رؤيا الغنى – تفسير الاحلام لابن شاهين

رؤيا الغنى – تفسير الاحلام لابن شاهين

وَأَمَّا السعَة فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه من أهل السعَة وَالْمَال وَالْقُدْرَة والإمكان فَذَلِك تغير أمره وإن كان ظَالِما دل على الانتقام.

قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْغنى هُوَ الْفقر.

(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ غَنِي فَإِنَّهُ يفْتَقر.

وقال بَعضهم: رُؤْيا الْغنى لأهل الدّين وَالصَّلَاح قناعة لقَوْل ابْن عبد الْعَزِيز الديريني:
وجدت القناعة أصل الْغنى ** فصرت بأهدابها ممتسك
ولبست من حليها خلعة ** فَلَا هِيَ تبلى وَلَا تنتهك

رؤيا الفقر

وَأما الْفقر فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين وثبات فِي الْحَال.

وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه من أهل الْفقر وضيق الْمَعيشَة يزْدَاد فِي تقربه وَيحسن حَال بَيته من بعده.

وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ فَقير نَالَ طَعَاما كثيرا لقَوْله تَعَالَى حِكَايَة عَن مُوسَى: {رب إني لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير}.

وَأَمَّا ضيق الْمَعيشَة فَإِنَّهُ يدل على الكفاف لما تقدم.

إن رأى نَفسه من أوساط النَّاس جَيِّدَة.

رؤيا

روي عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ جَالِسا على بَاب دَاره، فَمر بِهِ أعمى يسْأَل النَّاس الحافا، فَقَالَ فِي نَفسه: لَو توكل هَذَا الرجل على الله تَعَالَى وَجلسَ فِي جنب زَاوِيَة أَو مَسْجِد لرزقه الله تَعَالَى من غير سُؤال. قَالَ فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة، فَرَأَيْت فِي الْمَنَام طبقًا من نُحَاس وضع بَين يَدي وَفِي الطَّبَق ذَلِك الرجل الْأَعْمَى ممدودا وقائلا يَقُول: كل من لحم هَذَا، فَقلت: وَالله مَا اغْتَبْته وَإِنمَا حدثت نَفسِي وَلم ينْطق بِهِ لساني، فَقَالَ له: يَا جُنَيْد لست من الَّذين تقبل مِنْهُم هَذِه الْحجَّة. فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست على بَاب دَاري متفكرا تَائِبًا إِلَى الله تَعَالَى، وَإِذا أَنا بِالرجلِ الْأَعْمَى قد أقبل على حَالَته فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِم أكتفيت بِمَا رَأَيْت البارحة وتبت.

العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف

اترك تعليقاً