تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن والخمسون

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن والخمسون: في ذكر أنواع شتى في التأويل لا يشاكل بعضها بعضاً

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن والخمسون: في ذكر أنواع شتى في التأويل لا يشاكل بعضها بعضاً

الهدية: خطبة، فمن رأى أنه أهدى إلى أحد هدية أو أهدي إليه شيء خطبت إليه ابنته أو امرأة من أقربائه وحصل النكاح لقوله تعالى: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون} فكانت بلقيس مرسلة بالهدية وكان سليمان خاطباً لها.

وقيل: إن الهدية المحبوبة تدل على وقوع صلح بين المهدي والمُهدى إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تهادوا تحابوا}.

وأما استراق السمع فهو كذب ونميمة لقوله تعالى: {يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}  ويقتضي أن يصيب مسترق السمع مكروه من جهة السلطان لقوله تعالى: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين}.

وأما الاستماع، فمن رأى كأنه يستمع فإنه إن كان تاجرا استقال من عقدة بيع وإن كان واليا عزل لقوله تعالى: {إنهم عن السمع لمعزولون}

فإن رأى كأنه يتسمع على انسان فإنه يريد هتك ستره وفضيحته.

ومن رأى كأنه يستمع أقاويل ويتبع أحسنها فإنه ينال بشارة لقوله تعالى: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}.

فإن رأى كأنه يسمع ويجعل نفسه أنه لا يسمع فإنه يكذب ويتعود ذلك لقوله تعالى: {يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم}.

وأما الاختيار فمن رأى كأنه مختار في قومه فإنه يصيب رياسة لقوله تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار}.

وأما اخراج الرجل من مستقره فإنه يدل على نجاته من الهموم.

وحكي أن رجلا أتى بعض المعبرين فقال: رأيت كأن جيراني أخرجوني من داري فقال له المعبر: ألك عدو قال: نعم قال: وأنت في حزن قال: نعم قال: البشارة فإن الله تعالى ينجيك من شر كل عدو ويفرج عنك كل هم وحزن لقوله تعالى في قوم لوط: {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله}.

وأما البرهان فمن رأى في منامه كأنه يأتي ببرهان على شيء فإنه في خصومة مع انسان والحجة له عليه فيها لقوله تعالى: {هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.

وأما التدلي فمن رأى كأنه تدلى من سطح إلى أرض بحبل فإنه يتورع في جميع أحواله ويترك طلب حاجاته استعمالاً للورع.

فإن رأى أنه يسقط من سطح إلى أرض فإنه يقنط من رجل كان يأمله أو يسقط من مرتبته بسبب كلام يتكلم به.

فإن رأى كأنه في سقوطه وقع في وحل فإنه يترك أمرا من أمور الدين أو أمور الدنيا.

وأما التعزية فمن رأى كأنه عزى مصابا نال أمنا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من عزى مصابا فله مثل أجره}.

وإن رأى كأنه عزى نال بشارة لقوله تعالى: {وبشر الصابرين}.

وأما تغيير الاسم فمن رأى كأنه يدعى بغير اسمه فإن دعي باسم قبيح فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح فإن دعي اسم حسن مثل محمد أو على أو حسن أو سعيد نال عزاً وشرفاً وكرامةً على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الاسم.

وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتسابه إثما لقوله تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.

فإن رأى كأن شاباً مجهولاً يزكيه فإنه يصيب ذكراً حسنا جميلاً في عامة الناس.

وإن كان الشيخ والشاب معروفين نال بسببهما رياسةً وعزاً.

وأما الملق فمن رأى كأنه يتملق إنسانا في شيء من متاع الدنيا فذلك مكروه.

وإن رأى كأنه يتملق له في علم يريد أن يعلمه إياه أو عمل من أعمال البر يستعين به عليه فإنه ينال شرفا ويصح دينه ويدرك طلبته لما روي في الآثار: {إن الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم} وقيل: إن الملق لمن تعود ذلك في أحواله غير مكروه في التأويل ولمن لم يتعود ذلك ذلة ومهانة.

وأما التوديع فمن رأى كأنه يودع امرأته فإنه يطلقها.

وقيل: إن التوديع يدل على مفارقة المودع المودع بموت أو غيره من أسباب الفراق، ويدل على افتراق الشريكين وعزل الوالي وخسران التاجر.

وقال بعضهم: إن التوديع محبوب في التأويل وهو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر وعود الولاية إلى الوالي وبرء المريض وذلك لأنه من الوداع ولفظه يتضمن الودع وهو الدعة والراحة وأيضا فإن الوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد:

إذا رأيت الوداع فافرح * ولا يهمنك البعاد وانتظر العود عن قريب * فإن قلب الوداع عادوا.

وأما التواري فقد اختلفوا في تأويله، فمنهم من قال: إن من رأى أنه توارى فإنه تولد له بنت لقوله تعالى: {يتوارى من القوم}.

وقال بعضهم: من رأى كأنه توارى في بيت فإنه يفر لقوله تعالى: {إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا}.

وأما النورة: فقد حكي أن قتيبة بن مسلم رأى بخراسان كأنه نور جسده فحلقت النورة الشعر حتى انتهت إلى عورته فلم تحلقها فرفعت رؤياه إلى ابن سيرين فقال: إنه يقتل ولا يوصل إلى عورته يعني حرمه فكان الأمر كما عبره.

والتنور في موضع السنة إذا ذهب بشعر العانة دليل الفرج فإذا لم يذهب بشعر العانة فدليل ركوب الدين وزيادة الحزن.

وأما التهاون فمن رأى في منامه كأن تهاون بمؤمن فإن دينه يختل ويقنط من رجل يرجوه وتستقبله ذلة.

ومن رأى كأن غيره تهاون به وكان شابا مجهولا ظفر بعدوه وإن تهاون به شيخ مجهول افتقر لأنه جده.

وأما التمطي: فملالة من أمر أو كسل في عمل.

وأما الحراسة:.

فإن رأى أن غيره يحرسه فإنه يقع في محنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما دام أصحابه يحرسونه كان في محنة فلما فرج الله تعالى عنه قال لأصحابه ارجعوا فقد عصمني الله.

فإن رأى كأنه يحرس غيره كيلا يظلم فإنه يأمن شر الشيطان لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ثلاثة أعين لا تمسها النار عين حرست في سبيل الله}.

والنار في التأويل سلطان.

وقيل: إن حارس الغير يرزق الجهاد لهذا الخبر الذي رويناه.

وأما الحطب: فمن رأى أنه يحتطب في الأرض فإنه يكون مكثارا نماما لقوله تعالى: {وامرأته حمالة الحطب} يعني النميمة. وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {المكثار كحاطب الليل}.

وأما الحفر: فمن حفر أرضا وكان التراب يابسا نال بقدره مالا.

وإن كان رطبا فإنه يمكر بإنسان لأجل ما يناله، ويناله من ذلك المكان تعب بقدر رطوبة التراب.

وأما الحلف ففي الأصل دليل الغرور والخداع لقوله تعالى: {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور} وقوله: {يحلفون له كما يحلفون لكم}.

والحلف الصادق ظفر وقول حق، لقوله تعالى: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم}.

والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقوله تعالى: {ولا تطع كل حلاف مهين} ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع}.

وأما الدغدغة: فمن رأى كأنه يدغدغ رجلا فإنه يحول بينه وبين حرفته.

وأما الذرع فمن ذرع ثوبا بشبره أو أرضا أو خيطا فإنه يسافر سفرا بعيدا.

فإن مسحه بعقد أصبع فإنه يتحول من محلة إلى محلة.

وأما رعي النجوم فإنه يدل على ولاية.

وأما الرحمة: فمن رأى كأنه يرحم ضعيفا فإن دينه يقوى ويصح لقوله صلى الله عليه وسلم: {من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا}.

فإن رأى كأنه مرحوم فإنه يغفر الله له.

فإن رأى كأن رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته } وهي النعم.

فإن رأى كأنه رحيم فرح فإنه يرزق حفظ القرآن لقوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} قالوا: الرحمة هنا القرآن.

وأما السؤال فمن رأى أنه يسأل فإنه يطلب العلم ويتواضع لله ويرتفع.

وأما الشغل فمن رأى كأنه مشغول فإنه يتزوج بكرا ويفترعها لقوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قالوا: هو افتضاض الابكار.

والشفاعة قيل: إنها تدل على غش وقيل: إنها تدل على عز وجاه فإنه لا يشفع من لا جاه له.

وأما صوت الزنبور فمواعيد من رجل طعان دنيء لا يتخلص منه دون أن يستعين برجل فاسق.

وأما صوت الدراهم فكلام حسن يسمعه من موضع يحب استزادته فإن كانت زيوفا فمنازعة في عداوة ولا يحب قطع الكلام.

وأما ضفر الشعر: فجيد للنساء ولمن اعتاد ذلك من الرجال وردئ لغيرهم.

وأما الطول: فمن رأى كأنه طال فإنه يزيد في علمه وماله، وإن كان صاحب الرؤيا سلطانا قوي سلطانه وكان حسن السيرة فيه، وإن كان تاجرا ربحت تجارته لقوله تعالى: {وزاده بسطة في العلم والجسم}، وإن كان صاحب الرؤيا امرأة دلت رؤياها على الولادة.

وأما الطلب فمن رأى كأنه يطلب شيئا فإنه ينال مناه لما قيل: من طلب شيئا ناله أو بعضه.

ومن رأى كأن أحدا يطلبه فإنه هم يصيبه.

وأما العلو فمن رأى كأنه يريد أن يعلو على قوم فعلا فإنه يستكبر ثم يذل لقوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}.

إن رأى كأنه لا يريد العلو نال رفعة وسرورا.

وأما العفو: فمن رأى كأنه عفا عن مذنب ذنبا فإنه يعمل عملا يغفر له الله تعالى به لقوله تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}.

ومن رأى كأن غيره عفا عنه طال عمره ونال رفعة.

وأما العظم: فمن رأى كأنه عظم حتى صارت جثته أعظم من هيئة الناس فإنه دليل موته.

وأما العمل الناقص: فيدل على الإياس عن المرجو ووقوع الخلل في الرياسة.

وأما العقد فهو على القميص عقد تجارة وعلى الحبل صحة دين وعلى المنديل إصابة خادم وعلى السراويل تزوج امرأة وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تزويج أو تجارة.

فإن انعقد الخيط تيسر ما يطلبه وإن لم ينعقد تعسر مرامه وتعذر مطلوبه.

فإن رأى كأن العقدة وقعت على شيء من هذه الأشياء من غير أن عقدها فإنها تدل على ضيق وغم من قبل السلطان.

فإن رأى كأن غيره فتحها كان ذلك الغير سبب فرجه عنه.

فإن رأى كأنه فتحها بعد جهد فإنه ينجو من ذلك بعد جهد.

وإن رأى كأنها انفتحت بنفسها فإن الله تعالى يفرج عنه من حيث لا يحتسب.

وأما العدد فيختلف باختلاف المعدود.

فإن رأى كأنه يعد دراهم فيها اسم الله فهو يسبح.

وإن رأى كأنه يعد دنانير فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علما.

فإن رأى فيها نقش صورة فإنه يشتغل بأباطيل الدنيا.

وإن رأى كأنه يعد لؤلؤا فإنه يتلو القرآن.

فإن رأى كأنه يعد جواهر فإنه يتعلم العلم أو يدرسه.

فإن رأى كأنه يعد خرزا فإنه مشتغل بما لا يعنيه.

فإن رأى كأنه يعد بقرات سمان فإنه تمضي عليه سنون خصبة.

فإن رأى كأنه يعد جمالا وحمولا فإن له سلطانا أفاد من أعدائه مالا قيمته توافق تلك الحمول وإن كان دهقانا أمطر زرعه وإن كان تاجرا نال ربحا كثيرا.

فإن رأى كأنه يعد جاورسا فإنه يقع في شدة وتعب في معيشته وكذلك العدد في كل شيء سواه يرجع إلى جوهره.

والعجب في التأويل ظلم فمن رأى أنه أعجب بنفسه أو بغناه أو بقوته فإنه يظلم.

وأما عتق العبد: فهو موت المعتق.

فإن رأى حرا كأنه قد أعتق فإنه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه وإن كان صاحب الرؤيا مريضا نال العافية وإن كان مديونا وجد قضاء ديونه.

والعجل في التأويل ندامة كما أن الندامة عجلة.

والعلم اتصال ببعض العلوية فمن رأى أنه أصاب علما فإنه يتزوج بعلوية لقوله صلى الله عليه وسلم: {أنا مدينة العلم وعلي بابها}.

وأما العتاب: فيدل على المحبة، وأنشد:

إذا ذهب العتاب فليس ود * ويبقى الود ما بقي العتاب.

فإن رأى كأنه يعاتب نفسه فإنه يعمل عملا يندم عليه ويلوم عليه نفسه لقوله تعالى: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}.

وأما غزل المرأة فقد بلغنا عن ابن سيرين أن امرأة أتته فقالت: رأيت امرأة تغزل القطران فعجبت منها فقال: وما عجبك من هذا ونقضه أهون من إبرامه وقال: هذه امرأة كان لها حق فتركته لصاحبه ثم رجعت فيه قالت: صدقت كان لي على زوجي صداق فتركته في حياته ثم لما مات أخذته من ميراثه.

فإذا رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل فإن غائبا لها يقدم وإن رأت كأنها تبطئ الغزل فإنها تسافر ويسافر زوجها فإن انقطعت فلكة المغزل انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع.

فإن رأت كأنها تغزل سحابا فإنها تسعى إلى مجالس الحكمة فإن رأت كأنها تغزل قطنا فإنها تخون زوجها.

وإن رأى رجل كأنه يغزل قطنا أو كتانا وهو في ذلك يتشبه بالنساء فإنه ينال ذلا ويعمل عملا جليلا، فإن كان الغزل دقيقا فإنه عمل بتقتير وإن كان غليظا فإنه سفر في نصب وتعب .

وأما غسل اليدين بالأشنان فإنه يدل على قطع الصداقة ويدل على انقطاع الخصومة وقيل: إنه نجاة من الخوف، وقيل: إنه إياس من مرجو، وقيل: إنه توبة من الذنوب.

وأما فعل الخير، فمن رأى كأنه يعمل خيرا فإنه ينال مالا.

فإن رأى كأنه أنفق مالا في طاعة الله فإنه يرزق مالا لقوله تعالى: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم}.

وأما الفراسة وتوسم بعض الغائبات فيدل على كثرة الخير والأمن من السوء لقوله تعالى: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}.

وأما الفتل، فمن رأى كأنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلويه على نفسه أو على قصبة أو على خشبة فإنه سفر.

وأما القوة، فمن رأى فضل قوة لنفسه فإن اقترن برؤياه ما يدل على الخير كانت قوته في أمر الدين وإلا كانت قوته في أمر الدنيا، وقيل: إن القوة ضعف لقوله تعالى: {من بعد قوة ضعفا}.

وأما كثرة العدد، فمن رأى كثرة العدد والزحام والبؤس فإن كان واليا كثرت جنوده وارتفع اسمه وسلطانه وإن كان تاجرا كثر معاملوه وإن كان داعيا كثر مستجيبوه.

وأما كلام الأعضاء، فإن كلامها يدل كل عضو على افتقار من هو تأويل ذلك العضو من أقرباء صاحب الرؤيا.

وأما اللوم، فمن رأى كأنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك الامر فيستحق اللوم لما قيل: (وكم لائم قد لام وهو مليم).

فمن رأى كأنه يلوم نفسه على أمر فإنه يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه ثم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}.

واللي في العمامة والحل سفر.

وأما البيعة، فمن رأى كأنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم فإنه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع.

