معجم العباب الزاخر – باب الزاي (ز)

زأزأ

قِدرٌ زؤَزئةٌ وزؤازئةٌ -بالهَمز فيهما-: العَظيمةُ الواسِعَةُ، قال أبو حِزامٍ البُ بنُ الحارِث العُكليُّ:

وعـنــدي زؤازئةٌ وَأبَةٌ تُزَأزيءُ بالدَّأثِ ما تُهجَؤُه

تُزَأزيءُ: أي تَضُمُّ. والزَّأزَأَةُ: التَّحَرُّكُ.
وزَأزأَ الظَّليمُ: إذا مَشى مُسرِعاً ورفع قُطرَيه أي طَرَفَيه رأسَه وذَنَبَه.
أبو زيد: تَزَأزَأَ المرأةُ: اختَبَأَت، قال جَرير:

تَبدو فَتُبدي جَمالاً زانَهُ خَفَرٌ إذا تَزَأزَأَتِ السُّودُ العَناكيب

وتَزَأزَأَتِ المرأةُ: إذا مَشَت وحَرَّكَت أعطافَها وهي مِشيَةُ القِصار.
وتَزَأزَأ: تَزَعزَعَ.

زبأ

ابن الأعرابي: الزَّبأَةُ: الغَضبَةُ.

زكأ

ابنُ السكِّيت: زَكَأتُه زَكأً: عَجَّلتُ نَقدَه.
وزَكَأَتِ الناقَةُ بوَلَدِها تَزكَأُ زَكأً: رَمَت به عند رِجلَيها.
وزَكَأَ المرأةَ: جامَعَها.
أبو زيدٍ: زَكَأتُ إليه: لَجَأتُ إليه “37-ب”.
واِنَّه لَزُكَأُ النَّقدِ -مثالُ صُرَدٍ- وزُكَأَةٌ -مثالُ تؤَدَةٍ-: أي مُوسِرٌ كثيرُ الدَّراهِم عاجِلُ النَّقد، يُقال: هو مَليءٌ زُكَأٌ وزُكَأَةٌ.
وازدَكَأتُ منه حَقِّي: أي أخَذتُه.

زنأ

زَنَأتُ: طَرِبتُ وأسرَعتُ، ولَزِقتُ بالأرضِ أيضاً.
وزَنَأَه: خَنَقَه.
وزَنَأَ في الجَبَل زَنأً وزُنوءً: صَعِدَ، قالتْ مَنفوسَةُ بنتُ زيد الفَوارس ابنِ حُصَين بن ضِرار الضَّبيّ وهي تُرَقِّصُ ابنَها حَكيماً وتَرُدُّ على زوجها قَيس بن عاصِمٍ المِنقَريِّ -رضي الله عنه-:

أشبِه أخي أو أشبِهاً أباكا أمّا أبي فَلَن تَنالَ ذاكا
تَقصُرُ عن تَنالَه يَداكا

حين قال قَيس:

أشبِه أبا أبيكَ أو أشـبِـه عَـمَـل ولا تَكونَنَّ كَـهِـلَّـوفٍ وَكَـل
يُصبِحُ في مَضجَعِه قـد انـجَـدَل وارْقَ إلى الخيرات زَنأً في الجَبَل

وزَنَأتُ للخَمسين زَنأً.دَنَوتُ.
وزَنَأَ الظِّلُّ: قَصُرَ.
وزَنَأتُ إليه زَنوءً: لَجَأتُ اليه.
والزَّناءُ -بالفَتح والمَدِّ-: القَصير، يُقال: رجلٌ زَناءٌ وظِلٌّ زَناءٌ، قال تَميمُ ابنُ أُبَيِّ بن مُقبل:

وتلِجُ في الظِّلِّ الزَّناء رؤوسَها وتَحسَبُها هيماً وهُنَّ صَحائحُ

والزَّناءُ -أيضاً-: الضِّيقُ.
والزَّناءُ -أيضاً-: الحاقِنُ، ونَهى رسولُ الله -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يُصلِّي الرجل وهو زَنَاءٌ، يقال منه: زَنَأَ بولُه يَزْنَأُ زُنُوْءً: إذا احتَقَن.
وقال ابن الأعرابي: الزَّنِيءُ -على فَعِيْلٍ-: السِّقَاءُ الصغير.
وأزْنَأْتُه: ألجَأتُه.
وزَنَّأ عليه تَزْنِئَةً: أي ضيق، قال شهاب بن العيف، ويروى للحارث بن العيف، والأول هو الصحيح، فإني وجدته في شعر شهاب بخط أبي القاسم الآمديِّ في أشعار بني شيبان:

لا هُمَّ إنَّ الحارثَ بنَ جَبَلَـهْ زَنَّا على أبيه ثمَّ قَـتَـلَـهْ
ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّـلَـهْ وكان في جاراتِه لا عَهْدَ لَهْ
فأيَّ أمْرٍ سَيِّئٍ لا فَعَـلَـهْ

أي: لم يَفْعَلْه، كقوله تعالى: (فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى)، قال ابن السكِّيت: إنما ترك همزه ضرورة.

زوأ

الأصمعي: زَوْءُ المَنِيَّةِ: ما يحدث منها؛ بالهمز. وقال أبو عمرو: قد زَاءَ الدهر بفلان: أي انقلب به، وهذا دليل على أنه مهموز، قال أبو عمرو: فَرِحْتُ بهذه الكلمة، قال أبو ذُؤْيبٍ الأيادي:

ما كانَ من سُوْقَةٍ أسْقى على ظَمَأٍ خَمْراً بماءٍ إذا ناجُوْدُهـا بَـردَا
من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثمَّ عَـيَّ بـه زَوْءُ المنـيَّةِ إلاّ حـرَّةً وقَـدى

زأط

ابنُ عَباَدٍ: الزّئاطُ: اللَّغطُ العالي.
يقال: زَأطَ يزْأط زِئاطاً، وقد يتركُ همزه. وقيل: الجُلْجُلُ.

زبط

ابنُ الأعرابيّ: الزّبْطُ: صيلحُ البطةّ البطّة. وقال الفرّاءُ: هو الزّبيطُ، يقالُ: زَبطَ: البَّط يزْبِطُ زَبْطاً وزَبيِطْاً: إذا صَاحَ.
والزّبطانةُ والسبطاَنةُ -بالتحرْيك-: مجرىّ طويلَّ مثقوبّ يرْمى فيه بالبنُدُقٍ وبالُحسْبانِ نفخاً.
وقال الليْث: قناة جوفاْءُ مضرُوبةَ بالعقبِ يرْمى فيها بِسهامٍ صغارٍ تنفْخُ نفخاً فلا تكادُ تخْطى.

زحلط

ابن دريد: الزّحْلوط: الرّجلُ الخسِيْس من سفلةِ الناس.

زخرط

الفرّاءُ: الزَّخْرطُ -بالكسرْ- مخَاطُ النعْجوِ، قال: وكذلك مخاطُ الإبل.
وقال ابن دريدٍ: الزَّخْرُوْط: الجملُ المسِنُ الهرِمُ، وناقةّ زخْرِطّ: هرمةُ.
والزّخْرِيْطُ: ضربّ من النّبت.
وقال ابن عبادٍ: الزّخرْيطْ -وبغير ياءٍ أيضاً- من الإبل والبقرَ والشاءِ: ما سالَ من أنوْفها.

زخلط

ابن عبادٍ: الزّخلْوطُ: الرجلُ الخسْيسُ؛ ذَكرهُ في الخاء المعْجمة. قال الصغانيّ مؤّلف هذا الكتاب: هذا تَصحيف. والصوابُ بالحاء المهملةَ كما ذَكرته عن ابن دريدٍ في موْضعهِ.

زرط

الأزهري: سرطَ اللقمة وزرِطها وزَردهاَ: إذا ابتلعها.
والسراطُ والزّراطُ: الطريقُ، وقرأ حمزة بن حبيبٍ في روايةِ الفراء عنه وعن الكسائيّ في رواية عبد الله بن ذكوْان عنه وعن عاصمٍ في روية مجالد بن سعيدٍ عنه اهدْنا الزّراط المسْتَقيمَ؛ بالزّاي الخالصةِ الصافيةِ من غير إشمام.

