رؤيا الجماع – تفسير الاحلام لابن نعمة

رؤيا الجماع – تفسير الاحلام لابن نعمة

أو

رؤيا المجامعة

أو

رؤيا النكاح

أو

رؤيا الوطء

فصل: وَأما وطء الْمُحرمَات عَلَيْهِ -الْأُم، وَالْأُخْت، وَالْبِنْت، والعمة، وَالْخَالَة، ونحوهن-: يدل على الْحَج، لكَون كل وَاحِدَة حَرَامًا، كالبلد الْحَرَام. وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دُيُون: قَضَاهَا. أَو عِنْده ودائع، أَو أمانات، أَو نذور: أَدَّاهَا، لكَون الذّكر عَاد إِلَى أَهله. وَإِن كَانَ غَائِبا عَن بَلَده: اجْتمع بهم، أَو رَجَعَ إِلَى بَلَده، لِأَنَّهُ اجْتِمَاع. وَإِن كَانَ مَرِيضا: كان ذلك غير محمود له، قال الله تَعَالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم} وَإِن كَانَ عاقا لوَالِديهِ، أَو بَينه وَبَين أَقَاربه خُصُومَة، أَو منافرة: واصلهم، وَأحسن إِلَيْهِم، لكَون الوطء إِحْسَان إِلَى النِّسَاء. وَإِن كَانَ خلص من سجن، أَو مرض: عَاد إِلَيْهِ. وَيدل على: بطلَان عبَادَة العابد، أَو فَائِدَة تحصل لَهُ، لِأَن النِّكَاح من ملاذ الدُّنْيَا.

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر صفة وطء الْمُحرمَات. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني قد وطِئت أُمِّي وتلوثت بدمها، قلت: تحج وَيجب عَلَيْك دم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عَلَيْك نذر ذبح حَيَوَان، قَالَ: صَحِيح. وَمثله قَالَ آخر مَرِيض، قلت: غير محمود. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَطَأ جدتي وبنتي وأختي وَلَا أجد لَذَّة لِكَثْرَة الدَّم فِيهِنَّ، قلت: بَيْنك وَبَين أقاربك خصام لأجل دِمَاء وَكلما أردْت الصُّلْح كَمَا ينْفق كَمَا يَنْبَغِي، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَطَأ أُمِّي وَهِي بِمَسْجِد، قلت: تحج. وَقَالَ رجل متعبد: رايت أنني أَطَأ عدَّة من نسَاء الْمَحَارِم، قلت: تبطل عبادتك بزرع أَشجَار ونبات وَسقي ذَلِك، فَكَانَ كَمَا قلت. فَافْهَم ذَلِك.

فصل: وطء الْمَيِّت للْمَرْأَة الْحَيَّة: رَاحَة وَفَائِدَة، من جِهَة ذَلِك الْمَيِّت، أَو من ورثته. وَأما وطءء الْحَيّ للميتة: فدليل على برهَا، وصدقته عَنْهَا، أَو قُرْآن يهديه لَهَا، أَو دُيُون يوفيها عَنْهَا، أَو إِحْسَان إِلَى ورثتها.

قَالَ المُصَنّف: أما كَون الوطء من الْمَيِّت للْمَرْأَة الْحَيَّة رَاحَة لِأَن الْمَنِيّ بِمَنْزِلَة المَال، وَلِأَنَّهُ يخلق مِنْهُ الْوَلَد الَّذِي يفرح بِهِ. وَرُبمَا دلّ أَيْضا على النكد، كَمَا قَالَت لي امْرَأَة: رَأَيْت أَن مَيتا وطأني وحبلت مِنْهُ، قلت: يقدم عَلَيْك غَائِب يحصل لَك مِنْهُ كَلَام يؤلم باطنك، فَجرى ذَلِك. وَمثله رَأَتْ أُخْرَى إِلَّا أَنَّهَا قَالَت: ولدت مِنْهُ غُلَاما، قلت: لَك ولد غَائِب وَقد أَيِست مِنْهُ، قَالَت: نعم، قلت: السَّاعَة يقدم عَلَيْك، فَكَانَ كَذَلِك. وَرُبمَا دلّ وطء الْحَيّ للميتة على ضيَاع مَال وَوضع الشَّيْء فِي غير مَحَله. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني وطِئت امْرَأَة ميتَة وأنزلت فِيهَا منيا كثيرا، قلت: تدفن مَالا لَك فِي مَقْبرَة وَيروح عَلَيْك، فَكَانَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على أَنَّك تسير مَالا إِلَى غَائِب، قَالَ: نعم، قلت: لَا تفعل يروح عَلَيْك، فسيره فعدمه.

فصل: وَأما وطء الْمَيِّت للميتة: فورثة كل وَاحِد مِنْهُمَا، تحصل لَهُ رَاحَة من الآخر. وَأما من وطأهم فِي الدبر: فدليل على أَن الواطئ يسيء إِلَى وَرَثَة الْمُوَطَّأ، أَو يتَكَلَّم فِي عرضه.

رؤيا وطء الدبر

فصل: وَأما من وطأ ذكرا فِي الدبر: فَإِن كَانَ مَعْرُوفا أَسَاءَ إِلَيْهِ، أَو تكلم فِي عرضه، أَو اطلع مِنْهُ على عيب. وَإِن كَانَ مَجْهُولا: أحسن إِلَى من لَا ينفع مَعَه الْإِحْسَان، وَرُبمَا انتصر على عدوه.

قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ وطء الدبر على ضيَاع المَال فِيمَا لَا فَائِدَة فِيهِ، وعَلى تلاف مَا يبذره أَو يغرسه، لكَون النُّطْفَة وَقعت فِي مَكَان لَا ينفع. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أَطَأ فِي الدبر وآكل مِمَّا يخرج مِنْهُ، قلت: أَنْت صنعتك كنس المراحيض، قَالَ: صَحِيح.

رؤيا المساحقة

رؤيا السحاق

فصل: وَأما الْمُسَاحَقَة بَين النِّسَاء: فَهِيَ كوطء الذّكر للذكور؛ يحسن كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى من لَا ينفع مَعَه ذَلِك، أَو يطلع كل وَاحِد مِنْهُمَا على عيب الآخر، أَو تقع بَينهمَا خُصُومَة.

العودة إلى تفسير الأحلام لابن نعمة بالحروف

اترك تعليقاً