فإن رأى كأنه بايع أميرا من أمراء الثغور فإنه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر لقوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} إلى قوله تعالى: {وبشر المؤمنين}.

فإن رأى كأنه بايع فاسقا فإنه يعين قوما فاسقين.

فإن بايع تحت شجرة فإنه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى لقوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}.

وأما نسج الثوب، فإنه يدل على سفر.

فإن نسج ثوبه ثم قطعه فإن الامر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع وإن كان في خصومة انقطعت وإن كان في حبس فرج عنه.

ونسج القطن والصوف والشعر والإبرسيم كله سواء.

ورؤيا الثوب مطويا سفر.

ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له.

وأما الوعد، فمن رأى كأنه وعد وعدا حسنا فهو لاقيه.

فإن رأى كأن عدوه وعده خيرا أصابه مكروه من عدوه أو من غيره.

فإن رأى كأن عدوه وعده شرا أصاب خيرا من عدوه أو من غيره.

ونصيحة العدو غش لقوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن إبليس: {هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى}.

وكل أفعال العدو بعدوه فتأويلها ضدها.

والوحدة في التأويل ذل وافتقار وعزل للملك.

ووزن المال بين المتبايعين غرامة.

وأما الارضاع، فإن رأت امرأة كأنها ترضع إنسانا فإنه انغلاق الدنيا عليها أو حبسها لأن المرضع كالمحبوس ما لم يخل الصبي ثديها وذلك لأن ثديها في فم الصبي ولا يمكنها القيام.

وكذلك الذي يمص للبن كائنا من كان من صبي أو رجل أو امرأة.

وإن كانت المرضع حبلى سلمت بحملها.

وأما تنفس الصعداء، فدليل على أنه يعمل ما يتولد منه حزن.

وأما البكاء، فسرور.

وخفقان القلب ترك أمر من خصومة أو سفر أو تزويج.

وأما الصبر، فمن رأى كأنه يصبر على ضر نال رفعة وسلامة لقوله تعالى: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا}.

والقلق ندامة على أمر أو ذنب وتوبة منه.

واجتماع الشمل دليل الزوال لقوله تعالى: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} الآية. وأنشد:

إذا تم أمر بدا نقصه * توقع زوالا إذا قيل: تم.

والمعانقة، مخالطة ومحبة.

فإن رأى كأنه عانقه ووضع رأسه في حجره فإنه يدفع إليه رأس ماله ويبقى عنده.

أما القبلة بالشهوة فظفر بالحاجة.

وأما تقبيل الصبي فمودة بين والد الصبي وبين الذي قبله.

وتقبيل العبد مودة بين المقبل وسيده.

فإن رأى كأنه قبل واليا ولي مكانه.

وإن قبل سلطانا أو قاضيا قبل ذلك السلطان أو القاضي قوله.

وإن قبله السلطان أو القاضي نال منهما خيرا.

فإن رأى كأن رجلا قبل بين عينيه فإنه يتزوج.

والعض كيد، وقيل: حقد، وقيل: العض يدل على فرط المحبة لاي معضوض كان من آدمي.

أو غيره فإن عض إنسانا وخرج منه دم كان الحب في إثم.

فإن عض أصبعه ناله هم في مخاطرة دينه.

وأما المص، فأخذ مال.

فإن مص ثدييه أخذ من امرأته مالا، وكذلك كل عضو يدل على قريب.

وأما القرص، فطمع.

فإن بقي في يده من قرصه لحم نال من طمعه.

وإن قرص أليته فإنه يخونه في امرأته.

وإن قرص بطنه طمع في مال خزنته.

وإن قرص يده طمع في مال إخوته.

ومن باع مملوكا فهو له صالح ولا خير فيه لمن اشتراه.

وكل ما كان خيرا للبائع فهو صالح للمشتري.

والنور في التأويل هو الهدى.

والظلمة هي الضلالة.

والطريق المضلة ضلالة وجور عن الطريق.

والخراب من الأماكن ضلالة لمن رأى أنه فيه إذا كان صاحب دنيا.

ومن رأى أن عامرا تساقط وخرب فإن ذلك مصائب تصيب أهل ذلك الموضع.

والحصن، حصانة في الدين لمن رأى أنه فيه.

ومن جمع له أمره واستمكن من الدنيا فقد أشرف على الزوال وتغيير الحال لأن كل شيء إذا تم زال.

ومن رأى كأن فمه امتلأ ماء حتى لم يبق فيه موضع فذلك استيفاء رزقه.

ومن رأى داره حديدا أو ثوبه أو ساقه أو بعض أعضائه دل ذلك على طول عمره ونموه.

ومن رأى شيئا من قوارير مجهولة قصر عمره.

والمفتاح سلطان ومال وخطر عظيم.

ومن رأى أنه أعرج أو مقعد فإن ذلك ضعف يقعد به عما يحاول.

ومن توكأ على عصا اعتمد على رجل في أمره.

ومن رأى أنه مفقع اليدين أو يابسهما وكان في الرؤيا ما يدل على البر فإن ذلك كف عن المعاصي.

ومن رأى أنه صائم أو ملجم بلجام فإنه كف عن الذنوب قال الشاعر:

إنما السالم من * ألجم فاه بلجام

ومن رأى أنه أصم أو أخرس فإن ذلك فساد في الدين.

ومن رأى أنه فقيه يؤخذ عنه ويقبل منه فإنه يبتلى ببلية يشكوها إلى الناس فيقبل قوله.

ومن رأى أنه شيخ وهو شاب فإن ذلك وقار وكذلك المرأة إذا رأت أنها نصف أو عجوز وهي شابة.

ومن رأى أنه صبي وهو رجل أتى جهلا وصبا.

ومن رأى أن صلاته فاتته وأنه لا يجد موضعا يصلي فيه فذلك عسر في أمره وكذلك إن فاته الوضوء ولم يتيمم وكذلك الغسل والتيمم.

وأما البربط وما أشبهه من المطربات فلهو الدنيا وباطلها وكلام مفتعل لأن الأوتار تنطق بمثل الكلام وليس بكلام إلا أن يكون صاحب الرؤيا ذا دين وورع فيكون ذلك ثناء حسنا.

وقد يكون البربط لمن رأى أنه يضرب به ولم يكن صاحب دين ثناء رديئا على نفسه وهو كاذب.

والمزمار والرقص مصيبة عظيمة.

والطبل إذا انفرد خبر باطل مشهور.

والدف شهرة.

والشطرنج باطل من القول وزور يطالب به وكذلك النرد.

واللعب بالكعاب واللعب بالجوز منازعة وخصومة إذا حرك وقعقع فإذا لم يحرك ولم يكن له صوت فإنه مال محظور عليه.

فإن رأى أنه كسره وأكله أصاب مالا من رجل أعجمي.

وزجر الطير والكهانة أباطيل.

وقول الشعر إذا لم يكن فيه حكمة ولا ذكر الله تعالى فهو زور والنبط يسمون الشاعر مؤلف زور والله تعالى يقول: {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون} وقال الشاعر :

وإنما الشاعر مجنون كلب * أكثر ما يأتي على فيه الكذب.

والغناء والحداء باطل ومصيبة.

والرقى باطل إلا رقية فيها القرآن أو ذكر الله تعالى.

والشيطان عدو مخادع في الدين.

والجن هم دهاة الناس لقول الناس فلان جني وما هو إلا من الجن إذا كان داهية وكذلك السحرة.

ومن رأى أنه انهدم عليه بيت أو بناء أصاب مالا كثيرا.

ومن مشى في رمل أو وعث عالج شغلا شاغلا.

فإن حمله أو استفه أصاب مالا وخيرا.

ومن رأى فرسانا يتراكضون خلال الدور ويدخلون أرضا أو محلة فإنها أخطار تصيبهم.

ومن رأى إبلا مجهولة تدخل محلة أصابتها أمطار وسيول.

وإن رأى ثورا ذبح في محلة أو دار فاقتسموا لحمه فإن ذلك مصيبة برجل ضخم يموت ويقسم ماله، وكذلك البعير والكبش والعجل.

فإن ذبح شيئا من ذلك على غير هذه الصفة وصار لحمه إلى قدره أو مأكله فإنه رزق إن أكله ومال يحوزه.

ومن قطع عليه الطريق وذهب له مال أو متاع أصيب بإنسان يعز عليه.

وإن رأى أن لصا دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به فإنه يموت انسان هناك فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف انسان على الموت ثم ينجو.

ومن رأى أنه أسير أصابه هم.

ومن رأى أنه ضعيف في جسمه أصابه هم.

ومن رأى أنه محزون أصابه سرور.

ومن رأى أن عليه حملا ثقيلا مجهولا أصابه هم.

وإن رأى أن رؤوس الناس مقطوعة في بلد أو محلة فإن رؤساء الناس يأتون ذلك الموضع وإن أكل منها أو نال شعرا أو عظما أو مخا أو عينا أصاب مالا من رؤساء الناس.

فإن رأى واليا ميتا كأنه عاش وهو في بلده فإن سيرته تحيا في ذلك المكان أو يليه رجل من عقبه أو عشيرته أو نظيره أو سميه.

ومن رأى أنه تحول خليفة وليس هو لذلك موضعا شهر بمكروه من مصائب تصيبه وشمت به عدوه.

ومن رأى أن هلالا طلع من مطلعه في غير أول الشهر فإنه طلعة ملك أو ولادة مولود عظيم الخطر أو قدوم غائب أو ورود أمر جديد وليس طلوع الهلال كطلوع القمر وطلوع النجم رجل شريف.

ومن عانق رجلا حيا أو ميتا طالت حياته وكذلك إن صافحه.

والدواب والانعام جدود ومنافع للناس.

وركوب دابة البريد سفر في سلطان قليل الاتباع.

والجبال والشجر والكهوف ملجأ ومأوى وكنف.

ومن رأى أنه يقطع شجرة أو نخلة مرض هو أو بعض أهله وربما كان موتا إذا قلعها.

ومن دخل بيتا جديدا ازداد غنى وتزوج فالبيت المفرد امرأة.

ومن رأى أن رجله انكسرت فلا يقربن السلطان زمانا وليدع الله عز وجل.

ومن رأى خبزا كثيرا كبارا وصغارا من غير أن يأكله زاره إخوانه وأصدقاؤه عاجلا.

والخبز النقي صفاء عيش لمن أكله.

ومن رأى أرضا مخضرة قد يبست أو أجدبت أصابه شر صلب.

ومن رأى أنه يدخل بيتا مجصصا عمل عمل السوء.

وكذلك لو كان ابتناه.

وإن كان من طين فهو صالح وبالحري أن يتزوج.

ومن نقل الحجارة أو الجبال زاول أمرا عظيما.

ومن أصاب طلعة أو طلعتين أصاب ولدا.

وإن أكل من ذلك أكل من مال الولد وأكل الطلع نيل رزق.

ومن رأى أنه يصرم نخلة فإن أمره ينصرم.

ومن رأى أنه يرجح في أرجوحة فإنه يلعب بدينه.

ومن أصاب جوز هند سمع قول الكهنة.

واللبان بمنزلة الدواء لمن أكله، فإن مضغه كثر كلامه فيما لا ينفعه.

ومن رأى أنه يسعل فإنه يشكو رجلا.

فإن تثاءب هم بالشكاية.

فإن رأى أن به فواقا فإنه يغضب ويتكلم بما لا يراد أو يمرض مرضا شديدا.

ومن خرجت منه ريح لها صوت في مجمع الناس أو غير المتوضأ زل بكلمة.

ومن بصق خرج منه كلام.

ومن امتخط ألقح ولدا.

والضرب لمن رأى أنه ضرب وهو موثق بأسطوانة أو مغلوب مقموط فهو ضرب باللسان.

ومن ضرب بالسياط من غير شد وأخذ بالأيدي فهو مال وكسوة.

ومن رأى أنه يحضن بيضا فإنه يصيب نساء ويمكث معهن.

ومن رأى في ثديه لبنا فإنه زيادة في دنياه.

ومن رأى أن لامرأته لبنا لم تلد المرأة أبدا فإن كان لها ولد ساد أهل بيته.

ومن خضب يده أو رجله فإنه يزين قرابته بغير زينة الدين ويغطي على أحوالهم، فإن كان الخضاب في غير موضع الخضاب أصابه خوف وهم ثم ينجو.

ومن رأى أن له قرنا فإنه منعة.

فإن رأى أن له ذؤابة فإنها ولد وقرابة يعز بهم.

ومن رأى أن له حافرا فإنه قوة .

ولو رأى أن له خفا كخف البعير أو مخلبا كمخلب الطير أو منقارا كمنقاره فذلك قوة.

ومن رأى أنه يجز شعر جسده نال زيادة في دنياه.

وكذلك كل زيادة في الجسم إذا أخذت.

ومن قطعت خصيتاه انقطعت عنه إناث الأولاد.

ومن انقطع ذكره انقطع عنه ذكور الأولاد.

وإن رأى الأصلع أن له شعرا أصاب مالا.

ومن رأى أن ثيابه تخرقت وقع بينه وبين قرابته خصومة وقطيعة.

ومن دخل بستانا مجهولا في أيام سقوط الورق فرأى الورق يسقط أو رأى الشجر عاريا مجهولا أصابته هموم.

ومن رأى بستانا عامرا له فيه ماء يجري وقصور وامرأة تدعوه إلى نفسها رزق الشهادة ويدخل الجنة.

فإن رأى أن له بستانا يأكل من ثمر شجره فإنه يصيب مالا من امرأة غنية.

فإن التقط الثمار من أصول الشجر خاصم رجلا شريفا وظفر به.

فإن رأى أن الغبار ركب شيئا فهو مال لأنه من التراب.

فإن رآه بين السماء والأرض فإنه أمر يلتبس عليه لا يعرف المخرج منه بمنزلة الضباب.

والمسمار رجل يتوصل به الناس في أمورهم وكذلك الجسر والقنطرة.

والركض على الدابة أو على القدمين ارتكاض في طلب الدنيا.

ومن رأى أنه يكنس بيته ذهب ماله فإن كنس بيت غيره أصاب من ماله.

ومن رأى أنه مقطوع الأرنبة مات وإن كانت امرأته حبلى ماتت أو مات ولدها.

ومن رأى أنه ينادى عليه من موضع بعيد مجهول فأجاب مات.

ومن سقط من ظهر بيته فانكسرت يده ورجله أصابه بلاء في نفسه أو ماله أو صديقه أو ناله من السلطان مكروه.

ومن رأى أنه نبت عليه الحشيش أو الشجر أصاب خيرا ونعمة بعد أن لا يغلب ذلك على سمعه أو بصره أو لسانه أو بعض جوارحه فيهلك.

ومن رأى فعلة يعملون في داره خاصم أقاربه وهجر صديقا له.

وأما الكامخ والصحناء والخردل: فهم.

ومن رأى أنه نشر بمنشار أصاب ولدا أو أخا أو أختا.

والجوع خير من الشبع والري خير من العطش والفقر خير من الغنى والبكاء خير من الضحك إلا تبسما.

ومن رأى أنه مظلوم فهو خير من أن يرى أنه ظالم.

ومن رأى أنه يملك الريح أصاب سلطانا عظيما وكذلك الطير والجن.

ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء إلى الأرض ولى سلطانا بقدر ما استعلى عن الأرض فإن انقطع به زال ذلك السلطان عنه.

والملح الأبيض دراهم وعين والملح الطيب دراهم فيها هم ونصب.

والصمغ فضول من أموال الرجال.

والتخلل بالخلال لا خير فيه لأن الأسنان هي القرابة.

والخلال بمنزلة المكنسة.

ومن أهدى هدية يستحب نوعها كان ذلك للمهدي أو المهدى إليه.

ومن رأى من أصحاب السلطان أنه يسلب قميصه حتى تجرد فهو عزله، وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن الله عز وجل سيقمصك قميصا فإن راودوك على خلعه فلا تخلعه.

