رؤيا القلعة – تفسير الاحلام لابن شاهين

فصل فِي الْحُصُون والقلاع وهما بِمَعْنى وَاحِد. و رؤية البرج و السور في المنام.

رؤيا القلعة

فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يعمر قَرْيَة أو قلعة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَأَيْضًا يدل على انحصار أعدائه فِي الْمضيق. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرب قلعة فبخلاف ذَلِك.

وَقَالَ الْكرْمَانِي: عمَارَة القلاع بالجص فِي الرُّؤْيَا يدل على عمل هو من أعمال أهل النَّار. وَأَمَّا إِذا رأى أَنه يَبْنِي بِاللَّبنِ والطين فَإِنَّهُ من عمل أهل الْجنَّة.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مُقيم فِي القلعة مستحكم فِي اقامته فَإِنَّهُ يدل على ثبات دينه وَصَلَاح عقيدته وخلوص نِيَّته فِي الدّيانَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج مِنْهَا على أَي وَجه كَانَ وَلم يعد إِلَيْهَا فَإِنَّ ذلك غير محمود إذ قد يدلّ على فساد في الدين أو على انتقام الْأَعْدَاء. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مُعَلّق بظاهرها أَو بَاطِنهَا فَإِنَّهُ ذلك يدل على خلل في الدين.

وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه فِي قلعة وَعِنْده ذخيرة وافرة فَإِنَّهُ دَلِيل على صَلَاح دينه. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.

وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي حصن من الْحُصُون فَإِنَّهُ يرْزق نُسكا فِي دينه وصلاحا فِي أمره بِقدر استمكانه من ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مُتَعَلق بالحصن من خَارجه أَو من دَاخله أَو بزاويته فَإِنَّهُ يكون فِي دينه ومعيشته بِقدر الاستمكان والاستطاعة من ذَلِك.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أحدث بحصن شَيْئا ينقصهُ فَإِنَّهُ نقص فِي دينه.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي حصن وَقد طلع عَلَيْهِ أعداؤه مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن من هم.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بالحصن ثلمة -ثغرة- وَهُوَ يسدها فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح دينه وسداد مَا فرط مِنْهُ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينقب حصنا فَإِنَّهُ يَخُوض ويقول قول سوء في أنَاس ذَوي دين ووجاهة فليتق الله.

وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن نَفسه فِي قلعة وَهِي محسنة وجماعته عِنْده وزاده فَإِنَّهُ أَمَان من أعدائه وظفر بمطلوبه وَصَلَاح فِي دينه ونفاذ فِي أمره. وعَلى كل حَال رُؤْيا الْإِنْسَان نَفسه فِي قلعة على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا هُوَ مَذْمُوم فِي علم التَّعْبِير.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْحصن هُوَ الْإِسْلَام، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه بنى حصنا فَإِنَّهُ أحصن فرجه من الْحَرَام وَنَفسه من الذل وَمَاله من الرِّيَاء.

فصل فِي رُؤْيا الأبراج

رؤيا البرج

قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه فِي برج لَا يَأْمَن مِمَّا يَطْلُبهُ. وَقيل: رؤيا المريض بأنه في برج هي رؤيا غير محمودة قال الله تَعَالَى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يدرككم الْمَوْت وَلَو كُنْتُم فِي بروج مشيدة}.

وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على حَائِط برج فَإِنَّهُ ظفر وبلوغ مقصد.

وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يعمر برجا فَإِنَّهُ فعل مَحْمُود.

فصل فِي رُؤْيا الأسوار

رؤيا السور

وَهُوَ على أوجه: سُلْطَان، وَملك يقوم مقَامه، وحاكم، وَشَرَائِع الْإِسْلَام.

وَإِن رأى أَنه انثلم مِنْ السور ثلمة فَإِنَّهُ يدل على موت الْوَالِي.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عمر سورا جَدِيدا فَإِنَّهُ يَتَجَدَّد فِي ذَلِك الْمَكَان سُلْطَان جَدِيد وَيُقِيم فِيهِ.

(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عمر بعض السُّور فَإِنَّهُ يدل على تجدّد وَال فِي ذَلِك الْمَكَان.

وَقَالَ الْكرْمَانِي: السُّور وَمَا هُوَ قريب إِلَى سور الْمَدِينَة من الْجَانِب الْأَيْمن يدل على السُّلْطَان وَمن الْجَانِب الْأَيْسَر يدل على الْوَالِي. وَمَا هُوَ بعيد عَن سور الْمَدِينَة فتأويله الْأَمْن وَطيب الْعَيْش. وَمَا هُوَ خلف الْمَدِينَة فَإِنَّهُ امْرَأَة. وكل شَيْء يتَعَلَّق بالسور من الْقَرِيب والبعيد والدون والجيد وَالزَّائِد والناقص فَإِن رُؤْيَاهُ من الْخَيْر وَالشَّر على هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين.

وَأَمَّا الشراريف والمساقط فَلَهُمَا تَعْبِير بمفردهما. فالشراريف رجال ذَلِك الْمَكَان. والمساقط نسْوَة فمهما حدث فِي ذَلِك الْمَكَان من زين أَو شين فيؤول فِي ذَلِك.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف

اترك تعليقاً