معجم الصحاح في اللغة – باب الألف – فصل ألـ

معجم الصحاح في اللغة – باب الألف – فصل ألـ

معنى ألا

أما ألا فحرفٌ يفتتَح به الكلام للتنبيه، تقول: ألا إنّ زيداً خارجٌ، كما تقول: اعلمْ أنّ زيداً خارجٌ.

وأمَّا إلا فهو حرف استثناء يستثنا به على خمسة أوجهٍ: بعد الإيجابِ، وبعد النفي، والمُفَرَّغِ، والمُقَدَّم، والمُنْقَطِعِ فيكون في الاستثناء المنقطع بمعنى لكنْ لأنّ المستثنَى من غير جنس المستثنَى منه.

وقد يوصف بإلاَّ، فإن وصفْتَ بها جعلتها وما بعدها في موضِع غير وأتْبَعْتَ الاسم بعدَها ما قبله في الإعراب فقلت: جاءني القومُ إلاَّ زيد، كقوله تعالى: ” لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا ” .

وقال عمرو بن معد يكرب:

وكُلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أخوه …

لَعَمْرُ أبيكَ إلاَّ الفَرقدانِ

كأنّه قال غير الفرقدين.

وأصل إلاّ الاستثناء والصفَة عارضةٌ.

وأصل غير صفةٌ والاستثناء عارضٌ.

وقد يكون إلا بمنزلة الواو في العطف، كقول الشاعر:

وأرى لها داراً بِأَغْدِرَةِ ال …

سِيدانِ لم يَدْرُسْ لها رَسْمُ

إلاَّ رَماداً هامِداً دَفَعَتْ …

عنه الرياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ

معنى إلى

حرفٌ خافضٌ، وهو مُنْتَهَى لابتداء الغاية تقول خرجت من الكوفة إلى مكة.

وجائزٌ أن تكون دخْلتَها وجائزٌ أن تكون بَلغْتَها ولم تدخلْها؛ لأنَّ النهاية تشتمل أوّلَ الحدّ وآخره، وإنما تمتنع مجاوزته.

وربَّما استعمل بمعنى عِنْدَ؛ قال الراعي:

فقد سادَتْ إليَّ الغَوانِيا

وقد تجيء بمعنى مَعَ، كقولهم: الذَودُ إلى الذَوْدِ إبِلٌ.

قال الله تعالى: ” ولا تأكُلوا أموالَهُمْ إلى أموالكم ” ، وقال: ” مَنْ أنصاري إلى الله ” أي مع الله، وقال: ” وإذا خَلَوْأ إلى شَياطينهم ” .

وأمّا أوُلو فجمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده ذو.

وأولات للإناث واحدتها ذات، تقول: جاءني أوُلو الألباب، وأولات الأحمال.

وأمَّا أُولي فهو أيضاَ جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحدُه ذا للمذكر، وذِهِ للمؤنث، يمدّ ويقصر، فإنْ قصرته كتبته بالياء، وإن مددتَه بنيته على الكسر.

ويستوي فيه المذكَّر والمؤنث.

وتصغيره أُلَيَّا بضم الهمزة وتشديد الياء، يمدّ ويقصر؛ لأنَّ تصغير المبهم لا يغيِّر أوَلُه بل يترك على ما هو عليه من فتحٍ أو ضمٍّ.

وتدخل ياء التصغير ثانيةً إذا كان على حرفين، وثالثةً إذا كان على ثلاثة أحرف.

وتدخل عليه ها لِلتنبيه، تقول: هؤلاء.

قال أبو زيد: ومن العرب من يقول هَؤُلاء قومُك، فينوِّن ويكسر الهمزة.

وتدخل عليه الكاف للخطاب، تقول: أُولَئِكَ وأُولاكَ.

قال الكسائي: مَن قال أُولَئِكَ فواحده ذَلِكَ، ومن قال أُولاكَ فواحده ذاكَ.

وأُولالِكَ مثل أُولَئِكَ.

وأنشد ابن السكِّيت:

أولالِكَ قوْمي لم يكونوا أَشابَةً …

وهل يَعِظُ الضِلِّيَل إلاَّ أولالكا

وإنّما قالوا: أولَئِكَ في غير العقلاء.

قال الشاعر: ذُمّ المَنازِلُ بعد مَنْزِلَةِ اللِوى والعَيْشُ بعد أُولَئِكَ الأَيَّامِ وقال تعالى: ” إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلّ أولئكَ كانَ عنه مَسئُولاً ” .

وأما الأولى بوزن العُلى، فهو أيضاً جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده الَّذي.

وأمّا قولهم: ذهبت العرب الألى، فهو مقلوب من الأوَلِ، لأنّه جمع أُولى، مثل أُخرى وأَخَر.

معنى ألب

الفرّاء: ألَب الإِبل يَألِبها ويألُبها ألْباً: جمعها وساقها.

وأَلَبْتُ الجَيْشَ، إذا جَمَعْتَهُ.

وتَأَلَّبوا: تَجَمَّعوا.

وهم أَلْبٌ وإِلْبٌ، إذا كانوا مجتمعين.

قال رُؤْبةُ:

قَدْ أَصْبَحَ الناسُ عليها أَلْبا …

فالناسُ في جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبا

وكذلك الأُلْبَةُ، بالضم.

والتأليبُ: التحْريضُ، يقال: حَسودٌ مُؤلَّبٌ.

والتَأْلَبُ: شَجَرٌ.

ألت أَلَتَهُ حَقَّهُ يَأْلِتُهُ أَلْتاً، أي نَقَصَهُ.

وأَلَتَهُ أيضاً: حبَسَهُ عن وجهه وصَرَفَهُ.

معنى ألس

الأَلْسُ: الخيانةُ وقد أَلَسَ يَأْلِسُ بالكسر أَلْساً.

ومنه قولهم: لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِسُ.

والأَلْسُ أيضاً: اختلاط العقل.

وقد أُلِسَ الرجلُ فهو مَأْلوسٌ، أي مجنون.

يقال: إنَّ به أَلْساً، أي جنوناً.

وضربته فما تأَلَّسَ، أي ما توجَّعْ.

ويقال: ما ذقت أَلوساً، أي شيئاً.

معنى ألف

الألْفُ عددٌ، وهو مذكر، يقال: هذا ألْفٌ واحدٌ، ولا يقال: واحدة.

وهذا أَلْفٌ أَقرعُ، أي تامٌّ، ولا يقال: قرعاءُ.

وقال ابن السكيت: لو قلت هذه أَلْفٌ بمعنى هذه الدراهم أَلْفٌ؛ لجاز.

والجمع أُلوفٌ وآلافٌ.

وأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ بالكسر: أعطاه أَلْفاً.

وآلَفْتُ القومَ إيلافاً، أي كمّلتهم أَلْفاً، وآلَفوهُمْ أيضاً بأنفسهم.

وكذلك آلَفْتُ الدراهم وآلَفَتْ هي.

والإلْفُ: الأَليْفُ.

يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ.

وجمع الأَليفِ آلائِفُ.

قال ذو الرمة:

فأصبح البَكْرُ فرداً من أَلائِفِهِ …

يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شَذَبُ

والأُلاّفُ: جمعُ آلِفٍ.

وفلان قد أَلِفَ هذا الموضع بالكسر يَأْلَفُهُ إلْفاً، وآلَفَهُ إيّاهُ غيرُه.

ويقال أيضاً: آلَفْتُ الموضعَ أُولِفهْ إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضعَ أُؤْالِفُهُ مُؤّالَفَةً وَإلافاً، وأَلّفْتُ بين الشيئين تَأْليفاً، فتَتَأَلّفا وأْتَلَفا.

ويقال أيضاً أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ، أي مكمَّلَةٌ.

وتَأَلّفْتُهُ على الإسلام.

ومنه المُؤَلَّفَةُ قلوبُهم.

وقوله تعالى: ” لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ ” يقول تعالى: أهلكت أصحاب الفيل لأُولِفَ قريشاَ مكّة، ولِتُؤَلِّفَ قريشٌ رحلَة الشتاء والصيف، أي تجمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذِهِ أخذوا في ذِهِ.

معنى ألق

تَأَلَّقَ البرق، أي لمع.

والائْتِلاقُ، مثل التَأَلُّقِ.

والإِلْقُ بالكسر: الذئبُ؛ والأنثى إلْقَةٌ، وجمعها إلَقٌ.

والأوْلَقُ: الجنونُ.

قال أبو زيد: امرأةٌ أَلَقى، بالتحريك.

قال: وهي السريعة الوَثْب.

والإلَّقُ: المُتَأَلِّقُ.

والأَلوقَةُ: طعامٌ يُصْلَحُ من الزبد.

قال الشاعر:

حَدِيثُكِ أَشْهى عندنا من أَلوقَةٍ …

تَعَجَّلَّها طَيَّانُ شَهْوانُ للطَعْمِ

معنى ألك

الألوكُ: الرسالةُ.

قال لَبيد:

وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ …

بأَلوكٍ فَبَذَلْنا ما سَأَلْ

وكذلك المَأْلُكُ والمَأْلَكَةُ.

معنى ألل

ألَّهُ يَؤُلُّهُ أَلاَّ: طعنه بالحَرْبة.

يقال: ما له أُلَّ وغُلَّ.

وأَلَّ لونُه يَؤُلُّ ألاًّ: صَفا وَبَرَقَ.

وأَلَّ أيضاً، بمعنى أسرع.

وفرسٌ مِثَلٌّ، أي سريعٌ.

والأَليلُ: الأنينُ.

قال ابن مَيَّادَةَ:

وقولا لها ما تأمرين بوامِقٍ …

له بعد نَوْماتِ العيون أليلُ

وقد ألَّ يَئِلُّ أَلاًّ وأَليلاً.

يقال له الويلُ والأَليلُ.

وأَليلُ الماء: خَريرُهُ وقَسيبه.

وأَلِلَ السِقاءُ، بالكسر: تغيَّرتْ ريحُه.

وأَلِلَتْ أسنانُه أيضاً، أي فَسَدتْ.

والإِلُّ بالكسر، هو الله عزّ وجلّ.

والإلُّ أيضاَ: العهد والقرابة.

والأَلُّ بالفتح: جمع أَلَّةٍ، وهي الحربة وفي نصْلها عِرَضٌ.

قال الشاعر:

تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَ ما …

مَضى غَيْرَ دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ

ويجمع أيضاً على إلالٍ.

وأَلَّلْتُ الشيءَ تأْليلاً، أي حدَّدت طرفه.

ومنه قول طرفة بن العبد يصف أذُني ناقةٍ بالحدَّة والانتصاب:

مؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما …

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

معنى ألم

الأَلَمُ: الوَجَعُ.

وقد أَلِمَ يَأْلَمُ أَلَماً.

وقولهم: أَلِمْتَ بطنَك كقولهم: رَشِدْتَ أَمْرَكَ، أي ألمَ بَطْنُكَ ورَشِدَ أَمْرُكَ.

والتَأَلُّمُ: التَوَجُّعُ.

والإيلامُ: الإيجاعُ.

والأليمُ: الموجِعُ، مثل السميع بمعنى المُسْمِع.

معنى أله

أَلهَ بالفتح إِلاهَةً، أي عَبَدَ عِبَادَةً.

وإلاهَةُ أيضاً: اسمٌ للشمس.

والآلِهَةُ: الأصنامُ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشيء في نفسه.

والتَأْليهُ: التعبيد.

والتَأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ.

قال رؤبة:

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي

وتقول: أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً، أي تَحَيَّرَ؛ وأصله وَلِهَ يَؤْلَهُ وَلَهاً.

وقد ألِهْتُ على فلانٍ، أي اشتدَّ جزعي عليه، مثل ولِهْتُ.

معنى ألا

أَلا الرجل يَأْلو، أي قَصَّرَ.

وفلانٌ لا يَأْلوكَ نصْحاً، فهو آلٍ، والمرأةُ آلِيَةٌ وجمعها أَوالٍ.

ويقال أيضاً: أَلَّى يُؤَلِّي تَأْليَةً، إذا قصَّر وأبطأ.

وتقول: آلاهُ يَأْلوهُ أَلْواً: استطاعه.

قال العرجيّ:

إذا قادَهُ السُوَّاسُ لا يَملكونه …

وكان الذي يَأْلونَ قَولاً له هَلا

أي يستطيعون.

قال ابن السكيت: قولُهم: لا دَرَبْتُ ولا ائْتَلَيْتُ، هو افتعلتُ من قولك: ما أَلَوْتُ هذا، أي ما استطعتُه.

أي ولا استطعتُ.

والآلاء: النِعَمُ، واحدها أَلاً بالفتح، وقد يُكْسَرُ ويُكْتَبُ بالياء، مثاله مِعىً وأَمْعاءٌ.

وآلى يُؤلي إيلاءً: حَلَفَ.

وتَأَلَّى وائْتَلى مثلُه فيه.

ويقال أيضاً: ائْتَلى في الأمر، إذا قصَّر.

والأَلِيَّةُ: اليمينُ، والجمع أِلايا.

قال الشاعر:

قليلُ الألايا حافظٌ ليمينه …

وإنْ سَبَقَتْ منه الألِيَّةُ بَرَّتِ

وكذلك الأُلْوَةُ والألْوَةُ والإلْوَةُ.

وأما الأُلوَّةُ بالتشديد، فهو العود الذي يُتَبَخَّرُ به.

وفيه لغتان أُلُوَّةٌ وأَلُوَّةٌ.

والمِثْلاةُ بالهمز: الخِرْقَةٌ التي تُمسكها المرأةُ عند النَوح وتشير بها؛ والجمع المآلي.

والأَلْيَةُ بالفتح: ألْيَة الشاة، ولا تقل إلْيَة ولا لِيَّةً.

فإذا ثَنّيْتَ قلتَ أَلْيان فلا تلحقه التاء.

وكبشٌ آلى على أَفْعَلَ ونعجةٌ أَلْيا، والجمع أُلْيٌ على فعلٍ.

ويقال أيضاً: كبْشٌ أَلَيانٌ بالتحريك، ونعحةٌ أَلْيانَةٌ وكِباشٌ أَلْياناتٌ.

ورجلٌ آلى، أي عظمُ الألْيَةِ.

وامرأةٌ عَجْزاء، ولا تقل ألْياء، وبعضهم يقوله.

وقد أَليَ الرجلُ بالكسر يَأْلى أليٌ.

والألْيَةُ: اللحمةُ التي في أصل الإبهام وأَلْيَةُ الحافِرِ: مؤخَّرُهُ.

العودة إلى معجم صحاح اللغة (بالحروف)