فإن رأى أنه معزول فإنه مغلوب على أمره.

فإن رأى السلطان في النزع أو مخبولا أو أن منبره انكسر أو سقط منه أو حلق رأسه أو نزع سيفه أو انهدمت داره التي يسكنها أو نصبت له شبكة وقع فيها أو نطحه ثور أو وطئته دابة فإن ذلك كله هم وعزل.

فإن رأى أنه جالس على الأرض أو أن عليه قبة فإنه ثبات في سلطانه.

وإن اتصل ثوبه بثوب آخر زيد في سلطانه ولا سيما إن كانت عمامة.

ومن رأى الكعبة داره لم يزل ذا سلطان وصيت في الناس.

فإن رأى أنه يريد سفرا أو يشيعه قوم فإنه فراق لحالة تحول عنها إلى خير منها أو شر وكذلك إن شيع قوما.

ومن رأى أنه يباع مملوكا ضيق الله أمره وذل.

ومن أعار أو استعار نال مرفقا لا يدوم أو ناله إن كان نوعه مما يستحب.

ومن رأى أنه مسموم لهج بأمر وأخذ فيه.

ومن رأى أن منارة مسجد قد انهدمت تفرق أهل ذلك المسجد واختلفوا في آرائهم وذات بينهم.

ومن رأى أنه غواص في البحر لإخراج اللؤلؤ فإنه طالب كنز أو مال من قبل ملك.

والخوص من النخل بمنزلة الشعر من الشاة.

والأرضة من الخشب بمنزلة الدود في الجسد.

ومن أصابته زمانة في جسده خذله قرابة له.

ومن أصاب قلما أصاب علما.

ومن رأى أنه يأكل ثوبه فإنه يأكل من ماله.

ومن ركب عجلة أصاب سلطانا أعجميا ونال شرفا وكرامة.

وإن رأى في السماء أبوابا مفتحة كثرت الأمطار في تلك السنة وزادت المياه لقوله تعالى: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر}.

ومن رأى أنه يقرع بابا فإنه يستجاب دعاؤه لقولهم: (من ألح على قرع الباب يوشك أن يفتح له) وربما كان ظفرا بأمر يطلبه.

فإن قرع الباب وفتح له كان يوشك له الاستجابة والظفر.

وكل ما كان له قوة على غيره ورفعة على ما سواه فهو سلطان ومالك وقاهر.

وكل ما كان وعاء للمال وجيد المتاع فدال على القلب.

وكل ممزوج ومدخول بعضه في بعض فدال على الاشتراك والنكاح والمعاونة.

وسقوط العلويات على الأرض دليل على هلاك من ينسب إليها من الاشراف.

وكل ما أحرقته النار فجائحة فيه وليس يرجى صلاحه ولا حياته، وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها، وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق فإنه لا يرجى.

والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه وصلاحه وإفاقته لأنه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه والمخطوف كخطف الموت.

وكل ما كان له أسفل وأعلى فأعاليه سادة وذكور وأسافله نساء ورعية وعبيد وعامة.

وما اشتهر من الحيوان بذكوره فهو ذكر كالذئاب حتى يقول ذئبة والثعالب حتى يقول ثرملة والوعول حتى يقول أورية والقرود حتى يقول قشة والخيل حتى يقول رمكة ونحوه، وما اشتهر بإناثه فهو نساء حتى يذكر ذكره كالحجل حتى يقول يعقوب والفأر حتى يقول جرذ والقطا حتى يقول العضرفوط والخنافس حتى يقول الحنظب هذا ونحوه.

وما كان من الفواكه غالبه حلو فهو على ذلك حتى يقول كأنه مر أو حامض في مذاقه أو ضميره.

وما عرف بالحموضة أكثره جرى على ذلك حتى تصفه بالحلاوة.

وكل ما كانت زيادته محمودة كالبدن والقامة واللسان واللحية واليد والذكر إذا خرج عن حده عاد تأويله إلى الفضيحة إلا أن يدخل عليه ما يصلحه أو يعبره عابر في المنام أو يفسره.

وكل ما رؤي في غير مكانه وفي ضد موضعه فمكروه كالنعل في الرأس والعمامة في الرجل والعقد في اللسان.

وكل من استقضى أو استفتى أو استحلف ممن لا يليق به ذلك نالته بلايا الدنيا واشتهر بذلك وافتضح، وكذلك إن خطب على منبر فقد يصلب على خشبة.

وإذا تواترت أدلة العز والغنى في الرؤيا عاد ذلك سلطانا.

وكل ما يقوى فيه من أدلة الغم والهم صار خوفا من جهة السلطان لأنه أعظم المخاوف وقد يصير موتا.

وكل ما دل من الملابس على المكروه فخلقه على رأسه أهون من جديده.

وكل ما كان جديده صالحا فخلقه ردئ.

والتبسم صالح فإذا خرج إلى القهقهة صار بكاء وحزنا.

والبكاء بالعين ضحك وفرح وإن كان معه عويل أو صراخ أو رنة فهو مصيبة وترحة.

والدهن ثناء حسن فإن سال وكثر صار هما.

والزعفران ثناء حسن ومال فإن صبغ به جسد أو ثوب عاد هما وغما.

والضرب كسوة ومن صار له جناح نال مالا فإن طار به عاد سفرا.

ومن قطعت يده فارق ما تدل عليه وإن أخذها أو أحرزها بعد القطع استفاد من تدل عليه.

والمريض إذا خرج متكلما أفاق وإذا خرج صامتا مات.

والمقلوب في التأويل تعاقب الأشياء في التفسير واشتراكها في التغيير، كالحجامة فربما كانت صكا يكتب في عنقه وكذلك الصك المكتوب حجامة، وأكل التين ندامة وهم وغم والندامة والهم أكل التين، والحرب طاعون والطاعون حرب، والسيل عدو والعدو سيل، والبائع مشتر والمشتري بائع، والسواد من ألوان الثياب دال على السؤدد والمال أو على السوء والمرض والذنوب والعذاب، والحمرة دالة للرجال على البغي والذنوب والشهرة وهيجان الدم وللنساء على الفرج، والصفرة دالة على الاسقام والافزاع والهموم، والبياض دال على البهاء والجمال والتوبة والصلاح، والخضرة دالة على الشهادة ودخول الجنة والأعمال الصالحة وربما دلت على الضر الموجب للأجر، والخروج من الأبواب الضيقة بشارة بالنجاة والسلامة لمن لا ذنب له من الصغار ولأهل الخير من الكبار وفى المرضى دالة على الموت والخلاص من الدنيا والراحة ولمن كان سالما دالة على المرض لأن السلامة لا يسر بها إلا من فقدها.

ومن رأى ميتا مقبلا عليه ضاحكا إليه فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله لما وصل إليه من دعائه فإن لم يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه ومن دعا له ميت فدعاؤه إخبار عما في غيب الله عز وجل.

ومن أكل شيئا من المواعين والمستخدمات أكلا لا ينقص المأكول أكل من عمله أو من مال من يدل عليه من الناس وإن أكله كله باعه وأكل ثمنه.

وإن أكل من حيوان أو جارح أفاد منه أو ممن يدل عليه أو من كده وسعيه وإن لم ينقصها أكله اغتاب من يدل عليه من الناس.

ومن عاد في المنام إلى حال كان فيه في اليقظة عاد إليه ما كان يلقاه فيها من خير أو شر.

والسفر والنقلة من مكان إلى مكان انتقال من حال إلى حال على قدر اسم المكانين.

وإسلام الكافر في المنام دال على موته لأنه يؤمن عند الموت ولا ينفعه إيمانه، وموته أيضا يدل على إسلامه ورجوعه إلى الخير.

ومن أخبر في المنام بأمر فإن كان المخبر من أهل الصدق كان ما قاله كما قاله وإن كان إقرارا على نفسه فهو إخبار عما ينزل به ويكون ذلك مثل قوله ومن تكلم في غير صناعته مجاوبا لغيره فالأمر عائد عليه في نفسه وإن كان ذلك من علمه وصناعته فالأمر عائد على السائل.

ومن تحول اسمه أو صفته أو جسمه ناله من الخير والشر على قدر ما انتقل إليه وتبدل فيه.

ونبات الحشيش على الجسم إفادة غنى وإن نبت فيما يضر به نباته فمكروه إلا أن يكون مريضا فدليل على موته.

والوداع دال للمريض على موته وطلاق للزوج وعلى السفر وعلى النقلة مما الانسان فيه من خير أو شر أو غنى أو فقر على قدر المكان الذي ودع فيه وضميره في السير وما في اليقظة من الدليل.

وأما الملح، فقال القيرواني: إنه يدل على مال عليه التراب من الأموال لأنه من الأرض سيما أن به صلاح أقوات النفس فهو بمنزلة الدراهم والأموال التي بها صلاح الخلق ومعايشهم.

ويدل أبيضه على بيض الدراهم وأسوده على سود الدراهم ومطيبه على الذهب والمال الحلال.

وربما دل على الدباغ لأن كليهما أموال وعروض وغنائم وهو دباغ بالحقيقة.

وربما دل على الفقه والسنن والأديان لأن به صلاح ما به معاشه ويخشى منه تغيره كقول بعض الحكماء في فساد العلماء : (الملح يصلح ما يخشى تغيره) فكيف بالملح إن حلت به الغير.

وربما دل على الشفاء من الاسقام لما جاء في بعض الآثار: (إن فيه شفاء من اثنين وسبعين داء).

وربما دلت السبخة على دار العلم وحلقة الذكر ودكان المتطبب ومعدن الفضة والأندر والجرير وعلى المرأة العقيم ذات المال والغلات.

فمن استفاد ملحا في المنام أو ورثه أو وهب له أو نزل عليه من السماء أو استقاه بالرشاء نظرت إلى حاله فإن كان سقيما بشرته بالصحة وإن كان طالبا للعلم ظفر بالفقه وإن كان طالبا للدنيا عبرته له بالمال وخليق أن تكون فائدته وكسبه له من أسباب الملح أو الملوحة كالجلاد والدباغ والمسافر في البحر والصياد وبائع الزيتون والملوحة.

وإن مر بسبخة في منامه وأخذ من ملحها في وعائه وأداه إلى بيته فإما دواء يأخذه من طبيب أو جواب يأخذه من فقيه أو مال يأخذه من عجوز عقيم أو سلعة من الملوحات يشتريها من بائعها أو جلابها أو عاملها أو من أصلها أو مكانها.

والطفل يدل على ما دل عليه التراب من الأموال والفوائد لأنه من تراب الأرض وهو في ذلك أنفع منه وأدل على الكسب والبقاء. فمن أفاد طفلا في المنام أو اشتراه أو حفر عليه أفاد مالا فإن أكله أكل حراما لما فيه من النهي عن أكله ويدل أكل الطفل على الحبل لأنه من شهوات الحامل.

ومن رأى أن صلاته فاتت عن وقتها أو لا يصيب موضعا يصليها فيه فإن ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا.

ولو رأى أنه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه فإنه لا يتم له أمره الذي هو يطلبه إلا أن يرى أنه قد أتم وضوءه سابغا ولو رأى أنه أتم وضوءه بغير ما يحوز به الوضوء فإنه بمنزلة من لم يتم وضوءه.

وكذلك غسل الجنابة إذا أتم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره.

فإن رأى المتيمم بعد أن لا يقدر على الماء فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.

فمن رأى أنه قائم على حائط أو راكبه فإن الحائط حاله التي تقيمه إن كان وثيقا كانت حاله حسنة وإلا فعلى قدر الحائط واستمكانه منه.

ولو سقط عن ذلك الحائط لسقط عن حاله تلك أو عن رجاء يرجوه أو عن أمر هو به متمسك متعلق.

ومن رأى أنه ضعيف في جسمه فإنه يصيبه هم.

والزعفران من الطيب ثناء حسن ما لم يظهر له صبغ فإن ظهر له صبغ في ثوب أو جسم فهو مرض .

فإن رأت امرأة أنها حاضت لغير وقتها ظهر لها مال.

والرجل بمنزلتها إذا رأى أنه أمذى ظهر له مال.

ومن رأى أن به فواقا فإنه يغضب ويتكلم بما ليس من شأنه أو يمرض مرضا شديدا.

وإذا رأت المرأة أنها امتخطت ولدت جارية تشبهها.

ولو رأت امرأة مريضة أنها تزوجت زوجا مجهولا فإنها تموت إلا أن يكون شيخا مجهولا فإنها تبرأ وتصيب خيرا إذا هي عاينته أو وصف لها أنه شيخ.

وكذلك لو رأى رجل أنه تزوج بابنة شيخ مجهول أو أخت شيخ مجهول فإنه يصيب خيرا كثيرا لأن الشيخ المجهول جد صاحب الرؤيا.

ومن نكح امرأة ميتة فإنه يحيا له أمر ميت ويظفر به أو يصيب سلطانا من موضع لا يرجوه.

ولو رأت امرأة أن رجلا ميتا ينكحها فإنها تصيب خيرا من موضع لم تكن ترجوه.

ومن رأى أنه مضروب لا يدري كيف ضرب فهو صالح له يصيب مالا وخيرا وكسوة وأجود الضرب في التأويل ما كان هكذا.

ومن رأى أن له ريشا أو جناحا فإن ذلك رياسة يصيبها وخير إلا أن يرى أنه يطير بجناحه ذلك فإنه يسافر سفرا في سلطان بقدر ما قطع من الأرض.

والمرأة إذا رأت كأن لها لحية كلحية الرجل فإنها لا تلد ولدا أبدا وإن كان لها ولد ساد أهل بيته أو يكون لقيمها ذكر في الناس.

والخضاب زينة وفرج للمرأة والرجل ما لم يجاوز العادة.

ومن يرى بهيمة تنكحه أو نحوها فإنه يؤتى إليه من الخير والإفادة فوق أمله فإن كان ما ينكحه سبعا أو نحوه فإنه يرى من عدوه ما يكره.

ومن شتم إنسانا بما لا يحل له فإن المشتوم يظفر بالشاتم.

ومن رأى أنه ساجد أو راكع كان ذلك له ظفرا وصلاحا في أمره.

ومن دخل قبرا فإنه يسجن.

ومن رأى أنه ملفوف كما يلف الميت فإن موته إذا غطى رأسه ورجلاه فإن لم يغط رأسه ورجلاه فإنه فساد دينه.

ومن أغلق بابا تزوج امرأة وإن كان الباب من حديد فهو أجود وأهنأ.

ومن رأى أنه مريض فسد دينه ولا يموت تلك السنة.

ومن رأى أنه يقود أعمى فإنه يرشد ضالا إلى الهدى.

وإن رأى أن أحد خفيه انتزع منه أو احترق أو غلب عليه فإنه يذهب نصف ماله من المواشي بأرض العجم.

ومن رأى في يده كسرة خبز يأكلها في طريق أو سوق فقد بقي من عمره قليل وإن كانت الكسرة رقيقة فالأمر أعجل وإن كان على مائدة أو طبق فهو رزق ومعيشة.

فإن رأى أنه يأكل على مائدة رغفانا غلاظا فهو طول عمره بعد أن لا يرى المائدة رفعت من بين يديه فإن رفعت بعد فراغه فقد نفد رزقه من ذلك الموضع أو ذلك البلد.

ومن أصاب القرع أصاب خيرا ويقاتل إنسانا وينازعه ويظفر.

وورق الشجر رزق وأموال إلا ورق التين فإنه حزن.

ومن رأى أنه يسافر فإنه يتحول ومن تحول فإنه يسافر.

وانهدام الدار أو بعضها موت انسان بها وموت انسان في الدار ولم تكن له هيئة الأموات من بكاء أو كفن أو نحوه فإنه انهدام بعض الدار.

وكسر السفينة وهو فيها موت الولد.