زطط

الزّط: جيلّ من النّاسِ، الواحد زطيّ؛ مثل الزّنجِ والزنجيّ والرومّ والروميّ، قال أبو النجم:

جاريةّ إحدى بنات الزّط ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ

وقال ابن دريدٍ: الزّط: هذا الجيلْ وليس بعربيّ محْضٍ وقد تكلمتْ به العربَ، وأنشدَ:

فَجتنا بحّـييْ وائلٍ ويلّـفـهـا وجاءتْ تميّم زُطها والأساورِ
والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في الريِطْ والمذهبِ المصونِ

وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ- رضي الله عنهما- فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها. وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:

كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.

وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ -رضي الله عنهما-: لهما صُحبةُ. وقال لبيدّ رضي الله عنه:

يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً أشباهَ جنّ عليها الريطُ والأزُرُ

وقال امرؤ القيس:

وقد أذْعَرُ الوحْشِ الرتاعَ بفقـرةٍ وقد أجتْلي بيضْ الخدور الرّوائقا
نواعمِ تجْلو عن مـتـوُنٍ نـقِـيةٍ عبيراً وريطاً جاسداً وشقـائقـا

وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم “رائطةُ” في أسْماء النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- كلتاهما بالألف.
وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ -رضي الله عنه-: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ.
وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.

لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَـيبـوسِ فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ

وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:

فإماّ تُعرِضـنَّ أمَـيْمَ عّـنّـي ويَنْزغْكِ الوُشاةُ اولو النّـبـاطِ
فَحُورٍ قد هَـوتُ بـهـنَّ عـيِْنٍ نَواعمِ في المرُوْطِ وفي الرّياطِ
هوَْتُ بنّ إذ مَـلـقـي مَـلـيحّ وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

ورِياطّ: من الأعلام، قال:

صُبَّعلى آل أبـي رِياطِ ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ

زأط

ابنُ عَباَدٍ: الزّئاطُ: اللَّغطُ العالي.
يقال: زَأطَ يزْأط زِئاطاً، وقد يتركُ همزه. وقيل: الجُلْجُلُ.

زبط

ابنُ الأعرابيّ: الزّبْطُ: صيلحُ البطةّ البطّة. وقال الفرّاءُ: هو الزّبيطُ، يقالُ: زَبطَ: البَّط يزْبِطُ زَبْطاً وزَبيِطْاً: إذا صَاحَ.
والزّبطانةُ والسبطاَنةُ -بالتحرْيك-: مجرىّ طويلَّ مثقوبّ يرْمى فيه بالبنُدُقٍ وبالُحسْبانِ نفخاً.
وقال الليْث: قناة جوفاْءُ مضرُوبةَ بالعقبِ يرْمى فيها بِسهامٍ صغارٍ تنفْخُ نفخاً فلا تكادُ تخْطى.

زحلط

ابن دريد: الزّحْلوط: الرّجلُ الخسِيْس من سفلةِ الناس.

زخرط

الفرّاءُ: الزَّخْرطُ -بالكسرْ- مخَاطُ النعْجوِ، قال: وكذلك مخاطُ الإبل.
وقال ابن دريدٍ: الزَّخْرُوْط: الجملُ المسِنُ الهرِمُ، وناقةّ زخْرِطّ: هرمةُ.
والزّخْرِيْطُ: ضربّ من النّبت.
وقال ابن عبادٍ: الزّخرْيطْ -وبغير ياءٍ أيضاً- من الإبل والبقرَ والشاءِ: ما سالَ من أنوْفها.

زخلط

ابن عبادٍ: الزّخلْوطُ: الرجلُ الخسْيسُ؛ ذَكرهُ في الخاء المعْجمة. قال الصغانيّ مؤّلف هذا الكتاب: هذا تَصحيف. والصوابُ بالحاء المهملةَ كما ذَكرته عن ابن دريدٍ في موْضعهِ.

زرط

الأزهري: سرطَ اللقمة وزرِطها وزَردهاَ: إذا ابتلعها.
والسراطُ والزّراطُ: الطريقُ، وقرأ حمزة بن حبيبٍ في روايةِ الفراء عنه وعن الكسائيّ في رواية عبد الله بن ذكوْان عنه وعن عاصمٍ في روية مجالد بن سعيدٍ عنه اهدْنا الزّراط المسْتَقيمَ؛ بالزّاي الخالصةِ الصافيةِ من غير إشمام.

زطط

الزّط: جيلّ من النّاسِ، الواحد زطيّ؛ مثل الزّنجِ والزنجيّ والرومّ والروميّ، قال أبو النجم:

جاريةّ إحدى بنات الزّط ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ

وقال ابن دريدٍ: الزّط: هذا الجيلْ وليس بعربيّ محْضٍ وقد تكلمتْ به العربَ، وأنشدَ:

فَجتنا بحّـييْ وائلٍ ويلّـفـهـا وجاءتْ تميّم زُطها والأساورِ

وقال الأزهري قال الليث: الزّط إعرابُ “جتّ” بالهنديةِ وهم جيل من أهْل الهندْ إليهم تنّسبُ الثيابُ الزّطية. قال الصغانّي مؤلف هذا الكتاب: أماّ الليث فلم يقلْ في كتابه هذا، وأماّ “جتْ” بالهنديةِ فَصحيحّ بفتْح الجيم وكذلك هو مضبوطاً في نسْخةٍ صحّحها الأزهري وعليها خطة بفتحْ الجيم، فعلى هذا إعْرابه “زَطّ” بفتح الزّاي.
وقال ابن الأعرابي: الزّططُ والثطط -بضمتين-: الكوَاسجُ. وقال في موْضعٍ آخر: الأزّط: المسْتوي الوجهْ، والأذطّ: المْعوج الفكّ.
وقال ابن عبادٍ: زطّ الذبابُ: أي صوتّ.

زلط

ابن عبادٍ: الزّلطُ: المشيُ السَّريعُ.
زلنقط: ابن دريدٍ: الزّلنقطةُ ?بضمتينّ وسكونُ النون وضمَّ القاف- المرأةُ القصيرة. وربماّ قيل ذلك لذكرِ الرّجلُ أيضاً.

زنط

ابن دريدٍ: الزّناطُ: الزّناط -بالكسرْ-: مثلُ الضغاطِ والرخاّمَ سوَاء، وتزانطَ القَوْمُ: إذا ازْدحموا.

زوط

ابن دريدٍ: زواطّ -بالضمّ-: موْضعَ. وزاوطي -وربماّ قيل: زاوطةُ- بلدةَ بين واسطِ والبصرة وأبو حَنْيفةَ النعمان بن ثابتِ بن زوْطلي الكوفيَ؛ رحمه الله.
وقال أبو عمرو: زوطّوا ودبلوا: إذا عظموا اللقمَ وازْدَردوا.

زهط

الأزْهري: الزّهبوطَ: موْضعّ، ذكره الأزْهري في الزّاي مع الهاء وفي الذال، وفي كتاب سيبْوْيه بالذال؛ وهو الصّواب، وقد ذكرتهُ في فصلْ الذال من هذا الحرفْ مسْتشهداً عليه بقول النابغةِ الذّبياني.

زيط

الزّياطُ والهياط: أصوْات تزيطُ زَيطاْ، وهاطت تهيطْ هبْطاً مثله،قال المتنخلُ الهذلي يصف ماءً:

كأن وغى الخموْش بجانبـيهْ وغى رَكْبٍ أميمٍ أوْلي زَياطِ

ويروْى: ذَويْ هياطِ.
وزاط: أي صاحَ.
وقال ابن عبادٍ: زَأطَ وزاطَ: بالهمز وتركْهِ.

زبغ

ابن عبّاد: يقال خُذْه بِزَبِغَهِ ?بالتحريك-: أي بجملته وحدثانه.

زدغ

ابن عبّاد: المِزْدَغَة: لغة في المِصْدَغَة وهي المَخَدَّة، يقال: تَزَدَّغْتُ بها.

زَغغ

ابن الأعرابي: الزَّغُّ ?بالضم-: صُنَانُ الحَبَش.
وقال غيره: يقال: كلَّمتُه بالزَّغْزُغِيَّة ?بالضم-: وهي لغة لِبعض العجم.
وقال ابن دريد: الزُّغْزُغ: ضَرب من الطير زَعموا، ولا أعرف ما صِحتُه.
وقال ابن عبّاد: الزُّغْزُغ: القصير الصغير، قال: والزَّغازْغ: الأولاد الصغار؛ الواحد: زُغْزُغ.
وقال ابن دريد: رجل زَغْزَغ ?بالفتح-: أي خَفيف نَزِق.
وقال ابن دريد: رجل زَغْزَغ ?بالفتح-: أي خفيف نَزِق.
وقال ابن عبّاد زَغْزَغ: مَوْضِع بالشام.
والزَّغْزَغَة:ضَعْف الكلام.
وزَغْزَغْتُ رأس السِّقاء: إذا رُمْت حلَّه.
وزَغْزَغْتُ بالرجل: سَخِرْت منه.
وقال غيره: المُزَغْزَغ: المَغموز في الحسب،قَال رؤبة:

واحْذَرْ أقاوِيْلَ العُدَاةِ النُّزَّغِ عَلَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُزْغْزَغِ

ويروى: “المُدَغْدَغِ” وهما بمعنى، وقال أيضاً:

فلا تَقِسْني بامَرئٍ مُسْتَوْلِغِ أحْمَقَ أو ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ

وقال أيضاً:

والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ

ويورى: “المُدَغْدَغِ”.
وقال المُفَضَّلُ: الزَّغْزَغَة: ان تخبأ الشيء وتُخْفيه، وكذلك الزَّعْزَعة.
وقال غيره: الزَّغْزَغِيَّةُ: الكَبُوْلاءُ.
وقال ابن فارس: الزّاي والغين ليس بشيء.

زلغ

ابن عبّاد: زَلَغَتِ الشمس زُلُوْغاً: أي طَلعت؛ والنار ارتفعت.
وقال الليث: تَزَلَّغَتْ رجلُه وتَزَلّعت: أي تَشقّقت، رواه الزهري عنه وقال: هذا تَصحيف والصواب بالعين المُهملة.قَال الصَّغاني مؤلِف هذا الكتاب: لم أجد هذا التركيب في كتاب الليث وقال العُزَيْزي: ازدلَغ الجلد: إذا أصابته النار فاحترق.

زوغ

ابن دريدٍ: الزَّوْغُ مثل الزَّيْغِ، يقال: زَاغَ يَزُوْغُ زَوْغاً: وهو الميل عن القصْدِ، وزاغَ عن الطريق يَزُوْغُ ويَزيْغُ؛ والياء أفصَحُ.
وزاغَ قلبه يَزُوغُه: أماله، جاء مُتعدياً ?أيضاً-، وقرأ نافع في الشّواذ: ربنا لا تَزُغ قلوبنا بفتح التاء وضم الزاي.
وقال اليَزيدي: يقال: زَاغَ في كل ما جرى في المنطق يَزُوْغ زَوَغاناً: أي جارَ، وزُغْتُ به.
وقال ابن عبّاد: زاغَ النّاقة يَزُوْغُها زَوْغاً: جذبها بالزِّمام؛ من قول ذي الرُّمَّة: “ولا مَنْ زَاغَها بالخَزَائِم”، قال: والعين أعرف.قَال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: أما اللغة فبالعين المهملة لا غير، وأما ما ذكر لذي الرُّمة فلم أجده في ميميَّته التي أوّلها:

خَلِيْلِيَّ عُوْجا النَّاعِجاتِ. فَسَلِّمـا على طَلَلٍ بَيْنَ النَّقي والأخَارِمِ

زيغ

الزَّيْغ: الميل، وقد زَاغَ يَزِيْغُ زَيْغاً وزَيَغَاناً وزَيْغُوْغَة.
وزاغَ البصر: أي كل،قَال الله تعالى: (ما زاغَ البَصَرُ وما طغى).
وقوله تعالى: (في قُلُوبهم زَيْغٌ) أي شك وجَوْز عن الحق، وقوم زاغَةٌ عن الشيء: أي زائغون، كالبَاعة للبائعين.
وزاغَتِ الشمس: إذا مالت؛ وذلك إذا فاء الفَيءُ.
والزّاغُ: غُراب صغير إلى البياض لا يأكل الحجِيَفَ، والجمع: زِيْغَان؛ مثال طاق وطِيقان. وقال الأزهري الزَّاغُ: هذا الطائر، وجَمْعه زِيْغان، لا أدري أعَربي هو أم مُعَرَّب.
وازَاغَه عن الطريق: أي أماله عنه، ومنه قوله تعالى: (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوْبَنا) وقوله عز وجل: (فَلَّما زَاغُوا أزَاغَ الله قُلُوْبَهم).
وقال أبو سعيد: زَيَّغْتُ فلاناً تَزْيِيْغاً: إذا أقمت زَيْغَه، قال: وهو مثل قولهم: تظلّم فلان من فلان إلى فلان فَظَلّمه تظليماً.
والتَّزَايُغُ: التمايل.
وقال أبو زيد: تَزَيَّغَتِ المرأة: إذا تَبَرّجت وتزينت. وقال ابن فارس: فأما قولهم: تَزيّغت المرأة فإنما هي من باب الإبدال؛ وهي نون أُبدلت غَيناً.
والتركيب يدل على ميل الشيء.

زأف

ابن دريد: زَأفْتُ الرجل أزْأفه زَأْفاً: إذا أعجلته، وهو الزُّؤافُ.
وقال الكِسَائي: موت زُؤافٌ وزُعَافٌ وزُؤامٌ: أي وحي، وكذلك السم.
وأزْأفْتُ عليه: أي أجهزت عليه.
وأزْأفَ فلاناً بطنه: أي أثقَلَه فلم يقدر أن يتحرك.

زحف

زَحَفَ إليه يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوْفاً وزَحَفَاناً: مشى.
والزَّحْفُ: الجيش يَزْحَفُوْنَ إلى العدو. وقوله تعالى: (إذا لَقِيْتُم الذين كفروا زَحْفاً) أي لقيتموهم زاحِفِيْنَ؛ وهو أن يَزْحَفُوا إليهم قليلاً قليلا. ويقال: زَحَفَ الدَّبى: إذا مضى قدماً.
والزّاحِفُ: السهم الذي يقع دون الغرض ثم يَزْحَفُ إليه، والصبي يَزْحَفُ على الأرض قبل أن يمشي، والبعير إذا أعيا فجر فِرْسِنَه؛ يقال: هو يَزْحَفُ وهي ابل زواحف؛ الواحدة: زاحِفَةٌ،قَال الفرزدق:

مُسْتَقْبلين شمال الشَّأْم تضرِبُنـا بحاصبٍ كنديف القطن منثورِ
على عمائِمنا يُلقى وأرْحُلِـنـا على زَوَاحِفَ نُزْجيها مَحَاسِيرِ

ومَزَاحِفُ السحاب: حيث وقع قطره وزحف إليه،قَال أبو وجزَةَ:

أخلى بلِيْنَةَ والرَّنْقَـاءِ مـرتـعـه يقرُو مَزَاحِفَ جَونِ ساقط الرَّبَبِ

أراد: ساقط الرباب؛ فقصره.
وكذلك مَزَاحِفُ القوم،قَال ساعدة بن جؤية الهذلي:

أنحى عليها شُرَاعِيّاً فـغـادرهـا لدى المَزَاحِفِ تلّى في نضوخِ دمِ

والمُزَيْحِفَةُ: من قرى زَبِيْدَ.
وزُحَيْفٌ -مصغراً-: جبل بين ضريَّةَ ومغيب الشمس وبجانبه بئر يقال لها بئر زُحَيْفٍ، قال:

نحن صبحنا قبل من يُصَبِّحُ يوم زُحَيْفٍ والأعادي جُنَّحُ
كتائباً فيها بُنُود تـلـمـحُ

والزَّحُوْفُ من النوق: التي تجر رجيلها إذا مشت.
ونار الزَّحْفَتَيْنِ: نار الشِّيحِ والألاء، لأنه يُسرِعُ الاشتعال فيهما، وقيل لامرأة من العرب: ما لنا نراكُنَّ رُسحاً؟ قالت: أرسَحَتنا نار الزَّحْفَتَيْنِ، أي نار العَرفَج لأنها سريعة الالتهاب؛ فحين تلتهب تَتَنَجّى فإذا خمدت رجعت إليها.
وقال ابن عبّاد: الزَّحَنْفَفَةُ من الرجال: الذي يكاد عُرْقُوْباه يصطكان، وهو-أيضاً-الذي يزْحَفُ على الأرض.
ورجل زُحَفَةٌ زُحَلَةٌ ?كتُؤَدةٍ-: لا يسيح في البلاد.
وقد سموا زاحِفاً وزَحّافاً -بالفتح والتشديد-.
وأزْحَفَ البعير: أعْيا فهو مُزْحِفٌ؛ وإذا كان ذلك عادته فهو مِزْحَافٌ،قَال العجاج يصف الكلاب والثور:

وأوغَفَتْ شوارعاً وأوغَفا مِيْلين ثم أزْحَفَتْ وأزْحَفا

وفي الحديث: وأن راحلته أزْحَفَتْ من الإعياء: أي قامت منه،قَال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان -رضي الله عنه-:

كأنهن بأيدي القـوم فـي كَـبـدٍ طيرٌ تكشف عن جون مَزَاحِيْفِ

وأزْحَفَ لنا بنو فلان: صاروا زَحفاً.
وقال أبو الصقر: أزْحَفَ الرجل: إذا انتهى إلى غاية ما طلب وأراد.

وقال ابن دريد: تَزَاحَفَ القوم في القتال: إذا تَدَانَوا.
والزَّحَاف في الشِّعر: أن يسقط بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أحدهما إلى الآخر، يقال: شِعرٌ مُزَاحَفٌ.
وتَزَحَّفَ إليه: تمشّى، قال:

لِمَن الظَّعائن سيرهن تَزَحُّـفُ عوم السَّفِيْنِ إذا تقاعس يحذَفُ

وكذلك أزْدَحَفَ.
والتركيب يدل على الاندفاع والمضي قدماً.

زحقف

أبو زيدٍ: الزَّحَنْقَفُ -مثال جَحَنْفَلٍ-: الذي يَزْحَفُ على أسْتِه، والقياس من جهة الاشتقاق: الزَّحَنْفَفُ -بفاءين-،قَال الأغلب:

طلة شيخٍ أرسحٍ زَحَنْقَـفِ له ثنايا مثلُ حَبِّ العُلَّـفِ
فبَصُرَتْ بناشئٍ مهفهـفِ يبتَزُّها الأمرَ إذا لم تحلفِ

وقوله: “أرْسَحٍ” يُقَوّي كونه بفاءين، وذكره الأزهري في الخماسي، ولو كان بفاءين لكان موضع ذكره الثلاثي.

زحلف

الأصمعي: الزُّحْلُوْفَةُ: آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله، وهي لغة أهل العالية، وتميم تقوله بالقاف،قَال الكُمَيْتُ:

ووصلهنَّ الصِّبى إن كنتَ فاعلهُ وفي مقام الصِّبى زُحْلُوْفَةٌ زَلَلُ

يقول: مكان الصِّبى مَزِلَّةٌ بمنزلة الزُّحْلُوْفَةِ، وقال آخر:

لِمَن زُحْلُوْفَةٌ زُلٌّ بها العينان تنهلُّ

وقال أوس بن حجر:

يُقَلِّبُ قَيْدُوداً كـأن سـراتـهـا صفا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْه الزَّحالِف

المُدْهُنُ: نُقرَةٌ في الجبل يَستنقِعُ فيها الماء،قَال مزاحم العُقيلي:

بَشَاماً ونبعاً ثم مِلْقى سِبـالِـهِ ثِمادٌ وأوشالٌ حمتها الزَّحالِفُ

والزَّحالِفُ: دواب صغار لها أرجل تُشبِهُ النمل.
وقال ابن عباد: حُمرٌ زَحَالِفُ الصُّقْلِ: أي مُلْسُ مالبطون سِمانٌ. قال: والزُّحْلُوْفُ: الصفا الأملس يُشبَّهُ المَتْنُ السمين به،قَال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي:

ومَتنـانِ خـظـاتـان كَزُحْلُوْفٍ من الهضب

والزِّحْلِيْفُ: المَزْلَقَةُ.
والزَّحْلَفَةُ: كالدحرجة والدفع، يقال: زَحْلَفْتُه فتَزَحْلَفَ،قَال العجّاج:

والشمسُ قد كادت تكون دنَفَا أدفعها بالراحِ كي تَزَحْلَفا

والزَّحْلَفَةُ في الكلام: السرعة فيه.
وزَحْلَفْتُ الإناء: مَلأتُه.
وزَحْلَفْتُ له عشرة: أعطيتها إياه.
وإزْحَلَفَّ وازْلَحَفَّ: إذا تنحى.

زخرف

الزُّخْرُفُ: الذهَبُ،قَال الله تعالى: (أو يكون لكَ بيت من زُخْرُفٍ)، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه لم يدخُل الكعبة يوم الفتح حتى أمر بالزُّخْرُفِ فَمُحيَ وأمر بالأصنام فَكُسِرتْ. أراد النقوش والتصاوير التي زُيِّنَتْ بها الكعبة وكانت بالذهب.
وقوله تعالى: (زُخْرُفَ القولِ غُرورا) أي زِيْنتَه وحُسْنَه بترقيشِ الكذب، ومنه قوله تعالى: (إذا أخذت الأرضُ زُخْرُفَها) أي تَزَينتْ بألوان نباتِها، والزُّخْرُفُ كمال حُسْنِ الشيء.
وقال الليث: الزَّخارِفُ: ما يُزَخْرَفُ به السُّفُنُ.
والزَّخارِفُ: دويبات تطير على الماء ذوات أربع مثل الذباب.
وزَخارِفُ الماء: طَرَائقُه.
وزَخْرَفْتُ الشيء: زَيَّنْتُه،قَال العجاج:

يا صاح ما هاج العيون الذُّرَّفـا من طلل أمسى تخال المصحفا
رُسُومه والمُذهَبَ المُزَخْرَفـا

وتَزَخْرَفَ الشيء: تَزَيَّنَ.

زخف

الخارْزَنْجِيُّ: الزَّخِيْفُ مثل الجَخِيْفِ: وهو الكِبْرُ والزَّهْوُ؛ والفخر أيضاً، وقال الأزهري: يقال زَخَفَ يَزْخَفُ: إذا فَخَرَ، ورجل مِزْخَفٌ: فخورٌ،قَال المُعَطلُ الهُذليُّ يخاطب عامر بن سدوسٍ الخناعي:

وأنت فتاهُم غير شكٍ زعمتَـهُ كفى بكَ ذا بَأْوٍ بنفسك مِزْخَفا

وقال ابن الأعرابي: التَّزْخِيْفُ أخذ الإنسان عن صاحبه بأصابعه البَشِيْذَقَ.
وقال ابن عباد: التَّزْخِيْفُ في الكلام: الإكثار منه.
والتَّزَخُّفُ: التَّحَسُّنُ والتَّزَيُّنُ.

زدف

ابن عباد: أزْدَفَ الليل: بمعنى أسْدَفَ.

زرف

ابن دريد: الزيادة في الشيء، يقال زَرَفَ الرجل في حديثه: إذا زاد فيه.
وقال غيره: زَرَفَتِ الناقة: أسرعت، وكذلك زَرَفَتْ، فهي زَرُوْفٌ ورَزُوْفٌ. وقال الليث: ناقة زَرُوْفٌ: طويلة الرجلين واسعة الخطو.
وقال ابن فارس: زَرَفَ إذا قَفَزَ.
والمَزْرَفَةُ: من قرى بغداد.
وقال ابن الأعرابي: زَرَفْتُ إليه ورَزَفْتُ إليه: أي تقدمت إليه.
وزَرِفَ الجرح -بالكسر- زَرَفاً- بالتحريك- أي غَفَرَ وانتفضَ بعد البُرْء.
والزَّرَافَةُ -بالفتح-: الجماعة من الناس، وكان القَنَاني يقولها بتشديد الفاء،قَال قريط بن أُنَيْفٍ:

قومٌ إذا الشرُّ أبدى ناجِذَيْهِ لهم طاروا إليه زَرَافاتٍ ووُحدانا

وفي حديث الحجاج: إياي وهذه السُّقَفَاء والزَّرَافاتِ؛ فإني لا أأْخُذُ أحداً من الجالسين في زَرَافَةٍ إلا ضربت عنقه.
وقال ابن دريد: الزُّرَافَةُ -بضم الزاي-: دابة، ولا أدري أ عربية صحيحة أم لا؟ قال: وأكثر ظني أنها عربية؛ لأن أهل اليمن يعرفونها من ناحية الحبشة. وقال غيره: هي الزَّرَافَةُ والزُّرَافَةُ بالفتح والضم والفاء تُشدَّدُ وتُخَفَّفُ في الوجهين. ويقال لها بالفارسية: شُتُرْكاوْبِلَنْك: أي فيها مشابه من البعير والبقر والنمر.
وقال أبو مالك: الزَّرّافات -بالفتح وتشديد الراء وتخفيف الفاء-: المَنَازِف الذي يُنْزَفُ بها الماء للزرع وما أشبه ذلك، وأنشد:

من الشام زَرّافاتُها وقصورها
وأزْرَفْتُ الناقةَ: حَثَثْتُها، قال:
يُزْرِفُها الإغواء أي زَرْفِ

وقال ابن الأعرابي: أزْرَفَ الرجل: إذا اشترى الزُّرَافَةَ.
قال: وأزْرَفَ وأرْزَفَ: إذا تقدم.
والتَّزْريْفُ: الزيادة في الحديث كالزَّرْفِ، وقال الأصمعي: كان يقال إن ابن الكلبي كان يُزَرِّفُ في الحديث: أي يزيد فيه. وإذا ذرع الررجل ثوباً فزاد قيل: زَرَّفْتَ وزَلَّفْتَ.
وزَرَّفَ على الخَمسِينَ: إذا أربى عليها.
وزَرَّفْتُ الرجل عن نفسي: أي نَحَّيْتُه.
وخِمْسٌ مُزَرِّفٌ: أي متعب،قَال مُلَيْحُ بن الحكم الهُذلي:

فراحوا بريداً ثم أمسوا بِشـلَّةٍ يسير بها للقوم خِمسٌ مُزَرِّفُ

والتَّزْرِيْفُ -أيضاً-: التنفيذ.
وانْزَرَفَتِ الريح: مضت؛ والقوم: ذهبوا مُنْتَجِعين.
والإنْزِرَافُ: النفوذ.
والتركيب يدل على سعيٍ وحركة.

زرقف

ابن دريد: الزَّرْقَفَةُ: السرعة، وقال غيره: ازْرَنْقَفَتِ الإبل وادْرَنْقَفَتْ: أي اسرعت.

زعف

زَعَفَه يَزْعَفْه زَعْفاً: أي قتله مكانه. وسم زُعافٌ وزُؤافٌ وذُعَافٌ: أي قاتلٌ، وكذلك موت زُعَافٌ.
وقال ابن الأعرابي: الزُّعُوْفُ: المَهَالِك.
وقال أبو عمرو: المِزْعافَةُ والمِزْعامَةُ: الحية.
وقال ابن عباد: حِسيٌ مَزْعَفٌ: ليس بعذبٍ.
وقال ابن فارس: زَعَفَ في حديثه: أي كَذَبَ.
وقال الخَارْزَنْجِي: أزْعَفْتُ عليه: أجهزت عليه، وموتٌ مُزْعِفٌ: قاتل.
وقال الأصمعي: سيفٌ مُزْعِفٌ: لا يُطني أي لا يُبقي. وقال الأزهري: كان عبد الله بن سَبْرَةَ أحد الفُتاك في الإسلام، وكان له سيفٌ سماه المُزْعِفَ، وفيه يقول:

عَلَوتُ بالمُزْعِفٍ المأثورِ هامتهُ فما استجاب لداعِيْهِ وقد سَمِعا

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قرأت في كتاب السيوف لأبن الكَلْبيِّ بخطِّ محمد بن العباس اليزيدي: المُرْعِف؛ وتحت الرّاء علامة نُقْطةٍ احترازا من الزاي.
وقال الأصمعي: أزْعَفْتُه وازْدَعَفْتُه: إذا أقْعَصْته.

زعنف

الزِّعْنِفَةُ: -بالكسر-: القصير.
والزِّعْنِفَةُ: طائفة من كل شيء، والجمع: زَعَانِفُ. وإذا رأيت جماعةً ليس أصلهم واحداً قلت: إنما هم زَعانِفُ، بمنزلة زَعانِفِ الأديم وهي في نواحيه حيث تُشَدُّ فيه الأوتاد إذا مدَّ في الدباغ. وفي حديث عمرو بن ميمون: إياكم وهذه الزَّعانِيْفَ مالذين رغبوا عن الناس وفارقوا الجماعة.
وقال المبرد: الزَّعانِفُ أصلها أجنحة السمك، فقيل للأدعياء: زَعَانِفُ لأنهم التصقوا بالصميم كما التصقت تلك الأجنحة بعظم السمك، وأنشد لأوس بن حجر يصف حماراً:

فما زال يفري البيد حتى كأنما قوائمه في جانبيه الزَّعانِفُ

والياء في قول عمرو في الزَّعانِيْفِ إشباع كسرةٍ، وأكثر ما تجيء في الشِّعر.
وقال ابن الأعرابي: الزَّعانِفُ ما تَخَرَّقَ من أسافل القميص يُشَبَّهُ به رذال الناس، وأنشد لمزاحم العقيلي:

وطِيرِي بمِخْرَاقٍ أشمَّ كأنـه سليمُ رِماحٍ لم تلده الزَّعانِفُ

طِيرِي: أي اعلقي، والمِخْرَاقُ: الكريم لم تنله زَعَانِفُ النساء أي لم يتزوج لئيمة قط، سليم رِماحٍ: أي قد أصابته الرِّماح مثل سليم الحَيَّةِ.
وزَعْنَفْتُ العروس وزَهْنَعْتُها: إذا زينتها.

زغرف

ابن عباد: بحرٌ زَغْرَفٌ: كثير الماء.
وقال الأصمعي في قول مزاحم العقيلي:

كصَعْدَةِ مُرّانٍ جرى تحت ظلها خليج أمدَّتْهُ البحار الزَّغارِفُ

ويُروي “الزَّعارِفُ” مهملة، وروى أبو حاتم: “المَحَاذِفُ” وقال: لا أعرف الزَّغارِفَ ولا الزَّعارِف.

زغف

ابو عمرو: الزَّغْفُ: السحاب الذي قد هَرَاقَ ماءه وهو مجلل السماء.
والزَّغْفَةُ والزَّغَفَةُ ?تُسكَّنُ وتحرك-: الدرع اللينة، وقال الشيباني: الواسعة، وقال الليث: المحكمة، يقال، درع زَغْفٌ ودُرُوْعٌ زَغْفٌ، وقال ابن دريدٍ: وإن جُمِعَتْ على أزغافٍ وزُغُوْفٍ كان عربياً، إن شاء الله تعالى.
وقال غيره: الجمع زَغْفٌ وزَغَفٌ،قَال طريف بن تميم العنبري:

تحتي الأغرُّ وفوق جِلدِي نثرة زَغْفٌ ترُدُّ السيف وهو مُثَلمُ

وقال الربيع بن أبي الحُقيق.

رُبَّ عَمٍّ لـي لـو أبـصـرتـه حَسَنِ المشية في الدرع الزَّغَفْ

وقال ابن شُمَيْلٍ: الزَّغَفُ: الرقيقة الحسنة السلاسل.
وقال الليث: رجل مِزْغَفٌ: وهو الجَزّاف المنْهُوْمُ الرغيب يَزْدَغِفُ كل شيء.
والزَّغَفُ: دُقَاقُ الحطب. وقال الدينوري: الزَّغَفُ: أطراف الشجرالضعيفة؛ الواحدة: زَغَفَةٌ، قال: وقال لي بعض بني أسدٍ: يقال لأعالي الرِّمثِ الزَّغَفُ وذلك إذا عسا؛ قال: وحينئذ يُتَّخَذُ منه القِلي، قال: وقال بعض الرُّواة: الزَّغَفُ حطب العرفج من أعاليه وهو أخبثه وأردوه، وخشب العرفج ضِرَامٌ لا جمر له.
وقال أبو زيد: زَغَفَ لنا مالاً كثيراً: أي غَرَفَ.
وقال ابو مالك: رجل زَغّافٌ وقد زَغَفَ كلاماً كثيراً: إذا كان كثير الكلام. وقال ابو عبيدة: زَغَفَ لنا فلان في الحديث: إذا حدث فزاد فيه وكذب.
وقال أبن السِّكِّيت: أظن اشتقاق الزَّغْفِ للدرع الواسعة الطويلة اللينة من هذا.
وازْدَغَفَ: أي أخذ كثيراً.
والتركيب يدل على سعة وفضل.

زفف

زَفَفْتُ العروس إلى زوجها أزفُّها: أي هديتها: زَفّاً وزِفافاً.
وقال ابن دريد: يقال جئتك زَفَّةً أو زَفَّتَيْنِ -بالفتح-: أي مرة أو مرتين.
ويقال: زَفِيْفُ الظَّليم ابتداء عدوه، يقال: زَفَّ الظليم يَزِفُّ -بالكسر-زَفيْفاً: أي أسرع، وكذلك زَفَّ القوم في مشيتهم،قَال الله تعالى: (فأقْبَلُوا إليه يَزِفُّونَ) أي يُسرعون إلى إبراهيم-صلوات الله عليه-. وكذلك الزَّفُّ، وأنشد أبن دريد.

فطالما سُقْنا المَطِي زَفْا ليلاً وانتِ تقرعين الدُّفّا
وتخضبينَ معصماً وكَفّا

ويقال للطائش الحِلْمِ: قد زَفَّ رَأْلُه.
والريح تَزِفُّ: وهو هبوب ليس بالشديد ولكنه في ذلك ماضٍ.
وقال الليث: زَفَّ الطائر في طيرانه زَفِيْفاً: إذا ترامى بنفسه، قال:

وترى المُكّاءَ فيه ساقطـاً لَثِقَ الريش إذا زَفَّ زقا

وقوله:

زَفِيْفَ الزُّبانى بالعجاج القواصف

يصف هبوب الريح عند طلوع زُبانى العقربِ.
ويقال للنعامة زَفُوْفٌ لسرعتها،قَال الحارث بن حِلِّزَةَ اليشكري:

بِزَفُوْفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُم مُ رِءالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ

ويروى: “سَفْعَاءُ” أي سوداء، شبَّه ناقته بالنعامة.
والزَّفُوْفُ -أيضاً-: فرسٌ كان للنعمان بن المنذر.
والزَّفْزَفُ والزَّفْزَافُ: النعام الذي يُزَفْزِفُ في طيرانه، أي يُحَرِّكُ جناحيه ويعدو؛ وهو أول عدوها.
وقال غيره: الزَّفْزَافَةُ: الريح التي تَسمَع لها صوتاً،قَال مُزاحم العقيلي:

صَبَاً وشمالاً نَيْرَجاً تعتَقِـيْهـمـا عَثانِيْنُ نوبات الجنوب الزَّفازِفِ

وريح زَفْزَفٌ: سريعة،قَال الأخطل:

كأن ثياب البربري تطِيْرُهـا أعاصير ريحٍ زَفْزَفٍ زَفَيَانِ

ويُروى: زَفْزَفَتْ.
وقال ابن دريد: ريح زَفْزَفٌ وزَفْزَافٌ وزَفْزَافَةٌ: إذا كانت شديدة الهبوب دائمته.
وقال أبن عباد: الزَّفْزَفُ والزَّفْزَافُ: الخفيف.
وقال غيره: الزُّفَّةُ -بالضم-: الزُّمْرَةُ، ومنها حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صنع طعاماً في تزويج فاطمة -رضي الله عنها- وقال لبلالٍ -رضي الله عنه-: أدخلِ الناس عَلَيَّ زُفَّةً زُفَّةً. أي زُمْرَةً بعد زمرة.
والمِزَفَّةُ: المِحَفَّة التي تُزَفُّ فيها العروس.
وقال ابن عباد: الأزَفُّ والزِّفّانيُّ: السريع.
وقال غيره: زَفَّ البرق: لمع.
والزِّفُّ -بالكسر-: صغار ريش النعام والطائر. وقال ابن دريد: الزِّفُّ ريشٌ صِغار كالزغب تحت الريش الكثيف، قال: وقال بعض أهل اللغة: لا يكون الزِّفُّ إلا للنعام.
وقال غيره: يقال هَيْقٌ أزَفُّ بَيِّنُ الزَّفَفِ: أي ذو زِفٍّ مُلتفٍّ.
وأزْفَفْتُ العروس: مثل زَفَفْتُها.
وأزَفَّ البعير: حمله على الزَّفِيْفِ.
وقرأ الأعمش: (فأقْبَلُوا إليه يُزِفُّون) بضم الياء، ومعناه يجيئون على هيئة الزَّفِيْفِ بمنزلة المَزْفُوْفَةِ على هذه الحال.
وقال الفرّاءُ: زَفَّ وأزَفَّ بمعنىً.
وقال ابن عبّاد: أُزِفَّتِ العروس: مثل زُفَّتْ.
وقال الليث: الزَّفْزَفَةُ تحريك الريح الحشيش وصوتها فيه،قَال العجّاج:

تَسْمَعُ للحلي إذا ما وَسْوَسـا والتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا
زَفْزَفَةَ الريح الحصاد اليَبَسا

وقال ابن عباد: الزَّفْزَفَةُ شدة الجري. وقال غيره: الزَّفْزَفَةُ من سير الإبل: فوق الخَبَب،قَال أمرؤ القيس:

لَمّا ركبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْـزَفَةً حتى احتوينا سَوَاماً ثم أربابَهْ

وقال ابن دريد: يقال سَمِعتُ زَفْزَفَةَ الموكب: إذا سمعت هَزِيْزَه. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: مالك يا أُمَّ السائبِ أو يا أُمَّ المُسَيَّبِ تُزَفْزَفِيْنَ؟ قالت: الحِمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحُمّى فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يُذْهِبُ الكِيْرُ خَبَثَ الحديد. أي تُرْعَدِيْنَ، وإن رُوِيَ “تَزَفْزَفِيْنَ” بفتح التاء فمعناه: ترتعدين.
وقال ابن عباد: اسْتَزَفَّه السيل: اسْتَخَفَّه فذهب به.
وازْدَفَفْتُ الحِمْلَ: احتملته.
والتركيب يدل على خِفَّةٍ في كل شيء.

زقف

ابن عباد: الزَّقْفُ: التَّلَقُّفُ.
وقال ابن دريد: الزُّقْفَةُ -بالضم-: من قولهم هذه زُقْفَتي أي لُقْفَتي التي التقفتها بيدي. وفي حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- أنه قال: لمّا اصطفَّ الصَّفان كان الأشْتَرُ زُقْفَتي منهم، فائْتَخَذْنا، فوَقَعْنا إلى الأرض، فقلت: اقْتُلُوني ومالكا. أي أخذ كل واحدٍ منا صاحبه. ورُوِي أن الأشتر دخل على عائشة -رضي الله عنها- فقالت: يا أشْتَرُ أنت الذي أرَدْتَ قتل ابن أُختي؛ وكان قد ضرَبَه ضَرَبةً على رأسه، فقال:

أعائش لولا أنني كُنتُ طـاويا ثلاثا لألفيت لبن أختك هالكا
غَدَاةَ يُنادي والرِّمَاحُ تنوشُـهُ بآخر صوتٍ: اقتُلُوني ومالكا

والازدِقافُ والتَّزَقُّفُ: التَّلَقُّفُ. وقال شَمِرٌ: يقال تَزَقَّفْتُ الكرة وتَلَقَّفْتُها بمعنى واحد، وهما أخذها باليد أو بالفم بين السماء والأرض. وعن معاوية -رضي الله عنه-: أنه لمّا بلغه أن عمر -رضي الله عنه- تولى الخلافة قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد منافٍ تَزَقَّفْنَاه تَزَقُّفَ الأُكْرَةِ. أي الكرة، والكرة أعْرَبُ، وقد جاءت الأُكْرَةُ في الشِّعر، قال:

تبِيْتُ الفِرَاخُ بأكْنافِهـا كأن حواصِلَهُنَّ الأُكَرْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: يأخذ الله السماوات والأرض بيده يوم القيامة ثم يَتَزَقَّفُها تَزَقُّفَ الرُّمّانةِ. وقول مزاحم العقيلي:

ويُضْرِبُ إضراب الشُّجَاعِ وعـنـده إذا ما التقى الزَّحْفَانِ خَطْفٌ مُزَاقِفُ

زلحف

ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ وتَزَلْحَفَ وتَزَحْلَفَ: أي تَنحى. وفي حديث سعيد بن جبير: ما ازْلَحَفَّ ناكح الأمَةِ عن الزِّنى إلا قليلا، لأن الله تعالى يقول: (وأن تَصْبِروا خيرٌ لكم).
وزَلْحَفَه وزَحْلَفَه: أي نَحّاه.

زلف

ابن دريد: الزَّلَفُ -بالتحريك-: القُرْبَةُ.
وقال غيره: الزَّلَفَةُ -بالتحريك-: المَصْنَعََةُ المَمْتلئة، والجمع: زَلَفٌ. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى -عليه السلام- يُحْصَر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرْسَلُ عليهم النَّغَفُ في رقابهم فيُصبِحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ ثم يرسل الله مطراً فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَةِ.قَال القُتبي: وقد فُسِّرَتِ الزَّلَفَةُ في الحديث أنها المحارة وهي الصدفة، قال: ولست أعرف هذا التفسير إلا أن يكون الغدير يُسمى محارةً؛ لأن الماء يَحُور إليه ويَجْتَمع فيه، فتكون بمنزلة تفسيرنا، وقال لَبيد -رضي الله عنه-:

حتى تحيَّرَتِ الدِّبَارُ كأنـهـا زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتبُها المَحْزومُ

وقال ابن الأعرابي: الزَّلَفَةُ: وجه المرآة. وقال الكسائي: هي المِرآةُ؛ كذا تُسمِّيْها العرب، والجمع: زَلَفٌ، وأنشد:

يقذف بالطَّلْحِ والقَتَادِ على مُتُونِ رَوْضٍ كأنها زَلَفُ

وقال أبو حاتم: لم يدرِ الأصمعي ما الزَّلَفُ ولكن بلغني عن غيره أن الزَّلَفَ الأجاجِيْنُ الخضر. وكذاقَال ابن دريد وقال: هكذا أخبرني أبو عثمان عن التَّوَّزيِّ عن أبي عبيدة، قال: وقد كنت قرأتُ عليه في رَجَز العماني:

حتى إذا ماءُ الصَّهَارِيجِ نـشـفْ من بعدِ ما كانت مِلاءً كالزَّلَـفْ
وصار صلصال الغديرِ كالخَزَفْ

قال: فسألته عن الزَّلَفِ فذكر ما ذكرته لكَ آنِفاً، وسألت أبا حاتمِ والرِّياشيَّ فلم يُجِيْبافيه بشيءٍ.
وقال الليث: الزَّلَفَةُ: الصَّحْفَةُ، وجمعها زَلَفٌ.
قال: والمَزْلَفَةُ: قرية تكون بين البَر وبلاد الريفِ، والجميع: المَزَالِفُ، وقال أُذَيْنَةُ العبدي: حججتُ من رأس هرٍ أو خارَكَ أو بعض هذه المَزَالِفِ فقلتُ لِعُمَرَ -رضي الله عنه-: من أين أعتَمِرُ؟ فقال: ائْتِ عَليّاً فسله، فسألته فقال: من حيث ابتدأت.
ويُقال للمراقي: المَزَالِفُ، لأن الرّاقِيَ فيها تُزْلِفُه أي تُدْنِيْه مما يَرْتَقي إليه.
والزُّلْفَةُ والزُّلْفى: القُرْبَةْ والمَنْزِلَةُ،قَال الله تعالى: (فلما رأوْهُ زُلْفَةً)، وقوله تعالى: (وإن له عندنا لَزُلْفى) وهي اسم المصدر؛ كأنهقَال ازدلافاً. وجمع الزُّلْفَةِ: زُلَفٌ.
وقو العجاج:

ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مما وجَـفَـا طيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَـفـا
سَمَاوَةَ الهلال حتى احقَوْقَفا

يقول: منزلةً بعد منزلةً ودرجة بعد درجة. وأنشد ابن دريد لابن جُرْمُوز:

أتيتُ علياً برأسِ الزُّبَيْرِ وقد كنت أحسبُه زُلْفَهْ

والزُّلْفَةُ -أيضاً-: الطائفة من أول الليل، والجمع: زُلَفٌ وزُلُفَاتٌ وزُلْفَاتٌ. وقوله تعالى: (وزُلَفاً من الليل) أي ساعةً بعد ساعةٍ يَقرُبُ بعضها من بعض، وعُني بالزُّلَفِ من الليل المغرب والعشاء.
وزُلْفَةُ -أيضاً-: ماءةٌ شرقيَّ سَمِيراء،قَال عبيد بن أيوب:

لعـمـرُكَ إنـي أقْـواعِ زُلْــفةٍ على ما أرى خلف القفا لَوَقُـوْرُ
أرى صارماً في كفِّ أشْمَطَ ثـائرٍ طوى سِرَّه في الصدر فهو ضميرُ

وقال ابن عبّاد: الزُّلَفُ: الأجاجين الخضر كالزَّلَفِ وزُلَيْفَةُ -مصغرة-: بطن من العرب.
وقال ابن دريد: الزَّلِيْفُ: المتقدم من موضع إلى موضع.
وقال ابن فارس: عُقْبَةٌ زَلُوْفٌ: أي بعيدة.
وأزْلَفَه: أي قرَّبه. وقوله تعالى: (وأزْلَفْنا ثم الآخرينَ)قَال ابن عرفة: أي جمعناهم، قال: وأحسن من هذا: أدنَيْناهم؛ يعني إلى الغرق، قال: وكذلك قوله تعالى: (وأُزْلِفَتِ الجنَّةُ للمُتَّقين) أي أُدنِيَتْ.
وزَلَّفْتُ الشيء تَزْلِيْفاً: أي أسلفت وقدمت، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا أسلم العبد فَحَسُنَ إسلامه يُكَفَّرُ عنه كل سيئةٍ زَلَّفَها.
وقال ابن دريد: فلانٌ يُزَلِّفُ في حديثه ويُزَرِّفُ: أي يزيد.
وقال ابن عبّاد: فلان يُزَلِّفُ الناس: أي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً.
وازْدَلَفَ القوم: أي تقدموا، وقيل: اقتربوا.
وقال ابن دريد: المُزْدَلِفُ: رجل من فرسان العرب، قيل له المُزْدَلِفُ لأنه ألقى رمحه بين يديه في حربٍ كانت بينه وبين قومٍ ثم قال: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي، وله حديث.قَال الصغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: المُزْدَلِفُ هو أبو رَبيْعَةَ واسمه الخصيب وهذه الحرب هي حرب كُلَيْبٍ؛ وكان إذا رَكِبَ لم يُعْتَمَّ معه غيره.
وقال ابن حبيب: في بني شيبان: المُزْدَلِفُ وهو عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهْلِ بن شيبان؛ قيل له المُزْدَلِفُ لاقترابه إلى الأقران وإقدامه عليهم. وفي طيءٍ: المُزْدَلِفُ بن أبي عمرو بن معترِ بن بولان بن عمرو بنِ الغوث.
والمُزْدَلِفَةُ: موضع بين عرفات ومنىً، قيل: سُمِّيَتْ بها لأنه يتقرب فيها. وقال الليث: سُمِّيَتْ بهذا الاسم لاقتراب الناس إلى منىً بعد الإفاضة من عرفاتٍ.
ومن الازدلافِ بمعنى الاقتراب حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أُتِيَ ببدنات خمسٍ أو ستٍّ فطفقنَ يَزْدلِفْنَ إليه بأيتهن يبدأ،قَال عبد الله بن قرطٍ -رضي الله عنه-: فلما وَجَبَتْ لجنوبها تكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكلمة خفيةٍ لم أفهمها -أو قال: لم أفقهها- فسألتُ الذي يليه فقال: قال: من شاء فليقتطع. وفي حديثه الآخر -صلى الله عليه وسلم-: أنه كَتَبَ إلى مصعب بن عمير -رضي الله عنه- وهو بالمدينة: أنظر من اليوم الذي تُجَهِّزُ فيه اليهود لِسَبْتِهم فإذا زالت الشمس فصل إلى الله فيه بركعتين واخطب فيهما. ومنه حديث محمدِ بن عليٍ: مالك من عيشك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بك إلى حمامكَ.
وتَزَلَّفَ القوم: أي تقدموا؛ مثل ازْدَلَفُوا.
والتكريب يدل على اندفاعٍ وتقدمٍ في قُرْبِ إلى شيءِ.

زنحف

ابن عبّاد: الزَّنْحَفَةُ: من أسماء الدواهي، ولا أحُقُّه.

زنف

ابن عبّاد: زَنِفَ -بالكسر- زَنَفاً -بالتحريك-: أي غَضِبَ.
وزَنَفٌ -أيضاً-: من الأعلام.
وتَزَنَّفَ: تغضَّبَ.

زوف

ابن دريد: الزَّوْفُ زَوْفُ الحمامة إذا نشرت جناحيها وذنبها وسحبته على الأرض، وكذلك زَوْفُ الإنسان إذا مشى مُسْتَرْخِيَ الأعضاء؛ يقال: زافَ يَزُوْفُ زَوْفاً.
وزَوْفٌ: أبو قبيلة، وهو زَوْفُ بن زاهر بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد،قَال عمرو بن معدي كَرِب ?رضي الله عنه- لِكَنّاز بن صُريمٍ:

ابعثْ صريحَكَ في زَوْفٍ وفي جَمَلٍ من كل ذي وَفْضَةٍ كالتيسِ مِعْزَابِ

وزُوْفى -مثال طُوْبى-: من الأدوية.
وقال ابن عبّاد: موتٌ زُوَافٌ وزُؤافٌ: أي وَحِيٌّ.
وقال الليث: الغلمان يَتَزَاوَفُونَ: وهو أن يجيء أحدهم إلى رُكْنِ الدُّكّان فيضع يده على حرفه ثم يَزُوْفُ زَوْفَةً فيستقل من موضعه ويدور حوالي ذلك الدُّكّان في الهواء حتى يعود إلى مكانه، وإنما يتعلمون بذلك الفروسية.
وقال ابن فارس: الزاي والواو والفاء ليس بشيء إلا أنهم يقولون موت زُوَافٌ: أي وحيٌّ.

زهرف

ابن عبّاد: زَهْرَفْتُ السلعةَ والكلام وكل شيء: إذا نفذته عنك؛ وإذا زينته أيضاً.

زهف

الزَّهَفُ -بالتحريك-: الخِفَّةُ والنَّزَقُ، وقد زَهِفَ. وزَهَفَتِ الريح الشيء: أي استخفته.
والزَّهّافُ: الكذابُ.
والزّاهِفُ: الهالك، وقد زَهَفَ، قال:

فلم أرَ يوماً كان أكثر زاهِفاً به طَعْنَةٌ قاضٍ معليه ألِيْلها

والمِزْهَفُ: مِجْدَحُ السَّوِيْقِ.
وقال بان عبّاد: الزُّهُوْفُ: الذُّلُّ.
وقال الأزهري: زَهَفَ للموت: إذا دَنا له،قَال أبو وَجْزَةَ:

ومرضى من دَجَاجِ الرِّيْفِ حُمراً زَوَاهِفَ لا تَمُوْتُ ولا تطِـيْرُ

وحكى ابن الأعرابي: أزْهَفْتُ له حديثاً: أي أتَيْتُه بالكذب.
وأزْهَفَتْه الدّابَّةُ: أي صرعته، قالت ميَّةُ بنت ضِرارٍ الضبية ترثي أخاها:

وخِلْتَ وُعُوْلا أشارى بهـا وقد أزهَفَ الطَّعْنُ ابطالها

وأُزْهِفَ الشيء: ذُهِبَ به، وأزْهَفَه فلانٌ: ذهب به وأهلكه. وأزْهَفَ فلان: أي ألقى شراً. وأزْهَفْتُ إليه الطعنة: أي أدنيتها.قَال الأصمعي: أزْهَفْتُ عليه وأزْعَفْتُ عليه: أي أجهزت عليه، قال:

فلما رأى بأنـه قـد دَنـا لـهـا وأزهفها بعض الذي كان يُزْهِفُ

وقال ابن عبّاد: الإزهافُ: الاستقِدام.
والمُزْهِفُ: المُغْري بالشر.

وأزهَفَه بما طَلب: أسعفه به.
وأزْهَفَ الخبر: زاد فيه وكذب.
وقال غيره: الإزْهافُ: النميمة، والإسراع إلى الشر، والإعجاب بالشيء، والإفساد.
وأزْهَفْتُ إليه حديثاً: أسندت إليه قولا ليس بحسن.
وأزْهَفَ: خان.
وأزْهَفَتْ فلانة إلى فلان: أعجبته.
وازْدَهَفَه: أي استَخَفَّه.
وفيه ازْدِهافٌ: أي استعجالٌ وتقحمٌ،قَال رُؤبَةُ.

قولك أقوالاً مَع التحـلافِ فيه ازْدِهافٌ أيَّما ازْدِهافِ

نصب “أيَّما” على الحال. وقال آخر:

يَهْوِيْنَ بالبيد إذا الليل ازْدَهَفْ

أي دخل وتَقَحَّم.
وازْدُهِفَ به: أي ذُهِبَ به، قالت أُمُّ حكيم بنت قارظِ بن خالد الكنانية لمّا قتل بُسْرُ بن ارطاة -رضي الله عنه!- ابنيها من عبيد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، وقيل: هي عائشة بنت عبد المَدَان:

ها مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ الـلـذين هـمـا سمعي ومخي فمخي اليوم مُزْدَهَفُ

وازْدَهَفَه: ذهب به وأهلكه.
وقال ابن عبّاد: ازْدَهَفَ: دنا.
وازْدَهَفَ في قوله: تشَدَّدَ فيه ورفع صوته.
وازْدَهَفَني بالقول: أي أضل قولي وأبطله.
والإزْدِهافُ: الاحتمالُ والانحرَافُ.
وازْدَهَفَ والعداوة: أي اكتسبها.
وقال غيره: ازْدَهَفَ: أي تزيد في الكلام.
وازْدَهَفَتْهُ دابَّتُه: أي صرعته.
وازْدَهَفَه بما طلب: أي أسعفه به، مثل أزْهَفَه.
والانزِهافُ: طَفْرُ الدابة من نفار أو ضربٍ.
والتركيب يدل على ذهاب الشيء.

زهلف

ابن عباد: زَهْلَفْتُ الشيء: إذا نَفَّذْتَه وجوَّزْته.

زيف

زاف يَزِيْفُ زَيْفاً وزَيَفاناً: إذا تبختر في مشيته،قَال عنترة بن شداد:

يَنْبَاعُ من ذِفرى غضوبٍ جَسرَةٍ زَيَّافَةٍ مثل الفَتِيْقِ المُـكْـدَمِ

وكذلك الحَمَام عند الحَمَامة إذا جر الذُّنابى ودفع مقدمته بمؤخره واستدار عليها. ويقال للأسد: الزّائف والزَّيّافُ: أي يتبختر في مشيته مثل البعير؛ والتشديد للمبالغة،قَال عمرو بن معدي كَرِب ?رضي الله عنه- يصف أسداً شبه نفسه به:

يَزِيْفُ كما يَزِيْفُ الفَحْ لُ فوق شؤونه زَبَدُهْ

ودرهم زائفٌ وزيفٌ. وقال اللحيانيُّ: زافَ الدرهم يَزِيْفُ وهو زَيْفٌ وزائفٌ. وقال ابن دريد: الزّائفُ: الرديء من الدراهم، فأما الزَّيْفُ فمن كلام العامة،قَال مزرد:

وقالوا أقيمـوا سُـنَّةَ لأخـيكـم بني عبد غنم ليس عنها مُخالِفُ
فكانت سراويلٌ وجردُ خمـيصةٍ وخمسُ مئىٍ منها قسيٌّ وزائف

ويروى: “وسَحْقُ خَمِيْصةٍ”.
وزافَتْ عليه دراهمه تَزِيْفُ زُيُوْفاً. ودراهم أزْيافٌ وزِيَافٌ: أي صارت مردودةً لغشٍ فيها. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: مَنْ زافَتْ معليه دراهمه فليأتِ بها السوق وليَشْتَرِ بها سحق ثوبٍ ولا يحالف الناس عليها أنها جِيَادٌ.
وقال اللحياني: زِفْتُ الدراهم: جعلتها زُيُوْفاً.
وزِفْتُ الحائط: أي قفزته.
فأما قول عدي بن زيد العبادي:

تركوني لدى حديدٍ وأعْـرا ض قصورٍ لزَيْفِهِنَّ مراقِ

فيقال: إن الزَّيْفَ الطنف الذي يقي الحائط، وقيل: الزَّيْفُ الدرج من المَراقي. والأعراض: الأوساط، وقيل: الجَوَانب. يريد أنهم إذا مشوا فيها فكأنما يصعدون في درج ومراق، وإنما عنى السجن الذي كان حُبِسَ فيه.
وقيل: الزَّيْفُ الشُّرَفُ الواحدة: زَيْفَةٌ.
وزَيَّفْتُ الدراهم تَزْييفاً: مثل زِفْتُها.
وتَزَيَّفَتِ المرأة: أي تزينت.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف