معجم العباب الزاخر – باب الغين (غ)

غأغأ

الغَأْغاءُ: صوت العواهق الجبليَّة.

غبأ

غَبَأْتُ إليه وله أغْبَأُ غَبْأً: قصَدْتُ له.

غرقأ

ذكر بعض من صنّف في اللغة: الغِرْقِئ وما تَفرَّع منه أن يُذكر في باب القاف. وسنذكره هنالك مُوفَّقين إن شاء الله تعالى.
رجل فَأْفَأْ -على فَعْلَلٍ عن اللِّحياني- وفَأْفَاءٌ -بالمد عمَّن سواه-، وفيه فَأْفَأَةٌ، وهي أن يتردد في الفاء إذا تكلم.

غرنط

غرناطةُ: بلدة كبيرة من أعمال الأندلس، معنى غرناطة: الرمانة بلغةَ عجم الأندلس، وقال بعضهم: الصحيحَ أغرناطة والعامة تقول: غرناطة.

غطط

غطةُ في الماء يغطه: أي مقله وغوصه فيه.
وقال أبو زيدٍ: غط البعيرُ يغِط -بالكسر- غطيطاً: أي هدرَ في الشقشقة، فإذا لم يكن في الشقشقة فهو هدير، والناقة تهدرُ ولا تهدر ولا تغط لأنه لا شقشقة لها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: اللهم أعني على مضر؛ اللهم أجعل سنيهم كسني يوسف. فرموا بالسنة فجاءهُ مضري فقال: يا نبي الله والله ما يغط لنا بعير -ويروى: ما يخطر لنا جمل- وما يتزود لنا راعٍ. فدعا الله لهم، فما مضى ذلك اليوم حتى مطروا، ما مضتْ سابعة حتى أعطن الناس في العشب، قال امرؤ القيسي.

يغط غطيط البكرْ شد خناقه ليقتلني والمرء ليس بقتال

وغطيط النائم والمخنوق: نخيرهما. وروى ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نام حتى سمع غطيطة ثم صلى ولم توضأ.
وقال يعلى ابن أمية -رضى الله عنه- لعمرَ -رضى الله عنه-: ليتني أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ينزلُ عليه، قال: فلما جاءه الوحي دعاه عمرو فجاء فأدخل رأسه؛ فإذا هو محمر وجهه يغط.
والغطاط -بالفتح-: ضرب من القطا، وهي غبر الظهور والبطون والأبدان سود بطون الأجنحة طوال الأرجل والأعناق لطاف لا تجتمع أسراباً أكثرُ ما تكون ثلاثاً أو اثنتين، الواحدة: غطاطة.
وقال أبو حاتم: بأخدعي الغطاطة مثل الرقمتين خطان أسود وأبيض وهي لطيفة فوق المكاء، وقال المنتخل الهذلي:

وماءً قد وردتُ أميم طـامٍ عليه موهناً زجل الغطاط

ويروى: “على أرجائه زجلُ”. وقال أبو كبير الهذلي:

لا يجفلون عن المضاف ولو رأوا أولى الوعاوع كالغطاط المقبل

وقال نقاده الأسدي، ويروى لرجلٍ من بني مازنٍ: إلا الحمام الورق والغطاطا وقال حميد بن ثور -رضى الله عنه-:

ومحوض صوتُ الغطاط بـهِ راد الضحى كتراطن الفرس

وقال رؤبة:

أذل أعناقاً من الغطاط

وقال أيضاً:

باكرته قبل الغطاط اللغط

والغطا -بالضم-: أول الصبح، قال رؤبة:

فأيها الشاحجُ بالغطاط

والطاغط والعطاعط: السخال الاناث؛ عن الليث، وأنكر الأزهري الغطاغط ?بالغين المعجمة- الواحد: غطغط وعطعط -بالضم-.
وقال ابن الأعرابي: الاغط: الغني.
والغطغطة: حكاية صوتٍ يقاربُ صوتَ القطا.
والمغطغطةُ: القدرُ الشديدة الغليان.
واغتط الفحلُ الناقة: تنوخها.
وإذا حاضرتَ الرجل فسبقته بعدما سبقك: فقد اغتططته.
وتغطغط الماءُ: إذا اضطربَ موجه.
وتغطغط الشيء: تبدد.
والتركيبُ يدل على صوتٍ وعلى وقتٍ من الأوقات.

غطمط

الغطامط -بالضم-: صوت غليان القدر وموج البحر، وجعلَ بعضهم الميم زائدة، قال الكميتُ يذكرُ قثدور أبان بن الوليد البجليّ ويمدحه:

كأنَّ الغُطامِطَ من غَلْيِهـا أراجِيْزُ أسْلَمَ يَهْجُو غفارا

وقيل: وفدت غفار وأسلم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما صاروا في الطريق قالت غفارُ لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار ولم تنزل فسبوهم، فلما رأت ذلك أسلم ارتحلوا وجعلوا يرجزون بهجائهم.
وقال أبن دريد في باب فعلليل وما جاء من المصادر على هذا البناء: غَطْمَطِيْطُ، يقال: سمعت غَطْمَطِيطَ الماء، أرادوا صوته، وأنشد:

بَطِيءُ ضِفَنَّ إذا ما مَـشَـى سَمِعْتَ لآعْفَاجِهِ غَطْمَطيْطا

وربما قالوا: بحر غَطْمَطِيطُ، قال: وبحر غَطَوْمَطُ وغُطامِطُ: سواء؛ وهو الكثير الماء. والمصدر: الغَطْمَطَةُ والغِطْمَاطُ، قال رؤبة:

إذا تَلاقى الوَهطُ بـالأوْهـاطِ أرْوى بِثَرثارَينِ في الغِطْماطِ

وقال رؤبة أيضا:

سَالتَ نَواحِينا الى الأوْسـاطِ سَيْلاً كَسَيْل الزَّبِد الغِطْماطِ

وقيل: الغِطْماطُ: الموج المتلاطم.
والتَّغَطْمُطُ: صوت معه بحجُ وتَغَطْمَطَ عليه الموج. إذا اضطرب عليه حتى غَطّاه.
والتَّغَطْمُطُ: غرغرة القدر؛ وهي صوت غَليانها.
والتركيب يدل على صوت وعلى وقت من الأوقات.

غلط

غَلِطَ في الأمر يَغْلَطُ غَلَطاً. وقال الليث: الغَلَطُ: كل شيء يعابه الإنسان عن وجهه وأصابه صوابه من غير تعمد.
وقال غيره: العرب تقول: غَلِطَ في منطقهِ وغلب في الحسابِ، وبعضهم يجعلهما لُغتينِ.
والغَلُوْطَةُ والأغْلُوطَةُ: ما يستزلُ به العالمِ ويُغالطُ به ويُستسقطُ به، ونهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغَلُوطات، ويروى: الأغْلُوطات. قال القُتبي: هي مِثلُ حديثِ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: أنذرتكمُ صِعابَ المنطقِ، يريدُ المسائلَ الدقاقَ الغوامضَ، وإنما نهى عنها لأنها غيرُ نافعةٍ في الدين ولا تَكادُ تكونُ إلا فيما لا يقعُ أبداً، ألا ترى قولَ عبدِ الله -رضي الله عنه- أيضاً: بحسبِ المؤمنِ من العلم أن يخشى الله.

وقال أبو عُبيدٍ أحمدُ بن محمد الهرويُ: الأصلُ فيها الأغْلُوطات، ثم تُركتِ الهمزةُ، كما نقول: جاءَ الأحمرُ؛ ثم تقول: جاء لَمرُ، قال: وقد غَلِطَ من قال هي جمعُ غَلُوطةٍ. وقال غيرهُ: يقال مسألةٌ غَلَوطةٌ كشاةٍ حلُوبٍ وناقةٍ ركوبٍ. وقيل: الصوابُ لُغْلُوْطات.
والأغْلُوطَةُ: أفْعُوْلَةٌ؛ من الغَلَطِ؛ كالأحدوثةِ والأحموقَةِ.
ورجلٌ مِغْلاطٌ: كثيرُ الغَلَطِ، قال رؤبة:

فَبِئسَ عِض الخرِفِ المِغْلاطِ والوغلِ ذي النميمةِ المحلاطِ

والتغلِيْطُ: أن تقولَ للرجلِ: غَلِطتَ.
وغالَطَهُ: فاعلهُ؛ من الغَلَطِ.

غمط

الغَمْطُ: كالغَمْجِ؛ وهو جرعُ الماءِ بشدةٍ قاله الليث.
وغَمَطَ النعمةَ يغمِطها ?بالكسر- وغَمِطَها -بالكسر- يغمطها غمطاً فيهما: أي بطرها وحقرها.
وغَمْطُ الناسِ: الاحتقارُ لهم والإزراءُ بهم، وفي الحديث: وغَمِطَ الناس، ويروى: وغَمَصَ، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب غ م ص.
وقال ابنُ دريدٍ: سماءٌ غَمَطَى وغَبَطى -مثالُ جَمَزى-: إذا أغمَطتْ في السحاب يومينِ أو ثلاثةً.
والأغْمَاطُ والاغْباطُ: الملازمةُ، وفي الحديثِ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغْمَطَتْ عليه الحُمى في مرضه الذي مات فيه؛ ويروى: أغْبَطَتْ، وقال ابراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ نفسهَ:

ثَبْتٌ إذا كانَ الخَطِيْبُ كـأنـهُ شاكٍ يَخافُ بكوزَ وردٍ مُغْمِطِ

ويروى: “مُغْبِط”.
وقال ابنُ عبادٍ: اغتمطتُ الرجُلَ: إذا حاضرتهَ فسبقته، بعدما سبقكَ، وكذلك في الكلام إذا قَهَرتهَ.
وقال غيرهُ: اغْتَمَطْتُه بالكلامٍ واغْتَطَطَتهُ: إذا علوتهَ وقهرتهَ، ويكونُ بمعنى احتقرتهُ أيضاً.
وقال أبو عمرو: الاغتماطُ: أن يخرجَ الشيءُ فلا يرى له عينٌ ولا أثرٌ، يقال: خرجتْ شاتُنا فاغتمِطتْ فما رأينا لها أثراً.

غملط

الليثُ: الغَمَلطُ: الطويلُ العُنُقِ، وهو الغمَلجُ، وأنشدَ:

غُمْط غَماليِطْ غَمَلطات

وإنشادُ ابن الأعرابي:

غُمْج غَماليج غَمَلجات

غوط

غاطَ في الشيءِ يَغُوطُ ويِغيطُ غَوطاً وغَيطاً: دخلَ فيه، يقال: هذا رملٌ تغوطُ فيه الأقدامُ وتغيطُ.
والغَوْطُ والغائطُ: المُطمأنُ من الأرض الواسعُ، وقال ابنُ دريدٍ: الغوطُ: أشدُ انخفاضاً من الغائطِ وأبعدُ، وفي قصة نوحٍ -صلواتُ الله عليه-: انسدت ينابيعُ الغَوطِ الأكبر وأبوابُ السماء.
والجمع: غوط وأغواط وغيطان وغياط؛ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلي:

وخرقٍ تحسرُ الركبانُ فـيهِ بعيدِ الجوف أغبر ذي غياط

ويروى: “ذي غواط” و”ذي نياط”. وقال رؤبة: إفراغ نجاخينِ في الاغواط وقوله تعالى: (أو جاءَ أحَد منكم من الغائطِ) كان الرجلُ منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجة آتى الغائط فقضى حاجته؛ فقيل لكل من قضى حاجته: آتى الغائط، يكنى به عن العذرة.
وفي حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم- أن آتاه حصينُ بنُ أوسٍ النهشلي -رضى الله عنه- فقال: يا رسول الله قلاْ لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي، فسمت عليه ودعا له، يريد أهل الوادي الذي كان ينزلهِ.
وفي حديثه الآخر: تنزلُ أمتي بغائطٍ يسمونه البصرة يكثر أهلها وتكون مصراً من أمصار المسلمين.
وقال ابن الأعرابي: يقال غط غط: إذا أمرته أن يكون مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفتنُ، وهم الغاطُ يقال: ما في الغاطِ مثلهُ: أي في الجماعة.
والغاطُ -أيضاً- الغوط من الأرض.
وقال أبو محمد الأعرابي: الغوطةُ: برث أبيضِ يسير فيه الراكبُ يومين لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال: لبني أبي بكر بن كلاب. وقال غيره: الغوطةُ: بلد من بلاد طيئ لبني لآم قريب من جبال صبحُ لبني فزارة.
وقال ابن شميلٍ: الغوطةُ: الوهدة في الأرض المطمئنة.
والغوطةُ: غوطةُ دمشق، وهي إحدى جنان الدنيا الأربع، والثانية أبلة البصرة، والثالثة: شعبُ بوانَ، والرابعة: سغدُ سمرقند.
قال عبد الله بن قيس الرقيات يمدحُ عبد العزيز بن مروان:

أحللكَ الله والخلـيفةُ بـال غوطةَ داراً بها بنو الحكم

الحكمُ: هو ابن أبي العاص بن أمية. وقال عبيدُ الله -أيضاً- يذكرُ الملوكَ:

أقفرتْ منهمُ الفراديسُ فالغو طة ذاة الرى وذاةُ الظلال

وغاط غوطاً: أي حفرَ، وبئر غويطة: بعيدةُ القعر، قال ذلك أبو عمرو.
والغوطُ: الثريدُ.
وغاطتِ الأنساعُ في دف الناقة: إذا تبينتْ آثارها فيه. وغاطَ الجبلُ في مخزمها: إذا غاب فيه.
وقال الفراءُ: أغوط بئرك: أي أبعدْ قعرها.
وقال ابن عبادٍ: غوط تغوطاً: أي لقم.
وتغوط: أي أبدى.
وانغطاط العودُ: إذا تثنى.
وهما يتغاوطان في الماءِ: أي يتغامسانَ.
والتركيبُ يدل على اطمئنان وغورٍ.

غيط

غاط في الشيء يغيط ويغوطُ: دخلَ فيه.
وقال ابنُ الأعرابي: بينهما مهابطة وممايطة ومغايطة ومشايطة: أي كلام مختلف.

غغ

أبو عمرو الشيباني: ذَغَّ جاريته: إذا جامعها.

غوغ

ابن دريد: الغَاغُ: الذي يسمى الحَبَقَ.
وقال الليث: الغاغَةُ: نبات شبه الهِرْنَوَى.
وقال أبو عبيدة: الجراد أول ما يكون سرة، فإذا تحرك فهو دَبَيً قبل أن ينبت جناحاه، ثم يكون غَوْغاءً. قال: وبه سمي الغَوْغاءُ من الناس.
قال والغَوْغاءُ -أيضا-: شبه البعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي لأنه ضعيف.
وقال الأصمعي: إذا أحمر الجراد فانسلخ من الألوان كلها صار إلى الحمرة فهو الغَوْغاءُ.
وقال أبو عباس: إذا سميت رجلا بِغَوْغاءَ فهو على وجهين: إن نويت به ميزان حمراء لم تصرفه، وإن نويت به ميزان قعقاع صَرَفْتَه. وسنعيد ذكره -إن شاء الله تعالى- لهذا التقسيم في باب الحروف اللينة.

غترف

الأحْمَرُ: التَّغَتْرُفُ والتَّغَطْرُفُ والغَتْرَفَةُ والغَطْرَفَةُ: التَّكَبُّرُ، وأَنْشَدَ: فإنَّك إنْ عادَيتَني غَضب الحصى عليك وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَتْرِفُ ويُرْوى: المُتَغَطْرِفُ.

غدف

الغُدَافُ: غُرابُ القَيْظِ، والجَمْعُ: غِدْفانٌ. ورُبَّما سَمَّوا النَّسْرَ الكَثِيرَ الرِّيشِ غُدافاً، وكذلك الشَّعَرُ الطَّويلُ الأسْوَدُ والجَنَاحُ الأسْوَدُ،قَال الكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليم وبيضه: يكسوهُ وحفاً غُدافاً من قطيفته ذاةِ الفُضول مَع الإشفاق والحدب وغُدافٌ: من الأعلام.
وقال رُؤْبَةُ:

رُكِّبْتُ من جَنَاحِكَ الغُدافـي من القُدَامى لا مِنَ الخَوَافِي

وقال العَجّاجُ:

بُدِّلَ بعد رِيْشِهِ الغُـدَافـي قَنَازِعاً من زَغَبٍ خِفَافِ

وقال ابنُ دريد: الغادِفُ: المَلاّحُ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ.
وقال غيرهُ: القَوْمُ في غَدَفٍ من عيشهم -بالتَّحريك-: أي في نَعْمَةٍ وخصب وسعة.
والغدفُّ -مثالُ هجفٍّ-: الأسدُ.
وقال ابنُ عبّاد: غَدَفَ له في العطاء: أي أكثر ووسَّع.
وأغْدَفت المرأةُ قناعها: أي أرسلته على وجهها،قَال عنترةُ لن شدّاد:

إِنْ تُغْدِفي دوني القِنَاعَ فإنَّني طَبٌّ بأخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئمِ

وأغْدَفَ اللَّيْلُ: إذا أرخى سُدوله.
وأغْدَفَ الصَّياد الشبكة على الصيد: أسبلها عليه. ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم- حين قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسّدَّةِ: فأذِنَ لهما فدخلا فأدف عليهما خَمِيْصَةً سوداء. وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: لَنَفْسُ المُؤمن أشدُّ ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يُغْدَفُ به.
وقال اللِّحْيَانيُّ: أغْدَفَ في خِتانِ الصَّبيِّ وأسْحَتَ: إذا اسْتَأْصَلَ، ويًقال: إذا تُغْدِفْ ولا تُسْحِتْ.
وقال ابن عَبّاد: أغْدَفَ الرجلُ بالمرأة: إذا جامعها.
واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ: إذا أخَذَ منه شيئاً كثيراً.
واغْتَدَفْتُ الثَّوْبَ: قَطَعْتُه: والتَّرْكيبُ يدُلُّ على سَتْرٍ وتَغْطِيَةٍ.

غرضف

الغُرْضُوْفُ والغُضْرُوْفُ: كل عظم رَخْصٍ يُؤْكَلُ، والجمع: الغَرَاضِيْفُ والغَضاريفُ.
ومارِنُ الأنف: غُرْضُوْفٌ، قال:

كأنَّ طَعْمَ البَرَدِ الـمُـنْـهَـمِّ تَحْتَ غَرَاضِيْفِ الأُنُوْفِ الشُّمِّ

ونُغْضُ الكَتِفِ: غُرْضُوْفٌ، وكذلك رُؤوسُ اضْلاع ورَهابَةُ الصَّدْرِ وداخل قُوْفِ الأُذُنِ.
والغُرْضُوْفانِ: الخَشَبَتانِ اللتان تُشَدّانِ يميناً وشمالاً بين واسط الرَّحلِ وآخرته.

غرف

الغَرْفُ: شجر يُدْبَغُ به الأديمُ،قَال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ:

ومـا يَزَالُ لـهـا شَـأْوٌ يُوَقِّـرُهُ مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ

يُقال: سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: إذا دُبِغا بالغَرْفِ،قَال ذو الرمَّةِ: وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرَفُ -بالتَّحريك-، الواحِدة غَرَفَةٌ،قَال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ: الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال: وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنْشَدَ لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ:

أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ

سُقامُ: وادٍ.
وغَرَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه. وقال الأصمعيُّ: يُقال: غَرَفْتُ ناصية الفرس: أي جَزَزْتُها. ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- عن الغارِفَةُ. والغارِفَةُ معنيين: أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ: وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدراً بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ.
وناقَةٌ غارِفَةٌ: سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً. وفارسٌ مِغْرَفٌ،قَال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ:

جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ

ويُرْوى: “قَصِيْرٌ”، ويُرْوى: “صَعَّدَتْ له”.
وغَرَفْتُ الجِلْدَ: دَبَغْتُه بالغَرْفِ.
وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، والغَرْفَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ -بالضَّمِّ:- اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو: (إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً). بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ. وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ: غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت: يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى: غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ.
والغِرَافُ -أيضاً- مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ.
والمِغْرَفةُ: ما يُغْرَفُ به.
وغرِفَتِ الإبل -بالكَسْر- تَغْرَفُ غَرَفاً -بالتَّحريك-: إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ.
والغَرِيْفُ: الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان،قَال الأعشى:

كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَـرِيْفِ إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا

ويُرْوى: “السَّدِيْرا”، وقيل: الغَرِيْفُ في هذا البيت: ماءٌ في الأجَمَةِ.

وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرِيْفُ: القَصْباء والحَلْفاءُ، قال: وهو الغَيْضَةُ أيضاً،قَال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ:

يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ

وقال آخر:

لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْـتُ لَـهُ منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ

والغَرِيْفُ: سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول:

سَيْفي الغَرِيْفُ وفَوْقَ جِلْدي نَثْرَةٌ من صُنْعِ داوود لهـا أزْرارُ
أنْفي به مَنْ رامَ منهـم فُـرْقَةً وبمِثْلِهِ قـد تُـدْرَكُ الأوْتـارُ

والغَرِيْفَةُ: جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً،قَال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير:

خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُـوْنِ

جعلها خَلَقاً لِنُعُومَتِها.
وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل: الغَرِيْفَةَ.
والغِرْيَفُ -مِثال حِذْيَمٍ-: ضَرْبٌ من الشجر. وقال أبو نَصْرٍ: الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ. وزعم غيره: أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنْشَدَ قول حاتم في صفة نَخْلٍ:

رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِـرْيَفُ

وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ:

يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْـدِقٌ بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

والغِرْيَفُ -أيضاً-: جبلٌ لبني نُمَيْرٍ،قَال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ:

كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفـا هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا

وغِرْيَفَةُ: ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ.
وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ: أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ.
والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ، والجمعُ: غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ.
وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه:

سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ

يعني به السماءَ السابعة.
والغُرْفَةُ -أيضاً-: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ.
والغُرْفَةُ: الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ. وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه: إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ.
والغُرَافَةُ: ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ.
وبِئْرٌ غَرُوْفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤها باليد.
وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كثيرُ الأخذ للماء.
ونهرٌ غَرَّافٌ -بالفتح والتَّشديد-: كثيرُ الماء.
والغَرّافُ -أيضاً- نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ.
وقال أبو زيد: فَرسٌ غَرّافٌ: رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض.
وغَرّافٌ -أيضاً-: فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه:

فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِسـاً سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا

قال أبو محمد الأعرابيُّ: سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو؟ قال: كان جاراً للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرساً له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارساً منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا: لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت.
والانْغِرَافُ: الانْقِطاعُ،قَال قيسُ بن الخَطيم:

تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِهـا فـإذا قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ

رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته “لِشَيْءٍ” مكان “رُوَيْداً”.
والاغْتِرَافُ من الماء: الغَرْفُ منه.

غسف

أبو عمرو: الغَسَفُ: الظُّلْمَةُ، وأغْسَفْنا: أي أظْلَمْنا.

غضرف

الغُضْرُوْفُ: الغُرْضوفُ، وقد فُسِّرَ في تركيب غ ر ض ف.

غضف

غَضَفْتُ العُوْدَ: إذا كَسَرْتَه فلم تُنْعِمْ كَسْرَه. وغَضفَ الكلب أُذُنَه يَغْضٍفُها غَضْفاً: إذا أرْخاها وكَسَرها.
والغَضَفُ -التَّحْريك-: اسْتِرْخاءٌ في الأُذُنِ، يُقال: كلبٌ أغْضَفُ وكِلابْ غُضْفٌ،قَال ذو الرُّمَّةِ:

غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأشْدَاقِ ضـارِيَةٌ مِثْلَ السَّرَاحِيْنِ في أعْنَاقِها العَذَبُ

وروى أبو عمرو: “خُرْتٌ”.
وسَهْمٌ أغْضَفُ: أي غَلِيظُ الرِّيش، وهو خِلافُ الأصمَعِ.
وعَيْشٌ أغْضَفُ: أي ناعِمٌ.
ولَيْلٌ أغْضَفُ: أي مُظِمٌ،قَال ذو الرُّمَّةِ أيضاً:

قد أعْسِفُ النّازِحَ المَجْهُوْلَ مَعْسِفُهُ في ظِلِّ أغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ البُوْمُ

ويُرْوى: “في ظِلِّ أخضر”.
قال أبو سهلٍ الهَرَويُّ: وأمّا الأغضَفُ فهو الأسد المُتَثَنِّي الأُذُن وهو أخبثُ له، وقيل: الأغضَفُ: المُسْتَرْخي الأُذُنين،قَال النّابغةُ الجَعْدِيُّ -رضي الله عنه- يَصِفُ أسداً:

إذا ما رَأى قِرْناً مُـدِلاَّ هَـوى لَـهُ جَرِيْئاً على الأقْرَانِ أغْضَفَ ضارِيا

وقال طُرَيْحٌ الثَّقَفيُّ يَصِفُ أُسوداً:

لِضَرَاغِمٍ غُضْفٍ تَزِرُّ عُيُوْنُها صِيْد الرُّؤوسِ نِزَالُهُنَّ ألِيْمُ

وقال أبو عمرو الشَّيبانيُّ في قول أبي النَّجم:

حتّى ضَغَا والعِرْضُ منـه دامِ بين حِرَادِ الأغْضَفِ الضِّرْغامِ

الغَضَفُ في الأُذُن: الْتِوَاءٌ إلى خَلْفِها. وقال -أيضاً- في قول أبي النَّجْمِ:

ما يُدَّرى من لَيْثِ غابٍ أغْضَفا

أيْ: أيُّ شيءيُخْتَلُ منه.
والغاضِفُ: النّاعِمُ البال، ويُقال -أيضاً-: عيشٌ غاضِفٌ.
وقال ابن الأعرابيِّ: الغاضِفُ من الكلاب: المُنْكَسِرُ أعلى أُذُنه إلى مُقدمه، والأغضَفُ: إلى خلْفِه.
وقال ابن شُمَيْلٍ: الغَضَفُ -بالتَّحريك- في الأُسْدِ: اسْتِرْخاءُ أجفانها العُليا على أعينها؛ يكون ذلك من الغضب والكِبْرِ.
وغَضَفَتِ الآتُنُ تَغْضِفُ -بالكسر-: إذا أخَذتِ الجَرْيَ أخذاً،قَال أُمَيَّةُ بن أبي عائذ الهُذَليُّ:

يَغُضُّ ويَغْضِفْنَ مـن رَيِّقٍ كَشُؤْبُوْبِ ذي بَرَدٍ وانْسِحالِ

الانْسِحَالُ: الانْصِبَابُ.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: الغَضَفُ -بالتَّحريك-: نباتٌ يُشبِهُ نبات النَّخل سواء؛ له سعف كثير وشوكٌ وخوص من أصلب الخُوْصِ تُعْمَلُ منه الجِلالُ العظام فتقوم مقام الجوالق يُحملُ فيها المتاع في البرِّ والبحر. وقال اللَّيثُ: الغَضَفُ شجر بالهند كهيئة النَّخل سواء؛ من أسفله إلى أعلاه سعفٌ أخضرُ مُغَشّىً عليه؛ ونواه مُقَشَّرٌ بغير لِحَاءٍ.
وقال ابن دريدٍ: الغَضَفَةُ -بالتَّحريك- زعَم قومٌ أنَّها القَطَاةُ؛ وقال آخرون: بل هي ضَرْبٌ من الطَّير.
وقال غيره: الغَضَفَةُ: الأكَمَةُ.
وغَضَفَ بها: مِثْلُ خَضَفَ بها.
وأغضَفَ اللَّيلُ: أي أظلم واسودَّ،قَال العجّاجُ:

وانْغَضَفَتْ في مُرْجَحِنٍّ أغْضَفا

ونخلٌ مُغْضِفٌ -بلا هاء-: إذا كَثُرَ سعفها وساء ثمرها. وفي حديث عُمر -رضي الله عنه أنَّه خطب فذكر الرِّبا فقال: إن منه أبواباً لا تَخْفى على أحدٍ، منها: السَّلَمُ في السِّنِّ؛ وأن تُباع الثَّمَرَةُ وهي مُغْضِفَةٌ لَمّا تَطِبْ؛ وأنْ يُباع الذّهب بالورق نساءً. قوله: في السِّنِّ أي في الحيوان، مُغْضِفَةٌ: أي قد اسْتَرْخَتْ ولَمّا تُدرك تمام الإدراك.
ويقال للسَّماء أغضفت: إذا أخالت للمطر.
وقال أبو عدنان: قالت لي الحَنْظَلِيَّةُ: أغْضَفَتِ النَّخْلَةُ: إذا أوْقَرَتْ.
وعَطَنٌ مُغْضِفٌ: إذا كَثُرَ نَعَمُه، وأنشد على هذه اللُّغة قول أُحَيْحَةَ بن الجُلاَحِ: الجُلاَحِ:

إذا جُمَادى مَنَعَتْ قَطْرَهـا زانَ جَنابي عَطَنٌ مُغْضِفُ

وروى غيره: “مُعصِفُ” بالعَيْنِ والصّادِ المُهْمَلَتَيْنِ.
والتَّغْضِيْفُ: التَّدْلِيَةُ.
والتَّغَضُّفُ: التَّغَضُّنُ.
وتَغَضَّفَ علينا الليلُ: ألْبَسَنا،قَال الفَرَزْدَقُ:

فَلَقْنا الحَصى عنه الذي فَوْقَ ظَهْرِهِ بأحْلامِ جُهّالٍ إذا ما تَغَضَّـفُـوا

وتَغَضَّفَتْ عليه الدُّنيا: إذا كَثُرَ خَيرُها وأقبلتْ عليه.
وتَغَضَّفَتِ الحيَّة: إذا تَاَوَّتْ،قَال أبو كبير الهُذَليُّ:

ولقد وَرَدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ لَيْنَ الرَّبيعِ إلى شُهُوْرِ الصَّيِّفِ
إلاّ عَوَاسِلُ كالمَرَاطِ مُـعِـيْدَةٌ باللَّيْلِ مَوْرِدَ أيِّمٍ مُتَغَـضِّـفِ

ويُروى: “عَوَاسِر”، يعني الذِّئابَ التي تَعْسِلُ عَسَلاناً أو التي تَعْسِرُ بأذْنابها أي تَرفعُها، مُعِيْدَةٌ: أي مرَّة بعد مرَّةٍ، والمِرَاطُ: السِّهَامُ التي قد تَمَرَّطَ رِيْشُها.
والتَّغَضُّفُ -أيضاً-: التَّغَضُّنُ.
وتَغَضَّفَ عليه: أي مال وتَثَنّى وتَكَسَّرَ. ويُقال تَغَضَّفَتِ البِئْرُ: إذا تَهَدَّمَتْ أجوالُها.
وانْغَضَفَ القَوْمُ في الغُبار: إذا دَخلوا فيه.
ونزل فلانٌ البئْرِ فانْغَضَفَتْ عليه: أي انهَارَتْ عليه؛ مثلُ تَغَضَّفَتْ.
والتَّركيب يدلُّ على استرخاءٍ وتهدُّمٍ وتغشٍّ.

غطرف

اللَّيثُ: الغِطْرِيْفُ: السَّيِّدُ الشَّريف، وأنْشَدَ:

أنْتَ إذا ما حَصَّلَ التَّصْنِيْفُ قَيْساً فِعْلُهـا مَـعْـروفُ
بِطْرِيْقُها والمَلِكُ الغِطْريْفُ

والجَمْعُ: الغَطَارِِفَةُ. وقال ابنُ السكِّيت: الغِطْرِيْفُ والغِطْرَافُ: السَّخِيُّ السَّرِيُّ الشّابُّ.
وقال ابنُ عبّاد: الغِطْرِيْفُ: فَرْخُ البازي. والذُّبابُ.
والغُطْرُوْفُ: الحَسَن، وكذلك الغِطْرِيْفُ والغِطْرَوْفُ.
قال: وعَنَقٌ غِطْرِيْفٌ: أي واسِعٌ.
وقال أبو عمرو: الغِطْرَوْفُ: الشابُّ الظريف،قَال نوفل بن هَمّام:

وأبْيَضَ غِطْرَوْفٍ أشَمَّ كـأنَّـهُ على الجَهْدِ سَيْفٌ صُنْتَهُ بِصِيانِ

وقال ابن الأعرابيِّ: التَّغَطْرُفُ: الكِبْرُ، وأنشَدَ:

فإنَّكَ إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى عليكَ وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَطْرِفُ

ويُرْوى: “المُتَغَتْرِفُ”. وأنْشَدَ اللَّيثُ:

ومَنْ يكُونُوا قَوْمَهُ تَغَطْرَفا

وقال الفرزدق:

إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عند غـابَةٍ جَرَيْتُ إليها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطْرَفُ

أي يطلُبُ السُّودَدَ؛ من الغِطْرِيْفِ وهو السَّيِّدُ.وقال ابنُ عَبّاد: الغَطْرَفَةُ: الخُيَلاءُ والعَبَثُ.

غطف

الغَطَفُ والغَضَفُ: سَعةُ العيش، يُقال: عَيْشٌ أغْطَفُ وأغْضَفُ.
والغَطَفُ في الأشُفَارِ: أن تَطُوْلَ ثمَّ تَنْثَنِيَ. وقال ابنُ دريدٍ: الغَطَفُ ضِدُّ الوَطَفِ وهو قِلَّةُ شَعَرِ الحاجب. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وفي أشْفارِه غَطَفٌ، وقد كُتِبَ الحديثُ بتمامه في تَركيبِ ع ز ب.
وغَطَفَانُ: حيٌّ من قَيْسٍ، وهو غَطَفانُ بن سَعْدِ بن قيس عَيْلانَ، قال:

لو لم تَكُنْ غَطَفَانٌ لا ذُنُوْبَ لها إلَيَّ لامَتْ ذَوُوْ أحْسَابِها عُمَرا

قال الأخْفَشُ: “لا” زائدَةٌ.
وبنو غُطَيْفٍ: حَيٌّ من العرب، وقيل: قومٌ بالشَّأمِ. والغُطَيْفيُّ: فَرَسٌ كان لهم في الإسلام،قَال الخُزَاعيُّ يُفْخَرُ بما صار إليه من نَسْلِه:

أنْعَتُ طِرْفاً من خِيَارِ المِصْرَيْنْ من الغُطَيْفِيّاتِ في صَرِيْحَيْنْ

وأُمُّ غُطَيْفٍ الهُذَليَّةُ -رضي الله عنهما-: لها صُحْبَةٌ.

غظف

قال أبو محمد الأعرابيُّ في كتاب الخيل من تأليفه: غَطِيْفٌ: فَرَسُ عبد العزيز بن حاتم الباهِليِّ، من نَسْلِ الحَرُوْنِ.

غفف

الغُفَّةُ: البُلْغَةُ من العيش،قَال ثابتُ قُطْنَةَ -وهو ثابت بن كعب بن جابر الأزّديُّ- وأنشَده التَّنُوخيُّ في كتاب الفرج بعد الشِّدَّة لعُرْوَةَ بن أُذَيْنَةَ:

لا خَيْرَ في طَمَعٍ يَدْني إلى طَبَعٍ وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِيْني

وقال ابن الأعرابيِّ: من أسماء الفأر الغُفَّةُ. وقال ابن دريد: إنَّما سُمِّيت الفأرَةُ غُفَّةً لأنها قُوتُ السِّنَّوْرِ، وأنشد:

يُدِيْرُ النَّهَارِ بجَشْـرٍ لَـهُ كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ

النَّهار -ها هنا-: وَلَد الحُبَارى.
وقال شَمِرٌ: الغُفَّةُ -كالخُلْسَةِ أيضاً-: وهي ما يتناوله البعير بِفِيْهِ على عجلةٍ منه.
والغَفُّ -بالفتح- والقَفُّ: ما يَبِسَ من ورق الرُّطب.

وقال ابن عَبّاد: يُقال: جاء على غِفّانِه: أي إبّانِه وحِيْنِه.قَال الصَّغَانيُّ مُؤلِّف هذا الكتاب: الصَّواب “عِفّانِه” بالعين المُهملة، وهو مُبْدَلٌ من إفّانِه؛ وقد سَبَق.
وقال الكِسائيُّ: اغْتَفَّتِ الدّابَّةُ: إذا أصَابَتْ غُفَّةً من الرَّبيع، وقيل: إذا سَمِن بعض السِّمَنِ. وقال أبو زيدٍ: اغْتَفَّ المال؛ قال: وهو الكَلأُ المُقاربُ والسِّمَنُ المُقاربُ،قَال طُفَيْلٌ الغَنَويُّ:

وكُنَّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخَيْلُ غُفَّةً تَجَرَّدَ طَلاّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ

بإضْمَارِ هُوَ: أي هو مُطَلَّبٌ، كماقَال أبو محمد الفَقْعَسِيُّ:

ومَنْهَلٍ فيه الغُرَابُ مَيْتُ كأنَّهُ من الأُجُوْنِ زَيْتُ

ويُقال: اغْتَفَفْتُه: أي أعْطَيْتُه شيئاً يسيراً.

غلدف

ابنُ عَبّاد: المُغْلَنْدِفُ: الشَّديدُ الظُّلمة.

غلطف

ابنُ عَبّاد: المُغْلَنْدِفُ: الشديدُ الظُّلمة.

غلف

الغِلافُ: غِلافُ السيف والقارورةِ، والجَمْعُ: الغُلُفُ. وقُرِئ قوله تعالى: (وقالوا قُلُوْبُنا غُلُفٌ) بضَمَّتين: أي أوعية للعلم فما بالنا لا نفقه ما تقول، وهي قراءة ابن عباس -رضي الله عنهما- وسعيد بن حُبَيْر والحَسَن البصريِّ والأعْرَج وابن مُحَيْصِنٍ وعمرو بن عُبَيْدٍ والكلبيِّ وأحمد -عن أبي عمرو- وعيسى والفضل الرَّقاشيِّ وابن أبي إسحاق، وفي رواية أخرى عن ابن مُحَيْصِنٍ: “غُلَّفٌ” مثال رُكَّعٍ؛ ولعلَّه أراد به الجَمْعَ.
وغَلَفْتُ القارورة غَلْفَاً: جَعَلْتُها في الغِلافِ.
وقَلْبٌ أغْلَفُ: كأنما أُغْشِيَ غِلافاً فهو لا يعي،قَال الله تعالى: (قُلُوْبُنا غُلْفٌ) أي كأنَّ عليها أغْطِيَةً مما تَدْعُونا إليه. ومنه حديثُ حُذَيْفةَ بن اليَمَان -رضي الله عنهما- القلوب أربعة: فقلبٌ أغْلَفُ فذاكَ قلبُ الكافر، وقلبٌ مَنْكُوْسٌ فذاك قلبٌ رجع إلى الكُفْرِ بعد الإيمان، وقلبٌ أجْرَدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذاك قلبُ المُؤمن، وقَلبٌ مُصْفَحٌ اجتمع فيه النِّفَاقُ والإيمان؛ فمَثَلُ الإيمان فيه كمثل بَقْلَةٍ يَمُدُّها الماءُ العذْبُ؛ ومَثلُ النِّفاق فيه كمثل قَرْحَةٍ يَمُدُّها القَيْحُ والدَّمُ وهو لأيِّهما غَلَب.
ورجل أغْلَفُ بَيِّنُ الغَلَفِ: أي أقْلَفُ، والغُلْفَةُ: القُلْفَةُ.
وغُلْفَة: مَوْضِعٌ.
وعَيْشٌ أغْلَفُ: واسِعٌ.
وسَيْفٌ أغْلَفُ، وقَوْسٌ غَلْفَاءُ، وكذلك كُلُّ شَيءِ في غِلافٍ.
وسَنَةٌ غَلْفاءُ: أي مُخْصِبَةٌ.
وأوْس بن غَلْفَاءَ: شاعِرٌ.
والغَلْفَاءُ -أيضاً-: لَقَبُ سَلَمَةَ عَمِّ امْرئ القيس بن حُجْرٍ، عن ابن دريدٍ.
ومَعْدي كَرِب بن الحارث بن عمرو أخُو شُرَحْبِيْلَ بن الحارث: يُلَقَّبُ بالغَلْفاءِ؛ لأنَّه أوَّلُ من غَلَف بالمِسْكِ؛ زَعَمُوا.
وقال شَمِرٌ: رأيْتُ أرْضاً غلْفَاء: إذا كانت لم تُرع قَبْلَنا ففيها كلُّ صغير وكبير من الكَلأ.
وبَنُو غَلْفَانَ: بَطنٌ من العرب.
وغَلْفَانُ: مَوْضِعٌ.
والغَلْفُ: شجرٌ مثلُ الغَرْفِ.
وقال اللَّيْثُ: أغْلَفْتُ القارُوْرَةَ وغَلَّفْتُها تَغْليفاً: من الغِلاف، وغَلَّفْتُ السَّرْجَ والرَّحْلَ،قَال العَجّاجُ:

يَكادُ يُرْمي القاتِرَ المُغَلَّفا منه أجَارِيُّ إذا تَغَيَّفـا

قال: وتقول غَلَّفْتُ لِحْيَتَه.
وقال ابن دريد: فأما قول العامة: غَلَّفْتُه بالغالية؛ فَخَطَأٌ، إنما هو غَلَّيْتُه بالغالية وغَلَّلْتُه بها. وقال اللَّيثُ تَغَلَّفَ الرَّجل واغْتَلَفَ من الغالية. فهذا على قَوْلِ ابن دريد خطأٌ، غنَّما هما تَغَلّى وتَغَلَّلَ واغْتَلى واغْتَلَّ. وقال ابنُ الفَرَجِ: تَغَلَّفَ بالغالية إذا كان ظاهِراً، وتَغَلَّلَ بها إذا كان داخِلاٌ في أصول الشعر.
والتَّركيب يدل على غشيان شيء بشيء.

غنف

اللَّيثُ: الغَيْنَفُ: عَيْلَمُ الماء في مَنْبَعِ الأبْأرِ والعيون، وبحر ذو غَيْنَفٍ،قَال رُؤْبَةُ:

أنا ابنُ أنْضَـادٍ إلـيهـا أُرْزي أغْرِفُ من ذي غَيْنَفٍ وأُوْزي

الأنْضَادُ: الأشْرَافُ. وأُوْزي: أي أُفْضِلُ عليه: يُقال: آزَيْتُ صَنِيْعَ فلان: أي أضْعَفْتُ عليه؛ وقيل أُوْزي: أصُبُّ من إزَاءِ الحَوْضِ، وأنكر الأزْهَريُّ هذه الرِّواية وقال: أقْرَأنِيه الإيادِيُّ لِشَمِرٍ -يعني برواية شمِرٍ-:

نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُؤْزي

قال: بِئْرٌ ذاةُ غَيِّثٍ: أي لها ثائبُ من ماءٍ. وقال غيرُه:

أغْرفُ من ذي حَدَبٍ ونُؤْزي

ويُروى: “حَدَبٍ يُؤزّي”، والتَّأْزِيَةُ: التَّفْرِقَةُ.

غيف

غافَتِ الشجرةُ تَغِيْفُ غَيَفاناً: إذا مالت أغصانُها يميناً وشمالاً.
والأغْيَفُ كالأغْيَد إلاّ أنَّه في غَير نُعاسٍ،قَال العَجّاجُ يَصف ثوراً:

في دِفْءِ أرْطاةٍ لها حَنِيُّ عُوْجٌ جَوَافٍ ولها عِصِيُّ
وَهَدَبٌ أغْيَفُ غَيْفـانـيُّ

ويُروى: “أهْدَبُ”.
وقال ابن عَبّاد: عَيْشٌ أغْيَفُ: أي اعِمٌ؛ مثْلُ أغْيَفُ.
والغَيْفُ: جماعةُ الطَّيْرِ.
والغَيّافُ: الذي طالَتْ لِحْيَتُه وعَرُضَتْ من كل جانبٍ.
والغَيَّفَانُ والغَيْفَانُ: المَرِحُ.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: الغافُ شجرٌ عِظامٌ تَنْبُتُ في الرَّمْلِ وتَعْظُمُ، وورق الغافِ أصغر من ورق التفاح وهو في خِلْقَتِه، وله ثمر حلو جداً، وثمره عُلَّفٌ كأنَّه قرون الباقِلّى، وخَشَبه أبيض، أخبرني بذلك بعض أعراب عُمَان وهناك معدنُ الغافِ،قَال ذو الرُّمَّةِ:

إلى ابْنِ أبي العاصي هِشَامٍ تَعَـسَّـفَـتْ بنا العِيْسُ من حَيْثُ الْتَقى الغافُ والرَّمْلُ

الواحدة غافةٌ. وذكر بعض العرب أنَّ الغاف هو شجر اليَنْبُوْتِ.
وأغَفْتُ الشجرة: أمَلْتُها.
وقال أبو عبيدة: غَيَّفَ: إذا فَرَّ وعَرَّدَ، يُقال: حَمَلَ في الحرب فَغَيَّفَ: أي جَبُنَ وكذَّب،قَال القطاميُّ:

وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبَةَ غُدْوَةً فَيُغَيِّفُوْنَ ونُوْجِعُ السَّرَعانا

ويُروى: “ونَرْجِعُ”.
وتَغَيَّفَ الفَرَسُ: إذا تعطَّفَ ومال في أحد جانبيه،قَال العَجّاج:

يَكادُ يُرْمي القاتِرَ المُغَلَّفا منه أجَارِيُّ إذا تَغَيَّفـا

وتَغَيَّفَتِ الشجرةُ: إذا مالت أغصانُها يمينا وشمالاً؛ مثل غافَتْ.
والمُتَغَيِّفُ: فَرَسُ أبي فَيْدِ بن حَرْمَلٍ السَّدُوْسِيِّ.
والتركي يدل على ميل وميل وعُدُوْلٍ عن الشيء.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف