الْبَاب الثَّانِي عشر فِي رُؤْيَة الظلمَة وأعوانهم وقطاع الطَّرِيق والفراعنة وَأهل الْأَدْيَان الْبَاطِلَة وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ والسحرة.
رؤية الظالم في المنام – تفسير الأحلام للإحسائي
رُؤْيَة الظلمَة وأعوانهم
من رأى أَن ظَالِما مَعْرُوفا يفعل أمرا لَيْسَ بزين فَإِنَّهُ يدل على إصراره فِي ظلمه وَإِن فعل مَا يستحسنه النَّاس فَإِنَّهُ يرجع عَن ذَلِك وَقَالَ بَعضهم يعبر بالضد.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ ظَالِما حسنت سيرته فَهُوَ عَزله عَمَّا هُوَ فِيهِ وَإِن رأى ظلمه زَاد وتعدى إِلَى أَن بلغ زِيَادَة الْمبلغ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أمره أو يكون أمره على شرف الزَّوَال وَإِن رأى أَنه هُوَ ظَالِم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه ظلم النَّفس وظلم الْغَيْر وقصور الهمة عَن الْمصَالح.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه ظلم أحدا بِعَيْنِه فَإِنَّهُ حُصُول ظفر للمظلوم وَكَذَلِكَ إِن رأى أَن أحدا ظلمه.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن الْملك ظلمَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهِ فِيمَا يَلِيق بِهِ.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه حصل مِنْهُ ظلم فِي حق أحد من الْأَعْيَان فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ ضَرَر. وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه ظلم أحدا مِمَّن هُوَ دونه فَإِنَّهُ يكون مَظْلُوما. وَإِن رأى أَنه مظلوم من أحد فضد ذَلِك. وَقَالَ بَعضهم إِنِّي أكره فِي الْمَنَام رُؤْيَة الظَّالِم الْمَشْهُور بالظلم وَلَو تَأَول الْمَنَام على أَي وَجه كَانَ.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أحدا من الأعوان وعرفه على أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ الْحَاكِم فلَا خير فِي ذلك. وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم ونازعه فحصول حذر وَإِن رأى أَنه أبذأ لِسَانه على أحد مِنْهُم أَو نازعه بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ فِي أمره. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر أو خديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه صَار من الأعوان أَو أحدا من بَيته فحصول مَنْفَعَة.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ عوانيا مَشْهُورا بالأذى فقيل حُصُول غَرَامَة. وقيل: رؤية السجان تدل على هم، ورؤية الجلاد تدل على حُصُول المُرَاد. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أحدا من الضرابين بالأسواط فَإِنَّهُ يعده أحد بوعد ويكذبه. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ حارسا فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ.
رُؤْيَة قطاع الطَّرِيق
رؤية قاطع طريق
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن قَاطع الطَّرِيق أَخذ مَاله وَنهب مَتَاعه فَإِنَّهُ يواصل رجلا بِعَيْنِه ويكرمه وَيحصل لَهُ مِنْهُ فَوَائِد كَثِيرَة بِقدر مَا أَخذ مِنْهُ أَو يدل على حُصُول هم لَهُ أَو لبَعض إخوانه.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن قطاع الطَّرِيق اجْتَمعُوا وَلَكِن مَا اسْتَطَاعُوا أَن يَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على شدَّة أو مرض ولكن عاقبة أمره ترجع إِلَى الصِّحَّة. وَقَالَ بَعضهم: من رأى أَن جمَاعَة ظَهَرُوا عَلَيْهِ وهم باغون فَإِنَّهُ ينصر على أعدائه.
رؤية اللص في المنام
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن لصا دخل فَأصَاب من مَاله فَذهب بِهِ فَإِنَّهُ غير محمود. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن لصا دخل بيت وَلم يحمل شَيْئا فَإِنَّهُ يمرض فِيهِ إِنْسَان ثمَّ يبرأ ويشفى من مرضه.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه قطع الطَّرِيق وَأخذ مَتَاع أحد فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْمَتَاع ينكد عَيْش قَاطع الطَّرِيق وبخاصة فِي أَمر يحصل مِنْهُ الضَّرَر. وَإِن رأى أَنه قطع الطَّرِيق وَلم يَأْخُذ مَتَاعا فَإِنَّهُ يمرض ثم يعافى من مرضه. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أحدا من اللُّصُوص يُؤذن على مَنَارَة فَإِنَّهُ يشْتَهر حَاله.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أحدا من أهل الجرائم فِي أَمر مهول فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله، وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه، وَرُبمَا كَانَ كَمَا رأى إِذا كَانَ المجرم مَعْرُوفا.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه أجرم جريمة عَظِيمَة فيؤول على ارْتِكَاب أَمر محرم وَعدم سلوك الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وَقَالَ بَعضهم: أكره رُؤْيَة الجريمة فِي الْيَقَظَة والمنام.
رُؤْيَة الفراعنة والجبابرة
رؤية فرعون في المنام
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أحدا من الفراعنة والجبابرة وَهُوَ حَيّ أَو ميت دخل مَدِينَة أَو أَرضًا وَأقَام بهَا فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور سيرة الفراعنة فِي ذَلِك الْمَكَان.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن أحدا مِنْهُم أعطَاهُ شَيْئا أَو أَمر لَهُ بخلقة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام من ملك ظَالِم بِقدر مَا رأى.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أحدا من الفراعنة صَار مُسلما أَو عادلا فتعبيره بِخِلَاف مَا تقدم.