وشعر الرأس والجسد مال.

وعورات الجسد هي عورات صاحبه من النساء.

ومن رأى أن ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإنه يقيم في الامر الذي ينسب ذلك الثوب إليه ويمكث فيه.

ومن رأى أنه يعبد الله أو يحمده أو يذكر الله عز وجل أصاب خيرا أو غبطة .

ومن خرج من باب ضيق إلى سعة فإنه صالح.

ومن رأى أنه يمشي قهقري إلى ورائه فإنه يرجع عن أمر قد توجه فيه وعمل به.

فإن رأى أنه يوصي وصية من يموت بحكمه فإنه يتعاهد صلاح دينه والرديف في الرؤيا هو الخلف وربما كان يسعى بجد صاحبه الذي تقدمه.

ومن رأى أن منزله تحول بيعة للنصارى فإن قوله بالقدر يضارع قول النصارى.

ولو رأى أن منزله تحول كنيسة لليهود فإن قوله يضارع قول اليهود.

واللحم المالح المكسور عضو والمسلوخ إذا دخل دارا فهو خير يأتيهم في مصيبة قد كانت وخمد ذكرها بقدر بلوغ اللحم.

ومن رأى أنه يأكل مخاطه فهو يأكل من مال ولده وأكل مخاط غيره أكل مال ولد صاحب المخاط.

ومن رأى جنازة يتبعها نساء مجهولات ليس فيهن رجل فهو وال يتبعه أمور أو تحيط به أمور كهيئة النساء وإن كن منتقبات فهن أمور ملتبسات وإلا فعلى قدرهن في الهيئة وإن كن نساء معروفات فهن هن بأعيانهن أو أمور معروفات أو يتولى على قيمهن كما يتبعن الجنازة.

فإن رأى أن ثوبه وسخ فإن الوسخ في الثوب ذنوب لابسه ووسخ الجسد هموم من سبب مال.

فإن رأى أنه مشبك أصابعه مشتغل بذلك عن العمل بها فإنه في ضيق في ذات يده لمكان أهل بيته وولد إخوته وإن كانوا جميعا في أمر قد حزبهم أو يخافون منه على أنفسهم فإن أمرهم بينهم مجتمع قد انضم بعضهم إلى بعض يستظهر بعضهم ببعض.

ومن رأى أنه مزق سترا معروفا على باب معروف فإنه يمزق عرض صاحبه. وكذلك إذا مزق الكلب ثوبا على صاحبه تمزق عرضه.

كذلك فإن كان الستر مجهولا فهو نجاة من أمر يخافه لأن الستر المجهول شر وخوف وإذا مزق نجا صاحبه.

ومن رأى أنه وضع في كفة الميزان أو القبان أو شيء مما يوزن به فرجح فله عند الله خير كثير إذا كان مع ذلك سبب بر وخير.

ومن رأى أنه يريد غلق باب داره ولا ينغلق فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه.

فإن رأى أنه دخل عليه من ذلك مكروه أو محبوب فذلك يصل إليه فإن انغلق عنه امتنع منه واحترس.

والناووس إذا كان فيه الميت فهو بيت مال حرام وإن لم يكن فيه شيء فهو رجل سوء يأوي إلى قوم سوء.

فإن رأى أنه كنس سقف بيته وأخرج عنه ترابه فهو ذهاب مال امرأته.

فإن رأى أنه لبس قميصا ليس له كمان فهو حسن الشأن ليس له مال لأن المال ذات اليد وليست له ذات اليد وهي الكمان.

ومن رأى أن ريقه جف فإنه يعجز عن القليل فيما يفعله نظراؤه.

ومن رأى أنه ضرس الأسنان فهو خذلان أهل بيته وكذلك الخدر في الرجلين أو بعض الجسد فهو خذلان ما ينسب ذلك العضو إليه.

ومن رأى أنه غسل ميتا مجهولا فإنه يطهر رجلا فاسد الدين يتوب على يديه.

والدجال انسان مخادع يفتن الناس.

فإذا رأى أنه يأكل ورق المصاحف مكتوبا أصاب رزقا بمنكر من البر.

فإن رأى أن فلانا مات وهو غائب يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه بلا تحقيق.

فإن رأى أنه يستاك بالعذرة أو ما يشبهها فهو يقيم سنة بمكروه أو حرام.

فإن رأى شعر جسده طال كشعر الشاة فإن الشعر في الجسد لصاحب الدنيا ماله وسعة دنياه يزداد منها ويطول فيها عمره.

وطول شعر الجسد لصاحب الهموم والخوف ضيق حاله وتفرق أمره وقوة غمه في ذلك.

فإن رأى أنه حلقه بنورة أو بموسي فإذا حلق ذلك الشعر عن جسده تفرق عنه الهموم وضيق الحال وتحول إلى سعة وخير وإذا حلق ذلك الشعر من صاحب الدنيا وغضارتها نقصت دنياه وانقطع عنه من غضارتها وتحولت حاله إلى المكروه والضيق.

ومن رأى في لقمة من طعامه شعرة أو غيرها من نحوها فإنه يجد في معيشته نغصا.

والعلق بمنزلة الدود والقمل عيال.

فإن رأى أنه يضرب بالبوق والناقوس فهو خبر باطل مشهور.

فإن رأى ذلك في موضع حمام مجهول يدخله الناس فإن في تلك المحلة أو الموضع امرأة ينتابها الناس.

ورؤيا ملك الموت كرؤيا بعض أشراف الملائكة.

ورؤيا القيء توبة أو رد شيء أخذه لغيره.

فإن رأى أنه أكل القيء الذي خرج منه فإنه يرجع في كل شيء كان رده على صاحبه فيعود فيه.

ومن رأى أنه يمص ذكر رجل فإنه ينال فرجا وغنى قليلا وذكرا خاملا وكذلك فرج المرأة إذا عالجه لرجل بغير الذكر فهو فرج له فيه نقص وضعف.

فإن رأى إنسانا يقطع نصفين عرضا فرق بينه وبين ماله أو رئيسه وكذلك سائر الأعضاء إذا بان من صاحبه فارقه الذي ينسب إليه.

وقذى العين ستر الدين ولا يضر صاحبه ما لم تنقص حدة البصر شيئا.

ومن خرج من دبره خرقة أو ما لا يكون من أجواف الناس مثله فإنهم عيال غرباء يخرجون عنه.

ومن أصاب خرقا من الثياب جددا فإنه يصيب كسورا من الأموال شبه الدوانيق وأموالا مكسرة وإن كانت الخرق خلقة بالية فلا خير فيها.

ومن ركب دابة مقلوبا فهو يأتي أمرا من غير وجهه منكرا إن كان تعمد ذلك فإن لم يكن تعمد فهو كذلك من غير أن يعلم.

ومن تسعط فإنه يغضب ويبلغ منه الغضب بقدر السعوط وكذلك الحقنة إلا أن يكون ذلك الداء يتداوى به.

ومن رأى في يده زنبقا فهو يخلف إنسانا بالمواعيد وإن هو أكله كان هو المبتلى بالخلف.

وإن رأى أن طيرا مات في يده من غير أن يقتله أو يذبحه أصابه هم.

والسنبل إذا رأيته ثابتا قائما على ساقه وعرفت عدده فتأويله سنون على عدد السنابل والخضر منها سنون خصبة واليابسة سنون جدبة، وإذا رأيته مجموعا في يدك تملكه أو في البيدر أو في الجواليق فهو مال مجموع بقدر قلته وكثرته.

فإن رأى إنسانا يستنكهه فوجد منه رائحة شراب أو ريح نتن فإن المستنكه يستطعمه كلاما قبيحا فيسمع منه كلاما كذلك بقدر نتن الرائحة وإن لم يجد منه ريحا مكروها فإنه يستطعمه كلامه فيجده بقدر مبلغ رائحة الفم فإن وجد ريحا مكروهة من بعض أسنانه فهو ثناء قبيح ممن ينسب ذلك السن إليه من أهله ولعله يهجر ذلك.

فإن رأى أنه تقيأ عذرة فإنه يرد ما أخذه من مال حرام.

ومن رأى أنه تطين بطين أو بجص حتى غطاه ذلك وغاب فهو يموت.

والخيط عدة يعتدها المرء لأمر وكذلك الإبرة عدة لعملها الذي يعمله بها وكذلك العصفر عدة لعمله وكذلك الحناء عدة لعمله وكذلك الموسي عدة وكذلك القفل عدة وكذلك المنخل والغربال والمصفى والقلم والكرة والصابون والنخالة من كل شيء هو ثفله وأردؤه.

ومن رأى أنه يمشي على يديه أو بطنه أو يده ورجله أو شيء غير اللسان فإن كلا من ذلك بر أو فجور على الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك.

ومن رأى أنه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة فإن ذلك تبعات ذنوب أحاطت به وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا أو أسقام أو بعض بلايا الدنيا.

فإن رأى أن الشمس طلعت خاصة من بين ظلمة على موضع خاص ينكر ذلك لها وليس لها نورها المعروف فإن ذلك بلية تنزل في ذلك الموضع من حرب أو حريق أو طاعون أو برسام أو نحوه.

فإن رأى أنها طلعت خاصا أو عاما بنورها تاما وهيئتها ليس معها ظلمة تخالطها ولا شاهد يشهد بالمكروه فيها فإن ذلك مطالعة الملك الأعظم أهل ذلك الموضع بخير وإفضال عليهم وصلاح لأمرهم.

وإذا غلب الماء وطمى وتموج كان تأويله عذابا.

وكذلك النار متاع للخلق ومنافع لهم فإن لم تغلب وتتأجج وكانت مطيعة فهي خادمة فإذا غلبت وأكلت ما أتت عليه وخرجت من الطاعة فتأويلها الحرب والقتل والطاعون والبرسام والعذاب.

وكذلك الريح إذا هبت ساكنة لينة فهي تستريح الخلق إليها وتلفح النبات لهم وتنبت الأشجار وفيها المنافع فإذا هي عصفت وعفت كان تأويلها عذابا على أهل ذلك الموضع وكذلك البرق والرعد.

ومن رأى كأنه يلتقط ما يسقط من متفرق السنابل في حصاد زرع يعرف صاحبه فإنه يصيب من صاحب الزرع خيرا متفرقا باقيا له طويلا وإن كان ما يلتقط مجموعا عنده فهو يصيب ذخيرة من كسب غيره.

ومن رأى أنه يحتك بحكاك من غير علة فإنه يهيج أمرا عليه أو له داع إلى العظائم من الأمور.

ومن رأى أنه استغنى فوق قدره المعروف فإنه لا يعدم أن يكون قانعا في معيشته راضيا بما قسم الله له فيها وكذلك القنوع هو الغنى في التأويل.

فإن رأى أنه فقير فوق قدره المعروف فإنه لا يعدم أن يكون ضعيف القنوع بما قسم له من الرزق كالساخط على رزقه فهو بمنزلة الفقير ينال بقنوعه منازل الأبرار والاشراف في الدين خاصة إذا كان مع فقره ذلك في رؤياه دليل على البر والتقوى.

فإن رأى مع فقره عليه ثيابا خلقة فالأمر في المكروه عليه أشد وأقوى ولا تكاد تصلح في المنام رؤيا الخلق من الثياب على حال سيما إذا كان باليا متقطعا.

ومن رأى رجلا يتمطى تمطي الشبعان من الأكل فلا يعدم أن يكون مستبدا باغيا متطاولا في أموره يصير إلى ما صارت إليه حاله في آخر الرؤيا.

فإن رأى أنه يتكلم بكلام له يضارع الحكمة إلا أنه مزاح منه فإن تأويل المزاح هو البطر من فعاله المكروه في الدين.

وإن كان المتمطى ميتا فإن تأويل الرؤيا لعقبه من الاحياء لأن الميت لا يتطاول ولا يستبدل ولا يبغي لما صار إلى دار الحق واشتغل بنفسه.

ولو رأى الميت يمازح في كلامه فليست برؤيا لأن الميت مشتغل عن المزاح وكلام الخنا وذكر الفواحش وما يشبه ذلك.

فإن رأى أنه يمضغ الماء مضغا من غير أن يشربه شربا فهو شديد الكد في طلب المعيشة شديد التعب فيها والعلاج لها.

فإن رأى أنه يشرب الطعام شربا كشرب الماء فإنه يكون موسعا عليه في معيشته متسهلا عليه المطلب لها.

فإن رأى رجلا يحتقن من داء أو من مرض يجده فإنه يرجع في أمر له فيه صلاح في دينه من غده إذا كان ذلك من داء.

وإن احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة وعدها إنسانا أو في شيء نذره على نفسه أو في كلام قد تكلم به أو في عطية قد خرجت منه وربما كان ذلك من غضب شديد سلى به.

ومن وقع في بئر من دم أو خابية أو جرة من دم بعد أن يكون الدم غالبا عليه لا يمكن دفعه عنه فإنه يواقع دما يبتلى به، وكذلك كل دم غالب يراه في موضع الماء أو في وعاء أو مجراة أو في حوض أو غير ذلك من آثار الماء الجاري والراكد بعد أن يكون غالبا إلا أن يرى أن الدم ضعيف يصيبه أو يشربه أو يتلطخ به فهو عند ذلك مال حرام يصيبه وإذا كان غالبا فهو دم يبتلى به.

ومن رأى الدم ينضح عليه فإنه ينال ممن ينضح عليه ذلك الدم سوء بمنزلة الشرارة من النار فهو كلام سوء يصيب صاحبه من فاعله.

فإن رأى أنه ذبح دجاجة أو ديكا من قفاه فإنه ينكح مملوكا في دبره فإن ذبح ثورا من قفاه فإنه يسعى على عامل من ورائه وكذلك البعير في هذا الموضع إن كان من عراب الإبل أو بخاتيها فعلى قدر جوهره إلا أنه ليس بعامل وكذلك كل ما ينسب إلى رجل أو امرأة فإنه يأتي إلى المذبوح من قفاه منكر من الفعل.

وكذلك لو لبس إزاره أو ملحفته مقلوبة أو نام على فراشه مقلوبا أو بسط له بساط مقلوب ينام عليه أو يركب دابته مقلوبا فهو أمر منكر يأتيه من غير وجهه المعروف.

وكل مقلوب عما كان فهو مقلوب إما من خير إلى شر أو من شر إلى خير إلا الفرو فإن لبس الفرو مقلوبا هو إظهار مال له في إفراط منه بما لو قصد فيه وستره كان أجمل.

فإن رأى الحي أنه أعار الميت ثوبا هو لابسه فنزعه عنه ولبسه الميت فإنه يمرض مرضا يسيرا ويبرأ.

فإن رأى أنه وهب للميت ثوبا أو غلبه عليه ولبسه الميت وذهب به وخرج من ملك الحي فهو موت الحي وإن لم يخرج الثوب من ملك الحي لكنه شبه العارية أو الوديعة أو يحفظه أو يصنعه أو يغسله أو يطويه أو ينشره وما أشبه ذلك فإنه مرض أو هم أو حزن ولا يعطب فيه.

فإن رأى أنه ينسج درع حديد فإنه يبنى حصنا من الحصون جنة له من محذور أو يتخذ أخبية من محذور أو يرتبط خيلا يعتز بها عند محذور أو يصنع قوما يستظهر بهم عند محذور أو يجمع مالا يدفع به عن نفسه عند محذور أو يكون ورعا عابدا واثقا يدفع الله عز وجل عنه ذلك لدعاء والديه له.

والفحم الذي يصلح للوقود عدة لصاحبه لذلك العمل الذي يدخل فيه الفحم.

والقار عدة أيضا ووقاية وجنة من سلطان لأنه يحفظ السفن من الماء.

ومن رأى أنه يبلع مسامير حديد أو حسكا أو شوكا أو حجرا واسترطه بخشونته وجوازه في حلقه من سوى الطعام والشراب فإنه يتجرع غيظا بقدر صعوبة ذلك وخشونته في حلقه ويصير عليه بقدر احتماله ذلك.

وإن كان ما ابتلع من جوهر الطعام أو الشراب على تلك الخشونة في حلقه فإن تأويله أن تنغص عليه حياته ومعيشته ومكسبه بقدر ذلك.

وكذلك لو كان الطلب على قدر ما استرط من المرارة والملوحة والحموضة أو الحرارة والبرودة حتى يمتنع من الجواز في حلقه لذلك فهو النغص في حياته ومعيشته.

ولو رأى أن ما استرطه لبن حلو أو شيء عذب فهو طيب الحياة والمعيشة والخفض والدعة إلا أن يكون شيئا مكروها في التأويل مثل التين والعنب الأسود والبطيخ الأصفر والحبوب المكروهة في التأويل والبقول والكوامخ والصحناء فإن تأويل ذلك هم ولا خير فيه.

ومن رأى كأن به أثر كي عتيق أو حديث ناتئ من الجلد فإنه يصيب دنيا من كنوز إن عمل بها في طاعة الله فقد فاز وإن عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز يوم القيامة كما قال الله عز وجل، وفي وجه آخر إن أثر الكي إذا كان فزع منه ولم يؤلمه فإنه من الذي يقال فيه: (آخر الأدواء الكي) فعند ذلك يجري مجرى الدواء.

فإن رأى أنه يكوى بالنار كيا موجعا فهو لذعة من كلام سوء.

ومن رأى أنه يستظل بشجر قرع أو بورقه نابتا على شجره فإنه يستأنس من وحشته ويستقبل أمره بصلاح له وموادعة بينه وبين من ينازعه.

فإن رأى أنه يأكل القرع مطبوخا قطعا لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل أو مما يكره نوعه في التأويل لأن التوابل هم وحزن إذا كان يأكل من القرع مطبوخا ولم يتغير عن طعمه فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه أو قرة عين فاتنة ترجع إليه أو اجتماع شمل كان تفرق عنه أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد.

فإن رأى أنه يأكل القرع نيئا على غير ما وصفت فزع من الجن والإنس أو يقاتل إنسانا يقارعه بالمنازعة في حرب أو كلام صخب يكون فيما بينهما وإنما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه فلذلك صار أكل القرع الطري النيء شبيها في الأسماء بالقارعة وهي الفزع الأكبر ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤدبه وإنما اشتق تأويل شجرة القرع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعا إلى بلاده بالموصل وقومه واستأنس من وحشته، وحديث مقاتل: أن نبيا من بني إسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه فأمره أن يأكل الدباء مطبوخا وهو القرع وهو اليقطين فلذلك صار القرع مطبوخا رجوع ذهن صاحبه إليه.

فإن رأى أنه يأكل لحم سرطان فإنه يصيب مالا وخيرا من مكان بعيد.

ومن رأى أنه أصاب سرطانا أو ملكه أو اتخذه لنفسه فإنه يصيب أو يظفر برجل كذلك في أخلاقه وطبائعه.

والسرطان انسان بعيد المأخذ في أخلاقه بعيد الهمة في أمره بعيد المراجعة عما لهج به عسر في علمه.

وأما السلحفاة فعابد زاهد عالم بالعلم الأول راسخ فيه.

فمن رأى أنه أصاب سلحفاة أو ملكها أو دخلت منزله فإنه يظفر بإنسان كذلك في علمه وزهده أو يداخله أو يخالطه ويجري بينه وبينه سبب بقدر ما رأى من ذلك.

فإن رأى أنه يأكل من لحمها فإنه يصيب من علمه ذلك.

فإن رأى سلحفاة في طريق أو مزبلة فإن ذلك علم ضائع مجهول في الموضع الذي رأى فيه.

وإن رأى سلحفاة في وعاء أو كسوة أو كرامة فإن العلم هناك عزيز مكرم معروف فضله وخطره بقدر ما رأى من الصيانة له.

وما أكل من السمك الطري فهو غنيمة وخير لأنه من الصيد.

فإن رأى أنه أصاب سمكا مالحا ورأى أنه أكله أو لم يأكله بعد أن يصير في يده بملكه فإنه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم ونعيم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه. وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه، وربما خالفت طبيعة الانسان في السمك المالح إذا رآه في منامه أصاب مالا وخيرا إذا كان السمك كبارا.

ومن رأى أن لحيته ابيضت ولم يبق من سوادها شيء فإنه يرى بوجهه وجاهه في الناس ما يكرهه فإن كان قد بقي منها بعض سوادها فهو وقار وطول اللحية فوق قدرها المعروف دين يكون على صاحبها أو هم شديد ونقصانها وخفتها قضاء لدينه وذهاب لهمه إذا كان بقدر ما لا يشينها.

فإن حلقت لحيته ذهب وجهه وجاهه في الناس وكذلك النتف إلا أن الحلق أهون.

وشعر العانة نقصانه صالح في السنة ورؤياه سلطان يصيبه صاحبه ليس معه دين وهو أعجمي ومبلغه بقدر طول العانة وكثرتها حتى يسحبها في الأرض.

وأما سائر شعر الجسد فماله.

ومن رأى أنه تنور وحلق بالنورة فإن كان غنيا ذهب ماله وإن كان فقيرا استغنى وذهب فقره.

والاذن امرأة الرجل أو ابنته فما حدث فيها فهو فيها.

وأما الصوت الجرم، فإنه صيت الرجل في الناس وفخره فيهم.

والفم مفتاح أمره وخاتمته.

والقلب ملك الجسد والقائم به ومدبره.

ومن رأى سنه تحركت فإنه مرض من تنسب إليه.

فإن رأى أنها سقطت في يده أو صرها في ثوبه فإنه يستفيد ولدا أو أخا أو أختا.

فإن رأى أنها تأكلت أو درست فإن بعض هؤلاء تصيبه بلية لا ينتفع أحد به ولا هو بنفسه.

ونوى التمر في المنام نية سفر.

ومن رأى أنه نبت له سن زائدة فإنه يستفيد ولدا أو أخا على قدر مكان السن النابتة.

فإن رأى أن الزائدة تضر به وبأسنانه فإنه يضر به وبأهله وكذلك لو انتفع بها دونهم فإنه ينتفع بذلك دون سائر أهله.

ومن رأى أنه عالج شيئا من أسنانه حتى قلعها أو رأى أن ذلك عالجه من غيره فقلعها فإنه يكره على غرم مال أو ما يشبه ذلك.

فإن رأى جميع أسنانه سقطت وصارت في يده أو عنده فإنه يكثر نسل أهل ذلك البيت وعددهم.

فإن رأى أنها سقطت جميعا فإن ذوي أسنانه من الناس يموتون قبله في قول سعيد بن المسيب وكان سعيد يأخذ بالأسماء في التأويل كثيرا.

فإن رأى أنه فقد بعض أسنانه فإنه يغترب من تنسب تلك السن إليه.

وقال القيرواني: ربما دلت الأسنان على الأسنان التي بها قوام الانسان واتصال الرزق إلى البطن وربما دلت من الأموال على ما يستخدمه الانسان في طلب معيشته وكسبه من دواب وخدم وأرحاء.

فمن رأى أسنانه سقطت كلها نظرت في حاله وزمانه ويقظته فإن كان جميع أهل بيته مرضى في طاعون ونحوه هلكوا وبقي هو بعدهم وإن لم يكن له أهل وكان ذا مال ذهب ماله وسلب نعمته وإن كان فقيرا مات من تنسب إليه أسنانه وبقي بعدهم.

وأما سقوط السن الواحدة، فإن كان من غير معالجة وذهبت عنه في حين سقوطها مات المريض من أهل بيته أو أصيب بمال وإن كان حين سقوطها أخذها بيده أو صرها في ثوبه فانظر في حاله فإن كان عنده حمل جاءه ولد على قدر جوهر السن ومكانها وإلا صالح أخا أو قريبا كان قد قطعه وإن كان هناك دم فإن ذلك إثم القطيعة للرحم إلا أن يكون عليه دين فإنه يطلب فيه ويعالج على قضائه وإزالته.

ومن رأى أنه حلق من شعر قفاه فهو يؤدي أمانته ويقضي دينه.

فإن رأى أن قفاه قد غلظ فإنه يقوى على احتمال ما قلده الله.

ومن رأى أن يده لم تزل مقطوعة وكان مع ذلك كلام يدل على أعمال البر فإن قطعها كف عن جميع المحارم والمعاصي.

وكذلك لو رأى أن يده أو يديه جميعا إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوق في عنقه وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر نحو مسجد أو في سبيل من سبيل الله عز وجل فإنه كف عن المعاصي.

ومن رأى أن حاكما أو مسلطا قطع يمينه وبانت منه فإنه يحلف بالله عنده بيمين كاذبة.

وأما اليد اليسرى إذا قطعها حاكم أو غيره وبانت منه فهو موت أخ أو أخت أو انقطاع ما بينه وبينهم أو بينه وبين أخ مؤاخ غير ذي رحم أو انقطاع شريك أو امرأة.

وإذا رأى يده قصرت عما يريد من العمل بها والبطش أو يبست فإن تأويلها في ذات اليد والمقدرة لا ينال ما يريد ويخذله من يستعين به.

ولو رأى في يده فضل قوة وانبساط في بطش فإن تأويله في ذات يده ومقدرته على ما يريد ومعونة من يستعين به.

وفيها وجه آخر أن طولها وقصرها وقوتها وضعفها هو صنيعة من صنائع صاحبها إلى من تصير إليه اليد ويد من الأيادي الحسنة عنده كقول أبى بكر وسعيد بن المسيب وكانا يأخذان في عبارة الرؤيا بالأسماء ومعانيها ويتأولون على ذلك الرؤيا.

فلو رأى أن يده ضعفت أو فتحت أو يبست أو نتنت ريحها دون غيرها من الجوارح فإن ذلك فساد صنيعة من صنائع صاحبها إلى من صارت إليه أو ترك إتمامها عنده أو ضعف عن اقتداره عليها.

فإن رأى أن يده تحولت يد نبي من الأنبياء أو بعض الصالحين فانظر كيف كان حال ذلك النبي أو ذلك الصالح فيمن هدى الله على أيديهم من الضلالة أو نجا به من الهلكة وكيف كان قدره في قومه وما لقي منهم من الأذى وكيف كان عاقبة أمرهم وأمره فكذلك يهدي الله قوما على يد صاحب الرؤيا وهي اليد التي وصفت وبها ينجي الله قوما من ضلالة إلى هدى وما يلقى في ذلك من الأذى شبيه بما لقي ذلك النبي في الله فتكون حاله وصنائعه في عاقبتها كنحو صنائع ذلك النبي وهذه رؤيا شريفة لا يكاد يراها إلا أهل الفضائل والتقى.

ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل والتقى والقدرة وما وصفت منها فهي محال لا تقبلها وأعرض منها.

وأما الأظافير، فمقدرة الانسان في دنياه.

فمن طالت أظفاره وكان جنديا لبس سلاحه لأمر يعرض له وإن كان صانعا كالنجار والحداد كثر علمه ودانت له صناعته وإن كان صاحب بضائع وغلات كثرت أرباحه وفوائده وكل ذلك ما لم تطل عن الحد فإن خرجت عن الحد فرط في أمره وطلبه وكان كل ما يناله ضررا عليه.

وأما من قص أظفاره فإن كان عليه دين أو زكاة أو كانت عنده وديعة أو عليه نذر وفى وأدى وقضى ما عليه وعنده وإن لم يكن شيء من ذلك تحرى في كسبه وتورع في أخذه وإعطائه وقصه من الفطرة والسنة وإن كان جنديا أو من دعي إلى حرب ومكروه نزع سلاحه وفك يده وإن لم يكن في شيء من ذلك تحفظ في وضوئه وتسنن في عمله وقومه وفي جميع أهل بيته وفي آدابهم وعلمهم أو في صبيانه إن كان مؤدبا مع ما يفيده منهم إذ جميع ذلك أظفاره.

وأما من عادت أظفاره مخالب أو براثن فإنه يظفر في حربه ويعلو على خصمه ويقهره ويقتدر على مطلوبه وكل ذلك لا خير فيه في السنة، وكذلك كل من انتقلت جوارحه لجوارح الحيوان إذا كان ذلك الحيوان ظالما آكلا للخبيث فلا خير فيه.

وأما الصدر واتساعه فيدل على العلم والحلم وصلاح الحال وسعة القلب والصدر، وضيقهما دال على ضد ذلك.

وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وكيسه وكل ما يوعى فيه خير متاعه وأنفس ماله لأن القلب فيه والقلب محل كل سر وعقد.

وقيل: إن ضيق الصدر يدل على البخل وسعته تدل على السخاء.

والثديان البنات فما حدث فيهما ففي البنات من صلاح أو فساد. وقيل: اليمين البنون واليسار البنات. ولبنهما دال على الولد لأنه غذاؤه وحياته وربما دل على الرزق والخصب لأنه من علاماته وآياته على قدر كثرته وطيبه، فإن رضع منه أحد فلا خير فيه للراضع والمرضع لأنه يدل على الذلة والسجن والحزن لما نال موسى وأمه من قبل التابوت وبعده.

وأما البطن من ظاهر ومن باطن فمال أو والد أو قرابة من عشيرته.

فإن رأى أنه طاوي البطن ولم ينتقص من خلقه شيء فإنه يقل ماله أو ولده إذا كان خلاؤه من غير جوع.

وإذا رأى أنه جائع فإنه يكون حريصا بهما ويصيب مالا بقدر مبلغ الجوع منه وقوته.

والشبع ملالة منه.

والعطش سوء حال في دينه.

والري صلاح في دينه.

ويدل البطن أيضا على مخزن الانسان وموضع غلاته لاجتماع طعامه فيه وتصرفه منه في المصالح والنفقات.

وربما كان بطنه داره أو بيته ودوراته زوجته. وكبده ولده. وقلبه والده. ورئته خادمه أو ابنته. وكرشه كيسه أو حانوته أو مخزنه. والحلقوم حياته. وعصبه عصبته.

وربما دل قلبه على أميره وأستاذه ومدبر أمره. وربما كان قلبه هو نفسه المدبر على أهله القائم بصلاح بيته. وربما دل قلبه على ولده. فمن رأى قلبه يخطف من بطنه أو خرج من حلقه أو من دبره فأكلته دابة أو التقفه طائر هلك إن كان مريضا من يدل القلب عليه وإلا طار قلبه خوفا ووجلا من الله تعالى أو من طارق يطرقه وقد يذهب عقله أو يفسد دينه لأن القلب محل الاعتقادات.

وأما من رأى قلبه مسودا أو ضيقا لطيفا جدا أو مغشى بغشاء أو محجوبا لا يرى أو مربوطا عليه ثوب فإن صاحبه كافر أو مذنب قد طبع على قلبه وحجب عن طاعة ربه وعمى عما يهتدى به وتراكم الران على قلبه.

وربما كان بطنه سفينة، وقلبه رأسها، ومصارينه خدمها، ورئته قلعها، وحلقومه صاريها، وكرشه أنكلتها، وأضلاعه حيطانها، ولحمه ألواحها، وجلده مشاقها وقارها، فمن رأى بطنه متخرقا متمزقا وقد سالت أمعاؤه وتفرقت أحشاؤه وتبدلت أضلاعه عطبت سفينته.

وقد يدل بطن من لا سفينة له على حانوته التي إليها يأتي الريح ومنها تخرج النفقة والخسارة، ومعدته كيسه وحشوه بضائعه.

وقد يدل حشو بطنه على أمواله المدفونة ومنه يقال: (الكنوز أكباد الأرض).

وتدل الأضلاع على النساء من أهله لاعوجاجهن ولان حواء خلقت من ضلع آدم اليسرى وقد تدل على حجارة بيته وداره ولحمه طينها أو كلسها وجلده ظهرها ودمه الماء المعجون به ترابها وعظمه عقودها.

فمن رأى بيته أو داره مهدومة وهو مريض بالبطن هلك بها وإن عاد في المنام إلى بنائها واصلاحها أفاق من علته إن كان قد كملت له في منامه وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه لكن الصحة راجعة إلى اسمه والدم جار في عروقه.

وربما دلت أضلاعه على دوابه ولحمه على بضائع وسلع يحملها فوقها وجلده على جلابيبها لمن كان ذلك شأنه فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر دل ذلك على موت دابة من دوابه وإن سلخ شيء من جلده انشق حمله أو زقه أو فتح سفطه أو قفصه بغير إذنه فتفقد اليقظة وما فيها وأقدار الناس وزيادة المنام في ذلك.

والكتف امرأة وما حدث فيها فهو بامرأة.

فإن رأى أمعاءه أو شيئا مما في جوفه فإنه يظهر في ماله المدخور عنده أو من أهل بيته أو من يسود ويبلغ أو هو نفسه.

فإن رأى أنه يأكل أمعاءه أو شيئا مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك مالا مدخورا ويأكله إن كان ذلك من ولد وأخ أو غير ذلك من الناس.

فإن رأى أنه يأكل كبد انسان أو أصابها فهو يصيب مالا مدفونا ويأكله فإن كانت أكباد كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نيئة فهي كنوز تفتح له ويصيبها.

وأما الدماغ، فدال على مال صاحبه المكنوز المخبوء فإن كان فقيرا فدماغه دال على حياته فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو حادثة عاد على ما يدل عليه، وقد يدل على الدين واعتقاد القلب وعلى السر المكنون.

فإن رأى في بطنه دودا يأكل من بطنه فإنهم عياله يأكلون من ماله.

والقمل: عيال الرجل.

فإن رأى أنه يتناثر من جسده أو من بعض أعضائه القمل أو الدود ورأى أنهما كثرا على جسده أو ثيابه أو أحدهما فإن صاحب ذلك يصيب مالا وحشما وعيالا والصلب والوتين قوته ومهجة نفسه ووقاء لموضع ولده.

فإن رأى أنه آدر وهو القليط فإنه يصيب مالا لا يؤمن عليه أعداؤه.

والباقلا والعدس والحمص والجزر والبصل والثوم والقثاء والسلجم والخردل واللفت كل ذلك هم وحزن لمن أكله أو أصابه.

وكذلك من أكل فلفلا أو زنجبيلا أو دار صيني أو شيئا حريفا فإنه يغتاظ.

وبصر الانسان يدل على بصيرته ودينه وعلمه وحكمته فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو فساد أو عمى عاد ذلك على بصيرته.

ويدل العمى على الجهل والعمى عن الحجة وقد يدل على الحصار والسجن فيحجب بصره عما ينظر إليه من الدنيا وما فيها.

وأما العين في ذاتها فدالة على كل ما تقر به عينه من مال عين أو ولد أو أخ أو والد أو أمير أو قائد فما نزل بها في جسمها أو فقدت من مكانه أو رميت به من السهام والطوارق فإنها حوادث تنزل بمن تدل عليه ممن وصفناه، فاليمنى تدل على الذكر والكبير والاشراف واليسرى على الأدنى، وكذلك كل ما كان في ناحية اليمين والشمال من الجوارح لفضل اليمين على الشمال.

والحاجبان يدلان على حفظ من تدل عليه اليمين كالحاجب والولي والصبي والوالد والزوج وصاحب المال.

وأما الانف فيدل على عزل صاحبه أو ذله وعلى جميع من يتجمل به ويتباهى لأن الكبر مضاف إليه فيقال: شمخ بأنفه ويقال: في الذلة رغم أنفه. وربما دل على الولد والوالد وعلى ذكر من تدل الرأس عليه وفرجه لأنه يمتد بالمخاط من الناس وهي كالنطفة وبه شبه في المثل فيقال: مخطة أبيه إذا أشبهه. وأصل ذلك أن نوحا عليه السلام استكثر الفأر فعطس الأسد فسقط من منخره سنوران أي قطان فالذكر من اليمين والأنثى من الشمال.

فمن قطع أنفه نظرت في حاله فإن كان مريضا مات وإلا هلك من يدل الانف عليه من أهله إن كان مريضا وإن لم يكن مريضا نزلت به نازلة يكون فيها مثلة وفضيحة إما فقر أو تعب أو هجر أو حلق لحيه أو سقوط عليه.

وأما الشفتان فيدلان على الحافظين لكل ما يدل الفم عليه كأبويه وفردتي بابه وطاقات كيسه وحافتي البئر وشفري القبر والفرج.

وأما الخضاب فدال على إخفاء الاعمال والطاعات وستر الفقر عن عيون الناس وربما دل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين فإن علق الخضاب ستر عليه وإن لم يعلق انكشف حاله وما ذكرناه في خضاب اللحية.

وأما خضاب اليدين والرجلين فإنه يزين بنيه وعبيده وأمواله بما لا يليق به كلبس الحرير والذهب واللؤلؤ وإن كان فقيرا فلعله ممن يعطل وضوءه ويترك صلاته وهو للنساء سرور ولباس حسن وفرح لأنه من زينتهن في الأفراح.

وأما عظام الانسان فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر وكل ما يشتغل به ومخ العظم ماله المخزون ورقبة العبد والدابة والدار.

وربما دل المخ على المال المدفون وربما دل على الحياة فمن سلبه من المرضى مات وقد يدل على الولد وولد الولد.

وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده وهي أعظم أموره عنده خطرا وصحة أعماله في السر فمن قويت عظامه وزاد صحة حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره وزيادة منامه.

وأما لحم الانسان فدال على المال المستفاد كالربح والغلة لأن بالقوت يكثر ويقل والعظام رأس المال فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده ونفقت صنعته وكثر خصبه ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك ولحم عمال الله تعالى وأهل الزهد نوافلهم وتطوعاتهم، فمن رأى لحمه منهم كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته ومن قل لحمه منهم نقص دينه وقل عمله إلا أن يكون مع زيادته شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا ومع الهزال دليل على التخلي منها والانقطاع فذلك هو الأولى بها وعظام أهل الآخرة فروضهم.

وأما العصب فإنه مؤلف أمره في دينه ودنياه وهو دال على الورع والاشهاد في البياعات والعقود والعهود وأسباب الرزق والعصبة من أهل البيت فما دخل على شيء من ذلك من نقص أو زيادة عاد تأويله على من يدل عليه بزيادة الرؤيا وشاهد اليقظة.

وأما جلد الانسان فدال على كل من يتوقى به ويتحصن به من الأسواء كالسلطان والولد والزوج والسيد والعالم والدين والثوب والدرع والدار والبيت والمال ونعمة الله وستره فمن أصيب فيه بشيء عاد ذلك على من يدل عليه وجلود سائر الحيوان سوى الانسان أموال وترك لأنها تبقى من بعد صاحبها.

وأما الذكر فدال على جميع ما يذكر به الانسان من علم أو سلطان أو ولد أو سيد أو مال أو رباع أو صنائع.

فمن قطع ذكره قطع ذكر ما هو فيه من خير أو شر فإن لم يلق ذلك به وكانت امرأته عليلة أو ناشزا، فكيف إن كانت هي التي رأت ذلك لزوجها فإنه يفارقها بموت أو حياة، إلا أن تكون ممن تعذر الولد عليها وهو يطلب ذلك منها فإنه لا يراه منها أبدا، فإن لم يكن هناك زوجة وكان صاحب عيون وسواق وسقي انقطع عنه المجرى وانكسرت ساقيته أو انقطع دلوه أو سقط في البئر فكيف إن كان في المنام ينكح امرأة فانقطع ذكره في فرجها إلا أن تكون زوجته المنكوحة في المنام وليس له ساقية ولا جنان وكانت زوجته فإن كان في بطنها جنين هلك أو خرج ميتا أو حملت بما لا يحيا فإن كانت ممن لا حمل لها وكان للرجل مال في سفر أو تجارة ذهب أو خسر فيه وإن كان فقيرا ذهب جاهه في السؤال وابتغاء المعاش وإلا سقط دلوه في البئر أو جرته أو سقط له فيها ولد أو هرة أو فرخ أو جرو أو شيء من متاعه أو نقص على قدر حيوانه وحاله وزيادة منامه وتوفيق عابره.

وجميع ما يخرج من الذكر دال على المال والولد وعلى النكاح.

يستدل على البول بالمكان الذي بال فيه فإن بال في بحر خرج منه مال إلى سلطان أو جاب أو عاشر أو ماكس.

والنورة تجري مجرى البول في هذا الباب وكذلك المني والمذي والودي.

وإن بال في حمام تزوج إن كان عزبا وإلا قضى مالا لامرأة أو جاد به عليها.

وإن بال في جرة أو قربة أو إناء من الأواني فإنه ينكح إن كان عزبا أو تحمل زوجته إن كان متزوجا أو يدفع إليها مالا إن كانت تطلبه.

والمني يشترك مع البول في هذا الباب وقد يستدل على فساد ما يدلان عليه من وطئ في دم أو دبر أو بعد حنث أو في زنا أو نحو ذلك بالأماكن التي يبول فيها النائم وبصفات البول وتغيره كالذي يبول دما أو يبول في يده أو في طعام ونحو ذلك.

وأما النعل، فهي ضروب فأما نعال السفر فمن لبسها سافر أو سافر من يشركه في الرؤيا أو سافر له مال وذلك إذا مشى فيها في المنام أما إن لبسها وكان قد أمل سفرا فقد يتم وقد لا يتم إذا لم يمش فيها فإذا انقطع شراكها أو خلعها أقام عن سفره وعقل عن طريقه وإن كانت من نعال الماء فإنها زوجة أو أمة يستفيدها أو يطؤها.

وأما نعال الطائف أو ما يتصرف به التجار في الأسواق فدالة على الأموال والاكتساب والمعاش وقد تدل على الزوجة أيضا إذا مشى بها في خلال الدور أو اشتراها أو أهديت إليه فإن كانت جديدة فبكر وإن كانت قديمة ملبوسة فثيب فإن انقطع شسعها تعطلت معيشته أو كسدت صناعته أو عاقه دونها عائق وإن كانت زوجته نشزت عليه وظهرت خيانتها له وإن انقطع خلخالها أو كانت مريضة هلكت أو ناشزا طلقت إلا أن يعالج في المنام لصلاحه أو يوعد بذلك أو يستقر ذلك في نفسه فإنها تبرأ بعد إياس ويراجعها بعد طلاق.

فإن رأى أنه لبس نعلا محذوة فمشى فيها في طريق قاصد فإنه يسافر سفرا.

فإن لبس نعلا ولم يمش فيها فإنه يصيب امرأة يطؤها وكذلك لو رأى أنه أعطي نعلا في يده فأخذها أو ملكها أو أحرزها عنده في بيت أو وعاء فإنه يحوز امرأة على ما وصفت فإن كانت النعل غير محذوة فإنه يصيب امرأة عذراء وكذلك لو كانت محذوة ولم تلبس فإن كانت النعل من جلود البقر كانت المرأة أعجمية الأصل وإن كانت من جلود الخيل كانت من العرب أو من موالي العرب وكذلك لو كانت من جلود الإبل.

فإن رأى أنه مشى في نعلين انخلعت إحداهما عن رجله ومضى بالأخرى فإن ذلك فراق أخ له أو أخت أو شريك عن ظهر سفر لأنه حين مشى فيها صار في التأويل سفرا وحين انخلعت إحداهما فارق أخاه على ظهر سفر، وإن لم يكن أخ ولا نظير ورأى نعله ضاعت أو وقعت في بئر أو غلبه أحد عليها كان ذلك حدثا في امرأته، فإن أصاب النعل بعد ذلك صحيحة فإن امرأته تمرض ثم تصح أو تكون المرأة قد هجرته أو اعتزلته أو ما يعرض للنساء من نحو ذلك ثم تعود إلى حالها الأولى ولو رأى أن النعل سرقت منه ولبسها غيره ثم ردت عليه علم بذلك أو لم يعلم فإن ذلك لا خير فيه لصاحبه لأنه يغتال في امرأته أو جاريته التي يطؤها. فإن رأى أن النعل انتزعت انتزاعا أو احترقت حتى لم يبق منها عنده شيء أو ما يشبه ذلك فإنها موت امرأته أو جاريته.

فإن رأى أنه رفع نعله فإنه يدبر حال امرأته أو يجامعها فإن رفعها غيره فلا خير فيه في عورات النساء وإن كانت من النعال التي تنسب إلى السفر فإن ذلك السفر لا يتم.

فإن رأى نعله من غير جلود النعال مما يستبشع مثلها أو ينسب في التأويل إلى غير ما هو للنعل بأهل فانسب المرأة التي يطؤها إلى جوهر تلك النعل من صلاح أو فساد، وإن كانت من النعال التي تنسب إلى سفر فانسب ذلك السفر إلى جوهر تلك النعل إن خيرا وإن شرا كما وصفت، ولو رأى شراكها الذي يمسكها باليا أو متقطعا ضعيفا فإن حال صاحبها في سفره ذلك أو في امرأة يطؤها على قدر جوهر الشراك وجماله وقوته وهيئته.

وكذلك التكة في السراويل إذا كانت جديدة قوية كان سبب ما ينسب السراويل إليه في التأويل وثيقا محكما وإن كانت التكة بالية منقطعة كان السبب ضعيفا موهنا.

وكذلك لبسه القميص إذا كانت صحيحة جديدة بأزرارها كان صاحبها لذلك مجتمع الشأن حسن الحال وإن كانت اللبنة بالية متقطعة أو رأى أنها سقطت عن قميصه فإنه يتفرق على صاحب القميص شأنه وأمره لأن جيب القميص شأنه وأمره.

وأما الخف، إذا رآه في رجله فإن كان معه شيء من السلاح أو موقي به مكروه مما يطأ عليه من دواب الأرض أو الهوام أو وحل أو شوك أو ما يشبه ذلك من المكاره فإن الخف حينئذ من السلاح وقاية لصاحبه وكن من المكاره فإن لم يكن مع الخف شيء من السلاح ولا من المكاره فإن الخف هم يصيب صاحبه وما طال منه وضاق في رجله فهو أشد وأقوى في الهم.

ومن رأى عليه ثيابا جددا فهو صلاح حاله.

واللؤلؤ المنظوم كلام البر والعلم والقرآن.

وإذا كان منشورا فإنه ولد غلام أو أنثى أو وصيف أو وصيفة.

حتى يصير كاللؤلؤة المكنونة كما قال الله تعالى وهي المخزونة ويكون في الرؤيا ما يدل على امرأة جميلة إذا كان اللؤلؤ قدرا لا يستبشع.

وإذا جاوز القدر حتى يكال أو يحمل بالأوقار فهو كنوز وأموال كثيرة.

فإن رأى أنه أعطي ياقوتة حمراء أو خضراء فإنه يصيب امرأة حسناء وإن كانت امرأته حبلى ولدت جارية حسناء وإن كانت الياقوتة مسروقة أو فيها خيانة فإن تلك المرأة تحرم عليه وإن كانت عارية عنده فإن المرأة التي يصيبها لا تلبث أن تموت قبله.

وما كثر من الياقوت حتى يجاوز الحد فهو أموال مكروهة في الدين لجوهر اسم حجر الياقوت.

والخرز خدم أو مال.

ومن رأى أنه أعطي خاتما فتختم به فإنه يملك شيئا لم يكن يملكه وقد يكون ما يملك من ذلك سلطانا أو مملوكا أو دابة أو أرضا أو مالا أو نحو ذلك.

ومن أصاب خاتما وهو في مسجد أو في صلاة أو في سبيل من سبل الله ورأى مع ذلك شيئا يدل على الأموال فإنه يصيب مالا حلالا وينفقه في صلاح دينه وإن كان مع ذلك ما يدل على السلطان والملك والحرب فإنه يصيب سلطانا وملكا وحربا.

وإن رأى أن خاتمه انتزع فإنه يذهب عنه ما يملك.

فإن رأى أن فص خاتمه ذهب منه فإن الفص وجه من ينسب إليه الخاتم.

فإن رأى أنه وهب خاتمه بطيب من نفسه فإنه يخرج منه بعض ما يملك بطيبة نفس.

والكتاب خبر وختمه تحقيق الخبر.

ولبس الذهب والفضة للنساء بصلاح على كل حال.

وإذا رأى الرجل أنه أصاب ذهبا فإنه يصيبه غرم ويذهب له مال بقدر ما رأى ومع ذلك يغضب عليه ذو سلطان.

وما كان من الذهب معمولا شبه إناء أو حلي أو نحوهما فهو أضعف في التأويل وأهون وما كان صفيحة أو سبائك فهو أقوى وأبلغ في الشر.

فإن رأى أنه أصاب دنانير مجهولة أو عددا مجهولا أو تكون الدنانير فوق أربعة فإنه يصيب أمرا يكرهه ويسمع ما يكره كل ذلك بقدر كثرة الدنانير وإنما ضعفت الدنانير في المكاره عن الذهب في التأويل لما فيها من الكتاب الذي فيه توحيد الله واسمه على الوجهين جميعا.

وما كان من الدنانير قدر عدد صلاة من الصلوات الخمس فإنه إن نال منها يعمل عملا من أعمال البر على قدر ما نال من الدنانير.

فإن رأى أنه ضيع منها شيئا فإنه يضيع صلاة من الصلوات الخمس أو عملا من أعمال البر.

وربما كان جماعة الدنانير المعروفة العدد دالة على العلم والبر نحو مائة دينار أو ألف دينار بشرط أن يكون عددا شفعا ليس بوتر زوجا ليس بفرد ويكون معه في رؤياه كلام يدل على أعمال البر.

فإن رأى أنه أصاب من تلك الدنانير فإنه يصيب من ذلك العلم.

وقيل: إن الدينار الواحد إذا كان قدر الدينار المعروف أو أصغر منه فإنه ولد صغير يصيبه من أصاب ذلك الدينار.

وأما الدراهم فإن طبائع الانسان فيها مختلفة منهم من يرى أنه أصابها فيصيبها في اليقظة كهيئتها أو مثل عددها ومنهم من يجد البيض من الدراهم في طبيعته كلاما حسنا وذلك للنقش الذي يوجد فيه توحيد الله عز وجل واسمه عليه ويجد السود من الدراهم صخبا وخصومة وكلاهما كلام إلا أن البيض كلام البر والسود كلام خصومة ومنهم من لا يوافقه شيء منها على حال ويجري كل ذلك إذا كانت الدراهم ظاهرة بارزة تتحول.

فإن رأى أنه أعطي الدراهم في كيس أو صرة أو جراب فإنه يستودع سرا فيحفظه لصاحبه بقدر ما حفظ من ذلك فاستحفظ منه وكذلك لو رأى أنه دفعها إلى غيره فإنه يستودعه سرا يحفظه لصاحبه.

والدراهم على كل حال خير من الدنانير الكثيرة وأهون في الشر وكذلك الدرهم الواحد الصغير ولد صغير سيما إذا كان ناقصا عن وزن مبلغه فما حدث بالدرهم حدث بالولد.

فإن رأى أنه انتزع منه أو ذهب ذهابا لا رجوع فيه مات الولد.

وأما الفلوس فإنها كلام ردئ.

وأما الفضة فما كان منها معمولا من نحو إناء أو حلي أو شبهها مكسرا أو صحيحا فرأى أنه أعطى من ذلك شيئا فإنه يستودع مالا أو متاعا.

وكذلك لو كانت مرآة من فضة ما لم ينظر فيها إلى وجهه فإن نظر فيها إلى وجهه فإنه يناله ما يكرهه في جاهه في الناس ولا خير في النظر في مرآة الفضة.

والفضة النقرة إذا لم تكن معمولة هي جوهر النساء امرأة فإن أصاب النقرة من معدنها أو بلادها فإنه يصيب امرأة من مسقط رأسها.

فإن رأى أنه دخل في غار من معدن فأصاب تلك النقرة هناك فإن امرأته تمكر به في أمرها أو أمر غيرها فيها.

ومن رأى ميتا معروفا مات ثانية وكان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ فإنه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات من عقبه انسان وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكره أصله في التأويل.

ومن رأى أنه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطانا ويفسد دينه ويقهر الرجال ويركب أعناقهم وتكون أتباعه في سلطانه بقدر من تبع جنازته ويرجى له صلاح دينه ما لم يدفن.

ومن رأى أنه حمل ميتا على غير هيئة الجنائز فإنه يتبع سلطانا وينال منه برا.

ومن رأى أنه نبش عن قبر ميت معروف فإنه يطلب طريقة ذلك الميت في الدنيا إن كان علما أو مالا فينال منه بقدر ذلك.

فإن رأى أنه وصل إلى الميت في قبره حتى نبش عنه وهو حي في القبر فإن ذلك المطلب بر وحكمة ومن المال حلال وإن وجده ميتا فلا خير فيه ولا في المطلب.

ومن رأى أن إمام المسلمين ولاه إمرة حاضرة عنده فهو يصيب شرفا وذكرا عاجلا في الدنيا والدين فإن ولاه من أقاصي ثغور المسلمين نائبا عنه فهو كذلك شرف وعز وسلطان فيه تأخير وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الامام.

ومن رأى أنه دخل دار الامام واستقر فيها واطمأن فهو يداخله في خواص أمره.

فإن رأى أن الامام أعطاه شيئا فهو يصيب فخرا ورفعة وسلطانا بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره.

فإن رأى أنه يخاصم الامام أو سلطانا دونه بكلام حكمة وبر فهو يظفر بحاجة لديه.

فإن رأى أنه يختلف إلى باب الامام أو باب نائب من نوابه فإن أعداءه لا يقدرون على مضرة له.

فإن رأى أنه في لحاف مع الامام في فراشه ليس بينهما سترة فهو يخرج من سلبه إليه ويصير ماله وما يملك في العاقبة للإمام تركة منه في حياته أو مماته.

فإن رأى أن الامام مريض فهو مرض الدين له ولرعيته لمكانه فإن مات فهو فساد في الدين.

ودخول الامام العدل مكانا نزول البركة والعدل فيه فإن كان إماما جائرا فهو فساد ومصائب وإن كان معتادا للدخول إلى ذلك فلا يضره.

ومن أكل مع الامام العدل على مائدته فإنه يصيب شرفا وخيرا في دينه ودنياه بقدر ما نال من الطعام وكذلك الملك والسلطان مثل الامام.

ومن رأى أن القيامة قامت فإن عدل الله يبسط على الموضع الذي رآها قامت فيه فإن كان أهل ذلك الموضع ظالمين انتقم منهم وإن كانوا مظلومين نصروا وانصرم الامر بينهم لأن يوم القيامة يوم الفصل والعدل.

فإن رأى أنه موقوف بين يدي الله عز وجل في ذلك اليوم فهو كذلك وهو أشد الامر وأقواه وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئا من نحو نشر من القبور أو بعث لأهلها أو طلوع الشمس من مغربها حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب.

فإن رأى أنه دخل الجنة فهو يدخلها إن شاء الله تعالى وذلك بشارة له بها لما قدم لنفسه أو يقدمه من خير.

فإن رأى أنه أصاب من ثمارها أو أكلها أو أعطاه غيره فإن ثمار الجنة أعمال البر والخير فهو ينال من البر والخير بقدر ذلك فإن أصابها ولم يأكل منها شيئا أو لم يصل لمأكلها فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به وإن أعطاها غيره انتفع بعلمه غيره.

وأما رياضها وبناؤها: فهي بعينها كهيئتها.

وأما نساؤها فهن أمور من أعمال البر على قدر جمالهن.

فإن رأى أنه كان في الجنة مقيما فيها لا يدري متى دخلها فهو لا يزال منعما مفضلا عزيزا مصنوعا له في أموره مدفوعا عنه المكاره حتى يخرج منها إلى خير إن شاء الله.

وإن رأى أنه دخل جهنم ثم خرج منها في يومه ذلك فإن ذلك يراه أصحاب المعاصي والكبائر وذلك نذير ينذره ليتوب ويرجع، فإن رآها ولم يصبه مكروه منها فإن ذلك من غموم الدنيا وبلاياها يصيبه من ذلك على قدر ما يناله منها أو رآها. فإن رأى أنه لم يزل فيها ولم يدر متى دخلها فذلك لا يزال مضيقا عليه متفرقا أمره مخذولا ذليلا حتى يخرج منها. فإن رأى أنه يأكل من طعامها أو شرابها أو ناله من حرها أو أذى من خزانها فإن كل ذلك أعمال المعاصي منه. وقال القيرواني: أما من دخل جهنم فإن كان كافرا مريضا مات وإن كان مؤمنا تقيا مرض واحتم لأن الحمى من فيح جهنم وافتقر وسجن وإن كان سوقيا أتى كبيرة أو داخل الكفرة والفجرة في دورهم أو خالطهم في أعمالهم وأسواقهم.

وقال القيرواني: إن دخول الجنة للحاج يتم حجة ويصل إلى الكعبة بيت الله المؤدية إلى الجنة وإن كان كافرا أو مذنبا ورأى ذلك في غيره أسلم من كفره وتاب وإن كان مريضا مات المؤمن من مرضه وأفاق الكافر من علته لأن الجنة آخرة للمؤمنين والدنيا جنة للكافرين وإن كان عزبا تزوج امرأة لأن الجنة دار الزواج والنكاح وإن كان فقيرا استغنى وقد يرث ميراثا، ويدل دخولها على السعي إلى الجماعة أو إلى دار علم وحلق ذكر وجهاد ورباط وإلى كل مكان يؤدي إليها.

وأما النفخ في الصور، فإن النفخة الأولى دالة على الطاعون أو على نداء السلطان في البعوث أو قيامة قائمة أو سفر عام في الجميع وكذلك من وعد في المنام بالقيامة وقربها فإن كان مريضا مات ويدل الوعد بالقيامة على حادثة عظيمة من السلطان. وأما النفخة الثانية: فإن كانت في الوباء ارتفع لأن الخلق يحيون بها وربما دلت على نداء السلطان في الناس وجمعهم إلى أمر عظيم أراده ودبره ومن مر على الصراط سليما من الشدائد والفتن والبلاء فإن كان في الحجاز قطعه ونجا منه وكانت الجنة التي بعده هي الكعبة وقد يكون الصراط له عقبة فما أصابه نزل به وإلا كان الصراط دينه فما عاقه عليه دخل عليه مثله في الدين وفى الصراط المستقيم.

وأما الآيات التي هي أشراط القيامة فإنها خوف وحادثة قال الله تعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}.

وربما دل خروج الدابة على فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون.

وأما خروج الدجال فدال على مفتون متبوع يدعو إلى بدعة تظهر وتقوم.

وأما نزول عيسى عليه السلام فدليل على عدل يكون في الأرض فإن قتل الدجال هلك كافر أو مبتدع وقد يقوم عليه قائم أو يقدم عليه إمام عادل.

وأما الطاعون إذا رؤي في مدينة فإنه عذاب من السلطان وربما دل على سفر عام في الناس أو على مغرم يجرى من السلطان.

وأما لباس الجبة لمن لبسها أو اشتراها أو خاطها وبطنها، فإن كان فقيرا استغنى لأنها تدفع البرد الدال على الفقر وإن لاق به السلطان ناله وكان وجيها وله بطانة وداخله أموال قارة وهي القطن الداخل فيها كالكنز والمال في بيت المال والخيوط عهوده ومواثيقه وبيعته وإن كان عزبا تزوج وكان وجهها نفسه وبطانتها زوجه والقطن مهرها والخيوط عهود أو عصمة فإن خاطها ولم يلبسها زوج ابنه أو ابنته أو عقد نكاحا لغيره أو جمع بين زوجين مفترقين سيما إن كانت قديمة قد طواها وكل ذلك ما كان في أيام الشتاء في إبان لبسها.

وأما لبسها في الصيف فغمة من زوجة أو دين أو مرض أو حبس أو ضيق أو كرب من أجل المرأة فإن كان من أهل الحرب لبس لامته وتلقى عدوه في سعير الحرب.

وأما العمامة إذا تعمم بها الرجل أو رآها على رأسه ولم يذكر غيرها فإنك تنظر في حاله فإن كان السلطان به أولى ولى ولاية وإلا نال رياسة على قدر كبرها وجمالها ولا خير فيها إذا خرجت عن حدها ولا يضر سوادها ولا صفرتها لأن ذلك من زي أشراف العرب والعمائم تيجانهم وهي للعزب دالة على النكاح ولمن عنده حمل دالة على الولد الذكر وتدل أيضا للإنسان على أبيه وعلى سلطانه وسيده وأستاذه ومؤدبه فإن أدارها على رأسه أو لواها على يده سافر سفرا أو سافر له مال أو شريك أو قريب.

والإزار امرأة.

والملحفة امرأة.

والطيلسان ولد الرجل أو جاهه أو أعز من عنده.

والرداء دين الرجل الذي هو مرتديه.

ومن رأى أنه يسقي الناس الماء فإنه يعمل من خير أعمال البر بعد أن لا يكون منه فيما يسقي طول على أحد ولا يبغي ولا يأخذ ثمنا.

فإن رأى أنه يشرب ماء صافيا لذيذا عذبا فإنه يصيب حياة طيبة.

ومن رأى أن لحيته ورأسه حلقا جميعا وكان مع ذلك كلام يدل على الخير فإنه إن كان مكروبا فرج عنه ونجا وقضى دينه.

وما نقص من الشعر فعلى مجرى النقصان منه يكون خيرا إذا كان طوله هما.

وكذلك اللحية إذا كان سقوطها ونقصانها لا يشين الوجه ولا يشنعه.

وربما كان في النتف صلاح لبعض أمره إذا لم يشن الوجه إلا أن ذلك الصلاح له على كره منه.

وأما من زكى في المنام من أهل الأموال فإنه يثمر ماله ويكثر يساره إلا أن يكون عليه دين أو عنده وديعة فإنه يقضي ذلك ويدفعه إلى مستحقه.

وإن كان المزكي ميتا أو رجلا صالحا فقد أفلح عند الله وارتفع ذكره وزكا عمله، فكيف إن صلى بأثر ذلك أو ذكر الله.

فإن أذن عند ذلك في غير إبان الحج فلعله يشهد شهادة ويزكى فيها، فإن كان ذلك في شهور الحج فإنه يحج إن شاء الله.

وإن رأى ذلك فقير فإنه يحلق رأسه أو يقص شاربه أو ينتف إبطه أو يقلم ظفره أو يحلق عانته إلا أن يكون مجردا من الثياب أو مغتسلا بالماء أو يفعل ذلك في مسجد أو يصلي بعد ذلك فإنه يخرج من حاله ويتوب من آثامه ويرتفع شأنه ويفلح بصلاح ظاهر أو بشهادة مشهودة.

وأما صدقة التطوع فإن كان فقيرا فهو عمل يعمله ببدنه إما نافلة أو زيارة أو عيادة أو طوافا على القبور بالتسبيح والتهليل والتقديس، وإن كان ذا مال فهو عمل صالح يعمله في الناس إما أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو نصيحة أو تعليم علم أو قرآن أو صلاة بالناس وذلك ما كانت الصدقة مجهولة أو كانت حنطة أو خبزا، وإن كانت دراهم أو دنانير فإنه يؤجر في الناس أو مع الذين يتصدق عليهم بذلك إن عرفهم بأمر غمه وثوابه له وعزمه وهمه وآثامه عليهم لأن الصدقة أوساخ المتصدق واليد العليا خير من اليد السفلى فهي سيئات يكسبونها من أجله وسيئات تذهب عنه بما يحملونه من الكلام.

وأما من رأى نفسه ذاهبا إلى الحج أو رؤي ذلك له فإن كان مريضا مات وذهب إلى الله راكبا في نعشه بدلا من محمله وإلا توجه إلى السلطان أو إلى رئيس العلم في حاجة إلا أن يكون مديونا فإنه يبتدئ في قضائه أو يكون تاركا للصلاة فإنه يرجع إلى القبلة إلا أن يكون تزوج امرأة ولم يدخل بها فيحمل هودجه ويتوجه به إليها ليدخل بها ويطوف بها مع أصحابه.

وأما من رأى نفسه محرما فإن كان مريضا مات وأجاب الداعي ولبى النادي وانتقل من ثياب الدنيا إلى ثياب الآخرة وإن كان مذنبا تاب وتعرى مما كان فيه واستجاب الله بالطاعة والعمل وإن كان عليه نذر من صوم أو صلاة أخذ في القضاء لما عليه. وإن رأى ذلك من له زوجة مريضة أو امرأة لها بعل مريض مات العليل منهما وفارقه صاحبه وقد يدل على الطلاق إذا اجتمعا في المنام في الاحرام حتى يحرم بعضهما على بعض أو كان في اليقظة ما يؤيد ذلك إلا أن يكون إحرامه في الحرير والعصفر فإنه يتجرد إلى خدمة السلطان أو يتزوج حراما أو يأتيه ويسارع إليه فإن لبى غير الله أو كان في تجرده أعمى البصر أو أسود الوجه أو أعلى غير المحجة فإنه يخلع ربقة الإسلام من عنقه في عمل يقصده أو سلطان يؤمه لأن الحج القصد في اللغة.

وأما الوقوف بعرفة فربما دل على الصوم لأن المطلوب بها واقف بمراقبة مغيب الشمس وطلوع الفجر يدفع منها إذا غابت الشمس، ومن طلع عليه الفجر ولم يقف بها فاته الحج كالصائم يرعى بفطره غيبوبة الشمس، وإذا غابت حل له الأكل والشرب والأكل سبب الحياة والحركة التي يدفع بها الواقف بعرفة.

وربما دل الوقوف بعرفة على الاجتماع بالحبيب المفارق والألف المجانب لأن آدم عليه السلام التقى بحواء بعد الافتراق بعرفة وبذلك سميت عرفة لأنهما بها تعارفا فمن وقف بها في إقبال الليل إلى طلوع الفجر من طالبي الحاجات عند الملوك وغيرهم أدرك مطلوبه وقضيت حاجته ومن أتاها في إقبال النهار فاته ما يرجو ويحرم ما يطلب سيما إن لفظ الفوات في اسم عرفات.

وربما دلت عرفة على موسم سوق وميعاد بيع فإن وقف بها في إقبال الليل ربح أو استفاد في بيعه وشرائه وإن وقف بها في إقبال النهار خسر في ذلك وقد يدل يوم عرفة على يوم الجمعة لاتفاقهما في الفضل واجتماع الخلق وإلزام الفرض وقد يدل على يوم حرب فاصل وقد يدل موقف الحشر في المقلوب عليها والله أعلم.

وأما الطواف بالبيت، فإن كان ممن يخدم السلطان ويطوف به تقرب منه وحظي عنده وإن كان ممن يخدم عالما ويطوف في حوائجه أو كان عبدا يطيع سيده ويخدمه بالنصيحة أو رحل إليه والدته يكثر برها ويطوف بالبر عليها أو زوجته يسعى عليها ويجاهد عنها بصلاحها ومحبته فيها فإن كان عنده شيء من ذلك فطوافه بشارة بالثواب عما يطوف به في اليقظة من هذه الاعمال ونحوها كخدمة المسجد أو الجامع وكثرة الطواف والرباط في الثغور والجموع وبين الصفين.

وأما السعي بين الصفا والمروة فهو العمل بالمشي أو بالمقام وقد قال الله تعالى: {ثم أدبر يسعى فحشر فنادى}. وإنما بعث في المدائن حاشرين ولم يبرح من مكانه.

فربما كان ذلك سعيا بين حصنين أو ثغرين أو بين صفين أو عالمين أو رجلين صالحين أو زوجتين أو ابنتين أو بين سوقين بالنداء والسمسرة أو بين صناعتين بالفائدة والربح.

وأما السكر المطبوخ والفانبد ونحوهم، فإنه كلام حلو حسن أقبل من حبيب أو ولد أو زوجة وقيل: دنانير ودراهم.

وأما ما يعقد من العسل والحلو، فإن كان هو الذي عقدها جمع مالا من كده وسعيه طيبا فإن أفادها ولم يدر من عقدها نال ذلك من عمل غيره كالغنائم والمواريث والغلات.

وأما الزبد فدال على الخصب والرطوبة والكسب والفائدة وعلى الفقه وعلى سهولة ما يطلبه أو يعالجه في يقظته.

وأما السمن فدال على العلم والفقه والقرآن لأهله وعلى الدواء لنفعه وشفائه وحسن استخراجه وبقائه وعلى المال والغلات والأرباح والفوائد لطلاب المال وعلى الخصب والرخاء لمن هو في شدة وعلى الصحة لمن هو في سقم إن أكله لما في الخبر من أن سمن البقر دواء ولحمه داء.

وأما الجبن فدال على ما انعقد لصاحبه من العلم والفقه والمال والكسب وقد يدل من المال على الريع والعبيد والدواب وكل ما هو عقدة من المال المحروز. وربما دلت الجبنة على الزوجة لجمالها ولذتها وربما دلت على المال لكل انسان على قدر ما يضمه إلى جنبه كالرمان والخبز والعسل واللبن والزيت. وأما حامضه ومالحه فدال على المال المكروه وعلى الهم والحزن والفزع. فإن كان من عمل الروم دل على الروم وربما دل جبنهم على رقيقهم وسبيهم وما يجيء من عندهم من عقد المال والمتاع أو من عند غيرهم من الأعداء.

ومن رأى أنه أصاب سمكة طرية أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين، فإن رأى أنه أصاب في بطن السمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين فإنه يصيب منها ولدا غلاما أو غلامين، فإن أصاب في بطنها شحما فإنه يصيب منها مالا وخيرا، وكذا لحم السمكة.

وإذا كثر السمك كان أموالا.

فإن رأى أنه أصاب سمكا مالحا يأكله بعد أن يصير في يده يملكه فإنه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم أو سبب مملوك وينغم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله وأصابه، وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه، وربما خالفت طبيعة الانسان في السمك المالح إذا رآه في منامه أصاب مالا وخيرا إذا كان السمك كباراً، وقد كان السمك الذي قال فيه موسى لفتاه: {آتنا غداءنا} مالحا وكبيرا فدخل على موسى من الهم ما دخل.

فإن رأى سمكة حية تتقلب في موضع مجهول، فإن كانت السمكة من جوهر النساء أو الخدم، فلعل خادمة أو امرأة أو مثلها تنقلب في منكر من أمرها من دنياها أودينها.

ولو رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية.

ولو رأى أن السمكة خرجت من فمه فإنه يتكلم بكلام يحار في أمره.

وأما أكل السمك الطري فإنه غنيمة وخير لأنه من الصيد.

وأما التمساح فإنه عدو مكابر لص لا يأمنه عدو ولا صديق بمنزلة السبع، وكذلك كل ذي ناب. فإن رأى أن التمساح جره إلى الماء وقضى عليه الموت في الماء فإن موته يكون على يدي انسان عدو ولعله يكون شهيدا. ولو أصاب من لحم التمساح أو من دمه أو من جلده أو بعض أعضائه فإنه يصيب من مال ذلك العدو.

ومن رأى أنه راكب حمار وحش يصرفه حيث شاء ويطيعه فإن ذلك راكب معصية وهو مفارق لرأي جماعة المسلمين في دينه وفي رأيه، فإن لم يكن الحمار ذلولا ورأى أنه صرعه أو كسره أو جمح به أو ما يشبه ذلك فإنه يصيبه شدة في أمره وخوف شديد، فإن رأى أنه أدخله بيته على هذا الضمير أو اتخذه للبقاء في منزله فإنه يداخله رجل كذلك في رأيه ولا خير فيه، فإن رأى أنه أدخل بيته شيئا من ذلك وضميره أنه اصطاده وهو يريده للطعام فإنه تدخل عليه غنيمة وخير.

وذكور الوحش في التأويل رجال، وإناثهم نساء، وألبان الوحش أموال نزرة قليلة لمن أصابها إلا لبن حمارة الوحش فإن من يشرب من ألبانها يصيب نسكا في دينه وصلاحا فيه.

ومن تحول حمار وحش فإنه يفارق رأي جماعة المسلمين ويعتزلهم وكذلك لو تحول شيئا من الوحش إلا أن يرى أنه تحول ظبيا فإنه يصيب لذاذة من النساء.

ومن أصاب ظبيا تزوج امرأة حسناء، فإن ذبح ظبيا افتض امرأة عذراء، ولو أصاب من جلودها أو شعورها فإنه مال من قبل النساء، فإن رأى أنه قتل ظبيا ومات في يده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء.

فإن رأى أنه رمى ظبيا أو بقرة لغير الصيد فإنه يقذف امرأة كذلك، فإن رماه للصيد فإنه يصيب غنيمة، وإن فاته الصيد فإنه يطلب غنيمة وتفوته.

وكذلك فإن رأى أنه أصاب خشفا فإنه يصيب ولدا من امرأة حسناء، وكذلك لو أصاب عجلا من بقر الوحش مجهولا فإنه يصيب ولدا وربما كان غلاما.

والتيس رجل ضخم في دينه عظيم الشأن فوق الكبش وغيره.

ومن رأى أنه أكل لحم ماعز فإنه يشتكي يسيرا ثم يبرأ.

ومن رأى أنه ذبح جديا لغير اللحم فإنه يموت له أو لأهله ولد، فإن كان ذبحه ليأكل من لحمه فإنه يصيب مالا بسبب الولد أو يصيب مالا قليلا نزرا وكذلك لحوم صغار المعز والضأن في التأويل خير قليل إلا أن يرى ذلك اللحم سمينا فإن الخير يكون كثيرا.

ومن رأى أنه يأكل لحم جدي أصاب خيرا قليلا من صبي.

وليس يجري صغار المعز والضأن مجرى كبارها.

فإن رأى أنه يأكل رأس شاة فإنه تطول حياته ويصيب ما لم يكن يرجوه فوق التمني، وكذلك لو رأى أنه يأكل رأس بقرة أو ثور أو إنسان أو غير ذلك إلا ما يتفاضل بعضها على بعض ورأس الانسان أفضل في عرض الدنيا.

فإن رأى أنه تحول شاة فإنه يصيب في تلك السنة خيرا.

فإن رأى أنه يأكل أكارع الشاة فإنه يصيب مالا وخيرا بقدر ذلك.

وسمن الغنم مال وخصب لمن يصيبه وفيه نصب بقدر ما نالت النار منه.

وشحم الغنم مال كثير لمن يصيبه.

والشحم خير من السمن.

وكبد الشاة مال مدفون يصيبه من أصاب منها شيئا أو أكلها نيئة أو مشوية أو مطبوخة، وكذلك الأكباد من كل الحيوان مال مدفون إلا أن أفضلها وأكثرها كبد الإنسان .

وكذلك القلب من كل شيء مال مدخور لمن يصيبه أو يملكه.

وأما المصران من كل الحيوان إذا كانت مع البطون فهي تجري مجراها في التأويل، فإذا انفردت المصران عن البطون فإنها لمن يصيبها أو يملكها أو يأكلها أن ينال من ذي قراباته خيراً ومنفعة.

ومن رأى أنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض، فإن رأى أنه أصاب من لحومها من غير أن يأكله فإنه يصيب مالا من سبب ما تنسب تلك الإبل إليه في التأويل.

ومن رأى أنه ملك حمارا أو حميرا أو أدخلها إلى منزله وارتبطها أو اتخذها فإن الله عز وجل يسوق إليه خيرا وينجو من هم، فإن كانت الحمر موقرة كان الخير أكثر وأفضل، كل ذلك إذا كان الحمار ذلولا مطواعا.

والحمارة تجري مجرى الحمار، فإن رأى أنه ذبح حمارة ليأكل لحمها فإنه يجد مالا وسعة وكذلك لو رأى أنه أكله.

 ولو رأى أنه صرع عن حماره فإنه يفتقر، فإن كان الحمار الذي صرع عنه لغيره فإنه ينقطع ما بينه وبين صاحب الحمار أو نظيره أو سميه.

فإن رأى أنه نزل عن الحمار نزولا لا يضمر العودة إليه فإنه ينفق ماله حتى يأتي على آخره، فإن كان نزوله لحاجة ويضمر العودة إليه فإن الأمر الذي هو طالبه لا يتم.

فإن رأى أنه يشرب من لبن أتان فإنه يمرض مرضا شديدا ثم يبرأ.

والبغلة امرأة عاقر إذا كان عليها سرج أو إكاف أو برذعة أو شيء من مراكب النساء.

والبغل العري الذي لا يعرف له رب ولا هو ذلول فهو رجل صعب خبيث الحسب والطبيعة.

وركوب البغال فوق أثقالها لا بأس به إذا كان البغل ذلولا وراكبه متمكنا.

ولحم البغال وجلودها مال.

وإن رأى أنه يشرب لبن بغلة فإنه يصيبه هول وعسر بقدر ما شرب منه.

فإن رأى أن بغلته نتوج فإن رجاءه في زيادة ماله من قبل امرأته، فإن وضعت البغلة فهو تصديق لذلك الرجاء، وكذلك الفحل إن حمل ووضع.

فإن رأى أنه ركب دابة مقلوبا أو لبس ثوبا مقلوبا فإنه يأتي أمرا من غير أن يعلم.

فإن رأى أنه رديف رجل على فرس فإنه يتوصل بذلك الرجل إلى الامر الذي يصل إليه تأويل الفرس في دين أو دنيا ويكون تأويل الرديف لذلك الرجل تبعا أو خليفة وربما كان ذلك يسعى بجد صاحبه الذي يتقدمه.

ومن رأى أنه أجج نارا ليطبخ قدرا فيها طعام فإنه يثير أمرا يصيب به منفعة من قيم أهل بيت فإن لم يكن في القدر طعام فإنه يهيج رجلا هو قيم أهل بيت بكلام ويحمله على أمر مكروه. فإن رأى أن النار أحرقت بعض أعضائه فإنه يصيبه ضر بقدر الحرق إذا ما احترق بعض الثوب أو بعض الأعضاء، فإن كان جميع الثوب أو جميع جسده فإنه يصيبه مصيبة فيما ينسب إليه في التأويل أو في بعض نفسه أو فيمن يعز عليه، فإن كان للنار لهب أو لسان فإن ذلك الضر الذي يصيبه على يدي السلطان أو في حرب، فإن لم يكن لها لهب فإن ذلك يكون في أمراض وطاعون وبرسام.

ولو رأى أنه أصاب نارا في وعاء أو أحرزها فإنه مال حرام.

فإن رأى بيده شعلة نار فإنه يصيب شعبة من سلطان، فإن كان لها لهب أو دخان كان في سلطانه ذلك حرب وهول.

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن والخمسون: في ذكر أنواع شتى في التأويل لا يشاكل بعضها بعضاً

العودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين حسب الترتيب