معجم العباب الزاخر – باب الخاء (خ)

خبأ

خَبَأتُ الشيءَ خَبئاً، ومنه الخابيةُ وهي الحُبُّ؛ الاّ أنَّ العربَ تَركَت هَمزَها كما تركَت هَمزَ البَريَّة والذُّرِّيَّة.
والخَبءُ: ما خُبيءَ، وكذلك الخَبيءُ، على فَعيلٍ. وخَبءُ السَّماواتِ المَطَرُ، وخَبءُ الأرضِ النَّباتُ.
وخَبءٌ: وادٍ بالمدينة على ساكِنيها السلام.
وخَبءٌ: موضعٌ بمَديَنَ.

والخَبأَةُ: البِنتُ، وفي المَثَل: خَبأةٌ خَيرٌ من يَفَعَةِ سَوءٍ. وسَمّى ابو زيد سعيدُ بن أوسٍ كتاباً من كُتُبه “كتابَ خَبأةٍ” لافتتاحه ايّاه بذِكر الخَبأَة بمعنى البِنت واستشهادِه عليها بهذا المَثَل.
والخُبأَةُ -مثالُ تُؤَدَة-: المرأةُ التي تَطَّلِعُ ثم تَختَبيءُ، قال الزِّبرِ قانُ بنُ بَدرٍ: انَّ أبغَضَ كَنائني اِلَيَّ الخُبَأَةُ الطُّلَعَةُ.
وقال الليث: الخِباءُ -مَدَّته هَمزَةْ-: وهو سِمَةٌ “26-أ” تُخْبَأُ في موضعٍ خَفيٍّ من الناقة النَّجيبة، وانما هي لَذِيْعَةٌ بالنار، والجميع أخْبِئةٌ؛ مَهمُوزةً.
وكَيدٌ خابىءٌ: أي خائب.
وأمّا قول النبي -صلّى الله عليه وسلَّم-: ابتَغُوا -ويُروى: التَمِسُوا- الرِّزقَ في خَبايا الأرض. فمعناه ما يَخبَؤُهُ الزُّرّاعُ من البذر، فيكون حَثّاً على الزِّراعة؛ أو ما خَبَأَه اللهُ عزَّ وجلَّ في معادنِ الأرضِ، وهي جَمعُ خَبِيئةٍ، والقياس خَبَئىءُ بهَمزَتَين: المُنقَلِبَةِ عن ياء فَعيلة ولامِ الكلمة، إلاّ أنَّه استُثقِلَ اجتِماعُهُما فَقُلِبَتِ الأخيرةُ ياءً لانكِسارِ ما قَبلَها فاستُثقِلَت، والجَمعُ ثقيلٌ، وهو مَعَ ذلك مُعتَلٌّ، فَقُلِبتِ الياءُ ألِفاً ثمَّ قُلِبَتِ الهَمزةُ الأولى ياءً لخَفائها بَينَ الألِفَين.
وخابَأتُه ما كَذا؟: حاجَيتُه.
وجاريةٌ مُخَبَّأَةٌ: أي مُسَتَّرَة.
وقال ابنُ دريد: اختَبَأتُ له خَبيِئاً: إذا عمَّيت له شيئا ثم سألته عنه، جاء بالاختباء متعديا، وهو صحيح، ومنه حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: قد اخْتَبأت عند الله خصالا: إني لرابع الإسلام وزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته ثم ابنته وبايَعْتَه بيدي هذه اليمنى فما مسَسْت بها ذكري وما تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام. قال الصَّغاني مؤلِّف هذا الكتاب: ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الأولى التي زوّجها منه رُقية والثانية أم كلثوم رضي الله عنهما.

ختأ

مَفازة مُختتئة: لا يُسمع فيها صوت ولا يُهتدى فيها للسبل.
واخْتَتأْتُ من فلان: أي اخْتَتأْتُ منه واسْتَترْت خوفا أو حياء، وأنشد الأخفش لعمرو بن الطفيل:

ولا يَرْهَبُ ابنُ العَمِّ منِّيَ صَوْلتي ولا أخْتَتي من قَوْلَة المتَهَـدِّدِ
وإني إذا أوْعَدْتُـه أو وَعَـدْتُـه لَمُخْلِفُ ايعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي

قال: إنما ترك همزة ضرورة.
أبو عبيد: اخْتَتَأْتُ له: إذا خَتَلْتَه. الليث: إذا تغير لون الرجل من مخافة شيء نحو السلطان وغيره فقد اخْتَتَأَ.

خجأ

خَجَأَ الليل: إذا مال.
وخَجَأْتُه بالعصا: ضربته بها.
وخَجَأَ المرأة: جامَعَها. وفَحْلٌ خُجَأَةٌ: كثير الضِّراب، والرجل كذلك.
الخُجَأَةُ ?أيضاً-: الرجل الكثير اللحم الثقيل.
شَمِرٌ: خَجَأْتُ خُجُوءً: إذا انقمعت. وخَجِئْتُ: إذا اسْتَحْييت.
والخَجَأُ -بالتحريك-: الفُحْش.
أبو زيد: إذا ألحَّ عليك السائل حتى يُبرمَكَ قلت: أخْجَأَني.
والتَّخاجُؤُ في المشي: التَّباطُؤ فيه، قال خحسان رضي الله عنه:

دَعُوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً إنَّ الرِّجالَ أُولُو عَصْبٍ وتَذكيرِ

ويُروى: “دَعُوا التَّخاجِيَ” بكسر الجيم غير مهموز كالتَّناجي. وموضع ذكر هذه الرواية باب الحروف اللينة، وستُذكر ثم إن شاء الله تعالى.

خذأ

الكسائي: خَذَأْتُ له وخَذِئْتُ له خَذَءً وخَذْءً وخُذُوْءً فيهما: خَضَعْتُ وكذلك استَخْذَأْتُ له. وأخْذَأه فلان: أي ذَلَّله.

خرأ

الخُرْءُ -بالضم-: العَذِرَةُ، والجمع خُرُوء مثل جند وجنود؛ وخُرْآنٌ أيضاً، قال جوّاس بن نُعيم الضَّبِّيُّ -ويروى لِجَوّاس بن القَعْطل ولا يصحُّ:-

كأنَّ خُرُوْءَ الطَّيْر فوق رؤوسِهِمْ إذا اجتمعتْ قَيْسٌ مَعاً وتَمـيمُ

وقد خَرِئَ خَرْءً -ككره كَرْهاً ? وخَرَاءةً -ككَرَاهَةٍ- وخِراءَةً -ككِلاءةٍ- فهو خارئٌ، قال الأعشى يهجو بني قِلابَةَ:

يا رَخَماً قاظَ على مَطْلُـوبِ يُعْجِلُ كَفَّ الخَارئ المُطِيْبِ

ويُروى “على يَنْخُوْبِ”.

وأمّا ما روى أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في السنن: أن الكفار قالوا لسليمان الفارسي -رضي الله عنه-: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخِراءة، فالرواي فيها بكسر الخاء وهي اللغة الفُصحى، وقال أبو عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهَرَوِيُّ: الاسم من خَرِئ: الخِرَاءُ، حكاه عن الليث، قال: وقال غيره: جمْعُ الخِراَءِ خُرُوْءٌ،والموضوعُ: مَخْرَأةٌ ومَخْراَةٌ، وزاد غيرهُ: مَخْرُؤةٌ.

خسأ

الخَسِيْءُ -على فَعِيْل-: الرَّدِيءُ من الصُّوف.
وخَسَأتُ الكلب خَسْئاً: طَرَدْته، وخَسَأَ الكلب نفسه، يتعدى ولا يتعدى، وخِسِئَ وانْخَسَأَ أيضا، قال: كالكلب إن قلت له اخْسَأِ انْخَسَأْ.
ويقال: اخْشَأْ إليك: أي اخْسأْ عني.
أبو زيد: خَسَأَ بصره خَسْئاً وخُسُوْءً: أي سدِر، ومنه قوله تعالى: (يَنْقِلِبْ إليكَ البَصَرُ خاسِئاً) وقيل: مُبعداً، وهو فاعِل بمعنى مَفْعول، كقوله تعالى: (في عِيْشَةٍ راضِيَةٍ) أي مَرْضِيَّة.
وتَخَاسأ القوم بالحجارة: تَرَاموا بها، وكانت بينهم مُخاسَأَةٌ.
والتركيب يدل على الإبعاد.

خطأ

خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان.
والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ.
والخَطْءُ -بفتح الخاء وسكون الطاء-، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ -بالكسر-: الذنب في قوله تعالى: (إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً) أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً -على فِعْلَةَ-، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ -على فَعَائِلَ-، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين.
والخَطِيْئَةُ -أيضاً-: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة.
وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:

يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِـلا

هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة. وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد. وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى: (بالخاطِئة) أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة. وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً.
وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ. وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر

ألا أبْلِغا خُلَّتي جـابـراً بأنَّ خَليلَكَ لم يُقْـتَـلِ
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشـاءه وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ

وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني.

ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء. وسُئل ابن عباس -رضي الله عنهما-: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:

إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول البـاعَ بَـدَرْ تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ

والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل.
والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.

خفأ

الخَفءُ: أن تُشق القربة أو المزادة فتُجعل في الحوض إذا كان الماء قليلا تنشفُه الأرض.
الليث: خَفَأْتُ الرجل خَفْئاً: إذا اقتلعته وضربت به الأرض مثل جَفَأْتْهُ بالجيم، وإليه وَجه بعضهم قوله -صلى الله عليه وسلم- حين سُئل: متى تحل لنا الميتة؟ فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تختفئوا بها بقلا فشأنكم بها، وفي الحديث عدّة روايات، ونحن إن شاء الله نذكر كل رواية في موضع ذكرها من تراكيب هذا الكتاب.
ويقال: خَفَأَ فلان بيته:: أي قوَّضه وألقاه.

خلأ

خَلأَتِ الناقة خَلأً وخِلأً -بالمدِّ-: أي حرنت وبركت من غير علَّة، كما يقال في الجمل: ألح؛ وفي الفرس: حرن. وروى المِسْوَرُ بن مخزمة ومروان بن الحكم ?رضي الله عنهما- “كذا”-: أن عام الحُديبية قال النبي ?صلى الله عليه وسلم- إن خالد بن الوليد بالغَميم في خَيْلٍ لقريش طليعة فخذوا ذوات اليمين؛ فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش؛ وبركت القصواء عند الثنية فقال الناس: حل حل؛ فقالوا: خَلأتِ القصواءُ، فقال: ما خَلأَتِ القصواء وما ذاك لها بِخُلُقٍ ولكن حبَسها حابس الفيل، وقال زهير ابن أبي سُلمى:

بآرزِةِ الفَقَارَةِ لـم يَخُـنْـهـا قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ

ولا يقال في الجمل: خَلأَ. وناقة خالئ بلاهاء، ولا يُقال: خالِئة.
والتِّخلِئ: الدنيا، قال:

لو كان في التِّخْلِئِ زَيدٌ ما نَفَـعْ لأنَّ زَيْداً عاجِزُ الرأي لُـكَـعْ
إذا رأى الضيف توارى وانقمع

أي: لو كانت له الدنيا.

خنأ

خَنَأْتُ الجِذعَ وخَنَيْتُه: قطعته.

خبس

خَبَسَ الشيء بكفَّهِ خَبْساً: أخذه. وأسدُ خابِس وخَبوس وخَبّاس، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي:

فما أنا بالضعيفِ فتظلمونـي ولا حَظّي اللَّفَّاءُ ولا الخسيسُ
ولكنّني ضُبـارِمَةٌ جَـمـوْحٌ على الأقرانِ مُجتَرئٌ خَبُوْسُ

وقال هشام: الخَبوس: الظَّلوم، وخَبَسَهُ حقّه: أي ظلمه وغشمه. وقال أبو ذؤيب الهُذَلي؛ ويُروى لمالك بن خالد الخُناعي؛ في صفة أسد:

صعب البديهةِ مَشْبوبٌ أظافِرَهُ مُواثِبٌ أهْرَت الشِّدقَينِ خَبّاسُ

ويروى: “جَسّاس” و “نِبراس”.
والخُباسة -بالضم- والخُباساء: الغَنيمة، وأنشد ابنُ دُريد:

فلم أرَ مِثلهـا خُـبـاسَةَ واحِـدٍ ونَهْنَهْتُ نفسي بعدما كِدْتُ أفْعَلَه

قال: كذا لُغَتُه “أفْعَلَه” بالنَّصبِ، وانتصابه عند البصْريِّين بإِضمار “أن”. وقال لبيد رضي الله عنه:

خَبَاسات الفـوارس كـلَّ يومٍ إذا لم يُرجَ رِسْلٌ في السَّوامِ

والخِبس -بالكسر-: أحد أظماء الإبل، مثل الخِمْس.
وخُباس -بالضم-: فرسُ فقيم بن جرير بن دارِم، قال ذُكَين بن رجاء الفُقَيمي:

بينَ الخُباسيَّاتِ والأوافِقِ وبينَ آلِ ساطِعٍ وناعِقِ

واخْتَبَسْتُ الشيء: إذا أخَذْتَه مغالَبَة.
والمُخْتَبِس: الأسد.
واخْتَبَسَ مالَه: ذهب به.
وما تَخَبَّستُ من شيء: أي ما اغتَنَمتُ، قال العجّاج:

ضخم الخُباساتِ إذا تـخـبّـسـا غصْباً وإن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا

والتركيب يدل على أخذ الشيء قهراً وغَلَبَة.

خدرس

الخَنْدَريس: الخَمْر، سمِّيَت بذلك لقِدَمِهَا، ووزنه فَنْعَليل، والنون زائدة، ومنه قيل: حنطةٌ خَنْدَريس لِقِدَمِها.
وقال ابن دريد: الخَدْرَسَة: منها اشتقاق الخَنْدَريس، وليس بعربيٍ مَحضٍ، وقال أهل اللغة: الخَنْدَريس روميَّة مُعرَّبة.

خدلس

ابن دريد: ناقة حَنْدَلِس؛ قال: وقالوا خَنْدَلِس -بالحاء والخاء-: كثيرة اللحم مسترخية، ذكر ذلك في باب فَنْعَلِلْ، والنون زائدة.

خرس

الخَرْسُ والخِرْسُ -بالفتح والكسر-: الدَّنُّ، عربي صحيح، والجمع: خُرُوْس، وصانِعُه الخَرّاس، قال العجّاج:

مُعَلِّقينَ في الكلابيب الـسُّـفَـرْ وخَرْسَهُ المُحْمَرُّ فيه ما اعتَصَر

وقال النابغة الجعدي -رضي الله عنه- يصف الخمر ودَنَّها:

رُدَّتْ إلى أكْلَفِ المناكِبِ مَرْ سُومٍ مَقيمٍ في الطين مُحتَدِم
جَوْنٍ كجوزِ الحِمارِ جَرَّدَهُ ال خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَـزِم

والخُرْسُ -بالضم-: طعام الولادة، قال:

كل الطعام تشتهي رَبيْعَـهْ الخُرْسَ والإعذارَ والنَّقيعَه

وأما طعام النُّفَسَاءِ نفسها فهو: الخُرسَة. وكان بعض الصالحين إذا دُعِيَ إلى طعامٍ قال: أفي عُرْسٍ أم خُرْسٍ أم إعذارٍ، فإن كان واحد من ذلك أجاب، وإلاّ لم يُجِب. وفي الحديث: وخُرْسَةُ مَرْيَمَ. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ص م ت.
والخَروس في قول أبي دُواد جاريَةْ بن الحجّاج الإياديّ:

شَرُّكُم حاضِرٌ وخيرُكُـم دَرْ رُ خَرُوْسٍ من الأرانِبِ بِكْرِ

البِكْرُ: في أوَّلِ حَملها، ويقال: هي التي تُعمَل لها الخُرسَة. والخَروس -أيضاً-: القليلة الدَّرِّ. وقال ابن دريد: خَصَّ الأرانِبَ لأنها أقل ما تُحلَبْ لَبَنَاً.
وخَرِسَ -بكسر الراء-: إذا شَرِبَ بالخَرْسِ.
والخَرَسُ -بالتحريك-: مصدر الأخرَس، وقد خَرِسَ، والجمع: خُرس وخُراسان؛ كما قالوا سودان وبيضان. وقال ابن دريد: الخَرَسُ: انعقاد اللسان عن الكلام.
ولبنٌ أخرَس: أي خاثِر لا صَوْتَ له في الإناء.
وقال اللّيث: عَلَمٌ أخرَس: إذا لم يُسْمَع فيه صوت صدى، يعني الأعلام التي يُهتَدى بها.
والأُخَيْرِس: سيف الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي -رضي الله عنه-، وفيه يقول:

فما جَبُنَتْ خيلي بفَحْـلَ ولا وَنَـت ولا لُمْتُ يومَ الرَّوعِ وَقْعَ الأُخَيْرسِ

وكتيبة خرساء: وهي التي لا يسمع لها صوتاً لوِقارِهِم في الحرب. وقال أبو عبيد: هي التي صَمَتَتْ من كَثْرَةِ الدّروع وليست لها قعاقع، وقال أبو النجم:

إنَّ السيوفَ تُجيرَنا ونُجيرُها كلٌّ يُجيرُ بعِـزَةٍ ووفـاءِ
لا يَنْثَنِيْنَ ولا تَفِرُّ بحَـدِّهـا عن حدِّ كُلِّ كَتيبَةٍ خَرْساءِ

وسحابَةُ خرساء: ليس فيها رعد ولا برق.
والخَرْساء- أيضاً-: الدّاهية. وقال الأُمَويُّ: رجلٌ خَرِسٌ -بكسر الراء- وخَرِشٌ: وهو الذي لا ينام بالّليل. فأمّا قول أبي حِزام غالِب بن الحارث العُكْلي:

لُوْسُهُ الطَّمْشُ إن أراد شماجا خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيّاً هَمُوْسا

فالرِّواية فيه بالشين المُعجَمَة.
وقال ابن عبّاد: الخُرْسى -مثال حُبْلى-: هي التي لا تِرْغُو من الإبل.

وخُرَاسان: بلاد مشهورة، والنّسْبَةُ إليها خُراساني وخُراسي وخُرسي وخُرْسَني وخُراسَني، ويجمع الخُرسِيُّ خُرْسِيْنَ -بتخفيف باء النّسْبَةِ-، كما قالوا في جمع الأشعريّ الأشعرُون؛ وفي جمع الأعجَمِيّ الأعجمون؛ وفي جمع البابليّ البابِلون، وأنشد اللّيث:

لا تُكريَنَّ بَعدَها الخُرْسِيْنا

وأخرَسَه الله، كما يقال: أعماه وأصَمَّه.
ويقال: خرَّستُ على المرأةِ تَخْريسا: إذا أطعَمْتَ في ولادتها. وقد خُرِسَتْ هيَ: أي جُعِلَ لها الخُرْسُ، قال الأعلم الهُذَلي؛ ويُروى لِمَعْقِلِ بن خُوَيلِد الهُذَليّ:

إذا النُّفَسَاءُ لم تُخَرَّس ببكـرِهـا غُلاماً ولم يُسْكَت بِحِتْرٍ فَطيمُها

ويُروى” “بِحكْرٍ”. وتخرَّسَت هيَ: إذا اتَخذَتْهُ لنفسها. ومنه المثل: تَخَرَّسي يا نفسُ فلا مُخَرِّسَةَ لكِ: أي اصنعي لنفسِكِ الخُرْسَةَ، قالَتْه امرأة وَلَدَت ولم يكن لها من يهتمُّ بشأنها، يُضرَب في اعتناء المرء بنفسه.
والتركيب يدل على جنس من الآنِيَة، وعلى عدم النُّطق؛ وعلى الطعّام.

خربس

ابن دريد: أرضٌ خَرْبَسيس: صُلبَة، وعَرْبَسيس مثله.
قال والخَرْبَسيس والخَرْبَصيص -بالسين والصاد-: من قولهم لا يملك خَربَسيساً وخَرْبَصيصاً: أي ما يملِكُ شيئاً.

خرمس

الإخْرِنْماسُ: السُّكوت، ويقال بالإدغام: اخْرَمَّسَ، وكذلك المضارع واسم الفاعل، قال:

وما يبقى على الحَدَثانِ غُفْرٌ بشـاهـقة لــه أمٌّ رؤوم
تبيت الليل حـانـيَةً عـلـيه كما يَخْرَمِّسُ الإرْخُ الأطومُ

الأطوم: الضَّمّام بين شفتيه.
وقال الليث: اخْرَمَسَّ الرَّجُل: إذا ذَلَّ وخضعَ، قال العجّاج يصف عِزَّهم:

تقاعَسَ العزُّ بنا فاقْعَنْسَـسَـا فَبَخَسَ الناسُ وأعْيا البُخَّسـا
ودَخْدَخَ العَدُوُّ حتّى اخْرَمَّسـا ذُلاً وأعطى مِنْ حِماهُ المُكَّسا

يريد: أنَّ هذا العدو الذي كان يمنع ويحمي قومه وأرضه صار ذليلاً بِعِزِّنا فأعطى المُكَّسَ منا ما ساموه وطلبوه منه وراموه.
وقال ابن عبّاد: الخِرْمِس: اللّيل المُظْلِم.

خسس

الخَسُّ: هذا البَقلُ المعروف.
وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه -بالضم-: إذا جعله خسيساً. والخسيس: الدَّنيء والحقير، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي:

فما أنا بالضّعيفِ فتظلمونـي ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخسيسُ

ويقال خَسِسْتَ بعدي -بالكسر- خِسّة وخَساسة: إذا كان في نَفْسِهِ خَسيساً؛ عن الفرّاء.
ويقال: رفَعْتُ من خسيسته: إذا فعلت به فعلاً تكون فيه رفعته.
وخَسِيسَةُ الناقة: أسنانها دون الإثناء، يقال: جاوَزَت الناقة خَسيسَتَها: وذلك في السنة السادسة إذا ألقت ثَنِيَّتَها، وهي التي تجوز في الضَّحايا والهَدْيِ.
والخُسَاسَة -بالضم-: عُلالَة الفَرَس، والقليل من المال أيضاً.
والخُسُّ -بالضم-: اسم رجل، ومنه هند بنت الخُّس. وقال ابن دريد: الخُسُّ اسم رجل من إياد معروف، وهو أبو ابنة الخُسِّ. وفي نوادر ابن الأعرابي: يقال فيه خُسٌّ وخُصٌّ -بالسين والصاد-، وهو خُسُّ بن حابِس بن قُرَيط الإيادي. وقال أبو محمد الأسْوَد: لا يجوز فيه إلاّ الخُسُّ -بالسين-؛ فإنَّ الأسامي والأمثال لا تُضَاجَم إلاّ في حالِ الضرورة.
قال: وابنةُ الخُسِّ: من العماليق، والإياديَّة: هي جُمعة بنت حابسٍ، وكانت فصيحةً أيضاً.
وقال ابن دريد: العرب تسمِّي النجوم التي لا تَغْرُبُ نحو بناتِ نَعْشٍ والفَرْقَدَينِ والجدي والقُطب وما أشْبَهَ ذلك: الخُسّانَ.
وقال ابن فارس: يقال: هذه الأمور خِسَاسٌ بينهم: أي دوَل.
وقال ابن السكِّيت: يقال أخْسَسْتُ: إذا فعلْتُ فِعلاً خسيساً.
وأخسَسْتُه: وجدته خسيساً. واسْتَخَسَّه: عدَّه خسيسا.
وامرأةٌ مُسْتَخِسَّة ومُسْتَخَسَّة: قبيحة الوجه.
وشيء مُسْتَخِس ومُسْتَخَسَّ: أي دون.
وتَخَاسَّ القوم الشيء: أي تداولوه أو تبادروه.
والتركيب يدل على حقارة الشيء؛ وعلى تداول الشيء.

خفس

أبو عمرو: الخَفْس -بالفتح-: الاستهزاء.
والخَفْسُ -أيضاً-: الأكل القليل.
وقال الليث: يقال للرجل: خَفَسْتَ يا هذا؛ وهو من سوء القول إذا قلت لصاحِبَك أقبح ما تقدر عليه.

وقال ابن عبّاد: خَفَسْتُ الرجل: صرعتُه؛ والبناء: هدمتُه.
وقال أبو عمرو: الخَفيس: الشراب الكثير المِزاج.
وأخفس الرجل: إذا قال أقبح ما يقدر عليه مثل خَفَسَ.
وشراب مُخْفِس: سريع الإسكار. وأخْفِسْ: أي أقِلَّ الماء وأكثِرِ النبيذ.
وقال الفرّاء: الشراب إذا أكثَرتَ ماءه قُلت: خَفَسْتُه وأخْفَسْتُه وخَفَّسْتُه تَخْفِيْساً.
وقال ابن عبّاد: تَخَفَّسَ: أي انجَدَلَ، والتَّخَفُّس: الاضْطِجاع.
وماء مُنْخَفِس: مُتَغيِّر.

خلس

الدِّينوري: الخَلْسُ -بالفتح-: الكلأ اليابس ينبت في أصلِه الرَّطِب فيختَلِط، مثل الخليس، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة:

كأنَّ ضِعافَ المَشْيِ من وَحْشِ بِينَةٍ تَتَبَّعُ أوراقَ العِضاةِ معَ الخَلْـسِ

وخَلَسْتُ الشيء: إذا سَلَبتَه، والاسم: الخُلْسَة -بالضم-، يقال: الفرصَةُ خَلْسَة.
والخُلْسَةُ -أيضاً-: الاسم من قولهم: أخْلَسَ النباتُ: إذا اختلط رَطْبُه ويابِسُه، قال سُوَيد المراثِد:

فتىً قبلٌ لم تُـعْـبِـسِ الـسِّـنُّ وجـهَـهُ سِوى خُلْسَةٍ في الرأسِ كالبَرْقِ في الدُّجى

والخَلِيْس: الأشمط.
والخَلِيْس: النبات الهائج.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه بعث رجلاً إلى الجِنِّ فقال: سِرْ ثلاثاً حتى إذا لم ترَ شمساً فاعلِفْ بعيراً أو أشْبِع نفساً؛ حتى تأتي فتياتٍ قعساً ورجالاً طُلْساً ونساءً خُلْساً. قوله: “خُلْساً” أي سُمْراً قد خالَطَ بياضهُنَّ سوادٌ، من قولهم: شَعَرٌ خليس، والجمع: خُلُس؛ مثل نذير ونُذُر، فخفَّفَ.
والخِلاسيُّ: الولد بين أبوين أسود وأبيض؛ والديك بين دجاجتين هندية وفارسيَّة.
وفي واحد الخُلُس ثلاثة أوجه: أن يكون فَعلاء تقديراً، وأن يكون خَليساً، وخِلاسيَّة على تقدير حذف الزائدتين كأنَّكَ جَمَعْتَ خِلاساً. والقياس خُلُس؛ نحو كِناز وكُنُز، فَخَفَّفَ.
وإذا ضَرَبَ الفحل الناقة ولم يكن أُعِدَّ لها قيل لذلك الولد: الخُلْسُ.
وخِلاس بن عمرو الهَجَري: من التابعين.
وخِلاس بن يَحيى التَّميمي: من أتباع التابعين.
وسِماك وبشير ابْنا سَعْد بن ثعلَبَة بن خَلاّس -بالفتح والتشديد- رضي الله عنهما: لهما صُحبة، وكذلك لعبد الله بن عُمَير بن حارِثَة بن ثَعْلَبَة بن خلاّس- رضي الله عنه-.
وعبّاس بن خُلَيس -مصغراً-: من أتباع التابعين.
وأخْلَسَ رأسه: إذا خالط سوادُهُ البياض.
وأخْلَسَ النَّبات: إذا اختلط رَطبُه ويابِسُه.
ومُخالِس: اسم حصان من خيل العرب معروف، قيل: هو لِبَني هلال، وقال أبو محمد الأعرابي: هو لِبَني عقيل، وقال أبو النَّدى: هو لِبَني فقيم، قال مُزاحِم العقيلي:

يقودانِ جُرْداُ من بَناتِ مُخالِسٍ وأعوَجَ تُقْفى بالأجِلَّةِ والرِّسْلِ

وقال الليث: الاختلاس أوحى من الخَلْس وأخَصُّ. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: ليس على المُنْتَهَب ولا على المُختَلِسِ قَطْعٌ.
وقال الخليل: من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَد، فالمُخْتَلَس ما كان على حَذو الفِعْلِ؛ نحوَ انصَرَفَ انصِرافاً ورَجَعَ رجوعاً، والمُعْتَمَد ما اعتَمَدْتَ عليه فَجَعَلْتَه اسماً للمصدر، نحو المَذْهَب والمَرْجِع وقولك أجَبْتَه جابَةً، وهو المُعتَمَد عليه، ولا يُعْرَف المُعْتَمَد إلاّ بالسماع.
وتَخَلَّسْتُ الشيء: مثل اختَلَسْتُه.
والتخالُسُ: التَّسالُب.
وقال الليث: القِرنان يَتَخالَسَان.
أيُّهُما يقدِر على قتل صاحِبِه. قال أبو ذُؤيب الهُذَليُّ يَصِف شُجاعَيْنِ:

فَتَخالَسا نفسَيهِما بِـنَـوافِـذٍ كنَوافِذِ العُبُطِ التي لا تُرْقَعُ

وروى الأصمعيُّ: “كنوافِذِ العُطُبِ” أي القُطن. وقال الباهلي: أراد مَوْضِعَ الجَيبِ والكُمِّ؛ شَبَّهَ الطَّعْنَةَ بهما، أي جعل كل واحد منهما يَخْتَلِسُ نفس صاحِبِه، يطعنُ هذا هذا و هذا هذا.
والتركيب يدل على الاختطاف والالتماع.

خلبس

الخُلابِس -مثال عُذافِر-: الكَذِب.
والخُلابِس -أيضاً-: الحديث الرقيق، قال الكُمَيت يصف آثار الديار:

بما قد أرى فيها أوانِسَ كالدمى وأشْهَدُ منهنَّ الحَديثَ الخُلابِسا

ويروى: “أوانِسَ بُدَّنا”، وروى الأمويُّ: “الخَلابِسا” -بفتح الخاء- يريد الخَلابِيْس وهو الباطل.
والخَلابِيْس -أيضاً-: المتفرِّقون.
والخَلابِيْس: الأخلاط من كل وجه، قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه:

أمسى الخَلابِيْسَ قد عَزُّوا وقد كَثُرُوا وابن الفُرَيْعَة أمسى بَيْضَةَ البلـدِ

وقال الليث: الخَلابِيْس: الكَذِب.
والخَلابِيْس: أن تَروي الإبل ثم تذهب ذهاباً شديداً حتى تُعَنِّي الراعي، يقول الرجل لصاحبه: أكفيكَ الإبلَ وخَلابِيْسَها.
وقال ابن دريد: الخِلْبيس: واحد الخَلابِيْس. ودفع ذلك الأصمعي وقال: لا أعترِفُ للخَلابِيْس واحِداً، قال: والخَلابِيْس: الشيء الذي لا نظام له ولا يجري على استواء، قال المتلمِّس:

إنَّ العِلافَ ومَنْ باللَّوْذِ مِنْ حَضَنٍ لمّا رأوْا أنَّـه دينٌ خَـلابِـيْسُ
شَدُّوا الجِمالَ بأكوارٍ على عَجَـلٍ والظُّلمُ يُنكِرُهُ القوم المَكـايِيْسُ

وقال ابن عبّاد: أمر خَلابِيْس: أي ذو مكرٍ وخداع ليس بالمستقيم.
قال والخَلابِيْس: اللِّئام والأنذال.
وقال الليث: الخَلَنْبوس: حَجَرُ القدّاح.
وخَلْبَسَهُ وخَلْبَسَ قَلْبَه: إذا فتنه وذهب به؛ كما يقال خَلَبَه، وليس يَبْعُدُ أن يكون هذا هو الأصل لأنَّ السين من حروف الزيادات. وقال ابن فارس: هو منحوت من كلمتين خَلَبَ وخَلَسَ.

خلمس

أبو عمرو: تقول: رَعَيْتُ خُلْموساً؛ وذاك أن ترعى أربع ليالٍ ثم تورِد غُدوَة أو عشيَّة؛ لا تتَّفِق على وِرْدٍ واحد فهي الخَلابِيْس.

خمس

الخَمْسة: عدد، يقال: خمسة رجال وخمسُ نسوة، والتذكير بالهاء. وجاء فلان خامِساً وخامِياً -أيضاً-، وأنشد ابن السكِّيت:

كم للمنازِلِ من شهرٍ وأعـوامِ بالمُنحنى بين أنهـاءٍ وآجـامِ
مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها وعام حُلَّ وهذا التابع الخامي

وثوبٌ مَخْموس: طولُه خَمسُ أذرُع، وكذلك الرُّمح وغيره، قال عَبيد بن الأبرص:

هاتِيْكَ تَحمِلُني وأبيَضَ صارِماً ومُدَرَّباً في مارِنٍ مَخمُوسِ

يعني رمحاً طولُ مارِنِهِ خَمْسُ أذرُع.
وخَمَسْتُ القومَ أخْمُسُهُم -بالضم-: إذا أخذتُ منهم خُمْسَ أموالهم.
وخَمَسْتُهُم أخْمِسُهُم -بالكسر-: إذا كنتُ خامِسَهم؛ أو كَمَّلْتَهُمْ خمسةً بنفسك.
وحبلٌ مخموس: أي من خَمْسِ قُوىً.
وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة. وإن شئتَ أدغَمْتَ، لأنَّ الهاء من خمسة تصير تاءً في الوصل فتُدغَمُ في الدّال. فإن أدخَلْتَ الألف واللام في الدراهم قُلْتَ: عندي خمسةُ الدَّراهِمِ -بضم الهاء- ولا يجوز الإدغام، لأنَّكَ قد أدغَمْتَ اللاّم في الدّال؛ فلا يجوز أن تُدغِمَ الهاء من خمسةِ وقد أدغَمْتَ ما بَعدها. قال الفرزدق يمدح آل المُهَلَّبِ:

ما زال مُذْ عَقَدَت يداهُ إزارَه فَدَنا فأدرَكَ خمسة الأشبـارِ
يُدني خَوافِقَ من خَوافِقَ تلتقي في كُلِّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثارِ

وتقول في المؤنَّث: عندي خَمْسُ القدور، كما قال ذو الرُّمَّة:

وهل يرجع التسليم أو يَكشِف العمى ثلاثَ الأثافي والرُّسُومُ البـلاقِـعُ

وتقول: هذه الخمسة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتُجريها مجرى النَّعْتِ، وكذلك إلى العشرة، وحكى الفرّاء عن الكِسائي أنَّهُ أنشده:

فيمَ قَتَلْتُم رجُلاً تَعَـمُّـدا مُذْ سَنَةٌ وخَمِسون عددا

ويروى: “علامَ قَتْلُ مُسلِمٍ تَعَبُّدا” و “تَعَبَّدا”، الأولى رواية أبي زيد، والثانية رواية أبي حاتم. فَكَسَرَ الميم من خَمٍسون؛ والكلام خَمْسون، كما قالوا خمسَ عَشِرَة ?بكسر الشين-. وقال الفرّاء: رواهُ غَيْرُه “خَمَسون عدداً” -بفتح الميم-، بَنَاهُ على خَمْسَةٍ وخَمَسَات.
ويوم الخَميس: جمعُهُ أخْمِساء وأخْمِسَة، قال رؤبة يصِف كِبَرَه:

أحسِبُ يومَ الجَمْعَةِ الخَميسا

والخميس: الجيش؛ لأنّه خمس فرق: المقدَّمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقَة. ومنه ما رَوى أنس بن مالك ?رضي الله عنه-: أن النبي ?صلى الله عليه وسلّم- صَبَّح خيبر يوم الخميس بُكرَةً، فجاء وقد فَتَحوا الحِصْنَ وخرجوا منه معهم المَسَاحيُّ، فلمّا رأوه حالوا إلى الحصن وقالوا: محمد والخميس محمد والخميس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الله أكبر خَرِبَت خَيبر، إنّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صباح المُنْذَرين. قال:

قد نضرِبُ الجيش الخميس الأزورا حتـى نـرى زَويرَه مُـجَـوَّرا

الزَّوِيْر: الزعيم؛ فجعله صفة.
والخميس ?أيضاً-: الثوب الذي طوله خمس أذرع. ومنه حديث مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: ائتوني بخميس أو لَبيس آخذه منكم في الصَّدَقة فانَّه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة. كأنَّه يَعني القصير من الثياب.
وقال ابن عبّاد: يقال ما أدري أيُّ خميسِ الناسِ هو: أي أيُّ جماعةِ النّاسِ هو.
وقد سَمَّوا خميساً.
والخِمْس -بالكسر-: من إظماء الإبل: هو أن ترعى ثلاثةَ أيّامٍ وتَرِدَ اليوم الرابع، قال العجّاج يَصِفُ بعيراً:

كأنّه من بعدِ طولِ العَـفْـسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ
والسِّدْسِ أحياناً وفوق السِّدْسِ يُنْحَتُ من أقطارِهِ بـفـأسِ

وهي إبلٌ خَوَامِس. وأما قول شبيب بن عَوَانة:

عَقيلَةُ دَلاّهُ لِلَحْـدِ ضَـريحِـهِ وأثوابُهُ يَحْمِلْنَ والخِمْسُ مائحُ

فعقيلة والخِمْس: رجُلان.
والخِمْس -أيضاً-: ضَرْبٌ من بُرُود اليمن، قال أبو عمرو: أوَّلُ من عُمِلَ له ملكُ من ملوك اليَمَن يقال له الخِمْس فنُسِبَ إليه، قال الأعشى يصف الأرض:

يوماً تراها كَشِبه أرْدِيَة ال خِمْسِ ويوماً أدِيْمَها نَغِلا

وفَلاةُ خِمْس: إذا انتاط ماؤها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَابع سِوى اليومَ الذي شَرِبتَ فيه وصَدَرْتَ فيه.
ويقال: هُما في بُرْدَةِ أخْماسٍ: إذا تقاربا واجتمَعا واصطَلَحا، وأنْشَدَ ابنُ السكِّيت:

صَيَّرَني جُودُ يديهِ ومَـنْ أهْواهُ في بُرْدَةِ أخْماسِ

كأنَّه اشترى له جارِية أو ساقَ مهرَ امرأتِهِ عنه. وقال ابن الأعرابي: يقال هما في بَرْدَةِ أخماسٍ: إذا كانا يفعلان فِعلاً واحِداً يشتبهان فيه كأنَّهُما في ثوبٍ واحِدٍ.
وقولَهُم: فلان يضرِب أخماساً لأسداس: أي يسعى في المَكْرِ والخديعة، وأصله من إظماء الإبل، وذلك أنَّ الرجل إذا أراد سفراً بعيداً عَوَّدَ إبِلَهُ أن تشرَبَ خِمساً ثم سِدساً، حتى إذا أخذت في السير صَبَرَت عن الماء. وضَرَبَ: بمعنى بيَّنَ وأظهَرَ، كقوله عزَّ وجلَّ: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً)، والمعنى: أظهَرَ أخماساً لأجل أسداسٍ، أي رَقّى إبِلَهُ من الخِمْسِ إلى الِّدْسِ، يُضرَب لِمَن يُظهِر شيئاً ويريد غيره، وأنشد ثعلب:

الله يعلـمُ لـولا أنَّـنـي فَـرِقٌ من الأمير لعاتَبْتُ ابن نِبـراسِ
في موعِدٍ قالَهُ لي ثُمَّ أخلَـفَـنـي غداً غداً ضَرْبُ أخماسٍ لأسداسِ

وقال الكُمَيت:

وعَطَّفَتِ الضِّبابَ أكُفُّ قومٍ على فُتْخِ الضفادعِ مُرْئمِينْا
وذلك ضَرْبُ أخماسٍ أُريدَت لأسداسٍ عسى ألاّ تكونـا

وقيل في أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أيّامَ الحَكَمَيْنِ حين كان من أمرِه ما كان:

لو كان للقوم رأيٌ يُعْصَمـونَ بَـهِ عند الأمور رَمَوْهُم بابنِ عَبّـاسِ
لكن رَمَوْهُم بِشَيخٍ من ذوي يَمَـنِ لا يَضْرِبُ الأمْرَ أخماساً لأسْداسِ

وقال سابق البربري:

أذاكِرُ أنت عهد الحـيِّ أم نـاسِ وليس للصبرِ عند الحُبِّ من باسِ
إذا أراد امرؤٌ هَجْراً جنى عِلَـلاً وظلَّ يضرِبُ أخماساً لأسـداسِ

وقال الكُمَيْتُ يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:

ألَسـتُـم أيْقَـظَ الأقـوامِ أفـئدةً وأضْرَبَ الناس أخماساً لأعشارِ

وغُلامٌ رُباعيّ وخُماسيّ: أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار، ولا يقال سُداسيّ ولا سُباعيّ؛ لأنه إذا بلغ ستّة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلاً. وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله-: حدَّثَنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارِث عن ابن وَهْب قال: أخْبَرَني ابنُ لهيعة عن خالِد: أنه سأل القاسم وسالِماً عن الرَّجل يشتري غلاماً تامّاً ويُسْلِفُهُ ثمنه فإذا حلَّ الأجَل قال خُذ منّي غُلامَين خَماسيَّينِ أو عِلْجاً أمْرَد، قال: لا بأس.
والخُمْسُ والخُمُسُ: جزءٌ من خمسة، قال الله تعالى: (واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للّهِ خُمُسَه)، وقرَأَ الخليل: “خُمْسَه” بإِسكان الميم.
ويُقال: جاءوا خُماسَ ومَخْمَسَ؛ كما يقال ثلاث ومَثْلَث.
وخَمَاساء -مثال بَراكاء-: موضِع.
وأخْمَسَ القَوم: صاروا خَمْسَة.
وأخْمَسَ الرجل: إذا وَرَدَت إبلُه خِمْساً. وقال رؤبة: سَمِعْتُ أبي يتعجَّب من قوله:

يُثيرُ ويُذري تُرْبَها ويَهـيلُـهُ إثارَةَ نبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ

وخَمَّسْتُ الشيءَ تَخميساً: جعلتُهُ ذا خَمْسَةِ أركان.

خنبس

الخُنابِس: الكريه المنظر.
ويقال للأسد: الخُنابِس، والجمع: الخَنَابِس -مثال جُوالِق وجَوَالِق-، قال طُرَيح بن إسماعيل الثقفي:

غُبْسٌ خَنابِسُ كُلُّهُنَّ مُصَدَّرُ نَهْدُ الزِّبِنَّةِ كالعَريشِ شَتيْمُ

وليلٌ خُنابِس: شديد الظُّلْمَة.
والخُنابِس: القديم الشديد الثابت. وقال ابن فارس: أمّا قولهم للقديم خُنابِس فموضوع لا يُعرَف اشتقاقهُ، قال القطاميّ:

وقالوا: عليك ابنَ الزَّبَيرِ فَلُـذ بِـهِ أبى اللهُ أن أخْزى وعِزّي خُنابِسُ

والخُنابِسَة: اللّبوة التي استبان حَمْلُها.
وقال زيد بن كَثوَة: الخُنابِس من الرجال: الضخم الذي تعلوه كَرْدَمَة، من رِجالٍ خُنابِسين، ويستعار للَّيث القوي، وانشدَ الأياديُّ:

ليثٌ يخافُكَ خَـوْفَـهُ جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ

والخَنْبَس -بالفتح-: مثل الخُنابِس.
ودُعْجة بن خَنْبَس بن ضيغم بن جَحشَنَة بن الرَّبيع بن زِياد بن سَلامة بن قيس بن تُوَيل، والربيع فارسٌ شاعِرٌ، وهو فارس العَرَادَة.
وزِيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن قُرَّة بن خِنْبَس -بالكسر-: شاعر.
وهُدبَة بن خَشْرَم بن كُرْز بن أبي حيَة بن الأسْحَم بن عامِر بن ثعلبة بن قُرَّة بن خِنْبِس: الشاعر المشهور.
وخَنْبَسَ: إذا قَسَمَ الغنيمة.
وخَنْبَسَة الأسد: تَرَارَتُه؛ ويقال مِشيَتُه.

خنس

خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً.
والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ): خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل.
والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة. وقال الفرّاء في قوله تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ): إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها. ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم.
وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم.
ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده:

وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِـرُّمـا وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين.
وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء.

والخَنَسُ -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة. وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ.
والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب.
والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار.
والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة.
والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء.
ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ.
والأخْنَس: القُرَاد.
والأخْنَس: الأسد.
وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ:

أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ.
وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة.
وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد.
والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها:

كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَـمُ

والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه:

أفتلك أو وحشـيةٌ مـسـبـوعةٌ خذلَتْ وهادية الصّوارِ قِوامها
خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَـم يَرِم عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها

وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن.
وخَناس في قوله:

أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد.
وقال ضِرار بن الخطّاب:

ألَّمَت خُناسُ وإلمامُهـا أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء.
ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة.
وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين.
وخُنَيْسٌ -مُصغّراً- في الأعلام واسع.
والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد:

تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَـحُ

وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضاً-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة.
والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد.
وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه.
وأخْنَسْتُه -أيضاً-: أي خَلَّفتُه. وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:

إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَـتْ ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي:

إذا بِـتُّـم بـين الأُذَيّاتِ لـــيلَةً وأخْنَسْتُم من عالجٍ كُلَّ أجْـرَعـا
فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عـاسِـمٌ من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا

ويُروى “إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ”. أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم.
وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف.
وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ.
والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.

خنعس

الخارْزَنجي: الخَنْعَسُ -مثال جَعْفَر-: الضَّبع، وقال بعضهم: هو الخَتْعَس -بالتاء-.

خنفس

الخُنْفَسَاء -بضم الخاء وفتح الفاء وبالمَدِّ- والخُنْفَسُ -بضم الخاء وفتح الفاء- والخِنْفِسُ -مثال خِنْدِف، وهي لغة أهل البصرة-، قال:

والخِنْفِسُ الأسودُ من نَجْرِهِ مَوَدَّةُ العقربِ في السِرِّ

والخُنْفُسَة -مثال قُنْبُعة- والخُنْفَسَة -بضم الخاء وفتح الفاء-: هذه الدُّوَيْبَّة السوداء المُنْتِنَة، والأنثى خُنْفَسَاءَة، وقال الأصمعي: لا يقال خُنْفَسَاءَة بالهاء. وفي المَثَل: ألَجُّ من الخُنْفَسَاءِ، لأنها كلَّما دفَعتها عنك عادَت إليك.
والخَنافِسُ: موضع قُرب الأنبار كان يقام بها سوق للعرب.
ودَيْر الخَنافِس: غرْبيَّ دجلة على قُلَّةِ جبلٍ شامِخ، وفيه طِلِّسمٌ، وهو أنَّ في كل سنةٍ ثلاثة أيّام تَسْوَدُّ حيطانه وسقوفه وأرضه بالخنافِس الصغار، فإذا انقضت تلك الأيام لا توجد ثَمَّ واحِدة البَتَّة.
ويوم الخَنْفَسِ: من أيام العَرَب.
والخُنفَسَة: وقيل: الخُنَفِسَة مثال عُلَبِطَة من الإبِل: التي ترضى بأدنى مُرتَعٍ، عن أبي عمرو.
والخُنافِس -مثال عُذافِر-: الأسد؛ كالخُنابِس.
وقال أبو زيد: خَنْفَسَ الرجُلُ عن القومِ: إذا كَرِهَهُم وعَدَلَ عنهم.

خوس

خاسَ به يَخوسُ ويَخيسُ خَيْساً: غَدَرَ به. والخَوْس: الخيانة.
ومِخْوَس -بكسر الميم- ومِشرَح وجَمَدٌ وأبْضَعَة: بنو مَعْدي كَرِب بن وَليعة بن شُرَحبيل بن معاويَة بن حُجرٍ القَرِدِ، وهم الملوك الأربعة الذين لعنهُم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولعن أختَهُم العَمَرَّدَة، كان لكل واحدٍ منهم وادٍ يملكه بما فيه، وفدوا مع الأشعث فأسْلَموا، ثمَّ ارتَدّوا فَقُتِلوا يوم النُّجَير، قالَت نائِحَتُهُم:

يا عينُ بَكِّي لي الملوك الأربـعة مِخوَساً ومِشرَحاً وجَمَداً وأبْضَعَهْ

وقال ابن فارس: خاسَتِ الجيفة: في أوَّلِ ما تُرْوِح، قال: وقال ابن قتيبة: خاس الشيء: إذا كَسَدَ حتى فَسَدَ، ثُمَّ حُمِلَ على هذا فقيل: خاسَ بعهدِهِ إذا أخْلَفَ وخان، وهذه كلمات يشترِكُ فيها الواو والياء وهما متقارِبَتان، وحَظُّ الياء فيها أكثر.
والتَّخويس في الوِرْدِ: كالتَّخويص؛ وذلك أن يُرْسِلَ إلى الماء بعيراً بعيرا ولا يدعها تزدحم على الماء.
والمُتَخَوِّس: الذي قد ظَهَرَ لحمُه وشحمُه من السِّمَنِ.
والتركيب يدُلُّ على الفساد.

خيس

الخِيْسُ -بالكسر-: الشجر الملتف.
وموضِعُ الأسَدِ: خِيْسٌ – أيضاً-؛ وهو الأجَمَة. وقال ابن دريد: قال بعضُهُم: لا يُسمَّى خِيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء وقصب، قال جَرير:

لا تفْخَرَنَّ على قومٍ عَرَفْـتَ لـهـم نورَ الهُدى وعرين العزِّ ذي الخِيْسِ

والجمع اخياس. والخِيسَة: الخِيْسُ، وجمعها خِيَس، وقال الرِّياشيّ: سألتُ الأصمعي عن الخيسَة فقال: الأجمَة. وأنشد الرِّياشي في الأخياس:

لُحاهُم كأنَّها أخْيَاسُ

والخَيْس: مصدر خاسَت الجيفَة: إذا أروَحَتْ، ومنه يقال: خاسَ البيعُ والطعام.
وقال ابن دريد: خاسَ بالعهدِ يَخيسُ خَيَسَاناً؛ وقال غيره: خَيْساً: إذا نَكَثَ وغدر. وقال أبو رافع ?رضي الله عنه-: بَعَثَتْني قريش إلى رسول الله ?صلى الله عليه وسلّم-؛ فلمّا رأيتُه أُلْقِيَ في قلبي الإسلام؛ فقلت: والله لا أرجِعُ إليهِم، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلّم-: إنّي لا أخيسُ بالعَهْدِ ولا أحبِسُ البُرُدَ؛ ولكن ارجِع؛ فإن كان في نفسِكَ الذي في نفسِكَ الآن فارجِع.
وخاس الرجل: إذا لَزِمَ موضِعَه.
ويقال: قَلَّ خَيْسُه -بالفتح- ما أظرَفَه: أي قَلَّ غَمُّه، وليست بالعالية.
وقال ابن عبّاد: يقال خاسَ خَيْسُكَ: أي ضلَّ ضلالُكَ.
ويقال قَلَّ خَيْسُه: أي خَيْرُه.
وخَيْسُ -ويقال خِيْسُ-: من كُوَر الحَوف الغربي بمصر، يُنسَب إليها البقر الخَيْسِيَّة.
والخِيْسُ -بالكسر-: من نواحي اليمامة.
وقال الرِّياشيُّ: تدعو العرب بعضهم على بعض فتقول: أقَلَّ الله خِيْسَكَ -بالكسر-: أي لَبَنَكَ، قال: إلاّ أنَّ الأصمعي لم يَعْرِفه.
وقال أبو سعيد: يقال قلَّ خِيسُ فلان: أي قلَّ خَطَأُه.
ويقال: اقلِل من خِيْسِك: أي من كَذِبِك.
وقال أبو عمرو: قلَّ خِيسُه ?بالكسر-: أي دَرُّه.
ويقال: إن فَعَلَ فلان كذا فإنَّه يُخاس أنفُه: أي يُرغَم أنفُه ويُذَل.
ويقال: فلان في عيصٍ أخْيَس وعددٍ أخْيَس: أي هو كثير العدد، قال جَنْدَلُ بن المثنى الطُّهَويّ:

وانَّ عِيْصي عِيْصُ عِزٍّ قد أذِنْتُ لهم ألَفُّ تحميهِ صَـفَـاةٌ عِـرْمِـسُ

وخاسَ عن الشيء: جَبُنَ، قال رؤبة:

نجا فِراراً والفِرارُ خَيّاسُ

وخَيّسَهُ تخييساً: أي ذلَّلَهُ، قال النابغة الذبياني:

وخَيِّس الجِنَّ إني قد أذِنْتُ لهم يَبْنونَ تَدْمُرَ بالصِفاحِ والعَمَدِ

والمُخَيِّس والمُخَيَّس: سجن بناه علي -رضي الله عنه-، وكان بنى قبل ذلك سجناً من قصب وسمّاه نافِعاً فَنَقَبَهُ اللصوص، فقال:

ألا تراني كَيِّساً مُكَيَّسـاً بَنَيْتُ بعدَ نافِعٍ مُخَيّسا
باباً حصيناً وأميناً كَيِّسا

فمن كَسَرَ الياء فمعناه المُذَلِّل، ومن فتحها فمعناه موضع التذليل. وكلُّ سجنٍ مُخَيِّسٌ ومُخَيَّسٌ، قال شبيب بن عمرو بن كُرَيب:

ولمّا أن رأيتَ ابنيَ شُمَيْطٍ بِسِكَّةِ طَيِّئٍ والبابُ دوني
تجلَّلْتُ العصا وعَلِمْتُ أنّي رَهينٌ مُخَيّسٍ أن يَثْقَفُوني

وقال:

فلم يبقَ إلاّ داخِـرٌ فـي مُـخَـيّسٍ ومُنْجَحِرٌ في غير أرضِكَ في جُحْرِ

وأبو المُخَيِّسِ السَّكُونيُّ -بكسر الياء-: من التابعين، وكذلك مُخَيِّسُ بن ظَبْيان المِصْرِيُّ.
ومُخَيِّسُ بن تميم: من أتباع التابعين، وقيل فيه: مِخْيَسٌ -مثال مِجْلَز-.
وسنان بن المُخَيِّسُ: قاتِلُ سَهم بن بُردَة.
والإبل المُخَيَّسَة: التي لم تُسْرَح ولكنَّها حُبِسَت للنَّحر أو القَسْم.
والتركيب يدل على تذليل وتليين.

خبط

البعير الأرض بيده يخبطها خبطاً: ضربها ومنه قليل: خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف؛ تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئاً: قال زهير بن أبي سلمى:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطى يعمر فـيهـرم

وفي حديث علي -رضى الله عنه-: خباط عشوات، أي يخبط في ظلمات. وخابط العشوة: نحو واطئ العشوة وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل؛ وربما تردى في بئر أو سقط على السبع.
ويقال: هو يخبط في عمياء: إذا ركب أمراً فهاله.
وفي حديث سعد -رضى الله عنه-: لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بأمين “22-أ”، نهى أن تقدم الرجل عند القيام من السجود.
وفي حديث مكحول: انه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لقد عوفيت، لقد دفع عنك، إنها ساعة مخرجهم؛ وفيها ينتشرون؛ وفيها تكون الخبتة. قال شمر: كان مكحول في لسانه لكنه، وإنما أراد: الخبطة.
وخبط الرجل: إذا طرح نفسه حيث كان لينام، قال:

بشدخن بالليل الشجاع الخابطا

وخبطت الشجرة خبطاً: إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها، ومنه الحديث: أن تعضد أو تخبط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ع ض د.
والمخبط: العصا التي يخبط بها الورق، ومنه الحديث: أن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حبلى فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت، فحكم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه بغرة. وقال كثير:

إذا ما رآني بارِزاً حـالَ دونـهـا بمخبطه يا حسن من أنت ضارب

وقال آخر:

لم تدر ما سا للحمـير ولـم تضرب بكف مخابط السلم

وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يضر الغبط؟ فقال: لا؛ إلا كما يضر العضاة الخبط. والمعنى: أن أضرار الغبط لا يبلغ ضرار الحسد، لأنه ليس فيه ما في الحسد من تمني زوال النعمة عن المحسود. ومثل ما يلحق عمل الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بما يلحق العضاة من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها.
وخَبَطْتُ الرَّجُلَ: إذا انعمت عليه من غير معرفةٍ، قال عَلْقَمَةُ بن عبيدة يمدح الحارث بن أبي شمر ويستعطفه لأخيه شأسٍ:

وفي كلَّ حَيَّ قد خَبَطْتَ بِنعْمَةٍ فَحُقَّ لِشَأسٍ من نَدارك ذَنُوْبُ

فقال الحارث: نضعَمْ وأذْنِنَبة، وكان أسَر شَأسَ بن عبيدة يوم عَيْنِ أُباغَ، فأطلق شأساً وسبعين أسيراً من بني تميم.
وخَبَطَه أيضاً: سَأله، وهو مستعار من خبط الورق، قال زهير بن أبى سلمى يمدح هَرمَ بن سِنَانٍ:

وليس مانِعٍ ذي قُربى ولا رَحِـمٍ يموماً ولا مُعْدِماً من خابطٍ وَرَقا

وقولهم: ما أدري أي خابِطِ لَيلٍ هو؟: أي الناس هو.
وقال ابن شُميل: الخَبْطَةُ: الزكام، وقد خُبِطَ الرجل ?على ما لم يُسَمَّ فاعله-، وقال الليثي: الخَبْطَةُ كالزُّكمِة تصيب في قُبل الشتاء.
وقال ابن الأعرابي: الخَبْطَةُ والخِبْطَةُ: بقية الماء في الغدير والحوض والاناء.
وقال أبو زيد: الخِبْطَةُ -بالكسر- القليل من اللَّبَن. قال: والخِبْطُ من الماء: الرَّفَضُ، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإناء. قال: وفي القِرْبَةِ خِبطَةٌ من ماءٍ، وهي مثل الجزْعَةِ ونحوها، ولم يعرف له فعلاً.
ويقال أيضاً: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ من اللَّيلِ: أي بعد صدرٍ منه.
والخِبْطَةٌ أيضاً: القطعة من البيوت والناس، والجمع:خِبَطٌ وخَبَطَ بعيره خَبْطاً: وسمه بالخبَاط -بالكسر- والخِبَاطُ: سمة في الفخذ طويلة عرضاً؛ وهي لبني سعد، قال المنتخل الهذلي:

مَعَابِلَ غير أرصافٍ ولكـن كُسِيْنَ ظُهَارَ أسْوَدَ كالخِبَاطِ

غير أرصاف: أي ليست بمشدودة بعقب وقال الليث: الخَبِطُ من الخيل والخبوطُ: الذي يَخْبِطُ بيديه أي يضرب بيديه.
وقال ابن بُزُرجَ: يقال: عليه خَبْطَةٌ جميلة أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته وقال الليث:: الخَبِيْطُ: حوض قد خَبَطَته الإبلُ حتى هدمته، ويقال: إنما سمي خَبِيْطاً لأنه خُبِطَ طينه بالأرجل عند بنائه، وأنشد:

ونُؤي كأعْضَادِ الخَبِيْطِ المُهَدمِ

وقال أبو مالك: هو الحَوْضُ الصغير.
قال: والخَبيْطُ: لبن رائب أو مَخِيضٌ يصب عليه حليب من لبن ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد:

أو فَيْضَـهُ مـن حـازرٍ خَـبِـيطِ والخَبِيْطُ من الماء: مثل الصُلْصُلةِ.

وقال ابن عباد: الخُبَّاطُ من السمك: أولاد الكَنْعَدِ الصغار.
والخَبَطُ -بالتحريك-: موضع بأرض جهينة بالقَبِليَّةِ على خمسة أيام من المدينة -على ساكنيها السلام- بناحية الساحل.

والخَبَطُ -بالتحريك-: الورق المْخُبْوطُ، فعل بمعنى مفعول، كالهدم والنفض، وقال الدينوري: الخَبَطُ وَرَقُ الشجر ينفض بالمخَابِطِ، ثم يجفف ويطحن ويكون علفاً للإبل يخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء ثم توجره الإبل، وسمي خَبَطاً لأنه يخبط بالعصا حتى ينتثر.
وسرية الخَبَطِ: من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أميرها أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- إلى حيَّ من جهينة بالقلّبَليَّة مما يلي ساحل البحر. وبينها وبين المدينة خمس ليالٍ. فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخَبَطَ. فسموا جَيْسَ لخَبَط وسرية الخَبَطِ.
وقال ابن عبادٍ: المخْبِطُ: المُطرِقُ.
وقوله تعالى: (لا يقُوموُنَ إلا كما يقوم الذي يَتَخِبَّطُه الشيطان من المَسَّ) أي كما يقوم المجنون في حال جنونه إذا صُرع فسقط، وكل من ضربه البعير بيده فَصرَعه فقد خَبَطَه وتَخَبَّطَه، وقيل: يَتَخَبَّطُه أي يفسده.
واخْتَبَطَني فلان: إذا جاءك يطلب معروفك من غير آصرةٍ، قال ابن فارس: الأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يَخْتَبِطَ الأرض؛ ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالباً جدوى: مُخْتَبِطُ، قال:

ومُخْتَبِطٍلم يَلقْ من دُوننا كُـفَـىَ وذات رَضيْعٍ لم يُنِمها رضيعها

الكُفى: جمع كُفْيَةٍ وهي القُوتُ.
وقال لبيد -رضي الله عنه-:

لِيَبك على النُّعْمان شَرب وقَيْيَنةٌ ومُخْتَبطات كالسَّعَالي أرامِلُ

ويقال: اخْتَبَطَ البعيرُ: أي خَبَطَ، قال جَسّاسُ ابن قُطيبٍ يصف فحلاً”

خَوّى قَليلاً غَيْر ما اخْتباطِ على مَثَاني عُسُبٍ سِبَاطِ

والتركيب يدل على وَطءٍ وضَربٍ.

خرط

خرطتُ العود أخرطه وأخرطه خرطاً، والصانع: خراط، وحرفتهُ: الخراطة كالكتابة.
وخرطتُ الورق: حتته، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمُر يدك عليه إلى أسفله، وفي المثل: دونه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك -وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان- فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال:

إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ بـه ل مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ

وقال المرار بن منقذ الهلالي:

ويَرى دُوْني فلا يسْطيْعُـنـي خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر

وقال عمرو بن كلثوم:

ومن دُونِ ذلك خَرًّط القَتَـاد وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا

يضرب الأول لأمر دونه مانع؛ والثاني للأمر الشاق. وخرطه الدواء: أي أمشاه.
وخَرَطَ الفرس: إذا اجتنب رسنه من يد ممسكه ومضى هائما، ومنه حديث علي ?رضي الله عنه-: أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي -رضي الله عنه-: انك لخروط أتومُ قوماً وهم لك كارهون. والاسم منه الخراط؛ وهو الجماح، ويقول بائع الفرس: برئت إليك من الخراط.
والخراط أيضاً: الفجور، وامرأة خروط: أي فاجرة.
وخرطت الحديد خرطاً: أي طولته كالعمود. ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجه: أي فيهما طول من غير عرض.
والخرُْط: النكاح، يقال: خرط جاريته. وخرطت الفحل في الشول: أي أرسلته فيها. وخرطت البازي: أي أرسلته من سيره.
ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم: قد خرط عليهم عبده، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملاً، ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام، قال ابن شميل: أي أرسل.
ويقال: خرط العُنْقُوْد: إذا وضعه في فيه وأخرج عمُشوشه عارياً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكلُ العنب خرطاً.
وخرط بها: أي حبق.
وحمار خارط: وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه.
وناقةُ خراطةُ: تخترط فتذهب على وجهها. وقال ابن عبادٍ: الخرط -بالكسر-: اليعقوب.
والخرطة: الرجل الأحمق الشديد الحمق. وقال ابن دريد: الخرط: اللبن الذي يتعقد ويعلوه ماء أصفر. وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تحلب خرطاً.
والإخريط؛ ضرب من الحمض، الواحدة: إخريطة، وقال أبو زيادٍ: من الحمض: الإخريط؛ أصفر اللون دقيق العيدان وله أصول وخشب، وقال أبو نصر: من الحمض الإخريط، وهو ضخم وله أصول ويخرط من قضبانه فينخرط؛ ولذلك سمي إخريطاً، وهو حمض، قال الرماح:

بِحيْث يُكنُ إخْرِيطاً وسدْراً وحيْثُ عن التَّفَرُّق يلْتَقِنا

وقال ابن عبادٍ: الخراطة: ماء قليل في المصران.
وقال الليْثُ: الخراط -والواحدة خراطة-: شحمةُ بيضاء تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخراطي -مثال ذنابي- والخريطي. وقال الدينوري: خراط وخراطي؛ ذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة والجميع خراط وأنها شحمة بيضاء تمتصخ من أصل البردي، قال: ويقال لها أيضاً الخراطي والخريطي.
وقال ابن دريدٍ: الخراط -مثال قلام- نبت يشبه البردي.
قال: والمخاريط: الحيات التي سلخت جلودها، وقال غيره: المخراط: الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة، قال المتلمس:

إنَّي كَساني أبو قابُوْس مُرْفَلَةَّ كأنَّها سلْخُ أولادِ المخَاريِط

والخِرْطِيْطُ: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث:

عَجِبْتُ لخِرْطِيْطٍ ورَقْم جَنَـاحِـه ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْث الضَّغَادر

قال: الطَّخْميلُ: الديك. والضغادر: الدجاج، الواحدة: ضغدرة، قال الأزْهري: لا أعرف شيئاً مما في هذا البيت.
والخريطة وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وقال الليث: الخريطة مثل الكيس مشرج من أدم أوخرقٍ، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل أيضاً فيجعل في رأس البلية وهي الناقة التي تحبس عند قبر الميت.
وأخرطت الناقة فهي مخرط ?بلا هاء-: إذا كان من عادتها أن يخرج لبنها متقطعاً كقطع الأوتار من داء يصيب ضرعها.
وأخرطت الخريطة: أي أشْرجتها.
وخرطه الدواء تخريطاً: أي أمشاه؛ مثل خرطه خرطاً.
وانخرط الفرس في سيره: أي لج، قال العجاج يصف ثوراً.

فَثَارَ يَرْمَدُّ من الـنَّـشـاطِ كالبَربريَّ لَجَّ في انْخرِاطِ

ويروى: يرقد.
وانخرط علينا فلان: إذا اندرأ بالقول السيئ والفعل.
وانْخَرَط جِسْمُهُ: أي دقَّّ.
واخْتَرَطَ سيفه: أي سله، منه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله؛ ثلاثاً، يعني: غورث بن الحارث واخترط العنقود: مثل خرطه.
واخروط بهم السير: أي امتد، قال العجاج يصف جمله مسحولاً:

كأنه إذ ضـمـه إمـراري قرقور ساجٍ في دُجيلٍ جارِ
مخروطاً جاء من الأطرارِ

وقال أعشى باهلة:

لا تأمن البازلُ الكوماءَ عـدوتـهَ ولا الأمونَ إذا ما أخروطَ السفرُ

وكذلك قربٌ مُخروطٌ: أي ممتدٌ، قال رؤبةُ:

ما كاد ليلُ القربِ المخـروط بالعيس تمطوها فيافٍ تمتطي

والمخروطةُ من النوقِ: السريعةُ.
وقال الليثُ: اخْروطتِ اللحيةُ: أي امتدتْ.
قال: ويقال للشركة إذا انقلبت على الصيد فاعتلتْ رجله: اخروطَتْ في رجلهِ. واخْرِواطُها: امتدادُ أنشوطتها.
قال: واستخرط الرجلُ في البكاء: إذا اشتد بكاؤه ولج فيه.
قال: وإذا أخذ الطائرُ الدهنَ من مدهنة بزِمكاه قيل: يتخرطُ تخرطاً وينضدُ تنضيداً.
والتركيب يدل على مضي الشيء وانسلاله.
خطط: الخط: واحدُ الخطوط. والخط: الكتابة، يقال: خطه فُلانٌ، قال امرؤ القيس:

بلى ربُ يومٍ قد لهوْت وليلةٍ بانسةٍ كأنها خطُ تمـثـالِ

وقال امرؤ القيس أيضاً:

لمنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشجـانـي كخط الزبورِ في عسِيْبِ يمانِ

والمَطُ -بالكسر-: عودٌ يُخَطُ به.
والمخْطَاطُ: عُودٌ يسوى عليه الخطوطُ.
والخَطُ: موضع باليمامة، وهو خطٌ هجرٍ، وقال الليثُ: الخَطُ ارض ينسب إليها الرماحُ: تقول: رماحٌ خطية، فإذا جعلت النسبة اسماً لازماً قلت: خِطَيةٌ ولم تذكر الرماح، كما قالوا ثيابٌ قبيطيةً: فاذا جعلوها اسماً قالوا: قُبطيةٌ بتغيير اللفظ: وامرأةٌ قبطيةٌ لا يقال الا هكذا، قال:

ذَكَرْتُكِ والخطِيٌ يَخْطِرٌ بيننـا وقد نَهِلَتْ منا المٌثَقَفَةٌ السمرٌ

وقال عمرو بن كلثوم:

بِسٌمْرٍ من قنا الخَطِيّ لَدْنٍ ذَوَابلَ أو بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنا

وقال القٌحيفٌ العٌقيلي:

وفي الصحيحينَ المٌوَلينَ غـدْوَةً كواعبٌ من بكر تسامٌ وتُجْتَلى
أخذنَ اغتِصاباً خٌطةً عَجْرَفـيةً وأمهرنَ أرماحاً من الخط ذٌبلا

بخط ابن حبيب في شعر القٌحيف: “خٌطةً”، وفي نوادرِ أبى زيدٍ: “خِطبةً”.
ويقال: خط عٌمان، وقال الأزهري: ذلك السيفُ كله يسمى الخط، ومن قرى الخط: القَطِيْفُ والعُقَيرُ وقَطَرُ.
وقيل في قول امرئ القيس

فإنْ تمنعوا منا المشقرَ والصفا فإنا وجدنا الخط جماً نخيلُها

هو خط عبد القيس بالبحرين وهو كثيرُ النخيلِِ.
وقال الليثُ: الخطوطُ من بقرِ الوحشِ: الذي يخطُ بأطرافِ ظُلُوْفه، وكذلك كل دابةٍ.
وتقولُ: خط وجهه: أي اختط، وخططتُ بالسيف وجهه ووسطه، وتقول: يخطه بالسيف نصفين.
والخَطُ: أن يخط الزاجر في الرملِ ويزجرَ، قال أبو حاتمٍ: قال أبو زيدٍ: يَخُط خطينِ في الأرض يسميهما ابني عيانٍ؛ إذا زجر قال: ابني عيان أسرعا البيان.
قال: وحلبسٌ الخَطاطُ، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبرهُ بكل ما عرف، وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة ?رضي الله عنه- عن النبي ?صلى الله عليه وسلم-: كان نبي من الأنبياء يخط، كذا قاله الليث، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أما الحديث فَراويهْ معاويةُ بنُ الحكم السلميَ -رضي الله عنه-.
وقال ابنُ عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: (أو أثارةٍ من علم) إنه الخط الذي يخطه الحازيٍ، قال: وهو علم قد ترَكهَ الناسُ، قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازي فيعْطه حلواناً فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازِي غلام له معهَ ميلّ، ثم يأتي إلى أرِض رِخوة فَيُخطّ الأستاذ خطوطاً كثيرة بالعجلة لئلاِ يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوا على مهلِ خًطَين، فإن بقي خطانِ فهما علامة النجح؛ وغلامةُ يقول للتفول: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو عَلامةُ الخيبَة؛ والعرب تسميهُ الأشخَمَ وهو مشّؤومّ.
ويقال: فلان يخط في الأرض: إذا فكر في أمره ودبر وقدره، قال ذو الرمةّ

عشيةَّ مالـي حْـيِلُة غـير أنَّـنـي بِلَقْطِ الَحَصَى واللخَطُ في الدّارِ مُوْلَعُ
أخُطُّ وأمْحُـوْ الـخَـطّ ثُـمَ أعِـيْدُهُ بِكلإفَي والغْرِباَنُ في الـدّارِ وُقّـعُ

وقال اللَّيْث: الخَطُ: ضرْبُ من البُضعِ يقال: خَط بها قُساحاً، والقسحُ: بقاءُ النعاظِ.
والخَط: الطريق الخفيفُ في السهلِ.
وخط في نومه خَطْيِطاً” 26-ب”: أي غَطْ غَطْيِطاً ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أوْترَ بِسْبعٍ أو تِسْعٍ ثم اضْطَجَعَ ونام حتى سُمعَ خَطَيطهُ؛ ويرْى: غَطْيَطْه: ويُروْى: فَخِيْخُه؛ ويُرْوى: ضَفْيرُه؛ وًيرْى: صَفيُره، وَعْنى الخَمْسَةِ واحد وهو نَخيرُ الناّئم.
والخَطْيَطة: الأرْض التي لم تُمطر بين أرْضين ممَطورْتين، وأنشدَ أبو عبيدة:

على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطا

وذكر الليث هذا المعنى وقال: والخطْيَطةُ: أرْض يُصيبُ بعضها الأمطارُ، وبعضها لا يصيبها، وفي حَديث عبد الله بن عَمْروٍ -رضي الله عنهما-: أنه ذكر الأرضيْنَ السبع فوصفها فقال في صفة الخامسة: فيها حيات كسلاسلِ الرّملِ وكالخطائط بين الشّقائق. الخَطائط: الخطوط؛ جمع خَطيْطة. وقال ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن. وفلان ما يخط غباره: أي ما يشق.
والخط ?بالكسر، عن ابن دُرَيْدٍ- والخطة: الأرْض يختطها الرجلُ لنفْسِه، وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها لينيها داراً، ومنه خطِطط الكوفةِ والبصرةَ.
والخطة -بالضم-: الحجةُ.
والخطة -أيضاً-:الأمْرُ والقّصةُ، قال تأبط شرّا:

خّطَّتا إمـا إسـاَرّ ومِـنَّةُ وإما دَمّ والقَتْلُ بالحْرُ أجْدَرُ

أراد: خُطّتانِ؛ فَحَذّف النّوْن اسْتِخْفافاً.
ويقال: جاءَ وفي رَأسه خُطّة: إذا جاءَ وفي نفسه حاجة قد عَزمَ عليها، والعامّة تقولُ: خُطّبةُ، وفي حَديث النبيّ ?صلى الله عليه وسلم- الذي تَرْويهُ قبله بنت مَخرمة التميمية ?رضي الله عنها-: أيلامُ ابنُ هذه أن يفصلَ الخطة وينتصر من وراء الحجزة، أي انه إذا نزل به أمر ملتبس مشكلّ لا يهتدى له إنه لا يعياْ به ولكنه يفصلهُ حتى” 27-أ” يبرُمه ويخرجَ منه، وقد كتب الحديثُ بتمامه في ترْكيب س ب ج.
وقولهم: خطة نائيةْ: أي مقصدُ بعيد.

وقولهم: خذْ خُطّةَ: أي خُذْ خُطة الأنتصافِ؛ أي انْتَصف. وفي المثل: قَبح الله معزى خيرها خطة، قال الأصمعي: خُطة: اسمْ عنز؛ وكانت عنز سوءِ، قال:

يا قوم منْ يحْلُبُ شاةً مَيتـهْ قد حلُبِتْ خُطّة جَنْباً مُسْفَتهْ

الميتة: السّاكِتةُ عند الحَلبَ. والجَنْبُ: جمعُ جنَبةٍ وهي العلُبة. والمُسْفَتةُ: المدْبُوغَةُ بالربَ. يضرْبُ لقومٍ أشرارٍ ينسبُ بَعضهمُ إلى أدْنى فَضيلةٍ. والخطة -أيضا-: من الخط، كالنقطة من النقطِ. وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. قال ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط: ولم يفسرها.
وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي. والخط -أيضاً-: الطريق. ويقال بالفتح. وبالوجهين يروى قول أبي صخر الهدلي:

أتجزَعْ أن بانَتُ سوَاك وأعْـرضـتُ وقد صَدّ بعد اللْفٍ عنك الحبـاَبْـبُ
صدُودَ القٍلاَص الدْمِ في لَيْلةِ الدّجـى عن الخطُ لم يَسْرُبْ لك الخّط سارِبُ

وجبل الخط: من جبال مكة -حرَسها الله تعالى-. وهو أحَدْ الأخْشَيِنْ.
وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: وسئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثاً: فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: خط الله نوئها ألا طلقت نفسها ثلاثاً. أي جعله مخطئاً لها لا يصيبها مطره. ويروى: خطأ ويروى: خطى. والأول من الخطيطة وهي الأرض غير الممطورة. وأصل خطى: خطط: فقلبت الطاء الثالثة حرف لين: كقول العجاج:

تَقَضُي البازي إذا البازي كسُر

وكقولهم: التَّظني وما أملاه. “وخط الله نوءها” أضعف الروايات.
وخططنا في الطعام: أكلنا منه قليلاً.
ومخطط -بكسر الطاء المشددة- موضع. قال أمرؤ القيس: وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا وقال عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه-: ذهب بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله فدعا بطعام قليل فجعلت أخطط ليشبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه أراد أنه يخط الطعام يري أنه يأكلُ وليس يأكلُ.
وكساء مخطط: فيه خطوط. قال رؤية يصف منهلاً:

باكَرتُه قبل الغطاط اللَّغـط وقبل جُوْني القَطا المَخطَط

وخطخطت الإبل في سيرها: تمايلت كلالاً.
وخطخط ببوله: رمى بهم خالفاً كما يفعل الصبي واختط الغلام: أي نبت عذاره.
واختط الرجل الخطة: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها داراً. والتركيب يدل على أثر يمتد امتداداً.

خلط

خلطت الشيء بغيره أخلطه خلطاً. قال الله تعالى: (خلطوا عملا صالحا وأخر سيئاً).
والخليط: المخالط: كالنديم للمنادم والجلس للمجالس. وهو واحد وجمع. قال أبو أمية الفضل ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب:

إن الَخِليط أجدُّوا البْيَن فاْنَجـرُدوا وأخْلفوك عد الأمر الذي وعدُوا

وقال زهير بن أبي سلمى:

بان الخليُط ولم يأوُوْا لمن تركُوا وزَوَّدُوْك اشْتياقاً أيَّةً سَلَكُـوا

وقال بشر بن أبي خازم:

ألا بان الخَليُط ولـم يُزاروا وقْلبُك في الظَّعائن مُستعارُ

وقال الطرماح:

بان الخليط بسحْرةٍ فَتَـبَـدَّدوا والدارُ تُسعف بالخليط وتُبْعدُ

وقال جرير:

إن الخليط أجدُّوا البـيْن يَوَم غـدوْا من دارَةِ الجأب إذ أحدا جُهُمْ زُمَرُ

وقال جرير أيضاً في الخليط بمعنى الواحد:

بان الخليُط ولو طُووْعتُ مابـانـا وقطَّعُوا من حبال الوصْلِ أقرانا.

ويجمع الخليط على خلطاء وخلط. قال الله تعالى: (وأن كثيراً من الخلطاء) قال ابن عرفة: الخليط: من خالطك في متجر أو دين أو معاملة أو جوار. وقال الشافعي: -رحمه الله-في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ما كان من خليطين فأنهما يتراجعان بينهما بالسوية: الخليطان: الشريكان لم يقسما الماشية: وتراجعهما بالسوية أن يكونا خليطين في الإبل تجب فيها الغنم فتوجد الإبل.
في يد أحدهما فَتؤخذُ منه صدقتهما فترجع على شَريكهِ بالسويةِ. وكذلك قال أبو عُبيدٍ في كتاَبِ الأموال.
ونهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخَليِطْينِ من الأشربة: يَعْني أن يخُلط التمرُ والبسُر أو العنَبُ والزّبَيْبُ أو الزّبيَبُ والتمرُ أو العنَبُ والرّطبُ.
وأما الخُلُطُ في جَمْعِ خَلْيط ففي قولِ وَعْلةَ الجرْميّ:

سائلُ مُجاوِرَ جَرْمٍ هل جَنْيتُ لهم حرَباً تفُرقُ بين الجيْرَةِ الخلطُ

وإنما كثر ذلك في أشعارِهم لأنهم كانوا ينْتَجعُون أيام الكلاءِ فيه فيجتمع منهم قبائلُ شتى في مكانٍ واحدٍ فَتقَعُ بينهم ألفةُ. فإذا افترقُوا ورَجَعُوا إلى أوْطانهم ساءهم ذلك.
والخَلْيطُ من العَلفَ: قتّ وتْينً.
والخلطُ -بالكسر-: واحدُ أخلاطِ الطيبٍ.
والخلْطُ -بالكسْر-: واحد أخلاطِ الطيبِ.
والخلطُ أيضاً: السهمُ الذي يَنْبتُ عُودُه على عَوجٍ فلا يزالُ يتَعوّجُ وان قومَ.
وفلان خلطّ ملطَ: أي مختلُط النسبِ.
وامْرأةُ خلطّة: أي مختلطةُ بالناسّ.
والخلْطةُ: العشرةُ.
والخُلْطةُ -بالضم-: الشركةُ.
ورجلّ مخلطّ -بكسر الميم-: يخاُلطُ الأمورَ.
يقال: فُلانّ مخلط مزيلّ. كما قالوا هو راتق فاتقّ.
قال أوس بن حجرَ: وإن قالَ “لي” ماذا تَرى يَسْتسيرني يجدَْني ابن عَمِ مخلطَ الأمْرِ مزيلاَ والمخْلاط: الكثير المخاَلطةِ للناس. قال رُؤبةِ:

فَبِس عضَ الخَرِف المخلاُطِ والوغَل ذي النِميمة المغلاْطِ

وقال ابن الأعرابي: خَلَطِ الثلاثةَ رَجُلُ -بالكسرْ- يَخْلطهم خَلْطاً: إذا خالطهمَ.
ويقالُ للأحْقِ: إنه لخَطُ. وهو أخْلاطَ.
والاسْمُ: الخلاَطَةُ. وأن فيه لخلاطة: أي حمقاً.
والخلط أيضاً: الحسنُ الخلقِ.. وقال الليْثُ: رجلّ خَلطُ:أي مختلط بالناس متحبب. وامرأةُ خَلطةُ.
والخلط أيضاً: الموْصُوْمُ النسبِ.
وقولهم: وقعوا في الخليطي والخلْيطي -بتشديدِ اللام وتخفيفها-: أي اختلط عليهم أمرهم. قال الأزهري: أنشدَني أعرابي:

وكنا خُليْطي في الجمال فأصْبحتْ جمالي توالى ولها من جمالـكِ

وقال ابن عباد: جاءنا خليطين من الناس وخُليطي وخليط وخليط: أي أخْلاط منهم.
وخلاط: مدينة من مدن أرمينية. والعامة تقول: أخْلاط.
وأخْلطَ الرجلُ بعيره: إذا جعلَ قَضيبه في حياءِ الناقة.
وأخلك: أي اختلط. قال رُؤبة:

والحافرُ الشر متى يستنبـطِ ينزعْ ذَميما وجلاً أو يخلْطِ

وقال ابن دريدٍ: أخلطَ الفرَسُ واختلطَ: إذا قَصر في جريه.
والتخليط في الأمرْ: الإفَسادُ فيه.
واختلط: امتَزج. وفي المثل: اختلط الحابلْ بالنابلِ. أي ناصبُ الحبالة بالرامي بالنْبلِ.
وقيل: السدى باللحمة. يضرب في اشتباك الأمرّ وارتباكهِ. وفي مثل أخر: اختلط الخاثرِ بالزباد. الزباد -بالتخفيف- الزبد. وذلك إذا ارْتجن أي فَسد عند المخض. وقيل: هو اللبنُ الرقيقُ. ويروى: بالزبّاد ِ-بالتشديد- وهو عْشبُ إذا وقعَ في الرَائب تعسرَ تَخليصهْ منه. يضربُ في اختلاطِ الحقُ بالباطلِ. وفي مثلَ أخر اختلط الليلُ بالتراب. يضربُ في اسْتهام الأمرِ. وفي مثلٍ أخر: اختلط المرعي بالهملٍ. يضربُ لقومٍ يشكلُ عليهم أمرهم فلا يعتزمون فيه على رأيٍ.
واختلط فلان: أي فسد عقله.
وقال ابن شْميلٍ: جملُ مُخْتلطَ الشحمُ باللحمْ.
والخلاط: المخالطة. قال رُؤية:

لأبدّ من جبيهة الخلاطِ.

الجبيهة: المصادمةُ.
وقال الليث: الخلاط: مخالطة الذئب الغنم.
قال:

يضيم أهل الشاء في الخلاطِ

قال: والخلاط: مخالطةُ الفحْلِ النّاقة إذا خالَط ثيلْه حياءها.
قال: والخلاطُ: أن يخالطَ الرّجلُ في عقله.
يقول: قد خوْلط خلاطاً. وفي حديثِ النبي صلى الله عليه وسلم: لا خلاط ولا وراط. وهو كقوله الأخر: لا يجمعُ بين متفرق ولا يفرق بين مجتمعٍ خَشية الصدقة. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ي ب.
وقال أبو عبيدٍ: تنازعَ العجاجُ وحميدّ الأرْقط في أرْجوزتين على الطاء. فقال حميد: الخلاط يلابا الشعثاء. فقال العجاج: الفجاج أوسع من ذلك يا ابن أخي. أي: لا تخلط أرْجوزتي بأرجوزتك. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أرجوزة العجاج هي قوله:

وبـلْـدةٍ بـعـيدةِ الـنـياطِ مجهولةٍ تغتالُ خطو الخاطي

وأرجوزة حميد الأرقط هي قوله:

هاجت عليك الدارُ بالمطاطِ بينا للياحينِ فَـديِ أرَاطِ

وقال ابن فارسِ: استخلط البعير. وذلك أن يعيا بالقعود على الناقَةِ ولا يهتدي لذلك فيخلط له ويلطف له.
والتركيب يدل على خلاف تنقية الشيء وتهذيبهِ وتخلْيْصه.

خمط

الليث: الخمط: ضربّ من الأراكِ له حملُ يؤكل. وقال الزجاج: يقال لكل نبتٍ قد أخذ طعْما من مرارةٍ حتى لا يمكن أكله: خمط. قال الله تعالى: (ذَوَاتَيْ أُكُلِ خَمْطِ) قرأ أبو عمرو ويعقوب وأبو حاتم بالإضافة.والباقون على الصفة. قال الفَرّاءُ: الخَمْطُ: ثمر الأرَاك وهو البَرِيْرُ. قال ابن الأعرابي: الخَمْطُ: ثمر شجر يقال له فَسْوَةُ الضَّبع على صورة الخَشْخاش يتفرك ولا ينتفع به.
وقال ابن دريد: الخَمْطُ: كل شجر لا شوك له. وقال الدنيوري: زعم بعض الرواة أن الخَمْطَ شجر يشبه السُدر وجمله كالتوت. وقال: وهو أيضا الحمل القليل من كل شجرة.
والخَمْطُ والخَمْطَةُ من اللبن: الحامض. وجمع الخَمْطَة: خِمَاط. قال المنتخل الهذلي:

مُشَعْشَعَةٍ كعَين الدْيكِ ليست إذا ذِيقَت من الخَلّ الخِمَاط

وقال أبو عبيدة: إذا ذهب عن اللبن حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه: فهو سامِطٌ. وإن أخذ شيئاً من الريح: فهو خامط وخَمِيطُ. فان أخذ شيئاً من طعمه: فهو ممَحل. فإن كان فيه طعم الحلاوة: فهو قُوْهَةٌ.
وقال الليث: لبن خَمْطُ وهو الذي يجعل في سقاءٍ ثم يوضع في حشيش حتى يأخذ من ريحه فيكون خَمْطاً طيب الريح طيب الطعم.
قال: والخَمْطَةُ: ريح نور الكرم وما أشبهه ممّا له ريح طيبة. وليست بالشديدة الذكاء طيباً.
وخَمَطْتُ الشاة أخْمِطُها خَمْطاً: إذا نزعت جلدها وشويتها فهي خَمِيطُ. فان نزعت شعرها وشويتها فهي سَمِيطُ. وقال ابن دريد: خَمَطْتُ الجدي: إذا سَمَطْتَه فهو خَمِيطُ ومَخْمُوطُ. قال: وقال بعض أهل اللغة: الخَمِيطُ: المشوي بجلده.
وقال ابن عباد: الخِمَاط: الغنم البيض.
والخَمْطَةُ: الخمر التي قد أخذت ريح الأدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد. ويقال:هي الحامظة.
وقال ابن عبادي: خَمَطَ اللبن يَخْمُطُه ويَخْمِطُه خَمْطاً: إذا جعله في سِقاءٍ.
وبحر خَمِطُ المواج: ملتطمها. قال سويد بن ابي كاهل اليشكري:

ذو عُـبـابٍ زَبِـد آذِيُهُ خَمِطُ التيارِ يَرْمي بالِقَعْ

وتَخَمَّطَ الفَحْلُ: إذا هدر. قال ابن دريد: تَخَمَّطَ الفَحْلُ:إذا هدر للصيال أو إذا صال. وقال غيره: تَخَمَّطَ فُلان: إذا تغضب وتكبر. قال الكُميتُ.

وقد كانَ زَيْناً للعِشيرة مِدْرَهـاً إذا ما تَسَامتْ للتَّخَميِط صِيْدُها

وقال الأصمعي: التَّخَمُّطُ: القهر والأخذُ بالغلبة، وأنشد لأوس بن حجر:

إذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرا حّدُّ نابِـه تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرمٍ

وتَخَمَّطَ البَحْرُ: إذا التَطَمَ.
وقل الليث: رجل مُتَخَمطٌ: شديد الغضب له فورة وجلبة من شدة غضبه، وانشد:

إذا تَخَمَّطَ جَـبّـارُ ثَـنَـوْهُ إلـى ما يَشْتَهونَ ولا يُثْنَون إنْ خَمَطُوا.

وقال رُؤبة:

فقد كَفى تَخَمُّطَ الخَمّـاط والبَغْيَ من تَعَيط العَيّاطِ

وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

ومَتَى أُلاقِ فحولَ قَومٍ مَرَّةً عند الشَّدائد أطغَ أو أتَخَمَّطِ

وقال رُؤبة:

يًصْلِقُ ناباه من التَّخَمط

والتركيب يدل على الانجراد والملاسة وعلى التسلط والصيال.

خنط

الكِسائيُّ: الخَنَاطِيْطُ: جماعات متفرقة مثل عباديد، لا واحد لها من لفظها.
وقل ابن دريد: خَنَطَه يَخْنِطُه خَنْطاً: إذا كربه.

خوط

الليث الخوط: الغصن الناّعمُ لسنةِ، وأنشدَ:

سرَعرْعاً خُوطاً كغُصنٍ نابتِ

وقال غيره: الجمعُ خيِطلَنُ، قال جرير:

أقُبلْنَ من جنْبيّ خيطاّنُ وإضـمْ على قلاصٍ مثلٍ خْيطانِ السّلمُ

وقال الدينوريّ: كل قضيبٍ خوطّ، قال قَيسُ بن الخَطيمِ:

حوراءُ جيداءُ يستَضاءُ بها كأنها خوطُ بأنه قَصـفُ

والخوط من الرجال: الجسم الحسن الخلقٍ.
وابو خوطٍ -ويقال: قوطُ-: من قوى بلخْ.
وقال ابن عبادٍ: الخوْطانَةُ الطوْيلةُ الخلقٍ من النساءٍ.
وقال ابن الأعرابي: يقال خُطْ: إذا أمَرْتهَ أن يخْتلّ إنساْناً برِمحُهِ.
وتخوطْتُ فُلاناً: إذا أتيتهَ الفينةَ بعد الفَينْةَ: أي الحيِنَْ بعد الحينْ.
والتركيبُ يدلّ على تَشعْبٍ أغْصانٍ.

خيط

الخَيْطُ: السلْكُ، وجمعهُ خَيوطةُ -مثال فحلٍ وفحولٍ وفحوُلةٍ-، قال الشّنفرى:

وأطْوي على الخَمْصٍ الحوايا كما انطَوتْ خيوطْةُ مـارىّ تـغـارُ وتُـفْـتــلُ

والمخيط والخياط: الأبرةُ، قال الله تعالى: (حتىَ يلج الجملُ في سَم الخياطِ) والخياطُ -أيضاً- الخيطُ، يقال: أعْطني خياطاً ونصَاحاً، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أدوا الخياطَ والمخيطَ.
والخيطُ الأسَودُ: الفجر المسْتطيلُ: ويقال: سوادُ اللْيل. والخيطُ الأبيض: الفجرُ المعترضُ، قال أبو دوادٍ جاريةُ بن الحجاجِ الإياديّ:

فلما أضاءتْ لـنـا سـدفةُ ولاح من الصبحِ خيطُ أثارا
غَدونا “به” كسوارِ الـهـوكِ مُضْطمراً حالباهُ اضطمارا

وخيط الرقبة: نخاعها. ويقال: جاحشي فلان عن خيط رقته: أي دافع عن دَمه.
وخيط باطلِ: الذي يقال له لعابُ الشمسْ ومخاط الشيطان، وكان مرْوان بن الحكم يلقب بذلك لأنه كان طويلاً قال عبد الرحمن بن الحكم:

لحى الله قوماً ملكوا خيط بـاطـلٍ على الناسِ يعطي منَ يشاءُ ويمنعُ

وقال ابن عبادٍ: خيط باطل: الهواء، يقال: أرق من خيط باطلٍ، وأنشد ابن فارسٍ:

غَدرتم بعمرو يا بني خيط باطلٍ ومثلكم بني البيوت على عمروٍ

وقال ابن دريدٍ: الخيط والخيط -بالفتح والكسر-: القطيعُ من النعام. وزاد غيره: الخيطى- مثال حيرى-، والجمع: خيطان وكان الأصمعي يختار الكسر، قال لبيدّ -رضي اللهّ عنه- يذكرُ الدمنَ:

تحمل أهلـهـا إلاّ عـراراً وعزفاً بعد أحـياءٍ حـلالِ
وخيطاً من خواضبَ مؤلفات كان رئالهـا أرقُ الإفـالِ

ويروى: “ورقُ”.
وأنشد ابن دريدٍ

لم أخشى خيطاناً من النعامِ

ونعامة خيطاء: بينة الخيط، وهو طول عنقها. وقد خطت الثوب خياطة فهو مخيوط ومخيط، وأنشد ابن دريدٍ:

هل في دجوب الحرة المخيطِ وذيلة تشفي مـن الأطـيط

الوذيلةُ: القطعة من السنام شبهها بسبيكة الفضةِ، والأطيط: الجوعُ. فمن قال: مخيوط أخرجه على التمام، ومن قال: مخيط بناه على النقصِ لنقصانِ الياء في خطت، والياء في مخيط هي واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها: وإنما حرك ما قبلها لسكونها وسكون الواو بعد سقوط الياء، وإنما كسر ليعلم أن الساقط ياء. وناس يقولون إن الياء في مخيط هي الأصلية، والذي حذف واو مفعول ليعرف الواوي من اليائي.
والقول هو الأول، لأن الواو مزيدة للبناء فلا ينبغي لها أن تحذف، والأصْلي أحق بالحذف لاجتماع السامنين أو علة توجب أن يحذف حرف، وكذلك القول في كل مفعولٍ من ذوات الثلاثةِ إذا كانت من بنات الياء؛ فإنه يجيء بالنقصان والتمام. فأما من بنات الواو فلم يجيء على التمام إلاّ حرفان: مسْك مدووْف وثوب مصوونّ، فإن هذين جاءا نادرين، وفي النحويين من يقس على ذلك فيقول: قول مقوولّ وفرس مقوود قياساً مطرداً.
والخيط: جبلّ.
وقال أبو عبيدِ: رجل خاط، من الخياطة. وخاط فلان إلى فلانٍ: إذا مر عليه مراً سريعا، ويقال: خط إليه خيطه: أي مر إليه مرة، قال رؤبة:

فقل لذاك الشاعرِ الـخـياط وذي المراء المهر الضفاطِ
رعتَ اتقاءَ العبرِ بالضراطِ

وخاطت الحية: إذا انسابتْ على الأرضِ.
ومخيط الحية: مزحفها، قال:

وبينهما ملقى زمـام كـأنـه مخيط شجاعٍ لآخرَ اللْيلِ ثائرِ

والخيطة في كلام هذيلٍ: الوتدُ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي يصف مشتار العسلِ:

تدلى عليها بـين سـبّ وخـيطةٍ بجرداءَ مثلِ الوكفِ يكبو غرابهاُ

وقال أبو عمرو: الخيطةُ: حبل لطيف يتخذ من السلب.
وقال ابن حبيب الخيطة: دراعة يلبسها.
وخيط فيه الشيب تخييطاً: إذا، قال بدر بن عامرٍ الهذلي:

أقسْمتُ لاأنْس منيحة واحـد حتى تخيط بالبياض قروني

وقال ابن حبيب: إذا اتصل الشيب في الرأس فقد خيط رأسه الشيبُ. ويروى:تخيط: أي تتخيط. ويروى: توخط. وأراد بقوله: ” واحد” أبا العيال الهذلي.
والتركيب يدل على امتدادِ الشيءِ في دقةٍ ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصباً.

خترف

ابن دريد: خترفت الشيء: إذا ضربته فقطعته، يقال: خترفة بالسيف: إذا قطع أعضاءه.
أبن دريد: الختف -بالضم-: السذاب فيما زعموا، لغة يمانية.
وقال الأزهري في تركيب خ ف ت: ثعلب عن أبن الأعرابي: الخفت -بضم الخاء وسكون الفاء-: السذاب؛ وهو الفيجل والفيجن. ولم يذكره الدينوري في كتاب النبات.

خجف

الأزهري:قَال الليث: الخجف والخجيف: لغتان في الجحف والجخيف؛ وهما الخفة والطيش مَع البر، يقال: لا يدع فلان خجيفته.
والخجيفة: المرأة القضيفة، وهن الخجاف. ورجل خجيف: قضيف.
قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الذي ذكره الأزهري عن الليث هو في تركيب ج خ ف -الجيم قبل الخاء-، ولم يذكر الليث في هذا التركيب شيئاً، ولا ذكر اللغتين.

خدف

أبن دريد: الخدف: سرعة المشي وتقارب الخطو.
وقال أبن الأعرابي: خدفت الشيء وخذفته: أي قطعته، ويقال: خدفت له خدفة من المال: أي قطعت له قطعة منه.
وقال أبو عمرو: يقال لخرق القميص قبل أن تؤلف: الكسف والخدف، واحدتهما: كسفة وخدفة.
وقال غيره: كنا في خدفة من الناس: أي جماعة.
وخدفة من الليل: ساعة منه.
قال: والخدف: سكان السفينة.
وقال غيره: خدفت السماء بالثلج: رمت به.
وفلان يخدف في الخصب خدفاً: إذا تنعم وتوسع.
واختدف: أي اختلس.
وقال أبن الأعرابي: اختدف الشيء: أي اختطفه.
وقال غيره: أختدف الثوب: قطعه.
والتركيب يدل على السرعة.خذرف: الخذروف: شيء يدوره الصبي بخيط في يديه فيسمع له دوي،قَال أمرؤ القيس يصف فرساً

دَرِيرٍ كحخُذْرُوْفِ الوَلِيْدِ أمَرَّهُ تَتَابُعُ كَفَّيْهِ بَخَيْطٍ مُوَصَّـلِ

وقال عمير بن الجعد بن القهد:

وإذا أرى شخصاً أماي خِلْتُـهُ رَجُلاً فَمِلتُ كَمَيْلَةِ الخُذْرُوْفِ

وقال الليث: الخذروف: عويد أو قصبة مشقوقة يفرض في وسطه ثم يشد بخيط؛ فإذا مد دار وسمعت له حفيفاً؛ يلعب به الصبيان، ويسمى الخرارة، وبه يوصف الفرس لخفته وسرعته.
قال: والخذروف: السريع في جريه.
ويقال: تركت السيوف رأسه خذاريف: أي قطعاً كل قطعة مثل الخذروف.
وقال أبن عباد: يقال للقطيع من الإبل المنقطع منها: خذروف.
قال: والبرق اللامع في السحاب المنقطع منه: خذروف.
وقال غيره: الخذروف: طين يعجن ويعمل شبيهاً بالسكر يلعب به الصبيان.
وكل شيء منتشر من شيء فهو خذروف،قَال ذو الرمة:

سَعى وارْتَضَخْنَ المَرْوَ حتّى كأنَّه خَذارِيْفُ من قَيْضِ النَّعامِ التَّرَائكِ

وقال أبن عباد: الخذاريف من الهودج: سقائف يربع بها الهودج.
وقال الليث: الخذارف: نبات ربعي إذا أحس بالصصيف يبس، الواحدة خذارفة. وقال الأصمعي: الخذراف: ضرب من الحمض.
والخذرفة: الإسراع، يقال: خذرفت الأتان: أي أسرعت ورمت بقوائمها،قَال ذو الرمة:

إذا واضَخَ التَّقْريْبَ واضَخْنَ مِثْلَهُ وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأكارِعِ

المواضخة: أن تعدو ويعدو كأنهما يتباريان كما يتواضخ الساقيان.
وقال بعضهم: الخذرفة: أن ترمي الإبل بأخفافها من الحصى إذا أسرعت.
وخذرفة بالسيف: إذا قطع الإناء: ملأته.
وقال بعضهم: الخذرفة: التحديد،قَال تميم بن أبي بن مقبل يصف بقرة:

تُذْري الخُزَامى بأظْلافٍ مُخَذْرَفَةٍَ وُقُوْعُهُنَّ إذا وَقَّعْنَ تَـحْـلِـيْلُ

خذف

الليث: الخذف: رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبابتيك تخذف به؛ أو تجعل مخذفة من خشب ترمي بها. ونهى رسول الله ?صلى الله عليه وسلم- عن الخذف وقال: أنه لا يصاد به الصيد ولا ينكى به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين.قَال امرؤ القيس -وقال أبو عبيدة: إنه لا بن فسوة واسمه عتيبة بن مرداس، وهو موجود في شعر أمرئ القيس- يصف ناقته:

كأنَّ الحَصى من خَلْفِها وأمَامها إذا نَجَلتْه رِجْلُها خَذفُ أعْسَرَا

والمِخذفة -أيضاً-: المقلاع.
والمخذفة -أيضاً-: الأست.
وقال أبن عباد: المخذف -وجمعه مخاذف-: عرى المقرن تقرن به الكنانة إلى الجعبة.
وقال الليث: الخذوف: توصف به الدواب السريعة الخذفان وهو ضرب من سير الإبل.
وقال الأصمعي: أتان خذوف: وهي التي تدنو سرتها من الأرض من السمن، والجمع: خذف،قَال الراعي:

نَفى بالعِراكِ حَوَاليَّهـا فَخَفَّتْ له خُذُف ضُمَّرُ

وقيل: الخذوف: الأتان التي من سرعتها ترمي الحصى،قَال النابغة الذبياني:

أنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَـذُوْفٌ من الجَوْناتِ هادِيَةٌ عَنُوْنُ

والتركيب يدل على الرمي.
خرشف: الخرشفة والكرشفة والخرساف والكرشاف: الأرض الغليظة من الكذان؛ التي لا يستطاع أن يمشي فيها، إنما هي كالأضراس.
وقال الزهري: بالبيضاء من بلاد جذيمة على سف الخط بلد يقال له: خرشاف؛ في رمال وعثة تحتها أحساء عذبة الماء؛ عليها نخيل بعل عروقه راسخة في تلك الأحساء.
وقال أبن دريد: يقال سمعت خرشفة القوم: أي حركتهم.
وقال غيره: الخرشفة والخرشفة: اختلاط الكلام.

خرف

خرفت الثمار أخرفها -بالضم- خرفاً ومخرفاً -بالفتح-: إذا جنيتها.
وقال شمر: خرفت فلاناً أخرفه: إذا لقطت له التمر.
قال: والمخرفة: سكة بين صفين من نخل يخترف المخترف من أيهما شاء، وعليها فسر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: عائد المريض على مخرفة الجنة -ويروى: مخارف الجنة- حتى يرجع.
وقال أبو عبيد:قَال الأصمعي: المخارف -واحدهما مخرف-: وهو جنى النخل، وأنما سمي مخرفاً لأنه يخترف منه: أي يجتنى، ومنه حديث أبي طلحة -رضي لله عنه- حين نزلت: (مَنْ ذا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً) قال: إن لي مخرفاً وغني قد جعلته صدقة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اجعله في فقراء قومك. قال:قَال الأصمعي: وأما قول عمر -رضي الله عنه-: تركتم على مثل مخرفة النعم فاتبعوا ولا ترتدعوا؛ فليس من هذا في شيء، أنما أراد بالمخرفة الطريق، أي تركتم على منهاج لا حب كالجادة التي كدتها النعم بأخفافها حتى وضحت واستبانت. وعن أبي قتادة ?رضي الله عنه-: انه لما أعطاه رسول الله ?صلى الله عليه وسلم- سلب القتيل قال: فبعته فابتعت به مخرفاً؛ فهو أول مال تأثلته في الإسلام. ومن المخرف والمخرفة للطريق فول أبي كبير الهذلي:

فأجَزْتُه بأفَلَّ تَحْسـبُ أثْـرَهُ نَهْجاً أبَانَ بذي فَرِيْغٍ مَخْرَفِ

ويروى: “أجزته” يعني هذا المرثي، يعني: أجزته ومعك سيف، ويروى: “مِجْرَفِ” -بكسر الميم وبالجيم- أي يجرف كل شيء.
والمخرف -بكسر الميم-: زبيل صغير يخترف فيه من أطايب الرطب.
والخروفة: النخلة يأخذها الرجل ليخرفها: أي يلقط رطبها.
وقال الليث: الخروف: الحمل الذكر من أولاد الضأن، وأقل العدد أخرفة، والجميع: الخرفان، وأنما اشتقاقه من أنه يخرف من هاهنا وهاهنا أي يرتع.
وقال أبن السكيت: إذا نتجت الفرس يقال لولدها: مهر وخروف؛ فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول، وأنشد لرجل من بلحارث بن كعب:

ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوْفِ قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ

يعني طعنة فار دمها باستنان.
وخارف: أبو قبيلة من همدان، وأسم خارف: مالك بن عبد الله بن كثير، وفي الحديث: من مخلاف خارف ويام، وقد كتب الحديث بتمامه في تركب د ف ء.
والخارف -أيضاً-: حافظ النخل، ومنه ما روى أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أي الشجرة أبعد من الخارف؟ قالوا: فرعها، قال: فكذلك الصف الأول.
والخرفة -بالضم-: المخترف والمجتنى، وفي الحديث: خرفة الصائم وتحفة البير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ص م ت. وقيل: الخرفة: ما يجتني. وقال أبو زيد: الخرائف: النخل اللاتي تخرص.
والخريف: أحد فصول السنة؛ الذي يخترف فيه الثمار. وقال الليث: الخريف ثلاثة أشهر بين آخر القيظ وأول الشتاء. وقال غيره: النسبة إلى الخريف: خرفي ?بالتحريك- وخرفي -بالفتح-، وذلك على غير قياس،قَال العجاج:

جَرَّ السَّحَابُ فوقَهُ الخَرْفِـيُّ ومُرْدِفاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ

وقال الدينوري: الخرفي معرب، وأصله فارسي؛ من القطاني وهو الحب الذي يسمى الجلبان -اللام مشددة وربما خففت-، ولم أسمعها من الفصحاء إلا مشددة، وأسمه بالفارسية: الخلر والخربى.
والخريف -أيضاً-: المطر في ذلك الوقت، وقد خرفنا: أي أصابنا مطر الخريف، وخرفت الأرض -على ما لم يسم فاعله-.
والخريف: الرطب المجني؛ فعيل بمعنى مفعول.
وقال أبو عمرو: الخريف: الساقية.
والخريف: السنة والعام، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عنه أبو سعدي الخدري -رضي الله عنه-: من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً.
والخريفة: أن يحفر للنخلة في البطحاء -وهي مجرى السيل الذي فيه الحصى- حتى ينتهي إلى الكدية ثم يحشى رملاً وتوضع فيه النخلة.
وخرافة: أسم رجل من عذرة استهوته الجن فكان يحدث بما رأى؛ فكذبوه وقالوا: حديث خرافة.
وقال الليث: الخرافة: حديث مستملح كذب. وقال غيره: خرافة معرفة لا تدخله الألف واللام إلا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل.
وروى إبراهيم الحربي -رحمه الله- في غريب الحديث من تألفيه: أن عائشة -رضي الله عنها- قالت:قَال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حدثيني، قلت: ما أحدثك؟ حديث خرافة، قال: أما إنه قد كان.قَال الحربي: والحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل على أنه أسم رجل استهوته الجن ثم رجع؛ فكان يحدث بأعاجيب رآها فيهم.
والخرفة -أيضاً-: الخرفة.
والخرف -بضمتين- في حديث الجارود العبدي -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله قد علمت ما يكفينا من الظهر؛ ذود نأتي عليهن في خرف فنستمع من ظهورهن، قال: ضالة المسلم حرق النار. يريد: في وقت خروجهم إلى الخريف.
وقال الكسائي: وقت اختراف الثمار: الخراف والخراف -كالحصاد والحصاد-.
والرف -بالتحريك-: فساد العقل، وقد خرف -بالكسر- يخرف فهو خرف، وقال عبد الله بن طاوسٍ: العالم لا يخرف، وقال أبو النجم:

أتَيْتُ من عِنْد زِيَادٍ كالخَـرِفْ تَخُطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلشفْ
وتَكْتُبَانِ في الطَّريقِ لامَ ألِفْ

ورواه بعضهم: “تكتبان” بالكسرات؛ وهي لغة لبعضهم. وقال آخر.

مِجْهَالُ رَأْدِ الضُّحى حتّى يُوَرِّعَها كما تُوَرِّعُ عن تَهْذائهِ الخَرِفـا

وخرف الرجل: إذا أولع بأكل الخرفة.
وقال أبو عمرو: الخرف: الشيص من التمر.
وأخرفه الدهر: أي أفسده.
وقال الليث: أخرفته نخلة: أي جعلتها له خرفة يخترفها.
وأخرف النخل: أي حان له أن يخرف، كقولك: أحصد الزرع.
وأخرفت الشاة: ولدت في الخريف، قال:

يَلْقى الأمَانَ على حِيَاضِ مُحَمَّدٍ ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَـسُ

وقال الأموي: إذا كان نتاج الناقة ف مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل قيل: قد أخرفت، فهي مخرف. وقال شمر: لا أعرف “أخرفت? بهذا المعنى إلا من الخريف تحمل الناقة فيه وتضع فيه.
وأخرف القوم: دخلوا في الخريف.
وقال أبن عباد: أخرفت الذرة: طالت جداً.
قال: وخرفته أخاريف.
وقال غيره: خرفني: أي نسبني إلى الخرف.
ورجل مخارف: أي محارف؛ وهو المحدود المحروم.
وخارفته: عاملته؛ من الخريف.
واخترفت الثمار: اجتنيتها.
والتركيب يدل على اجتناء الشيء وعلى الطريق، وقد شذ عن هذا التركيب الخرف؛ فساد اعقل.

خرنف

ناقة خرنف -بالكسر-: أي غزيرة،قَال مزرد:

تُمَشُّوْنَ بالأسْوَاقِ بُدّاً كـأنَّـكُـم رَذَايا مُرِذّاتُ الضُّرُوعِ خَرَانِفُ

وخرانف العضاه: ثمرها، الواحدة: خرنفة.
وقال أبن عباد: الخرنوف: متاع المرأة.
وقال العزيزي: الخرنف: القطن.
والخرانف: الطويل.

وفي النوادر: خرنفته بالسيف وكرنفته: أي ضربته بالسيف.

خزرف

أبن الأعرابي: الخزرافة: الذي لا يحسن القعود في المجلس.
وقال أبن السكيت: الخزرافة: الكثير الكلام الخفيف، وقيل: هو الرخو،قَال امرؤ القس:

فَلَسْتُ بِخِزْرافَةٍ في القُعُوْدِ ولسْتُ بِطَيّاخَةٍ أخْـدَبـا

الطياخة: الذي يقع في ألمر القبيح والسؤة؛ من قولهم: لا يزال يقع فلان في طيخة.
وقال أبن عباد: مر يخزرف في مشيه: أي يخطر.

خزف

الليث: الخزف: الجر.
وقال أبن دريد: الخزف معروف؛ وهو ما عمل من طين وشوي بالنار حتى يكون فخاراً، وأنشد ثعلب:

بَني غُدَانَة ما إنْ أنْتُمُ ذَهَـبـاً ولا صَرِيْفاً ولكنْ أْنتُمُ خَزَفُ

وخزيفة: من الأعلام.
قال: والخزف: الخطر باليد؛ لغة يمانية، يقال: مر فلان يخزف خزفاً: إذا فعل ذلك.

خسف

خسف المكان يخسف خسوفاً: ذهب في الأرض. وخسف اله به الأرض خسفاً: أي غيبة فيها، ومنه قوله تعالى: (فَخَسَفْنا به وبدارِه الأرْضَ). وقرأ حفص ويعقوب وسهل قوله تعالى: (لَخَسَفَ بنا) الباقون: (لَخُسِفَ بنا).
وخسوف العين: ذهابها في الرأس.
وخسوف القمر: كسوفه، وقال ثعلب: كسفت الشمس وخسف القمر؛ هذا أجود الكلام، وقال أو حاتم في الفرق بين الخسوف والكسوف: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف؛ وإذا ذهب كلها فهو الخسوف.
والخسف: النقصان، يقال: رضي فلان بالخسف: أي بالنقصية.
وبات فلان الخسف: أي جائعاً، قال:

بِتْنا على الخَسْفِ لا رِسْلٌ نُقَاتُ به حتّى جَعَلْنا حِبَالَ الرَّحْلِ فصلانا

أي: لا قوت لنا حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا فنتقوت لبنها.
وخسف الركية: مخرج مائها، حكاه أبو زيد.
والخاسف: المهزول.
وقال أبن الأعرابي: يقال للغلام الخفيف: خاسف وخاشف.
وشربنا على الخسف: أي شبنا على غير أكل.
قال: والخسف: الحوز الذي يؤكل، وقال أبو عمرو: هو الخسف والخسف -بالفتح والضم- وهي لغة أهل الشحر.
قال: والخسف -بضمتين-: النقه من الرجال، الواحد: خاسف.
ودع الأمر بخسف: أي دعه كما هو.
وخساف: برية بين بالس وحلب، وقال أبن دريد: خساف مفازة بين الحجاز والشام.
وخسف: إذا خرج من المرض.
وقال أبن عباد: يقال رايته خاسفاً: أي متغير اللون.
وقال الليث: الخسف من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة.
قال: والخسف: أن يحملك الإنسان ما تكره،قَال جثامة:

وتلك التي رامَـهَـا خُـطَّةٌ من الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المحفِلا

ويقال: سامه الخسف وسامه خسفاً وخسفاً -أيضاً بالضم-: أي أولاه ذلا؛ ويقال: كلف المشقة والذل. ومنه حديث علي -رضي الله عنه-: من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف.قَال القتبي: الخسف: أن تحبس الدابة على غير علف؛ ثم يستعار فيوضع موضع التذليل.
وفي حديث عمر: أن العباس بن عبد المطلب -رض الله عنهما- سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر. أي أنبطها وأغرزها؛ من قولهم: خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير؛ فلا ينقطع ماؤها كثرة، فهي خسيف ومخسوفة، قال:

قد نُزِحَتْ إنْ لم تكُنْ خسِيْفا أوْ يَكُنِ البضحْرُ لها حُلِيْفا

وقال صخر الغي الهذلي:

له مـائحٌ ولـه نــازِعٌ يَجُشّانِ بالدَّلْوِ ماءً خَسِيْفا

والجمع: أخسفه وخسف:قَال أبو نواس يرثي خلفاً الأحمر:

مَنْ لا يُعَدُّ العِلْمُ إلاّ ما عَرضفْ قَلَيْذَمٌ من العَيَالِيْمِ الخُـسُـفْ

والخسيف من السحاب: ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثيراً؛ كالخسف، والعين: عن يمين القبلة.

وعَيْنٌ خَسِيْفٌ وخاسِفٌ

بلا هاء: أي غائرة، وأنشد الفراء:

من كُلِّ مُلْقي ذَقَنٍ جَحُوْفِ يُلحُّ عِنْدَ عَيْنها الخَسِيْفِ

وناقة خسيف: غزيرة سريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت خسفاً.
ويقال: وقعوا في أخاسيف من الأرض: وهي اللَّينة.
والخيسفان: النخلة التي يقل حملها ويتغير بسرها. وقال أبو عمرو: الخيسفان: الردي من التمر ويقال: حفر فلان فأخسف: أي وجد بئره خسيفاً، ومنه حديث الحجاج: أأخسفت أم أوشلت وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ن و ط.

وأخسفت العين وانخسفت: أي عميت.
وقرأ أبن مسعود -رضي الله عنه- والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن قطيب وأبان بن تغلب وطاوس: (لَوْلا أنْ مَنَّ اللهُ علينا لانْخُسِفَ بنا) على ما لم يسم فاعله؛ كما يقال: انطلق بنا.
والتركيب يدل على غموض وغؤور.

خشف

شمر: الخشفة والخشفة: الصوت والحركة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يا بلال: ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك. يقال: خشف الإنسان يخشف -بالكسر- خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد فتسمع له خشفة،قَال القطامي:

إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السَّـمَـاءَ بِـشَـتْـوَةٍ على حِيْنَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ

إنما نصب “حين” لأنه جعل “على” فصلاً في الكلام وأضافه إلى جملة؛ فتركت الجملة على إعرابها، كما أنشد سيبويه لشاعر من همدان:

على حِيْنَ ألهى النّاسَ جُلُّ أمُوْرِهِمْ فضنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ

ولأنه أضيف إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل؛ فلم يوفر حظه من الإعراب.
وخشفت رأسه بالحجر: أي فضخته.
والخشاف: الخفاش؛ على القلب، وهو أفصح من الخفاش، ويقال: هو الخطاف.
وطلق بن خشاف: من التابعين.
وخشاف: غير منسوب، حدث عن أمه.
وخشاف -بالتخفيف-: موضع،قَال الأعشى:

ظَبْيَةٌ من ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَـافٍ أُمُّ طفْلٍ بالجَوِّ غَيْرش رَبِيْبِ

وخشف يخشف -بالضم- خشوفاً: ذهب في الأرض.
ورجل مخشف -بكسر الميم-: جريء على السرى. وقال الليث: دليل مخشف: يخشف باليل، وأنشد:

تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْبِ لا تَصْطَلي بها فانَّ لها من القَبِيْليْنِ مِخْشَـفـا

ومصدره الخشفان: وهو الجولان بالليل.
وقال أبو عمرز: الخشف من أقبل: التي تسير بالليل، الواحدة: خاشف وخاشفة وخشوف وأنشد:

باتَ يُبَاري وَرِشاتٍ كالقَـطـا عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرى

والخشاف -بالفتح ولتشديد- والخاشف والمخشف: من صفات الأسد.
قال أبو سهل الهروي: أما الخشاف فهو الأسد الذي يقشر كل شيء يجده، وهو فعال من الخشف وهو القشر، قال:

أغْضَفُ خَشّافٌ شَتِيْمٌ أزْهَرُ

وأما الخاشف: فهو الأسد الذي يسرع عند افتراس الفريسة، والجمع: خواشف،قَال ساعدة بن جؤية الهذلي:

ومَشْرَبِ ثَغْرٍ للرِّجالِ كأنَّهمْ بِعَيْقاِتِهِ هَدْءً سِبَاعٌ خَوَاشِفُ

يقال: مر يخشف: أي يسرع، وقال أبن حبيب: “خواشف”: سراع لمرهم صوت، وقال غيره: خواشف: أي تسير بالليل.
وأما المخشف: فهو الجريء الذي يركب الليل.
وأم خشاف: الداهية.
وزمل بن عمروبن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد كبير بن عذرة العذري -رضي الله عنه-: وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكتب له كتاباً، وعقد له لواء.
وفاطمة بنت خشاف: من التابعيات.
وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع قيل: هو أجرب أخشف. وقال الليث: الأخشف: الذي عمه الجرب فهو يمشي مشية الشنج، قال: وخشف يخشف خشفاً: إذا يبس جلده عليه من العر والجرب وفوق الجرب جلدة يابسة،قَال الفرزدق:

كِلانـا بـه عَـرُّ يُخَـافُ قِـرَافُــهُ على النّاسِ مَطْليُّ المَسَاعِرش أخْشَفُ

وقال أبن دريد: يسمي بعض أهل اليمن الخزف الخشف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه.
والخشف: الذباب الأخضر، والجمع: أخشاف.
والخشف: الذل، مثل الخسف -بالسين المهملة-.
وخشف به وخفش به: إذا رمى به.
ورجل خشوف: يخشف في الأمور: أي يدخل فيها، والذي لا يهاب بالليل كالمخشف.
وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الرض، وأما الأخاسف -بالسين المهملة- فهي الأرض اللينة؛ وقد مرت في موضعها، يقال: وقع في أخاشف من الأرض.
والخشف -بالتحريك- والخشيف: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرخو، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفاً، وأنشد الليث:

أنتَ إذا ما أنْحَدَرَ الخَشِـيْفُ ثَلْجٌ وشَفّانٌ له شَـفِـيْفُ
جَمُّ السَّحَابِ مِدْفَقُ غرُوْفُ

ويقال: إن الخشيف يبيس الزعفران.
وسيف خشيف: أي ماض.
والمخشف -بالفتح-: اليخدان؛ عن الليث، ومعناه: موضع الجمد.
وقال أبن دريد: الخشف -بالكسر-: ولد الظبي، والأنثى: خشفة. وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي: طلى؛ ثم خشف. وظبية مخشف: لها خشف.
وانخشف في الشيء: أي دخل فيه.
ومخاشفة السهم: أن تصيب فتسمع له خشفة.
وخاشف فلان في ذمته: إذا سارع إلى إخفارها. وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر؛ فآمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية ?رضي الله عنه-: قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية -رضي الله عنه-: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها، فلما قدم زياد صلبه على باب داره. أي سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان في الشر، وخاشف الإبل ليلته: إذا سارها، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال قد أخفر ذمته؛ يعني أن قتله كان الرأي.
والتركيب يدل على الغموض والتستر وعلى الهشم والكسر.

خصف

الخصف: النعل ذاة الطراق، وكل طراق: خصفة.
وخصفت النعل خصفاً: خرزتها،قَال الله تعال: (وطَفِقا يَخْصفانِ عليهما من وَرَقِ الجَنَّةِ) أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عوراتهما ويطبقان على أبدانهما ورق ورقة. وقول العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:

من قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ تُخْصَفُ الوَرَقُ

معناه: حيث خصف آدم وحواء -صلوات الله عليهما- من ورق الجنة، يعني مستودعه من الجنة، وقد ذكرت القصة في تركيب ص ل ب.
والمخصف: الإشفى،قَال أبو كبير الذلي:

حتّى انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيْزَةٍ سَوْداءَ رَوْثَةُ أنْفِها كالمِخْصَفِ

ويروي: “انْتَمَيْتُ إلى فراشِ غَريْبَةٍ”.
وخصفت الناقة تخصف خصافاً: إذا ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع، فهي خصوف، وقيل: الخصوف هي التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهر؛ والجرور بشهرين.
والخصفة – بالتحريك-: الجلة التي تعمل من الخوص للتمر، وجمعها: خصف وخصاف.
وقال الليث: الخصف: ثياب غلاظ جداً. قال: وبلغنا أن تبعاً كسا البيت المسوح؛ فانتفض البيت ومزقه عن نفسه، ثم كساه الخصف فلم يقبله، ثم كساه الأنطاع فقبلها، قال: وهو أول من كسا البيت.قَال الأزهري: هذا غلط، وليس الخصف من الثياب في شيء، أنما هي من الخوص لا غير، وهي سفائف تسف من سعف النخل فيسوى منها شقق تلبس بيوت العراب، وربما سويت جلالاً للتمر.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي؛ فأقبل رجل في بصره سوء؛ فمر ببئر عليها خصفة؛ فوقع فيها، فضحك بعض من كان خلف النبي -صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة.
وخصفة -أيضاً-: أبو حي من العرب، وهو خصفة بن قيس عيلان.
وخصفى -مثال بشكى-: موضع.
والأخصف: الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم؛ وهو الذي ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه.
والأخصف: لون كلون الرماد فيه سواد وبياض،قَال العجاج:

حتّى إذا ما لَيْلُه تَـكَـشَّـفـا من الصَّبَاحِ عن بَريْمٍ أخْصَفا

وأخصف: موضع.
وحبل أخصف وظليم أخصف: فيهما سواد وبياض.
وكتيبة خصيف: أي ذاة لونين لون الحديد وغيره، ولم تدخلها الهاء لأنها مفعولة، أي خصفت من ورائها بخيل؛ أي أردفت، ولو كانت للون الحديد لقالوا خصيفة؛ لأنها بمعنى فاعلة.
والخصيف -أيضاً-: النعل المخصوفة.
والخصيف: الرماد،قَال الطرماح:

وخَصِيفٍ لدى مَنَاتِج ظِئْرَيْ نِ من المَرْخِ أتْامَتْ زُنُدُهْ

والخصيف: اللبن الحليب يصب عليه الرائب، فغن جعل فيه التمر والسمن فهو العوبثاي، قال:

إذا ما الخَصِيْفُ العَوْبَثَانيُّ سـاءنـا تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا

والخصاف -بالفتح والتشديد- الذي يخصف النعال.
والخصاف -أيضاً-: الكذاب.
وخصاف -مثال قطام-: فرس أنثى كانت لمالك بن عمرو الغساني؛ وكان فيمن شهد يوم حليمة فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تطيب رجال أبيها من مركن ، فلما دنت من هذا قبلها، فشكت ذلك إلى أبيها فقال: هو أرجى رجل عندي فدعيه فإما أن يقتل وإما أن يبلي بلاء حسناً. ويسمى فارس خصاف.
ويقال: أجرأ من فارس خصاف.

وخصاف -بالكسر؛ مثال لحاف-: حصان كان لسمير بن ربيعة الباهلي، وكان يقال له ?أيضاً-: فارس خصاف، ويقال فيه -أيضاً-: أجرأ من فارس خصاف.
وخصاف -أيضاً-: حصان كان لحمل بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. كان معه هذا الفرس؛ فطلبه المنذر بن امرئ القيس ليفتحله؛ فخصاه بين يديه لجرأته، فسمي خاصي خصاف، وقيل في المثل: أجرأ من خاصي خصاف.
وسماء مخصوفة: ملساء خلقاء. ومخصوفة ?أيضاً-: ذاة لونين فيها سواد وبياض.
والخصفة -بالضم-: الخرزة.
وقال الليث: أخصف: أي أسرع، قال: وهو بالحاء جائز أيضاً.قَال الأزهري: الصواب بالحاء المهملة لا غير.
وأخصف الورق عليه: مثل خصفه، ومنه قراءة ابن بريدة والزهري في إحدى الروايتين عنه: (وطَفِقا يُخْصِفانِ).
وقال غيره: المخصف: السيئ الخلق، وتخصيفه: اجتهاده في التكلف لما ليس عنده.
وخصفه الشيب: إذا استوى هو والسواد.
وقرأ الحسن البصري والزهري وأبن هرمز وعبد الله بن بريدة وعبد الله بن يزيد: (يُخَصِّفانِ عليهما).
وقال الليث: الاختصاف: أن يأخذ العريان على عورته ورقاً عرضاً أو شيئاً نحو ذلك، يقال: اختصف بكذا، وقرأ الحسن البصري والزهري والعرج وعبيد بن عمير: (وطَفِقا يَخِصِّفانِ عليهما) بكسر الخاء والصاد وتشديدها؛ على معنى يختصفان، ثم تدغم التاء في الصاد وتحرك الخاء بحركة الصاد. وروي عن الحسن أيضاً: يخصفان ?بفتح الخاء-، وقرأ الأعرج وأبو عمرو: يخصفان -بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة-.
والتركيب يدل على اجتماع الشيء إلى الشيء، وقد شذ عن هذا التركيب خصفت الناقة.

خصلف

أبن عباد: نخيل مخصلف، وخصلفته: خفة حمله.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب فيما ذكر بالضاد المعجمة.

خضف

الأصمعي: خضف بها: أي ردم، وأنشد:

إنّا وَجَدْنا خَلَفاً شَرَّ الـخَـلَـفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ
أغْلَقَ عَنّا بابَـهُ ثُـمَّ حَـلَـفْ لا يُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ

ويرورى: “بِئْسَ الخَلَفْ”، وروى أبو الهيثم: “إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ من الخَلَفْ”.
وقال أبن دريد: خضف البعير وغيره يخضف خضفاً وخضافاً: إذا ضرط، وقال للأمة: يا خضاف، وهي معدولة.
قال: وفارس خضاف -مثال حذام-: أحد فرسان العرب المشهورين، وله حديث، وخضاف: أسم فرسه. هكذا ذكر في هذا التركيب، ولم يذكرها في الصاد المهملة،قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالصاد المهملة كما ذكرت ذلك في موضعه وذكرت الحديث. والخضوف والخيضف: الضروط.
وقال أبن فارس: الخضف -بالتحريك-: صغار البطيخ؛ وقيل: كباره. وقال الليث البطيخ أول ما يخرج يكون قعسراً صغيراً؛ ثم يكون خضفاً أكبر من ذلك؛ ثم يكون قحاً، والحدج يجمعه، ثم يكون بطيخاص أو طبيخاً -لغتان-.
وقال أبن عباد: الأخضف: الحية.
وقال العزيزي: خضف وفضخ: أي أكل.
وقوله:

نازَعْتُهم أُمَّ وهي مُخْضِفـضةٌ لها حُمَيّا بها يُسْتَأصَلُ العَرَبُ

أم ليلى: هي الخمر، والمخضفة: الخاثرة، والعرب: وجع المعدةقَال الأزهري سميت مخضفة لأنها تزيل العقل فيضرط شاربها وهو لا يعقل.

خضرف

الليث: الخضرفة: هرم العجوز وفضول جلدها.
وقال أبن السكيت: الخنضرف من النساء: الضخمة الكثيرة اللحم الكبير الثديين.

خضلف

الدينوري: زعم بعض الرواة أن الخضلاف: جر المقل؛ وهو الدوم؛قَال أسامة الهذلي يصف ناقة:

تُنِزُّ بِرِجْلَيْها الـمُـدِرَّ كـأنَّـهُ بِمُشْرِفَةِ الخِضْلافِ بادٍ وُقُوْلُها

تنز: تدفع وتؤخر.
وقال أبو عمرو: الخصلفة: خفة حمل النخيل، وانشد:

إذا زُجِرَتْ ألْوَتْ بِضَافٍ سَبِيْبُـهُ أثِيْثٍ كقِنْوَانش النَّخِيْلِ المُخَضْلِفِ

قال الأزهري: جعل قلة حمل النخيل خضلفة؛ لأنه شبه بالمقل في قلة حمله.

خطرف

أبن عباد: الخطريف: السريع.
والخطروف: السريع العنق، والجمل والوساع. وقال غيره: يجعل خطوين خطوة من وساعته.
وقال أبن دريد: خطرف الرجل في مشيته: إذا خطر.
قال: وخطره بالسيف: إذا ضربه.
وقال الليث: الخنطرف: العجوز الفنية، وقد خطرف جلدها: أي استرخى، يقال بالطاء والضاد، والطاء أكثر وأحسن. وذكر ابن عباد الخنظرف والمتخظرف بالظاء المعجمة.
وخطرف: أسرع.
وخطرف الجمل وتخطرف: جعل خطوتين خطوة من وساعته.
ورجل متخطرف: واسع الخلق رحب الذراع.
وتخطرف: أسرع في المشي،قَال العجاج يصف ثوراً.
وغن تلقى غدراً تخطرفا

خطف

الخطف: الاستلاب، وقد خطفه -بالكسر- يخطفه،قَال الله تعالى: (إلاّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ)، وخطف يخطف -مثال ضرب يضرب- فيه لغة، ومنه قراءة أبي رجاء ويحيى بن وثاب: (يَكادُ البَرْقُ يَخْطِفُ أبْصَارهم) بكسر الطاء، وحكاها الأخفش أيضاً، وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف.
وخاطف ظله: طائر،قَال أبن سلمة: هو طائر يقال له الرفراف إذا رأى ظله في الماء اقبل إليه ليخطفه،قَال الكميت:

ورَيْطةِ فِتْيَانٍ كخاطِفِ ظلِّهِ جَعَلْتُ لهم منها خِبَاءً مُمَدَّدا

والخاطف: الذئب.
ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخطفة؛ وهي المرة من الخطف، سمي بها العضو الذي يختطفه السبع أو يقتطعه الإنسان من أعضاء البهيمة الحية، وهي ميتة لا تحل. واصل هذا أنه ?صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة -على ساكنيها السلام- رأى الناس يجبون أسنمة الإبل واليات الغنم فيأكلونها.
وبرق خاطف: لنور الأبصار.
والخطفى -مثال جمزى-: لقب حذيفة جد جرير الشاعر، وهو جرير بن عطيه بن حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر، لقب بقوله:

يَرْفَعنَ باللَّيْلَ إذا ما أسْدَفـا أعْنَاقَ جِنّانس وهاماً رُجَّفا
وعَنَقاً باقي الرَّسِيْمِ خَطَفى

وفي النقائظ: “خَيْطَفا” أي سريعاً. وقال الفرزدق:

هَوَى الخَطَفى لَمِّا اخْتَطَفْتُ دِمـاغَـهُ كما اخْتَطَفَ البازي الخَشَاشَ المُفَازِع

المُفازع: الفزع.
وقال أبن عباد: الخاطوف: شبه المنجل يشد بحباله الصيد يختطف به الظبي.
وجمل خطيف: أي سرييع المر كأنه يخطف في مشيه عنقه؛ أي يجذب، وتلك السرعة هي الخطفى والخيطفى.
والخطيفة: دقيق يذر على اللبن ثم يطبخ فيلعق ويختطف بالملاعق، وفي حديث انس -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أم سليم -رضي الله عنها- وكان عندها شعير فجشته وجعلت له خطيفة، وفي حديث علي -رضي الله عنه-: وصفحة فيها خطيفة وملبنة. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب خ ر ج.
والخطاف -بالضم والتشديد-: طائر.
والخطاف -أيضاً-: حديدة حجناء تكون في جانبي البكرة فيها المحور، وكل حديدة حجناء: خطاف،قَال النابغة الذبياني:

خَطَاطِيْفُ حُجْنٌ في حِبَالٍ مَتِيْنَةٍ تَمُدُّ بهـا أيْدٍ إلـيكَ نَـوَازِعُ

أي خَطاطِيف أجر بها إليك.
ومخالب السباع: خطاطيفها،قَال ابو زبيد حرملة بن المنذر الطائي:

إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطِيْفُ كَـفِّـهِ رَأى المَوْتَ بالعَيْنَيْنِ أسْوَدَ أحْمَرا

وبعير مخطوف: وسم سمة الخطاف؛ أي وسم على هيئة خطاف البكرة.
والخطاف: فرس كان لرجل يقال له ماعز؛ فر يوم القنع من بني شيبان،قَال مطر بن شريك الشيباني:

أفْلَتَنـا يَعـدُو بـه سـابِـحٌ يُلْهِبُ إلْهَابَ ضِرَامِ الحَرِيْقْ
ومَرَّ خُطّافٌ على مـاعِـزٍ والقَوْمُ في عثْيَرِ نَقْعِ وسِيْقْ

والخطاف -بالفتح-: فرس عمير بن الحمام السلمي؛قَال فيه زياد بن هرير التغلبي:

تَرَكْنا فارِسَ الخَطّافِ يَزْقُـو صَدَاهُ بَيْنَ أثْنَاءِ الـفُـرَاتِ
تَولَّتْ عنه خَيْلُ بَني سُـلَـيْمٍ وقد زافَ الكُمَاةُ إلى الكُمَاةِ

ورجل أخطف الحشا: أي ضامره، وكذلك مخطوف الحشا،قَال ساعدة أبن جؤية الهذلي يصف وعلاً:

مُوَكَّلٌ بِشُدُوْفِ الصَّوْمِ يَنْظُـرُهـا من المَغَارِبِ مَخْطُوْفُ الحَشَازَرِم

الشدوف: الشخوص، والصوم: شجر.
وخطاف -مثال قطام- هضبة.
وخطاف -أيضاً-: أسم كلبة.
وما من مرض إلا وله خطف -بالضم-: أي يبرأ منه.
وقال الليث: بعير مخطف البطن وحمار مخطف البطن: أي منطويه،قَال ذو الرمة:

أو مُخْطَفُ البَطْنِ لا حَتْهُ نُحَائصُهُ بالقُنَّتَيْنِ كِلا لِـيْتَـيْهِ مَـكْـدُوْمُ

ورمى الرمية فأخطفها: أي أخطأها،قَال القطامي:

وانقَضَّ قد فاتَ العُيُوْنَ الطُّرفا إذا أصابَ صَيْدَهُ أو أخْطَفـا

وقرأ الحسن البصري وقتادة والأعرج وابن جبير: (إلاّ مَنْ خِطِّفَ الخَطْفَةَ) -بكسر الخاء وتشديد الطاء وخفضها-، وفيه وجهان: أحدهما: أن يكونوا كسروا الخاء لانكسار الطاء للمطابقة واتفاق الحركتين، والثاني: أن يريدوا اختطف؛ فيستثقل اجتماع التاء والطاء مبينة ومدغمة؛ فتحذف التاء، ثم يكره الالتباس في قولهم: “اخطف” بالأمر إذا قال: اخطف هذا يا رجل؛ فتحذف الألف لأنها ليست من نفس الكلمة؛ وتترك الكسرة التي كانت فيها في الخاء، لأنه لا يبتدأ بساكن ثم تتبع الطاء كسرة الخاء.
واختطف لي من حديثه شيئاً ثم سكت: وهو الرجل يأخذ في الحديث ثم يبدو له شيء فيقطع حديثه.
وتخطفه: أي اختطفه،قَال امرؤ القيس يصف عقاباً.

تَخَطَّفُ خِزّانَ الأُنَيْعِمِ بالضُّحـى وقد جَحَرَتْ منها ثَعَالِبُ أوْ رالِ

والتركيب يدل على استلاب في خفة.

خظرف

خظرف البعير في سيره: لغة في خذرف؛ إذا أسرع ووسع الخطو. وقال ابن عباد: جمل خظروف: يخظرف خطوه؛ أي يجعل خطوتين خطوة من وساعته.
والخنظرف: العجوز الفانية المتشنجة الجلد، ولشد ما خظفت.
ورجل متخظرف: واسع الخلق رحب الذراع.

خفف

الخف: واحد أخفاف البعير. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا سبق غلا في خف أو حافر أو نصل، أراد: في ذي خف. وفي حديثه الأخر: تستن عليه بقوائمها وأخفافها، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ق ر ر.قَال الراعي:

لها أمْرُها حتّى إذا ما تَبَوَّأتْ بأخْفَافِها مَأوىً تَبَوَّأ مَضْجَعا

والخف -أيضاً-: واحد الخفاف التي تلبس.
والخف من الأرض: أغلظ من النعل.
وإما قوله:

يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفَافِ تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِـلافِ

فأنه يريد به كنفاً اتخذ من ساق خف.
وقولهم: رجع بخفي حنين.قَال أبو عبيد: اصله أن حنيناً كان إسكافاً من أهل الحيرة؛ فساومه أعرابي بخفين حتى أغضبه؛ فأراد غيظ العرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق؛ ثم ألقى الأخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الأخر لأخذته؛ ومضى فلما انتهى إلى الأخر ندم على تركه الول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلاً. يضرب عند الياس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمر أن فقال: يا عم أنا أبن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع فقيل: رجع حنين بخفيه.
والخف -بالكسر-: الخفيف،قَال امرؤ القيس:

يَزلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِهِ ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ

ويقال -أيضاً-: خرج فلان في خف من أصحابه: أي في جماعة قليلة.
وخفاف بن ندبة -وهي أمه-؛ وهو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد، وخفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري -رضي الله عنهم-: لهما صحبة، وأبن ندبة له شعر، وهو أحد غربان العرب.
ورجل خفاف وخفيف: بمعنى، كطوال وطويل،قَال أبو النجم:

وقد جَعَلْنا في وَضِيْنِ الأحبُلِ جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَـقَّـلِ

أي: قلبه خفيف وبدنه ثقيل.
وخف الشيء يخف خفة: صار خفيفاً، ومنه قول عطاء بن أبى رباح: خفوا على الأرض.قَال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد ذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالاً فيؤثر في جبهتك أثر السجود.
وخفان: مأسدة قرب الكوفة، وأنشدوا:

شَرَنْبَثُ أطْرَافِ البَنَانِ ضُبَـارِمٌ هَصْرٌ له في غِيْلِ خَفّانَ أشْبُلُ

وأنشد الليث:

تَحِنُّ إلى الدَّهْنى بخَفّانَ نـاقَـتـي وأيْنَ الهَوَى من صَضوْتِها المُتَرَنِّمِ

والخفان: الكبريت.
وقال الليث: الخفانة: النعامة السريعة. وكذلك أبن عباد.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. وخفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته،قَال الراعي:

نَفَى بالعِرَاكِ حَوَالِيَّهـا فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ

وقال أبن دريد: خفت الضبع تخف خفاً -بالفتح-: إذا صاحت. وقال أبن عباد: خفوف -مثال سفود-: الضبع.
وخف القوم: أي ارتحلوا مسرعين،قَال الخطل:

خَفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا وأزعَجَتْهُمْ نَوىً في صَرْفِها غِيَرُ

والخفيف: جنس من العروض مبني على “فاعلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ” ست مرات.
وامرأة خفخافة: أي كأنَّ صوتها يخرج من منخريها.
وقال المفضل: الخفوف: الطائر الذي يقال له الميساق؛ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار.
وضبعان خفاخف: كثير الصوت.
وأخف الرجل: خفت حاله.
وقال أبو زيد: أخف القوم: إذا كانت دوابهم خفافاً.
وقول أبي الدرداء -رضي الله عنه-: إن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يقطعها إلا المخفف. هو من قولهم: أخف الرجل إذا خفت حاله ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره.
وعن مالك بن دينار: أنه وقع الحريق في دار كان فيها فاشتغل الناس بنقل المتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه ووثب؛ فجاوز الحريق وقال: فاز المخفون ورب الكعبة.
ويقال: أقبل فلان مخفاً.
وأخفه -أيضاً-: أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول عبد الملك بن مروان لبعض جلسائه: لا تغتابن عندي الرعية فانه لا يخفني.
والتخفيف: ضد التثقيل،قَال الله تعالى: (ذلكَ تَخْفيفٌ من رَبِّكُم ورَحْمَةٌ).
وتخفف: لبس الخف.
وقول علي -رضي الله عنه-: يا رسول الله يزعم المنافقون انك استثقلني وتخففت مني. قالها حين استخلفه في أهله ولم يمض به إلى غزوة تبوك، فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى: أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي.
وقال أبن دريد: الخفخفة: صوت الضبع. وقال غيره: خفخفة الكلاب: أصواتها عند الكل.
وقال أبن الأعرابي: خفخف: إذا حرك قميصه الجديد فسمعت له خفخفة أي صوت.
والاستخفاف: ضد الاستثقال.
وقوله تعالى: (ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون) أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله: (فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه) أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب.
واستخفه الطرب: إذا أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول أبن مسعود -رضي الله عنه-: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني قتلت أبا جهل، فاستخفه الفرح وقال: أرنيه.
وقوله تعالى: (تَسْتَخِفُّوْنَها يَوْمَ ظَعْنِكم) أي يخف عليكم حملها.
والتخاف: ضد التثاقل، ومنه حديث مجاهد -وسأله حبيب بن أبي ثابت فقال: أني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي- فقال: إذا سجدت فتخاف: أي ضع جبهتك على الأرض وضعاً خفيفاً من غير اعتماد.قَال أبو عبيد: وبعض الناس يقول: فتجاف، والمحفوظ عندي بالخاء.
والتركيب يدل على شيء يخالف الثقل والرزانة.

خلف

خلف: نقيض قدام.
والخلف: القرن بعد القرن، يقال: هؤلاء خلف سوء: لناس لا حقين بناس أكثر منهم،قَال لبيد -رضي اله عنه-:

ذَهَبَ الذينَ يُعَاشُ في أكْنافِـهـمْ وبََقِيْتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأجْرَبِ

والخلف: القرن بعد القول، ومنه المثل: سكت ألفاً ونطق خلفاً. نصب “ألفا” على المصدر؛ أي سكت ألف سكتة ثم تكلم بخطأ.قَال أبو يوسف: حدثني أبن الأعرابي قال: أبو يوسف: حدثني أبن الأعرابي قال: كان أعرابي مَع قوم فحبق حبقة فتشور فأشار بإبهامه إلى أسته وقال: إنها خلف نطقت خلفاً.
والخلف -أيضاً-:الاستقاء،قَال الحطيئة:

لِزُغْبٍ كأوْلادِ القَطا راثَ خَلْـفُـهـا على عاجِزَاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ

يعني: راث مخلفها، فوضع المصدر موضعه، وقوله: “حواصله”قَال الكسائي: أراد: حواصل ما ذكرنا، وقال الفراء: الهاء ترجع إلى “الزُّغْبِ” دون “العاجِزَاتِ” التي فيها علامة الجمع، لأن كل جمع يبنى على صورة الواحد ساغ فيه توهم الواحد، كقوله:

مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حََوَاصِلُهْ

لأن الفراخ ليست فيه علامة الجمع، وهو على صورة الواحد؛ كالكتاب والحجاب، ويقال: الهاء ترجع إلى النهض وهو موضع في كتف البعير، فاستعار للقطا.
والخلف -أيضاً-: أقصر أضلاع الجنب، والجمع: خلوف،قَال طرفة أبن العبد يصف ناقته:

وطَيُّ مَحَالٍ كالحَنِيِّ خُلُوْفُهُ وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ

ويقال: وراء بيتك خلف جيد: وهو المربد.
وفأس ذاة خلفين وذاة خلف، والجميع: الخلوف، وكذلك المنقار الذي يقطع به الخشب ونحوه.
وقال أبن الأعرابي: الخلف: الظهر بعينه.
وقال أبن عباد: يقال: للخلق من الوطاب خلف.
وقال الفرازي: بعير مخلوف قد شق عن ثيله من خلفه إذا حقب.
والخلف -بالتحريك-: من قولهم: هو خلف صدق من أبيه إذا قام مقامه،قَال الأخفش: الخلف والخلف سواء، منهم من يحرك فيهما جميعاً، ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا أضاف، ومنهم من يقول: خلف صدق -بالتحريك- ويسكن الآخر؛ يريد بذلك الفرق بينهما، قال:

إنّا وَجَدْنا خَلَفاً من الـخَـلَـفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ

وقد سبقت الروايات في تركيب خ ض ف.
وقال الليث: لا يجوز أن تقول من الأشرار خلف ولا من الأخيار خلف.
وقال أبن عباد: خلفت الناقة -بالكسر- تخلف خلفاً: إذا حملت.
وبعير أخلف بين الخلف: إذا كان مائلاً على شق، حكاه أبو عبيد.
والخلف -أيضاً-: مصدر الخلف وهو الأعسر،قَال أبو كبير الهذلي:

زَقَـبٍ يَظَـلُّ الـذِّئْبُ ظِـلَّـهُ من ضِيْقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنانَ الخْلَفِ

وقيل: الخلف: المخالف العسر الذي كأنه يمشي على أحد شقيه.
وقيل: الأخلف: الأحول.
وقال أبن عباد: الأخلف: الأحمق. والسيل. والحية الذكر.
وإنه لأخلف وخلفف: أي قليل العقل، والمرأة: خلفاء وخلففة.
وأم خلفف: الداهية العظمى.
والخلف -بالضم-: الاسم من الإخلاف، وهو في المستقبل كالكذب في الماضي.
وخليف بن عقبة ?مصغراً-: من أتباع التابعين.
والخلف -بالكسر-: حلمة ضرع الناقة، ولها خلفان قادمان وخلفان ىخران، والجميع: الخلاف.
والخلف -أيضاً-: المختلف، قال:

دَلْوايِ خِلْفانِ وساقِياهُما

وقال أبو عبيد: الخلف: الاسم من الاستقاء. وقال الكسائي: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خلفان وخلفتان.
والخلف: اللجوج.
والخلفة: الاسم من الاختلاف؛ أي التردد.
ويقال -أيضاً-: هن يمشين خلفه: أي تذهب وتجئ هذه. وقوله تعالى: (وهو الذي جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ خِلَّفَةً) أي يجيء هذا في أثر هذا، وقال زهير بن أبي سلمى:

بها العِيْنُ والآرام يَمْشِيْنَ خِـلْـفَةً واطَلاؤها يَنْهَضْنَ من كُلِّ مَجْثِمِ

ويقال -أيضاً-: القوم خلفه وبنو فلان خلفة: أي نصف ذكور ونصف إناث.
ويقال: أخذته خلفة: إذا اختلف إلى المتوضأ.
ويقال: من أين خلفتكم؟ أي من أين تسقون.
والخلفة: البقية، يقال: علينا خلفة من ثمار: أي بقية، وبقي في الحوض خلفة من ماءٍ.
والخلفة: ما يعلق خلف الراكب، قال:

كما عُلَّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ

والخلفة: نبت ينبت بعد النبات الذي يتهشم،قَال ذو الرمة يصف ثوراً:

تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَـتَـه تَرَوُّحُ البَرْدِ ما في عَيْشِه رَتَبُ

وقال الرعي:

يُقَلِّبُ عَيْنَي فَرْقَدٍ بِـخَـمِـيْلَةٍ كَسَاها نصِيُّ الخِلْفَةِ المُتَرَوِّحُ

وقال أيضاً:

تَأوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ ومَقِيْلُـهـا بِجَنْبِ قَرَوْرى خِلْفَةٌ ووَشِيْجُ

ويروى: “حسبي منعج”، ويروى: “بحَزْمِ قَرَوْرى”.
وقال أبو زياد: الخلفة تنبت من غير مطر لكن ببرد آخر الليل. وقال أبو عبيد: الخلفة: ما نبت في الصيف.
وخلفة الشجر: ثمر يخرج بعد الثمر الكثير.
والخلف -مثال كتف-: المخاض؛ وهي الحوامل من النوق، الواحدة: خليفة، قال:

مالَكِ تَرْغِيْنَ ولا تَرْغو الخَلِفْ وتَضْجَريْنَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ

ورجل مخلاف: كثير الإخلاف.

والمخلاف -أيضاً-: لأهل اليمن، واحد المخاليف وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به: كمخلاف أبين. ومخلاف لحج. ومخلاف السحول. ومخلاف اليحصبين. ومخلاف العود. ومخلاف رعين. ومخلاف جيشان. ومخلاف-رداغ وثاب. ومخلاف مارب. ومخلاف جبلان. ومخلاف ذمار. ومخلاف ألهان. ومخلاف مقرأ. ومخلاف حراز وهزون. ومخلاف حضور. ومخلاف مادن. ومخلاف أقيان. ومخلاف ذذي جرة وخولان. ومخلاف همدان. ومخلاف جهران. ومخلاف البون. ومخلاف صعدة. ومخلاف وادعة. ومخلاف خارف. ومخلاف يام. ومخلاف جنب. ومخلاف سنحان. ومخلاف زبيد. ومخلاف قيضان. ومخلاف بني شهاب. ومخلاف نهد. ومخلاف جعفي. ومخلاف بيحان. ومخلاف جعفر. ومخلاف عنه. ومخلاف شبوة. ومخلاف المعافر.
وفي حديث معاذ -رضي الله عنه-: من تحول من خلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه الأول إذا حال عليه الحول. أي يؤدي صدقته إلى عشيرته التي كان يؤدي إليها.
ورجل خالفة: أي كثير الخلاف. وفي حديث أبن عمرو بن نفيل لما خالف دين قومهقَال له الخطاب بن نفيل: غني لا حسبك خالفة بني عدي؛ هل ترى أحداً يصنع من قومك ما تصنع، قال:

يا أيُّها الخالِفةُ اللَّجُوْجُ

وقيل في قول أبي بكر -رضي اله عنه- وقد جاءه إعرابي فقال: أأنت خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا، قال: فما أنت؟ قال: أنا الخالفة بعده. أراد تصغير شأن نفسه وتوضيعها، ولما كان سؤاله عن الصفة دون الذاة قال: فما أنت؛ ولم يقل فمن أنت.
ويقال: ما أدري أي خالفة هو: أي أيّ الناس هو، غير مصروفة للتأنيث والتعريف، ألا ترى أنك فسرتها بالناس، وهذا قول الفراء. وقال غيره: ما أدري أي خالفة هو وأي خافية هو ?مصروفتين- وأي الخوالف هو.
وفلان خالفة أهل بيته وخالف أهل بيته أيضاً: إذا كان لا خير فيه ولا هو نجيب.
وقال أبن اليزيدي: يقال: إنما انتم في خوالف من الأرض: أي في ارضين لا تنبت إلا في آخر الأرضين نباتاً.
وقال في قوله تعالى: (مَعَ الخالفِيْن) الخالف: الذي يقعد بعدك.
وقال أبن عرفة في قوله تعالى: (رَضُوا بانْ يكُونوا مَع الخَوالِفِ) أي مَع النساء.
والخالفة: الحمق، يقال: هو خالفة بين الخلافة -بالفتح- أي الحمق.
وقال ابن عباد: الخالفة: الأمة الباقية بعد الأمة السالفة.
والخالفة: عمود من أعمدة البيت، والجمع: الخوالف.
والخليفى: الخلافة. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: لو أطيق الأذان مَع الخليفى لأذنت. كأنه أراد بالخليفى كثرة جهده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها، فان هذا النوع من المصادر يدل على معنى الكثرة.
والخليف: الطريق بين الجبلين، وقال السكري: الطريق وراء الجبل أو وراء الوادي،قَال صخر الغي الهذلي:

فَلَمّا جَزَمْتٌ به قِرْبَـتـي تَيِمَّمْتُ أطْرِقَةً أو خَلِيْفا

ومنه قولهم: ذيخ الخليف، كما يقال: ذئب غضاً،قَال كثير يصف ناقته:

تُوَالي الزِّمامَ إذا ما وَنَـتْ رَكائبُها واحْتُتُثِثْنَ اجحْتِثَاثا
بذِفْرى كَكاهِلِ ذيْخِ الخَلِيْفِ أصَابَ فريْقَةَ لَيْلٍ فَعاثـا

ويروى: “ذيخ الرفيض” وهو قطعة من الجبل.
وخليفا الناقة: إبطاها،قَال كثير -أيضاً- يصف ناقته:

كأنَّ خَلِيْفَيْ زورها ورحماهما بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَـيْدَنِ

المكا: جحر الثعلب والأرنب ونحوهما، والصيدن: الثعلب.
وقال ابن عباد: ثوب خليف ومخلوف: إذا بلي وسطه فتخرج البالي منه ثم تلفقه.
والخليف: المرأة إذا سدلت شعرها خلفها.
وأتينا بلبن ناقتك يوم خليفها: أي بعد انقطاع لبئها، أي الحلبة التي بعد ذهاب اللبأ. وقال أبن الأعرابي: امرأة خليف: إذا كان عهدها بعد الولادة بيوم أو يومين. وقال غيره: يقال للناقة العائذ: خليف. وقال عمرو: الخليف: اللبن اللبأ؟ والخليف: شعب،قَال عبد الله بن جعفر العامري:

فضكَأنَّما قَتَلوا بـجَـارِ أخِـيْهـم وَسْطَ الملوكِ على الخَلِيْف غَزَالا

وقال معقر بن أوس بن حمار البراقي:

ونَحْنُ الأيمَنُوْنَ بَنُو نُمَيْرِ يَسِيْلُ بنا أمَامَهُمُ الخَلِيْفُ

والخليفة: السلطان الأعظم، وقد يؤنث، وأنشد الفراء:

أبُوْكَ وَلَـدَتْـهُ أُخْـرى وأنْتَ خَليْفَةٌ ذاكَ الكَمالُ

وزاد أبن عباد: الخليف. والجمع: الخلاف، جاءوا به على الأصل -مثال كريمة وكرائم-، وقالوا أيضاً: خلفاء، من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء، جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظريف وظرفاء، لأن فعلية بالهاء لا تجمع على فعلاء.
وخليفة: جبل مشرف على أجياد الكبير.
وخليفة بن عدي بن عمرو الأنصاري -رضي الله عنه-: له صحبة.
ويقال: خلف فلان فلاناً يخلفه -بالضم- إذا كان خليفته. ويقال: خلفه في قومه خلافة، ومنه قوله عز وجل: (وقال مُوْسى لأخِيْهِ هارُوْنَ اخْلُفْني في قَوْمي).
وخلفته -أيضاً-: إذا جئت بعده.
وخلف فم الصائم خلوفاً: أي تغيرت رائحته، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وسئل علي -رضي الله عنه- عن القبلة للصائم فقال: ما أربك إلى خلوف فيها.
وخلف اللبن والطعام: إذا تغير طعمه أو رائحته.
وقال أبن السكيت: خلف فلان: أي فسد.
وحي خلوف: أي غيب،قَال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي فروة أبن إياس بن قبيصة:

أصْبَحَ البَيتُ بَـيْتُ آلِ إياسٍ مُقْشَعِرّاً والحَيُّ حَيُّ خُلُوْفُ

أي لم يبق منهم أحد.
والخلوف -أيضاً-: الحضور المتخلفون، وهو من الأضداد.
وخلف الله عليك: أي كان خليفة والدك أو من فقدته عليك من أخٍ أو عم. ولما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي سلمة -رضي الله عنه- قال: اللهم أغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه.
وجلست خلف فلان: أي بعده،قَال الله تعالى: (وإذاً لا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إلاّ قَلِيْلا) وهي قراءة أبي جعفر ونافع وأبن كثير وأبي بكر، والباقون: (خِلافَكَ)، وقرأ رويس بالوجهين.
وشجر الخلاف -بتخفيف اللام-: معروف، وتشديدها لحن العوام. وقال الدينوري: زعموا أنه سمي خلافاً لأن الماء جاء به سبياً فنبت مخالفاً لأصليه، وهو الصفصاف، قال: وأخبرني أعرابي قال: نحن نسميه السوجر، وهو شجر عظام، وأصنافه كثيرة؛ وكلها خوار، ولذلكقَال الأسود:

كأنَّكِ مـن خِـلاَفٍ يُرى لـه رُوَاءٌ وتَأْتِيْهِ الخُؤوْرَةُ من عَلُ

وموضعه: المخلفة.
وأما قوله:

يَحْمل في سَحْقٍ من الخفَافِ تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِـلاَفِ

فإنما يريد أنها من أشجار مختلفة؛ ولم يرد أنها من الشجرة التي يقال لها الخلاف، لأنها لا تكاد تكون بالبادية.
وفرس به إشكال من خلاف: إذا كان في يده اليمنى ورجله اليسرى بياض.
وخلفته: أخذته من خلفه.
وخلف: صعد الجبل.
وقال أبن عباد: رجل خليفة -مثال بطيخة-: مخالف ذو خلفة.
ورجل خلفناه وخلفنة -مثال ربحلة-: أي كثير الخلاف.
وقال غيره: يقال: في خلق فلان خلفنه: أي خلاف، والنون زائدة.
والمخلفة: الطريق، يقال: عليك المخلفة الوسطى.
وقول عمرو بن هميل الهذلي:

وإنّا نَحْنُ أقْدَمُ منكَ عِـزّاً إذا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ البُيُوْتُ

هي مخلفة منى حيث ينزل الناس، يقال: هذه مخلفة بني فلان: أي منزلهم. والمخلف: بمنى -أيضاً- حيث يمرون.
وقال أبن الأعرابي: يقال: أبيعك هذا العبد وابرأ إليك من خلفته: أي خلافه. وقلا أبن بزرج: خلفه العبد: أن يكون أحمق معتوهاً.
وأنه لطيب الخلفة: أي لطيب آخر الطعم.
ورجل خلفف -مثال فعدد-: أي أحمق، والمرأة خلففة -أيضاً- بغير هاء.
وخلف بيته يخلفه: إذا جعل له خالفة.
واخلف الوعد: من الخلف،قَال الله تعالى: (أنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيْعَادَ) وأخلفه -أيضاً-: أي وجد موعده خلفاً،قَال الأعشى:

أثْوى وقَـصَّـرَ لَـيلَةً لِـيزَوَّدا فَمَضى وأخلَفَ من قُتَيْلَهَ مَوعِدا

أي مضى وتركها، وبعضهم يرويه: “فَمَضَتْ” أي مضت الليلة.
والمخلف من الإبل: الذي جاز البازل، الذكر والأنثى فيه سواء، يقال: مخلف عام ومخلف عامين،قَال النابغة الجعدي -رضي الله عنه- يصف فرساً:

فَعَرَفْـنـا هِـزَّةً تَـأخُـذُهُ فَقَرَنّاهُ بِرَضْرَاضٍ رِفَـلْ
أيِّدِ الكاهِـل جَـلْـدٍ بـازِلٍ أخْلَفَ البازِلَ عاماً أو بَزَلْ

الرضراض: الكثير اللحم. وكان أبو زيد يقول: الناقة لا تكون بازلاً؛ ولكن إذا أتى عليها حول بعد البزول فهي بزول؛ إلى أن تنيب فتدعى عند ذلك بازلاً، والمخلفة من النوق: هي الراجع التي ظهر لهم أنها لقحت ثم لقحت ثم لم تكن كذلك،قَال المرار بن منقذ:

بازلٌ أو أخْلَفَتْ بازِلُـهـا عاقِرٌ لم يُحْتَلَبْ منها فُطُر

وقال الفراء: أخلف يده: إذا أراد سيفه فأخلف يده إلى الكنانة. وفي الحديث: أن رجلا أخلف السيف يوم بدر.
وفي حديث عبد الله بن عتبة: جئت في المهاجرة فوجدت عمر -رضي الله عنه- يصلي فقمت عن يساره؛ فأخلفني عمر فجعلني عن يمينه؛ فجاء يرفأ فتأخرت فصليت خلفه. أي ردني إلى خلفه.
وأخلف فوه: أي تغير؛ مثل خلف.
واخلف النبت: أخرج الخلفة؛ وهي ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف، ومنه الحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا أخلف كان لجيناً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ب ي ش.
وأخلفت الثوب: لغة في خلفته إذا اصلحته،قَال الكميت يصف صائداً:

يَمْشي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ كالنَّصْلِ أخْلَفَ أهْداماً يأطْمَارَ

أي أخلف موضع الخلقان خلقاناً.
ويقال لمن ذهب له مال أو ولد أو شيء يستعاض: أخلف الله عليك؛ أي رد الله عليك مثل ما ذهب.
وكان أهل الجاهلية يقولون: أخلفت النجوم: إذا أمحلت فلم يكن فيها مطر.
وأخلف فلان لنفسه: إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أتي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: من ترون نكسو هذه؟ فسكت القوم، قال: ائتوني بأم خالد، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فالبسها وقال: أبلي وأخلفي ?وفي رواية: ثم أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلفي-، وكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال: يا أم خالد هذا سنا؛ يا أم خالد هذا سنا -ويروى: سنه، وهي كلمة حبشية، ومعناها: الحسن. وتقول العرب لمن لبس ثوباً جديداً: أبل وأخلف وأحمد الكاسي، وقال تميم بن أبي بن مقبل:

ألَمْ أنَّ المالَ يَخْلُـفُ نَـسْـلُـه ويأتي عليه حَقُّ دَهْرٍ وباطِلُهْ
فأخْلِفْ وأتْلِفْ إنَّما المالُ عارَةٌ وكُلْهُ مَع الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ

يقول: استفد خلف ما أتلفت.
وقال الأصمعي: أخلفت عن البعير: وذلك إذا أصاب حقبه ثيله فيحقب: أي يحتبس بوله؛ فتحول الحقب فتجعله مما يلي خسيي البعير، ولا يقال ذلك في الناقة لأن بولها منحيائها ولا يبلغ الحقب الحياء.
وأخلف -أيضاً-: استقى.
وأخلف الطائر: خرج له ريش بعد ريشه الأول.
وأخلف الغلام: إذا راهق الحلم.
وأخلفه الدواء: أي أضعفه.
والإخلاف: أن يعيد الفحل على الناقة إذا لم تلقح.
وخلفوا أثقالهم تخليفاً: أي خلوه وراء ظهورهم،قَال الله تعالى: (فَرِحَ المُخَلَّفُوْنَ).
وخلف بناقته: أي صر منها خلفاً واحداً؛ عن يعقوب.
وخلف فلاناً واستخلف فلاناً: جعله خليفته،قَال الله تعالى: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرْضِ كما اسْتَخلَفَ الذينَ من قَبْلهم).
واستخلف -أيضاً-: استقى؛ مثل أخلف،قَال ذو الرمة يصف القطا:

ومُسْتَخْلِفـاتٍ مـن بـلاد تَـنُـوْفَةٍ لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ حُمْرِ الحَوَاصِلِ
صَدَرْنَ بما أسْأرْتُ من مـاءِ آجِـنٍ صَرَىً ليس من أعْطانِهِ غَيْرُ حائلِ

والخلاف: المخالفة. وقوله تعالى: (فَرحَ المُخَلَّفُونَ بِمقْعَدِهم خِلافَ رَسُولِ اللهِ) أي مخالفة رسول الله، ويقال: خلف رسول الله.
وقولهم: هو يخالف إلى امرأة فلان: أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها. ويروى قول أبي ذؤيب الهذلي:

إذا لَسَعَتْه الدَّبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَها وخالَفَها في بَيْتَ نُوبٍ عَوَامِلِ

بالخاء المعجمة؛ أي جاء إلى عسلها وهي ترعى تسرح، وقال أبو عبيدة: خالفها إلى موضع آخر. وحالفها -بالحاء المهملة- أي لازمها.
وتخلف: أي تأخر.
والاختلاف: خلاف الاتفاق.
وقال أبن دريد:قَال أبو زيد: يقال: اختلف فلان صاحبه -والاسم الخلفة بالكسر-: وذلك أن ييباصره حتى إذا غاب جاء فدخل عليه؛ فتلك الخلفة.
واختلف الرجل في المشي: إذا كان به إسهال.
وقال ابن عباد: اختلفت فلاناً: كنت خليفته من بعده.
والتركيب يدل على أن يجيء شيء يقوم مقامه؛ وعلى خلاف قدام؛ وعلى التغير.

خنجف

أبن عباد: الخنجف: الغزيرة من النوق.

خندف

أبن الأعرابي: الخندوف: الذي يتبخر في مشيته كبراً وبطراً.
وقال ابن الكلبي: ولد اليأس بن مضر عمراً -وهو مدركه- وعامراً- وهو طابخة -وعميراً- وهو قمعة وأمهم خندف؛ وهي ليلى بنت حلوان بن عمران أبن الحاف بن قضاعة. وكان اليأس خرج في نجعة له فنفرت إبله من أرنب؛ فخرج إليها عمرو فأدركها فسمى مدركة، وخرج عامر فتصيد فطبخه فسمي طابخة، وانقمع عمير في الخباء فسمي قمعة، وخرجت أمهم ليلى فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فسميت خندف -قال: والخندفة: ضرب من المشي-. وقال غير أبن الكلبي: قالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف أثركم، فقال لها: خندف.
وقال أبو عمرو: الخندفة والنعثلة: أن يمشي الرجل مفاجاً ويقلب قدميه كانه يغرف بهما، وهو من التبختر.
وظلم رجل أيام الزبير بن العوام -رضي الله عنه- فنادى: يا لخندف، فخرج الزبير -رضي الله عنه- ومعه سيف وهو يقول: خندف إليك أيها المخندف؛ والله لئن كنت مظلوماً لأنصرنك.قَال الأزهري: إن صح هذا من فعل الزبير ?رضي الله عنه- فإنه كان قبل نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التعزي بعزاء الجاهلية.وقلا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:

حتّى احْتَوى بَيْتُك المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْـياءَ الـنُّـطُـقُ

وقد ذكرت الأبيات والقصة في تركيب ص ل ب.

خنف

أبو عبيد: الخنيف: جنس من الكتان أردأ ما يكون منه، ومنه الحديث: أن رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله تخرقت عنا الخنف وأحرق بطوننا التمر. الخنف: جمع الخنيف، قال:

عَلا كالخَنِيْفِ السَّحْقِ يَدْعًو به الصَّدى له قُلُبٌ عُفّى الـحِـياضِ أُجُـوْنُ

ويروى: “له قُلُبٌ عادية وصحون”. وقال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي:

وأبارِيْقُ شِبْهُ أعْنَاقِ طَيْرِ ال ماءِ قد جِيْبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيْفُ

وقال أبو عمرو: الخنيف: الطريق، والجمع: خنف،قَال تميم بن أبي بن مقبل:

ولاحِبٍ كَمَقَدِّ المَعْـنِ وَعَّـسَـهُ أيدي المَرَاسِيْل في دَوْداتِهِ خُنُفا

دوداته: آثاره؛ جعلها مثل آثار ملاعب الصبيان.
وقال أبن عباد: حنيفا الناقة وخليفاها: إبطاها.
قال: والخنيف: المرح والنشاط.
وقال غيره: الخنيف: الناقة الغريزة.
وقال الأصمعي: إذا سار البعير أو الناقة فقلب خف يده إلى وحشيه فذلك الخناف، يقال: جمل خنوف وناقة خنوف، وقد خنف يخنف خنافاً، والجمع: خنف. وقال أبو عمرو: الخنف: التي تخنف برؤوسها: أي تميلها إذا عدت، الواحد خانف وخنوف،قَال أبن مقبل أيضاً:

حتّى إذا احْتَمَلُوا كانَتْ حَقَائبهـم طَيَّ السَّلُوقي والمَلْبُوءنَةَ الخُنُفا

والخناف: لين في الأرساغ.
وخنف البعير يخنف خنافاً: إذا لوى أنفه من الزمام،قَال أبو وجزة:

قد قُلْتُ والعيْسُ النّجَائبُ تَغْتَـلـي بالقَوءم عاصِفَةً خَوَانِفَ في البُرى

ويروى: “تَوَاهَقُ في البرى”، وهذه هي الرواية الصحيحة. وقال الأعشى:

وأذْرَتْ بِرِجْلَيْها النَّفِيَّ وأتْبَعَتْ يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيْرَ أحْرَدا

والخانف: الذي يشمخ بأنفه من الكبر.
وقال أبن عباد: الخنوف: الغضب.
وأبو مخنف لوط بن يحيى: رجل من نقلة السير.
وخنيف -مثال صيقل-: وادٍ،قَال الأخطل:

بِبَطْنِ خَيْنَفَ من أُمِّ الوَلِيْدِ وقـد تامَتْ فُؤادَكَ أو كانَتْ له خَبَلا

وقال حاجز بن عوف الأزدي:

وأعْرَضَتِ الجِبالُ السُّوْدُ دُوْني وخَيْنَفُ عن شمالي والبَهشيْمُ

وقال الليث: تقول: صدر أخنف وظهر أخنف، وخنفه: انهضام أحد جانبيه.
وجمل مخناف: وهو الذي لا يلقح من ضرابه كالعقيم من الرجال.
والمخناف: الرجل الذي لا ينجب على يده ما يأبر من النخل وما يعالج من الزرع.
وقال أبن دريد: خنفت الأترج وما أشبهه بالسكين: إذا قطعته به، والقطعة منه: خنفة؛ وقيل: خنفة، والأولى أكثر.
ووقع في خنفة وخنعة: أي ما يستحا منه.
وخنفت المرأة: إذا ضربت صدرها بيدها.

ويقول بائع الدابة: برئت إليك من الخناف: أي إمالة رأسه إلى فارسه في عدوه.
والتركيب يدل على لين وميل.

خوف

خاف الرجل يخاف خوفاً وخيفاً وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوف على الأصل؛ وخيف على اللفظ، ومنه قراءة أبن مسعود- رضي الله عنه-: (أنء يَدْخُلُوها إلاّ خُيَّفاً). وقال الكسائي: ما كان من نبات الواو من ذوات الثلاثة فأنه يجمع على فعل، وفيه ثلاثة أوجه: يقال خائف وخيف وخيف وخوف، ونحو ذلك كذلك.
وقوله تعالى: (خَوْفاً وطَمَعاً) أي اعْبُدُوْه خائفين عذابه وطامعين ثوابه.
وقوله جل وعز: (يُرِيْكُم البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً) قيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، وقيل: خوفاً لمن يخاف ضره لأنه ليس كل بلد وكل وقت ينفع المطر وطمعاً لمن ينتفع به.
وربما قالوا رجل خاف: أي شديد الخوف، جاءوا به على فعل -مثال فرق وفزع-، كما قالوا رجل صات: أي شديد الصوت.
وجمع الخيفة: خيف؛ وأصله خوف، كما أن أصل الخيفة خوفة، صارت الواو ياء لا نكسار ما قبلها،قَال صخر الغي الهذلي:

فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخَّةٍ وتُضْمِرُ في القَلْبِ وَجْداً وخِيْفا

وروى أبن حبيب: “على زكة” أي على غم، ويروى: “غَيْظاً وخِيْفا”، وقيل: الخيف في البيت: مصدر وليس بجمع.
والخافة: خريطة من أدم يشتار فيها العسل،قَال أبو ذؤيب الهذلي:

تَأبَّطَ خافَةً فيهـا مِـسَـابٌ فأضْحى يَقْتَري مَسَداً بشِيْقِ

وقال السكري: الخافة: سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل، قال: وقال أبو عبد الله: الخافة: جبة من أدم، ويروى: “فيها مساد”، قال: وحكي عن عمر -رضي الله عنه-: اليوم اجتمع الإسلام في خافته.
وخواف: قصبة من أعمال نيسابور.
وسمعت خواف القوم: أي ضجتهم.
وخفته أخوفه: أي غلبته بالخوف.
ويقال: هذا الطريق مخوف وهذا وجع مخيف، لأن الطريق لا يخيف وغنما يخيف فيه قاطع الطريق، والوجع المخيف: هو الذي إذا رأى صاحبه أحد أخافه وجعه. وروى أبو سهلة السائب بن خلاد الجهني -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أخاف أهل المدينة أخافه الله.
والمخيف: الأسد الذي يخيف من يراه أي يفزعه،قَال طريح الثقفي:

وُقْصٌ تُخِيْفُ ولا تَخَـافُ هَزابِرٌ لِصُدُوْرِهنَّ حَطِيْمُ

ويروى: “يخفن ولا يخفن”، ويروى: “نحيم” و”نهيم”، وحطيم: أي تحطم من الغيظ.
والتخويف: الإخافة.
وخوفته -أيضاً-: صيرته بحالٍ يخافه الناس، ومنه قوله تعالى: (إنَّما ذلكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلياءه) أي يُخَوِّفُكم فلا تَخَافُوه.
وتخوفت عليه الشيء: أي خفته.
وتخوفة: أي تنقصه، ومنه قوله تعالى: (أوْ يَأخُذَهُم على تَخَوُّفٍ)، وقال الأزهري: معنى التنقص أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، وقال أبن فارس: إنه من باب الإبدال؛ وأصله النون، وأنشد:

تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تامِكاً قَرِداً كما تَخَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ

أنشد البيت الأزهري لابن مقبل، وليس له. ورواه بعضهم لذي الرمة، وليس له. وروى صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية [أنه] لأبن مزاحم الثمالي. ويروى لعبد الله بن عجلان النهدي.
والتركيب يدل على الذعر والفزع.

خيف

الليث: الخيفانة: الجرادة قبل أن يستوي جناحاها. وقال غيره: الخيفان: الجراد إذا صارت فيه خطوط مختلفة بياض وصفرة، الواحدة: خيفانة. وقال الأصمعي: الخيفانة -وجمعها: خيفان-: الجراد إذا انسلخ من لونه الأول الأسود والصفر وصار إلى الحمرة. وقال أبو حاتم: إذا بدت في لونه الأحمر صفرة وبقي بعض الحمرة: فهو الخيفان، قال: وقال بعض العرب: الخيفان الجراد المهازيل الحمر إلى التي من نتاج عام أول. وقال أبو خيرة: لا يكون أقل صبراً على الأرض منها إذا صارت خيفانة، ثم يشبه بها الفرس في خفتها وطمورها،قَال امرؤ القيس:

وأرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرٌ

وقال ابن عباد: الخيفان: نبت ينبت في الجبال.
ورأيت خيفاناً من الناس: أي كثرة.
وقال غيره: الخيف: ما أنحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي المسجد الذي بني بمنى مسجد الخيف،قَال العجاج:

بالخَيْفِ من مَكَّةَ ناساً نُوَّما

وقال أبو عمرو: الخيفة: السكين، وهي الرميض.
وقال أبن عباد: الخيفة: موضع الأسد، ذكرها في هذا التركيب، فإن استقت من الخوف فموضع ذكرها تركيب خ و ف.
والخيف -أيضاً-: جلد الضرع، يقال: ناقة خيفاء بينة الخيف.
وجمل أخيف: أي واسع الثيل،قَال المعني:

صَوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيّا أخْيَفَ كانَتْ أمُّه صَفِيّا

وفرس أخيف: إذا كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء، وكذلك هو من كل شيء، وقال أبن دريد: كحلاء بدل سوداء.
قال: والأخياف: القوم من أب واحد وأمهات شتى، وقال قوم: بل الأخياف المختلوفين في أخلاقهم وأشكالهم، وأنشد:

النّاسُ أخْيَافٌ وشَتّى في الشِّيَمْ وكُلُّهُمْ يَجْمَعُـهُ بَـيْتُ الأدَمْ

قال: معنى قوله: “بيت الأدم”قَال قوم: أديم الأرض يجمعهم، وقال آخرون: بيت الحذاء الذي فيه من كل جلد قطعة؛ أي هم مختلفون.
وأخاف القوم: إذا أتوا خيف منى فنزلوه، وكذلك أخيفوا على الأصل.
وقال أبن عباد: أخاف السيل القوم: إذا أنزلهم الخيف.
وخيف فلان عن القتال: نكص.
وخيف الرجل وخيم: أي نزل منزلا.
وقال الليث: خيف هذا الأمر بينهم: أي وزع.
وخيفت عمور اللثة بين الأسنان: أي تفرقت.
وقول ربيعة بن مقروم الضبي:

وبارِداً طَيِّباً عَذْباً مُقْبَّـلُـهُ مُخَيَّفاً نَبْتُه بالظَّلْمِ مَشْهُودا

المخيف: مثل المخلل؛ أي قد خيف بالظلم.
وتخيف فلان ألواناً: إذا تغير ألوانا،قَال الكميت:

وما تَخَـيَّفَ ألْـوَانـاً مُـفَـنَّـنَةً عن المَحَاسِنِ من أخْلاقِه الوُظُبِ

وقال يونس: اختاف: أتى خيف منى، مثل امتنى: إذا أتى منى. والتركيب يدل على الاختلاف.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف