تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الرابع والخمسون

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الرابع والخمسون: في النكاح وما يتصل به من المباشرة و الطلاق و الغيرة و السمن و الزنا و اللواط و الجمع بين الناس بالفساد و تشبه المرأة بالرجل و التخنثّ و نظر الفرج

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الرابع والخمسون: في النكاح وما يتصل به من المباشرة و الطلاق و الغيرة و السمن و الزنا و اللواط و الجمع بين الناس بالفساد و تشبه المرأة بالرجل و التخنثّ و نظر الفرج

من رأى أنه عروس ولم ير امرأة ولا عرفها ولا سميت له ولا نسبت له إلا أنه سمي عروسا فإنه يموت أو يقتل إنسانا ويستدل على ذلك بالشواهد فان هو عاين امرأته أو عرفها أو سميت له فإنه بمنزلة التزويج وإذا رأى أنه تزوج أصاب سلطانا بقدر المرأة وفضلها وخطرها ومعنى اسمها وجمالها إن عرف لها اسما أو نسبة ولو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل عن سلطانه إلا أن يكون له نساء حرائر وإماء فإنه نقصان شيء من سلطانه فان رأى بعض أبناء الدنيا أنه ينكح زانية أصاب دنيا حراما وجميع النكاح في المنام إذا احتلم صاحبه فوجب عليه الغسل فليس برؤيا فان رأى رجل أنه يأتي امرأة معروفة فان أهل بيت المرأة يصيبون خيرا في دنياهم فان رأى أنه لم يغشها ولكن نال منها بعض اللمم فان غنى أهل بيتها يكون دون ذلك لان الغشيان أفضل وأبلغ ولو رأى أو رؤي له أنه ينكح أمه أو أخته أو ذات رحم فان ذلك لا يراه إلا قاطع لرحمه مقصر في حقهم فهو يصل رحمه ويراجع فان رأى أن امرأته متصنعة مضطجعة معه فوق ما هي في هيئتها ومخالفة لذلك فإنها سنة مخصبة تأتي عليه ويعرف وجه ما يناله منها فان كانت امرأة مجهولة فهو أقوى ولكن لا يعرف صاحبها وجه ما يناله من السنة فمن رأى أنه ينكح رجلا مجهولا وكان المجهول شابا فان الفاعل يظفر بعدو له وكذلك لو كان المنكوح معروفا أو كانت بينهما منازعة أو خصومة أو عداوة فان الفاعل يظفر بالمفعول به وإن كان المنكوح معروفا وليست بينهما منازعة ولا عداوة فان المفعول به يصيب من الفاعل خيرا أو سميه إن لم يكن أهلا لذلك أو نظيره أو في سبب من أسباب هؤلاء فإن كان المنكوح شيخا مجهولا فان الشيخ جده وما يصل منه إلى جده من خير فإنه يحسن ظنه واحتماله فيه وكذلك لو رأى أنه يقبل رجلا أو يضاجعه أو يخالطه دون أن يكون ذلك من شهوة بينهما فإنه على ما وصفت في النكاح إلا أنه دونه في القوة والمبلغ فان رأى أنه يقبل رجلا غير قبلة الشهوة فان الفاعل ينال من المفعول به خيرا ويقبله كقبوله فان رأى رجل أن بنفسه حملا فإنه زيادة في دنياه ولو رأى أنه ولد له غلام أصابه هم شديد فان ولد له جارية أصاب خيرا وكذلك شراء الغلام والجارية فان رأى أنه ينكح بهيمة معروفة فإنه يصل بخيره من لا حق له في تلك الصلة ولم يؤجر على ذلك فان كانت البهيمة مجهولة فإنه يظفر بعدو له في نفسه ويأتي في ظفره به ما لا يحل له وإلا استحق العدو ذلك منه وكذلك لو كان ما ينكح غير البهيمة من الطير والسباع ما خلا الانسان فان رأى أنه ينكح ميتا معروفا فان المفعول به يصيب من الفاعل خيرا من دعاء أو صلة فان رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى فان الفاعل يصل المفعول به بخير من صدقة أو نسك أو دعاء وإن رأى ميتا معروفا ينكح حيا وصل إلى الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وارثه أو عقبه من علم أو غيره والقبلة بعكس ذلك لان الفاعل فيها يصيب خيرا من المفعول به ويقبل ومن رأى أنه تزوج امرأة ميتة ودخل بها فإنه يظفر بأمر ميت يحتاله وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة فان لم يكن دخل بها ولا غشيها فان ظفره بذلك الامر يكون دون ما لو دخل بها ولو رأت امرأة أن رجلا ميتا تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها فان ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفرق أمرها فإن كان دخل بها الميت في دار الميت وهي مجهولة فإنها تموت وإن كانت الدار معروفة للميت فهي على ما وصفت نقصان في مالها ولو رأت امرأة لها زوج أنها تزوجت بآخر أصابت خيرا وفضلا ولو رأى الرجل المتزوج أنه تزوج بأخرى أصاب سلطانا ولو تزوج بعشر كان ذلك له صالحا كل ذلك إذا عاين امرأته أو سميت له أو عرفها وكذلك المرأة إذا تزوجت برجل مجهول لم تعاينه ولا عرفته ولا سمى لها فإنها تموت وقيل لو رأت امرأة أن ميتا نكحها فإنها تصيب خيرا من موضع لا ترجوه كما أن الميت لا يرجى وكذلك نكاح الرجل الرجل الميت ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمرا من غير وجهه ومن رأى أنه يدخل على حرم الملوك أو يضاجعهن فإنها حرمة له تكون بأولئك الملوك إن كان في الرؤيا ما يدل على بر وخير وإلا فإنه يغتاب تلك الحرم ومن رأى أن امرأته حائض انغلق عليه أمره فان طهرت انفتح عليه ذلك الامر فان جامعها عند ذلك تيسر أمره فان رأى أنه هو الحائض أتى محرما وإن رأى أنه جنب اختلط عليه أمره فان اغتسل وليس ثوبه خرج من ذلك وكذلك المرأة ومن رأى لامرأته لحية لم تلد المرأة أبدا وإن كان لها ولد ساد أهل بيته وقال القيرواني أما عقد النكاح للمرأة المجهولة فإذا كان العاقد مريضا مات وإن كان مفيقا عقد عقدا على سلطان أو شهد شهادة على مقتول لان المرأة سلطان والوطء كالقتل والذكر كالخنجر والرمح سيما الافتضاض الذي فيه جريان الدم عن الفعل وإن كانت معروفة أو نسبت له أو كان أبوها شيخا فإنه يعقد وجها من الدنيا إما دارا أو عبدا أو حانوتا أو يشتري سلعة أو ينعقد له من المال ما تقر به عينه وإن تأجل وقته حتى يدخل بالزوجة وينال منها حاجته فيتعجل ما قد تأجل.

وأما الوطء فدل على بلوغ المراد مما يطلبه الانسان أو هو فيه أو يرجوه من دين أو دنيا كالسفر والحرث والدخول على السلطان والركوب في السفن وطلب الضال لان الوطء لذة ومنفعة فيه تعب ومداخلة فان وطئ زوجته نال منها ما يرجوه أو نالت هي ذلك منه.

وأما نكاح المحرمات فان وطأه إياهن صلات من بعد إياس وهبات في الأم خاصة من بعد قطيعة لرجوعه إلى المكان الذي خرج منه بالنفقة والاقبال من بعد الصد إلا أن يطأهن في أشهر الحج أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه فإنه يطأ بقدمه الأرض الحرام ويبلغ منها مراده وإن كانت قد تمت لذته وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب وإن رجع منه طالبته نفسه بالعودة إليه.

ومن أحرز في يده شيئا من نطفة أو رآها في ثوبه نال مالا من ولد أو غيره.

وأما نكاح البهائم والانعام المعروفة فإنه دليل على الاحسان إلى من لا يراه أو النفقة في غير الصواب وإن كانت مجهولة ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه فان كانت الدابة هي التي نكحته كان هو المغلوب المقهور إلا أن يكون عند ذلك غير مستوحش ولا كان من الدابة أو السبع وشبهه إليه مكروه فإنه ينال خيرا من عدوه أو ممن لم يكن يرجوه وقد يدل ذلك على وطئ المحرمات من الإناث والذكران إذا كان مع ذلك شاهد يقويه.

وأما الوطء في الدبر فإنه يطلب أمرا عسيرا من غير وجهه ولعله لا يتم له ويذهب فيه ماله ونفقته ويتلاشى عند عمله لان الدبر لا تتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعود من الفرج.

وأما افتضاض البكر العذراء فمعالجة الأمور الصعاب كلقيا بعض السلاطين وكالحرب والجلاد وافتتاح البلدان وحفر المطامير والآبار وطلب الكنوز والدواوين والبحث عن العلوم الصعاب والحكمة المخفية والدخول في سائر الأمور الضيقة فان فتح وأولج في منامه نجح في مطلوبه في يقظته وإن انكسر ذكره أو حفي رأسه أو أتته شهوته دون أن يولجه أضربه جده أو ضعفت حيلته أو استماله هواه عما أراده أو بذل له مال عما طلبه حتى ترك على قدر المطالب في اليقظة.

وأما نكاح الذكران فانظر إلى المنكوح فإن كان شابا ظفر الناكح بعدوه وإن كان شيخا ظفر بجده وعلا بحظه وإن كان معروفا قهره الناكح وظلمه وعدا عليه وإن كان طفلا صغيرا ركب ما لا ينبغي له وحمل غيره مشقة لا تصلح له وإن كان المنكوح صديقه باينه بأمر لم يكن المنكوح يظنه فإن كان بميله وإرادته فإنه ينال من الفاعل خيرا ويشترك الفاعل والمفعول مع غيرهما ويجتمعان على شيء مكروه.

وأما مناكحة الميت فان المفعول به ينال من الفاعل خيرا فأما الحي فلعله ينال من ميراثه أو من أحد من أهل بيته أو عقبه وأما الميت فلعل الحي يتصدق عنه أو يصل أهله أو يترحم عليه وإن كانت المنكوحة الميتة مجهولة فإنه يحيا له أمر ميت يطلبه إما أرض خربة يعمرها أو بئر مهدومة يحفرها أو أرض ميتة يحرثها أو مطلب ميت يحييه بالطلب ووجود البينة والأنصار إلا أن يضعف ذكره عند المجامعة أو يكسل عند الشهوة فإنه يحاول ذلك ويعجز عنه.

وأما نكاح الميت الحية فان كانت مريضة أو كان عندها مريض لحقه واتصل به وإلا كان ذلك شتاتا في بيتها أو علة في جسمها إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح مثل أن يقول لها إني لست بميت أو ترى أنه مع ذلك قد دفع إليها تبنا أو وهبها شعيرا فإنه خير يحيا لها لم تكن ترجوه أو قد يئست من ميراثه أو عقبه أو من زوج إن كانت أرملة أو من غائب يقدم عليها إن كان لها غائب.

وأما إن تزوجت المرأة زوجا غير زوجها في المنام فإنه نفع يدخل عليها أو على أهل بيتها أو زوجها من شريك يشاركه أو ولد يعاونه أو صانع يخدمه ويعمل له.

وأما من نكح امرأته في المنام فإنه يظفر بما يحاوله في أمور صناعته فان رأى أنه جنب اختلط أمره فان اغتسل خرج من جميع ما أصابه.

والحيض في المنام للحامل غلام لقوله تعالى – فضحكت فبشرناها بإسحاق – وإن رأى الرجل أنه حائض وطئ مالا يحل له وطؤه فان رأى أنه نكح امرأته وهي معرضة عنه فربما تألبت عليه دنياه وإن رآها حاضت كسدت صناعته.

وأما القبلة للشهوة فإنها تجري مجرى النكاح ولغير الشهوة فان الفاعل يقبل على المفعول ويقصد إليه بمجيئه أو بسؤال وحاجة فينالها إن كان قد أمكنه منها أو تبسم له ولم يدفعه عنها ولا أنكر فعله ذلك عليه.

والمضاجعة في الفراش الواحد واللحاف الواحد والمخالطة تجرى مجرى النكاح والقبلة.

فان رأى كأنه تزوج بأربع نسوة فإنه يستفيد مزيدا من الخير لقوله تعالى – فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان رأى كأنه زوج امرأته رجل آخر وذهب بها إليه فإنه يزول ملكه إن كان من الملوك وتبطل تجارته إن كان من التجار وإن رأى أنه زوج امرأته لرجل وذهب بذلك الرجل إلى امرأته فإنه يصيب تجارة رابحة زائدة والعرس لمن يتخذه مصيبة ولمن يدعى إليه سرور وفرح إذا لم ير طعاما. وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فذكر له أنه ينكح أمه فلما فرغ منها نكح أخته وكان يمينه قطعت فكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياء من أن يكلم الرجل بذلك فقال هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسيء إلى والدته وأخته.

ومن رأى كأن الخليفة نكحه نال ولاية وإن نكحه رجل من عرض النساء أصاب فرحا من الهموم وشفاء من الأمراض ومن رأى كأن شيخا مجهولا ينكح امرأته فإنه ينال ربحا وزيادة فان الشيخ جده فان نكحها شاب فان عدوا له يخدمه ويحثه على الظلم وسوء المعاملة والمنكوح إذا كان محبوسا فرج عنه.

ومن رأى كأنه ينكح أمه الميتة في قبرهما فإنه يموت لقوله تعالى – منها خلقناكم وفيها نعيدكم – ومن رأى كأنه نكح جارية نال خيرا فان رأى أنه ينكح امرأة على غير وجه الإباحة فإنه يطلب أمرا من غير وجهه ولا ينتفع به فان رأى الرجل كأنه ينكح عبده أو أمته نال زيادة في ماله وفرحا بما ملكه فان رأى كأن عبده يجامعه فان عبده يستخف به.

وقيل من رأى كأنه طلق زوجته استغنى لقوله تعالى – وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته -، وقيل إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يفارق ملكا كان يصحبه فان النساء ذوات كيد كالملوك والطلاق فراق وقيل إن طلاق المرأة للوالي عزله وللصانع ترك حرفته فان طلقها رجعية فإنه يرجع إلى شغله.

ومن رأى أنه غيور فإنه حريص.

والسمن: زيادة في المال. فمن رأى أنه سمين زاد.

وقيل من رأى كأنه زنى فإنه يخون وقيل يرزق الحج.

وقيل إن الزنا بامرأة رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه والزاني بامرأة شابة واضع ماله في أمر محكم غير مضيع له وإن أقيم الحد على هذا الزاني دل على استفادة فقه وعلم في الدين إن كان من أهل العلم وعلى قوة الولاية وزيادتها إن كان واليا.

وأما الجمع بين الناس بالفساد فمن رأى أنه يجمع بين زان وزانية ولا يرى الزانية فإنه رجل دلال يعرض متاعا ويتعذر عليه.

وأما تشبه المرأة بالرجل فان رأت المرأة كأن عليها كسوة الرجال وهيئتهم فان حالها يحسن إذا كان ذلك غير مجاوز للقدر فان كانت الثياب مجاوزة للقدر فان حالها يتغير مع خوف وحزن فان رأت كأنها تحولت رجلا كان صلاحها لزوجها.

وأما التخنث فمن رأى كأنه مخنث أصاب هولا وحزنا.

وأما النظر إلى الفرج فمن رأى كأنه نظر إلى فرج امرأته أو غيرها من النساء نظر شهوة أو مسته فإنه يتجر تجارة مكروهة وإن رأى أنه نظر إلى امرأة عريانة من غير علمها فإنه يقع في خطأ وزلل.

وأما اللواط فمنهم من قال إنه يدل على الظفر بالعدو لان الغلام عدو ومنهم من قال يفتقر ويذهب رأس ماله.

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الرابع والخمسون: في النكاح وما يتصل به من المباشرة و الطلاق و الغيرة و السمن و الزنا و اللواط و الجمع بين الناس بالفساد و تشبه المرأة بالرجل و التخنثّ و نظر الفرج

العودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين حسب الترتيب