معجم الصحاح في اللغة – باب العين – فصل عيـ

معجم الصحاح في اللغة – باب العين – فصل عيـ

عيب

العَيْب والعَيْبَةُ والعاب بمعنى واحد؛ تقول: عاب المتاعُ أي صار ذا عيب، وعِبْته أنا يتعدَّى ولا يتعدَّى؛ فهو مَعيب ومَعْيوبٌ أيضاً على الأصل.

وتقول: ما فيه مَعابة ومَعابٌ، أي عَيْب، ويقال موضع عَيب.

قال الشاعر:

أنا الرجلُ الذي قد عِبْتموهُ …

وما فيه لعَيَّاب مَعابُ

والمَعايب: العُيوب.

وعَيَّبه: نسبه إلى العَيب؛ وعَيَّبَه أيضاً، إذا جعله ذا عيب.

وتَعَيَّبه مثله.

والعَيْبة: ما يُجعل فيه الثياب، وفي الحديث: ” الأنصار كَرِشي وعيْبَتي ” .

والجمع عِيَب، مثل بَدْرة وبِدر، وعِيابٌ وعَيْبات.

عيث

العَيْثُ: الإفساد.

يقال عاثَ الذئب في الغنم.

والتعْييثُ: طلب شيءٍ باليد من غير أن يبصره.

عيج

ابن السكيت عن الفراء: ما أَعيج من كلامه بشيءٍ، أي ما أعْبَاُ به.

وحكى ابن الأعرابي: ما عِجتُ بالشيء، أي لم أرْضَ به.

ويقال: شربت ماءً مِلْحاً فما عِجْتُ به، أي لم أَرْوَ منه، وتناولت دواءً فما عِجْتُ به، أي لم أنتفع به.

عير

العَيْرُ: الحمار الوحشيّ والأهليُّ أيضاً، والأنثى عَيْرَةٌ، والجمع أعْيارٌ ومَعْيوراءُ وعُيورَةٌ.

وعَيْرُ العين: جفنُها.

ومنه قولهم: فعلت ذاك قبل عَيْرٍ وما جرى، أي قبل لحظ العينِ.

قال أبو عبيدة: ولا يقال اَفعَلُ.

ويقال: ما أدري أيُّ من ضرب العَيْرَ هو، أي أيّ الناس هو.

وعَيْرُ القوم: سيّدهم.

وقولهم: ” عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عَشَرَةٍ ” .

كان الخليفة من بني أمية إذا مات وقام آخر زاد في أرزاقهم عشرةَ دراهم والعير: الوتر.

وعَيْرُ النصل: الناتئ منه في وسطه.

وكذلك عَيْرُ الكتفِ.

وعَيْرُ القدم: الشاخصُ في ظهرها.

وعَيْرُ الأذن: الوتد الذي في باطنها.

وعَيْرُ الورقةِ: الخطُّ الذي في وسطها.

وعَيْرُ السَراة: طائرٌ كهيئة الحمامة.

ويقال للموضع الذي لا خير فيه: هو كجوف عيرٍ، لأنه لا شيء في جوفه يُنتفع به.

ويقال: أصله قولهم: أخلى من جوف حمار، ويقال: العَيْرُ ها هنا: الطَبْلُ.

وقصيدةٌ عائرةٌ، أي سائرة.

ويقال: ما قالت العربُ بيتاً أعْيَرَ من كذا، أي أسيَرَ.

وفلانٌ عُيَيْرُ وحدِهِ، أي معجبٌ برأيه، وهو ذمٌّ.

ولا تقل عُويرٌ.

وعارَ في الأرض يَعيرُ، أي ذهب.

والعائِرةُ: الناقة تخرج من الإبل إلى الأخرى ليضربها الفحل.

والجملُ عائِرٌ: يترك الشَوْل إلى أخرى.

وعارَ الفرسُ، أي افلتَ وذهب هاهنا وهاهنا، من مرحه.

وأعارَهُ صاحبهُ فهو مُعارٌ.

ومنه قال الشاعر:

وجدنا في كتابِ بني تميمٍ …

أحقُّ الخَيلِ بالركضِ المُعارُ

وفرسٌ عيَّارٌ بأوصالِ، أي يعيرُ هاهنا وهاهنا من نشاطه.

وسمِّي الأسدُ: عَيَّاراً لمجيئه وذهابه في طلي صيده.

وحكى الفراء: رجل عَيَّارٌ، إذا كان كثير التطواف والحركة ذكيًّا.

ويقال: عارَ الرجل في القوم يَضْرُبُهم، مثل عاثَ.

وعَيَّرهُ كذا من التعيير، والعامة تقول: عَيَّرهُ بكذا.

قال النابغة:

وعَيَّرتني بنو ذبْيانَ رَهْبَتَهُ …

وهل عَليَّ بأن أخشاكَ من عارِ

والعارُ: السُبَّةُ والعَيبُ.

يقال: عارَهُ، إذا عابه.

والمَعايِرُ: المَعايِبُ.

قالت ليلى الأخيليَّةُ:

لعمرُكَ ما بالموتِ عارٌ على امرئٍ …

إذا لم تُصِبْهُ في الحياةِ المَعايِرُ

وتَعايَرَ القوم: تعايَبوا.

وعايَرْتُ المكاييل والموازين عِياراً وعاوَرْتُ بمعنًى.

يقال: عايِروا بين مكاييلكم وموازينكم، وهو فاعِلوا من العِيارِ.

ولا تقل: عَيِّروا.

والمِعْيارُ: العِيارُ.

وبناتُ مِعْيَرٍ: الدواهي.

والعَيْرانَةُ: الناقة تشبّه بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها.

والعيرُ بالكسر: الإبل التي تحمل الميرة، ويجوز أن تجمعه على عيراتٍ.

عيس

العَيْسُ: ماء الفحل.

وقد عاسَ الفحل الناقةَ يَعيسُها عَيْساً، أي ضربها.

والعيسُ بالكسر: الإبل البيضُ يخالط بياضها شيء من الشقرة، واحدها أعْيَسُ، والأنثى عَيْساءُ بيِّنة العَيَسِ.

قال الشاعر:

أقولُ لخارِبَيْ هَمْدانَ لمَّا …

أثارا صِرْمَةً حُمْراً وعيسا

أي بيضاً.

ويقال هي كرائم الإبل.

والعَيساءُ أيضاً: الأنثى من الجراد.

عيش

العَيْشُ: الحياة.

وقد عاشَ الرجل مَعاشاً ومَعيشاً.

وكلُّ واحدٍ منهما يصلح أن يكون مصدراً وأن يكون اسماً.

وأعاشَهُ الله سبحانه عيشَةً راضية.

والمَعيشةُ جمعها معايِشُ بلا همز، إذا جمعتها على الأصل.

وأصلها معْيَشَة، وتقديرها مَفْعَلَةٌ.

والتَعَيُّشُ: تكلّف أسباب المَعيشةِ.

عيص

العيصُ: الشجرُ الكثيف الملتفّ.

والمَنْبِتُ مَعيصٌ.

والعيصُ: الأصل.

عيط

العَيَطُ: طول العنْق.

يقال جملٌ أعْيَطُ وناقةٌ عَيْطاءُ.

وربَّما قالوا: قارَةٌ عَيْطاءُ، إذا استطالت في السماء.

والقصر الأعْيَطُ: المُنيفُ.

عيف

عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشراب يَعافُهُ عِيافاً، أي كرهه فلم يشربْه، فهو عائِفٌ.

وعِفْتُ الطير أعيفُها عِيافَةً، أي زجرتها، وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأصواتها.

والعائِفُ: المتكهّنُ.

وعافَتِ الطيرُ تَعيفُ عَيْفاً، إذا كانت تحوم على الماء أو على الجيَف وتتردَّد ولا تمضي تريد الوقوع، فهي عائِفَةٌ.

ومنه قول لبيد:

كأنَّ أوْبَ مَساحي القومِ فوْقَهُمُ …

طيرٌ تَعيفُ على جونٍ مزاحيفِ

والاسم العَيْفَةُ.

والعَيوفُ من الإبل: الذي يشمّ الماء فيدعه وهو عطشان.

عيق

العَيْقَةُ: ساحل البحر وناحيته.

عيل

عالَ الفرسُ يَعيلُ عَيْلاً، إذا ما تَكَفَّاَ في مشيته وتمايل، فهو فرسٌ عَيَّالٌ، وذلك لكرمه.

وكذلك الرجل إذا تبختر في مِشيته وتمايلَ.

والتَعْييلُ: سوء الغذاء.

وعَيَّلَ الرجل فرسَه، إذا سَيَّبه في المفازة.

والعَيْلانُ: الذكر من الضِباع.

والعَيْلَةُ والعالَة: الفاقةُ، يقال: عالَ يَعيلُ عَيْلَةً وعُيولاً، إذا افتقر.

قال تعالى: ” وإن خِفْتُمْ عَيْلَةً ” ، وقال أحيحة:

وما يدري الفقيرُ متى غِناه …

وما يدري الغَنيُّ متى يَعيلُ

وهو عائلٌ وقومٌ عَيْلَةٌ.

وترك أولاده يتامى عَيْلى، أي فقراء.

وعيالُ الرجل: من يَعولُه.

وواحد العِيالِ عَيِّلٌ، والجمع عَيائِلُ.

وأعالَ الرجلُ، أي كثرت عِيالُهُ، فهو مُعيلٌ والمرأة مُعيلَةٌ.

قال الأخفش: أي صار ذا عِيالٍ.

أبو زيد: عِلتُ الضالَّةَ أعيلُ عَيْلاً وعَيَلاناً، فأنا عائِلٌ، إذا لم تدرِ أيَّ وجهةٍ تبغيها.

وقال الأحمر: عالني الشيءُ يَعِيلني عَيْلاً ومَعيلاً، إذا أعجزك.

عيم

العَيْمَةُ: شهوة اللبن.

وقد عامَ الرجلُ يعيمُ ويَعامُ عَيْمَةً، فهو عَيْمانٌ، وامرأةٌ عَيْمى.

وأعامَهُ الله: تركه بغير لبن.

قال ابن السكيت: إذا اشتهى الرجل اللبن قيل: قد اشتهى فلانٌ اللبن، فإذا أفرطت شهوته جدًّا قيل: قد عامَ إلى اللبن.

والعيمَةُ بالكسر: خيار المال.

واعتام الرجل: إذا أخذ العيمَةَ.

ورجلٌ عَيْمانُ أيمانُ: ذهبت إبله وماتت امرأته.

عين

العَيْنُ: حاسَّة الرؤيا، وهي مؤنَّثة، والجمع أعْيُنٌ وعُيونٌ وأعْيانٌ.

وتصغيرها عُيَيْنَة، ومنه قيل: ذو العَيْنَتَيْنِ، للجاسوس.

ولا تقل: ذو العُوينتين.

والعَيْنُ: عَيْنُ الماء، وعَيْنُ الركبة.

ولكلِّ ركبة عينان.

وهما نقرتان في مقدّمها عند الساق.

والعَيْنُ: عَيْنُ الشمس.

والعَيْنُ: الدينار.

والعَيْنُ: المالُ الناضُّ.

والعَيْنُ: الديدبان، والجاسوس.

ولقيته عَيْنَ عُنَّةٍ، إذا رأيته عِياناً ولم يَرَكَ.

وفعلت ذلك عمد عَيْن، إذا تعمَّدته بجدّ ويقين.

قال امرؤ القيس:

أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي …

عَمْدُ عَيْنٍ قلَّدْتُهُنَّ حَريما

وكذلك: فعلته عمداً على عينٍ.

قال خُفاف ابن ندبة السلَميُّ:

وإن تكُ خَيْلي قد أُصيبَ صَميمُها …

فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا

ولقيته أوَّل عَيْنٍ، وأوَّل عائنَةٍ، وأدنى عائنَةٍ، أي قبل كلِّ شيء.

وعَيْنُ الشيء: خياره.

وعَيْنُ الشيء: نفسه.

يقال: هو هو عَيْناً، وهو هو بعينِهِ، ولا أخذ إلا درهمي بعيْنِهِ.

وفي المثل: إن الجواد عَيْنُهُ فُرارُهُ.

ولا أطلب أثراً بعد عَيْن، أي بعد مُعاينة.

وعائنَةُ بني فلانٍ، وكذلك ما بها عينٌ، أي أحد.

وبلدٌ قليلُ العينِ، أي قليل الناس.

والعَيْنُ: مطرُ أيامٍ لا يقلع.

ويقال: لقيته أوَّل عينٍ، أي أول شيء.

وعُيون البقر: جنسٌ من العنب يكون بالشام.

وأعْيانُ القوم: سَراتهم وأشرافهم.

والأعْيانُ: الأخوة بنو أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدة.

وهذه الأخوَّة تسمَّى المُعاينة.

وفي الحديث: ” أعْيانُ بني الأمّ يتوارثون، دون بني العَلاَّتِ ” .

وفي الميزان عينٌ، إذا لم يكن مستوياً.

وقول الحجَّاج للحسن: لَعَيْنُكَ أكبر من أمَدِكَ، يعني شاهدك ومنظرك أكبر من سِنّك.

ويقال: هو عبدُ عينٍ: أي هو كالعبد لك ما دمت تراه، فإذا غبت فلا.

قال:

ومن هو عبدُ العَيْنِ إمَّا لِقاؤهُ …

فحُلْوٌ وإمَّا غَيْبُهُ فظَنونُ

ويقال: أنت على عَيْني، في الإكرام والحفظ جميعاً.

قال الله تعالى: ” ولتُصْنَعَ على عَيْني ” .

ويقال: بالجلد عَيْنٌ، وهي دوائر رقيقة، وذلك عيب فيه.

تقول منه: تعَيَّنَ الجلدُ، وسِقاءٌ عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ.

قال رؤبة:

ما بالُ عَيْني كالشَعيبِ العَيِّنِ

وتَعَيَّنَ الرجل المالَ، إذا أصابه بعَيْن.

وتَعَيَّنَ عليه الشيء، لزمه بعينِهِ: وحفرْتُ حتَّى عِنْتُ، أي بلغت العُيونَ.

والماء معينٌ ومَعْيونٌ، وأعْيَنْتُ الماء مثله.

وعانَ الدمعُ والماء عَيْناناً، أي سال.

وشربَ من عائنِ، أي من ماء سائل.

وعِنْتُ الرجل: أصبتُه بعَيْني، فأنا عائنٌ، وهو مَعينٌ على النقص ومَعْيونٌ على التمام، قال الشاعر في التمام:

قد كان قومك يحْسَبونكَ سيِّداً …

وإخال أنَّك سيِّدٌ مَعْيونُ

وتَعْيينُ الشيء: تخصيصه من الجملة.

وعَيَّنْتُ القِربة، إذا صببت فيها ماءً لتنتفخ عيونُ الخرز فتنسدّ.

قال جرير:

بلى فارْفَضَّ دمعك غيرَ نَزْرٍ …

كما عَيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابا

والمُعَيَّنُ: الثور الوحشي.

وعَيَّنْتُ اللؤلؤة: ثقبتها.

وعَيَّنْتُ فلاناً: أخبرت بمساويه في وجهه.

وعايَنْتُ الشيء عِياناً، إذا رأيته بعَيْنك.

وابْنا عِيانٍ: خطَّان يُخطَّان في الأرض يُزجر بهما الطير.

وإذا عُلم أن القامر يفوز قِدْحُهُ قيل: جرى ابْنا عِيان.

والعِيانُ: حديدة تكون في متاع الفدَّان، والجمع عينٌ.

والعَيَنُ بالتحريك: أهل الدار.

وقال الراجز:

تشربُ ما في وَطْبِها قبل العَيَنْ

وجاء فلان في عَيَن، أي في جماعة.

ورجلٌ أعْيَنُ واسع العَيْنِ بيِّن العَيَنِ، والجمع عينٌ، وأصله فُعْلٌ بالضم، ومنه قيل لبقر الوحش عينٌ.

والثور أعْيَنُ، والبقرة عَيْناءُ.

والعينةُ بالكسر: السَلَفُ.

واعْتانَ الرجل، إذا اشترى الشيء بنسيئةٍ.

وعينَةُ المال أيضاً: خِياره: مثل العيمَةِ؛ وهذا ثوبُ عِينَةٍ، إذا كان حسَناً في مَرآة العَيْنِ.

واعْتانَ فلانٌ الشيءَ، إذا أخذ عَيْنَهُ وخِياره.

واعْتانَ لنا فلانٌ، أي صارَ عَيْناً، أي ربيئة.

وربَّما قالوا: عانَ علينا فلان يَعينُ عِيانَةً، أي صار لهم عَيْناً.

ويقال: اذهبْ فاعْتَنْ لي منزِلاً، أي ارتَدْه.

عيى

العِيُّ: خِلاف البيان.

وقد عَيَّ في منطقه وعَيِيَ أيضاً، فهو عَيِيٌّ وعَيٌّ أيضاً.

وفي المثل: أعْيا من باقِلٍ.

ويقال أيضاً: عَيَّ بأمره وعَيِيَ، إذا لم يهتدِ لوجهه.

والإدغام أكثر.

وتقول في الجمع: عَيوا مخفّفاً، ويقال أيضاً عَيُّوا بالتشديد.

وقال:

عَيُّوا بأمرهم كما …

عَيَّتْ ببيضتها الحَمامَهْ

وعَييتُ بأمري، إذا لم تهتد لوجهه.

وأعياني هو.

قال:

فإنَّ الكُثْرَ أعياني قديماً …

ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أني غُلامُ

يقول: كنت متوسّطاً لم أفتقر فقراً شديداً ولا أمكنني جمعُ المال الكثير.

وأعيا الرجلُ في المشي فهو مُعْيٍ؛ ولا يقال: عَيَّانُ.

وأعياهُ الله.

وأعيا عليه الأمر وتَعَيَّا وتَعايا، بمعنًى.

وداءٌ عياءٌ، أي صعبٌ لا دواء له، وكأنَّه أعْيا الأطباء.

والمُعاياةُ: أن تأتي بشيء لا يُهتدى له.

وجملٌ عَياياءُ، إذا عَيَّ بالأمر والمنطق.

العودة إلى معجم صحاح اللغة (بالحروف)