معجم الصحاح في اللغة – باب الصاد – فصل صبـ

معجم الصحاح في اللغة – باب الصاد – فصل صبـ

صبأ

صبَأْتُ على القوم أَصْبَأُ صَبْأً وصُبوءاً، إذا طلَعْتُ عليهم. وصبأ ناب البعير صُبوءاً: طَلَعَ حَدُّهُ. وصبَأَتْ ثَنِيَّةُ الغلام: طَلَعَتْ. واصْبَأَ النجمُ، أي: طَلَعَ الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً:
وأَصْبَأَ النجمُ في غبراءَ مُظْلِمَةٍ … كأنه بائسٌ مُجْتَابُ أخلاقِ
وصَبَأَ الرجل صُبوءًا، إذا خرج من دينٍ إلى دين. قال أبو عبيدة: صبأ من دينِهِ إلى دينٍ آخرَ كما تَصْبَأُ النجومث، أي تخرج من مطالعها، وصبأ أيضاً، إذا صار صابِئاً.

صبب

صَبَبْتُ الماءَ صبَّاً فانْصَبَّ، أي سكَبته فانسكب. والماء يتصبَّبُ من الجبل، أي يتحدَّرُ. ويقال ماءٌ صبٌّ، وهو كقولك ماءٌ سَكْبٌ، وماءٌ غَوْرٌ. والصَبابةُ: رِقَّةُ الشوقِ وحرارته. يقال رجل صبٌّ: عاشقٌ مشتاقٌ؛ وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر. قال الشاعر:
ولَسْتَ تَصَبُّ إلى الظاعِنينَ … إذا ما صَديقُكَ لم يَصْبَبِ
والصُبابَةُ بالضم: البقية من الماء في الإناء. وتَصابَبْتُ الماءَ، إذا شَرِبْتَ صُبابَتَهُ. والصُبَّةُ بالضم: القطعة من الخيلِ، والصِرْمَةُ من الإبل. قال أبو زيد: الصُبَّةُ من المَعْزِ: ما بين العشرة إلى الأربعين. والصُبَّةُ أيضاً من الماء مثل الصُبَابَةِ. ومَضَتْ صُبَّةٌ من الليل، أي طائفة، وفي الحديث: ” لتعودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يَضرِبُ بعضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ ” ذكر الزُهري أنه من الصَبِّ، وقال: الحَيَّةُ السوداءُ إذا أرادتْ أن تنهش ارتفعتْ ثم صَبَّتْ. والصَبيبُ: ماءُ ورقِ السِمْسِمِ. قال أبو عبيد: يقال إنه ماءُ ورقِ السِمسِمِ أو غيره من نباتِ الأرضِ، وقد وُصِفَ لي بمصر، ولونُ مائِهِ أحمرُ يعلوه سوادٌ. ومنه قول عَلقمة بن عَبَدة:
فأَوْرَدَها ماءً كأنَّ جِمامَهُ … مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصَبيبُ
ويقال: هو عُصارَةُ ورقِ الحِنَّاءِ. والصبيبُ: الدمُ. والصبيبُ: العُصْفُرُ المُخلَصُ. والصَبَبُ: ما انحدر من الأرض، وجمعه أَصْبابٌ.

صبح

الصُبْح: الفَجْر. والصَباحُ: نقيض المساء. وكذلك الصَبيحَةُ. تقول: أَصْبَحَ الرَجل، وصَبَّحه الله. وصَبَّحْتُه، أي قُلتُ له: عِمْ صَباحاً. وصَبَّحْتُه أيضاً، إذا أَتَيْتَهُ صَباحاً. ولا يُراد بالتشديد ههنا التكثير. وأصبح فلانٌ عالماً، أي صار. وأتيتُه لِصُبْحِ خامِسَةٍ، كما تقول لِمُسْي خامِسةٍ. وصِبْح خامسة بالكسر لغة فيه. وأتيتُه أصْبوحَةَ كلِّ يوم، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يومٍ. ولَقيته صباحاً وذا صَباحٍ، وهو ظَرْفٌ غَيْرُ متمكِّن. وأما قول الشاعر أَنس بن نُهيْكٍ:
عَزَمْتُ على إقامَةِ ذي صَباحٍ … لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ من يَسودُ
فلم يستعملْه ظَرْفاً. قال سيبويه: هي لُغَةٌ لِخَثْعَمٍ. وفُلانٌ ينامُ الصَبْحَةَ والصُبْحَةَ، أي يَنامُ حين يُصْبِح. تقول منه: تَصَبَّح الرَجُل. والمَصْبَحُ بالفتح: موضع الإصباح ووقت الإصباح أيضاً. قال الشاعر:
بِمَصْبَحِ الحَمْدِ وحَيْثُ يُمْسي
والصَبوحُ: الشُرْبُ بالغَداة، وهو خلاف الغَبوق. تقول منه: صَبَحْتُه صَبْحاً. واصْطَبَحَ الرَجُلُ: شَرِب صَبوحاً، فهو مُصْطَبِحٌ وصَبْحان، والمرأة صَبْحى. وفي المثل: إنّه لأكْذَبُ من الأخيذ الصَبْحان. والمِصباح: السِراج. وقد استصبَحتُ به: إذا أَسْرَجْتَ. والشَمَعُ مما يُصْطَبَحُ به، أي يُسْرَج به. والمِصباح: الناقة التي تُصْبِحُ في مَبْرَكِها ولا ترتعي حتّى يرتفع النهار. قال الأصمعيّ: وهذا مما يُسْتَحَبُّ من الإبل. والمَصابيح: الأقداح التي يُصْطَبَح بها. ويوم الصَباحِ: يوم الغارَةِ. قال الأعشى:
غَداةَ الضَباحِ إذا النَقْعُ ثارا
والصَباحة: الجمال، وقد صَبُحَ بالضم صباحة، فهو صبيح وصُباح أيضاً بالضم. والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَبِ. تقول: رجل أَصْبَحُ وأسد أَصْبَحُ بيِّن الصَبَح. والأَصْبَحِيُّ: السَوْط.

صبر

الصَبْرُ: حَبس النفس عن الجزع8. وقد صَبَر فلانٌ عند المصيبة يَصْبِرُ صَبْراً. وصَبَرْتُهُ أنا: حبسْته. قال الله تعالى: ” واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعونَ رَبَّهُمْ ” . قال عنترة يذكر حرباً كان فيها:
فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً … تَرْيو إذا نَفْسُ الجبانِ تَطَلَّعُ
يقول: حبستُ نفْساً صابِرَةً. وصَبَرْتُ الرجل، إذا حَلَّفْتَهُ صَبْراً أو قتلْتَه صَبْراً. يقال: قُتِل فلان صَبْراً وحَلَفَ صَبْراً، إذا حُبِسَ على القتل حتى يُقْتَلَ أو على اليمين حتى يَحْلِفَ. وكذلك أَصْبَرْتُ الرجل بالألف. والمَصْبورَةُ، هي اليمين. والمَصْبورَةُ التي نُهيَ عنها، هي المحبوسة على الموت. وكلُّ ذي روحٍ يُصْبَرُ حيّاً ثم يُرْمى حتى يُقْتَلَ قتِل صَبْراً. والتَصَبُّرُ: تكلُّف الصَبْرِ. وتقول: اصْطَبَرْتُ، ولا يقال اطَّبَرْتُ، لأن الصاد لا تدغم في الطاء. فإن أردت الإدغام قلبت الطاء صاداً وقلت: اصَّبَرْتُ. والصَبيرُ: الكفيلُ. تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ بالضم صَبْراً وصَبارَةً، أي كَفَلْتُ به. تقول منه: اصْبُرْني يا رجلُ، أي أعطني كفيلاً. والصَبيرُ: السحاب الأبيض لا يكاد يُمطر. قال الشاعر:

يَروحُ إليهمُ عَكَرٌ تَراغى … كأنَّ دَوِيَّها رَعْدُ الصَبيرِ
وقال الأصمعي: الصَبِيرُ السحاب الأبيض الذي يُصْبَرُ بعضُه فوق بعض دَرَجاً. والجمع صُبُرٌ. والصَبِرُ: هذا الدواء المرُّ، ولا يسكَّن إلا في ضرورة الشعر. يعقوبُ عن الفراء: الأَصْبارُ: السحائبُ البيضُ، الواحد صِبْرٌ وصُبْرٌ. وأَصْبارُ الإناء: جوانبه. يقال: أخذها بأَصْبارِها، أي تامَّة بجميعها، الواحد صُبْرٌ بالضم. وأدهقْت الكأس إلى أَصْبارِها وأَضمارِها، أي إلى رأسها. قال الأصمعي: إذا لقي الرجل الشدَّة بكمالها قيل: لقيّها بأَصْبارِها. والصُبْرُ أيضاً: قلْب البُصْر، وهو حَرْفُ الشيء وغِلَظه. والصُبْرُ أيضاً: الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة. ومنه قيل للحَرَّةِ: أمُّ صَبَّارٍ. ويقال: وقع القوم في أُمِّ صَبُّورٍ، أي في أمر شديد. وصَبَارَّةُ الشتاء: شدّة برد. والصُبْرَةُ: واحدة صُبَرِ الطعام. تقول: اشتريت الشيء صُبْرَةً، أي بلا وزنٍ ولا كيلٍ. والصُبارةُ: الحجارةُ. قال الشاعر:
مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأنَّ المَرْءَ لم يُخْلَقْ صُبارَهْ
ويروى: صَبارة بالفتح، وهو جمع صَبارٍ بالفتح، والهاء داخلة لجمع الجمع، لأن الصَبارَ جمع صَبْرَةٍ، وهي حجارة شديدة. قال الأعشى:
كأنَّ تَرَسُّمَ الهاجاتِ فيها … قُبَيْلَ الصُبْحِ أَصْواتُ الصَبارِ
الهاجاتُ: الضفادعُ. شبّه نقيقها بأصوات وقع الحجارة.

صبصب

تَصَبْصَبَ الشيءُ: امَّحَقَ وذهب.

صبع

الإصْبَعُ يذكَّر ويؤنَّث، وفيه لغات: إصْبَعٌ وأُصْبَعٌ بكسر الهمزة وضمها والباء مفتوحة فيهما، ولك أن تُتْبِعَ الضمةَ الضمةَ فتقول أُصْبُعٌ، ولك أن تُتْبِعَ الكسرةَ الكسرةَ فتقول إصْبِعٌ. وفيه لغة خامسة إِصْبِعٌ مثال اضْرِبْ. قال أبو زيد: صَبَعْتُ بفلان وعلى فلان أَصْبَعُ صَبْعاً، إذا أشرتَ نحوه بإصْبَعِكَ مغتاباً. وصَبَعْتُ فلاناً على فلانٍ: دَلَلتُهُ عليه بالإشارة. وقال أبو عبيد في المصنَّف: صَبَعْتُ الإناء، إذا كان فيه شراب فوضعت عليه إصْبَعَكَ حتَّى سال عليه ما فيه في إناء آخر. ويقال: للراعي على ماشيته إصْبَعٌ، أي أثرٌ حسنٌ. وأنشد الأصمعي للراعي:
ضَعيفُ العَصا بادي العُروقِ تَرى له … عليها إذا ما أَجْدَبَ الناسُ إصْبَعا

صبغ

الصِبْغُ والصِبْغَةُ: ما يُصْبَغُ به، والجمع أَصْباغٌ. والصِبْغُ أيضاً: ما يُصْطَبَغُ به من الإدام. ومنه قوله تعالى: ” وصِبْغٍ للآكِلينَ ” والجمع صِباغٌ. وصَبَغْت الثوب أَصْبَغُهُ وأَصْبُغُهُ صَبْغاً. وثيباٌ مُصَبَّغَةٌ، شُدِّدَ للكثرة. وصَبْغَةُ الله: دِينُهُ. والأَصْبَغُ من الخيل: الذي ابيضَّتْ ناصيتُه أو ابيضَّتْ أطرافُ ذَنَبِه. والأصْبَغُ من الطير: الذي ابيضَّ ذَنَبه. والصَبْغاءُ من الشاءِ: التي ابيضَّ طرفُ ذَنَبها. وصَبَّغَتِ الرُطَبَةُ، مثل ذَنَّبَتْ.

صبن

الأصمعي: يقال: صَبَنْتَ عنّا الهديةَ أو ما كان من معروفٍ، تَصْبِنُ صَبْناً، بمعنى كففتَ. قال عمرو بن كلثوم:
صَبَنْتِ الكأسَ عنا أُمُّ عَمروٍ … وكان الكأسُ مجراها اليَمينا
وإذا سوَّى المقامرُ الكعبين في الكفِّ ثم ضَرَب بهما قيل: قد صَبَنَ. ويقال له: أَجِلْ ولا تَصْبِنْ. والصابونُ معروف.

صبو

الصَبِيُّ: الغلام، والجمع صبْيَةٌ وصِبْيانٌ وتصغير صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ في القياس، وقد جاء في الشعر أُصَيْبيَةٌ، كأنَّه تصغير أَصْبيَةٍ. قال الشاعر:
ارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الذين كأنهمْ … حَجْلى تَدَرَّجُ في الشَرَبَّةِ وُقَّعُ
ويقال صَبِيٌّ بَيِّنُ الصِبا والصَباءِ. والجارية صَبِيَّةٌ، والجمع صَبايا. والسَبِيَّانِ: طرَفا اللَحيين. والصِبا أيضاً من الشوق، يقال منه: تَصابى. وصَبا يَصْبو صَبْوَةً وصُبوءاً، أي مال إلى الجهل والفتوّة. وأَصْبَتْهُ الجارية.

صبى

صَبِيَ صَباءً، أي لعب مع الصِبْيانِ. وأَصْبَتِ المرأةُ، إذا كان لها صَبِيٌّ وولدق ذكرٌ أو أنثى. وامرأةٌ مُصْبِيَةٌ بالهاء، أي ذات صِبْيَةٍ. والصَبا: ريحٌ، ومهبّها المستوي أن تهبَّ من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليلُ والنهار، ونَيِّحَتُها الدَبور. والصابِيَةُ النُكَيْباءُ: التي تجري بين الصَبا والشَمال. وصابَيْتُ السيفَ: إذا أدخلتَه في غَمده مقلوباً. وصابَيْتُ الرمح: أملتُه للطعن.

العودة إلى معجم الصحاح في اللغة (بالحروف)