رؤيا النار – تفسير الأحلام لابن غنام

رؤيا النار – تفسير الأحلام لابن غنام

النَّار فِي الْمَنَام على وُجُوه كَثِيرَة: بِشَارَة ونذارة وَحرب وسلطان وَحبس وخسارة وذنوب وبركة.

فَمن رأى نَارا لَهَا شرر وَلَهَب تحرق أشجارا وَلها صَوت وجلبة فَإِنَّهَا فتْنَة يهْلك فِيهَا عَالم من النَّاس على قدر الشّجر الَّذِي أحرقت لقَوْل الله عز وَجل (كلما أوقدوا نَارا للحرب أطفأها الله).

وَمن رأى نارين كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تهم بمداخلة الْأُخْرَى فَإِنَّهُمَا عسكران قد برز كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه وَأيهمَا كَانَ حطبها أَكثر كَانُوا أَكثر عداء وأقوى بَأْسا، فحطبها رجالها الَّذين يبذلون أنفسهم فِي إِقَامَتهَا، وأيهما كَانَت الرّيح مَعَهُمَا كَانَت الْغَلَبَة إِلَى أهل ناحيتها، فَأَيّهمَا كَانَ أسود وأظلم كَانَ أَهلهَا اردأ أو أفسد مقصدا، وَإِن تَسَاويا فِي لونهما وَلم تحرق شَيْئا فَإِنَّهُمَا فتنتان فِي مَحَله، وَأيهمَا كَانَ المَاء مِنْهَا قَرِيبا كَانَ أَضْعَف بَأْسا، وَإِن فاض المَاء عَلَيْهَا أتاه نصر من الله، وَكَذَلِكَ إِن نزل عَلَيْهَا من السَّمَاء مطر، وَقد يكون ذَلِك المَاء دلالة على أنه تخمد ناره.

وَكلما كَانَت النَّار بِدُخَان عَال كان ذلك مكروها في التأويل.

وَمن أوقد نَارا فِي مَنَامه فِي لَيْلَة مظْلمَة ليهدي النَّاس إِلَى الطَّرِيق نَالَ علما يهدي بِهِ النَّاس لقَوْله تَعَالَى (إِنِّي آنست نَارا لَعَلَّ آتيكم مِنْهَا بقبس أَو أجد على النَّار هدى).

وَقيل: من أوقد النَّار على الطَّرِيق من غير ظلام فإن ذلك قد يدل على بدعة. وَقيل: من رأى النَّار نَهَارا فَهِيَ دَلِيل فتنة، وَإِذا رَآهَا لَيْلًا فَهِيَ دَلِيل أنس.

وَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد النَّار فَإِنَّهُ يحب الْحَرْب أَو يُطِيع السُّلْطَان فِي مَعْصِيّة.

وَمن أوقد نَارا تَحت قدر بِلَا طَعَام فَإِنَّهُ قيم بَيت فِي أَمر لَا ينفعه.

وَالنَّار إِذا أحرقت فَهِيَ هم من سُلْطَان.

وَمن أوقد نَارا فانطفأت عزل إِن كَانَ واليا.

وَقيل: من رأى شعلة نَار على بَاب دَاره وَلها دُخان فَإِنَّهُ يحجّ.

والشعلة فِي الدَّار زواج.

وقدح النَّار تفتيش عَن أَمر حَتَّى يظْهر.

والقدح -قدح النار- أَيْضا خُصُومَة مَعَ شريك أَو زَوْجَة.

وَمن رأى كَأَنَّهُ يتدفأ بالنَّار فِي الشتَاء نَالَ غنى.

وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل النَّار فَإِنَّهُ يَأْكُل مَال الْيَتِيم لقَوْله تَعَالَى (إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا).

وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمر بِهِ إِلَى النَّار فَإِنَّهُ غير محمود إذ قد يدل على هوان أو سجن.

وَمن دخل النَّار وَخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ محمود وقد يدل ذلك على الجنة بإذن الله تعالى، قال الله تَعَالَى (وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها) وَقَالَ (ثمَّ ننجي الَّذين اتَّقوا)..

وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ بَاعَ نَارا وَاشْترى جنَّة فَإِنَّهُ يَبِيع حَماما وَيَشْتَرِي بستانا، فَإِن بَاعَ جنَّة وَاشْترى نَارا فَإِنَّهُ يَبِيع بستانا وَيَشْتَرِي حَماما، وَقد يكون ذَلِك رَاجعا إِلَى عمله من دُنْيَاهُ وآخرته.

وَمن راى كَأَنَّهُ دخل النَّار وعذب فَإِنَّهُ يخسر فِي مَاله لقَوْله تَعَالَى (إِن عَذَابهَا كَانَ غراما).

وَمن رأى شخصا يدْخلهُ النَّار فَإِنَّهُ يحرضه على ارْتِكَاب الذُّنُوب الَّتِي تستوجب بهَا النَّار.

وَمن راى جهنما عيَانًا فليحذر من السُّلْطَان.

وَمن دخل النَّار وذاق عَذَابهَا فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة لقَوْله تَعَالَى (ذوقوا فتنتكم هَذَا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون).

من رأى نَارا مضيئة وحولها جمَاعَة فَإِنَّهُم ينالون بركَة لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا جاءها نُودي أَن بورك من فِي النَّار وَمن حولهَا).

وَمن رأى نَارا فِي بر وآنس إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يأنس من وَحْشَة لقَوْله تَعَالَى (آنس من جَانب الطور نارا).

وَمن رأى نَارا أَصَابَته وَلم تحرقه وفي لَهُ بموعد لقَوْله تَعَالَى (ذَلِكُم النَّار وعدها الله الَّذين كفرُوا).

وَمن رأى النَّار قد أحرقت شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِن ذَلِك يغلو سعره وَكَذَلِكَ إِذا وَقعت النَّار فِي سلْعَة غلت وَكثر طلابها.

وَقيل: من رأى فِي دَاره نَارا توقد فليحذر اللُّصُوص أَو أنه يَنَالهُ خوف من سُلْطَان.

انقر هنا للعودة إلى تفسير الأحلام لابن غنام بالحروف

اترك تعليقاً