تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب السابع والأربعون

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب السابع والأربعون: في البسط و الفريق و السرادقات و الفساطيط و الأسرة و الشراع و الستور وما أشبهها

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب السابع والأربعون: في البسط و الفريق و السرادقات و الفساطيط و الأسرة و الشراع و الستور وما أشبهها

البساط: دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر فان رأى كأنه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم فإنه ينال ذلك في سفر وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر وطيه طي النعم والعمر ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع وقيل إن بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له وأرضه الذي يجري عليها أثره كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره فان رأى أنه بسط له بساط جديد صفيق فإنه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولا فإنه ينال دنياه تلك على ما وصفت وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه أو عند قومه أو خلطائه وإن كان ذلك في مكان مجهول وقوم مجهولين فإنه يتغرب وينال ذلك في غربة فإن كان البساط صغيرا ثخينا نال عزا في دنياه وقلة ذات يد وإن كان رقيقا قدر رقة البسط واسعا فإنه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر اجتمع له طول العمر وسعة الرزق ولو رأى البساط صغيرا خلقا فلا خير فيه فان رأى بساطه مطويا على عاتقه قد طواه أو طوي له فهو ينقله من موضع إلى موضع فان انتقل كذلك إلى موضع مجهول فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه وصارت تبعاته منها في عنقه فان رأى في المكان الذي انتقل إليه أحدا من الأموات فهو تحقيق ذلك فان رأى بساطا مطويا لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشورا قبل ذلك وهو ملكه فان دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها ويناله فيها بعض الضيق في معيشته فان بسط له اتسع رزقه وفرج عنه ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء وكل من يوطأ بساطه فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه وإن خطف منه أو احترق بالنار مات صاحبه أو تعذر سفره وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده أو أشرف على منيته.

والوسادة والمرفقة خادمه فما حدث فيها ففيهم. وقال بعضهم: المخاد الأولاد والمساند العلماء.

وأما الفراش فدال على الزوجة وحشوه لحمها أو شحمها، وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الانسان عليها بالغفلة إلى أن ينقل عنها إلى الآخرة. وقال بعضهم: الفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه فإنه امرأته فما رؤى به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش فان رأى أنه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه فإنه يتزوج أخرى ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش، وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل فان المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل فإنه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه فان رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع فان امرأته تتحول من حال إلى حال بقدر فضل ما بين الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما فان رأى مع الفراش فراشا آخر مثله أو خيرا منه أو دونه فإنه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش لأنهن كلهن نساء وتأويل ذلك سواء، ومن رأى أنه طوى فراشه فوضعه ناحية فإنه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها فان رأى مع ذلك شيئا يدل على الفرقة والمكاره فإنه يموت أحدهما عن صاحبها أو يقع بينهما طلاق فان رأى فراشا مجهولا في موضع مجهول فإنه يصيب أرضا على قدر صفة الفراش وهيئته فان رأى فراشا مجهولا أو معروفا على سرير مجهول وهو عليه جالس فإنه يصيب سلطانا يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لان السرير من خشب والخشب جوهر الرجال الذين يخالطهم نفاق في دينهم لان الأسرة مجالس الملوك وكذلك لو رأى كأن فراشه على باب السلطان تولى ولاية وإذا أولنا الفراش بالمرأة فلين الفراش طاعتها لزوجها وسعة الفراش سعة خلقها وكونه جديدا يدل على طراوتها وكونه من ديباج امرأة مجوسية وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية وكونه أبيض امرأة ذات دين وكونه مصقولا يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي الله وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة والجديد امرأة حسناء مستورة والمتمزق امرأة لا دين لها فمن رأى كأنه على فراش ولا يأخذه النوم فإنه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فان رأى كأن غيره مزق فراشه فإنه يخونه في أهله.

وأما السرير فقد قيل من رأى أنه على سرير فإنه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده وإن كان سلطانا ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف لقوله تعالى – وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب – وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة وإن كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين وإن لم يكن عليه فرش فإنه يسافر، وقال بعضهم: السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش وكذلك تدل الكراسي وأرجل السرير تدل على المماليك وخارجه على المرأة خاصة وداخله على صاحب الرؤيا وأسفله على الأولاد الإناث وقال القيرواني إن السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقر به والعرب تقول ثل عرشه إذا هدم عزه والعرش السرير وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة لان النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته وربما دل على النعش لأنه سرير المنايا فمن تكسر سريره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكا وعزل عن نظره إن كان حاكما وفارق زوجته إن كانت ناشزا أو ماتت مريضة أو زوجها إن كان هو المريض أو سافر عنها أو هجرها وقد يدل وجهه على الزوج ومؤخره على الزوجة وما يلي الرأس منه على الولد وما يلي الرجلين على الخادم والابنة وقد يدل حماره على قيم البيت وألواحه على أهله وقد يدل حماره على الخادم وألواحه على الفراش والبسط والفراش والحصر وثياب المرأة، وأما من رأى نفسه على سرير مجهول فان لاق به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت حاملا ولدت غلاما وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه أو كان له جمال وإن كان لا فرش فوقه فان راكبه يسافر سفرا بعيدا وإن كان مريضا مات وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله ركب محملا على البعير أو سفينة في البحر أو جلس فيها على السرير.

السرادق: سلطان في التأويل فإذا رأى الانسان سرادقا ضرب فوقه فإنه يظفر بخصم سلطاني وقال من رأى له سرادقا مضروبا فان ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لان السرادق للملوك والفسطاط كذلك إلا أنه دونه والقبة دون الفسطاط والخباء دون القبة، ومن رأى السلطان أنه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة دل على خروجه من بعض سلطانه فان طويت باد سلطانه أو نفد عمره وربما كانت القبة امرأة تقول ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أن الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله قال عمرو بن معد يكرب: ألم يرق له البرق اليماني * يلوح كأنه مصباح بان يريد بان بأهله فمصباحه لا يطفأ، وقال إن الفساطيط من رأى أنه ملكها أو استظل بشيء منها فان ذلك يدل على نعمة منعم عليه بها لا يقدر على أداء شكرها والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر فإنه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة لان المجهول من هذه الأشياء يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه أو يزور بيت المقدس وقيل إن الخيمة ولاية وللتاجر سفر وقيل إنها تدل على إصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى – حور مقصورات في الخيام – والقبة اللبدية سلطان وشرف.

وأما الشراع: فمن رأى كأن شراعا ضرب له فإنه ينال عزا وشرفا.

وأما الستر فقد قال أكثرهم هو هم فإذا رآه على باب البيت كان هما من قبل النساء فان رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلق هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولا فرج عاجل والممزق عرضا تمزق عرض صاحبه والأسود من الستور هم من قبل ملك والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة هذا كله إذا كان الستر مجهولا أو في موضع مجهول فإذا كان معروفا فبعينه في التأويل وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كأن عليه سترا فهو ستر عليه من اسمه وأمن له وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع وقال الكرماني إن الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج فإنه هم لصاحبه شديد قوي ومارق منه وضعف وصغر فإنه أهون وأضعف في الهم وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت وليس في ذلك عطب بل عاقبته إلى سلامة وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل وكذلك ما رؤي أنه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب فإنه يفرج عن صاحبه الهم والخوف والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشد وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنه هو بعينه في اليقظة لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولا لم يعرفه في اليقظة واللحاف يدل على أمن وسكون وعلى امرأة يلتحف بها والكساء في البيت قيمه أو ماله أو معاشه وأما شراؤه واستفادته مفردا أو جماعة فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ونافقة في منام الشتاء، وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله فان سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الاسفار والبادية عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه.

وأما الكلة فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته وربما دلت على الغمة لأنها تغم من تحتها وكذلك الستور إلا أن الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها والطنفسة كالبساط. وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرمى بها ثم قعد على الأرض فقال ابن سيرين هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب وإن صدقت رؤياه هزمه يزيد بن عبد الملك.

وأما اللواء فمن رأى أنه أعطى لواء وسار بين يديه أصاب سلطانا ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة، ومن رأى أن لواءه نزع منه نزع من سلطان كان عليه. وقال القيرواني الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاء والعلماء وكذلك المظلة أيضا، ومن رأى في يده لواء أو راية فان ذلك يدل على الملك والولاية وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم وربما دل على ولاة الاسلام وعلى ولادة الحامل الغلام أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.

تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب السابع والأربعون: في البسط و الفريق و السرادقات و الفساطيط و الأسرة و الشراع و الستور وما أشبهها

العودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين حسب الترتيب