معجم الصحاح في اللغة – باب الظاء – فصل ظلـ

معجم الصحاح في اللغة – باب الظاء – فصل ظلـ

ظلع

ظلَعَ البعيرُ يَظْلَعُ ظَلْعاً، أي غمزَ في مَشيه.

قال أبو ذؤيب يذكر فرساً:

يَعْدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنه …

صَدَعٌ سَليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ

فهو ظالِعٌ والأنثى ظالِعَةٌ.

والظالِعُ أيضاً: المُتَّهَمُ.

قال النابغة:

أتوعِدُ عَبْداً لم يَخُنْكَ أمانَةً …

وتَتْرُكَ عَبْداً ظالِماً وهو ظالِعُ

قال أبو عبيدٍ: ظَلعَتِ الأرضُ بأهلها، أي ضاقتْ بهم من كثرتهم.

ويقال: ارْقَ على ظَلْعِكَ، أي ارْبَعْ على نَفْسك ولا تحملْ عليها أكثر ممّا تطيق.

ظلف

الظِلْفُ للبقرة والشاة والظبي.

ويقال ظُلوفُ ظُلَّفٌ، أي شدادٌ، وهو توكيد لها.

ورميت الصيد فظَلَفْتُهُ، أي أصبت ظِلْفَهُ، فهو مَظْلُوفٌ.

ورجلٌ ظَليفٌ، أي سيِّءُ الحالِ.

ومكانٌ ظَليفٌ، أي خشنٌ.

وشرٌّ ظَليفٌ، أي شديدٌ.

والأُظْلوفَةُ: أرضٌ فيها حجارةٌ حِدادٌ، كأنَّ خِلقةَ تلك الأرضِ خِلقةُ جبلٍ.

والجمع الأظاليفُ.

قال أبو زيد: يقال ذهب فلانٌ بغلامي ظَليفاً، أي بغير ثمن.

قال: ويقال: أخذ الشيءَ بظَلَفِهِ وظَليفَتِهِ، إذا أخذه كلَّه ولم يترك منه شيئاً.

وحكى أبو عمرو: ذهب دمه ظَلَفاً وظَلْفاً أيضاً، أي هدراً باطلاً.

ويقال: ذهب ظَليفاً، أي مجَّاناً، أخذه بغير ثمن.

قال الشاعر:

أيأكلُها ابنُ وَعْلَةَ في ظَليفٍ …

ويأمَنَ هَيْثَمٌ وابْنا سِنانِ

وظَلَفَ نفسه عن الشيء يَظْلِفها ظَلْفاً، أي منعها من أن تفعله أو تأتيه.

قال الشاعر:

لقد أظْلِفُ النفسَ عن مَطعمٍ …

إذا ما تَهافَتَ ذِبَّانُهُ

ويقال أيضاً: ظَلَفْتُ أثري وأَظْلَفْتُهُ، إذا مشيت في الحُزونةِ لئلاّ يتبيَّن أثرُك فيها.

قال عوف بن الأحوص:

أَلَمْ أظْلِفْ عن الشُعراءِ نفسي …

كما ظُلِفَ الوَسيقَةُ بالكُراعِ

يقول: ألم أمنعهم أن يؤثروا فيها.

والوَسيقَةُ: الطريدةُ.

وقوله: ظُلِفَ، أي اُخِذَ بها في ظَلَفِ الأرض كل لا يُقْتَصَّ أثرها.

وظَلِفَتْ نفسي عن كذا تَظْلَفُ ظَلَفاً، أي كَفَّت.

وامرأةٌ ظَلِفَةُ النفسِ، أي عزيزةٌ عند نفسها.

قال الأموي: أرضٌ ظَلِفَةٌ بيِّنة الظَلَفِ، أي غليظةٌ لا تؤدِّي أثراً.

ومنه الظَلَفُ في المعيشة وهي الشِدَّةُ.

والظَلِفَةُ: واحدة ظَلِفاتِ الرَحْل والقتبِ، وهنَّ الخشبات الأربع اللواتي يكُنَّ على جنبي البعير يصيب أطرافُها السفلى بالأرض إذا وُضِعت عليها.

ظلل

الظِلُّ معروف، والجمع ظِلالٌ.

والظِلالُ أيضاً: ما أظَلَّك من سحابٍ ونحوه.

وظِلُّ الليل: سوادُه.

يقال: أتانا في ظل الليل قال ذو الرمّة:

قد أُعْسِفُ النازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ …

في ظِلِّ أخضرَ يدعو هامَهُ البومُ

وهو استعارةٌ لأن الظِلَّ في الحقيقة إنَّما هو ضوء شعاع الشمس دون الشُعاع، فإذا لم يكن ضوءٌ فهو ظُلْمَةٌ وليس بِظِلٍّ.

وقولهم: ترك الظبي ظِلَّهُ، يُضرب مثلاً للرجل النَفورِ؛ لأنَّ الظبي إذا نَفَر من شيء لا يعودُ إليه أبداً.

وظِلٌّ ظَليلٌ: أي دائم الظِلِّ.

وفلان يعيش في ظِلِّ فلان، أي في كَنَفه.

والظُلَّةُ بالضم، كهيئة الصُفَّةِ.

وقرئ: ” وفي ظُلَلٍ على الأرائك متّكئِون ” .

والظُلَّةُ أيضاً: أوّل سحابة تُظِلُّ.

و ” عذابُ يوم الظُّلَّةِ ” قالوا: غيمٌ تحته سمومٌ.

والمِظَلَّةُ بالكسر: البيت الكبير من الشَعَر.

وعرشٌ مُظَلَّلٌ من الظِلِّ.

وفي المثل: لكن على الأثَلاتِ لحمٌ لا يُظَلَّلُ، قاله بيهس في إخوته المقتولين لمَّا قالوا: ظَلِّلُوا لحمَ جَزورِكم.

والأظَلُّ: ما تحت مَنْسم البعير.

وأظَلَّ يومنا: إذا كانَ ذا ظِلٍّ.

وأظَلَّتْني الشجرة وغيرها، وأظَلَّكَ فلان إذا دنا منك كأنه ألقى عليك ظِلَّهُ.

ثم قيل: أظَلَّك أمرٌ وأظَلَّك شهرُ كذا، أي دنا منك.

واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرَى بها.

وظَلِلْتُ أعمل كذا بالكسر ظُلولاً، إذا عملته بالنهار دون الليل.

وقول عنترة:

ولقد أبيتُ على الطَوى وأظَلُّهُ.

أراد وأظَلُّ عليه.

والظَلَلُ: الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس.

ظلم

ظَلَمَهُ يَظْلِمُهُ ظُلْماً ومَظْلِمَةً.

وأصله وضعُ الشيء في غير موضعه.

ويقال: ” من أشبهَ أباه فما ظَلَمَ ” .

وفي المثل: من استَرعى الذئبَ فقد ظَلَمَ.

والظُلامَةُ والظَليمَةُ والمَظْلِمَةُ: ما تطلبه عند الظالم، وهو اسمُ ما أُخِذَ منك.

وتَظَلَّمَني فلان، أي ظَلَمَني مالي.

وتَظَلَّمَ منه، أي اشتكى ظُلْمَهُ.

وتَظالَمَ القوم.

وظَلَّمْتُ فلاناً تَظْليماً، إذا نسبتَه إلى الظُلْمِ، فانْظَلَمَ، أي احتمل الظُلْمَ.

قال زهير:

هو الجوادُ الذي يعطيك نائِلَهُ …

عفواً ويُظْلَم أحياناً فَيَنْظَلِمُ

قوله: يُظْلَمُ أي يُسأل فوق طاقته.

ويروى: فيَظَّلِمُ أي يتكلَّفه.

والظِلِّيمُ بالتشديد: الكثير الظُلْمِ.

والظُلْمَةُ: خلافُ النور.

والظُلُمَةُ بضم اللام: لغةٌ فيه، والجمع ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلْماتٌ.

قال الراجز:

يجلو بعينيه دُجى الظُلْماتِ

وقد أظْلَمَ الليل.

وقالوا: ما أظْلَمَهُ وما أضْوَأَهُ، وهو شاذٌّ.

والظَلامُ: أوّل الليل.

والظَلْماءُ: الظُلْمَة، وربّما وُصِفَ بها.

يقال: ليلةٌ ظَلْمَاءُ: أي مُظْلِمَةٌ.

وظَلِمَ الليل بالكسر وأظْلَمَ بمعنًى.

وأَظْلَمَ القوم: دَخلوا في الظَلامِ.

قال تعالى: ” فإذا هم مُظْلِمون ” .

ويقال: لقيتُه أدنى ظَلَمٍ بالتحريك، أي أوَّل كلِّ شيء.

قال الأمويّ: أدنى ظَلَمٍ: القريب.

وقال الخليل: لقيته أوّل ذي ظُلْمَةٍ، أي أوّل شيء يسدُّ بصرَك في الرؤية، لا يشتقُّ منه فعلٌ.

والمَظْلومُ: اللبن يُشْرَبُ قبل أن يبلغ الرَوْب؛ وكذلك الظَليمُ والظَليمَةُ.

وقد ظَلَمَ وَطْبَهُ ظَلْماً، إذا سقَى منه قبل أن يروبَ ويُخرج زُبْدَهُ.

وقال:

وقائلةٍ ظلمتُ لكم سِقائي …

وهل يَخْفى على العَكِدِ الظَليمُ

وظَلَمْتُ البعير: إذا نحرتَه من غير داء.

قال ابن مقبل:

عادَ الأَذِلّةُ في دارٍ وكان بها …

هُرْتُ الشَقاشِقِ ظَلَّامونَ للجُزُرِ

وظَلَمَ الوادي، إذا بلغ الماءُ منه موضعاً لم يكن بلَغه قبل ذلك.

والأرضُ المَظْلومَةُ: التي لم تُحفر قط ثم حفرت.

وذلك التراب ظَليمٌ.

وقال يرثي رجلاً:

فأصبح في غبراء بعد إشاحةٍ …

على العيش مردودٍ عليها ظَليمُها

والظليمُ: الذكَر من النَعامِ.

والظَلْمُ: بالفتح: ماء الأسنان وبريقها وهو كالسواد داخلَ عظْم السِنّ من شدَّة البياض كفرِنْد السيف.

وقال:

إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثنايا …

بماء الظَلْمِ طيّبةِ الرُضابِ

والجمع ظلومٌ.

وأنشد أبو عبيدة:

إذا ضحكتْ لم تَبْتَهِرْ وتبسّمتْ …

ثنايا لها كالبرق غُرٌّ ظُلومُها

العودة إلى معجم صحاح اللغة (بالحروف)