تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم المسجد في المنام

تفسير الاحلام لابن سيرين، تفسير حلم أو رؤية المسجد أو الجامع وذلك في المنام أو في الحلم.

تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم المسجد في المنام

تفسير رؤيا [الجامع أو المسجد] في المنام لابن سيرين:

وأما المساجد في المنام، فالمسجد في المنام يدل على الآخرة لأنها تُطلب فيه، مثلما تدل المزبلة في المنام على الدنيا. ويدل المسجد في المنام كذلك على الكعبة لأنها بيت الله. وتدل المساجد على العموم على الأماكن الجامعة للربح والمنفعة والثواب والمعاونة مثل دار الحاكم أو حلق الذكر أو الجامعة للربح كالسوق وحيث أن المسجد كسوق الآخرة. ويستدل عند التأويل أي منهم هو المقصود وذلك حسب كل مسجد وكبره واشتهاره وجوهره وما في الرؤيا من أدلة وشواهد.

ومن رأى في منامه وكأنه بنى مسجداً، فإن كان أهلاً للقضاء فإنه ينال القضاء بين الناس وكذلك إن كان أهلاً للفتوى، ويدل بناء المسجد في المنام للعالم على علم نافع، ويدل بناء المسجد في المنام للوارق على مصحف يكتبه، ويدل بناء المسجد في المنام للأعزب على نكاح وتزويج، ويدل بناء المسجد في المنام لطالب مال ودنيا على بناء يبنيه يجري عليه كسبه وغلته وتدوم فائدته كالحمّام أو الفندق أو الحانوت أو الفرن أو السفينة وأمثال ذلك، لما في المسجد من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح فيه في صلاة الجماعة ومجيء الناس إليه من كل ناحية ودخولهم فيه بغير إذن. وقيل كذلك: يكون تعبير رؤيا بناء المسجد على حسب حالة صاحب الرؤيا، فإن كان مؤثراً للدنيا والمال على الآخرة فإنه بناء المسجد يدل على أنه ينال مطلبه من الدنيا وينال ربحاً ومالاً، وإن كان مؤثراً للآخرة على الدنيا فإنه ينال الفوائد وكذلك الثواب في الآخرة.

وأما رؤية هدم المسجد في المنام فيكون تأويلها ويجري تعبيرها في ضد رؤية بنائه، وكذلك يؤخذ في الحسبان عند التأويل ما بني مكان المسجد بعد هدمه، فإن رأى بأنه بنى مكان المسجد حانوتاً، دلت الرؤيا على أنه يؤثر الدنيا على الآخرة، وإن رأى بأنه بنى مكان المسجد حمّاماً، دلت الرؤيا على فساد في دينه ربما بسبب امرأة، وإن رأى بأنه حفر في مكانه حفراً، دلت الرؤيا على أنه ارتكب إثماً من مكر مكره، أو من عمل خير أو من علم منعه عن جماعة، أو من نكاح معقود قد أفسده وأبطله.

[1]مُتَجَرِّدٌ فِي أَمْرٍ: جَاد فِيهِ، مُثَابِرٌ عَلَيْهِ، أَوْ مُبَالغ فِيهِ، مُتَجَرِّد مِنْ أُمُور أُخْرَى لِأَجْلِ هَذَا الْأَمْرِ.

وإن رأى في منامه نفسه وكأنه كان متجرداً من الثياب في مسجد، دلت الرؤيا على أنه يتجرد[1] في أمر هو من دلائل المسجد، فإن كان وقت الرؤيا في أيام الحج فإنه يحج إن شاء الله سيما إن رأى في الرؤيا بأنه كان يؤذن في المسجد، وإن كان مذنباً ورأى مثل هذه الرؤيا فإن يتوب ويخرج من المعصية إلى الطاعة. وقيل: إن رأى في منامه بأنه كان يصلى في المسجد إلى غير القبلة وهو بادي السوأة، فإن الرؤيا تدل على أنه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق أو موسم من مواسم الزرع ونحوه فيخسر في البيع والشراء.

وأما المسجد الحرام فتدل رؤيته في المنام على الحج لمن رأى بأنه تجرد فيه أو رأى بأنه أذّن فيه. وقد يدل المسجد الحرام في المنام كذلك على دار السلطان أو على دار العالم أو على جامع المدينة أو على السوق العظيم كسوق الصرف وسوق الصاغة.

[2]أُسْطُوانَةٌ: الجمع: أُسْطُواناتٌ، أَساطِينُ. أُسْطُوانَةُ البِناءِ: دِعامَةٌ يَنْهَضُ عَلَيْها البِناءُ، عَمودٌ، سارِيةٌ.

[3]قِنْدِيلٌ- الجمع: قَنَادِيلُ: مِصْبَاحٌ يُضِيءُ بِفَتِيلٍ زَيْتِيٍّ.

[4]حَصِيرٌأو حَصِيرَةٌ: الجمع: حُصُرٌ، أحْصِرَةٌ، حَصَائِرُ. أدَّى الصَّلَاةَ عَلَى حَصِيرٍ”: بِسَاط، فراش.

والجامع في مدينة هو في المنام يكون دال على أهلها، فأعاليه رؤساؤها، وأسافله عامتها، وأساطينه[2] أهل الذكر والقيام بالنفع والعلم والعبادة والنسك. ومحرابه يكون دال على إمام الناس هناك، ومنبره دال على سلطانهم أو خطيبهم. وقناديله[3] تدل على أهل الخير والعلم والحراسة في الرباط. وأما حُصُرُهُ[4] تدل على أهل الخير والصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه. وأما مئذنته فتؤول بقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعى الناس إليه ويرضى بقوله ويقتدى بهديه ويصار إلى أوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه. وأما أبوابه فتدل على عمال وأمناء وأصحاب شرط في المدينة وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم. فما أصاب شيئاً من هذه الأشياء أو رأى فيها من صلاح أو من فساد في المنام، فإنه يعود تأويله على من يدل عليه خاصة أو عامة.

تفسير حلم و رؤية المسجد أو الجامع في المنام.

انقر هنا للعودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين بالحروف الابجدية بالترتيب

اترك تعليقاً