رؤيا الميت – تفسير الاحلام لابن شاهين

فصل فِي رُؤْيا الْأَمْوَات (رؤية ميت وكأنه حي في المنام) و رؤيا إعطاء الميت أو الأخذ منه و رؤيا أفعال الميت.

رؤيا الميت – تفسير الاحلام لابن شاهين

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن وَالِده قد عَاشَ وَهُوَ سلف الملبس طلق الْوَجْه، فَإِنَّهُ حُصُول دولة واقبال وَعز ونيل وانتظام أشغال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ والدته قد عاشت فَإِنَّهُ حُصُول الْفرج بعد الشدَّة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَته قد عاشت فَإِنَّهُ يذهب منه مال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن وَلَده قد عَاشَ فَإِنَّهُ يتَجَاوَز عَن عدوه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ابْنَته قد عاشت فَإِنَّهُ يحصل لَهُ السرُور بعد الثبور.

وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أن وَلَدهَا قد عَاشَ فَإِنَّهَا تَلد ابْنة.

وَإِن رَأَتْ ان أُخْتهَا قد عاشت يقوى ضعفها.

وَإِن رَأَتْ ان أخاها قد عَاشَ فَإِنَّهُ يقدم عَلَيْهَا غَائِب.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شخصا غَرِيبا قد عَاشَ فَإِنَّهُ استقامة أَحْوَال ذَلِك الْمَيِّت.

فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أَحْيَا مَيتا فَإِنَّهُ يسلم على يَده كَافِر.

وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن أَبَوَيْهِ قد عاشا وهما غير مستبشرين فَإِنَّهُ يقصّر فِي مصلحَة نَفسه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَخَاهُ قد عَاشَ فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الْقُوَّة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عَمه أَو خَاله قد عَاشَ فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الشَّأْن وعلو الْقدر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحد أَصْحَابه قد عَاشَ فَإِنَّهُ يسمع خَبرا يسره.

وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى مَيتا قد عَاشَ فَقَالَ لَهُ: أَأَنْت ميت؟ فَقَالَ: لَا بل أَنا حَيّ، فَإِنَّهُ يدل على حسن حَاله فِي الْآخِرَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا دخل بَيته فَرحا فَإِنَّهُ يدل على الثَّوَاب وَالصَّدَََقَة واستجابة الدُّعَاء فِي حق الْمَيِّت من أَهله.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا عَاشَ وَدخل عَلَيْهِ منزله وخاطبه فَإِنَّهُ يدل على السَّلامَة وَصِحَّة الْجِسْم والإقبال ونيل الآمال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا من أهل بَيته خاصمه فَإِنَّهُ صَاحبه يرجع عَن صحبته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا تغيظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه أوصى بِوَصِيَّة وَلم يعْمل بوصيته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا فَإِنَّهُ يدل على وُصُول صَدَقَة إِلَيْهِ وَهِي مَقْبُولَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا على هَيْئَة حَسَنَة وَهُوَ لابس ثيابًا حَسَنَة فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته وَمَوته على التَّوْحِيد.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ في مَسْجِد فَإِنَّهُ فِي أَمن من عَذَاب الله.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يضْحك ثمَّ يبكي فَإِنَّهُ الرؤيا غير محمودة. وكذلك (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا قد اسود وَجهه فَإِن الرؤيا غير محمودة.

وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى مَيتا قَائِما فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ فِي حَال حَيَاته كثير الْعِبَادَة ويرجى لَهُ الْمَغْفِرَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ يُصَلِّي بمَكَان كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى مَيتا قد عَاشَ فَإِنَّهُ صَلَاح أَمر الرَّائِي وَحُصُول سرُور من حَيْثُ لَا يحْتَسب.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا أخبرهُ بِأَمْر، فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ لِأَن الْمَيِّت فِي دَار الْحق وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا حَقًا، لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَكْفِي أحدكُم أَن يوعظ فِي مَنَامه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا عَلَيْهِ تَاج أَو حلل أَو خَوَاتِم أَو مَا يزينه أَو رَآهُ قَاعِدا على سَرِير فَإِنَّهُ يدل على حسن منقلبه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا لبس ثيابًا خضرًا فَإِن رُؤْيَاهُ تدل على أَن مَوته كَانَ على نوع من أَنْوَاع الشَّهَادَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا طلق الْوَجْه وَلكنه لم يكلمهُ وَلم يمسهُ دلّت رُؤْيَاهُ على رِضَاهُ عَنهُ لوصول بره إِلَيْهِ بعد مَوته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا ينازعه وَهُوَ معرض عَنهُ أَو يعظه بقول غليظ أَو يضْربهُ فَإِنَّهُ يدل على أَنه مرتكب مَعْصِيّة فليتب لله، وَرُبمَا كَانَ نيل خير من سفر، أَو قَضَاء دين، أَو إعادة شَيْء خرج عَن الْيَد.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا صَار غَنِيا فَإِنَّهُ صَلَاح لَهُ عِنْد الله تَعَالَى. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا صَار فَقِيرا فتعبيره ضد ذَلِك. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت عُرْيَان وعورته مكشوفة فَإِنَّ ذلك قد يدل على خُرُوجه من الدُّنْيَا عُريَانا من الْخيرَات، وَأما إِن كَانَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح فَإِنَّ هذا يكون رَاحَة لَهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى معروفين قَامُوا من موضعهم مسرورين فَإِنَّهُ يحيا لَهُ أَمر تتشعب مِنْهُ أُمُور حميدة ويتجدد لَهُ اقبال ودولة. وَإِن رَآهُمْ محزونين وثيابهم رثَّة فَإِن كَانَ لَهُم عقب فإنهم يفتقرون أو يرتكبون فَوَاحِش.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى لَيْسُوا بمعروفين قَائِمين على قَبره فَإِن أهل ذَلِك الْموضع ينالهم شدَّة أو يظْهر مِنْهُم مُنَافِقُونَ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أحدا من أموات الْكفَّار وحالته حَسَنَة وهيئته جميلَة دلّت رُؤْيَاهُ على ارْتِفَاع أَمر عقبه، وَلم يدل على حسن حَاله عِنْد الله تبَارك وَتَعَالَى، وَرُبمَا يَمُوت على التَّوْحِيد وَلم يطلع على ذلك إلا الله عز وجل.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا وَعَلِيهِ ثِيَاب وسخة أَو كَأَنَّهُ مَرِيض فَإِنَّهُ مسؤول عَن دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى خَاصَّة دون النَّاس.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا مَشْغُولًا شغلا حسنا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي حَقه فِي الْآخِرَة. وَإِن كَانَ شغله مذموما فبضد ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جده أَو جد جده أَو جدته أَو جدها قد عَاشَ فَإِن ذَلِك حَيَاة لَهُ واستقامة فِي جده فِي الْأُمُور وإقبال الدَّهْر عَلَيْهِ.

ورؤيا حَيَاة الْأُم أقوى من حَيَاة الْأَب وَكِلَاهُمَا مَحْمُود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ابْنه قد عَاشَ ظهر لَهُ عَدو من حَيْثُ لَا يؤمله.

وَأَمَّا حَيَاة الْبِنْت فجيد إِلَى الْغَايَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نسْوَة أَمْوَاتًا قد عشن وقدمهن عَلَيْهِ وَهن مزينات فَإِنَّهُ حُصُول دنيا وَخير وافر وَتصرف فِي أَمْوَال غزيرة إن كَانَ لاعقب لذَلِك وَإِلَّا خرجت الدُّنْيَا لاعقابهن.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَمْوَاتًا عاشوا وهم لابسون ثيابًا بيضًا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه. وَإِن كَانَت الثِّيَاب حمرا فَإِنَّهُ مشتغل بلهو الدُّنْيَا وَاللَّذَّات. وَإِن كَانَت سُودًا فَفِي الْغنى والسؤدد. وَإِن كَانَت خلقَة دنسة دلّت على أَن تِلْكَ الْمَوْتَى كَانُوا مرتكبين ذنوبا أَو هُوَ منهمك فِي ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يُصَلِّي فِي مَوضِع لم يصل فِيهِ قطّ وَكَانَ مقصرا فِي صلَاته فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد كَانَ أوقف فِي حَيَاته وَقفا وَتصدق بِصَدقَة أَو حصل مِنْهُ فعل خير فقد جوزي بذلك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يُصَلِّي بالأحياء فإنهم مقصرون فِيمَا فرض عَلَيْهِم من الطَّاعَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يتبع مَيتا ويقفو أَثَره فِي خُرُوجه ودخوله فَإِنَّهُ يَقْتَدِي فِي أَفعاله بِالْمَيتِ الَّذِي رَآهُ فَيعْتَبر مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَيِّت من صَلَاح أَو فَسَاد.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا يشكي من رَأسه فَهُوَ مسئول عَن تَقْصِيره فِي أُمُور والدته أَو رئيسه.

وَإِن اشْتَكَى من عُنُقه فَهُوَ مسئول عَن تضيع مَاله أَو عَن صدَاق امْرَأَته.

وَإِن اشْتَكَى من يَده فَهُوَ مسئول عَن أَخِيه أَو شَرِيكه أَو عَن يَمِين حلف بهَا كَاذِبًا.

وَإِن رأى أَنه يشكي من جنبه فَهُوَ مسئول عَن حق الْمَرْأَة.

وَإِن رأى أَنه يشتكي من بَطْنه فَإِنَّهُ مسئول عَن حق الْوَلَد والأقرباء.

وَإِن رأى أَنه يشتكي من رجله فَهُوَ مسئول عَن إنفاقه مَاله فِي غير رضَا الله تَعَالَى.

وَإِن رَآهُ يشتكي من فَخذه فَهُوَ مسؤول عَن قطع رَحمَه وعترته.

وَإِن اشْتَكَى من سَاقيه فَهُوَ مسؤول عَن إفناء حَيَاته فِي الْبَاطِل.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن مَيتا ناداه من حَيْثُ لَا يرَاهُ وَخرج مَعَه بِحَيْثُ لَا يقدر على الِامْتِنَاع مِنْهُ فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة. وكذلك (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل خلف ميت دَارا مَجْهُولَة ثمَّ لم يخرج مِنْهَا كانت الرؤيا غير محمودة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رافق مَيتا إِلَى أَن أَتَى منزله فَدخل وَلم يدْخل مَعَه فَإِنَّهُ ينجو مِنْ شر.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُسَافر مَعَ ميت فَإِنَّهُ يلتبس عَلَيْهِ أمره.

وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى مَيتا عرفه فَإِنَّهُ سرُور، وَأحسن مَا يرى الْإِنْسَان أَبَوَيْهِ أَو أجداده أَو أحدا من قرَابَته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَبَاهُ جَاءَهُ على أَي وَجه كَانَ فَإِن لم يكن فِيهِ مَا يشين، فَإِن كَانَ الرَّائِي مُحْتَاجا رزقه الله من حَيْثُ لَا يحْتَسب. وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب قدم عَلَيْهِ. وَإِن كَانَ بِهِ ألم أَفَاق مِنْهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا عرفه فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاحه وَصَلَاح حَال الْمَيِّت.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا أَو مُتَوَلِّيًا قد عَاشَ وَتَوَلَّى كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يدل على تَوْلِيَة أحد من عشيرته أَو سميه أَو نَظِيره وَرُبمَا حسنت سيرة الْمُتَوَلِي عَلَيْهِم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بعض الفراعنة صَار حَيا فِي بَلَده وَهُوَ واليها فَإِن الْجور يظْهر فِي تِلْكَ الْبَلدة أَو يفشو الْفسق فِيهَا. وَإِن لم يتول فَإِن ذَلِك يدل على تغير حَال أَهلهَا وَتغَير سيرة متوليهم بِمن فِيهِ غلظة.

ومن رأى في منامه وكأن ميتاً قد دخل معه في لحافه، فإنه يصيبه هم أو مرض ثم ينجو من ذلك الهم ويشفى ويبرأ من ذلك المرض.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت يعزم عَلَيْهِ ليَأْتِي فَهُوَ جيد وَطول حَيَاة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا نَائِم فَإِنَّهُ فِي رَاحَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا مَعْرُوفا قد مَاتَ ثَانِيَة وَكَانَ لمَوْته بكاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بعض أَهله فَيكون فيهم عرس وَإِلَّا مَاتَ من عقبه ذلك الميت إنسان. وَقَالَ بعض المعبرين: الزواج يكون لأحد عقبه إِذا كَانَ الْبكاء بِغَيْر صُرَاخ. وَإِن كَانَ بصراخ فهو بضد ذلك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا غرق فِي الْبَحْر أَو فِيمَا يَقْتَضِي الْغَرق من حَيْثُ الْجُمْلَة فإن الرؤيا غير محمودة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَوْتَى وَثبُوا من قُبُورهم وَرَجَعُوا إِلَى دُورهمْ فَإِنَّهُ يُطلق من فِي السجْن أَو يحيي الله النباتات بعد مَوتهَا فِي ذَلِك الْمَكَان.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا يَئِن وحاله على غير اسْتِوَاء فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة. وَإِن كَانَ يَئِن من وجع رَأسه فَإِنَّهُ قد يدل على تَقْصِير فِي حق الوالدين. وَإِن كَانَ يَئِن من وجع عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ قد يدل على النظر إِلَى عِيَال الْخلق بالحرام. وَإِن كَانَ أنينه من وجع لِسَانه فَإِنَّهُ قد يدل على أَنه كَانَ قول الغيبة الْخلق. وَإِن كَانَ أنينه من وجع الْيَد فَإِنَّهُ قد يدل على خِيَانَة صدرت فِي حق الإخوان أو الْأَصْحَاب أو الشركاء. وَإِن كَانَ أنينه من وجع الْجنب فَإِنَّهُ قد يدل على الاعتداء على نسائه، وَإِن كَانَ أنينه من وجع الْبَطن فَإِنَّهُ قد يدل على تَقْصِيره بحق عِيَاله وَأهل بَيته. وَإِن كَانَ أنينه من وجع فرجه فَإِنَّهُ قد يدل على الزنا. وَإِن كَانَ أنينه من وجع فَخذه فَإِنَّهُ قد يدل على عدواة اتجاه الْأَهْل والأقارب. وَإِن كَانَ أنينه من وجع سَاقيه أَو رجلَيْهِ فَإِنَّهُ قد يدل على مَا فعله فِي سفر أَو حَضَره من الْأَفْعَال.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يخبر عَن شخص أَنه مَاتَ فَجْأَة أَو يَمُوت، فَلَا خير فِي ذلك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى بمَكَان يَأْكُلُون شَيْئا فَإِن ذَلِك الشَّيْء يكون غاليا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا سَكرَان فَلَا خير فِيهِ للرائي وَلَا للْمَيت، لقَوْله تَعَالَى: {وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى} الْآيَة.

وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يَأْكُل قَلِيلا من أكل الْمَيِّت فَإِنَّهُ يلقى كنزا تَحت الأَرْض.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قطع عنق ميت بِشَيْء من الْأَشْيَاء فَإِن كَانَ رجلا مصلحا فَالنَّاس يتوبون على يَده وَرُبمَا نَاظر أحدا فِي مسَائِله وقويت حجَّته عَلَيْهِ وأظفر بعدوه. وَإِن رأى ذَلِك ملك فَإِنَّهُ يعْتق جمَاعَة من أَقَاربه وَرُبمَا يفك أُسرَى أَو مسجونين مِمَّا هم فِيهِ.

وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى أحدا مَاتَ وَهُوَ على هَيْئَة الْأَمْوَات فَإِنَّهُ لَا يصل إِلَى مُرَاده الَّذِي أمله في أمر ما من أُمُور الدُّنْيَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يدل بالموتى إِلَى الطّرق فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول علم وَحِكْمَة ويهتدي على يَدَيْهِ أَقوام ضالون.

وَقِيلَ: من رأى أَنه يحيي الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يدبغ الْجُلُود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ معتنق لمَيت وهما على وسَادَة فَإِنَّهُ تطول حَيَاته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا جَالس مَكَانَهُ فَلَا خير فِي ذلك. وَإِن كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ يعْزل عَن ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا من الْأَمْوَات تزوج امْرَأَة فَهُوَ قريب من ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا حمل شَيْئا ثقيلا يَعْنِي بِحمْلِهِ فَإِنَّهُ يكْسب ذنوبا وأوزارا ثَقيلَة.

وَلَا خير فِيمَن يرى أن الْمَيِّت ركب فرسه أَو تقلد بِسَيْفِهِ أَو لبس ثِيَابه وَرُبمَا كَانَ ذَلِك جَمِيعه خسرانا أَو ضلالا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا طَائِر فَإِنَّهُ نجاة لَهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يجْرِي فَإِنَّهُ قد نجا من هول، وَرُبمَا كَانَ قَاصِدا الْأَمر وَلم يبلغهُ وَصَارَ فِي نَفسه شَيْء من ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا مُحصنا أَو مدرعا أَو مَعَه شَيْء من الْعدَد فَإِنَّهُ يدل على أَنه آمن من الْفَزع الْأَكْبَر وَرُبمَا كَانَ نجاة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت يُغني فَلَا خير فِي ذلك.

وَقيل: إِذا رأى الْمَيِّت على هَيْئَة غير محمودة أَو فعل مَا لَا يجوز فعله، فَإِنّ ذلك غير محمود.

وَقيل: من رأى أَن مَيتا لابس ثيابًا حَسَنَة فَهُوَ عَلامَة رضَا الله عَنهُ. وَإِن رَآهُ بِخِلَاف ذَلِك أو بأنه لابس ثياباً رديئة خلقة دنسة دل على غير ذلك.

وَلَا بَأْس بِلبْس الْحَرِير للموتى لِأَنَّهُ من أَمْتعَة الْآخِرَة وهم الْآن قد رحلوا من الدُّنْيَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا قد حج فَإِنَّهُ خير وَصَلَاح وَحُصُول مُرَاد فِي الْآخِرَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) لمَيت شَيْئا لَا يُمكن وُقُوعه فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يتعجب مِنْهُ وَرُبمَا يحصل للرائي نتيجة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت فِي حَالَة يَقْتَضِي أَن يكون مثلهَا فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على أحد من عقبه أَو سميه أَو نَظِيره.

وَقِيلَ: من رأى أَن مَيتا يصنع شَيْئا من الصَّنَائِع فَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَهُوَ جيد فِي حَقه. وَإِن كَانَ نَوعه مَكْرُوها فَلَا خير فِيهِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت يحصد، فَإِنَّهُ فعل خير وسيلقى مَا فعله فِي الْآخِرَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

فصل فِي رُؤْيا مجامعة الْأَمْوَات (رؤية الميت في المنام وكأنه حي).

رؤيا مجامعة الميت

قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا مجامعة الْأَمْوَات مَا لم ينزل الرَّائِي خير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مُرَاد، فَإِن أنزل بطلت رُؤْيَاهُ وَكَانَ من فعل الشَّيْطَان.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جَامع امْرَأَة ميتَة مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وبلوغ مَا يؤمله من حَيْثُ لَا يحْتَسب.

وَإِن كَانَ الْمَيِّت رجلا مَعْرُوفا فحصول الْخَيْر لذَلِك الرجل وَالصَّدَََقَة وَالْأَجْر والاحسان من الرَّائِي.

وَإِن كَانَ الْمَيِّت رجلا مَجْهُولا لم يعرفهُ فَإِنَّهُ ظفر ونصرة على الأعادي.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع امْرَأَة ميتَة ذَات محرم فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم. وَقِيلَ: حُصُول خير للرائي.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع امْرَأَته المتوفية فَلَا خير فِي ذلك. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع أقرباءه الْأَمْوَات فَإِنَّهُ حُصُول هم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع مَيتا جليل الْقدر وَهُوَ مَعْرُوف فَإِنَّهُ صُدُور فعل الْخَيْر من الرَّائِي فِي حق ذَلِك الْمَيِّت.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يجامعه فَإِنَّهُ يدل على وُصُول رزق من مَال الْمَيِّت للرائي.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقبّل مَيتا بِشَهْوَة فَإِنَّهُ يصدر من الرَّائِي فِي حق الْمَيِّت خير وَصدقَة وَدُعَاء.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت يُجَامع شَيْئا من أموات الْحَيَوَان فَهُوَ على وَجْهَيْن خير وَمَنْفَعَة أَو أَمر مَكْرُوه، وَقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الْأَمْوَات فِي فصل الْجِمَاع لِئَلَّا يصير الْفَصْل خَالِيا من هَذَا الْمَعْنى.

فصل فِي رُؤْيا الاعطاء للْمَيت وَالْأَخْذ مِنْهُ (رؤيا إعطاء الميت ورؤيا الأخذ من الميت)

رؤيا إعطاء الميت

قَالَ دانيال من رأى أَن مَيتا قد نَاوَلَهُ شَيْئا من المأكل وَالْمشْرَب وَلم يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ ينقص من مَاله بِقدر ذَلِك. وَإِن أكله فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة.

وَإِن نَاوَلَهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ حُصُول خير ووصول أمل.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا نَاوَلَهُ شَيْئا من ملبوسه ولبسه فَإِنَّهُ حُصُول غم أو مرض. وَإِن لم يلْبسهُ وَتَركه حَتَّى أَخذه الْمَيِّت ولبسه فَإِنَّها رؤيا غير محمودة.

وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَن مَيتا نَاوَلَهُ ثَوْبَيْنِ مغسولين فَإِنَّهُ حُصُول غنى.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا قد نَاوَلَهُ ثوبا مخيطا لَيْسَ من ملبسه وتناوله ولبسه ثمَّ قلعه وناوله للْمَيت ثمَّ لبسه الْمَيِّت فَإِنَّ ذلك غير محمود ويدل على نقصان، وَلَو لم يناول ذَلِك الثَّوْب للْمَيت لما حصل لَهُ ذَلِك النَّقْص بل كَانَ يزِيد مَاله.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ناول مَيتا ثَوْبه ثمَّ قَالَ خطه أَو اغسله بِحَيْثُ لم يخرج من يَده وَلم يدْخل فِي ملك الْمَيِّت فَإِنَّهُ حُصُول غم أو ضيق صدر. وَكذلك إِن تنَاوله الْمَيِّت ولبسه فَإِنَّ ذلك غير محمود.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا قد أَعَارَهُ ثَوْبه ثمَّ طلبه مِنْهُ فَإِنَّهُ دَلِيل على فقر ذَلِك الْمَيِّت للخير وَالْمَغْفِرَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا قد نَاوَلَهُ ثوبا عتيقا فَإِنَّهُ يدل على فقر الرَّائِي. وَإِن كَانَ الثَّوْب جَدِيدا فَإِنَّهُ يدل على غناهُ وعَلى قدره.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَيتا قد نَاوَلَهُ شَيْئا من الْقُرْآن وَكتب الْفِقْه وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول التوفيق في الطاعات والخيرات.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد بَاعَ للْمَيت شَيْئا فَإِنَّهُ دَلِيل على غلاء ذَلِك الشَّيْء.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد وهب للْمَيت شَيْئا ورده عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة وأو نقص.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَن الْمَيِّت أعطَاهُ شَيْئا من محبوبات الدُّنْيَا فَهُوَ خير يَنَالهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت أعطَاهُ قَمِيصًا جَدِيدا أَو ثوبا نظيفاً فَإِنَّهُ ينَال معيشة مثل أَيَّام حَيَاته.

وَإِن أعطَاهُ طيلساناً فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وجاه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت أعطَاهُ شَيْئا وَكَانَ ثوبا دنسا وسخاً دل ذلك على ارتكاب فواحش.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت أعطَاهُ طَعَاما فَإِنَّهُ حُصُول رزق من حَيْثُ لَا يحْتَسب.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعطَاهُ بطيخا أصفراً أَصَابَهُ هم لم يتوقعه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعطَاهُ عسلا فَإِنَّهُ مَال من جِهَة غنيمَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت يُعلمهُ علما فَإِنَّهُ يُصِيب صلاحا فِي دينه بِقدر ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى الْمَيِّت قلنسوة فَإِنَّهُ نقص فِي مَاله أَو مرض يُصِيبهُ وَلَكِن يشفى.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع ثِيَابه وألبسها للْمَيت فَإِنَّهُ لَاحق بِهِ هَذَا إن علم أَنَّهَا خرجت من ملكه، وإلا فَلَا يضرّهُ ذَلِك.

وكل شَيْء يرَاهُ الْحَيّ أَنه أعطَاهُ الْمَيِّت وخرج من مكله له فَإن ذلك لَيْسَ بمحمود إِلَّا فِي مسئلتين، إِذا رأى أَنه أعْطى عَمه أَو عمته شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا.

ورؤيا الْعم والعمة على أَي وَجه كَانَ سَلامَة من غم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا اشْترى طَعَاما فَإِنَّ ذلك الطعام يكون قَلِيل الْوُجُود. وَإِن بَاعه يكون كاسدا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بضَاعَة من أَي شَيْء كَانَ وَبهَا شَيْء ميت سَوَاء كَانَ إنْسَانا أَو حَيَوَانا فَإِن تِلْكَ البضاعة تفْسد وَيذْهب أَصْلهَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا أعطَاهُ شَيْئا مَجْهُولا وَلم يُحَقّق مَا هُوَ، فَهُوَ مَنْفَعَة على كل حَال وَكَذَلِكَ إن أعْطى الْمَيِّت شَيْئا مَجْهُولا فَلَا يضرّهُ ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يُعْطي جمَاعَة مجهولين شَيْئا لَا يفهمهُ فَإِنَّهُ أَمر ينبههم عَلَيْهِ.

وَقَالَ بعض المعبرين، كَمَا قَالَ ابْن سِيرِين، أحب الْأَخْذ من الْمَوْتَى وَلَا أعطيهم، وَبِالْجُمْلَةِ كلما رأى الانسان ان مَيتا أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ خير مَا لم يكن ذَلِك الشَّيْء من جنس الْهَوَام اللوادغ. وَأَمَّا الاعطاء من جَمِيع الْوُجُوه فَلَيْسَ بمحمود إِلَّا إِذا كَانَ يكرههُ وَهُوَ من جنس مَا تقدم فَهُوَ زَوَال هم وغم.

فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء تتَعَلَّق بالموتى

من رأى أَن مَيتا يرقص فَإِنَّهُ فرحان بِمَا هُوَ فِيهِ لِأَن الْمَوْت يضاد الْحَيَاة وأفعالها. وقال آخَرُونَ جَمِيع مَا يَفْعَله الْمَيِّت من المكروهات كالملاهي وَغَيرهَا لَيْسَ بمحمود.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الأَصْل فِي رُؤْيا الْمَيِّت إِذا رؤى فِي الْمَنَام وَهُوَ يفعل شَيْئا حسنا فِيهِ صَلَاح فِي أَمر دينه ودنياه فَإِنَّهُ يحث الرَّائِي على فعل الْخَيْر. وَإِذا رؤى أَنه يعْمل عملا سَيِّئًا فَإِنَّهُ ينهاه عَن فعل السَّيِّئَات وَتركهَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يبْحَث عَن حَقِيقَة ميت فَإِنَّهُ يبْحَث عَن سيرته فِي حَال حَيَاته.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَيِّت فِي مَكَان مُبْهَم ثمَّ انْتَعش وَقَامَ قَائِما وَرجعت الرّوح فِيهِ فَإِن الرَّائِي ينَال عزا وَحِكْمَة ومالا حَلَالا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلقن الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يعظ وَيرجع أَقْوَامًا ضَالِّينَ عَن ضلالتهم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملقنا أَو غَيره نزل إِلَى حُفْرَة ميت فَإِنَّهُ يزني.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَتَى حُفْرَة ميت فَوجدَ بهَا نَارا أو شيئاً من الهوام، فَإِنَّ ذلك غير محمود. فقد يدل ذلك على قبح عَمل قام به الرَّائِي وتحذيره له.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفرق عِظَام الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يبْذل مَاله فِي غير مصْلحَته. وَإِنْ رَأَى أَنه يجمعها فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا يعالج مَيتا فَإِنَّهُ يفتقده بِالصَّدَقَةِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد خرج من ميت شَيْء من الْأَشْيَاء كالبول وَالْغَائِط والقيح وَالدَّم والبصاق والبلغم وَمَا أشبه ذَلِك، فَهُوَ على وَجْهَيْن، قيل لَا تَأْوِيل لَهُ لكَونه لَا يُمكن صُدُور ذَلِك مِنْهُ. وَقِيلَ: يؤول لكل شَيْء من ذَلِك من معنى مَا تقدم وَيَجِيء على عقبه وَرُبمَا كَانَ بِنَوْع غير ذَلِك مِمَّا يرَاهُ المعبرون بفراسة فِي الْمَعْنى. وقال آخَرُونَ غير ذَلِك وَتقدم أَنه إِذا رأى فِي حق الْمَيِّت مَا لَا يُمكن وُقُوعه مِنْهُ يعبر بالنظير أَو السمي أَو العقيب وَنَحْو ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) من الْأَمْوَات مَا يتعجب مِنْهُ فَإِنَّهُ حُصُول أَمر تتعجب النَّاس مِنْهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سكن بمَكَان كَانَ فِيهِ ميت فَإِنَّهُ يبلغ مبلغه من أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَكَانا ما في بلدة قد سقط فَوق من بِهِ، فجَاء الرَّائِي وكشف ذَلِك فَوَجَدَهُمْ أَمْوَاتًا، فَإِنَّهُ يؤول على وُقُوع موت بِتِلْكَ النَّاحِيَة أو البلدة. وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف

اترك تعليقاً