معجم الصحاح في اللغة – باب الحاء – فصل حو

معجم الصحاح في اللغة – باب الحاء – فصل حو

حيث

حَيْثُ: كلمةٌ تدلُّ على المكان، لأنه ظرفٌ في الأمكنة بمنزلة حينَ في الأزمنة.

وهو اسمٌ مبنيٌّ.

وهي من الظروف التي لا يجازى بها إلاّ مع ما، تقول: حيثما تجلسْ أجلس، في معنى أينما.

وقوله تعالى: ” ولا يُفْلِحُ الساحرُ حيث أتى ” في حرف ابن مسعود: أيْن أتى.

والعرب تقول: جئتُ من أين لا تعلم، أي من حيثُ لا تعلم.

حيد

حادَ عن الشيء يَحيدُ حُيوداً وحَيْدَة وحَيْدودَةً: مال عنه.

وقولهم: حيدي حَيادِ، هو كقولهم: فيحي فَياحِ.

وحايدَهُ مُحايدةً وحِياداً: جانَبَهُ.

وحِمارٌ حَيَدي، أي يحيد عن ظِلِّه لنشاطه، ويقال كثير الحُيودِ عن الشيء.

والحَيْدُ بالتسكين: حَرْفٌ شاخِصٌ يَخْرُجُ من الجبل.

يال: جَبَلٌ ذو حُيودٍ وأَحْيادٍ، إذا كانت له حروفٌ ناتِئَةٌ في أَغْراضِهِ لا في أَعاليهِ.

والحَيْدَةُ: العُقْدَةُ في قَرْنِ الوَعلِ، والجمع حُيودٌ.

وكل نُتُوءٍ في القَرْنِ والجَبَلِ وغيرهما حَيْدٌ.

وحِيَد ٌأيضاً، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ والحَيْدانُ: ما حادَ من الحَصى عن قوائم الدابّة في السَيْرِ.

حير

حارَ يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً، أي تحَيَّرَ في أمره، فهو حَيْرانُ، وقوم حَُيارى.

وحَيَّرْتُهُ أنا فَتَحَيَّر.

وتَحَيَّرَ الماءُ: اجتمَعَ ودار.

والحائِرُ: مُجتَمَع الماء، وجمعه حيرانٌ وحُورانٌ.

ورجل حائِرٌ بائِرٌ، إذا لم يتَّجه لشيء.

واستُحيرَ الشرابُ: أسيغ.

وتَحَيَّر المكان بالماء واسْتَحارَ، إذا امتلأ.

ومنه قول أبي ذؤيب:

تقضَّى شبابي واسْتَحارَ شَبابُها.

أي تردَّدَ فيها واجتمع.

والمُسْتَحِيرُ: سَحابٌ ثقيل متردّد ليس له ريحٌ تَسوقُه.

قال الشاعر يمدح رجلاً:

كأنَّ أصحابَه بالقَفر يُمطِرهم …

من مُستَحِيرٍ غزيرٌ صوبه ديمُ

والحَيْرُ بالفتح: شِبه الحظيرة أو الحِمَى، ومنه الحَيْرُ بكَرْبَلاء.

ويقال: لا آتيكَ حِيريّ دهر، أي أبداً.

حيس

الحَيْسُ: الخَلْطُ، ومنه سِمّي الحِيسُ، وهو تمرٌ يخلط بسمنٍ وأَقِطٍ.

تقول منه: حاسَ الحَيْسَ يَحيسُهُ حَيْساً، أي اتخذه.

قال الشاعر:

وإذا تَكونُ كَريهَةٌ أُدْعى لها …

وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعى جُنْدَبُ

ثم شَبَّهِتْ به العربُ حتّى قالوا لمن أحدقتْ به الإماءُ في طَرَفَيْهِ: مَحْيُوسٌ.

قال الراجز:

قد حيسَ هذا الدينُ عندي حَيْساً

والحُواسَةُ: الجماعةُ من الناس المختلطة.

والحُواساتُ: الإبل المجتمعة.

حيص

القراء: حاصَ عنه يَحيصُ حَيْصاً، وحُيوصاً، ومَحيصاً، ومَحاصاً، وحَيَصاناً، أي عدل وحاد.

يقال: ما عنه مَحيصٌ، أي مَحيدٌ ومهربٌ.

والانْحِياصُ مثله.

يقال للأولياء: حاصُوا عن العدوّ، وللأعداء: انهزموا.

ويقال: وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ، أي في اختلاطٍ من أمرهم لا مَخرجَ لهم منه.

ويقال: في ضيقٍ وشدّة.

والحَيْصُ: الرَواغُ والتخلُّفُ.

والبوْصُ: السبقُ والفِرارُ.

ومعناه كلُّ أمرٍ يُتَخلَّفُ عنه ويُفَرُّ.

وحكى أبو عمرو: وقع فلان في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بيصٍ.

حيض

حاضَتْ المرأةُ تَحيضُ حَيْضاً ومَحيضاً، فهي حائِضٌ وحائِضَةٌ أيضاً، عن الفراء.

وأنشد:

كحائِضَةٍ يُزْنها بها غَيْرَ طاهِرِ

ونساءٌ حُيَّضٌ وحَوائِضُ.

والحَيْضَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ.

والحيضَةُ بالكسر: الاسمُ، والجمعُ الحِيَضُ.

والحيضَةُ أيضاً: الخِرقةُ التي تستَثْفِرُ بها المرأة.

قالت عائشة رضي الله عنها: ليتني كنت حيضَةً مُلقاةً.

وكذلك المِحْيَضَةُ، والجمع المَحايِضُ.

واسْتُحيضَتِ المرأة، أي استمرَّ بها الدم بعدَ أيَّامها، فهي مُسْتَحاضَةٌ.

وتَحَيَّضَتْ، أي قعدتْ أيامَ حَيْضِها عن الصلاة.

وحاضَتِ السَمُرَةُ حَيْضاً، وهي شجرة يسيل منها شيءٌ كالدم.

حيف

الحَيْفُ: الجَوْرُ والظُلُمُ.

وقد حافَ عليه يَحِيفُ، أي جار.

وتَحَيَّفْتُ الشيء مثل تَحَوَّفْتُهُ، إذا تَنَقَّصْتَهُ من حافاتِهِ.

حيق

حاقَ به الشيء يَحِيقُ، أي أحاط به.

ومنه قوله تعالى: ” ولا يَحيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلاَّ بأهله ” وحاقَ بهم العذاب، أي أحاطَ بهم ونَزَلَ.

حيك

الحَيكانُ: مشيُ القصير.

وقد حاكَ يَحيكُ حَيَكاناً، إذا حرّكَ مَنكِبيه وفَحَجَ بين رجلَيه في المشي.

وضَبَّةٌ حيكانَةٌ، أي ضخمة تَحِيكُ إذا سعَتْ.

وحاكَ فيه السيفَ وأَحاكَ بمعنىً.

يقال: ضربه فما أحاكَ فيه السيفُ، إذا لم يعمل.

والحَيْكُ: أَخْذُ القَول في القلب.

يقال: ما يَحيكُ فيه المَلامُ، إذا لم يؤثِّر فيه.

حيل

الحَيْلَةُ بالفتح: المِعزى الكثيرى.

والحِيلَةُ بالكسر: الاسمُ من الاحتيال؛ قال الفراء: يقال هو أَحْيَلُ منك، أي أكثر حِيلَةً.

وما أَحْيَلَهُ لغة في ما أَحْوَلَهُ.

قال أبو زيد: يقال ماله حيَلةٌ ولا مَحالَةٌ ولا احْتيالٌ ولا مَحالٌ، بمعنىً واحد.

حين

الحينُ: الوقت.

يقال: حينئذ.

قال خُويلد:

كأبي الرَمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُهُ …

حينَ الشتاء كحوض المَنْهَلِ اللَقِفِ

وربَّما أدخلوا عليه التاء.

قال أبو وجزة السعديّ:

العاطِفونَ تَحينَ ما من عاطِفٍ …

والمُطْعِمونَ زَمانَ أين المُطْعِمُ

والحينُ أيضاً: المدَّة.

ومنه قوله تعالى: ” هَلْ أتى على الإنسان حِينٌ من الدَهر ” .

وحان له أن يفعلَ كذا يَحينُ حَيْناً، أي آنَ.

وحانَ حينُهُ، أي قرب وقتُه.

قالت بُثَينَةُ:

وإنَّ سُلُوِّي عن جميلٍ لَساعَةٌ …

من الدهر ما حانَتْ ولا حانَ حينُها

وعاملته مُحايَنَةً، مثل مساوَعة.

وأَحْيَنْتُ بالمكان، إذا أقمتَ به حيناً.

وحَيَّنْتُ الناقةَ، إذا جعلت لها في كلِّ يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه.

قال المخبّل:

إذا أُفِنَتْ أَرْوى عِيالَكَ أَفْنُها …

وإنْ حُيِّنَتْ أَرْبى على الوَطْب حَيْنُها

وفلان يأكل الحَيْنَةَ والحِينَةَ، أي المرّة الواحدة في اليوم والليلة.

وفلان يفعل كذا أحياناً، وفي الأَحايِينِ.

وتَحَيَّنَ الوارشُ، إذا انتظر وقتَ الأكل ليدخل.

والحَيْنُ بالفتح: الهلاك.

يقال: حانَ الرجل، أي هلك.

وأَحانَهُ الله.

حيا

الحَياة: ضد الموت والحَيُّ: ضدُّ الميّت.

والمَحْيا مَفْعَلٌ من الحياة.

تقول: مَحْيَاي ومماتي.

والجمع الحَحايي.

وزعموا أن الحِيَّ بالكسر: جمع الحَياةِ.

قال العجاج:

وقد ترى إذا الحياةُ حيُّ

والحَيُّ: واحد أَحْياءِ العرب.

وأَحْياهُ الله فَحَييَ وحَيَّ أيضاً، والإدغام أكثرَ لأنَّ الحركة لازمه، فإذا لم تكن الحركة لازمةٌ لم تُدغَم كقوله تعالى: ” أليسَ ذلك بقادرٍ على أن يُحْييَ الموتى ” ويقرأ: ” يَحْيا من حَيِيَ عن بيّنة ” .

وقال أبو زيد: حَيِيتُ منه أَحْيا: اسْتَحْيَيْتُ.

وتقول في الجمع: حيَوا، كما يقال خَشوا.

قال الشاعر:

وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ …

حَيوا بعد ما ماتُوا من الدهر أعْصُرا

وقال بعضهم: حَيُّوا بالتشديد، تركه ما كان عليه للإدغام.

قال أبو عمرو: أَحْيا القومُ، إذا حَسُنَنتْ حال مواشيهم.

فإن أردتَ أنفسهم قلت: حَيُوا.

وأُحْيَتِ الناقةُ، إذا حَيِيَ ولدُها، فهي مُحْيٍ ومُحْيِيَةٌ، لا يكاد يموت لها ولد.

وأَحْيا القومُ، أي صاروا في الحَيا، وهو الخِصْبُ.

وقد أتيت الأرض فأَحْيَيْتُها، أي وجدتها خِصبةً.

واسْتَحْياهُ واسْتَحْيا منه بمعنىً، من الحَياءِ.

ويقال اسْتَحْيَيْتُ بياء واحدة، وأصله اسْتَحْيَيْتُ وقال أبو الحسن الأخفش: اسْتَحى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل.

وقوله تعالى: ” ويَسْتَحيونَ نساءكم ” وقوله تعالى: ” إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أن يضرب مثلاً ” أي لا يستبقي.

والحَيَّةُ تكون للذَكَر والأنثى، وإنّما دخلتْه الهاء لأنّه واحد ٌمن جنسٍ، كبَطّةٍ ودجاجةٍ، على أنَّه قد رُوي عن العرب: رأيت حَيَّا على حَيَّةٍ، أي ذكراً على أنثى.

وفلان حَيَّةٌ ذَكَرٌ.

والنسبة إلى حَيَّةٍ حَيَّويٌّ.

والحَيُّوتُ: ذَكَرُ الحَيَّاتِ.

وأنشد الأصمعي:

ويأكل الحَيَّةَ والحَيَّوتا

والحاوي: صاحب الحَيّاتِ، وهو فاعلٌ.

والحَيا، مقصورٌ: المطرُ والخصبُ، إذا اثنّيتَ قلت حَيَيانِ، فتبيِّن الياء؛ لأن الحركة غير لازمة والحَياءُ ممدودٌ: الاستحياءُ.

والحَياءُ أيضاً: رَحِمُ الناقةِ والجمع أَحْيِيَةٌ.

والحَيَوانُ خلاف المَوَتانِ.

وأرضٌ مَحْياةٌ ومَحْواةٌ أيضاً، أي ذات حَياتٍ.

والمُحَيّا: الوجهُ.

والتَحِيّضةُ: المُلْكُ.

قال زُهَير بن جنابٍ الكلبيّ:

ولَكُلُّ ما نالَ الفَتَى …

قد نِلْتُهُ إلاَّ التَحِيَّهْ

وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنها تَفْعِلَةٌ والهاء لازمةٌ.

قال عمرو بن معد يكرب:

أَسِيرُ به إلى النعمان حتى …

أُنيخَ على تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِ

أي على مُلْكِهِ.

ويقال: حَيَّاكَ الله، أي مَلَّكَكَ الله.

والتَحِيَّاتُ لله، قال يعقوب: أي المُلْكُ لله.

والرجل مُحَيِّيٌ والمرأة مُحَيِّيَةٌ.

وقولهم: حَيَّ على الصلاة، معناه هَلُمَّ وأَقْبِلْ.

العودة إلى معجم صحاح اللغة (بالحروف)