معجم العباب الزاخر – باب الراء (ر)

رأرأ

رَأْرَأ السراب: لمع.
ورَأْرَأَتِ المرأةُ بعينيها: برَّقت. ابو زيد: رَأْرَأَتْ عيناه: إذا كان يديرهما.
قال: ورَأْرَأَتُ بالغنم: إذا دعوتها، وهذا في الضّأن والمعز. قال: والرَّأْرَأَةُ بالمدِّ أيضاً.
ورجل رَأْرَأُ العين ورَأْرَاءُ العين -على فَعْلَلٍ وفَعْلاَلٍ-: إذا كان يُكْثِرُ تقليب حدقتيه، وامرأة رَأْرَاءٌ بغير هاء، قال:

شِنْظِيْرَةُ الأخْلاقِ رَأْراءُ العَيْنْ

والتركيب يدل على اضطراب.

ربأ

الرَّبْأَةُ: الاداوَةُ تُعمل من أدَمٍ أربعة.
الفرّاء: رَبَأْتُ فيه: أي علمت علمه.
ورَبَأْتُ المال: أصلحْتُه.
وقولهم: إني لأرْبَأُ بك عن هذا الأمر: أي أرفعك عنه.

والمَرْبَأَةُ والمَرْبَأُ والمُرْتَبَأُ: المرْقبة، ومنه قيل لمكان البازي الذي يقف فيه: مَرْبَأَةٌ. ورَبَأْتُ القوم رَبْأً وارْتَبَأْتُهم: أي رقبتهم؛ وكذلك إذا كنت لهم طليعة فوق شرف، يُقال: رَبَأَ لنا فلان وارْتَبَأَ: إذا اعْتَانَ. ورَبَأْتُ المَرْبَأَةَ وارْتَبَأْتُها: أي عَلَوْتُها.
وقال ابن السكِّيت: ما رَبَأْتُ رَبْءَ فلان: أي ما علمت به ولم أكْترث له.
والرَّبِيءُ والرَّبِيْئَةُ: الطَّليعة، والجمع: الرَّبايا.
ورَلبَأْتُ الشيء: إذا حذِرْته واتَّقيته.
ورَبَّأْتُه تَرْبِئةً: أذْهبْتُه.
والتركيب يدل على الزيادة والنماء.

رتأ

الفرّاء: خرجت أرْتَأُ رُتُوْءً شديداً: أي أنطلِق.
ابن دريد: رَتَأْتُ العقدة -بالهمزة-: مثل رَتَوْتُها. والرجل: خَنَقْته.
والرَّتَآن: مثل الرَّتَكان.
وقال ابن شُميل: ما رَتَأَ كبده اليوم بطعام: أي ما أكل شيئاً يهجأ به جوعه، ولا يقال: رَتَأ إلاّ في الكبد.
ورَتَأَ: أقام.
وأرْتَأَ: ضحك في فتور.

رثأ

رَثَأَه بالعصا رَثْأً شديدا: ضربه بها.
والرَّثءُ: وَجع يأخذ البعير في مَنْكِبه فَيَظْلَعُ منه، يقال: ثد رَثَأَ البعير رَثْأً.
ورَثَأْتُ اللبن رَثْأً: إذا حَلَبْته على حامض فخثر، والاسم: الرَّثِيْئَة. وبلغ زياداً قول المغيرة بن شُعبة -رضي الله عنه-: لَحَديثٌ من عاقل أحبُّ إليَّ من الشُّهد بماء رصَفةٍ فقال: أكذاك هو? فَلهو أحَب إلي من رَثِيْئَةٍ فُثِئت بسلالة من ماء ثغب في يوم ذي وديقة ترمض فيه الآجال. وفي المثل: الرَّثِيْئَةُ تفثأُ الغضب.
ابن السكّيت: قالت امرأة من العرب: رَثَأْتُ زوج بأبيات؛ وهَمَزتْ، وأصلُ المَرْثِيَةِ غير مهموز.
وهم يَرْثَأُوْنَ رَأيَهم رَثْأً: أي يخلطون.
وارتَثَأ اللبن: خثر، وارتَثَأْتُ الرَّثِيْئَةَ: شرِبْتُها.
وارْتَثَأ عليهم أمرهم: أي اختلط، وارتَثَأ عليهم أمرهم: أي اختلط، وارْتَثَأ فلان في رأيه: أي خلَّط.
والتركيب يدل على اختلاط.

رجأ

أرْجَأْتُ الأمر: أخَّرته. وقرأ غير المدنيين والكوفيين وعباس (وآخَرْونَ مُرْجَؤُونَ لأمْرِ الله) أي مُؤخَّرون حتى يُنزِل الله تعالى فيهم ما يريد، ومنه سميت المُرْجِئةُ؛ مثال المُرْجِعة، يقال: رجل مُرْجئٌ -مثال مُرْجِعٍ-، والنسبة إليه مُرْجِئيٌّ مثال مُرْجِعيٍّ، هذا إذا همزْت، فإذا لم تهمز قلت: رجل مُرْجٍ مثل مُعط، وهم المرجِيَّةُ بالتشديد؛ لأن بعض العرب يقول: أرْجَيْتُ وأخْطيتُ وتوضيت، فلا يهمز.
وأرْجَأَتِ الناقة: دنا نِتاجُها، يُهمز ولا يُهمز، قال أبو عمرو: هو مهموز؛ وأنشد لذي الرُّمة يصف بيضة: وبيضاء لا تَنْحاشُ منا وأُمها إذا ما رأتنا زال منا زَويْلها نَتُوْج ولم تُقْرَفْ لما يُمتنى له إذا أرْجَأَتْ ماتت وعاش سَليلُها ويُروى: “إذا نُتجتْ” وهذه هي الرواية الصحيحة.
والتركيب يدل على التأخير.

ردأ

رَدُؤَ الشيء يَرْدُؤ رَداءةً، فهو رَدِيءٌ: أي فاسد.
ورَدَأْتُ الحائط: أرْدَؤُه: إذا دعمْته بخشب أو كبس يدفعه أن يسقط.
والرِّدْءُ -بالكسر-: العون، قال الله تعالى: (فأرْسِلْه مَعِي رِدْءً يُصَدِّقني).
والرِّدْءُ -أيضاً-: العِدْلُ الثّقيل، والجمع أرْدَاءٌ. وقد اعتكمَنا أرداءً ثقالاً: أي أعْدَالاً.
ورَدَأْتُه بكذا: أي جعلْتُه قوة له وعماداً كالحائط تَرْدَؤُه بِرِدْءٍ من بناءٍ تُلْزقه به.
ورَدَأ الإبل: أحسن القيام عليها.
وأردَأْتُه: سكَّنته. وأرْدَأْتُه -أيضاً-: أقرَرْته.
وأرْدَأْتُ السِّتر: أرخيته.
وأرْدَأْتُ الرجل: أعنته، تقول: أرْدأْتُه بنفسي: إذا كنت له رِدْءً.
وأرْدَأْتُه: أفسدته.
وقال الليث: أرْدَأْتُ على الخمسين: أي زِدتُ، والصواب: أرْدَيْتُ بلا همز.
وقال يونس: أرْدَأْتُ الحائط لغةٌ في رَدَأْتُه.
وتَرادَأُوا: أي تعاونوا.

رزأ

الرُّزْءُ: المصيبة، والجمع: الأرْزَتءُ، وكذلك المَرزِئَة والرَّزِيْئَةُ، رَزِيْئةٌ: أي أصابته مصيبة.
ورَزَأْتُه رُزْءً -بالضم- ومَرْزِئةٍ: إذا أصبت منه خيراً ما كان.
وتقول: ما رَزَأْتُه ماله وما رَزِئْتُه -بالكسر-: أي ما نقَصتُه.
ورجل مُرَزَّأٌ: أي كريم يصيب الناس خيره.

وارْتَزَأَ الشيء: انتقص، قال تميم ابن أبي بن مُقبل يصف قروماً حمل عليها:

حَمَلْتُ عليها فَشَرَّدْتُـهـا بِسامي اللَّبَانِ يَبُذُّ الفِحَالا
كَريمُ النِّجارِ حَمى ظَهْرَه فلم يُرْتَزَأْ برُكُوبٍ زِبالا

والتركيب يدل على إصابة الشيء والذهاب به.

رشأ

الرَّشَأُ -بالتحريك-: ولدُ الظَّبيَة الذي قد تحرك ومشى.
والرَّشَأُ -أيضاً عن الدِّينَورَيِّ-: شجرة تسمو فوق القامة ورقها كورق الخِرْوَعِ ولا ثمرة لها ولا يأكلها شيء.
ورَشَأَتِ الظبية: ولدت.
ورَشَأَ المرأة: جامعها.

رطأ

رَطَأَ المرأة: جامعها.
والرَّطِيءُ: الأحمق، والجمع رِطَاءٌ، مثل كريم وكِرام. والرَّطَأُ -بالتحريك-: الحُمْق. والرَّطئاءُ والرَّطِيْئَةُ: الحمقاء.
ورَطَأَ بسلحه: رمى به.
وأرْطَأَتِ المرأة: بلغت أن تُجامع.

رفأ

رَفَأْتُ الثوب أرْفَؤُه رَفْأً: إذا أصلحت ما وهى منه، وربما لم يُهمز، يقال: من اغتاب خرق ومن استغفر رَفَأَ.
وأرْفَأْتُ السفينة: إذا قَرَّبتها من الشط، عن هشام أخي ذي الرَّمة. وأرْفَأَ إليه: لجأ. وأرْفَأَ: جنح.
وأرْفَأَ: امْتَشَطَ.
والرَّفَاءُ -بالكسر والمدِّ-: الالْتِئامُ والاتِّفاق. ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقال للمتزوج: بالرِّفاء والبنين، كراهية إحياء سنن الجاهلية. وكان يقول للمتزوِّج مكان هذا الكلام إذا رَفَّأَه: بارَكَ اللهُ عليك وبارَكَ فيك وجمع بينكما في خير. وفي حديث شُرَيْح: أنَّه أتاه رجلٌ وامرأتُه فقال الرجُل: أين أنتَ؟ قال: دون الحائط، قال: إني امرؤْ من أهل الشام، قال: بَعيدٌ بَغيض، قال: تَزوجتُ هذه المرأةَ، قال: بالرفاءِ والبَنين “36-أ”، قال: فَوَلَدَت لي غُلاماً، قال: يَهنئُكَ الفارسُ، قال: وأرَدتُ الخروج بها إلى الشام، قال: مُصاحِباً، قال: وشَرَطتُ لها دارَها، قال: الشَّرط أملَك، قال: اقضِ بَينَنا أصلحك الله قال: حَدِّث حَديثين امرأةً فاِن أبَت فأربعةً، ويُروى فأربع. أي فَحَدِّثها أربعةَ أطوار، يَعني: أنَّ الحديثَ يُعادُ للرّجل طَورَين ويُضاعَفُ للمرأةِ لنُقصان عَقلِها، ومعنى: “فأربع” أي إذا كَرَّرتَ الحديثَ مَرَّتينِ فلم تَفهَم فأمسِك ولا تُتعِب نفسَك فانَّه لا مَطمَعَ في إفهامها.
ويُقال: رَفَّأتُ المُملَكَ تَرفئَةً وتَرفيئاً: إذا قُلت ذلك له، قال ابن السِّكّيت: واِن شئْتَ كان معناه بالسُّكون والطُّمَأنينةِ، فيكون أصلُه غَيرَ الهَمز، من قولِهم: رَفَوتُ الرَّجُلَ: إذا سَكَّنتَه.
وتَرافَأُوا: أي تَوافَقوا وتَظاهَروا.
واليَرفَئيُّ في قول امرئ القيس:

كأنِّي ورَحلي والقِرابَ ونُمرُقـي
على يَرْفَئيٍّ ذي زَوائدَ نِقنِقِ الظَّليمُ الفَزِعُ النّافِر المُوَلِّي هارِباً.

واليَرفَئيُّ في قول الشاعر:

كَأنَّه يَرفَئيٌّ بـاتَ فـي غَـنَـمٍ مُستَوهَلٌ في سَوادِ اللَّيل مَذؤوبُ

عَبدٌ سِنديٌّ أسوَد.
واليَرفَئيُّ -أيضاً-: الظَّبي.
ويَرْفَأُ: مولى عمر بن الخَطّاب -رضي الله عنه-.
والتركيبُ يدلُّ على موافَقَةٍ وسُكونٍ ومُلاءمةٍ.

رقأ

رَقَأَ الدَّمعُ يَرقَأُ رُقوءً: سكن، وكذلك الدَّمُ. والرَّقوءُ -على فَعولٍ بالفَتح-: ما يوضَعُ على الدَّم فيسكُنُ، وقال أكثَمُ بن صَيفيٍّ في وصيَّةٍ كَتَبَ بها إلى طَيءٍ: لا تَضَعوا رِقابَ “36-ب” الإبل في غير حَقِّها فانَّ فيها ثَمَنَ الكريمة ورَقوءَ الدَّم، وبألبانِها يُتحَفُ الكَبيرُ ويُغَذّى الصَّغير، ولو أنَّ الإبل كُلِّفَتِ الطَّحنَ لَطَحَنَت: أي أنَّها تُعطى في الدّيات فَتُحقَنُ بها الدِّماء.
ورَقَأتُ الدَّرجَةَ: لغةٌ في رَقيتُ. والمَرقَأةُ والمرقَأةُ: لُغَتانِ في المَرقاةِ والمِرقاة.
ويُقال: أرقَأ على ظَلعِكَ مثلُ أرقَ: أي ارفُق بنفسِكَ ولا تَحمِل عليها اكثَرَ ممّا تُطيقُ.
وأرقَأَ اللهُ دَمعَه: سَكَّنَه.

رمأ

رَمَأَ بالمكان: أقامَ به، رَمأً ورُموءً، عن ابي زيد.
ابنُ الأعرابي: رَمَأتُ على الخَمسين وأرمَأتُ: أي زِدتُ، مثل رَمَيتُ وأرمَيتُ.
وأرمَأتُ إليه: دَنَوتُ.
ومُرَمَّئاتُ الأخبار -بتَشديد الميم المفتُوحة-: أباطيلُها.

رنأ

الأصمعيُّ: جاءَ يَرنَأُ في مِشيَتِه: إذا جاء يتَثاقَلُ فيها.
ورَنَأَ إليه: نَظَرَ، لغةٌ في رَنا.

رهأ

الرَّهيَأةُ: العَجزُ والتَّواني.
أبو زيد: رَهيَأتُ رَأيي: إذا لم تُحكِمه.
اللَّيث: الرَّهيَأَةُ: أن تَجعَلَ أحَدَ العدلَينِ أثقَلَ من الآخَر، يقال: رَهيَأتَ حِملَك.
قال: والرَّهيأَةُ: أن تَغرَورِقَ العَينانِ من الجَهد أو من الكِبَر، وأنشَدَ:

إِن كان حَظُّكُما من مال شيخكما ناباً تَرَهيَأُ عَيناها من الكِـبَـرِ

ورَهيَأَتِ السحابَةُ وتَرَهيأَت: إذا تَمَخَّضَت للمَطَر، وقال ابنُ مَسعودٍ -رضي الله عنه-: اِنَّ رَجُلاً كان في أرضٍ له إِذ مَرَّت به عَنانَةٌ تَرَهيَأُ فَسَمِع فيها قائلاً يقول: اِءتي أرضَ فلانٍ فاسقيها، قال:

فتلكَ عَنانَةُ النَّقِماتِ أضحَت تَرَهيَأَ بالعِقابِ لمُجرِميها

“37-أ” والمرأةُ تَرَهيَأُ في مِشيَتِها: أي تَكَفَّأُ كما تَرَهيَأُ النَّخلَة العَيدانَةُ.
أبو عبيد: تَرَهيَأَ الرَّجُلُ في أمرِه: إذا هَمَّ به ثمَّ أمسَكَ وهو يريدُ أن يَفعَلَه.

روأ

الرّاءُ: شَجَرٌ، الواحِدَةُ راءَةٌ.
أبو الهَيثَم: الرّاءُ: زَبَدُ البَحر، وأنشَدَ لبعض الطائيِّين:

كأنَّ بنَحرِها وبمِشفَرَيهـا ومَخلِجِ أنفِها راءً ومَظّا

ورَوَّأتُ في الأمر تَروِءَةً وتَرويئاً: إذا نَظَرتَ فيه ولم تَجعَل بجَوابٍ، والاسم: الرَّوِيَّةُ، جَرَت في كَلامِهم غير مَهموزةٍ.

ريأ

الأصمعيُّ: رَيَّأتُ في الأمر: مثلُ رَوَّأتُ.

رأس

الرَّأس: معروف. ورأس كل شيء: أعلاه، ويُجتَمَع في القِلَّة على أرْؤسٍ، قال العجّاج:

وإن دَعَوْتَ من تمـيمٍ أرْؤسـا والرَّأسَ من خُزَيْمَة العَرَنْدَسا
وقيسَ عَيْلانَ ومَن تَـقَـيَّسـا تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَـسَـا

أراد بالأرؤسِ الرُّؤساء. ويُجمَع في الكَثرة على رؤوس.
وقال الأصمعي: يقال للقوم إذا كَثَروا وعَزُّوا: هُم رَأْسٌ، قال عمرو بن كُلْثوم:

برأسٍ من بَني جُشَمَ بن بكر نَدُقُّ به السُّهُولة والحُزُوْنا

وقيل: أراد بالرأس الرئيس؛ لأنَّه قال: نَدُقُّ به ولم يَقُل: بهم.
ويقال: رأسٌ مِرْأسٌ: أي مِصَكٌ للرُّؤوس، قال العجّاج:

ورُسُغاً فَعْماً وخُفّاً مِلْطَسا وعُنُقاً ورأساً مِرْأسـا

ورؤوس مَرَائس ورُؤَّسٌ -مثال رُكَّع-، قال منظور بن حَبَّة يَصِف عزَّه في قومه:

وإن سَما نالَ النُّجومَ الطُّمَّسا مِمّا وَرِثنا مُنْقِذاً وفَقْعَسـا
والخالِدَيْنِ والرُّؤوسَ الرُّؤَّسا والعَوْفَتَيْنِ لم يكُنْ مُؤبَّسـا

وبيت رأس: اسمُ قرية بالشام من قُرى حَلَب، وكورة بالأُردُن؛ وهذه هي المُرادَة بِقَول حسّان بن ثابِت رضي الله عنه:

كأنَّ خَبيئَةً من بـيتِ رأسٍ يكونُ مِزاجُها عسلٌ وماءٌ
على أنيابها أو طَعْمَ غَضٍّ من التُّفَّاحِ هَصَّرَه اجْتِناءُ

وإنَّما نَصَبَ “مِزاجَها” على أنَّه خبر كانَ، فجَعَلَ الاسم نَكِرَة والخَبَرَ معرِفَة، وإنَّما جازَ ذلك من حيث كان اسم جِنْسٍ، ولو كان الخَبَرُ مَعْرِفَة مَحْضَة لَقَبُحَ.
ورَأسَه رأساً: أصابَ رأسَه.
ورَأسَ القوم رِئاسَة: صار رئيسَهُم.
ورَأْسُ عَيْنٍ: مدينة من مدن الجزيرة، يقال: قَدِمَ فلان من رأس عَيْنٍ، والعامَّة تقول: رأسِ العَيْن.
وقولهم: رُمِيَ فلانٌ منه في الرأيٍِ: أي أعرَضَ عنه ولم يَرْفَعْ به رَأساً واسْتَثْقَلَه، تقول: رُميتُ منكَ في الرأس -على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه-: أي ساءَ رّأيُكَ فيَّ حتى لا تَقْدِرَ أنْ تَنْظُرَ إليَّ.
وتقول: أَعِد كَلامَكَ من رأسٍ، ولا تَقُل: من الرأسِ، والعامة تقوله.
والإصابة من الرأس: كِناية عن التقبيل. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه كان يُصيبُ من الرأسِ وهو صائِم.
ورَأسُ الإنسان: الجبل الذي بين أجياد الصَّغير وبين أبي قُبَيْسٍ.
ورَأس الحِمار: مدينة قُربَ حَضْرَمَوت.
ورَأس الأكحَل: قرية باليمن من نواحي ذَمَار.
ورَأس ضأن: جبل ببلاد دَوْسٍ.
ورَأس الكلب: ثَنِيَّة، وقريةٌ بقُوْمِسَ أيضاً.
ورَأس كِيْفى: من ديار مُضَرَ بالجَزيرة.
وذو الرأسَين: خُشَيْن بن لأْي بن عُصَيْم بن شَمْخ بن فَزَازَة بن ذُبيان بن بَغيض، ولم يكُن في فَزَازَة رجُلٌ أكثَرُ غزواً من ذي الرأسَين، قال ابنُ ذو الرأسَين:

وأنا ابنُ ذي الرأسَينِ قد عَلِموا من خَيْرهمْ وأبُوهُ ذو العَضْبِ

وذو الرأسَين -أيضاً-: أُمَيّة بن جُشَم بن كِنانة بن عمرو بن قين بن فَهْم بن عمرو بن قيس عَيْلان بن مُضَر بن نِزار بِن مَعَدِّ بن عدنان.
وذو الرأس: جرير بن عَطِيَّة بن الخَطَفي -واسمه حُذَيفة- بن بدر بن سَلَمَة بن عَوف بن كُلَيب بن يَربوع بن حنظَلَة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم. وقيل له: ذو الرأسِ لِجُمَّةٍ كانت له، وكان يقال له في حَدَاثَتِهِ: ذو اللِّمَّة.
ورأس المال: أصلُ المال. وفي حديث عُمر -رضي الله عنه-: واجعلوا الرأس رأسَين. أي اشتَروا بثمن الواحِد من الحيوان اثنين حتى إذا مات أحدهما بَقِيَ الثاني، فإنَّكُم إذا غالَيْتُم بالواحِدِ فذلك تعريضٌ للمالِ مجمعاً للتَهلُكة، وهو عطف البيان والتَّفصيل على الإجمال. وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب ل ث ث.
ورئيس القوم: سَيِّدُهم ووالي أمورِهم، ويقال -أيضاً-: رَيِّسٌ -مثال قَيِّم- على الإدغام، قال يمدح محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المُطّلِب الهاشِميّ واليَ البصرة أيّام هارون الرشيد أنارَ الله بُرهانَه:

يَلْقى الأمانَ على حِياضِ محمّدٍ ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَـسُ
لا ذي تخافُ ولا لهـذا جُـرأةٌ تُهْدى الرَّعيّةُ ما استقامَ الرَّيِّسُ

والأعضاء الرئيسة عند الأطبّاء أربعة: القلب والدِماغ والكَبِد والأُنثيان، ويقال للثلاثة المتقدِّمَة: رئيسة من حيث الشخص، على معنى أنَّ وجوده بدونها أو بدون واحِدٍ منها لا يُمكِن، والرابع رئيس من حيث النوع على معنى أنَّه إذا فاتَ فاتَ النوع، ومَنْ قال إنّ الأعضاء الرئيسة هي الأنف واللَّسان والذَّكَرُ فقد سَها.
وشاةٌ رئيس: إذا أُصيبَ رأسُها، من غنم رَآسى؛ مثال حَبَاجى ورَماثى.

ورئيس بن سعيد بن كَثير بن عُفَيْر المِصري: مُحَدِّثٌ شاعِرٌ.
والرِّئّيْسُ -مثال سِكِّيْتٍ-: الكثير التَّرَؤُّس، ويُنْشَدُ بيتُ أبي حِزامٍ غالب بن الحارِث العُكْليِّ:

لا تُبِئْني وانَّني بكَ وغـدٌ لا تُبِئْ بالمُرَأَّسِ الرِّئِّيْسا

ويروى: بالمُؤرَّسِ الإرِّيْسا.
والفَرَسُ المِرآسُ: الذي يَعَضُّ رؤوس الخيلِ إذا صارَت معه في المُجاراةِ، قال رؤبة:

لو لم يُبَـرِّزْهُ جَـوادٌ مِـرْآسْ لَسَقَطَتْ بالماضِغِيْنَ الأضْرَاسْ

وقيل: المِرْآس: الذي يَرْأس؛ أي يكون رئيساً لها في تَقَدُّمِه وسَبْقِه.
ويقال لبائع الرؤوس: رأَّسٌ، والعامة تقول: رَوّاس.
والرَّؤوْس من الإبل: البعير الذي لم يبقَ له طِرْقٌ إلاّ في رأسِه.
ونعجةٌ رأساء: أي سوداء الرأس والوجه وسائرها أبيض.
والأرْأسُ والرُّؤاسِيُّ: العظيم الرأس، وشاة رأساء ولا يقال رُؤاسِي.
ويقال: هو رائسُ الكِلابِ؛ قال ابن السكِّيت: أي هو في الكِلابِ بِمَنزِلَةِ الرئيس في القوم.
ويقال: سحابة رائسَة: لِلَّتي تَفْدُمُ السَّحابَ، وهي الروائسُ، قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ نوقاً دعاهُنَّ الفَحْلُ:

فَيُقْبِلْنَ إرْباباً ويُعْـرِضْـنَ رَهْـبَةً صُدُوْدَ العَذارى واجَهَتْها المَجَالِسُ
خَناطِيْلَ يَسْتَقْـرِيْنَ كـلَّ قَـرارَةٍ مَرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثَاءَ الرَّوائسُ

وقال بعض الأعراب: انَّ السيل يرأسُ الغُثاءَ؛ وهو جَمْعُه إياه ثم احتمالُه، والأصَحُّ أنَّ الرَّوائسَ في الشِّعْرِ أعالي الأودِيَة؛ الواحِد: رائسٌ.
والرّائسُ: جَبَلٌ في البَحْرِ بَحْرِ الشَّأْمِ، قال النعمان بن بن بشير الأنصاريّ رضي الله عنه:

وأمْسَتْ ومن دُونها رائسٌ فأيّانَ من بَعْدُ تَنْتابُـهـا

ورائسٌ: بئر لبني فَزازة أيضاً.
والرائس والمَرؤوس: الوالي والرعيَّة.
وقال الفرّاء: رجُلٌ مَرْؤوس: الذي شَهوَتُه في رأسه وليس عنده شيء غير ذلك.
وقولُهم: أنت على رئاس أمرِك: أي اوَّلِه، والعامة تقول: على رأسِ أمرِك.
ورِئاس السيف: مَقْبِضُه، وقيل: قَبيعَتُه؛ وهذه أصَحُّ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:

وليلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُبْحَ مَوْعِـدَهـا بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا
ثمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذْ شَسَفـا

ويُقال: أقرِضني عشرةً برُؤوسِها: أي قرضاً لا رِبْحَ فيه إلاّ رأسُ المال.
وبنو رُؤاسٍ -بالضم-: حَيٌّ من عامِر بن صَعْصَعَة، وهو رُؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامِر بن صَعْصَعَة بن مُعاوِيَة بن بكر بن هوازن بن منصور بن عِكْرِمَة بن خَصَفَة بن قيس عَيْلانَ. واسمُ رُؤاسٍ: الحارِث، منهم أبو دُوَاد الرُّؤاسِيُّ؛ واسمُه: يَزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عُبَيد بن رُؤاس؛ الشّاعِر.
ورَأَّسْتُه تَرْئيساً: أي جَعَلْتُهُ رئيساً، قال:

سأَلْتُ موسى القَيِّمَ الـمُـرَأَّسـا في الأرضِ خَمْسَ أذْرُعٍ فَنَكَّسا

والمُرَأَّسُ: الأسد، وقال كُثَيِّر:

مُدِلٌّ بِوادي ذي حِمـاسَ مُـرَأَّسٌ بخَبْتِ العَرِيْنِ جائبُ العَيْنِ أشْهَلُ

والمُرَئِّسُ من الإبل: البعير الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ إلاّ في رأسِه.
والضَّبُّ رُبَّما رأسُ الأفعى ورُبَّما ذَنَّبَها: وذلك أنَّ الأفعى تأتي جُحْرَ الضَّبِّ فَتَحْرِشُه، فَيَخْرُجُ أحياناً بِرَأسِه مُسْتَقْبِلَها؛ فيُقال: خَرَجَ مُرَئِّساً. ورُبَّما احْتَرَشَه الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عوداً في فَمِ جُحْرِه فَيَحْسِبُه أفعى فَيَخرُجُ مُذَنِّباً أو مُرَئِّساً.
وارتأسَني فلان وارتَكَسَني واعْتَكَسَني واعْتَرَسَني واكْتَأسَني: أي شَغَلَني، وأصْلُه أخذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُها إلى الأرض.
وقيل في قول رؤبة:

وابْنُ هُرَيْمٍ والرَّئيسُ مُرْتاسْ للمُصْعَبَاتِ والأُسُوْدِ فَرّاسْ

أصلُه الهَمْز؛ وهو مُرْتَئس، فَتَرَكَ الهَمْزَ لِيَسْلَمَ له الرِّدْف وهو الألِف، ونَذكُرُ -إن شاء الله تعالى- القول الثاني في تركيب ر ي س.
وارْتَأسَ وَتَرَأَّسَ: صارَ رئيساً.
والمُرَائسُ من الإبل: مثل المُرَئِّس.

ورجَل مُرَائس خَلْفَ القوم في القتال: أي مُتَخَلِّفٌ عنهم.
والتركيب يدل على تَجَمُّعٍ وارتِفاع.

ربس

رَبَسَ قِرْبَتَهُ رَبْساَ: إذا ملأها.
وقال ابن دريد: أصْلُ الرَّبْسِ: الضَّرْبُ باليَدَين، يقال: رَبَسَهُ بِيَدَيه: إذا ضَرَبَهُ بهما.
وداهِيَة رَبْساءَ: أي شديدة.
ورَبْسى -مثال عَطْشى-: فَرَسٌ كانَ لبني العَنْبَر، قال المَرّار العَنْبَري:

وَرِثْتُ عن رَبِّ الكُمَيْتِ مَنْصبا وَرِثْتُ رَبْسى ووَرِثْتُ دَوْأبا
رِباطَ صِدْقٍ لم يَكُنْ مُؤْتَشَبـا

والرَّبِيْسُ: الشجاع، قال:

ومِثلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيْسِ

وكِيْس رَبِيْسٌ ورَبِيزٌ: أي مُكْتَنِز أعْجَرُ، وكذلك العُنْقود؛ ومعناه انْهضام حَبِّه وتَدَاخُلُ بَعضِهِ في بَعض.
وقال ابن دريد: الرَّبِيْس: المضروب أو المُصاب بمال أو غيرِه.
والرَّبِيْس والرَّبْس والرِّبْس: الداهِيَة.
ويقال: جاءَ بمالٍ رِبْسٍ: أي كثير، قالَه ابن الأعرابي.
وقال أبو زيد: يقال جِئْتَ بأُمُورٍ رُبْسٍ -بالضم- ودُمْسٍ: أي عِظَامٍ؛ وهي الدواهي، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:

ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّـبْـسِ من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ

وقال ابن عبّاد: الرِّبْسَة من النساء: القبيحة الوَسِخَة.
والرِّيْبَاس: نَبْتٌ شديد الحُمُوضة، وورَقُه عريض.
والإرتِباس والإرتِباز: الاختلاط والإكتناز في اللحم وغيره.
وقال ابن الأعرابي: ارْبَسَّ ارْبِسَاساً: إذا ذَهَبَ في الأرض. وارْبَسَّ امْرُهم وارْبَثَّ: أي ضَعُفَ حتى تفَرَّقوا.
وقال ابن عبّاد: الارْبِسَاس: المُرَاغَمَة والتَّصَرُّف، وهو الاسْتِئْخار أيضاً.
والتركيب يدل على الضَّرب باليدين، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الارْبِساس والرِّيْبَاس.

ربتس

الرَّبْتَس بن عامِر بن حِصن بن خَرَشَة بن حَيَّة الطائي- رضي الله عنه-: وَفَدَ على النبي -صلى الله عليه وسلّم-.

رجس

الرَّجْس -بالفتح-: الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير، يقال: رَجَسَتِ السماءُ تَرْجَسَ -بالضم-: إذا رَعَدَت وتَمَخَّضَت، وسَحَابٌ راجِس ورجّاس، قال العجّاج يَصِف المَنازِل:

غَيَّرَها عَطْفُ السِّنِيْنَ أحْرُسا وكُلُّ رَجّاس يَسُوْقُ الرُّجَّسا

وكذلك بعير رَجّاس ورَجُوْس ومِرْجَس -بكسر الميم- أيضاً، قال رؤبة:

وإن لَقِيْتَ العُلجَ الرَّفُـوْسـا مُسْتَصْعِباً ذا صاهِلٍ شَمُوْسا
هَدَرْتُ هَدْراً يُسْكِتُ الجُرُوْسا بَخْبَاخُهُ والباذِخَ الرَّجُوْسـا

وقال رؤبة -أيضاً- يَصِفُ الأسد:

ليسَ لـه إلاّ الـزئيرَ أحْـرَاسْ كما يَرُجُّ الرَّعْدَ أحْوى رَجّاسْ

والرَّجّاس -أيضاً-: البحر، سُمِّيَ بذلك لصَوتِ مَوْجِه أو لارْتِجاسِه واضطرابه، كما سُمِّيَ رَجَّافاً لرَجَفانِه.
وقال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَن: أي راعِدٌ حَسَن.
ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم ومَرْجوساءَ من أمْرِهم: أي في اختِلاطٍ والْتِباس.
والمِرْجاس: حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَف حَبْل ثم يُدَلّى في البِئْر فَتُمْخَضُ الحَمْأةُ حتى تَثْورَ ثم يَسْتَقى ذلك الماءُ فَتُنَقّى البِئْرُ، قال:

إذا رَأوْا كَـرِيْهَةً يَرْمُـوْنَ بــيْ رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِيْ

وقال ابن الأعرابي: المِرْجاس والمِرْداس: حَجَرٌ يُلْقى في جوف البئر ليُعْلَمَ بصَوْتِه قَدْرُ قَعْرِ البِئر وعُمقِها أو لِيُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا. والرّاجِسُ: الذي يَرْمي بالمِرجاسِ في البِئْر، قال:

أدْلَيْتُ دَلْوي في صَرىً مُشَاوِسِ فَبَلَّغَتْني بَعْدَ رَجْسٍ الرّاجِـسِ
سَجْلاً عليهِ جِيَفُ الخَنَافِـسِ

والرِّجْس -بالكسر- والرَّجَس -بالتحريك- والرَّجِس -مثال كَتِف- القذِر، يقال: رِجْسٌ نِجْس ورجَس نَجَس ورَجِس نَجِس؛ إتْباعٌ. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا دَخَلَ الخَلاءَ: اللّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الرِِّجْسِ النِّجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشيطان الرجيم، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث.

وقوله تعالى: (رِجْسٌ أو فِسْقاً)، قال الأزهَري: الرِّجْسُ اسْمٌ لكلِّ ما اسْتُقذِرَ من العَمَل. ويقال: الرِّجس: المَأثَمُ، يقال: رَجِسَ الرجُلُ يَرْجَسُ- مثال سَمِعَ يَسْمَعُ ?رَجَساً -بالتحريك- ورَجُسَ يَرْجُسُ -مثال كَرُمَ يكْرُمُ- رَجَاسَةً: إذا عَمِلَ عملاً قبيحاَ.
وقال بعضهم في قول الله تعالى: (فَزادَتْهُم رِجْساً إلى رِجْسِهم) أي كُفْراً إلى كُفْرِهم.
والرِّجْسُ: العملُ الذي يؤدي إلى العَذاب والعِقاب.
وقيلَ في قَولِهِ تعالى: (ويَجْعَل الرِّجْسَ على الذين لا يَعْقِلون): إنَّه العِقابُ والغَضَب، وهو مُضارِع لقولِهِ تعالى: (رِجْزاً من السَّمَاء)، ولعلَّهما لُغَتان، أُبْدِلَت السِّين زاياً، كما قالوا للأزْدِ: الأسْدُ. وقيل معناه اللعنةُ في الدُنيا والعذاب في الآخِرَة.
وقال ابن عبّاد: رَجَسَه عن الأمر يَرْجُسُه ويَرْجِسُه: أي عاقَه.
والنَّرْجِس: هذا المَشْمُوْم، وهو مُعَرَّب نَرْكِسُ، والنون فيه زائِدَة لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام نَفْعِل، ولو سَمَّيْتَ بهِ رَجُلاً لم تَصْرِفْه، لأنَّه مِثْل نَضْرِب، ولو كان في الأسماء شيء على مِثال فَعْلِلٍ لصَرَفْناه، كما صَرَفْنا نَهْشَلاً لأنَّ في الأسماءِ فَعْلَلاً مِثْل جَعْفَر. وقال أبو عُمَر: النِّرْجِسُ -بكسر النون- لغةٌ في فَتْحِها.
وأرْجَسَ الرَّجُلُ: إذا قَدَّرَ الماء بالمِرْجاس، مِثْل رَجَسَ.
وارْتَجَسَتِ السَّماءُ: إذا رَعَدَتْ.
والارْتِجاس والارْتِجاج: الرَّجَفَان، ولَمّا وُلِدَ النبي- صلى الله عليه وسلّم -ارْتَجَسَ إيْوَانُ كِسْرى فَسَقَطَت منه أرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب و ب ذ.
والتركيب يدل على اختلاط.

رحمس

أبو عمرو: الرُّحَامِس والحُمارِس والرُّماحِسُ والقُدَاحِسُ: كُلُّ ذلك من نَعْتِ الجريء الشُّجَاع.

رخس

عُتْبَة بن سعيد بن رَخْس: من رَواة الحديث.
وقال ابن عبّاد: أرْخَسْتُ السِّعْرَ وأرخَصْتُه: بمعنىً واحِدٍ.

ردس

رَدَستُ القومَ أرْدُسُهم رَدْساً: إذا رَمَيْتَهُم بِحَجَر، قال:

إذا أخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضـاً فارْدُسْ أخاكً بعِبءٍ مِثْلِ عَتّابِ

يعني: مثل بني عَتّابٍ.
وقال الخليل: الرَّدْسُ دَكُّكَ حائطاً أو أرْضاً أو مَدَراً بشَيءٍ صُلْب عَريض يقال له المِرْدَس والمِرْدَاس، قال العجّاج:

يُغَمِّدُ الأعداء جَوْزاً مِرْدَسا وهامَةً ومَنْكِباً مُفَرْدَسـا

وقال رؤبة:

هناك مِرْدانا مِدَقٌ مِرْداسْ

وقال ابن دريد: الرَّدْس: أن تضرِبَ حجراً بحَجَرٍ أو صخرة بصخرة حتى تَكسِرَها، تقول: رَدَسْتُ الحَجَرَ بالحَجَرِ أردِسُه وأردُسُه رَدْساء قال: ومنه اشتقاق اسم مِرْداس، وهو مِفعالٌ من ذلك.
وعباس بن مرداس السُّلَمي -رضي الله عنه-: له صحبة، وكان من المؤلَّفة قلوبهم، وهو عباس بن مِرداس بن أبي عامِر بن جارية بن عبد بن عبس بن رِفاعة بن الحارث بن بُهْثة بن سُلَيم بن منصور بن عِكرِمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان.
والمِرداس -أيضاً-: الرَّأس، قال الطِرماح يَصِف ناقَتَه:

نَزَت شُعَب النَّسَا منها الأعالي بِجانِب صَفْحِ مِطْحَرَةٍ زَبُوْنِ
تَشُقُّ مُغَمّضاتِ اللَّيل عنـهـا إذا اطَّرَقَتْ بِمِرْداسِ رَعُوْنِ

أي بِرأسٍ تَرْدُسُ به: أي تدفع، والرَّعون: المتحرِّك.
ورجل رِدِّيس: أي دفوع، وكذلك الرَّدُوْس، قال رؤبة:

إذا أمَرَّ المَنْكِبَ الـرَّدُوْسـا ذا الرُّكْنِ والخَيّاطَةَ اللَّطُوْسا
وكاهِلاً ذا بِرْكَةٍ هَـرُوْسـا لاقَيْنَ منه حَمِساً حَمِـيْسـا

ويقال: ما أدري أينَ رَدَسَ به: أي أين ذَهَبَ به.
والمُرَادَسَة: المُرَاماةُ.
وقال ابن عبّاد: تَرَدَّسَ الشَّيء من مكانه وتَرَدّى: بمعنىً واحِد.
والتركيب يدل على ضَرْبِ شيءٍ بشَيْء.

رذس

روذِس: جزيرة ببلاد الروم. وغَزَا معاوية -رضي الله عنه- قُبْرُسَ وروذِس. وروذِس مَقَابَلَة الإسكندرية على ليلةٍ منها.

رسس

أبو عُبَيد: الرَّسُّ: إبتداء الشيء، ومنه رَسُّ الحُمّى ورَسيسُها. قال عَبْدة بن الطَّبيب العَبْشَميّ:

فَخَامَرَ القَلْبَ من تَرْجيعِ ذِكْرَتِهـا رَسٌّ لطيفٌ ورَهْنُ منكِ مَكْبولُ
رَسٌ كَرَسِّ أخي الحُمّى إذا غَبَرَتْ يوماً تَأوَّبَهُ منـهـا عَـقـابِـيلُ

وهُما أوَّلُ مَسِّها، وقال رؤبة:

وجُلِّ لَيْلٍ يُحْسَبُ السَّـدُوْسـا يَسْتَمِعُ السّاري به الجُرُوْسا
هَمَاهِماً يُسْهِرْنَ أو رَسِيْسا

وقال ذو الرمَّة:

إذا غَيَّرَ النَّأيُ المُحِبِّـينَ لـم أجِـدْ رَسِيْسَ الهَوى من ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ

وأتانا رَسيسٌ من خَبَر، وهو الخَبَر الذي لم يَصِحَّ.
وقال أبو عمرو: الرَّسِيْسُ: العاقِل الفَطِن.
والرَّسيسُ: الشيء الثابت.
والرَّسُّ: البئر المطويَّة بالحِجارة.
والرَّسُ: اسم بئرٍ كانت لبَقِيّة من ثمود، قال الله تعالى: (وأصْحَابُ الرَّسِّ) رُوِيَ أنَّهم كَذَّبوا نبيَّهُم ورَسُّوْه في بِئرٍ: أي دَسُّوهْ فيها.
والرَّسُّ: اسم وادٍ بِنَجْدٍ، وكذلك الرُّسَيْسُ -مصغَّراً-، قال زهير بن أبي سُلمى:

بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ فَهُنُّ ووادي الرَّسِّ كاليَدِ للفَمِ

وقال زهير أيضاً:

لِمَن طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ منازِلُـهْ عَفا الرَّسُّ منه فالرسيس فَعَاقِلُه

ورَسَسْتُ رَسّاً: أي حَفَرْتُ بِئراً.
والرَّسُّ: الإصلاح بين الناس، والإفساد أيضاً، وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد، قال ابن فارِس: وأيَّ ذلك كان فإنَّه إثبات عداوة أو مودّة.
وقال الليث: الرَّسُّ في القوافي: حركة الحرف الذي بعد ألِف التأسيس، نحوَ حَرَكَة عين فاعِلٍ في القافية كيفَ ما تحرَّكَت حَرَكَتُها جازَت وكانت رَسّاً للألف. وقال أيضاً: الرَّسُّ: صرف الجزء الذي بعدَ ألِف التأسيس. وقال الحُذّاق: هو فتحة قبل التّأسيس، وقد ذَكَرَها الخليل والأخفَش. وكان الجَرْميُّ يقول: لا حاجة إلى ذِكرِ الرَّسِّ، لأنَّ ما قبلَ الألِف لا يكون إلاّ مفتوحاً، وهذا قولٌ حَسَن، إذْ كانوا أوقَعوا التَّشْبيهَ على ما تَلْزَم إعادَتُه، فإذا فُقِدَ أخَلَّ، وهذه حركة لا يَجوزُ عندهم أنْ تكونَ غير الفتحة، فلا حاجَة إلى ذِكرِها فيما يَلْزَم.
ورّسّسْتُ المَيِّتَ رَسّاً: قَبَرْتُه.
ورَسَّ فلان خَبَرَ القوم: إذا لَقِيَهُم وتَعرَّفَ أمورهم.
وفلانٌ يَرُسُّ الحديث في نَفْسِه: أي يُحَدِّث به نفْسَه. ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النَّخَعِي أنَّه قال: إن كانت الليلة لَتطولُ عَلَيَّ حتى ألْقاهُم، وإن كُنتُ لأرُسُّه في نفسي؛ وأُحَدِّثُ به الخادِم. قوله “أُحَدِّثُ به الخادِمَ” أي اسُتَذكِر الحديثَ بذلك. وقال شَمِرُ: قيل أرُسُّه: أُثْبِتُه. وقال الفرّاء: أي أُرَدِّدُه وأُعاوِد ذِكْرَه؛ ولم يُرِد أبْتَدِئُه، يصِف تهالُكَه على العِلم وأنَّ ليلته تطول عليه لمفارَقَتِه أصحابَه؛ وتشاغُلَه بالفِكْرِ فيه، و”إنْ” هي المُخَفَّفَة من الثقيلة، واللام فاصِلَة بينها وبين النافية.
وفي حديث العجّاج: أنّه دَخَلَ عليه النعمان بن زَرْعَة، فقال له: أمِنْ أهلِ الرَّسِّ والنَّسِّ والرَّهْمَسَة والبَرْجَمَة؛ أو من أهل النجوى والشكوى؛ أو من أهل المَحاشِد والمَخاطِب والمَراتِب؟ فقال: اصلَحَ الله الأمير؛ بل شَرٌّ من ذلك كله أجمَع، فقال: والله لو وَجَدْتَ إلى دَمِكَ فاكَرِشٍ لَشَرِبَتْ البطحاء مِنْكَ. هو مِنْ: رَسَّ بين القوم: إذا أفْسَدَ؛ لأنَّه إثْبات للعداوة، أو مِن: رَسَّ الحديثَ في نفسِه: إذا حدّثها به وأثْبَتَه فيها، أو مِنْ: رَسَّ فلان خَبَرَ القوم: إذا لَقِيَهُم وتعرَّفَ أمورَهُم؛ لأنَّه يُثْبِتْهُ بذلك في معرِفَتِه، وقيل: هو مِن قولِهِم: عِندي رَسٌ من خَبَرٍ: أي ذَرْوٌ منه؛ والمُراد: التعريض بالشَّتْم؛ لأنَّ المُعَرِّضَ بالقَول يأتي ببَعْضِه دونَ كُلِّه.
والرَّسُّ والرَّزُّ: أخَوَانِ.
وقال ابن الأعرابي: الرَّسَّة -بالفتح-: الساريَة المُحْكَمَة.
والرُّسَّة -بالضم-: القَلَنْسُوَة، وأنشَدَ:

أفلَحَ مَن كانت له ثِرْعامَه ورُسَّةٌ يُدْخِلُ فيها هامَهْ

الثِّرْعامَة: المرأة. وقال ابن عبّاد: الأرْسُوْسَة: قَلَنْسُوَة توضَع على الهامَة.
وقال غيرُه: الرُّسّى -مثال قولهم: شاةٌ رُبّى-: الهضبة.

وقال ابن الكَلْبيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَب كِنانة: وَلَدَ عمرو بن الحارِث بن مالِك بن كِنانَة: الفاكِهَ والنَّوَّاحَ -واسْمُه نَصْر- والشُّرْخُمَ وعَبْساً؛ منهم عبد الرحمن بن الرُّماحِسِ بن الرُّسارِس بن السَّكران بن وافِد بن هاجِر بن عُرَيْنَة بن وائلَة بن الفاكِه بن عمرو.
ويقال: هم يَتَرَاسُّوْنَ الخَبَر: أي يَتَسَارُّونَ.
ورَسْرَسَ البعير: أي تمكَّن للنُّهوض. ويُرْوى قول حُمَيد بن ثَوْرٍ -رضي الله عنه- يَصِفُ بعيراً:

ورَسْرَسَ في صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتُهُ وَرَامَ بسَلمى أمْرَه ثم صَمَّمـا

ويُروى: وحَصْحَصَ، وهذه الرواية أكثر وأشهَر، قال أبو عمرو: حَصْحَصَ: حَرَّكَ؛ وقيل: أثَّرَ.
والمُرَاسَّة: المُفاتَحَة. وفي حديث سَلَمَة بن الأكوَع -رضي الله عنه- أنَّه قال: قَدِمْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الحُدَيْبِيَّةَ، فَقَعَد على جَبَاها فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا، ثم انَّ المُشْرِكِيْنَ راسُّوْنا الصُّلْحَ حتى مشى بعضُنا إلى بعضٍ، فاصْطَلَحْنا.
والتركيب يدل على ثباتٍ.

رطس

ابن دريد: الرَّطس: الضَّرب بباطن الكف.
وقال ابن عبّاد: أرْطَسَتْ عليهِ بالحِجارَة: تَطابَقَ بَعْضُها فوق بعض.

رعس

الرَّعْسُ: الارتعاش والانتفاض، قال:

والمَشْرَفيُّ في الأكُفِّ الرُّعَّسِ بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسـي
بالقَلَعِيّاتِ نِطافَ الأنـفُـسِ

وقال أبو عمرو: الرَّعَسَان: تحريك الرأس من الكِبَرِ، وأنشد لِنَبْهان:

أرادوا جَلائي يَوْمَ فَيْدَ وقَرَّبُـوا لحىً ورُؤوساً للشَّهادَة تَرْعَسُ
سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أنَّـنـي أرِيْبٌ بأكنافِ النُّضَيْضِ حَبَلْبَسُ

وقال الفرّاء: رَعَسْتُ في المشْي أرْعَسُ: إذا مَشَيْتُ مَشْيَاً ضعيفاً من إعياءٍ أو غيرِه.
والرَّعُوس: الذي يَرْجُفُ رأسُه من النُّعاس، قال رؤبة:

عَلَوْتُ حينَ يُخْضِعُ الرَّعُـوْسـا أغْيَدُ يَسْقي مَوْتَهُ النَّـعُـوْسـا
من طُوْل تَسْهِيْدِ الكَرى كُؤُوْسا

أرادَ بالأغْيَدِ النَّوْمَ؛ وذلك أنَّه يُلِيْنُ الأعناق حتى تَمِيْلَ.
وناقةٌ رَعُوْسٌ أيضاً: وهي التي يرجِفُ رأسُها مِنَ الكِبَر، والتي تُحَرِّكُ رأسَها إذا عَدَت نشاطاً. وقال ابن عبّاد: ناقَةٌ رَعُوْسٌ: أي سَريعَة رَجْع اليَدَيْن والقوائِم.
ورُمْحٌ رَعْوس ورَعّاس: إذا كان لَدْنَ المَهَزَّةِ عَرّاصاً شديدَ الاضطِرابِ.
والرَّعِيْس: البعير الذي تُشَدُّ يَدُه إلى رِجْلِه، وقيل هو المُضْطَرِب في سَيْرِه.
وقال ابن الأعرابي: المِرْعَسُ -بكسر الميم-: الرَّجُلُ الخَسيسُ القَشّاشُ، والقَشّاشُ الذي يَلتَقِطُ الطعامَ الذي لا خَيْرَ فيه من المزابِل.
وقال ابن عبّاد: ناقَةٌ راعِسَة: أي نشيطة، قال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:

أرى الناسَ قد مالَتْ إلأيكَ طُلاهُمُ ونَصُّوا إليكَ الواسِجاتِ الرَّواعِسا

وأرْعَسَه: أي أرْعَشَه، قال العجّاج يَصِف سيفاً:

يُذري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤتَلـي خُضُمَّةَ الدّارِعِ هَذَّ المُخْتَلـي
سُوْقَ الحَصَادِ بغُرُوْبِ المِنْجَلِ

ويُروى: بإِرعاش -بالشين المُعجَمَة-.
والارْتِعاس: الارْتِعاش والارْتِعاد.
والتركيب يدل على الضَّعْف.

رغس

الرَّغْسُ: النَّعْمَة، والجَمْع: أرْغاس، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:

كالغيثِ يَحْيا في ثَرَاهُ البُـؤّاسْ تَرَاه مَنْضُوراً عليه الأرْغاسْ

البُؤّاس: الفقراء، جمع بائسٍ.
والرَّغْسُ: الخير والنَماء والبَرَكة، يقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ أيضاً:

دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُـدُّوْسـا دُعَاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوْسـا
حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغُوسا

ويقال: هم في مَرْغوسَةٍ مِن أمرِهِم ومَرْجوسَةٍ مِن أمرِهِم ومَرْجوسَاءَ مِن أمرِهِم: أي في اختلاطٍ والتباس.
وقال الليث: امرأةٌ مرغوسَة: أي وَلُوْدٌ.
ورَجُلٌ مَرْغوس: كثير الخَيْر.
ويقال: كانوا قليلاً فَرَغَسَهم الله: أي كَثَّرَهُم وأنماهُم، وكذلك هو في الحَسَب وغيرِه، قال العجّاج:

حتى احْتَضَرْنا بَعْدَ سَيْرٍ حَدْسِ إمامَ رَغْسٍ في نِصَابٍ رَغْسِ
مَلَّكّهُ اللـهُ بـغَـيْر نَـحْـسِ خَليفَةً ساسَ بغَـيْرِ تَـعْـسِ

وكذلك هو في النِّصَاب، وهو الأصل، ويُقال: رَغَسَهُ اللهُ مالاً: أي أكْثَرَ له فيه، قاله الأموي. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّ رجُلاً رَغَسَهُ اللهُ مالاً ووَلَداً؛ حتى ذَهَبَ عَصْرٌ وجاءَ عَصْرٌ، فلمّا حَضَرَتْهُ الوفاةُ قال: أي بَنِيَّ؛ أيَّ أبٍ كُنتُ لكم؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قال: فَهَل أنْتُم مُطِيْعِيَّ. قالوا: نعم، قال: إذا مُتُّ فَحَرِّقُوني -ويُرْوى: فأحرِقوني- حتى تدعوني فحماً -ويروى: حتى إذا صِرْتُ حُمَمَةً- ثم اذْرُوْني في البَحْر -ويروى: ثم اذْرُوا نِصْفَه في البَرِّ ونِصْفَه في البَحْرِّ- لعلّي أضِلُّ اللهَ، فواللهِ لئنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنّي عَذاباً لا يُعَذِّبه أحداً من العالَمِين، فَفَعَلوا ذلك، فأمَرَ اللهُ البَرَّ فَجَمَعَ ما فيه وأمَرَ البَحْرَ فَجَمَعَ ما فيه، فقال: كُنْ، فكانَ، فقال: لِمَ فَعَلْتَ هذا؟ فقال: من خَشْيَتِكِ يا رَبِّ وأنْتَ أعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ له.
وقال ابن عبّاد: يقال: المُرْغِسُ الذي يُنَعِّمُ نَفْسَه.
وعَيْشٌ مُرْغِسٌ ومُرْغَسٌ: أي واسِعٌ.
ويقال: اسْتَرْغَسَ فلانٌ فلانا: أي اسْتَلانَه.
والتركيب يدل على بركة ونماء.

رفس

ابن دريد: الرَّفسُ: رَفْسُ الدابَّة، يقال: رَفَسَ يَرْفِسُ ويَرْفُسُ رَفْساً: وهو الرَّكْضُ بِرِجْلِه، ودابّة رَفُوْس.
وقال الليث: الرَّفْسَ: الصَّدْمَة بالرِّجْلِ في الصَّدْرِ.
وقال ابنُ فارِس: الرِّفَاس: الإباض، وزادَ ابنُ عبّاد: الذي يُشَدُّ به رِجْلُ البعير باركاً إلى وِرْكَيهِ. وقال غيره: يجوز أن يُشْتَقَّ منه الفعل فيقال: رَفَسْتُه بالرِّفَاس كما يقال: أبَضْتُه بالإباض وعَقَلْتُه بالعِقال وعَكَسْتُه بالعِكاس وعَرَسْتُه بالعِراس وَرَكَسْتُه بالرِكاس وحجَزْتُه بالحِجاز وسَنَفْتُهُ بالسِناف وَكَعَمْتُه بالكِعام وحجَمْتُهُ بالحِجام وَسَفَرْتُهُ بالسِّفار وخَطَمْتُهُ بالخِطام وزَمَمْتُهُ بالزِمَام وكَمَمْتُهُ بالكِمام وخَشَشْتُهُ بالخِشاش وَعَرَنْتُهُ بالعِران وهَجَرْتُهُ بالهِجار وَرَفَقْتُهُ بالرِّفاق.
وقال ابن دريد: يقولون عند البيع: بَرِئْتُ إلَيْكَ من الرُّفَاس أي من رَفس الدابَّة.

رقس

مَرْقَسٌ- مثال مَرْثَد-: شاعِر.
ومَرْقَسٌ: لَقَبٌ.
وقال الآمِدِيّ: مَرْقَسٌ -بفتح الميم والقاف والسين غير مُعجَمَة-: طائيٌّ، أَحَد بني معَن بن عَتُود، شاعِر، ثم أحَدُ بَني حُيَيِّ بن مَعْن، واسمه عبد الرحمن، القائل في أُرْجوزَةٍ:

تَقَارَعَتْ مَعْنٌ قِراعاً صُلْـبـا قِرَاعَ قَوْمٍ يُحْسِنونَ الضَّرْبـا
تَرى لدى الرَّوْع الغُلامَ الشَّطْبا إذا أحَسَّ وَجَعاً أو كَـرْبـا
دَنا فَـمـا يَزْدادُ إلاّ قُـرْبـا تَمَرُّسَ الجَرْباءِ لاقَتْ جُرْبا

فإن كانَ وزنُهُ مَفْعَلاً فهذا موضِعُ ذِكرِهِ، وإن كان فَعْلَلاً فتركيب م ر ق س.

ركس

الرَّكْسُ: رَدُّ الشيءِ مقلوباً. وقال الليث: الرَّكْس: قَلْبُ الشيءِ على رأسِهِ ورَدُّ أوَّلِه على آخِرِه.
والرِّكْس -بالكسر-: الرِّجْس. ومنه حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: أتى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- الغائطَ، فأمَرَني أن آتيهِ بثلاثَةَ أحجارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَين والْتَمَسْتُ الثالِثَ فلم أجِده، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتيتُه بها، فأخَذَ الحجَرَين وألقى الرَّوْثَةَ وقال: إنَّها رِكْس. سُمِّيَ رِكْساً لأنَّه رُكِسَ من حالٍ إلى حال، وهو فِعْلٌ بمعنى مَفْعول، كما أنَّ الرَّجِيْع من رَجَعْتُه.
والرِّكْس -أيضاً-: الكثير من الناس.
وقال الليث: الرّاكِس: الثور الذي يكون في وَسَطِ البَيْدَرِ حينَ يُدَاس؛ والثِّيران حَوَالَيهِ فهو يَرْتَكِس مَكَانَه، وإن كانت بَقَرَة فهي راكِسَة.
وراكِس: وادٍ، قال النابغة الذبياني:

وَعِيْدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنْهِهِ أتاني ودُوني راكِسٌ فالضَّوَاجِعُ

وقال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:

أرى النِّيلَ يَسقي أهْلَ مِصْرَ وجاوَزَتْ مواهِبُ كَفَّيْكَ الجَريْبَ فَرَاكِـسـا

وقال العبّاس بن مِرداس -رضي الله عنه-:

لأسْماءَ رَسْمٌ أصْبَحَ اليَوْمَ دارِسا وأقفَرَ إلاّ رَحْرَحانَ فَراكِسا

والرَّكُوْسِيَّة: فِرقة بين النصارى والصّابئين. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّه أتاه عَدِيّ بن حاتِم -رضي الله عنه- فَعَرَضَ عليه الإسلامَ، فقال له عَدِي إنّي من دِيْنٍ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: انَّكَ تأكُلُ المِرْباعَ وهو لا يَحِلُّ لك، إنك من أهلٍ دينٍ يقال لهم الرَّكْوسِيَّة. “من دِيْنٍ”: أي من أهلِ دين.
وقال ابن عبّاد: الرِّكَاسُ: حَبْلٌ يُشَدُّ في خَطْم الجَمَل إلى رُسْغ يَدِه، فَيُضَيِّق عليه؛ فيبقى رأسُه مُعَلَّقَاً لِيَذِلَّ.
قال: والرَّكّاسَة -وقيل: الرِّكَاسَة-: وهي ما أُدخِلَ في الأرض كأنَّه الآخِيَّة على الآري.
وقوله تعالى: (واللهُ أرْكَسَهم) أي نَكَّسَهم ورَدَّهُم في كُفْرِهِم.
وقال ابن الأعرابي: أرْكَسَتِ الجارِيَة: إذا طَلَعَ ثَدْيُها؛ فإذا اجتَمَعَ وضَخُمَ فقد نَهَدَ.
وارْتَكَسَ فلان في أمر كان قد نَجا منه: أي انْتَكَسَ وَوَقَعَ.
وارْتَكَسَ -أيضاً-: ازْدَحَمَ. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: يأتي على الناس زمان خَيْرُ المالِ فيه غَنَم تأكُلُ من الشَّجَرِ وتَرِدُ الماءَ، يأكُلُ صاحِبُها من لُحُومِها ويَشْرَبُ من ألبانِها ويَلْبَسُ من أصوافِها، والفِتَنْ تَرْتَكِسُ بينَ جَراثيم العَرَب. أي تَزْدَحِم.
والتركيب يدل على قَلْبِ الشَيء على رأسِه ورَدّش أوَّلِه على آخِرِه.

رمحس

أبو عمرو: الرُّماحِسُ والرُّحامِسُ والحُمارِسُ والقُدَاحِسُ: كل ذلك نعت الشجاع والجريء. وقال ابن الأعرابي كذلك.
ورُماحِسُ: من الأعلام، وهو الرُّماحِسُ بن عبد العُزّى بن الرُّماحِسُ بن الرُّسارِس، كان على شُرطة مَروان بن محمد.
والرُّماحِسُ: الأسد.

رمس

رَمَسْتُ عليه الخَبَرَ أرْمُسُه -بالضم- رَمْساً: كَتَمْتُه، قال لقيط بن زُرارَة في ابْنَتِه دَخْتَنَوْس وقُتِلَ يَوْمَ جَبَلَة:

يا لَيتَ شِعري عنكِ دَخْتَنَوْسُ إذا أتاكِ الخَبَرُ المَرْموسُ
أتَحْلِقُ القرونَ أم تَـمـيس لا بَل تَميسُ إنَّها عَـروسُ

فَجَزَّت قُرونها حينَ بَلَغَها مَهْلِكُ أبيها.
وقال ابن دريد: الرَّمْس: مصدرُ رَمَسْتُه أرْمُسُه رَمْساً: إذا دَفَنْتَه، وبه سُمِّيَت الرياح رَوَامِس، لأنَّها تَرْمُسُ الآثارَ أي تَدفِنُها، ثم كَثُرَ ذلك في كلامِهِم؛ فسُمِّيَ القبرُ رَمْساً، والجمع أرماس ورُمُوْس.
وروي أنَّ عُبَيد بن سارِيَة قَدِمَ على معاوية -رضي الله عنه، وكان عَبَيد قد عُمِّرَ ثلاثمائة سنة- فسألَهُ عن أشياء فقال: أعجَبُ ما رَأيتُه أنّي نَزَلتُ بحَيٍ من قُضاعَة، فَخَرَجوا بِجنازَةِ رَجُلٍ من عُذرة يقال له حُرَيث بن جَبَلَة، فَخَرَجْتُ معهم، حتى إذا وارَوه انْتَبَذْتُ جانِباً من القومِ وعَيْنَايَ تَذْرِفانِ، ثمَّ تَمَثَّلْتُ بأبيات شِعْرٍ كُنتُ رُوِّيْتُها قبل ذلك:

يا قَلْبُ انَّكَ من أسْمَاءَ مَـغْـرورُ اذْكُرْ وهَل يَنْفَعَنْكَ اليومَ تَذكـيرُ
قد بُحْتَ بالحُبِّ ما تُخفيه من أحدٍ حتى جَرَت بكَ إطلاقاً مَحاضيرُ
تَبغي أُمُوراً فما تَدري أعاجِلُهـا خَيْرٌ لنفسِكَ أمْ ما فيهِ تـأخـيرُ
فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيراً وارْضَـيَنَّ بـهِ فَبينَما العُسْرُ إذا دارَت مَيَاسـيرُ
وبينما المَرْءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطـاً إذا هوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأعاصيرُ
يبكي الغَريبُ عليهِ ليسَ يَعْرِفُـهُ وذو قَرابَتِهِ في الحَيِّ مَسـرورُ
حتى كأن لم يكـن إلاّ تَـذَكُّـرُهُ والدَّهْرُ أيَّمـا حـالٍ دَهـارِيْرُ

فقال رجل إلى جَنبي يَسْمَعُ ما أقول: يا عبد اللهِ من قائِلُ هذه الأبيات؟ قلتُ: والذي أحلِفُ بِهِ ما أدري؛ قد رُوِّيْتُها مُنذُ زمانٍ، قال: قائلها هذا الذي دَفَناه آنِفاً؛ وانَّ هذا ذو قرابَتِهِ أسَرّ النّاسَ بِمَوتِهِ وانَّكَ الغريبُ الذي وَصَفَ تبكي عليه. فَعَجِبْتُ لِما ذَكَرَ في شِعرِهِ والدي صارَ إليه من قولِه، كأنَّه كان يَنظُرُ إلى قَبْرِه، فقُلتُ: إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ. وأنشَدَ المَرْزُبانيُّ الأبياتَ في رِواية أبي عُيَيْنَهَ المُهَلَّبي، ورَواها غيرُه لعُشٍ العُذْريِّ.
والرَّمْسُ -أيضاً-: تُراب القَبْرِ، وهو في الأصل مَصدَر.
والمَرمَس: موضع القبر، قال:

خَفْضٍ مَرْمَسي أو فـي يَفَـاعٍ تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري

وقال ابن دريد: المَرْمَس: القبر بعينه، وأنشد:

وخَليلي في مَرْمَسٍ مدفونُ

وقال ابنُ شُمَيل: إذا كان القبر مدموماً مع الأرض فهو الرَّمْس، أي مُستَوياُ مع وجه الأرض، فإذا رُفِعَ عن وجه الأرض في السماء فلا يقال له رَمْس.
وقال ابن دريد: الرياح الرَّوامِس والرّامِسات: دوافِن الآثار، يقال: رَمَسَتِ الرِّياح الآثار: إذا دَفَنَتها، قال ذو الرُّمَّة:

ألَم تَسألِ اليومَ الـرُّسُـوم الـدَّوارِس بِحُزْوى وهل تَدري القِفَارُ البَسابِس
متى العَهْدُ مِمَّن حَلَّها أو كم انقضـى من الدَّهرِ مُذْ جَرَّت عليها الرَّوامِس

وقال النابغة الذبياني:

كأنَّ مَجَرّ الرّامِساتِ ذُيُولُها عليهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِع

وقال ابن شُمَيل: الرَّوامِس: الطَّير التي تطيرُ بالليل، قال: وكلُّ دابَّةٍ تخرُجُ بالليل فهيَ رامِسٌ تَرْمُسُ الآثار كما يُرْمَسُ المَيِّت.
وفي حديث الضّحّاك: ارمسوا قبري رَمْسا. والمعنى: النّضهي عن تشهيرِ قبرِه بالرَّفع والتَّسنيم.
وقال ابن عبّاد: الرَّمس: الرمي. يقال: رَمَسْتُه بحجر إذا رَمَيتَه به.
والتَّرْمُسُ: وادٍ لِبَني أُسَيِّد، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ:

وكأنَّ أرْحُلَنا بِوَهْدٍ مُـعْـشِـبِ بِمَنَا عُنَيْزَةَ من مَفِيْضِ التَّرْمُسِ

والارتِماس: الاغتِماس، ومنه حديث عامِر بن شَرَاحيل الشَّعبِيّ: إذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماءِ أجْزَأهُ عن الغُسْل من الجَنَابَة. وعنه أيضاً: أنَّه كَرِهَ للصّائِم أن يَرْتَمِسَ.
والتركيب يدل على تغطية وسَتْر.

رمنس

المنذر بن رومانِس: شاعِر من كَلْب بن وَبَرَة، ورومانِس أُمُّه وأُمُّ النعمان بن المنذر هما أخَوانِ لأُمٍ.

روس

ابن دريد: الرَّوْس: مَصدَر راسَ يروسُ رَوْساً: إذا مشى متبختِراً، وراسَ يَريسُ رَيْساً أيضاً.
وبنو رائِس: بطنٌ من العرب.
قال والرَّوْس: فِعلٌ مُمَاتُ يقال: راسَ السَّيل الغُثاءَ يَرُوسُه رَوْساً: إذا جَمَعَه واحْتَمَلَه.
وقال ابن الأعرابي: راسَ يروسُ رَوْساً: إذا أكَلَ وجَوَّدَ. قال: والرَّوْسُ: الكل الكثير.
وقال ابن عبّاد: انَّه لَرَوْسُ سَوْءٍ: أي رجُلُ سَوْءٍ.
ورُوَيْس -مصغّراً، واسْمُه محمد بن المتوكِّل-: من القُرّاء، من رواة يعقوب بن اسحاق الحَضْرَميِّ.
ورَوْس: أُمَّةٌ من الأُمَم، بِلادَهم مُتاخِمَة للصَّقالِبَة والتُّرْكِ.
واسْتَراسَ: أي اسْتَطْعَمَ، قال أبو حِزام غالب بن الحارث العُكْلي:

إتِّئاباً مِن ابنِ سِـيْدٍ أُوَيْسٍ إذْ تَأرّى عَدوْفَنا مُسْتَرِيْسا

رهس

ابن دريد: الرَّهْس: الوطء الشديد؛ مِثل الوَهْسِ سَوَاء، يقال: رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً، أخْبَرَ بِه أبو مالِك عن العرب.
وقال ابن فارس: الرَّهْوَس -مثال جَرْوَل-: الأكول.
وارْتَهَسَ الوادي: إذا امتلأَ ماءً.
وارْتَهَس رِجْلا الدّابَّة وارْتَهَشَت إذا اصْتَكَّتا وضَرَبَ بعضُهما بعضاً.
وارْتَهَسَ الجَرادُ: رَكِبَ بَعضُهُ بعضاً كَثْرَةً.

وارْتَهَسَ القوم: إذا ازدَحَموا. ومنه حديث عُبادَة بن الصامت وأخيه عبد الله -رضي الله عنه-: يوشِكُ أن يكونَ خيرُ مالِ المسلم شاءً بين مَكَّةَ والمدينة، ترعى فوق رؤوس الظِّرَابِ، وتأكُلُ من وَرَقِ القِتادِ والبَشَام، يأكل أهلها من لُحمانِها، ويَشرَبون من ألبانِها، وجراثيم العرب تَرْتَهِسُ: أي هي كثيرة الزِّحام، ورأساً يَرْتَهِس: أي هو كثير الدَّوابِّ، قال:

قد طَرَّقَتْ بِجَنِيْنٍ نِصْفُهُ فَـرَسُ إنَّ الدَّواهِيَ في الآفاقِ تَرْتَهِسُ

ويروى: “تَرْتَهِشُ” بالشين المُعْجَمَة.
وتَرَهَّسَ: أي تَمَخَّضَ وتَحَرَّكَ، قال العجّاج:

غَضْباً إذا دِماغُهُ تَرَهَّسـا وحَكَّ أنْياباً وخُضْراً فُؤَّسا

الغَضْبُ: الغليظ، ومنه يقال للرجل إذا جُدِّرَ جُدَرِيّاً كثيراً دَخَلَ بعضه في بعضٍ: أصبَحَ جِلْدُه غضبَةً واحِدَة، وفُؤَّسٌ: قُطَّعٌ -فُعَّلٌ؛ من الفأسِ-، وخُضْراً: يعني أضراسَه قد قَدُمَتْ واخْضَرَّتْ.
وقال ابن عبّاد: تَرَهَّسَ القوم: أي اضْطَرَبوا.
والتركيب يدل على الامْتِلاء والكَثْرَة وعلى الوَطْءِ.

رهمس

الرَّهْمَسَةُ والرَّهسَمَةُ والدَّهْمَسَةُ: السِّرَارُ. وأمر مُرَهْمَس: أي مستور لا يُفْصَح به كُلِّه، والحُجَّة من حديث الحجّاج ذُكِرَت في تركيب ر س س.
وقال ابن عبّاد: الرَّهْمَسَةُ: التعريض بالشَّتْم.

ريس

ابن دريد: راسَ يَريسُ رَيْساً -وزاد غيرُه: رَيَسَاناً-: إذا مشى مُتَبَخْتِراً، مِثْل راسَ يروسُ رَوْساً، قال أبو زُبَسد حَرْمَلَة بن المُنذر الطّائيّ يصِف أسَداً:

فَلَمّا أنْ رَآهُمْ قد تَـوَافَـوْا تَقَدّى وَسْطَ أرْحُلِهِمْ يَرِيْسُ

ورَيْسُوْنُ: قرية من قرى الأُردُن.
وقال ابن عبّاد: الرَّيْسُ: الضَّبْطُ للشَّيء والغَلَبَة له. وهو يَرِيْسُهم: أي يَعْتَلي عليهم.
وذَكَرَ ابنُ فارِس رِئاسَ السَّيْفِ في هذا التَّرْكيب، وموضِع ذِكْرِه تركيب رَأس، وقد ذَكَرْتُه فيه.

ربط

ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً -والضمّ عن الأخفش-: أي شدَدْته. والموضعُ: مربطّ ومربطّ -بكسر الباء وفتحها-، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني

لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ

وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ.
ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه:

رابطِ الجأش على فرجهـمِ أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ

وقال عمرو بن أحمر الباهلي:

ولن ترى مثـلـي ذا شـيبةٍ أعْلم ما ينفعُ ممـاّ يضـرّ
أرْبطَ جأشاً عن ذرى قومـهِ إذْ قلصتْ عما تواري الأزر

وقوله تعالى: (لولا أن ربطنا على قلبها).
الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى: (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا) أي ألهمناهم الصبر.
والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ.
ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ.
والربيط -أيضاً-: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ -وكان لا يعيشُ لها ولد- لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادماً للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ.
والربيط: البسرُ المودُوْن. وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر. وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل.
ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار.
ومربوط: من قرى الإسكندرية.
ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ.
ويقال: خلف فلان بالثغر جيشاً رابطةً. وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ.
والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ.
والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ:

تموَتُ طَواراً وتَحْيا في أسِرتّها كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ

وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهوداً.
والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ:

وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ أبينْ فما يفلحنْ يوم رهـانِ

ورواية ابن دريدٍ: “جرينْ فلم يفلْحنْ”. ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله.
والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ.
وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً. وقوله تعالى: (وصابروا وربطوا) قال الأزهري: في قوله تعالى: (ورابطوا) قولانِ: أحدهما ?أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل-، والثاني ما قال رسول الله ?صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق:

إذا آباؤنـا وأبـوك عـدوا أبان المقرفات من العرَابِ
فأوْرثك العلاة وأوْرثـونـا رِباطَ الخيلْ أفْنية القبـاِبِ

وقال آخر:

قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْـا

وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى: (ورابطوا): هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها.
وتقول:فلان يرتبطُ كذا كذا رأساً من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرساً: إذا اتخذَه للرباطّ.
وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ.
والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ.

رثط

في النوادر: رثط في قعودهِ: إذا ثبتَ في بيتهِ ولزِمهَ. وقال الخارزْننحي: رثطوطاً وأرثطَ، قال: والإثاطُ في القعدةَ: أن يقع كل شيءٍ من سفلتهِ بالأرْض، قال: والمرثط: المسْترْخي في قعودهِ وركُوبه.
رسط: الأزهريّ: أهل الشامِ يسمونَ الخمرَ الرساّطون؛ وسائرُ العربِ لا يعْرفون ذلك، قال: وأراها روميةّ دخلت في كلام من جاورهمُ من أهلِ الشامّ.

رطط

ابن دريدٍ: ذكرَ عن أبي مالك أنه قال: اللرطراطُ: الماءُ الذي أسْأرتهْ الإبل في الحياض نحوُ الرجرْجِ؛ وهو الماءُ الذي يخيرُ، قال: ولم يعرِفهْ أصحابنا.
وقال غيره: الرطيط: الجلبة والصياحُ.
والرطيطُ: الأحْمق، والجمعُ: رطاطّ ورطائطُ، قال:

أرِطوا فقد أقْلَقتْـم حـلـقـاتـكـمْ عسى أن تفوزوا أن تكونوا رَطائطا

يقول: اضطرب أمركمْ من بابِ الجدّ والعقلْ فَتحامقوا عسى أن تفوزوا. وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: رطْ: إذا أمرتهَ أن يتحامقَ معَ الحمقى.
والرطّ: موضعّ بين رامهرمز وأرْجانَ؛ وهو بين الأهوازِ وفارسِ.
وأرطّ: أي حمقَ.
وأرَط في مقعدهِ: إذا ألح ولم يبرحْ. ويقال للذّي لا يأتي ما عنده إلا بالإبطاء: أرطّ فانكّ ذو رِطاطٍ.
واسْترْططتُ فلاناً: أي اسْتِحْمقهَ.
وقال ابن فارسٍ: في هذا التركيب نظرّ.

رغط

ابن دريدٍ: رغاطّ -بالضمّ- موْضعّ.

رقط

الرقط: النقطُ، قال رؤبة:

كالحية المجتابِ بالأرْقاطِ

والرقطةُ: سواد يشوبهْ نقط بياضِ. والأرْقطُ من الغنم: مثلُ الأبغثِ.
وحميد الأرْقط: راجزّ، قال ابن الأعرابي: قيل له الأرْقط لآثارٍ كانت بوجههْ، وهو حميدُ بن مالكٍ أحد بني كعيبُ بن ربيعْة بن مالك بن زَيد مناةَ بن تميمٍ، وعاصرَ العجاجَ.
والأرَقطُ: النمرُ، قال الشنفرى ولي دونكم أهلونْ سيدّ عملسّ وأرْقطُ زهلولّ وعرفاءُ جبالُ وعبدُ الله بن أريِقطَ الليثيّ: دَليلُ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- زمنَ الهجر، وقال ابن دريدٍ: كان عبيد الله بن زياد أرقطّ شديدَ الرقطةّ فاحشَها، قال: والرقطاءُ: لقبُ الهيلاليةِ التي كانت فيها قصةُ المغيرة.
ويقال: دجاجةّ رقطاءُ: أي مبرقشةّ.
وثريدةّ رقطاءُ: من الزيتِ والسمنْ.
وفي حديث حُذيفْة بن اليمان -رضي الله عنهما-: لتكونن فيكم أيتها الأمة أربع فتنٍ: الرقطاءُ والمظلمةُ وفلانة، يعنْي أنها لا تكون بالغةَ في الشرّ والابتلاء مبلغَ المظلمةِ.
ورقيط -مصغراً-: من الأعْلام.
وأرْقطتِ الشاةُ الِقْطاطاً: صارتْ رقطاءَ.
وأرْقاطّ العرفجُ: إذا خرج ورقة وذلك قبل أن يدْبي.
ويقال: ترقط ثوبهُ: إذا ترشش عليه مدادّ أو غيرهُ فصار فيه نقطّ.
والتركيب يدل على اختلاطِ لونٍ بلونٍ.

رمط

ابن دريدٍ: الرمط: مصدرُ رمطتُ الرجلَ أرْمطه -بالكسر- رمطاً: إذا عبته أو طغت فيه.
وقال الليث: الرمط: مجمع العرفط ونحوه من شجر العضاه كالغيضةِ، وقال الأزْهري: هو تصحيف؛ قال: والذي سمعه من العربَ يقال للحرجةِ الملتفة من السدرْ: عيص سدرٍ ورهط سدرٍ ?بالهاء- قال: وأخبرني الإبادي عن شمرٍ عن ابن الأعرابي قال: يقال: فرش من عرفطٍ وأيكةَ من أثلٍ ورهط من عشرٍ وجفجفّ من رمثٍ، وهو بالهاء لا غير، ومن رواه بالميم فقد صحف. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وتبع الليث على التصحيف ابن عبادٍ والعزيزيّ.

روط

ابن عبادٍ: الروط: مصدر راط يروْطُ وهو تعفقُ الوحشْيٍ بالأكمة. قال: والروطّ: الوادي وهو معربُ رودْ بالفارسيةّ.
ورطْة: من أعمالْ سرقطةَ بالأنْدُلس.
رهط: رهط الرجلِ: قومهُ وقبيلته، يقال: هم رهطه دنية.
والرهط: مادونَ العشرِة من الرجال لا تكونُ فيهم امرأة، قال الله تعالى: (وكان في المدينةِ تْسعَة رَهطٍ) فجمعَ ما ليس لهم واحد من لَفظهمِ مثلُ ذَودٍ، وقال بعضهم: الرهطُ عند العربِ: عدد يجمع من سَبعةٍ إلى عشرةٍ، قال ابن دريدٍ: وربما جاوز ذلك قليلً، وما دون السبعةِ الثلاثةِ النفرُ، وقد يحركُ فيقال: الرهط والجمع أرْهطَ، وأنشدَ الأصمعي:

وفاضحٍ مفتضحٍ في أرْهُطهِ وكذلك أرْهاطّ، وأرأهطُ؛ كأنهّ جمعُ أرْهطٍ،

وأراهيط، قال سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة:

يُبؤس لـلـحـرب الـتـي وضَعَتْ أراهط فاسْتراحوا

وأنشد ابن دريد:

أراهُط من بني عمرو بن جرمٍ لهم نَسَبُ إذا نُسبُـوا كـريم

ورهْطُ ورهُوْطُ: موضعان، قال تأبط شراً:

نَجَوتُ منها نَجائي من بَجْـيلَةَ إذ ألْقَيْتُ لَيْلَة خبْتَ الرَّهْط أرواقي

وقال أبو قلابة الهذلي:

يادار أعرفُها وحشاً منازِلُها بين القوائم من رهطٍ فألْبانِ

القوائم: موضع، وألبان: بلَدُ.
وقال ابن دريد: الرَّهْط: إزارُ يتخذ من أدمٍ وتشقق جوانبه من أسافله ليمكن المشي فيه يلبسه الصبيان والحيض، قال أبو المثلم الخناعي الهذلي يخاطب عامر بن العجلان:

متى ما أشأ غير زَهْوِ الملُوك أجعلْكَ رهطاً على حُيَّض

ويجمع الرهط رِهاطاً -بالكسر- وقال ابن شميل: الرهاط: جلود تشقق سيوراً، واحدها رهط، وأنشد للمتنخل الهذلي:

بضَربٍ في الجماجم ذي فُرُوْغٍ وطَعْنٍ مثل تَعْطيط الرَّهاط

وكانوا في الجاهلية يطوف الرجال عراة والنساء في رهاط.
وقال أبو الهيثم: الرَّهْطُ: عظم اللقم.
ومرج راهطٍ: موضع بالشام شرقي غوطة دمشق كانت به وقعة بين قيس وتغلب، قال زفر بن الحارث الكلابي:

لعَمري لقد أبْقَتْ وقِيعَةُ راهطٍ لَمرْوان صدْعاً بَيْنَنا مُتنـائيا

يعني مروان بن الحكم بن أبي العاص.
وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر ابن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان:

أبوك غَداةَ المْرج أوْرثَـكَ الـعُـلـى وخاضَ الوَغى إذْ سال بالموْتِ راهطهْ

والرَّهْطى -مثال فرخى-:طائر. وذو مراهط: موضع، وأنشد الأزهري:

كم خَلَّفتْ بِلَبْلها مـن حـائط وذَعْذعَتْ أخْفافها من غائط
منذُ قَطًعْنا بطن ذي مّرّاهِطِ يَقُوْدُها كُلُّ سنَـامٍ عـائط

لم يدم دفاها من الضواغط والرهطة -مثال تودةٍ- والراهطاء: من جحرة اليربوع التي يخرج منها التراب.
وقال ابن عباد: الرهط: العدو.
ورجلُ تُرهُوط: كثير الأكل.
ورُهاُط -بالضم-: موضع قرب مكة -حرسها الله تعالى-: ببلاد هذيل؛ وهو على ثلاث ليال من مكة لثقيف، وهو نجدي من بلاد بني هلال قال أبو ذؤيبٍ يصف الحمول:

هَبَطْنَ بَطْن رُهاطٍ واعْتَصَبنْ كمـا يسْقي الجُذُوْع خلال الدُّوْر نضاحُ

وقال أبو عمرو: الرهاط -بالكسر-: متاع البيت الطنافس والأنماط والوسائد والفرش والبسط.
وقال الليثي: رهطة: ركايا بالهندِ معربةُ يستقى منها بالثيران. قال الصغانيّ مؤُلف هذا الكتاب: أماّ أرضُ الهندِ فأنا ابن بجدْتها وطلاعُ أنجدتهاِ وليستْ بها هذه الركايا، وانما الدوْلابُ يسمى بالهنديةّ: أرْهتْ، فسمعِ بعضُ السفرِ المستْعْربين المترددينَ إلى تلك البلاد يقولون: أرهتْ فقال: أرهطْ -بالطاء- فغيرهاّ، وليس في كلامهمِ طاءُ، ولا ينبئكَ مثلُ خَبيرٍ.
قال: والترهْيطُ: عظمِ اللقمّ وشدِةُ الأكلُ والدهْورةُ، وأنشدَْ:

يا أيها الأكِلُ ذو الترْهْيطِ

وقال ابن عبادٍ: رهطَ الرّجلُ: إذا لزمِ ظهرَ المطيةِ فلم ينزلْ، وكذلك إذا لزمِ جوفْ منزِله فلم يخرجْ.
ورجلّ مرهطُ الوَجْهِ: أي مهبجهُ.
ويقال: نحنُ ذَوو ارْتهاطٍ: أي ذَووْ أرْهطٍ؛ أي مجتمعون، وقال أنس بن سيْرين: أفضتُ مع ابن عمر -رضي الله عنهما- من عرفات حتّى أتى جمعاً فأناخَ نَجيبتهْ فَجعلها قبلة فَصلى المغربَ والعشاءَ جميعاً؛ ثم رقدَ، فقلناْ لغلامهِ: إذا اسْتيقظَ فأيقْطناَ؛ فأيقظناَ ونحنُ ارْتهاطّ. والتركيبُ يدلّ على تجمعّ في النّاسِ وغيرِهم.

ريط

الرَّيطةُ: المُلاَءةُ إذا كانت واحدةً ولم تكن لفقْينِ، والجمعُ ريطّ، قال سلِمي بن ربيعة:

والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في الريِطْ والمذهبِ المصونِ

وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ- رضي الله عنهما- فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها. وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:

كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.

وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ -رضي الله عنهما-: لهما صُحبةُ. وقال لبيدّ رضي الله عنه:

يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً أشباهَ جنّ عليها الريطُ والأزُرُ

وقال امرؤ القيس:

وقد أذْعَرُ الوحْشِ الرتاعَ بفقـرةٍ وقد أجتْلي بيضْ الخدور الرّوائقا
نواعمِ تجْلو عن مـتـوُنٍ نـقِـيةٍ عبيراً وريطاً جاسداً وشقـائقـا

وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم “رائطةُ” في أسْماء النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- كلتاهما بالألف.
وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ -رضي الله عنه-: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ.
وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.

لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَـيبـوسِ فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ

وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:

فإماّ تُعرِضـنَّ أمَـيْمَ عّـنّـي ويَنْزغْكِ الوُشاةُ اولو النّـبـاطِ
فَحُورٍ قد هَـوتُ بـهـنَّ عـيِْنٍ نَواعمِ في المرُوْطِ وفي الرّياطِ
هوَْتُ بنّ إذ مَـلـقـي مَـلـيحّ وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

ورِياطّ: من الأعلام، قال:

صُبَّعلى آل أبـي رِياطِ ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ

ربغ

أبو عمرو: رَبَغَ القوم في النعيم: إذا أقاموا فيه. وعيش رابِغ: أي ناعم. وربيع رابغ: أي مُخْصبٌ.
وقال أبو سعيد: الرّابِغ الذي يُقيم على أمر ممكن له.
ورابغ: واد بين الحرمين الشريفين ?زادَهما الله شرفاً-.
وقال ابن الأعرابي: الرَّبْغ: الرّيّ.
وقال ابن دريد: الرَّبْغُ ?بالفتح-: التُّراب المُدقَّق، مثل الرَّفغِ، سواء.
والأرْبَغُ: موضع معروف.
قال: والأرْبَغُ ?أيضاً-: الكثير من كل شيء، والاسم: الرَّبَاغَة.
واليَرْبَغ ?مثال يَرْمَع-: موضِع معروف،قَال رؤبة:

فاعْسِفُ بِنَاجٍ كالرَّباعي المُشْتَغي بِصُلْبِ رَهْبي أوْ جِمَادِ اليَرْبَغِ

المُشْتَغي: الذي قد همّ أن يُلقي رباعيته ذا شخَصَت ونَغَضت، وأراد البُزُول.
وقال الصمعي: اليَرْبَغُ لا يُعرف.
وقال ابن عبّاد: الرَّبَغ: سعة العيش.
قال: وأخذْت الشيء بِرَبَغِه: أي بِجِد ثانه؛ أي قبل أن يَفوت.
والرَّبغ من الرجال: الفاجر الماجن.
وأرْبَغَ فلان إبِله: إذا تركها ترد الماء كيف شاءت من غير وقت، يقال: تُرِكت إبلُهم هَمَلاً مُرْبغاً.

رثغ

الليث: الرَّثَغُ ?بالتحريك-: لغة في اللَّثَغ.

ردغ

الرَّدَغَة والرَّدْغَةُ -بالتحريك والتسكين-: الماء والطين والوحل الشديد، والجمع رَدْغُ ورَدَغٌ ورِدَاغ. وفي حديث حسّان بن عطية: من قفا مُؤمناً بما ليس فيه وقفَه الله في رَدْغَة الخبال حتى يَجيء بالمخرج منه. ردْغَة الخَبال: عُصارة أهل النار.
وقال أبو زيد: هي الرَّدَغة، وقد جاء رَدْغَة، قال: وجاءَ في مثل من المُعاياة قالوا: ضَأن بذي تُنَاتِضَةٍ تَقطع ردْغَة في هذه وَحْدها ولا يُسكِّنونها في غيرها. ومكان رَدِغ: كثير الرَّدَغَةِ.
وقال ابن الأعرابي: الرَّدِيعُ والرَّدِيغُ: الصَّرِيْع.
وقال غيره: الرَّدِيْغُ: الأحمق.
وقال أبو عمرو: المَرَادِغ: ما بين العُنق إلى الترقوة، واحدتها: مَرْدَغَةٌ.
وفي حديث الشعبي: دَخلت على مُصْعَب لن الزُّبير فدَنوت منه حتى وقعت يدي على مَرَادِغِه.
وقال النَّضْر: إذا سَمن البعير كانت له مَرَادِغ في بَطنه وعلى فروع كَتِفيه، وذلك أن الشحم يتراكب عليها كالأرانب الجُثوم، وإذا لم تكن سمينة فلا مَرْدَغَةَ هناك، يقال: إن ناقتك ذاة مَرَادِغ وإن جَمَلك ذو مَرَادِغ.
وقال ابن الأعرابي: المَرْدَغَةُ: اللحمة التي بين وابِلَة الكَتيف وجناجن الصدر.
قال: والمَرْدَغة: الروضة البَهِيّة.
وقال ابن عبّاد: مَرَادِغ السَّنام: ما لَحِق بالمانَة من شحم.
واْتَدَغ الرجل: إذا وقع في الرَّداغِ.
والتركيب يدل على استرخاء واضطراب، وقد شذّ عن هذا التركيب المَرادِغ بوجُوهها.

رزغ

الرَّزَغَة ?بالتحريك-: الوَحَل، والجَمْع رَزَغ، وفي حديث عبد الرحمن بن سَمُرَة ?رضي الله عنه- أنهقَال في يوم جمعة: ما خطب أميركم؟ فقال له عمار بن أبي عمار: أما جَمَّعْت؟ فقال: مَنَعناها هذا الرَّزَغ.

والرَّزِغُ: المُرتَطِم.
وأرْزَغَ المطر الأرض: إذا بلّها وبالغ ولم يُسِلْ،قَال طَرَفة بن العبد يهجو عبد عمرو بن بِشر بن عمرو بن مَرْثَد:

وأنْتَ على الأدْنى شَمَـالٌ عَـرِيَّةٌ شَآمِيَةٌ تَزْوي الوُجُـوْهَ بَـلِـيْلُ
وأنْتَ على الأقْصى صَبَاً غَيْرُ قَرَّةٍ تَذاءَبُ منها مُـرْزِغٌ ومُـسِـيْلُ

يقول: أنت للبُعَدَاء كالصَّبا تَسوق السحاب من كل وجه فيكون منها مطر مُرْزِغ ومطر مُسيْل؛ وهو الذي يُسيْل الودية والتَّلاَع، فمن رواه: تَذاءَب ?بالفتح- جعله للمُرْزِغِ، ومنّ رَفَع جعله للصِّبا، ثمقال: منها مُرْزِغ ومنها مُسيل.
وقال أبو زيد: أرْزَغَ فيَّ فلان: إذا أكثر من أذاك وأنت ساكِت.
وأرْزَغَ في الرج: إذا احتقره واستضعفه،قَال رؤبة:

إذا البَلايا انْتَبْـنَـه لـم يَصْـدَغِ شَيْئاً وأعْطى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ

ويقال: احتَفر القوم حتى أرْزَغوا: أي حتى بَلَغوا الطين الرطب.
وقال ابن عبّاد: أرْزَغَ الرجل: إذا جاءت بِنَدىً.
وقال ابن عبّاد: أرْزَغَ في فلان: طَمِعَ فيه.
وأرْزَغَ الماء: أي قلّ.
واستَرْزَغه: استضعفَه.
ورازَغْتُه: أي راوغْته وحاولته، يقال ذلك للذِّئب وغيره.
والتركيب يدل على لَثَق وطين.
رسغ: الرُّسْغُ والرُّسُغُ ?كيُسر ويُسْر- واحد أرْساغِ الدواب وأرْسُغه: أي الموضع المُستدق بين الحافِر وموصِلِ الوظيف من اليد والرجل،قَال العجَاج:

في رُسُغٍ لا يَتَشَكّى الحَوْشَبا

وقال أبو زُبيد حَرْملة بن المُنذر الطائي يَصف الأسد:

كأنَّمـا يَتَـفـادى أهْـلُ وُدِّهِـمِ من ذي زَوائدَ في أرْساغِهِ فَدَعُ

ويورى: “أمْرِهِم”.
وقال رؤبة:

مُسْتَفْرِغِ النَّعلِ شَدِيْدِ الأرْسُغِ

وقال الليث: الرُّسْغُ: مَفْصِل ما بين الساعد والكف والساق والقدم؛ ومثل ذلك من كل دابة. وقال ابن دريد: الرُّسْغُ: موصِل الكفِّ في الذراع وموصِل القدم في الساق؛ ومن ذوات الحافِر: مَوْصِل وظيفي اليدين والرِّجلين في الحافِر؛ ومن الإبل: مَوْصِل الأوْظِفة في الأخْفَاف.
ولرَّسَاغُ: حبل يُشد في رِسْغ البعير أو الحمار ثم يُشد إلى شجرة أو وتد فيمنعه الانبعاث في المشي.
والرَّسَغُ ?بالتحريك-: استِرْخاء في قوائم البعير؛ عن الأصمعي.
وقال أبو مالك: عيْش رَسِيْغ: واسع.
وطعام رَسِيْغ: كثير.
وقال ابن دريد: رُسَاغ ?بالضم-: موضِع.
والتَّرْسِيْغُ: التَّوسِيع، يقال: إنه مُرَسَّغٌ عليه في العيش: أي مُوَسَّع عليه.
وأصابنا مطر مُرَسَّغ: إذا ثرَّى الأرض حتى تَبْلُغ يد الحاجز عنه إلى رُسْغه.
وقال ابن عبّاد: رأي مُرَسَّغ: أي غير مُحكم.
ورَسَّغْت كلاماً: لَفَّقْت بينه.
وراسَغَه: أخذ رُسْغة.
وقال الليث: الرَّساغ: مُرَاسَغة الصَّرِّيعين في الصِّراع إذا أخذا أرْساغَهما.
وقال ابن بُرُزْج: يقال: ارْتَسَغَ فلان على عِيَاله: إذا وسَّع عليهم النَّفقة، يقال: ارْتَسِغ على عِيالك ولا تُقَتِّر.

رصغ

الليث وابن دريد: الرُّصْغ: لغة في الرُّسْغ، وروى إبراهيم الحربي ?رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: حدَّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء عن عمه عن همّام عن قتادة عن أنس ?رضي الله عنه- قال: كان كُمُّ النبي ?صلى الله عليه وسلم- إلى الرُّصْغ. ذكره في رصغ.
وقال ابن دريد: الرَّصَاغ: لغة في الرَّسَاغِ للحبل.
قال: ورُصَاغٌ: لغة في رُسَاغ في اسم موضِعٍ.

رغغ

ابن عبّاد: الرَّغِيْغَة: العيش الصالح. والرَّغِيْغَة ?أيضاً-: حَسْو من الزبد.
وقال غيره: الرَّغِيْغَة: لبن يُغْلى ويُذرُّ عليه دقيق؛ يُتَّخَذ للنُّفَسَاء،قَال أوْس بن حجر:

لقد عَلِمَـتْ أسَـدٌ أنَّـنـا لَهُمْ يَوْمَ نَصْرٍ لَنِعْمَ النُّصُرْ
فكيف وَجَدْتُمْ وقد ذُقْـتُـمُ رَغِيْغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومَـرْ

وإذا رَقَّقْتَ عَجِيْنَكَ فقد رَغَغْتَه رَغّاً.
وقال الليث: الرَّغْرَغَةُ: من رَفَاغَةِ العيش والانْغِماس في الخير.
والرَّغْرَغَةُ: أن تَرد الإبل كل يوم متى شاءت؛ وهي مِثل الرِّفْه،قَال مُدْرِك بن لأْيٍ:

رَغْرَغَةً رِفْهاً إذا وِرْدٌ حَضَرْ أذاكَ خَيْرٌ أمْ عَنَاءٌ وعَسَـرْ

هكذا أنشده الليث، والرِّواية: “إذا وِرد صَدَر”، ويُروى: “زَعْزَعَةً”. والرَّغْرَغَة والزَّعْزَعَة: أن تُسقة في اليوم مِراراً.قَال ابن دريد: الرَّغْرَغَة أصحُّ من الزَعْزَعَة، قال: الرَّغْرَغَة”: ظِمءٌ من أظَماءِ الإبل وهي أن يسقيها يوماً بالغَداة ويوماً بالعَشي؛ فإذا سقاها في كل يوم إذا انتصف النهار فذلك الظَّمْءُ الظاّهرة.
وقال ابن الأعرابي: المَغْمَغَة: أن تَرد الإبل الماء كُلّما شاءت، والرَّغْرَغَة: أن تَسقيها سقياً ليس بِتام ولا كافٍ.
وقال ابن عبّاد: الرَّغْرَغَة: هي أن تَخْبا الشيء وتُخفيه.
قال: والرَّغْرَغَة: أن تلزم الإبل الحَمْضَ وهي لا تُريده. وقيل: إذا أصابت حَول الماء من الحَمْضِ ثم شَرِبت فَتِلك الرَّغْرَغَة.
والتركيب يدل على رفاهة ورفاغة ونَعْمَة.

رفغ

أبو مالك: الرَّفْغُ: الأم الوادي وشرّه تراباً.
وجاء فلان بمال كَرَفغ التراب: أي في كثرته،قَال أبو ذُؤيب الهُذلي يصف جملاً بُختياً:

أتى قَرْيَةً كانتْ كَثِيراً طَعَامُهـا كَرَفْغِ التُّرَابِ كُلُّ شَيءٍ يَمْيُرها

وقال الأخفش: الرَّفْغُ: الناحية. ويقال: تُراب رَفْغ وطعام رَفْغٌ وكِلْس رَفَغٌ: أي لين. وأصل الرَّفْغِ: اللين والسهولة.
وقال ابن الأعرابي: هو في رَفْغٍ من قومه وفي رَفْغٍ من القرية: أي من ناحية منهم ومنها؛ وليس في وسط القوم ووسط القرية، والجمْع: أرْفُع ?مثال فَلْسٍ وأفْلُسٍ-،قَال رؤبة:

لاجْتَبْتُ مَسْحُولاً جَدِيْبَ الأرْفُغِ

أراد بالمسحول الطريق، شُبِّه بالسَّحْل وهو ثوب أبيض.
وقال أبو زيد: الرَّفْغ: الأرض السهلة، وجَمْعه: رِفاغ ?مثال حبْل وحبال-.
والرَّفْغُ: السعة والخِصْب، يقال: رَفُغَ عَيْشُه ?بالضم- رَفاغَة ورَفاغِيَةً- مثال رَفاهة وزرَفاهِيَة-: أي اتسع، فهو عيش رافِغ ورَفِيْغٌ: أي واسع طيب، وهو في رُفَغْنِيَة من العيش ورُفَهْنِيَة.
والأرْفاغُ: المغابن من الآباط وأصول الفَخِذين، الواحد رَفْغٌ ورُفْغ،قَال أبو خيرة: الضم لأحل الحجاز.
وقال ابن دريد: الرَّفْغُ والرُّفْغُ أصل الفَخِذ، والجمْع: ارْفاغُ ورُفُوغ. قال: وكل موضع من الجسد يجتمع فيه الوسخ؛ فهو رُفْغ وفي حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: أنه صلّى فأوهم في صلاته؛ فقيل: يا رسول الله كأنَّك أوهْمت في صلاتك؛ فقال: وكيف لا أوهم ورُفْغ أحدكم بين ظُفُره وأنْمَلِته. كأنه أراد: ووسَخ ظُفُره، فاختصر الكلام. ومما يُبين ذلك حديثه الآخر: واستبطأ الناس الوحي فقال: وكيف لا يحتبس الوحي وأنتم لا تُقَلِّمون أظفاركم ولا تُنَقَّون بَرَاجِمَكم. أراد أنكم لا تُقلِّمون أظفاركم ثم تحكُّون بها أرفاغَكُم فيعلق بها ما في الأرْفاغ.
وفي حديث “عُمر” ?رضي الله عنه-: إذا التقى الرُّفْغَانِ فقد وجب الغُسْل. يريد: إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة؛ ولا يكون ذلك إلا بعد التقاء الخِتانَيْن.
وإنما أنكر في الحديث الأول طول الأظفار وترك قصَّها حتى تطول. وقال الفرّاء في قوله ?صلى الله عليه وسلم-: عَشر من السُّنة وذكر منها تقليم الأظفار ونَتْفَ الرُّفغين: أي نتف الإبط.
وقال النَّضر: الرُّفْغ من المَرأة: ما حول فَرْجِها، قال:

قد زَوَّجُوْني جَيْئلاً فيها خَـدَبْ دَقِيْقَةَ الأرْفاغِ ضَخْماءَ الرَّكَبْ

وقال ابن عبّاد: المَرْفُوْغَة من النساء: الصغيرة الهَنَةِ لا يصل إليها الرجل.
والرَّفْغَاء: الدقيقة الفَخِذَيْن المَعِيْقَةُ الرُّفْغَيْنِ الصغير المتاع.
والأرْقاغُ من الناس: سَفِلَتُهم.
وقال ابن دريد: الأرْفَغُ: مَوْضِع.
وقال غيره: تَرَفَّغَ الرجل المرأة: إذا قعد بين فَخِذَيْها ليَطأها.
ويقال: تَرَفَّغ فلان فوق البعير: إذا خَشي أن يرمي به خلف رجليه عند ثِيْل البعير.
والتركيب يدل على ضَعة ودناءة.

رمغ

ابن دريد: رُمَاغٌ ?بالضم-: مَوضع.
وقال ابن عبادٍ: رَمَغْتُ الشيء أرْمَغه: إذا عَرَكْتَه بيدك كالأديم ونحوه.
ورمَّغْت كلاماً تَرْمِغاً: أي لَفَّقْتُه.
ورمَّغْت رأسه بالدُّهن والطعام بالأُدم: روَّيتُهما.

روغ

راغ الرجل والثعلي وغيرهما يَروغ رَوْغاً وَوَغاناً: إذا مال وحاد عن الشيء.

والرَّوّاغ: الثعلب، يقال: هو أرْوَغ من تَعْلب،قَال طَرَفَة بن العبد لعمرو بن هند يَلوم أصحابه في خِذْلانهم:

كُلُّ خَلِيْلٍ كُنْتُ خالَلْتُـهُ لا تَرَكَ اللهُ له واضِحَهْ
كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَـبٍ ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارِحَهْ

وقوله تعالى: (فَرَاغَ إلى أهْلِه): أي مال إليهم من حيث لا يعلمون، وقال الفرّاء: أي رَجَع في حال إخفاء، قال: ولا يُقال ذلك إلاّ لمن يُخْفيه.
وفي حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: أنه رأى حُذيفة ?رضي الله عنه- فَراغ عنه؛ فقال” ألم أرك؟ فقال: إني كُنت جُنْباً. وقال مُعاوية لعَبد الله بن الزُبير ?رضي الله عنهم-: إنّما أنت ثعلب رَوّاغ كُلّما خَرَجْت من جُحْر انجَحَرْتَ في جُحْرٍ.
والرَّوّاغ بن عبد الملك بن قَيس من سُمَي التُّجِيْبي، ذكره ابن يونس في تاريخ مِصر ولم يَزِد.
وسُليمان بن الرُّوّاغ الخُشَني وأحمد بن الرَّوَّاغ بن بُرد بن نَجِيح أبو الحسن المصري الأيْدَعاني: كِلاهما من أصحاب الحديث.
وفي المثل: رُوْغي جَعَار وانظري أين المَفَرُّ.
والاسم منه: الرَّوَاغ.
وهذه رِوَاغةُ بني فلان ورِيَاغَة بني فلان: للموضع الذي يصطرِعون فيه، صارت الواو ياء لانكِسار ما قَبلها، وهذا القلب ليس بِضربة لازِب، فإنهم قالوا: الرَّواق والرَّواء وما أشبههما من غير قلب.
وقال ابن عبّاد: يقال: فلان في الرَّياغ: أي في الخِصْب.
ويقال: أخَذْتني بالرُّوَيْغة، من الرَّوْغ. قال: وأنا مُنذ اليوم أرُوْغ حاجة إلى فلان: أي أبْغِيها بُغاء وَشيكاً.
وخير له رَوَاغاء: أي كثير.
وقال غيره: أرَاغَ الرجل: أي طلب وأراد، يقال أرَغْت الصيد، وماذا تُرِيغ: أي ماذا تُريد،قَال دارة أبو سالم:

يُديْرونني عن سالـم وأُرِيْغُـهُ وجِلْدَةُ بين العَيْنِ والأنْفِ سالِمُ

وتمثَّل به عبد الله بن عمر ?رضي الله عنهما- في ابنه سالم.
وقال عَبيد بن الأبرص يرُدّ على امرئ القيس قوله:

وأفْلَتَهُنَّ عِلْبَـاءٌ جَـرِيْضـاً ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

فقال:

أتُوْعِدُ أُسْرَتي وتَرَكْتَ حُجْراً يُرِيْغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُـرَابُ
ولَوْ لاقَيْتَ عِلْبَاءَ بن جَحْـشٍ رَضِيْتَ بأنْ يَبيْنَ لكَ الإيابُ

ويقال: أريغوني إرَاغَتكم: أي اطْلُبوني طَلِبتكم،قَال خالد بن جعفر بن كلاب في فَرسه حَذْفَه:

أرِيْغُوْني إرَاغَتَكُـمْ فـإنِّـي وحَذْفَةَ كالشَّجي تَحْتَ الوَرِيْدِ

وقال ابن الأعرابي؛ رَوَّغَ فلان ثَرِدة بالدسم ومرَّغها وسغبلها ورولها: إذا روّاها دسماً، ومنه حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: إذا كفى أحدكم خادمه حرَّ طعامه فليُقعِده معه وإلاّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمة. ويروى: إذا صنع لأحدكم خادِمه طعاماً فليُقْعِده معه فإن كان مَشْفُوهاً فليضع في يده منه أُكلة أو أُكلَتين. يوروى: فليأخذ لُقمة فليُرَوِّغها ثم ليُعطِها إيّاه.
وارتاغ: أي طلب؛ بمعنى أرَاغ.
والمُراوَغة: المُصارعة.
وفلان يُرَاوِغ في الأمر.
ورَوَاغَ القوم: إذا طلب بعضهم بعضاً،قَال عَدي بن زيد العِبادي:

وأنا النّاصِرُ الحَقِيْقَةَ إنْ أظْ لَمَ يَوْمٌ تَضِيْقُ فيه الصُّدُوْرُ
يَوْمَ لا يَنْفَعُ الـرَّوَاغُ ولا يَنْ فَعُ إلاّ المُشَيَّعُ النَّحْـرِيرُ

ويروى: “إذْ أظْلَم” يعني: انه نصر النعمان حتى ملكه العرب.
وتَرَاوَغ القوم: أي رَاوغ بعضهم بعضاً.
وقال ابن دريد: تَرَوَّغَتِ الدّابة: إذا تَمَرَّغَت.
والتركيب يدل على ميل وقِلّة استقرار.

ريغ

شَمِر: الرِّياغ ?بالكسر- الرَّهَج والغُبار، قال: رؤبة:

وإنْ أثارَتْ من رِيَاغٍ سَمْلَقا تُهوي حَوَامِيها مُدَقَّـقـا
وإنْ أثارَتْ من رِيَاغٍ سَمْلَقا تُهوي حُوَامِيها به مُدَقَّقا

وقيل: الرَّيَاغ: التراب، واراد: وإن أثارت رِياغاً من سَمْلَق فَقَلب.
والرَّيَاغ ?أيضاً-: النَّفَار.
وثلاثَتُها تَدخُل لفي التركيبين يعني هذا التركيب والذي قبله.
وقال النَّضْرُ: رَيَّغ فلان لُقْمة بالسّمن وروَّغها به: أي روّاها.
وقال العُزَيزي: المُريَّغ: الشيء المُترَّب.

وقال النَّضر: تريّغت رَيَّغ فلان لُقمة بالسمن وروَّغها به: أي روّاها.
وقال العُزَيْزي: المُرَيَّغ: الشيء المتُرَّب.
وقال النَّضْر: تَرَيَّغَت اللقمة بالسمن: أي تروَّت.

راف

راف: اسم موضع، قال:

وتَنْظُرُ من عَيْنَيْ لِيَاحٍ تَصَيَّفَـتْ مَخَارِمَ من أجْوازِ أعْفَرَ أوْ رَأْفا

ورجل رأف -أيضاً- ورؤف -على فعل، مثال ندس- ورؤف -مثال صبور-، وأنشد ابن الأنباري:

فآمِنُوا بِـنَـبّـيٍ لا أبـا لَـكُـمُ ذي خاتَمٍ صاغَه الرَّحْمانُ مَخْتُوْمِ
رَأْفٍ رَحِيْمٍ بِأهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهُـمْ مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذي الكُرْسيِّ مَرْحُوْمِ

وقال جَرِير يمدح هشام بن عبد الملك:

ترى للمُسْلمِينَ عليكَ حَـقّـاً كفِعْلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحيمِ

وقال كعب بن مالك الأنصاري:

نُطِيْعُ نَبِيَّنـا ونُـطِـيْعُ رَبّـاً هو الرَّحْمان كانَ بنا رَؤوفا

يقال: رؤفت بالرجل أرؤف رأفة ورآفة،قَال الله تعالى: (رَأْفَةً ورَحْمْةً)، وقرأ الخليل: (ورَآفَةً) بالمَدِّ. ورَئفْت به رأفا فهو رئف، وزاد أبو زيد: رأف يرأف رأفاً.
وقال أبن عباد: الرأف: من أسماء الخمر، وانشد غيره للقطامي:

ورَأْفٍ سُلاَفٍ شَعْشَعَ التَّجْرُ مَزْجَهـا لِنْحْمى وما فينا عن الشرب صادف

ويروى: “وراح”، وهذه الرواية أصح وأكثر.
والتركيب يدل على الرقة والرحمة.

رجف

رجف: لازم ومتعد، يقال: رجف: إذا تحرك، ورجف: إذا حرك.
وقال الليث: رجف الشيء يرجف رجفاً ورجفاناً -ورجوفاً؛ وهذا عن غير الليث-، كرجفان البعير تحت الرحل؛ وكما يرجف الشجر إذا رجفنه الريح؛ وكما ترجف السنان إذا نغضت أصولها؛ ونحو ذلك. تحركه كله رجف.
ورجفت الأرض: إذا زلزلت،قَال الله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ والجِبالُ).
وقال الفراء في قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة تتبعها الرادفة): النفخة الولى، والرادفة: النفخة الثانية.
وقال الليث: الرجفة في القرآن كل عذاب أخذ قوماً، فهو رجفة وصحية وصاعقة.
ورجف القوم: إذا تهيئوا للحرب.
قال: والرعد يرجف رجفاً ورجيفاً: وذلك تردد هدهدته في السحاب. وسحاب رجوف: يرجف الرعد، وقيل: يرجف من كثرة الماء،قَال أبو صخر الهذلي:

إلى عَمَرَيْنِ إلـى غَـيْقَةٍ فَيَلْيَلَ يَهْدي رِبَحْلاً رَجُوْفا

ويروى: “يزجى ربحلاً زحوفا” أي يزحف قليلاً قليلاً ويتقدم إلى عمرين.
وقال أبن دريد: رجف القلب: إذا اضطرب من فزع.
والرجاف -بالفتح والتشديد-: البحر؛ سمي به لاضطرابه،قَال عبد الله أبن الزبعرى، ويروى لمطرود بن كعب الخزاعي يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف:

المُطْعِمُوْنَ الشَّحْمَ كُـلَّ عَـشِـيَّةٍ حتّى تَغِيْبَ الشَّمْس في الرَّجّافِ

وقال شمر: الرجاف: يوم القيامة.
وقال أبن عباد: الرجاف: الجسر على الفرات.
والرجاف: ضرب من السير.
قال: والرجاف: الحمى ذاة الرعدة.
وقال ابن الأنباري: رجف الشيء: إذا تحرك، وأنشد:

تَحَنّى العِظَامُ الرّاجِفَاتُ من البِلى فليس لِداءِ الرُّكْبَتَيْنِ طَـبِـيْبُ

وأرجفت الناقة: إذا جاءت معيية مسترخية أذناها ترجف بهما.
وقال الليث: أرجف القوم: إذا خاضوا في الأخبار السيئة من أمر الفتنة ونحوها، تقول: أرجفوا،قَال الله تعالى: (والمُرْجفون في المدينة).
وأرجفوا في الشيء وبه إذا خاضوا فيه.
والتركيب يدل على الاضطراب.

رحف

أبن الأعرابي: أرحف الرجل: إذا حدد سكينا أو غيره، يقال: أرحف شفرته حتى قعدت كإنها حربة. ومعنى قعدت: صارت:قَال الزهري: كان الحاء مبدلة من الهاء، والأصل: أرهف.

رخف

الرخف والرخفة: الزبد الرقيق،قَال جرير:

نُقَارِعُهُمْ وتَسْأَلُ بِنْتُ تَـيْمٍ أرَخْفٌ زُبْدُ أيْسَرَ أمْ نَهِيْدُ

أي: أرقيق هو أم غليظ. والجمع: رخاف، وانشد الليث:

تَضْرِبُ دِرّاتِها إذا شَكِرَتْ تَأْقِطُها والرِّخَافُ تَسْلَؤها

والرخف -أيضاً-: ضرب من الصبغ.
وصار الماء رخفة: أي طيناً رقيقاً.
ورخف العجين يرخف -مثال نصر ينصر- ورخف يرخف -مثال سمع يسمع- ورخف يرخف -مثال كرم يكرم-، ومصدر الأول رخف؛ ومصدر الثاني رخف -بالتحريك؛ ومصدر الثالث رخافة ورخوفة: إذا استرخى.
وقال الفراء: الرخيفة والمريخة والوريخة والأنبخاني: العجين المسترخي.
وقال أبن دريد: الرخفة -والجمع: رخاف-: حجارة خفاف رخوة كأنها جوف. وقيل: هذا غلط. وقال الأصمعي: هي اللخاف.
وقال أبو عبيد: أرخفت العجين: إذا أكثرت ماءه حتى يسترخي والتركيب يدل على رخاوة ولين.

ردف

الردف -بالكسر-: المرتدف؛ وهو الذي يركب خلف الراكب. وكل ما تبع شيئاً فهو ردفه.
وقال الليث: الردف: كوكب قريب من النسر الواقع.
والردف -أيضاً-: الكفل.
وأرداف النجوم: تواليها،قَال ذو الرمة:

وَرَدْتُ وأرْدافُ النُّجُوْمِ كأنَّهـا قَنَادِيْلُ فيِهنَّ المَصَابِيْحُ تَزْهَرُ

ويروى: “وأرداف الثريا”، ويقال للجوزاء: ردف الثريا.
وأرداف النجوم: أواخرها، وهي نجوم تطلع بعد نجوم.
والدف في الشعر: حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الروي ليس بينهما شيء، فإن كان ألفاً لم يجز معها غيرها؛ كقول جرير:

أقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِـتـابـا وقُوْلي إنْ أصبت: لقد أصابا

وإن كان واواً جاز معها الياء؛ كقول علقمة بن عبدة:

طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوْبُ بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حانَ مَشِيْبُ

ويقال: هذا أمر ليس له ردف وردف -بالتحريك-: أي لبست له تبعة.
والردفان: الليل والنهار.
وردف الملك: الذي يجلس عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس، وإذا غزا الملك قعد الردف في موضعه وكان خليفته على الناس حتى ينصرف، وغذا عادت كتيبة الملك أخذ الردف المرباع.
والردفان في قول لبيد -رضي الله عنه- يصف السفينة:

فالْتاَمَ طائقُها القَديُم فأصْبَحَتْ ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْئها رِدْفـانِ

ملاحان يكونان على مؤخر السفينة، والطائق: ما يخرج من الجبل كالأنف، وأراد -هاهنا- كوثل السفينة.
وأما قول جرير:

منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدْفانِ

فأحد الردفين مالك بن نويرة؛ والردف الآخر من بني رياح بن يربوع.
وقال أبو عبيدة: الردفان: قيس وعوف أبنا عتاب بن هرمي.
والردف -أيضاً-: جبل.
والردوف: جبال بين هجر واليمامة.
والرديف: المرتدف؛ كالردف.
والرديف -أيضاً-: نجم قريب من النسر الواقع؛ كالردف.
والرديف: النجم الذي ينوء من المشرق إذا غاب رقيبه في المغرب.
وقال أبو حاتم: الرديف: الذي يجىء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم.
وقال الليث في قول رؤبة:

وراكِب المِقْدارِ والرَّدِيْفُ أفْنى خُلُوْفاً قَبْلَها خُلُوْفُ

الرديف في قول أصحاب النجوم: النجم الناظر إلى النجم الطالع، فراكب المقدار هو الطالع؛ والرديف هو الناظر إليه.
وقال ابن عباد: بهم ردفى: أي ولدت في الخريف والصيف في آخر ولاد الغنم.
والرداف -بالكسر-: الموضع الذي يركبه الرديف.
والردافة: فعل ردف الملك؛ كالخلافة، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع؛ لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة من بني يربوع، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق.
وردفة -بالكسر-: أي تبعه؛ يقال: نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه.
وقوله تعالى: (قُلْ عَسى أنْ يكونَ رَدِفَ لكم)قَال أبنُ عرفة: أي دنا لكم، وقال غيره: جاء بعدكم، وقيل: معناه ردفكم وهو الأكثر، وقال الفراء: دخلت اللام لأنه بمعنى [دنا] لكم، واللام صلة كقوله تعالى: (إن كُنْتُم للرُّؤْيا تعبرون)، وقرأ الأعرج: (رَدَفَ لَكُم) بفتح الدال.
والرادفة في قوله تعالى: (تَتْبَعُها الرّادِفَةُ): النفخة الثانية.
والروادف: طرائق الشحم، الواحدة: رادفة. وفي الحديث: تدعونه انتم الروادف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ن ج د.
والردافى -مثال كسالى-: الحداة والأعوان، لأنه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر،قَال بيد- رضي الله عنه-:

عُذَافِرَةٍ تُقَمِّصُ بالرُّدَافـى تَخَوَّفَها نُزُولي وارْتِحالي

والردافى: جمع رديف -كالفرادى في جمع فريد-، وقيل الردافى: الرديف، وبكليهما فسر قول الراعي:

لَعَـمـرِي لـقـد أَرْحَـلْـتُـهـا مـن مَـطِـــيَّةٍ طَوِيْلِ الـحِـبَـالِ بـالـغَـبِـيْطِ الـمُــشَـــيَّدِ
وخُـوْدٍ مـن الـلاّئي يُسَـمَّـعْـنَ بـالـضُّـحــى قَرِيْضَ الـرُّدَافـى بـالـغِـنـاءِ الـمُـهَـــوِّدِ
والردافى في قول الفرزدق يهجو جريراً وبني كليب:
ولكِنَّهم يُكْهِدُوْنَ الحَمِيْرَ رُدَافـى عـلـى الـعَـجْــبِ والـــقَـــرْدَدِ

جمع رديف لا غير، ويكهدون: يتبعون.
وأردفته معه: أي أركبته معه.
وأردفه أمر: لغة في ردفه، مثال تبعه وأتبعه.
وقوله تعالى: (من المَلائكَةِ مُرْدِفِين)قَال الفراء: أي متتابعين، وقرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب وسهل: مردفين -بفتح الدال-: أي سود بن اسلم بن الحافي بن قضاعة:

إذا الجَوْزاءُ أرْدَفَتِ الـثُّـرَيّا ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونـا
ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حُـوْبٌ وإنْ أوْفى وإنْ سَكَنَ الحَجُوْنا
وحالَتْ دُوْنَ ذلكَ من هُمومي هُمُوْمٌ تُخْرِجُ الدّاءَ الدَّفِـيْنـا

يعني: فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين.
وقال الخليل: سمعت رجلاً بمكة يزعون أنه من القراء وهو يقرأ: مردفين -بضم الميم والراء وكسر الدال وتشديدها-، وعنه في هذا الوجه كسر الراء، فالأولى أصلها مرتدفين؛ لكن بعد الإدغام حركت الراء بحركة الميم، وفي الثانية حرك الراء الساكنة بالكسر، وعنه في هذا الوجه عن غيره فتح الراء كأنه حركة ألقيت عليها. وعن الجدري بسكون الراء وتشديد الدال جمعاً بين الساكنين.
وأردفت النجوم: إذا توالت.
ومرادفة الملوك: مفاعلة من الردافة،قَال جرير:

رَبَعْنَا ورادَفْنا المُلُوكَ فَظَلِّـلُـوا وشطابَ الأحالِيْلِ الثُّمَامَ المُنَزَّعا

ومرادفة الجراد: ركوب الذكر الأنثى والثالث عليهما.
ويقال: هذه دابة لا ترادف: أي لا تحمل رديفاً، وجوز الليث: لا تردف، وقال الأزهري: لا تردف مولد من كلام أهل الحضر.
وارتدفه: أي ردفه.
وقال الكسائي: الأرتداف: الاستدبار، يقال: أتينا فلاناً فارتدفناه: أي أخذناه من ورائه أخذاً.
واستردفه: أي سأله أن يردفه.
وترادفا وترافدا: أي تعاونا،قَال الليث: الترادف كناية عن فعل قبيح.
وقال غيره: في القوافي المترادف: وهو اجتماع ساكنين فيها.
والترادف: التتابع.
والأسماء المترادفه: أن تكون أسماء لشيء واحدٍ، وهي مولدة ومشتقة من تراكب الأشياء.
والتركيب يدل على أتباع الشيء الشيء.

رزف

أبن الأعرابي: رزفت إليه وزرفت: إذا تقدمت؛ رزيفاً وزريفاً، وأنشد:

تَضَحّى رُوَيْداً وتَمشي رَزِيْفا

وقال أبو عبيد: رزفت الناقة: أسرعت.
وقال أبن فارس: الرزف -بالتحريك-: الهزال، قال: وذكر فيه شعر ما أدري كيف صحته؛ وهو:

أيا أبا النَّضْرِ تَحَمَّلْ عَجَفي إنْ لم تَحَمَّله فقد جارَزَفي

وقال الأزهري:قَال الليث: ناقة رزوف: طويلة الرجلين واسعة الخطو.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء.
وقال ابن الأعرابي: زرف يزرف زروفاً ورزف يرزف رزيفاً: إذا دنا، قال: ومنه قول لبيد رضي الله عنه:

بالغُرَاباتِ فَرَزّافاتِـهـا فَبِخِنْزِيْرٍ فأطرافِ حُبَلْ

أي: ما دنا منها، وقال غيره: رزافات بلد كذا: ما دنا منه.
وقال أبن عباد: الرزيف: عجيج الجمل وهو صوته، وحد الإنسان.
والرزيف: السرعة من فزع.
وقال أبو عبيد: أرزفت الناقة: أخببتها في السير.
وقال أبن الأعرابي: أرزف: إذا تقدم.
وقال الأزهري:قَال الليث: أرزف القوم: إذا أعجلوا في هزيمة ونحوها.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء.
وقال أبن عباد: الإرزاف: السرعة من فزع كالرزيف.
والإرزاف: الإرجاف.
وأرزف به: أي أوضع به.
والمرزف: المستوحش.
والتركيب يدل على الإسراع وعلى الهزال.

رسف

الرسف والرسيف والرسفان: مشي المقيد، يقال: رسف يرسف ويرسف، وفي حديث صلح الحديبية: دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو -رضي الله عنه- يرسف في قيوده، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحاباً:

وأقْبَلَ مَرَّ إلـى مِـجْـدَلٍ سِيَاقَ المُقَيَّدِ يَمْشي رَسِيْفا

والرسيف: مقاربة الخطو. وقال أبو نصر: يقال للبعير إذا قارب بين الخطى وأسرع افحارة وهي رفع القوائم ووضعها: رسف يرسف، فإذا زاد على ذلك فهو الرتكان ثم الحفد بعد ذلك.
وأرسوف: مدينة على ساحل بحر الشام.
وقال أبو زيد: أرسفت الإبل: إذا طردتها مقيدة.
وقال أبن عباد: ارتسف الشيء ارتسفافاً: ارتفع، بوزن اكفهر. والتركيب يدل على مقاربة المشي.

رشف

الليث: الرشف -بالتحريك-: الماء القليل يبقى ف الحوض؛ وهو وجه الماء الذي ترشفه الإبل بأفواههما.
قال: والرشيف: تناول الماء بالشفتين وهو فوق المص، وأنشد:

سَقَيْنَ البَشَامَ المِسْكَ ثُمَّ رَشَفْنَـه رَشِيْفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءِ الوَقائعِ

وقال غيره: الرشف: المص، يقال منه: رشفه يرشفه، وزاد أبو عمرو: رشفته -بالكسر- أرشفه. وفي المثل: الرشف أنقع؛ أي إذا ترشفت الماء قليلاً قليلا كان أسكن للعطش.
وقال أبن فارس: الرشف: استقصاء الشرب حتى لا يدع في الإناء شيئاً.
والرشوف: المرأة الطيبة الفم. وقال ابن الأعرابي: الرشوف من النساء: اليابسة المكان.
وقال الأصمعي: الرشوف: الناقة التي ترشف بمشرفها: أي تأكل.
وقال أبن الأعرابي: أرشف الرجل ريق جاريته ورشفة ترشيفاً: أي مصه، مثل رشفه رشفاً.
والترشف: التمصص. والارتشاف: الامتصاص.
والتركيب يدل على تقصي شرب الشيء.

رصف

الرصفة -بالتحريك-: واحدة الرصفح وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل. وفي حديث زيادٍ أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: لحديث من عاقل أحب إلي من الشهد بماء رصفة فقال: أكذاك هو?????????????! فلهو أحب إلي من رثيته فتئت بسلالة من ماء ثغب في يومٍ ذي وديقة ترمض فيه الآجال. وقال العجاج:

من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَـفـا حتّى تَناهى في صَهَارِيْجِ الصَّفا

يقول: مزج هذا الشراب من ماء رصف نازع رصفاً آخر؛ لأنه أصفى وأرق، فحذف الماء وهو يريده فجعل مسيله من رصف إلى رصف منازعة منه إياه.
والرصفة: واحدة الرصاف وهي العقب الذي يلوى فوق الرعظ. ومنه الحديث: ثم نظر في رصافة فلم ير شيئاً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ب د. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أهدى له يكسوم أبن أخي الأشرم سلاحاً فيه سهم لغب وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه وقال: هو مستحكم الرصاف وسماه قتر الغلاء.
والرصف -بالتسكين-: المصدر منهما جميعاً، تقول: رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفاً: إذا ضممت بعضها إلى بعض، ورصفت السهم رصفاً: إذا شددت على رعظه عقبة، ومنه حديث النبي -صلى اله عليه وسلم- أنه مضغ وتراً في رمضان ورصف به وتر قوسه. وقال رجل من أهل المدينة -على ساكنيها السلا-:

وأثْرَبيُّ سِنْخُهُ مَرءصُوْفُ

وانشد الليث لامرئ القيس:

رَمَتْني فأصَابَتْـنـي بِنَبْلٍ غَير مَرْصُوفَهْ

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجده في شعر امرئ القيس بن حجر.
وقال ابن عباد: المرصوف من النساء: الصغيرة الهنة لا يصل إليها الرجل، وقيل: هي الضيقة الفرج.
والمرصافة: المطرقة؛ لنه يرصف بها المطروق أي يضم ويلزق. وفي حديث معاذ -رضي الله عنه-: ضربه بمرصافة، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و خ ط.
ويقال: هذا أمر لا يرصف بك: أي لا يليق بك.
وتقول للقائم في الصلاة: رصف قدميه: أي ضم إحداهما إلى الأخرى.
والرصوف: المرأة الضيقة الفرج.
وعمل رصيف بين الرصافة: أي محكم، وقد رصف -بالضم-. وجواب رصيف: ولا يفارقه.
وقال الليث: الرصافة والرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق من الوتر وعلى أصل نصل السهم.
والرصافة: في عدة مواضع: رضافة الشام وهي رصافة هشام بن عبد الملك غربي الرقة. ورصافة الحجاز وهي عين فيها نز،قَال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي يصف حماراث وآتنه:

يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ للنِّـحـاءِ عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذاةَ النِّجَالِ

ويروى: “عَيْنَ الضُّرافة”. ورصافة بغداد ورصافة البصرة. ورصافة واسط. ورصافة الكوفة. ورصافة نيسابور. ورصافة اليمن قرية من أعمال ذمار. ورصافة قرطبة من بلاد المغرب.

وقال أبن عباد: الرصاف: العصب من الفرس، الواحد: رصيف، وقيل: هي عظام الجنب لتراصفها. وهي أيضاً: كهيئة المراقي في عرض الجبل، وجمعه الرصف.
قال: وفي ركبة الفرس رصفتان: وهما عظمان فيهما مستديران منقطعان عن العظام.
وقال الجمحي: رصف -بضمتين- وقال غيره: رصف -بالتحريك-: موضع.
وقال ابن الأعرابي: الرصفاء من النساء: الضيقة الملاقي؛ مثل الرصوف.
وارصف الرجل: إذا مزج شرابه بماء الرصف وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيصفو.
وتراصف القوم في الصف: أي قام بعضهم إلى لزق بعض.
والمرتصف: السد؛ عن أبن خالويه.
ورجل مرتصف الأسنان: وهو المتقارب بينها.
والتراصف: التلاصق.
والتركيب يدل على ضم الشيء إلى الشيء.

رضف

الرضف: الحجارة المحماة يوغر بها اللبن،قَال المستوغر واسمه عمرو ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة:

يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها نَشِيْشَ في اللَّيَنِ الوَغـيْرِ

الواحدة: رضفة. وفي المثل: خذ ما عليها. وهي إذا ألقيت في اللبن لزق بها منه شيء؛ فيقال: خذ ما عليها فأن تركك إياه لا ينفع، يضرب في اغتنام الشيء يؤخذ من البخيل وغن كان نزراً.
والرصيف: اللبن يغلى بالرضفة. وفي الحديث: فيه أثر الرضيف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ح ص ر.
وشواء مرضوف: يشوى بالرضف. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هنداً بنت عتبة -رضي الله عنها!- لما أسلمت أرسلت إليه بجديين مرضوفين وقد. القد: جلد السخلة، أراد: ملء هذا لبناً.
وشبه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- تتابع الفتن وفظاعة شأنها بالرضف حيثقَال وذكر الفتن: أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف ثم التي تليها ترمي بالرضف، والذي نفسي بيده ما أعرف لي ولكم إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها. ضرب رميها بالحجارة مثلاً لما يصيب الناس من شرها، ثم قال: ليس الرأي إلا أن تنجلي عنا ونحن في عدم التباسا بالدنيا كما دخلنا فيها.
والمرضافة: الرضف. وفي حديث معاذ -رضي الله عنه-: ضربه بمرضافة -ويروى بالصاد المهملة وهي المطرقة-، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و خ ط.
وقال أبو عبيدة: يقال: جاء بمطفئة الرضف، قال: وأصلها أنها داهية أنستنا التي قبلها فأطفأت حرها، وقال غيره: مطفئة الرضيف شحمة إذا أصابت الرضفة ذابت فأخمدته. والقول ماقَال أبو عبيدة.
وقول الكميت:

ومَرْضُوْفَةٍ لم تُؤنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حِيْنَ غَرْغَرا

المرضوفة في البيت: الكرش تغسل وتنظف وتحمل في السفر، فإذا أرادوا أن يطبخوا وليست معهم قدر قطعوا اللحم والقوه في الكرس، ثم عمدوا إلى حجارة فأوقدوا عليها حتى تحمى ثم يلقونها في الكرش.
وقول الكميت أيضاً:

أجِيْبُوا رُقى الأسي النِّطَاسيِّ واحْذَروا مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ التي لا شَوى لهـا

هي الحية التي تمر على الرضف فيطفئ سمه نار الرضف.
والرضفة: عظم منطبق على الركبة. وقال الليث: الرضف: عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضاً، الواحد: رضفة، ومنهم من يثقل فيقول: رضفة. وقال النضر في كتاب الخيل: وأما رضف ركبتي الفرس فما بين الكراع والذراع؛ وهي أعظم صغار مجتمعه في رأس أعلى الذراع.
وقال الليث: الرضفة: سمة تكوى بحجارة حيثما كانت ورضفات العرب أربع: شيبان وتغلب وبهراء وإياد.
وقال أبن عباد: رضف بسلحه: رمى به.
وقال ابن دريد: رضفة الوسادة: ثنيها.
وقال الأزهري: ربما رضفت العرب الماء بالرضف للخيل.
والتركيب يدل على إطبقا شيء على شيء.

رعف

أبن دريد: رعف الرجل يرعف ويرعف رعفاً، والاسم: الرعاف، والرعاف: الدم بعينه. وقال غيره: رعف ?بالضم-؛ وهي لغة ضعيفة، ولم يعرف الأصمعي رعف ولا رعف. وفي حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: من قاء أو رعف في صلاته فلينصرف وليتوضأ.
وأصل الرعف: التقدم؛ من قولهم: فرس راعف: إذا كان يتقدم الخيل، فكأن الرعاف دم سبق فتقدم،قَال الأعشى:

به يَرْعُفُ اللفَ إذْ أُرْسِلَـتْ غَدَاةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا

وقال ابن دريد: سميت الرماح رواعف لأنها تقدم للطعن، وغن قلت أمها سميت رواعف لأنها ترعف بالدم أي يقطر منها إذا طعن بها؛ كان عربياً جيداً إن شاء الله. وانشد أبو عبيد الهروي:

يَرْعُفُ الألْفَ بالمُدَجّجِ ذي القَوْ نَسِ حتّى يَؤوبَ كالتِّمْـثـالِ

والمراعف: الأنف وما حواليه، يقال للمرأة: لوثي على مراعفك. وفعل فلان ذاك على الرغم من مراعفه، وهي مثل مراغمه.
وأنوف رواعف،قَال هدبة:

تَضَمَّخْنَ بالجاديِّ حتّى كأنَّمـا ال أُنُوْفُ إذا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ

والراعف: طرف الأرنبة. وأنف الجبل، وقال عمرو بن الأشعث بن لجأ:

حتّى تَرى العُلْبَةَ في اسْتِوَائها يَرْعُفُ أعْلاها من امْتِلائها
كالقُطُنِ المَنْدُوْفِ من غُثَائها

وقال أبو عمرو: الرعيف: السحاب الذي يكون في مقدم السحابة.
وقال الفراء: الرعافي: الرجل الكثير العطاء.
وقال ابن العرابي: الرعوف: المطار الخفاف.
ويقال: بينا نذكره رعف به الباب: أي دخل، وهو من التقدم، ومنه حديث أبى قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري -رضي الله عنه-: أنه كان في عرس وجارية تضرب بالدف وهو يقول لها: أرعفي؛ أي تقدمي.
وقال أبو عبيد: راعوفة البئر وارعوفتها: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها. ويقال: هي حجر يكون على رأس البئر يقوم عليها المستقي. وفي الحديث: أن سحر النبي -صلى الله عيه وسلم- جعل في جف طلعة ودفن تحت راعوفة البئر، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب.
وقال أبن دريد: أرعف فلان فلاناً: إذا أعجله، زعموا، وليس بثبت.
وأرعف القربة: أي ملاها، وكذلك العلبة؛ حتى يرعف منها الماء أو ما جعل فيها.
وقال ثعلب: استرعف الرجل: إذا استقطر الشحمة وأخذ صهارتها.
وفرس مسترعف: أي متقدم سابق.
وفي حديث جابر: -رضي الله عنه-: يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى ارتفعوا: أي تقدموا وسبقوا، يقول: قويت أبدانهم فركبوا أقدامهم.
والتركيب يدل على سبق وتقدم.

رغف

ابن دريد: الرغف: جمعك العجين أو الطين تكتله بيدك، يقال: رغفته أرغفة رغفاً: إذا جمعته، ومنه اشتقاق الرغيف، وجمع الرغيف: أرغفة ورغف ورغف ورغفان وتراغيف -وهذه عن أبن عباد-قَال لقيط بن زراة:

إنَّ الشِّوَاءَ والنَّشِيْلَ والـرُّغُـفْ والقَيْنَةَ الحسْناءَ والكَأسَ الأنفْ
وصِفوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْل الكَتِـفْ للطّاعِنيْنَ الخَيْلَ والخَيْلُ قُطُفْ

ورغفت البعير أرغفه رغفاً: إذا لقمته البزر والدقيق وما أشبه ذلك.
وأرغف فلان والغف: إذا حدد نظره. وكذلك أرغف السد وإلغف: إذا نظر نظراً شديداً.
وفي النوادر: أرغفت في السير وإلغفت.

رفف

أبن دريد: رف الرجل المرأة يرفها رفاً: إذا قبلها بأطراف شفتيه، وانشد:

واللهِ لولا رَهْبَتـي أبـاكِ وهَيْبَتي من بَعْدِهِ أخاكِ
إذَنْ لَرَفَّتْ شَفَتَـايَ فـاكِ رَفَّ الظِّباءِ ثَمَرَ الأراكِ

وسئل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن القبلة للصائم فقال: غني لرف شفتيها وأنا صائم، أي أمص وأرتشف. ومنه حديث عبيدة السلماني: وقال له محمد بن سيرين: ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفُّ والاستملاق. أراد بالاستملاق المجامعة.
والرف ?أيضاً-: الإكثار من الأكل، والمرف: المأكل، والرف: المأكل. وروى بعضهم في حديث أم زرع: زوجي عن أكل رف -مكان لف-، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب غ ث ث.
والرف: مصدر رففت الرجل أرفه رفاً: إذا أحسنت إليه أو أسديت إليه يداً. وفي المثل: من حفنا أو رفنا فليترك، وفي مثل آخر: فليقتصد.
وقال أبن دريد: الرف المستعمل في البيوت عربي معروف، وهو مأخوذ من رف الطائر، غير أن رف الطائر فعل ممات ألحق بالرباعي فقيل: رفرف إذا بسط جناحيه. والجمع: رفوف ورفاف. وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما في رفي إلا شطر شعير. وقال أبن عباس -رضي الله عنهما-: أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحج، فقالت امرأة لزوجها: أحجني، قال: ما عندي، قالت: بع تمر رفك. وقال كعب بن الأشرف: إن رفافي تقصف تمراً من عجوة يغيب فيها الضرس.
ورف من ضأن: أي جماعة.

والرف: الإبل العظيمة، ومنه الحديث: بعد الرف والوقير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج و ح.
ورف لونه يرف -بالكسر- رفيفاً ورفاً: أي برق وتلألأ، وأنشد أبن دريد:

في ظِلِّ أحوى الظِّلِّ رَفّافِ الوَرَقْ

وفي حديث عبد الله بن زِمْل الجُهَنِّي -رضي الله عنه-: على مرجٍ لم تَرَ عيني مثله يرف رفيفاً، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ك ب ب.
وما أحسن رفَّتَه: أي بَريقه.
وقال اللحيانيُّ: يُقال للقطيع من البقر: الرَّفُّ.
وحُكِيَ عن الكِسَائي: الرَّفَّةُ: الاختلاجةُ وأنْشَدَ:

لم أدرِ ألاّ الظَّنَّ ظَنَّ الغائبِ أبِكِ أمْ بالغَيْثِ رَفَّ حاجبي

والرَّفَّةُ: الأكلة المُحْكَمَةُ.
ويقال لكل مشرفٍ: رَفٌّ وقال أبن عَبّاد: الرَّفُّ أن تأتي المرأة بيتها إذا كان مُشَمَّراً فتزيد في أسفله خِرقَةً من بيوت الشَّعَرِ والوبر، وجمعه: رُفُوْفٌ.
قال: والرَّفِيْفُ: الخِصْبُ، والسُّوْسَنُ.
والرَّفِيْفُ: الرَّوْشَنُ.
وقال شَمر في حديث عقبة بن صوحان: رأيت عثمان -رضي الله عنه- نازلاً بالأبطحِ وإذا فسطاطٌ مضروبٌ وسيفٌ معلق في رفيف الفسطاط وليس عنده سَيَّافٌ ولا جِلْوَاز. رَفِيْفُه: سقفه.
وقال في قول الأعشى:

وصَحِبْنا من آل جَفْنَةَ أمْـلا كاً كِراماً بالشَّأْمِ ذاةِ الرَّفِيْفِ

أراد: البساتين التي تَرِفُّ بنضارتها واهتزازها، وقيل: ذاةُ الرَّفِيْفِ سفنٌ كان يُعْبِرُ عليها؛ وهي أنْ تُشَدَّ سفينتان أو ثلاث للمَلِكِ.
وثوبٌ رَفيْفٌ: نَدٍ. وشجرة رَفِيْفَةٌ: إذا تندت،قَال الأعشى يصف ثغر امرأةٍ:

ومَهَاً تَـرِفُّ غُـرُوْبُـهُ يشفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَهْ

وقال أبو عمرو: الرِّفافَةُ التي تُجْعَلُ في أسفل البيضة.
وقال ابن دريد : الرُّفَّةُ -بالضم-: حُطامُ التبن أو التبن بعينه. ومن أمثالهم: استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَةِ، وقالوا: التُّفَةُ عن الرُّفَةِ.
والرَّفَفُ -بالتحريك-: الرِّقَّةُ، يقال: ثوب رَفِيْفٌ بَيِّنُ الرَّفَفِ.
وقال غيره: الرَّفُّ: حظيرة الشاء.
ورَفَّ قلبي إلى كذا: أي ارتاح.
ورَفَّ فلانٌ بفلانِ: أي أكرمه.
ورَفَّتِ الحُوار أُمه: أي رَضِعها.
ورَفَّ له: سعى بما عز وهان من خدمةٍ؛ يَرُفُّ ويَرِفُّ، رُفُوْفاً، ورَفِيْفاً عن أبن عباد.
ورَفَّ له: أي هشَّ له في تَخَلُّبٍ وخضوع.
ورَفُّوا به: أي أحدقوا.
والرُّفارِفُ: السريع.
والرَّفْرَفُ: ثياب خضر تتخذ منها المحابس، الواحدة: رَفْرَفَةٌ، وبعضهم يجعله واحدا،قَال الله تعالى: (مُتَّكِئْين على رَفْرَفٍ خُضْرٍ)، وقيل: الرَّفْرَفُ فضول المحابس، وقال أبو عبيدة: الرَّفْرَفُ: الفًرًشُ، وقيل: الرَّفْرَفُ كل ما فضل فثُنِي. وفي حديث أبن مسعود -رضي الله عنه-أنهقَال في قوله تعالى: (لَقَدْ رأى من آيات رَبِّه الكُبْرى): رأى رَفْرَفاً أخضر سد الأفق؛ أي بساطاً.
والرَّفْرَفُ -أيضا-: كِسْرُ الخِبَاء.
ورَفْرَفُ الدرع: ما فضل من ذيلها وتدلى من جوانبها،قَال العجّاج:

واجتاب بيضاء دِلاصاً زَغَفا وبيضة مَسْرُوْدَةً ورَفْرَفا

وأنشد أبو عمرو:

وإنا لنَزّالُون تغشـى نِـعَـالَـنـا سوابغُ من أصناف ريطٍ ورَفْرَفِ

ورَفْرَفُ الأيكة: ما تهدل من أغصانها.
ودارَةُ رَفْرَفٍ -قال ثعلبٌ: هذا القول غير أبن الأعرابي، قال: وقال أبن الأعرابي: دارَةُ رُفْرُفٍ بالضم-: في ديار بني نُمَيْرٍ،قَال الراعي:

رأى ما أرَتْهُ يوم دَارَةِ رَفْرَفٍ لتصرعه يوماً هُنَيْدَةُ مصرعا

وذَاةُ رَفْرَفٍ: وادٍ لبني سُليمٍ.
وقال اللَّيْث: الرَّفْرًفُ: ضرب من السمك.
وقال الأصمعي في قول مَعْقِلٍ الهُذلي يصف أسداً ويرثي بالقِطْعَةِ التي منها هذا البيت أخاه عمراً؛ وتُروى القِطْعَةُ للمُعِطَّل الهُذَلي أيضا:

له أيكةٌ لا يأمن الناسُ غـيبـهـا حَمى رَفْرَفاً منها سِبَاطاً وخروعا

إن الرَّفْرَفَ شجر مسترسل ينبت باليمن.
والرَّفْرَفُ -أيضاً-: الرَّفُّ تُجْعَلُ عليه طرائف البيت.
والرَّفْرَاف: طائر؛ وهو خاطف ظله عن أبن سلمة، وربما سموا الظليم بذلك لأنه يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يعدو.
وأرَفت الدجاجة على بيضها: بسطت عليه جناحيها.
وقال أبن عباد: الرَّفْرَفَةُ: الصوت.
ورَفْرَفَ الظَّلِيمُ: إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه.
وقال أبن عباد: أرْتَفَّ: أي برق.
والتركيب يدل على المَصِّ وما أشبهه؛ وعلى الحركة والبريق، وقد شذ عنه الرَّفُّ للقطيع من الإبل والشاء والبقر.

رقف

أبن الأعرابي: الرُّقُوْفُ: الرُّفُوْفُ، يقال: رأيته يُرْقَفُ من البرد: أي يُرْعَدُ.
وقال الأزهري: تَرْقُفُ: أسم امرأة أو بلد، ومنه العباس أبن الوليد التَّرْقُفِيُّ.
وقال الأزهري: القَرْقَفَةُ: الرِّعْدَةُ؛ مأخُوذة من الإرْقَافِ؛ كُرِّرت القاف في أولها، فعلى ما ذكر الأزهري وزنه عَفْعَلٌ وهذا الفصل موضع ذكره لا فصل القاف.
وقال أبو مالك: أُرْقِفَ الرجل -على ما لم يُسَمَّ فاعله- وقف قُفُوْفاً: وهما القشعريرة.

ركف

شَمِرٌ: ارتكف الثلج: إذا وقع فثبت في الأرض.

رنف

أبو عبيد: الرَّنْفُ والرَّنَفُ: بَهْرَامَجُ البر، وقال غيره: الرَّنْفُ: من شجر الجبال. وفي مقتل تأبط شراً: أن الذي رماه لاذ منه بِرَنْفَةٍ؛ فلم يزل تأبط شراً يخذِمُها بالسيف حتى وصل إليه فقتله ثم مات من رميته،قَال أوس بن حجر يذكر نبعة:

تعلمها في غِيْلِها وهي حظوةٌ بوادٍ به نبع طوال وحثـيل
وبانٌ وظَيَّانٌ ورَنْفٌ وشَوحَطٌ ألفُّ أثْيِتٌ ناعِمٌ مُـتَـغَـيّلُ

أي صار غيلاً، ويُرْوَى: “مُتَعَبِّلُ” أي قد سقط ورقه. وهذه كلها من شجر الجبال. وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: أخبرني أعرابي من أهل السَّرَاةِ قال: الرَّنْفُ هو هذا الشجر الذي يقال له الخِلاَفُ البَلْخِيُّ وهو بعينه. والرَّنْفُ: ما ينضم ورقه إلى قضبانه إذا جاء الليل وينتشر بالنهار.
والرَّانِفَةُ: أسفل الألْيَة وطرفها الذي يلي الأرض من الإنسان إذا كان قائماً، وقيل: الرّانِفَةُ ما سأل من الألْيَةِ على الفخذين، وفي حديث عبد الملك بن مرْوان أنهقَال له رجل : خرَجتْ بي قَرْحَةٌ؛ فقال: في أي موضع من جسدك؟ قال: بين الرّانِفَةِ والصفن، فأعجبه حُسْنُ ما كنَى،قَال عنترة بن شداد يهجو عمارة بن زياد العبسي:

مَتَا ما تلقني فَرْدَيْنِ ترجف رَوَانِفُ ألْيَتَيْكَ وتُسْتَطارا

وقال أبو حاتم: رانِفَةُ الكبد: ما رَقَّ منها.
وقال اللِّحْياني: رَوَانِفُ الأكمام رؤوسها.
والرّانِفَةُ أيضاً: طرف غضروف الأذن، وألْيَةُ اليد، وجُلَيْدَةُ طرف الروثة.
والرَّوَانِفُ: أكسيةٌ تُعَلَّق إلى شقاق بيوت الأعراب حتى تلحق بالأرض، الواحدة: رَانِفَةٌ.
وقال أبن عباد: رَانِفُ كل شيء: ناحيته.
والمِرْنَافُ: سيف الحَوْفَزَانِ بن شريك، وهو القائل فيه:

إن يكن المِرْنَافُ قد فـل حَـدَّه جِلادِي به في المأزقِ المتلاحمِ
تَوَارَثَه الآباء من قبل جُـرْهـم فأردفه قدّي شؤونَ الجمَاجِـمِ

وأرنفت الناقة بأذنيها: إذا أرْخَتْهُما من الإعياء، وفي الحديث: أنه كان إذا نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي وهو على القصواء تذرف عيناها وتُرْنِفُ بأذُنَيْها من ثقل الوحي.
وقال أبن عبّاد: أرْنَفَ البعير: إذا سار فحرَّك رأسه فتقدمت جِلْدَةُ هامته.
وجاءني الرجل مُرْنِفاً: أي مسرعاً.
والتركيب يدل على ناحية من الشيء.

روف

أبن الأعرابي: الرَّوْفَةُ الرحمة. وقال ابن دريد: الرَّوْفُ مصدر رافَ يَرُوْفُ رَوْفاً لمن ترك الهمز، قال: وقال قوم: بل الرَّوْفُ من السكون وليس من قولهم: رَؤُفٌ رحيم؛ ذاك من الرَّأْفَةِ ?مهموز-، إلا أنه في لغة من لم يَهْمِزْ: رَوْفٌ، وقرأ الحسن البصري والزُّهري: (لَرَوُفٌ) بالتليين، وظنه بعضهم أنهما قرآه بالواو؛ وهو وَهمٌ، لأن الكلمة مهموزة، والهمز المضموم إذا لُيِّنَ أشبه بالواو، وقرأ أبو جعفر: “لَرَوُوْفٌ” بتليين همزة مُشْبعةٍ. ورَافَ يَرَافُ -مثال نالَ يَنَالُ- لغة في رَأفَ يرْأفُ، ويُروَى قول القطامي:

وراف سُلافٍ شعشع التَّجْرُ مزجهـا لِنُحمى وما فينا عن الشُّربِ صادفُ

بالهمز وتركه، ويفسرونه بالخمر، والرواية الصحيحة: ورَاحٍ.

رهف

ابن دريد: الرُّهَافَةُ -بالضم-: موضع زعموا.

وقال غيره: رَهُفَ الشيء -بالضم- يَرْهُفُ رَهَافَة ورَهَفاً؛ فهو رَهِيْفٌ، ورَهَفْتُ السيف رَهْفاً: دققته؛ فهو رَهِيْفٌ ومَرْهُوْفٌ. وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- وذكر مجيء عامر بن الطفيل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وكان عامر مَرْهُوْفَ البدن. أي مُرْهَفَه دقيقه.
وأرْهَفْتُ سيفي: أي رقَّقتُ شفرتيه.
وقال ابن دريد: فرس مُرْهَفٌ: خامص البطن متقارب الضلوع، وهو عيب.

ريف

الرِّيْفُ: أرض فيها زرع وخصب. وقال الليث: الرِّيْفُ الخصب والسعة في المأكل والمشرب. وقال غيره: الرِّيْفُ ما قارب الماء من أرض العرب. وقال غيره: الرِّيْفُ حيث تكون به الخضر والمياه والزروع.
ورَافَ البدوي يَرِيْفُ: إذا أتى الرِّيْفَ، قال:

جوابُ بيدٍ ألِفٌ عـزُوْفُ لا يأكل البَقْلَ ولا يَرِيْفُ
ولا يرى في بيته القَلِيْفُ

ورَافَتِ الماشية: إذا رعت الريف.
وذكر الأزهري: الرّاف الخمر؛ في هذا التركيب.
وأرض رَيِّفَةٌ ?بتشديد الياء- أي خصبة. وأرَافَتِ الأرض وأرْيَفَتْ: إذا أخصبت.
وأرْيَفْنَا: أي صرنا إلى الريف.
وتَرَيَّفْنا: أي حضرنا القرى ومعين الماء.
وقال ابن عبّاد: رَايَفَ للظِّنَّةِ: أي قارَفَها وطَنَّفَ لها.
والتركيب يدل على خصبٍ وخيرٍ.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف