معجم الصحاح في اللغة – باب الهاء – فصل هيـ

معجم الصحاح في اللغة – باب الهاء – فصل هيـ

هيأ

قولهم يا هَيْءَ مالي: كلمة أسَفٍ وتَلَهُّفٍ.

وأنشد الكسائي:

يا هَيْءَ مالي من يُعَمَّرْ يُفْنِهِ …

مَرَّ الزمان عليه والتَّقْليبُ

والهَيْئَةُ: الشارَةُ، وفلان حسنُ الهَيْئَةِ والهِيئَةِ.

أبو زيد: هِئْتُ للأمر أهِيءُ هَيْئَةً وتَهَيَّأتُ تهَيُّؤاً بمعنًى.

وهيَّأتُ الشيء: أصلحته.

هيب

المَهابَةُ: وهي الإجلال والمخافة.

وقد هابَهُ يَهابَهُ، الأمر منه هَبْ، وإذا أخبرت عن نفسك قلت هِبْتُ.

وهذا الشيء مَهيبَةٌ لك.

وتَهَيَّبْت الشيء، وتَهَيَّبَني الشيءُ، أي خفته وخوَّفني.

قال ابن مقبل:

وما تَهَيَّبني المَوْماةُ أركبُها …

إذا تجاوبَتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ

وهَيَّبْتُ إليه الشيء، إذا جعلته مَهيباً عنده.

ورجلٌ مَهيبٌ، أي تهابه الناس؛ وكذلك رجلٌ مَهوبٌ، ومكانٌ مَهوبٌ، بُني على قولهم: هوبَ الرجلُ، فيما لم يسمّ فاعله.

وأنشد الكسائي:

ويأوي إلى زُغْبٍ مساكينَ دونَهم …

فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِفاقُ مَهوبُ

والهَيوبُ: الجبان الذي يهاب الناس.

وفي الحديث: ” الإيمان هَيوبٌ ” ، أي إنَّ صاحبه يهاب المعاصي.

ورجلٌ هَيْبوبَةٌ وهَيَّابَةٌ وهَيَّابٌ وهَيبانٌ بكسر الياء، أي جبان متهيِّب.

وأهاب الرجل بغنمه، أي صاح بها لتقف أو لترجع.

وأهاب البعير.

وقال الشاعر طرفة:

تَريعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتَّقي …

بذي خصَلٍ رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ

ومكانٌ مَهابٌ، أي مَهوبٌ.

قال الهذليّ:

أجازَ إلينا على بعدِهِ …

مَهاوي خَرْقٍ مَهَابٍ مَهالِ

وهابِ: زجر للخيل.

وهَبي مثله، أي أقبلي.

هيت

هَيَّتَ به وهَوَّتَ به، أي صاح به ودعاه.

وقولهم: هَيْتَ لك، أي هلمَّ لك.

قال الشاعر في علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أبْلِغْ أميرَ المؤمِني …

نَ أخا العراقِ إذا أتيْنا

إنَّ العراقَ وأهلهُ …

سلمٌ إليك فَهَيْتَ هَيْتا

أي هلمَّ وتعال.

يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث إلا أن العدد فيما بعده.

تقول: هَيْتَ لكما، وهَيْتَ لكُنَّ.

والهَوْتَةُ بالفتح: المنخفضُ في الأرض.

وكذلك الهُوتَة بالضم.

وتقول: هاتِ يا رجل بكسر التاء، أي أعطني، وللاثنين: هاتِيا مثل آتِيا، وللجمع: هاتوا، وللمرأة: هاتي بالياء، وللمرأتين: هاتِيا، وللنساء: هاتينَ: مثل عاطينَ.

وتقول: هاتِ لا هاتَيْتَ، وهاتِ إن كانت بك مُهاتاةٌ.

وما أُهاتيكَ، كما تقول ما أُعاطيكَ.

ولا يقال منه هاتَيْتُ، ولا يُنهى بها.

هيث

أبو زيد: هِثْتُ له هَيْثاً وهَثَياناً، إذا أعطيته شيئاً يسيراً.

والهَيْثُ: الحركة مثل الهَيْشِ.

والهَيْثَةُ: الجماعة من الناس، مثل الهَيْشَة.

هيج

هاجَ الشيء يَهيجُ هَيْجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ وتهَيَّجَ، أي ثارَ.

وهاجَهُ غيرُهُ؛ يتعدى ولا يتعدى.

وهيَّجَهُ وهايَجَهُ بمعنًى.

والهائج: الفحل الذي يشتهي الضراب.

وهاجَ النبتُ هياجاً، أي يبس.

وأرضٌ هائجَةٌ: يبس بقلها أو اصفرّ.

وأهاجَت الريحُ النبت: أيبسته.

وأهْيَجْنا الأرض، أي وجدناها هائجة النبات.

وهاجَ هائجُهُ، أي ثار غضبه.

وهَدَأَ هائِجُهُ أي سكنت فَوْرته.

والهَيْجا: الحرب يمدّ ويقصر.

ويومُ الهِياج: يوم القتال.

وتهايَجَ الفريقان، إذا تواثَبا للقتال.

وناقةٌ مِهْياجٌ، أي نَزوعٌ إلى وطنها.

هيد

هِدْتُ الشيءَ أهيدُهُ هَيْداً: حرَّكتُهُ.

وفي الحديث: ” هِدْهُ ” ، يعنون به المسجد، أي هُدَّهُ ثم أصلِحْهُ.

وتقول: ما يَهيدُني ذلك، أي ما يزعجني وما أكترث له ولا أباليه قال يعقوب: لا ينطق بيهيد إلا بحرف جمد.

والهَيْدانُ: الجبانُ.

وهَيْدِ وهادِ: زجرٌ للإبل.

وقولهم: ما له هَيْدٌ ولا هادٌ، أي ما يقال له هَيْدِ ولا هادِ.

وأنشد لابن هَرْمة:

حتَّى استقامتْ له الآفاقُ طائعةً …

فما يُقالُ هَيْدٌ ولا هادُ

أي لا يحرك ولا يمنع من شيء ولا يُزجر عنه.

تقول منه: هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُهُ.

هير

هَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّرَ: لغة في هوَّرتُهُ فَتَهَوَّرَ.

ويقال للشَمالِ: هيرٌ وهَيْرٌ عن الفراء، لغة في إيْرٍ وأيْرٍ.

واليَهْيَرُّ بتشديد الراء: صمغُ الطلحِ.

وقال الأحمر: الحجر اليَهْيَرُّ: الصُلبُ.

ومنه سمِّي صمغ الطلح يَهْيَرًّا.قال أبو بكر بن السراج: وربما زادوا فيه الألف فقالوا: يَهْيَرَّى.

قال: وهو من أسماء الباطل.

وقولهم: أكذب من اليَهْيَرِّ، وهو السراب.

هيس

الهَيْسُ: السير الشديد، أي ضربٍ كان.

قال الأصمعيّ: يقال حَمَلَ فلانٌ على عسكرِهِم فهاسَهُمْ، أي داسهم، مثل حاسَهُم.

والأهْيَسُ: الشجاعُ، مثل الأحْوَسِ.

والهَيْسُ: اسمُ أداةِ الفدَّان كلّها.

هيش

قال الأصمعي: الهَيْشَةُ: الجماعةُ من الناس.

والهَيْشَةُ مثل الهَوْشَةِ.

وهاشَ القومُ يهوشونَ هَيْشاً، إذا تحرَّكوا وهاجوا.

قال الشاعر:

هِشْتُمْ علينا وكنتم تَكنَفون بما …

تعطيكُمُ الحَقَّ منَّا غير منقوص

هيض

هاضَ العَظْمَ يَهيضُهُ هَيْضاً، أي كسره بعد الجبور، فهو مَهيضٌ.

واهْتاضَهُ أيضاً فهو مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ.

وكلُّ وجعٍ على وجعٍ فهو هَيْضٌ.

يقال: هاضَني الشيءُ، إذا ردَّك في مرضك.

ويقال: بالرجل هَيْضَةٌ، أي به قُياءٌ وقيامٌ جميعاً.

هيط

الهِياطُ والمُهايَطَةُ: الصياح والجَلَبة.

يقال: وقع القوم في هِياطٍ ومِياطٍ.

قال الفراء: تهايَطَ القومُ، إذا اجتمعوا وأصلحوا أمرهم بينهم، وهو خلاف التمايطِ.

هيع

هاعَ يَهيعُ هُيوعاً، أي جَبُنَ.

وفيه لغة أخرى: هاعَ يَهاعُ هَيْعاً وهَيَعاناً.

والهَيْعَةُ: سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض مثل المَيْعَةِ.

وقد هاعَ يَهيعُ هَيْعاً.

ورصاصٌ هائعٌ في المَذْوَبِ.

وانْهاعَ السرابُ: جرى.

ورجلٌ هاعٌ لاعٌ، وهائعٌ لائعٌ، أي جبانٌ جَزوعٌ.

وامرأةٌ هاعَةٌ لاعةٌ.

والهائعَةُ: الصوتُ الشديد.

والهَيْعَةُ: كل ما أفزعك من صوتٍ أو فاحشة تُشاع.

قال الشاعر:

إن يسمعوا هَيْعَةً طاروا بها فرحاً …

منِّي وما سمعوا من صالحٍ دفنوا

والمَهْيَعَةُ، هي الجُحْفَةُ، ميقاتُ أهل الشام.

هيغ

قال ابن السكيت: يقال إنَّهم في الأهْيَغَيْنِ، أي الخصبِ وحُسنِ الحال.

قال: ويقال عامٌ أهْيَغُ، إذا كان مخصِباً كثير العشب.

وهَيَّغْتُ الثَريدةَ، إذا أكثرت وَدَكها.

ووقع فلانٌ في الأهْيَغَيْنِ، أي في الأكل والشرب.

هيف

الهَيْفُ مثل الهُوفِ، وهي ريحٌ حارَّةٌ تأتي من اليمن، وهي النكباء التي تجري بين الجَنوب والدَبور من تحت مجرى سهيْلٍ.

قال الشاعر:

وصَوَّحَ البَقْلَ نآّجٌ تجيء به …

هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ

وفي المثل: ذهبتْ هَيْفٌ لأديانها، أي لعاداتها، لأنَّها تجفف كلَّ شيء وتيبِّسه.

وتَهَيَّفَ الرجل من الهَيْفِ، كما يقال تَشَتَّى من الشتاء.

والهافَةُ من النوق: التي تعطش سريعاً، وكذلك المِهْيافُ.

واهْتافَ، أي عطش.

قال الأصمعي: رجلٌ هَيْفانٌ، أي عطشانٌ.

والمِهْيافُ: السريع العطش.

وأهافَ القومُ، أي عطشت إبلهم.

والهَيَفُ بالتحريك: ضمْرُ البطن والخاصرة.

ورجلٌ أهْيَفٌ وامرأةٌ هَيْفاءُ، وقومٌ هيفٌ.

وفرسٌ هَيْفاءُ: ضامرةٌ.

وهافَ العيدُ، أي أبَقَ.

هيق

الهَيقُ: الظليمُ، وكذلك الهَيْقَمُ، والميم زائدة.

هيل

هِلْتُ الدقيق في الجراب: صبَبته من غير كَيْلٍ.

وكلُّ شيء أرسلته إرسالاً، من رمل أو تراب أو طعامٍ ونحوه، قلت: هِلْتُهُ أهيلُهُ هَيْلاً، فانْهالَ، أي جرى وانصبَّ.

وتَهَيَّلَ: تَصَبَّبَ.

وأهَلْتُ الدقيق لغة في هِلْتُ، فهو مُهالٌ ومَهيلٌ.

ويقال للرجل إذا جاء بالمال الكثير: جاء بالهَيْلِ والهَيْلمان.

قال أبو عبيد: أي بالرمل والريح.

هيم

الهامَةُ: الرأس، والجمع هامٌ.

وهامَةُ القوم: رئيسُهم.

والهامَةُ من طير الليل، وهو الصَدى، والجمع هامٌ.

قال ذو الرمة:

قد أعْسِفُ النازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ …

في ظِلِّ أخْضَرَ يدعو هَمَهُ البومُ

وكانت العرب تزعم أن روحُ القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامةً فتزقُو عند قبره، تقول: اسقوني اسقوني، فإذا أُدرِكَ بثأره طارت.

وهذا المعنى أراد الشاعر بقوله:

ومنا الذي أبكى صُدَيَّ بن مالِكٍ …

ونفرَ طيراً عن جُعادَةَ وقّعا

يقول: قتل قاتلَه فنفرت الطيرُ عن قبره.

وهامَ على وجهه يَهيمُ هَيْماً وهَيماناً: ذهب من العشق أو غيره.

وقلبٌ مستهامٌ، أي هائِمٌ.

والهُيامُ بالضم: أشدُّ العطش.

والهُيامُ كالجُنون من العشق.

والهيامُ: داءٌ يأخذ الإبل فتهيمُ في الأرض لا ترعى.

يقال: ناقةٌ هَيْماءُ.

والهَيْماءُ أيضاً: المفازة لا ماء بها.

والهَيامُ بالفتح: الرملُ لا يتماسك أن يسيل من اليد لِلِينِهِ.

ومنه قول لبيد:

يجتاب أصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً …

بعُجوبِ أنقاءٍ يميل هَيامُها

والجمع هُيُمٌ.

والهِيامُ بالكسر: الإبل العِطاش، الواحد هَيْمانُ.

وناقةٌ هَيْمى.

قال الأصمعي: الهَيْمانُ: العطشان.

ومن الداء مَهْيومٌ.

وقومٌ هيمٌ، أي عطاشٌ.

وقد هاموا هِياماً.

وقوله تعالى: ” فَشارِبونَ شُرْبَ الهيمِ ” ، هي الإبل العطاشُ، ويقال الرملُ.

قال الشيباني: التَهَيُّمُ: مشيةٌ حسنةٌ.

هيه

هَيْهاتَ: كلمة تبعيد.

قال جرير:

فَهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأهلُهُ …

وهَيْهاتَ خِلٌّ بالعقيقِ نُحاوِلُهْ

وقد تُبدل الهاء الأولى همزة فيقال أَيْهاتَ، مثل هَراقَ وأَراقَ.

العودة إلى معجم الصحاح في اللغة (بالحروف)