تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم الجبل في المنام

تفسير الاحلام لابن سيرين، تفسير حلم أو رؤية الجبل وذلك في المنام أو في الحلم.

تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم الجبل في المنام

تفسير رؤيا [الجبل] في المنام لابن سيرين:

الجبل في المنام يؤول بملك أو سلطان قاسي القلب قاهر، أو يدل الجبل في المنام على رجل يكون قدره على قدر الجبل وعظمه وطوله وقصره وعلوه. وقد يدل الجبل في المنام كذلك على العالم والناسك. ويدل الجبل في المنام كذلك على المراتب العالية والأماكن الشريفة والمراكب الحسنة حيث أن الله تعالى خلق الجبال أوتاداً للأرض حين اضطربت فهي كذلك العلماء والملوك لأنهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية. وربما دل الجبل في المنام على الغايات والمطالب لان الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه وتعبه.

فمن رأى في منامه بنفسه فوق جبل أو مسنداً إلى جبل أو جالساً في ظل جبل، دلت رؤياه على أنه يتقرب من رجل ذو مكانة ويشتهر ويحتمي به، إما من سلطان -إن كان أهلاً لذلك- أو من فقيه أو من عالم أو من عابد ناسك.

ومن رأى في منامه نفسه وكأنه فوق جبل يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة أو رأى في منامه وكأنه كان على جبل يرمى عن قوس بيده، فإن رؤياه محمودة وتدل على أنه ينال عزاً وصيتاً وذكراً حسناً في الناس، ويكون مقدار صيته في الناس على مقدار امتداد صوت أذانه في المنام أو على مدى ما رأى بأن سهامه قد وصلت.

وقيل: إن رأى في منامه نفسه وكأنه فوق جبل، فإن كان خائفاً في اليقظة فإنه ينال الأمن والأمان، وإن كان في سفينة نالته في بحره شدة يرسى من أجلها ثم يفرّج الله عنه فيكون رؤية صعوده فوق الجبل في المنام دليل العصمة لقوله تعالى: {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء}.

الجبل في المنام يؤول كذلك بالعصمة والنجاة إلا أن يرى في المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل فإن الرؤيا حينئذٍ غير محمودة لقصة ابن نوح. وقد تدل رؤية الفرار من سفينة باتجاه جبل في المنام على مفارقة رأي الجماعة أو البدعة وخصوصاً إذا رأى بأنه كان معه في السفينة قاض أو إمام عادل أو رئيس أو عالم أو رأى بأنه كان في الجبل وحوش أو سباع.

وأما رؤية صعود الجبل في المنام، فإنه يدل على مطلب يطلبه أو أمر يسعى في تحقيقه أو سفر في البر يسافره. فإن رأى بأن صعوده للجبل كان سهلاً يسيراً عليه، دل ذلك أن الأمر الذي يسعى فيه يكون كذلك سهلاً عليه يوسيراً، فإن رأى بأن صعوده للجبل كان عسيراً عليه وصعباً، دلت رؤياه على أن الأمر الذي يسعى فيه يكون كذلك صعباً عليه وعسيراً، فإن رأى بأن يصعد الجبل وقد وصل لقمة الجبل أو أعلاه، دلت رؤياه على النجاة وعلى أن الأمر الذي يسعى فيه يتحقق له، فإن رأى بأنه سقط خلال صعوده الجبل، دلت رؤياه كذلك على أنه ينال ضرراً أو يفشل ولا يصل لمراده الذي يريد تحقيقه ويكون مقدار الفشل والضرر على مقدار ما رأى بأنه لحق ببدنه من ضر جراء السقوط منه.

وأما رؤية السقوط من فوق جبل في المنام أو رؤية السقوط من فوق رابية أو من فوق سقف أو من فوق حائط أو من أعلى شجرة أو نحو ذلك، فإن ذلك يكون تأويله حسب حالة الرائي في اليقظة وحسب ما في الرؤيا من شواهد ودلائل، إذ قد يكون تأويل ذلك مفارقة زوج أو زوجة أو عالم أو رجل ذو مكانة وهيبة كالملك أو السلطان ونحوه، وقد يكون تأويل ذلك على أن أمراً ما يرجوه ويسعى في تحقيقه في اليقظة يصعب عليه ويكون أمامه عقبات تمنع أو تحول دون تحقيقه، وقد يدل السقوط من الجبل ونحوه في المنام على السقوط في المعاصي والذنوب إن رأى بأنه سقط من جبل أو نحوه إلى أرض بها وحوش أو حيات أو عقارب أو فئران أو غربان أو قاذورات أو حمأة أو نحو ذلك، وقد يدل السقوط من الجبل في المنام على التوبة والإقلاع عن الذنوب وترك المعاصي إن رأى بأنه سقط من جبل إلى أرض خصبة أو إلى روضة أو إلى مسجد أو إلى صلاة في جماعة أو نحو ذلك.

وأما من رأى في منامه وكأن جبلاً ارتفع في الهواء على رؤوس الخلق، فإن ذلك يدل على خوف شديد يصيب الناس من ناحية الملك أو السلطان لان بني إسرائيل رُفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفاً من الله لهم وتهديداً لهم على العصيان.

وأما رؤية الجبال بأنها تسير في المنام فإن ذلك غير محمود في التأويل، إذ قد تدل الرؤيا على فتنة أو شدة، أو قد تدل على اضطراب واختلاف يكون بين علماء أو ملوك.

وأما رؤية رجوع الجبل رماداً أو تراباً في المنام، فإن كان صاحب الرؤيا قد تاب من طغيان أو من ذنب أو من ظلم فإن الرؤيا تدل على أنه يعود لظلمه أو طغيانه أو معصيته، وإلا دلت الرؤيا على مكروه يصيب من ينسب إليه الجبل في التأويل. وقيل: من رأى في منامه أنه يهدم جبلاً أو رأى أن جبلاً قد تهدم، فإن الرؤيا تدل على موت رجل منيع أو ذو مكانة.

والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنه في المنام يؤول بملك صاحب دين، وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه يؤول بملك طاغ ظالم فهو كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه.

والجبل القائم في المنام خير وأفضل في التأويل من الجبل الساقط حيث أن الجبل القائم يكون كالحي والساقط الذي صار صخوراً كالميت لا يذكر الله ولا يسبحه.

ومن رأى في منامه وكأنه ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلا للولاية، دلت رؤياه على أنه ينال الولاية من رجل ملك قاسي القلب نفّاع، فإن لم يكن أهلاً للولاية فإن الرؤيا تدل على أنه ينال مالاً وذلك على قدر ما رأى أنه شرب من الماء في المنام، وإن كان صاحب الرؤيا تاجراً فإن الرؤيا تدل على أنه يرتفع أمره ويربح في تجارته.

وسهولة صعود الجبل في المنام تدل على سهولة في الوصول للمراد، وصعوبة صعود الجبل في المنام تدل على شدة أو صعوبة في الوصول للمراد، والهبوط من الجبل في المنام يدل على النجاة من شدة أو خسران، والصعود على الجبل في المنام يدل على ارتفاع وعلو ولكن مع تعب. وقيل: صعود الجبل في المنام يدل على علو ورفعة ينالها الرائي وهبوط الجبل يدل على هبوط وضعة. وقيل: كل طلوع على الجبل يدل على هم وكل نزول من الجبل يدل على فرج من الهم. وقيل: صعود الجبل في المنام يدل على ولاية لمن هو أهل للولاية، والنزول من الجبل هو عزل عن الولاية.

وقيل: ان رأى في منامه وكأنه صعد الجبل، فان الجبل يؤول بالغاية التي يطلبها ويكون بلوغه تلك الغاية بقدر ما رأى أنه صعد في الجبل، فإن وصل للأعلى واستوى فوق الجبل فإنه يصل لغايته. وإن رأى في منامه وكأنه حمل جبلاً، فإن الرؤيا تدل على أنه يعمل عند رجل أو تاجر، فإن رأى بأن الجبل كان ثقيلاً عليه كان ذلك العمل صعباً عليه فان خف خف عليه.

وقيل: الجبل في المنام يؤول بملجأ ومأوى وكنف.

فان رأى في منامه وكأنه دخل في كهف جبل، فإن الرؤيا تدل على أنه ينال رشداً في دينه وأموره أو أنه يتولى أمور السلطان ويتمكن -إن كان أهلاً لذلك-.

وقيل: الكهف في المنام يؤول كذلك بملجأ وكنف ومأوى.

فان رأى في منامه وكأن جبلاً استقبله، فإن الرؤيا تدل على أنه يسافر أو أنه يواجه أمراً صعباً أو امرأة صعبة قاسية أو رجل منيع.

فان رأى في منامه وأنه يأكل الحجر، فإن الرؤيا تدل على أنه ييأس من رجاء يرجوه. فان رأى في منامه وكأنه يأكل الحجر مع الخبز، فإن الرؤيا تدل على أنه يواجه صعوبة في الحصول على معيشته أو رزقه ولكنه يداري ويحتمل -أو يصبر-. فان رأى في منامه و كأنه يقذف الناس بالحجر، فإن الرؤيا تدل على أنه ارتكب فاحشة.

وقيل: كل صعود يراه الانسان في المنام سواء كان على جبل أو على تل أو على سطح أو غير ذلك، فإنه يدل على نيل ما هو طالب وقضاء الحاجة التي يريدها، فان رأى في منامه بأنه هبط من جبل أو تل أو قصر أو نحوه، فان الامر الذي يطلبه لا يتم له. وقيل: الصعود في المنام إن كان مستوياً فإنه يدل على مشقة.

وقيل: كل ارتفاع في المنام هو محمود في التأويل إلا أن يكون ذلك الارتفاع مستويا لقوله تعالى: {سأرهقه صعوداً}.

وقيل: من رأى في منامه أنه يَهمُّ في صعود جبل أو أنه يزاول جبلاً، كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها، فان رأى أنه علاه فإنه ينال غايته فان رأى أنه سقط عنه فإنه لا ينالها. وقيل: صعود الجبل في المنام يكون محموداً في التأويل إن كان يصعده كما يفعل صاعد الجبل في اليقظة.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أنه على جبل أو على تل فإنه ينال رفعة بقدر طلوعه والنزول من أعلى إلى أسفل يكون بضد ذلك.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ جبلاً على بعد فإنه يناله خوف وإن رأه على قرب فإنه يناله قوة وعافية في بدنه وسعة جيدة في ماله.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ جبلاً يتزلزل فإنه يناله شدة ومشقة.

وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ جبلاً قد انهدم أو مدينة قد انهدمت فإنه يخاف عليه من ذلك.

تفسير حلم و رؤية الجبل في المنام.

انقر هنا للعودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين بالحروف الابجدية بالترتيب

اترك تعليقاً