معجم العباب الزاخر – باب الحاء (ح)

حبأ

الحَبَأُ: جَلِيْسُ الملك وخاصَّتُه، والجمعُ أحبَاءٌ مثل سببٍ وأسباب.
وقال ابن الأعرابي: الحَبْأَةُ: الطِّيْنَةُ السَّوداء.
والتركيب يدلُّ على القُرْب.

حبطأ

رجلٌ حَبَنْطَأٌ وحَبَنْطَأَةٌ وحَبَنْطى -بلا هَمْزٍ-: أي قصير سمين ضخم البَطْن، وكذلك المُحْبَنْطِئُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَز، ويقال: هو المُمْتَلئ غَيْظاً.
أبو زيد: احْبَنْطَأَ الرَّجل: إذا انتفَخَ جَوْفُه، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: في السِّقْطِ يَظَلُّ مُحْبَنْطِئاً على باب الجَنَّة، وفي الحديث الآخر: إنَّ السِّقْطَ لَيُراغِمُ رَبَّه إنْ أدخل أبويه النار فَيَجْتَرُّهما بِسِرَرِه حتى يُدْخلهما الجنَّة: أي يُغاضبه. والسِّرَرُ: ما تقطعهُ القابِلَةُ من السُّرَّة.

حتأ

الحَتْءُ: حطَّ المتاعِ عن الإبل. والضَّربُ. والنكاحُ. وادامَةُ النَّظر.
وحَتَأْتُ الكساء حَتْئاً: إذا فَتَلْتَ هُدْبه وكَفَفْته مُلزَقاً به، يُهْمَزُ ولا يُهْمَز. وقال أبو زيد في كتاب الهَمْز: أحْتَأْتُ الثوب -بالألف-: إذا فَتَلْتَه فَتْلَ الأكْسِيَة. وحَتَأْتُ الشيء وأحْتَأْتُه: إذا أحْكَمْتَه. أبو عمرو: أحْتَأْتُ الثوب: إذا خِطْتَه.
والحَتِيْءُ -على فَعِيْلٍ-: لغة في الحَتِيِّ -بغير همزٍ- وهو سويق المُقل، ويُنشَدُ بالوجْهَين بيتُ المتنخِّل الهُذلي: لا دَرَّ دَرِّي إنْ أطْعَمْتُ نازِلَكَم.
قِرْفَ الحَتِيءِ وعندي البُرُّ مكنوز والتركيب يدل على شِدَّة.

حجأ

حَجَأْتُ عنه كذا: أي حَبَسْتُه عنه.
وحَجَأتُ بالأمر: فَرِحْتُ به.

وحَجِئْتُ بالشيء حَجْئاً: إذا كنت مُولعاً به ضَنِيْناً، يُهْمَزُ ولا يُهْمز، وأنشَدَ الفَرّاءُ؛ وهو لرجل مجهول وليس للراعي كما وقع في بعض كُتُب اللغة:

فإنِّي بالجَمُوْحِ وأُمِّ عَـمْـرو ودَوْلَحَ فاعلموا حَجِئٌ ضَنِيْنُ

رواية ابن الأعرابي: “دَوْلَجَ” بالجيم، وروايةُ الفرّاء بالحاء المهملة.
وقال اللِّحْيانيُّ: يُقال: مالَهُ مَلْجَأٌ ولا مَحْجَأٌ، بمعنى واحد.
أبو زيد: إنَّه لَحَجِئٌ إلى بني فلان: أي لا جبءٌ إليهم.
وتَحَجَّأْتُ به: ضَنِنْتُ به.
والتركيب يدلُّ على الملازمة.

حدأ

الحَجَأَةُ: الفأسُ ذات الرأسين، وجمْعُها حَدَأ مثل قَصَبةٍ وقصب، عن الأصمعي، وأنْشَد للشَّمَّاخ يصف إبِلاً حداد الأنسان:

يُباكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ نَواجِذُهُنَّ كالحَدَأ الوَقِيعِ

والحِدَأَةُ: الطائر المعروف، ولا يُقال: حَدَأةٌ، وجمْعُها حِدَأٌ مثال حِبَرَة وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعنبٍ، قال العجّاجُ يصفُ الأثافيَّ:

فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّـوِيُّ كما تَدانى الحِدَأُ الأُوِيُّ

ومنه قولهم: حِدَأ حِدَأ وَرءكِ بُنْدُقَه، قال ابنُ السكِّيت: هي ترخيم حِجَأةَ، والعامة تقول حَدَا حَدَا بالفتح غير مهموز، وزعم الشَّرقيُّ أنَّ حِدَأُ بنُ نَمِرَةَ وبُنْدُقَةُ بن مَظَّةَ من اليمن من سعد العشيرة.
والحِدَأَةُ: سالِفَةُ الفَرَس وهي ما تَقَدَّمَ من عُنُقِه، عن الأصمعي، وأنشَدَ:

طويلُ الحِدَاءِ سَليم الشَّـظَـى كريم المِرَاحِ صَليب الخَرَبْ

الخَرَبُ: الشَّعَرُ المُقشعِرُّ في الخاصِرَة.
وقال الفَرّاء في كتاب المقصور والممدود: حَدِئتِ الشاةُ: إذا انقطع سَلاها في بطنها فاشتكت عنه.
أبو زيد: حَدِئْتُ بالمكان حَدءً -بالتحريك-: إذا لَزِقْتَ به. قال: وحَدِئْتُ إليه: أي لَجأْتُ إليه. قال: وحَدِئْتُ عليه وإليه: إذا حَدِبْتَ عليه ونَصَرْتَه ومَنَعْتَه من الظُّلْم.
أبو عُبَيْد: حَدَأْتُ الشيء حَدْءً: صرَفْتُه.
والتركيب يدلُّ على طائر أو مشَبَّهٍ به، ومما شَذَّ عن هذا التركيب: حَدِئ به: أي لَزِقَ به.

حزأ

حَزَأ المرأة: جامَعَها.
ابن السكِّيت: حَزَأ السَّرَابُ الشَّخصَ يَحْزَؤُه حَزْءً: رفعه، لُغَةٌ في حَزَاهُ يحَحْزُوْهُ -بلا هَمْز-.
أبو زيد: حَزَأْتُ الابل حَزْءً: جَمَعْتُها وسُقْتُها. واحْزَوزَأتِ الابلُ: إذا اجتمعت. والطائر يَحْزَوْزِئُ: وهو ضَمُّهُ نَفسه وتجافيه عن بيضه، قال:

مُجْزَوْزِئَيْنِ الزِّفَّ عن مَكْوَيْهِما

وترك همزَه رؤبةُ فقال:

يَرْكَبْنَ تَيْمـاءَ ومـا تَـيْمـاؤُهُ يَهْمَاءُ يدعو جِنَّهـا يَهْـمَـاؤُهُ
والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزيزاؤُهُ.

والتركيب يدلُّ على الارتفاع.

حشأ

حَشَأْتُ بَطْنَه بالعصا: إذا ضَرَبَتْه بها. وحَشَأْتُ الرَّجل بالشهم حَشْأً: إذا أصَبْتَ به جَوْفَه، قال أسْماءُ بن خارِجَةً يصفُ ذِئْباً طَمِعَ في ناقَتِه وكانت تُسمى هَبَالَةَ:

لي كُلَّ يومٍ من ذُؤَالَـهْ ضِغْثٌ يَزيدُ على اِبَالَهْ
لي كُـلَّ يومٍ صِـيْقَـهٌ فَوْقي تَأَجَّلُ كالظِّلالَهْ
فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَـصـاً أوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالَهْ

أوْساً: أي عِوَضاً. وقيل: الهَبَالَةُ في البيت: الغَنيمةُ.
وحَشَأْتُ المرأةَ: إذا باضَعْتَها، والنّارَ: إذا حَشَشْتَها.
والمِحْشَأُ: كِسا غَليظٌ، عن أبي زيد، والجمعُ: المَحاشِيءُ، قال عُمَارةُ بن طارق وقال الزيادي: عُمارَةُ بن أرطاة:

يَنْفُضْنَ بالمَشافِرِ الهَدَالِـق نَفْضَكَ بالمَحَاشِئِ المَحَالِقِ

والتركيب يدلُّ على إيداع الشيء باستقصاء.

حصأ

الأصمعيُّ: حَصَأْتُ من الماء وحَصِئْتُ: أي رَوِيْتُ. وأحَصَأْتُ غيري: أرْوَيْتُه.
أبو زيد: حَصأَ الصَّبيُّ من اللَّبَن: إذا امتَلأَ بّطْنُه، والجَديُ: إذا امْتَلأتْ اِنفَحَتُه. وكذلك حَصِئَ فيها من غير أبى زيد.
وحَصَأضبها: حَبَقَ.
والتركيب يدلُّ على تَجَمُّعِ الشيء.

حضأ

حَضَأَتِ النارُ: التَهَبَت. وحَضَأْتُها واحتَضَأْتُها: سَعَّرتُها، يُهمَزُ ولا يُهمَزُ. والعُودُ الذي تُحَرَّكُ به النارُ: مِحضَأه؛ على مِفعلِ، وإذا لم يُهمَزْ فالعُودُ مِحضاْء غال مِفْعَالٍ.
وأبيضُ حَضِيْء: أي يَقَقْ.
والتركيب يدلٌُ على الهيج.

حطأ

حَطَأتُ به الأرضَ حَطئأً: صَرعتهُ. وحَطَأَ بِسَلْحِه: رمى به، ويقال: حَطَأَ يَطِئُ: إذا جَعَسَ جَعْساً رَهواً، قال: اِحطِئ فإنك أنت أقذَرُ مَنْ مَشَى وبذاكَ سُمِّيتَ الحُطَيئةَ فاذرُقِ وحَطَأَ بها: حَبَقَ.
وحَطَأَها: باضَعَها.
وحَطَأَهُ: إذا ضربَ ظَهرَه بيَدِه مَبسوطةً، قال ابنُ عباس -رضي الله عنهما-: أخَذَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسَلَّم- بقَفايَ فَحَطَأَني حَطأَةً وقال: اِذهبْ فادعُ لي معاويةَ، قال: وكان كاتبه. ويروى: حَطَاني حَطوَةً؛ بغير همزة.
وحَطَأَتِ القِدرُ بِزَبَدِها: أي رَمَتْه.
أبو زيد: الحَطِيءُ -على فعِيلٍ-: الرُّذَالُ من الرِّجال، يقال: حَطِيءٌ بَطِيءٌ، اتباعٌ له.
والحُطَيئةُ: الرَّجُلُ القصيرُ، وبه سُمي الحُطَيئةُ لِدَمامته، وقيل: كان يلعَبُ مع الصبيان فَسُمعَ منه صوتٌ فَضَحَكوا؛ فقال: مالكم! إنما كانت حُطَيئةً، فلزِمَته نَبَزاً، واسمُه جَروَلْ.
وحَطَأَ به عن رأْيه: دَفَعَه عنه، ولما وَلّى معاوية عمرو بن العاص ?رضي الله عنهما- قال له المغيرةُ بن شُعبَةَ ?رضي الله عنه-: ما لبثَّكَ السَّهمِيُّ أن حَطَأَ بِكَ إذ تَشاورتما.
والحِطءُ -بالكسر- البقيَّةُ من الماء.
والحِنْطِىءُ: القصيرُ، وقال الكِسائيُّ عنزٌ حُنطِئةٌ -مثال عُلَبِطةٍ-: أي عريضَةٌ ضخمَة، ونونُهُما ذات وجهين.
والتركيب يدلُّ على تطامُنِ الشيءِ وسقوطِه.

حفأ

الحَفَأُ: أصلُ البرديِّ الأبيض الرَّطبُ، وهو يؤكَل. واحتَفَأَ الحَفَأَ: أي اقْتَلَعه، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سُئل متى تحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: ما لم تَضْطَبِحوا أو تَغْتَبِقوا أو تَحْتَفئُوا بها بَقلاً فَشَأْنكم بها. هذا التفسير على رواية من روى “تَخْتَفِئُوا” بالحاء المهملة وبالهمز.

حفسأ

ابن السكِّيت: رجل حَفَيْسَأٌ: إذا كان قَصيراً لَئيم الخِلْقة.

حكأ

الأصمعيُّ: أهل مكة -حَرَسها الله تعالى- يُسَمُّون العَظاءة: الحُكَأةَ؛ مثال تُؤدَة، والجميع الحُكأُ مقصوراً. وقال أم الهيثم: الحُكَاءَةُ: مَمْدُوْدَةٌ مَهْمُوْزَةٌ، وهي كما قالت.

حلأ

ابن الكِّيت: حَلأْتُ له حَلُوْءً -على فَعُوْلٍ-: إذا حَكَكْتَ له حجراً على حَجَرٍ ثم جَعَلْتَ الحُكَاكَةَ على كفِّك وصدَّأْتَ به المِرْآةَ ثم كَحَلْتَه بها.
والحُلاءَةُ -على فُعَالَةَ بالضمِّ-: مِثْلُ الحَلُوْءِ.
والحُلاءَةُ -أيضاً-: قِشرَة الجلد يَقْشِرُها الدَّبّاغ ممّا يلي اللحم، تقول: حَلأتُ الجِلدَ: إذا قَشَرتَه. وفي المَثَل: حلأَتْ حالئَةٌ عن كُوعِها، لأنَّ المرأةَ الصَّناعَ ربَّما استجعلتْ فَقَشَرَتْ كوعَها. والمِحلأَةُ: آلَتُها.
وقال شَمِرٌ: الحالئَةُ: ضَربٌ من الحَيّات تَحلأُ مَن تَلسَعُه السَّمَّ كما يَحلأُ الكَحّالُ الأرمَدَ حُكاكَةً فَيَكحُلُه بها. واسمُ تلك الحُكاكَةِ: الحُلاءُ بالضمِّ والمدِّ، قال أبو المثَلَّم الهُذَليُّ يخاطِبُ عامِرَ بنَ العَجلان الهذلي:

مَتى ما أشَأ غيرَ زَهو الملوك أجعَلكَ رَهطاً على حُيَّضِ
وأكحُلكَ بالصَّابِ أو بالحُـلاَء فَفَقِّح لِكُحلِكَ أو غَـمِّـضِ

ويُروى: “بالحَلُوء”.
ورَجُلٌ تِحلئَةٌ: يَلزَقُ بالانسانِ فيَغُمُّه.
والتِّحليءُ -بالكَسْر-: ما أفسَدَه السِّكِّينُ من الجِلدِ اذا قُشِرَ، تقول منه: حَليءَ الأديمُ -بالكَسر- حَلأً -بالتَّحريك-: إذا صار فيه التِّحليءُ.
والحَلأُ -أيضاً-: العُقبولُ، وقد حَلئتْ شَفَتي: أي بَثُرَت.
أبو زيد: حلأْتُه بالسَّوط حَلأً: اذا جَلَدتَه به. وحَلأْتُه بالسَّيف: ضَرَبتُه به.
وحَلأْته مائةَ درهمٍ: أعطَيتُه.
والحَلاَءَةُ -بالفَتح والمَدِّ-: الأرضُ الكثيرةُ الشَّجَر.

والحِلاءُ -بالكَسر والمَدِّ-: جِبالٌ قُربَ مَيطانَ لا نباتَ بها، واحِدُهما: حِلاءةٌ، تُنْحَتُ “24-ب” منها الأرحِيَةُ وتُحمَلُ إلى المدينة ساكنيها السَّلام.
وقال أبو زيد: أحلأْتُ الرجُل اِحلاَءً: إذا حَكَكتَ له حُكاكَةَ حَجَرَين فَداوى بِحُكتاكَتهِما عَينَيه من الرَّمَد.
وما أحلأَتِ الأرضُ بشيءٍ: أي ما أنبَتَت.
وأحلأْتُ السَّويقَ وحلأْْتُه تَحلئَةً، قال الفَرَّاءُ: قد هَزَموا ما ليس بمَهموزٍ؛ لأنَّه من الحَلواء.
وحَلأَّْتُ الابلَ عن الماء تَحلئةً وتَحلئاً: إذا طَرَدتَها عنه ومَنَعتَها أنْ تَرِدَ، قال إسحاق بن إبراهيم الموصليُ في مُعاتَبَة المأمون أنار اللهُ بُرهانَه:

لحائمٍ حامَ حتّى لا حَـوامَ بـه مَحَلأٍَّ عن سبيل الماء مَطرودِ

وأنشَدَه الأصمعيَّ فقال: أحسنتَ في الشِّعر غي أنَّ هذه الحاءات لو اجتمعت في آية الكرسيِّ لعابَتها، وكذلك غيرُ الاِبل، قال امرؤ القيس:

وأعجَبَني مَشيُ الحُزُقَّةِ خالـدٍ كَمشي الاتانِ حُلِّئَت بالمناهلِ

وروى ابو عبيدة: “وأعجَبَني يَمشي الحِزِقَّةَ خالدٌ” بكَسر الحاء والزاي ونَصب الهاء ورَفع الدال، ويُروى: “مَشيُ الحِبِقَّةِ” أي القَصير.
والتركيب يدلُّ على تنحية الشيء.

حمأ

الحَمأةُ: نَبتٌ ينبُتُ بنَجدٍ في الرَّمل وفي السَّهل.
والحَمأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأسوَدُ، قال اللهُ تعالى: (من حَمَأٍ مَسنون)، تقول منه: حَمَأتُ البئرَ حَمئاً -بالتسكين-: إذا نَزَعتَ حَمأتَها. وحَمئَتِ البئرُ حَمَأً -بالتَّحريك-: أي كَثُرَت حَمأَتُها. وأحمَأتُها إحماءً: إذا ألقَيتَ فيها الحَمأةَ، عن ابن السكِّيت.
وحَمئتُ عليه: غَضِبتُ، عن الأُمَويِّ.
وانَّه لَحَميءُ العَين على فَعِلٍ؛ مثلُ نَجيءِ العَن، عن الفَرّاء: إذا كان عَيوناً، قال: ولم نسمع له فِعلاً.
والحَمءُ: كُلُّ مَن كان من قِبَلِ الزَّوج مثلُ الأخِ والأب والعَمِّ، وفيه أربَعُ لُغاتٍ: حَمءٌ -بالهَمز-، وأنشَدَ أبو عمرو:

قُلتُ لِبَوّابٍ لـديهِ دارُهـا تئذَن فإني حَمؤها وجارُها

وحَماً مثلُ قَفاً، وحَمو مثلُ أبو، وحَمٌ مثلُ أبٍ. والجَمعُ الأحماء. وأمّا الحديثُ المتفَقُ على صِحَّتِه الذي رَواه عُقبَةُ بن عامِر الجُهَني -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه قال: إياكم والدُّخولَ على النِّساء، فقال رَجُلٌ من الأنصار: يا رسولَ الله أفَرأيتَ الحَمو، فقال: الحَمو: الموتُ، فمعناهُ أنَّ حَماها الغايةُ في الشَّرِّ والفَساد؛ فَشَبَّهَه بالموت؛ لأنَّه قُصارى كلِّ بَلاءِ وشِدَّة، وذلك أنَّه شَرٌّ من الغريب من حيث أنَّه آمِنٌ مُدلٌّ؛ والأجنَبيُّ مُتَخَوِّفٌ مُتَرَقِّبٌ، ويُحتمل أن يكون دُعاءً عليها؛ أي كانَ الموتُ منها بمنزلة الحَمِ الداخل عليها اِنْ رَضِيَت بذلك.

حنأ

الحِنَّاءُ -بالمَدِّ والتَّشديد-: معروفٌ. والحِنَّاءَةُ أخَصُّ منه.
والحِنّاءتانِ: رَملَتانِ في ديار تَميم، قال الأزهري: وفي ديارِهم رَكيَّةٌ تُدعى الحِنّاءةَ، قال: وقد وَرَدْتُها وفي مائها صُفرَةٌ.
ووادي الحِنّاءِ: وادٍ يُنبِتُ الحِنّاءَ الكثيرَ على مَرحَلَتَين من زَبيدَ ممّا يلي تَعِزَّ، وهو مَنصَفٌ بين زّبيدَ وتَعِزَّ، قال الصَّغانيُّ مؤلِّفُ هذا الكتاب: وقد رأيتُه عند اجتيازي من تَعِزَّ إلى زَبيد.
وقد سَمَّوا حِناءَةَ.
وحَنَأتُ المرأةَ: جامَعتُها.
وحَنَأَتِ الأرضُ: اخضَرَّت والتَفَّ نَبتُها، عن ابن الأعرابي.
أبو زيد: حَنَّأتُ لِحيَتَه بالحِنّاء تَحنئةً وتَحنئاً: خَضَبتُ. وقال أبو حنيفةَ الدِّينَوَريُّ: تَحَنَّأَ الرَّجُلُ: من الحِنّاء، كما يُقال تكَتَّمَ من الكَتَمِ، وأنشَدَ لرجُلٍ من بني عامر:

تَرَدَّدَ في القُرّاص حتّى كأنَّما تَكَتَّم من ألوانِه أو تَحَـنَّـأَ

حبس

الحَبْسُ: ضِدُّ النَّخلِيَة، يقال: حَبَسْتُه أحْبِسُه حَبْساً ومَحْبَساً -بفتح الباء-.
والحَبْس -أيضاً-: الشجاعة.
والحَبْسُ -بالفتح؛ ويقال: بالكسر-: موضِعٌ، وقيل: جَبَلٌ، وبالوجهين يُروى قول الحارِث بن حِلزَة اليَشكُري:

لِمن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحبْسِ آياتُها كمَهَارِقِ الفُرْسِ

وكذلك بالوجهين يُروى قول بِشر بن أبي خازم الأسدي:

وأصعَدَتِ الرِّبابُ فليسَ منها بصَاراتٍ ولا بالحبْسِ نارُ

وقال أبو عمرو: الحَبْسُ: الجبل العظيم، وأنشَدَ:

كأنَّه حَبْسُ بِلَيلٍ مُـظْـلِـمُ جَلّلَ عِطْفَيْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ
عَجَنَّسٌ عُرَاهِمُ عَجَمْجَـمُ

قال ثعلب: وقد يكون الجبل حَبْساً: أي أسْوَدَ؛ وتكون فيه بقعة بيضاء.
وكلأٌ حابِس: إذا كان غامِراً لا تتجاوزه راعية لاخضراره.
وحابِس بن سعد الطائي، وحابِس أبو حيّضة التَّميمي، والأقرع بن حابِس بن عقال الدّارِميُّ -رضي الله عنهم-: لهم صحبة، وكان الأقرع عالِم العَرَب في زمانه، قال عمرو بن الخُثارِم البَجَلِيُّ:

يا أقرع بن حابِـسَ يا أقـرع إنّي أخوكَ فانُظراً ما تَصْنَع
إنّك إن يُصرَعُ أخوك تُصرَع

والحُبْسَة- بالضم-: الاسم من الإحتباس، يقال: الصمت حُبْسَة.
وقال المُبَرَّد: الحُبسَة: تعذُّر الكلام عند إرادته، والعُقلَة: التواء اللسان عند إرادة الكلام.
وحَبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله؛ فهو محبوس وحبيس.
وحَبيسٌ: موضِع بالرّقَّة فيه قبور قوم ممن شَهِدَ صِفِّين مع علّيٍ ?رضي الله عنهم-.
وذاةُ حَبيسٍ: موضع بمكَّة -حرسها الله تعالى- وهناك الجبل الأسود الذي يقال له: أظلم.
وفي النوادر: جعلني فلان رَبيطَة لكذا وحَبيسَة: أي يَذهَب فيفعل الشيء وأُوخَذُ به.
والحِبسُ -بالكسر-: خَشَبَة أو حجارة تُبنى في مجرى الماء لِتَحبِسَ الماء فيشرب القوم ويَسْقوا أموالَهم، قال:

فَشِمْتُ فيها كَعَمودِ الحِبْسِ

وقال أبو عمرو: الحِبْسُ: مثل المَصْنَعَة، وجمعُه أحْباس، يُجعَل للماء.
والحِبْسُ: الماء المستنقِع.
وقال ابنُ عبّاد: الحِبْسُ: الماء المجموع لا مادة له.
وقال ابن الأعرابي: الحِبْس: حجارة تكون في فُوَّهَة النهر تمنع طُغيان الماء. وقال العامري: الحِبْس: صِنعٌ يصنع للماء ويُدسُّ عَمود في شِعْبِه، قال: وقد يقال بالفتح.
وقال الليث: حَبَسْتُ الفِراشَ بالمِحبَسِ: وهو المِقرَمَة. وكذلك الحِبْسُ عن غَيره: للثوب الذي يُطرَح على ظهر الفراش للنَّوم.
والحِبْس- أيضاً-: نِطاق الهَودَج.
والحِبْس: سِوار من فِضَّة يٌجعل في وَسَطِ القِرام، وهو سِتر يُجمَع به ليضيء البيت.

وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أبا عبيدة بن الجرّاح- رضي الله عنه- يوم الفتحِ على الحُبُسِ -بضمَّتين- أو الحُبَّسِ -مثال رُكَّعٍ- أو الحُسَّرِ. وهم الرَّجَّالة عن القُتْبيّ قال: سُمُّوا بذلك لِتَحَبُّسِهِم عن الرُّكبانِ وتأخَّرهم، قال: وأحسِب الواحد حبيساً، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ، ويجوز أن يكون واحِدُهُم حابِساً؛ كأنَّهُ يحبِسُ من يسير من الرُّكبان بمَسيرِه.
وفي حديث شُرَيح بن الحارث: جاء محمد -صلى الله عليه وسلّم- بإطلاقِ الحُبُسِ. هي جَمْعُ حَبيسٍ، أراد ما كان أهل الجاهلية يحبِسونها من ظهور الحوامي والسوائِب والبَحائِر وما أشبهها، فنزل القرآن بإحلال ما حرَّموا منها فذلك إطلاقُها.
والحُبُسُ -في غير هذا-: كلُّ شيء وَقَفَه صاحبُه وّقفاً مؤبَّداً من نخلٍ وكرم، يَحبِس أصله ويُسَبِّلُ غَلَّتَه. ومن ذلك ما رُوِيَ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلَّم- ندب الناس إلى الصدقة، فقيل له: قد مَنَعَ أبو جَهَم وخالِد بن الوليد والعبّاس، فقال: أمّا أبو جَهْم فلم يَنتَقِم منّا إلاّ أنْ أغْناهُ الله ورسوله من فضلِه، وأمّا خالد بن الوليد فإن الناس يظلِمونَ خالداً؛ إنَّ خالداً قد جعل رَقيقَه وأمواله وأعْتُدَهُ حُبُساً في سبيل الله، وأما العبّاس فإنَّها عليه ومثلُها مَعَها. المعنى: أنّه كان أخَّرَ عنهُ الصدقة عامين، وليس وجهُ ذلك إلاّ أن تكون حاجَةٌ بالعبّاس -رضي الله عنه- إليها. والأعتُدُ: جمع العتاد؛ وهو ما يُعِدُّه الإنسان من آلةِ الحرب.
والحبائسُ: الإبلُ التي كانت تُحبَسُ عند البيوت لكرمها، قال ذو الرمّة يصِفُ فَحلاً:

سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحيا بناتِـهِ مَقَاليتُها فهيَ اللُّبابُ الحَبَائسُ

وحُبسانُ -مثال عُثمان-: ماءٌ غربيَّ طريق الحاج من الكوفة.
وأحْبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله: أي وقَفتُ؛ فهو مُحبَس وحَبيس. قال ابنُ دُرَيد: وهذا أحدُ ما جاء على فَعيل من أفعَل.
وحبَّستُ الفِراشَ بالمِحْبَسِ تَحْبيساً: أي سَتَرتُه به، مِثْلُ حَبَسْتُهُ حَبْساً.
وتَحبيس الشيء: ألاّ يورَثَ ولا يُبَاع ولا يوهَبَ، لكن يُتْرَك أصلَهَ ويُجعَل ثَمَرُهُ في سبيل الله.
واحتَبَسَ الشيء، مثل حَبَسَهُ، واحْتَبَسَ -أيضاً- بنَفْسِه، يتعدّى ولا يتعدّى.
وتحبَّسَ على كذا: أي حَبَسَ نفسه على ذلك.
وحابَسَ الرجل صاحِبَه، قال العجّاج:

إذا الولوعُ بالوَلُوعِ لَـبَّـسـا حَتْفَ الحمامِ والنُّحوسِ النُّحَّا
وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا وجَدْتَنا أعزَّ مَنْ تَنَـفَّـسـا

حبرقس

الليث: الحَبَرْقَس: الضئيل من الحُملانِ والبِكارَة.

حبلس

ابن عبّاد: الحَبَلْبَس: الذي يقيم بالمكان لا يَبرَحُه. وأنشد أبو عمرو:

سَيَعلَمُ مَنْ ينوي جلائي أنَّـنـي أرِيْبٌ بأكناف النَّضيضِ حَبَلْبَسُ

حدس

الحَدْس: الظّن والتخمين والتّوهُّم في معاني الكلام والأمور. وقال ابن دريد: حَدَسَ يَحْدُسُ ويَحْدِسُ، قال الحارث بن حلزة اليشكري يذكُرُ الدِّيارَ:

فوَقَفتُ فيها الرَّكبَ أحْدِسُ في كُلِّ الأمور وكُنتُ ذا حّدْسٍ

هذه رواية المُفَضَّل بن محمد الضَّبِّي. ورواية ابن دريد في الجَمهَرة: “فيها العَنْسُ أحْدِسُ في بعض الأمور”.
وقال: وحَدَسْتُ بالرجل أحدِس به حَدْساً: إذا صَرَعْتَه، قال عمرو بن مَعْدي كَرِب -رضي الله عنه- يَذكُر الديار:

تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّـبـاءِ وحَـيْرَمـا فأصبَحتُ في أطلالها اليومَ حابِسا
بِمُعتَرَكٍ شَطَّ الحُـبَـيّا تَـرى بِـهِ من القَومِ مَحْدوساً وآخَرَ حادِسـا

ويُروى: “ضَنْكُ الحُمَيّا”. وقال آخَر:

دَلوَكَ إنَي مُمْسِكٌ دَلاتي وحادِسُ العَبْدِ بِجَندَلاتي

وقال يعقوب: أصْل الحَدْسِ في اللغة: القصد بأيِّ شيء كان؛ ظناً أو رَمُياً أو ضَرْباً، يقال حَدَسْتُ به الأرض: أي ضَرَبْتُ به الأرض.
وحَدَسْتُ الشيء برِجلي: أي وَطِئتُه.
وحَدَسْتُه بسهمٍ أو بِحَجَرٍ: رَمَيتُه به.
وقال أبو نَصْر: الحَدْس: الأثر، يقال رأيتُ حَدْسَ البَعير: إذا رأيتَ أثَرَه.

وقال الليث: الحَدْسُ في السير: سُرعَةٌ ومُضِيٌّ على طريقَةٍ مَستَمِرَّة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:

حتى احتَضَرنا بعد سيرٍ حّدْسِ إمامَ رغسٍ في نِصابِ رَغْسِ

وقال ابن دريد: حَدَسْت في سَبَلَةِ البعير: إذا وَجَأتَلَبَّتَه.
والحَدسُ -أيضاً-: الذبح.
وقال اللَّحياني: حَدَسْتُ الشاةَ حَدْسَاً: إذا أضجًعْتَها لِتَذْبَحَها، قال: ومنه المثل: حَدَسَ لهم بِمُطفِئَةِ الرَّضْفِ. ومعناه: ذبح لهم شاةٍ مهزولة تُطفئ النار ولا تنضَج، وقيل: تُطفئ الرَّضفَ من سِمَنِها.
ويقال: حَدَسَ يَحدِسُ: إذا جادَ، والمعنى: جادَ لهم بكذا. ورَوى أبو زيد: حَدَسَهُم بمُطفِئةِ الرَّضْفِ.
وقال القُتَبيُّ: ومما أودعته العرب من أسجاعها في طلوع نجمٍ نجمٍ من الدلائل على الحوادث قولهُم: إذا أمْسَتِ الثُّرَيّا قِمَّ الرأسِ ففي الدارِ فاخْنِسْ؛ وانْهَس. قولُه: “عُظَماهُنَّ فاحْدِسْ” أي تخيَّر عُظمى الإبل للنَّحر، وقولُهُم فاحْدِسْ هاهُنا مِنْ حَدَسْتُه أي تَوَهَّمْتُه؛ كأنّه يريد: تَخَيَّرْ بِوَهمِك عُظْماهُنَّ، ويجوز أن يكون الحَدْسُ هاهُنا الإضجاع والصَّرْع؛ أي التي هي عُظْماهُنَّ عَرْقِبْها حتّى تسقط إلى الأرض.
وقال أبو زيد: حَدَسْتُ الناقة وحَدَسْتُ بالناقة -متعدياً وغير مُتعدٍّ- أحْدِسُها وأحْدِس بها: إذا أنَخْتَها.
وقال ابنُ أرقَمَ الكوفي: حَدَسٌ -بالتحريك-: قومُ كانوا على عهد سليمان بن داود -صلوات الله عليهما-، وكانوا يَعنفون على البغال، فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغال خوفاً لما كانت لقِيَت منهم. وهذا يقوّي قول من قال حَدَسْ في زَجْرِ البغل؛ مكان عَدَس.
وقال ابن دريد: بنو حَدَسٍ: بَطْنٌ عظيم من العرب.
ووَكيع بن حُدْس -بضمّتين-: من التابعين، قال يَزيد بن هارون وأحمد بن محمد بن حنبل، وقال غيرهما: عُدُسٌ.
وقال ابن السكَّيت: يقال بَلَغَت به الحِداس -بالكسر-: أي الغاية التي يُجرى إليها ويُعدى، ولا تَقُل الإداسَ.
والمَحْدِسُ: المَطْلَبُ، قال:

أُهدي ثناءً من بَعيدِ المَحْدِسِ

وقال أبو زيد: تَحَدَّسْتُ الأخبار وعن الأخبارِ: إذا تَخَبَّرْتَ عنها وأرَدْتَ أنْ تَعْلَمَها من حيث لا يُعْلَمُ بك.
والتَّركيب يدلُّ على الرمي والسُّرعة وما أشْبَهَهُما.

حرس

حَرَسْتُ الشيء أحرُسُه حَرْساً وحِرَاسَة، والجمع: حَرَسٌ -بالتحريك- وأحْراسٌ وحُرّاسٌ، قال الله تعالى: (مُلِئتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُبا)، وقال امرؤ القيس:

تجاوزْتُ أحْراساً إليها ومعشـرا عَلَيَّ حِراصاً لو يُشِرُّونَ مقتَلي

والحَرَسُ -أيضاً-: حَرَسُ السلطان، وهم الحرّاس، الواحِد حَرَسِيُّ، ومنه قول الحجّاج: يا حَرَسِيُّ اضْرِبا عُنُقَه، لأنّه صارَ اسم جِنْسٍ فَنُسِبَ إليه، ولا تَقُل حارِسٌ إلاّ أن تَذْهَبَ به إلى معنى الحِراسَة دون الجنس.
والحَرْس: الدَّهرُ، قال:

في نِعمَةٍ عِشنا بِذاكَ حَرْسا

ويُجمع على أحرُس، قال امرؤ القيس:

لِمَـن طَـلَــلٌ دائِرٌ آيُهُ تَقَادَمَ في سالِفِ الأحرُسِ

والحَرَسان: جَبَلان، يقال لأحدِهما: حَرْسُ قَساً؛ في بلاد بني عامر بن صعصعة، قال زهير بن أبي سُلمى:

هُم ضًرَبوا عن فَرْجِها بِـكـتـيبَةٍ كبيضاءِ حَرْسٍ في طوائِفِها الرَّجُلُ

بيضاؤه: شِمراخٌ منه.
وحَرَسَ الرّجُلُ يحرِسُ -بالكسر- حَرْساً: إذا سَرَقَ، والمسروق: حَريسَة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا قَطْعَ في حَريْسَةِ الجبل، لأنه ليس بموضع حِرزٍ وإن حُرِسَ. وفي حديث آخر: أنّه سُئِلَ عن حَريسَةِ الجبل فقال: فيها غُرْمُ مِثْلِها وجَلَداتٌ نَكالا، فإذا آواها المُرَاحُ فَفِيها القَطْعُ. والحَرائسُ: جمع الحَريسة، قال:

لنا حُلَمَاءُ لا يَسُبُّ غُـلامُـنـا غَريباً ولا يُؤوى إلينا الحَرائِسُ

ويقال: حَرَسَني شاةً: أي سرقني.
وحَرِيس: في نَسَبِ الأنصار.
وقال أبو سعيد: سَمِعْتُ العرب تقول: فلان يأكل الحَرَسات، كما يُقال: يأكل السَّرِقات.
والحَريسَة: جِدار من حِجارَةٍ يُعمَلُ للغَنَمِ.
وحَرَسَةُ الجبل: لغةٌ في حَرِيْسَتِه.

وجَرَاد مَحْسوس: مَسَّتْهُ النار حتى قتَلتَه، من الحَسِّ وهو القتل. ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّه أُتِيَ بِجَرادٍ محسوس فأكله. وقال حسَّان بن أنس: كنتُ عند ابنِ أختٍ لعائشة -رضي الله عنها- فَبَعَثَت إليه بِجَرادٍ محسوس.
والحاسوس: الذي يَتَحَسّس الأخبارَ؛ مثل الجاسوس، وقيل: الحاسوس في الخير والجاسوس في الشر.
وقال ابن الأعرابي: الحاسوس: المشؤمُ من الرجال.
ويقال: سَنَةٌ حاسوس وحَسوسٌ: إذا كانت شديدة قليلة الخير، قاله أبو عُبَيدَة وأنشَدَ لرُؤبَةَ:

فَتىً يُجَلّي المَحْلَ والبَئيسـا بِمُسْفِراتٍ يَكشِفُ النُّحوسا
إذا شَكَونا سَنَةً حَسُـوسـا تأكُلُ بعد الأخضَرِ اليَبيسا

ويروى: تَشَكَّوْا.
والمَحَسَّة والمَحَشَّة: الدُّبُرُ.
والحَوَاسُّ: المشاعِرُ الخَمْسُ؛ وهي السَّمع والبصر والشَّم والذَّوق واللَّمس، الواحدة: حاسَّة.
ويقال -أيضاً-: أصابَتْهم حاسَّة؛ وذلك إذا أضَرَّ البّرْد أو غيره بالكلأ.
وحواسُّ الأرض خَمسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ والرِّيح والجَرَاد والمَوَاشي.
وحَسَسْتُ له أحِسُّ -بالكسر-: أي رَقَقْتُ له، قال الكُمَيت:

هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أن تَحِسَّ له أو يَبكي الدار ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ

وقال أبو الجرّاح العُقَيْلي: ما رأيتُ عُقَيلياً إلاّ حَسَسْتُ له، وحَسِسْتُ له -بالكسر- أيضاً، لُغةٌ حكاها يعقوب. ومنه قولهم: إنَّ العامريَّ لَيَحِسُّ للسَّعديِّ؛ لِما يقال بينهما من الرَّحمِ، والمصدر الحِسُّ -بالكسر-، قال القطاميُّ:

أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نفسُـهُ وتَرْفَضُّ عند المُحفِظاتِ الكَتاَئفٌ

وقال إبراهيم الحربيّ -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: المصدر الحَسُّ، والاسم الحِسُّ.
وحَسَسْتُ الشيء: أي أحسَسْتُه. ومنه الحديث: أنَّ أعرابياً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم- فأعجَبَهُ جَلَدَهُ؛ فقال: متى حَسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: وأيُّ شيءٍ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: الحُمّى سَخْنَةٌ تكون بين الجِلْدِ واللَّحمِ، قال: ما لي بها عهد، فقال: من سَرَّهُ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه. وقال عُبَيد بن أيّوب العنبري:

وفِتيَةٌ كالذئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهـم إني أرى شبحاً قد لاح أو حالا
فاهزَوزَعوا ثمَّ حَسُّوه بأعينـهـم ثم اختَتَوهُ وقرنُ الشمسِ قد مالا

اهزَوزَعوا: تحرَّكوا وتنبَّهوا حتى رأوه. واخْتَتَوه: أخذوه، ورواه ابن دريد بالجيم، وهو تَصحيف.
ويقال -أيضاً-: حَسِسْتُ بالخبَرِ -بكسر السين-: أي أيقَنْتُ به. وربما قالوا: حَسِيْتُ به، يُبْدِلونَ من الَّينِ ياءً، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف الأسد:

خلا أنَّ العِتاقَ من المطايا حَسينٌ به فَهُنَّ إليه شُوْسُ

وحَسَسْتُ اللَّحْمَ: إذا جعلته على الجَمْرِ.
وحَسَسْتُ النار: ردَدْتُها بالعصا على خبز المَلَّة أو الشواءِ من نواحيه ليَنْضَج، ومن كلامهم: قالت الخبزةُ: لولا الحَسُّ ما بالَيْتُ بالدَّسِّ.
ويقال: بات فلان بِحَسَّةِ سَوْءٍ: أي بحالة سوء.
وحَسّان: من الأعلام، إن جَعَلْتَه فعلان من الحَسِّ لم تُجْرِه؛ وصَغَّرْتَه حُسَيْسَان، وإن جعلتَهُ فَعّالاً من الحُسْن أجْرَيْتَه؛ وصغَّرْتَه حُسَيْسِيْناً؛ لأن النون حينئذ تكون أصلية.
وحَسّان: قرية بين واسط ودَيْر العاقول، وتُعرَف بقَريَة حَسّان وقريَة أُمُّ حَسّان.
والحَسّانيّات: مياه بالبادية.
والحِسُّ -بالكسر-: الصوت.
والحِسُّ -أيضاً-: وَجَعٌ يأخذ النُّفَساء بعد الولادة. وقال جراد بن طارق: أقبَلْتُ مع عمر -رضي الله عنه- على امرأةٍ قد ولدت، فَدَعا لها بِسَويق فقال: اشربي؛ هذا يقطع الحِسَّ ويُدِرُّ العُرُوقَ.
ويقال: ألْحِق الحِسَّ بالإسِّ: أي الشيءَ بالشيءِ؛ أي إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله.
والحَسْحاس: السيف المُبِيْرُ.
والحَسْحاس: الرجل الجَواد، قال:

محبَّةُ الأبرامِ للحَسْحاس.

وقال ابن فارس: يقال للذي يَطرد الجوع بسخائه: حَسْحاس، قال:

واذكر حُسَيناً في النَّفيرِ وقبلَـه حَسَناً وعُتْبَةَ ذا الندى الحَسْحاسا

والحَسْحاس: من الأعلام.

وبنو الحَسْحاس: قوم من العرب.
والحُساسُ -بالضم-: الهِفُّ؛ وهو سمك صغار يجفف.
وأمّا قوله:

رُبَّ شريبٍ لك في حُساسِ ليس بِـريّان ولا مُـواس
عطشان يمشي مِشيَةَ النِفاس شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسـي

ويروى: “أقعَسَ يمشي”: فيقال: هو سوء الخُلُق.
وفَعَلَ ذلك مثل حُساس الأيسار: وهو أن يجعلوا اللحم على الجمرِ.
والحُساس: مثل الجُذاذ من الشيءِ. وكُسارُ الحجر الصِغار: حُساس، قال يصف حجر المنجنيق:

شظيَّةٌ من رَفْضِهِ الحُساسِ تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئمِ التَّرّاسِ

وقال ابن عبّاد: إذا طلبتَ شيئاً فلم تجده قُلْتَ: حَسَاسِ -مِثال قَطَامِ-.
وأحسَسْتُ به أي أيقنتُ به، وربَّما قالوا: أحَسْتُ به؛ فألقوا إحدى السِّينَيْنِ استثقالاً، وهو من شواذ التخفيف. وكان أبو عبيدة يروي قول أبي زُبَيد الذي أنشدتُه آنفاً: “أحَسْنَ به”؛ وأصلُه أحْسَسْنَ.
وأحسَسْتُ الشيء: وجدْتُ حِسَّه. وقال الأخفش: أحْسَسْتُ: معناه: ظننتُ ووجدتُ، ومنه قوله تعالى: (فَلَمّا أحَسَّ عيسى منهم الكُفْرَ)، وقيل: معناه عَلِمَه، وهو في اللغة أبصَرَه، ثم وُضِعَ موضع العلم والوجود. وقوله تعالى: (هل تُحِسُّ منهم من أحَدٍ) أي هل ترى. ويروى في الحديث الذي قد رَوَينا: متى أحْسَسْتَ أُمُّ مِلْدَمِ: أي متى وجدتَها ومتى أحسَسْتَ مسَّها.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا. قال إبراهيم الحربي -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: التحسُّسُ: الاستماع لحديث القوم، والتَّجسُّس: البحث عن عوراتهم، وهذا من البحث عن الشيء وطلب معرِفَتِه، كما قال الله عزَّ وجل: (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُفَ وأخِيه) أي اطلبوا عِلْمَ خَبَرِه بِمِصْرَ. وقال غيره: التَحَسُّس: في الخير، والتَجَسُّس: في الشر. وقال ابن الأنباري: إنَّما نَسَقَ أحدَهُما على الآخر لاختلاف اللفظين، كما قالوا: بُعْداً وسُحْقاً.
والانْحِسَاسُ: الانقلاع والتَّحَاتُّ، يقال: انْحَسَّت أسنانُه، قال العجّاج:

في مَعْدِن المَلْكِ الكريمِ الكِرْسِ فُرُوعِهِ وأصْلِـهِ الـمُـرَسِّ
ليس بمقلوعٍ ولا مُنْـحَـسِّ

وحَسْحَسْتُ اللحمَ: إذا جَعَلْتَهُ على الجَمْر؛ مثل حَسَسْتَه.
وحَسْحَسَ: إذا توجَّعَ.
وتحَسْحَسَت أوبار الإبل: سقطت.
وتحَسْحَسَ للقِيام: تحرَّكَ.
والتركيب يدل على غَلَبَةِ الشيء بِقتلٍ أو غيرِه؛ وعلى حكاية صوت عند توجُّع وشِبْهِه.

حسنس

حُسْنُس -بالضم-: لقب أبي القاسم علي بن محمد بن موسى بن سعيد بن مهدي المُقرئ المعروف بابن صُفدان الأنباري، من أصحاب الحديث.

حفس

رجل حِيَفْس -مثال هِزَبْر-: قصير غليظ؛ عن ابن السكِّيت. قال الأغلب العِجلي:

لست من الأظماء بابنِ الخِمْسِ ولا القصير الهِمَّةِ الحِيَفْـسِ

وقال ابن دريد: رجل حِيَفْس وحِيَفْسَأ: ضخم لا خير عنده، ويقال: حِيَفْس لِيَفْس: إتْباع. وقال غيره: حَفَيْسَأ وحَفَيْتَأ.
وحَفَسَ يَحْفِسُ: إذا أكل.
وقال ابن عبّاد: قيل الحِيَفس: الأكول البَطين، وهو أيضاً: الذي يغضب من غير شيء ويرضى من غير شيء.
قال: ورجل حَفَاسِي: مثل حَفَيْسَأ.
قال: والحَيْفَس -مثال صَيْقَل-: المُغْضَبُ.
والتَّحَيْفُس: التَّحَلْحُلُ، وقال غيره: التَّحَرُّكُ على المَضْجَعِ.
ورجُلٌ حِيَفْسي وحَيْفَسِي وحَفَاسِي: ضخم لا خير عنده.

حفدلس

الحَفْدَلِس: السَّوداء.

حفنس

يقال للبذيئة القليلة الحياء: حِنْفِس وحِفْنِس. وقال الأزهري: المعروف عندنا بهذا المعنى: عِنْفِصٌ.
وقال ابن عبّاد: الحِنْفِس: الصغير الخَلْقِ، والحِفْنِس: قريب من الحِنْفِسِ.
والحَفَنْسَأُ -مهموزاً-: القصير الضخم البطن.

حلس

الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة ?عن الفَرّاء-.

ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء. وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي المتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاساً تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء.
ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله.
وأنشد ابن دريد:

ولا تَغُرَّنَـك أحـقـادٌ مُـزَمَّـلَةٌ قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ

وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك.
وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس -رضي الله عنه- فقال:

تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُـهُ إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ

فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَداً، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة.
وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر -رضي الله عنه-: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد:

أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ

وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ.
وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ.
وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ.
والحِلسُ -أيضاً-: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح -بفتح الحاء وكسر اللام-، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ -بكسر الحاء وسكون اللام-.
وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْساً من الناس: أي كثيراً.
وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة.
قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ.
ويقال: فلان ابنُ حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها.
قال: وفي كِنانَة -أيضاً-: حُلَيس بن يَزيد.
وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي -صلى الله عليه وسلّم- يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه.
والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ.
وقال ابن دريد في قوله:

يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب

يعني: الحُليس بن عُتيبة.
وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلساً -مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضرباً-: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ.
والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل.

والحَلْسُ والحِلْسُ -بالفتح والكسر-: العهد والميثاق.
وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة.
وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم.
والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء.
قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر.
والحَلِسُ -مثال كَنِفٍ-: الشجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي:

ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ

وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح.
ويقال -أيضاً-: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم -مثال سِلْغَدٍّ-؛ عن أبي عمرو، وأنشد:

ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ

والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفاً:

ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَـريبَةً في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ

وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به.
وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله:

أقول يكفيني اعتداء المعتدي وأسدٌ إن شَدَّ لـم يُعَـرِّدِ
كأنـه فـي لِـبَـدٍ لِـبَـدِ من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّـدِ

والحَلاس -بالضم-: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافراً.
وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة.
وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم.
وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ:

وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كـأنـنـي أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ

وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ.
وأحْلَسْتُ فلاناً يميناً: إذا أمررتها عليه.
وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطراً دقيقاً دائماً.
والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال:

ومَهْمَهٍ ليس بـه مُـعَـرَّسُ وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ
كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُـحْـلِـسُ أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَـسُ

وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس.
وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه.
وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ.
واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس.
واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه.
واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: للّه أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش.
والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه.
واحْلَسَّ احلِساساً: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره.
وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به.
وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به.
والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء.

حلبس

الحَلْبَسُ والحُلَبِس – كعُلَبِط- والحُلابِس -كعَلابِط-: الشجاع، ويقال: هو الملازم للشيء لا يفارقه، قال الكمِّيت يصف الثور وكِلاب الصيد:

فلمّا دَنَت للكاذَتَين وأحْرَجَتْ به حَلِسا عند اللقاء حُلابِسا
تَتَبَّعها بالطَّعن شَزْراً كأنَّمـا يُبَجِّسُّ رَوْقاه المزادَ اللَّبائسا

اللَّبائِس: الشِّنان.
وقال ابن فارس: الحَلْبَسُ والحُلابِس: منحوتان من حَلِسَ وحَبَسَ، فالحَلِسُ: الازم للشيء لا يفارقه كأنّه حَبَسَ نفسه على قِرْنِه وحَلِسَ به لا يفارقه.
والحَلْبَسُ والحُلَبِسُ والحُلابِس -أيضاً- والحِلْبيس: الأسد.
وحَلْبَس بن عمرو بن عَدي بن جُشَم بن عمرو بن غنم بن تغلب: شاعر.
وحَلْبَس بن حاتم الطائي: أخو عَدِيَّ لأمِّه.
وأبو حَلْبَس: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأبوه حَلْبَس: عن معاوية بن قُرَّة.
وقال ابن عبّاد: ضأن حُلْبُوْس: كثيرة، وكذلك الإبل.
والحَبَلْبَس: قيل هو الحَلْبَس فزادوا فيه باءً، وأنشد أبو عمرو لنبهان:

سَيَعْلَمُ مَن ينوي بـلائي أنَّـنـي أرِيبُ بأكنافِ النَّضيضِ حَبَلْبَسُ

وقال ابن الأعرابي: حَلْبَسَ فلان فلا حَساسِ منه: أي ذَهبَ.

حلفس

ابن عبّاد: الحِلَفْسُ -مِثال هِزَبْر-: التَّيّاز الكثير اللحم. وهو -أيضاً-: كثير الهَبْرِ والبَضْعِ.

حمس

الأحْمَس: المكان الصُّلب، وأمكنة حَمْس، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:

وكَم قطعنا من قِفافٍ حَمْسِ غُبْرِ الرِّعَان ورِمالٍ دُهْسِ

والأحمَس: الشديد الصُّلب في الدين والقتال، وقد حَمِسَ -بالكسر- فهو حَمِس وأحْمَس؛ بَيَّن الحَمَسِ، وقوم حُمْس.
وقال أبو الهيثم: الحُمْسُ: قريش ومَن وَلَدت قريش وكِنانة وجديلة قيس ومَن دانَ بدينهم في الجاهلية، سمُّوا حُمْساً لأنهم تحمسوا في دينهم: أي تشددوا، وكانوا لا يقفون بعرفة لأنها خارج الحرم، وكانوا لا يخرجون من الحرم كانوا يقفون فيه، ويقولون: نحن أهل الله لسنا كسائر الناس فلا نخرج من حرم الله، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا يستظِلُّون أيّام مِنىً، ولا يَسْلأون السَمْنَ ولا يلقطون الجَلَّة، حتى نزل قوله تعالى: (ثُمَّ أفيضوا من حَيْثُ أفاضَ الناسُ) فوقفوا بعرفة. وقال ابراهيم الحربي -رحمه الله-: سُمًّوا حُمْساً بالكعبة لأنها حمساء وحجرها أبيض يضرب إلى السواد. وقول ساعدة بن جؤية الهُذلي:

يُدعَونَ حُمْساً ولم يَرْتَع لهم فَزَعٌ حتى رأوهم خلال السَّبيِ والنَّعَمِ

أي لهم حُرمَة الحَمس، ويروى: “حِشْماً” وهو حيٌّ من جُذام.
وقال جُبير بن مُطعَم -رضي الله عنه-: أضلَلْتُ بعيراً لي يوم عَرَفة؛ فإذا رسول الله ?صلى الله عليه وسلّم- واقفاً بِعَرَفة مع الناس، فقلت: هذا من الحُمْسِ فماله خرج من الحرم. وإنَّما قال ذلك لأنّه لم يعلم بنزول هذه الآية. فأنكر وقوفه خارج الحرم. رسول الله: مبتدأ، وخبره: فإذا؛ كقولك: في الدار زيدٌ، وواقفاً: حال عمِلَ فيها ما في إذا من معنى الفعل.
والأحمَس والحَمِس والحَميس: الشجاع، والحَمَاسَة: الشجاعة.
وبنو أحمَس: بطن من ضُبَيعة، قال المتلمَّس:

تكونُ نذيرٌ مـن ورائيَ جـنةً وتنصُرَني منهم جُلَيُّ وأحْمَسُ

نذير: هو نذير بن بُهثَة. وقال آخَر:

فلا أمشي الضَّرَاءَ إذا أدَّراني ومثلي لَزَّ بالحَمْسِ الرَّبيسِ

وقال رؤبة:

إذا امر المَنكِبَ الـرَّدوْسـا ذا الركن والخيَّاطَةِ اللَّطوسا
وكَلْكَلاً ذا بِـركةٍ هَـروسـا لاقَيْنَ منه حَمِساً حَمـيسـا

ويقال: عامٌ أحمَس: أي شديد، وسنة حِمساء، وأصابتهم سنون أحامِس وحُمْس، وانَّما قالوا أحامِس لأنَّهم أرادوا تذكير الأعوام.
وأمّا قول عمرو بن مَعدي كَرِب -رضي الله عنه- يُخاطِب العباس بن مِرداس رضي الله عنه:

أعَبّاس لو كانت شـياراً جـيادُنـا بتثليث ما ناصَيتَ بعدي الأحامسا

فانَّه يعني قريشا.
وأرَضُوْنَ أحامِسُ: أي جَدْبَة.
ويقال: وقع فلان في هند الأحامِس: إذا وقع في الدّاهية أو مات، وأنشد ابن الأعرابي:

فإنكم لستم بـدار تُـلُـنَّة ولكنَّما أنتم بهندِ الأحامِسِ

وحِماس بن ثامِل: شاعر.

وذو حِماس: موضِع، قال القطامي:

عفا من آل فاطمة الفـرات فَشَطا ذي حِمَاسَ فحائلات

وحَمَسَ اللحم: إذا قلاه. والحَميسَة: القَلِيَّة.
والحَميس: التنّور، وقال ابن فارس: وقال آخرون هو بالشين مُعجَمة، وأيّ ذلك كان فهو صحيح، لأنه إن كان بالسين فهو من شدّة التِهاب نارِه، وإن كان بالشين فهو من أحْمَشْتُ النار والحرب.
والحَميس: الشديد.
وقال ابن دريد: الحَمَسَة -بالتحريك-: دابَّة من دواب البحر. والجمع: حَمَس. وقال قوم: هي السلحفاة.
والعرب تقول عند الشيء تنكِره: حِمْساً، كقولهم: جَدعاً وعقراً.
وقال أبو عمرو: الحَوْمَسيس: المهزول.
وبنو حُمَيس -مصغراً-: بطن من العرب.
والحُمسة -بالضم-: الحَرْمة، قال العجّاج:

ولم يَهَبْنَ حُمسةً لأحمَسا ولا أخا عقدٍ ولا مُنَجِّسا

أي لم يهبن لذي حُرمَةٍ حُرمَةً؛ أي ركبن رؤوسهن. والتنجيس: شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين.
وحَمَسْتُ الرجل حَمْساً: إذا أغضَبْتُهُ.
والحَمْس -أيضاً-: الصوت؛ وجَرْسُ الرجال، وأنشد أبو الدُّقَيشِ:

كأنَّ صوتَ وَهْسِها تحت الدُجـى حَمْسُ رجالٍ سَمِعوا صوتَ وَحَى

وقال الزَجّاج: أحْمِسْتُه وحَمَّسْتُه تَحْميسا: أي أغضَبتُه؛ مثل حَمَسْتُه حَمْسا.
والتَّحميس: أن يؤخذ شيء من دواء وغيره فيوضع على النار قليلاً.
واحْتَمَسَ الدِّيكان واحْتَمَشا: إذا هاجا.
وتَحَمَّسْتُ: تَحَرَّمْتُ؛ من الحُمسة وهي الحُرمَة؛ واسْتَغَثْتُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي:

لو بي تَحمَّسَتِ الرَّكابُ إذَنْ ما خانني حَسَبي ولا وَفْري

واحْمَوْمَسَ: أي غَضِبَ، قال أبو النجم يصف الأسد:

كأنَّ عينيه اذا ما احْمَوْمَسا كالجمرتين جِيلَتا لِتُقْبَسا

جِيلَتا: حُرِّكَتا.
والتركيب يدل على الشدَّة.

حمرس

الحُمَارِس: الشديد، وربّما وُصِفَ به الأسد، قال العجّاج يصف ثوراً:

ذو نخوةٌ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ ألَيسَ عن حَوْبائِهِ سَخِيُّ

وقال ابن دريد: الحُمارِس والحُلابِس: من نعت الجريء المُقْدِم، ربّما وصف بهما الأسد.
وأُم الحُمارِس البكريّة: معروفة.
وقال أبو عمرو: الحُمارِس والرُّحامِس والرَّماحٍِ والقُداحِس: كل ذلك من نعت الشجاع الجريء.
وقال ابن فارس: الحَمارِس منحوت من كلمتين: من حَمِسٍ ومَرِسٍ، فالحَمِسُ: الشديد، والمَرِسُ: المتمرِّس بالشيء.

حمقس

أبو عمرو: الحَمَاقِيس: الشدائد والدواهي.
قال: والتَّحَمْقُس: التَّخَبُّث.

حندس

الحِنْدِس: الليل الشديد الظُّلمة، قال اسحاق بن خلف:

لولا أُميمَةُ لم أجزع مـن الـعَـدَمِ ولم أُقاسِ الذُجى في حِنْدِسِ الظُّلَمِ

وقال ابن الأعرابي: الحِنْدِس: الظُّلمة، والجمع: الحَنَادِس، قال ذو الرُّمَّة:

ورَملٍ كأوراك العَذارى قَطَعتُهُ إذا جَلَّلَتها المُظلِماتُ الحَنَادِسُ

ويقال لِلَّيالي الثَّلاث اللاتي بعد الظُّلم: الحَنَادِس.
وتَحَنْدَسَ الليل: أظْلَمَ، قال العجّاج يصف الليل:

وَحْفاً خُدارِيّاً كأنَّ سُنْدُسا ظَلماءُ ثِنْيَيْهِ إذا تَحَنْدَسا

وتَحَنْدَس الرجل: أي سقط وضعف.

حندلس

الأصمعي: ناقة حَنْدَلِس: ثقيلة المشي. وقال الليث: هي النجيبة الكريمة. وقال ابن دريد: ناقة حَنْدَلِس وقالوا خَنْدَلِس -بالحاء والخاء-: كثيرة اللحم مسترخية.

حنفس

الليث: يقال للبذيئة القليلة الحياء: حِنْفِس وحِفْنِس. وقال الأزهري: المعروف عندنا بهذا المعنى: عِنْفِص.
وقال ابن عبّاد: الحِنْفِس والحِفْنِس: الصغير الخَلْق.

حنس

ابن الأعرابي: الحَنَس -بالتحريك-: لزوم وسط المعركة شَجاعَةً.
قال: والحُنُسُ -بضمَّتَين-: الورعون.
وقال شَمِرٌ: الحَوَنَّس -مثال عَمَلَّس- من الرجال: الذي لا يضيمه أحد، وإذا قام في مكان لا يُحَلْحِلُهُ أحد، وأنشد:

يجري النّفيُ فوق أنفِ أفْطَسِ منه وعَيْنَيْ مُقرِفٍ حَوَنَّـسِ

حوس

الأصمعي: يقال تَرَكتُ فلاناً يَحوسُ بَني فلانٍ: أي يتخلَّلَهُم ويطلب فيهم. وانَّه لَحَوَّاس عَوّاس: أي طَلاّبٌ باللَّيلِ.

والذئب يحوس الغنم: أي يتخلّلها ويفرِّقُها. وحَمَل فلان على القوم فَحَاسَهُم. وفي ذِكْر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّهم حاسُوا العدوَّ يوم أُحُدٍ ضرباً حتى أجهضوهم عن أثقالهم؛ وأنَّ رجلاً من المشركين جميع الأمة كان يحوز المسلمين ويقول: استَوْسِقُوا كما تَسْتَوْسِق جُرْب الغنم، فضربه أبو دُجانَة ?رضي الله عنه- على حَبْلٍ عاتِقِه ضربةً بلغت وِركَه. وفي حديث عُمَرَ ?رضي الله عنه-: أنَّه ذَكَرَ فلان شيئاً فقال له عمر -رضي الله عنه-: بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ. قال العَدَبَّسُ الأعرابي الكِنانيُّ: أي تخالط قلبك وتحثُّكَ على ركوبها، قال العجّاج:

طاف الخيالان فهاجا سَقَما خيالُ تُكمى وخيالُ تُكْتَمـا
مرّا بنا والليل قد تصرَّمـا بين نهارٍ وإذا ما أظلمـا
باتا يحوسانِ وقد تجـرَّمـا ليلُ التَّمامِ غير عِنْكٍ أدْهما
بالخَيفِ من مكَّةَ ناسا نُوَّما

ويَروى: “بالجِزْعِ من يَثْرِبَ”.
وحاسُوا خلال الديارِ وجاسوا.
والخُطوب الحوَّس: هي الأمور التي تنزل بالقوم وتَغشاهم وتتخلل ديارَهم، قال الحُطَيئَة يهجو أباه وأُمَّه وبني بجاد:

رَهْطُ ابنِ جحشَ في الخُـطُـوبِ أذِلَةُ دُسْمُ الثيابِ قناتُهُـم لـم تُـضـرَسِ
بالهَمْزِ من طولِ الثَّقـافِ وجـارُهُـم يُعطى الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ

وحاسَتِ المرأةُ ذيلها حَوساً: إذا سَحَبَتْهُ، وامرأة حَوساء الذيل، وأنشد شَمِرٌ:

قد عَلِمَت صفراءُ حَوْساءُ الذَّيل

والمُحْثَلُ بن الحَوْساء: شاعر.
وقال ابن الأعرابي: الحَوْساء: الناقة الكثيرة الأكل، وابِلٌ حُوْسٌ.
ويقال إبِلٌ حوسٌ: بطيئات التحرُّك من مرعاها.
وقال ابن دريد: ناقة حوساء: شديدة النَّفْسِ.
والأحوَس: الجريء الذي لا يهوله شيء، أنشد أبو زياد الكلابيُّ في نوادِرِهِ لجُنْدَب:

ربّ ابنِ عمٍ لِسُليمى مُـشْـمَـعِـلُّ مستعجلٌ انَّ أخا القومِ الـعَـجِـلْ
يُحِبُّـهُ الـقـوم وتَـشْـنـاه الإبِـل في الشَّوْلِ وَشواشٍ وفي الحَيِّ رَفِلْ
طبّاخِ ساعات الكَرى زادِ الكَـسِـل أحْوَسَ يومَ الرَوْعِ بالرُّمْحِ الخَطِـلْ

ويُروى: “أحْوَسَ في الظَّلْماءِ”. وقال العجّاج:

وقد ترى بالدار يوماً أنَسـا جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغُورِ أحْوَسا

والأحوَس -أيضاً-: الذَّئب.
والحَوْسُ في سَلخِ الإهَابِ: الكَشْطُ أوَّلاً فأوَّلاً.
وإذا كَثُرَ يبيسُ النَّبتِ: فهو الحائِس.
والحُواسة والحُوَيسَاء: القرابة، قال ابن عبّاد: يقال: لي في بني فلان حُوَاسَة: أي قرابة، وقيل: بِغيَةُ مُتَأنٍّ مُتَثَبَّتٍ.
ويقال: وقعت بين القوم حُوَاسَة: أي طَلِبَة بِدَم أو غارة.
قال: وحُواسَةُ القوم: مُجتَمعُهُم.
والحُواسَة: الجماعة من الناس المختلِطة.
والحُوَاسات: الإبلُ المُجْتَمِعَة؛ والكثيرات الأكل -أيضاً-، من الحَوْسِ وهو الأكل، قال الفرزدق:

وكُوْمٍ تُنْعِمُ الأضيافَ عَيْنـاً وتُصبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا
حُوَاساتِ العِشاءِ خُبَعْثِنـاتٍ إذا النكباءُ راوَحَتِ الشَّمالا

وقال ابن الأعرابي: الإبِلُ الكثيرة يقال لها: حَوْسى -مثال سَكْرى-، وأنشد:

تبدَّلَت بعـد أنـيسٍ رُغْـبٍ وبَعْدَ حَوْسى جامِلٍ وسَرْبِ

وتَحَوَّسْتُ له: أي توجَّعْتُ.
والتَّحَوُّس: التشجُّع.
والتَّحَوُّس -أيضاً-: الإقامة مع إرادَةِ السفر؛ وذلك إذا عَرَضَ له ما يشغلُه، قال المتلَمِّس:

سِرْ قد أنى لك أيُّها المُتَحَـوِّسُ فالدّارُ قد كادَت لِعَهدِكَ تَدْرُسُ

وقال ابن السكِّيت: يقال للرجل إذا تَحَبَّسَ وأبطأ: ما زال يَتَحَوَّس.
والتركيب يدل على مُخالطَة الشيء ووَطْئه.

حيس

الحَيْس: الخَلْط، ومنه سُمِّيَ الحَيْس، وهو تمر يُخْلَط بسَمْن وأقِطٍ ثم يعجن عجناٍ شديداً حتى يَنْدُرَ منه نَواه واحِدة واحِدة؛ ثم يُسَوَّى كالثَّريد وهي الوطيئة -أيضاً-؛ إلاّ أنَّ الحَيْسَ ربَّما جعل فيه السَّويق، فأما في الوَطيئَةِ فلا. يقال: حاسَ الحَيْسَ يَحِيْسُه حَيْساً، قال:

التمر والسَّمن معاً ثم الأقِطْ الحَيسُ إلاّ أنَّه لم يَخْتَلِـطْ

وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أعتقَ صفيَّة وتزوَّجَها وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها وأوْلَمَ عليها بِحَيْسٍ.
وقال الأصمعي: قال لي الرشيد: فُطِمْتُ على الحَيْسِ والمَوْزِ.
وقال سيبويه والآمدي: قال هُنَيُّ بن أحمر. وقال ابن السِّيرافي: قال زرافة الباهلي. وقال أبو رِياش: قال هَمّام بن مُرَّة أخو جَسّاس بن مُرَّة. وقال الأصفهاني: قال ضمرة بن ضمرة. وقال ابن الأعرابي: انَّه قيل قبل الإسلام بخمس مائة عام. وقال ابن الكَلْبي في جمهرة النسب: قال الأحمر واسمه عمرو بن الحارث بن عبد مَناة بن كِنانة. وقال غيرهم: قال عمرو بن الغَوث بن طّيِّئٍ. قال الصَّغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: الصحيح أنَّه لعمرو بن الغوث بن طيِّئ، وسبب هذا الشعر أنَّه بينما طّيِّئٌ، كان جالِساً مع ولده بالجَبَلَين إذ أقبَلَ الأسود بن عفَّان بن الضَّبور الحُدَيسيُّ فقال: من أدخَلَكُم بلادي؟ اخرجوا منها، فقال طيِّئٌ: البلادُ بِلادُنا. ثم تواعدا للقتال، فقال طيِّئٌ لجُندَبِ بن خارِجَة بن سعد بن فُطرَة بن طيِّئٍ؛ وأمُّهُ جَديلَة: قاتِلْ عن مَكْرُمَتِكَ، فأبَت أُمُّهُ أن يُقاتِل، فقال طيِّئٌ لعمرو بن الغوث بن طيِّئ: فَدونَكَ يا عمرو الرجُل فقاتِلْهُ، فأنشأ يقول، وهو أوَّل من قال الشعرَ في طيِّئٍ بعد طيِّئٍ:

يا طيِّئ أخبرني فلَسْتَ بكـاذِبٍ وأخوكَ صادِقُكَ الذي لا يكذِبُ
أمِنَ القضيَّةِ أن إذا اسْتَغْـنَـيْتُـمُ وأمنتم فأنا البعـيدُ الأجـنـبُ
وإذا الشدائدُ بـالـشـدائِدِ مَـرَّةً أحْجَرْنَكُم فأنا الحبيبُ الأقـرَبُ
عجَبٌ لتلكَ قضيَّةٌ وإقـامـتـي فيكُم على تلك القضيَّةِ أعجَبُ
ولكم معاً طِيْبُ المياهِ ورِعْيُهـا ولِيَ الثِّمَادُ ورِعْيُهُنَّ المُحْـدِبُ
هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بـعـينِـهِ لا أُمُّ لي إنْ كـان ذاكَ ولا أبُ
أإذا تكونُ كَريهَةٌ أُدعـى لـهـا وإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعى جُنْدَبُ

عَجَبٌ: رفعُ بالإبتداء، ولِتِلْكَ: خَبَرُه، وقَضِيَّةً: حال.
وفي المثل: عادَ الحَيْسُ يُحاس: أي عاد الفاسِدُ يَفْسَد، ومعناه أن تقول لصاحبك: إنَّ هذا الأمرَحَيْسٌ؛ أي ليس بِمُحْكَمْ ولا جيِّد وهو رديءٌ، وأنشد شَمِرٌ:

تَعِيْبِيْنَ أمراً ثم تـأتـين مـثـلـهُ لقد حاس هذا الأمرُ عندَكِ حائسُ

وأصل المثل: أنَّ امرأةً وجدت رجُلاُ على فُجُورٍ فعيَّرتهُ فُجُورَهُ، فلم تلبث أن وجدها الرجل على مثل ذلك. وقيل: انَّ رجلاً أُمِرَ بأمرٍ فلم يُحْكِمْهُ؛ فَذَمَّهُ آخر فجاءَ بِشَرٍ منه، فقال الآمِرُ: عادَ الحَيْسُ يُحَاسُ.
وقال الفرّاء: يقال قد حِيْسَ حَيْسُهم: إذا دَنا هلاكهم.
وقال ابن دريد: رجلٌ مَحْيُوْسٌ: إذا وَلَدَتْهُ الإماءُ من قِبَلِ أبيه وأُمِّه، أخرجه على الأصل، والوجه أن يكون مَحيساً -مثل مَخيط-. وفي حديث أهل البيت -رِضوان الله عليهم-: لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ ولا المَحْيُوْسُ، كأنَّه مأخوذ من الحَيْسِ وهو الخَلْطُ.
وقال ابن فارس: حِسْتُ الحَبْلَ أحِيْسُه حَيْساً: إذا فَتَلْتَه، لأنَّه إذا فَتَلَه تداخَلَتْ قواه وتَخالَطَتْ.
والتَّركيب يدل على الخَلْطِ.

حبط

حَبِطَ عَمَلُه، وزادَ أبو زَيْدٍ: حَبَطَ -يفَتْح الباء- وقَرَأ أعْرابيّ: “فقد حَبَطَ عَمَلُه” حَبْطأً وحُبُوْطلً.

والحبُط -بالّتحريك-: أن تأكُلَ الماشِيةُ فَتُكثرِ حتّى تَنْتَفِخَ لذلك بُطُونْها ولا يَخْرجَ عنها ما فيها، وقال ابنُ السكيتِك هو أن تَنْتَفخَ بُطُوْنها عن أكلِ الذّرَقِ وهو الحَنْدقُوْقُ، يُقال: حَبِطَتِ الشّاةُ -بالكسْرِ-، ومنه حَديُث النبي -صلى الله عليه وسلم-: وان مماِ يُنْبِتُ الربيعُ ما يقَتُلُ حَبَطَاً أو يُلمّ، وقد كُتِبَ الحَديُث بتمامِه في ترْكيب خ ض ر، وقال الناّبِغَةُ الجَعْدِيّ -رَضيَ الله عنه- يَصفُ فَرَساً:

فَلـيْقُ الـنّـسـا حَـبُـط الـمـوْقـفَـينِ يَسْـتَـنّ كـالـصّـدَعِ الأشْــعَـــبِ
الموْقُف: نُقرةُ الخاصِرِة، وأنْشَدَ الأصمعيّ:
أقولُ لّما أنْ رَبَا من حَبَطْه مثـرَ نـطـم بـبـوْلـه وضَـرِطِــهْ

وحَبِطَ الجُرْحُ إذا بقيتْ له آثارّ بعد البرءِ، قال: والحبطُ: اللحْمُ الزّائدُ على النّدُوبِ.
وقال العامِرِيُّ: الحَبُط: آثارُ السيَاطِ الوارِمَةُ التي لم تَشَقّقْ؛ فإنْ تَقَطّعَتُ ودميِتْ فهي العُلُوْبُ. ومن الحَبط، ويقاُل: الحبط؛ لأنه كان بنُ عَمْرو بن تَميمٍ: الحَبط، ويقاُل: الحبط؛ لأنه كان في سفرٍ فأصاَبه مثُلُ ذلك، وقال ابنُ الكلْبيّ: كان أكلّ طَعاماًً فأصَابَتْه منه هَيْضةُ، وقال ابنُ دُرَيدِ: كان أكلَ صَمْغاً فَحَبِط عنه وقال:الحارِثُ بن مالكِ بن عمرو ابن تَميم؛ ذَكَرَه في الرّباعيّ وزادَ في نَسبِه مالكا بين الحارث وعمرو. وولدُه هؤلاء الذين يسُمونَ الحَبَطاتِ من بني تَميم، والنسبةِ إليهم حَبطيّ -بفتْح الباء-؛ كالنسبِة إلى بني سلمةَ وبني “15-ب” شقرةَ، فتقول: سلَميّ وشقرِيّ -بفَتْح اللام والقاف-، وذلك لأنهم كرِهُوا كثرَة الكَسَراتِ فَفَتحواْ.
ويقال: حَبِطَ دَمُ القتيِل يَحْبُط حبَطاً: إذا هَدَر.
وحَبَطَ ماءُ البِئرِ حَبَطاً: إذا ذَهَبَ، قال:

فَحَبِط الجفْرُ وما إن جَمّا

والحبنْطي: القَصيرُ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ولا يُهْمزُ، والنّوْنُ والألُف للإلْحاقِ بِسَفرْجَلٍ،يقال: رَجُلّ حَبَنْطىً- بالتنوْين- وحَبَنْطاةُ، فإن حَقّرْتَ فأنتَ بالخيار: إنْ شئتَ حَذَفْتَ النونَ وأبْدَلتَ من الألفِ ياءِ وقلتَ: حُبَيْطِ بكَسْرِ الطاء مُنَوّناً؛ لأن الألَف ليستْ للتأنيث فَتَفَتْحَ ما قَبْلها كما تفْتح في تصغير حبُلى وبشرى، وإن بقيْت النون وحذفت الألف قلت: حُبْيَط، وكذلك كل اسم فيه زيادَتانِ للإلحاقِ فاحذفْ أيّتُهما شئتَ. وانْ شئت لم تُعَوضْ، فإن عوضْتَ في الأوّل قُلتَ حُبَيِطّ ?بتشديد الياءِ والطاءُ مكسورة- وقلت في الثاني حُبيْنيط، وكذلك القولُ في عَفرْني.
وقال ابنُ عبّادٍ: الحبطةُ: بقيةُ الماءِ في الحوْض. قال الصغَانيّ مُؤلفُ هذا المتاب: هي الخبطةُ -بالخاء المعْجَمةِ بكسْرِها، وأجازَ ابنُ الأعرابيّ فَتْحَها- وستذكَرُ إن شاءَ الله تعالى في موْضعِها.
ويقال للشيء الحقير الصغير: حَبَطْيطٌةٌ كَحَمَصِيصًةٍ.
وأحْبَطَ الله عمله: أي أبْطَله. وقال أبو عمرو: الإحْبَاطُ: أن يذهب ماءُ الرِكَّيَّة فلا يعود كما كان. وقال أبو زيد: أحْبَطَ فُلان عن فلانِ: إذا تركه وأعرض عنه؛ يقال: قد تَعلقَ به ثم أحْبَطَ عنه.
واحْبَنْطي الرجل: انْتَفَح بَطْنُه، ومنه حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: في السقْطِ يظل مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، ويروى بالهمزِ وبغير الهمزِ والمحْبَوْبطُ: الجَهُولُ السريع الغضب والتركيب يدل على بطلان أو ألم.

حشط

ابن الأعرابي: الحَشْطُ: الكَشطُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوسَ والوَرَقَ، وفي حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: أنه جلس إلى غُصنِ شجرة يابسة فقال بيده فَحَطَّ ورقها: أي حَثَّ.
وحّطَّ -أيضاَ-: نَزَلَ. والمَحطُّ والمحّطَّةُ: المَنْزِلُ؛ كالمَنْزلِة والمكان والمَكانَةِ وحَطَّه: أي حَدَرَه، قال امرؤ القيس:

مِكَرَّ مِفَر مُقْبِـلٍ مُـدْبِـرٍ مَـعَـاً كَجلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ الَّيْلُ من عَلِ

والحَطُوْطُ: الحَدُوْرُ.
والحطُوْطُ -أيضاً-: النّجِيبّةُ السرّيعةُ، قال االنابغةُ الذّبيْانّي:

فما وَجَدَتْ بمثْلك ذاتُ غَـرْبٍ حَطُوطَ في الزّمامِ ولا لَجُونُ

وجاريةُ مَحْطُوْطةُ المتْنَين: أي مَرْدُوْدةُ مُستوِيةُ، قال القُطاميّ:

بيضاءُ مَحْطُوْطةُُ المتْنَين بهْكنة رَيّا الرّوادِفِ لم تُمِغلْ بأوْلادِ

وحُطّ البَعيرُ -على ما لم يسُم فاعلُه-: أي طَنيِ؛ وزادَ ابنُ عَبّادٍ: فَيُضْجعُ فَيمرّ وِتدً بين أضْلاعِه إمراراً لا يخَرق.وحط البَعيرُ حطَاطاً: إذا اعْتمدَ في زِمامِه، قال الشّماخُ:

إذا ضُرِبتْ على العلاتِ حَطتْ إليك حِطَاطَ هادِيةٍ شَـنُـوْنِ

وقولُ عمرو بنِ الأهْتمِ:

ذَرِيْني وحُطّي في هوَايَ فاتَّني على الحسبِ الزّاكي الَّفـيعِ

شَفيقُ أي: اعْتَمِدي في هَوايَ ومْيلي، وقال الأعْشى:

إني لَعَمرُ الذي حَطّتْ مناسُمها تَخْدي وسيقَاليه الباقِرُ الغُيُلُ
اَئنْ منُيِتَ بنا عن غِبّ معْركَةٍ لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوْمِ نَنَتَفلُ

وقال ابنُ الأعْرابيّ:الأحَطّ: الأمْلُس المتْنَيْنِ.
وقوله تعالى: (وقوْلوا حِطّة) قال ابنُ عَرِفَة: أي قُولوها حُطّ عنا ذُنوبنا؛ أمِرُوا أنْ يقولوا ذلك؛ لو قالُوها لحُطّتْ أوْزارُهم، وكان قد طوُطِئ لهم البابُ ليْدخُلوه سجّدا فبدّلوا قولً غير ذلك وقالوا: هطي سمهاثا: أي حِنْطَة حَمْراءَ، كذلك قال السّدي ومُجاهِد، وقال الزّجّاجُ: قُولوا ابنُ آبي عَبْلة وطاووسّ اليمَاني:”وقولوا حِطةَ” بالنْصب، وفيه وجْهان: أحدُهما -إعْمالُ الفعْلِ فيها وهو” قولوا” كأنه قال: وقولوا كلمة تَحُط عنكم أوْزاركُم، والثاني- أن تُنْصب على المصدَر بمعنى الدعاء والمسألِة: أي احطْطِ اللهم أوْزارَنا حِطّة؛ كما قال في سورة “16-ب” محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (فَضرْب الرّقابِ) أي اضْرِبوا الرّقابَ ضَرْباً.
وقال الأزْهَرِيّ: سَمْعتُ أن شَهْر رَمَضانَ في الإنْجِيْلْ أو بعض الكاُبِك يُسمى حَطّةَ لأنه يحُط من وِزِرِ صائِميه. ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: من ابْتلاه الله ببلاءٍ في جَسدِه فهو له حِطّة، أي عنه ذُنُوبه كما يُحَط الحملُ عن الدّابةِ.
والحِطانُ: التّيسُ.
وعمرَانُ بن حِطَانَ: شاعر.
وحطان بن عوف: الذي شبب الأخنس بن شهاب التغلبي بابنته فقال: لابنه حطان بن عوف منازل

كما رقش العنوان في الرق كاتب

وحِطّيْنُ -مَثَالُ سِجيِنْ-:قرَيْة بين أرْسُوْفَ وقَيسْارِيةَ بها قَبْرُ شُعَبْبٍ صَلَواتُ الله عليه. والحَطَاطُ -بالفَتْح-: شَبِيْه بالُبُثُورِ يكونُ حَوْلَ الحُوْقِ، وأنْشَدَ الأصمعَّي:

قام إلى عَذْرَاءَ بالغُطَـاطِ يْمشي بْمثلِ قائمِ الفُسطَاطِ
بُمِكْفَهِرَّ اللّونِ ذي حَطَاطِ

وقال رُوَبةُ:

ما غَثَ عَرّاً دامِيَ الحَطَاطِ

الواحِدةُ: حَطَاطَة، وربما كانت في الوَجْه، قال المُتَنَخلُ الهذَليّ:

ووَحْهٍ قد رَأيْتُ أمَيْمَ صافٍ أسِيْلٍ غيرِجَهْمٍ ذي حَطَاطِ

ويُقال للجارِيةِ الصّغيِرة: يا حَطَاطَةُ، وقال ابنُ دُريْدٍ: يقُال للشّيْءِ إذا اسْتَصْغَروه: حَطَاطةُ، فال أبو حاتمٍ: هو عَرَبيّ مُسْتَعْكلَ. والحَطَاطُ -أيضاً-: زُبْدُ اللّبِن. والحَطِيْطَةُ: ما يُحّط من الثّمن، يقُال: الحَطِيْطَةُ كَذا وكَذا.
والكَعْبُ الحَطِيْطُ: الأدْرَمُ. وقال ابنُ الأعرابيّ: الحُطُطُ -بضَمّتْيِن-: الأبْدَانُ النّاعِمَةُ.
والحُطُطُ -أيضاً-:مَرَاكِبُ السّفَلِ، وقال الأزْهَرِي: أظُنه مَرَاتِبِ الّفَلِ. ورَجُلَ حُطَائطَ -بالضّم-: أي صَغِيرّ قَصِير. وحُطَائِطُ بن يَعْفُرَ النّهْشّلي: أخُو الأسْوَدِ بنِ يَعْفُر.
وقال ابن عَبّادٍك حِرّ حُطَائط بُطائط -إتْباعّ- أي ضَخْمّ. قال: وحُطَائطةّ بُرّة حَمْراءُ صَغيرة، قال الصّغانيّ مُؤلَف هذا الكتابِ: هكذا قال: بُرة والصوابُ: ذَرةٍ فانه تقول صِبْيانُ الأعْرَابِ “17-أ” في أحَاجِيهم: ما حُطَائط بطُائط تَمْيسُ تَحْتَ الحائط؟ يعْنْونَ الذّرّةَ.
والحُطَيّطّةُ والبُطَيطةُ ?مثِالا دُجَيجةٍ تَصْغِير دَجَاجَةٍ-: السّرْفَةُ. ويحْطُوط -مثالُ يَعْسُوبٍ-: وادٍ مَعْروفّ، قال العَبّاسُ بنُ تَيحَانَ البوْلانيّ:

فلا أبالي يا أخا سَـلَـيْطِ ألاّ تَعَشَى جانِبيْ يَحْطُوْطِ

والمحط -بالكسرْ-: الذي يوْشَمُ به، ويقالُ: هو الحَدِيْدَةُ التي تكون مع الخَرّازيْنَ يَنْقُشوْنَ به الأدْيَمَ، قال النِمرُ بن تَوْلَبٍ -رضي الله عنه- وذَكّر كِبَر سِنه:

فُضُولّ أراها في أدِيمي بعْـدَمـا يكونُ كَفافَ اللَّحمِ أو هو أجْمَـلُ
كأنّ مِحَطـاً فـي يدَيْ حـارِثّـيةٍ صَناَعٍ عَلَتْ منيّ به الحِلْدَ من عَلُ

وقيل: المحطّ: المصْقَلةُ وهو حَديْدةّ يُصْقَلُ بها الجلْدُ ليَلْينَ ويحْسُنَ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الحَطَنْطى: يُعَيُرةُ الرجلُ إذا نُسِبَ إلى الحَمقُ، ذَكَره مع حَبرْكيّ وقال ابنُ عَبّادٍ: رَجُلّ حَطَوطيّ: أي نَزِقُ والحِطَّيْطى: -من الحط- كالخصّيصى: وقال ابنُ دُرَيدٍ: يقاُل أتانا بِطعامٍ فَحَطَطْنا فيه حَطَاً وحَطّطْنا تْطيْطاً: أي أكَلْناه. وانْحطّ السعْرُ وغيرُه. خِلافُ ارْتَفَعَ، قال رُؤبةُ:

وقد رَأى الرّاؤونَ في المـحـاطِ تَصَعَّدي في الحرْبِ وانْحِطاطي

وقال آخرُ:

رآها وكان دُوَيْنَ السّـمَـاءِ فانْحَط من حيث لم يَرْهَبِ

وانْحَطّتِ الناقّةُ في سيرْها: أي أسْرَعَتْ واحْتَطّه: أي حَطّه، وأنْشَدَ الخارْزَنْحيّ: أيْقَنْتُ أن فارِساً مُحْتًطي وتقولُ: اسْتَحّطني فَلانّ من الثمنِ شَيْئاً: أي اسْتَنَقَصني.
وقال ابنُ دُرَيْدٍك اَاحَطْحَطةُ: الُسرْعَةُ، يقالُ حَطْحَط في مَشْيه: إذا أسَرعَ، وكلُ شَيءٍ أخَذْتَ فيه من عَمَلٍ أو مَشْيٍ فأسْرَعْتَ فيه فقد حَطْحَطْتَ. وقال ابنُ عَبَادٍ: حَطَحَط: أي انْحَطّ. والترْكيبُْ يدُلُ على إنْزَاَلِ الشيْءِ من عُلْوٍ، وقدج شَذّ عنه الحَطَاطُ: البَثْرة.

حطمط

أبو عمرو: الحِطْمِطُ “17-ب”: الصّغيرُ من كلّ شَيْءٍ، يقال: صَبيّ حِطْمطّ، وأنْشَدَ:

اذا هُنّي حِطْمطِ مثْلُ الـوَزَغْ يُضْرَبُ منه رَاَسُهُحتى انْثلَغ

حقط

ابنُ دريد: الحَيْقُطَانُ -بفَتْح القافِ وضَمّها، والضّمّ أعْلى-: الدُرّاجُ، وقال ابنُ فارشٍ: لا أحْسبُ الحَيْقُطَانَ -وهو ذَكَرُ الدُرّاجِ- صحيحاً.
قال: والحَقَطُ -بالتّحريك- زَعَموُا: خِفّةُ الجْسمِ وكَثْرةُ الحَرَكَةِ. وقد قبل للمرْةٍ لخَفيفةِ الجسْمِ النّزِقةِ: حَقْطةّ.
وقال ابنُ عَبّادٍ: قال الخارْزَنْحي: قلت لأبي زِيادٍ: كَيْفَ تَزْجُرُ الفرَس؟ فقال: هِجِدْ وحِقِطّ، وأنْشَدَ:

لماّ رأيتُ زَجْرَهم حِقْـطِ أيْقَنْتُ أن فارِساً مُحْتَطَي

أي: يَحُطني عن سْرجي وقال غيُره: الحِقِطانُ والحِقِطَانَةُ: القَصيُر.

حلبط

شَمرّ: يقُال: هذه الحَلبِطةُ. وهي المائةُ من الإبل إلى ما بَلَغتُ، وقال ابنُ عَبَادٍ: ضان حُبِطَة وعُلبطَة، وهي نَحْوُ المائةِ والمائتين.

حلط

ابنُ الأعرابي: الحَلْطُ: الغَضَبُ. والحاْطُ: القسمُ. والحَلْطُ: الإقامةُ.
وقال أبو عُبَيْدةَ: الحَلطُ -بالتّحريك- الغَضبُ، وقد حَلَط حَلَطاً: أي غَضِبَ غَضَباً. وحَلَط -أيضا- في الأمْر: إذا أخذَ فيه بِسْرْعَةٍ.
وقال ابنُ الأعْرابي: الحِلاطُ: الغَضَبُ الشّيدُ. والحُلُط -بضمّتّين-: أى المقَسِمُونَ على الشْيءِ.
والحُلُط -أيضا-: المُقيْمُونَ بالمكان.
والحُلُط- الغَضابي من الناس. وهم الهائمون في الصحَارى عْشقاً.
وقال الأصمعيُ: أحْلَط الرّجُلُ في اليمنِ: إذا اجْتَهدَ، وأنْشَدَ لعمرو بن أحْمَرَ الباهليّ:

وكنا وهُمْ كابْنَيْ سُبَاتٍ تَفَرَّقا سِوىً ثمَّ كانا مُنْجِداً وتَهاَمِيا
فألْقى التّهلَمِيْ منهما بِلَطَاتهِ وأحْلَطَ هذا لا أرِتْمُ مَكانِيا

وقال ابنُ دُرَيدٍ: أحْلَطَ الرّجُلُ في الأمْرِ: إذا جَدّ فيه. قال: وأحْلَطَ: إذا أخذَ قّضْيبَ الَبِعير فَجعَله في حَياَءِ الناّقةِ، قال الصّغَانُي مُؤلّف هذا الكتابِ: هذا تَحيفّ، والصّوَابُ: أخَلَط بالخاء مُعْجَمةّ.
وقال اللّْيث: أحْلَطَ فُلان: إذا تُرِكَ بَحالِ مَهْلَكةٍ.
والاحْتلاطُ: الغَضبُ والضّجَرُ، وقال اللّيثُ: احْتلطَ الرّجلُ؛ إذا غَضِبَ وخَلّط من الغَضَبِ، ومنه قولُ عَلْقَمة بن عُلاثة حين تَجاذبَ مالك بنُ حُنيّ وحارثة بنُ عبد العزيز العامِرِيانِ عنده وكَرِهَ تَفاَقُمَ الأمرِ بينهما:

أولا لعِي الاحْتِلاطُ وأسْوَأ القَوْلِ الافْرَاطُ، فَلْتَكُنْ منُازَعَتُكما في رَسَلِ ومُسانا تُكمت في مَهَلٍ. اسْتُعِيرتِ المُساناةُ في المُفاخَرَةِ كما اسْتُعْيرِتِ المُساجَلةُ فيها.والترْكيبُ يَدُلّ على الاجْتهِادِ في الشْيءِ بِغَلقٍ وضَجَرٍ.

حمط

الدّينْوَرِيُك من الشّجَرِ حَماطَ ومن العُشْبِ حَماطَ، فأمّا الحَاطُ من الشّجرِ فَشجَرُ التّيْنِ الجَبَلي، قال أبو زِيادٍ: هو شَبيهً بالتّيْنِ خَشَبُه وجَناَهُ وريِنُحه؛ إلاّ أن جَناه هو أصفرُ وأشدُ حُمْرةً من التّينْ، ومنَابتُه في أجوْافِ الجبَالِ، وقد يَستوَقَدُ بحَطبه ويتّخذُ خَشَبهُ لماَ ينْتَفعُ به النّاسُ يَنْنْون عليه البُيُوْتَ والخيِامَ. وأنْشَدَ غيرُ الدّينْوَرِيّ للمتُنخلِ الهذَليّ:

وأبُواْ بالّسيوفِ بها فُـلُـول حَوَانٍ كالعِصً من الحَمَاط

حَوَانٍ: مُنْحنَية، وقيل: سُوْدّ من الدّماء، ويُروْى: كالحنّي. ومن احْتاَجَ إلى زَنْدَةٍ اتّخَذ منه زَنْدَةً، وتأكُلُ منه الماشِية وَرَقَة رَطْباً ويابِساً، وليس من شَجَرةٍ أحَبَ إلى الحضياتِ من الحَماطِ، قال: ولما وصَفَ أبو زَيادٍ من ألف الحياتِ من الحمَاطِ، قيل؛ شَيْطانُ الحَماط،،فَجَرَى مثلا، قال: “18-ب

ثُمتَ لا أدْري لَعَلى أُرْجَـمْ بمثْلِ شَيطْانِ الحمَاط الأعْرَمْ

الشيْطانُ: الحية، والأعْرمُ: الأرْقط، وكذلك الشاةُ العرْماءُ وقال آخرُ:

ثُمت لا أدْري لَعَـلـي أقْـذف بمثل شيطان الحماطِ الأعْراف

الأعْرفُ: الذي له عُرف، وهو أيضاً الأقرنُ:

الذي له من جلْدهِ شَبيه بالقرن وروى غـير الـدينـوري:
عنْجرد تحْلُف حين أحْـلْـفِ كَمِثْلِ شَيْطانِ الحمَاطِ أعْرفْ

وقال حميد بن ثور -رضي الله عنه- في تشبيه الزمام بالحيةّ:

فلماّ أتَتْهُ أنْشَبتْ في خَشـاشِـهِ زِماماً كثُعْبانِ الحماَطةِ مُحْكما

قال: ومن أمثالِ العَرَب: ذئب الخمرِ وشيْطان الحماطةِ وأرْنَبُ الخلة وتَيسُ الريلِ وضبّ السحَاء وقُنْفذُ برقَةٍ قال: وأماّ الحماطُ من العُشبْ فإنّ أبا عمروٍ قال:يقُال لِيبسِ الأفانيْ: الحماطُ، وقال أبو نَصر: إذا يبستِ الحلمة فهي حَماطة. وقولُ أبى عمرو أعْرف. قال: وأخْبرني أعْرَابي من خَشنُالمس والصليان لين. والذي عليه العلماءُ ما قاله الأصمعي وأبو عمرو، ولا أعْلم أحَداً منهم وافق أبا نصرٍ على ما قاله؛ وأحْسبه سهواً، لأن الحلمة ليستْ من جنس الأفاني والصليان ولا من شبههما في شيءٍ. وقال غيرُ الدينوري: شَجرُ الحماط شجر الجميز.
وقولهم: أصبتُ حماطة قلبه: أي حبة قلبه، وقال ابنُ دريدٍ: حماطة القلب: دمُ القلب وهو خالصه وصمْيِمهُ، قال:

لَيتْ الغرابَ رَمى حَماطة قلْبِه عمرو بأسهمه التي لم تلْغب

والحماطةُ -أيضاً-: حُرْقة وخُشُونة يجدُها الرّجُلُ في حَلْقه، حَكاها أبو عُبيدٍ وغيرهُ. والحماط -أيضاً-: تبْنُ الذّرِة. وقال الجرِميّ: حَماطان: موضه، وقال ابنُ دُريدٍ: أرّض،وقال غيرُهما: حَماطَانُ: من حبالِ الدّهْناءِ: وقال:

يا دار سَلْمى في حَماطَانَ اسْلَمِي

“19-أ” وَحَماطّ: موْضعَ، قال ذو الرمّة:

فلماً لَقْنا بالُحـدُوجِ وقـد عَـلـتْ حَماطاً وحِرْباءُ الضّحى مُتشاوِسُ

وقال أبو عمرو: الحمْطَةٌ: الكِنّ.وقال ابنُ دريدٍ: الحُمْطُوطُ -مِثالُ غُمْلُولٍ-: دُوْدَة رَقشاءُ تكون في الكلاٍ، قال المتُلمس:

إني كَساني أبو قابُوْس مُرْفلـو كأنها ظرْف أطلاءِ الحماطْيِط

أطلاءً: صِغَار، وُيرْوى:”سِلْخُ أوْلادِ المخارِيط”، والمخارِيط: أوْلادُ الحباتِ.
وقال أبو عمرو: هي الحَنطْيطُ -مثالُ حَمصيْص-، والجمعُ: حَماطِيْطُ، قال:

كأنّما لَونها والصبْحُ منُقشـعَ قبل الغَزَالةِ ألْوانُ الحماطْيِط

وقال أبو سعيدٍ الضّريرُ: الحماطْيطُ -هاهنا-: جمعُ حَمطَيط وهي دُوْدَة تكون في البقلِ أيامَ الربيْعِ مُفَصلة بحمرةٍ، ويشبهُ بها تَفْصيلُ البنانِ بالحناءِ، شبهَ المتلمس وشي الحللِ بألوانِ الحماطْيط. وقال اللْيث: الحَمطَيْطُ: نَبْتَ، وجَمْعُه الحماَطْيُط.

وقال ابنُ دريدٍ: الحمْطَاطُ: دُويبةّ تكون في العُشْبِ منَقُوْشة. وقال كَعْبُ الأحْبارِ: من أسماءِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الكتبِ السالفةِ: محمدّ وأحمد والمتوّكُلُ والمخْتارُ وِحْياَطى -ومعناه عن ابنِ الأعْرابي: حامي الحرَمِ- وفاَرِقْلْيطي -أي: يفرقُ بين الحَق والباطلِ-. وحُميطُ: رَمْلةّ من الدهنْاءِ. وقال ابنُ دُرَيدٍ: الحمط: من قولهم حَمطتُ الشيءَ أحَمطهُ إذا قَشرتهَ، قال: وهذا فَعْلَ قد أمِيتْ.
وقال أبو عمرو: يقالُ حَمطُوا على كَرِمْكُم: أي اجْعَلوا عليه شجَراً يُكنه من الشمْس.
وقال يونسُ: العربُ تقولُ: إذا ضرَبْتَ فاوْجِعْ ولا تحمط فإن التحمْيطَ ليس بشيء، قال: والتّحْمِيطُ: التّصغِيِرُ؛ وهو أن يضُربَ الرّجُلُ فيقول: ما أوْجََعني ضَربةَ:”19-ب” أي لم يباُلغْ وقال ابنُ فارسٍ:الحاءُ والميمُ والطاءُ ليس أصْلاً ولا فضرْعاً ولا فيه لُغَة صحيحة إلا شيء من النبتِ أو الشّجرِ.

حنبط

ابنُ دريدٍ -في الرّباعي-: حنْبَط اسْمّ، وأحْسِبهُ من الحبِط؛ والنونُ زائدةً.

حنط

الحنطة: البرّ، والجمعُ: حِنطّ، وبائعُها: حَناطّ، والحناطةُ: حرِفته. والحْنطي في قولٍ الأعْلمَ الهذليّ:

والحنِطيء الحنْطيّ يَمثجُ بالعَظْيمةِ والرّغـائبْ

قال أبو نَصْرٍ: هو المنُتَفجُ، وقال غيُره: هو الذي يأكُلُ الحنْطَةَ ويسْمنُ عليها، ويمثُجُ: يُطْعَمُ، والحنْطيءُ -بالَهمزِ-: القَصْيرُ.
والحانُط: الكثير الحنطة. وأنه لحانط الصرة: أي عظيمهما، يعنون صرة الدراهم. وفلان حانط إلي: إذا كان مائلاً عليه ميل عداوة وشحناء.
وحنط ونحط: إذا زفر، قال الزرفيان يصف صائداً:

أنْحى على المِسْحًل حَشْراً مالطا فأنْفَذَ الضَبْنَ وَجَاَل ما خِطـا
وأنْجَدَلَ المِسٍْحَلُ يكْبُو حانِطـا

والحنوط: الادراك، يقال، حنط يحنط حنوطاً. والحانط: المدرك من الشجر والعشب، وأنشد الدينوري:

والدندن البالي وخمط حلنط

وقال ابن عباد: الحانط: ثمر الغضا، وأنشد شمر:

تبدلن بعد الرقص في حانط الغضا أباناً وغلاناً به ينبـت الـسـدر

وأهل اليمن يسمعون النبل الذي يرمى به: حنطاً.
والأحنط: العظيم اللحية الكثها، قال: لم يخب إذ جاء سائله

ليس مبطاناً ولا أحنط كث

والحنوط والحناط -بالكسر-: كل ما يطيب به الميت، قال الليث الحنوط “20-أ”: طيب يخلط للميت خاصة، وقال ابن جريج: قلت لعطاء: أي الحناط أحب إليك؟ قال: الكافور، قلت: فأين يجعل منه؟ قال: في مرافقه، قلت وفي بطنه؟ قال: نعم، قلت: وفي مرجع رجليه وما بضه؟ قال: نعم، قلت: وفي رفغيه؟ قال: نعم، قلت: وفي عينه وأنفه وأذينه؟ قال: نعم، قلت: أياساً يجعل الكافور أم يبل بماءٍ؟ قال: لا بل يابساً، قلت: أتكره المسك حناطاً؟ قال: نعم. قال الأزهري: وهذا يدل على أن كل ما يطيب به الميت من ذريرة أو مسك أو عنبر أو كافور وغيره من قصب هندي أو صندل مدقوق فهو كله حنوط.
وحنط الأديم: احمر. وقال ابن فارس: يقال: أحمر حانط كما يقال أسود حالك، قال: وهذا محمول على أن الحنطة يقال لها: الحمراء.
وحنط الرمث وأحنط: ابيض ورقه، قال الطرماح يصف منزلة:

ترى العين فيها من لدن متع الضحى إلى الليل بالغضيا وهن هـكـوع
تقمع في أظلال محنطة الـجـنـى صحاح المآقي ما بهـن قـمـوع

هكوع: يسكن بعضها إلى بعض، تقمع: تطرد القمعة وهي الذباب، قموع: كهيئة البثر في العين.
وأحنط -على ما لم يسم فاعله-: إذا مات، وأحنطه: من الحنوط، قال روبة:

قد مات قبل الغسل والأحناط غيظا والقيناه في الاقماط

أي: أسرناه وأوثقناه، وقال آخر:

وخيل بني شيبان أحنطها الدم

وأنشد ابن الأعرابي “20-ب”:

لو أن كابية بن حرقوص بـهـم نزلت قلوصي حين أحنطها الدم

أي: رملها ودماها. وكذلك حنطه تحنيطاً فتحنط هو، وفي قصة ثمود: أنهم لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع وتحنطوا بالصبر.
وفي نوادر الأعراب: فلان مستحنط إلي ومستقدم إلي وناتل إلي ومستنتل إلي: إذا كان مائلاً عليه ميل عداوة.
وقال الفراء في نوادره: استحنط الرجل: إذا اجترأ على الموت وهانت عليه نفسه.

وقال ابن فارس: الحاء والنون والطاء ليس بذلك الأصل الذي يقاس منه أو عليه.

حنقط

ابن دريد: الحنقط -مثال خندف-: ضرب من الطير، ولا أحقه، ولكن يقال هو الدراج، وقال في الرباعي: حنقط: ضرب من الطير ويقال: هو الدراج، والجمع: حناقط، قال: وقد سمت العرب حنقطاً، وانشد:

هل سَرّ حِنْقِطَ أنّ القَوْمَ سالَمُهمْ أبو شُرَيَح ولم يوجد لهخلف

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا قال “حنقطاً” مصروفاً و “ابو شريح” ، والرواية “أبو حريث” لا غير وهو يزيد بن القحادية؛ وحنقط امرأة يزيد، و “صالحهم” بدل “سالمهم”، ويسامح في هذا وحده، والبيت للأعشى.

حوط

الحائط: واحد الحيطان، صارت الواو في الحيطان ياء لانكسار ما قبلها.
والحائط -أيضاً-: من نواحي اليمامة.
وقد حاطه يحوطه حوطاً وحياطة: أي كلاه ورعاه. ومع فلان حيطه لك -ولا تقل عليك- أي تحنن “21-أ” وتعطف.
والحمار يحوط عانته: أي يجمعها.
وقال ابن الأعرابي: الحوط: خيط مفتول من لونين أحمر وأسود يقال له البريم تشده المرأة في وسطها لئلا تصيبها العين؛ فيه خرزات وهلال من فضة، يسمى ذلك الهلال الحوط ويسمى الخيط به. قال: وحط حط: إذا أمرته بان يحلي صبيه بالحوط.
وحط وحط: إذا أمرته بصلة الرحم.
وقال ابن دريد: حوط الحظائر: رجل من النمر بن قاسط وكانت له منزلة من المنذر الأكبر، وهو المنذر بن المنذر، وله حديث.
وحوط بن عبد الله -رضى الله عنه: له صحبه، وكذلك حوط بن يزيد- رضى الله عنه-.
وقرواش بن حوط الضبي: شاعر.
وجنبة بن طارق بن عمرو بن حوط بن سلمى ابن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة: مؤذن سجاح.
وحوط: قرية بحمص أو بجبلة من الشام.
وقال ابن السكيت: تحوط: السنة الشديدة، قال أوس بن الحجر يرثي فضاله بن كلدة، ويروى لبشر أبى خازم، ومن رواهخ لأوس أكثر:

والحافظ الناس في تحوط إذا لم يرسلوا تحت عائذ ربعا

والحواطة -بالضم-: حظيرة تتخذ للطعام.
وقال ابن عباد: الحوطة -بالضم-: هي اللعبة التي تسمى الدارة.
وحويط -مصغراً-: من الأعلام.
وقال ابن بزرج: يقولون للدراهم إذا نقضت في الفرائض أو غيرها: هلم حوطها- بكسر الحاء وفتح الواو-، قال: والحوط: ما تتم به الدراهم إذا نقصت.
ويقال: حاطونا القصا: أي تباعدوا عناؤهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أرادونا، قال بشر بن أبي خازم:

فحاطونا القصا ولقد رأونا قريباً حيث يستمع السرار

وتحيط -بالضم التاء-: السنة المجدبة، أي تحيط بأموال الناس، لغة في تحوط.
وأحاط به علمه، وأحاط به علماً.
وقوله تعالى: (والله مُحِيْط بالكافِرين) قال مجاهد: أي جامعهم يوم القيامة.
وقوله تعالى: (إنّ رَبّك أحَاطَ بالنّاسِ) يعني أنهم في قبضته.
وقوله عز وجل: (عَذَاّبَ يَوْم مُحِيطْ) من قولهم: أحاط به الأمر: إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه “21-ب” مخلص.
وقوله تعالى: (وأحَاطَتْ به خَطِيئُته) أي مات على شركه. نعوذ بالله من خاتمة السوء.
وقوله تعالى: (أحَطْتُ بما لم تحط به) أي علمته من جميع جهاته. وأحاطت به الخيل.
وقال أبو عمرو: حوطوا غلامكم: أي البسوه الحوط.
واحتاطت به: أي أحدقت.
واحتاط الرجل لنفسه: أخذ بالثقة.
وحاوطت فلاناً: إذا داورته في أمر تريده منه ويأباه كأنك تحوطه ويحوطك، قال تميم بن أبي بن مقبل:

وحاوطني حتى ثنيت عنـانـه على مدبر العلباء ريان كاهله

والتركيب يدل على الإحاطة بالشيء على الشيء يحيط بالشيء حيط: في السنة المجدبة خمس لغات عن الفراء، وقد مر منها في تركيب ح و ط ثنتان وهما تحوط وتحيط -بضم التاء-، وبقيت ثلاث وهن: تحيط -بفتح التاء-، وتحيط -بكسرها- ويحيط -بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها-.

حترف

أبن الأعرابي: الحتروف: الكاد على عياله.

حتف

الحتف: الموت، يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات على فراه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: من خرج مجاهداً في سبيل الله فإن أصابته جاتحة أو لسعته دابة فمات فهو شهيد، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصاً فقد اسوجب المآب.قَال عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- وهو راوي الحديث: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يعني قوله: “حتف انفه”. وفي حديث عبيد بن عمير أنهقَال في السمك: ما مات منها حتف أنفه فلا تأكله، يعني السمك الطافي.قَال القطري:

فإن أمُتْ حَتْفَ أنْفي لا أمُتْ كَمَـداً على الطِّعَانِ وقَصْرُ العاجِزِ الكَمَدُ

قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: إنما خص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقضي رمقه، فخص الأنف بذلك لن من جهته ينقضي الرمق. وقال غيره: إنما قيل له ذلك لأن نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه، وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما، وانتصب حتف أنفه على المصدر كأنه يل: موت أنفه، ولا يبنى من الحتف فعل. ويقال -أيضاً-: مات حتف فيه وحتف أنفيه، قال:

إنَّما المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِيٍّ حَتْفَ أنْفَيْهِ أو لِفِلقٍ طَحُونِ

ويحتمل أن يكون المراد: منخريه، ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه فغلب الأنف للتجاور. وفي حديث قيلة -رضي الله عنها-: فتمثل حريث -رضي الله عنه- فقال: كنت أنا وأنت كما قال: حتفها ضأن تحمل بأظلافها. وأصلة: أن رجلاً كان جائعاً بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة عن مديةٍ فذبحت بها، فضب مثلا لمن أعان على نفسه بسوء تدبيره.
والجمع: حتوف،قَال حنش بن مالك:

فَنَفْسَكَ أحْرِزْ فإنَّ الحُتُوْفَ يَنبَأنَ بالمَرْءِ في كُلِّ وادِ

وقال لبيد- رضي الله عنه- يصف بقرة:

لِتَذُوْهُنَّ وأيْقَـنَـتْ إنْ لـم تَـذُدْ أنْ قد أحَمَّ مَع الحُتُوْفِ حِمَامُها

وحية حتفة: نعت لها.

وحتيف بن السجف -مصغراً-: هو حتيف بن السجف وأسم الحتيف: الربيع، وأسم السجف: عمرو بن عبد الحارث بن طرف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد. ونسبة أبو اليقظان فقال: هو الحتيف بن السجف بن بشير بن أدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو، وهو شاعر فارس،قَال حميل بن عبدة بن سلمة بن عرادة يفخر بفعال جده الحتيف -وأم سلمة بن عرادة سلامة بنت الحتيف-:

حُتَيْفُ بن عمرو جَدُّنا كان رِفْعَةً لِضَـبَّةَ أيّامٌ لـه ومَـآثِــرُ

وقال أبن دريد في كتاب الاشتقاق: الحنتف بن السجف في بني ضبة، وهو وهم، لأن ذلك تميمي؛ والحتيف ضبي، ووافق ابن دريد أبن الكبي.
وحتيف بن زيد بن جعونة النسابة: هو أحد بني المنذر بن جهمة ن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، له مَع دغفل النسابة خبر.

حثرف

أبن دريد: الحثرفة: الخشونة والحمرة تكون في العين.
وحثرفته عن موضعه: إذا زعزعته، وليس بثبت.
وتحثرف الشيء من يدي: إذا بددته، ف بعض اللغات.

حثف

أبو عمرو: الحثف -مثال كتف- والحثف -بالكسر-: لغتان في الحفث والفحث.

حجرف

أبن دريد: الحجروف: دويبة طويلة القوائم أعظم من النملة.

حجف

يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة ودرقة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أتي بسارق سرق حجفة فقطعه، وفي حديث الآخر: أنه أعطى سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- حجف أو درقة؛ ثم قال: يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر أعزل فأعطيته أياها، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: إنك كالذيقَال الأول: اللهم ابغني حبيباً هو أحب ألي من نفسي.قَال سؤر الذئب:

بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ

يريد: رُبَّ جوز تيهاء. ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء؛ وهو طيء؛ فقال: هذا طلحت وخبز الذرت.
والجمع: الحجف، وأنشد أبن فارس:

أيَمْنَعُنا القَوْمَ ماءَ الـفُـرَاتِ وفينا السُّيُوْفُ وفينا الحَجَفْ

وقال الأغلب العجلي:

يَحْمِلنَ آسادَ العَرِيْنِ في الحَجَفْ

وقال أبو العميثل: الحجف: الصدور، الواحد: حجفة. وقاال بعضهم: الحجاف -بالضم-: ما يعتري من كثرة الأكل أو من شيء لا يلائم؛ فيأخذه البطن استطلاقاً، مثل الجحاف -بتقديم الجيم على الحاء-، ورجل محجوف ومحجوف، وأنشد الليث:

بَلْ أيُّها الدّاريءُ كالمَنْـكُـوْفِ والمُشْتَكي من مَغْلَةِ المَحْجُوْفِ

وقال أبن العرابي: المحجوف والمحجوف واحد؛ وهو الحجاف والجحاف، والمنكوف: الذي يشتكي نكفته وهي أصل اللهزمة.
والحجيف والجخيف: صوت يخرج من الجوف.
واحتجفته: استخلصته.
واحتجفت الشيء: أي جزته.
واحتجفت نفسي عن كذا: أي ظلفتها.
والمحاجف: المقاتل صاحب الحجفة.
وحاجفته: عارضته.
وانحجف: أي تضرع.

حذرف

أبو حاتم: يقال ماله حذرفوت -مثال عنكبوت-: أي ماله قسيط، كما يقال ماله قلامة ظفر. وقال أبن دريد: زعم قوم أن قلامة الظفر حذرفوت، وليس بثبت.
وقال أبن عباد: أم حذرف: الضبع.
والمحذرف: الشيء المستوى؛ نحو الحافر والظلف.
قال: وإناء محذرف: أي مملوء.

حذف

حذف الشيء: إسقاطه، يقال: حذفت من شعري ومن ذنب الدابة: أي أخذت.
والحذافة: ما حذفته من الأديم وغيره.
ويقال -أيضاً-: ما في رحله حذافة: أي شيء من الطعام. وقال يعقوب: يقال أكل الطعام فما ترك حذافة، واحتمل رحله فما ترك منه حذافة.
وحذافة وحذيفة في العلام واسع.
وحذفة: فرس خالد بن جعفر بن كلاب، وفيها يقول:

أرِيْغُوني إراغَتَكُـم فـإنّـي وحَذْفَةَ كالشَّجى تَحْتَ الوَرِيْدِ

والمحذوف: الزق،قَال الأعشى:

قاعِداً حَوْلَه النَّدامى فمـا يَنْ فَكُّ يُؤْتى بمُوْكَرٍ مَحْذُوءفِ

الموكر: الممتليء، ورواه أبن الأعرابي: “مجدوف” و”مجدوف” بالجيم وبالدال وبالذال.
والمحذوف في العروض: ما سقط من آخره سبب خفيف، مثل قول امرئ القيس:

دِيَارٌ لِهِرٍّ والرَّباب وفَرْتَنى لَيالِيَنا بالنَّعْفِ من بَدَلانِ

فالضرب محذوف.
وحذفته بالعصا: أي رميته بها.
وهو بين كل حاذف وقاذف: فالحاذف بالعصا والقاذف بالحجر.
وقال الليث: الحذف: الرمي عن جانب والضرب عن جانب.
وتقول: حذفني فلان بجائزة: أي وصلني.
والحذفة -مثال تؤدة-: القصيرة من النساء والنعاج.
والحذف -بالتحريك-: طائر. وقال أبن دريد: الحذف: ضرب من البط صغار، وليس بعربي محض، وهو شبيه بحذف الغنم.
والحذف: غنم سود صغار من غنم الحجاز، الواحدة: حذفة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: تراصوا في الصفوف لا تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف. وقال أبن شميل: هي غنم صغار لست لها أذناب ولا آذان يجاء بها من جرش وأنشد الليث:

فأضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أنِيْسَ بها إلاّ القِهَادُ مَع القَهْبِيِّ والحَذَفُ

قال: والحذف من الغربان: الصغار السود؛ وهي الزيغان التي تؤكل.
وحذف الحب: ورقه.
وقال أبو عمرو في كتاب الحروف: تقول: هم على حذفاء أبيهم -مثل شركاء-، ولم يفسره.
وقال أبن عباد: الحذافي: الجحش. وفي الحديث: أنه خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذاة يوم على صعدة يتبعها حذافي لها.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف قبيح، والصواب في اللغة وفي الحديث: الحذافي -بالقاف-، وقد مر الحديث على الصحة في تركيب ص ع د.
قال: وحذف بها وخذف: إذا خرجت منه ريح. قال: ويقال للأست: الحذافة.
وقال النضر: الحذف: تداني الخطو، وحذف في مشيه حذفاً: أي حرك جنبه وعجزه.
وقال: أذن حذفاء: كأنها قد حذفت.
وحذف الشيء تحذيفاً: أي هيأة وصنعه،قَال امرؤ القيس يصف فرساً:

لها جَبْهَةٌ كَسَراةِ المِجَنِّ حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ

حرجف

الحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب،قَال الفرزدق:

إذا احْمَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ وهَـتّـكَـتْ كُسُؤرَ بُيُوْتِ الحَيّ حَمْرَاءُ حَرْجَفُ

حرشف

الليث: الحرشف: فلوس السمكة.
وحرشف السلاح: ما زين به السلاح.
والحرشف: الرجالة. وفي قصة حنين: أن مالك بن عوف النصري -رضي الله عنه-قَال لغلام له حاد البصر: ما ترى؟ فقال: أرى كتيبة حرشف كأنهم قد تشذروا للحملة، ثمقَال له: ويلك صف لي، قال: قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف.
وقال الفرزدق:

أُلُوْفٌ أُلُوْفٌ من رِجَالٍ ومن قَنَـاً وخَيْلٍ كَرَيْعَانِ الجَرَادِ وحَرْشَفُ

وقال أبنُ دريد: الحرشف: صغار الطير والنعام، وصغار كل شيء: حرشفه.
وحرشف الدرع: حبكه.
وقال أبن شميل: الحرشف: الكدس بلغة أهل اليمن، يقال: دسنا الحرشف.
والحرشف: الجراد،قَال امرؤ القيس:

كأنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوْثٌ بالجَوِّ إذْ تَبْرُقُ النِّعَالُ

قسيل: يريد الجراد، وقيل: هم الرجالة كما قيل في بيت الفرزدق.
والحرشف -أيضاً-: الضعفاء والشيوخ.
وقال الدينوري: الحرشف أخضر مثل الحرشاء غير أنه أخشن منها وأعرض؛ وله زهرة حمراء، وقال أبو نصر: الحرشف خشن له شوك، قال: وأحسبه الذي يسمى بالفارسية: الكنكر، قال: وقال بعض الرواة: هو من الجنبة ومنابته الغلظ.
وقال ابن عباد: الحرشفة: الأرض الغليظة، وكذلك الحرشف.

حرف

حرف كل شيء: طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وقال الفراء: جمع حرف الجبل حرف -مثال عنب-، قال: ومثله طل وطلل ولم يستمع غيرهما.
والحرف: واحد حروف التهجي.
وقوله تعالى: (ومن النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ على حَرْفٍ) أي وجه واحد؛ وهو أن يعبده على السراء دون الضراء، وقيل: على وشك، وقال أبن عرفة: أي على غير طمأنينة على أمره؛ أي لا يدخل في الدين دخول متمكن.
وفي حديث أبن عباس -رضي الله عنهما- أن أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف. أي: على جنب.
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ.قَال أبو عبيد: يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، ولكن يقول: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة أهل اليمن. ومما يبين ذلك قول أبن مسعود -رضي الله عنه-: إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم؛ إنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال وأقبل.

والحرف: الناقة الضامرة؛ تشبيهاً لها بحرف السيف، وكان الأصمعي يقول: الحرف: الناقة المهزولة، وقيل: الحرف الناقة العظيمة يشبهونها بحرف الجبل،قَال ذو الرمة:

جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِـنَـادٌ يَشُـلُّـهـا وَظِيْفٌ أزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوقُ

وقال الأصمعي: يقال هو يحرف لعياله: أي يكسب من هاهنا وهاهنا؛ مثل يقرف.
وحكى أبو عبيدة: حرفت الشيء عن وجهه حرفاً.
وقال: مالي عن هذا الأمر محرف ومالي عنه مصرف- بمعنى واحد-: أي متنحى، ومنه قول أبي كبير الهذلي:

أزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَة من مَحْرِفِ أمْ لا خُلُوْدَ لِباذِلٍ مُتَـكَـلِّـفِ

ويروى: “من مَصْرِفِ”.
والمحرف -أيضاً-: المحترف؛ أي الموضع الذي يحترف فيه الإنسان ويتقلب ويتصرف، ومنه قول أبي كبير أيضاً:

أزُهَـيْرَ إنَّ أخـاً لـنـا ذا مِـرَّةٍ جَلْدَ القُوى في كُلِّ ساعَةِ مَحْرِفِ
فارَقْتُه يَوْماً بـجـانِـبِ نَـخْـلةٍ سَبَقَ الحِمَامُ به زُهَيْرَ تَلَهُّـفـي

وهو من قولهم: حرف حرفاً: أي كسب.
والحرف في اصطلاح النجاة: ما دل على معنى في غيره؛ ومن ثم لم ينفعك من أسم أو فعل يصحبه؛ إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب؛ نحو قولك: نعم؛ وبلى؛ وأي؛ وإنه؛ ويا زيد؛ وقد في مثل قول النابغة الذبياني:

أفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ ركابَنا لمّا تَزُلْ بِرحالِها وكأنْ قَدِ

أي: وكان قد زالت.
ورستاق حرف: من نواحي الأنبار.
والحرف: مسيل الماء.
والحرف -بالضم-: حب الرشاد، ومنه يقال: شيء حريف -مثال سكين-: للذي يلذع اللسان بحرافته، وكذلك بصل حريف، ولا تقل حريف.
والحرف -أيضاً-: الحرمان، وكذلك الحرفة -بالكسر-، وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: لحرفة أحدهم أشد علي من عليته. وقيل: الحرفة -بالكسر-: الطعمة وهي الصناعة التي منها يرتزق؛ لأنه منحرف إليها.
والحرفة والحرف -بالضم فيهما-: من المحارف وهو المحدود، ومنها قولهم: حرفة الأدب.
والمراد: لعدم حرفة أحدهم والاغتمام لذلك أشد علي من فقره.
ومنه ما يروى عنه -رضي الله عنه-: إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول هل له حرفة. فإن قالوا لا سقط من عيني. والصحيح أن يريد بالحرفة سرفهم في الإنفاق، وكل ما اشتغل به الإنسان وضري به من أي أمر كان فإن العرب يسمونه صنعة وحرفة، يقولون: صنعة فلان أن يفعل كذا وحرفة فلان أن يفعل كذا، يريدون: دأبه وديدنه.
وفلان حريفي: أي معاملي.
والمحراف: الميل الذي تقاس به الجراحات،قَال القطامي يذكر جراحه:

إذا الطُّبِيْبُ بمِحْرَافُـيْهِ عـالَـجَـهـا زادَتْ على النَّقْرِ أو تَحْرٍِيْكِها ضَجَما

ويروى: “على النَّفْرِ” بالفاء وهو الورم، ويقال: خروج الدم.
وحرفان- بالضم-: من الأعلام.
وأحرفت ناقتي وأحرثتها: أي هزلتها.
وقال أبو زيد: أحرف الرجل: إذ نمى ماله وصلح.
ويقال: جاء فلان بالحلق والإحراف: إذا جاء بالمال الكثير.
قال: أبن الأعرابي: أحرف الرجل: إذا كد على عياله.
قال: وأحرف: إذا جازى على خير أو شر.
وتحريف الكلم عن مواضعه: تغييره وتبديله، ومنه قوله تعالى: (ثُمَّ يُحَرِّقُوْنَه).
وقول أبى هريرة -رضي الله عنه-: آمنت بمحرف القولب. يعني بمزيغها ومزيلها، وقيل: بمحركها.
وتحريف القلم: قطه محرفاً.
وأحرورف: أي مال وعدل،قَال العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:

وإنْ أصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفـا عنها ووَلاّها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا

أي: إن أصاب موانع. وكذلك أنحرف، ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا،قَال أبو أيوب -رضي الله عنه-: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة؛ فننحرف ونستغفر الله. وكذلك تحرف، ومنه قوله تعالى: (إلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ) أي مستطرداً يريد الكرة.

ويقال: لا تحارف أخاك بالسوء؛ أي لا تجازه بسوء صنيعه تقايسه وأحسن إن أساء واصفح عنه. وفي حديث أبن مسعود ?رضي الله عنه:-: أنه دخل على مريض فرأى جبينه يعرق فقال: موت المؤمن بعرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارب بها عند الموت -ويروى: فيكافأ بها-. والمحارفة: المقايسة، والمعنى: أن الشدة التي ترهقه حتى يعرق لها جبينه تقع كفاءة لما بقي عليه من الذنوب وجزاء؛ فتكون كفارة له، ومعنى عرق الجبين: شدة السياق.
والمحارف: المحروم، قال:

مُحَارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ مُبَارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ

والتركيب يدل على حد الشيء وعلى العدول وعلى تقدير الشيء.

حرقف

الحرقفة: عظم الحجبة وهي رأس الورك، يقال للمريض إذا طالت ضجعته: دبرت حراقفه. وروى عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي حيان عن أبيه قال: دخلت على سويد بن مثعبة فلولا أني سمعت امرأته تقول: أهلي فداؤك ما أطعمك وما أسقيك ما ظننت أن دون الثوب شيئاً، فذهبت أعزيه فقال: تراني إذ دبرت حرقفتي أو الحراقف ومالي ضجعة إلا على وجهي، والذي نفس سويد بيده ما يسرني أني نقصت منه قلامة ظف. وأنشد أبن الأعرابي:

لَيْسُوا بِهِدِّيْنَ في الحُروبِ إذا تُعْ قَدُ فَوْقَ الحَرَاقِفِ النُّـطُـقُ

والحرقوف: الدابة المهزولة.
وقال أبن دريد: الحرقوف: دويبة من أحناش الأرض.
قال: والحرنقفة -بضم الحاء-: القصيرة.
وقال أبن عباد: حرقف الحمار الأتان: أخذ بحرقفها.

حزقف

أبن عباد: الحزنقفة: القصيرة، وليس بثبت.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالرا المهملة كما ذكرت عن أبن دريد.

حسف

حسفت التمر أحسفه حسفاً- مثال نسفته أنسفه نسفاً-: أي نقيته، ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أن أسلم مولاه كان يأتيه بالصاع من التمر فيقول: يا أسلم حت عنه قشره، قال: فأحسفه؛ فيأكله.
والحسافة -بالضم-: ما تناثر من التمر الفاسد.
والحسافة -أيضاً-: الغيظ والعداوة، يقال: في صدره علي حسافة وحسيفة.
وقال شمر: الحسافة والحشافة: الماء القليل،قَال كثير:

إذا النَّبْل في نَحْرِ الكُمَيْتِ كأنَّها شَوَارِعُ دَبْرٍ في حُسَافَةِ مثدْهُنِ

والحسافة -أيضاً-: بقية الطعام.
وحسافة الفضة: سالحتها.
والحسف: الشوك.
والحسف: جري السحاب.
والحسفة: سحابة رقيقة.
وبئر حسيف -كالسخيف-: أي التي تحفر في حجارة فلا ينقطع ماؤها كثرة.
وقال أبو زيد: يقال: رجع فلان بحسفية نفسه: إذا رجع ولم يقض حاجة نفسه، وأنشد:

إذا سُئُلوا المَعْرُوْفَ لم يَبْخَلُوا به ولم يَرْجِعوا طُلاّبَه بالحَسَائفِ

والحَسِيْف والحسف: جرس الحيات، قال:

أباتُوني بِشَرِّ مَـبِـيْتِ ضَـيْفٍ بِهِ حَسْفُ الأفاعي والبُرُوْصِ

وقال أبن عباد: الحسف والحساف: الحصد.
وحسفت الغنم: سقتها.
وحسفها في الجماع: وهو دون الفخذين.
وحسف قلبه وحسك: أي أحن.
وقال الفراء: حسف فلان -على ما لم يسم فاعله-: أي رذل وأسقط.
وقال أبن عباد: أحسفت التمر: خلطته بحسافته.
وحسف شاربه تحسيفاً: أي حلقه.
والمتحسف من الناس: الذي لا يدع شيئاً إلا أكله.
وتحسفت أوبار الإبل وتوسفت: إذا تمعطت وتطايرت، وفي حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: كان يصيبنا ظلف العيش بمكة؛ فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك؛ وكان مصعب -يعني أبن عمير رضي الله عنه- أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية عنها.
وانحسف الشيء: إذا تفتت في يدك.
والتركيب يدل على شيء يتقشر عن شيء ويسقط.

حشف

الحشف: أردء التمر، ومنه الحديث الذي يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يثبت: تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة.
وفي المثل: أحشفاً وسوء كيلة، وانتصابه بإضمار الفعل؛ أي: أتمع التمر الرديء والكيل المطفف، يضرب في خلتي إساءة تجمعان على الرجل.
وقال أمرؤ القيس يصف عقاباً:

كأنَّ قُلُوْبَ الطَّيْرِ رَطْبـاً ويابـسـاً لدى وَكْرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالي

والحشف -أيضاً- الضرع البالي، ويقال الحشف -بالكسر-،قَال طرفة بن العبد يصف ناقته:

فَطَوْراً به خَلْفَ الزَّمِيْلِ وتارَةً على حَشفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

وقال أبن دريد: حشف خلف الناقة: إذا ارتفع منها اللبن.
والحشفة: ما فوق الختان، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل.
والحشفة: العجوز الكبيرة.
والحشفة: الخمية اليابسة.
والحشفة: قرحة تخرج بحلق الإنسان والبعير.
وقال أبن دريد: الحشفة: صخرة رخوة حولها سهل من الأرض، وقيل: هي صخرة تنبت في البحر،قَال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يصف ناقة:

كأنَّها قادِسٌ يُصَـرِّفُـهـا الـنْ نُوْتيُّ تَحْتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفِهْ

وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام؛ وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة، دحيت الأرض من تحتها.
وجمع الحشفة: حشاف.
والحشيف من الثياب: الخلق،قَال صخر الغي الهذلي:

أْتِيْحَ لها أْقَـيْدِرُ ذُو حَـشِـيْفٍ إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما

وقال صخر أيضاً:

تَرى عَدْوَهُ صَبْحَ إقـوائهِ إذا رَفَعَ الأبِضَانِ الحَشِيْفا
كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَـاعٍ تَـرَى بفائلِهِ ونَسَاه نُـسُـوْفـا

وروى الأصمعي: “ويَعْدُو كَعَدْوِ كُدُرٍّ ترى”.
وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي ويروى لأبي ذؤيب الهذلي أيضاً:

يُدْني الحَشِيْفَ عليها كي يُوَارِيَها ونَفْسَهُ وهو للأطْمارِ لَبّـاسُ

عليها: أي على القوس مخافة الندى، ويروي: “عليه” و”يواريه”، ويروى: “وقوسه”. أي يدني عليه الحشيف كي يواريه أي يواري نفسه.
والحشف -بالفتح-: الخبز اليابس،قَال مزرد:

وما زَوَّدُوْني غَيْرَ حَشَّفَ مُـرَمَّـدٍ نَسوا الزَّيْتَ عنه فهو أغْبَرُ شاسِفُ

ويروى: “غَيْرَ شِسْفٍ”، وهما بمعنى.
وأحشفت النخلة: صار ما عليها حشفاً.
وقال أبن درد: حشف الرجل عينه تحشيفاً: إذا ضم جفونه ونظر من خلل هدبها.
ويقال لأذن الإنسان إذا يبست فتقبضت: قد استحشفت، وكذلك ونظر من الأنثى إذا تقلص وتقبض: قد استحشف.
وتحشف: لبس الحشيف، وفي حديث عثمان -رضي الله عنه-: أنهقَال له أبان بن سعيد بن العاص -رضي الله عنهما- حين بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أسارى المسلمين: يا عم مالي أراك متحشفاً أسبل، فقال: هكذا إزرة صاحبنا. أ متقبضاً متقلص الثوب، وكان قد شمر ثوبه وقلصه.
والتركيب يدل على رخاوة وضعف وخلوقة.

حصف

الحصف -بالتحريك-: الجرب اليابس، وقد حصف جلده -بالكسر- يحصف.
والحصافة: استحكام العقل، وقد حصف -بالضم- فهو حصيف، وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: لا يصلح أن يلي هذا الأمر إلا حصيف العقدة. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ض ب س.
وكتيبة محصوفة ومخصوفة: أي مجتمعة، وروي باللغتين قول الأعشى يمدح أبا الأشعث قيس بن معدي كرب:

وإذا تَجِيْءُ كَتِيَبةٌ مَـلْـمُـوْمَةٌ خَرْسَاءُ يَخْشى الذّائدُوْنَ نِهالَها
تَأْوي طَوَائفُها إلى مَحْصُـوْفَةٍ مَكْرُوْهَةٍ تَأْبَى الكُمَاةُ نِزَالَهـا

ويروي: “إلى مُخْضَرَّة” أي اخضرت من صدإ الحديد، وطوائفها: نواحيها وفي النوادر: حصفته وأحصتفه: أقصيته.
وإحصاف الأمر: إحكامه. وإحصاف الحبل: إحكام فتله.
وأحصف الفرس والرجل: إذا مراً سريعاً،قَال العجاج:

ذارٍ وإنْ لاقى العَزَازَ أحْصَفا وإن تَلَقَى غَدَراً تَخَطْرَفـا

وفَرَسٌ مِحْصَف وحصاف.
وأحصف الناسج الثوب: أجاده نساجة.
ويقال: الإحصاف: أن يثير الحصباء في عدوه. وقال أبن السكيت: الإحصاف: مشي فيه تقارب خطو وهو مَع ذلك سريع. وقال أبو عبيدة: الإحصاف في الخيل: أن يحذرف الفرس في الجري وليس فيه فضل، يقال: فرس محصف؛ والأنثى: محصفة، وذلك بلوغ أقصى الحضر.
واستحصف الشيء: أي استحكم.
واستحصف عليه الزمان: أي اشتد.
وفرج مستحصف: أي ضيق، وقيل: يابس عند الغشيان،قَال النابغة الذبياني يصف فرج امرأة:

وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيْرِ مُقَرْمَـدِ
وإذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصشفٍ نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَـدِ

حضف

الحضف والحضب -بالكسر فيهما-: الحية،قَال رويشد:

كَفاكُم أدَانِيْنـا ومِـنّـا وَرَاءنـا كَبَاكِب لو سالتْ أتى سَيْلُها كَثْفا
وهَدَّتْ جِبَالَ الصُّبْحِ هَدَّاً ولم يَدَعْ مدَقُّهُمُ أفْعَى تَدِبُّ ولا حِضْفـا

حطف

الأزهري: الحنطف: الضخم البطن، والنون زائدة.

حفف

الحفوف: اليبس، من قولهم، حف رأسه يحف -بالكسر- حفوفاً: أي بعد عهده بالدهن. ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه أرسل إلى أبي عبيدة -رضي الله عنه- رسولاً، فقال له حين رجع: كيف رأيت أبا عبيدة؟ فقال: رأيت بللاً من عيش، فقصر من رزقه ثم أرسل أليه وقال للرسول حين قدم: عليه: كيف رأيته؟ قال: رأيت حفوفاً، فقال: رحم الله أبا عبيدة بسطنا له فبسط وقبضنا فقبض. جعل البلل والحفوف عبارة عن الرخاء والشدة، لأن الخصب مَع وجود الماء؛ والجدب مَع فقده، يقال: حفت أرضنا: إذا يبس بقلها.
وقال الليث: سويق حاف: أي غير ملتوت.
وقال أعرابي: أتونا بعصيدة قد حفت فكأنها عقب فيها شقوق، وقال الكميت يصف وتدأ:

وأشْعَثَ في الدّارِ ذا لِمَّةٍ يُطِيْلُ الحُفُوْفَ ولا يَقْمَلُ

وقال رؤبة:

تَنْدى إذا ما يَبِسَ الكُفُـوْفُ لا حَصَرٌ فيها ولا حُفُوْفُ

وقال اللحياني: إنه لحاف بين الحفوف: أي شديد العين؛ ومعناه: أنه يصيب الناس بعينه.
وقال أبن الأعرابي: إذا ذهب سمع الرجل كله قيل: حف سمعه حفوفاً، قال:

قالتْ سُلَيْمى إذْ رَأتْ حُفُوْفـي مَعَ اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوْفِ

أنشده الأزهري لرؤبة، وليس له.
والحفيف والجفيف: اليابس من الكلأ.
وحف الفرس حفيفاً: سمع عند ركضه صوت، وكذلك حفف جناح الطائر،قَال رؤبة:

وَلَّتْ حُبَاراهُمْ لها حَفِيْفُ

وأنْشَدَ الأصمعيُّ يَصِف حفيف: هوي حجر المنجنيق:

حتّى إذا ما كَلَّتِ الطُّرُوْفُ من دُوْنِهِ واللُّمَّحُ الشُّنُوْفُ

أقْبَلَ يَهْوي وله حَفِيْفُ والفيف: حفيف السهم النافذ، وكذلك حفيف الشجر. والأفعى تحف حفيفاً: أي تفح فحيحاً، إلا أنَّ الحَفِيف من جلدها والفحيح من فيها، وهذا عن أبي خيرة.
والحفة: كورة غربي حلب.
وقال الأصمعي: الحفة: المنوال: وهو الخشبة التي يلف عليها الثوب، قال: والذي يقال له الحف هو المنسج، وقال أبو سعيد: الحفة: المنوال؛ ولا يقال له حف؛ وإنما الحف المنسج.
والحفان: فراخ النعام، الواجد: حفانة، الذكر والأنثى فيه سواء، وقال أبو ذؤيب الهذلي:

وزَفَّتِ الَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما زَفَّ النَّعَامُ إلى حَفّانِهِ الرُّوْحُ

وقال أسامة الهذلي:

وإلاّ النّـعَـامَ وحَـفَّـانَـهُ وطغْيَا مِنَ اللَّه قش النّاشِطِ

وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: “وطَغْيَاً” بالتنوين: أي صوتاً، يقال: طغى يطغى طغياً، والطغيا: الصغير من بقر الوحش، وقال ثعلب: هو الطغيا -بالفتح-.
والحفان -أيضاً-: الخدم.
وإناء حفان: بلغ المكيل حفافيه، وحفافا الشيء: جانباه،قَال طرفة بن العبد:

كأنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّـفـا حِفَافَيْهِ شُكّا في العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ

ويقال: جاء على حفافه: أي أثره.
ويقال: بقي من شعره حفاف: وذلك إذا صلع فبقيت من شعره طرة حول رأسه، وكان عمر -رضي الله عنه- أصلع له حفاف، والجمع: أحفة،قَال ذو الرمة يذكر الجفان:

لَهُنَّ إذا صَبَّحْنَ منهم أحِـفَّةٌ وحِيْنَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أقْبَلَ جائيا

أحفة: أي قوم استداروا حولها.
والحفاف -أيضاً-: مصدر قولهم: حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفافاً وحفاً: إذا قشرته.
وحف شاربه: إذا أحفاه، وكذلك حف رأسه.

وقال وهب بن منبه: لما أبتعت الله خليله إبراهيم -عليه السلام- ليبني البيت طلب الآس الأول الذي وضع أبو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله تعالى بها آدم -عليه السلام- من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم -عليه السلام- يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو أدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله تعالى له مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم -عليه السلام- وتهديه مكان القواعد حتى رفع إبراهيم -عليه السلام- القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة، فذلك قول الله عز وجل: (وإذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ) أي الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها إلى مكان القواعد، فلم يزل -والحمد لله- منذ يوم رفعه الله تعالى معموراً.
وقوله تعالى: (وتَرى المَلائكَةَ حافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ) أي محدقين بأحفته أي بجوانبه.
وقوله تعالى: (وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما.
والحفف والحفوف: عيش سوء؛ عن الأصمعي، وقلة مال، يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف: أي أثر عوز، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يبع من طعام إلا على حفف، ويروى: على ضفف، ويروى: على شظف. لثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها.
وجاء على حففه وحفه: أي أثره؛ مثل حفافه.
وفلان على حفف أمر: أي على ناحية منه.
وقال ابن عباد: الحفف من الرجال: القصير المقتدر الخلق.
والمحفة -بالكسر-: مركب من مراكب النساء كالهودج؛ إلا أنها لا تقبب كما تقبب الهوادج.
وحفة بالشيء يحفه كما يحف الهودج بالثياب،قَال لبيد رضي الله عنه:

من كُلِّ مَحْفُوفِ ُيظِلُّ عَصِيَّهُ زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُهـا

ويقال: الحفة: الكرامة التامة.
وقال أبو عبيد: ومن أمثالهم في القصد في المدح: من حفنا أو رفنا فليقتصد؛ أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا. وقال أبو عبيد: أي من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه.
وفي مثل آخر: من حفنا أو رفنا فليترك. وقد كتب أصل المثل في تركيب.
ويقال: ما له حاف ولا راف، وذهب من كان يحفه ويرفه.
والحفاف: اللحم اللين أسفل اللهاة، يقال: يبس حفافه.
وحفتهم الحاجة: إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون.
وقلا أبن عباد: الحف سمكة بيضاء شاكة.
قال: ويقال للديك والدجاجة إذا زجرتهما: حف حف.
قال: والحفافة: حفافة التبن وألقت وهي بقيتهما.
وأحففته: ذكرته بالقبيح.
وأحففت رأسي: أي أبعدت عهده بالدهن.
وأحففت الفرس: إذا حملته على أن يكون له حفيف وهو دوي جوفه.
وحفف الرجل: جهد وقل ماله، من حفت الأرض: أي يبست، وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- حفف وجهد من بذله وإعطائه؛ فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف، وكتب إليه ببيتين من شعر الشماخ:

لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني مَفَاقِرَهُ أعَزُّ من القُنُـوْعِ
يَسُدُّ به نَوَائبَ تَـعْـتَـرِيْهِ من الأيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوْعِ

وأحففت الثوب وحففته تحفيفاً: من الحف.
وحففوا حوله: مثل حفوا، وكذلك احتفوا.
وأحتفت المرأة وجهها من الشعر: مثل حفت.
وأحتففت النبت: جزرته.
وقال الليث: احتفت المرأة: إذا أمرت من تحف شعر وجهها تنقي بخيطين.
وأغار فلان على بني فلان على بني فلان فاستحف أموالهم: أي أخذها بأسرها.
وقال أبن دريد: الحفحفة: حفيف جناحي الطائر.
ويقال: سمعت حفحفة الضبع وخفخفتها، أي صوتها.
وقال ابن الأعرابي: حفحف: إذا ضاقت معيشته.
والتركيب يدل على ضرب من الصوت؛ وعلى إلطافة الشيء بالشيء؛ وعلى شدة في العي.

حقف

الحقف: المعوج من الرمل، والجمع: أحقاف وحقاف وحقوف وحقفة، وقوله تعالى: (إذْ أنْذَرَ قَوْمَه بالأحْقافِ)قَال أبن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال وهي الأحقاف، ويقال للرمل إذا عظم واستدار: حقف، وقال الأزهري: هي رمال مستطيلة بناحية الشحر. وقال الفراء: الحقف: المستطيل المشرف. وقال أبن الأعرابي: الحقف: أصل الرمل وأصل الجبل وأصل الحائط،قَال امرؤ القيس:

فَلَمّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

ويروى: “ذي قِفَافٍ”، ويروى: “بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكامٍ”. وأنشد الليث: مثل الفاعي أهتز بالحقوف قال: ويقال: الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء يلتهب يوم القيامة فيحشر الناس من كل أفق.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الجبل المحيط بالدنيا هو قاف لا الأحقاف.
وقال أبن شميل: جمل أحقف: أي خميص.
وقال أبن الأعرابي: الظبي الحاقف: هو الرابض ف حقف من الرمل أو يكون منطوياً كالحقف وقد انحنى وتثنى في نومه. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه م هو وأصحابه وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة فقال: يا فلان قف هاهنا حتى يمر الناس لا يربه أحد بشيء. هكذا رواه أبو عبيد، وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله- في غريبه: بظبي حاقف فيه سهم فقال لأصحابه: دعوه حتى يجيء صاحبه.
وقال أبن عباد: ظبي حاقف بين الحقوف.
قال: والمحقف: الذي لا يأكل ولا يشرب، وكانه من مقلوب قفح. واحقوقف الرجل: إذا طال واعوج. واحقوقف ظهر البعير: كذلك: قال:

قُوَيْرِح عامَيْنِ مُحْقَوْقِف قَلِيْل الاضاعَةِ للخُذَّلِ

وكذلك احقوقف الهلال،قَال العجاج:

طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَـزُلَـفـا سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا

والتركيب يدل على ميل الشيء وعوجه.

حكف

أبن الأعرابي: الحكوف: الاسترخاء في العمل.
حلف: أي قسم؛ حلفاص وحلفاً -بكسر اللام- ومحلوفاً، وهو أحد المصادر التي جاءت على مفعول، ومحلوفة،قَال الليث: تقول: محلوفة بالله ماقَال ذلك، ينصبون على ضمير يحلف بالله محلوفة؛ أي قسماً، والمحلوفة: هي القسم، وقال أبن بزرج: لا ومحلوفائه لا أفعل: يريد ومحلوفة؛ فمده.
وفي الحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: الحلف حنث أو ندم، وقال النابغة الذبياني:

فإنْ كثنْتَ لاذا الضِّغْنِ عنِّي مُنَكِّلاً ولا حَلِفي على البَرَاءةِ نـافِـع

ويروى: “عنّي مُكَذِّباً”، ويروى: “فإنْ كُنْتَ لا ذو الضِّغْنِ عنّي مُنَكَّلٌ”.
وقال امرؤ القيس:

حَلَفْتُ لها باللـهِ حَـلْـفَةَ فـاجِـرٍ لَنَامُوا فما إنْ من حَدِيْثس ولا صَالِ

والأحلوفة: أفعولة من الحلف.
والحلف -بالكسر-: العهد يكون بين القوم، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام غلا شدة.
والأحلاف في قول زُهير بن أبى سلمى:

تَدَارَكْتُما قد ثُـلَّ عَـرْشُـهـا وذبْيَانَ قد زَلَّتْ بأقدامهِا النَّعْلُ

هم أسد وغطفان، لأنهم تحالفوا على التناصر.
والأحلاف -أيضاً-: قوم من ثقيف، فرقتان: بنو مالك والأحلاف.
وقال أبن الأعرابي: الأحلاف في قرش خمس قبائل: عبد الدار وجمح وسهم ومخزوم وعدي بن كعب، سموا بذلك لأنه لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في يدي بني عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت بنو عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً على ألا يتخاذلوا، فأخرجت عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا؛ ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً، فسمي حلف المطيبين. وروى عبد الرحمن بن عوف ?رضي الله عنه- عن النبي ?صلى الله عليه وسلم- أنه قال: شهدت غلاماً مَع عمومتي حلف المطيبين. وفي حديث أبن عباس ?رضي الله عنهما- أنه لقيه عبد الله بن صفوان أمية بن خلف في خلافة عمر ?رضي الله عنه- فقال: كيف ترون ولاية هذا الأحلافي؟ قال: وجدنا ولاية صاحبه المطيبي خيراً من ولايته، أراد بالأحلافي عمر -رضي الله عنه- لأنه عدوي -ويروى: أنه لما صاحت الصائحة عليه قالت: وسيد الأحلاف، وهذه كالنسبة إلى الأبناء في قولهم: ابناوي-، والمطيبي هو أبو بكر -رضي الله عنه- لأنه تيمي. وذلك أنه روي أنه روي أن أم حكيم بنت عبد أبو بكر -رضي الله عنه- لأنه تيمي. وذلك أنه روي أن أم حكيم بنت عبد المطلب عمدت إلى جفنة فملأتها خلوقاً ووضعتها في الحجر وقالت: من تطيب بهذا فهو منا، فتطيب به عبد مناف وأسد وزهرة وتيم.
والحليف: الذي يحالفك، كالعهيد للذي يعاهدك،قَال أبو ذؤب الهذلي:

فَسَوْفَ تقولُ إن هشيْ لم تَجِدْني أخَانَ العَهْدَ أمْ أثمَ الحَلِـيْفـث

وقال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب:

تَلْقَى النَّدى ومَخْلَداً حَلِيْفَـيْنْ كانا معاً في مَهْدِهِ رَضِيْعَيْنْ

ويقال لبني أسد وطيء: الحليفان، ويقال -أيضاً- لفزارة وأسد: حليفان، لن جزاعة لما أجلت بني أسد عن الحرم خرجت فحالفت طيئاً ثم حالفت بني فزارة.
ورجل حليف اللسان: إذا كان حديد اللسان فصيحاً، يقال: ما أحلف لسانه، ومنه حديث الحجاج: أنه أتي بيزيد بن المهلب يرسف في حديد؛ فأقبل يخطر بيده، فغاظ ذلك الحجاج فقال:

جَمِيْلُ المُحَيّا بَخْتَرِيٌّ إذا مَشَى

وقد ولى عنه، فالتفت إليه فقال:

وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكبَيْنِ شِنَاقُ

فقال الحجاج: قتله الله ما أمضى جَنَانَه وأحْلَفَ لسانه.
والحليف في قول ساعدة بن جؤية الهذلي:

حتّى إذا ما تَجَلّى لَيْلُها فَزِعَـتْ من فارِسٍ وحَلِيْفِ الغَرْبِ مُلْتَئمِ

قيل: هو سنلان حديد، وقيل: فرس نشيط ويروى: “ملتحم”.
وقال أبن حبيب: حلف -بسكون اللام-: هو أبن أفتل، وهو خثعم بن أنمار.
والحليف -مصغراً-: موضع بنجد.
وقال أبن حبيب: كل شيءٍ في العرب خليف -بالخاء المعجمة- إلا في خثعم بن أنمار؛ حليف بن مازن بن جشم بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله أبن مبشر؛ فأنه بالحاء المهملة.
وذو الحليفة: موضع على مقدار ستة أميال من المدينة -على ساكنيها السلام- مما يلي مكة -حرسها الله تعالى-، وهو ميقات أهل المدينة، وهو ماء من مياه بني جشم. وقال أبن عباس -رضي الله عنهما-: وقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم؛ فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها.
وذو الحليفة: الذي في حديث رافع بن خديج -رضي الله عنه-: كنا مَع النبي -صلى الله عليه وسلم- بذي الحليفة من تهامة وأصبنا نهب غنم: فهو موضع بين حاذة وذاة عرق.
والحليفات: موضع.
ووادٍ حلافي: ينبت الحلفاء؛ والحلفاء نبت. الدينوري:قَال أبو زياد: من الأغلاث الحلفاء؛ وقل ما ينبت إلا قريباً من ماء أو بطن وادٍ، وهي سلبة غليظة المس لا يكاد أحد يقبض عليها مخافة أن تقطع يده، وقد يأكل منها الغنم والإبل أكلاً قليلأً، وهي أحب شجرة إلى البقر، والواحدة منها: حلفاءه. وقال الأصمعي: حلفة -بكسر اللام-. وقال الأخفش وأبو زيد: حلفة -بفتح اللام-. وقيل: يقال حلفة وحلفاء وحلف -مثال قصبة وقصباء وقصب؛ وطرفة وطرفاء وطرف؛ وشجرة وشجراء وشجر-. وقال أبو عمرو: الحلفاء واحدة وجمع، قال:

يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُوْدِ رَقَّةَ والشَّرى خَرَجَت من البَرْدِيِّ والحَلْفَاءِ

وقد تجمع على حلافي -على وزن بخاتي-، قال: وإذا كثرت الحلفاء بأرض قيل: أرض حلفة. وتصغير الحلفاء: حليفية.
وقال أبن الأعرابي: الحلفاء: الأمة الصخابة.
وأحلفت الحلفاء: أدركت.
وأحلف الغلام: إذا جاوز رهاق الحلم.
وقولهم: حضار والوزن محلفان؛ وهما نجمان يطلعان قبل سهيل؛ فيظن الناس بكل واحد منهما أنه سهيل؛ فيحلف واحد أنه سهيل ويحلف آخر أنه ليس به.
ومنه قولهم: كميت محلفة،قَال الكلحبة اليربوعي:

كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِـفَةٍ ولـكـنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأدِيْمُ

يقول: هي خالصة اللون لا يحلف عليها أنها ليست كذلك.
وكل ما يشك فيه فيتحالف عليه فهو محلف.
وحلفته تحليفاً واستحلفته: بمعنى.
وحالفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار: أي آخى بينهم، لأنه قال: لا حلف في الإسلام؛ وقد ذكر.
وحالف فلاناً بثه: أي لازمه.
وتحالفوا: أي تعاهدوا.
والتركيب يدل على الملازمة، وقد شذ عن هذا التركيب: لسان حليف والحلفاء.
حتف: أبن السكي: الحتفان: الحنتف وأخوه سيف أبنا أوس بن حميري بن رياح بن يربوع. وفي النقائض: الحنتفان: الحنتف والحارث أبنا أوس بن سيف بن حميري،قَال جرير:

منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدفانِ

وقال جرير أيضاً:

مَنْ مِثْلُ فارِسِ ذي الخِمَارِ وقَعْنَب والحَنْتَفَيْنِ لِلَـيْلَةِ الـبـلـبـالِ

وأبو عبد الله الحنتف بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: من التابعين، وليس بتصحيف حتيف بن السجف الشاعر.
والحنتف: الجراد المنتف المنتقى للطبخ.
وقال أبن الأعرابي: الحنتوف: الذي ينتف لحيته من هيجان المرار به.

حنجف

أبن الأعرابي: الحناجف: رؤوس الأوراك، واحدها: حنجف ?بالفتح-، ويقال: حنجف -بالكسر-.
قال: والحنجوف: رأس الضلع مما يلي الصلب. وروى الخراز عنه: الحناجف رؤوس الأضلاع؛ ولم نسمع لها بواحد، والقياس حنجفة،قَال ذو الرمة:

جُمَالِيَّةٍ لم يَبْقَ إلاّ سَـرَاتُـهـا وألْوَاحُ شُمٍّ مُشْرِفاتِ الحَنَاجِفِ

ويروى: “إلاّ ضريرها” أي عتقها ونفسها وألواحها وعظامها.
وقال أبن دريد: الحنجف والجنجفة: رأس الورك مما يلي الحجبة؛ وأنشد البيت.
قال: والحنجوف: دويبة.

حنف

الحنف: الاعوجاج في الرجل؛ وهو أن تقبل إحدى إبهامي رجليه على الأخرى. وقال أبن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها. وقال الليث: الحنف: ميل في صدر القدم. والرجل أحنف والرجل حنفاء.
والأحنف بن قيس بن معاوية: أبو بحر، والأحنف لقب، واسمه صخر، من العلماء الحلماء، أسلم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يدركه، وهو معدود في أكابر التابعين، ولقب الأحنف لحنف كان به، قالت حاضنته وهي ترقصه:

واللهِ لولا حَنَفٌ بِـرِجْـلِـهِ ما كانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ

وقال الليث: السيوف الألحنفية تنسب غليه، لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفي، قال:

مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِهـا حَفُوْظ لأُ خْراها أجَيْدِفُ أحْنَفُ

وقيل: الحنف الاستقامة؛ قاله أبن عرفة، قال: وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة.
والحنفاء: القوس.
والحنفاء: الموسى.
والحنفاء: أسم فرس حذيفة بن بدر الفزاري.
والحنفاء: أسم ماءٍ لبني معاوية بن عامر بن ربيعة،قَال الضحاك بن عقيل:

ألا حَبَّذا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي به مَحْضَرٌ من أهْلِها ومُقَـامُ

وقال ابن الأعرابي: الحنفاء: شجرة.
والحنفاء: الأمة المتلونة تكسل مرة وتنشط أخرى.
والحنفاء: الحرباءة. والسلحفاة. والأطوم؛ وه سمكة في البحر كالملكة.
والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه. وقال أبو عبيد: هو عند العرب من كان على دين إبراهيم ?صلوات الله عليه-. وقال الأصمعي: كل من حج فهو حنيف، وهذا قول أبن عباس -رضي الله عنهما- والحسن الصري والسدي.
وحسب حنيف: أي حديث إسلامي لا قديم له،قَال المعيرة بن حبناء:

وماذا غَيْرَ أنَّكَ في سِبَـالٍ تُنَسِّجُها وذو حَسَبٍ حَنِيْفِ

والحنيف: القصير.
والحنيف: الحذاء.
وحنيف: وادٍ.
وأبو العباس حنيف بن أحمد الدينوري: شيخ أبن درستويه.
وأبو موسى عيسى بن حنيف بن بهلول الق[ا?ل?1]يرواني: عاصر الخطابي وروى عن ابن داسة.
وقال الضَّحّاك والسُّدِّيُّ في قوله تعالى: (حُنَفَاءَ لشلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِيْنَ به) قالا: حجاجاً.
وفي حديث النبي -صلى اله عليه وسلم-: بعثت بالحنيفية السمحة السهلة. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما:- سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الأديان أحب إليك؟ قال: الحنيفية السمحة، يعني شريعة إبراهيم ?صلوات الله عليه- لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق. وقال عمر -رضي الله عنه-:

حَمِدْتُ اللهَ حِيْنَ هَدى فُؤادي إلى الإسْلامِ والدِّيْنِ الحَنيفِ

وحنيفة: أبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وحنيفة لقبه، وأسمه أثال، ولقب حنيفة بقول جذيمة وهو الأحوى بن عوف لقي أثالا فضربه فحنفه؛ فلقب حنيفة، وضربه أثال فجذمه فلقب جذيمة، فقال جذيمة:

فإنْ تَكُ خِنصِري بنَتْ فإنّي بها حَنَّفْتُ حامِلَتَيْ أُثَـالِ

وأما محمد أبن الحنفية -رحمه الله- فالحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس؛ من مسلمة؛ من بني حنيفة.
وحنيف -مصغراً-: هو حنيف بن رئاب الأنصاري.
وسهل وعثمان أبنا حنيف -رضي الله عنهم-: لهم صحبة.
وحنفه تحنيفاً: جعله أحنف، وقد مر الشاهد من شعر جذيمة.
وتحنف الرجل: أي عمل الحنفية، وقيل: أختتن، وقيل: اعتزل عبادة الأصنام،قَال جران العود:

ولَمّا رَأيْنَ الصُّبْحَ بادَرْنَ ضَـوْءهُ دَبِيْبَ قَطا البَطْحاءِ أو هُنَّ أقُطَفُ
وأدءرَكْنَ أعْجَازاً من اللَّيْلِ بَعْدَ ما أقامَ الصَّلاةَ العابِد المُتَـحَـنِّـفُ

وتحنف فلان إلى الشيء: إذا مال إليه.
والتركيب يدل على الميل.

حوف

الحوف: الرهط؛ وهو جلد يشق كهيئة الإزار تلبسه الحيض والصبيان، وقال شمر: الحوف إزار من أدم تلبسه الصبيان؛ والجمع: الأحواف، وقال أبن الأعرابي: الحوف -في لغة أهل الحجاز- الوثر؛ وهو نقبة من أدم تقد سيوراً عرض السير أربع أصابع تلبسه الجارية الصغيرة قبل إدراكها، ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها-: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلي حوف؛ فما هو إلاّ أن تزوجني فألقي علي الحياء. قال:

جارِيَةٌ ذاةُ حِرٍ كالنَّـوْفِ مُلَمْلَمٍ تَسْتُرهُ بِحَـوْفِ
يالَيْتَني أشِيْمُ فيها عَوْفي

وقال الليث: الحوف -بلغة أهل اجوف وأهل الشحر وبلغه غيرهم-: كالهودج وليس به ولا برحل تركب به المرأة على البعير.
قال: والحوف القرية في بعض اللغات، والجمع: الأحواف. كذا هو في عدة نسخ من كتاب الليث: القرية -بفتح القاف وبالياء المثناة-، وفي التهذيب بخط الأزهري: القربة -بكسر القاف وبالباء الموحدة-، ولم يذكره أبن دريد وأبن فارس.
والحوف: بلد بناحية عمان.
والحوف: ناحية مقابلة بلبيس من أعمال مصر، ينسب إليها جماعة من أهل الحديث.
وقال الليث: الحفان عرقان أخضران تحت اللسان، الواحد: حاف -بتخفيف الفاء-.
وحافتا الوادي: جانباه، وكذلك حافتا كل شيء. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهقَال للنساء: ليس لكن إن تحققن الطريق؛ عليكن بحافات الطريق. وفي حديث الآخر: بينما أنا أسير في الجنة غذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف؛ قلت: ما هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه -أو طيبه- مسك أذفر. شك هدبة بن خالد شيخ البخاري.
وقال أحيحه بن الجلاح:

إذا جُمَادى مَنَعَتْ قَطْرَهـا زَانَ جَنابي زَمَنٌ مُغْضِفُ
مُعْرَورِفٌ أسْبَلَ جَـبّـارُهُ أسْوَدُ كالغابَةِ مُغْـدَوْدِفُ
يَزْخَرُ في أقْطارِهِ مُغْـدِقٌ بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

والجمع: حافات،قَال زهير بن أبي سلمى:

كما اسْتَغاثَ بماءٍ لا رِشاءَ لـه من الأباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ

وحافة: موضع،قَال امرؤ القيس:

ولو وافَقْتُهُنَّ على أسِـيْسٍ وحافَةَ إذْ وَرَدْنَ بنا وُرُوْدا

والحافة: من الدوائس في الكدس التي تكون في الطرف وهي أكثرها دوراناً.
والحافة: الحاجة والشدة.
والحوافة: ما يبقى من ورق ألقت على الأرض بعدما يحمل.
والتجويف: تفعيل من الحافة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: سلط عليهم موت طاعون ذفيف يحوف القلوب -ويروى: يحرف-. والمعنى: يغيرها عن التوكل وينكبها إياه ويدعوها إلى الانتقال والهرب.
وحوف الوسمي المكان: إذا استدار به.
وتحوفت الشيء وتخوفته: تنقصته،قَال عبد الله بن عجلان النهدي؛ ويوى لأبن مزاحم الثمالي:

تَحَوَّفَ الرَّحْل منها تامِكاً قَرِداً كما تَحَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ

ويروى: “تَخَوَّفَ السَّيْرُ”، ويروى: “كما تَخَوَّفَ عُوْدَ”.

حيف

الحيف: الجور والظلم،قَال الله تعالى: (أمْ يَخافُوْنَ أنْ يحِيْفَ اللهُ عليهم ورَسُوْلُه).
وقال أبن عباد: بلد أحيف: لم يصبها المطر، وأرض حيفاء.
والحيف: حد الحجر، وجمعه: حيوف. والهام الذكر أيضاً.
والحائف من الجبل: بمنزلة حافته، وجمعه: حيف.
وقال الليث: جمع الحائف الجائر: حافة وحيف.
والحيفة: خشبة على مثال نصف قصبة في ظهرها فرضة يبرى بها السهام والقسي؛ وهي الطريدة، سميت حيفة لأنها تحيف ما يزيد فيتنقصه.
وحيفة الشيء -أيضاً-: ناحيته، والجمع: حيف -مثال فيقة وفيق-.

وقال أبو عمرو: يقال للخرقة التي يرقع بها ذيل القميص القدام: كيفة؛ وللتي يرقع بها الخلف: حيفة. ويمكن أن تكون الحيفة واوية انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها.
وذو الحياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة، ويقال بالجيم، وبالحاء أصح،قَال عدي بن زيد بن مالك لن عدي بن الرقاع:

إلى ذي الحِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نـازِلٌ وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَوِيءلٌ مُهَجِّرُ

وتحيفت الشيء: تنقصته من حيفه أي من نواحيه.
والتركيب يدل على الميل.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف