَطِع صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيْسِ

وقال الليث: رجل قِنْعاس: شديد منيع.
وقال غيره: جَدٌّ قِنْعاس: أي عزيز منيع، قال رؤبة:

ونحنُ إذ عَضَّ الحُرُوبُ الأعْماسْ يَأْبَى لنا قِبْصٌ وجَدٌّ قِنْـعـاس

ورجلٌ قُناعِس: أي عظيم الخَلْق، والجمع: قَنَاعِس -بالفتح-.
وقال ابن عبّاد: القَنْعَسَة: شِدَّةُ العُنُقِ في قِصَرِها كالأحْدَبِ.

قوس

القَوْس: يُذَكَّر ويُؤنَّث، فمن أنَّثَ قال في تصغيرها: قُوَيْسَة، ومَن ذَكَّرَ قال: قُوَيْس. والغالِب التأنيث، لِقولِه -صلى الله عليه وسلّم-: مَنْ اتَّخَذَ قوساً عربيّة وجَفِيرَها نفَى الله عنه الفَقْرَ. والتأنيث هو الاختيار. وفي المَثَل: هو مِن خَيْرِ قُوَيْسٍ سَهْماً، وقال أبو الهيثم: يقال صارَ خَيْرُ قُوَيْسٍ سَهْماً، يَضْرَب مَثَلاً للّذي يُخالِفُكَ ثمَّ يَنْزِعُ عن ذلك ويعود لكَ إلى ما تُحِب.
والجمع: قِسِيٌّ -بالكسر- وقُسِيٌّ -بالضَّم-، عن الفرّاء -وأقواس وقِيَاس، قال القُلاخُ بن حَزْن:

وَوَتَّرَ الأساوِرُ القِيَاسا

وقال رؤبة:

نَدْفَ القِياسِ القُطُنَ المُوَشَّعا

وقال النابغة الجعديّ رضي الله عنه:

بِعِيْسٍ تَعَطَّفُ أعْـنـاقُـهـا كما عَطَّفَ الماسِخِيُّ القِيَاسا

وقِسِيٌّ: في الأصل قُوُوْسٌ -على فُعُوْل-، إلاّ أنَّهم قَدَّموا اللامَ وصَيَّروها قَسُوّاً -على فُلُوْعٍ-، ثمَّ قَلَبوا الواوَ ياءً وكَسَروا القاف كما كَسَروا عَينَ عِصِيٍّ، فصارت قِسِيٌّ -على فِلِيْعٍ-، وكانت من ذوات الثلاثة فصارَت من ذوات الأربعة، وإذا نَسَبْتَ إليها قُلْتَ: قُسَوِيٌّ، لأنَّها فُعُوْلٌ، فَتَرُدُّها إلى الأصل.
وربّما سَمّوا الذِّراع قَوْساً لأنَّه يُقَدَّر بها المَذْرُوْع.
وقال أبو عُبَيد: جمع القَوْس قِيَاس، وهذا أقْيَسُ من قَوْلِ مَنْ يَقول قِسِيٌّ لأنَّ أصْلَها قَوْسٌ، فالواو منها قَبْلَ السين، وإنَّما حُوِّلَت الواوُ ياءً لِكَسْرَةِ ما قَبْلِها، فإذا قُلْتَ في جمع القَوْسِ: قِسِيٌّ؛ أخَّرْتَ الواوَ بعدَ السِّيْن. قال: فالقِيَاس جمع القَوْس أحسَن عِندي مِنَ القِسِيِّ، ولذلك قال الأصمعيّ: من القِيَاسِ الفَجّاءُ.
وقوله تعالى: (فكانَ قاب قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى) أي قَدَرَ قَوْسَيْنِ عَرَبِيَّتَيْنِ، يُراد بذلك قُرْبُ المَنْزِلَةِ، وقيل: أرادَ ذِراعَيْنِ.
والقَوْس -أيضاً-: ما يَبْقى أسْفَلَ الجُلَّةِ من التَّمْر، يقال: ما بَقِيَ إلاّ قَوْسٌ في أسْفَلِها. ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب- رضي الله عنه- أنَّه قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أأبْرَامٌ بَنو المَغِيْرَة؟ قال: وما ذاكَ؟ قال: تَضَيَّفْتُ خالدَ بن الوليد -رضي الله عنه- فأتاني بِقَوسٍ وكَعْبٍ وثَوْرٍ، قال: إنَّ في ذلك لَشَبَعاً، قال: لي أو لكَ، قال: لي ولكَ، قال: حِلاًّ يا أمير المؤمنين فيما تقول: إنّي لأكُلُ الجَذَعَة من الإبِل أنْتَقيها عَظْماً عَظْماً، وأشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَنِ رَثِيْئةً أوْ صَرِيْفاً. الثَّوْرُ: القِطْعة من الأقِطِ، والكَعْبُ: الكُتْلَة من السَّمْن.
والقَوْسُ: برجٌ في السماء.
وقَوْسُ السَّماء: التي يقال لها قوسُ قُزَح، وقد نُهِيَ أنْ يُقالَ ذلك، وإنَّما يُقال لها قَوْس الله أو النَّدْءةُ أو القُسْطانَة.
والقُوَيْس: فَرَسُ سَلَمَة بن الخُرْشُبِ الأنماريّ، وهو القائلُ فيه:

أُقِيمُ لهم صَدْرَ القُوَيْسِ وأتَّقي بِلَدْنٍ من المُرّانِ أسْمَرَ مِذْوَدِ

وذو القَوْس: حاجِب بن زُرارَة بن عُدُس بن زَيد بن عبد الله بن دارِم بن مالِك ابن حنظَلَة بن مالِك بن زيد مَنَاةَ بن تَميم، وكانَ أتى كِسْرى في جَدَبٍ أصابَهم بدَعوَةِ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، فسَأَله أنْ يَأْذَنَ له ولِقومِهِ أنْ يصيروا في ناحِيَةٍ من نواحي بَلَدِه حتى يُحْيُوا، فقال له كِسرى: فمَن لي بأن تَفيَ، قال: أرْهَنُكَ قوسي، فَضَحِكَ مَنْ حَولَه، وقال كِسْرى: ما كان لِيُسْلِمَها أبَداً. فَقَبِلَها منه، وأذِنَ لهم أن يَدخُلوا الريفَ. ثمَّ أحيا النّاسَ بدعوة النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وقد ماتَ حاجِب، فارْتَحَلَ عُطارِد بن حاجِب إلى كِسرى يطلُبُ قوسَ أبيه، فَرَدَّها عليه، وكَسَاهُ حُلَّةً. فلمّا وَفَدَ عُطارِد -رضي الله عنه- إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- أهدى الحُلَّةَ إلَيه، فلم يَقْبَلْها، فَبَاعَها من رجُلٍ من اليهود بأرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فقال ابن الطَّيْفانيَّة:

وذو القَوْسِ منّا حاجِبٌ قد عَلِمْـتُـمُ كَفى مُضَرَ الحَمْراء إذْ هو واقِفُ

وقال الفَرَزْدَق:

وضَمْرَةُ والمُجَبِّرُ كان منـهـم وذُو القَوْسِ الذي رَكَزَ الحِرَابا

وذُو القَوسِ: سِنان بن عامِر بن جابِر بن عُقَيْل بن سُمَيِّ بن مازِن بن فَزازة رَهَنَ قَوْسَه على ألفِ بعير في قَتْلِ الحارِث بن ظالِم النُّعمان الأكبر.
وذو القَوْسَين: سيفُ حسّان بن حصن بن حُذَيفَة بن بَدر الفَزازي.
وقال ابن فارس: حكى بعضهم أنَّ القوس السَّبْقَ، يقال: قاسَ بنو فلان بني فُلان: إذا سَبَقوهُم، وأنْشَدَ:

لَعَمْري لقد قاسَ الجميعَ أبوكُمُ فلا تَقيسون الذي كانَ قائسا

وقَوْسى -مثال فَوْضى-: موضِع ببلاد أزْدِ السَّرَاة.
ويَومُ قَوْسى: من أيّامِهِم، قال أبو خِراش الهُذَليّ:

فواللـهِ لا أنْـسـى قَـتـيلاً رُزِئْتُـهُ بِجانِبِ قَوْسى ما مَشَيْتُ على الأرضِ

ويروى: “فأقْسَمْتُ”.
والأقْوَس: المُنحَني الظهر، وقد قَوِسَ -بالكسر- يَقْوَسُ قَوَساً- بالتحريك-.
والأقوَس من الرَّمل: المُشْرِف كالإطار، قال:

أُثْني ثَناءً من بَعِيدِ المَـحْـدِسِ مَشْهُورَة تَجْتازُ جَوْزَ الأقْوَسِ

أي يقَع وَسَطَ الرَّمْلِ.
ويقال: زمان أقْوَسٌ وقَوْسٌ وقَوْسِيٌّ: أي صعب.
ورَماه اللهُ بأحْبى أقْوَسَ: أي بِداهِيَةٍ، قال أبو محمّد الفَقْعَسيُّ:

إنّي إذا وَجْهُ الشَّرِيْبِ نَكَّسـا وكانَ يومُ الوِرْدِ أحْبى أقْوسَا
أُوْصي بِأُوْلى إبِلي لتُحْبَـسـا حتّى تَطِيْبَ نَفْسُهُ ويَأْنَـسـا

ويقال للرجل إذا كان مانِعاً ما وراءَ ظَهْرِه: أحوى أقْوَسُ.
وبلدٌ أقْوَس: أي بعيد.
ويومٌ أقْوَس: أي طويل.
والمِقْوَس -بكسر الميم-: وِعاء القَوْس.
والمِقْوَس -أيضاً-: حَبْلٌ تُصَفُّ عليه الخيلُ عند السِباق، قال أبو العِيال الهُذَليّ:

إنَّ البَلاءَ لَدى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ ما كانَ من غيبٍ ورَجْمِ ظُنُونِ

والمِقْوَس -أيضاً-: المَوْضِع الذي تُجرى منه الخَيْل؛ كما هو الحَبْل الذي يُمَدُّ هناك، وقال ابن عبّاد: المِقْوَسُ: المَيْدان.
وقام فُلان على مِقْوَس: أي على حِفَاظٍ.
والأقواس من أضلاع البَعير: المُقَدِّماتُ.
وقُسْتُ الشيء بغيره وعلى غيره؛ أقُوْسُه قَوْساً؛ وقِياساً، وأصلُهُ قِوَاسٌ، صارَت الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلَها: لغةٌ في قِسْتُهُ أقيسُهُ قَيْساً وقِياساً.
وقُوْسٌ -بالضم-: من أوديَة الحِجاز، قال أبو صخرٍ الهُذَليّ يصف سَحاباً:

فَجَرَّ على سِيْفِ العِرَاق فَفَرْشِهِ فأعْلامِ ذي قُوْسٍ بأدْهَمَ ساكبِ

والقُوْس- أيضاً-: صومَعَة الراهِب، قال جرير:

لا وَصْلَ إذْ صَرَفَتْ هِنْدٌ ولو وَقَفَتْ لاسْتَفْتَنَتْني وذا المِسْحَيْنِ في القُوْسِ

وقال ذو الرُّمَّة يصف الحمُرَ:

على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَـاءِ كـأنَّـه عَصا قَسِّ قُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها

والقُوْس -أيضاً-: بيت الصائِد.
والقُوْس -أيضاً-: زَجْرُ الكَلْبِ، إذا خَسَأْتَه قُلْتَ: قُوْسْ قُوْسْ، وإذا دَعَوْتَهُ قُلْتَ: قُسْ قُسْ.
وقاسانُ: بَلَدٌ ما وراء النهر، والغالِب على ألسِنَةِ الناس: كاسان.
وقاسانُ -أيضاً-: من نواحي أصْفَهان.
وتقول العَوَامُّ: أقَسْتُ الشَّيْئَ، والصَّواب: قِسْتُه.
وقَوَّسَ الشَّيْخُ تَقْوِيْساً: أي انْحَنى، قال أبو محمد الفَقْعَسيّ:

مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِيْهْ

وقال امرؤ القيس يصف النِّساء:

أراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مـالُـه ولا مَنْ رَأيْنَ الشَّيْبَ فيه وقَوَّسا

وقال جرير:

قد كُنْتِ خِدْناً لنا يا هِنْدُ فاعْتَبِري ماذا يَرِيْبُكِ من شَيْبي وتَقْويسي

وكذلك استَقْوَسَ.
وانْقاسَ الشَّيْءُ: من قُسْتُه وقِسْتُه جَميعاً. وكذلك قَوْلُهم: هو يَقْتلسُ الشَّيْءَ بغَيرِه: أي يَقيسُه به.
ويَقْتاسُ بأبيه: أي يَسْلُكُ سَبيلَهُ ويَقْتَدي به. من اللَّغَتَيْنِ جَميعاً.
وقال ابن السكِّيت: يقال رجل مُتَقَوِّس قَوْسَه: أي معه قَوْس.
وتَقَوَّسَ ظهرُ الرجل: إذا انْحَنى.

وحاجِبٌ مُتَقَوِّسٌ ومُسْتَقْوِسٌ: يُشَبَّه بالقَوْس، وكذلك النُّؤْيُ.
وقال ابن عبّاد: المُقَاوِس: الذي يَرْسِلُ الخيل، وقيل: هو القَيّاس.
والتركيب يدل على تقدير شيءٍ بِشَيءٍ، ثمَّ يُصَرَّفُ فَتُقْلَبُ واوُه ياءً.

قهبس

ابن عبّاد: القَهْبَسَة: الأتَانُ الغَليظَة. وقال غيرُه: هي القَهْمَسَةُ.
قهبلس: القَهْبَلِس: الذَّكَرُ العظيم الغليظ.
وقال ابن العرابي: القَهْبَلِس: القملة الصغيرة.
قال أبو عمرو: القَهْبَلِس: توصَف به الكَمَرَة، وأنشد:

كَمَرَةٌ قَهْبَاءُ قَهْبى قَهْبَـلِـسْ يَحْمِلُها راعي خَلِيّاتِ شُمُسْ

وقال أبو تُراب: القَهْبَلِس: الأبيَض الذي تَعلوه كُدْرَة.
وقال ابن عبّاد: القَهْبَلِيْس: العظيمة من النساء الضَّخمَة.

قهس

قَهْوَس -مثال جَرْوَل-: اسم فحل من الإبِل.
وقال ابن دريد: قَهْوَس: اسم رجل. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو أبو النُّعْمان التيميّ، وللنُعْمان بن قَهْوَس ذِكْرٌ في النَّقائِض، قالت دَخْتَنُوسُ بنت لَقِيْط بن زُرارَة للنَّعْمان تَهَكُّماً فَفَرَّ من عارِ هذا الشِّعْر حتى لَحِقَ بِعُمانَ فلا يَدْري وَلَدُه فيمَنْ هُم:

فَرَّ ابنُ قَهْوَسٍ الشُّجَـا عُ بِكَفِّهِ رُمْحٌ مِتَـلُّ
يَعْدُو به خاظي البَضِي ع كأنَّهُ سِمْـعٌ أزَلُّ

وقال أبو محمد الأسْوَد: إنَّ هذا الشِّعْرَ لِجَوّاس بن نُعَيْم الضَّبِّيِّ، قاله في “ضالَّة الأدِيب”.
وقال الفرّاء: رجلٌ قَهْوَسٌ: أي ضخم.
والقَهْوَس: الطويل أيضاً.
قال: والألفاظ الثلاثة- يعني القَهْوَسَ والسَّهْوَقَ والسَّوْهَق-: بمعنىً واحِدٍ في الطُّولِ والضِّخَمِ، والكلمة واحِدة إلاّ أنَّها قُدِّمَتْ وأُخِّرَت، كما قالوا: عَقَابٌ عَقَنْباةٌ وبَعَنْقاةٌ وعَبَنْقاةٌ.
وقال ابن عبّاد: القَهْوَسُ: التَّيْسُ الرَّمْليُّ الطويل والضخم القَرْنَيْن. والطويل من الرجال لأنَّه يَنْحَني ويَحْدَوْدِب، وقيل: سُمِّيَ به لأنّه يَتَقَهْوَس إذا جاءَ مُنْحَنِياً يَضْطَرِب.
والتَّقَهْوُسُ -أيضاً- والقَهْوَسَة: السُّرْعَة.
وقال ابن فارسٍ: هذا مُمْكِن أن تكونَ هاؤه زائدةً؛ كأنَّه يَتَقَوَّسُ.

قيس

قِسْتُ الشَّيءَ بالشَّيْءِ أقِيْسُه قَيْساً وقِياساً: أي قَدَّرْتُه على مثاله. وفي المَثَل: تَقِيْسُ الملائِكَة إلى الحدَّادين: وقد مضى أصْلُ المَثَل في تركيب ح د د.
والمِقْدار: مِقْياس، وهو داخِل في التركيبَيْن الواوِيّ واليائيّ، قال جَرير:

يَخْزى الوَشِيظ إذا قال الصَّمِيْمُ لهم: عُدُّوا الحَصى ثمِّ قِيْسُوا بالمَقايِيْسِ

الوَشِيْظ: الأتباع والأحلاف.
ويقال: بينهما قِيْسُ رُمْحٍ وقاسُ رُمْحٍ وقِيْبُ رُمْحٍ وقابُ رُمْحٍ وقِيْدُ رُمْحٍ وقادُ رُمْحٍ: أي قَدْرُ رُمْحٍ.
وقَيْسُ عَيْلان: أبو قَبيلة، وقيسٌ لَقَبُه، واسْمه النّاسُ بن مُضَرَ بن نِزار، هكذا هو في بعض كُتِب اللُّغَة، وقال ابن الكَلْبيّ في جَمْهَرَةِ نَسَبِ قَيْسِ عَيْلان: وَلَدَ قَيْسُ عَيْلان وهو النّاسُ بن مُضَرَ، وإنَّما عَيْلان عَبْدُ مُضَرَ حَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه.
والقَيْسَان من طَيِّئٍ: قَيس بن عَتّاب بن أبي حارِثَة بن جُدَيِّ بن تَدُوْلَ ابن بُحْتُرِ بن عَتُوْدٍ، وقيس بن هَذَمَة بن عَتّاب بن أبي حارِثَة.
وعَبْدُ القَيْس: أبو قَبيلَة من أسد، وهو عبد القَيْس بن أفْصى بن دُعْميِّ بن جَدِيْلَة بن أسد بن رَبيعَة.
والقَيْس: التَبَخْتُر.
والقَيْس: الشِّدَّة، قال:

وأنْتَ على الأعداء قَيْسٌ ونَجْدَةٌ وللطّارِقِ العافي هِشَامٌ ونَوْفَلُ

ويجوز أن يُرادَ بالألفاظ الثّلاثة أسامي الناس.
والقَيْس: الجوع.
والقَيْس: الذَّكَرُ.

وقال أبو العَبّاس: هوَ يَخْطو قَيْساً: أي يَجْعَل هذه الخُطْوَة بمِيزان هذه. ومنه حديث أبي الدَرْداء -رضي الله عنه-: خَيرُ نِسائكم التي تَدْخُلُ قَيْساً وتَخْرُجُ مَيْساً وتَمْلأُ بَيْتَها أقِطاً وحَيْسا، وشَرُّ نسائكم السَّلْفَعَةُ البَلْقَعَةُ التي تَسْمَعُ لأضْراسِها قَعْقَعَة ولا تزال جارَتُها مُفَزَّعَةً. أي تأتي بِخُطاها مُسْتَوِيَة لأنَاتها ولا تَعْجَلُ كالخَرْقاء، والسَّلْفَعَةُ: الجَرِيْئةُ، والبَلْقَعَةُ: الخالِيَةُ من الخَيْر.
وجزيرَة قَيْس:في بحر عُمان، مَعروفة، وهي مُعَرَّبُ كِيْش.
وقَيْس: كورة من كُوَر مِصْرَ، وهي الآن خَرابٌ.
وامرؤ القَيْس: الملك الشاعر المشهور، قيل: معناه رجل الشدّة والبأس، واسمه سُلَيْمان؛ وامرؤ القيس لَقَب. وهو ابن جُحْر؛ بن الحارِث المَلِك، بن عمرو المَقْصور الذي اقْتَصَرَ على مُلْكِ أبيه؛ بن حُجْرٍ آكِلِ المُرَارِ، بن عمرو بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ بن مُرَتِّع -وهو عمرو- بن معاوِيَة بن ثور -وهو كِنْدَة- بن عُفَيْر بن عَدِيِّ بن الحارِث بن مُرَّة بن أُدَدٍ. وسألَ العبّاس ابن عبد المُطَّلِب عمر -رضي الله عنهما- عن الشُعَراء فقال: امرؤ القَيْس سابِقُهم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِعْرِ، فافْتَقَرَ عن مَعانٍ عُوْرٍ أصَحَّ بَصَرٍ.
وامرؤ القَيْس بن عابِس بن المُنذِر بن السِّمْط بن امرئ القَيْس بن عمرو بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ الكِنْديّ: جاهِليّ، وأدْرَكَ الإسلام، رضي الله عنه، وليس في الصَّحابة مَن اسمه امرؤ القَيْس غَيْرُه.
وامرؤ القَيْس بن بَكر بن امرئ القَيْس بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارث بن معاوِيَة بن ثَوْرٍ الكِنْديّ: جاهِليّ، ولَقَبُه الذَائدُ.
وامرؤ القَيْس بن عمرو بن الحارث بن معاوِيَة الأكبَر بن ثَوْر الكِنْديّ: جاهِليّ.
وامرؤ القَيْس بن حُمام بن مالك بن عَبيدَة بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عَوْف بن عُذْرَة بن زيد بن رُفَيْدَة بن ثَوْر بن كَلْب بن وَبَرَة: جاهِليّ.
وامرؤ القَيْس بن بحر الزُّهَيْريّ: من وَلَدِ زُهَيْر بن جَنَاب الكَلْبيّ.
وامرؤ القَيْس بن ربيعة بن الحارِث بن زُهَير بن جُشَم بن بكر بن حُبَيْب بن عمرو بن غَنْم بن تَغْلب، وهو مُهَلْهِل الشاعِر المشهور، ويقال: اسْمُه عَدِيٌّ.
وامرؤ القَيْس بن عَدِيّ الكَلْبيّ.
وامرؤ القَيْس بن كُلاب بن رِزام العُقَيْليّ ثمَّ الخُوَيْلدِيُّ وهو خُوَيْلِد ابن عوف بن عامِر بن عُقَيْل.
وامرؤ القَيْس بن مالِك الحِمْيَرِيّ.
هؤلاء كُلُّهم شُعَراء.
وقَيْسُوْنُ: مَوْضِع.
ومِقْيَس بن صُبَابَة: قَتَلَه نُمَيْلَة بن عبد الله رَجُلٌ من قَوْمِه، قالت أُخْتُه تَرْثيه:

لَعَمْري لقد أخْزى نُمَيْلَةَ رَهْطَهُ وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاء بِمِقْيَسِ
فللّهِ عَيْنا مَنْ رأى مِثْلَ مِقْـيَسٍ إذا النُّفَسَاءُ أصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ

وتَقَيَّسَ الرَّجُل: إذا تَشَبَّهَ بِقَيْسِ عَيْلانَ؛ أو تَمَسَّكَ منهم بِسَبَبٍ: إمّا بحِلْفٍ وإمّا بجوارٍ أو وَلاءٍ، قال العجّاج:

وإنْ دَعَوْتُ من تَمِـيمٍ أرْؤسـا والرَّأْسَ من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا
وقَيْسَ عَيْلانَ ومَنْ تَـقَـيَّسـا تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَـسـا

وقايَسْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن.
ويقال أيضاً: قايَسْتُ فلاناً: إذا جارَيْتَه في القِياس.
وهو يَقْتَاسُ الشَّيْءَ بِغَيْرِه: أي يَقِيْسُهُ به.
ويَقْتَاسُ بأبِيه: أي يَسْلُكُ سَبِيلَه ويَقْتَدي به.
وانْقَاسَ: مُطاوِعُ قاسَ.
وهاتان -أعْني اقْتاسَ وانْقاسَ- تَدْخُلان في التَّرْكِيْبَيْنِ الواوِيِّ واليائيِّ جَميعاً، وقد ذَكَرْتُهُما في ق و س.
والتركيب يدل على تقدير شَيْئٍ بشيئٍ.

قبط

ابن فارس: القبط: جمعكَ الشئ بيدكَ، يقال: قبطته أقبطه قبطاً.
والقِبط -بالكسر-: أهل مصرَ، وهم بنكها، ورجل قبطي، وامرأة قبطية. ومارية القبطية: أم إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهما-.
والقبطيةُ: ثياب بيض رقاق من كتانٍ تتخذُ بمصر، وقد تضم، لأنهم يغيرون كثيراً في النسبة، كما قالوا: سهلي ودهري. وقال الليث فلما ألزمتْ هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، فالإنسان قبطي والثوب قبطي. ومنه حديث أسامةُ بن زيدٍ -رضى الله عنه- أنه قال: كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوباً قبطياً أو ثياباً قبطية. وقال عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- وذكرَ قتلَ عبد الله بن عتيكٍ -رضى الله عنه- وذكر قتل عبد الله وقيل سلام بن أبي الحقيق: فوالله ما دلنا على الابياضه على الفراش في سوادَ الليلِ كأنه قبيطة، قال زهير بن أبي سلمى يذكرُ الحارث بن ورقاءَ الصيداوي:

لتأتينك مني منـطـق قـذعُ باقٍ كما دنس القبطية الودك

والجمعُ: قباطي.
والقبطي: فرشُ عبد المطلب بن عميرُ بن سويد بن حارثة.
وقبطُ: ناحية كانتْ بسر من رأى تجمعُ أهل الفساد.
والقباطُ والقبيط والقبيطى والقبيطاء، إذا خففتَ مددتْ وإذا شددتْ فصرتَ.
وقبط وجهه تقبيطاً: مثلُ قطبه تقطيباً.
والقنيط: يذكرُ فيما بعدُ إن شاء الله تعالى.

قحط

القحط: لجدبُ. يقال: قحطَ المطرُ بقحطُ قحوطاً: إذا احتبس. وقال أعرابي لعمرُ -رضى الله عنه-: قحدط السحابُ، وقال ابن دريدٍ: قحدطتِ الأرض وقحطتْ وقحطاً. وحكى الفراءُ: قحط -مثالُ سمعَ- وقحط -على ما لم يسم فاعله-. وسنة قحط وقحيط. وزمن قاحط، وأزمن قواحط.
والفراء: قحط -مثالُ سمعَ- وقحطَ -على ما لم يسم فاعله-. وسنة قحط وقحيط. وزمن قاحط، وأزمن قواحط.
ورجل قحطي: وهو الآكولُ الذي يبقي شيئاً من الطعام، وهذا من كلام الحاضرة، نسبوه إلى القحط لكثرةُ الأكلِ.
وقحطانُ: أبو اليمن، وهو قحطان بن عابر بن شالحَ بن أرفخشد بن سام بن نوح -صلواتُ الله على نوح-. وقال ابن دريد: وقد نسبوا إليه قحطاني، وأقحاطي على غير القياس.
وقولُ رؤبة:

دانتْ له والسخط للسخاط نزارهاُ ويامنُ الاقحاط

أراد: بني قحطان.
وقال ابن دريدٍ: القحطةُ: ضرب من النبتٍ؛ قال؛ وليس يثبت.
وضرب قحيط: أي شديد. والقحط: الضربُ الشديد.
وقال ابن عبادٍ: المقحطُ من الخيلِ: الذي لا يكادُ يعيي من الجري، وأنشد: يعاودُ الشد معناً مقحطاً وعام مقحط: ذو قحطٍ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

ودوادياً وأوارياً لم يعـفـهـا ما مر من مطرٍ وعامٍ مقحط

وأقحط القومُ: أي أصابهم القحطُ. وأقحط الله الأرض: أصابها بالقحط.
وأقحط الرجلُ: إذا خالط أهله ولم ينزلْ، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: من جامع فأقحط فلا غسل عليه. ومر النبي ?صلى الله عليه وسلم- من جامع فأقحط فلا غُسْل عليه. ومرّ النبي ?صلى الله عليه وسلم- على دار عتبان بن مالكٍ الأنصاري -رضى الله عنه- بقباء فناداه وهو مخالط أهله فأكسلَ واغتسل وآتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاخبره الخبر فقال: إذا أعجلتَ أو أقحطتَ فلا غسل عليك وعليك الوضوء. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا كان في أول الإسلام ثم نسخَ بقوله -صلى الله عليه وسلم-: إذا قعد بين شُعبها الأربع وألزق الختان بالختان فقد وجبَ الغسلُ.
والتركيبُ يدلُ على احتباس الخير ثم يستعارُ.

قرط

القرطُ: الذي يعلقُ في شحمة الاذن، والجمعُ: أقراط وقروط وقروطة وقراط -مثال بردٍ وإبرادٍ وبرودٍ؛ وقلب وقلبةٍ ورمحٍ ورماحٍ-: قال رؤبة:

كأن بين العقد والأقـراط سالفة من جيدَ رئم عاط

وقال المتنخلُ الهذلي يذكرُ قوساً:

شنقتُ بها معابلَ مرهفاتٍ مسالات الأغرة كالقراط

ويروى: “قرنتُ بها”.
وعن عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة: -رضى الله عنها- فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً.
وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية: هي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة؛ قيل: إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل: كانتْ فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما. وقيل: هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت. يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي: لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة:

والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ

وذو القرط: السكنُ بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الاوس بن حارثة الاوسي الأنصاري، من الجعادرة.
وذو القرطْ: -واسمه الوشاحُ- سيف خالد بن الوليد -رضى الله عنه-، وهو القائل فيه:

وبذي القرطْ قد قتلتُ رجـالاً من كهولُ طماطمٍ وعرابٍ

والقرطُ: سيفُ عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه:

تقول والسيفُ في أضراسها نشب هذا لعمركُ موت غير طاعون
فما ذمتُ أخي قرطاُ فابعـطـهُ وما نبا نبوة يوماً فـيخـزينـي

وقال الليث: القرطةُ: شية حسنة في ابلمغرى؛ وهي أن يكون للعنز أو للتبس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قرطاءُ، والذكر أقراط، ويستحب في التيس لأنه يكون مناثاً، والفعلُ: قرط قرطاً.
وقال ابن عبادٍ: قرطُ الصبي: زبيبه.
وقال الدينوري: القرطُ: شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً، وهي الذي يسمى بالفارسية: الشذر.
والقريط -مصغراً- وساهم: فرسانٍ لكندة، قال سبيعُ بن الخطيمُ التيمي:

أرباب نحلة والقريط وساهم إني هنالك إلف مألـوف

نحلة: فرس سبيع بن الخطيم.
والقريط -أيضا- والحمالة: فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي -رضي الله عنه- وأنشده له أبو محمد الأعرابي:

بين الحمالة والقريط فقد أنجبت من أم ومن فحل

وقال ابن دريد: القروط: بطون من العرب من بني كلابٍ لأنهم أخوة أسموهم: قرط: وقريط؛ ولم يزد. وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلانَ: القرطاءُ وهم قرط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب.
وقال ابن دريد: القُرْطانُ لغة في القُرْطاطِ.
والقِرْطاطِ: وهو للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضاً، قال حميد الأرْقَطُ:

بأرْحَيَّ مـائرِ الـمِـلاَطِ ذي زُفْرَةٍ تَنْشُزُ بالقُرْطاطِ

وقال الزَّفَيان:

كأنَّما أقْتَادِيَ الأسامِطـا والقِطْعَ والقَراطِطـا
ضَمَّنْتُهُنَّ أخْدَريّاً ناشِطا

الأسمامِطُ: المعاليق وهي ما علقه من متاعهِ برحله.
وفي حديث سليمان الفارسي -رضي الله عنه-: أنه دخل عليه في مَرَضه الذي مات فيه فنظروا فإذا إكافٌ وقُرْطاطٌ.
وقال ابن دريد: القَرْطيَّةُ -بالفتح-: إبِلٌ تنسب إلى حَيّ من مهرة، وأنشد:

أما تَرى القَرْطيَّ يَفْري نَتْقا

النَّتْقُ: النَّفْضُ، وامرأة مِنْتاق: كثيرة الولدِ؛ من نَتْق الرحم.
وقال يونس: القِرطيُّ -بالكسر-: الصرع على القَفا.
والقِرَاطُ -بالكسر-: شعلةُ السّراج ما احترق من طرف الفتيلة. وقيل في قول المنتخل الهذلي يصف قوساً:

شَنَفْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ مُسَالاتِ الأغِرَّةِ والقِرَاطِ

إن القِرَاطَ جمع قُرْطٍ، أي في الصفاء والحسن، أي تبرق نصالها كأنها قِرَطَةٌ في بريقها.
وقال أبو عمرو: القِرَاطُ: المصابيح؛ وقيل: السُّرُجُ، الواحد قُرْطٌ.
ويروى: ?قَرَنْتُ بها?.
وقال ابن عباد: قِرَاطا النصل: طَرَفا غراريه.
والقِيْراطُ: معروف، ووزنه يختلف باختلاف البلاد، فهو عند أهل مكة -حرسها الله تعالى- ربع سدس الدينار، وعند أهل العراق نصف عشر الدينار. وأصله قِرّاطٌ بالتشديد؛ لأن جمعه قضرارِيْطُ، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء؛ على ما ذكرناه في دينار. وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قِيراطٌ ومن شهدها حتى تدفن فله قِيراطانِ، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: فبلغ ذلك ابن عمر -رضي الله عنهما- فقال: لقد أكثر أبو هريرة، فبلغ ذلك عائشة -رضي الله عنها- فصدقت أبا هريرة، فقال: لقد فرطنا في قَرارِيطَ كثيرة.
وقِيْرَاطٌ: أبو العلية من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ومجاهد.
وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما بعث الله نبياً ألا رَعى الغنم -ويروى: إلا راعي غنم-، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قَرَارِيْطَ لأهل مكة. فالمراد بها قَرارِيطُ الحساب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قدمت بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وهي أولى قدمةٍ قدمتها؛ فسألني بعض المحدثين عن معنى القَرارِيطِ في هذا الحديث، فأجبته بما ذكرت، فقال: سمعنا الحافظ الفلاني: أن القَرارِيْطَ اسم جيل أو موضع، فأنكرت ذلك كل الإنكار، وهو مصر على ما قال كل الإصرار. أعاذنا الله من الخطأ والخطل والتصحيف والزلل.
والقِرْطِيْطُ: الداهية، وأنشد أبو عمرو:

سَألناهُمُ أنْ يَرِفدونا فـأجْـبَـلـوا وجاءت بِقِرطِيطِ من الأمرِ زيْنَبُ

وقال ابن دريد: يقال ما جاد لنا فلان بِقِرْطِيطٍ: أي ما جاد لنا بشيْ يشير، وصنعوا في هذا بيتاً وهو:

فَما جادَتْ لنا سَلمى بِقِرْطِيطٍ ولا فُوْفَه

الفُوْفَةُ: القشرة الرقيقة التي على النواة. هكذا قال ابن دريد في هذا التركيب، وقيل البيت بيت وهو:

فأرْسَلتُ إلى سَلمى بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُفَهْ

ويروى: “بِرِنْجِيرٍ ولا فُوْفَهْ”.
وقال الليث: القِرْطِيْطُ: لغة في القُرْطاطِ.
والقاْرِيطُ -ويقال: القَرَارِيطُ-: حب الحمر وهو الثمر الهندي.
وقَرَّطْت الجارية تَقْرِيطاً: ألبستها القُرْطَ، قال رجل لامرأته وقد سألته أن يحليها قُرْطَينِ:

تَسْلاُ كلّ حـرةٍ نـحـينِ وإنما سَلاتِ عكـتـينْ
ثم تقولينَ أشرِ لي قرطينِ قرطكِ الله على العينينِ
عقارباً سُواداً وأرقمـين نسبتِ من دينِ بني قنينِ

ومن حسابٍ بينهم وبيني وقرطَ فرسهَ: إذا طرح اللجامَ في رأسه. وقيل: التقريطُ: أن يجعلوا الأعنة وراءَ أذان الخيلِ عند طرح اللجم في رؤوسها، أخذ من تقريط المرأة. وفي حديث النعمان بن عمرو بن مقرنٍ -رضي الله عنه-: فلشب الرجالُ إلى أكمةِ جيولها فيقرطها أعنتها. وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب رث ث.
وقَرَط السراجَ: إذا نَزَعَ منه ما احترقَ ليضئَ.
وقال ابنُ عبادٍ: قرطتُ إليه رسولاً: أعجلتهُ إليه.

وقال غيرهُ: قرطه عليه: إذا أعطاهُ قليلاً قليلا.
وقال ابنُ دريدٍ: قرط فلان فرسهَ العنانَ: فلهذه موضعانِ: ربما استعملوها في طرْح اللجام في رأس الفرسَ، وربما استعملوها للفارسِ إذا مد يدهَ بعنانه حتى يجعلها على قذالِ فرسهَ في الحضرِ. وقيل: تقريطُ الخيلِ جملهاُ على أشد الحضرْ، وذلك أنها إذا أشتدّ حضرهاُ امتد العنانُ على أذنها.

قرفط

ابنُ عبادٍ: القرفطةُ في المشي كالقرمطةِ.
قال: والقرفطة -أيضاً-: ضربُ من البضعِ.
وقال غيرهُ: اقرنفطتِ العنزُ: إذا جمعتْ بين قطريها عند السفادِ؛ لأن ذلك الموضعَ يوجعهاُ، قال قمام الأسدي لامرأته غمامة وكانتْ عنده ثمانين سنة:

يا حبذاّ مُقْرَ نْفطكَ إذ أنا لا أفرطكْ

فأحابته المرأةُ:

يأحبذا ذبـاذبـكْ إذ الشبابُ غالبكْ

وقال ابنُ الأعرابي: اقْرَنْفَطَ: إذا انقيضَ واجتمعَ.
وقال ابن عبادٍ: المقْرنفطُ: المستكبر من الغضبِ المنتفخُ.

قرمط

ابن دريدٍ: القرموطُ: والقرمودُ: ضربان م ثمر العضاه، كذا قال: العضاه، والصوابُ: الغضا.
وقال الازهري: قرموطُ الغضا ثمرهُ الأحمرُ يحكي لونه نورُ الرمان أولَ ما يخرجُ. وقال أبو عمرو: القُرموطُ من ثمر الغضا كالرمانِ يشبه به الثديُ، وأنشد في صفةَ جاريةٍ نهدَ ثدياها:

وينشزُ جيبَ الدرعِ عنها إذا مـشـتْ خميل كقرموطُ الغضاِ الخضلِ الندى

قال: يعني ثدييها.
وقال ابن الأعرابي: يقالُ لدحروجةِ الجعل: القرموطُ.
وقال ابنُ عبادٍ: القرمطتان من ذي الجناحينِ: كالنخرتينِ من الدابة، قال: ورواه الجاحظُ: القرطمتانِ؛ على القلب.
قال: والقرمطيط: المتقاربُ الخطوِ.
وقال غيرهُ: القرمطي: واحدُ القرامطةِ.
القرمطة في الخط: دقةّ الكتابةِ وتداني الحروف والسطور.
والقرمطةُ في اللمشي: مقاربةُ الخطو. وقرمط البعيرُ: إذا قاربَ خطاه.
ويقال: أقرمط الرجلُ: إذا غضبَ وتقيض، وأنشد الأزهري لزيدُ الخيلَ -رضى الله عنه-: أنشد

أقرمطتْ يوماً من الفزع المطي

كذا هو في التهذيب للأزهري في نسخةٍ قرنتْ عليه وتولى إصلاحها وضبطها وشكلها؛ المطي؛ بالميم والطاء المحققين، وأنشده بعض من صنف في اللغة أيضاً لزيد الخيل -رضى الله عنه-:

تكتسبهـا فـي كـل أطـرافِ شـدةٍ إذا أقرمطتْ يوماُ من الفزعَ الخصى

والذي في شعره هو:

وذاكَ عطاءُ فـي كـل غـارةٍ مشمرةٍ يوماً إذا قلص الخصى

قسط

القسطُ -بالكسر-: العدلُ، قال الله تعالى: (قلْ أمَر يأمرُ بالعدلِ والإحسان)، يقال: قسطِ يقسطَ -بالضم-: لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي: (وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا) بضم السين.
وقوله تعالى (ذلُكم أقسطُ عند الله) أي أقومُ واعدلُ.
وقوله تعالى (ونَضعُ الموازينَ القسطَ) أي ذوات القسط: أي العدلَ.
والقسطُ -أيضا- مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج. كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ: الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ.
وقولُ النبي ?صلى الله عليه وسلم-: إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شئٍ أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها.
لا ينبغي له أن ينام: أي يستحيلُ عليه ذلك.
القسطُ: القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره. والطبقُ: كل غطاءٍ لازمٍ.
السبحاتُ: جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ:

صفاتُ الله: -جل ثناؤه- التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه. وجهه: ذاته ونفسه. النورُ: الآيات البيناتُ التي نضبها أعلاماً لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل: حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب. ولو كشف طبقه: أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علماً جلياً غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ: أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ: أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده: من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ.
وقولُ امرئ القيس:

نطعنهمُ سُلكىُ ومـخـلـوجةً كركَ كرجلِ لامتينِ على نابلِ
إذ هنّ أقساط كرجلِ الـدبـى أو كقطاً كاظمةَ الـنـاهـلِ

ويروى: “كر كلامين”، ويروى: “فهن أرسال”. أقساطُ: أي قطع. وأرسال: أي أقطاع؛ واحدها رسل.
وقاسط: أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
والقسطُ -بالتحريك-: يبس في العنق، يقالُ: عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة:

حتى رضوا بالذل والايهاطِ وضربِ أعناقهم القساط

ويروى: “القساط” جمع قاسطٍ وهو الجائرُ.
والقسطُ -أيضا-: انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير.
يقال: فرس أقسط بينُ القسطَ.
والأقسطُ من الإبل: هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه.
وقال أبو عمرو: قسطتْ عظامه قسوطاً: إذا يبستْ من الهزال، وأنشد:

أعـطـاه عـودا قـاسـطــاً عظامهُ وهو ينحي أسفاً وينتخب

والقسوطُ: الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى: (وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا)، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى: أنت قاسط عادل. نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى: (وهُمْ بربهمَ يعدلون)، وقال القطامي:

ألـيسـوا بـالأُلـى قـسـطـــوا قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا

والقسطُ: من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري.
وأما قولُ غادية الدبيرية:

أبدتْ نفياً زانهُ خمـارهـا وقسطةً ما شانها غفارها

فقيل: هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي: “وقضصةً”.
وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.
وقال ابن عمرو: القسطانُ: قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها: قوس الله والندءةُ والندءةُ. وقال أبو سعيدٍ: يقال لقوس الله: القسطاني: قال الطرماح:

وأديرتْ خفـفّ دونـهـا مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ

وقسطانة: حصن بالأندلس.
وقسطانةُ: قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة.
وقسطونُ: حصن من أعمال حلب.
وقسنطينية: قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية.

وقسطنطينية: ويقالُ قسطنطينية-: دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة -رضى الله عنه- عن النبي ?صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون: لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنون أبداً. فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته. وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل.
وقال أبو عمر: القَسطَان والكسطان: الغُبار، وأنشد:

أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَـرَج تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ

وأقْسَطَ الرجل: أي عدل، قال الله تعالى: (وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين).
والتَّقْسِيْطُ: التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر:

كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها مُقَسَّطاً رَهْبةَ إعْدَامِها

أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير.
والاقتِسَاطُ: الاقِتَسام، وقال الليث: يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم: أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية.
والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء.

قشط

القَشْطُ والكَشْطُ: واحد؛ كالقَحْطِ والكَحْطِ والقافور والكافور، وقرأ ابن مسعود ?رضي الله عنه- وعامر بن شراحيل الشيعي وإبراهيم بن زيد النخعي: (وإذا السَّمَاءُ قُشِطَتْ).
وقال ابن السكيت: قَشَطَ فلان عن فرسه الجل وكشطَه: أي كَشَفه.
وقَيْشَاطَةُ: مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الوليد القيشاطي الأديب.
وقال ابن عباد: القَشْطُ: الضرب بالعصا. وانْقَشَطَتِ السماء وتَقَشَّطَت: أي أجهت وأصحت.

قطط

قَطَطْتُ الشيء أقُطُّه -بالضم-: إذا قطعته عرضاً، ومنه قَطُّ القلم، وفي الحديث: كانت ضربات عليٍ -رضي الله عنه- أبكاراً؛ إذا اعتلى قد؛ وإذا اعترض قَطَّ.
وقال الليث: القَطُّ الشيء الصلب كالحقةِ تُقَطُّ على حذو مستو كما يقط الإنسان قصبة على عظمٍ.
قال: والمقطَّةُ: عظيم يكون مع الوراقين يقطون عليه أطراف الأقلام.
وقال غيره: القطاطُ: الحقاق الذي يعمل الحقق؛ وهو الخراطُ.
وقَّط السَّعْر يقطُّ ?بالكسر- قطاً: إذا غلا، يقال: وردنا أرضاً قاطاً سعرها، قال أبو وجزة السَّعْديُّ:

أشْـكُـو إلـى الـلـه الـعـــزيز الـــجـــبَـــارْ ثُمَّ إليك اليوْم بُعد المُسْتارْوحاجة الحي وقَّط الأسعار

وقال شمُر: قَّط السعر بمعنى غلا خطأ عندي وإنما هو بمعنى فتر. وقال الأزهري؛ وهم شمر فيها.
وقال الفراء: سعْر مقطُوط، وقد قُط؛ على ما لم يُسمَّ فاعله، وقد قطه الله.
وقال ابن الأعرابي: القاطُط: السْعر الغالي.
وقط: معناها الزًّمان الماضي، يقال: ما رايتهُ قط: أي فيما مضى من الزمان، ولا يقال لا أراهُ قطُّ، وإنما يستعمل في المستقبل: عوض وعوضُ.
وقال ابن فارس: أي أقطع الكلام فيه؛ هذا يقوله على جهة الإمكان.

الكسائُّي: كان أصلها قططُ، فلما سكن الحرف الأول للإدغام جعل الآخر متحركاً إلى إعرابه. ومنهم من يقول قطُّ يتبع الضمة الضمة مثل مدُّ يا هذا. ومنهم من يقول قُط مُخففَّة يجعلها أداةً ثم يبنيها على أصلها ويضم آخرها بالضمة التي في المشددة. ومنهم من يتبع الضمة الضمة في المخففة أيضاً فيقول قط كقولهم: لم أره مُذُ يومان، وهي قليلة.
هذا إذا كانت بمعنى الدًّهر. فأما إذا كانت بمعنى حسب وهو الاكتفاء فهي مفتوحة ساكنة الطاء، تقول: رأيتهُ مرةً واحدةً فقط، فإذا أضفت قلت: قطك هذا الشيء: أي حسبك، وقطني وقطني وقط، قال:

امْتلأ الحوُض وقال قطْـنـي مهلاً رُويْداً قد ملأتَ بطْني

وربما دَخَلتِ النونُ لِيسلمَ السكون الذي بني السكون عليه، وهذه النون لا تدخل الأسماء، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم؛ كقولك: ضربني وكلمني، لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجر، وإنما أدخلوها في أسماء مخصوصة نحو: قطني وقدني وعني ولدني، لا يقاس عليها، فلو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا: قَطْنُكَ، وهذا غير معلوم. وقال الليث: ومنهم من يقول: قَطْ: قَطْ عبد الله درهم؛ فينصبون بها، ومنهم من يدخل النون فيها وينصب فيقول: قَطْنَ عبد الله درهم فمن خفض قال إذا أضاف: قَطِيْ وقَدِي درهم. ومن نصب قال إذا أضاف: قَطْني وقَْني. زمنهم من يدخل النون إذا أضاف إلى المتكلم خفض بها أو نصب.
والقِطُّ -بالكسر-: السَّنَّوْرُ. والجمع قِطَاطُ. قال:

أكلت القطاط فـأفـنـيتـهـا فهلْ في الخنانيْص من مغْمرِ

والقطُّ -أيضاً-: الكتاب والصك بالجائزة.
وقوله تعالى: (عجل لنا قطنا) أي نصيبنا، وأصله الكتاب يكتب للإنسان فيه شيء يصل إليه. واشتقاقه من القط وهو القطع. وكذلك النصيب هو القطعة من الشيء كأنهم قالوا: عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي تنذر نابه. وقال أبو عبيدة: القُط: الحساب. وفي حديث ابن عمر وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم- أنهما كانا لا يريان ببيع القطوط إذا خرجت بأساً. هي الخطوط التي فيها الأرزاق يكتب بها إلى النواحي التي فيها حق السلطان. قال الأعشى يمدح المحلق وهو عبد العزى بن خثيم بن شداد:

ولا الملكُ النُّعمان يوْم لـقـيُهُ بنعمته يُعْطي القُطوْط ويأفق

ويروى “بأمَّته”.
وقال أبو زيدٍ: القطقُط -بالكسر-: أصغرُ المطر. ثم الرذاذ فوق ذلك. ثم الطَّشُ فوق الرذاذ. ثم البغشُ فوق الطش. ثم الغبية فوق البغش. وكذلك الحلبة والشجذة والحفشة والحشكة مثل الغبية.
وقال اللَّيْثُ: القطْقطُ: المطر المتحاتن المتتابع العظيم القطر، قال هلال بن رزينٍ:

فَوَلَّتْ تَحْت قطقطها سراعاً تكْبُّهُمُ المُهنَّدةُ الـذُّكُـوْرُ

وقال أبو سعيد: القطقط: الصغير القطر مثل الدمق، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

ومُصوَّتٍ واللَّيْلُ يرْمي رحلهُ وسواد عمته بسارِي القطقطِ

وقال بعضهم: القطقط: صغار البرد الذي يتوهم برداً أو مطراً.
وقال ابن الأعرابي: الأقُّط: الذي سقطتْ أسنانُه. وقال الفراء: هو الذي انسحقت أسنانه حتى ظهرت درادرها.
وقال النَّضْرُ: في بطنِ الفرس مقاطهُ: وهي طرفه في القص وطرفه في العانة.
وقطاط -مثال حداد وبداد-: أي حسبي. قال عمرو بن معدي كرب -رضي الله عنه-:

غدرْتُم غدْرَةً وغدرْتُ أخرى فلا إن بينْنا أبـداً تـعـاط
أطلْتُ فراقكُمْ عاماً فعامـاً وديْنُ المذحجيَّ إلى فراط
أطلتُ فراقكُمْ حتى إذا مـا قتلْتُ سراتكُـمْ كـانـتْ

قَطاطِ وقال ابن دريد: القطقُوطُ: الصغير الجسم. وليس بثبتٍ.
والقطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف: به كان سجن النعمان بن المنذر. قال الكميتُ يمدح مسلمة بن هشام بن عبد الملك:

تأبَّد من سلْمى حصُيْدُ إلى تُبـل فذُوْ حُسُمٍ فالقُطقطانة فالرجل

والقُطقُطُ: موضع.

ورجل قط الشعر وقطط الشعر: بمعنى. وجعد قطط: أي شديد الجعودة. وقد قطط شعره -بالكسر-. وهو أحد ما جاء على الأصل بإظهار التضعيف. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعاصم بن عدي -رضي الله عنه- في قصة الملاعنة: إن ولدته أحيمر مثل الينعة فهو لأبيه الذي انتفى منه. وإن تلده قطط الشعر أسود اللسان فهو لشريك بن السحماء. قال عاصم -رضي الله عنه-: فلما وقع أخذت بفقويه فاستقبلني لسانه أسود مثل الثمرة. وقيل: بفقويه غلط. والصواب بفقميه أي بحنكيه. الينع: ضرب من العقيق: الواحدة: ينعةُ.
وفي حديثه الآخر: أنه قال: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخلهُ فقال: وأي داءٍ أدوا من البخل!: بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح. فقال بعض الأنصار:

وسُوَّد عمرو بن الجمُوح لجُـوده وحُق لعمرٍو ذي النَّدى أن يُسوَّدا
إذا جاءهُ السُّوُّالُ أنْهـب مـالـهُ وقال: خُذُوْهُ إنـه عـائدُ غـدا
وليس بِخَـاطٍ خـطـوةً لـدنـيةٍ ولا باسطٍ يوماً إلـى سـوءةٍ يدا
فلوْ كُنت يا جدُّ بن قيس على التي على مثْلها عمروُ لكُنْت المُسوُّدا

الجعدُ: الكرمُ الجواد. وقد جاء القطط تأكيداً له. وهذه كنايةُ عن خُلوَّه من الهجنة وخلوصه عربياً. ومتى أثبت له أنه عربي تناوله المدح وردفه أن يكون كريماً جواداً.
والقطائطُ: من قرى زنار ذمار باليمن.
ويقال: جاءت الخيل قطاط: أي قطيعاً قطيْعاً، قال هميان بن قحافة:

بالخيْل تْترى زيماً قـطـائطـا ضرباً على الهام وطعناً واخطا

وقال علقمة بن عبدة:

نحْنُ جلبْنا من ضريَّة خيْلنا نكلَّفُها حدَّ الآكام قطائطا

الرواية على الخرم. وهذا البيت أول القطعة. وواحد القَطائِط: قَطُوْطٌ: مثال جدود وجدائد.
وقيل: قَطاَئِطَ: أي رعلاً وجماعات في تفرقة.
وقال أبو زيد: القَطِيْطَةُ والقِطَاطُ -بالكسر-: أعلى حافة الكهف. وجمع القِطًاطِ: أقِطْةُ. وقال الليث: القِطَاطُ: حرف الجبل أو حرف من صخر كأنما قُطَّ قَطّا. والجمع: الأقِطّةُ.
والقِطَاطُ -أيضاً-: المثال الذي يحذي عليه.
والقِطَاطُ -: أيضاً-: الشديد جعودة الشعر.
وقال المنتخل الهذلي:

يُمّشي بَيْننـا حـانُـوْتُ خَـمْـرٍ من الخُرسْ الصَّرَاصِرة القِطَاطِ

الخُرسْ: العَجم، والصَّرَاصِرة: نَبط الشام. ومن نصب “حانوت” جعله اسماً للخمر.
والقِطَاطُ: مدار حوافر الدابة، وقال رؤبة: فأيُها الحاذي على القِطَاطِ والقَطَاقِطُ: موضع، قال:

ثَوَينا بالقَطاقِط ما ثَوَيْنَـا وبالعِبْرَيْن حَولاً ما نَرِيْمُ

وقال ابن عباد: رجل قَطَوْطُ -مثال حَزَؤرِ-: أي خفيف كميش.
وقرب قَطْقَاطُ: أي سريع، قال جساس بن قطيب يصف فحلاً:

يُصْبِحُ بَعْدَ الدْلَج القَطقَاطِ وهو مُدِلٌ حَسَنُ الآلْيَاطِ

والقَطَوْطي: الذي يقارب خطوه.
وقُطَيِقطُ: موضع، قال القطامي:

أبَتِ الخُروجَ من العِراقِ ولَيْتَهَا رَفَعَتْ لنا بِقْطَيِقطٍ أظعـانـا

وتَقْطِيْطُ الحقة: مبالغة في قَطّها. قال رؤبة:

سَوّى مَسَاحِيِهنُ تَقْطِيْطَ الحُـقَـقْ تَفْلِيلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ الطُرَقْ

أراد أن يقول: حوافرهن كأمثال المساحي.
وقَطْقَطَتِ السماء: من القِطْقِطِ.
وقال ابن عباد: المُقَطْقَطُ الرأس: المصنعه هكذا هو في كتابه محققاً بكسر النون المشددة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: والصواب عندي مصعنبه؛ بفتح النون وبعدها باء.
وقال أبو زيد: تَقَطْقَطَتِ الدلو إلى البئر: أي انحدرت، قال ذو الرمة:

وبَيْتٍ بِمَهْوَاة هَتَـكْـتُ سَـمَـاءَهُ إلى كَوْكَبٍ يَزْوِي له الوَجْهَ شارِبُهْ
بِمَعْقُوَدةٍ في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَـتْ إلى الماءِ حتّى انْقَدَّ عنها طحالِبُـهْ

أي بيت العنكبوت، والكوكب: معظم الماء، وأراد بالمعقودة: سفرةً، تَقَطْقَطَتْ: مرت إلى الماء.
والتَّقَطْقُطُ -أيضاً-: تقارب الخطو.
وقال ابن عباد: يقال: جاء يَتَقَطْقَطُ: إذا جاء مُسرعاً.
وتَقَطْقَطَ في البلاد: ذهب فيها.
والتركيب يدل على قطع الشيء بسرعة عرضا.

قعرط

أبو عمرو: القَعْرَطَةُ والقَعْوَطَةُ: تقويض البناء.

قعط

القَعْطُ: الشد والتضييق، يقال: قَعَطَ على غريمه يَقْعَطُ قَعْطاً، والقَعْطَةُ: المرة الواحدة، قال الأغلب العجلي.

كَم ْبَعدَها من وَرْطَةٍ ووَرْطَتِ دافَعَهَا ذو العَرشِ بَعْدَ وَبْطتي
مِنّي فَأَعْلى بَدَني وخُـطَّـتـي ودافَعَ المَكْرُوْه بَعْدَ قَعْطَتِـي

والقَعْطُ -أيضا-: الجبن والضرع والغضب وشدة الصياح.
والقَعْطُ -أيضاً-: الشّاءُ الكثيرة.
وقال أبو عمرو: القاعِطُ: اليابس. وقعَطَ شعره من الحفوف: إذا يبسَ.
وقال ابن السكيت: القَعْطُ: الطَّرْدُ، ورجل قَعّاطُ: شديد السوق. وكل مشدد: قَعّاطُ، قال رؤبة:

والمُلْكُ في عادِينا القَعّاطِ

قال: والقَعْطُ: الكشف.
وقال أبو حاتم: يقال للأنثى من الحجلان: قُعَيْطَةٌ.
وقال ابو العميثل: قَعِطَ -بالكسر-: إذا هان وذل.
والقَهْطُ: شد العصابة والعمامة، والمِقْعِطَةُ: العمامة، وأنشد الليث: طُهَيَّةُ مَقْعُوْطٌ عليها العمائم وقال ابن عباد: القِعَاط: الخيار من كل شيءٍ.
وأقْعَطَ: أي صاح؛ مثل قَعَطَ.
وقال ابن السكيت: أقْعَطَ القوم عنه: أي انكشفوا.
وقال ابو العميثل: أقْعَطْتُه: أي أهنته وأذللته.
وهو يُقَعَّطُ الدواب تَقْعِيْطّا: إذا كان عجولا يسوقها سوقاً شديداً.
وقال ابن عباد: قَعْطَ: صاح: مثل قَعَطَ وأقْعَطَ في القول: أفْحَشَ.
وقعَّط على غريمه: إذا شدد عليه: مثل قعط بالتخفيف قال:

بل قابٍض بنانُه مقُـعَّـطـه أعطْيتُ من ذي يده بسُخُطه

بل: بمعنى رُبْ.
وقال أبو عمرو: المُقعطُ: الحمل إذا كان مرتفعَّا على الدابة.
قال: والمتقعط الرأس: الشديد الجعُودة. والمتقعط في الدين: المتشدد فيه.
والاقتعاطُ: العمامة على الرأس من غير إدارةٍ تحت الحنك.
وروى أبو عبيدٍ القاسم بن سلام بلا إسنادٍ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتلحي ونهى عن الاقتعاط. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أظفر لهذا الحديث بإسناد ولا باسم من رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة -رضي الله عنهم- ولا باسم تابعي أرسله.
وقال أبو عمرو: القعوطة: تقويُض البناء.
وقال ابن عباد: قعوطت الريحُ البناء قوضته ودهورته.
والتركيب يدل على شدُ شيء وعلى شدةٍ في شيء.

قعمط

القُعْمُوْطةُ والقُمْعُوْطة: دُحروْجةُ الجعل.
وقال ابن عباد: القعموط: خرقة طويلة يُلف فيها الصبي.

قفط

القَفْطُ: جمع ما بين القطرين.
ويقال: قفط الطائرُ أثناء يقفطها ويقفطُها قفطاً: أي سفدها. وقال أبو زيد: يقال: ذُقط الطائر: فأما القفط فإنما يكون لذوات الظلف. وقال ابن شميل: القفط: شدة لحاق الرجل المرأة: أي شدة احتفازه. قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي:

أأثْلُبني وأنت عسيْفُ وغْدي لحاك الله من قحْرٍ قفُوطِ

قال: والذَّقْطُ: غمْسُه فيها. قال: والمقط نحو الذْقْط.
وقال ابن دريد: القيفط -مثال فيلق-: الكثير النكاح. قال: ورجُل قفطى -مثال جمزى: كثير النكاح.
وقال اللَّيْثُ: رُقْيةُ للعقرب إذا لسعت قيل: شجه قرنيه ملحه بحرى قفطى. يقرأ عليها سبع مراتٍ وقُل هو الله أحد سبع مرات. قال: بلغنا أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-سئل عن هذه الرقية بعينها فلم ينه عنها وقال -صلى الله عليه وسلم-: الرقى عزائمُ أخذت على الهوام.
وقفِط -بالكسر-: بلدةُ من الصعيد الأعلى من ديار مصر موقوفة على العلويين من أيام أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه-.
وقال اللَّيْثُ: العنز إذا حرصت على الفحل فمدت موخرها إليه يقال: إقفاطت. قال: والتيس يقتفط اليها ويقتفطها: إذا ضم مؤخره إليها. وقد تقافطا: إذا تعاونا على ذلك.
وقال ابن عبادٍ: المتُقفْطُ: المُتقاربُ المُستوْفزُ فوق الدابة.

قفلط

ابن عبادٍ: قفْلطُه من يدي: إذا اختطفه.

قلط

أبو عمرو: القيْليْطُ: الادر. وقال ابن عباد: القليط. الآدرةُ.
قال: والقُلاطُ -بالضم- والقلط -بالتحريك- والقلوط -مثال جلوز وعجول-: من أولاد الجن. وقال الليث: القلوط -والله أعلم-: إنه من أولاد الجن والشياطين.
قال: والقلطي -مثال عربي للمنسوب إلى العرب-: القصيرُ جداً.
قال: والقلطُّي. وهو الغرغر. يقال في السنانير والكلاب. وأنشد:

تقلَّبُ عيْني قطةٍ قـلـطـيةٍ تكنَّفها ذُعْر وليس بها حُضْرُ

وقال غيره: القلطي: الخبيث المارد من الرجال.
وقال ابن الأعرابي: القلْطُ: الدُمامة.
وقال غيره: هذا أقلط منه: أي أأيُس .
وقال ابن دريد: رجل قلاط ونغاشُ: أي قصير.
وقلاط -بالكسر-: قلعةُ في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال على قلعة جبلٍ.

قلعط

ابن دريد: القلعطة: منها اشتقاق رأس مقلعط: وهو أشد الجعودة. وقال الليث: اقلعط الشعر واقلعد: وهو الجعد الذي ر يكاد يطول: ولا يكون إلا مع صلابة الرأس. وأنشد:

بأتْلَعَ مُقْلعط الرَّأس طاطا

الطاطُ والطوطُ: الطويلُ.
وقال ابن عباد: المُقْلعط: الهارب الحاذر الخائف النافرُ.

قمط

قمط الطائر أنْثاهُ يقْمُطها -بالضم- أي سفدها.
وقمط الصَّبيَّ والشاة: شدهما. وقال اليَّيثُ: القمْطُ: شدُ كشدَّ الصَّبيَّ في المهد وفي غير مهد إذا ضُمَّت يداه إلى جسده وجنبيه ثم لُفَّ عليه القماطُ، وقد قمطتُ الصبي والشاة بالقماط. وقماط الصبي: الخرقة العريضة التي تلفُّ عليه إذا قمط. وقماطُ الشاة: حبلُ تُشدُّ به قوائمها عند الذبح.
وقمط الأسير: إذا جمع بين يديه ورجليه بالقماط، والجمع: قمط، وجمع القمط: أقماط، قال رؤبة:

قد مات قبل الغُسْل والاحْناط غيْظاً وألْقيْناه في الأقماط

وفي حديث شريح: أنه قضى بالخص للذي يليه القُمُطُ: وهي الخص الذي يقمط بها: أي يوثق من ليف أو خوص، وكان قد احتكم إليه رجلان في خص ادعياه؛ فقضى به للذي تليه معاقد الخص دون من لا تليه.
وقال الليَّثُ: يقال: وقعت على قماط فلان: إذا فطنْت بنوده.
قال: والقماط -في بعض اللغات-: اللص.
والقمط -بالكسر-: قماط الشاة والخص.
وقال ابن عباد: قمطتُ الشيء: أي ذُقْتُه.
وقمطت الإبل: أي قطرتها بعضها على بعٍض.
وقمطها: أي جامعها.
وقال ابن دريد: يقال: مر بنا حول قميط: مثل كريتٍ؛ سواء، أي تام، وأنشد:

أقامت غزالة سُوق الجـلاد لأهل العراقينْ حولاً قميطا

ويروى: “عاماً”، وقال: غزالة امرأة من الحرورية دخلت الكوفة في ثلاثين نفساً وبالكوفة ثلاثون ألف مقاتل؛ فصلت الغداة وقرأت البقرة وآل عمران، وأنشد أيضاً لرجل من الخوارج:

أسد علَّي وفي الحُرُوْب نـعـامةُ فتْخَاءُ تفْرقُ من صفير الصافرِ
هلاّ بَرَزْتَ إلى غَزَالَةَ في الوَغى بل كان قلْبُك في جنَاحَي طائر
غَشِيَتْ غَزَاَلَة خَـيْلةُ بـفَـوارٍس تركتْ فوَارِسهُ كأمْس الدّابِـرِ

وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي:

ولا هُم حادجُون حّـراَكَ إلاّ خلاَفَ مُحردمٍ واصٍ قميْط

وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: فما زال يسألُه شهراَ قميطاً.
والتركيب يدل على جمع وتجميع.

قمعط

القُمْعُوْطةُ والقُعْمُوطةُ والبُعْقُوطة: دُحْرُوْجة الجعل، عن الليث.
قال: واقمعطَّ الرجل: إذا عظم أعلى بطنه وخمص أسفله.
وقال ابن دريد: اقمعَّط: إذا تداخل بعضه في بعض.

قنبط

القُنَّبيْطُ: هذه الأرُوْة المعروفة.

قنسط

ابن الأعرابي: القُنْسطيطُ: شجرةُ معروفة.

قنط

القُنُوْطُ: اليأسُ. وقد قنط يقنط قنوطاً -مثال جلس يجلس جلوساً-، وكذلك قنط يقنط -مثال قعد يقعدُ-، وقرأ الأعمشُ وأبو عمرو والأشهبُ العُقيليُّ وعيس بن عمر وعبيدُ بن عميرٍ وزيد بن عليَّ وطاوُسُ: (قال ومن يقنُطُ) بضم النون، فهو قانُط، وفيه لغةُ ثالثة وهي: قنط يقنُط قنطاً -مثال فرح يفرح فرحاً- وقناطةً، فهو قنط، وقرأ ابن وثابٍ والأعمشُ ومبشَّر بن عبيٍد وطلحةُ والحسين عن أبي عمرو: (فلا تكن من القانطين).
وأما قنط يقنطُ -بالفتح فيهما- وقنط يقنط ?بالكسر- فيهما فإنما هما على الجمع بين اللغتين، قاله الأخفشُ، واللغة الفصحى: قنط يقنط -مثال جلس يجلس-، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعْمشُ والدوري عن أبي عمرو: (من بعدما قنطوا) بكسر النون، وقرأ الخليل: (من بعدما قنطوا) بضم النون.

وقال ابن عبادٍ: بنو فلان يقنطون ماءهم عنا قنطاً: أي يمنعونه.
قال: والقنْطُ: زبيبُ الصَّبي.َّ وقنَّطه تقْنيطاً: إذا أبأسهُ.
والتركيب يدلُ على الياس.

قوط

القوْطُ: القطيع من الغنم، والجمع: الأقواط.
وقال الليَّثُ: القوطُ: قطيع يسير من الغنم. وقال أبو زيد: القوط من الغنم: المائة، قال:

ما راعني إلاّ جنَاحُ هابطـا على البُيُوت قوطهُ العُلابطا

وقال ابن عبادٍ: القواط: الذي يرعى قوطاً من الضان، قال رؤبة:

من حارِث أوناعقٍ قوّاطِ

قال: والقوْطةُ الجُلَّةُ الكبيرةُ وقال الليث: قوطةُ -بالضم-: موضع.
وقال غيرهُ: قوطُ: قريةُ من قرى بلخ.
وعبد الله بن محمد بن قُوطٍ: من أصحاب الحديث.

قحف

اللَّيث: القِحْفُ: العَظْمُ الذي فوق الدِّماغِ من الجُمْجُمة، والجميع: الأقْحَافُ والقُحُوْفُ والقِحَفَةُ،قَال جَريرٌ:

والأزْدُ قد جَعَلُوا المَنْتُوْفَ قائدَهمْ فَقَتَّلَتْهُمْ جُنُودُ الله وانْتُـتِـفُـوا
تَهْوي بذي القارِ أقْحَافاً جَمَاجِمُها كأنَّها الحَنْظَلُ الخُطْبانُ يُنْتَقَفُ

المَنْتُوْفُ: سالم مولى بني قيس بن ثعلبة وكان صاحب أمر يزيد بن المُهلَّب في حربه.
ولا يكُونُ القِحْفُ إلاّ مَكْسُوراُ. وقال الطِّرِمّاحُ:

كأنَّ حُطَامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فـيهِ فَراشُ صَمِيْمِ أقْحافِ الشُّؤونِ

وقال الأزهريُّ: القِحْفُ عند العرب الفِلْقَةُ من فَلِقَ القَصْعَةِ أو القدحِ إذا انْثَلَمَتْ، قال: ورأيت أهل النَّعم إذا جَرِبَتْ ابِلُهم يجعلون الخَضْخاضَ في قِحْفٍ ويطلون الأجْرَبَ بالهِناء الذي جعلوه فيه.
ويُقال: هو أفْلسُ من ضارب قِحْفِ اسْته ولِحْفِ اسْتِه: وهو شقُّه.
وفي المَثَلِ: رماه بأقْحَافِ رَأسِه: إذا أسْكَتَه بداهيةِ يُوردُها عليه، وقيل معناه: رماه بنفسه ونطحه عمّا يُحاوِلُه.
والقَحْفُ: قَطْعُ القِحْفِ أو كَسْرُه، يُقال: رجلٌ مَقْحُوْفٌ: أي مَقْطُوعُ القِحْفِ، وأنشَدَ الليثُ:

يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المُقْـحُـوْفِ صُمَّ الصَّدى كالحَنْظَلِ المَنْقُوْفِ

والقَاحِفُ: المطر -كالفاعِفِ- إذا جاء مُفاجَأةً فاقْتَحَفَ كل شيء.
والقِحْفُ: إناء من خشب على مثال قِحْفِ الرَّأسِ كأنه نِصفُ قدح، يقال: ما له قِدٌّ ولا قِحْفٌ، فالقِدُّ قدح من جلدٍ، والقِحْفُ منم خشب.
وقَحَفْتُ قَحْفَاُ: شَرِبْتُ جميع ما في الإناء. ويُقال: شَرِبْتُ في القِحْفِ. ولمّا بَلَغ امْرَأ القيس قتْلُ أبيه قال: اليوم قِحَافٌ وغداً نِقَافٌ؛ اليوم خمرٌ وغدا أمْرٌ.
والمِقْحَفَةُ: المِذْراةُ يُقْحَفُ بها الحَبُّ أي يُذَرّى.
والقُحَيْفُ بن خَمَيْر بن سُليْم النَّدى بن عبد الله بن عَوْف بن حَزْن بن معاويَة بن خَفَاجَة بن عمرو بن عُقَيْل: شاعرٌ.قَال الصَّغَانيُّ مؤلِّفُ هذا الكتاب: رأيتُ بخطِّ محمد بن حَبيبَ في أوَّل ديوان شعر القُحَيْفِ: البَدِيّ -بالباء المُوَحَّدَةِ وتشديد الياء-.
وقال ابنُ الأعرابيِّ: القُحُوْفُ: المَغارِفُ وسَيْلٌ قُحَافٌ وقُعَافٌ وجَحَافٌ وجُرَافٌ -بالضَّمِّ فيهنَّ-: يذهَبُ بكُلِّ شيء.
وبنو قُحافَةَ: بطنٌ من خَثْعَمَ.

وأبو قُحافَةَ عُثمانُ بن عامِر بن عمرو بن كَعْب بن سعد ين تَيْم بن مُرَّةَ بن كَعب بن لُوَيٍّ: أبو أبي بكر الصِّدِّيْق -رضي الله عنهما-، أسلم يوم الفتح فاُتِيَ به وكأنَّ رأسه ثَغَامْةٌ فقال: غَيروا هذا بشيء واجْتَنِبُوا السواد.
وقال ابن دريد: كل ما اقْتَحَفْتَ من شيء فهو قُحَافَةٌ.
وقال أبو زيد: عَجَاجَةٌ قَحْفاءُ: وهي التي تَقْحَفُ الشَّيء: أي تذهب به.
وأقْحَفَ: إذا جمع حِجارةً في بيته فوضع عليها متاعه.
وقال ابن عَبّاد: مرَّ الشيء مُضِرّاً مُقْحِفاً: إذا مَرَّ مُقارِباً.
واقْتَحَفَ الشَّيء: ذهب به.
والتركيب يدل على شِدَّة في شيء وصلابةٍ.

قدف

ابنُ دُريدٍ: القَدْفُ -لغةٌ أزدِيَّةٌ-: الكَرَبُ الذي يسمى الرَّفُّوْجَ أو الجريد. قال: والقَذْفُ: الكَرَبُ إذا قُطِع الجريد عنه فَبقيَتْ له أطرافٌ طوال، لُغةٌ أزدِيَّةٌ.
قال: والقُدَافُ: جَرَّةٌ من فَخّارٍ.
وقال غيرُه: القُدّافُ: الجَفْنَةُ: وكانت جارية من العرب بنت بعض ملوكهم تُحَمَّقُ، يعني العُمَانيَّة بنت الجُلَنْدَاءِ، فأخذت غيْلَمة وهي السُّلحفاة فألبَسَتْها حُلَّيها، فانْسابت السلحفاة في البحر، فدعت جواريها وقالت: انْزِفْنَ، وجَعَلَتْ تقول: نَزَافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدَافٍ. هذا كله كلام ابن دريد.
وقال ابن الأعرابي: القَدْفُ: الصَّبُّ، والقَدْفُ: النَّزْحُ.

قذرف

القَذَارِيْفُ: العُيُوْبُ، الواحِدُ: قُذْرُوْفٌ،قَال أبو حِزامٍ غالب بن الحارث العُكْليُّ:

زِيْرَ زُوْرٍ عن القَذَارِيْفِ نُـوْرٍ لا يُلاخِيْنَ إن لَصَوْنَ الغُسُوْسا

نور: أي نَوَافِرَ. يُلاخِيْنَ: يُصَادِقْنَ. ويُقال: هو يَلْصُو إليه: إذا أحَبَّه. والغُسُوْسُ: الأدْنِئاءُ اللِّئامُ.

قذف

القَذْفُ بالحِجَارَةِ: الرَّمْيُ بها. يُقال: هم بين حاذِفٍ وقاذِفٍ: فالحاذِفُ بالعصا والقاذِفُ بالحجارة.
وقوله تعالى: (قُلْ نَّ رَبّي يَقْذِفُ بالحَقِّ)قَال ابنُ عَرَفَةَ: أي يُلْقي الحَقَّ في قلب من يشاء.
وقوله عز وجل: (ويَقْذِفُوْنَ بالغَيْبِ من مَكَانٍ بَعِيدٍ) أي: يقولون ما لا يعلمون، وذلك أنهم كانوا يُرَجِّمُوْن الغيب في أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ساحر وكاهن.
وقوله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بالحَقِّ على الباطِلِ) أي نأتي به.
وقذف المحصنة قذفا: أي رماها. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هُنَّ؟ قال: الشِّرْكُ بالله والسِّحر وقَتْلُ النفس التي حرَّم الله إلاّ بالحق وأكل الرِّبا وأكل مال اليتيم والتولِّي يوم الزَّحف وقذف المُحصنات المؤمنات الغافلات.
ومن القذف بمعنى الرَّمي قول النابغة الذبيانيِّ:

مَقْذُوْفَةٍ بدَخِيْسَ النّحضِ بازلُها له صَرِيْفَ القَعْوِ بالمَـسَـدِ

كأنها رُمِيَتْ به رمياً فاكْتَنَزَتْ منه.
ونوى قذَفٌ: أي بعيدة، قال:

وشَطَّ وَلْيُ النَّوى إنَّ النَّوى قَذَفٌ تَيّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالـدّارِ أحـيانـا

ونِيَّةٌ قذف -بالتَّحريك- وفلاة قذف وقُذفٌ أيضاً -مثال صَدِفٍ وصُدُفٍ وطَنَفٍ وطُنُفٍ-: أي بعيدة، وكذلك منزلٌ قَذَفٌ وقَذِيْفٌ.
وقال ابن عَبّاد: القَذِيْفُ: سَحَابةٌ تنشأُ من قِبَلِ العينِ.
وقال غيره: القَذِيْفَةُ: شيء يُرْمى به،قَال مُزَرِّدٌ:

قذِيْفَةٌ شَيْطانٍ رَجِيْمٍ رَمـى بـهـا فَصارَتْ ضَوَاةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ

وبلْدَةٌ قَذُوْفٌ: أي طَرُوْحٌ لِبُعْدِها.
وقَذَفَ: أي قاءَ.
ورَوْضُ القِذَافِ -بالكسر-: موضِعٌ؛ عن ابن دريد، قال:

عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوْبانِ أوَّمَهُ رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأوِيْمِ

وقال ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِماراً:

جادَ الرَّبيعُ له رَوْضَ القِذَافِ إلى قَوَّيْنِ وانْعَدَلَتْ عنه الأصـارِيْمُ

وقال النَّضْرُ: القِذَافُ: ما قَبَضْتَ بيدِك مما يَمْلأُ الكفَّ فرميتَ به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذَافِ: ما قبضْتَ بيدك مما يَمْلأُ الكف فرميت به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذافِ هذا، قال: ولا يُقال للحجر نفسه نعم القِذافُ. وقال أبو خَيْرَةَ: القِذَافُ: ما أطَقْتَ حَمْلَه بيدك ورميته،قَال رُؤْبَةُ يُخاطِبُ ابنه العجاج:

وهو لأعْدائكَ ذو قِرَافِ قَذّافَةٌ بِحَجَرِ القِـذَافِ

والهاءُ للمبالغة، القِرَافُ: الجَرَبُ، يقول: أنا على أعدائك كالجَرَبِ.
وقال أبو عمرو: ناقةٌ قِذافٌ وقَذُوْفٌ وقُذُفٌ: وهي التي تتقدّم من سرعتها وترمي بنفسها أمام الإبل في سيرها،قَال الكُمَيْتُ يمدح أبان بن الوليد بن مالك بن أبي خُشَيْنَةَ البَجَليَّ:

جَعَلْتُ القِذَافَ لِلَيْلِ التّّمَـامِ إلى ابْنِ الوَليدِ أبَانٍ سِبَارا

والمِقْذَفُ والمِقْذافُ: المِجْذَافُ.
وقال ابن الأعارابيِّ: القَذَافُ: المِيْزانُ.
والقَذّافُ: المَرْكَبُ.
وقال الليث: القَذّافُ: المَنْجَنِيْقُ. وقال أبو خَيْرَةَ: القَذَافَةُ -والقَذّافُ جَمْعٌ-: لِلَّذي يُرمى به الشَّيءُ فيَبْعُد، قال:

لَمّا أتاني الثَّقَفيُّ الفَـتّـانْ فَنَصبُوا قَذّافَةً لا بَلْ ثِنْتانْ

ويُقال: كان بينهم قِذِّيْفى -مثال خِطِّيبى-: أي سِبابٌ ورَميٌ بالحجارة.
والقُذْفَةُ -بالضَّمِّ-: الشُّرْفَةُ، والجمع قِذَافٌ؛ كبُرْمَةٍ وبِرَامٍ ونُقطة ونقاط ونكتة ونِكاتٍ وجُفْرةٍ وجِفارِ وبُرْقَةٍ وبِرَاقٍ ونُقْرَةٍ ونِقارٍ. وفي حديث ابن عمَر -رضي الله عنهما- أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قِذَافٌ. وعن الأصمعيِّ: إنما هي قُذَفٌ، وإذا صَحَّت الرواية مَع وجود النظير فقد انسدَّ باب الرَّد. وتُجْمَعُ -أيضاً- قُذَفٌ وقُذُفٌ وقُذُفاتٌ. وكذلك ما أشرف من رؤوس الجبال،قَال امرؤ القيس يصِفُ شِعْباُ.

نِيَاقاُ تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفـاتِـهِ يَظَلُّ الضَّبَابُ فَوْقَهُ قد تَعَصَّرا

نِيَافاً: أي مُنِيْفاُ،قَال أبو عُبيد: وبها شُبِّهَتِ الشُّرَفُ.
وقال أبو عمرو في قول تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ يَصِف وَعِلاً:

عَوْدَاً أحَمَّ القَرا أُزْمُوْلَةً وَقِلاً على تُرَاثِ أبيهِ يَتْبَعُ القُذُفا

القُذُفُ: القُحَمُ، واحِدَتُها: قُذْفَةٌ. وقال الأصمعيُّ: القُذُفُ: الموضع الذي زَلَّ عنه وهوى.
وقُذُفا النَّهرِ: جانِبَاهُ، وكذلك قُذُفا الوادي، الواحِدُ: قُذُفٌ،قَال النّابغةُ الجَعْديُّ -رضي الله عنه- يصفُ مَنهلاً:

طَلِيْعَةِ قَوْمٍ أو خَمِيْسٍ عَرَمْرَمٍ كسَيْلِ الأتيِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ

وقال ابن عَبّاد: القَذَفُ والقُذُفُ: النّاحيةُ، والجَمْعُ: قَذَفاتٌ وقُذُفاتٌ.
وقَربٌ قَذّافٌ: بمنزلة بَصْبَاصٍ.
والمُقَذَّفُ: المُلَعَّنُ،قَال زُهَيْرُ بن أبي سُلمى:

لدى أسدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ له لِبَدٌ أظْفارُهُ لم تُـقَـلَّـمِ

وقيل: المُقَذَّفُ: الذي قد رُمِيَ باللَّحم رمياً فصار أغْلَبَ.
والتَّقَاذُفُ: التَّرَامي،قَال المُرَقِّشُ الأكبر:

سَدِيْسٌ عَلَتْها كَبْرَةٌ أو بُوَيْزِلٌ جُمَالِيَّةٌ في مَشْيها كالتَّقاذُفِ

وقال اللَّيثُ: فَرَسٌ مُتَقاذِفٌ: إذا كان سريع الرَّكضِ، وأنشد لجريرٍ يصف فَرَساً:

مُتَقلذِفٍ تَئقٍ كأنَّ عِـنـانَـهُ عَلِقٌ بأجْرَدَ من جُذُوْعِ اوَالِ

والتَّرْكيبُ يدُلُّ على الرَّمي والطَّرح.

قرصف

ابن الأعرابي: القُرْصُوْفُ: القاطِعُ.
والقِرْصافَةُ: الخُذْرُوْفُ.
والقِرْصافَةُ: المرأة التي تتدحرجُ كأنها كرة، وكذلك الناقة.
وأبو قِرْصافَةَ جَنْدَرَةُ بن خَيشَنَةَ الكِنانيُّ -رضي الله عنه-: له صُحْبَةٌ.
وقال ابنُ عَبّاد: لُعْبةٌ لهم يُقال لها قاصَّةُ قِرْصَافَةَ.
وقال ابنُ خالَوَيْهِ: المُقْرَنْصِفُ: الأسدُ.
تَقَرْصَفَ: أسرع.

قرضف

ابن عَبّاد: القُرْضُوْفُ: عَصا الرّاعي.
وقال ابن الأعرابيِّ: القُرْضُوْفُ: الكثير الأكلِ.

قرطف

القَرْطَفُ: القَطِيْفَةُ،قَال الكُمَيْتُ يَمْدَحُ عبد الرحمن بن عَنْبَسَةَ بن سعيد بن العاص:

ولم تَكُ مِمَّنْ تُـوَلِّـي الأمُـوْرُ أعْجَازَها وهو مُسْتَـثْـقِـلُ
عليه المَنامَةُ ذاةُ الـفُـضُـوْلِ من الوَهْنِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ

الوَهْنُ: الضَّعْفُ.
وقال مُعَقِّرُ بن أوس بن حِمارٍ البارِقيُّ:

وذُبْيَانِـيَّةٍ أوْصَـتْ بَـنِـيْهـا بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ

أي عليكم بالقراطِفِ والقُرُوْفِ فاغْنَمُوها.
والقَرْطَفُ -أيضاً-: بَقْلَةٌ، وقال الفَرّاءُ: هو ثَمَرَةُ الرِّمثِ كالسُّنْبُلَةِ البيضاء.

قرعف

ابن دريد: تَقَرْعَفَ الرجل واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ: كلُّه إذا تَقَبَّضَ.

قرف

كُلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ -بالكسر-، ومنه قِرْفُ الرُّمَانة. وقِرْفُ الخبز: الذي تَقَشَّر منه ويبقى في التَّنُّور.
وقِرْفُ الأرض: ما يُقْتَلَعُ منها من البُقُوْلِ والعُرُوْقِ. ومنه حديثُ عُمر -رضي الله عنه- أنّ رجلا من أهل البادية جاءه فقال: متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: إذا وَجَدْتَ قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها، قال: فإني أجِدُ قِرْفَ الأرض وأجِدُ حَشَراتها، قال: كَفاك كفاك.
والقِرْفَةُ: من الأوْدِيَةِ، ويُقال لها: قِرْفَةُ القَرَنْفُلِ. وقال ابن دريد ضَرْبٌ من افواهِ الطِّيْبِ.
والقِرْفَةُ: المُخَاطُ اليابس في باطن الأنف. وفي حديث ابن الزُّبير -رضي الله عنهما- أنه قال: ما على أحَدِكم إذا أتى المسجد أن يُخْرِجَ قِرْفَةَ أنفه.
وفلان قِرْفَتي: أي هو الذي أتَّهِمُه. وبنو فلانٍ قِرْفَتي: أي الذين عندهم أظُنُّ طَلِبَتي. ويُقال: سَلْ بني فلان عن ناقَتِك فإنَّهم قِرْفَةٌ: أي تَجِدُ خَبرها عندهم.
وفي المَثَلِ: أعَزُّ -ويُرْوى: أمْنَعُ- من أمِّ قِرْفَةَ.قَال الأصمعيُّ: هي امرأةٌ فَزَارِيَّةٌ كانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقُ في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجُلا كُلُّهم لها مَحْرَمٌ.
وأبو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ. وقيل: بَيْهِس -ويُقال: قِرْفَةُ بن مالك بن سَهْمٍ: من التّابعين.
وحبيبُ بن قِرْفَةَ العَوْذيُّ عَوَذُ بن غالب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ: شاعر.
والقَرْفُ -بالفتح-: وِعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ وهي قُشور الرُّمان ويُجعل فيه الخلْعُ وهو لحم يُطبخ بتوابل فيُفْرغُ فيه،قَال مُعَقِّر بن أوس بن حشمارٍ البارقيُّ:

وذُبْيَانِـيَّةٍ أوْصَـتْ بَـنِـيْهـا بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ

وقال الأصمعيُّ: قَرَفَ عليهم: بَغى عليهم.
وقَرَفْتُ القَرْحَةَ أقْرِفُها قَرْفاً: إذا قَشَرْتَها، وذلك إذا يَبِسَتْ، وتَقَرَّفتْ: أي تَقَشَّرَتْ.
وقَرَفْتُ الرجل: أي عِبْتُه. ويُقال: هو يُقْرَفُ بكذا: أي يُرمى به ويُتّهم.
وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغة: وهو موضع القَرْفِ أي القشر، ويروى: مثل مَقْلَعِ الصمغة، لأن الصمغة، لأن الصمغة إذا قُلعت لم يبق لها أثر. ومثله قولهم: تركته على مثل ليلة الصدر، لن الناس ينفرون من منى فلا يبقى منهم به أحد.
وفلان يَقْرِفُ لعياله: أي يكسب.
وفلان أحمر قَرْفٌ: أي شديد الحمرة. وفي الحديث: أراك أحمر قَرْفاً. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ش ن خ ف. ويُقال -أيضاً-: أحمر كالقَرْفِ؛ عن اللِّحيانيِّ، وأنشد:

أحْمَرُ كالقَرْفِ وأحْوى أدْعَجُ

وقال أبو عمرو: القُرُوْفُ: الادمُ الحُمْرُ، والأقْرَفُ: الأحمر.
وقال أبو سعيد: يُقال إنه لَقَرَفُ أن يفعل ذاك: مثل قَمَنٍ وخَلِيْقٍ. وقال الأزْهَريُّ: ومنه الحديث: هو قَرَفٌ أن يُبَارك له فيه.
والقَرَفُ -أيضاً-: مُدَاناةُ المرض، يُقال: أخشى عليك القَرَفَ: وقد قَرِفَ -بالكسر-. وروي أن أبا عُمير فروة بن مُسيك بن الحارث بنسلمة المُرادي -رضي الله عنه-قَال للنبي-صلى الله عليه وسلم-: إن أرضا عندنا وهي أرض رَيعنا وميرتنا وإنها وبئة، فقال: دعها فإن من القَرَفِ التلف.
ويقال: هو قَرَفٌ من ثوبي وبعيري: للذي تتهمه.
وقال ابن عَبّاد: القَرَفُ في المرض: النُّكْسُ.
قال: والقَرَفُ: داء يأخذ البعير فيقتله؛ ويكون من شم بول الروى كالأبى.
وأرض قَرَفٌ: أي مَحَمَّة.
والقَرَافَةُ -بالفتح-: بطن من المعافر.
والقَرَافَةُ -أيضاً: مقبرة أهل مصر، وبها قبر الإمام الشافعي -رحمه الله-.
وقَرَافُ: قرية في جزيرة من جزائر بحر اليمن بحذاء الجار أهلها تجار.
ورجل قُرَفَةٌ -مثال تُؤدَةٍ-: إذا كان مُكْتَسسباً.
وقال ابن عَبّاد: رجل مَقْرُوفٌ: إذا كان مخروطا ضامرا لطيفا.
ويقال: ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ما دنت منه. وما أقْرَفْتُ لذاك: أي ما دانيته ولا خالطت أهله. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ له: أي داناه.
والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنَةَ من الفرس وغيره: الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم.
وقال الليث: أقْرَفَ فلان فلانا: وذلك إذا وقع فيه وذكره بسوء. وقول ذي الرمة:

تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْـرِفَةٍ مَلْسَاءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

يقول: هي كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهُجْنة.
ويقال: أقْرَفْتَ بي وأظننت بي وأتهمت بي: أي عرضتني للقِرْفَةِ والظنة والتهمة.
وقال أبو عمرو: أقْرَفَ آل فلان فلانا: وهو أن يأتيهم وهم مرضة فيصيبه ذلك فاقْتَرَفَ هو من مرضهم.
واقْتَرَفَ: اكتسب. وقوله تعالى: (ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) أي يكتسب.
وقوله تعالى: (ولْيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْاَرِفُونَ) أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال: اقْتَرَفَ ذنبا: أي أتاه وفعله.
وبعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشتُري حديثاً.
والمُقَارفَةُ: المُقَارَبَةُ، وكل شيء قاربته فقد قارَفْتَه. وما قارَفْتُ سوء: أي ما دانيته. وعن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: شهدت دفن ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله جالس على القبر؛ فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من احد لم يُقارِفِ الليلة؟ فقال أبو طليحة -رضي الله عنه-: أنا، قال: فإنزل في قبرها،قَال ابن المبارك:قَال فُلَيح: أراه يعني الذنب.
وقال ابن فارس: قاَفَ امرأته: جامعها، لأن كل واحد منهما ليباس صاحبه.
وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: أي تَقَشَّرت،قَال عنترة بن شداد:

عُلالَتُنا في كلِّ يَوْمِ كَـرِيْهَةٍ بأسْيافِنا والقُلارْحُ لم يَتَقَرَّفِ

والتركيب يدل على مخالطة الشيء والالتباس به وادِّراعه.

قرقف

القَرْقَفُ: الخَمر، وقال ابن الأعرابي: سُميِّت بذلك لأنها تُرْعِدُ شاربها، وأنكر ذلك عليه أبو عبيد، وقال السُّكري: القَرْقَفُ: التي يُرْعد عنها صاحبها من إدمانه إيّاها، وقال الليث: القَرْقَفُ: التي يُرعد عنها صاحبها من إدمانه إياها، وقال الليث: القَرْقَفُ: تُوصف به الخمر ويوصفُ به الماء البارد:قَال الفرزدق في وصف الماء:

ولا زادَ إلاّ فَضْلَـتـانِ سُـلافَةٌ وأبْيَضُ من ماءِ الغَمَامَةِ قَرْقَفُ

قال الأزهري: هذا وَهم، في البيت تأخير أُريد به التقديم، والمعنى: سُلافة قَرْقَفٌ وأبيض من ماء الغمامة.
وقال ابن عبّاد: القُرْقُوْفُ: الخمر.
وقال الليث: يسمى الدرهم قُرْقُوْفاً،قَال الساجع: أبيض قُرْقُوفْ؛ لا شعر ولا صوف؛ بكل بلد يطوف. ويعني به الدرهم الأبيض.
وقال غيره: القُرْقُفُ -بالضم-: طَير صغار كأنها الصَّعَاء.قَال الأزهري: هو القُرْقُبُ -بالباء-.
وقال الفَرّاء: من نادر كلامهم: القَرْقَفَنَّةُ: الكَمَرةُ.
وفي حديث وهب بن مُنَبِّهٍ: أنه قال: إذا كان الرجل لا يُنكِر عمل السوء على أهله جاء طائر يُقال له القَرْقَفَنَّةُ. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ق ن ذ ع.
وقال ابن عبّاد: ديك قُرَاقِفٌ: شديد الصوت.
وقَرْقَفَ: أرعد؛ عن ابن الأعرابيِّ.
وقُرْقِفَ الصَّرِدُ: أي خَضِرَ حتى يُقَرْقِفَ ثناياه بعضها ببعض؛ أي يصدِمَ، قال:

نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال لَيْلُ سُحَيْراُ وقُرْقِفَ الصَّرِدُ

ومنه حديث أم الدَّرْداءِ -رضي الله عنها- قالت: كان أبو الدَّرْداء -رضي الله عنه- يغتسل من الجنابة فيجيءُ وهو يُقَرْقَفُ فأضُمُّه بين فَخِذَيَّ وهي جُنب لم تَغْتَسل.
وقال ابن عبّاد: القَرْقَفَةُ في هدير الحمام والفحل والضحك: الشدة.
وتَقَرْقَفَ: أي ارْتَعَدَ.

قشف

الليث: القَشَفُ: قَذر الجلد، ورجل قَشِفٌ وقَشْفٌ -بالتحريك والتسكين-، وقد قَشِفَ قَشَفاً، وقَشُفَ قَشَافَةً.

وقال غيره: القَشَفُ: رثاثةُ الهيئة وسوء الحال وضيق العيش وإن كان مَع ذلك يُطَهَّرُ نفسه بالماء والاغتسال، يُقال: أصابهم من العيش ضَففٌ وشظَفٌ وقَشَفٌ.
وقال الفرّاءُ: عام أقشَفُ: أي يابس شديد.
ورجل قَشِفٌ -أيضاً-: إذا لَوَّحَتْه الشمس أو الفَقْرُ فتغيَّرَ.
وقال ابن عبّاد: القُشافُ -الواحدة قُشَافَةٌ-: حجر رقيق أي لون كان.
والمُتَقَشِّفُ: الذي يتبلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّعِ، وقيل: المُتَقَشِّفُ: الذي لا يُبالي ما تلطَّخ بجسده؛ وهو قول الليث.

قصف

القصفُ: الكسر، يقال: قَصَفَتِ الريح السفينة. وريح قاصِفٌ: شديدة. وقوله تعالى: (فَيُرْسِلَ عليكم قاصِفاً من الرِّيْح) أي رِيحا تقصِفُ الأشياء أي تكسرها كما تُقْصَفُ العيدان وغيرها. وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: ولا قَصَفُوا له قناة. و”قد” كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ب ذ ع ر.
وقال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما:- الرياح ثمان: أربع رحمة وأربع عذاب، فأما الرحمة فالنّاشِرات والذاريات والمرسلات والمُبشِّرات، وأما العذاب فالعاصف والقاصف -وهما في البحر- والصَّرصر والعقيمُ -وهما في البر-. وفي حديث علي -رضي الله عنه-: كنت كالجبل لا تُحرِّكه العواصف ولا تُزيله القواصِفُ، وقد ذُكِر الحديث بتمامه في تركيب ع ب ب. وقال ابن دريد: في دُعائهم: بعث الله عليه الرِّيح العاصف والرعد القاصف.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنا والنبيُّون فرّاطٌ لِقاصِفْينَ. القاصِفُونَ: الذين يزدحمون كأن بعضهم يقِصف بعضا لِفرْط الزحام بداراً إليها، ويقول: تتقدَّم الأمم إلى الجنة وهم على أثرهم، وقال ابن الأنباري: أي أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثير متدافعين مزدحمين.
وفي الحديث: أن رجلاقَال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شيَّبَك؟ قالا: هود وذواتُها قصفن عليَّ الأمم. يقول: ذُكِرَ فيهن هَلاك الأمم فاجتمع ذلك.
ورعد قاصِف: شديد الصوت، يُقال: قَصَفَ الرعد وغيره قصِفاً.
والقَصِيْفُ -أيضاً- هَشِيْم الشجر.
والقَصِيفُ: صَرِيفُ الفحل.
وقَصِفَ العود -بالكسر- يَقْصَفُ قَصَفاُ-بالتحريك- فهو قَصِفٌ: أي خَوَّارٌ.
وقَصِفَ النَّبت يقصف قصفا فهو قَصِفٌ: إذا طال حتى انحنى من طوله،قَال لبيد رضي الله عنه:

حتّى تَزّيَّنَتِ الجِوَاءُ بفـاخِـرٍ قَصِفٍ كألْوانِ الرِّحالِ عَمِيْمِ

وقال الليث: قَصِفَ الرمح: إذا انشقَّ عرضاً، وأنشد:

سَيْفي جَرِيءٌّ وفَرْعي غيرُ مُؤتَشَبٍ وأسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوْزٍ على قَصَفِ

وقَصِفَ نابُه: إذا انكسر نِصْفُه.
والأقْصَفُ: الذي انكسَرت ثَنِيَّتُه.
قال: والأقْصَفُ: الشيء يَنْقَصِفُ نِصْفَيْنِ؛ فهو قَصِيْفٌ وقَصِفٌ.
وقَصِفَتِ القناة قَصَفاً: إذا انكسرت ولم تَبِنْ.
وقال ابن الأعرابي: رجل قَصِفُ البطن: وهو الذي إذا جاع فَتَر واسترخى ولم يتحمل الجوع.
ورجل قَصِفٌ -أيضاً-: سريع الإنكسار عن النجدة.
والقَصَفُ والقَصَفَةُ -بالتَّحريك فيهما-: هَدِيْرُ البعير وهو شدة رُغائه.وقال ابن الأعرابي: القُصُوفُ: الإقامة في الأكل والشرب.
والقَصْفَةُ -بالسكون-: قطعة من رمل تَنْقَصِفُ من معظمه، والجمع: قَصْفٌ وقُصْفَانٌ -مثال تمرة وتمر وتُمران-. وقال ابن دريد: هي القِضَفَةُ -مثال عِنَبَة وبالضاد المُعْجَمَةِ-، وهو الصواب، ونذكرها -إن شاء الله تعالى- عَقِيب هذا التركيب.
والقَصْفَةُ -أيضاً-: مَرْقاةُ الدرجة مثل القَصْمَةِ.
وقَصْفَةُ القوم -أيضاً-: تدافعه وتراحمهم.
وقال ابن دريد: فأما القَصْفُ من اللهو فلا أحسبه عربيا صحيحا.
قال: وقد سمت العرب قِصَافاً ?بالكسر-.
وبنو قِصَافٍ: بطن منهم.
وقال النَّضرُ: تسمى المرأة الضخمة: القِصَافَ.
والقِصَافُ -أيضاً-: فرس كان لبني قُشيرٍ، وفيه يقول زياد بن الأشهب:

أتاني بالقِصَافِ فقال خُذْهُ عَلانِيَةً فقد بَرِحَ الخَفَاءُ

وانكر أبو الندى هذه الرواية وقال: الرِّواية: “أتاني بالفُطَيْرِ” وقال: البيتُ للرُّقاد.

والقَوْصَفُ: القَطِيْفَةُ. ومنه الحديث: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صَعْدَةٍ يتبعها حُذَاقيٌّ عليها قَوصَفٌ لم يبق منها إلاّ قرقرُها. الصَّعْدَةُ: الأتانُ، والحُذَاقيُّ: الجَحْشُ، والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ.
وقال ابن عبّاد: القَصَفَةُ: دِقَّةُ الأرطى، وقد أقْصَفَ الأرْطى.
والتَّقَصُّفُ: التَّكَسُّرُ.
والتَّقَصُّفُ: اللهو واللعب على الطعام والشراب.
والتَّقَصُّفُ: الاجتماع. ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها- وذكرت أباها -رضي الله عنه- قالت في حديث طويل: ثم بدا لأبي بكر -رضي الله عنه- فابتنى مسجدا بفاء داره؛ وكان يصلي فيه فَيَتَقَصَّفُ عليه نِساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه.
وفي حديث سلمان -رضي الله عنه-:قَال يهودي: أن بني قَيْلَةَ يَتَقاصَفُوْنَ على رجل بقُباءيزعم أنه نبي. أي من شدة ازدحامهم يكسر بعضهم بعضاً.
وأبو تُقاصِفَ -بضم التاء-: رجل من خُناعَة ظلم قيس بن العجوة الهُذلي، فدعا عليه ابن العجوة فاستُجيبت دعوته، وقد ذُكرت القصة بتمامها في تركيب ع و د.
والانْقِصَافُ: الاندفاع، يقال: انْقَصَفُوا عنه: إذا تركوه ومرُّوا. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفس محمد بيده لما يُهِمُّني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي. أي اندفاعهم، يعني أن استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من إن أبلغ أنا منزلة الشافعين المُشفعين، لأن قبول شفاعته كرامة له وإنعام عليه، فوصولهم إلى مُبتغاهم آثر لديه من نيل هذه الكرامة لفَرْطِ شفقته على أمته. رزقنا الله شفاعته، وأتم له كرامته.
والتركيب يدل على الكسر.

قضف

ابن دريد: القَضَفَةُ -بالتكريك-: القَطاةُ، أو ضرب من الطير في بعض اللغت؛ عن أبي مالك.
قال: والقِضَفُ والقَضَفُ والقَضَافَةُ: من قولهم رجل قَضِيْفٌ بيِّن القِضَفِ والقَضَفِ والقَضَافَةِ: للنحيف من خلق لا من هُزال، والجمع: قِضَافٌ.
قال: والقِضَفَةُ -والجمع قُضْفَانٌ-: وفي قطعة من الرمل تَنْقَضِفُ من معظمه أي تنكسر.
والقَضَفَةُ -بالتحريك-: قطعة من الأرض تغلُظُ وتحدودب وتطول قليلا. وقال الليث: القَضَفَةُ: أكمة كأنها حجر واحد، والجميع: القَضَفُ والقِضَافُ، لا يخرج سيلها من بينها.
وقال الأصمعي: القِضْفَانُ والقُضْفَانُ: أماكن مرتفعة من الحجارة والطين.
وقال أبو خيرة: القَضَفُ: إكام صغار يسيل الماء بينها وهي في مُطمأن من الأرض وعلى جرفة الوادي، الواحدة قَضَفَةٌ،قَال ذو الرُّمة:

وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعَافَ وغَرَّقَـتْ جَوَارِيْهِ جَذْعانَ القِضَافِ النَّوَابِكِ

الجُذْعانُ: الصغار، ويروى: “البَرَانِكِ” وهي مثل القِِضَافِ.
والقَضَفُ الحجارة الرقاق،قَال عبد الله بن سَلَمَةَ -وقيل: سَلِيْمَةَ- الغامدي:

دَرَأْتُ على أوَابِدَ نـاجِـيَاتٍ يَحُفُّ رِياضَها قَضَفٌ وَلُوْبُ

والقَضَفُ: الدِّقَّة،قَال قيس بن الخطيم:

بَيْنَ شُكُوْلِ النِّسَاءِ خِلْقَتُهـا قَصْدٌ فلا جَبْلَةٌ ولا قَضَفُ

والتركيب يدل على دقة ولطافة.

قطف

قَطَفْتُ العنب أقطِفُه قَطْفاً: جَنَبْته. والقِطْفُ -بالكسر-: العُنقود. وقال الليث: القِطْفُ اسم للثمار المَقْطُوْفَةِ. وقوله تعالى: (قُطُوْفُها دانِيَةٌ) أي ثمارها دانية من متناولها لا يمنعه بُعد ولا شوك. وفي الحديث: يجتمع النفر على القطف فيُشبعهم، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ف ث ر.
وقال الدينوري: القِطْفَةُ: من السُّطّاح؛ وهي بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ تسلنطح وتطول، ولها شوك كالحسك وجوفه أحمر، وورقها أغبر، وهذا عن الأعراب القدم. وقال غيرهم من الرواة: القِطْفُ يُشبه الحسك. والقولان متَّفقان.
قال: والقَطَفُ -بالتحريك-: من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القدر؛ وورقته خضراء معرضة حمراء الأطراف خشناء، وخشبه صُلب متين تُتخذ منه الأصناق أي الحَلَقُ التي تُجعل في أطراف الأروية. أخبرني بذلك كله أعرابي، وأنشد:

أمِرَّة اللّيف وأصْنَاق القَطَفْ

وقَطَفٌ آخر: من احارا البقول، وهو الذي يسمى بالفارسية: السَّرْمَقَ.

والقَطَافُ والقِطَافُ: وقت القَطْفِ. وفي حديث الحجّاج: أنه خطب حين دخل العراق فقال في خطبته: إني أرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قِطافها.
والقِطَافُ: اسم من قَطَفَتِ الدابة تَقْطِفُ -بالكسر- قَطْفاً: إذا ضاق مشيُها،قَال زهير بن أبي سُلمى يصِفُ ناقةً:

بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لـم يَخُـنْـهـا قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاَءُ

وقال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: خرجْت مَع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الغزوات، فبينا أنا على جملي أسير -وكان جملي فيه قِطَافٌ- فلحق بي فضرب عَجُز الجمل بسنوط؛ فانطلق أوسع جمل ركبته قط يواهق ناقته مواهقة. واشتاق القِطَافِ من القَطْفِ وهو القَطْعُ، لأن السير يجيءُ مُقطعاً غير مُطردٍ، والمُوَاهَقَةُ: المباراة في السير.
ودابة قَطُوْفٌ: من القِطَافِ،قَال رُؤْبَةُ:

كأنَّهُنَّ في الدَّمِ السَّـدِيْفُ أرَاكُ أيْكٍ مَشْيُها قَطُوْفُ

والقَطُوْفُ: فرس جبار بن مالك بن حمار الشَّمْخيِّ،قَال نَجَبَة بن ربيعة الفزاري:

لم أنْسَ جَبّاراً ومَـوْقِـفَـهُ الـذي وَقَفَ القَطُوْفُ وكان نِعْمَ المَوْقِفُ

ويقال: لأُلحقَنَّ قَطُوْفَها بالمِعْنَاقِ.
ويقال: أقْطَفُ من ذرة، ومن حَلَمة، ومن أرنب.
والقُطُوْفُ: الخدوش، الواحد: قَطْفٌ،قَال يعقوب عن أبى عمرو، يقال: قَطَفَه يَقْطِفُه: أي خدشه،قَال حاتم:

سِلاحُكَ مَرْقيٌّ فلا أنتَ ضـائرٌ عَدٌوّاً ولكنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تقْطِفُ

والقَطَفُ والقُطْفَةُ: الأثر.
والقَطِيْفَةُ: دِثار مُخْمل، والجمع: قطائف وقُطُف،قَال ذو الرُّمة يصف ظليما:

هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَـلَةٍ من القَطائِف أعْلى ثَوْبِهِ الهُدُبُ

والقَطِيْفَةُ: قرية دون ثنيَّة العقاب لمن طلب دمشق في طرف الربية من ناحية حمص.
وأما القَطائف التي تؤكل فلا تعرفها العرب، وقيل لها ذلك لأن على وجهها مثل خَمْلِ القطائف.
والقَطائفُ من التمر: صُهْبٌ مُنضمرة.
والقَطِيْفُ: قرية بالبحرين.
وقَطَافِ -مثال قَطَامِ-: الأمة.
والقُطَافَةُ: ما يَسقط من العنب إذا قَطِفَ كالجُرَامة من التمر.وأقْطَفَ الكَرم: أي دنا قِطَافُه. وأقْطَفَ القوم: أي حان قِطَافُ كُرومهم.
وأقْطَفَ الرجل: إذا كانت دابَّته قَطُوْفاً،قَال ذو الرُّمَّة يصف جنديا:

كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُطْطِفٍ عَجِلٍ إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَـرْنِـيْمُ

وقَطَّفَ في الشيء: أثر فيه.
والتَّقْطِيْفُ: مبالغة القَطْفِ وهو الخدش، وأنشد الأزهري:

وهُنَّ إذا أبْصَرْنَـهُ مُـتَـبَـذَّلاُ خَمَشْنَ وُجُوْهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ

أي لم تُخدَّش.
والتَّقْطِيْفُ -أيضاً-: مبالغة القَطْفِ وهو جَني الثمر،قَال العجاج:

كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَـطَّـفـا قَطَّفَ من أعْنابِهِ ما قَطَّفا

والمُقطَّفَةُ من الرجل: القِصار.
والتركيب يدل على أخذ ثمرة من شجرها ثم يُستعار ذلك.

قعف

قَعَفْتُ النخلة: قَلَعْتُها من اصلها.
والقَعْفُ: لغة في القَحْفِ وهو اشتفافك ما في الإناء أجمع.
وقال الليث: القَعْفُ: شدة الوَطء واجتِرافُ التراب بالقوائم، وأنشد:

يَقْعَفْنَ باعاً كَفَرَاشِ الغِضْرِمِ مَظْلُوْمَةً وضاحِياً لم يُظْلَمِ

الغِضْرِمْ: المكان الكثير اللين اللزج.
والقاعِفُ من المطر: الشديد يَقْعَفُ الحجارة أي يجرفها عن وجه الأرض.
وقال ابن الأعرابي: القَعَفُ -بالتحريك-: السقوط في كل شيء، وقال في موضع آخر: القَعَفُ: سقوط الحائط.
قال: والقَعَفُ: الجبال الصغار بعضها على بعض.
وانْقَعَفَ الجُرُف: إذا انهار وانقَعر.
وانْقَعَفَ الحائط: أي انقلع من اصله. وقال ابن دريد: انْقَعَفَ الشيء: إذا زال عن موضعه خارجاً، وأنشد:

شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تُنْقَـعِـفْ إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ

ويُروى “شِكَّتي”.
والاقْتِعَافُ: الاقتلاع.
والاقْتِعَافُ -أيضاً: أخْذٌ رغيب، وأنشد الأصمعي:

واقْتَعِفِ الجَلْمَةَ منها واقْتَثِثْ فإنَّما تَكْدَحُها لِمَـنْ يَرِثْ

يُقال: اخذ الشيء بجملته: أي كله.

والتَّقَعُّفُ: الانقِعَافُ.
والتركيب يدُل على اجْتِرَافِ شيء وأخذه أجمع.

قفف

القَفُّ: يَبْيس أحرار البُقول وذُكُورها، وأنشد الليث:

كأنَّ صَوْتَ خِلْفِها والخِلْفِ كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ

والقَفِيْفُ والجَفِيْفُ مثله، يقال: الإبل فيما شاءت من جَفِيْفٍ وقَفِيْفٍ؛ وأنشدالدِّيْنوريُّ:

تَدُقُّ في القَفِّ وفي العَيْشُوْمِ أفاعِياً كَقِطَعِ الطَّـخِـيْمِ

الطَّخِيْمُ: من الأطْخَمِ وهو اللحم يُيَبَّسُ فيسوَدُّ، والأطْخَمُ: مثلُ الأدْغم.
وقال الأصمعي: قَفَّ العشب: إذا اشتد يُبْسُه.
ويقال للثوب إذا جَفَّ بعد الغسل: قد قَفَّ قُفُوْفاً.
وقَفَّ شعري: أي قام من الفَزَع.
والقَفّافُ: الذي يَسْرِقُ الدراهم بين أصابعه، وقد قَفَّ يَقُفُّ -بالضم-. وفي حديث بعضهم وضرب مثلا فقال: ذهب قَفّافُ إلى صَيْرَفي بدراهم. وهو الذي يَسْرِقُ بمفِّه عند الانتقاد قال:

فَقَفَّ بكَفِّهِ سَبْعِينَ مـنـهـا من السُّوْدِ المُزَوَّقَةِ الصِّلابِ

ويقال: أتَيْتُه على قَفّان ذاك وقافِيَته: أي على أثر ذاك. ومنه حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنهقَال حُذيفة -رضي الله عنه-: أنك تستعينُ بالرجل الذي فيه -ويروى: بالرجل الفاجر- فقال: إني أستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قَفّانِه. يريد: ثم أكون على أثره ومن ورائه أتتبعُ أموره وأبحث عن أخباره؛ فكِفايته واضطرعه بالعمل ينفعني ولا تدعه مُراقبتي وكلاءة عيني أن يختان. وأنشد الأصمعي:

وما قَلَّ عندي المالُ إلاّ سَتَرْتُهُ بِخِيْمٍ على قَفّانِ ذلكَ واسِـعِ

وقيل: هو من قولهم: فلان قَفّانٌ على فلان وقَبّان عليه: أي أمين عليه يتحفظ أمره ويحاسبه، كأنه شبَّه اطلاعه على مجاري أحواله بالأمين المنصوب عليه لإغنائه مغناه وسدِّه مسدَّه.
وقال الأصمعي: قَفّانُ كل شيء: جماعه واستقصاء معرفته. وقال بعضهم: قَفّانُه إبّانُه، يقال: هذا حين ذاك وربّانُه وقَفّانُه وإبّانُه وأوَانه.
وقال ابن شُمَيْلٍ: القُفَّةُ رِعْدَةٌ تأخذ من الحمى.
والقُفُّ -بالضم- ما ارتفع من الأرض من مُتُوْنِها وصَلُبت حجارته، والجمع: قِفَافٌ وأقْفَافٌ،قَال امرؤ القيس:

فلمّا أجْزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحـى بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ

ويروى: “بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكام”.
وقال شَمِرٌ: القُفُّ: ما ارتفع من الأرض وغَلُظ ولم يبلغ أن يكون جبلا. وقال ابن شُمَيْلٍ: القُفُّ حجارة غاصّ بعضها ببعض مُترادف بعضها إلى بعض حمرٌ لا يخالطها من اللين والسهولة شيء، وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء؛ فيه إشراف على ما حوله، وما أشرف منه على الأرض حجارة؛ تحت تلك الحجارة -أيضاً-حجارة، قال: ولا تقلى قُفّاً إلاّ وفيه حجارة متعلقة عِظام مثل الإبل البُرُوك وأعظم وصغار، قال: ورُبَّ قُفٍّ حجارته فَنَادير أمثال البيوت، قال: ويكون في القُفِّ رياض وقِيعان؛ فالروضة حينئذ من القُفِّ الذي هي فيه ولو ذهبْت تَحْفْر فيها لَغلبَتْك كثرة حجارتها، وهي إذا رأيتها رأيتها طيناً وهي تُنبِتُ وتُعْشِب، وربما قَفَّفَ القُفَّ حجارته.قَال رُؤْبَةُ:

وقُفِّ أقْـفَـافٍ ورَمْـلٍ بَـحْـوَنِ من رَمْلِ أرْنى ذي الرُّكامِ الأعْكَنِ

ويروى: “يَرْنى” يريد أن يُعَظِّمه كقولهم: صِلُّ أصلالٍ.
والقُفُّ: علمٌ لواد من أودية المدينة -على ساكِنيها السَّلامُ-قَال زُهير بن أبي سُلمى:

لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنَازِلُـهْ عَفَا الرَّسُّ منها فالرُّسَيْسُ فَعاقِلُهْ
فَقُفٌ فَصَاراتٌ فأكْنَافُ مَنْـعِـجٍ فشرقيُّ سلمى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ

ثم أضاف إليها شيئا آخر وثنّاه فقال زهير أيضاً:

كم للمَنازِلِ من عامٍ ومن زَمَنِ لآلِ أسْماءَ بالقُفَّيْنِ فالرُّكُـنِ

وقال ابن عبّاد: القُفُّ: خُرْتُ الفَأسِ، والقصير من الرجال.
وجاءنا بقُفٍّ من الناس: إي بأخْلاطٍ وأوْباشٍ.
قال: والقُفُّ: السُّدُّ من الغَيْم كأنه جبلُ.
وقال غيره: القُفُّ ظهر الشيء. وناقَةٌ قُفِّيَّةٌ: تَرعى القُفَّ.
والقُفُّ: من حبائل السِّباع.
وقال الليث: القُفَّةُ: كهيئة القرْعةِ تُتَّخذ من خُوص، يقال: شيخ كالقُفَّة وعجوز كالقُفَّة. وزاد غيره: يُجْتنى فيها من النخل ويضع فيها النساء غَزْلَهُنَّ. وفي حديث أبي رجاء عِمران بن تيمٍ العُطارِديِّ: يأتونني فيحملونني كأنني قُفَّةٌ حتى يضعوني في مقام الإمام فأقرأ بهم الثلاثين والأربعين في ركعة.
وقال الأصمعي: القُفَّةُ من الرجال: الصغير الجِزرم قد قف أي انضم بعضه إلى بعض حتى صار كأنه قُفَّةٌ. وقال ابن السكِّيت في قولهم كبر حتى صار كأنه قُفَّةٌ. وقال ابن السكيت في قولهم كَبِر حتى صار كأنه قُفَّةٌ: وهي الشجرة البالية اليابسة. وقال الأزهري: وجائز أن يُشبَّه الشيخ إذا اجتمع خلقُه بِقُفَّة الخوُص وهي كالقرعة تُجعل لها معاليق وتُعلَّق بها من رأس الرحل يضع الراكب فيها زاده وتكون مُقَوَّرة ضيِّقة الرَّأس، قال:

رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالقُفَّـهُ تَسْعى بِجُفٍّ معها هِرْشَفَّهْ

وروى أبو عُبيد: “كالكِفَّهْ”.
والقُفَّةُ: الفَأْرَةُ.
والقُفَّةُ -أيضاً-: ما ارتفع من الأرض؛ كالقُفِّ.
وقَفْقَفا البعير: لَحْياه.
وأما قول عمرو بن أحمر الباهلي يصف ظَليماً:

يَظَلُّ يَحُفُّهُنَّ بِقَفْقَفَـيْهِ ويَلْحَفُهُنَّ هِفّافاً ثَخِيْنا

ويروى: “هَفْهَافاً”، فإنه يريد أنه يَحُفُّ بيضه بجناحيه ويجعلهما له كاللحاف وهو رقيق مَع ثِخَنِه.
وأقَفَّتِ الدجاجة: إذا انقطع بيضها، هذا قول الأصمعي. وقال الكسائي: إذا جمَعَتْ بيضها.
وقال أبو زيد: أقَفَّتْ عين المريض: إذا ذهب دمْعُها وارتفع سوادُها.
وقَفْقَفَ الرجل: إذا ارتعد من البرد.
والقَفْقَفَةُ: اضطراب الحَنِكْين واصطحاك الأسنان من البرد وغيره، وأنشد ابن دريد:

نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال لَيْلُ سُحَيراً وقَفْقَفَ الصَّرِدُ

قال: وقَفْقَفَ النَّبْتُ وتَقَفْقَفَ: إذا يَبِسَ.
وتَقَفْقَفَ الرجل من البرد: إذا ارْتَعَدَ، مثل قَفْقَفَ.
والتركيب يدل على الجمع والتجمعُ والتَّقَبُّضِ.

قلطف

قِلْطِفُ بن صَعْتَرَةَالطائي: أحد حُكّام العرب وكُهّانِهم.

قلعف

اقْلَعَفَّ الجِلْدُ واقْفَعَلَّ: إذا انْزَوى.
واقْلَعَفَّت أنامِلُه واقْفَعَلَّتُ: إذا تَشَنَّجَتْ من بَرْدٍ أو كِبَرٍ.
وقال الليث: البَعيرُ يَقْلَعِفُّ إذا ضرب الناقة فانضم إليها؛ يَقْلَعِفُّ: يصير على عُرْقُوْبَيْهِ مُعتمدا عليهما وهو في ضِرَابه، وهذا لا يُقْلَب.
قال: وإذا مددت الشيء ثم أرسلته فانضم قُلت: أقْلَعَفَّ.
وقال ابن شُمَيْل: يقال للرّاكب إذا لم يكن على مركب وطِيء: مُتقَلْعِفٌ.

قلف

رجل أقْلَفُ بيِّن القلف: وهو الذي لم يُخْتَنْ. وفي حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: الأقْلَفُ لا تُؤكل ذبيحتُه.هذا على التَّنزيه لا على التحريم.
والقُلْفَةُ -بالضم:- العُزْلة، قال:

كأنَّها حِثْـرِمَةُ ابْـنِ غـابِـنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوْسى خاتِنَ

وقَلَفَها الخاتن قَلْفاً: قطعها. وتَزعم العرب أن الغلام إذا ولد في القَمراء فَسحت قُلْفَتُه كالمختون،قَال امرؤ القيس لقَيْصر لما دخل معه الحمام:

إنّي حَلَفْتُ يَمِيْناً غـيرَ كـاذِبَةٍ لأنْتَ أقْلَفُ إلاّ ما جَنى القَمَرُ

ويروى: “أغْلَفُ”. وأنهم يقولون: إذا كان الصبي أجلعَ خَتَنَه القمر، والأجلَعُ: الذي لا تتوارى قُلْفَتُه.
وعيش أقْلَفُ: رغَد.
وقال ابن دريد: سيف أقْلَفُ: الذي في طرف ظُبَتِهِ تحزيز.
وقال غيره: سنَة قَلْفَاءٌ: مَخْصِبةٌ.
والقَلَفةُ -بالتحريك-: من الأقْلَفِ كالقطعة من الأقْطَعِ.
وقال الَرّاءُ في نوادِرِه: القَلَفَةٌ: القُلْفَةُ.
وقال غيره: القَلَفَتانِ: طَرَفا الشَّارِبين.
والقِلْفُ -بالكسر-: الموضع الخشن.
والقِلْفُ -أيضاً-: الدَّوْخَلَّةُ.
والقِلْفُ: قشر شجر الكُنْدُر الذي يُدخن به.
وقال الدِّينوريّ: ذكر الأعراب أن القِلْفة خضراء لها ثمرة صغيرة، وهي كالقُلقُلان، والمال حَرِيص عليها.
وقَلَفْتُ الشجرة: أي نَحَّيْتُ عنها لحاءها.
وقَلَفْتُ الدّنّ: فَضَضْتُ عنه طِيْنَه.

وقَلَفْتُ السفينة: إذا خَرَزْتَ ألواحها بالليف وجعلت في خللها القار، والاسم القِلافَة.
وفي حديث سعيد بن المسيب: إنه كان يَشرب العصير ما لم يَقلِفْ: أي ما لم يُزْبِدْ.
وقال أبو مالك: القِلَّفُ -مثال قِنَّبٍ-: الغِرينم والتِّقْنُ إذا يَبِسَ.
والقَلِيْفُ: جُلَّة التمر.
وقال ابن عبّاد: صخرة قِلْيَفةٌ وناقة قِلْيَفٌ -بوزن حِميَر-: وهي الضَّخمةُ.
وقال النّضر: القَلْفُ: الجِلال المملوءة، وكل جُلّة منها: قَلْفَةٌ، وهي المَقْلُوْفَةُ، وثلاث مَقْلُوْفات، وكل جُلَّة مَقْلُوْمَةٌ، وهي الجلال البحرانيَّة.
وقال ابن عبّاد: قَلَّفْتُ الجَزُور تَقْلِيفا: عضَّيْتُها.
وقال غيره: قَلَّفْتُ السفينة: مثل قَلَفْتُها.
والتَّقْلِيْفُ: من كلام أهل حضر موت، وهو تَمر يُنزع نواه ويُكنز في قِرب وظروف من الخوص.
واقْتَلَفْتُ من فلان أربع قَلَفَاتٍ وأربع مَقْلُوْفاتٍ: وهو أن تأتي الجُلَّةَ عند الرجل فتأخذها بقوله منه ولا تَكِيلها.
والاقْتِلافُ -أيضاً-: اقْتِلاعُ الظفر من أصله، وأنشد الليث:

يَقْتَلِفُ الأظْفارَ عن بَنانِهِ

وقال العُزَيزيُّ: انْقَلَفَتْ سُرَّته: إذا تعجّزت، وأنشد:

شُدُّوا علي سُرّتي لا تَنْقَلِفْ

والتَّركيب يدل على كشط شيء عن شيء.

قلهف

في النوادر: شعر مُقْلَهِفٌّ: أي مُرتفع جافل.
والقَلَهْنَفُ: المرتفع الجسم.

قنصف

الليث: القِنْصِف: طوط البردي نفسه.

قنف

أبو عمرو: القُنافي -بالضم- من الرجال: العَظيم.
وقال ابن عبّاد: رجل قُنافٌ: ضخم اللحية، وقيل: الطويل الجسم الغَليظُه، وقِناف مثله.
قال: والقُنَافُ: الفَيشلة الضخمة.
وقال غيره: القُنَافُ: الرجل الكبير الأنف.
وقَبِيصة بن هُلب -وهُلب لقب؛ واسمه يزيد- بن قُنافة الطائي: هو وأبوه هُلب من أصحاب الحديث.
والأقْنَف: الأبيض القَفا من الخيل.
والقَنَفُ -بالتحريك-: صِغَرُ الأذنين وغِلَظُهما، وزاد ابن دريد: ولُصُوقهما بالرأس.
وقال أبو عمرو: القَنَفُ: البياض الذي جُردان الحمار.
وقال الليث: الأذن القَنْفَاءُ أذن المِعْزى: إذا كانت غليظة كأنها نَعل مخصوفة؛ ومن الإنسان: إذا كانت لا أُطَر لها؛ والكَمَرَة القَنْفَاء. وكانت لَهْمام بن مرة ثلاث بنات فآلى ألاّ يُزوجهن أبداُ، فلما طالت بهن العُزُوبةقَال إحداهن بيتا وأسمعته كأنها لا تعلم أنه يسمع ذلك، فقالت:

أهَمّامُ بن مُـرَّةَ أنَّ هَـمّـي لَفي اللاّئي تكُونُ مَع الرِّجالِ

فأعطاها سيفا وقال: السيف يكون مَع الرجال، فقالت التي تليها: ما صَنَعتِ شيئاً؛ ولكني أقول:

أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّـي لَفي قَنْفَاءَ مُشْرِفَةِ القَذَالِ

فقال: وما قَنْفَاء تريدين مِعْزىً؟، فقالت الصغرى: ما صنعتما شيئاً؛ ولكني أقول:

أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي لَفي عَرْدٍ أسُدُّ به مَبالي

فقال: أخزاكُن الله؛ وزوجهُن. وأنشد غير الليث.

وأُمُّ مَثْوايَ تُذَرّي لِمَّـتـي وتَغْمِزُ القَنْفَاءَ ذاةَ الفَرْوَةِ

وقال أبو عمرو: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس.
وقال ابن دريد: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس.
وقال ابن دريد: القَنِيْفُ اختلفوا فيه، فقال قوم: القَنِيْفُ السحاب، وقال آخرون: مرَّ قَنِيْفٌ من الليل: إذا مرَّ هَوِي منه؛ وليس بثَبتٍ.
وقال ابن عبّاد: القَنِيْفُ: القليل الأكل.
والقَنِفُ: الأزْعر القليل شعر الرأس.
وقَنِفَ القاعُ قَنَفاً: إذا تشقَّق طينه.قَال ابن الأعرابي: القِنَّفُ والقِلَّفُ -مثال قِنَّبٍ-: ما تطاير من طين السيل على وجه الأرض وتشقَّق.
قال: وأقْنَفَ الرجل: إذا اسْتَرْخَتْ أذنه.
وأقْنَفَ: إذا اجتمع له رأيه.
وقال ابن عبّاد: أقْنَفَ: إذا صار ذا جيش كثير.
وحَجَفَةٌ مُقَنَّفَةٌ -بتشديد النون المفتوحة-: أي مُوسعة.
وقَنَّفْتُه بالسيف: أي قطعْتُه.
وقال ابن الأعرابي: اسْتَقْنَفَ الرجل: إذا اجتمع له رأْيُه وأمره في معاشه؛ مثل أقْنَفَ.
والتركيب يدل على تجمُّع شيء.

قوف

قُوْفُ الأذن -بالضم-: أعلاها؛ وقيل: مُستدار سمِّها.

وقولهم: أخذه بقُوْفِ رقبته وبِقُوْفَةِ وبقافِ رقبته: أي برقبته جمعاء. وقال الكسائي: هو أن يأخذ برقبته فيعصرها، قال:

نَجَوْتَ بقُوْفِ نَفْسِكَ غيرَ أنّي إخَالُ بأنْ سَيَيْتَـمُ أو تَـئيْمُ

أي نجوت بنفسك.
وبيت قُوْفى -مثال طُوبى-: من قُرى دمشق.
والقاف: من حروف المعجم.
وقاف: جبل مُحيط بالأرض،قَال الله تعالى: (ق والقُرْآنِ المَجِيْدِ).
والقائفُ: الذي يعرف الآثار، والمجع: القافَةُ، يقال: قُفْتُ أثره قَوْفاً: إذا اتَّبعْته؛ مثل قَفَوت أثره،قَال الأسود بن يَعْفُر:

كَذَبْتُ عليكَ لا تَزَالُ تَقُزْفُنـي كما قافَ آثارَ الوَسِيْقَةِ قائفُ

فأغراه بنفسه؛ أي عليك بي. ويقال: هو أقْوَفُ الناس.
واقْتَافَ أثره: مثل قافَهُ.
وقال ابن شُميل: يقال فلان يَتَقَوَّفُ على مالي: أي يحجُر عليَّ فيه.
وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس: أي يأخذ عليَّ في كلامي ويقول قُل كذا وكذا.
وقال ابن دريد: القاف والواو والفاء ليست أصلا؛ وإنما هي من باب أبدال.

قيف

ذو قَيْفانَ: علقمَةُ بن علسٍ ذي جَدَن بن الحارث بن زيد بن الغوث بن الأصغر بن سعد بن عوف بن عدي الحِميَري؛ ويقال: ذو قيفان بن مالك بن زُبيد بن وَلِيعة بن مُعيد بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل، وهو مَلك البَوْنوالبَوْنُ مدينة لهَمْدان-، فقتله زيد بن مَرْب الهمْداني جدُّ سعيد بن قيس بن زيد، ومَلَك بعده مَرْثَد بن عَلس الذي أتاه أمرؤ القيس يستمده على بني أسد. وفي ذي قَيفان يقول عمرو بن معدي كرِب رضي الله عنه:

وسَيْفٌ لابْنِ ذي قَيْفَانَ عِنْدي تَخَيَّرَه الفَتى من قَوْمِ عادِ

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف