تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم السفينة في المنام

تفسير الاحلام لابن سيرين، تفسير حلم أو رؤية السفينة و البحار أو الملاح ذلك في المنام أو في الحلم.

تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم السفينة في المنام

تفسير رؤيا [السفينة و الملاح أو البحّار] في المنام لابن سيرين:

السفينة في المنام دالة على النجاة لأن الله سبحانه نجّى بها نوحاً عليه السلام والذين معه، والسفينة في المنام تدل على الإسلام الذي به النجاة من الجهل والفتنة. وربما دلت السفينة في المنام على الزوجة التي تحصنه وتجنيه من النار والفتن. وربما دلت السفينة في المنام على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما نجاته ونيل حاجته لا سيما أن السفينة كالأم الحاملة لولدها في بطنها. وربما دلت السفينة في المنام على الصراط الذي عليه ينجو أهل الايمان من النار. وربما دلت السفينة في المنام على السجن أو الهم أو العائق الذي يعوقه وذلك إذا رؤيت بأنها ركدت لقصة يونس عليه السلام.

[1]طاروسها: إذا كان هبوب الريح ملائماً لمجرى السفينة.

فمن رأى في منامه وكأنه ركب سفينة في البحر، فيتم النظر إلى حاله ومآل أموره، فإن كان غير مسلم فإنه يدخل الإسلام سيما إن رأى بأنه صعد إليها من وسط البحر من بعد ما أيقن بالهلاك، وإن كان مذنباً فإنه يتوب من ذنبه، وإن كان فقيراً فإنه يستغني من بعد فقره، وإن كان مريضاً فإنه يفيق من مرضه ويُشفى ويعافى، وإن كان طالب علم فإنه يصحب عالماً أو يتسفيد علماً ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة، وإن كان مديوناً فإنه يقضي دينه، وإن كان مهموماً فإن همه يزول، وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه آتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاروسها[1]. وإن رأى ذلك أعزب فإنه يتزوج امرأة تحصنه وتصونه، وإن رأى ذلك مسجون فإنه ينجو من سجنه ويُطلق سراحه. ورؤية السفينة بأنها قد وصلت به إلى ساحل البحر أو أنه نزل منها إلى البر، يعتبر ذلك أفضل في التأويل ويكون خير ذلك أعجل وأسرع وأحسن.

وإن رأى في منامه وكأن في السفينة ميتاً في دار الحق، دلت الرؤيا على نجاته وفوزه برحمة الله تعالى من النار وأهوالها. وقيل: إن رأى في منامه بأنه ركب السفينة مع الموتى، فيدل ركوب السفينة حينها على النجاة من فتن الدنيا.

وأما إن رأى في منامه وكأنه في سفينة راكدة في  وسط البحر وكانت أمواج البحر والرياح تعصف بها وكان ذلك في وقت الشتاء وارتجاج البحر فإن الرؤيا غير محمودة، إذ قد تدل الرؤيا حينها على حبس لما جرى على يونس عليه السلام من الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته، أو قد تدل الرؤيا على عائق يكون أمامه في سعيه لسفر أو سعيه لعلم أو سعيه لرزق أو لزواج، سيما إن رأى بأن البحر مضطرب والأمواج والرياح عاتية وكان ذلك في فصل الشتاء وارتجاج البحر. إلا أن عاقبة جميع ذلك إلى خير ونجاة إن شاء الله تعالى وذلك لجوهر السفينة وما تقدم ذِكره، وفيها من نجاة نوح عليه السلام، ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام عندما نجت السفينة من الملك الغاصب لأن الخضر عابها وخلع لوحاً من ألواحها، مع حسن عاقبة يونس عليه الصلاة والسلام من بعد حاله وما نزل به. ولذلك قيل: لو رؤيت السفينة في المنام بأنها قد عُطبت أو انفتحت لدل ذلك على نجاة راكبيها وذلك إن رؤيت بأنها كانت في البحر وهم راكبون فيها.

وأما رؤية وكأن السفينة تجري على الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها، فذلك يدل بخروج راكبها عن الحق، فإن لم يكن ذلك فلعله يدل على أنه يحنث في زوجته، أو لعل ذلك يدل على أن بضاعته تكسد أو رزقه يتعذر عليه أو أنه يتعطل عمله أو صنعته، فرؤية خروج السفينة إلى البر والمشي عليه فذلك على الجملة هو غير محمود في التأويل، وكذلك رؤية السفينة وكأنها تطير في الهواء يعتبر ذلك أيضاً غير محمود في التأويل لمن رؤي بأنه كان راكباً في  السفينة أثناء طيرانها في الهواء.

وقال بعضهم: من رأى في منامه وكأنه في سفينة في بحر، داخل ملكا أو سلطاناً  إن كان أهلاً لذلك -يتقرب إلى ملك أو سلطان-.

والسفينة في المنام لمن رأى وكأنه ملكها تدل على النجاة من الكرب والهم والمرض والحبس.

وقيل: إن رأى في منامه بأنه في سفينة فذلك يدل على أنه ينجو من هم هو فيه، فإن رأى بأنه كان في سفينة وقد خرج منها إلى البر فإن الرؤيا تدل على أن نجاته تكون أعجل، فإن رأى بأنه يركب سفينة وهي على أرض يابسة دل ذلك على هم أشد ونجاة أبعد.

فان رأى وال معزول، إن رأى في منامه وكأنه ركب في سفينة، فإن الرؤيا تدل على أنه يلي ولاية من قبل ملك قدره على قدر البحر ومبلغ الولاية على قدر إحكام السفينة وسعتها، ويدل مدى بعد السفينة عن البر مدى بعده عن العزل.

وقال بعضهم: إن رؤية ركوب السفينة في البحر في المنام يدل ذلك على سفر في شدة أو سفر فيه مخاطرة، أو أن أمراً ما هو عليه أو يعمله يكون فيه مخاطرة.

وقيل: كلما رؤيت السفينة بأنها بعيدة عن البر دل ذلك على أن الفرج بعيد، وكلما رؤيت السفينة بأنها أقرب إلى البر دل ذلك على أن الفرج قريب.

وقيل: إن رؤية ركوب السفينة ثم الخروج منها إلى البر، يدل ذلك على النجاة ثم معصية الله، لقوله تعالى: {فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}.

وقيل: رؤية ركوب السفينة لمن ذهبت دولته أو لتاجر خسر وضاعت تجارته، تدل السفينة لهؤلاء على رجوع ذلك لهم.

وإن رأى والي في منامه وكأنه على سفينة قد غرقت ولكنه تعلق منها بلوح، دلت الرؤيا على أن السلطان يغضب عليه ثم ينجو وترجع إليه الولاية، وإن رأى تاجرٌ مثل هذه الرؤيا فهي تدل على نقصان يكون في ماله ثم يربح ويُعوّض ذلك المال الذي فقده.

ورؤية غرق السفينة في المنام يدل ذلك على شدة، وقيل غير ذلك: إن غرق السفينة في المنام يدل على سفر في سلامة لقوله تعالى: {سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ولتبتغوا من فضله}.

والسفينة المشحونة بالناس في المنام تدل على السلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون}.

ورؤية أخذ مجذاف السفينة في المنام يدل على إصابة علم أو نيل مال من ذي شوكة.

ورؤية أخذ حبل السفينة في المنام يدل ذلك على حُسن الدِّين والإخلاص وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. وحبال السفينة في المنام تؤول بأصحاب الدِّين.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ المراكب وهي سائرة بهدوء وبغير ارتجاج فإن الله تعالى ينجيه من جميع ما يحذر.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ السفينة انكسرت به فإنه يقع في هم وغم وبلاء.

وقيل: إن رأى إنسان في منامه وكأنه في سفينة وقد انكسرت، فذلك يعتبر غير محمود في التأويل إذ قد يدل ذلك على مكروه يتعرض له الولد.

الملاح: البحّار.

والملاح في المنام يؤول برجل سجان، وقيل: هو يدل على سائس الملك أو يدل على وزير الملك أو صاحب جنده أو المتوسط بينه وبين رعيته. وربما دل الملاح في المنام كذلك على الجمّال أو البغّال أو الحمّار أو المكاري أو السّائس.

رؤيا

حكي أن رجلاً أَتى ابن سيرين، فقال: رأيتُ كأنيّ في سفينة سوداء لم يبقَ منها إلا الحبال. قال: أنتَ رجلٌ لم يبقَ من دينكَ إلا الاخلاص.

تفسير حلم و رؤية السفينة و الملاح أو البحار أو قبطان السفينة في المنام.

انقر هنا للعودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين بالحروف الابجدية بالترتيب

اترك تعليقاً