معجم الصحاح في اللغة – باب الصاد – فصل صو

معجم الصحاح في اللغة – باب الصاد – فصل صو
صوب

الصَوْبُ نزول المطر والصيب: السحاب دون الصواب. وصاب، أي نزل. قال الشاعر:
فلستَ لإنْسِيٍّ ولكنْ لملأكٍ … تنزَّل من جوِّ السماء يَصوبُ
والتَصَوُّبُ مِثله. وصَوَّبْتُ الفرس، إذا أرسلتَه في الجَرْيِ. ويقال صابَه المطر، أي مُطِرَ. وصاب السهمُ يَصوبُ صَيْبوبَةً، أي قَصَد ولم يَجُرْ. وصابَ السهمُ القِرطاسَ يَصيبُهُ صَيْباً، لغةٌ في أصابه. وفي المثل: مع الخواطئ سهمٌ صائب. وقولهم: دعْني وعليَّ خَطَئِي وصَوْبي، أي صوابي. قال الشاعر:
دعيني إنّما خَطئي وصَوْبي … عليَّ وإنَّ ما أهلكْتُ مالُ
قوله مالَ بالرفع، أي وإنّ الذي أهلكتُ إنما هو مالٌ. وأصابَه، أي وجده. وأصابته مصيبة، أي أخذته، فهو مُصاب. والمُصابُ: قصب السكر. وأصاب في قوله، وأصاب القِرطاسَ. والمُصاب: الإصابة. ورجل مُصابٌ وفي عقله صابَةٌ، أي فيه طَرَفٌ من الجنون. والصواب: نقيض الخطأ. وصَوّبه، أي قال له أصبتَ. واستصوب فِعْلَهُ واستصاب فِعْلَه، بمعنىً. وصوَّب رأسَه، أي خفضه. قال ابن السكيت: وأهل الفَلْج يسمُّون الجَرينَ: الصُوبة، وهو موضع التَمْرِ. وتقول: دخلت على فلانٍ فإذا الدنانيرُ صُوبة بين يديه، أي مَهيلَةٌ. والمصيبة: واحدة المصائب. والمَصوبة بضم الصاد مثل المصيبة. وقومٌ صُيَّاب، أي خيار. وقال:
مِنْ معشر كُحِلَتْ باللؤم أعينُهم … قُفْدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صُيَّابِ
قال الفراء: هو في صُيَّابَة قومِه، وصُوَّابَة قومه، أي في صميم قومه. والصُيَّايَةُ: الخيار من كل شيء. والصابُ: عصارة شجرٍ مُرٍّ. قال الهذَلي:
إنّي أرقتُ فبِتُّ الليل مشتَجِرا … كأنّ عينيَ فيه الصابُ مذبوحُ

صوت

الصوْتُ معروف. وأما قول رُوَيشدِ ابن كَثيرٍ الطائيّ:
يا أيُّها الراكب المُزْجي مَطِيَّتَهُ … سائلْ بني أسدٍ ما هذه الصَوْتُ
فإنّما أنَّثه لأنّه أراد به الضوضاء والجلبة والاستغاثة. والصائِتُ: الصائحُ. وقد صات الشيء يَصوتُ صَوْتاً؛ وكذلك صَوَّتَ تَصويتاً. ورجل صَيِّتٌ، أي شديد الصوت. وكذلك رجلٌ صاتٌ وحِمار صاتٌ. والصيتُ: الذِكْرُ الجميل الذي ينتشر في الناس، دون القبيح. يقال: ذهب صيتُهُ في الناس، وأصله من الواو. وقولهم دعى فانْصاتَ، أي أجاب وأقبل، وهو انْفَعَلَ من الصَوْتِ. والمُنْصاتُ: القويمُ القامة. وقد انْصاتَ الرجل إذا اسْتَوَتْ قامته بعد الانحناء، كأنه اقْتَبَلَ شبابُه. قال الشاعر:
ونَصْر بن دُهْمانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها … وتسعين عاماً ثم قُوِّمَ فانْصاتا
وعادَ سوادُ الرأسِ بعد بياضه … وعاوَدَهُ شَرخُ الشباب الذي فاتا

صوح

التَصَوُّحُ: التَشَقُّق في الشِعَرِ وغيره. أبو عمرو: تَصوَّحَ البَقْلُ، إذا يَبِس أَعْلاهُ وفيه نُدُوَّةٌ. وأنشد للراعي:
وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَمالَ وآذَنَتْ … مَذانِبُ منها اللَدْنُ والمُتَصَوِّحُ
وصَوَّحَتْهُ الريحُ: أيْبَسَتْهُ. والصوحُ بالضم: حائط الوادي، وله صوحانِ، وَوَجْهُ الجبل القَائمُ، تراه كأنَّه حائط. والصُواحُ: الجِصُّ. والصُواحُ: أيضاً عَرَقُ الخَيْلِ. وأنشد الأصمعيّ:
جَلَبْنا الخَيْلَ دامِيَةً كُلاها … يُسَنُّ على سنابِكها الصُواحُ

وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ، أي شَقَقْتُهُ فانشَقّ. قال أبو عبيدة: إذا انشَقَّ الثَوْبُ من قِبَل نفسه قيل: قد انْصاحَ. ومنه قول عُبيد:
فَأَصْبَحَ الرَوْضُ والقيعانُ مُمْرِعَةً … من بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ
وانصاحَ القَمَرُ، أي استنارَ.

صوخ

أَصاخَ له، أي استمع. وقال أبو دُواد:
ويُصيخُ أحياناً كما اسْ … تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِدْ

صور

الصورُ: القَرْنُ. قال الراجز:
لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجمْعَيْنِ … نَطحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصورَيْن
ومنه قوله تعالى: ” يومَ يُنْفَخُ في الصورِ ” .قال الكلبيّ: لا أدري ما الصورُ. ويقال: هو جمع صورَةٍ، أي يُنْفَخُ في صُوَرِ الموتى الأرواحُ. والصِوَرُ بكسر الصاد: لغة في الصُوَرِ جمع صورَةٍ. وينشد هذا البيتُ على هذه اللغة يصف الجواري:
أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها … وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرا
والصيرانُ: جمع صُِوار، وهو القطيع من البقر. والصُِوارُ أيضاً: وعاء المسك. وقد جمعهما الشاعر بقوله:
إلا لاحَ الصُِوارُ ذَكَرْتُ لَيْلى … وأَذْكُرُها إذا نَفَخَ الصَُوارُ
والصِيارُ لغة فيه. والصَوْرُ بالتسكين: النخل المجتمع الصِغارُ، لا واحد له. ويقال: إنِّي لأجدُ في رأسي صَوْرَةً، وهي شبه الحِكَّةِ حتَّى يشتهي أن يُفَلِّي رأسَهُ. والصَوَرُ، بالتحريك: المَيْلُ. ورجلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَوَرِ، أي مائلٌ مشتاقٌ. وأَصارَهُ فانْصارَ، أي أمالَهُ فمال. وصَوَّرَهُ الله صُورَةً حسنةً، فتَصَوَّرَ. ورجلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ، أي حَسَنُ الصورة والشارة. وتَصَوَّرْتُ الشيء: توهَّمتُ صورَتَهُ فتَصَوَّرَ لي. والتَصاويرُ: التمايل. وطعنه فتَصَوَّرَ، أي مال للسقوط. وصارَهُ يَصورُهُ، ويَصيرُهُ، أي أماله: وقرئ قوله تعالى: ” فَصُِرْهُنَّ إلَيْك ” بضم الصاد وكسرها. قال الأخفش: يعني وَجِّهْهُنَّ. يقال: صُرْ إليَّ وصُرْ وجهك إليَّ، أي أَقْبِلْ عليَّ. وصُرْتُ الشيءَ أيضاً: قطَّعْتُهُ وفصَّلته. قال العجاج:
صُرْنا به الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما
فمن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأخيراً، كأنَّه قال: خُذْ إليك أربعةً من الطير فصُرْهُنَّ. ويقال: عُصفور صَوَّارُ، للذي يجيب إذا دُعِيَ.

صوع

صُعْتُ الشيءَ فانْصَاعَ، أي فرَّقته فتفرّق ومنه قولهم: يَصوعُ الكَمِيُّ أقرانَه، إذا أتاهم من نواحيهم. والرجلُ يَصوعُ الإبلَ، والتيسُ يَصوعُ المعزَ. وانْصاعَ، أي انفتل راجعاً ومرّ مسرعاً. والتَصَوُّعُ: التفرّق. قال ذو الرمة:
تَظَلُّ بها الآجالُ عني تَصَوَّعُ
وتَصَوَّعُ النباتُ: لغةٌ في تَصَوَّحَ إذا هاج. وتَصَنَّعَ مثله. والصاعُ: المطمئنُّ من الأرض. قال المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ:
مَرِحَتْ يَداها للنَجاءِ كأنّما … تَكرو بكَفَّيْ لاعِبٍ في صاعِ
والصاعُ: الذي يُكالُ به، وهو أربعة أمدادٍ، والجمع أَصْوُعٌ، وإن شئتَ أبدلتَ من الواو المضمومة همزةً. والصُواعُ: لغةٌ في الصاعِ، ويقال هو إناءٌ يُشْرَبُ فيه.

صوغ

صُغْتُ الشيءَ أصوغُهُ صَوْغاً. ورجلٌ صائغٌ، وصَوَّاغٌ، وصَيَّاغٌ أيضاً في لغة أهل الحجاز، وعملُهُ الصِيَاغَةُ. وصاغَهُ الله صِيغَةً حسنةً، أي خَلَقه. وسهامٌ صيغَةٌ، أي من عملِ رجلٍ واحد. وهو من الواو إلاّ أنّها انقلبت ياءً لكسرة ما قبلها. وهذا صَوْغُ هذا، إذا كان على قدره. وهما صَوْغانِ، أي سِيّانِ. وربَّما قالوا فلان يَصوغُ الكذب، وهو استعارة. وفي الحديث: ” كَذِبَةٌ كَذَبَها الصَوَّاغونَ “.

صوف

الصوفُ للشاةِ، والصوفَةُ أخصُّ منه. ويقال: أخذت بصُوفِ رقبته: أي بجلد رقبته. وقال أبو السَمَيْدَعِ: وذلك إذا تبعه وقد ظنَّ أن لن يدركه فلَحِقَهُ، أخذ برقبته أم لم يأخذ. وقال ابن دريد: أي بشَعره المتدلِّي في نقرة قفاه. وقال الفراءُ: إذا أخذه بقفاه جمعاء. وقال أبو الغوث: أي أخذه قهراً. ويقال أيضاً: أعطاه بصُوفِ رقبته، كما يقال: أعطاه برمَّته. وقال أبو عبيد: أي أعطاه مجاناً ولم يأخذ ثمناً. وكبشٌ صافٌ، أي كثير الصُوفِ. تقول منه: صافَ الكبشُ بعدما زَمِرَ يَصوفُ صَوْفاً وصُؤُوفاً، فهو صافٌ وصافٍ، وأَصْوَفُ وصائِفٌ. وكذلك صَوِفَ الكبشُ بالكسر، فهو كبشٌ صَوِفٌ بيِّنُ الصَوَفِ. وصافَ السهمُ عن الهدف يَصوفُ ويَصيفُ، أي عدل عنه. ومنه قولهم: صافَ عنِّي شرُّ فلانٍ، وأَصافَ الله عني شرّه.

صوك

قولهم: لقيته أوَّ صَوْكٍ وبَوْكٍ، أي أوّلَ شيء.

صول

صالَ عليه، إذا استطال. وصالَ عليه: وثب صَوْلاً وصَوْلَةً. يقال: رُبَّ قولٍ أشدُّ من صَوْلٍ. والمُصاوَلَةُ: المواثبةُ، وكذلك الصِيالُ والصِيالَةُ. والفَحْلانِ يَتَصاوَلانِ، أي يتواثَبان. وصالَ العيرُ، إذا حمل على العانة. وصيلَ لهم كذا، أي أتيح لهم. قال خُفاف بن نُدبة:
فصيلَ لهم قَرْمٌ كأنّ بكَفِّهِ … شِهاباً بَدا في ظلمة الليلِ يَلْمَعُ
أبو زيد: المِصْوَلُ: شيءٌ يُنْقَعُ فيه الحنظل لتذهبَ مرارتُه. والصيلَةُ: عُقدةُ العَذَبَةِ.
صومقال الخليل: الصَوْمُ: قيامٌ بلا عمل. والصَوْمُ: الإمْساكُ عن الطُعْمِ. وقد صامَ الرجل صَوْماً وصِياماً. وقومٌ صُوَّمٌ بالتشديد وصُيَّمٌ أيضاً. ورجلٌ صَوْمانُ، أي صائِمٌ. وصامَ الفرسُ صَوْماً، أي قامَ على غير اعتلافٍ. قال النابغة الذبياني:
خيلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائِمَةٍ … تحت العَجاجِ وأخرى تَعْلُكُ اللُجُما
وصامَ النهارَ صَوْماً، إذا قام قائمُ الظَهيرة واعتدل. والصَوْمُ: ركود الريح. ومَصامُ الفرسِ ومَصامَتُهُ: موقِفُه. وقال:
كأنّ الثُريَّا علِّقت في مَصامِها
وقوله:
والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمَة
يعني التي لا تدور. وقوله تعالى: ” إنِّي نَذَرْتُ للرحْمنِ صَوْماً ” قال ابن عباس رضي الله عنهما: صَمْتاً. وقال أبو عبيدة: كلُّ ممسكٍ عن طعامٍ أو كلامٍ أو سيرٍ فهو صائِمٌ. والصوْم: ذرْقُ النعامةِ. والصَوْمُ: البيعَةُ. والصَوْمُ: شجرٌ، في لغة هُذَيل.

صون

صُنْتُ الشيء صَوناً وصِياناً وصِيانةً، فهو مَصونٌ، ولا تقل مُصانٌ. وثوبٌ مَصونٌ على النقص، ومَصْؤوُنٌ على التمام. وجعلت الثوب في صِوانِهِ وصُوانِهِ وصِيانِهِ أيضاً، وهو وعاؤه الذي يُصانُ فيه. وصانَ الفرسُ، إذا قام على طرف حافرِه من وَحىً أو حَفىً. قال النابغة:
وما حاولتُما بِقياد خيلٍ … يَصونُ الوردُ فيها والكُمَيْتُ
والصَوَّانُ: ضربٌ من الحجارة، الواحدة صَوَّانَةٌ.

صوى

أبو عمرو: الصُوى: الأعلام من الحجارة، الواحدة صُوَّةٌ. وفي الحديث: ” إنَّ للإسلام صُوّى ومَناراً كمنار الطريق ” . ومنه قيل للقبور: أَصْواءٌ. وكان الأصمعيّ يقول: الصُوى: ما غلُظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلاً. والصُوَّةُ: مُختلَف الرِيح. قال الشاعر:
وهَبَّتْ له ريحٌ بمختلف الصُوى … صَباً وشمالاً في منازلِ قُفَّالِ
والصاوي: اليابس. يقال: صَوَتِ النخلة تَصْوِي صُوِيّاً. وصَوَّيْتُ لإبلي فحلاً، إذا خترتَه وربَّيته للفِحْلة. قال العدبَس الكنانيّ: التَصْوِيَةُ للفحول من الإبل: أن لا يُحْمَلَ عليه ولا يُعقَد فيه حبلٌ، ليكون أنشط له في الضِراب وأقوى أقوى. الأصمعي: التصويه أن يبس الرجل لبن شاته ليكون أسمن لها وأقوى يقال: صَوَّيْتُها فَصوَتْ. قال أبو ذؤيب:
مُتَفَلِّقٌ أَنْساؤُها عن قانِئٍ … كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُهُ لا يُرْضَعُ

العودة إلى معجم الصحاح في اللغة (بالحروف)