معجم العباب الزاخر – باب الجيم (ج)

جأجأ

جُؤْجُؤُ: قريةٌ بالبحرين.
وجُؤْجُؤُ الطائر والسفينة: صدْرُهُما، والجميع الجَآجِئُ.
قال الأُمَويّ: جَأْجأْتُ بالإبِل: إذا دعوتها لتشرب فقلت لها: جِئْجِئْ، والاسم منه: الجِيْئُ -بالكسر- مثالُ الجِيْع، والأصلُ جِئْئٌ؛ فَلُيِّنَتِ الهمزة الأولى، وأنشد لمُعَاذٍ الهَرّاء:

وما كانَ على الهِيْئِ ولا الجِيْئِ امْتِداحِيْكا
ولكنِّي على الحُـبِّ وطِيبِ النَّفْسِ آتيكا

وقال اللَّيْثُ: تَجَأْجَأْتُ: كَفَفْتُ وانتهيتُ، وأنْشَدَ:

سَأَنْزِعُ منكَ عْرسَ أبيكَ انِّي رأيْتُكَ لا تَجَأْجَأُ عن حِماها

وتَجَأْجَأْتُ عنه: أي هِبْتُه.
وقال أبو عمرو: الجَأْجَاءُ: الهَزيْمَة.
وفُلان لا يجَأْجَأُ عن فلانٍ: أي هو جَرِيءٌ عليه.

جبأ

الجَبْئُ: واحدُ الجِبَأَةِ وهي الحَمْرُ من الكَمْأة، مثالُهُ فَقْعٌ وفِقَعَةٌ وغَرْدٌ وغِرَدَةٌ، وثلاثةُ أجْبَؤٍ. والجَبْءُ -أيضاً- نَقِيْرٌ يجتمع فيه الماء، والجمع أجْبُؤٌ أيضاً. والجَبْءُ: الأكَمَة.
وجَبَأَ وجَأَبَ: أي باع الجَأْبَ وهو المَغَرَةُ عن ابن الأعرابي.
وجَبْأَةُ البَطْنِ: مَأْنَتُه. والجَبْأَةُ -أيضاً-: الفُرْزُوْمُ أي الخَشَبَةُ التي يَحْذُوْ عليها الحَذَّاءُ، قال النابغة الجَعْديُّ -رضي الله عنه- يصف فَرَساً:

وغَادَرةٍ تَسْعَرُ المَقَانِبَ قـد سارَعْتُ فيها بصِلْدِمِ صَمَمِ
فَعمٍ أسيلٍ عَريضِ أوْظِفَةِ ال رَِّجْلَيْن خاظي البَضيعِ مُلْتَئمِ
في مِرْفَقَيه تَـقَـارُبٌ ولـه بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَـزَمِ

وجَبَأَتْ عَيْني عن الشَّيء: نَبَتْ عنه. وقال ابو زيد: جَبَأْتُ عن الرَّجُل جَبْئاً وجُبُوءً: خَنَسْتُ عنه، وأنْشَدَ لِنُصَيْبٍ أبى مِحْجَن:

فهلْ أنا الاّ مِثْـلُ سَـيِّقَة الـعِـدى إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحرٌ واِنْ جَبَأَت عَقْرُ

وقال الأصمعي: يُقال للمرأة إذا كانتْ كَريهَةَ المنظَر لا تُستَحلى: إنَّ العَينَ لَتَجبَأُ عنها، وقال حُمَيدُ بن ثَورٍ الهِلاليُّ رضي اللهُ عنه:

ليستْ إذا سَمنَتْ بجـابِـئةٍ عنها العُيونُ كريهةَ المَسِّ

ويُرْوى: “إذا رُمِقَتْ”: أي إذا نُظِرَ إليها.
وجَبَأَ عليه الأسْوَدُ: أي خَرَجَ عليه حَيَّةٌ من حُجْرِها، ومنه الجَابيءُ: وهو الجَراد.
وجَبأَ وجَبيءَ “17-أ”: أي توارى. وأجبَأتُه: وارَيتُه.
وأجبَأَتِ الأرضُ: كثرتْ كَمأَتُها، وهي أرضٌ مَجبَأَةٌ.
وأجبَأتُ الزَّرعَ: بِعتُه قبل أنْ يَبدُو صَلاحُه، وجاء في حديث النبيِّ -صلّى اللهُ عليه وسَلَّم- بلا هَمزٍ للمُزاوَجَة، والحديثُ هو أنَّ النبي -صلّى اللهُ عليه وسَلَّم- كَتَبَ كِتاباً لوائل بن حُجْر: من محمَّد رسول الله إلى المُهاجِرِ بن أبو أُمَيَّةَ أنَّ وائلاً يُستَسعى ويَتَرَفَّل على الأقوالِ حيث كانوا، ويُروى: من محمدٍ رسول الله إلى الأقيال العَبَهِلَة من أهل حَضرَمَوتَ باِقام الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة، على التِّيعَة شاةٌ، والتِّمَةُ لصاحبها، وفي السُّيُوبِ الخُمْسُ، لأخِلاَطَ ولا وِراطَ ولاشِنَاقَ ولا شِغارَ، ومَن أجبى فَقد أربى، وكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ.
والجُبَّأُ -بِضمِّ الجيم-: الجَبانُ، قال مَفروق بن عمرو بن قيس بن مسعود بن عامرٍ الشَّيباني:

فما أنا من رَيبِ المَنون بِجُبَّأٍ وما أنا من سَيب الاِلهِ بآيِسِ

والجُبَّأُ -ايضاً- والجُبَّاءُ -بالمَدِّ- من السِّهام: الذي يُجعَلُ في أسفَلِه مكانَ النَّصل كالجَوزَةِ من غيرِ أنْ يُراشَ.
وجُبَّأُ: بَلدَةٌ من أعمال خُوزِسْتان.
وجُبَّأُ -ايضاً-: قَريَةٌ من النَّهْروان.
والجُبَّاءُ-بالضمِّ والمَدِّ والتَّشديد مثالُ جُبَّاعٍ- والجُبَّاءَةُ -بالهاء ايضاً مثالُ جُبَّاعَةٍ-: التي لا تَروعُ إذا نَظَرَت، وقال الأصمعيُّ: هي التي إذا نَظَرَت إلى الرِّجالِ انْخَزَلَت راجِعَةً لِصِغَرِها، قال تميمُ بن أُبَيِّ بن مُقبِل “17-ب”:

وطَفلَةٍ غيرِ جُبَّاءٍ ولا نَـصَـفٍ مِن دَلِّ أمثالِها بادٍ ومكـتـومُ
عانَقْتُها فانثَنَت طَوعَ العِناق كما مالَت بشارِ بِها صَهباءُ خُرطومُ

كأنَّهُ قال: ليست بصَغيرةٍ ولا كبيرة، ويُروى: “غيرِ جُبَّاعٍ” بالعين وهي القَصيرة.
وقال الأحْمَرُ: الجِبَأَةُ من الكَمْءِ: هي التي إلى الحُمرَة، والكَمْأَةُ: هي التي إلى الغُبرَة والسَّوَاد، والفِقَعَةُ: البِيض، وبَنَاتُ أوبَرَ: الصِّغَار.
وامرأةٌ جَبْأى -على فَعْلى-: قائمَةُ الثديَين.
وجَبَأ -بالتحريك-: جَبَلٌ باليَمَن، وقيل قَرْيَةٌ، وهذا هو الصحيح.

جرأ

الجُرأةُ -مثال الجُرْعةِ- والجُرَةُ – بتخفيفِ الهَمْز وتليينه- مثالُ الشُّبَةِ والكُرةِ كما يُقال للمرأةِ:المَرَةُ والجَراءَةُ والجَرَائيَةُ -كالكَراهةِ والكرَاهِيَةِ-:الشَّجَاعَةُ. والجَرِيءُ والمُجْتَرِىءُ: الأسَدُ. تقول: جرُءَ الرَّجُلُ. وهو جَريءُ المُقْدَمِ: أي جَريءٌ عند الإقْدام. وتقول: جَرَّأْتُكَ على فلانٍ حَتّى اجْتَرَأْتَ عليه.
وقال ابنُ هانئ: الجِرِّيْئَةُ – بالمَدِّ والهَمْز-: الحَوْصَلَةُ؛ لُغَةٌ في الجِرِّيَّة.

جزأ

الجُزْءُ: واحِدُ الأجْزاء، وقال ثَعلَبٌ في قوله تعالى: (وجَعَلُوا له من عبادِه جُزْءً):أي اِناَثاً؛ يَعني به الذين جَعَلُوا الملائكةَ بَناتِ اللهِ تعالى اللهُ عَمّا افتَرَوْا، قال: وأُنْشِدتُ لبعضِ أهل اللُّغة بَيْتاً يدُلُّ على أنَّ معنى جُزْءٍ معنى الإناث؛ ولا أدْري البَيْتُ قَديمٌ أمْ مصْنوع، أنشَدُوني:

إِنْ أجْزَأت حُرَّةٌ يوماً فلا عَجَـبٌ قد تُجزىءُ الحُرَّةُ المِذكارُ أحيانا

أي: انثت، أي: ولَدَتْ أُنثى، قال الأزهريُّ: واستدَلَّ قائلُ هذا القولِ بقوله جلَّ وعَزَّ: (وجَعَلُوا الملائكةَ الذين هم عِبادُ الرحمن إناثاً)، وأنشَدَ غيرُه لبعضِ الأنصار:

نكَحتُها من بَناتِ الأوسِ مُجزئةٍ للعَوسَجِ اللَّدنِ في أبياتها زَجَلُ

يعني امرأ غَزّالةً بمغازِل سُوِّيَت من العَوسَجِ، قال الأزهريُّ: البَيتُ الأولُ مَصنوعٌ؛ يعني قولَه: “إن أجْزَأتْ”.
والجُزءُ -أيضاً-: رَملٌ لِبَني خُوَيلِدٍ.
والجُزءَةُ: نِصابُ الاأشفى والمِخصَف.
والجُزءَةُ -بِلُغَةِ بني شَيبان-: الشُّقَّةُ المؤخَّرَةُ من البَيت.
وجَزَأتُ الشَّيءَ جَزءً: قَسَمْتُهُ وجَعَلتُه أجزاءً، وكذلك التَّجزئة.
وجَزَأتُ بالشيء جَزءً -وقال ابن الأعرابيّ: جَزِئتُ به لُغَةٌ-: أي اكتفيتُ به. وجَزَأَتِ الاإبلُ بالرُّطب عن الماء جُزءً -بالضم-، وأجْزَأتُها أنا، وجَزَّأْتُها تَجْزِئةً، وظَبْيَةٌ جَازِئةٌ، قال الشَّمّاخ:

إذا الأرْطى تَوَسَّـدَ أبْـرَدَيْهِ خُدُوْدُ جَوازِئٍ بالرَّمْلِ عَيْنِ

وقال الفرّاء: طعامٌ جَزِيءٌ وشَبِيْعٌ: لما يُجْزئُ ويُشْبِع.
والمَجْزوء من الشِّعْر: ما سَقَط منه جُزءان، وبَيْتُه قولُ ذي الاصْبَع العَدْواني:

عَذِيْرِ الحَيِّ من عَدْوانَ كانوا حَـيَّةَ الأرْضِ

وأجْزَأني الشيءُ: كَفاني. وأجْزَأتْ عنك شاة: لغةٌ في “جَزَتْ” بغير هَمْزٍ: أي قَضتْ. وأجْزَأْتُ عنك مُجْزَأَ فلانٍ ومُجْزَأةَ فلانٍ ومَجْزَأَتَه: أي أغْنَيْتُ عنك مَغْناه.
وأجْزَأْتُ المِخْصَفَ: جَعَلْتُ له نصاباً.
وأجْزَأ المَرْعى: الْتَفَّ نَبْتُه.
وأجْزَأْتُ الخاتِمِ في إصبْعَي: أدْخَلْتُه فيها.
وهذا رَجلٌ جازِئُكَ من رجلٍ: أي ناهيْك وكافيْكَ.
وقد سَمَّوا مَجْزَأة وجْزً بالفتح، قال حَضْرَميُّ بن عامر في جِزء بن سنان بن مَوْألَةَ حين اتَّهَمَه بِفَرَحِه بموتِ أخيه:

يقولُ جَزْءٌ ولم يَقُلْ جَلَـلا غنَّى تَرَوَّحْتُ ناعماً جَذِلا
إنْ كنتَ أزْنَنْتَني بها كَذِبـاً جَزْءُ فلاقَيْتَ مِثلَها عَجِلا
أفْرَحُ أنْ أُرْزَأ الكِرامَ وأنْ أُوْرَثَ ذَوْداً شَصَائصاً نَبَلا

واجْتَزأْتُ بالشيء وتَجَزَّأْتُ به -بمعنى-: إذا اكْتَفَيْتَ به.
والتركيب يدلُّ على الاكتِفاء بالشيء.

جسأ

الجَسْيُ: الماء الجامِدُ. وجَسَأَتْ يده من العمل تَجْسَأُ جَسْئاً: صَلُبَتْ، والاسْمُ: الجُسْأَةُ مثال الجُرْعة. والجُسْأةُ في الدَّوابِّ: يُبْسُ المَعْطِف.
وقال الكسائي: جُسِئَتِ الأرض فهي مَجْسُوْءةٌ، من الجَسْءِ: وهو الجَلَدُ الخشن الذي يُشبه الحصى الصِّغار.
والتركيب يدل على صلابة وشدَّة.

جشأ

الجَشْءُ: القوسُ الخفيفة، قال أبو ذُؤيب الهذليّ:

ونَمِيْمَةً من قانصٍ مُتَلَـبِّـبٍ في كفِّه جَشْءٌ أجَشُّ وأقْطُعُ

وقال الأصمعي: هو القضيب من النَّبع الخفيف.
شَمرٌ عن ابن الأعرابي: الجَشْءُ: الكثير. وقد جَشَأَ الليل وجَشَأَ البحرُ: إذا أظلم وأشرف عليك.
وجَشَأَتِ الغَنَمُ: وهو صوتٌ يخرجُ من حُلوقِها، قاله الليث وأنشد قول امرئ القيس:

إذا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لها ثُغَاءً كأنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُم نَعِيُّ

ويُروى: “إذا ما قام حالِبُها أرَنَّتْ”، ويُروى: “إذا مُشَّت مَحالِبُها” أي مُسِحَتْ بالكفّ.
وجَشَأَتْ نفسي جُشُوْءً: إذا نَهَضَتْ إليك وجاشت من حُزن أو فزع، قال عمرو بن الإطْنَابة:

وقَوْلي كلَّما جَشأتْ وجاشَتْ مكانَكِ تُحْمَدي أو تَسْتَريحي

وجَشَأَ القوم من بلدٍ إلى بلد: أي خرجوا.
وتَجَشَّأْتُ تَجَشُّؤاً وجَشَّأْتُ تَجْشِئةً، قال أبو محمد الفَقْعَسيُّ:

لم يَتَجَشَّأْ عن طعامٍ يُبْشِمُـه ولم تَبِتْ حُمّى به تُوَصِّمُه

والاسم: الجُشَأَةُ مثال تُؤَدَة، قال الأصمعي: ويقال الجُشَاءُ على فُعَال كأنَّه من باب العُطَاس والبُوال والدُّوَار.
وجُشاءُ الليلِ والبَحرْ: دُفْعَتُهما.لم تُوافِقكَ. والتركيب يدلُّ على ارتفاع الشئ.
جفأ

الجُفَاءُ: الخالِيِةُ من السُّفُن.والجفَاءُ -أيضاً-: ما نَفَاه السَّيلُ، قال اللهُ تعالى: (فأمّا الزَّبَدُ فَيذهَبُ جُفاءً) أي باطلاً.
وجَفَأَ الوادي جَفئاً: إذا رمى بالقَذَى والزَّبَد، وكذلك القِدرُ إذا رَمَتْ بِزَبدِها عند الغَليَان.
وجَفَأتُ القِدْرَ: إذا كَفَأْتها أو أمَلتَها فَصَبَبْتَ ما فيها، قال الزاجر:

جَفْؤُكَ ذا قِدْرِكَ للـضِّـيْفـانِ جَفْأً على الرُّغْفَانِ في الجِفانِ
خَيْرٌ من العَكِيسِ بـالألْـبـانِ وجَفَأْتُ الرَّجُل:صَرَعْـتُـه.

وجَفَأْتُ الغُثَاءَ عن الوادي: أي كَشَفتُ.
وجَفَأْتُ الباب أجْفَؤهُ جَفْأً: اذا أغْلَقَتْه، وقال الحِرمازِيُّ: اذا فَتحتَه. وجُفأَةُ الابِلِ: أن يُنتجَ اكثرُها. وأجْفَأتُ الباب: لُغَةٌ في جَفَأتُه عن الزجاج. وأجْفأتُ القِدرَ: لُغةٌ ضَعيفةٌ في جَفأتُها، ويُروى حديثُ النبي -صلّى اللهُ عليه وسلم-: أنَّه نَهى عن لُحوم الحُمرُ الأهليَّة يوم خَيبرَ ونادى مُناديه بذلك فأجْفَأُ وا القُدور، ويروى: “فَجَفَأُوا”، ويروى: “فأمر بالقدور فكُفِئت”، ويروى: “فأُكْفِئَتْ”.
وأجْفَأ الرَجلُ ماشيَتَهُ: أتبَعَها بالسير ولم يعلفها.
وأجْفَأَتِ البلادُ: إذا ذَهبَ خيرها، وكذلك تَجَفَّأت، قال:

ولما رأت أنَّ البلادَ تَجَفَأت تشَكَتْ إلينا أُمُ حَنْـبَـلِ

واجتفَأْتُ الشيءَ: اقتَلعتُه ورمَيتُ به.
والتركيب يدلُّ على نُبُوِّ الشيء عن الشيء.

جلأ

أبو زَيْد: جَلأتُ به الأرضَ وحَلأْتُ: ضَربتُ به. وجَلأْتُ به: رَمَيت به.

جمأ

الجَمَأُ والجَمَاءُ: الشَّخص، يُمَدُّ ويُقْصَر، وهمزةُ المَمدود غير مُنقَلِبَةٍ.
والاجْمَاءُ: أن تكون غُرَّةُ الفَرَس أسِيْلَةً داخِلَةً، وفَرَس مُجْمَأُ الغُرَّة، قال:

إلى مُجْمَأتِ الهام صُعْرٍ خُدودُها مُعَرَّقَةِ الأَلْحي سِباط المشافِرِ

أبو عمرو: التَّجَمُّؤُ: أن يَنْحَنيَ على الشيء تحت ثَوبه؛ والظَّلِيْمُ يَتَجَمَّأُ على بيضِه.
ونَجَمَّأَ القوْمُ: اجتمعوا.

جنأ

جَنَأَ الرَّجل وجَانَأَ وأجْنَأَ وتَجَانَأَ عليه: إذا أكَبَّ عليه، قال كُثَيِّرٌ:

أغَاضِرَ لو شَهِدَتِ غَداةَ بِنْتُـمْ جُنُوْءَ العائداتِ على وسادي
أوَيْتِ لعاشِقٍ لم تَشْـكُـمِـيْهِ نَوافِذُه تُلَـذَّعُ بـالـزِّنـادِ

ورجل أجْنَأُ بَيِّن الجَنَأ: أي أحدبُ الظَّهر.
والجَنئآءُ من الغنم: التي ذهب قرناها أُخُراً، عن الشيَّبْاني.
والمُجْنَأُ -بالضمِّ-: التُّرْسُ، قال أبو قيس بن الأسْلَت -واسمُ أبي قَيْس صَيْفِيٌّ واسم الأسْلَتِ عامرٌ-:

أحْفِزُها عَنِّي بذي رَوْنَقٍ مُهَنَّدٍ كالمِلْحِ قَـطّـاعِ
صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّهُ ومُجْنَأٍ أسْمَـرَ قَـرّاعٍ

والمُجْنَأَةُ: حُفْرَةُ القبر، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَليّ:

إذا ما زارَ مُجْنَـأَةً عَـلَـيْهـا ثِقالُ الصَّخْر كالخَشَبِ القَطِيْلِ

والتركيب يدلُّ على العطف على الشيء والحُنُوَّعليه.

جيأ

المَجِيْئُ: الإتيان، يُقال: جاء يَجِيْئُ جَيْئةً، وهي من بناء المرَّة الواحدة؛ إلاّ أنَّها وُضِعَتْ موضع المصدر مثل الرَّجْفَة والرَّحْمَة، والاسم الجِيْئَةُ -بالكسر-، وتقول: جِئْتُ مَجِيْئاً حسناً؛ وهو شاذٌّ، لأنَّ المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ -بفتح العين-، وقد شَذَّتْ منه حُروفٌ فجاءت على مَفْعِل، كالمجيءِ والمَعيش والمَكيل والمصير والمسير والمحيد والمميل والمقيل والمزيد والمعيل والمبيع والمحيص والمحيض.
والجَيْئَةُ -بالفتح أيضاً-: الموضعُ الذي يجتمع فيه الماء، وكذلك الجِئَةُ مثال جِعَةٍ، والثانية محذوفةٌ على وَزن عِدَةٍ، قال الكُمَيْت:

ضَفادِعُ جَيْئةٍ حَسِبَتْ أضاةً مُنَضِّبَةً ستَمْنَعُها وطيْنـا

والجَيْئة: موضعٌ أو مَنْهَلٌ، أنشَدَ شَمِرٌ:

لا عَيْشَ إلاّ إبِلٌ جُمّاعَـهْ مَوْرِدُها الجَيْئَةُ أو نُعَاعَهْ

وإنْشَادُ ابنِ الأعرابيِّ الرَّجَزَ: “مَشْرَبُها الجُبَّةُ” هكذا أنْشَدَه بضَمِّ الجيم والياء المعجمة بواحدة المشدَّدة، وبعدَ المشطورَيْنِ:

إذا رآها الجُوْعُ أمْسى ساعَهْ

وفي كتاب الحروف لأبي عمرٍ والشيباني: الجَيْئَةُ: الدَّمُ والقَيْحُ، وأنْشَدَ:

تَخَرَّقَ ثَفْرُها أيّامَ خُـلَّـتْ على عَجَلٍ فَجِيْبَ بها أدِيْمُ
فَجَيَّأَها النِّساءُ فجاء منهـا قَبَـعْـذَاةٌ ورادِفَةٌ رَذُوْمُ

أو “قَبَعْثاةٌ” على الشَّكِّ؛ شَكَّ أبو عمرو. وأنشَدَ شَمِرٌ:

…….فَخَانَ منـهـا كَبَعْثاةٌ ورادِعَةٌ رَدُوْمُ

وقال أبو سعيد: الرَّذومُ مُعْجَمَةٌ؛ لأنَّ مارَقَّ من السَّلْح يَسيل.
وفي أشعار بني الطَّمّاح في ترجمة الجُمَيْح بن الطَّمّاح:

تَخَرَّمَ ثَفْرُها أيامَ حَـلَّـتْ على نَمَلى فجِيْبَ لها أديمُ
فَجَيَّأها النساءُ فصار منها قَبَعْـثـاةٌ ورادفةٌ رَذُومُ

قَبَعْثاةٌ: عَفَلَةٌ.
وأجَأْتُه: أي جِئْتُ به. وجايَأَني فَجِئْتُهُ أجِيْئُه: أي غالبَني بكثرة المجيء فَغلبْتُه. وقال ابن الأعرابي: جايَأَني الرجل من قُرْبٍ: أي قابَلَني، ومرَّ بي مُجايَأةً: أي مُقَابَلَةً. وقال أبو زيد: يُقال جايَأْتُ فلاناً: أي وافَقْتُ مجيئه، ويقال: لو قد جاَزْتَ هذا المكان لَجايَأْتَ الغَيْثَ مُجَايَأةً وجِيَأءً: أي وافَقْتَه.
وتقول: الحمد لله الذي جاء بك: أي الحمد لله إذ جئتُ، ولا تقل: الحمد لله الذي جئتَ.
وأجَأْتُه إلى كذا: أي ألْجأْتُه واضطَرَرْتُه إليه، قال زُهَيْر:

وجلرٍ سارَ مُعْتَمِداً إلـيكُـمْ أجَاءَتْه المَخَافَةُ والرَّجَـاءُ
فجاوَرَ مُكْرَماً حتّى إذا مـا دَعاُ الصَّيْفُ وانقَطَعَ الشتاءُ
ضَمِنْتُم مالَهُ وغَدا جمـيعـاً عليكم نَقْصُه وله النَّـمَـاءُ

قال الفرّاء: أصلهُ من “جِئْتُ” وقد جَعَلَتْه العرب الْجَاءً.
وفي المَثَل: “شَرٌّ ما يُجِيْئُكَ إلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ” قال الأصمعي: وذلك إنَّ العُرقوبَ لامُخَّ فيه وإنما يُحْوَجُ إليه مَن لا يَقْدِرُ على شيء.
وقولُهم: “لو كان ذلك في الهِئ والجِئِ -بالكسر-: الطَّعامُ والجِئُ: الشَّراب، وقال الأُمويُّ: هما اسمان من قولك جَأْجَأْتُ بالإبل: إذا دَعَوْتَها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إذا د َعَوْتَها للعَلَف، وأنْشَدَ لِمُعَاذٍ الهَرّاء:

وما كانَ على الهِيْءِ ولا الجِيْءِ امتِداحيْكا
ولكِّني على الـحُـبِّ وطيبِ النَّفْس آتيكـا

وقال شَمِرٌ: جَيَّأْتُ القِرْبَةَ: خِطْتُها.
وقال ابن السكِّيت: امرأةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُفْضِيَتْ؛ فإذا جُوْمِعَتْ أحْدَثَتْ.
ورجُلٌ مُجَيَّأٌ: إذا جامعَ سَلَحَ.

جبس

ابن الأعرابي: الجِبْس -بالكسر-: الجامد من كل شيء الثقيل الروح الفاسق.
وقال الليث: الجِبْس: الرديء الجبان. قال خالد بن الوليد -رضي الله عنه-؛ ويروى لِجُلَيح بن شُدَيدٍ:

لله درُّك رافِـعٍ أنّـى اهـتَـدَى فوزٌ من قُرَاقِـرٍ إلـى سُـوى
خِمسٌ إذا ما سارَها الجِبْسُ بَكى

قال: والجِبس: اللَّئيم من الناس، وأنشد:

تَبَجَّسْتَ تهجو رسولَ المَلِي كِ قائلك الله جِبساً لئيمـا

قال: ويقال الجِبْسُ: من أولاد الدببة.
وقال ابن دريد: الجِبْسُ من الرجال: الثقيل الوَخِم، والجمع: أجباس وجُبُوْس.
وقال أبو عمرو: الجَبُوس: الفَسْلُ من الرجال، وأنشد:

لا تَعلَقي بِجَحْجَحٍ جَبوسِ ضَيِّقَةٍ ذِراعه يَبُـوسِ

وقال ابن عبّاد: الجَبيس: اللئيم.
والجَبيس: من أولاد الدببة، كالجِبس.
والأجْبَسُ: الضعيف.
وقال ابن دريد: المَجبوس: الذي يُؤتى طائعاً، يُكْنى به عن ذلك الفعل، قال: وهذا شيءٌ لم يكن يُعرَف في الجاهلية إلا في نُفَير، قال أبو عبيدة: منهم أبو جهل بن هشام؛ ولذلك قال له عتبة بن ربيعة -رضي الله عنه- يوم بدر: سيعلَمُ المُصَفِّرُ اسْتَه مَنِ المُنتَفِخُ سَحْرُه، والزَّبرقان بن بدر، وطُفَيل بن مالك، وقابوس ابن المنذر الملك عمُّ النعمان بن المنذر بن المنذر؛ وكان يُلقَّب جَيْبَ العَروسِ.
وتَجَبَّسَ في مِشيَتِه: أي تبختر، قال عَمر بن الأشعث بن لجإٍ:

تمشي إلى رِواءِ عاطِناتِهـا تَجَبُّسَ العانِسِ في رَيطاتِها.

جحس

جَحَسَ في الشيء جَحْساً: دَخَل فيه.
وجَحَسَ جِلدَه: إذا كَدَحَه؛ مثل جَحَشَه- بالشين المعجمة -وروي أنَّ النبي- صلى الله عليه وسلّم- سَقَطَ عن فَرَسٍ فَجُحِسَ شِقُّهُ الأيمن. يُروى بالسين والشين جميعاً، والشين المعجمة أكثر.
والجَحْسُ: القتل، قال:

يوماً تراني في عِراكِ الجَحْسِ تَنبو بأجلال الأمور الرُّبـسِ

والجِحاس في القتال: مثل الجِحاش، قال الأصمعي: جاحَسْتُهُ وجاحَشْتُهُ: إذا زاحَمْتَ، وأنشد لأبي حِمَاس:

إن عاش قاسى لك مـا أقـاسـي من ضَرْبَيِ الهامات واختباسـي
والصَّقع في يوم الوغى الجِحاسِ

جدس

ابن دريد: جَديس: قبيلة من العرب.
وجديس أخو طَسْم: أمة من العرب العاربة بادُوا إلاّ ما يقال في قوم تفرَّقوا في قبائل العرب منهم، وأنشد:

يا ليلةً ما لـيلةُ الـعـروسِ يا طَسْمُ ما لاقَيتِ من جَديسِ
إحدى لياليكِ فهيسي هيسـي لا تنعَمي الليلة بالتعـريسِ

أي أسرعي كيف شئتِ، فصار هذا الكلام مثلاً، قال: وهذا رَجَزٌ قديم لا يُعرَف قائله، قال: قوله “هيسي” يقال ذلك للرجل إذا خلا له الموضِعُ؛ وقال ذلك -أيضاً- للرجل إذا أسرع. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ يُروى لرجل من جَديس، والصحيح أنَّه لأبّاقٍ الدُّبِيريِّ.

وقال ابن دريد: جَدَس -بالتحريك-: بطنُ من لخم. قال الصّغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذكره ابن دريد في هذا التركيب؛ وكذلك ذكره أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر المعروف بابن ماكُولي، وفي جمهرة النَّسَب لابن الكلبي بِخَط ابن عبدة النَّسّابة: حَدَسٌ -بالحاء المهملة المُحَقَّقَةِ-، وهو حَدَسُ بن أُرَيْشِ بن إراش بن جَزيلة بن لَخم واسمه مالك بن عَدِيَّ بن أشرس.
وقال أبو عبيد: الجادِسَة: الأرض التي لم تُعمّر ولم تُحرَث، ومنه حديث مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: من كانت له أرضٌ جادِسَة قد عُرِفَت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لِرَبِّها. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ م ر.
وقال ابن الأعرابي: الجَوادِس: البِقاع التي لم تُزرع، واحِدَتُها جادِس.
وقال أبو عمرو: جَدَسَ الأثَرُ: إذا دَرَسَ.
وقال بعضهم: الجادِس مثال الجاسِد، قال: وهو ما اشتدَّ من كل شيء.

جرجس

الجِرجِس والقِرقِس: البعوض الصغار: قال شٌرَيح بن جَوّاس الكَلبي:

لَبيضٌ بِنَجدٍ لم يَبِتْـنَ نَـواظِـرا لِزَرعٍ ولم يَدْرُج عليهِنَّ جِرْجِسُ
أحَبُّ إلينا من سَـوَاكِـنِ قـريةٍ مُثَجَّـلَةٍ دأياتُـهـا تـتـكـدَّسُ

والجِرْجِسُ في قول امرئ القيس مما قاله بأنقرة:

وصيَّرَني القَرحُ فـي جُـبَّةٍ تُخالُ لَبيساً ولم تُـلـبَـسِ
ترى أثر القَرح في جـلـدِهِ كنَقشِ الخواتِمِ في الجِرْجِسِ

الشَّمع، وقيل: الطين الذي يُختَم به.
وجِرْجِيْسُ النبيُّ صلوات الله عليه.

جرس

ابن دريد: الجَرْس: صوت خفي، يقال ما سَمِعتُ له جَرْساً: أي ما سمعت له حِساً إذا أفردوا فَتَحوا الجيم، وإذا قالوا: ما سَمِعتُ له حِسّاً ولا جِرْساً؛ كَسَروا وأتبعوا اللفظَ اللفظَ.
وقال ابن السكِّيت: الجَرْس والجِرْس: الصوت، ولم يفرِّق، قال العجّاج:

يَنْفينَ بالزأرِ وأخـذٍ هـمـسِ عن باحةِ البطحاءِ كل جَرْسِ

وقال الليث: الجَرْسُ: مصدر الصوت المجروس، والجِرْسُ -بالكسر-: الصوت نفسه، قال:

أنا في المُخْدَعِ أُخفي جِرْسي

قال: وتقولُ جَرَسْتُ الكلامَ: أي تكلَّمْتُ به.
وجَرْسُ الحرف: نَعْمَةُ الصوت.
والحروف الثلاثة الجُوْفُ: لا جُروسَ لها؛ أعني الواو والياء والألف اللينة، وسائر الحروف مجروسة.
قال: وتَجرُسُ البقرةُ وَلَدَها جَرْسا: وهو لَحْسُها إيّاه.
والجَرْس: أكل النحل الثَّمَر، والغابر يفعُل ويفعِل. ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها- أنَّها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يحبُّ العسل والحَلواء، وكان إذا انصَرَفَ من العصرِ دَخَلَ على نِسائه؛ فيدنو من إحداهُنَّ- في حديثٍ طويل- وفيه: جَرَسَت نَحْلُه الغرْفُطَ. وقد ذَكَرْتُ الحديث بتمامه في تركيب غ ف ر، قال أبو ذؤيب الهُذَلي:

جَوَارِسُها تأري الـشُّـعـوفَ دَوَائبـاً وتَنْصَبُّ ألْهاباً مَصِيفـاً كِـرابُـهـا
إذا نَهَضَت فيه تَصَـعَّـدُ نَـفْـرَهـا كفِتْرِ الغِلاءِ مُستَـدِرّاً صِـيابُـهـا
يَظَلُّ على الثَّمراءِ منـهـا جَـوَارِسٌ مَراضيعُ صُهبُ الرَّيش زُغبٌ رِقابُها

ويُروى: وتَنْقَضُّ ألهاباً مَضيقاً شِعابُها، والجوارِس: الذَّكور.
ويقال: فلان مَجْرَسٌ لفلان: أي يأخذ منه ويأكل عنده، وأنشد:

أنت لي مَجْرَسٌ إذا ما نَبَا كُلُّ مَجْرسِ

وقال الأصمعي: كنتُ في مجلس شُعْبَة بن الحجّاج قال: فيسمعون جَرْشَ طَيْرِ الجنَّة -بالشين المُعجَمَة-، فقلت: جَرْسَ، فنظرَ إليَّ وقال: خُذوها عنه فإنَّه أعلم بها منّا.
ومضى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ وجَوْشٌ: أي طائفةٌ منه.
وجَرَسْتُ بكلِمَةٍ: أي تكلَّمتُ بها.
والجِرس -بالكسر-: الأصل.
والجَرَس -بالتحريك-: الذي يعلّق في عنق البعير، والذي يضرب به أيضاً.
قال ابن دريد: اشتقاقه من الجَرْسِ أي الصوت والحس. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تَصحَب الملائِكَةُ رُفقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ.
وجَرَس -أيضاً-: اسم كلب.
وجَرَس بن لاطِم بن عثمان بن مُزَينَة.
وجُرَيس -مصغَّراً- هو عبد الرحمن وعَوف ابنا جُرَيس الجعفري: من أتباع التابعين.
وقال ابن الأعرابي: الجاروس: الكثير الأكل.

والجاوَرس: هذا الحَبُّ الذي يؤكَل؛ مثل الدُخن، وهو خير من الدُّخن في جميع أحواله، مُعَرَّبٌ كاوَرْسْ، وهو ثلاثة أصناف.
وجاوَرْسَة: من قرى مَرو، بها قبر عبد الله بن بُرَيدَة بن الحُصَيب من التابعين، وكان قاضي مَرو، وأبوه بُرَيدَة بن الحُصَيب -رضي الله عنه- له صُحبَة.
وجاوَرسان: من قرى الرَّي.
وقال ابن عبّاد: الجَريسَة: كالحَريسَة؛ وهي ما يُسرَق من الغنم بالليل.
وأجْرَسَ الطائر: إذا سَمِعتَ صوت مَرِّه، قال جندل بن المثنى الطُّهويّ:

حتـى إذا أجـرَسَ كـلُّ طـائرِ وألجأ الكَلبَ إلى الـمـآخِـرِ
تَمَيَّزَ اللـيلُ لأحـوى جـاشِـرِ قامَتْ تُغَنْظي بك سِمْعَ الحاضِرِ

وكذلك أجرَسَ الحَليُ: إذا سَمِعتَ جَرْسَهُ، قال العجّاج:

تسمع للحَليِ إذا ما وَسْوَسـا والْتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا
زَفْزَفَةَ الريح الحَصَادَ اليَبَسا

وأجرَسَ الحادي: إذا حدا الإبِلَ، قال ذلك ابن السِّكِّيت، وأنشد:

أجْرِسْ لها يا ابنَ أبي كِبَاشِ فما لها الليلةَ من إنفـاشِ
غَيرَ السُّرى وسائقٍ نَجّاشِ

والرَّواية:

رَوَّجْ بنا يا ابن أبـي كِـبـاشِ وقَضِّ من حاجِكَ في انكماش
وارْفَعْ من الصُّهبِ التي تُماشي حتى تَؤوب مَطمَئنَّ الجـاشِ
فما لها اللـيلة مـن انْـفـاشِ غير العَصا والسائق النَّجّاشِ

وقد أجرَسَني السَّبُعُ: إذا سَمِعَ جَرَسي؛ عن ابن السِّكِّيت.
والتجريس: التحكيم والتجربة.
والمُجَرَّسُ: الذي جَرَّسَتْهُ الأمور: أي جرَّبَته وأحكَمَته، وكذلك المُجَرِّس، قال العجّاج:

والعَصْرِ قبل هذه العصـورِ مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الـغَـريرِ
بالرَّيم والرَّيمُ على المزجورِ

وقال ابن عبّاد: جَرَّسَ بالقوم: أي سَمَّعَ بهم.
وقال أبو تراب: اجْتَرَستُ واجْتَرَشْتُ: أي اكتسَبْتُ.
وتجَّرَّسْتُ: أي تكلَّمْتُ.
والتركيب يدلُّ على الصوت؛ وما بعد ذلك فمحمول عليه، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الرجل المجرَّس ومضى جَرْسٌ من الليل.

جرفس

ابن فارس: الجِرفاس: الضخم. وقال غيره: الجِرفاس والجُرافِس: الضخم الشديد، والجَمَل العظيم.
والجِرفاس والجُرَافِس: الأسد. فكأنَّه وَصِفَ بذلك لمصرعه الرِّجال والفرائِسَ، من قول ابن الأعرابي: جَرْفسته إذا صرعه، وأنشد:

كأنَّ كبشاً ساجيسيّاً أدْبَسـا بين صَبِيَّيَ لَحِيْهِ مُجَرْفَسا

ويروى: “أغْبَسا خَلْفَ صَبِيَّيَ”. ويجوز أن يكون مأخوذاً من جَرْفَسَهُ: إذا شدَّ وثاقه، لأنَّه إذا أخذ الفريسة فكأنّه أخذ وثاقه فلا تُفلِت منه. أو يكون مأخوذاً من جَرْفَسَ: إذا أكل أكلاً شديداً، وكذلك الأسد، ولهذا قيل له الضَّيغم.
وقال ابن فارس: هو منحوت من جَرَفَ ومن جَرَسَ: كأنَّه إذا أكل شيئاً وجَرَسَهُ جَرَفَه.

جرهس

الليث: الجِرْهاس: الجَسيم، وأنشد في صفة الأسد:

يُكْنى وما حُوِّلَ من جْرهاسِ من فَرْسِهِ الأسدُ أبا فِراسَ

وقال ابن دريد: الجِرهاس: الأسد الغليظ الشديد؛ مثل الجِرفاس.

جسس

جَسَّه بِيَدِه: أي مَسَّه.
والمَجَسَّة -بالفتح-: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب.
وفي المَثَل: أفواهها مَجَاسُّها. لأن الإبل إذا أحسَنَتِ الأكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سِمَنِها من أن يَجُسَّها ويَضْبِثَها. ويُروى أحناكُها مجاسُّها، قال أبو زيد: إذا طَلَبَت كلأً جَسَّت برؤوسها وأحناكها، فإن وَجَدتَ مَرْتَعاً رمت برؤوسها فَرَتَعَت وإلاّ مَرّت، فالمَجاسُّ -على هذا- المواضع التي تجسًّ بها هي. يَضْرَبُ في الرواية الأولى في شواهد الأشياء الظاهرة التي تعرب عن بواطنها.
والعرب تقول: فلان ضيَّق المَجَسَّة: إذا لم يكن واسع السَّرب ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيْقٌ.
وقال ابن عبّاد: الجَسُّ: جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيان حيث يخرج من الأرض على غير أرُومة.
وجسَسْتُ الأخبار أجُسُّها جَسّاً: أي تَفَحَّصْتَ عنها. ومنه الجاسوس: وهو صاحب سِرِّ الشرِّ، والحاسوس والناموس: صاحب سرِّ الخير.
وحُكِيَ عن الخليل: الجَواسُّ: الحَواسُّ.

وقال ابن دريد: وقد يكون الجَسُّ بالعينِ ?أيضاً-، يُقال جَسَّ الشَّخصُ بعينِه: إذا أحَدَّ النظر إليه ليَسْتَثْبِتَ، وانشد:

وفِتيَةٍ كالذئاب الطُّلْسِ قُلتُ لهـم إنّي أرى شبحاً قد زال أو حالا
فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوه بأعيُنِـهـم ثم اخْتَفَوهُ وقَرْنُ الشَّمْسِ قد زالا

قال: اختَفَوه: أظْهَروه، يقال خَفَيتُ الشيءَ: إذا أظهرتَه؛ واختفى -افتَعَل-: من ذلك. انتهى ما قاله ابن دريد. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكِتاب: الصَّوابَ “حَسُّوْه” بالحاء المهملة، يقال: حَسَّه وأحَسَّه، والبَيتان لعُبَيد بن أيوب العنبري، والرِّواية في البيت الثاني:

فاهْزَوْزَعُوا ثمَّ حَسُّوهُ بأعيُنِهم ثمَّ اخْـــتَـــتَـــوْهُ

بتاءين. اهْزَوْزَعُوا: أي تحرَّكوا وتنَبَّهوا حتى رأوه، واختَتَوه: أي أخذوه.
والجَسيس: الجاسوس.
وقال الليث: الجَسّاسّة: دابَّة تكون في جزائر البَحَر تَجُسُّ الأخبار فتأتي بها الدَّجّال.
والجسّاس: الأسد الذي يؤثِّر في الفريسة ببراثِنِه فكأنَّه قد جَسَّها، ومنه قول مالك بن خالد الخُناعي؛ ويُروى لأبي ذؤيب الهُذَلي -أيضاً-؛ في صفةِ الأسد:

صعب البديهة مَشبوب أظافِره مُواثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ جَسّاس

ويُروى: نِبراس. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري: جَسّاس: يَجُسُّ الأرض أي يَطَؤها.
وجَسّاس بن قُطَيب أبو المقدام: راجِز.
وجَسّاس بن مُرَّة بن ذهل بن شيبان: قاتل كُلَيب وائل.
وعبد الرحمن بن جسّاس المِصري: من أتباع التابعين.
وجِسَاس -بالكسر وتخفيف السين-: هو جِساس بن نُشْبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تَيم الله بن عبد مناة بن أُدٍّ.
وقال ابن دريد جِسَّ -بالكسر-: زَجرُ للبعير لا يتصرّف له فِعْل.
وقوله تعالى: (ولا تَجَسَّسُوا) قال مجاهد: أي خُذوا ما ظَهَرَ ودَعُوا ما سَتَرَ الله عزَّ وجل. والتجسُّس: التَّفَحُّص عن بواطِن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر. وقيل: التجسُّس: البحث عن العورات.
واجْتَسَّت الإبل الكَلأَ: رَعَتْه بمَجَاسِّها.
واجتَسَّ الشيء: أي جسَّه بيدِه.
والتركيب يدل على تَعَرُّف الشيء بِمَسٍ لطيف.

جشنس

جِشْنِس -مثال دِفْنِس- الشين الأولى مُعجمة والثانية مهملة: هو أبو بكر محمد بن أحمد بن جِشْنِس؛ من أصحاب الحديث.

جعس

الجَعْس: الرَّجيع، وهو موَلَّد.
وقال ابن دريد: الجَعْسُ: الرَّجيع عند العامة، وليس كما تنسُبُه إليه، وإنما هو اسم الموضع الذي يقع فيه الجُعْموس. قال والرَّجيع بعينه: جُعْموس. وقال غيره: الميم فيه زائدة. وأنشد ابن دريد:

أُقسِمُ بالله وبالشَّهـر الأصَـمّْ ما لك من شاءٍ تُرى ولا نَعَم
إلاّ جَعاميسَكَ وَسْطَ المُسْتَحَمّْ

والجُعسوس والجُعشوش -عن الأصمعي كلاهما-: القصير الدميم. وقال ابن السكِّيت: رجل جُعسوس وجُعشوش: وذلك إلى قَماءة وصِغَرٍ وقِلَّةٍ، يقال: هذا من جعاسيس الناس، قال: ولا يقال هذا بالشين. وقيل بالسين اللّئيم؛ وبالشين الدقيق الطويل. وفي حديث النبي ?صلى الله عليه وسلم-: أنّه بعث عثمان بن عفان ?رضي الله عنه- رسولاُ إلى أهل مكة، فنزل على أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه- وبلَّغهُ رسالته، فقال أهل مكة لأبي سفيان: ما أتاك به ابنُ عَمِّكَ؟ قال: أتاني بِشَرِّ؛ سألني أن أُُخلِيَ مكَّةَ لجَعاسيس يَثْرِب. قال غلفاء واسمه مَعْدِيْ كَرِب؛ وقيل: سَلَمَةُ:

ألا أبْلِغْ أبا حَنَـشٍ رَسـولاً فمالَكَ لا تجيءُ إلى الثَّوَابِ
تَعَلَّم أنَّ خيرَ الـنـاسِ حـيّاً قَتِيلٌ بين أحجار الكُـلاَبِ
تَدَاعَت حولَه جُشَمُ بنُ بَكـرٍ وأسلَمَهُ جَعَاسِيْسُ الرِّبـابِ

وقال ابن عبّاد: الجَعَاعيس -في لُغة هُذَيل-: النَّخلُ.
والجُعْموسَة: ماءةٌ لِبَني ضَبينَة.
ورجل جُعامِس: يضع جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة. وجَعْمَسَ الرجل: إذا وَضعَ جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة.
وتجعَّسَ الرجل: إذا تعذَّرَ.
والمتجَعّس: البذيء اللسان.
والتركيب يدل على خساسة وحقارة ولؤم.

جعبس

ابن السكَّيت: الجُعبُس -بالضم- وزاد غيره: الجُعبوس: المائق.

جعنس

ابن عبّاد: الجَعَانِسُ: الجِعلان؛ قَلْبُ عجانِس.

جفس

الجَفَاسة: الاتَّخام، وقد جَفِسَ -بالكسر- يَجْفَسُ جَفَاسة وجَفَسا.
وقال ابن دريد: الجِفْسُ: لُغةٌ في الجِبْسِ وهو الضعيف القَدْم.
وقال ابن عبّاد: الجِفْس والجَفِيس: اللئيم.
وفي النوادر: رجلٌ جِفْسٌ وجَفِسٌ -مثال كِبْدٍ وكَبِدٍ-: أي ضخمٍ جاف.

جلس

جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوساً أو مَجْلَساُ -بفتح اللام-. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائماً كانت الحال التي يخالفها القُعود.
والمَجْلِس -بكسر اللام- والمَجْلِسَة -عن الفرّاء- كالمكان والمكانة: موضع الجلوس.
والمَجلِس -أيضاً-: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل:

نُبِّيتُ أنَّ النار بعـدَكَ أُوقِـدَت واسْتَبَّ بعدَكَ يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ

أي أهل المجلس. وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه.
ورجلٌ جُلَسَة -مثال تُؤّدّةٍ-: أي كثير الجلوس.
والجِلسَة -بالكسر-: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة.
وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي.
وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه.
وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت.
والجَلْس -بالفتح-: الغَليظ من الأرض. ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج:

كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه أعطى بلال بن الحارث- رضي الله عنه- معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها. أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته:

وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا

وجَلَسَ: إذا أتى نجداً، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة -على ساكنيها السلام- مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال:

ترى الشُّمَّ الجَحاجِحَ من قُرَيشٍ إذا ما الأمرُ في الحَدَثانِ عالا
قياماً يَنظرونَ إلـى سـعـيدٍ كأنَّـهُـم يَرَونَ بـه هِـلالا

قعوداً يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال:

قُل للفَرَزدَق والسَّفاهة كاسمهـا إن كنت تاركَ ما أمرتُكَ فاجلِسِ
ودَعِ المدينَةَ إنـهـا مـحـروسةٌ واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقـدِسِ

وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح:

إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعـائنٍ جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ

وقال مالك بن خالد الخُناعي:

إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ

وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان:

شِمالَ من غارَ به مُفرِعـاً وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ

وشَجَرَةُ جَلْسُ. وشُهدٌ جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ:

وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَـوْعُ

وقال بعد أحد عشر بيتاً:

بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّـبَـت من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ

وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي -رضي الله عنه- يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة:

أمّا لياليَ كُنـتُ جـاريَةً فَحُفِفْتُ بالرُّقباءِ والحَبْسِ
حتى إذا ما البيت أبرزَني نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ

ويُروى: “إذا ما الخِدْرُ”.
وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير.
والجَلْس: الوقت.
والجَلْس: السهم الطويل.
وقال غيره: الجَلْس: الخَمر.
وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلاً:

أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شـاهِـقَةٍ جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ

وقال ابن الأعرابي: الجِلْس -بالكسر-: الفَدْمُ.
وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون.
والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة.
والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي- رضي الله عنهما-: لهما صحبة.
وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى:

لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَـفـسَـج وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما

وابْنَا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال:

فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيْرِ

وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس.
وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه.
ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم.
وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ.
والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء.

جمس

الجاموس: واحد من الجواميس، فارسيّ معرّب، وهو بالفارسية كاوْمِيْشْ، وقد تكلّمَت به العَرب، قال رُؤبة:

لَيثٌ يَدُقَّ الأسدَ الهَمـوسـا والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا

وقال جرير:

تدعوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قرى سـبـأٍ قد عضَّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميسِ

والأنثى: جاموسة، قال أبو الطوق الأعرابي في امرأتِهِ شَغْفَر:

جاموسَةٌ وفيلَةٌ ووخَنْـزَرُ وكُلُّهُنَّ في الجمال شَغْفَرُ

وجُمُوْسُ الوَدَكِ: جُمُودُه. وقال ابن دريد: كان الأصمعي يقولُ: أكثر ما تستعمل العرب في الماء: جَمَدَ؛ وفي السَّمن وغيره: جَمَسِ، وكان يعيب على ذي الرُّمَّةِ قوله:

نغار إذا ما الرّضوعُ أبدى عن البُرى ونَقْري سَدِيْفَ الشَّحْمِ والماءُ جامِسُ

ويقول: لا يقال للماء إلاّ جامِد.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: الجامِس من النَّبات: ما ذَهَبَت غُضُوْضَتُه ورُطوبَتُهُ وجَسَأ، وجُمُوْسُه: صُمُوْلُه.
وصخرة جامِسَة: إذا كانت قد لَزِمَت موضِعها وهي يابسة مُقشَعِرَّة، قال الفرزدق يَصِف القدور:

ترى حوله المُعتَفينَ كـأنَّـهـم على صَنَمٍ في الجاهليةِ عُكَّفُ
قُعُوداً وخلفَ القاعدينَ سُطُورُهُم قيامٌ وأيديهم جُمُوسٌ ونُطَّـفُ

وسُئلَ ابن عمر -رضي الله عنهما- عن فأرةٍ وَقَعَت في سَمْنٍ فقال: إن كان مائعاً فالقِهِ كَلَّه، وإن كان جامِساً فألقِ الفأرَةَ وما حولَها وكلُّ ما بَقِيَ.
وقول عبد الملك بن عُمَير: وقال المَدَني: والله لَفُطْسٌ خُنْسٌ؛ بِزُبدٍ جَمْسٍ؛ يغيب فيها الضِّرْسُ؛ أطيب من هذا. قولُه: “جَمْس” أي جامِس، ويجوز أن يُروى: “جُمْس” بالضّم صفةً للتَّمر؛ جمع جُمسَة: وهي البُسرَة التي أرطب كُلُّها وهي صُلبَة لم تنهضم بَعْدُ. وقد ذُكِرَ الحديث بتمامه في تركيب ع ش ر.
ويقال: مرَّت بنا جُمْسَة من الإبلِ: أي قطعة منها.
وتقول العرب: إذا طَلَعَتِ العَقرَبُ جَمَسَ المُذَنِّبُ.
وقال ابن دريد: الجُمْسَة: القطعة اليابسة من التمر، يقال: أتانا بِجُمسة: أي بقطعة.
وقال ابن عبّاد: الجمْسَة -بالفتح-: النّار؛ بلغة هذيل.
وقال الفرّاء: ليلة جُماسِيَّة -بالضم-: أي باردة يَجْمُسُ فيها الماء.
وقال الدَّينَوري: الجماميس: جنس من الكَمأةِ؛ لم أسمع لها بواحدة، وأنشد الفَرّاء:

وما أنا والعاوي وأكبر هَـمِّـه جماميسُ أرضٍ فوقهنَّ طُسُوْمُ

والتركيب يدل على جمود الشيء.

جنس

الليث: الجِنس: كلُّ ضربٍ من الشيء ومن الناس والطير ومن حدود النَّحوِ والعَروضِ والأشياء جُمْلَةً، والجَميع: الأجناس، وزاد ابنُ دريد: الجُنُوس.

والجِنْسُ: أعمُّ من النوع. والإبل جِنسٌ من البهائِم العُجْمِ، فإذا واليتَ شيئاً من أسنان الإبل على حدة فقد صنَّفتها تصنيفا، كأنَّكَ جعلتَ بنات المَخاضِ منها صنفا، وبنات اللَّبون صِنفا، والحِقاق صِنفا، وكذلك الجِذاع والثَّنِيّ والرُّبَع.
والحيوان أجناس: فالناس جنس، والإبل جنس، والبقر جنس والشّاء جنس.
وقال ابن عبّاد: شيء جَنِيس: أي عريق في جنسِه.
والجِنِّيس -مثال سكَّيت-: سمكة بين البياض والصُّفرة.
وقال ابن الأعرابي: الجَنَس -بالتحريك-: جمود الماء.
والتَّجْنِيْس -تفعيل-: من الجنس.
ويقال: هذا يُجانِس هذا: أي يُشاكِلُه.
وفُلان يُجانِس البهائمَ ولا يُجانِس الناس: إذا لم يكُن له تمييز ولا عقل.
وقال ابن دريد: كان الأصمعي يدفع قول العامّة: هذا مُجانِس لهذا إذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربيٍّ خالِص، يعني لفظَةَ الجِنسِ. وقال ابن فارس: أنا أقول إنَّ هذا غلطٌ على الأصمعيِّ، لأنَّه الذي وضَعَ كتاب الأجناس، وهو أوّل من جاء بهذا اللقب في اللغة.
ويقال: جَنَسَتِ الرُّطبَة: إذا نَضِجَ كُلُّها.
والتركيب يدلُّ على الضَّرْبِ من الشيء.

جوس

الجَوْس: مصدَر قولِكَ: جاسُوا خلال الديار: أي تَخَلَّلوها فطلبوا ما فيها، كما يجوس الرَّجُلُ الأخبارَ أي يطلُبُها. وقوله تعالى: (فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) أي قَتَلوكُم بين بيوتكم فطافوا خلال الديار ينظُرُونَ هل بَقِيَ أحد لم يقتلوه. وقال ابن عَرَفة: أي فعاثوا وأفسدوا. وقال الأزهَري: أي فَوَطِئوا. وقال الزَّجّاج: الجَوْس: طِلِبُ الشيء باستِقصاءٍ.
وقال الأصمعيُّ: يقال تركْتُ بَني فلان يَجوسونَ بَني فُلان: أي يَدوسونهم ويَطَؤونَهُم ويَطلبُون فيهم. وأنشد ابن الأعرابي:

نَجوسُ عِمارَةً ونَكُفُّ أخرى لنا حتى يُجاوِزَهـا دَلـيلُ

وقال أبو عُبَيد: كلُّ موضِعٍ خالَطْتَهُ ووَطِئتَهُ فقد جُسْتَه وحُسْتَه.
وقال الليث: الجَوْس والجَوَسان: التردُّد خلال الدُّورِ والبيوت في الغارَةِ.
وقال غيره: الجَوَسَان: الطَّوَفان باللّيل.
والجَوّاس -بالفتح والتشديد-: الأسد الذي يتخلل القوم فيعيث فيهم، وقد جاسَهُم الأسد يجوسُهم جَوْساً وجَوَساناً: إذا فعل ذلك، قال رُؤبة:

أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاس في نَمِراتِ لِبْدُهُنَّ أحْلاسْ
عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضٌ هَمّاسْ

ومَنِ اسمه جَوَّاس من الشعراء: جَوَّاس بن القعطل بن سُوَيد بن الحارث ابن حِصْن بن ضمضم بن عَدي بن جَنَاب الكَلْبي.
وجَوّاس بن قُطبَة أحّد بني الأحب بن حُنّ، وحُنُّ: هي بِنْتُ عُذرَة، وهم رَهْطُ بُثَينَة صاحِبَة جميل.
وجَوَّاس بن حيَّان بن عبد الله بن مُنازِل الأزديّ؛ أزْدُ عُمَانَ.
وجَوّاس بن نُعَيم؛ أحد بني حُرْثان بن ثَعْلَبَة بن ذؤيْب بن السِّيْدِ؛ الضَّبِّيُّ.
وجَوّاس بن نُعَيم؛ أحد بني الهُجَيم بن عمرو بن تَميم، ويُعرَف بابنِ أُمِّ نهار، وأُمُّ نهار: أُمُّ أبيه، وبها يُعرَف هو وأبوه.
وضَمضَم بن جَوْس: من التابعين.
والجُوْس -بالضم-: إتْباع الجُوْع، يقال: جوعاً له وجُوساً له.
وجُوسِيَة: قرية بينها وبين حِمْص للقاصِد إلى دمشق سِتَّةُ فراسِخ بين جبل لبنان وجبل سَنِير.
والاجْتِيَاسُ: الجَوْس.
والتركيب يدل على تَخَلُّلِ الشيءِ.

جهس

جُهَيس -مصغَّراً-، وهو جُهَيس بن أوس النَّخَعِيُّ -رضي الله عنه-: قَدِمَ على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في نَفَرٍ من أصحابه فقال: يا نبيَ الله؛ إنّا حَيٌّ من مَذْحِج، عُبابُ سالِفِها ولُبابُ شَرَفِها. قال الصَّغَّاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذَكَرَه أبو سُلَيمان حَمْدُ بن محمد الخطّابي في غريب الحديث من تأليفِه وجارُ الله العلاّمة الزَمَخْشَريُّ ?رحمه الله- في كتابه الفائِق الذي هو بِخَطِّه، ورأيتُ في كتاب جمهَرَة النَسَب لابْنِ الكَلْبي في نَسَب النَّخَعَ بِخَطِّ ابنِ عَبَدَةَ النَّسّابَةِ: منهم الأرقم وهو جُهَيش بن يَزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارِث بن بشِر بن ياسِر بن جُشَم بن مالِك بن بَكِر؛ الوافِد على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ مضبوطاً بالشين المُعجَمَة، وفيها “ابن يَزِيْد” بَدَلَ “أوْسٍ” كما ذَكَرْتُ. وقد ذُكِرَ تمام الحديث في تركيب س ر د ح.

جيس

الأزهري: جَيْسَان: اسم.
وقال الدَّيْنَوَريُّ: الجَيْسُوَانُ: جِنسٌ من النخل، واحِدَتُه: جَيْسُوَانَة، لها بُسْرٌ جَيَّد، وأصلُه فارِسيٌّ. قال الصغَّاني مؤلِّف هذا الكتاب: هو بالفارِسيَّة كِيْسُوَان ومعناه الذَّوائبُ.

جثط

ابن عبادٍ: جَثَطَ بغائطه يَجْثطُ جَثْطاً: أي رمى به؛ وهو أن يخرجه رَطْباً منبسطاً.
جثلط ابن عبادٍ: الجَيْثَلُوْطُ في قول جريرٍ:

عدوا خضافِ إذا الفحول تُنُجّبَتْ والجَيْثَلُوْطَ ونَـخْـبَةً خَـوّارا

اسم مخترع للنساء؛ وهو شتم، وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري: لا أدري ما الجَيْثَاُوطُ ولا رأيتُ أبا عبد الله يعرفه قال: لا أدري من أي شيءٍ مشتقة.

جحرط

ابن السَّكَّيت: الجِحْرِطُ والجخْرِطُ: العجوزُ الهرِمَةُ، وأنْشَدَ: والدَّرْدَبِيْس الجحْرطُ الجَلَنْفَعَهْ ويروى: الجِخْرِط”.

جخرط

ابن فارس: الجِخْرِطُ -بالكسر-: العجوز الهَرِمَةُ.
جرط: ابن عبادٍ: جَرِطَ: جَرِطَ الرجلُ جَرَطاً -بالتحريك-: إذا غص بالطعام، والجَرَطُ: الغُصَّةُ.
ورجل جِرْوَاط: بمعنى الحِرْوَاضِ للطويلِ.

جطط

قُطْرُب وابن خَالَوَيْهِ: الجَلَنْبَطُ -مثالُ جَحنْفَلٍ- الأسد، وقال أبو سهل الهرَوِيُ: ذكره ابن خالَوَيْهِ وقُطْرُب في ذكر أسماء الأسد وصفاته ولم يذكرا تفسيره، قال: ولا أعلم أنا أيضاً تفسيره.

جلحط

قال ابن دريدٍ: قال سِيْبَويهِ في كتابه جِلْحِطَاءُ؛ بالحاء والطاء، فلا أدري ما أقول فيه، قال ?أعني ابن دريدٍ-: جِلْحِظَاءُ أرض لا شجر بها، قال: وأنا من الحرف أوجَرُ ?أي: أشفقُ- لأني سمعت عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي يقول: الجلْحِظَاءُ -بالحاء غير المعجمة والظاء المعجمة-؛ وقال: هكذا رأيت في كتاب عمي فخفت ألا يكون سمعه.
جلحْط: “14-ب” ابنُ عَبّادٍ -في الخاء المُعْجَمَةِ والجيم-: الحِلْخِطَاءُ: أرضّ لا شجرَ بها. قال الصّغَانيّ مُؤلُف هذا الكتاب: وهكذا هو في الجَمْهَرة بخطّ ابي سَهْلٍ الهَروي وفي نُسخةٍ من الجَمْهرة بخطّ الأرْزَنيّ كما ذَكرْتُ في التركيب الذي هو قبل هذا الترْكيب.

جلط

جَلَطَ سَيْغه: أي اسْتَله.
وقال ابنُ الأعرابيّ: جَلَطَ يَحْلُط: إذا كذبَ وجَلَطَ: حَلَف. وقال ابنُ عبادٍ: جَلَط” رَأسَه: أي حَلَقَه.واجْلْطِ عن جلْدَها: أي اكْشِطْهُ. والجلْيطَةُ من السيوفِ: الذي يندَلقُ من غِمْدِه.
والجُلْطَة -بالضّمّ-: الحزْعَةُ الخاثرِةُ من الرّائبِ.
وجلطَ البَعيرُ بِسَلْحِه: رَمى به.
ونابُ جَلْطَاءُ: وهي الرخْوةُ الضّعيفَةُ والجلُوْطُ من النساء: البَعيدةُ من الحَياء.
وامْجَلَطَ الَعيرُ: أي انْحَدَلَ.
واجْتَلَطَ ما في الإناء: شَرِبَه.
واجْتَلَطَ الشّيءَ من يِده: أي اخْتَلَسه.
وقال ابنُ الأعرابيّ: المجَالَطةُ: المكَابَدَةُ.

جلعط

ابنُ عَبّادٍ: الجُلَعْطِيُْط من اللّبَنِ الرّائبِ ما ثَخُنَ منه.

جلفط

اللّيْث: الحِلْفَاطُ: الذي يَشُدّ دُرُوْزَ الّفُنِ الجُددِ بالخُيُوْط والخرَقِ ثَّم يُقَيُّرها، وقال ابنُ دُرَيْدِ: الجلْفاطُ: لُغَة شاَمِيّةُ.وزادَ ابنُ عَبّادٍ: الجِلنْفَاطُ: وهو الذي يُجَلْفطُ السّفُنَ وهو أن يُدْخِلَ بين المسَامِيْرِ والألْوَاحِ مُشاقَةَ الكتانِ ويمسحها بالزّفُتِ والقَارِ. وكَتَبَ مُعاوِيةُ إلى عُمر -رضَي الله عنهما- يسألُه أن له في غَزْوِ الَبحرْ، فكَتَبَ إليه: أنى لا أحملُ المْلمينَ على أعْوادٍ نجَرها النّجارُ وجَلْفَطَها الجلْفاطُ؛ يَحْمِلُهم عَدُوهمّ إلى عَدُوهم”15-أ”. أرادَ بالَعدُوّ: البَحْرَ أو النّواتّي لأنهم كانوا عُلُوْجاً يُعادُوْنَ المُسْلِمين؛وأصْحَابُ الحديِث يقولون: جَلْفَظَها الحِلْفَاظُ؛ بالظّاء المُعْجَمِةِ؛ وهو بالطّاء المُهْمَلَةِ.

جلغ

الخارْزَنْجيُّ: جَلَغَ بعضهم بعضاً بالسيف جَلْغاً: مثل هَبَروا.
وناب جَلْغَاء: أي ذاهِبة الفم.
والمجَالَغةُ: الضحك بالإنسان.
وجالَغْتُه بالسيف: أي كافحْتُه به مُواجهة.

جأف

جأفه يجافه جافاً وجعفه يجعفه جعفاً: أي صرعه.
وجأفه -أيضاً- وجأثه وجثه: أي ذعره وأفزعه، وقد جئف أشد الجأف.
وقال أبو عبيد: رجل مجؤوف: أي جائع.
وجأفت الشجرة وجعفتها: الصياح.
وجأفه تجئيفاً: أي فزعه،قَال العجاج يصف جملة ويشبهه بالثور الوحشي المفزع:

كانَّ تَحْتي ناشِطاً مثجَأَّفا مُذَرَّعاً بشوَشْيِهِ مُوَقَّفا

جحف

ابن دريد: جحف الشيء برجله: إذا رفسه بها حتى يرمي به.
وقال ابن الأعرابي: جحفت لك: أي غرفت لك. والجحوف: الدلو التي تجحف الماء: أي تأخذه.
والجحوف: الثريد يبقى في وسط الجفنة.
وجحفت له من المال والمشروب جميعاً.
وجحف: قشر.
وجحف معه: مال.
وجحف لنفسه: جمع.
وأبو الجحاف -بالفتح والتشديد-: رؤبة بن أبي الشعثاء العجاج -واسمه عبد الله- بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
والجحاف -أيضاً-: محلة بنيسابور.
والجحفة: الغرفة من الطعام، وقال ابن الأعرابي: الجحفة ملء اليد، وجمعها: جحف، وتقول: بقيت من ماء البئر جحفة: أي غرفة.
والجحفة: ميقات أهل الشأم. وقال ابن دريد: ذكر أبن الكلبي: أن العماليق أخرجوا بني عبيل وهم اخوة عاد من يثرب فنزلوا الجحفة. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها.
والجحفة -أيضاً-: القطعة من السمن.
وجبل جحاف -بالكسر-: من جبال اليمن.
وسيل جحاف -بالضم-وجراف: إذا جحف كل شيء وجرفه: أي قشره،قَال امرؤ القيس:

لها كَفَلٌ كصَفَاةِ المَسِـيْلِ أبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ

والجحاف -أيضاً-: الموت؛ عن أبي عمرو؛ ويقال: موت جحاف: أي يذهب بكل شيء،قَال ذو الرمة:

وكائنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَـفَـازَةٍ وكم زَلَّ عنها من جحاف المقادير

والجحاف- أيضا-: مشي البطن عن تخمة، والرجل مجحوف، قال:

أرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ والقَبَصْ جُلُوْدُهم ألْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ

وقول الشاعر:

ولا يَسْتَوي الجَحْفانِ جَحْفُ نَهِيْدَةٍ وجَحْفُ حَرُوْرِيٍِّ بأبيض صارم

قال أبو عمر: يعني أكل الزبد بالتمر والضرب بالسيف.
وأجحف به: أي ذهب به.
وأجحف به أيضاً: أي قاربه ودنا منه، يقال: مر الشيء مضراً ومجحفاً: أي مقارباً؛ وأجحفت بالطريق: وهو أن تدنو من الطريق ولا تخالطه.
والمجحفة: الداهية، لأنها تجحف بالقوم: أي تستأصلهم.
واجتحف الثريد: حمله بالأصابع الثلاث.
واجتحف: استلب، ومنه الحديث: فاجتحفها، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ش ق ح.
واجتحفنا ماء البئر: أي نزحناه ونزفناه.
والفتيان يتجاحفون الكرة بينهم بالصوالجة.
والتجاحف -أيضاً- في القتال: تناول بعضهم بعضاً بالعصي والسيوف، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه. “عن دِين أحَدِكُم”: أي مجاوزاً لدين أحدكم مباعداً له.
والمجاحف: أن تصيب الدلو فم البئر؛ وربما تخرقت، قال:

قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَني مَـنَـافِ تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحَافِ

وقال ابن فارسٍ: جاحف الذنب: إذا داناه.
والجحاف: القتال،قَال العجاج:

وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجِا

والتركيب يدل على الذهاب بالشيء مستوعباً وعلى الميل والعدول.

جخف

الجخف والجخيف: الغطيط في النوم، وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنه نام وهو جالس حتى مَع جخيفه ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وقال أبو زيد: من أسماء النفس: الروح والخلد والجخيف، يقال: ضعه في جخفيك: أي في تامورك وروعك.
وقال أبو عمرو: الجخيف: الجيش الكثير.
والجخيف: أن يفتخر الرجل بأكثر مما عنده،قَال عدي بن زيد العبادي:

أرَاهُم بِحَمْدِ اللهِ بعدجَخِيْفِهِـمْ غُرَابُهُمُ إذْ مَسَّهُ الفَتْرُ واقِعا

تقول منه: جخف الرجل يجخف جخفاً وجخيفاً وكذلك جفخ؛ على القلب.
والجخيف والجخف: الطيش مَع الخفة.
والجخيف: المتكبر، وبه جخاف.
والجخيف:صوت بطن الإنسان.
والجخيف: القصير، والجمع: جخف.
والجخيفة والجخفة: المرأة القيرة القضيفة.
والجخف: التهدد.

جدف

أبن دريد: الجدف: القطع.

وجدف الطائر يجدف -بالكسر- جدوفاً: إذا كان مقصوصاً فرأيته إذا طار كأنه يرد جناحيه إلى خلفه..قَال الأصمعي: ومنه سمي مجداف السفينة، وجناحا الطائر مدافاه. وقال أبن دريد: مجداف السفنة بالدال والذال زعموا. والدال أكثر.
وقال غيره: رجل مجدوف الكمين: إذا كان قصير الكمين محذوفهما.
وزق مجدوف: مقطوع الأكارع.
وجدفت السماء بالثلج: رمت به.
وجدف الطائر: أسرع.
وجدف الرجل: ضرب باليد.
ورجل مجدوف اليدين: أي بخيل، وكذلك إذا كان قصيرهما أو مقطوعهما.
والجدف: تقطيع الصوت في الحداء،قَال ذو الرمة يصف حماراً.

إذا خافَ منها ضغنَ حَقْبـاءَ قِـلْـوةٍ حَدَاها بِصَلصَالٍ من الصَّوْتِ جادِفِ

وقصر الخطو أيضاً، وظباء جوادف.
والجدافاة والجدافى -مثال حبارى-: الغنيمة، قال: فكان لما جاءنا جدافاه.
وجدف -بالتحريك-: موضع.
والجدف: القبر، وهو إبدال الجدث. وقال الفراء: العرب تعقب بين الفاء والثاء في اللغة؛ فيقولون: جدف وجدث وأجداف وأجداث،قَال رؤبة:

لو كانَ أحْجَارِي مَع الأجْدَافِ تَعْدُوْ على جُرْثُوْمَتي العَوَافي

والجدف -أيضاً-: ما لا يغطى من الشراب، وقيل: ما لا يوكى. وفي حديث عمر -رضي الله عنه- أنه سال المفقود الذي كانت الجن استهوته: ما كان طعامهم؟ فقال: الفول وما لم يذكر أسم الله عليه، قال: وما كان شرابهم؟ قال: الجدف. فسر قتادة الجدف بما لا يغطي وما لا يوكى. وقال غيره: هو نبات يكون باليمن لا يحتاج الذي يأكله أن يشرب عليه الماء.
وقيل: هو ما رمي به عن الشراب من زبد أو قذى؛ من قولهم: رجل مجدوف الكمين -وقد فسر- ومن قولهم: جدفت السماء بالثلج إذا رمت به.
والمجادف: السهام.
ورجل أجدف: أي قصير، قال:

مُحِبُّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها حَفُوْظٌ لأِخَراها حُنَيِّفُ أجْدَفُ

ورواه إبراهيم الحربي -رحمه الله- أُجَيْدِفُ أحْنَفُ.
وشاة جدفاء: قطع من أذنها شيء.
والجدفة: الجلبة والصوت في العدر.
وأجدف -بضم الدال-؛ وقيل: أجدث؛ وقيل: أحدث -بالحاء-: موضع، وبالأوجه الثلاثة روي بيت المتنخل الهذلي:

عَرَفْتُ بأجدُفٍ فَنِعَافِ عِرْقٍ عَلاماتٍ كَتَحْبْير النِّمـاطِ

وقال الأصمعي: التجديف هو الكفر بالنعم، يقال: لا تجدفوا بأيام الله. وقال الأموي: هو استقلال ما آتاه الله. وقيل: هو أن يسأل القوم وهم بخير: كيف انتم؟ فيقولون: نحن بشر. وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل شر؟ قال: التجديف، قالوا: وما التجديف؟ قال: ان يقول الرجل: ليس لي ولي عندي. وقال كعب الأحبار: شر الحديث التجديف. وحقيقة التجديف نسبة النعمة إلى التقاصر.

جدف

جدف الشيء يجدفه -بالكسر- جدفاً: إذا قطعته،قَال الأعشى يذكر قيس أبن معدي كرب:

قاعِدَاً حَوْلَه النَّدامى فما يَن فَكُّ يُؤتى بِمُوْكَرٍ مَجْذُوفِ

الموكر: الزق الملآن من الخمر، والمجدوف: المقطوع القوائم.
ومجداف السفنة: معروف،قَال المثقب العبدي:

تَكادُ إنْ حُرِّكَ مِجْذافُها تَنْسَلُّ من مَثنَاتِها واليَدِ

سئل أبو الغوث: ما مجذافها؟ قال: السوط؛ جعله كمالجذاف لها. وجذف الرجل في مشيته جذفاً وجذوفاً: إذا أسرع.
وقال أبن دريد: جذف الطائر: إذا أسع، قال: وأكثر ما يكون ذلك إذا قص أحد الجناحين.
والجف -أيضاً-: قصر الخطو. ويقال للمرأة إذا مشت مشية القصار: جذفت -وإنه لمجذوف اليد والقميص-: إذا كان قصياً.
والاجذاف: قصر الخطو؛ كالجذف.
وقال أبن عباد: أجذف وانجذف: أي أسرع.
والدال المهملة في جميع هذا التركيب لغة.
والتركيب يدل على الأسرع والقطع.

جرف

الجرف: الأخذ الكثير. وقد جرفت الشيء أجرفه- بالضم- جرفاً: أي ذهبت به كله. وجرفت الطين: كسحته، ومنه سميت المجرفة.
والجارف: الموت العام. والطاعون الجارف كان في زمن أبن الزبير -رضي الله عنهما-، وقال الليث: الطاعون الجارف: الذي نزل بأهل العراق ذريعاً فسمي جارفاً.
قال: والجارف: شؤم أو بلية تجترف مال القوم.
وجرف السيل إسناد الوادي: أي قلعها.
وقال أبن الأعرابي: الجرف: المال الكثير من الصامت والناطق.

والجرفة: سمة في الفخذ؛ عن أبي عبيد، وفي جمع الجسد؛ عن أبي زيد، وفي اللهزمة والفخذ؛ عن أبي عباد. يقال منها: بعير مجروف.
ويل جراف -بالضم-: يذهب بكل شيء.
ورجل جراف -أيضاً-: أكول يأتي على الطعام كله،قَال جرير:

وُضِعَ الخَزِيْرُ فقيل أيْنَ مُجَاشِعٌ فَشَحا جَحاَفِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَـعٌ

ويقال لضرب من الكيل: جراف وجراف، قال:

كَيْل عِدَاءٍ بالجرافِ القَنْـقَـلِ من صُبْرَةٍ مِثْلِ الكَثِيْب الأهْيَلِ

العداء: الموالاة.
وذو جراف: وادٍ يفرغ ماءه في السلي.
ورجل جراف وجاروف: أي نكحه نشيط،قَال جرير يذكر شبة بن عقال أبن شبة ويهجو الفرزدق:

يا شَبَّ وَيْلَكَ ما لاقَتْ فَتضاتُكُمُ والمِنْقَريُّ جُرَافٌ غَيْرُ عِنِّينِ

والجاروف: المشوؤم.
والجاروف: النهم.
وأم الجراف -بالفتح والتشديد-: الترس، والدلو أيضاً.
وقال أبن عباد: الجرفة -بالكسر-: الحبل من الرمل.
والجرف: باطن الشدق، وجمعه أجراف.
وجرفة الخبز وجلفته: كسرته، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يكنه وثوب يواري عورته وجرف الخبز والماء -ويروى: جلف-. ليست الشياء المذكورة بخصال، ولكن المراد إكنان بيت ومواراة ثوب وأكل جرف وشرب ماءٍ، فحذف ذلك؛ كقوله تعالى: (وسَلِ القَرْيَةَ).
وقال الدينوري: الجريف: يابس الأفاني.
وقال أبن عباد: الجريف: جريف الحماط وهو يبيسه، ولونه مثل حب القطن إذا يبس، وعود جرف.
وأرض جرفة: مختلفة، وقدح جرف.
والجرفة -بالضم-: ماء باليمامة لبني عديٍ.
وقال ابن فارس: الجرفة: أن تقطع من فخذ البعير جلدة وتجمع على فخذه.
واجرف والجرف -مثال يسر ويسر-: ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض، ومنه قوله تعالى: (على شَفَا جُرُفٍ هارٍ)، وقرأ بالتخفيف أبن عامر وحمزة وحماد ويحيى وخلف. وجمع المثقل: أجراف -مثال طنبٍ وأطناب-، وجمع المخفف: جرفة -مثال جحر وجحرةٍ-.
والجرف -أيضاً-: موضع على ثلاثة أميال من المدينة -على ساكنيها السلام- بها كانت أموال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أنه مر بالناس في معسكرهم بالجرف فجعل ينسب القبائل حتى مر ببني فزارة؛ فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر ?رضي الله عنه-: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله أحلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بارك الله فيكم.
وقال أبو خيرة: الجرف: عرض الجبل الأملس.
والجورف: الحمار.
وسيل جورف: يجرف كل شيء.
وبرذون جورف: سريع؛ يشبه بالسيل.
والجورف: الظليم،قَال كعب بن زهير -رضي الله عنه-:

كأنَّ رَحْلي وقد لانَتْ عَرشيْكَتُها كَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أقْرَابُهُ خَصِفا

وقال أبن الأعرابي: هو الجورق -بالقاف- للظليم، ومن قاله بالفاء فقد صحف.
والأجراف: موضع.
وقال أبن الأعرابي: الجرف: الخصب والكلأ المتلف، وأجرف الرجل: إذا رعى إبله الجرف.
وأجرف المكان: إذا أصابه سيل جراف. وجرفته السيول تجريفاً،قَال بعض طيئ:

فإنْتَكُنِ الحَوَادِثُ جَرَّفَتْني فلم أرَ هالِكاً كابْنَيْ زِيادِ

وكذلك: تجرفته السيول.
وقال أبن عباد: كبش متجرف: وهو الذي قد ذهبت عامة سمنه، وكذلك الإبل.
وجاء فلان متجرفاً: إذا هزل واضطرب.
وقال الريحاني: رجل مجارف ومحارف: وهو الذي لا يكسب خيراً ولا نمي ماله.
والتركيب يدل على أخذ الشيء كله.

جزف

الجزاف والجزافة -بالضم فيهما- في البيع والشرى دخيل في كلامهم، وهو الحدس، وهو بالفارسية: كزاف. يقال: بيع جزاف وجزيف،قَال صخر الغي الهذلي:

فأقْبَلَ منهُ طِوَالُ الذُّرى كأنَّ عَلَيْهنَّ بَيْعاً جَزِيفا

وقال العزيزي: المجزفة: شبكة يصاد بها السمك، قال: والجزاف: اصياد.
وقال غيره: الجزوف من الحوامل: التي تتجاوز وقت ولادتها.
وجزفة من النعم -بالكسر-: قطعة منه.
والمجازف والجزاف -الكسر-: الأخذ بالحدس.
وقال أبو عمرو: اجتزفت الشيء: إذا اشتريته جزافاً.
وتجزفت في كذا: أي تنفذت فيه.

جعف

جعفت الرجل: صرعته.
وجعفت الشجر: قلعتها.
وسيل جاعف وجعاف وجاحف وجحاف: يقلع ما أتى عليه.

ويقال: ما عنده إلا جعف وجعب: أي القوت القليل الذي لا فضل فيه.
وجعفي: أبو قبيلة، والنسبة إليه جعفي أيضاً. وقال لليث: جعف: حي من اليمن والنسبة إليهم جعفي.قَال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا غلط، وهو جعفي بسعد العشيرة بن مالك بن أدد،قَال لبيد- رضي الله عنه:

قَبَائلُ من جُعْفيِّ بن سضعْدٍ كأنَّما سَقى جَمْعَهم سَمَّ الذَّعَافِ مُنِيْمُ

منيم: مهلك.
وقال أبن عباد:قَال الباهلي: الجعفي في قوله: وبذ الرخاضيل جعفيها.
هو الساقي، قال: والرخاضيل: أنبذه التمر. وأجعفته: صرعته؛ مثل جعفته، قال:

إذا دَخَـلَ الـنّـاسُ الـظِّـلال فـإنَّـهُ على الحَوْضِ حتّى يَصْدُرَ النّاسُ مُجْعَفُ

واجتعف الشجرة: اقتلعتها. والانجعاف: الانقلاع، ومنه الحديث: مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرة هاهنا ومرة هاهنا؛ ومثل الكافر مثل الأزرة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة، -ويروي: تميلها الريح مرة هكذا ومرة هكذا-.
والتركيب يدل على قلع الشيء وصرعه.

جفف

الجف والجفة -بالفتح فيهما-: جماعة الناس، وكذلك الجفة -بالضم-؛ وهي قليلة، والجف. يقال: دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث أبن عباس -رضي الله عنهما-: لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها. أي جملة وجميعاً.
وجف القوم أموال بني فلان جفاً: أي جمعوها وذهبوا بها.
وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك:

مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هـنـدٍ آيَةً ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْـذارِ
لا أعْرفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنـا في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ

ويروى: “مُعْرِضاً لِرِماحِنا”، ويروي: “وأردي”، وكان أبو عبيده يرويه: “في جُفِّ ثَعْلَبَ” قال: يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والجف: وعاء الطلع، ومنه الحديث: أن سحر النبي -صلى اله عليه وسلم- جعل في جف طلعة ذكر. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب.
والجف -أيضاً-: الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال:

رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ تَحْملُ جُفّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ

وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر.
وقال الليث: الجف: قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مَع الوليع، قال:

وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالـوَلِـيْع شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا

وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبيذ في الجف قال: أخبث وأخبث.
والجفان: بكر وتميم. وفي حديث عثمان -رضي الله عنه- لما حوصر أشار عليه طلحة -رضي الله عنه- أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال: ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض. قيل الجفان -هاهنا-: إجماعتان، وقيل: أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد.قَال حميد الأرقط:

ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْـرَيْنْ سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ

وقال أبو ميمون العجلي:

قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْـرَيْنْ من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ

وقال أبن عباد: الجف: الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة.
ويقال: فلان جف مال: أي مصلحه.
والإخشيذ محمد بن طغج بن جف: أمير مصر.
والجفافة: ما ينتشر من الحشيش وألقت.
وجفاف الطير: موضع، وقال السكري: جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير،قَال جرير:

فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَـارِيا

وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول: “وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ” بكَسر الحاء المهملة، قال: هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكاناً فسماه حفافاً.
والجفاف: ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول: اعزل جفافه عن رطبه.
والجفيف: مايس من النبت،قَال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف.
وجففت يا ثوب تجف -مثال دببت تدب- جفافاً وجفوفاً، وتجف -مثال تعض أيضاً عن أبي زيد، وردها الكسائي-، وجففت تجف -مثال بششت تب-.

والجفجف: الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض.قَال العجاج:

في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا مَعْقِ المَطالي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا

وجَفَاجِفُ الرَّجل: هيئة ولباسه.
وقال أبن عباد: الجفيف: المهذار.
والتجفاف: من آلات الحرب. وجففت الفرس تجفيفاً: أي ألبسته التجفاف.
وجففت الشيء: يبسته.
وقال الليث: التجفاف: التجفيف.
وتجفجف الثوب: إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل: قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش،قَال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو:

فقامَ على قَـوَائمَ لـضـيِّنـاتٍ قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ

وتجفجف الطائر: انتفش.
وأما قول تميم بن أبي مقبل:

كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَـهـا هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ

فقيل: معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه.
وقال أبن دريد: سمعت جفجفة الموكب: إذا سمعت حفيفهم في السير.
وجفجف القوم: حبسهم.
وجفجف: إذا رد بالعجلة مخافة الغارة.
وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك.
وقال أبن عبادٍ: اجتف ما في الإناء: أتى عليه.

جلف

الجلف: القشر، يقال: جلفت الطين عن رأس الدن أجلفه -بالضم-.
والجالفة: الشجة التي تقشر مَع اللحم. وطعنة جالفة: إذا لم تصل إلى الجوف، وهي خلاف الجائفة.
والجالفة -أيضاً-: السنة التي تذهب بأموال الناس؛ من جلفت الشيء: إذا قلعته واستأصلته. ويقال: أصابتهم جليفة عظيمة: إذا اجتلفت أموالهم.
والجليف والجلف -بالكسر-: الجافي، يقال: أعرابي جلف، وأصله من أجلاف الشاة وهي المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن، وقال أبو عبيدة: اصل الجلف: الدن الفارغ،قَال عدي بن زيدٍ العبادي:

بَيْتِ جُلوْفٍ بـارِدٍ ظِـلُّـهُ فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيْلُ خُوْصْ

وقيل: الجلف: أسفل الدن إذا أنكسر.
والمسلوخ إذا أخرج بطنه: جلف أيضاً.
وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعء، وجمعه: جلوف.
وقال الليث: الجلف: فحال النخل.
والجلف -أيضاً- من الخبز: الغليظ اليابس.
ويقال: إذا كان المال لا سمن له ولا ظهر ولا بطن يحمل قيل: هو كالجلف.
والجلفة: القطعة من كل شيء، وفي حديث النبي- صلى اله عليه وسلم-: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيتيكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء -ويروى: جرف الخبز- وقيل: الجلف: الخبز غير المأدوم الجشب، قال:

القَفْرُ خُيْرٌ من مَـبِـيْتٍ بِـتُّـهُ بِجُنُوْبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَـارِكِ
جاؤا بِجِاْفٍ من شَعِـيْرٍ يابِـسٍ بَيْني وبَينَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ

الحارك: الكاهل.
وجلف الرجل: صار جلفاً،قَال المرار بن سعيد الفقعسي:

ولم أجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي ولكنْ قد أنى لي أنْ أرِيْعا

أي لم أصر جلفاً، يقول: لم يكن تركي لهن من كبر ولم يقصرن عني زهداً؛ ولكن قد أنى لي أن أرجع إلى الحلم.
وخبز مجلوف: وهو الذي أحرقه التنور فلزقت به وأما قو قيس بن الخطيم:

كأنَّ لَبّاتِـهـا تَـبَـدَّدَهـا هَزْلى جَرَادٍ أجْوافُهُ جُلُفُ

فأنه شبه الحلي التي على لبتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم، وقيل: الجلف جمع جليف وهو الذي قشر، وذهب أبن السكيت إلى المعنى الأول.
وقال الليث: تقول جلفت ظفره عن إصبعه.
قال: والجلف أحفى من الجرف وأشد استئصالاً.
والجلفة: من السمات؛ كالجرفة.
وجلفة القلم -بالكسر-: ما بين مبراه إلى سنته، يقال: أطل جلفة القلم.
وقال أبن عباد: الجلفة من المعزى -بالتحريك-: التي لا شعر عليها إلا صغار لا خير فيها.
وقال أبن الأعرابي: الجلافي من الدلاء: العظيمة الكبيرة، وأنشد:

من سابغِ الجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوِي وُكِّرَ تَوْكشيْرَ جُلاَفيِّ الـدُّلـيْ

وقال الدينوري: الجليف نبت شبيه بالزرع فيه غبرة يسمق؛ وله في رؤوسه سنفة كالبلوط مملوءة حباً كحب الأرزن؛ وهو مسمنة لمال؛ ومنابته السهول.
وقال أبن الأعرابي: الجلاف -بالضم-: الططين.
قال: وأجلف الرجل: إذا نحى عن رأس الخنبجة.
والمجلف: الذي أخذ من جوانبه،قَال الفرزدق:

وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ من المالِ إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّـفُ

أي: أو ما هو مجلف. وقال أبو الغوث: المجلف: الذي بقيت منه بقية.
والمجلف والمجرف أيضاً: الرجل الذي جلفته السنون: أي ذهبت بأمواله.
ويقال: جلفت كحل: أي استأصلت السنة الأموال،قَال تميم بن أبى بن مقبل يرثي عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

نَعَاءِ لِفَضْلِ العِلْمِ والحَزْمِ والتُّـقـى ومأْوى اليَتَامى الغُبْرِ عامُوا وأجْدَبُوا
ومَلْجَأ مَهْرُوئينَ يُلْفـى بـه الـحَـيَا إذا جَلَّفَتْ كَحْـلُ هـو الأمُّ والأبُ

عاموا: أقرموا إلى اللبن.
والاجتلاف: الاستئصال.
وجاء متجلفاً: أي مهزولاً.
والتركيب يدل على القطع وعلى القشر.

جلنف

طعام جلنفاة: وهو القفار الذي لا أدم فيه.

جندف

الليث: الجنادف: الجافي الجسيم من الناس والإبل، يقال: ناقة جنادف وأمة جنادفة، ولا توصف به الحرة. وقال غيره: رجل جنادف: أي غليظ قصير،قَال الراعي يرد على خنزر بن أبي أرقم وهو أحد بني عم الراعي:

جُنَادِفٌ لا حِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ كأنَّهُ كُوْدَنٌ يُوْشى بِكُـلاّبِ

وقال أبن عباد: ناقة جنادفة: أي سمينة ظهيرة.
وقيل: الجنادف: الذي إذا مشى حرك كتفيه، وهو من مشى القصار.

جنف

الجنف -بالتحريك- والجنوف: الميل والجور والعدول، ومنه قوله تعالى: (فَمَنْ خافَ من مُوَصٍّ جَنَفاً)، وقد جنف -بالكسر-قَال عامر الخصفي:

هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنِفُوا علينا وإنا من لقَائِهِـمُ لَـزُوْزُ

قال أبو عبيدة: المولى -هاهنا-: في موضع الموالي أي بني العم، كقوله تعالى: (ثُمَّ يُخْرِجُكُم طِفلاً)، وقال لبيد -رضي الله عنه-:

إنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أرُوْمَةُ عامشرٍ ضَيْمي وقد جَنِفَتْ عَلَيَّ خُصُوْمُ

والأجنف: المائل،قَال جرير يهجو الفرزدق:

تَعَضُّ الملوكَ الدّارِعينَ سُيُوْفُنا ودَفُّكَ من نَفّاخَةِ الكِيْر أجْنَفُ

وخصم مجنف: أي مائل ورجل أجنف: أي منحني الظهر.
وقال شمر: رجل جنافي -بالضم-: أي مختال فيه ميل، قال: ولم أسمعه إلا في رجز الغلب العجلي، وأنشد.

فَبَصُرَتْ بِناشِئٍ فَـتِـيِّ غِرٍ جُنَافّيٍ جَميلِ الزِّيِّ

وال أبو سعيد: يقال لج في جناف قبيح -بالكسر- وجناب قبيح: إذا لج في مجانبة أهله.
وجنفى وجنفاء -بالتحريك ممدوداً ومقصوراً- وجنفى -مثال أربى- وجنفاء -مثال خيلاء-: ماء من مياه بني فزارة. وقال أبن شهاب: كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم؛ فراسلهم رسول الله ?صلى الله عليه وسلم- وسألهم أن يخرجوا عنهم؛ ولهم من خيبر كذا وكذا؛ فأبوا، فلما فتح الله خيبر أتاه من كان هنالك من بني فزارة فقالوا: حظنا والذي وعدتنا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: -حظكم- أو قال: لكم -ذو الرقيبة- وذو الرقيبة جبل مطل على خيبر، فقالوا: إذن نقاتلكم، فقال: موعدكم جنفاء، فلما سمعوا ذلك خرجوا هاربين. وقال زبان بن سيار الفزاري:

رَحَلتُ إليكَ من جَنَفَاءَ حتّى أنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بالمَطالي

وقال ضمرة بن ضمرة:

كأنَّهمُ على جَنَفَاءَ خُشْبٌ مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بِفأْسِ

أي: اقطعها.
وأجنف الرجل: أي جاء بالجنف، كما يقال: ألا أي أتى بما يلام عليه؛ وأخس أي أتى بخسيس،قَال أبو كبير الهذلي.

ولقد نُقِيْمُ إذا الخُصُوْمُ تَـنَـافَـذُوا أحْلامَهم صَعَرَ الخَصِيْمِ المُجْنِفِ

ويروى: “تناقدوا”، ويروى، “مجنف” بكسر الميم: أي مائلٍ جائر.
وأجنفته: صادفته جنفاً في حكمه.
وأجنف: مال؛ مثل جنف، ومنه حديث عروة بن الزبير: يرد من صدقة لجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته.
والتجانف: التمايل، وقوله تعالى: (غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لاثْمٍ) أي غير مائل إلى حرام،قَال الأعشي يمدح هوذة بن علي:

تَجَانَفُ عن جُلِّ اليَمَامَةِ ناقَتـي وما عَدَلَتْ من أهْلها بِسَوائكا.

أي: ما انحرفت تريد غير المكان الذي أنت به إلى غيرك؛ أي: لم تعدل بك أحداً. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه أفطر في رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا المس طالعة فقال: لا نققضيه، ما تجانفنا فيه لا ثم.
والتركيب يدل على الميل والميل.

جوف

الجوف: المطمأن من الأرض.
وجوف الإنسان: بطنه، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: استحيوا من الله حق الحياء، ثم قال: الاستحياء من الله ألا تنسوا المقابر والبلى وألا تنسوا الجوف وما وعى وألا تنسوا الرأس وما احتوى. والمعنى: الحث على الحلال من الرزق واستعمال هذه الجوارح فيما رضي الله استعمالها فيه.
وقولهم: أخلى من جوف: هو أسم وادٍ في ارض عادٍ فيه ماء وشجر، حماه رجل يقال له حمار، وكان له بنون، فماتوا، فكفر كفراً عظيماً وقتل كل من مربه من المسلمين، فأقبلت نار من أسفل الجوف فأحرقته ومن فيه، وغاض ماؤه، فضربت العرب به المثل فقالوا: أكفر من حمار، ووادٍ كجوف الحمار؛ وكجوف العير، وأخرب من جوف حمار.
والجوف -أيضاً-: موضع بناحية عمان.
ودرب الجوف: موضع بالبصرة غليه ينسب أبو الشعثاء جابر بن زيد.
وأهل الغور يسمون فساطيط عمالهم: الأجواف.
والأجوفان: البطن والفرج.
وشيء أجوف بين الجوف -بالتحريك-: أي واسع.
والأجوف في اصطلاح التصريفيين: المعتل العين؛ أي حرف العلة ف جوفه أي وسطه؛ نحوقَال وباع.
والأجوف: من صفات الأسد العظيم الجوف، قال: أجوف جاف جاهل مصدر.
ودلو جوفاء: واسعة.
وشجرة جوفاء: ذات جوف.
وقناة جوفاء: أي فارغة.
والجوفاء: ماء لمعاوية وعوف أبني عامر بن ربيعة.
وقال أبو عبيدة في تفسير قول غسان بن ذهيل:

وقد كانَ في بَقْعَاءَ رِيُّ لِشَائكُـم وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْري غَدِيرْهُا

هذه مياه وأماكن لبني سليط حوالي اليمامة.
والجائفة: الطعنة التي تبلغ الجوف. وفي حديث حذيفة -رضي الله عنه-: لقد تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن متوافرون؛ وما منا أحد لو فتش إلا فتش عن جائة أو منقلة إلا عمر وأبن عمر -رضي الله عنهما-.
وجيان عارض اليمامة: عدة مواضع؛ يقال جائف كذا وجائف كذا.
قال أبو عبيد: وقد تكون التي تخالط الجوف، والتي تنفذ أيضاً. وجفته بها؛ حكاه عن الكسائي.
وتلعة جائفة: قعيرة، وتلاع جوائف.
وجوائف النفس: ما تقعر من الجوف في مقار الروح،قَال الفرزدق:

ألَمْ يَكْفِني مَرْوانُ لَمّـا أتَـيْتُـهُ زِياداً ورَدَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوَائفِ

ويروى: “نفاراً ورد النفس بين الشَّرَاسِفِ”.
وقال أبو عبيدة: المجوف: الرحل العظيم الجوف،قَال الأعشى يصف ناقته:

هي الصّاحِبُ الأدْنَى وبَيْني وبَيْنَها مَجُوْفٌ عِلاَفِيُّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ

يقول: هي الصاحب الذي يصحبني.
والجواف والجوفي -بالضم فيهما-: ضرب من السمك، وأنشد أبو الغوث:

إذا تَعَشَّوْا بَصَـلاً وخَـلاّ وكَنْعَداً وجُوْفِياً قد صَـلاّ
باتُوا يَسُلُّونَ الفُسَـاءَ سَـلا سَلَّ النَّبِيْطِ القَصَبَ المُبْتَلاّ

ورواية أبن دريد:

وجُوْفِيَاً مُحَسَّفاً قد صَلاّ

وقال المؤرخ: الجوفان: أير الحمار، وكانت بنو فزارة تعير أكل الجوفان،قَال سالم بن دارة:

أطْعَمْتُمُ الضيف جُوْفاناً مُخَاتـلةً فلا سَقَاكُمْ إلهي الخالقُ الباري

وإنما خففه للضرورة.
وشيء جوفي -أيضاً-: أي واسع الجوف، وهو من تغييرات النسب كالسهلي والدهري،قَال العجاج يصف كناس ثور:

فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ

وقد أجفته الطعنة: مثل جفته بها.
وأجفت الباب: أي رددته، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: خمروا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح واكتفوا صبيانكم فان للشياطين انتشاراً وخطفة.
وشيء مجوف: فيه تجويف؛ أي شيء أجوف.
والمجوف من الدواب: الذي يصعد البلق حتى يبلغ البطن؛ عن الأصمعي، ونشد لطفيل الغنوي:

شَمِيْطُ الذُّنابى جُوِّفَتْ وهي جَوْنَةٌ بِنُقْبَةِ بِنُقْبَةِ دِيْباجٍ وريطٍ مُقَطَّعِ

والمجوف -أيضاً-: الذي لا قلب له،قَال حسان بن ثابت -رضي الله عنه- يهجو أبا سفيان المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب -رضي الله عنه-:

ألا أبْلِغْ أبا سُفْيَانَ عَـنّـي فأنْتَ مُجَوَّفُ نَخِبٌ هَوَاءُ

واجتافه: دخل جوفة،قَال لبيد -رضي الله عنه- يصف مهاة:

تَجْتافُ أصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّـذاً بِعُجُوْبِ أنْقَاءٍ يَمِيْلُ هَيَامُها

وقال العجاج يصف كناس ثور:

فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ

وكذلك تجوفه.
وتجوفت الخوصة العرفج: وذلك قبل أن تخرج وهي في جوفه.
واستجاف الشيء واستجوف: أي اتسع،قَال ابو دوادٍ جارية بن الحجاج الأيادي يصف فرساً:

وهي شَوْهاءُ كالجُوَالِقِ فُوْها مُسْتَجَافٌ يَظَلُّ فيه الشَّكِيْمُ

واستجفت المكان: وجدته أجوف.
والتركيب يدل على جو الشيء.

جهف

أبن فارس: جهافة -بالضم- أسم رجل.
واجتهفت الشيء: أخذته أخذاً كثيرا.

جيف

الجيفة: جثة الميت وقد أراح، والجمع: جيف وأجياف.
وذو الجيفة: موضع بين المدينة -على ساكنيها السلام- وبين تبوك.
والجياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة،قَال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع:

إلى ذي الجِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نازِلٌ وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَويلٌ مُهَجِّرُ

وقيل: هو بالحاء، وهو أصح، وسنذكره -إن شاء الله تعالى- في تركيب ح ي ف.
والجياف: النباش، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يدخل الجنة ديبوب ولا جياف. سمي جيافاً لأنه يكشف الثياب عن جيف الموتى.
وقال أبن دريد: أصل الياء في الجيفة واو، وذكرها في تركيب ج و ف.
وجافت الجيفة وجيفت: إذا أنتنت.
وقال أبن عباد: جيف فلان في كذا وجيف: وهو من الفزع.
وجيفته: ضربته.
وأجافت الجيفة: أي أنتنت وأروحت؛ مثل جافت وجيفت.

انقر هنا للعودة إلى معجم الغباب الزاخر بالحروف