معجم العباب الزاخر – باب العين (ع)

عبأ

أبو زيد: عَبَأْتُ الطِّيب عَباً: إذا هيَّأْته وصنعته وخلطتَه، قال أبو زُبيد يصف أسداً:

كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْـكِـبَـيْهِ عَبِيْراً باتَ تَعْبَؤُهُ عِرُوسُ

قال: وعَبَأْتُ المتاع عَبئاً: إذا هَيَّأتَه.
وما عَبَأْتُ بفلانٍ عَباً: أي ما بالبيتُ به.
وعَبْءُ الشَّمس: ضياؤها، ويُخفَّفُ فيُقال عَبْ مثل يدٍ ودمٍ، وأنشدوا في التخفيف:

إذا ما رَأتْ شَمْساً عَبُ الشَّمسِ بادَرَتْ إلى مثلِها والجُرْهُمِيُّ عَـمـيدُهـا

والمَعْبَأُ- بالفتح-: المَذْهَب، مشتق من عَبَأْتُ له إذا رأيته فَذهبْتَ إليه، قال أبو حِزام غالبُ بن حارث العُكيليُّ:

ولا الطِّنءُ من وَبَأي مُقْرِئٌ ولا أنَا من مَعْبَأي مَزْنَؤُهْ

ابن الأعرابي: المِعبَأَه -بالكسر-: خِرقةُ الحائض.
والعِبءُ -بالكسر-: الحِمل، والجمع الأعبَاء، قال:

الحامِل العِبءَ الثَّقيلَ عن ال جاني بغيرِ يدٍ ولا شُكْـرِ

ويقال لِعِدلِ المَتاع: عِبْءٌ، وهُما عِبئانِ، والأعبَاءُ: الأعْدَال.
وعَبْءُ الشيء: نظيره، وكذلك العِبْءُ؛ كالعَدْلِ والعِدْل.
وعَبَّأْتُ الشيء تعبئةً وتعْبِيئْاً: هَيَّأْتُه، وكذلك عَبَّأْتُ الخيل، وكان يونس لا يَهمز تَعْبِية الجيش.
والتركيب يدل على اجتماع في ثقل.

عدأ

العِنْدَأوَةُ: الالتواء.
وتمامُها في تركيب ع ن د.

عبدس

عُبْدُوْس -مثال حُرْقُوْص-: من الأعلام، وبعضهم فَتَحَ العين وقال: وزنه فَعْلُوْس والسين زائدة، وهذا لا يَصِحُّ، وإنَّما ضُمَّ أوَّلُه لِعَوَزِ البناء على فَعْلُوْل، وصَعْفُوق نادِر، وخَرْنُوب مُسْتَرْذَل.

عبس

عَوْبَس -مثال كَوْثَر-: اسم ناقة غَزيرَة، قال مُزَرِّد واسمه يَزيد بن ضِرار:

فَلمّا رَأيْنا ذاكَ لم يُغْـنِ نَـقْـرَةً صَبَبْنا له ذا وَطْبِ عَوْبَسَ أجْمَعا

ذو وَطْبِها: اللَّبَن.
وعَبَسَ الرجل وَجْهَه يَعْبِسُه -بالكسر- عَبْساً وعُبُوْساً: إذا كَلَحَ، قال الله تعالى: (عَبَسَ وتَوَلّى)، وقال زيد الخَيل رضي الله عنه:

ولَسْتُ بذي كُهْرُوْرَةٍ غَيْرَ أنَّنـي إذا طَلَعْتُ أُوْلى المُغِيرةِ أعْبِسُ

وأنشد ابن دريد:

يُحَيَّوْنَ بَسَّامِـيْنَ طَـوْراً وتـارةً يُحَيَّوْنَ عَبّاسِيْنَ شُوْسَ الحَواجِب

والعابِس: سيفُ عبد الرحمن بن سُلَيم الكَلْبي؛ قال ابن الكَلْبي، وفي شِعْرِ الفَرَزْدَق: عبد الرحيم، وقال يَمْدَحُه:

إذا ما تردّى عابِساً فاضَ سَيْفُه دِماءً ويُعطي مالَهُ إنْ تَبَسَّما

وعابِس بن ربيعة الغُطَيْفي، وعابِس الغِفَاريّ، وعابِس مَوْلى حُوَيْطِب بن عبد العُزّى -رضي الله عنهم-: لهم صُحبَة.
والعابِس والعَبُوْسُ والعَبّاس: الأسَد، وُصِفَ بذلك لِكُلُوح وَجهِه، قال طُرَيْح بن إسماعيل يصف أسُوداً:

حتّى بَرَزْنَ لنا وهُنَّ عَوَابِسٌ غُمٌ كأنَّ عُيُوْنَهُنَّ نُـجـومُ

والعَبّاسِيَّة: قريةٌ من قُرى نَهَرِ المَلِكِ. ومن قُرى الخالِص أيضاً.
وقوله تعالى: (يَوْماً عَبُوْساً) أي كريهاً تُعَبَّسُ منه الوجوه.
وقال أبو تُراب: هو جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ.
والعَبَس -بالتحريك-: ما تَعَلَّقَ بأذناب الإبِل من أبوالِها وأبعارِها فَيَجِفُّ عليها، قال جرير يَهجو أم البَعيث:

ترى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً تَسوْفُهُ لها مَسَكاً من غَيْرِ عاجٍ ولا ذَبْلٍ

وقال أبو النجم:

كأنَّ في أذنابِـهِـنَّ الـشُّـوَّلِ من عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُوْنَ الإيَّلِ

وقد عَبِسَ الوَسَخ في يد فُلان -بالكسر-: أي يَبِسَ. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه مرَّ هو وأصحابُه على ابِلٍ لِحَيٍّ يقال لهم بنو الملوَّح أو بَنو المُصْطَلِق قد عَبِسَت في أبوالها من السِّمَن، فَتَقَنَّعَ بثَوبِه ثمَّ مرَّ، لقول الله تعالى: (ولا تَمُدُّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا به أزْواجاً منهم) الآية. ومنه حديث شُرَيْح: أنَّه كان يَرُدُّ من العَبَسِ. أي كان يرُدُّ العَبْدَ البَوّالَ في الفِراشِ؛ الذي اعْتيدَ منه ذلك حتى بانَ أثَرُهُ على بَدَنِه من كَثْرَتِه، وإنْ كان شيئاً يسيراً نادِراً لم يَرُدَّه.
وعَلْقَمَة بن عَبَس: أحّد الستَّة الذين وَلُوا عثمان رضي الله عنه.
وأبو نَجِيح عمرو بن عَبَس بن خالِد -رضي الله عنه-: له صحبة.
وعَبْسٌ: أبو قبيلة من قَيْس، وهو عَبْسُ بن بَغِيْضِ بن رَيْثِ بن غَطَفان بن سَعْدِ بن قَيس عَيلان.
وقال ابن دريد: العَبْس: ضَرْبٌ من النَّبْت، قال أبو حاتِم: يُسَمّى بالفارِسِيَّة: شابابَكْ، وقال مَرَّة: سِيْسَنْبَرَ، ولم يَذْكُر العَبْسَ الدِّيْنَوَرِيُّ.
وعَبْس: جبل.
وعَبْس: ماء بنجد في ديار بني أسد.
وعَبْس: محلة بالكوفة، نُسِبَت إلى عَبْس بن بَغيض.
والعَبْسِيّة: ماءة بالعُرَيمة بين جَبَلَي طَيِّئٍ.
والعبّاسة: بُليدة على خمسة عشر فرسخاً من القاهرة، سُمِّيَت بِعَبّاسة بنتِ أحمد بن طولون.
وعُبَيْس -مصغرّاً-: هو عُبَيْس بن بَيْهَس.
وعُبَيْس بن ميمون: من أصحاب الحديث، وضَعَّفوا ابن ميمون.
وعُبَيْس بن هشام الناشري: من شيوخ الشيعة.
وعَبُّوس -مثال سَفُّود-: موضع، قال كُثَيِّر يصف الضُّعْنَ:

طالعاتِ الغَميس مِنْ عَبُّوسٍ سالِكاتِ الخَوِيِّ مِن أملالِ

ويُروى: عَبُّودٍ.
وقال ابن دريد: عَبْوّسٌ -مثال جَرْوَل-: جمع كثير.
ويقال: أعْبَسَت الإبل: أي صارت ذاتَ عَبَسٍ.
وعَبَّسَ وَجْهَه: شُدِّدَ للمبالغة، ومنه قراءة زيد بن علي: (عَبَّسَ وتَوَلَّى) بتشديد الباء على إرادة أنَّه دام ذلك إلى انْصِرافِه؛ فكأنَّه تَكَرَّرَ.
والتَّعَبُّس: التَّجَهُّم.
والتركيب يدل على تَكَرُّهٍ للشَّيءِ.

عبقس

العَبْقَسِيُّون: منسوبون إلى عبد القيس، أُخِذَ حرفان من المُضاف وحرفان من المُضاف إليه ومُزِجَ أحَّد الطرفين بالآخر.
وقال ابن دريد: العَبْقَس والعُبْقوس: دوَيْبَة، وكذلك العَبْقَص والعُبْقوص.
قال: والعَبَنْقَص: السيء الخُلُق.
وقال يعقوب: العَبَنْقَس والعقَنْبَس: الذي جدّتاه مِن قِبَل أبيه وأمه عجميتان.
وقال الأزهري: العَبَنْقَس: الناعم الطويل من الرجال، وأنشد:

سَوْفَ العَذَارى العارِمَ العَبَنْقَسَا

وقال ابن عبّاد: العَبَاقِيْس: بقايا عُقَبِ الأشياء؛ كالعَقابيل.
وقال غيرُه: يجوز أن تكون السين بدلاً من اللام.
والعَبَنْقَسَاء: النشيط؛ فيما يقال.

عتس

إسماعيل بن الحسن بن علي بن عَتّاس -بالفتح والتشديد-: من أصحاب الحديث.

عترس

العَتْرَس -بالفتح- والعَتَرَّس -مثال عَذَوَّر-: الحادِر الخُلُق العظيم الجسيم العَبْل المفاصِل. والضخم المَحْزِم من الدَّوابِ أيضاً.
ورجل عَتْرَس وعَتَرَّس -أيضاً-: ضابِط شديد.
والعَتْرَس: الأسد.
وقال أبو عمرو: يقال للديك العَتْرَس والعُتْرُسان.
والعِتْريس: الجبّار الغضبان.
وقال الليث: العِتريس من الغِيْلان: الذَّكَر.
قال والعِتْريس: الداهية، وكذلك العَنْتَريس.
والعَنْتَريس: الناقة الوثيقة، وقد يوصَف به الفَرَس، وأنشد الليث:

كلّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَـريس مُسْتَطيلِ الأقرابِ والبُلْعُومِ

والنون زائدة، وهو من العَتْرَسة: وهي الأخذ بالشدّة والعنف والجفاء والغِلْظَة. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّ عبد الله بن أبي عمّار قال: كُنْتُ في سَفَر فَسُرِقَت عَيْبَتي ومعنا رَجُل يُتَّهَم، فاسْتَعْدَيْتُ عليه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- فقُلْتُ: لقد أرَدْتُ والله يا أمير المؤمنين أن آتي به مصفوداً، فقال: تاتيني به مصفوداً!! تُعَتْرِسُه، فَغَضِبَ ولم يَقْضِ له بِشَيءٍ. وقد صَحَّفَه بعض أصحاب الحديث فقال: أبِغَيْرِ بَيِّنَة. ويجوز أنْ يُقْضى بِزيادة التاء ويكونُ من العِرَاسِ: وهو ما يُوثَقُ به يد البعير إلى العُنُق.
وقال ابن فارِس: التاء في العِتْريس للداهية زائِدة، وإنَّما هو من عَرِسَ بالشيء إذا لازَمَهُ.

عجس

العَجْسُ والعِجْسُ والعُجْسُ: مَقْبِضُ القوس، وكذلك المَعْجِسُ -مثال المَجْلِس-، قال أوس بن حَجَر يَصِفُ قوساً:

كَتُومٌ طِلاعُ الكَـفِّ لا دُوْنَ مِـلْـئهـا ولا عجْسُها عن موضع الكَفِّ أفْضَلا

الكَتوم: القوس التي لا شَقَّ فيها ولا صَدْع. وقال مُهَلْهِل:

أنْبَضُوا مَعْجِسَ القِسِيِّ وأبْرَقْ نا كما تُوْعِدُ الفُحولُ فُحولا

والعَجْس: طائفة من وَسَطِ الليل، كأنَّه مأخوذ من عَجْسِ القَوْس، قال مَنظور بن حَبَّة:

وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُـم بـعَـجْـسِ وَهْناً وما نَبَّهْتُهُم لِـبَـأسِ
إلاّ لِسَيْرٍ بالـفـلاةِ مَـلْـسِ على قِلاصٍ كَقِسِيِّ الفُرْسِ

يقال: مَضى عَجْسٌ من الليل. وقال الليث: العَجْس: آخِر الليل، قال حُرَيْث بن عَنّاب:

وأصحاب صِدْقٍ قد بَعَثْتُ بجَوْشَـنٍ من الليل لولا حُبُّ ظمياء عَرَّسوا
فقاموا يَجُرّونَ الثِّياب وخَلْـفَـهـم من الليل عَجْسٌ كالنعامة أقْعَـسُ

ومَطَرٌ عَجُوْس: أي منهمر، قال رؤبة:

أُسْقِيْنَ نَضّاخَ الصَّبا بَجِـيسـا أوْطَفَ يَهْدي مُسْبِلاً عَجُوْسا

والعَجُوْس: السحاب الثقيل الذي لا يَبْرَح.
وعَجَسَني عن حاجَتي يَعْجِسُني -بالكسر- عَجْساً: أي حَبَسَني.
والعَجْس -أيضاً-: القَبْض.
وعَجَسَت به الناقة: إذا تنَكّبَت به عن الطريق من نشاطها، قال ذو الرمّة:

إذا قال حادِيْنا أيا عَجَسَـتْ بِـنـا صُهَابِيَّةُ الأعْراف عُوْجُ السَّوَالِفِ

والأعْجَسُ: الشديد العَجْس أي الوَسَط.
والعَجَاساء: القِطْعَة الَظِيمة من الإبل، قال الراعي:

ولإن بَرَكَتْ منها عَجَاسَاء جِلَّة بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا

والعَجَاسى، وانكرها أبو الهيثم، قال:

وطاف بالحوض عَجاسى حُوْسُ

والعَجَاساءُ -أيضاً-: الظُّلْمَة، وقال شَمِر: عَجاساءُ الليل: ظُلْمَتُه المُتَراكِمَة، وقال ابن دريد: العَجاساءُ: القِطْعَة العَظيمة من الليل، وقال أبو عمرو: الواحِدة عَجاساءُ والجَمعُ عَجاساءُ أيضاً؛ ولا يقال جَمَل عَجاسَاء، قال العجّاج يَصِف ليلة هادئة شديدة:

إذا رَجَوْتَ أنْ تُضِيْء اسْوَدَّتِ دونَ قُدامى الصُّبْحِ فارْجَحَنَّتِ
منها عَجَاساءُ إذا ما الْتَـجَّـتِ حَسِبْتُها ولم تُـكَـرَّ كُـرَّتِ

وعَجَاساءُ: رَمْلَة عظيمة بِعَيْنِها.
وقال أبو عُبَيدة: يقال عَجَسَتْني عَجاساءُ الأمور عنكَ: أي مَنَعَتْني مَوانِعُها. وما مَنَعَكَ فهو العَجاساءُ.
وقال ثعلب: العُجُوس: مَشْيُ العَجاساءِ من الإبل.
والعَجُسُ: العَجُزُ، والأْعَجاس: الأعْجَازُ، قال رؤبة:

وعُنُق تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ومَنْكِبا عِزٍّ لنا وأعْجَاسْ

والعُجْسَة -بالضم-: الساعة من الليل.
وقال ابن عبّاد: العِجَّوْس -مثال عِلَّوْص-: العِجَّوْلُ.
وفَحْلٌ عَجِيْس وعَجِيْزٌ: لا يُلْقِح.
والعِجِّيْسي -مِثال خِطِّيْبي-: اسم مِشْيَةٍ بَطِيْئةٍ. وقال أبو بكر بن السرّاج: هي عَجِيْسَاءُ -مثال قَرِيْثاءَ-.
ويقال: لا آتيك سَجِيْسَ عَجِيْسَ وسَجِيْسَ عَجِيْسٍ وسَجِيْسَ عُجَيْسٍ: أي أبداً، قال:

فأقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً سَجِيْسَ عُجَيْسٍ ما أبانَ لسانـي

وتعجَّسْتُ أمْرَ فلانٍ: إذا تَعَقَّبْتَهُ وتَتَبَّعْتَه.
ويقال: تَعَجِّسْتُ الأرْضَ غُيُوْثٌ: إذا أصابها غَيْثٌ بعد غَيْثٍ.
وتَعَجَّسَ الرجل: خَرَجَ بعُجْسَةٍ من الليل أي بسُحْرَةٍ، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ رُفْقَتَه:

وإذا هُمُ ارْتَحَلُوا بِلَيْلٍ حـابِـسٍ أُخْرى النُّجُوْمِ بِعُجْسَةِ المُتَعَجِّسِ

المُتَعَجِّس: المُتَسَحِّر.
وتَعَجَّسَ: تأخَّرَ. وقال شَمِر: تَعَجَّسَ فلان بالقوم: إذا حَبَسَهُم وأبْطَأ بهم.
وتَعَجَّسه عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه: إذا قَصَّرَ به عن المكارم.
وقال ابن دريد: تَعَجَّسْتُ الرجل: إذا أمَرَ أمراً فَغَيَّرْتَه عليه.
ورَوى النَّضْرُ بن شُمَيل في حديث: يَتَعَجَّسُكُم عند أهل مكة. وقال: معناه يُضَعِّفُ رأيَكُم عندهم.
والتركيب يدل على تأخير الشيء كالعَجُزِ في عِظَمٍ وتَجَمُّعٍ وغِلَظٍ.

عجنس

العَجَنَّس -مثال عَمَلَّس-: الجمل الضَّخم، قال عِلْقة التَّيْمِيُّ، وقال أبو زياد الكِلابي في نوادِرِه: قال سِرَاجُ بن قوّة الكِلابي:

يَتْبَعْنَ ذا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسا

والجمع: عَجَانِس؛ بحذف الثقيلة لأنها زائدة. وقال ابن دريد: العَجَنَّسُ: البعير الصًّلب الشديد، وأنشَدَ:

كَم قَد حَسَرْنا بازِلاً عَجَنَّسا

وقال ابن عبّاد: الجَعَانِسُ: الجِعْلانُ، وهي مقلوبة من العَجَانِسِ.

عدبس

العَدَبَّس -مثال عَمَلَّس-: الشديد المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الإبل وغيرِها، والجمع: العَدَابِسُ؛ كما قُلْنا في العَجَانِسِ، قال الكُمَيت يَصِف صائداً:

حتى غدا وغدا له ذو بُـرْدَةٍ شَثَنُ البنانِ عَدَبَّسُ الأوْصالِ

وقال أبو عمرو: جملٌ عَدَبَّس: أي عظيم. وقد سَمَّوا جملاً كان مُدَاخَل الخَلْقِ ليس بالطويل: عَدَبَّساً. وقال ابن دريد: بَعيرٌ عَدَبَّسٌ: شَرِس الخُلُق. وقال ابن عبّاد: العَدَبَّس القصير الضخم الغليظ.
وأبو العَدَبَّس منيع بن سُلَيْمان الأسَدي: من التابعين.
والعَدَبَّس: الأعرابيّ الكِنانيّ.

عدس

أبو عمرو: عَدَسَ يَعْدِسُ -بالكسر-: أي خَدَمَ.
وعَدَسَ في الأرضِ يَعْدِسُ -أيضاً- عَدْساً: أي ذَهَبَ، وزاد ابن عبّاد: عَدَساناً وعِدَاساً، وزاد غيرُه: عُدُوْساً. يقال عَدَسَت به المَنِيَّة: أي ذَهَبَت بِه، قال الكُمَيت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:

إلى ابنِ أمير المؤمنين تَعَسَّفَـتْ بنا العِيْسُ أجوازَ الفلاةِ البَسابِسا
أُكَلِّفُها هَوْلَ الظّـلامِ ولـم أزَل أخا الليلِ مَعْدُوساً عَلَيَّ وعادِسا

ويروى: “إلَيَّ”، أي يُسَارُ اليَّ بالليل.
والعَدْسُ -أيضاً-: الحَدْسُ.
والعَدْسُ: شِدَّة الوَطْء، والكَدْح أيضاً. ويقال للقوي على السُّرى: عَدُوْسُ السُّرى، وأنشد ابن دريد:

عَدُوْسُ السُّرى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيْدُها

قال: وعُدَس -مثال زُفَر-: اسم رجل. وقالوا: عُدُسُ -بضمَّتَين- أيضاً. وقال ابنُ حبيب في كتاب المُخْتَلِف من القبائل: في تَمِيْمٍ عُدُسُ بن زيد بن عبد الله بن دارِ -مضموم الدال-، وكل عُدَس في العرب غير هذا فهو مفتوح الدال.
وقال ابن عبّاد: عَدَسْتُ المالَ عَدْساً: أي رَعَيْتُه، وهو يَعْدِسُ عليه: أي يرعى عليه.
قال: والعَدُوْس: الجريئة.
والعَدَس: حَبٌّ معروف، الواحدة: عَدَسَة. وقال محمد بن أبي سِدْرَة: دَخَلْتُ على عُمَر بن عبد العزيز -رحمه الله- وهو يلتوي من بطنه قال: عَدَسٌ أكَلْتُه أذِيْتُ منه، ثم قال: بطيءٌ بَطينٌ مُتَلَوِّث من الذنوب.
وقال الليث: العَدَسَة بَثْرَةٌ تخرُجُ فَتَقْتُلُ؛ يقال هو مِن جِنس الطّاعون قَلَّ ما يُسْلَم منه، فيقال: عُدِسَ الرَّجُلُ فهو مَعْدوس، كما تقول: طُعِنَ فهو مَطْعون؛ من الطاعون. وقال أبو رافِع: رَمى الله أبا لَهَبٍ بالعَدَسَةِ. وكانت قريش تَتَّقي العَدَسَةَ وتخاف عَدْواها.
وعَدَسْ: زَجْرٌ، قال ابن دريد: عَدَسْ زَجْرٌ من زَجْرِ البِغال خاصةً، قال يزيد بن عمرو بن مُفَرِّغٍ يُخَاطِب بَغْلَتَه:

عَدَسْ ما لعَبّادٍ عليك إمارَةٌ نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلِيْنَ طَلِيْقُ

وكان الخليل يَزْعُمُ أنَّ عَدَساً رَجُلٌ كان عنيفاً بالبِغال أيّامَ سُلَيْمانَ -صلوات الله عليه-، فالبِغال إذا قيل لها عَدَسْ انزَعَجَت. وهذا ما لا تُعْرَف حقيقَتُه في اللُّغة، وربَّما سَمَّوا البَغْلَ عَدَسْ، قال:

إذا حَمَلْتُ بِزَّتي علـى عَـدَسْ على الذي بينَ الحِمارِ والفَرَسْ
فما أُبالي مَنْ غَزا أو مَنْ جَلَسْ

وعَدَسْتُه وعَدَسْتُ به: إذا قُلْتُ له عَدَسْ.
وعَدَسَةُ: من أعلام النِساء.
وفي طَيِّئٍ بَنو عَدَسَة، وكذلك في كَلْبٍ.
وعبد الله وعبد الرحمن ابنا عُدَيْس بن عمرو البَلَوِيّانِ -رضي الله عنهما-: لهما صحبة، وعُدَيْس أبوهما مُصَغَّر.
وقد سَمَّوا عَدّاساً -بالفتح والتَّشْديد-.

عدمس

الدِّيْنَوَريّ: العُدَامِسُ: ما كَثُرَ مِن يَبِيس الكَلإ بالمكانِ، يُقال: كَلأٌ عُدَامِسٌ.

عربس

الليث: العِرْبِسُ -بالكسر- والعَرْبَسِيْس: متن مُسْتَو، وأنشد للطرماح:

تُرَاكِل عَرْبَسيسَ المَتْنِ مَرْتاً كظَهْرِ السَّيْحِ مُطَّرِدَ المُتُوْنِ

قال: ومنهم مَن يقول عِرْبَسيس -بكسر العين- اعتباراً بالعِرْبِسِ، قال الأزهري: هذا وَهمٌ؛ لأنَّه ليس في كلامهم أمثال فِعْلَلِيلْ -بكسر الفاء- اسمٌ، وأما فَعْلَلِيْل فكثير نحو: مَرْمَسِيس ودَرْدَبِيس وخَمْجَرِير وما أشبَهَها، وقال ابن دريد في باب فَعْلَلِيْل: أرضٌ خَرْبَسِيس: صُلبَة؛ وعَرْبَسِيْس مِثلها.

عردس

العَرَنْدَس من الإبل: الشديد. وقال أبو عمرو: العَرَنْدَس الناقة الشديدة. وقال غيره: ناقة عَرَنْدَسَة، قال الكميت:

أطْوي بِهِنَّ سُهُوْبَ الأرضِ مُنْدَلِثاً على عَرَنْدَسَةٍ للخَرْقِ مِسْبـارِ

ويُروى: “جَلَنْفَعَة”، وهذه هي الواية الصحيحة.
وقال ابن فارس: العَرَنْدَس: السيل الكثير، قال: والعَرَنْدَس: الشديد؛ والنون والدال زائدتان؛ وأصلُهُ عُرُدٌّ وهو الشديد.
والعَرَنْدَس: الأسد.
وقال ابن عبّاد: العَرَادِيْس: مُجتَمَع كلِّ عَظْمَيْن من الإنسان وغيره.
وعَرْدَسَه: صَرَعَه.

عرس

العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه:

أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا

أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً.
وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس.
وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكاً.

وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس.
ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس.
ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً:

كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْـكَـبَـيْهِ عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ

ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة -على ساكنيها السلام- مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم.
والعروس: من حصون النِّجاد باليمن.
وباليمن -أيضاً-: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين.
والعِرْس -بالكسر-: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة:

كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي

والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً:

ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِـهِ بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ

وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:

أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَـحْـسِ أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ

أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ.
وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم:

فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْـفُـرُهُ كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَـشْـهُـوْمُ
حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ

وابن عِرْس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ “وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون “وبنات ماء” وحَكى الأخفَش: “بنات عرس وبنو عِرس و” بنات نعش وبنو نعش.
والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ.
وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه -بالضم- عَرْساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: العِراس -بالكسر-.
والعَرْسُ -بالفتح-: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة.
والعَرَس -بالتحريك-: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل -بالكسر- فهو عَرِس.
وعَرِسَ به -أيضاً-: لَزِمَه.
وعَرِسَ -أيضاً-: إذا بَطِرَ.
وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ.
والعَرِسُ -مثال كَتِفٍ-: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد:

عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَـعْـتِـيْمُ

وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ -بالفتح-: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ.

والعَرْسُ -أيضاً-: الحَبْلُ.
والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح.
والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها.
والعَرّاسُ -بالفتح والتشديد-: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ.
والمِعْرَسُ -بكسر الميم-: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم.
والمِعْرَسُ -أيضاً-: الكثير التزوُّج.
والعُرَساء -مثال شُهَداء-: موضع.
والعُرْسُ والعُرُسُ- مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ-: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال:

إنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّـاطِ لئيمةً مَذمومَةَ الحُـوّاطِ
نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآبـاطِ

وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال:

تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُـرْسُ إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْـسُ
زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْـسُ ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ
فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ

ويروى: “اجْتَمَعَ الناس”، ويروى: “مائَراتٌ” بَدَل “زَلَحْلَحَاتٌ”، ولُغَةُ دُكَيْنٍ “فاضَتْ” بالضاد، ولغة غيره “فاظَت” بالظّاء.
وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات.
والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير:

إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي

وقال رؤبة:

مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا أغْيالَها والأجَمَ العِـرِّيْسـا

وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً:

أبَنَّ عِرِّيْسَةً عُنّابُهـا أشِـبٌ ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ

وقال الطِّرِمّاح:

يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُـم كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيْسَةِ الأسَدِ
والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِـهِ يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ

وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ:

لَهانَ عليها ما يقولُ ابْـنُ دَيْسَـقٍ إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ

وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه.
وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْساً.
وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال:

يُعْرِسُ أبْكاراً بها وعُنَّـسـا أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا

والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ.
وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه -رضي الله عنهم- فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير:

لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَـمـاوِيّاً مَـوَارِدُهُ من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي

وقال ذو الرمَّة:

زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لَعِبَـتْ به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُـبُ
مُعَرِّساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ

وقال لَبيد -رضي الله عنه- يصف رفيقَه:

قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُـهُ بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ

والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار.
وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه.
واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ.
وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو.
وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها.
والتركيب يدل على المُلازَمة.

عرطس

عَرْطَسَ الرجل وعَرْطَزَ: إذا تَنَحّى عن القوم وذَلَّ عن مُناوَأتِهم ومُنازَعَتِهم، قال:

وقد أتاني أنَّ عَبْداً طِمْرِسـا يُوْعِدُني ولو رَآني عَرْطَسا

عرفس

ابن الأعرابي: العِرْفاس: الناقة الصَّبوْر على السَّير.
وقال ابن عبّاد: العِرفاس: الأسَد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصَّوَابُ العِفْراس -بتقديم الفاء على الراء- وسيجيء إن شاء الله تعالى في موضِعِه.
قال: والعَرْفَسِيْسُ: الضخم الشديد من الإبل والنساء.

عركس

عَرْكَسْتُ الشيء: إذا جَمَعْتَ بَعْضَه على بعض. وقال الخليل: عَرْكَسَ أصل بناء اعْرَنْكَسَ؛ وذلك إذا تراكم الشَّيء بعضه على بعض، وأنشد للعَجّاج:

وأعْسِفُ الليل إذا الليل غَـسـا واعْرَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْرَنْكَسَا

ويروى: “واعْلَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْلَنْكَسا”.
وقال ابن فارس: هو منحوت من عَكَسَ وعَرَكَ، وذلك أنَّه شيء يَتَرَادُّ بعضه على بعض ويتراجع ويُعارِك بعضه بعضاً كأنَّه يَلْتَفُّ به.
واعْرَنْكَسَ الشَّعر واعْلَنْكَسَ: إذا اشْتَدّ سوادُه.

عرمس

العِرْمِسُ -بالكسر-: الصخرة، وبه سُمِّيَت الناقة الصلبة عِرْمِساً. قال ابن فارِس: هذا مما زِيْدَت فيه الميم، والأصل عَرس، وقد شُبِّهَتْ بِعَرْسِ البناء، قال ذو الرُّمَّة:

وقُلْتُ لأصحابي هُمُ الحَيُّ فارْفَعُـوا تَدَارَكْ بنا الوَصْلَ النَّواجي العَرَامِسُ

قال العباس بن مِرداس رضي الله عنه:

يا أيها الرجل الـذي تَـهـوِي بِـهِ وَجْناءُ مُجْمَرَةُ المَناسِمِ عِـرْمِـسُ
إمّا مَرَرْتَ على النَّبيِّ فَـقُـلْ لَـهُ حَقّاً عليكَ إذا اطْمَأنَّ المَجْـلِـسُ
يا خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطِيَّ ومَنْ مَشى فَوْقَ التُّرابِ إذا تُعَـدُّ الأنْـفُـسُ

وفي كتاب سِيْبَوَيْهِ: “إذْما”، وفي شِعْرِه: “إمّا”.
وقال أبو عمرو: العَرَمَّسْ -مثال عَمَلَّس-: الماضي الظَّرِيْف، وانشد:

وتُدْرِكُني من آلِ عَبْسٍ حَـمِـيَّةٌ بها يَدْفَعُ الضَّيْمَ الأبيُّ العَرَمَّسُ

وعَرْمَسَ: إذا صَلُبَ بَدَنُه بعد اسْتِرْخاءٍ.

عرنس

الليث: العِرْناس: طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتى يطير من تحت قَدَمِكَ فَيُفْزِعَكَ، وانشد:

لَسْتُ كَمَنْ يُفْزِعُهُ العِرْناسُ

وقال ابن الأعرابي: العِرْناس أنف الجبل؛ كالقُرْناس.
وعِرْناس المرأة: موضِعُ سَبَائخِ قُطْنِها.
وقال ابن عبّاد: عَرَانِيْسُ السُّرُرِ مُعْروفة، لا أدري ما واحِدُها.

عسس

عَسَّ يَعُسُّ -بالضم- عَسّاً وعَسَساً: أي طافَ بالليل؛ وهو نَفْضُ الليل عن أهل الرِّيْبَة، فهو عاسٌّ وقومٌ عَسَسٌ، مثال خادِمٍ وخَدَمٍ وطالِبٍ وطَلَبٍ.
وفي المَثَل: كَلْبٌّ عَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، ويروى: خيرٌ من أسَدٍ انْدَسَّ. يُضْرَب في تفضيل الضعيف إذا تَصَرَّفَ في المَكْسَبِ على القَوِيِّ إذا تقاعَسَ.
ويقال: إنَّ فيه لَعَسَساً: أي قِلَةُ خَير.
وعَسَّ خَبَرُ فُلان: أي أبطأ.
وقولُهم: جِئْ بالمالِ مِن عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغةٌ في حَسِّكَ وبَسِّكَ.
وقال أبو زيد: العَسُوْسُ: الناقة التي ترعى وحدها؛ مثل القَسُوْسِ. وقَدْ عَسَّتْ تَعُسُّ.
والعَسُوْسُ -أيضاً-: الناقة التي لا تَدثرُّ حتى تَبَاعَدَ من الناس.
والعَسُوْسُ -أيضاً-: الناقة التي تُعْتَسُّ أي تُرَازُ أبِها لَبَنٌ أمْ لا ويُمْسَحُ ضَرْعُها.
والعَسُوْسُ من النساء: التي لا تُبالي أن تَدنو من الرِجال.
والعَسُوْسُ: القليل الخير مِنَ الرجال.
والعَسُوْسُ: الطالِبُ للصَّيْدِ، قال:

بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَـمـيسُ قد يَهلِكُ الأرْقَمُ والفاعـوسُ
والأسدُ المُذَرَّع الـنَّـهـوسُ والبطل المُسْتَسْلِم الحَـؤوسُ
واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَـسُـوْسُ والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ

والعَسُوْس: الناقة التي إذا أُثيرَت طَوَّفَت ثمَّ دَرَّتْ.
والعَسُوْس: الناقة التي تضجَر وتَسوء خُلُقُها عند الحَلَبِ.
وقال ابن عبّاد: العَسُوْس القليلة الدَّرِّ، وقيل هي التي تَعْتَسُّ العِظامَ وتَرْتَمُّها.

والعَسِيْس: الذئب الكثير الحركة.
والعَسِيْس -أيضاً-: جَمْعُ عاسٍ؛ مثال حَجِيجٍ وحاجٍّ.
والمَعَسُّ: المَطْلَبُ، قال الطِّرِمّاح:

ومحبوسَةٌ في الحَيِّ ضامِنَةِ القِرى إذا الليلُ وافاها بأشْعَثَ ساغِـبِ
مُعَقَّرَةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَـهـا إذا لم يكُن فيها مَعَسٌّ لِحـالِـبِ

وعَسَسْتُ القوم أعُسُّهم: إذا أطْعَمْتَهم شيئاً قليلاً.
وقال ابن الأعرابي: العُسُسُ -بضمّتين- التِّجارُ الحُرَصاء.
والعُسُسُ- أيضاً-: الآنية الكِبار.
والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرِّفْدُ أكبرُ منه، قال:

بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خُطّابُ الكُثَـبْ كُلُّ هِقَبٍّ منهم ضَخْمِ الحَقَبْ
يقولُ إنّي خاطِبٌ وقد كَـذَبْ وإنَّما يَخْطُبُ عُسّاً من حَلَبْ

العينان: عَينا الإنسان، ومَن قال موضِعٌ بعَينِه فقد وَهِمَ. والجمع: عِسَاسٌ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

وحَرْبٍ ضَروس بها نـاخِـسٌ مَرَيْتُ بِرُمْحي فَدَرَّتْ عِسَاسا

وقال ابن دريد: بَنو عِسَاس بطنٌ من العَرَب.
وقال أبو عمرو: يقال دَرَّتْ عسَاساً: أي كَرْهاً.
والعُسُّ -أيضاً-: الذَّكَرُ، وانشَدَ أبو الوازِع:

لاقَتْ غُلاماً قد تَشَظْى عُسُّهُ ما كانَ إلاّ مَسُّهُ فَـدَسُّـهُ

والعَسّاس -بالفتح والتشديد- والعَسْعَسُ -بالفتح- والعَسْعَاسُ: الذئب، لأنّه يَعُسُّ بالليل أي يَطلُب.
ويقال للقنافذ: العَسَاعِسُ، لكثرة ترددها بالليل.
وعَسْعَسٌ: موضع بالبادية. وقال الخارْزَنْجي: عَسْعَسٌ: جبل طويل من وراء ضَرِيَّةَ على فَرْسَخٍ لبَني عامِر، قال بِشْرُ بن أبي خازِم:

لِمَنْ دِمْنَةٌ عـاديَّةٌ لـم تـؤنَّـسِ بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الكَثيبِ فَعَسْعَسِ

وقال امرؤ القيس:

تأوَّبَني دائي القديمُ فَغَلَّـسـا أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدَّ دائي فأُنْكَسا
ولم تَرِمِ الدّارُ الكَثيبَ فَعَسْعَساً كأنّي أُنادي أو أُكَلِّمُ أخْرَسا

ورَوى الأصمَعي: ألِمّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا.
وعَسْعَسُ بن سَلاَمَة: كان مشهوراً بالبصرة في صدر الإسلام، قال رُوَيْشِد الأسديّ:

فِيْنا لَبيدٌ وأبـو مُـحَـيّاهْ وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتى تَبَيّاهْ

أي: تَعْتَمِدُه.
ودراةُ عَسْعَسٍ: غَرْبيَّ الحِمى، وقد ذَكَرْتُها في تركيب دور، وبَسَطْتُ في ذِكرِها الكلام، وذَكَرْتُ ما حَضَرَني من الشواهِد، وللّه الحمد والمِنَّة.
والعَسْعاسُ: السَّراب، قال رؤبة:

وبَلَدٍ يجري عليه العَسْـعـاسْ من السَّرَابِ والقَتَامُ المَسْمَاسْ

المَسْمَاس: الخفيف الرقيق.
وعَسْعَسَ الذئبُ: أي طاف بالليل.
ويقال- أيضاً-: عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ ظلامُه. وقوله تعالى: (واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ)، قال الفرّاء: اجتمَعَ المُفَسِّرون على أنَّ معنى (عَسْعَسَ) أدْبَرَ، وقال بعض أصحابنا: معناه أنَّه دَنا من أوَّلِه وأظلَمَ. وكذلك السحابُ إذا دَنا من الأرض، وقال الليث: من الأرضِ ليلاً؛ لا يُقال ذلك إلاّ بالليل إذا كان في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وانشد:

عَسْعَسَ حتى لو نَشَاءُ إدَّنا كانَ لنا من نارِهِ مُقْتَبَسُ

أرادَ: إذْ دَنا؛ فأدْغَمَ الذال في الدال، يعني سحاباً فيه برق وقد دَنا من الأرض.
وقال ابن عَرَفَة: يقال عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ أو أدْبَرَ بظُلْمَتِه.
وعَسْعَسَ فلان الأمر: إذا لَبَّسَه وعَمّاه.
وعَسْعَسَه -أيضاً-: أي حَرَّكه.
واعْتَسَّ بالليل: أي عَسَّ، ويُروى المَثَل الذي ذكرناه في اوّل هذا التركيب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، قال الحُطَيْئَة:

ويُمْسي الغُرابُ الأعورُ العَيْنِ واقِعاً مَعَ الذئبِ يَعْتَسّانِ ناري ومِفْـأدي

واعْتَسَّ -أيضاً-: أي اكْتَسَبَ.
واعْتَسَّ الإبِلَ: إذا دَخَلَ وَسَطَها فَمَسَحَ ضُرُوْعَها لِتَدُرَّ.
والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ، قال:

كَمَنْخِرِ الذِّئبِ إذا تَعَسْعَسا

والتَعَسْعُس -أيضاً-: طَلَبُ الصَيد.
والتركيب يدل على الدُّنُّوِّ من الشيء وطَلَبِه وعلى خِفَّة في الشيء.

عسطس

الليث: العَسَّطُوْس: شجرة تُشْبِه الخَيزَران- مشدَّدَة-، قال ذو الرمَّةِ يَصِف الحَميرَ وفَحْلَها:

على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَـاءِ كـأنَّـهُ عَصا عَسَّطُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها

قال: ويقال عَسَّطُوْس شَجَر يكون بالجزيرة. قال ويُقال بَلِ العَسَّطُوْس رأسُ النَّصارى بالرُّومِيَّة. والذي يُروى في بَيْتِ ذي الرُّمَّة: “عَصاقَسِّ قُوْسٍ”، والقُوْس: المنارة التي فيها الراهِب، وقال الأصمعي: وأنا أُنْشِدُ: “عَصاقَسِّ دَيْرٍ”، وقال أبو عمرو: ليسَ شَيء أشَدَّ اسْتِواءً من عَصا القَسِّ؛ تكونُ مَلْساء مُسْتَوِية.

عضرس

ابنُ عبّاد: العَضْرَسُ -بالفتح-: حِمَارُ الوَحْشِ.
والعَضْرَسُ: البَرْدُ. قال: وقال ابن الأعرابي: العَضْرَسُ: البَرَدُ، وقيل: هو الثَّلجُ، وفي المَثَل: أبرَدُ من العَضْرَسِ. وقيل الوَرَق الذي يُصْبِحُ عليه النَّدى. وقيل: هي “الخُضْرَة” اللاّزِقة بالحِجارة الناقِعَة في الماء.
وقال الدِّيْنَوَريٌّ: العَضْرَسُ؛ الواحدة: عَضْرَسَة: وقال أبو زياد: العَضْرَسُ: عُشْبٌ أشْهَب الخُضْرَة يَحْتَمِل النَدى احْتِمالاً شديداً، وأنْشَدَ قولَ تميم بن أبي مٌقْبِل:

والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُهُ والعَضْرَسِ الثَّجِرِ

كذا رَواه وقال: عَنى أنَّ هذا العَضْرَسَ نَبَتَ في الثِّنْجَارَةِ، والثِّنْجَارَةُ: نُقْرَةٌ في الأرض. ورَوى غيرُه: “الثُّجَرِ” جمع ثُجْرَة وهي القِطَعُ.
وقال غيره: نَوْرُ العَضْرَسِ أحْمَرُ قانئُ الحُمْرَة، قال: والعَضْرَسُ لَوْنُه إلى السَواد، وأنشَدَ لِتَميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:

على إثرِ شَحّاجٍ لطيفٌ مَـصـيرُهُ يَمُجُّ لُعَاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه

قال: وأبو زيادٍ أعْلَمُ بما قالَ، قال: وقد يجوز أن يكون ابنُ مُقْبِلٍ أرادَ بالجَوْنِ ظُلْمَةَ الرِّيِّ وادْهِيْمامَه. وقال أبو عمرو: العَضْرَسُ من الذَُكورِ، ولِحُمْرَةِ نَوْرِ العَضْرَسِ شُبِّهَت به عيون الكِلاب إذا احْمَرَّت من الجِدِّ في طَلَبِ الصيد، قال البَعيث واسْمه خِداشُ بن بشْرٍ:

فصَبَّحَهُ عِنْـدَ الـشُّـرُوقِ غُـدَيَّةً كِلابُ ابنِ عمّارٍ عِطافٌ وأطْلَسُ
مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كـأنَّ عُـيُوْنَـهـا إذا أيَّهَ القَنّاص بالصَّيْدِ عَضْرَسُ

ويُروى: “مُهَرَّتَةٌ” و”مُغَرَّثَةٌ”.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: زَعَمَ بعض الرواة أنَّ العَضْرَسَ من أجْناسِ الخِطْميِّ، ولم أجِد هذا القول معروفاً، قال: وقال بعض الرواة أيضاً: العَضْرَسُ من ذكور البَقْلِ؛ لونُه لونُ الحمقاء؛ فيه مُلْحَةٌ، وهو أشدُّ البَقْلِ كُلِّه رُطُوبَةً، وليس لها صَيُّوْرٌ، والصَّيُّورُ أن يبقى يابِسُه بَعْدَ رَطْبِه، وقال عمرو بن أحمر الباهليّ:

يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرباؤها كأنّه قَرْمٌ مُسَامِ أشِـرْ

وقال أبو عمرو: العَضْرَسُ في البيت: الظَّرِبُ الصَّغير.
وقيل: العُضَارِس: العَضْرَسُ، قال:

يا رَبَّ بيضاءَ مِنَ العَطـامِـس تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضَارِسِ

والجمع: عَضَارِسُ -بالفتح- مثال: جُوَالِق وجَوَالِق.

عطرس

ابن عبّاد: عُطْروس في شِعْرِ الخَنْساء لم يُفَسَّر، في قولها:

إذا يُخالِفُ طُهْرَ البِيْضِ عُطْرُوْسُ

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجِد للخنساء قصيدة ولا قِطْعَةً على قافية السين مضمومة من بحر البسيط مع كَثْرَة ما طالَعْتُ من نُسَخِ ديوان شِعرِها.

عطس

العَطْسُ والعُطاس: مصدَر قولِكَ عَطَسَ يَعْطُسُ ويَعْطِسُ، قال عَمَر بن الأشعَث بن لَجَإٍ:

يَقْلِبُ من أبو الِهِنَّ الرَّأْسـا قَلْبَ العِبَاديِّ أرادَ العَطْسا

ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: إنَّ اللهَ يُحِبُ العُطاسَ ويكره التَثاؤب.
ويقال: العَطْسَة عند الحديث تَصْديقه، قال الكُمَيْت يمدَح مَسْلَمَة بن هِشام:

بَلَغْتَ مُنى الرّاجِيْنَ وازْدَدْتَ فَوْقَها وصَدَّقتَ بالفألِ الأُنوفَ العَوَاطِسا

وربَّما قالوا: عَطَسَ الصُّبْحُ إذا انْفَلَقَ.
وظبيٌ عاطِسٌ: وهو الذي يَسْتَقْبِلُكَ من أمامِك.

وقال ابن دريد: كانت العرب تَتَشَأّمُ بالعُطَاسِ، وأنشد:

وخَرْقٍ إذا وَجَّهْتَ فـيه لِـغَـزْوَةٍ مَضَيْتَ ولم تَحْبِسْكَ عنه العَوَاطِسُ

ويُروى: “الكَوَادِسُ”.
وقال الليث: سُمِّيَ الصُّبْحُ عُطَاساً، قال امرؤ القيس:

وقد أغْتَدي قبل العُطاسِ بِسابِحٍ أقَبَّ كيَعْفُوْرِ الفَلاةِ مُحَنَّـبِ

ويُروى: “قَبلَ الشُّرُوْقِ”، وهذه أكثَر.
والعَطّاس: فَرَسُ يزيد بن عبد المَدَانِ الحارِثيِّ، وفيه يقول:

وما شَعَروا بالجَمْعِ حتى تَبَيّنـوا لدى شُعْبَةِ القَرْنَيْنِ رَبَّ المُزَنَّمِ
يَبُوْعُ بِهِ العَطّاسُ رافِعَ أنْـفِـهِ له ذَمَرَاتٌ بالخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ

وقال الليث: المَعْطَس: الأنف، الميم والطاء مفتوحتان كالمَدْمَع والمَضْحَك، قال: هذه حَجَّة مَنْ يقول يَعْطُسُ، والمَعْطِسُ -مكسورة الطاء- حُجَّةُ من يقول يَعْطِسُ، لأنَّ مَفْعِلاً من الفِعْلِ المكسور العين، ومَفْعَلٌ من الفِعْلِ المَضموم العين. وَرَدَّ المُفَضَّلُ بن سَلَمَة على الليث: المَعْطَس -بفتح الطاء-. قال ذو الرُّمَّةِ:

وألْمَحْنَ لَمْحاً عن خُـدُوْدٍ أسِـيْلَةٍ روَاءٍ خلا ما أنْ تَشِفَّ المَعَاطِسُ

وقال ابن الأعرابي: العاطُوس دابَّة يُتَشأَّمُ بها.
وقال أبو زيد: تقول العرب للرجل إذا مات: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ.
وقال ابن عبّاد: وبعضهم يقول غَطَسَتْ -مُعجَمَة-: أي ذَهَبَت به المَنِيَّة.
وقال: واللُّجْمَة: كُلُّ ما تَطَيَّرَت به، قال:

وإنّا أُناسٌ لا تَزالُ جَزُوْرُنا لها لُجَمٌ من المَنِيَّةِ عاطِسُ

ويقال للموت: اللُّجَمُ العَطوس، قال رؤبة:

قالتْ لِماضٍ لم يَزَلْ حَـدُوْسـا يَنْضُو السُّرى والسَّفَرَ الدَّعُوْسا
ألا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُـوْسـا

الحَدُوْسُ: الذي يرمي بِنَفْسِهِ المَرامِي.
ويقال: فلان عَطْسَةُ فلان: إذا أشْبَهَهُ في خَلْقِه وخُلُقِه.
وقال ابن عبّاد: المُغَطَّس -يعني بفتح الطاء المشدَّدة-: الرّاغِمُ الأنفِ.

عطلس

ابن دريد: العَطَلَّس- مثال عَمَلَّس-: الطويل.

عطمس

العَيْطَموس من النساء: التّامة الخَلْقِ، وكذلك من الإبِل. وقال شَمِر: العَيْطَموس من النساء: الجميلة. وقال أبو عُبَيد: هي الحَسَنة الطَّويلة. والجمع العَطاميس، وقد جاء في ضرورة الشِّعْر عَطَامِسُ، قال:

يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَطـامِـسِ تَضْحَكُ عَنْ ذي أُشُرٍ عُضَارِسِ

وكان يجب أن يقول عَطامِيْس، لأنّك لمّا حَذَفْتَ الياء من الواحدة بَقِيَت عَطَمُوْس -مثال قَرَبُوْس-، فَلَزِمَ التعويض، لأنَّ حرف اللِّيْنِ رابِعُهُ؛ كما لَزِمَ في التَّحْقير، ولم تَحْذِفِ الواو، لأنَّكَ لو حَذَفْتَها لاحْتَجْتَ -أيضاً- إلى أن تَحْذِفَ الياء في الجمع والتصغير، وإنّما تَحْذِفُ من الزِّيادَتَيْن ما إذا حَذَفْتَها اسْتَغنَيتَ عن حَذْف الأخْرى.
وقال ابن الأعرابي: العَيْطَموس: الناقة الهَرِمَة.
وقال الليث: العَيْطَموس: المرأة التّارَّة ذاةُ قَوَامٍ وألْوَاحٍ، ويقال ذلك لها في تلك الحال إذا كانت عاقِراً، ويقال العُطْمُوْس أيضاً.
وقال ابن فارِس: كَلُّ ما زادَ في العَيْطَموس على العَين والياء والطاء فهو زائد، وأصله العَيْطاء وهي الطويلة العُنُق.

عفرس

العِفْرِس -بالكسر- والعِفْريس والعِفْراس والعُفْرُوس والعَفَرْنَس: الأسد الشَّديد، وما سِوى العين والفاء والراء فهو زيادة.
والعَفَرْنَس من الإبل: الغليظ العُنُق.
وعَفْرَسَه: إذا صَرَعَه وغَلَبَه.

عفس

العَفْسُ: الحَبْسُ، والابْتِذال أيضاً، قال العجّاج يَصِفُ بعيراً:

كأنَّه من طولِ جَذْعِ العَفْـسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ
والسِّدسِ أحياناً وفوقَ السِّدْسِ يُنْحَتُ من أقْطارِهِ بـفَـأْسِ

والعَفْس: شِدَّة سَوْق الإبِل، وأنشد:

يَعْفِسُها السَّوَاقُ كُلَّ مَعْفَسِ

والعَفْسُ: دَلْكُ الأديمِ باليَدِ. وثوبٌ مِعْفَسٌ: صَبورٌ على الدَّعْكِ.
والعَفْسُ: الضَّربُ على العَجْزِ بالرِّجْلِ.

وعَفَسْتُه: إذا جَذَبْتَه إلى الأرض فَضَغَطْتَه ضَغْطاً شديداً؛ عن ابن الأعرابي. قال: وقيل لأعرابيّ: إنَّكَ لا تُحْسِنُ أكلَ الرأسِ فقال: أما والله إنّي لأعْفِسُ أُذُنَيْه وأفُكُّ لَحْيَيْهِ وأسْحى خَدَّيْه وأرْمي بالمُخِّ إلى من هو أحوَجُ منّي إليه. قال ابن الأعرابي: الصاد والسين في هذا الحرف جائز.
ويقال إنَّ المَعْفِسَ -مثال مَسْجِد-: المَفْصِلُ من المفاصِل، وفيه نَظَرٌ.
والعِفاس وبَرْوَع: اسما ناقتين للراعي النُّمَيْريِّ الشاعر، وقال يذكُرُهما:

وإن خَذَلَتْ منها عَجاساءُ جِـلَّةٌ بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا

ويُروى: “إذا اسْتَأْخَرْتَ”.
والعِيَفْس -مثال حِيَفْس-: القصير.
وانْعَفَسَ في التُّراب: أي انُعَفَرَ.
وتَعافَسَ القَوْمُ: إذا تَعالَجُوا في الصِّرَاعِ. والمُعَافَسَة: المُعالَجَة.
وفي الحديث: أنَّ أبا بكر الصدِّيق لَقِيَ حنظلة بن الربيع الأُسَيْدي -رضي الله عنهما- فقال: كيف أنتَ يا حنظلة؟ قال: قلتُ نافقَ حنظلة. قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلتُ نكون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يُذَكِّرُنا بالنار والجنة كأنّا رأْيَ عين؛ فإذا خرجنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وعافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَيعاتِ نَسِينا كثيراً، قال أبو بكر -رضي الله عنه-: فَواللهِ إنّا لَنَلْقى مثل هذا، فانْطَلَقْتُ أنا وأبو بكرٍ -رضي الله عنه- حتى دخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقُلْتُ: نافَقَ حنظلة يا رسول اللهِ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: وما ذاكَ؟، قُلْتُ: يا رسول الله نكونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنا بالنّارِ والجنّة كأنّا رَأْيَ عَيْنٍ، فإذا خرجنا من عِندكَ وعافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَيعاتِ نَسِينا كثيراً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: والذي نفسي بِيَدِه أنْ لو تَدومونَ على ما تكونون عندي وفي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُم الملائِكة على فُرُشِكُم وفي طُرُقِكم، ولكن يا حنظلة ساعةُ وساعةً ثلاثَ مَرّاتٍ. “رَأْيَ عَيْنٍ” منصوب بإِضمارِ نَرى.
وفي حديث عليٍّ -رضي الله عنه- أنَّه قال: زَعَمَ ابنُ النابغة أنّي تِلْعابَة تِمْزاحَة أُعافِس وأُمارِس، هَيْهاتَ يمنَعَ من العِفَاسِ والمِرَاسِ خوفُ الموتِ وذِكْرُ البَعْثِ والحِساب، ومَن كان له قَلْبٌ ففي هذا عن هذا واعِظٌ وزاجِرٌ. هكذا ذَكَره أبو سُلَيمان الخَطّابيّ -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه، وهو في نهج البلاغة على غير هذا، والمُعَوَّل على ما ذَكَرَه الخَطّابيّ.
وقيل في قول جرير يهجو الراعي النُّمَيْريّ:

فأولِع بالعِفَاسِ بَني نُمَـيْرٍ كما أوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرَابا

يدعو عليهم، أرادَ: بالفساد، ورواه عُمارَة: فأوْلِعْ بالفَسَاد، وقيل: أرادَ الناقة المُسَمّاة بالعِفَاسِ؛ بديل البيت الذي قَبْلَ هذا البيت، وهو:

تَحِنُّ له العِفَاسُ إذا أفاقَتْ وتَعْرِفُهُ الفِصالُ إذا أهابا

إفاقَتُها: دُرُوْرُها واجْتِماعُ دِرَّتِها بعد الحَلَبِ.
وقال ابنُ فارِس: اعْتَفَسَ القومُ: أي اصْطَرَعوا.
والتركيب يدل على مُمارَسَة ومُعالَجَة.

عفقس

العَفَنْقَسُ: العَسِر الأخلاق، وخُلُقٌ عَفَنْقَسٌ، قال العجّاج:

إذا أراد خُلُقاً عَفَنْقَـسـا أقَرَّهُ النّاسُ وإنْ تَفَجَّسا

وقال الكِسائيّ: رَجُلٌ عَفَنْقَس فَلَنْقَس: أي لئيم.
ويُقال: ما أدري ما عَفْقَسَه وما عَقْفَسَه: أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعد ما كانَ حَسَنَ الخٌلٌقِ.

عقبس

اللِّحْيَاني: العَقَابِيْس: الشدائد من الأمور.
وقال غيرُه: رماه الله بالعَقَابيس والعَقَابيل والعَبَاقيل: أي بالدواهي.
وقال ابن عبّاد: العَقَنْبَس والعَبَنْقَس: السَّيِّئُ الخٌلٌق.

عقرس

ابن عبّاد: عَقْرَس -مثال جَعْفَر-: حيُّ باليَمَن.

عقفس

الليث: العَقَنْفَس والعَفَنْقَس -لغتان مثل الجَذْبِ والجَبْذِ-: وهو السَّيِّئُ الخُلُق المُتَطاوِل على الناس، يقال: ما أدري ما الذي عَقْفَسَه وعَفْقَسَه: أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعد ما كانَ حَسَنَ الخٌلٌقِ.

عكبس

اللِّحيَاني: إبل عُكَابِس وعُكَبِس -مثال عُجَالِط وعُجَلِط-: أي كثيرة. وقال أبو حاتم: إذا قارَبَتِ الإبل الألفَ فهيَ عُكَابِس وعُكَبِس.
وقال ابن عبّاد: تَعَكْبَسَ الشيء: إذا رَكِبَ بعضُه بعضاً.

عكس

العَكْسُ: أن تَشُدَّ حبلاً في خَطْمِ البعير إلى رُسْغِ يديه لِيَذِلَّ. وقال ابن دريد: عَكَسْتُ البعير عَكْساً: إذا عَقَلْتَ يديه بِحَبْلٍ ثُمَّ رَدَدْتَ الحَبْلَ من تَحْتِ بطنِه فَشَدَدْتَه بِحَقْوِه. ومنه قول الربيع بن خُثَيْم: اعْكسوا أنفُسَكُم عَكْسَ الخيلِ باللُّجُمِ. واسْم ذلك الحبل: عِكَاس بالكسر.
والعَكْسُ: قَلْبُكَ الشيء نحوَ الكلام وغيرِه، يقال: عَكَسْتُ كلامي أعْكِسْهُ -بالكسر- عَكْساً: إذا قَلَبْتَه. وقيل: العَكْسُ رَدُّكَ آخِرَ الشيء إلى أوّلِه، ومنه عكس البَلِيَّةِ عِنْدَ القبر، لأنَّهم كانوا يَرْبطونها معكوسة الرأس إلى ما يلي كَلْكَلَها وبَطْنَها؛ ويقال إلى مُؤخَّرِها مِمّا يَلي ظَهْرَها؛ ويَتْرُكُونها على تلك الحال حتى تموت، قال جرير:

إنّا إذاً معشَرٌ كَشَّتْ بِكارَتُـهُـم صُلْنا بأصْيَدَ سامٍ غَيْرَ مَعْكوسِ

والعَكيس: لَبَنٌ يُصَبُّ على مَرَقٍ كائناً ما كان، تقول منه: عَكَسْتَ أعْكِسُ عَكْساً.
والعَكِيْسُ -أيضاً- من اللَّبَنِ: الحليب تُصَبُّ عليه الإهالة فَيُشْرَبُ، قال الراعي يَرُدُّ على الحلال ويَذُمُّ أُمَّه:

فَلَمّا سَقَيْناها العَكِيْسَ تَـمَـلأتْ مَذاخِرُها وازْدادَ رَشْحاً وَرِيْدُها

ويُروى: “تمدَّحَتْ” و “تَمذَّحَتْ”، ومَذَاخِرُها: زوايا بطنها. وقال آخَر:

جَفْؤكَ ذا قِدْرِكَ للـضِّـيْفـانِ جَفْأً على الرُّغْفانِ في الجِفَانِ
خَيْرٌ من العَكِيْسِ بالألْـبـانِ

والعَكِيْسُ -أيضاً-: القضيب من الحَبَلَةِ يُعْكَسُ تحت الأرض إلى موضِعٍ آخر.
والليلة العَكيسَة: الظَّلماء.
والعَكيسَة: الكثير من الإبل.
وعَكِسَ به: مثل عَسِكَ به.
ويقال: دونَ ذلك الأمر عِكاس ومِكاس: وهو أن تاخُذَ بِناصِيَتِه ويأخُذَ بناصِيَتِك، وقيل: هو إتباع.
وقال الليث: الرجل إذا مشى مَشْيَ الأفعى يقال: هو يَتَعَكَّس في مِشْيَتِه كأنَّه قد يَبِسَت عُرُوقُه، والسَّكران إذا مَشى كأنَّه يَتَعَكَّسْ في مِشْيَتِه.
وانْعَكَسَ الشيء واعْتَكَسَ: بِمَعْنىً، قال:

طافُوا بِهِ مُعْتَكِسِـينَ نُـكَّـسـا عَكْفَ المَجوسِ يَلْعَبونَ الدَّعْكَسا

والتركيب يدل على جَمْعٍ وتَجَمُّع.

عكمس

إبِلٌ عُكَمِسٌ وعُكَامِسٌ وعُكَبِسٌ وعُكَابِسٌ: أي كثيرة. وقال أبو حاتم: إذا قارَبَتِ الإبِلُ الألْفَ فهي عُكَمِسٌ وعُكَامِسٌ وعُكَبِسٌ وعُكَابِسٌ.
وقال ابن فارِس: ليلٌ عُكَامِسٌ: مُظْلِم، وأنشد:

والليلُ ليلٌ مُظْلِمٌ عُكَامِسُ

قال: وهذا منحوت من عَكَسَ وعَمَسَ؛ لأنَّ في عَمَسَ معنىً من معاني الإخفاء، والظُّلْمَة تُخْفي، يقال: عَمَسَ عليه الخَبَر.
والعُكْموس والعُمْكوس والكُعسوم والكُسْعُوْم: الحِمار.
وعَكْمَسَ الليل: إذا أظْلَمَ.

علدس

ابن دريد: العَلَنْدَس والعَرَنْدَس: الصُّلْبُ الشديد من الإبل، وناقة عَلَنْدَسة وعَرَنْدَسة.
وقال هِشام: العَرَنْدَس؛ وقال أبو الطَّيِّب: العَلَنْدَس: الأسد الشديد.

علس

العَلَسُ -بالتحريك-: القُرَاد.
والمُسَيَّب بن عَلَس بن مالك بن عمرو بن قُمامة بن عمرو بن يزيد بن ثَعْلَبَة بن عَدِيّ بن ربيعة بن مالك بن جُشَم بن بلال بن خُماعة بن جُلَيّ بن أحْمَس بن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نِزار.
ورجل عَلَسيّ: أي شديد، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ:

يسبرُ فيها القومُ خِمْساً أمْلَسا إذا رآها العَلَسِيّ أبْلَـسـا
وعَلَّقَ القوم أدَاوى يُبَّسـا

والعَلَس -أيضاً-: ضَرْبٌ من الحِنْطَة تكون حبّتان في قِشْرٍ، وهو طعام أهل صنعاء. وقال الدِّيْنَوَريّ: العَلَس ضَرْبٌ من البُرِّ جَيِّدٌ غيرَ أنّه عَسِرُ الاسْتِنقاء؛ يَنْبُتُ بنواحي اليمن، قال: وزَعَموا أنّ العَلَسيَّ المَقِرُ وهي نبات الصَبُر، قال: وأخبرني بعض البحرانيين قال: له نورٌ حَسَنٌ مِثل نور السُّوْسَنِ: ونباته -أيضاً- نباتُ السُّوْسَنِ الأخضر إلاّ أنَّه أعظمَ ورقاً وأغْلَظُ، قال أبو وَجْزَة السَّعْدي ووَصَفَ الضُّعنَ وما زَيَّنَّ به الإبل من الرَّقْمِ:

كأنّ النُّقْدَ والعَلَسِيّ أجْنى ونَعَّمَ نَبْتَهُ وادٍ مَطِـيْرُ

وقال ابن عبّاد: العَلَسيّ شجرة تَنْبُتُ عُرْجُوْناً كهيئة عُرْجُوْن النَّخل.
وقال غيره: العَلَس: ضرب من النمل. وقال أبو عُبَيْدَة: العَلَسَة دُوَيْبَة شبيهَة بالنَّملة أو الحَلَمَة، وبها سُمِّيَ الرَّجُلُ عَلَساً، قال:

عُمَارَةُ الوَهّابُ خيرٌ من عَلَسْ وزُرْعَةُ الفَسّاءُ شَرٌّ من أنَسْ
وأنا خَيرٌ مِنْكَ يا قُنَبَ الفَرَسْ

ووقَعَ في الجَمْهَرَة: ربيعَةُ الوَهّاب.
وقال ابن الأعرابي: العَدَسُ يقال له العَلَسُ.
وقال الليث: العَلِيْس: شِواءٌ سَمين. وقال غيره: هو الشِّوَاء مَعَ الجِلْدِ.
وقال ابن دريد: شِوَاءٌ مَعْلوس: إذا أُكِلَ بالسَّمْنِ.
وقال الليث: العَلْسُ: الشُّرْبُ، يقال: عَلَسَ يَعْلِسُ عَلْساً. قال: وقال أبو ليلى: العَلسُ: ما يُؤكل ويُشْرَب.
وقال أبو صاعِد الكِلابيّ: يقال: ما ذاقَ عَلُوَساً ولا لَؤْوساً: أي شيئاً، وكذلك: ما عَلَسْنا عندهم عَلُوساً.
وعَلُّوس -مثال تَنُّور-: من قلاع الأكراد.
وقال ابن هانئ: ما أكَلْتُ اليومَ عُلاساً -بالضم-: أي طعاماً.
وقد سَمّوا عُلَيْساً -مُصَغَّراً-.
ويقال: ما عَلَّسُوا ضَيْفَهُم بشيءٍ تَعليساً: أي ما أطعموه.
وعَلَّس داؤه -أيضاً-: أي اشْتَدَ وبَرَّحَ.
وقال ابن السِّكِّيت: المُعَلَّس: الرجُّل المُجَرَّب.
وقال ابن عبّاد: التَّعْليس: الصَّخَب والقالَة.
قال: وناقة مُعَلَّسَة: أي مُذَكَّرَة.
والتركيب يدل على شِدَّةٍ في شيءٍ.

علطبس

العَلْطَبيس: الأمْلَس البَرّاق، قال عُذَافِر:

لَمّا رَأى شَيْبَ قَذالي عِيْسى وحاجِـبـي خَـلِـيْسـا
وهامَةً كالطَّسْتِ عَلْطَبِيسـا لا يَجِدُ القَمْلُ بها تَعْرِيسا

علطس

ناقة عِلْطَوْس -مثال فِرْدَوْس-: وهي الخِيارُ الفارِهَة.
والعِلْطَوْسُ أيضاً: الطويل.
والعَلْطَسَة: عَدْوٌ في تَعَسُّفٍ.

علطمس

الليث: العَلْطَمِيْس من النوق: الشديدة الضخمة ذاةُ أقْطارٍ وسَنَامٍ مُشْرِفٍ.
قال: والعَلْطَمِيْس: الهامَة الضخمة الصلعاء، وأنشد الرَّجَزَ الذي أنشدتُه آنفاً:

وهامَةً كالطَّسْتِ عَلْطَمِيْسا

بالميم. وقال رؤبة يصف نفسَه لأعدائه:

يَرَيْنَ رَحْبَ الشَّجْرِ عَلْطَمِيْسا لا يَتَشَكّى النَّطْحَةَ الفَطُوْسا

وقال ابن فارِس: العَلْطَمِيْس: الجارِيَة التّارَّة الحَسَنَة القوام، والأصل في هذا عَيْطَموس، واللام بدل من الياء والياء بدل من الواو، وكُلُّ ما زادَ على العَينِ والياء والطاء في هذا فهو زائِد، وأصْلُه العَيْطاء أي الطويلة. وانشد الليث في مُضَاعَفِ الحاءِ في تركيب د ح ح:

أغَرَّكِ أنَّني رَجُلٌ قَصيرٌ دُحَيْدِحَةٌ وأنَّكِ عَلْطَمِيْسُ

بالميم، أي مُمْتَلِئة شَبَاباً.
والعَلْطَمِيْس والعَلْطَبِيْس: من صِفَةِ الكثير الأكْلِ الشديد البَلْع.

علكس

الليث: عَلْكَس: رجل من أهل اليَمَن.
والمُعْلَنْكِسُ من اليَبِيْسِ: ما كَثُرَ واجْتَمَعَ.
والمُعْلَنْكِسُ: المُتَراكِم من الرَّملِ أيضاً، وقال الكُمَيْت يصف ثوراً:

فبـادَرَ لـيلَةَ لا مُـقْـمِــرٍ نَحِيْرَةً شَهْرٍ لِشَهْرٍ سِـرَارا
إلى سَبِطات بمُعْـلَـنْـكِـسٍ من الرَّملِ أرْدَفَتِ الهارِهارا

واعْلَنْكسَ الشَّعر: إذا اشتدَّ سوادُه، قال العجّاج:

أزمانَ غَرّاءُ تَبُذُّ العُنَّـسـا بفاحِمٍ دُوْوِيَ حتى اعْلَنْكسَا
وبَشَرٍ معَ البياضِ أمْلَسـا

وقال الفرّاء: شَعْرٌ مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِك: وهو الكثيف المجْتَمِع.
وقال ابن فارِس: اللام بدل من الراء.
واعْلَنْكسَ الشيء: إذا تردَّدَ.
وقال غيره: المُعَلْكِس: المُعْلَنْكِس.

علهس

ابن عبّاد: عَلْهَسْتُ الشيء: مارَسْتُهُ بشِدَّةٍ.

عمرس

العَمَرَّس -مثال العَمَلَّس-: القوي الشديد من الرِجال. وقال ابن فارِس: هذا مِمّا زيدَت فيه العَيْن، وإنَّما هو من الشيء المَرِس وهو الشديد الفَتْلِ.
وسَيْرٌ عَمَرَّس وعَمَرَّد: أي شديد.
ووِرْدٌ عَمَرَّس: أي سريع.
والعَمَرَّس من الجِبال: الشّامِخ الذي يَمْتَنِع أن يُصْعَدَ إليه.
والعَمَرَّس: الشَّرِس الخُلُق القَوِيّ.
قال: ويوم عَمَرَّس: شديد، وشَرٌ عَمَرَّسٌ: كذلك، قال حُمَيْد الأرقَط يَمْدَح الوليد بن عبد المَلِك:

وإنْ يَهِج يَومٌ لِيُبْتَلـى بِـهِ عَمَرَّسٌ يَكْلَحُ عن أنْيابِهِ
يُظِلُّ زَحْفَيْهِ ظِلالُ غابِهِ

والعُمْرُوْس: الخروف، وقد جاء في الشعر في جمعه: العَمَارِس -بحذف الياء-، قال حميد بن ثور -رضي الله عنه-، ويُروى للصِّمَّة بن عبد الله القُشَيْري، وهو مَوْجود في دِيْوانَيْ أشْعارِهِما:

أُولئك لَمْ يَدْرِيْنَ ما سَمَكُ القُـرى ولا عُصُبٌ فيها رِئاتُ العَمَارِسِ

وفي شِعر الصِّمَّة: بَصَلُ القُرى.
وربَّما قيلَ للغُلام الحادِر: عُمْرُوْسٌ، عن أبي عمرو.
ومحمد بن عُبَيد الله بن أحمد بن عُمْرُوْس المالِكي: من أصحاب الحديث. وأصحاب الحديث يفتَحون العين، وهو خَلْفٌ، لِعَوَزِ بِنَاءِ فَعْلُوْلٍ سِوى صَعْفُوق وهو نادِر.

عمس

الليث: العَمَاس -بالفتح-: الحرب الشديدة.
والعَمَاس: الداهِيَة.
وكُلُّ أمرٍ لا يُقام له ولا يُهْتَدى لوجهِه فهو: عَمَاس. ويوم عَمَاس من أيّام عُمُس وعُمْس، قال العجّاج:

إنْ يَسْمَهِرُّوا لِضِراسِ الضَّرْسِ ويَنْزِلوا بالسَّهْلِ بعدَ الشَّـأسِ
مِنْ مَرِّ أيّامٍ مَضَيْنَ عُمْـسِ

وقد عَمُسَ يومُنا -بالضم- عَمَاسَةً وعُمُوْساً، وقال ابن دريد: عَمِسَ يومُنا -بالكسر- عَمْساً وعَمَساً- بالتحريك-، قال العجّاج -أيضاً- في الواحِدِ:

إذْ لَقِحَ اليَوْمُ العَمَاسُ فاقْمَطَـرّْ وخَطَرَتْ أيْدي الكُمَاةِ وخَطَرْ

وليل عَمَاس: مُظلِم.
وأسد عَمَاس: شديد، قال ذلك شَمِر، وأنشد لثابِت قُطْنة بن كعب بن جابِر العَتَكيّ:

قُبَيِّلَتانِ كالحَذَفِ المُـنَـدّى أطافَ بِهِنَّ ذو لِبَدٍ عَمَاسُ

وقال ابن السِّكِّيت: يقال أمْرٌ عَمَاس وعَمَوس: لا يُدْرَى من أينَ يُؤتى له.
وعَمِيْسُ الحمائِم: وادٍ بين مَلَلٍ وفَرْشٍ، كان أحَدَ منازِل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلى بَدْرٍ.
والعَمِيْس: الأمر المُغَطّى.
وعُمَيْس -مُصَغَّراً-: هو عُمَيْس بن مَعَدٍّ الخَثْعَمِيّ، أبو أسماء رضي الله عنها.
والعَموس: الذي يَتَعَسّف الأشياء كالجاهِل. وقيلَ للأسَد: عَمُوْسٌ لأنّه يُوصَف بأخذ الفَرائس الجَهْلِ والغَلَبَة، قال أبو زُبَيد حرمَلَة بن المُنذر الطائي يصف أسداً:

فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ عَمُوْسُ
إلى أن عَرَّسوا وأغَبَّ منهم قَريباً ما يُحَسُّ له حَسِيْسُ

أغَبَّ: ظَهَرَ ساعةً وخَفِيَ أُخرى، ويقال أغَبَّ: نَزَلَ قريباً من الرَّكْبِ. ويُروى: غَمُوْس -بالغين مُعْجَمَة-، ويُروى: هَمُوْس.
وعَمَسَ الكتاب: أي دَرَسَ.
وعَمْوَاسُ -بسكون الميم-: كورة من فلسطين، وأصحاب الحديث يُحَرِّكون الميم، وإليها يُنْسَب الطاعون، ويُضاف فَيُقال: طاعون عَمْوَاس، وكان هذا الطاعون في خلافة عُمَر -رضي الله عنه- سنة ثماني عَشْرَةَ، ومات فيه جماعة من الصَّحابَة، ذَكَرْتُهُم في كتاب “دَرِّ السَّحابة في وَفِيّات الصحابة” من تأليفي. قال:

رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ وبَيْضـا ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ من عَمْوَاس

والعَمْس: أن تُرِيَ أنَّكَ لا تَعْرِفُ الأمرَ وأنتَ عارِفٌ به.
ويقال: ما أدري أينَ دَقَسَ ولا أيْنَ عَمَسَ: أي أينَ ذَهَبَ.

وفي النوادر: حَلَفَ فلان على العَمِيسَة والغَمِيسَة -وفي بعض النُّسَخ منها: على العَمِيسَيّة والغَمِيسَيّة-: أي على يمينِ غيرِ حَقٍّ.
وعَمَسَ الشيء وأعْمَسَه: أي أخفاه.
وأتانا بأُمَورٍ مُعَمِّسَاتٍ ومُعَمَّسَاتٍ -بكسر الميم المُشَدَّدة وبفتحِها-: أي مُظلِمَة مَلْوِيّة عن جِهَتِها.
وتَعَامَسَ عن الشيء وتَعَامَشَ وتَعَاشى: إذا تَغَافَلَ عنه.
وتَعَامَسَ فلان علَيَّ: أي تَعامى عَلَيَّ وتَرَكَني في شُبهَةٍ من أمرِه.
وعامَسْتُ فلاناً: إذا ساتَرْتَه ولم تُجاهِرْهُ بالعَدَاوَة.
وامرأة مُعامِسَة: تَتَسَتَّر في سَبِيْبَتِها ولا تَتَهَتَّك، قال الراعي يهجو الحلال بن عاصِمٍ وخَنْزَراً:

إنَّ الحَلالَ وَخَنْزَراً وَلَدَتْهُما أمَةٌ مُعامِسَةٌ على الأطهارِ

هذه رواية الأزهري، أي تأتي ما لا خَيْرَ فيه مُعَالِنَةً به، ورِواية غيرِه: “مُقَارِفَة”، وهذه الرِّواية أشهر، وقال ابنُ جَبَلَة: المُقارِفَة المُدانِيَة المُعَارِضَة من أن تُصِيْبَ الفاحِشَة، وهي التي تَلْقَحُ لغَيْرِ فَحْلِها.
والمُعامَسَة: السِّرار.
والتركيب يدل على شِدَّة في اشْتِباه والْتِواء في الأمر.

عمكس

العُمْكُوْسُ والعُكْمُوْسُ والكُسْعُوْمُ والكُعْسُوْمُ: الحِمار.

عملس

أبو عمرو: العَمَلَّس والعَمَرَّس: القويّ على السير السَّريع، قال عَدِيّ بن زيد بن مالِك بن عَدِيّ بن الرِّقاع العامِليّ، وليس لِمِلْحَةَ كما وَقَعَ في الحَمَاسَة:

فَناموا قليلاً ثمَّ نَبَّهَ نَومَـهُـم دُعاءُ بَعيدِ الهَمِّ ماضٍ مُعَمَّمِ
عَمَلَّسِ أسفْارٍ إذا اسْتَقْبَلَت لهُ سَمومٌ كَحَرِّ النّارِ لم يَتَلَثَّـمِ

ويروى: “عَمَرَّس”، وهذه الرواية أشهر وأكثر.
والعَمَلَّس -أيضاً-: الذِّئب، وهو وصفٌ له لِسُرْعَتِهِ في إرخائِه، وقال الليث: العَمَلَّس: الذئب الخبيث، قال الشَّنْفَري الأزديّ:

ولي دُونَكُم أهْلونَ سِيْدٌ عَمَلَّـسٌ وأرْقَطُ زُهلوْلٌ وعَرْفاءُ جَيْئَلُ

وقد يُشَبَّه كلب الصيد بالذِّئب في سُرعَتِهِ فَيُسَمّى عَمَلَّساً، قال الطرماح يصف صائداً يَكُفُّ كِلابَ الصيد:

يُوَرِّعُ بالأمـراسِ كُـلَّ عَـمَـلَّـسٍ من المُطْعَماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشواحِنِ

الشواحِن: التي يُبْعِدْنَ في الطَّردِ ولا يَصِدْنَ شيئاً.
ويقال: هو عَمَلَّس دُلُجَاتٍ.
وقال ابن فارِس: هذا ممّا زيدَت فيه اللام، قال: ويمكن أن يكون منحوتاً من كلمتين؛ من عَمِلَ وعَمَسَ، يقول: هو عَمولٌ عَموسٌ، عَموس: أي يركب رأسه ويَمضي فيما يَعْمَلُه.
وفي المَثَل: أبَرُّ من العَمَلَّسِ، وهو رجل كانَ برّاً بأُمِّهِ ويَحُجُّ بها على ظهرِهِ.
وقال ابن عبّاد: العُمْلوسة: من نعت القوس الشديدة السريعة السهم.
وقال ابن دريد: العَمْلَسَة: السُّرعَة.

عمنس

قال أبو المنذر: كانَ لِخَوْلانَ صَنَمٌ يقال له: عُمْيَانِسُ، وكانوا يقسِمون له من أنعامهم وحُرُوثِهِم.

عنبس

الليث: العَنْبَسُ: من أسماء الأسد، إذا نَعَتَّهُ قلت: عَنْبَسٌ وعُنابِسٌ. وإذا خَصَصْتَه باسْمٍ قُلْتَ: عَنْبَسَة -غير مُجْرىً-؛ كما تقول: أُسامَةُ وساعِدَة، ذكره الأزهَريّ والليث في الرُّباعيّ، وقال هشام: لا أدري اسمٌ هو أم صِفةٌ ولا أدري ما أصلُهُ، وقال أبو عُبَيد: هو من العُبُوْسِ، فَعَلى هذا النون زائدة ووزنُهُ فَنْعَلٌ.
والعَنَابِسُ من قُرَيْش: أولادُ أُمَيَّة بن عبد شمس الأكبر؛ وهم سِنَّة: حَرْب وأبو حَرْب وسُفيان وأبو سُفيان وعمرو وأبو عمرو.
وخالِد بن عَنْبَس بن ثعلَبَة البلويّ -رضي الله عنهما-: له ولأبيه عَنْبَسٍ صُحبَة.

عنس

العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:

كم قد حَسَرنا من عَلاَةٍ عَنْسِ كَبْدَاءَ كالقَوْسِ وأُخرى جَلْسِ
دِرَفْسَةٍ أو بـازِلٍ دِرَفْـسِ

وقال عَبْدَة بن الطَّبيب العَبْشَمِيّ:

بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَـيْنِ دَوْسَـرَةٍ فيها على الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغِيْلُ
عَنْسٍ تَشيرُ بِقِنْوَانٍ إذا زُجِرَت من خَصْبَةٍ بَقِيَت فيها شَمَاليلُ

وعَنْس -أيضاً-: قبيلة من اليمن، وعَنْس: لقب، واسمه زيد بن مالِك بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قحطان، منهم عَبْهَلَة العَنْسيّ الكَذّاب.
ومِخْلاف عَنْس: من مخاليف اليَمَن، مضاف إلى عَنْس بن مالِك هذا.
والعَنْس والعَنْز: العُقَاب.
وعَنَسْتُ العودَ وعَنَشْتُه: أي عَطَفْتُه أو قَلَبْتُه.
وعَنَسَت الجارية تَعْنَسُ وتَعْنِسُ عُنُوساً وعِنَاساً فهيَ عانِس: وذلك إذا طالَ مَكْثُها في منزِلِ أهلِها بعدَ إدْراكِها حتى خَرَجَت من عِدادِ الأبْكار، هذا ما لَم تتزوّج، فإن تَزَوّجَت مَرَّةً فلا يُقال لها عَنَسَتْ. وعَنِسَت -بالكسر-: لُغَةٌ في عَنَسَتْ بالفتح، قال الأعشى:

ولَقَد أُرَجِّلُ لِمَّـتـي بِـعَـشِـيَّةٍ للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُـرْتـادِ
والبِيضِ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤها ونَشَأْنَ فـي قِـنٍّ وفـي أذْوادِ

ويروى: “سَبائِكُ المُرْتاد” أي دراهِمِ الذي يَشْتَري الخَمْرَ، ويروى: “في فَنَنٍ” أي في نِعْمَة، وأصلها أغصان الشَجَر، و “في قِنٍّ” أي في عَبيدٍ وخَدَم؛ وهذه رواية أبي عُبَيْدَة؛ و “في فَنَنٍ” رواية الأصمعي.
وقال الكِسائي: العانِس: فَوْقَ المُعْصِر، والجَمْع: عَوانِس وعُنَّس وعَنْس -كبازِل وبَوازِل وبُزَّلٍ وبُزْل-، قال:

يُعْرِس إبْكاراً بها وعُنَّـسـا أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا

وعُنُوْس أيضاً، كقاعِد وقُعود وجالِسٍ وجُلُوس وشاهِدٍ وشُهُود وساجِدٍ وسُجُود، قال رؤبة:

وقد نَرى الأبْكارَ والعُنُوسـا ذاكَ وأتْراباً بهـا أُنُـوسـا
لا تُمْكِن الخَنّاعَةَ النّامـوسـا وتَحْصِبُ اللاعِنَةَ الجاسُوْسا

الأُنُوْسُ: الأوانِس. و قال ذو الرُّمَّة يصف الإبل الطِّوال الأعناق:

وَعِيْطاً كأسرابِ القَطا قد تَشَوَّفَت مَعَاصِيْرُها والعاتِقاتُ العَوَانِسُ

أي: لا تَحْسَبي مُرَاعاتَكِ الآجالَ وَعِيْطاً. وقال المُرَقِّش الأكبَر يصف ناقَتَه:

وتًصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمـامَـهـا إلى شُعَبٍ فيها الجَواري العَوَانِسُ

ويقال للرجل -أيضاً- عانِس، قال أبو قيس بن رِفاعَة:

مِنّا الذي هوَ ما إنْ طُرَّ شارِبُهُ والعانِسونَ ومِنّا المُرْدُ والشِّيْبُ

وقال أبو ذؤيبٍ الهُذَليّ:

فانّي على ما كُنتَ تَعْلَمُ بَيْنَـنـا وليدَيْنِ حتى أنتَ أشْمَطُ عانِسُ

وجملٌ عانِس: سمين تام الخَلْق، وناقة عانِسة: كذلك.
والأعْنَس بن سلمان: شاعِر.
وقال أبو عمرو: العِنَاسُ -بالكسر-: المِرآة، والجمع: عُنُسٌ.
والعَنَسُ -بالتحريك-: النَّظَرُ في العِناسِ كُلَّ ساعة.
وعُنَيِّس -كأنَّه تصغير عِنَاس-: اسم رملٍ معروف، وأنشد الأزهري للرّاعي:

وأعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعي نِعَاجُ المَلا عُوْذاً به ومَتَـالِـيا

ورواه ابن الأعرابي: “مِنْ يُتَيِّمَ” وقال: اليَتَائمُ بأسفَل الدَّهْنى مُنْقَطَعُهُ من الرَّمْلِ، ويروى: مِنْ عُتَيِّيْنَ.
وأعْنَسَتْ الجارِيَة: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ.
وأعْنَسَ الشَّيْبُ وَجْهَه: إذا خالَطَه.
وأعْنَسَتِ السِّنُ وَجْهَه: إذا غَيَّرَتْه، قال أبو ضَبٍّ الهُذَليُّ:

كأنَّ حُـوَيّاً والـجَـدِيَّةُ فَـوْقَـــهُ حُسَامٌ صَقيلٌ قَصَّهُ الضِّرْبُ فانْحَنى
فَتىً قُبُلاً لم يُعْنِسِ الـشَّـيْبُ رَأسَـهُ سِوى خَيِّطٍ كالنُّورِ أشْرَق في الدُّجى

قُبُلاً: مُسْتَقْبَلَ الشباب، وروى أبو عمرو: “قَبَلاً” أي مُقْبِلاً، وروى أيضاً: “خُيُطٍ” بضمّتَين، وأنشد الشعر أبو تمّام في الحَماسَة لِسُوَيْد الحارِثيّ.
وقال أبو زيد: عَنَّسَتِ الجارِيَة تَعْنِيْساً: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ وأعْنَسَتْ، وقال الأصمعي: لا يقال عَنَّسَتْ ولكن عُنِّسَتْ -على ما لَم يُسمّى فاعِلُه-، وعَنَّسَها أهْلُها. وكذلك عَنَّسَ الرَّجُل، قال أبو الغِطْريف يصف الخيل:

فأنْكَحْنَ أبْكاراً وغادَرْنَ نِسْـوَةً أيامى وقد يَحْظى بِهِنَّ المُعَنِّسُ
هَنيئاً لأربابِ البُيُوتِ بُيُوتُـهُـم وللعَزَبِ المِسْكِينِ ما يَتَلَمَّـسُ

واعْنِيْناسُ ذَنَبِ الناقَة: وُفُوْرُ هُلْبِه وطُوْلُه، قال الطِّرْماح يصف الثَّوْر:

يَمْسَحُ الأرضَ بِمُعْنَوْنِسٍ مِثْلِ مِيْلاةِ النِّيَاحِ القِيَامْ

والتركيب يدل على قوّةٍ في شيءٍ وشِدَّةٍ.

عنفس

ابن عبّاد: العِنْفِسُ -بالكسر-: اللئيم القصير.

عنقس

أبن دريد: العَنْقَسُ -بالفتح-: الدّاهي الخبيث.

عنكس

ابن عبّاد: عَنْكَسَ: اسم نهر فيما يقال.

عوس

العَوْسُ والعَوَسَان: الطَّوَفان بالليل، يقال: عاسَ الذئبُ يَعوسُ: إذا طَلَبَ شيئاً يأكُلُه.
وقال ابن الأعرابي: عاسَ على عِيَالِه يَعوسُ عَوْساً: إذا كَدَّ عليهم وكَدَحَ. وقال شَمِر: عاسَ عِيَالَه يَعُوسُهُم وعالَهُم يَعولُهُم وقاتَهُم يقُوتُهُم، وزاد غيرُه: مانَهُم يَمونُهُم: بمعنىً، وأنشد:

خَلّى يَتَامى كانَ يُحْسِنُ عَوْسَهُم ويَقُوتُهُم في كُلِّ عامٍ جاحِـدِ

والعَوْسُ والعِيَاسَة: سياسَة المال، يقال: عاسَ مالَهُ: إذا أحْسَنَ القِيامَ عليه. وإنَّه لَعَائسُ مالٍ وسائسُ مالٍ: بمعنىً واحِدٍ.
والعُوْسُ -بالضم-: ضَرْبٌ من الغَنَم، يقال: كَبْشٌ عُوْسِيٌ، قال:

قد كادَ يَذْهَبُ بالدُنيا وأزَّتِـهـا مَوَالِئٌ كَكِبَاشِ العُوْسِ سُحّاحِ

قال ابن السِّيرافيّ: هَمَزَ الياءَ من مَوَالٍ لاسْتِقامَةِ البَيْتِ.
وقال أبو عَبّيْدٍ عن القَنَانيّ: العَوَاساء -مثال ناقة بَرَاكاء-: الحامِلُ من الخَنافِسِ، وأنشد:

بِكْراً عَوَاسَاءَ تَفَاسى مُقْرِباً

وأنشد غيره:

أقْسَمْتُ لا أصْطادُ إلاّ عُنْظُباً إلاّ عَوَاسَاءَ تَفَاسى مُقْرِباً
ذاةَ إوانَيْنِ تُوَفِّي المِقْنَبـا

والعُوَاسَة -بالضم-: الشَّرْبَةُ من اللَّبَن وغيرِه.
وقال ابن دريد: العَوَس -بالتحريك زَعَموا، يقال: رَجُلٌ أعْوَس وامْرأةٌ عَوْساء-: وهو دُخُول الشِّدْقَيْن حتى يكون فيهما كالهَزْمَتَيْن، وأكْثَرُ ما يكونُ ذلك عِنْدَ الضَّحِك.
وقال ابن فارِس: ويقولونَ: الأعْوَس الصَّيْقَل.
والأعْوَس: الوَصّاف للشيء.
قال وكُلُّ هذا مِمّا لا يَكادُ القَلْب يَسْكُنُ إلى صِحَّتِه.

عيس

العَيْس: ماء الفَحْل، وأنشد المُفَضَّلُ لطَرَفَة بن العَبْد:

سَأحْلُبُ عَيْساً سَـمٍّ فـأبْـتَـغـي به جِيرتي حتى يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ

ورواه غير المفضَّلِ: “عَنْساً” بالنون “إنْ لم تُجَلُّوا ليَ الخَبَرْ”، وإنما يَتَهَدَّدُهم بشِعْرِه.
وقال الخليل: العَيْس: عَسْبُ الفَحْل وهو ضِرَابُه يقال: عاسَ الفَحْلُ النّاقة يَعيسُها عَيْساً: إذا ضَرَبَها.
والعِيْس -بالكسر-: الإبل البيض التي يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقْرَة، واحِدُها: أعْيَسُ، والأُنثى: عَيْسَاء، قال ذو الرمَّة يصف ناقَتَه:

والعِيْسُ من عاسِجٍ أوْ واسِج خَبَباً يُنْحَزْنَ من جانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ

وقال آخَرُ:

أقُولُ لِخارِبَيْ هَمْدانَ لَمّـا أثارا صِرْمَةً حُمْراً وعِيْسا

وقال جرير:

عَلَّ الهَوى من بَعِيْدٍ أنْ يُقَرِّبَهُ أمُّ النُّجُومِ ومَرُّ القَوْمِ بالعِيْسِ

أي بالبِيْضِ وهي كرائِمُ الإبِل.
وعَيْساء: اسْم امْرَأة.
والعَيْساء -أيضاً- الأنثى من الجَرَاد.
وعِيْسى: اسمٌ عِبْرانيّ أو سُرْيانيّ، والجمع: العِيْسَوْن -بفتح السين-، ومَرَرْتُ بالعِيْسَيْن، ورأيتُ العِيْسَيْن. وأجازَ الكوفيُّونَ ضَمَّ السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يُجِزْهُ البصرِيُّونَ وقالوا: لأنَّ الألِفَ لمّا سَقَطَت لاجْتِماع السّاكِنَيْن وَجَبَ أن تَبقى السين مَفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الألف أصلية أو غير أصليّة. وكان الكِسَائيّ يُفَرِّق بينهما، ويَفْتَحُ في الأصليّة فيقول: مُعْطَوْن، ويَضُمُّ في غير الأصلية فيقول: عِيْسَوي ومُوْسَوي، تَقْلِبُ الياء واواً، كما قُلْتَ في مَرْمِيٍّ مَرْمَوِيٌّ، وإن شِئتَ حَذَفْتَ الياء فقُلْتَ: عِيْسيٌّ ومُوْسِيٌّ بكسر السين، كما قُلْتَ: مَرْمِيٌّ ومَلْهِيٌّ.

وقال الليث: العِيْسَةُ في أصل البناء: فُعْلَة، على قياس الصُّهْبَة والكُمْتَة، ولكن قَبُحَت الياء بعدَ الضمّة فَكُسِرَت العين على الياء. وكانت الكسرة أحَقَّ بالياء لأنَّها خُلِقَت من صِرْفِ الكَسْر.
وأعْيَسَ الزَّرْعُ: إذا لم يكُن فيه رَطْبٌ.
وتَعَيَّسَت الإبل: صارَتْ بَيَاضاً في سَوَادٍ، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ:

سَلِّ الهُمُوْمَ بكُلِّ مُعْطٍ رَأْسَهُ ناجٍ مُخَالِطِ صُهْبَةٍ بَتَعَيُّسِ

هكذا الرواية، ورواه سِيْبَوَيْه: “مُعْطي رَأْسِهِ” بالإضافةِ، ويُكْرَهُ هذا وإن أُضيفَ إلى المَعْرِفَة، بدليل أنَّه وَصَفَه بِنَاجٍ.
والتركيب يدل على لونٍ أبيَضَ وعلى عَسْبِ الفَحْلِ.

عبط

عبطتُ النّاقة أعْبطها- بالكسر- عْبطاً: اذا ذَبحتْها وليستْ بها علةّ. وفي حديثِ عبد الملكِ بن عمرٍ: معْبوطةٍ نفسها، وقد كتبِ الحديثُ بتمامهِ في ترْكيب ع ش ر.
وقال ابن الأعرابيّ: العبطّ: الغيبةُ.

والعَبطْ: حفرْ أرٍضْ لم تحفرَْ قبلُ، يقال: عبطَ الحمارُ الترابَ بحوَافرهِ: إذا أثارهَ، قال المرارُ بن منقذٍ العدويّ يصفُ حماراً:

ظلّ في أعْلـى يفـاَعٍ جـاذلاً يعْبِطُ الأرْضَ اعْتباطَ المحتفرْ

ويروى: يقسمُ الأمرَ كقسمِ المؤتمرِ وعبط الثوبَ يعبطهَ عْبطاً ومعبْطاً: أي شقهّ، وأنَ الأصمعيّ:

وعبْطهِ عرْضي أوَانَ معْبطهِ

فهو معبوطَ وعبيطّ، وجمعُ العبيطِ: عبطّ، قال ابو ذُؤيب الهذَلي:

فَتخاَلساَ نفسْيهما بـنـوَافـذٍ كنوافذِ العبطِ التي لا ترُقعُ

يعْني: كشقُ الجبوْبِ وأطرافِ الأكْمام والّّيول، لأنها لا ترُقعُ بعْدَ العْبط، وروى الأصمعي: “كنوافذِ العطبُ”.
وعبطتِ الريحُ وجه الأرض: اذا قشرتهْ.
وعبطنا عرقَ الفرسَ: أي أجرْيتاه حتّى عرقَ قال النّابغةُ الجعْدي -رضي الله عنه- يخاطبُ سوارَ بن أوْفى القشيرْيّ:

مزَحْت وأطرافُ الكلاليبِ تلتقي وقد عبطَ الماءَ الحميمَ فأسْهلاَ

والعبطُ: الكذبُ الصراحُ من غير عذرٍ.
وما تَفلانّ عبطةَ: أي صحيحاً شاباّ، قال أميةُ بن أبى الصلْت:

من لا يمتْ عبطةّ يمتْ هرماً للموتِ كأسّ فالمرءُ ذائقها
يوْشكُ من فرّ من مـنـتـهِ في بعض غرّاتهِ يوافقهـاُ

والعبيطُ: الذي نحرُ من غير علةٍ، والجمعُ: عباطّ، قال المتنخلُ الهذّلي:

أبيتْ على معاريَ فاخراتٍ بهنّ ملّوبّ كدمِ العبـاطِ

ويرْوى: “معاصمَ”.
وعبطتهُ الدّاهيةُ: أي نالتهْ، وزادَ الليثُ: من غيرِ اسْتحقاقٍ لذلك، قال حميدّ الأرْقطُ:

بمنزْلٍ عفٍ ولم يخـالـطِ مدَ نساتِ الرّيبِ العوابطِ

والعَوْبطُ -مثال جوهرٍ-: الدّاهيةِ.
والرجلٌ يعْبط بنفسهِ في الحربَ عبْطاً: إذا ألقاها فيها غيرُ مكرهٍ.والعبيْطُ من الدّماء: الخالصُ الطرّيّ، وكذلكَ اللحْمُ العَبيْطُ: أي الطريُّ.وعبطتْ الضّرْعَ: أي أدْميتهَ، ومنه حديثُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: أنّ سوادةَ بن الربيع التميميّ -رضي الله عنه- قال: أتيتهُ بأميّ فأمر لها بشياهِ غنَمٍ وقال: مرُيْ بنْيكِ أنْ يقلموا أظفارهم أنْ يعْبطوا ضرُوْعَ الغنم ومري بنيكِ أنء يحسنوا غذاء رباعهم. قوله: أن يوْجعوا: أي مخافةَ أنْيوجعوا، والرباعُ: جمعُ ريعٍ، وأرادَ بإحسانِ غذائها: أنْ لا يستقصَ حلبَ أماتها إبقاءً عليها لئلاّ يخرجُ الدمُ من ضروعهاِ. وهو كحديثهِ الآخر: دعْ داعي اللبنَ.
واعْتبطتُ النّاقةَ: ذبحتهاْ من غيرْ علةٍ؛ مثلُ عبطتها، وأصلهُ الشقّ، قال رؤبة:

عليّ أنمارّ من اعْتباطـي كالحيةِ المْجتاب بالأرْقاطِ

واعْتبط: جرح، قال رؤبة أيضاً:

أني امْروّ بمضرَ اعْتباطي عَراعرَ الأقوامِ واخْتباطي

وكتبَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بين قريشْ والأنّصار كتاباً، وفي الكتاب: إنهم أمةّ واحدةَ دون النّاسِ، المهاَجرونَ من قريشٍ على رباعتهمِ يتعاقلونَ بينهم معاَقلهم الأوْلى ويفكونَ عانيهم بالمعروفِ والقسْطِ بين المؤمنين، وإنَ المؤمنين لا يتركون مفرجاً منهم أنّ يعينوهُ بالمعروفِ في فداءٍ أو عقلْ، وانَّ المؤمنين المتقينَ أيديهم على من بغى عليهم أو ابتغى دسيعةَ ظلمٍ، وإن سلم المؤمنين واحدّ؛ لا يسالمُ مؤمنّ دون مؤمنٍ في قتالٍ في سبيلِ الله إلاّ على سواءٍ وعدلٍ بينهم، وإنه لا يجيرُ مشركّ مالاً لقريشٍ ولا يعينها على مؤمن، وإنه من اعتبطَ مؤمناً قتلاً فإنهّ قودّ إلاّ أن يرض ولي المقتول بالفعل، وإنّ اليهودَ يتفقونْ مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإنّ يهودَ بني عوفٍْ أنفسهم وأموالهم أمةّ من المؤمنين؛ لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم إلاّ من ظلم أو أثمَ فإنه لا يوتغُ إلاّ نفسه وأهلْ بيته، وإن يهود الأوْسِ وموالهم وأنفسهم مع البرّ المحسنْ من أهل هذه الصحيفة، فإن البرّ دون الثم، فلا يكسبُ كاسبّ إلاّ على نفسهِ، وإنّ الله على أصدقِ ما في هذه الصيفة وأبرهُ،لا يحولُ التائب دونَ ظلم ظالمٍ ولا إثم أثمٍ، وإنه من خرجَ آمن ومن قعد آمن إلاّ من ظلم وأثمِ، وإن أولاهم بهذه الصحيفة البرّ المحسنُ. اسْتعارَ الاعْتباط وهو الذبوحُ بغير علة للقيلِ بغير جنايةٍ.

والاعتباط -أيضاً-: حفر الأرض التي لم تحفر قبل؛ كالعبط، وقد مر الشاهد عليه من شعر المرار في أول هذا التركيب.
واعتبط علي الكذب: أي اختلقه.
والتركيب يدل على شدة تصيب من غير استحقاقٍ.

عثلط

الأصمعي: لبن عثلط وعجلط وعكلط: ثخين خاثر، وأبو مثله، وأنشد الأصمعي:

فاْستَوْبل الأكْلَةَ من ثُرُعْطُطـه والشَّرْبة الخْرساء من عُثَلطه

وأنشد أبو عمرو: أخرس في مجزمه عثالط يقال للبن إذا كان خاثراً لا يسمع له صوت: أخرس.
وهُنَّ قَصْر عَثُالطٍ وعُجالطٍ وعُكالطٍ.

عجلط

الأصمعي: لبن عجلط وعثلط وعكلط: أي ثخين خاثر، وأبو عمرو مثله، وأنشد:

كَيْف رأيتَ كَثْأتي عُجلـطٍ وكَثْأة الخامطِ من عُكلطه

والأصل: عجالط وعثالط وعكالط. وأنشد أيضاً:

ولو بغى أعطاه تيساً قافطا ولسقاه لبناً عُجـالـطـا

وقال الليث: العجالط: اللبن الخاثر الطيب وأنشد:

إذا اصطبحتُ لبناً عجالـطـا من لَبنِ الضَّاْن فلستُ ساخطا

عذط

العذْيوْطُ: الذي يحدث عند الجماع، وقال ابن عباد: العذيوط والعذوط كلاهما: الذي إذا أتى أهله أبدى، قالت امرأةُ:

إنَّي يُليْتُ بِعذْيوْطِ به بَـخَـرُ يكادُ يقْتُلُ من ناحاهُ إن كشرا

والمرأةُ عذيوطة.
وقال الليث: وأما العذط فمنه العذيوط، والجمع العذاييط والعذاويط؛ وإن شئت عذيوطون وقد عذيط الرجل.
وقال المفضل بن سلمة في كتاب إخراج ما في كتاب العين من الغلط: لا يقال عذيط؛ ولا يشتق من العذيوط فعل ?مثل الزملق- لأنه خلقة.

عذفط

العُذْفُوْطُ والعُضْفُوْطُ والعضْرفوطُ: بمعنى؛ الدُويبةٍ تسمى العسودة بيضاء ناعمة تشبه بها أصابع الجواري.

عذلط

ابن عباد: لبن عذلط وعذالط: بمعنى الثاء والجيم؛ أي ثخين.

عرط

الفراء: ناعقةُ عروط من نوق عرطٍ: تعرطُ الشجر حتى تذهب أسنانها.
وقال ابن الأعرابي: عرط فلان عرض فلان: إذا اقترضه بالغيبة. وأصل العرط: الشق حتى يدمى.
وقال اللَّحياني: العقرب يقال لها: أم العريط -مثال حذيم-.
وقال ابن دريد: اعترط الرجل: إذا أبعد في الأرض.
وقال ابن الأعرابي؛ اعتَرَط عرض فلان: إذا اقترضه بالغيبة؛ كعرط.

عرفط

العُرْفُطُ: شجر من العضاه، الواحدةُ: عرفطةُ.
وعُرْفُطة بن الحبان بن جبيرة القرشي -رضي الله عنه-: له صحبة.
وفي الحديث: جرست نحلهُ العرفط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ر س.
وفي حديث أبي وجزة السعدي: يأكلها صغار الإبل من وراء حقاق العرفط، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ق ل د.
وقال شعبة: مالك بن عرفطة يروي عن عبد خير، وقال البخاري: هذا وهم والصواب: خالد بن علقمة الهمداني.
وقال الدينوري: قال أبو زياد: من العضاه العرفط؛ وهو فرش على الأرض لا يذهب في السماء؛ وله ورقة عريضة وشوكة حديدة حجناءُ؛ وهو يلتحى لحاؤه وتصنع منه الأرشية التي يستقى بها؛ وللعوفط برمة بيضاء وقال غيره: يقال لبرمته: الفتلة؛ ولا يقال لغير برمته فتلة، وذلك أنها بيضاء كأن هيادبها القطن قال: وهي مثل زر القميص أو أشف، ويخرج في تلك البرمة علف طوال كأنها الباقلى تأكله الإبل والغنم، وهو خرج العيدان وليس له خشب ينتفع به فيما ينتفع من الخشب، وصمغه كثير وربما ألْثى من الصمغ، وإلثاؤه: أن يقطر الصمغ من عيدانه على الأرض حتى يصير تحت العرفط مثل الإرخاء العظام، قال الشماخ يصف إبلاً:

إن تُّمس في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جماجُـهُ من الأسالق عاري الشَّوْك مجْرودِ
تُصْبح وقد ضمنَتْ ضرّاتُها غُرقـاً من طيَّبِ الطَّعْم حُلْوٍ غير مجهود

وأنشد الأصمعي:

كأنَّ غُصْن سلمٍ أو عُرْفُـطـه مُعْترضاً بشوْكِهِ في مسْرطه

وقال شمر: العُرْفُطُ: شجرة قصيرة متدانية الأغصان؛ ذاة شوك كثير، طولها في السماء كطول البعير باركاً؛ لها وريقة صغيرة؛ تنبت في الجبال، تعلقها الإبل -أي: تأكل بفيها أعراض غصنتها-، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

أغضي ولو أنَّي أشاءُ كسوْتُـهُ جرباً وكُنْتُ له كشوْك العُرْفُط

وقال مسافر العبسي:

عبْسيَّة لم ترْع طلْحاً مجُعمـا ولم تُواضع عُرْفُطاً وسلمـا
لكن رعّيْنَ الحزْنَ حتى ادْلهما بقلاً تعَاشيْب ونوْراً توءمـا

وقال ابن الأعرابي: أعْرنْفط الرجل: إذا انقبض.

عرقط

العُريقطان. وقال الليثُ: العُريقطةُ: دُويبة عريضة؛ ضرب من الجعل.

عسط

عيسطانُ-مثال طيلسان-: موضع بنجدٍ، قال ابن دريد: وقد جاء في الشعر الفصيح، وأنشد:

وقد وَرَدَتَ من عيْسطان جُـمـيمةً كماءِ السَّلى يزوي الوُجُوْه شرابها

عسمط

ابن دريد: عسمطت الشيء: إذا خلطته.

عسلط

ابن دريد: العسطلة والعسلطة: الكلام غير ذي نظام، يقال كلام معسلط، وهي لغة بعيدة.

عشط

ابن دريد: العشط: اجتذابك الشيء منتزعاً له؛ يقال: عشطته أعشطه عشطاً، قال: ومنه اشتقاق العشنّط ?والنون زائدة- وهو الرجل الطويل، وكذلك العشنق.

عشنط

اللَّيْثُ في أول رباعي العين والشين: العشنَّطُ: الطويل من الرجال وعشنَّطُون وعشانط؛ ويقال: هو الشاب الظريف مع حسن جسم، وأنشد:

إذا شئت أن تلْقى مُد لاً عَشَنَّطـاً جسُوْراً إذا ما هاجهُ القومُ ينْشب

وصفه بخلاف وسوء خلق، وقال الأصمعي: كذلك هو من الجمال، وأنشد:

بُويْزلاً ذا كدْنةٍ مُعلَّـطـا من الجمال بازلاً عشَنَّطا

وذكر ابن دريد العشنط في باب فعلل أيضاً.
وقال ابن عباد: تعشنطت المرأة زوجها: إذا تعلقته لخصومة.

عضرط

الليثُ العْضرطُ: اللّئيمُ من الرجالّ.
والعُضرُوْطُ: الذي يخْدُمكَ بطعامِ بطنهِ، وهمُ العضَاريطُ والعَضارطةِ، قال الأعشى:

وكفىَ العضَاريْطُ الرّكابَ فبُددتّْ لأمرِ مؤمـلٍ فـأجـالـهـاَ

أي: لّما صاروا إلى الغارة أمسْكَ الخدمُ الرّكابَ وركبَ الفرُسانُ فبَدتِ الخيلُ للغارةِ بأمرِ الممدْوح وهو قيسُ بن معدِيْ كربٍ.
ويقال للأتباع: العضارِيطُ والعضارٍطةُ، الواحدُ عضرُطّ وعضرّوطّ. وقال الأصمعيّ: العضاريطّ: الأجراءُ؛ وكذلك العضارِطُ، وواحدُ العضارط: عضارِطّ؛ كجوالقٍ وجوالقٍ، قال:

أذاكَ خَيْرّ أيهاّ العضاُرِط وأيهاّ اللعْمَظةُ العمارٍطُ

وقال طفيلْض بن عوفْ الغنويّ في العضاريطِْ:

وشدَّ العضارٍيطُْ الرحالَ وأسْلمتَ إلى كلّ مغوْارِ الضّحى متلببِ

وقال طفيلّ أيضاً

وراحلةٍ أوْصيتُ عُضْروطُ العْضرفوطِ ريها بها والذي تـحْـتـي لـيدفـعَ

وقال ابن عبادٍ: العضاريطُ: العرُوْقُ التي في الإبْطِ بين اللّحْمَتينْ.
والعضروْطُ: مريءُ الحلقِ وهو رأس المعدةِ اللّزِق بالحلقوم أحمرُ مسْتطيلّ وجوفهُ أبيض.
قال: والعضرطُ -بلغةِ هذيلٍ-: العجانُ، وهو العضارٍطيّ أيضاً.
ورجلّ أهْلبُ عضرطّ: وهو الكثيرُ شعرٍ الجسدِ.
ويقالُ: فلانّ أهلبُ العضرطّ أيضاً. وقيل: العضرُط: الإست، وقال ابن الأعرابيّ: هو العصْعصُ.

عضرفط

اللُيثُ: العضرفوطُ -والجمعُ العضارفُ وعضرفوُطاتّ-: وهو دويبةَ تسمىّ العسودّ بيضاءُ ناعمةّ تشبهُ بها أصابعُ الجوراي تكونُ في الرملَ، وبعض يقول: هو العضفوطْ، والجمعُ العضافيطُ في القوْلينِ جميعاً. قال: وقال بعضهمُ: العضرفوطُ: ذكرَ العظاءِ، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي:

فأصــــــلَ قـــــــد تـــــــدخْـــــــدخَ لـــــــي وداختْ فَرَاضخةُ دؤوَخَ ويقال: هو من دوابّ الجنّ وركائبهم، وأنشدَ بعضهم: بعضهم:
وكـلّ الـمـطــايا قـــد رِكـــبـــنـــاْ فـــلـــم نـــجـــدْ ألـــذّ وأشـــهـــى مـــن وخّـــيدْ الـــثـــعـــالـــــبِ
ومـــن فـــأرةٍ مـــزْمـــــــوْمةٍ شـــــــمـــــــرِيةٍّ وخـــود بـــردْفـــيهـــاَ أمـــامَ الـــــــرّكـــــــائبِ
ومـــن عَـــضـــرَْفـــوطٍ حـــطّ بـــي مـــن ثـــنَـــيةٍ يبـــاُدرُ ســـرْبـــاً مـــن عـــظــــــاءٍ قـــــــواربِ

عضط

ابن دريدٍ: العضْطُ: منه اشتقاقُ العْضيوْطِ -وقالوا: العذْيوْطُ بالذال-: وهو الذي يحدثُ إذا جامعَ، قال وصرّفه الخليلُ وقال: يقال عضطَ يعْضطُ عضْطاً -بالضّاد والذال جميعاً-، قال: ولم يصرّفه أحدّ من أصْحابنا غيرُه.

عضفط

الليْثُ: العضُفوطُ والعذّفوطُ: العضْرفوطَ.
وقال ابن عبادٍ: العبضفوْط: العُضرْفوطُ.

عطط

عطّ الثوبَ يعطه عطاً: أي شقه طوْلاً. وقال اللّيثُ: العطّ: شقّ الثوْبِ عرْضاً أو طولاً من غيرْ بينونةٍ، وأنشدَ:

وإنْ لجوا حلفْتُ لهم بحلْفٍ كعطُ البرْدِ ليس بذي فتوْقِ

وقال أبو زَبيدٍ حرملةُ بن المنذرٍ الطائيّ:

من بني عامر لها شطرُ قلبي قسْمةَ مثلَ ما يعطّ الـرّداءُ

ويرْوى: ” شقّ نفسي”، ويرْوى: ” مثلَ ما يشقُ”.
وقال الليثُ: روي عن المفضلَ انه قال: قرَأتُ في مصْحفٍ: فلما رأى قميصْه عطّ من دبرٍ. قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: لم أعْلم أحداً من أهلِ الشوا قرأ بها.
وقال الشيبانيّ: المَعْطوطُ: المغلوبُ.
والعطاطُ ?بالفتح-: الشجاعَ والعطاطُ -أيضاً-: الأسدُ.
وقال ابن السكيتّ: العطاطُ: الشجاعُ الجسيمُ الشدّيدُ والأسدَ الجسيْمُ الشديدُ، قال المتنخلُ الهذليّ:

وذلكَ يقيلُ الفتيانَ شفعاً ويسْلبُ حلةَّ اللـيثِ

العطاطِ ويرْوى: “الغطاطِ” بالغيْنِ المعْجمةِ؛ أي الذي ينعطّ في الشيءُ: أي يدْخلُ فيه.
وقال أبي الأعرابي: الأعطُ: الطويل.
والعُططّ -بضّمتينِ-: الملاَحفُ المقطعةُ.
وقال ابن دريدٍ: العطعطُ- بضمّ العينْين جميعاُ-: العتودُ من الغنمَ.
وقال ابن السكيتّ: العُطعطّ- بالضمّ-: الجدْيُ، وقيل: هو ولدُ الحمارِ الأهليّ، وقال ابنُ الأعرابيّ: هو العتعتُ.
وقال أبو عمرو: عطّ فلانّ فلاناً إلى الأرض يعطهُ عطاُ: إذا صرعه.
ورجل معْطوط ومعتوت: إذا غلبُ قولاً وفعلاً.
وقيل: ألعتَ في القولْ والعط في الفعلْ.
وعططه: أي شققهَ، شددَ للمبالغةَ، قال المتنخلُ الهذّلي:

بضرْبٍ في الجماَجمِ ذي فرُوغٍ وطعْنٍ مثلِ تعطيْطِ الرّهاطِ

والانْعطاطُ: الانْشقاق، قال أبو النجمْ:

كأمّ تحتَ ثوْبهاِ المنعْـطّ إذا بدا منه الذي تغطي
شطاً رميتَ فوقه بشطّ

وقال المتنخلُ الهذّليُ:

وعاديةٍ وزعْتُ لها حفْـيفّ حفَيفْ وزبدِ الأعْرافِ غاطِ
تمدّ له حوالبُ مشـعـلاَت تَجللهُنّ أقمرُ ذو انْعطـاطِ

ويرْوى: ” تمرّ بمزْبدٍ”.
وقال أبو زيدٍ انْعطّ العوْدُ: إذا تثنىَ من غيرِ كسرٍ بينٍ.
والتعَّططُ: التشققُ، قال لإبراهيمُ بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرْمةَ:

لبستَ معارِفهاُ البلى فَجدَيدهاُ خلقّ كثـوْبِ الـمـاتـحِ

المتعططِ وقال الليثُ: العطعطةُ: حكايةُ صوتِ المجانِ إذا قالوا: عيْطِ عْيطْ؛ وذلك إذا غلبواَ قوماً فقالوا هذا؛ فَيحكى قولهمُ فيقال يعُطعطونَ.
وقال ابن دريدٍ: العطعطةُ: تتابعُ الأصْواتِ واختلاطهاُ في الحْربِ وغيرها.
والتراكيبُ يدلُ على صوبٍ من الأصْوات.

عظط

الخارزْنجيّ: العظيوط: بمعنى العذّيوطْ.
والعظيوْطةُ: اليربوْعُ الأنثى، قال الشرقيّ:

إلى عظيوْطةٍ تهوي سريعاً بها ذَوطَ تريْعُ لفرْنبـاتِ

عفط

عّفطتِ العنزُ تعْفطُ عفطاً وعفْيطاً: حبقتْ.
وعفطَ بها: أي ضرّطَ.
والعفطّ والعفيطّ: نثيرُ الضأنِ؛ تَنثر بانوفها كمايَنْثرُ الحمارُ، وهي العَفطةُ.
وقولهمْ: مالهُ عافطة ولا نافطة. قال أبو الدّقيش: العافطةُ النعْجةُ والنّافطةُ العنزُ لأنها تنفطُ بأنفهاِ، قال: وهذا كقوْلهم: ماله ثاغيةَ ولا راغيةّ؛ أي لا شاةً تثغو ولا ناقةّ ترْغو. وقيل: العافطةُ ألأمةُ والنّافطةُ الشاةُ، لأن الأمةُ تعْفطُ في كلامها كما يعْفطُ الرّجلُ العفاطيُّ.
والعفاطيّ والعفطيّ -بالكسرْ فيهما- والعفاطُ -بالفتح والتشديد-: الألكنُ الذي لا يفصحُ، يقال: عفطّ في كلامهِ وعفتَ، وهو عفاطّ وعفاتُ.
وقال أبو. الهيثم: العفْطُ: الضرِطُ بالشفتيْنِ؛ والنقطُ بالأنوف.
والعافطةُ الكسائيًّ: الشاةُ تسْعلُ فَتسْمعُ صوتْاً من انفها فذلك النّفيطُ.
وقال ابن فارسٍ: عفطَ بغنمهِ: إذا دعاهاَ.
والترْكيبُ يدلُ على صويتٍ ثم يحملُ عليه.

عفلط

ابن دريدٍ: العفْطُ -مثالُ زبرْجٍ- والعفلطُ -مثالُ عملسٍ-: الأحمقُ، ذكرهماُ في بابينِْ.
والعفْلطةُ: خلْطك الشيءْ، يقال: عفلْطتهُ بالترابَ.

عفنط

الليثُ: العفنط -مثالُ عملسٍ-: اللْئيمُ السيئ الخلقِ، قال: والعفنط -أيضاً-: هو الذي يسمى دابّةَ الأرض.

عقط

الخارْزَنجيّ: العقطُ في العمةِ مثلُ القعْطِ.

عكلط

ابن دريدٍ: يقال للبنِ الخاثرِ الغليظَ: هديدّ وعثلّطِ وعلبط وعجلّطِ وعكلّطِ وعكلّدِ. وقال الأصمعيّ: إذا خَثرَ اللبنَ جدّاً وتكبدَ فهو عكلطّ، وأنشدَ:

كيفَ رأيْتَ كثاَتيْ عجلطهِ وكثاَةَ الخامطِ من عكلطهِ

عبلط

العلبطُ والعلابِطُ: الضخّمُ، وأنشدَ الأصمعيّ:

بناعجٍ عبلٍ المطا عنطْنطـهْ أحْزمَ جوشوْش القراَ علَبطهْ

والعلبطُ والعلبطةُ والعلابِطُ: القطْيعُ من الغنمَ.
وقال ابن عبادٍ: العُلبطةُ والعلابطةُ: نحوُ المائةِ والمائتين من الغنمَ، وأنشدَ أبو زَيْدٍ في نوَادِهِ:

ما راعنيَ الاجناح هابـطـاِ على البيوتِ قوطهُ العلاُبطاِ
ذاةَ فضوْلٍ تلْعطَ الملاعطـاِ فيها ترَى العقر والعوَائطا

جناحّ: اسْمُ راعٍ.
وغلامّ علابط: عريضُ المنْكبينَ، قال الأغلبُ العجْليّ يصف شاباً جامعَ امرأةً:

ألقى عليها كلْكلاً علابطا

ويقال أيضاً: ألقى عليه علابطه وعلبطه: أي ثقلْ ونفسهَ.
وقال ابن دريدٍ: لبن عُلبط: إذا خَثرِ.

علسط

ابن دريدٍ كلام معلسط: لا نظامَ له.

علشط

العزيزي: العلشطُ السيئ الخلقُ، قال الصغاني مؤلفّ هذا الكتاب: أنا واقف في صحته؛ بل بريءّ من عهدتهِ.

علط

العلاطانِ: صفقا العنقِ من الجانبيْنِ من كلّ شيْء: وقال حميدُ بن ثوءرٍ -رضي الله عنه-:

وما هاجَ منيّ الشوقَ إلا حمـامةَ دعتْ ساقَ حرّ في حمامٍ تزَنمـاْ
من الورْقِ حماءُ العلاطْين باكرتْ عَسيبْ أشاءٍ مطلعَ الشْمسِ أسْحَما

وعلاطاَ الحمامةِ: طوقهاُ “في صَفْحتيْ” “عنقهاِ ” بسوادٍ.
والعلاطُ -أيضاً- حبلُ في عنق البعيرَ.

فلا والله نادى الحيّ ضيْفي هدُوءاً بالمساءةَ والعلاطِ

أي: لا يوْصَمُ بشرّ.
وأصْلُ العلاطَ: وسْمّ في عنقِ البعير. وقال ابن دريدٍ: العلطُ: ميسمُ في عرضُ خدُ البعير، والعبيرُ معلوط، والأسْمُ: العلاطُ، قال رؤية:

فيهنّ وسْم لازمُ الألـبـاطِ سفْعّ وتخْطيمْ معَ العلاطِ

ويقول الرّجلُ للرجلُ: لأعْلطنكَ علطَ سوْءٍ ولأعْلطنكَ: أي لأسمنكَ وسمْاً يبقى عليك، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكْليّ:

ولستْ بواذيء الأحْباءِ حوْباً ولا تنْداهمُ جسراُ علُوْطي

وقال الليثُ: علاطَ الإبرة: خَيطهاُ، وعلاطُ الشْمسِ: الذي كأنه خيطُ إذا نظرتَ إليها.
والحجاجُ بن علاطِ بن خالدِ بن نوَيرةَ بن حنثرِ بن هلال بن عَبدْ بن ظفرِ بن سْعد بن عمرْو بن بهْز بن امرئ القيس بن بهْثةَ بن سليمْ بن منصور بن عكرمةَ بن خَصفةَ بن قيسْ عيلانَ -رضي الله عنه-: له صُحْبةّ، هكذا نسبهَ ابن الكلبيّ. وفي الإكمال لابن ماكوْلا: ثوْيرةَ -بالثاء المثلثة-، ذكرَ ذلك في باب ثويرءةَ. وكنيتهُ أبو كلاب؛ وقيل: أبو محمد؛ وقيل: أبو عبد الله. قال تعالى: (فلما جنّ عليه الليلُ) وهو في وادٍ وحشٍ مخوفٍ قعدَ، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب قمْ فاتخذْ لنفسكَ ولأصْحابكَ أماناً، فَجعل يطوفس حوءلهمَ ويكلؤهمَ ويقول:

أعيذُ نفسي وأعيْذ صَحْبـيٍ من كلّ جنيٍ بهذا النقبِ
حتّى اؤوْبَ سالماً وركْبيْ

فَسمعَ قائلاً يقول: (يا معشرَ الجنّ والإنس إن استَطعتمُ أن تنقذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانْفذوا، لا تنفذَونَ إلاّ بسلطان)، فلماّ قدموا مكةّ -حرسها الله تعالى- أخبرّ بذلك في نادي قريشٍ، فقالوا: صبأتَ واللهِ يا أبا كلابٍ؛ أن هذا فيما يزعمُ محمدّ أنه أنزلَ إليه، فقال: والله لقد سمعتُ وسمعَ هؤلاءِ معي. ثمّ أسلمَ.
وعلطَ بعيره يعلُطه ويعْلطه علْطاً: وسمهَ.
وعلَط بشرّ: إذا ذكرهَ بسوءٍ.
وبعير علطَ وناقةَ عُلُط -بضمّتينَ-: أي بغيرْ خطامِ، وقال الأحمرُ: بلا سمةٍ، قال أبو دوادٍ يزيدُ بن معاويةَ بن عمرو بن قيسْ بن عبيدْ بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة الرّؤاسيّ:

وأعْرؤرتِ العلطُ العرْضيّ ترْكضهُ أمّ الفوارِس بالـدّيدْاءِ والـربـعةَ

وقال عمرو بن أحمرَ الباهليٍ:

ومنحتها قوليْ على عرْضيةٍ عُلطٍ أداري ضغْنها بتوددِ

وقال ابن عباد: العِمْرِطُ والعُمْرُطُ -كَزِبرِجٍ وبرقُع-: الطويل من الرجال.
والعُمَارِطِي: فَرج المرأة العظيم.
ولص مُعَمرِطٌ ومُتَعَمرِط: يأخذ كل ما وجد.

عمط

ابن دريد: عَمَطَ فلان عرض فلان: إذا عابه.
قال: وقد قالوا: عَمِطَ نعمة الله مثل غمصها وغَمِطَها -بالعين والغين- وليس بثبت.
واعْتَمَطَ فلان عرض فلان واعْتَبَطَه: إذا وقع فيه وثلبه وقصبه بما ليس فيه.

علمط

العَمَلَّط -مثال عَمَلَّسٍ-: الشديد القوي على السفر، وأنشد أبو عمرو في صفه بعير:

قَرَّبَ مَنها كلَّ قَرمٍ مُشْرِط عَجَمْـجَـم ذي كِـدْنَةٍ

عملط

المُشْرَطُ: المُيسر للعمل. وأنشد غيره:

أمَا رَأيتَ الرَّجُلَ العَمَلَّطا

عنبط

ابن دريد: العُنْبُطُ والعُنْبُطَةُ -بالضم فيهما-: القصير الكثير اللحم.

عنشط

العَنْشَطُ: السيئ الخُلق، قال:

أتاكَ من الفِتْـيانِ أروَعُ مـاجِـدُ صَبُوْرُ على ما نالَه غيرُ عَنْشَطِ

والعَنْشَطُ -أيضاً-: كالعَشَنَّط، وأنشد الأصمعي يصف جملاً:

يُوْفي بِمُمتَد الجَدِيلِ عَنْشَطِهْ يَنْفُخُ في جَعْدِ اللُّغَامِ قَطَطِهْ

وقال الفراءُ: امرأة عَنْشَطُ وعَنْشَطَةٌ: طَويلة.

عنط

الليث: العَنَطْنَطُ: اشتقاقه من عَنِطَ ولكنه أردف بحرفين في عجزه؛ ومعناه: الطويل، قال رؤبة:

بِسَلِبٍ ذي سَلِـبـاتٍ وُخَّـطِ يّمْطو السُّرى بِعُنُقٍ عَنَطْنَطِ

وأنشد الأصمعي:

بناعِجٍ عَبْلِ المَطا عَنَطّنَطِـه أحْزَمِ جُوُّشُوِشْ القَرا عُلَبِطِه

وامرأة عَنَطْنَطَه: أي طويلة العنق مع حسن قوامها. ويقال: عَنَطُها طول قوامها وقوامها؛ لا يجعل مصدر ذلك الاّ العَنَطَ، ولو قيل: عَنَطْنَطَتُها طول عنقها لكان صوابها جائزا في الشعر، ولكنه يقبح في الكلام لطول الكلمة. وكذلك يوم عَصَبصَب بين العصابة؛ وفرس غَشَمشم بين الغشم؛ ويقال؛ بين الغَشَمْشَمَة.
وقال أبو ليلى: يقال رجل عَنَطْنَطُ وامرأة عَنَطْنَطَةٌ. وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في المتعة عام الفتح، قال سبرة بن معبد الجهني -رضي الله عنه-: فانطلقت أنا وابن عم لي ومعي برد بُس منه؛ فلقينا فتاة مثل البكرة العَنَطْنَطَةِ؛ فجعل ابن عمي يقول لها: بردي أجود من برده، قالت: بُرد هذا غير مفنوخ؛ ثم قالت: برد كبردٍ.
بس منه: أي نيل منه ونهك بالبلى. والمفنوخ: المَنُهوك؛ من فنخه وفنخه: إذا الله. وفرس عَنَطْنَطَةُ، قال:

عَنَطْنَهْ تَعْدُو به عَنَـطْـنَـطَـه للماءِ تَحتَ البَطْنِ منها غَطْمَطَهْ

وقال أبو بكر ابن السراج: العِنْطِيَانُ: أول الشباب، وهو فعليان -بكسر الفا-ء.
وقال ابن الأعرابي: أعْنَطَ الرجل: إذا جاء بولدٍ عَنَطْنَطٍ، أي طويل.
والتركيب يدل على طول جسمٍ.

عنفط

الليث: العَنْفَطُ: الدني اللئيم السيئ الخلق.
والعَنْفَطَة: النثرة وهي بين الشاربين إلى الأنف، وقيل: النون زائدة.

عوط

الكسائي: اذا لم تحمل الناقة أول سنة يحمل عليها: فهي عائطٌ وحائلُ، قال أسامة الهذلي:

وبالأدْمِ قد دمها نيّهـا وذاةِ المدارأةِ العائطِ

ويروْى: “وذاةِ المداراةِ بالعائطِ” و”بالغائطِ”. وجمههاُ: عوُطّ وعيطُ وعوْططَ، كحوُلٍ وحوْللٍ، قال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ:

ولقد رَأيتْ بها أوانِسَ كالدّمـى ينْظُرنَ من حدَقِ الظّباءِ العيطِ

وقال أبو حزامِ غالبُ بن الحارثِ العُكلّي:

وِندكَ مفْشءٍ ريحْتُ منهُ نوّوْرٍ آض رِئدَ نووْرِ

عُوْطِ

فإنْ لم تحملِ السّنةَ المقبِلةَ أيضاً: فهي عائطُ عيطُ وعائطُ عوُطٍ وعوْططٍ وحائلُ حُولٍ وحوْللٍ، يقالُ منه: عاطتش النّاقةُ تعوطُ، قال:

يرَعنْ إلى صوْتي إذا ما سَمعـتـهُ كما يرَْعوي عيْطَ إلى صوتِ أعْيسا

وقال أبو عبيدٍ: بعضهم يجعلُ عوْططاً مصدراً ولا يجعلهُ جمْعاً وكذلك حُوْللّ. وقال الأصمعيّ: العُوْاطط -بضمتينّ-: لغةَ في العوْططِ فيمن جعلهُ مصداراً.
وقال ابن دريدٍ: الأعْوطُ: اسْمّ.

إن يُغْبطُوا يهبِطُوا وإن اِمرُؤا يوْماً يِصيْروا للهُلْك والنَّكدِ

ويروى: “للنَّفَد” وهبط: لازم ومتعد.
وقال ابن بزرج: غبط يغبطُ -مثال سمع يسمع-: لغة فيه.
وقال ابن عباد: الغبطة -بالضم-: من سُيُور المزادة؛ سير مثل الشراك يجعل على أطراف الأديُميين ثم يخرزُ شديداً.
وقال ابن دريد: سماء غبطى -مثال جمزى-: إذا أغبطت في السحاب يومين أو ثلاثة.
والغبيُط: الرجل، وهو للنساء يشدُّ عليه الهودج، قال امرؤ القيس:

تقولُ وقد مال الغبْيُط بـنـا مـعـاً عقرْت بعيري يا امرأ القيس فانزل

والجمعُ: غُبُط، وأنشد ابن فارس للحارث ابن وعلة:

أم هل تركْتُ نساءَ الحيَّ ضاحيةً في باحةِ الدّار يستوْقدْن بالغُبُط

وقول أبى الصلت الثقفي:

يرْمُوْن عن عتَلَ كأنها غُـبُـطَّ بزَمْخرٍ يُعجلُ المرْميَّ إعجالا

يعني بالغُبُط: خُشُب الرحال، وشبه القيسي الفارسية بها.
وربما سَّموا الأرض المُطمئنَّة: غبيطاً، وأنشد ابن دريد: وكل غبيْطٍ بالُمغيْرة مُفْعم المغيرة: الخيل التي تغيرُ.
والغبيطُ: أرض لبني يربوعٍ، وسميت بالغبيط لأن وسطها منخفض وطرفاها مرتفعان كهيئة الغبيط وهو الرحل اللطيف، قال امرؤ القيس: وألْقى بصحراء الغبيط بعاعهُ نزول اليماني ذي العياب المحمل ويوم الغبيط -ويقال يوم الغبيطين، وجعلهما أبو أحمد العسكري يومين وموضعين-: من أشهر أيام العرب، ويقال له: يوم غبيط المدرة، قال العوام بن شوذبٍ الشيباني:

فإن يك في يوم الغَبـيِط مـلامةُ فيوْمُ العُظالى كان أخرى وألْوما

وفي هذا اليوم أسر عتيبةّ بن الحارث بن شهاب بسطام بن قيس ففدى نفسه بأربعمائة ناقةِ، وقال جرير:

فما شهدتْ يوْم الغبِيِط مُجاشـعُ ولا نَقَلان الخيْل من قُلتيْ يُسْرِ

وقال لبيد -رضي الله عنه-:

فإن امرءاً يرجو الفلاحَ وقد رأى سواماً وحباً بالأفاقة جـاهـلُ
غداةَ غدوا منها وآزر سـريهـمْ مواكبُ تحدى بالغبيط وجاهـلُ

وأغبطتُ الرحل على ظهر البعير: إذا أدمته ولم تحطه، قال حميد الأرقط يصف جملاً شدنياً:

وانتسفَ الجالبَ من أنـدابـه إغباطنا ألميس على أصلابه

وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغبطتْ عليه الحمى في مرضه الذي ماتَ فيه، ويروى: أغمطتْ- بالميم-؛ كقولهم: سبد رأسه وسمده، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمة يصفُ نفسه:

ثبت إذا كان الخطيبُ كـأنـه شاكٍ يخافُ بكور وردٍ مغبط

ويروى: “مغبط”.
وقال النضرُ: سير مغبط ومغبط: أي دائم، وأنشد الاصمعي: في ظل أجاج المقبظ مغبطه وأغبطت السماءُ: دام مطرها.
وقال الليث: فرس مغبطُ الكاثبة: إذا كانَ مرتفعَ المنسج؛ شبه بصنعة الغبيط، قال لبيد -رضى الله عنه-:

ساهم الوجـهِ شـديد أسـرة مغبطُ الحارك محبوكُ الكفل

والاغتباط: افتعال من الغبطة، قال عش بن لبيدٍ العذري، ويروى لحريث بن جبلةَ العذري، ورواه المرزباني لجبلة العذري:

وبينما في الأحياء مغـتـبـطـاً إذا هو الرمس تعفوهَ الأعاصير

ويروى: “مغتبط” أي: هو مغتبط.
وقال الأزهري: يجوز: هو مغتبط -بفتح الباء-، وقد اغتبطه، واغتبط فهو مغتبط.
والاغتباط: التبجح بالحالة الحسنة.
والتركيبُ يدل على دوام الشيء ولزومه؛ وعلى نوعٍ من جس الشيء؛ وعلى نوعٍ من الحسد.

عترف

رجل عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: أي خبيث فاجر جريء ماضٍ، وقال ابن دريد: مُتَغَشْرِمٌ غاشم.
وجَمَلٌ عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: شديد، وناقة عِتْرِيْفَةٌ كذلك،قَال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:

من كل عِتْرِيْفَةٍ لم تعد أن بزلت لم يبغ درتها راعٍ ولا رُبَـعُ

وقال ابن عباد: العِتْرِيْفَةُ: القليلة اللبن والعزيزة النفس التي لا تبالي الزجر.
والعُتْرُفانُ: الديك، ونبت عريض من نبات الربيع.
والعَتْرَفَةُ: الشدة.
والتَّعِتْرُفُ: التَّغَطْرُسُ.
والتَّعَتْرُفُ -أيضا-: ضد التَّعَفْرُتِ، من العِفْرِيْتِ.

عتف

ابن الأعرابي: العُتُوْفُ: النَّتْفُ.
وقال ابن دريد: مضى عِتْفٌ من الليل وعِدْفٌ -بالكسر-: أي قطعة منه.

عجرف

الليث: العَجْرَفِيَّةُ: جفوة في الكلام وخرق في العمل. ويكون الجمل عَجْرفيَّ المشي لسرعته. ورجل فيه عَجْرَفِيَّةٌ.
قال: والعُجْرُوْفُ: دويبة ذاة قوائم طوال. ويقال -أيضا-: هو النمل الذي رفعته عن الأرض قوائمه.
وعَجَارِيْفُ الدهر: حوادثه،قَال قيس:

لم تنسني أُمَّ عمار نوىً قـذف ولا عَجَارِيْفُ دهر لا تُعَرِّيني

أي لا تخليني.
وقال ابن دريد: يقال رأيت عَجَارِفَ المطر: إذا أقبل بشدة.
وقال العزيزي: العُجْرُوْفُ والعُجْرُوْفَةُ: العجوز، وانشد لعبد الصمد بن عنمة:

فآب إلى عُجْرُوْفَةٍ باهِلَّـيةٍ يخلُّ عليها بالعشي بجادها

وقال ابن عباد: ناقة عُجْرُوْفٌ: خفيفة.
وقال ابن دريد: العَجْرَفَةُ: الأقدام في هوجٍ.
وجَمَلٌ فيه عَجْرَفَةٌ وتَعَجْرُفٌ: كأن فيه خرقا وقلة مبالاة وضباطة؛قَال امية اب أبي عائذ الهذلي يصف ناقته:

ومن سيرها العنق المسبطر رو العَجْرَفِيَّةُ بعد الكلال

ويقال: نوقٌ ذوات عَجَارِفَ: أي نشائط،قَال ذو الرمة:

وصلنا بها الأخماس حتى تبـدلـت من الجهل أحلاما ذوات العَجَارِفِ

وفلان يَتَعَجْرَفُ عليَّ: إذا كان يركبك بما تكره ولا يهاب شيئاً.
وتَعَجْرَفَ فلان علينا: إذا تكبر.

عجف

الليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفاً، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ -على فِعَالٍ- وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء،قَال الله تعالى: (يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ). وفي حديث أم معبد -رضي الله عنها-: يَسُوْقُ أعنزاً عِجَافاً. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ:

وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري فتنبو العين عن كرم عِجَافِ

وقال الفرّاء: عَجُفَ المال -بالضم-: لغة في عَجِفَ -بالكسر-.
ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ،قَال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

تراح يداه لِـمَـحْـشُـــوْرَةٍ خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ

وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد:

نَعَافُ وإن كانت خِماصاً بطوننـا لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا

وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل،وأسم من أسماء الزمان.
وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر.
والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال:

لقح العِجَافُ له بسابع سبعة وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينـا

وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين.
وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين.
وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوْفاً: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعاً، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفاً: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال:

أني وإن عيَّرْتِني نحـولـي أو ازدريْتِ عظمي وطولي
لأعْجِفُ النفس على خليلـي اعرضُ بالود وبالتـنـويل

وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفاً: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه.
وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفاً: إذا هزلتها.
وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثراً لم يصقل،قَال كعب بن زهير رضي الله عنه:

وكأن موضع رحلها من صُلْبِها سيفٌ تقادم عهده مَعْجُـوفُ

وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ.
وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام.
وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب.
وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة،قَال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل:

ألا ليت ليلى بين أجماد عـاجِـفٍ وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا

وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه.
وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم.
واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه.
والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-: ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول:

لم يغذهـا مـد ولا نَـصِـيْفْ ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَـعْـجِـيْفْ
لكن غذاها اللبـن الـخـريف المحض والقارص والصَّرِيْفْ

فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك -رضي الله عنه-، فنزل يرتجز:

لم يَغْذُها مدٌّ ولا نـصـيفْ ولا تميرات ولا تَعْجِـيْفْ
لكن غَذَاها حَنظلً نَـقـيفْ ومذقَةٌ كطرة الخَـنِـيْفْ
تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ

ورواية القتبي: “ولا تميرات ولا رغيف”، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله:

آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ لم يغــذهـــا

والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه.

عجلف

قيل: إن اسم النملة المذكورة في القرآن: عَيْجَلُوْفُ، وقيل غير ذلك، والله أعلم.

عدف

ابن فارسٍ: العَدْفُ: النوال القليل، يقال: أصبنا من ماله عَدْفاً.
وقال غيره: عَدَفَ يَعْدِفُ عَدْفاً: أي أكل، يقال: ما ذقت عَدُوْفاً ولا عَدُوْفَةً ولا عَدْفاً ولا عدَافاً: أي شيئاً.
وقال أبو عمرو: كنت عند يزيد بن مزيد الشيباني فأنشدته بيت قيس بن زهير:

ومُجَنَّباتٍ ما يذقن عذوفـه يَقْذِفْنَ بالمهرات والأمهارِ

ويورى: “عَذُوْفاً”،قَال لي يزيد: صَحَّفْتَ يا أبا عمرو؛ إنما هي “عَدُوْفَةً” بالدال المهملة، قال: فقلت له لم أصحفْ أنا ولا أنت، تقول ربيعة هذا الحرف بالذال المعجمة، وسائر العرب بالدال المهملة.قَال الصَّغَاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا روي عن أبي عمرو نسبة البيت إلى قيس بن زهير، وإنما هو للربيع بن زياد العبسي.
ويقال: باتت الدابة على غير عَدُوْفٍ: أي على غير عَلَفٍ، هذه لغة مضر.
والعَدَفُ -بالتحريك-: القذى.
والعِدْفَةُ -بالكسر-: ما بين العسرة إلى الخمسين من الرجال.
وأعطاه عِدْفَةً من المال: أي قطعة منه.
ومر عَدْفٌ من الليل: أي قطع منه.
والعَدِفَةُ: كالصَّنِفَةِ من الثوب.
وعِدْفَةُ كل شجرة وعَدَفَتُها -بالتحريك-: أصلها الذاهب في الأرض، والجمع: عِدَفٌ وعَدَفٌ،قَال ذلك ابن الأعرابي، وانشد للطرماح يمدح يزيد بن المهلب:

حَمّال أشناقِ ديات الـثـأى عن عدَفِ الأصل وجشّامها

أراد بالعِدَفِ: الجماعات، يقول: إنه يحمل الحمالات والمغارم عن أقاصي الأصل فكيف عن معظمه، وخفض الجشام لقرب الجوار، والكناية للأشْناقِ.
وقال ابن عباد: العِدْفَةُ: الصُّدْرَةُ.
قال: والعَيْدَفُ: نحو العِدْفَةِ وهي القطعة من الشيء، قال: ولا أحُقُّه.
وقال العزيزي: ما تَعَدَّفْتُ اليوم: أي ما ذقت قليلا فضلا عن كثير.
والتركيب يدل على قلة أو يسير من كثير.

عذف

ابن دريد: العَدُوْفُ والعَذُوْفُ واحد: وهو ما يتقوته الإنسان والدابة.
والعَدْفُ والعَذْفُ: الأكل، والإعجام لغة ربيعة.
ويقال: ما ذقت عَذْفاً ولا عَذُوْفاً: أي شيئاً.
وباتت الدابة على غير عَذُوْفٍ.
وقال ابن الأعرابي: العُذُوْفُ: السكوت.
وسم عُذَافٌ -مقلوب ذُعَافٍ-: أي قاتل.
وقال ابن عبّاد: ما زلتُ عاذِفاً منذ اليوم: أي لم أذق شيئاً.

عرجف

ابن عباد: العُرْجُوْفُ: نحو العُرْجُوْمِ للشديدة الضخمة.

عرصف

العِرْصافُ: واحد عَرَاصِيْفِ الرحل، وهي أربعة أوتاد يجمعن بين رؤوس أحناء القبب في رأس كل حنوٍ وتدان مشدودان بعقب أو بجلود الإبل وفيه الظَّلِفاتُ. وقال الأصمعي: العَرَاصِيْفُ: الخشبتان اللتان تشدان بين واسط الرحل وآخرته يمينا وشمالا. وعِرْصَافُ الاكاف وعُصْفُوْرُه وعُرْصُوْفُه -أيضاً-: قطعة خشبة مشدودة بين الحنوين المقدمين. وقال ابن دريد: العِرْصافُ والعِرْفاصُ: خصلة من العَقَبِ والقِدِّ.
وقال ابن عباد: عَرَاصِيْفُ سنام البعير: أطراف سَنَاسِنِ ظهره، واحدها عُرْصُوْفٌ.
وعَرَاصِيْفُ الخرطوم: عظام تتثنى في الخيشوم.
والعُرْصُوْفانِ: عودان قد أدخلا في دُجْرَيِ الفدان يتفرقان، والدُّجْرُ: الخشبة التي تشد عليها حديدة الفدان.
وقال الأزهري: يقال للسوط إذا سوي من العقب: عِرْصَافٌ وعِرْفاصٌ.
وقال الليث: العِرْصافُ: العقب المستطيل، واكثر ما يقال ذلك لعقب الجنبين والمتنين.
وعَرْصَفْتُ الشيء: جذبته فشققته مستطيلا.

عرف

المَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه.
وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.
وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفاً: أي جززت عُرْفَه.
وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى: (عَرَفَ بعضه) بالتخفيف: أي جازى حفصة -رضي الله عنها- ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقاً له.
والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه.

وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانباً فأنتن.
وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.
والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل -على ما لم يسم فاعله-: أي خرجت به تلك القرحة.
والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر،قَال الله تعالى: (وأمر بالمَعْروفِ)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعاً فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهاً كما كان عند الناس وجيهاً. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال:روى الشعبي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.
ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام -رضي الله عنه-،قَال يحيى بن عروة بن الزبير:

أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونـه وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب

أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه.
ومَعْرُوْفٌ -أيضا-: فرس سلمة بن هند الغاضري.
وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي -قدس الله روحه-: قبره الترياق المجرب.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.
ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ -غير منون-، ولا تدخلها الألف واللام.
وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ،قَال الله تعالى: (فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ)، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ.
والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.
وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء -عليهما السلام-تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل -عليه السلام- لما أعلم إبراهيم -صلوات الله عليه- مناسك الحجقَال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ.
والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفاً، وقول عنترة بن شداد العبسي:

فصبرت عارِفَةً لذلك حـرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع

يقول: حسبت نفساً عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني:

على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس بهن كلوم بين دامٍ وجالـب

أي: صابرات.
والعارِفَةُ-أيضاً-: المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.
والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أتى عَرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والعَرّافُ -أيضاً-: الطبيب،قَال عروة بن حزام العذري:

وقلت لعَرّافِ اليمامة دوانـي فإنك إن أبرأتني لطـبـيب
فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ ولكن عمي الحميري كذوب

ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ.
وقد سموا عَرّافاً.
وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري.
وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى.

وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ -بالكسر-: إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب.
والعُرْفُ -بالضم-: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفاً: أي معروفاً،قَال الله تعالى: (وأمر بالعُرْفِ)،قَال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان:

أبـى الـلـه إلا عـدلـه ووفــاءه فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع

والعُرْفُ -أيضاً-: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفاً: أي اعْتِرافاً، وهو توكيد.
والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ،قَال أمرؤ القيس:

نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُـفَّـنـا إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ

والعُرْفُ: موضع،قَال الحُطَيْئة:

أدار سُلَيْمى بالدَّوانِـكِ فـالـعُـرْفِ أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ

وقوله تعالى: (والمُرْسَلاتِ عُرْفاً) يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف.
والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ -والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ-: الرمل المرتفع،قَال الكميت:

أأبكاك بالعُرَفِ المـنـزل وما أنت والطَّلل المحول

والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضاً:

رأيت بعُرْفَةَ الفروين ناراً تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان

ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.
والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.
والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ.
ويقال:الأعراف في قوله تعالى: (ونادى أصحاب الأعْرَافِ) سور بين الجنة والنار.
وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد:

يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا والنّابجي مُسْدِفاً إسْدَافـا

وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.
والعُرْفُ: من العلام.
وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ -رضي الله عنه-له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.
وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.
والعُرُفّانُ -مثال جُرُبّانِ القميص-: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.
وعِرِفّانُ -بكسرتين والفاء مشددة-: صاحب الراعي الذي يقول فيه:

كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيتـه كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه
فبات يريه عرسه وبـنـاتـه وبتُّ أريه النجم أين مخافقه

وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه ” عُرُفّانٌ” بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.
وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.
والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم،قَال طريف بن تميم العنبري:

أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ

والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.
وعَرُفَ فلان -بالضم- عَرَافَةً- مثال خَطُبَ خَطَابَةً-: أي صار عَرِيْفاً. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً -مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً-.
والعِرْفَةُ -بالكسر-: المَعْرِفَةُ.
ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيراً.
وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ -بالكسر-: الصبر، وأنشد:

قل لأبن قيسٍ أخـي الـرُّقَـيّاتِ ما أحسن العِرْفَ في المصيبات

وعَرَفَ: أي اعترف.
والمَعْرَفَةُ -بفتح الراء-: موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال:

عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْـلِـفُ كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ

ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها،قَال الشنفرى:

ولي دونكم أهلون سيد عملـس وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ

وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.

يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فلـيلةٍ جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع

ويروى: بل لَهْفَ.
ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.
وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ،قَال الراعي:

مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَـارِفِـنـا نثني لهن حواشي العصب

ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.
وعِرْفانً -بالكسر-: مغنية مشهورة.
وعُرَيْفٌ -مصغراً-: من الأعلام.
وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه.
والتَّعْريْفُ: الإعلام.
والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير.
وقوله تعالى: (عَرَّفَ بعضه): أي عَرَّفَ حفصة -رضي الله عنها- بعض ذلك.
وقوله تعالى: (عَرَّفَها لهم): أي طَيَّبها لهم، قال:

عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم

ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا.
والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ.
والمُعَرَّفُ: الموقف.
واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ.
واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.
واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.
واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع،قَال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.

مُعْرَوْرِفٌ أسبل جبـاره بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ،قَال أبو كبير الهذلي:

مُسْتَنَّةٍ سنن الـفّـلُـوِّ مُـرِشَّةٍ تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ

واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ.
والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.
واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه،قَال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال:

أسائلهُ عميرة عـن أبـيهـم خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا
تُرَجِّي أن أؤوب لها بنـهـبٍ ولم تعلم بأن السَّهْمَ صـابـا

وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ،قَال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا:

مرته النُّعَامى فلـم يَعْـتَـرِفْ خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا

أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.
وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وانشد الفرّاء في نوادره:

مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف وتجزعين والمطي يَعْتَـرِفْ

وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: “وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ” أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.
وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ.
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مَع الكرب وأن مَع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.
وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.
وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى: (وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لِتَعَارَفُوا).
والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.

عزف

عَزَفَتْ نفسي عن الشيء تَعْزُفُ وتَعْزِفُ عُزُوْفاً: أي زهدت فيه وانصرفت عنه. وقال ابن دريد: إذا ملته أو صدت عنه،قَال الفرزدق:

عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كدت تَـعْـزِفُ وأنكرت من حدراء ما كنت تَعْرِفُ

وقال أبو ليلى: قوله “بأعْشَاشٍ” أي بكبرٍ؛ يقول: عَزَفْتَ بكبرك عمن كنت تحب، وقال غيره: أعْشَاشٌ: موضع. وقال آخر:

إذا عَزَفَتْ نفسي عن الشيء لم تكد إليه بوجه آخر الدهر تـقـبـلُ

ورجل عَزُوْفٌ عن الأمر: إذا أباه، وانشد الليث:

ألم تعلمي أني عَزُوْفٌ عن الهوى إذا صاحبي في غير شيءٍ تَغَضَّبا

والعَزْفُ والعَزِيْفُ: صوت الجن، وهو جرس يسمع في المفاوز بالليل.
وسحاب عَزّافٌ: يسمع فيه عَزِيْفُ الرعد،قَال جندل بن المثنى الطُّهَويُّ يدعو على رجل:

لا تسقه صَيِّبِ عَـزّافٍ جـور ذي كرفىء وذي عِفَاءٍ منهمر

ويروى: “جُوَرْ”.
والعَزّافُ: رمل لبني سعد، وقيل: حبل من حبال الدهناء، وسمي عَزّافاً لأنهم يسمعون به عَزِيْفَ الجن، وهو يسرة طريق الكوفة من زرود.
وقال السكري في تفسير قول جرير:

بين المُخَيْصر فـالـعَـزّافِ مـنـزلة كالوحي من عهد موسى في القراطيس

العَزّافُ: من المدينة على أثنى عشر ميلاً من المدينة.
ويقال : أبرق العَزّافِ ماء لبني أسد يُجاءُ من حَوْمانة الدراج إليه؛ ومنه إلى بطن نخل، ثم الطَّرْف؛ ثم المدينة، قال:

لمن الديار بأبـرقِ الـعَـزّافِ أضحت تجر بها الذيول سَوَافِ

وقال:

طوى أبرقَ العَزّافِ يرعد متنـه حنين المتالي خلف ظهر المشايع

وعَزْفُ الرياح: أصواتها.
وقال ابن دريد: المَعَازِفُ: الملاهي، قال: وقال قوم من أهل اللغة: هي أسم يجمع العود والطنبور وما أشبههما. وقال آخرون: بل هي المَعازفُ التي استخرجها أهل اليمن. وقال الليث: يقولون للواحد عَزْفٌ وللجميع مَعَازِفُ؛ رواية عن العرب، قال: ويقال لضرب من الملاهي له أوتار كثيرة: مِعْزَفٌ ومِعْزَفَةٌ. ويروى في حديث أم زرع بدل قولها: إذا سمعن صوت المِزْهَرِ: صوت المَعَازِفِ. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب.
وقال غيره: العازِفُ: اللاعب بها والمغني، وقد عَزَفَ عَزْفاً.
وقال ابن الأعرابي: عَزَفَ الرجل يَعْزِفُ: إذا أقام في الأكل والشرب.
وعازِفٌ: موضع، سمي عازفاً لأنه تعزف فيه الجن،قَال ذو الرمة:

وعـينـاءَ مـبـهـاجٍ كـأن إزارهـا على واضح الأعطاف من رمل عازِفِ

والعَزْفَ -بالضم-: الحمام الطورانية،قَال الشماخ:

حتى استغاث بأحوى فوقه حبـك تدعو هديلا به العُزْفُ العَزَاهِيْلُ

ويروى: “بجَوْنٍ”، ويروى: “به الورق المثاكيل”، والعَزَاهِيْلُ: ذكور الحمام.
وقال ابن عبّاد: عَزَفَ البعير: إذا نزت حنجرته عند الموت.
وقال ابن الأعرابي: أعْزَفَ: سمع عَزِيْفَ الرمال.
والتركيب يدل على الانصراف عن الشيء وعلى صوت من الأصوات.

عسف

العَسْفُ: الأخذ على غير الطريق. وقال ابن دريد: العَسْفُ أصله خبطك الطريق على غير هداية،قَال ذو الرمة:

قد أعْسِفُ النازح المجهول مَعْسِفُهُ في ظل أخضر يدعو هامه البوم

ويورى: “في ظل أغْضَفَ”. ثم كثر حتى قيل عَسَفَ فلان فلاناً: إذا ظَلَمَهُ، وعَسَفَ السلطان. وروى معقل بن يسارٍ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: رجلان من أمتي لا تبلغهما شفاعتي: إمام ظالم عَسُوْفٌ وآخر غالٍ في الدين مارق منه.
وعَسَفَ البعير يَعْسِفُ عَسْفاً فهو عاسِفٌ، وناقة عاسف -بلا هاء-: إذا أشرفت على الموت، وبها عُسَافٌ. وقال الأصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العُسَلفُ؟ قال: حين ترجف حنجرته بالنفس عند الموت. وقال غيره: إذا كان مُغِدّا،قَال عامر بن الطُّفيل في قرزل يوم الرقم:

ونعم أخو الصعلوك أمس تركته بتضرع يكبو لليدين ويَعْسِـفُ

والعَسْفُ -أيضا-: القدح الضخم.
والعَسْفُ: الاعْتِسَاسُ بالليل يبغي طَلِبَةً، قال:

إذا أراد عَسْفَهُ تَعَسَّفا

والعَسِيْفُ: الأجير. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء، ويروى: لا تقتلوا عَسْيفاً ولا أسِيْفاً. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قلم إليه رجل فقال: يا رسول الله نشدتك بالله ألا قضيت بينا بكتاب الله، فقام خصمه -وكان أفقه منه- فقال: صدق أقضْ بينا بكتاب الله وأذن لي، قال: قل: قال: إن أبني كان عَسِيْفاً على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني إن على ابني جلد مائةٍ وتغريب عام وعلى امرأةِ هذا الرجم، فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: المائة الشاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. فاعترفت فرجمها.
وعن حنظلة الكاتب -وهو حنظلة بن الربيع الأسيدي رضي الله عنه- قال: كنا في غزاة مَع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأى امرأة مقتولة فقال: هاه ما كانت هذه تقاتل، الحق خالدا فقل: لا تقتلن ذرية ولا عَسِيْفاً. أوقعت الذرية على النساء، كقولهم للمطر سماء.
وأنشد الليث وابن فارس في المقاييس لأبي دواد جارية بن الحجاج الإيادي:

كالعَسِيْفِ المربوع شل جِمالا ما له دون منزل من مبيت

وكلاهما روى ” المَرْبوع”، والرواية:

كالعَسِيْفِ المرعوب شل قِلاصاً ماله دون منهل من مـبـات

يصف ناقته، وقبله:

لا توقّى الدَّهَاسَ من حدم اليو م ولا المنتصى من الخبرات

المَبَاتُ: على لغة من يقول: بات يبات.
وقيل: العَسِيْفُ العبد المستهان به، قال:

أطعت النفس في الشَّهَواتِ حتى أعادتني عَسِيْفاً عبـد عـبـدِ

وعَسفْتُه: إذا استخدمته.
والعَسِيْفُ لا يخلو من أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، كعليم، أو بمعنى مفعول، كأسير. فهو على الأول من قولهم، هو يَعْسِفُ ضيعتهم: أي يرعاها ويكفيهم أمرها، يقال كم أعْسَفُ عليك: أي كم أعمل لكَ. وعلى الثاني من العَسْفِ، لأن مولاه يَعْسِفُه على ما يريد. وجمعه على فُعَلاءَ في الوجهين، نحو قولهم: علماء وإسراء.
وعُسْفَانُ: موضع على مرحلتين من مكة -حرسها الله تعالى- لمن قصد المدينة -على ساكنيها السلام-قَال عنترة بن شداد:

كأنها حين صـدت مـا تُـكـلـمـنـا ظبي بِعُسْفَانَ ساجي الطَّرْفِ مَطْرُوْفُ

وقال ابن الأعرابي: أعْسَفَ الرجل: إذا أخذ بعيره العَسْفُ وهو نفس الموت.
وأعْسَفَ: إذا لزم الشرب في العَسْفِ وهو القدح الكبير.
وأعْسَفَ : إذا أخذ غلامه بعمل شديد.
وأعْسَفَ: إذا سار بالليل خبط عشواء.
وعَسَّفَ بعيره تَعْسِيْفاً: أتعبه.
وانْعَسَفَ: أي انعطفَ،قَال أبو وجزة السعدي:

واستيقنت أن الصَّلِيْفَ مُنْعَسِفْ

الصَّلِيْفُ: عرض العنق.
واعْتَسَفْتُه: استخدمته، مثل عَسَفْتُه.
واعْتَسَفَ عن الطريق وتَعَسَّفَ: أي عدل؛ مثل عَسَفَ،قَال العرجي، وأنشد سيبويه لابن أبي ربيعة، وهو للعرجي:

قلت إذ أقبلت وزهرٌ تهادى كنعاج الملا تَعَسَّفْنَ رملا

عَطَفَ على الضمير في أقبلت من غير أن يوكده، ويروى: “كنعاج المها”.
وتَعَسَّفَ فلان فلاناً: إذا ركبه بالظُّلم ولم ينصفه.
وقال ابن فارس، العين والسين والفاء كليمات تتقارب ليست تدل على خير، إنما هي كالحيرة وقلة البصيرة.

عسقف

الليث: العَسْقَفَةُ: نقيض البكاء، يقال: بكى فلان وعَسْقَفَ فلان: أي جمدت عينه فلم يبكِ. وقال ابن عباد: العَسْقَفَةُ عي أن يريد البكاء فلا يقدر عليه.
وقال العزيزي: عَسْقَفَ فلان في الخير: إذا هم به ولم يفعل.

عشف

ابن الأعرابي: العُشُوْفُ: الشجرة اليابسة.
قال: والمُعْشِفُ: الذي عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله. وقال ابن شُميل: إذا جيء بالبعير أول ما يجاء به لا يأكل القت ولا النوى يقال: إنه لَمُعْشِفٌ.
ويقال: أكلت طعاما فأعْشَفْتُ عنه: أي مرضت عنه ولم يهنأني. وأني لأعْشِفُ هذا الطعام: أي أقذره وأكرهه.
ووالله ما يُعْشَفُ لي المر القبيح: أي ما يعرف لي.
ويقال: ركبت أمرا ما كان يُعْشَفُ لك: أي يعرف لك.

عصف

الفرّاء: العَصْفُ: بقل الزرع. وعن الحسن البصري في قوله تعالى: (كَعَصْفٍ مأكول) أي كزرع قد أكل حبه وبقي تبنه. وقال غيره: يحتمل معنيين: أحدهما انه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه وبقي هو لا حب فيه، ويجوز أنه جعلهم كعَصْفٍ قد أكلته البهائم.
وعَصَفْتُ الزرع: أي جززته قبل أن يدرك.
والعُصَافَةُ: ما سقط من السنبل من التبن.
والعَصِيْفَةُ: الروق المجتمع الذي فيه السنبل،قَال علقمة بن عبدة:

تسقي مذانب قد زالت عَصِيْفَتُها حَدُوْرُها من أتي الماء مطموم

وعَصَفَتِ الريح تَعْصِفُ عَصْفاً وعُصُوْفاً: أي اشتدت، فهي عاصِفٌ وعاصِفةٌ وعَصُوْفٌ،قَال الله تعالى: (فالعاصِفاتِ عَصْفا). وقوله تعالى: (في يومٍ عاصِفٍ) أي تَعْصِفُ فيه الريح، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم: ليل نائم، وهم ناصب. وقيل في معنى الآية: إن العُصُوْفَ للرياح؛ فجعله تابعاً لليوم على جهتين: أحدهما أن العُصُوْفَ وإن كان للريح فإن اليوم يوصف به لأن الريح تكون فيه فجاز أن يقال يوم عاصفٌ؛ كما يقال يوم حار ويوم بارد والحر والبرد فيهما، والوجه الآخر أن يقال: أراد في يوم عاصف الريح لأنها ذكرت في أول الكلمة؛ كما قال:

إذا جاء يوم مُظْلِمُ الشمس كاسِفُ

يريد: كاسف الشمس فحذف الشمس لأنه قدم ذكرها.
والعَصْفُ -أيضا-: الكسب،قَال العجاج:

من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ

وقال ابن عبّاد: عَصَفَ لعياله، وعَصَفَهم في معنى لهم أيضا.
ونعامة عَصُوْفٌ: سريعة، وكذلك ناقة عصُوْفٌ وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتمضي به.
والحرب تَعْصِفُ بالقوم: أي تذهب بهم وتهلكهم.
وقال ابن الأعرابي: العُصُوْفُ: الكدر.
والعُصُوْف: الخمور. وقال ابن فارسٍ: يقال للخمر إذا فاحت: إن لها لَعَصْفَةً.
وقال المفضل: إذا رمى الرجل غرضا فصاف نبله قيل له: إن سهمك لَعَاصِفٌ. قال: وكل مائل عاصِفُ،قَال كثير:

ومرت بليل وهي شدفاءُ عاصِفٌ بمنحرفِ الدوداةِ مر الخَفَـيْدَدِ

قال: والعَصْفَانُ: التَّبّانُ.
وقال الليث: العَصْفُ: السرعة في كل شيء.
وأعْصَفَ الزرع: خرج عَصْفُه،قَال احيحة بن الجلاح:

إذا جمادى منعت قطرهـا زان جنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

وفي لغة بني أسد: أعْصَفَت الريح فهي مُعْصِفٌ ومُعْصِفَةٌ.
وأعْصَفَ الفرس: إذا مر مرا سريعاً؛ مثل أحْصَفَ.
وأعْصَفَتِ الحرب بالقوم: أي هبت بهم وأهلكتهم، وهذه أصح من عَصَفَتْ بهم،قَال الأعشى:

وفيلق شهبـاءَ مَـلْـوْمَةٍ تُعْصِفُ بالدراع والحاسر

وحكى أبو عبيدة: أعْصَفَ الرجل: أي هلك.
وقال نضر؛ إعْصَافُ الإبل: استدارتها حول البئر حرصاً على الماء وهي تطحى التراب حوله وتثيره.
واعْتَصَفَ: أي اكتسب.
والتركيب يدل على خِفَّةٍ وسرعة.

عطف

عَطَفْتُ أعْطِفُ عَطْفاً: أي ملت. ومنه حديث العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-قال: شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- حُنينا، فلما أنهزم المسلمون قال: ناد يا أصحاب السَّمُرَةِ، فناديت، فوالله لكأن عكفتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها.
والعَطْفَةُ: خرزة تؤخذ بها النساء الرجال.
وعَطَفْتُ الوسادة: ثنيتها.
وعَطَفْتُ عليه: أي أشْفَقْتُ، يقال: ما تثنيني عليك عاطفة من رحم ولا قرابة.
وعَطَفَ عليه: أي حمل وكر. ويتوجه قول أبي وجزة السعدي:

العاطِفُوْنَ تحين ما من عاطِفٍ والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنعموا

على العاطِفَةِ؛ وعلى الحملة.
وظبية عاطِفٌ: تَعْطِفُ جيدها إذا ربضت.
والعِطَافُ -بالكسر-والمِعْطَفُ: الرداء،قَال تميم بن أُبَيَّ بن مقبل:

شم العَرَانِيْنِ ينسيهم مَعَـاطِـفَـهـم ضرب القداح وتأريبٌ على الخطر

ويروى: “شُمٌّ مَخَامِيصُ”. وقال الأصمعي: لم أسمع للمعَاطِفِ بواحد.
ومنه سمي السيف عِطَافاً، قال:

لا مال إلا العِطَافُ تؤْزِرُهُ أُمُّ ثلاثين وابنة الجبـل

وقال آخر:

ولا مال لي إلا عِطَافٌ ومِـدْرَعٌ لكم طَرَفٌ منه حديد ولي طَرَفْ

يقول: مالي إلا السيف والدرع، ولكم من السيف الطَّرَفُ الحديد الذي أضربكم به ولي الطَّرَفُ الذي هو بيدي.
وقال ابن عباد: عِطَاف من أسماء الكلاب.
والعَطُوْفُ: الكثير العَطْفِ والرحمة.
والناقة العَطُوْفُ: التي تُعْطَفُ على البَوِّ فترأمه.
والعَطُوْفُ والعاطُوْفُ: مصيدة سميت بذلك لانعطاف خشبتها.
والعَطُوْفُ والعَطّافُ: في صفة قداح الميسر، وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزاً،قَال صخر الغي الهذلي:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جمهِ خِيَاضَ المدابر قدحاً عَطُوْفاً

وقال القتبي: العَطُوْفُ: القدح الذي لا غرم له فيه ولا غنم؛ وهو أحد الأغفال الثلاثة من قداح الميسر، سمي عَطُوْفاً لأنه يكر في كل ربابة يُضرب بها، قال: وقوله: “قُدْحاً عَطُوْفاً” واحد في معنى جميع. وقال السكري: العَطُوْفُ: الذي يرد مرة بعد مرة أو الذي كرر مرة بعد مرة.
والعَطّافُ في قول الشاعر:

وأصفر عَـطّـافٍ إذا راح ربـه غدا ابنا عيانٍ في الشواء المُضَهَّبِ

قدح يَعْطِفُ عن مآخذ القِدَاح وينفرد.
وعَطّافٌ -أيضاً-من الأعلام.
والعَطّافُ: فرس عمرو بن معدي كرب -رضي الله عنه-.
والرجل يَعْطِفُ الوسادة: أي يثنيها عَطْفاً إذا أرتفق بها،قَال لبيد -رضي الله عنه-:

ومَجُوْدٍ من صُبَابات الـكـرى عاطِفِ النمرق صدق المبتذل

وقال أبو عمرو: من غريب شجر البر: العَطْفُ.
وقال ابن شُميل: العَطَفَةُ: هي التي تتعلق الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأنشد:

تلبس حُبُّها بدمي ولحمـي تلبي عَطْفَةٍ بفروع ضال

قال: إنما هي عَطَفَةٌ فخففها ليستقيم له الشعر. وفي كتاب النبات للدينوري: العِطْفَةُ -بالكسر-، وقال: سميت عِطْفَةً لِتَعَطُّفِها على الشجر وتَلَوِّيها.
وفي الحلبة العاطِفُ، وهو السادس.
والعَطَفُ -بالتحريك-: طول الأشفار، ومنه حديث أم معبد -رضي الله عنها-: وفي أشفاره عَطَفٌ -ويروى: غَطَفٌ، ويروى: وطَفٌ-، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب.
وعُطَيْفٌ -مصغرا- من الأعلام.
والقوي المَعْطُوْفَةُ: هي هذه العربية. وقال ابن دريد: قوسٌ مَعْطُوْفَةُ السِّيَةِ؛ وهي التي تتخذ للأهداف فَتُعْطَفُ سيتها عليها عَطْفاً شديدا. يعني القوس بالعربية.
وعِطْفا الرجل -بالكسر-: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، وكذلك عِطْفا كل شيء: جانباه.
وقال ابن الأعرابي: يقال: تنح عن عِطْفِ الطريق وعَطْفِه: أي قارعته.
وقال ابن عباد: عِطْفُ القوس: سيتها.
وقال ابن دريد: فلان ينظر في عِطْفَيْهِ: إذا كان معجبا بنفسه.
وتَعَوَّجَ الفرس في عِطْفَيْهِ: إذا تثنى يمنة ويسرة.
وجاء فلان ثاني عِطْفِه: إذا كان رخي البال.
وقال غيره: يقال ثنى عني فلان عِطْفَه: إذا أعرض عنك. وقوله تعالى: (ثاني عِطْفِه) أي لاوياً عنقه؛ أي يتكبر ويعرض عن الإسلام.
والعِطْفُ: الإبط أيضاً.
وقال أبو زيد: امرأة عَطِيْفٌ: وهي التي لا كبر لها وهي اللينة المِطْوَاعُ.
وعَطَّفْتُه ثوبي تَعْطِيْفاً: أي جعلته له عِطَافاً.
وقسي مُعَطَّفَةٌ.
ولقاح مُعَطَّفَةٌ، وربما عَطَفُوا عدة ذود على فصيل واحد واحتلبوا ألبانهن على ذلك ليدررن.
وعَطَّفْتُ العيدان: شدد للكثرة.
وانْعَطَفَ الشيء: انثنى.
ومُنْعَطَفُ الوادي: منحاه.
وتَعَاطَفُوا: عَطَفَ بعضهم على بعضٍ.
وتَعَطَّفَ عليه: أي أشفق.
وتَعَطَّفْتُ بالعِطَافِ: أي ارتديت، وفي دعاء النبي -صلى اله عليه وسلم-: سبحان من تَعَطَّفَ العز وقال به. والمراد وصف الله تعالى بالعز.
وقال الليث: يقال للإنسان: يَتَعَاطَفُ في مشيته: إذا حرك رأسه. وقال غيره: هو بمنزلة يتهادى؛ وهو من التبختر.
وقال ابن عبّاد: اعْتَطَفْتُ بالعِطَافِ: مثل تَعَطَّفْتُ به،قَال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

عُلِّقَها قـلـبـه جُـوَيْرِيَةً تلعب بين الولدان مُعْتَطِفَهْ

ويروى: مُنْعَطِفَهْ.
واسْتَعْطَفَه: سأله أن يَعْطِفَ عليه.
والتركيب يدل على انثناء وعياج.

عفف

عَفَّ عن الحرام عَفّاً وعَفَافاً وعِفَّةً، وهو يَعِفُّ، فهو عَفٌّ وعَفِيْفٌ: أي كَفَّ،قَال ذو الإصبع العدواني:

عَفٌّ يؤوس إذا ما خفت من بلد هُوْناً فلست بوقاف على الهون

والجمع: أعِفّاءُ. وامرأة عَفَّةٌ وعَفِيْفَةٌ من نسوة عَفَائفَ وعَفِيْفاتٍ.

وعطية بن عازب بن عُفَيْف -مثال نُمَيْرٍ- الكندي -رضي الله عنه-: له صُحْبَةٌ.
وعُفَيِّفٌ -بتشديد الياء-: هو عُفَيِّفُ بن معدي كرب -رضي اله عنه-، له صحبة أيضاً.
وعُفَيْفُ بن بجيد بن رؤاسٍ وهو الحارث بن كلاب، له أخ يقال له عُفَيِّفٌ، كذا قاله ابن ماكولي، وفي جمهرة النسب: أخوه عَفِيْفٌ -بفتح العين-.
وقال ابن دريد: عَفَّ اللبن يَعِفُّ عَفّاً: إذا اجتمع في الضرع، والاسم منه العُفَافَةُ. وقال ابن عباد: عَفَّ اللبن في الضرع: بقي.
وقال غيره: العُفَّةُ والعُفَافَةُ-بالضم فيهما-: بقية اللبن في الضرع بعدما امْتُكَّ أكثره،قَال الأعشى يصف ظبية وغزالها:

ما تعادى عنه النهار وما تع جُوْهُ إلا عُفَافَةٌ أو فُـوَاقُ

هذه رواية أبي عمرو، وروى الأصمعي: “ما تَجافى”، ويروى: “ولا تَعْجُوه” أي لا تَغْذُوْه، ومعناه: لم تبرح الظبية عن ولدها نهارها، ونصب النهار على الظَّرْفِ.
وقولهم: جاء فلان على فلان ذلك-بكسر العين-: لغة في إفّان ذلك أي حينه وأوانه، وقال ابن فارس: إنه من باب الإبدال.
وقال أبو عمرو: العِفَافُ: الدواء.
وقال ابن الفرج: العُفَّةُ -بالضم-: العجوز.
والعُفَّةُ-أيضاً-: سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طُبخَت فهي كالأرز في طعمها.
وعَفّانُ: من الأعلام، والكلام في صرفه كالكلام في حَسّان.
وقال أبو عمرو: العَفْعَفُ: ثمر الطلح، وقال ابن دريد: العَفْعَفُ: ضرب من ثمر العِضَاهِ.
وأعَفَّتِ الشّاةُ: من العُفَافَةِ.
وأعَفَّه الله: من العِفَّةِ.
وعَفَّفْتُه تَعْفِيْفاً: سقيته العُفَافَةَ. وتَعَفَّفَ الرجل: شرب العُفَافَةَ. وقالت امرأة لأبنتها: تجملي وتَعَفَّفي؛ أي ادهني بالجميل واشربي العُفَافَةَ.
وتَعَفَّفَ: أي تكلف العفَّةَ،قَال جرير:

وقائلة ما للفـرزدق لا يرى مع السن يستغني ولا يَتَعَفَّفُ

ومن أبيات العروض:

تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئسْ فما يقض يأتيكا

وتَعَافَّ يا هذا ناقتك: أي احلبها بعد الحلبة الأولى.
واعْتَفَّتِ الإبل اليبيس واسْتَعَفَّتْ: أخذته بلسانها فوق التراب مُسْتَصْيِفَةً له.
وقال أبو عمرو: يقال بأي شيء تَتَعافَّ: أي تتداوى.
واسْتَعَفَّ عن المسألة: أي عَفَّ، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: اسْتَعْفِفْ عن السؤال ما استطعت.
وقال ابن عباد: عَفْعَفَ: إذا أكل العَفْعَفَ.
والتركيب يدل على الكف عن القبيح؛ وعلى قلة في شيء.

عقف

العَقْفُ: العَطْفُ، يقال: عَقَفْتُه أعْقِفُهُ عَقْفاً: أي عَطَفْتُه.
وقال ابن فارس: يقال إن العَقْفَ الثعلب، وأنشد للأرقط:

كأنه عَقْفٌ تولى يهرب من أكْلُبٍ يتبعهن أكْلُبُ

وليس الرجز لأحد الحميدين.
وقال الليث: يقال للفقير المحتاج: أعْقَفُ،قَال يزيد بن معاوية:

يا أيها الأعْقَفُ المزجي مطيته لا نعمة يبتغي عندي ولا نَشَبا

وأعرابي أعْقَفُ: أي جافٍ.
وقال ابن دريد: كل أعوج أعْقَفُ،قَال العبدي:

إذا أخذت في يميني ذا القفـا وفي شمالي ذا نِصَابٍ أعْقَفا
وجدتني للدارِعِيْنَ مِنْقَـفـا

قال: قوله “ذا القَفا” يعني سيفاً شبه الصغدي، وقوله “ذا نِصَابٍ” يعني منجلاً.
والأعْقَفُ: المنحني، وكلب أعْقَفُ.
قال: والعَقْفَاءُ: من النبات.قَال الأزهري: الذي أعْرِفُهُ في البقول: الفَقْعَاءُ؛ ولا أعرف العَقْفَاءَ. وقال الدينوري: أخبرني بعض أعراب اليمامة قال: العُقَيْفاءُ: نبت ورقها مثل ورق السَّذَابِ ولها زهرة حمراء وثمرة عَقْفَاءُ كأنها شِصٌّ فيها حَبٌّ وهي تقتل الشاء ولا تضر بالإبل.
وقال غيره: العَقْفَاءُ حديدة قد لوي طَرَفُها وفيها انحناء.
والعُقّافَةُ -بالتشديد-: خشبة في رأسها حُجْنَةٌ يمد بها الشيء كالمحجن.
والعُقَافُ -بالخفيف-: داءٌ يأخذ الشاء في قوائمها حتى تعوج، ويقال: شاةٌ عاقِفٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةُ الرجل. وربما اعترى ذلك كل الدواب.
وقال الليث: عُقْفَانُ: حي من خُزاعة.

وقال أبو ضمضم النسابة البكري: للنمل جدان: فارز وعُقْفَانُ، فَفَارزٌ: جد السود، وعُقْفَانُ: جد الحمر. وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله-: النمل ثلاثة أصناف: الذر والفارز والعُقَيْفانُ، فالعُقَيْفانُ: الطويل القوائم يكون في المقابر والخرابات، وأنشد:

سُلَّطَ الذر فارز وعُقَيْفا ن فأجْلاهُمُ شَطُـوْنِ

قال: والذر: الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفارز: المدور الأسود يكون في التمر.
وعُقْفَانُ: موضع بالحجاز.
وقال أبو حاتم: ومن ضروع البقر العَقُوْفُ: وهو الذي يخالف شُخْبُهُ عند الحلب.
وانْعَقَفَ: انعَطَفَ.
وتَعَقَّفَ: تَعَوَّجَ.
والتركيب يدل على عَطْفِ شيء وحنيه.

عكف

عَكَفَه: أي حبسه ووقفه يَعْكفُه عَكْفاً، ومنه قوله تعالى: (والهَديَ مَعْكُوْفاً)، يقال: ما عَكَفَكَ عن هذا.
وعَكَفَ على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عكُوْفاً: أي أقبل عليه مواظباً، وقرأ الكوفيون غير عاصم: (يَعْكِفُوْنَ على أصنام لهم) بكسر الكاف، “و” الباقون بضمها. وقوله تعالى: (لن نبرح عليه عاكِفِيْنَ) أي لن نزال عليه مقيمين. وكذلك قوله تعالى: (سواء العاكِفُ فيه والبادِ). وقوم عُكُوْفٌ،قَال أبو ذؤيب الهذلي يصف الأثافي :

فهن عُكُوْفٌ كنوح الكريم قد شَفَّ أكبادهن الهَوِيُّ

ويروى: “قد لاح أكبادَهُنَّ” أي غير.
ويقال: فلان عاكِفٌ على فرج حرام.
وعَكَفُوا حول الشيء: استداروا،قَال العجاج:

فهن يَعْكُـفْـنَ بـه إذا حـجـا بربض الأرطى وحِقْفٍ أعوجا
عَكْفَ النَّبِيْطِ يلعبون الفَنْزَجـا

وعَكَفَتِ الطير على القتيل: كذلك،قَال عمرو بن كلثوم:

تركنا الطير عاكِفَةً عليه مقلدةً أعِيَّنَها صُفُوْنـا

ويروى: “عاطفَةً”، وروى أبو عبيدة: “تركنا خيله نَوْحا عليه”.
ويقال: عَكَفَ الجوهر في النظم: إذا استدار فيه.
وعَكّافُ بن وداعة الهلالي -رضي الله عنه-: له صحبة، وهو الذيقَال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا عَكّافُ ألك شاعَةٌ؟. الشّاعَةُ: الزوجة.
وقال ابن عباد: العَكِفُ -مثال كَتِفٍ-: الجَعْدُ من الشعر.
وقال ابن دريد: عُكَيْفٌ -مصغراً-: اسم.
وعَكَفَ في المسجد: أي اعْتَكَفَ،قَال الله تعالى: (ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وانتم عاكِفُونَ في المساجد).
وعَكَفَ عَكْفاً: أي رعى.
وعَكَفَ: أصلح.
وعَكَفَ: تأخر.
وشَعرٌ مَعْكُوْفٌ: أي ممشوط مضفور.
الليث: قل ما يقولون عَكَفَ، وإن قيل كان صواباً.
قال: ويقال للنظم إذا نضد فيه الجوهر: عُكِّفَ تَعْكِيْفاً،قَال الأعشى:

وكأن السُّمُوْطَ عَكَّفَها السِّلْ ك بِعِطْفَيْ غيداء أُمِّ غزال

أي حبسها ولم يدعها تتفرق.
وعُكِّفَ الشَّعَرُ: أي جعد.
والتَّعَكُّفُ: التحبس. والاعْتِكافُ: الاحتباس في المسجد.
والتركيب يدل على إقامة وحبس.

علف

العَلَفُ للدواب، والجمع: عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ -مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ-.
وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية. وصغر حميد بن ثور -رضي الله عنه- العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول:

فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازاً جلعـدا ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا

ويروى: “مُوْفِدا” أي مُشْرِفاً. وقال الليث: هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطاً،قَال ذو الرمة:

أحَـمُّ عِـلاَفـيٌّ صـــارمٌ وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد

يعني نفسه. وقال النابغة الذبياني:

شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِـم والمحصنات عوازب الأطهار

وموضع العَلَفِ: مِعْلَفٌ.
وقال ابن عبّاد: المِعْلَفُ: كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضاً.
وبائع العَلَفِ: عَلاّفٌ.
وقال أبو عمرو: العِلْفُ -بالكسر-: الكثير الأكل.
والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ: الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى.
وقال الليث: ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى.
وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفاً، وأنشد الفرّاء:

عَلَفْتُها تبناً ومـاءً بـارداً حتى شتت همّالةً عيناها

وقال أبو عمرو: العَلْفُ: الشرب الكثير.
والعُلْفُوْفُ: الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب،قَال عمير بن جعدة:

أأميم هل تدرين أن رُبَ صاحبٍ فارقت يوم حُشَاشَ غير ضَعِيْفِ
يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأمـلـحـوا في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْـفُـوْفِ

وقال الأزهري: شيخ عُلْفُوْفٌ: جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:

مأوى اليتيم وماوى كل نَهْـبَـلَةٍ تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ

وقال ابن عباد: ناقة عُلْفُوْفُ السنام: أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء.
قال: والعُلْفُوْفُ من النساء: التي قد عجزت، ومن الخيل: الحصان الضخم.
وقال الليث: شيخ عِلَّوْفٌ -مثال هِلَّوْفٍ-: كبير السن.
والعُلَّفُ-مثال جبالٍ شُمَّخٍ-: ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل،قَال العجاج:

أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا

الواحدة: عُلَّفَةٌ.
وعقيل بن عُلَّفَةَ المري: شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر -رضي الله عنه-.
وقال ابن حبيب: في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي: قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه. وكان مَعْقِلٌ مَع علي -رضي الله عنه-، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم.
وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي: قاتل رستم بالقادسية.
وقال الدينوري: العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ: فهو ?أيضاً- عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ: فهو الحُبْلَةُ. والعُلَّفُ طويل منبسط.
وأعْلَفَ الطلح: خرج عُلَّفُه. وقال ابن عبّاد: عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفاً: إذا نبت عًلَّفُه، قال: وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل.
وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ:قَال أبو عمرو: يقال قد أحبل وعَلَّفَ: إذا تناثر ورده وعَقَدَ.
وقال الليث: الشاة المُعَلَّفَةُ: التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها.
وقال ابن عباد: المُعْتَلِفَةُ: القابلة، كلمة مستعارة.
والدّابة تَعْتَلِفُ: إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ: تطلب العَلَفَ بالحمحمة.

عنجف

أبو عمرو: العُنْجُوْفُ والعُنْجُفُ: اليابس هزالا.

عنف

الليث: العُنْفُ: ضد الرفق، تقول منه: عَنُفَ عليه-بالضم-وعَنُفَ به أيضاً. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العُنْفِ وما لا عطي على ما سوى ذلك.
والعَنِيْفُ: الذي ليس له رفق بركوب الخيل،قَال أمرؤ القيس يصف فرساً:

يُزِلُّ الغلام الخِفَّ عن صهوته ويلوي بأثواب العَنِيْفِ المثقل

وقول عَنِيْفٌ: شديد:قَال أبو صخر الهذلي يعرض بتأبط شرا:

فإن ابن تُرْنى إذا جئتكم أراه يدافع قولا عَنِيْفاً

قال السكري: “تُرْنى” أمه.
وقال الكسائي: يقال كان ذلك منا عُنْفَةً وعُنُفَةً: أي اعْتِنافاً يعني ائتِنافاً.
وعُنْفُوَانُ الشيء: أوله، وقال الليث: أول بهجته، يقال: هو في عُنْفُوَانِ شبابه وعُنْفُوِّ شبابه -عن أبي عباد- وأنشد أبو ليلى:

تلوم امرءً في عُنْفُوَانِ شبابه وتترك أشاع الضلال تحين

ويروى: “وللترك أشياع الضلالة حين”، تحين: أي تهلك.
وعُنْفُوَانُ النبات: أوله، قال:

ماذا تقول نيبهـا تـلـمـس وقد دعاها العُنْفُوانُ المُخلِسُ

ويقال: هؤلاء يخرجون عُنْفُواناً عَنْفاً عَنْفاً: أي أولاً أولاً، وقال الأزهري: يجوز أن يكون الأصل فيه: أُنْفُوَاناً؛ من ائتَنَفْتُ الشيء واسْتَأْنَفْتُه، إذا اقتبلته؛ فقبلت الهمزة عيناً.
وقال أبو عمرو: العَنَفَةُ -بالتحريك- الذي يضربه الماء فيدير الرحى.
قال: والعَنَفَةُ -أيضاً-: ما بين خطي الزرع.
وقال الليث: أعْنَفْتُه وعَنَّفْتُه تَعْيِنْفاً: من العُنْفِ.

وقال غيره: التَّعْنِيْفُ: التعيير واللوم.
وقال غيره: اعْتَنَفْتُ الأمر: إذا أخذته بعُنْفٍ.
واعْتَنَفْتُ الأرض: أي كرهتها.
وهذه إبل مُعْتَنِفةٌ: إذا كانت في بلد لا يُوَافِقها، وأنشد ابن الأعرابي:

إذا اعْتَنَفَتْني بلدة لم أكن بهـا نسياً ولم تسدد عليَّ المطالب

يقال: أعْتَنَفَتْني البلاد واعْتَنَفْتُها. وبعض بني تميم يقول: اعْتَنَفْتُ الأمر بمعنى أئتَنَفْتُه.
واعْتَنَفْا المراعي: أي رَعَيْنا أُنفها، وهذه عَنْعَنَةُ تميم. ومنه قول الشافعي -رحمه الله- أُبُّ للرجل إذا نعس في المجلس يوم الجمعة ووجد مجلسا غيره لا يتخطى فيه أحداً أن يتحول عنه ليحدث له بالقيام واعْتِنافِ المجلي ما يذعر عنه النوم.قَال الزهري: جعل الاعْتِنَافَ التحول من مكان إلى مكان؛ وهو مثل الائْتِنَافِ.
ويقال:اعْتَنَفْتُ الأمر: جهلته، قال:

بأربعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَنَفا

أي لا يجهلن شدة العدو.
واعْتَنَفْتُ الأمر: أي أتيته ولم يكن لي به علم،قَال أبو نخيلة السعدي يرثي ضرار بن الحارث العنبري:

نَعَيْتَ امرءً زيناً إذا تُطْلَقُ الحُبى وإن أُطْلِقت لم تعْتَنِفْهُ الأصابع

أي ليس ينكرها ولا هو غُمْرٌ.
ويقال: اعْتَنَفْتُ الأمر: أي لم يكن لي به علم.
وقال الباهلي: يقال أكلت طعاماً فاعْتَنَفْتُه: أي أنكرته.
وطريق مُعْتَنفٌ: أي غير قاصد.
والتركيب يدل على خلاف الرفق.

عوف

العَوفُ: الحال: يقال: نعم عَوْفُكَ: أي نعم بالك وشأنك.
وقتال ابن دريد: يقال أصبح فلان بَعْوفِ سوءٍ وبِعَوْفِ خيرٍ: أي بحال سوءٍ وبحل خيرٍ، قال: وقال بعض أهل اللغة: لا يقال بعَوْفِ خير إنما يقال بعَوْفِ شر.
ويقال للرجل صبيحة بنائه: نعم عَوْفُكَ؛ العَوْفُ: الذكر. وقال أبو عبيد: وكان بعض الناس يتأول العَوْفَ الفرج، فذكرته لأبي عمرو فأنكره.
وقال الليث: العَوْفُ الضيف، ولا نعم عَزْفُكَ: أي ضيفك.
وقيل: نعم عَوْفُكَ: أي جدك وحظك، وقيل: طيرك.
والعَوْفانِ في سعد: عَوْفُ بن سعد وعَوْفُ بن كعب بن سعد.
ويقال للجرادة: أم عَوْفٍ،قَال حماد عجرد يعاني أبا عطاءٍ السندي محاجاةً:

فما صَفراء تُكنى أم عَوْفٍ كأن رجيلتيها منجـلان

والجراد: أبو عَوْفٍ.
وقولهم: لا حر بوادي عَوْفٍ.
وقولهم: أوفى من عَوْف: هو عَوْفُ بن محلم بن ذهل بن شيبان، وذلك أن عمرو بن هند طلب منه مروان القَرَظِ -وقيل له مروان القَرَظِ لأنه كان يغزو اليمن وهي منابت القرظ-وكان قد أجاره، فمنعه عَوْفٌ وأبى أن يسلمه، فقال عمرو: لا حر بوادي عَوْفٍ، أي أنه يقهر من حل بواديه وكل من فيه كالعبيد له لطاعتهم إياه. وقال بعضهم: إنما قيل ذلك لأنه كان يقتل الأسارى. وقال أبو عبيد: كان المفضل يخبر أن المثل للمنذر بن ماء السماء قاله في عَوْفِ بن محلم، وذلك أن المنذر كان يطلب زهير بن أمية الشيباني بذحل، فمنعه عَوْفٌ، فعندهاقَال المنذر. وكان أبو عبيدة يقول: هو عَوْفُ بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
والعَوْفُ: طائر.
والعَوْفُ: الديك.
والعَوْفُ: صنم.
وعَوْفٌ وتعار: جبلان،قَال كثير:

وماهبت الأرواح تجري وما ثوى بنجد مقيما عَوْفُها وتِعَـارُهـا

والعَوْفُ: حسن الرعية.
والعَوْفُ: الأسد؛ لأنه يَتَعَوَّفُ بالليل فيطلب.
وقال ابن الأعرابي: العَوْفُ: الكاد على عياله.
والعَوْفُ: الذئب.
والعَوْفٌ: ضرب من الشجر، وقال الدينوري: العَوْفُ نبات من نبات البر طيب الريح، وبه سمي الرجل عَوْفاً،قَال النابغة الذبياني:

فأنبت حواذاناً وعَوْفاً مُنَـوّراً سأتبعه من خير ماقَال قائل

ويروى: “فَيُنْبِتُ”، ويروى: “سأهدي له من”. ويقال: قد عاف إذا لزم هذا الشجر.
والعاف: السهل.
وعُوَيْفُ القوافي: شاعر، وهو عُوَيْفُ بن عقبة بن معاوية بن حصن، وقيل: عُوَيْفُ بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤية ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، ولقب عُوَيْفَ القوافي بقوله:

سأكذب من قد كان يزعم أنني إذا قلت قولاً لا أجيد القوافيا

وقال شمر: عافَتِ الطير تَعُوْفُ عَوْفاً: إذا استدرت على شيء.

وعُوَافَةُ الأسد: ما يَتَعَوَّفُه بالليل فيأكله. وكل من ظفر بشيء فذلك الشيء عُوَافَتُه.
وقال ابن دريد: بنو عُوَافَةَ بطن من بني سعد، وقال غيره: من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم أبو المرقال عطاء بن أسيد العُوَافيُّ المَعْرُوفُ بالزفيان؛ راجز محسن.

عيف

عافَ الرجل الطعام أو الشراب يَعَافُه -وزاد الفراء: يعيفه- عِيَافاً: أي كرهه فلم يشربه. وفي حديث النبي -صلى الله عليه سلم-: أنه قيل له: أ حرامٌ الضبُّ يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه. وقال انس بن مدرك الخثعمي:

أني وقتلي سليكا ثم أعـقـلـه كالثور يضرب لما عافَتِ البقر

وذلك أن البقر إذا امتنعت من الشروع في الماء لا تضرب أنها ذاة لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب.
وعِفْتُ الطير أعِيْفُها عِيَافَةً: أي زجرتها؛ وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأنوائها فتتسعد أو تتشام. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: الطيرة والعِيَافَةُ والطرق من الجبت. وذكر ابن سيرين شُرَيحا فقال: كان عائفاً وكان قائفاً.
والعائف -أيضا-: المتكهن بالطير أو غيرها،قَال الأعشى:

ما تَعيْفُ اليوم في الطير الروح من غُرَاب البين أو تيس برحْ

وعافَتِ الطير تَعِيْفُ عَيْفاً: إذا كانت تحوم على الماء أو على الجيف وتتردد ولا تمضى تريد الوقوع؛ فهي عائفَةٌ،قَال أبو زبيد حرملة حرملة بن المنذر الطائي:

كأنهن بأيدي القـوم فـي كـبـد طير تَعِيْفُ على جون مَزَاحِيْفِ

ويروى: “طير تكشف عن”. والاسم: العَيْفَةُ.
والعَيُوْفُ من الإبل: الذي يشم الماء فيدعه وهو عطشان.
وعَيُوْفُ: من أعلام النساء.
وقال المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- لا تحرم العَيْفَةُ، قيل له: وما العَيْفَةُ؟ قال: المرأة تلد فيحصر لبنها في ثديها فترضعه جارتها المزة والمزتين. وقال أبو عبيد: لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع، ولكن نراها العُفَّةَ وهي بقية اللبن في الضرع بعدما يمتك أكثر ما فيه. وقال الأزهري: الذي صح عندي أنها العَيْفَةُ لا العُفَّةُ، ومعناها أن جارتها ترضعها المزة والمزتين لينفتح ما انسد من مخارج اللبن، سميت عَيْفَةً لأنها تَعَافُه: أي تقذره.
والعَيَّفَانُ -مثال التَّيَّهانِ-: الذي من سوسه كراهية الشيء.
والعِيْفَةُ -بالكسر-: الخيرة؛ مثل العِيْمَةِ.
وقال شمر: العِيَافُ والطريدة: لعبتان لصبيان الأعراب، وقد ذكر الطرماح جواري شببن عن هذه اللعب فقال:

قَضَتْ من عِيَافٍ والطرية حاجة فهن إلى لهو الحديث خضوعُ

خُضُوْعٌ: دانيات.
وقال ابن السكيت: أعَافَ القوم: إذا عافَتْ دوابهم الماء فلم تشربه.
وقال ابن عباد: أعْتَافَ الرجل: إذا تزود زاداً للسفر.
والتركيب يدل على كراهة.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف